القمة،
الدولة ...
وثقافة
الانفصال
بقلم/محمد
سلام
موقفان
ملفتان
اعتمدهما
تحالف 14 آذار،
على ما يبدو،
للتعاطي مع
الأزمة
الراهنة.
يد
ممدودة
داخليا لقوى
من "ثقافة"
أخرى لا تعترف
إلا بنفسها، و"تلويح"
بمقاطعة
القمة
العربية التي
تنعقد في
دمشق، عاصمة النظام
الذي مارس دور
أنبوب تغذية
يوصل الدعم الإيراني
لقوى الداخل
التي تمنع حل
الأزمة السياسية،
وتعرقل
انتخاب رئيس
للجمهورية.
ما
هي الحكمة في
أن تمد 14 آذار
اليد داخليا
لقوى الثقافة
الأخرى التي
لا تعترف بغير
نفسها، ومن ثم
تقاطع القمة
العربية، حتى
وإن كانت ستنعقد
في عاصمة
أنبوب تغذية
ثقافة
الظلام، بما
تمثله هذه
الثقافة
الممثلة بحزب
ولاية الفقيه
الفارسي من
رفض لكل ما هو
لبناني ... وعربي.
ما
هي الحكمة في
أن تهادن 14
آذار داخليا،
حيث تواجه على
أرضها هجمة
الثقافة
الأخرى
وسلاحها
ورفضها
لوجودها،
وتغيب عن
القمة العربية.
مقاطعة
القمة لن تؤثر
على قرار
عاصمة أنبوب تغذية
قوى الظلام.
لأنها غير
قادرة، هذا
إذا كانت
راغبة أصلا،
على إقفاله
كونها تتغذى
منه، وهو في
طريقه إلى
لبنان.
وبما
أن دمشق ترضع
من أنبوب
التغذية الذي
يمتد من طهران
إلى ضاحية
بيروت ذات
السيادة، فمن يعتقد
أنها قادرة
على إقفاله،
حتى وإن قرر
اللبنانيون
مقاطعة القمة.
المسألة
ليست في
الدعوة إلى
عكس الاتجاه.
فحضور القمة
لبنانيا لن
يفيد نظام
دمشق في شيء،
ولن يحرجه في
شيء. فيما
المقاطعة، لن
تضر بنظام
دمشق، بل
ستخدم حلفاء
طهران في
بيروت ... لأنها ستغيب
لبنان عن مسرح
العرب.
أليس
هذا ما تريده
ثقافة الظلام:
ألا يكون لبنان
عربيا، وألا
يكون قراره
لبنانيا أو
عربيا؟
مقاطعة
قمة دمشق فيما
اليد
"ممدودة" لمن
لا يريدها (أي
اليد) من قوى
الظلام، يخدم
تماما قوى
الظلام
وأسيادها في
طهران.
المشاركة
في القمة
العربية،
سواء أكان
الرئيس
اللبناني
العتيد قد
انتخب أم لا، تعني أن
لبنان سيكون
حاضرا على
خشبة مسرح
العرب.
المشاركة
تعني أنه،
وعلى الرغم من
كل الجهود التي
بذلتها فارس
وأتباعها، ما
زال لبنان موجودا،
مشاركا
وفاعلا في
القرار
العربي.
المشاركة
تعني أن دولة
لبنان ما زالت
باقية بتاريخ
انعقاد القمة
في 29 و 30 آذار
الجاري، وممثلة
حتى في عاصمة
نظام يعمل
جديا على
إلغائها منذ
اغتيال
الرئيس رينه
معوض، وليس
فقط منذ اغتيال
الرئيس رفيق
الحريري في 14
شباط العام 2005.
والمشاركة
تعني أن دولة
لبنان ما زالت
صامدة على
الرغم من سعي
الإمبراطورية
الفارسية
الجديدة
للإطاحة بها
منذ بدأ هجوم
حزب ولاية
الفقيه على
حركة أمل، نعم
على حركة أمل،
في ثمانينات
القرن الماضي.
