ماذا
بقي من لبنان
خارج حكم "حزب
الله"؟!
بقلم/محمد
سلام
الاربعاء
30 نيسان 2008
"حزب
الله" يحكم 40% من
لبنان، يخترق
أمنيًا 40%،
ويسعى
للمشاركة في
اختراق ما
تبقى، إذا لم
يستطع أن
يحكمه كله،
إما مباشرة أو
بالوكالة، عبر
ما يتبقى من
المتفاهمين
معه.
لذلك
تصرف "حزب
الله" بسيادية
مطلقة عندما
احتجز
السياسي
الفرنسي كريم
باكزاد على
طريق مطار بيروت
الدولي،
فالرجل دخل
أراضي دولة "حزب
الله" السيادية
من دون الحصول
على تأشيرة
دخول (فيزا) تخوله
التجول على
أراضي الدولة
الآلهية، طبعًا
بعد مراجعة
جهازها
الأمني لمعرفة
الممنوع من
المسموح
ولإبلاغه بأن
تصوير المساجد
ممنوع، علمًا
أن المعابد هي
من المعالم الرئيسية
التي تستهوي
السياح في
مختلف أرجاء العالم،
ومن ضمنها
الحرم
الإبراهيمي،
والمسجد
الأقصى
وكنيسة
القيامة ... ومعابد
بوذا وغيرها.
لماذا
يصبح تصوير
المساجد
والحسينيات
ممنوعًا؟ هذا
سؤال من
الأفضل عدم
الإجابة عنه.
باكزاد،
كغيره من
السياسيين
المشاركين في
اجتماعات
لجنة المتوسط
التابعة
للإشتراكية الدولية
بفندق
البريستول،
كان في الجزء
من الدولة
اللبنانية
المخترق
أمنيًا من قبل
"حزب الله"،
ولذلك، عندما
تجاوز سيادة
دولة "حزب
الله" تم "توقيفه"
و"التحقيق" معه
"بلياقة" وتهذيب،
بعدما حُجز
معصوبًا
قرابة خمس
ساعات.
الأربعون
بالمائة من
الأراضي
اللبنانية
التي يحكمها "حزب
الله" مباشرة
وبسلطة مطلقة
غير قابلة
للمناقشة تمتد
من الخط
الأزرق
جنوبًا إلى
الضفة
الجنوبية
لنهر الأولي،
وتضمّ أيضًا
مربعاته
ومستطيلاته
ومثلثاته
المتواصلة في
إقليم
التفاح، والبقاع،
وضاحية بيروت
الجنوبية، وساحة
رياض الصلح في
بيروت وأحياء
الخندق الغميق
واللجا ومربع
برج أبي حيدر-بربور
والشياح،
بعدما كان
الأخيران من
المعاقل
التقليدية
لحركة أمل.
الأربعون
بالمائة من
الأراضي
اللبنانية التي
يخترقها "حزب
الله" أمنيًا
تضمّ القطاع
الشرقي من
الجنوب، من إبل
السقي إلى
حاصبيا
مرورًا
بالعرقوب،
البقاع
الغربي والأوسط
والشرقي
والشرقي
الشمالي، "بقع"
في طرابلس، "بقع"
في عكار
وزغرتا-الزاوية،
"بقع" في
الكورة وجبيل والبترون،
"بقع" في
المتن ساحلا
ووسطًا
وجبلا، "بقع" في
قضاء بعبدا-عالية،
"بقع" في ما
تبقى من مناطق
ما كان يسمى
بيروت
الغربية من
المناطق غير
الخاضعة
لسيادته المباشرة،
"بقع" في
إقليم الخروب-قضاء
الشوف ساحلا
وجبلا.
العشرون
بالمائة التي
يسعى
للمشاركة في
حكمها هي "بقع"
يتواجد فيها
حلفاؤه في
لبنان، إضافة
إلى مناطق لم
يحقق فيها
اختراقات.
