مؤامرة
ضرب الجيش
والطائفة
السنية
محمد
سلام
من
يحاول
الإيقاع بين
الجيش
اللبناني
والطائفة
السنية؟
بل
من يحاول
الإيقاع بين
الأمن الرسمي
والطائفة
السنية؟
ولماذا؟
السؤال
له مبرراته
الموضوعية
المستندة إلى مسار
الأحداث منذ
الاحتضان
الملفت الذي
قدمته
الطائفة السنية
للجيش
اللبناني
أثناء معارك
نهر البارد
التي خاضها
الجيش وانتصر
فيها على
الرغم من الخطوط
الحمر التي
رسمها له سيد
"حزب السلاح".
يومها،
في تلك
المعركة
البطولية
التي قدم فيها
الجيش
الشهداء
والدماء
الزكية
دفاعًا عن الوطن،
قدمت الطائفة
السنية في
لبنان عمومًا،
وفي الشمال
خصوصًا،
الحضن الدافئ
للجيش،
مظهرةً
موقفًا
وطنيًا ناقض
موقفها
التقليدي غير
المنسجم مع
الجيش
اللبناني منذ
سبعينات
القرن الماضي.
الجيش
حقّق انتصاره
العزيز على
الإرهاب في نهر
البارد، وحقق
انتصاره
الأعز، عبر
فوزه باحتضان
وطني غير
مسبوق.
يومها
بدأ الإعداد
لخطة ضرب
الجيش
بالطائفة
السنية
لتحقيق هدفين:
إضعاف الجيش
وحرمانه من
الإجماع
الوطني،
وإضعاف
الطائفة
السنية عبر
حرمانها من
حليفها
النظامي
وإلقائها في
أحضان الأمن
الذاتي ... ومن
ثم إعادتها
إلى حقبة
استعارة قوة
غريبة لتكون
جيش
المسلمين،
كما كانت منظمة
التحرير
الفلسطينية
جيشهم في
سبعينات القرن
الماضي، وورث
جيش النظام
السوري الدور،
وإن
بإلإكراه، من
ياسر عرفات
وأبقى السنة أسرى
ضباط
استخباراته
حتى انسحابه
من لبنان في
نيسان العام 2005
على وقع دم
الرئيس
الشهيد رفيق
الحريري
وبقية
الشهداء.
يوم
اعتنقت الطائفة
السنية مع
بقية مكوّنات
ثورة الأرز
خيار لبنان
أولاً، تحولت
المؤسسات
الدستورية اللبنانية،
ومن ضمنها
الجيش،
حليفًا أولاً
لهذه الطائفة.
ويوم
اتخذت حكومة
الرئيس فؤاد
السنيورة قرار
إرسال الجيش
إلى الجنوب في
آب العام 2006،
كانت ترسله
لممارسة دوره
الوطني للمرة
الأولى منذ 30
عامًا، كانت
ترسله إلى
الجنوب
ليكون، للمرة
الأولى منذ 30
عامًا، قوة
أولى ونهائية
تتولى مسؤلية
الدفاع عن
لبنان، وتخرج
من الأسر الذي
كانت قد أودعت
فيه سابقًا، إما
قوة معطلة أو
قوة ملحقة
مهمتها
مؤازرة "حزب
السلاح"،
وعدم التقدم
عليه.
يوم
انتصر الجيش
في معركة نهر
البارد على
الرغم من خطوط
سيد "حزب
السلاح"،
أدركت قوى
الظلام، كل قوى
الظلام، أنها
فقدت السيطرة
على الجيش فقررت
ضربه بمن
احتضنه، وبمن
كان قد
استلحقه.
على
هذه الخلفية
نفهم ما جرى
في منطقة مار
مخايل عندما
تصدى الجيش
لأعمال
الشغب،
فاتّهم بأنه
أطلق النار
على ما كان
يسمى مقاومة.
على
هذه الخلفية
نقرأ اغتيال
اللواء
فرانسوا
الحاج، مدير
عمليات الجيش.
على
هذه الخلفية،
وعلى خلفيات
أخرى متصلة بها،
نقرأ اغتيال
الرائد وسام
عيد.
على
هذه الخلفية،
خلفية ضرب
الجيش بالقوى
الشعبية التي
تحتضنه، نفهم "تمرد"
ضباط من الجيش
على أمر
القيادة
بالحياد في
معارك الثامن
من أيار
الماضي وما
تلاها.
على
هذه الخلفية
تحديدًا،
خلفية ضرب
الجيش بالطائفة
السنية، نفهم
"سماح" بعض
الضباط لمسلحي
"حزب السلاح"
وملحقاته
بإلقاء قنابل
من محل فلافل
خليفة
بكورنيش
المزرعة، ومن
بين صفوف
الجيش، على
أبناء الطريق
الجديدة، لاستثارتهم
ضد الجيش ودق
إسفين في
العلاقة بين المؤسسة
العسكرية
والطائفة
السنية.
على
هذه الخلفية
تحديدًا نفهم
تحرك مجموعة ترتدي
زي الجيش
اللبناني
برفقة ملثم في
منطقة الطريق
الجديدة
وقيامها بخطف
ثلاثة شبان، تمكن
الجيش لاحقًا
من فك أسرهم.