وعلى
الرغم من
أهمية
المشاركة
لتأكيد "البقاء"
الرسمي
للدولة
اللبنانية،
يجب استثمار
الحضور
اللبناني
لطرح وجهة نظر
الدولة
اللبنانية من
على منبر
مؤسسة القمة
العربية ... وفي
دمشق بالذات.
والمشاركة
في القمة
العربية
المقبلة، على
أهميتها،
تبقى شرطا
ضروريا، ولكن
غير كاف، لاستثمار
اللحظة
السياسية.
فمع
تأكيد بقاء
الدولة
اللبنانية،
باعتراف عربي
على مستوى
القمة، (وهذا
هو الشرط
الضروري) لا
بد من استثمار
سياسة اليد
"الممدودة"
محليا، بل استثمار
رفض حزب ولاية
الفقيه لهذه
اليد الممددة،
لتأكيد أن
"الثقافة
الأخرى" التي
لا تعترف سوى
بنفسها، ما هي
إلا ... حالة
إنفصالية عن
الدولة
اللبنانية،
التي أثبتت
بقاءها ... حتى
في دمشق.
حالة
إنفصالية؟
نعم.
حالة
إنفصالية،
وبامتياز.
إقفال
المجلس
النيابي
لأكثر من 17
شهرا هو، بالحد
الأدنى،
انفصال عن
الدستور،
والانفصال عن
الدستور هو،
بأبسط
المفاهيم
القانونية، إنفصال
عن الدولة.
احتلال
الساحات
العامة
والأملاك
الخاصة لأكثر
من 16 شهرا
والاستقلال
بالمربعات
الأمنية لسنوات
وسنوات هو
إنفصال عن
الدولة.
تحرير
أرض من محتل
إسرائيلي
وتسليمها إلى
محتل فارسي هو
انفصال عن
الدولة.
امتلاك
السلاح، خارج
إطار
القانون، هو
انفصال عن
الدولة.
إمتلاك
جهاز
إستخباري
خارج إطار
النص
الدستوري هو
إنفصال عن
الدولة.
إمتلاك
مؤسسات
إعلامية خارج
نص القانون هو
انفصال عن
الدولة.
غزو
شوارع لبنان
بجيش من
المقنعين هو
انفصال عن
الدولة
واعتداء
عليها في آن.
رفض
انتخاب رئيس
للجمهورية هو
الانفصال عن الدولة
بعينه.
اشتراط
الحصول على حق
تعطيل السلطة
التنفيذية هو انفصال
عن الدولة.
إعلان
الحرب بمعزل
عن المؤسسات
الدستورية صاحبة
الحق الحصري
في ذلك هو
انفصال عن
الدولة.
التفاوض
على مصير
مواطنين
لبنانيين
معتقلين في
سجون العدو
الإسرائيلي،
بمعزل عن
معرفة السلطات
المختصة، هو
انفصال عن
الدولة.
رفض
المحكمة
الدولية هو
انفصال عن
الدولة وتآمر
عليها، في آن.
منع
الإدرات
المختصة من
التحقيق في
جرائم استهدفت
مواطنين
لبنانيين،
سواء على
الأرض اللبنانية
أم خارجها، هو
انفصال عن
الدولة.
لبنان
يجب ألا ينفصل
عن العرب،
خصوصا في قمة
تستضيفها ... دمشق.
لأنه إذا
انفصل يساهم
مع أعدائه في
إزالة نفسه.
أما
من يرغب في
الانفصال عن
لبنان، فيجب
تظهيره على
حقيقته
الانفصالية ...
أمام
اللبنانيين،
والعرب
والعالم.
اليد
الممدودة يجب
أن تكون
مهمتها
الحصرية هي
الترحيب
بالعائدين
إلى الدولة
اللبنانية بعد
تخليهم عن
خيار
الانفصال وما
يرتبط به من
ثقافات.
الثلاثاء
18 آذار 2008
عن
موقع لبنان
الآن