ابحثوا
عن جثة لضمير
وطني
مجلة
المسيرة
في
السياسة
اللبنانية
الغارقة في
القذارة حتى
العظم، كل شيء
اصبح مباحاً،
من تضليل الناس
الى التلاعب
بعقولهم، الى
اللعب
بمشاعرهم،
الى نبش
قبورهم، حتى
الوهمية منها.
كل شيء أصبح
خاضعاً لمنطق
شيطاني لا
يعرف القيم
ولا يقيم وزناً
للأخلاق.
الغاية تبرر
الوسيلة،وكفى.
المهم الفوز
بالحرب على
الخصوم، أي
حرب؟ وأي خصوم؟
حرب الكسب
الرخيص، حرب
استقطاب
الجماهير،
وايقاظ
الاحقاد،
والعودة الى
نبش الماضي طالما
أن كل شعارات
الحاضر قد
انكشفت
عوراتها،
والعودة الى
سياسات الزمن
الغابر بعدما
افتضح بطلان
سياسات
اليوم،
والاستنجاد
بحقبة الذكريات
السود لانقاذ
حال مرضية على
شفير اعلان
افلاسها.
مقابر
حالات
الجماعية هي
احد تعبيرات
هذا المنطق
الشيطاني
وأحد تجليات
السياسة
القذرة، وأحد
ظواهر
التضليل.
مقابر لا وجود
لها الا في
ظلام نفوس
تعاني الغرق
والاختناق وتحاول
البحث عبثاً
عن شيء، عن أي
شيء وبأي ثمن،
لتحاشي الموت
والغياب.
عبثاً يحاول
الحفارون
والمنجمون
العثور على
مقابر وجثث في
حالات، لانها
وبكل بساطة
غير موجودة،
ولأن الباحثين
عن المقابر
الجماعية
يبحثون في
العنوان
الخطأ
ولأسباب
خبيثة لا تهدف
الى اعادة
الاعتبار الى
مدفونين مجهولين،
ولا الى انقاذ
كرامة اناس
مفقودين، بل الى
توظيفها في
معارك سياسية
دنيئة وتحقيق
مكاسب رخيصة.
انها مسرحية
من تراث بال
تتوسل البحث
عن الاموات
لقتل
الاحياء،
مسرحية لم يعد
أمامها من
مخارج الا
الاستنجاد
بالجثث.
حالات
نظيفة من
المقابر
والجثث، ومن
يريد حقاً نبش
قبور
الأبرياء
الذين عذبوا
واضطهدوا ودفنوا،
عليه البحث في
أمكنة أخرى في
ساحات لبنان
التي كانت
تخضع
للاحتلال وفي
أراضيه التي
لا تزال تفوح
منها رائحة
الموت
والعمالة. من
يهتم فعلاً
بأخبار
المقابر
وساكنيها لن
يجد الاجابات
في حالات، وجل
ما يمكن فعله
هو توجيه الاسئلة
الى أصدقائه
وحلفائه
الجدد ممن
يملكون العلم
اليقين. واذا
تعذر نبش جثة
لمواطن بريء
غيبتها
الاسرار، فما
على الساعين
الى معرفة
الحقيقة سوى
البحث في أقرب
مكان منهم،
تحت وسادتهم
حيث تتكئ
رؤوسهم ليلاً
بحثاً عن جثة لضمير
وطني قضى وهو
يبحث عن كرسي،
أو بقايا لبعض
أخلاق.
21
نيسان 2008