الملفت
في هذا المسح
السريع أن
مناطق الحكم
المباشر لـ"حزب
الله" تشمل
منطقة عمل قوة
الأمم
المتحدة
المؤقتة في
لبنان (يونيفل)
وكامل
المنطقة ما
بين نهري
الليطاني
والأولي،
إضافة إلى
مناطف شاسعة
من سهل
البقاع، ومربعات
السيادة
المعلنة في
ضاحية بيروت
الجنوبية
وضمن بعض
أحيائها.
والملفت
في رقعة الحكم
المباشر هذه
أن غالبيتها،
في ما عدا
الضاحية
ومدينة
الخيم، تقع
نظريًا تحت
سلطة القوى النظامية
اللبنانية،
التي لا تمارس
فيها سلطة
شاملة، وإذا
مارست شكليات
سلطة فإنها
تكون إما
منسقة مع "حزب
الله"، أو
مراعية
لتوجهاته و"واقفة
على خاطره".
في
حالة السياسي
الفرنسي الذي
خُطف، لم
تمارس الدولة
اللبنانية أي
سلطة علمًا
أنه خطف في
منطقة ملتبسة
على "خط
الحدود" بين
الحكم
السيادي
الآلهي
وأراضي
الدولة اللبنانية،
أي طريق
المطار.
وفي
حالة قيام
عناصر "حزب
الله" بتجريد
دورية لقوى
الأمن
الداخلي من
موقوفين في
بلدة
القماطية قرب
عالية، لم
تمارس الدولة
سلطة فعلية
باستثناء "المطالبة"
باستعادة
المطلوبين "المحررين".
لم تطالب
الدولة
بتوقيف
العناصر
المسلحة التي
اعترضت
الدورية
وأطلقت
الموقوفين.
في
حالة الصدام
التي وقعت في
منطقة
السعديات مساء
الأحد
الفائت،
أوقفت القوى
الأمنية أربعة
عناصر من "حزب
الله"، وصودر
من السيارة
التي كان
يستقلها
عنصران من
الموقوفين
أربعة بنادق
حربية من طراز
كلاشنكوف و أم-16.
هل
سيبقى
الموقوفون
قيد التوقيف
ويخضعون لمسار
قضائي، وهل
ستبقى
البنادق
الأربعة
مصادرة أم أنها
ستعاد لأنها
أسلحة "مقاومة؟"
هذا سؤال من
المفترض
بالسلطة
اللبنانية أن
تجيب عنه ... ولكنها
لا تفعل.
ولأن
السلطة
اللبنانية لا
تجب عن جملة
هذه التساؤلات،
وهي كثيرة،
كثيرة، أطلق
مفتي جبل لبنان
الشيخ محمد
علي الجوزو
صرخته بأن
إقليم الخروب
لا يريد حزب
الله على أرضه
"تحت أي شعار" وطالب
الجيش
بالتدخل قبل
أن يجد نفسه
أمام نهر بارد
جديد ... قد يكون
حارا جدا.
ولأن
السلطة
اللبنانية لا
تجب عن هذه
التساؤلات،
ولأنها لم
تتجرأ على
التحقيق في
الانفجار
الذي وقع في
حسينية بلدة
الشهابية
الجنوبية قبل
نحو شهر
تقريبًا، قد
تكون دور
العبادة في
لبنان معرضة
لاعتداءات من العدو
الصهيوني
الغاشم
اللئيم
المحتل لفلسطين
ولمزارع شبعا
إذا هاجم
لبنان يوما.
ولأن
الدولة
اللبنانية
غير قادرة على
بسط سلطتها
وقانونها
ودستورها على
أراضي دولة "حزب
الله" المكتملة
السيادة، قد
يكون من
المفيد لها، ولما
تبقى من
لبنان، أن
تحاول منع
امتداد هذه السيادة
إلى مناطق
أخرى ... أقلّه
لإنقاذ ما
يمكن إنقاذه.
*عن
موقع لبنان
الآن