الكرة
هي الآن في
الملعب
السوري.
مهى
عون
تطالعنا
وسائل
الاعلام كل
يوم وبوتيرة
متسارعة،بأنباء
عن تنامي نسبة
الاستنفار
العسكري
الميداني في
منطقة الشرق
الأوسط،
ناهيك عن لهجة
التهديد
والوعيد
التصاعدية
والحامية
الوطيس، فيما
بين الناطقين
باسم
المعسكرين
المتمثلين
بإيران،
وسوريا، وجيش
المهدي في العراق،
ومنظمتي حماس
والجهاد
الاسلامي في فلسطين،
وحزب الله في
لبنان،من
ناحية، وبتحالف
الولايات
المتحدة
واسرائيل من
الجهة المقابلة.
والجدير
بالذكر أن حدة
هذا التوتر
شارفت ذروتها
في المرحلة
القائمة،
وبالتالي قد
لا يكون
مستبعداً أن
يؤدي أي تصرف
طائش على أحدى
هذه الجبهات
إلى انفجار
براميل
البارود، وانعتاق
شياطين
التقاتل من
عقالها،
وبالتالي ذهاب
المنطقة
بأكملها إلى
ما لا يحمد عقباه.
وفيما
خص سوريا
وكونها تشكل
الرابط بين
دول ومنظمات
المعسكر
الاول من جهة
المنضوية تحت
شعار "الممانعة"،
وفيما بين هذه
الأخيرة وبين
المعسكر
الثاني
المتمثل
بالولايات
المتحدة
واسرائيل،
بسبب لعبها
دور الوسيط بين
الفريقين،
فمن المتوقع
أن تكون لها
حصة الأسد في
تحمل وزر
وتداعيات
فشلها في
الدور المحوري
الاقليمي
الذي التزمته.
وقد يأتي في
مقدمة هذه
الاثمان
المتوجبة على سوريا،
احتمال تعرضها
لضربات
عسكرية قاسية
مركزة من قبل
اسرائيل، مع
ما يتضمن ذلك
بالنسبة
للنظام
القائم، من
أخطار السقوط
والتهاوي،
نتيجة حرب
مدمرة، حتى
ولو كانت
جراحية
وخاطفة كما
يقال. وهذا
الدور
التخريبي
لسوريا في دول
الجوار، والذي
ارتضته كرماً
لعيون
أميركا،
والذي ما فتئت
تلعبه بمهارة
فائقة ودهاء
موصوف،
أوصلها وكما
هو ظاهر اليوم
إلى الحائط
المسدود.
فالخيارات
المطروحة
أمام سوريا
اليوم هي محدودة
للغاية، لأن
طبول الحرب
باتت يسمع
ضجيجها على
أبواب دمشق. واعتماد
اساليب
المراوغة
المعتادة،
كما وسيلة
اللف
والدوران
والهروب إلى
الأمام، لم
تعد تجدى
نفعاً للنظام
السوري، بسبب
تنامي
الضغوطات
الاقليمية
والدولية
عليها . وفي
الواقع لم يعد
أمامها سوى
خيارين اثنين
لا ثالث لهما،
فإما التموضع
سريعاً في
ساحة المعركة،
والاستعداد
لكل
الاحتمالات
ومن ضمنها خوض
الحرب جنباً
إلى جنب مع
الحلفاء، أو
اعتماد
الخيار الآخر
المتمثل بسحب
الصاعق كما هو
مطلوب منها
عربياً
ودولياً. وهذا
الدور
المطلوب من
سوريا اليوم،
يأتي في مقدمة
كل المشاورات
واللقاءآت
التي تجري على
مستوى
الرؤساء
والملوك
العرب
حالياً، والهادفة
لتفادي
السيناريو
الكارثي
المتوقع.