من
يدخل الطريق
الجديدة بزي
عسكري وبرفقة
ملثم لا يسيء
للمنطقة
فحسب، بل
الإساءة
الأساسية من
هذا العمل هي
للمؤسسة
العسكرية
تحديدًا التي
يحاول
إظهارها على
شاكلة الجيش
الإسرائيلي
الذي كان
يداهم
المنطقة
وغيرها في العام
1982 برفقة
ملثمين.
الجرم
الذي ارتكب
تلك الليلة في
الطريق
الجديدة لم
يكن بحق
المنطقة بقدر
ما كان بحق
الجيش، بقدر
ما كان بحق
العلاقة التي
تربط الجيش
اللبناني
بالطائفة
السنية.
أما
المتفجرة
التي استهدفت
مركز مخابرات
الجيش
اللبناني في
بلدة العبدة
بعكار،
والانتحاري
المجهول الذي
أرداه الجيش
اللبناني على
مدخل مخيم عين
الحلوة في
صيدا، وبيان
المسؤولية
المزعوم
صدوره عن
عصابة شاكر
العبسي، فلا
يمكن لهذه
التطورات إلا
أن تقرأ على
خلفية السعي
إلى الإيقاع
بين الطائفة
السنية
والمؤسسة
العسكرية،
بهدف ضرب
الاثنين معا.
عندما
تضرب الطائفة
السنية بالمؤسسة
العسكرية
تخرج الطائفة
من خيار لبنان
أولاً، الذي
شكل الخطر
الأساس على كل
الذين لا
يريدون لبنان.
وعنما
تضرب الطائفة
السنية
بالمؤسسة
العسكرية
ينتهي كابوس
الجيش، الذي
قال سيد "حزب
السلاح" في
خطابه الأخير
أنه شن عملية
الثامن من
ايار ليتفادى
الأخطر، اي
الاصطدام
بالجيش، وفق
تعبيره هو.
والمطلوب،
وفق ما تعكسه
التطورات،
ليس ضرب الطائفة
السنية
بالجيش فقط،
للقضاء عل
الاثنين
معًا، بل ضرب
الطائفة
السنية
بالأمن الرسمي
أيضًا، أو على
الأقل إثارة
الريبة في
صفوف السنة من
قوى الأمن
الداخلي.
على
هذه الخلفية
تحديدًا نفهم
"مفاخرة"
عناصر مقاتلة
من "حزب السلاح"
وملحقاته
بالظهور في زي
قوى الأمن
الداخلي
لمهاجمة
مناطق سنية في
بيروت أثناء
اجتياح القسم
الغربي من
العاصمة
اللبنانية.
على
هذه الخلفية
تحديدًا نفهم
قيام عنصرين يرتديان
زي قوى الأمن
الداخلي
بإطلاق النار
من سيارة خاصة
على المواطن
البيروتي
السني عماد
الزغلول مساء
الثلاثاء في
الثالث من
حزيران الجاري
في منطقة سوق
الخضار قرب
الطريق
الجديدة.
سيارة
الجناة تم
التعرف
إليها، وهي من
طراز بي إم
إكس-5 سوداء
اللون داكنة
الزجاج موديل
العام 2001 رقم
لوحتها و166104.
وعرف أيضا اسم
صاحبتها،
واسم زوجها
وعنوان سكنها.
بقي
أن تقول لنا
القيادات
الأمنية من
كان يستقلها،
وما هو سر زي
قوى الأمن
الداخلي في
هذه العملية
القذرة؟ هل من
نفذ القتل
عنصر في القوى
الأمنية، أم
أنه سارق لزي
رسمي؟ أو لعله
أهدي زيًا
رسميًا من قبل
قوة رسمية ما؟
بقي
أن تعلمنا
قيادة الجيش
من نفذ عملية
الطريق الجديدة،
ومن اصطحب
ملثمًا إلى
المنطقة ومن
خطف ثلاثة
شبان؟
قيادة
الجيش حتمًا
تعلم لأنها
أمنت تحرير الشبان
الثلاثة من
مختطفيهم،
ولأنها أعلنت
أنها لم تكن
قد سيرت
مداهمة في ذلك
التاريخ وفي تلك
المنطقة.
القيادات
الأمنية
مطالبة بأن
تنقذ نفسها
ومؤسساتها
والطائفة
السنية معًا
من الوقوع في
فخ ينصب ...
للوطن.
لم
تعد الطائفة
السنية تطمح
بأن تطالب
القوى الأمنية
بالدفاع
عنها، ولكنها
حتمًا تطالبها
بمنع
استغلالها
والإساءة
إليها في
الاعتداء على
السنة، أو
الإساءة إلى
السنة في الاعتداء
على القوى
الأمنية في
مناطق السنة.
وعلى
أمل تحقيق هذا
الرجاء تبقى
القوى الأمنية،
وعلى رأسها
المؤسسة
العسكرية، في
بؤبؤ عين
الطائفة
اللبنانية
السنية لأن
خيارها هو الوطن
والدولة ...
وفقط سلاح
الدولة لا
غير.
الاربعاء
4 حزيران 2008
عن
موقع لبنان
الآن