نصرالله
والقديم
الجديد
بقلم/الكولونيل
شربل بركات
"تقول
أوساط نصر
الله بأن
إسرائيل تسعى
لقتله لأنها
تريد تدمير
لبنان. ونحن
نقول أنه إذا
كانت إسرائيل
تريد بالفعل
تدمير لبنان
فلن تجد أفضل
من نصر الله
لتلك المهمة،
وهي بالتالي لن
تمس شعرة منه.
أما إذا كانت
تريد التخلص
من السيد نصر
الله بالذات
لأنه لم يعد
عنصر
الاستقرار
الذي بنى عليه
باراك نظريته
فإن من سيخلفه
لن يكون بأفضل
منه. وطالما
بقي الثنائي
السوري –
الإيراني
يدير اللعبة
على الساحة
الشيعية في
لبنان فإن
الأمور تسير
نحو مزيد من
التطرف لا
الاتزان..."
في
قراءتنا
لخطاب السيد
الأخير لا نرى
جديدا البتة،
لا بل لا نرى
موقفا واضحا
من الأوضاع،
وما نعتقده هو
أن السيد نفسه
لا يملك حتى
الآن، كما
يبدو، رؤية
واضحة، لأن
الأمور التي
تجري تحت الطاولة
بين اللاعبين
الكبار حجبت
بدون شك دور
الطفيليين
الصغار
والمنفذين
للأوامر المطلوبة
بدون رأي أو
قرار. وهو نفس
الموقف الذي
يتملك الطرف
الآخر على
الساحة
اللبنانية والذي
يتهمه السيد
بالوقوف مع
الأمريكيين.
وفي رهانه
الذي لا يملك
سواه يتمنى
السيد أن تخرج
إيران أكثر
قوة من ذي
قبل، إن
بالتفاوض
الذي يقر بأنه
الوسيلة
الأهم، أو
بالمواجهة
التي يعتقد أن
هناك أملا
فيها أيضا أن
تخرج إيران
منها بتأثير
أكبر على
الساحة الشرق
أوسطية. وهنا
يطلق لمشاعره
العنان ويبدأ
بالتهديد
بأنه إذا ما
تم ذلك فلن
يعطي أحدا حتى
ما يعرضون
عليه الآن " ...وساعتها
لن نرضى بأن
نعطيهم 11
وزيرا..." وهنا
يظهر التناقض
جليا بالمواقف.
في
بداية خطابه
يتهم السيد
حكومة
الأكثرية النيابية
بأنها
"مدعومة
دوليا" وكأن
هذا الدعم هو
مصدر خجل
ونقطة ضعف، ثم
لا يلبث أن
يجاهر بأنه
إذا ما ربحت
إيران "ستكون
الأحوال غير الأحوال..."
فأن يكون هو
مدعوما من
إيران فهذا حق
وشرع، أما أن
يدعم غيره ومن
قبل المجتمع
الدولي
قاطبة، فهذا
هو الباطل
بعينه.
نصر
الله الذي
يطالب
الدولة،
ليعترف لها
بأنها دولة،
أن تحمي
الحدود، نسي
بأنه هو من
منع الدولة
بأن تنتشر حتى
الحدود
لتحميها،
وقرر يومها
أننا "لن نرسل
الجيش لحماية
إسرائيل". والذي
يتكلم اليوم
عن أن الجيش
وقيادته هم
الضمانة، نسي
أنه وحتى
الأمس
القريب، لم يكن
يؤمن بأن لهذا
الجيش القدرة
على حماية البلاد
وبأن
المقاومة
وحدها
القادرة على
ذلك.
نصر
الله الذي
يرفض التدويل
اليوم وكأنه
جريمة، إن كان
بالنسبة
للمحكمة
الدولية أو
غيرها، ويتهم
النواب الذين
وقعوا
العريضة بهذا
الجرم، نسي
بأنه استجدى
التدويل قبل
ستة أشهر فقط،
ودفع بكل
القوى
والعلاقات،
وخاصة الذين يتهم
اليوم، إلى
مجلس الأمن
ليبقى له موطئ
قدم ومخرجا
مقبولا ويحمي
نفسه وجماعته
من خطر الزوال
يوم فتح أبواب
جهنم عليه
بدون معرفة العواقب
"..لو كنت أعلم..."
