عون،
المسيحيون ...
والبعبع
السنّي
بقلم/محمد
سلام
خصّ
ميشال عون في
مقابلته
الأخيرة مع
"النهار" السُنّة،
تحديدًا،
بموقع خاص. فهو،
بداية، لم يأت
على ذكر غيرهم
من الطوائف اللبنانية
غير
المسيحية،
كما أنه وضعهم
في مرتبة
الأعداء،
ورأف بهم
مقترحًا
انتشالهم من
السلفية
"الغارقين"
فيها، وفق
رأيه.
القراءة
في "فكر" عون
من قبل لبناني
مسلم سنّي لا
تهدف،
إطلاقًا، إلى
التدخل في
الشأن المسيحي.
فللمجتمع
اللبناني
المسيحي
قياداته، الروحية
والسياسية
التي ترعى
شأنه، ترصد الأخطار
المحدقة به،
تستقرئ
مستقبله
الوطني، وترسم
له مساره في
هذا الوطن.
القراءة
في "فكر" عون
من قبل لبناني
مسلم سنّي
تحتمها
الهدية
المسمومة
التي وجهها هو
للبنان عبر
سعيه لوضع
المسيحيين في
مواجهة السنّة،
وهذا لب ما
بثّه في
مقابلته.
المسيحيون،
برأي عون،
معرضون
"للدفعة الأخيرة
من الهجرة"
وإذا اهتزوا
في "لبنان، أو
في سوريا، فلن
يعود هناك
مسيحيون."
هكذا نطق... .
ملفت،
بل مريب جدًا،
ربط عون لمصير
اللبنانيين
المسيحيين
بمصير
المسيحيين في
سوريا، كما
ملفت ومريب
أيضًا حديثه
عن خطر هجرة
مزعوم بعدما
حدّد فخامة
رئيس
الجمهورية
العماد ميشال
سليمان من ضمن
أولوياته
إعادة ربط المغتربين
بلبنان.
رئيس
يسعى إلى
إعادة ربط
مغتربين
بوطنهم بعدما
هجروه وعون
يتحدث عن هجرة
مسيحية.
رئيس
يعمل لمستقبل
مشرق
للبنانيين
المسيحيين في
وطنهم، وعون
يحذرهم من
تهجير جديد!
وببساطة
يقرن عون
تحذيرة بزعمه
وجود 600 ألف لاجئ
فلسطيني
"يعطون
غالبية معينة
للسنّة،" وفق
حرفية كلامه.
سجلات
وكالة الأمم
المتحدة لغوث
وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين
تشير إلى وجود
300 ألف لاجئ فلسطيني
في لبنان، أي
نصف العدد
الذي زعمه عون.
كما
أن نصف عدد
اللاجئين، أي
الـ 300 ألف، فقد
حقه في صفة
"لاجئء" لأنه
حصل على
جنسيات في
الغرب، وتم
"استيعابه"
في تلك الدول
ولم يعد
فلسطينيًا،
بالمعنى
القانوني
للجنسية، ولم
يعد من ضمن
عداد
اللاجئين
الذين ينطبق
عليهم قرار الجمعية
العامة للأمم
المتحدة
الرقم 194 والذي يستند
إليه حق
العودة.
بالمعنى
القانوني
هؤلاء لم
يعودوا
"كابوسًا" لا
لعون، ولا
لغيره.
وقد
تبلّغ عون هذه
الأرقام
رسميًا من
منظمة التحرير
الفلسطينية،
ولكن إصراره
على التحريض
بهدف إخافة
المسيحيين من
السنّة يلزمه
باستيراد
""أخطار"
سنية مزعومة.
لم
يبق من
اللاجئين
الفلسطينيين
في لبنان أكثر
من 150 ألف شخص،
بينهم 30 ألفًا
من لاجئي حرب
العام 1967، تعمل
السلطة
الفلسطينية
على إعادتهم
إلى أرضها
لأنهم أصلا من
الضفة
الغربية لنهر
الأردن، وأمر
عودتهم محسوم
قانونيًا
وسياسيًا، وقد
عاد بعضهم،
أيضًا كما
أبلغ بذلك
عون.
الحجم
الحقيقي
للاجئين
الفلسطينيين
في لبنان هو،
بالتالي، 120
ألف شخص، يا
جنرال
"الأرقام والحقائق".
وهؤلاء لن
تتمكن، لا أنت
ولا غيرك، من
وضعهم في
مواجهة
المسيحيين،
لأنهم لا يريدون
أن يكونوا في
مواجهة من لا
يهددهم. وأنا
متأكد أن
المسيحيين لا
يريدون
تهديدهم.
