كلمات
لوجه الله للسيد
حسن نصرالله
جورج
ناصيف
سماحة
السيد حسن،
لن
استغرق في
المقدمات
الانشائية. كاتب هذه
السطور، على
ما تعلمون
وتعلم قيادة"حزب
الله"، كاتب
مسيحي،
ارثوذكسي،
لبناني،
عربي، يساري،
علماني،
ملتزم قضية
الثورة الفلسطينية.
مناهض
لسلاطين هذا العالم
من واشنطن حتى
انظمة القهر
والفساد في
العالم
العربي
وجواره، مقيم
على حب الامام
الحسين وآله
وصحبه، سائل
لو يتواصى
الشيعة بما
اوصاهم
الامام
الراحل الشيخ
محمد مهدي شمس
الدين.
حيال
"حزب الله"
تنازعني
موقفان:
-الاعتراض
على الفضاء
الديني –
السياسي الذي
اشاعه، وعلى
الممارسة
الاستبدادية
الالغائية
بحق الآخر في
المناطق التي
بسط عليها
نفوذه.
يقابله
الانتشاء
بالمقاومة
الباهرة ضد
الكيان
الصهيوني.
اخاطبكم
اليوم لأرفع
الستر عن جذعي
منكم، خصوصا
بعد احداث
الامس،
لأنكم، انتم
او قيادات حزبكم:
1-تسلكون
حيال
اللبنانيين
الآخرين
سلوكا
انتفاخياً،
متعالياً، تهديدياً،
تخويفياً،
يوظف الصمود
العسكري في وجه
اسرائيل في
افهام القاصي
والداني ان
لكم الكلمة
العليا في
شؤون البلاد
والعباد.
2-تسلكون
حيال اهل
بيروت،
وساكنيها
خصوصا، سلوك
القادر على
استباحة
الارزاق
والمساكن والاحياء
والمقتنيات
والكرامات،
كلما خطر له
ان يفعل، غير
متحسب لشيء.
3-تعتمدون
في خطابكم
السياسي لغة
التخوين والقذف
والطعن
واهدار الدم،
رافعين
انفسكم الى مقام
الديّانين
الالهيين،
ممن لا يأتيهم
الضلال من
أمام او وراء.
4-تنفردون
بالسطوة على
مناطق نفوذكم
او جوارها، وتغلقون
ابوابها في
وجه كل آخر،
سواء كان مواطنا
شريكا في
الوطن، ام
رمزا من رموز
الدولة، منصرفين
الى بناء
دولتكم
الخاصة
وإعزاز جانبها.
5-تذهبون
مذهب
المغالاة
الفاقعة في
تقبيح كل ما
تفعله السلطة
او تعلنه
القوى
المنضوية في تحالف
14 آذار، بغض
النظر عن صحة
الموقف او
فساده. فلا
شيء يحلو في
عيونكم، ولا
تدبير ترونه
صائباً، ولا
موقف تثنون
عليه، ولا مبادرة
تبصرون فيها
باباً
مفتوحاً. فاذا
اخطأت
السلطة،
وكثيرا ما
تفعل،
انقضضتم
عليها. واذا
اصابت،
وكثيرا ما
تصيب ايضا،
قلتم تلك مناورة
او اكذوبة، او
لزمتم الاصمت
كيلا تعترفون
بحسن تصرفها.
6-تعيبون
كل شيء على
السلطة
وقواها
السياسية، ولا
تسجلون مأخذا
واحدا، ولو
واحدا، على
سلوك دمشق.
فكل ما يصدر
عنها صائب
وسليم ومناسب
ووطني مقاوم،
وكل ما يصدر
عن الحكم
اللبناني (المنقوص
السلطة اصلا)
قبيح ومغلوط
ومشبوه ومطعون
في اساسياته. فكيف
يستقيم
الحوار معكم،
الآن او في
المستقبل؟
7- كلما
حصلتم على
مكسب سياسي ما
طالبتم
بالمزيد، حتى
صارت مطالبكم
بلا قعر ولا
مستقر، وحتى تراءى
للكثرة ان ما
يعلن من مطالب
ليس سوى ستار
شفاف لما هو
مستتر ومخبوء.
8-تنطلقون
من "مسلّمة"
هي عندكم من
البديهيات ان
مناهضيكم في
السياسة
اللبنانية
والعربية عملاء
للعدو
الاسرائيلي
او ناطقون
باسم "الشيطان
الاميركي"،
فيما
حلفاؤكم، في
لبنان وخارجه،
اطهار
واصفياء
وملتزمون خط
الدفاع عن "شرف
الامة"، وذلك
تضليل وتدليس
على الحقيقة
التي ما عادت
محجوبة عن
عيني احد في
العالم، ما خلا
محازبيكم او
مناصريكم.
إلامَ
أفضى هذا
المسلك
الممتد منذ
سنوات؟
الى
امرين:
الى
حالة شيعية
منعزلة عن
المناخ
اللبناني الاعم،
راوح الموقف
منها بين
حدين: حد
الكراهية
الشديدة، وحد
الخوف وتأبّي
العيش
المشترك.
لم
تعد شيعة
الامام علي (ع)
طائفة
المحرومين التي
يتضامن معها
كل محروم في
ارضه او من
ارضه، حسب توصيف
الإمام
المغيب السيد
موسى الصدر،
بل طائفة تغلب
الخشية منها
على مناصرة
قضاياها الحقة.
ولم تعد
المقاومة
لهباً في
الصدور
وذخيرة في
الاعناق.
لا
تصدقوا، سيدي
الامين
العام، ان لكم
مناصرين في
الطوائف
الاخرى.
فمناصروكم
شلل مسلحة ليس
إلا. اما
حليفكم
العماد ميشال
عون، فيزداد
وزنه ضموراً
ومنطقه خفة،
بشهادة من لا
غرض لهم او
تحزّب.
الى
تحصن كل طائفة
داخل حيّزها
الجغرافي (لمن
يملك حيّزاً)
وبناء دائرة
عيشها
المستقل. اما الخوارج
على الطوائف،
ونحن منهم،
فيتوزعون بين
مهاجر او ملتزم
حدود بيته غير
مبدّل
قناعاته، او
مستمر في
الجهاد من اجل
دولة مدنية لا
طائفة لها، ولو
طال السفر.
فهل
كان هذا
مشروعكم؟
ما
زلنا، سماحة
السيد، نرجو
ان نعيش معا،
في بلد واحد،
موحد،
متساوين في
الحقوق
والكرامة.
لقد
صَدَقتكم –
غير طامع في
رضا او
متهيباً من سخط...
إلا
ما كان من أمر
ربي وضميري
وعيالي.
جورج
ناصيف
georges.nassif@annahar.com.lb