عن أية ثقافة تربوية وتوجيهية تتحدث يا جنرال؟‏

بقلم/ريتا أبي رعد حاكمه

 

ادعى العماد ميشال عون باطلاً في مقابلة له مع تلفزيونه البرتقالي السوري والإيراني التوجه والهوى بثت في 16 كانون الأول الجاري (اضغط هنا لقراءة ملخص المقابلة) أن "سبب عدم المصالحة بين المسيحيين ليس في السياسة، فالمشكلة أبعد من ذلك، وهي توجيهية تربوية، إذ أن ما يصدر عن إعلام "القوات اللبنانية" وموقعهم الإلكتروني ينقض تماماً التربية المسيحية"، وقال: "أنا تربيت على الفضائل المسيحية كالمحبة والإيمان، وهم يربّون جيلاً على الكراهية والحقد واستعمال العنف،

هذا ما قاله الجنرال العظيم "في الحق يقال"، مع السيدة ماغي فرح.

وهذا هو ردنا:

من زرع الحقد غيرك يا جنرال في نفوس الشباب؟

من جيّش الشارع في نبش القبور واستعمال المراحل السابقة لتلهب القلوب؟

من حرّض الشارع المسيحي الذي ينتمي إلى تيارك لشتم وإهانة سيّد الصرح في بكركي أنه لا يملك موقع الكتروني ولا محطة تليفزيونية أنه أعطى رأيه السياسي المولج به حماية الوطن فقط ؟

محطتك لا تنفك تعرض مشاهد دموية لاثارة النعرات والاستفزازات بين أبناء الطائفة الواحدة والسيّد جان عزيز شغله الشاغل هو الكتابة عن القوات اللبنانية وتشويه صورة المقاومة اللبنانية في الأيام الماضية.

وماذا بعد يا جنرال، تُكلمنا عن التربية وعن السلوك وماذا يقول المجتمع في تهجمك الفاضح على الصحافيين والأقلام الحرة وتتهمهم بالرشاوة واستغلال وظائفهم.

هل التربية التي تتغنى بها هي حكر على الجامعات؟ علما أننا لا نرى عونيون ألا والحقد والضغينة تملىء قلوبهم وحقدهم على القوات اللبنانية ويرددون كالببغاء أقوالك وأحقادك.

ألا تدري يا أيها الجنرال العظيم أن التربية والتوجيه وبناء مستقبل لأبناء هذا الوطن يجب أن تأتي من وجدانك وضميرك قبل أن تحاضر وتناظر وترمي سلوك الطلاب على فئة أنت اضطهدتها وأعلنت حرب إلغاء عليها وقتل من قتل والكل دفع أثمان باهظة نتيجة هذه المغامرات؟

قبل أعطائك دروسا في التربية عليك أن تكون القدوة الصالحة لأبناء الوطن.

حبذا لو تهتدي إلى الحقيقة وتعمل بها لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

وحبذا يا من تدعي تمثيل المسيحيين لو تتعظ من قول المعلم لكنت استرحت وأرحتنا (لوقا 6/41 و42): "لماذا تنظر إلى القشة في عين أخيك، ولا تبالي بالخشبة في عينك؟ وكيف تقدر أن تقول لأخيك: يا أخي، دعني أخرج القشة من عينك، والخشبة التي في عينك أنت لا تراها؟ يا مرائي، أخرج الخشبة من عينك أولا، حتى تبصر جيدا فتخرج القشة من عين أخيك!".

 

19 كانون الأول/09