لماذا
تستغربون سلوك
«حزب الله»؟
حسان
حيدر/الحياة
الخميس ٦
يونيو
الحياة
http://alhayat.com/OpinionsDetails/521112
٢٠١٣يشبه
التفاجؤ
العربي،
والخليجي
خصوصاً،
بسلوك «حزب
الله» في
سورية
وتفانيه في
القتال
دفاعاً عن
نظام بشار
الأسد، التفاجؤ
الدولي بسلوك
إيران في
الملف النووي
بعدما «اكتشفت»
الوكالة
الدولية
للطاقة
الذرية الآن فقط
أن الحوار مع
طهران «يدور
في حلقة
مفرغة». كأن
العرب يقولون
إن ما قام به
الحزب قبل
الحرب
السورية كان
مقبولاً، وإن
التغيير الذي
طرأ على
مواقفه لم يكن
متأصلاً في
تكوينه،
مثلما يرفض
العالم
الاعتراف بأن
إيران تناور
منذ صدور
التقرير
الأول
للوكالة
الذرية في 2003 عن
إخفائها
معلومات عن
نشاطها
النووي، ولم
تفعل سوى
زيادة قدرتها
على التخصيب،
بينما هو يتلهى
بالوعود
والآمال
الخاوية.
لو
استمع العرب
إلى ما تعب
اللبنانيون
من ترديده عن
تجربتهم مع
الحزب منذ
تأسيسه قبل
ثلاثة عقود،
وشكواهم من
ممارساته طوالها،
لاستنتجوا أن
مواقفه
الحالية هي
وحدها النتيجة
الطبيعية
لنشأته
وتركيبته وارتهاناته.
فالحزب
بدأ جهازاً
أمنياً
إيرانياً –
سورياً منذ
لحظته الأولى
ولا يزال، مع
أن البعض
يعتبر أن
التجسيد
الأوضح لتحالفه
العضوي مع
النظام
السوري، ظهر
مع اغتيال
الحريري في 2005
عندما ثارت
تساؤلات عن
سبب «عجز» أمن
الحزب
المنتشر
بفاعلية في
العاصمة وسائر
المناطق
اللبنانية عن
اكتشاف وجود
شاحنة مملوءة
بطنين من
المتفجرات
تتنقل في شوارع
بيروت
بانتظار مرور
هدفها، قبل أن
يتضح من تحقيقات
المحكمة
الدولية أنه
شارك في الاغتيال
تخطيطاً
وتنفيذاً. ثم
تجلى هذا
التحالف في
التظاهرة
الضخمة التي
نظمها الحزب
وقدم فيها
«الشكر» إلى
النظام
السوري
مؤمناً
التغطية السياسية
والأمنية
لحملة
الاغتيالات
التي استهدفت
السياسيين
والإعلاميين
الاستقلاليين،
والتي لا بد
أنه ساهم
فيها، قبل أن يتكرس في
حرب تموز
(يوليو) 2006 التي
أطلق شرارتها
أملاً في
تغيير
المعطيات
المحلية
والإقليمية
وتثبيت الدور
الإيراني في
المنطقة.
وهل
غريب على من
بدأ مسيرته
بتصفيات داخل
طائفته شملت ليبيراليين
وعلمانيين
وحتى متدينين
يعارضون
تحويلها إلى
حزب مذهبي، أن
يستنفر
عصبيتها
لتبرير قتال
غالبية
السوريين على
أرضهم دفاعاً
عن حكم مذهبي
آخر؟
هل
كان العرب
يصدقون فعلاً
دعوة الحزب
إلى الحوار
بين المذاهب؟ وهل كانوا
يعتقدون أن
هناك أملاً في
أن يتحول يوماً
إلى حزب
لبناني ويسلم
سلاحه إلى
الدولة التي يهدم
أسسها كل
لحظة؟
لقد
أثبت «حزب
الله» بدخوله
الحرب
السورية على
أكثر من جبهة،
أنه لم يكن
يوماً يخطئ في
الحساب أو يقع
في سوء
التقدير، كما
اعتقد بعض
العرب الذين
تبنوا بحسن
نية وهْم
إمكان تغيير
قناعاته
ومساره، بل
كان ما فعله
ويفعله نتيجة
حسابات
مدروسة وخطة
مرسومة بدقة
في طهران
ودمشق
لتمكينه من
قضم سلطة
الدولة
اللبنانية
تدريجاً
والإمساك
بمؤسساتها
كما فعل آل
الأسد في
سورية. ولهذا
لا يخلو خطاب
لأمينه العام
من هجوم على
الدولة و «عجزها»
و «تقصيرها».
سيظل
«حزب الله»
جزءاً من
المنظومة
الأمنية
السورية
الإيرانية
المشتركة،
ينفذ ما
تتطلبه خدمة
مصالحها
الفردية
والثنائية،
طالما بقي
خارجاً على
الدولة اللبنانية
وممتلكاً
ترسانة تفوق
تسليح جيشها
وقادراً على
ابتزاز
السياسة
بالأمن في أي
وقت. وسينتقل
بعد معركة
القصير، بلا
أي وجل، إلى
الجبهات
الأخرى في حلب
ودمشق
وسواهما،
دفاعاً عن التحالف
بين «حكمه» في
لبنان
والحكمين في
سورية وإيران.
أما
الاستغراب
العربي
لسلوكه فيعني
أن العرب لم يقرروا
بعد خوض معركة
الدفاع عن
الشعب السوري.
Why Do
You Find Hezbollah’s Behavior Strange?
Hassan Haidar/AlHayat
http://alhayat.com/Details/521355
The
surprise of the Arab (particularly Gulf Arab) community at Hezbollah’s behavior in Syria and its dedication in fighting to defend Bashar Al-Assad’s regime resembles the surprise of the
international community at Iran’s behavior on the
nuclear issue, after the International Atomic Energy Agency (IAEA) only now
“discovered” that dialogue with Tehran was moving in a “vicious circle”.
It is
as if the Arabs were saying that what Hezbollah did before the war in
If the
Arabs had listened to what the Lebanese have grown tired of repeating about
their experience with Hezbollah ever since it was founded three decades ago,
and their complaints about the practices it has engaged in throughout those
years, they would have reached the conclusion that its current stances are the
natural result of its emergence, its structure, and its wagers.
Indeed,
Hezbollah began as an Iranian-Syrian security unit and remains so today. Yet
some consider that the clearest manifestation of its organic alliance with the
Syrian regime appeared with the Hariri assassination in 2005. At the time,
questions had been raised about the reasons for the “inability” of Hezbollah’s
security apparatus, efficiently deployed in the capital and in all of
Is it
then strange for a group that began its career with a wave of eliminations
within its own community that included liberals, secularists, and even
religious individuals who opposed turning it into a sectarian political party,
to stir up its community’s fanaticism in order to justify fighting the majority
of Syrians on their own soil in defense of another
sectarian regime of rule?
Did the
Arabs really believe Hezbollah’s call for dialogue among confessions? And did
they think that there was any hope for it to turn one day into a Lebanese
political party and to hand over its weapons to the state, whose foundations it
is undermining every day?
By
entering the war in
Hezbollah
will remain part of the joint Syrian-Iranian security apparatus, carrying out
what the latter requires in service of the interests of one or both of them, as
long as it remains outside of the Lebanese state and continues to hold an
arsenal superior to that of its army, as well as the ability to engage in
political blackmail through security at any time. And it will move after the
battle of Qusayr, without any apprehensions, to the
remaining fronts in