آخر
معارك تحرير
لبنان
بقلم/أحمد
الجار الله –
السياسة
النصر
المزعوم ل¯ »حزب
الله« على
إسرائيل, والذي
يحاول الحزب
فرضه على
الرأي العام
اللبناني
والعربي, يشبه
»نصر« صدام
حسين في حرب
تحرير الكويت
على القوات الأميركية
والقوات
المتحالفة
معها, فعلى
الرغم من طرده
مدحوراً من
البلاد التي احتلتها
جيوشه زعم
الانتصار بمقايسات
نسبية شخصية, إذ
اعتبر أنه
بمجرد محاربة
اثنين
وثلاثين دولة
يعني أنك
انتصرت في
معركة يجوز
تسميتها بأم
المعارك, حتى
لو تكسرت
جيوشك, ومات كثيرها, وقليلها
آثر المذلة
والاستسلام.
ورغم
انتصار صدام
حسين المزعوم
في تلك الأيام
فقد فرضت عليه
خطوط حظر جوي
في الشمال
والجنوب, منعته
من تحريك ولو
ذبابة في
المنطقتين, ورغم
ذلك كان يباهي
ب¯ »أم المعارك« وبالانتصارات
التي حققها
فيها.
انتصار
»حزب الله« يشابه
انتصار صدام
حسين لأنه
مشتق من ذات
المعايير
الوهمية التي
لا يؤمن بها
إلا صاحبها, بينما
لا نرى ما
يؤيدها في
الواقع, بما
فيه الواقع
العراقي, تلك
الأيام, والواقع
الوطني
اللبناني هذه
الأيام, والمؤسف
أن انتصار »حزب
الله« المزعوم
هذا لم يمنح
لبنان أي مزية
من مزايا
المنتصرين, ولعل
أبسطها رفع
الحصار
الإسرائيلي
جواً وبراً
وبحراً, المفروض
عليه منذ
بداية الحرب.
فلماذا
يحاول »حزب
الله« حتى
الآن أن يفرض
على
اللبنانيين
والعرب نصراً
وهمياً لا
وجود له, وأن
يقنعنا بأن
دمار المدن
والبلدات
والقرى والجسور
والبنى
التحتية هو لا
شيء قياساً
بالصمود
وبالمواجهات
التي تنجح في
تغيير
النتائج على
الأرض, وفيما
جعل لبنان
خارج إطارات المحاصرة
الإسرائيلية
من كل جانب.
لقد
بدأت العقول
الشيعية تعود
إلى عملها في
لبنان, وبدأت
ترى المأساة
إنها مأساة
وليست انتصاراً,
وأن الموت موت
وليس حياة, وأن
الاقتصاد
المدمر
اقتصاد مدمر
وليس انتصاراً,
وأن أسباب كل
هذا هو حزب
إيراني مزروع
في لبنان
ويحاول إخضاع
شعبه
لقراراته
الانفرادية, وإدخاله
في مغامرات
تعمل لحساب
مصالح أجنبية
خارجية, سورية
وإيرانية.
الناس
في لبنان بدأوا
الخروج من
حلقات
الإرهاب
الفكري
والجسدي, وبدأوا
يتساءلون كيف
يخرج ابن
الجنوب من
الجنوب بإذلال
رافعاً
الرايات
البيضاء, ويعود
إليه لاحقاً
رافعاً يديه
بعلامات
الانتصار... لقد
بدأ هؤلاء
الناس
يتحدثون
بجرأة, ويواجهون
أخطاء »حزب
الله« وجنوحه نحو
المصالح
الأجنبية بكل
جرأة, ومن دون
خوف.
صحيح
أن هناك
صراعاً
سياسياً
قائما في
إسرائيل بعد
أن توقفت لغة
المدافع
وغارات
الطيران, لكن
الأصح أن
إسرائيل دولة
ديمقراطية, وفيها
صراعات
سياسية, وصراعات
أحزاب, ولديها
آلياتها
لتنظيم هذه
الخلافات, لكن
إسرائيل رغم
ذلك, لم تتدمر
كما تدمر
لبنان, ولم
تدفع ضحايا بشرية
كما يدفع
لبنان, وبناها
التحتية
مازالت سليمة,
والناس فيها
يواصلون
حياتهم
الطبيعية, ولا
ينقصهم شيء من
الضروريات, ومجتمعها
لم تضطرب فيه
أنظمة
الخدمات
والتأمينات
ضد الكوارث
والحروب. نحن
انقلبت الدينا
رأساً على عقب
فوق رؤوسنا, وعادت
إلينا أيام سدوم وعامورة,
التي انقلب
عاليها إلى
أسفلها بفعل
فداحة الخطايا
والأعمال
الفاجرة, وليس
صحيحاً أننا
بألف خير كما
يحاول أن يظهر
لنا »حزب الله« عبر
محطته
الفضائية
التي يجلب
إليها الناس المنكوبين
بالموت
وبخراب
البيوت, ويجبرهم
على تسميعنا
بأنهم بخير, وكلهم
فداء ل¯ »السيد
حسن« وفداء »لرجليه«,
دون أن يتجرأ
واحد على
القول لماذا
قاده السيد
حسن إلى هذه
المجزرة, أو
من أي بلد أتى
السيد حسن بكل
هذه الأموال
ليشتري بها
سكوت
المنكوبين
ويطفئ بها
ذاكرتهم
الملتهبة
بالأحزان.
المفروض
الآن, وبعد
هذا الإعداد
الدقيق
للوجود
العسكري الدولي
الثقيل في
الجنوب, أن
يتم, عبر هذه
الخطوة, فصل
لبنان
نهائياً عن
أزمة الشرق
الأوسط, وعن
طموحات
وبرامج
النظام
الديني الإيراني,
وأن تصان
أراضي هذا
البلد وأملاك
وأرواح أبنائه
فلا تعود
ثانية ساحة
مفتوحة للصراعات
الإقليمية, وتحميل
أكتافها
المسؤولية عن
الحرب مع إسرائيل,
وكأنها
العاشق
الوحيد الذي
ألقيت تبعات
الهوى كلها
على كتفيه... لبنان
بتحصينه
دولياً بهذه
القوات, وبتعزيز
مكونات
الدولة فيه, وبفصل
مساره الوطني
عن مسارات
الآخرين, هو
البداية
أيضاً لإخراج
العراق من هذا
الاستخدام
المتعسف من
قبل إيران وسورية
لأرضه ولدماء
أبنائه من أجل
تسديد فواتير
المصالح مع
الولايات
المتحدة.
حان
القوت لكي
يكون لبنان في
لبنان, والعراق
في العراق, وكل
الآخرين في
أماكنهم
وأوطانهم, فلا
يحاربون على
ظهور
اللبنانيين
والعراقيين, ولا
يسفحون الدم
إلا من
شرايينهم
ورقابهم المقطوعة.
نرى
لبنان يبدأ
العودة إلى
ذاته وإلى
حريته بدخوله
في ترتيبات
الأمن
الدولية, هذه
الترتيبات
التي لولاها
لما تحررت
الكويت من
احتلال الجار الشقيق,
ولما تحررت
أفغانستان من
نظام ينتمى
إلى مفاهيم
القرون ما قبل
الجاهلية, ولما
تحرر العراق
من نظام صدام
حسين الموغل في
الطغيان
والأنانية
والشذوذ
النفسي.
27 آب
2006