نصر
الله الذي يرفض
المحكمة
الدولية، لا
يعرف لماذا أو
ما هي انتقاداته
عليها لأنه لا
يعلم بعد ماذا
يمكنه أن يرفض
وماذا يمكنه
أن يقبل، ولذا
فهو "لا يعطي
ملاحظاته إلا
لحكومة
شرعية..." وكأن
في هذه الملاحظات
أسرارا لا
يمكن البوح
بها، والحقيقة
بشكلها
البسيط
والواضح هي
أنه لم يتبلغ
بعد من الجهات
الآمرة ما هي
هذه
الملاحظات.
نصر
الله يتهم
الدولة بأنها
ليست دولة.
ونحن نقول له
بأنه على حق
في هذا، فلو
كانت هذه الدولة
دولة لما قبلت
أبدا بأن
تتفاوض مع
مجموعة مسلحة
لا تأتمر
بأوامرها،
وقد صادرت
قرار طائفة
بأكملها
بالقوة لصالح
دولة أخرى، وهي
تحاول مصادرة
القرار
الوطني أيضا.
نعم لو كانت
هذه الحكومة
حكومة لما
قبلت أن تدخل
في بيانها
الوزاري فقرة
تسلبها جزءا
من صلاحياتها
في نشر قواها
على سائر
أراضيها
وتتحدى بها قرار
دولي، ولا
قبلت بأي
تعاون مع من
يشكل دولة
داخل الدولة.
لو احترمت
الحكومات
المتتالية
نفسها، ليس
اليوم بل منذ
تنفيذ اتفاق
الطائف في 1990،
لما قبلت
بأكذوبة
المقاومة
فضحكت على
اللبنانيين
وعلى نفسها،
فقد كان يجب
أن تحل كافة المليشيات
وعلى رأسها
حزب الله،
ويوقف تمويلها
الخارجي،
وتغلق مدارس
الحقد
التابعة لها والتي
تربي الأجيال
على التقاتل
والاختلاف عن
الآخرين،
فاتفاق
الطائف قال
بوحدة اللبنانيين
وليس
بتقسيمهم،
ولو أنه أقر
بضرورة توسيع
اللامركزية
الإدارية
لصالح
السلطات
المحلية في
المناطق ولكن
لا أحد يقول
بأن السلطات
المحلية هي
أحزاب فئوية
متعصبة
ومنغلقة. وكان
على الحكومة
أن تستمر هي
في مفاوضة
الإسرائيليين
التي كانت
بدأت مجددا مع
مدريد في 1992
لتنفيذ
القرارات
الدولية، لا
أن تتنازل
لحزب الله هذا
بأن يقوم هو
بمفاوضة
الإسرائيليين
من دون الدولة
وتكتفي هي
بتحمل
النتائج. كان
على الدولة أن
تفاوض
الجنوبيين
لتسليم
أسلحتهم كسائر
المواطنين
وتعرض
حمايتها
عليهم لا أن تترك
الجنوب ساحة
لحزب الله
ومسلحيه
ليقيموا عليها
دولتهم
وينشروا
ثقافتهم
وحقدهم
ويفرضوا أمرا
واقعا لم يعد
من السهل
تغييره، لا بل
ها هو يعطل
البلاد
ويصادر ساحات
العاصمة بعد أن
تسبب في كل
الدمار
والخراب
وتقتيل الناس
ودون أن يرمش
له جفن وكل
ذلك لكي يمنع
حاكم الشام
توحيد
اللبنانيين
وقيامتهم
والتحاقهم بالركب
الحضاري.