وهو
دور مطلوب من
سوريا
بالتحديد،
كونها من
ناحية التزمت تموين
المنظمات
والاحزاب
المسلحة مثل
حماس،
والجهاد
الاسلامي،
وحزب الله،والتيار
الصدري في
العراق،
بالعدة
والعتاد، كما
تؤمن
مرور
المقاتلين
عبر حدودها
باتجاه
العراق،
وتوزيع المال
الحلال الوارد
من إيران، كما
الغطاء
والدعم
السياسي لكل
هذه المنظمات
في المحافل
العربية
والدولية. وهي
بالتالي
المتمكنة من
التحكم
بالشريان المغذي
فإما أن تبقيه
قائماً
وحياً، أو
تخنقه بالكامل
فتشله. وهي
أيضاً قادرة
عبر فك
تحالفها
الاستراتيجي
مع إيران، على
تقديم هدية
ثمينة للمجتمع
الدولي، إذ
تساعده على
الاستحكام
والاستفراد
بإيران ،ففرض
شروطه عليها،
فيما خص ملفها
النووي، متفادياً
بالتالي
احتمال
اللجوء إلى أي
ضربة عسكرية،
بسبب ما يمكن
أن يستتبع هذه
الضربة من
ردات فعل
انتقامية قد
تطال الدول
الخليجية المجاورة.
ولا بد من
الاشارة
أيضاً إلى
النتائج
الايجابية
لفك الارتباط
الايراني
السوري على
مستوى الساحة
العراقية، من
ناحية تقليص قدرة
إيران على
التدخل في
العراق، عن
طريق تقليم
أظافرها بعدم
مدها
بالمقاتلين
والارهابيين،
الذي هي بحاجة
إليهم لتأزيم
الاوضاع في العراق..
ولكن
وضمن خيار
تفكيك صواعق
الانفجار
هذه، هل تتخلى
سوريا عن
حلفائها،
وتحالفها مع
إيران من دون
مقابل؟ خاصة
وأن الاثمان التي
من الوارد أن
تحملها إيران
لسوريا نتيجة
تخليها عن
اتفاقيات
الود
والتعاون، قد
تكون باهظة ،
وقد تثقل
الكاهل
السوري.
في
الواقع سوريا
ما زالت تنتظر
الاثمان. وما
حال المراوحة
والتأزم التي
ما زالت سوريا
قادرة على
خلقها
وتغذيتها في
الساحات
اللبنانية والفلسطينية
والعراقية،
سوى دليل يعكس
أهداف سوريا
بالمثابرة
على عدم
التخلي عن هذه
الاوراق، فقط
مقابل وعود
اسرائيلية
بعدم تعرضها
للاعتداء
المباشر. بل
هي تريد أكثر
من ذلك بكثير. وقد
تكون مطالبها
على مستوى
المحكمة
الدولية،
والتي ما زالت
ماثلة فوق رأس
النظام السورى
وقيادييه
كسيف
ديموقليس. وربما
تهدف أيضا
لارساء
اتفاقية سلام
مع اسرائيل
بشروطها هي.
يبقى
أن الضغوط
السياسية
المتنامية
على سوريا ولا
سيما
التهديدات
المتعلقة
بالمحكمة
الدولية
بالذات، قد
تدفعها
للتخلي عن الاوراق
التي هي ما
زالت ممسكة
بها في لبنان
وفلسطين
والعراق. ولقد
بدأت بوادر
هذا التخلي
بالتضحية
ببعض حلفائها
على الساحة
اللبنانية. وما
حصل بالنسبة
للتيار
الوطني الحر
هو خير دليل. ومن
المتوقع أن
تكر السبحة
بالنسبة للحلفاء
الآخرين،
وبشكل تصاعدي.
ولكن المطلوب
من سوريا على
الساحة
اللبنانية
يتعدى ذلك
بمراحل، وليس
أقله التخلي
عن حزب الله،
وتركه يتحجم
على يد الدولة
اللبنانية،
بواسطة تطبيق
القرارات
الدولية
الصادرة بحقه.
وبوعد
اسرائيلي
بسلام مغري،
وبوعود عربية
باعادة احتضانها،
وبتلويح
دولي
بفك عزلتها، قد
تلجأ سوريا
للخيارات
المضنية
مرحلياً ولكن
المربحة على
المدى البعيد.
وعبر تخليها
عن دعمها
للارهاب، وفي
ابتعادها
التدريجي عن
إيران، سوف
يبتعد شبح
الحرب عن منطقة
الشرق الادنى،
وينحسر
التوتر فيما
بين إيران من
جهة
والولايات
المتحدة
واسرائيل من
جهة أخرى. عندها
ربما قد تأخذ
الازمة في
لبنان
وفلسطين والعراق
مسارها
باتجاه
الحلول
النهائية والحاسمة.
وإلى حينها
سوف تظل
المراوحة
والتصعيد
سيدا الموقف،
والاحوال
الامنية
مفتوحة على كل
الاحتمالات.