أما
فزاعة
التوطين، يا
جنرال
الحقائق،
فأحيلك
حيالها إلى
مصير مخيم
الرويشد. هل
سمعت به؟ هل
تعرف موقعه؟
أين يوجد مخيم
الرويشد
للاجئين الفلسطيين
وكم عدد
سكانه؟
هل
تعرف يا جنرال
الحقائق؟
لا
تعرف. حتما لا
تعرف. لأن
مخيم الرويشد
على الحدود
الأردنية،
والذي كان يضم
اللاجئين الفلسطينيين
الهاربين من
العراق، لم
يعد موجودًا
يا جنرال.
لم
يعد مخيم
الرويشد
موجودًا لا
لأنه هدم في معركة
مع إرهابيين
ما، ولا لأن
المملكة
الأردنية
الهاشمية قد
"وطنت" سكانه
من اللاجئين الفلسطينيين.
الرويشد،
يا جنرال
"المعرفة
والحقائق
والفهم
السياسي
المعمق" لم
يعد موجودًا
لأن سكانه
نقلوا،
رسميًا، إلى
البرازيل وهم
يقيمون هناك
الآن ويمرون
في الآلية
الرسمية
لتسلّم
الجنسية
البرازيلية.
هذه
العملية، يا
جنرال، إسمها
عملية "استيعاب"
فلسطينيي
الشتات.
أصبح
العالم في
حقبة استيعاب
فلسطينيي
الشتات وأنت
ما زلت تعيش
كوابيس
التوطين،
وترفع أرقام
الخطر فقط
لأنك بحاجة
إلى "عدو" سنّي
تخيف به من
يصدقك من
المسيحيين.
ووثيقتك
المزعومة
التي تقول
إنها تعود إلى
العام 2000
ومصدرها
المديرية
العامة للأمن
العام، إنها
إن وجدت أصلا،
تعود إلى حقبة
جهاز الأمن
اللبناني-السوري
المشترك الذي
ابتدع فزاعة
التوطين ...
واضطهد تيارك
والمسيحيين
وغيرهم يا
جنرال
الذاكرة
المتقدة.
هذا
في الشق
الفلسطيني من
"الخطر"
السنّي المزعوم
وفق فقه عون
السياسي.
الأدهى،
والأشد
خطورة، هو أن
عون تحول إلى
"مرجعية" في
الشريعة
الإسلامية،
و"تخصص" في المذاهب،
وخلص إلى وجود
مذهب هو
السلفية، ويريد
أن يخرج
السنّة من
"غرقهم" فيها
و الدوران حول
أنفسهم، وفق
تشخيصه
المرضي.
السلفية،
يا جنرال،
ليست مذهبًا،
بل جرعة إيمانية
موجودة في نفس
كل مسلم من
أهل السنّة والجماعة.
جرعة طهر
وتعبّد
وتعفّف. جرعة
إيمان بكتاب
الله واحترام
لعباد الله من
أهل الكتاب.
أعرف
أن هذه
المفردات
صعبة عليك.
فهمها يحتاج
إلى ثقافة
منفتحة، لا
إلى عقل ماضوي
متقوقع تحركه
كوابيس ... تصل
حتى إلى حدّ
العداء المعلن
للكنيسة.
السلفيون
لا يكفرون يا
جنرال. ببساطة
لأنهم ليسوا
سلطة.
التكفير،
والعياذ
بالله من
إثمه، حكم
يصدر عن سلطة.
إسأل بعضًا من
حلفائك علّهم
يساهمون في
تنويرك ... إذا
لم يكون النور
هو عدوكم
المشترك.
وربط
عون "العدو"
السنّي أيضًا
بالأرمن وبرئيس
تيار
المستقبل
النائب سعد
الحريري الذي اتهمه
بالسعي
لتهجير
الأرمن
بالسياسة كما
تم تهجير
المسيحيين من
الجبل
"بالبندقية."
وأكمل
مداخلته
بالحديث عن
عودة
السعودية "على
الخط".
هكذا
نطق عبقري
الدعاية
السياسية عون:
بندقية،
تهجير
مسيحيين، عدو
.... سني ...
والسعودية.
سأعزز
كوابيسك يا
جنرال لأقول
لكل اللبنانيين،
ومن كل
الطوائف،
لأقول لك
ولحلفائك قبل
الآخرين: لن
يكون
اللبناني
المسلم
السنّي عدوًا
لأي لبناني.
وتحديدًا
لا يوجد
لبناني مسلم
سنّي واحد
يريد عداء أو
حتى خصومة مع
أي مسيحي، حتى
مع من كنت أنت
تمثله.
حالة
الخصومة
محصورة فقط في
شخصك ... يا
جنرال. وهي من
إنتاجك وتضج
في رأسك فقط ...
المسيحيون، بما
أنك تحدثت
عنهم، هم في
بؤبؤ عين كل
لبناني مسلم
سنّي ... وكل
مواطن سعودي
يتعاونون معه،
في لبنان أو
في السعودية.
إبحث
لك عمن يريدك
على رأسه لا
على رأس
حربته. هكذا
ترتاح أكثر ....
أقلّه في
الجلوس.
الاربعاء
2 تموز 2008
عن موقع
لبنان الآن