ويتكلم
السيد عن
الهزائم
والانتصارات
وهو يصدق نفسه
بأنه انتصر
على إسرائيل
منذ أن دفعها
إلى خيار
تدمير البنى
التحتية في
عمليات "عناقيد
الغضب" و"يوم
الحساب"
وغيرها وحتى
في حربها
الأخيرة، وهي
ما أنهك جسد
لبنان وبنيه ودمر
اقتصاده
ولكنه أبقى
على "السرطان"
ينهش هذا
الجسم ويقوى
عليه أكثر
فأكثر... فأين
انتصر حزب
الله؟ هل
انتصر في
معركته مع
حركة أمل يوم
خطف وقتل
الكولونيل
هيجنز قائد
فريق
المراقبين
الدوليين
لأنه اجتمع
بمسؤول أمل في
صور عبد
المجيد صالح
فطردته أمل من
كل الجنوب ولم
يعد إلا بعد
أن أبعد
السوريون
عناصر أمل
بإدخالهم في
الجيش وترك
الساحة لحزب
الله وحده؟...
وفي أي موقعة
انتصر حزب الله
على إسرائيل
غير تلك
المعارك
التلفزيونية التي
أبدع في
إخراجها؟ هل
يعرف أحد عن
موقعة واحدة
واجه فيها حزب
الله
الإسرائيليين
وأنتصر؟ وحزب
الله لم ينتصر
حتى على جيش
لبنان الجنوبي
الذي كان
يقاتله بوجود
إسرائيل وبمعدل
واحد على عشرة
من جهة العديد.
فيا
سيد حسن صحيح
أن الآلة
الإعلامية
التي تملكون
قادرة على
تغيير الأبيض
إلى أسود
وربما البرتقالي
إلى أصفر ولذا
فلبنان يغرق
كله بالسواد
أكثر فأكثر،
أما أن تقول
بأن الشعب يقبل
بك في انتخابات
ديمقراطية
فهذا هراء
ونحن نتحداك
أن تلقي
السلاح وتنزل
إلى صناديق
الاقتراع حتى مع
"المال
الحلال" الذي
تعتقد بأنك
قادر أن تشتري
اللبنانيين
به فلن تنجح
وأنت تعرف ذلك
ولذا فأنت
تحتل الساحات
بطريقة
عسكرية انقلابية.
وعندما تقول
بأنك لم تعرف
الهزائم لا
نعتب عليك لأن
المقياس
اللاهي الذي
تقيس فيه الربح
والخسارة ليس
كمقاييس سائر
الناس. ولكنك
مع كل الدعم
الذي تلقاه من
إيران وسوريا
ومكنتهما
المالية
والعسكرية
والمخابراتية
القاتلة لم
تقدر بعد على
فرض رأيك على
اللبنانيين ولا
إجبارهم على
الخضوع
لإملاءات
أسيادك ولو قدرت
على استغلال
بعض نقاط
الضعف في فئات
صغيرة لن تقدم
أو تؤخر في
مسيرة وطن
الأحرار الذي
لم تدجنه جيوش
كسرى ولا قيصر
ولم تزل بنيه
جحافل
تيمورلنك ولا
هولاكو. هذا
الوطن الذي لا
يمكن أن يقوم
على القهر
والظلم ولا
على القتل
والتبعية ولن
يغري بنيه
أموال قارون
ولا "المال
الحلال" ولن
ترهبهم
الصواريخ ولا
المفرقعات
أكانت مزروعة
في سيارات أو
على جوانب الطرق
أو في الأجساد...
ويتكلم
السيد عن
الدولة التي
تجبي الضرائب
وهو يعلم بأنه
وجماعته
وحدهم من لا
يدفع الضرائب
لا بل هم من
يصادر أموال
الدولة
(الاتصالات
الدولية)
ويبذر أموال
الوظائف
ويمتنع عن دفع
رسوم
الكهرباء والماء
فأين الادعاء
بالعدل
وحماية
المحروم والمظلوم
وأي ظلم أكبر
من أن تعفي
البعض وتمتعه بالغنائم
وتفرض على
الآخر وتثقل
كاهله.
نصر
الله لم يبدو
هذه المرة
حكيما ولم
يتضمن خطابه
معلومة
جديدة
وهو بقي في
مجال الافتراض
والتمنيات
ولكنه كشف
أكثر فأكثر
الشح في مخيلته
والضعف في
حجته ولن
نستطيع
التكهن
بتصرفه لأنه
هو لم يتلق
على ما يبدو
بعد كلمة السر...
تورونتو
– كندا
في 10
نيسان
2007