رياح
إيرانية
واحدة
بقلم/أحمد
الجار الله -
السياسة
الرياح
الإيرانية
التي تم صدها
في لبنان بركام
القرى
والبلدات
والضواحي, وبدماء
الضحايا من كل
الأعمار
توجهت الآن إلى
الجانب
الفلسطيني
الآخر لتواصل
مهامها في تقويض
السلطة, وتحضير
المسرح
للانقضاض, فرئيس
حكومة السلطة اسماعيل هنية رفض
تشكيل حكومة
اتحاد وطني
جديدة تسهل
الصمود في وجه
مخططات
الاقتلاع
الإسرائيلية, وتساهم
في إقامة جدار
من الوحدة
الوطنية يمنع
إسرائيل من
استباحة
الوضع
السياسي
الفلسطيني, والوضع
الأمني
والاجتماعي... السيد
هنية
الذي تشتد
عنده الرياح
الإيرانية
وتتولى تسييره
وإعطائه
الأوامر, اشترط
إطلاق سراح الوزراء
والنواب
ورئيس السلطة
التشريعية, وكلهم
من حركة »حماس« قبل
أن يقدم على
تشكيل حكومة
اتحاد وطني
تحزم كل القوى
والتيارات
السياسية
الفلسطينية في
حزمة واحدة.
شروط
هنية هذه
اكتسبت هذا
الطابع التعجيزي
ليس فقط
للتهرب من
المهمة, بل
لزيادة
الإسهام في
إضعاف السلطة
الوطنية
وإضعاف
رئيسها حتى
يتم لـ »حماس« في
الآخر
الاستيلاء
عليها وتجييرها
إلى حسابات
الانتصار
الإيراني, والتوسع
الإيراني, وارتهان
أهل فلسطين, كما
أهل لبنان لخدمة
المواجهة
الإيرانية
الأميركية
وتحسين موقع
التفاوض
الإيراني حول
الملف النووي.
شروط
هنية
بالإفراج عن
المعتقلين لا
يجوز تقديمها
لمحمود عباس
رئيس السلطة, فليس
هو الذي
اعتقلهم وليس
هو من بيده
الإفراج عنهم...
من اختطف
هؤلاء
واعتقلهم هي
سلطات
الاحتلال الإسرائيلي,
وهل من
المعقول أن
يتوجه هنية
إليها بهذا
الشرط من أجل
أن يشكل حكومة
اتحاد وطني لا
مصلحة لها في
تشكيلها?
إنها
فقط روح
المشاغبة, ونوايا
تفخيخ
السلطة
الوطنية
الفلسطينية
تمهيداً
لإلغائها, وتوريث
مشروع الدولة
الفلسطينية
للطموحات الإيرانية
المتطلعة إلى
الهيمنة على
المشرق
العربي... هنية
بهذه
المشاغبات
الشريرة يوحي
وكأن حكومة الاتحاد
الوطني لن
يتسنى تشكيلها
طالما أنه
يتلقى الأمر
اليومي من
طهران ودمشق, ومن
خالد مشعل
اللاجئ إلى
العاصمة
السورية والخاضع
لأوامرها
السياسية, وآخرها
أوامر العمل
على إنشاء
حكومتين في فلسطين
واحدة للحكم
وثانية
للمقاومة من
أجل أن تتحول
بواقي الحلم
الفلسطيني في
إقامة دولة كيان
سياسي ضرباً
من الأحلام.
حكومة
المقاومة
التي تريدها
سورية وإيران
في فلسطين هي
ذاتها حكومة »حزب
الله« في
لبنان, التي
خربته وقتلت
شعبه
واسترخصت
خسائره ب 12 ألف
دولار أميركي
يتلقاها
المتضرر من
أصل مئة
وخمسين مليون
دولار من
إيران هي مجمل
المساعدات
الإيرانية
للتعويض عن
الخسائر
والبالغة ما
يساوي عشرة
بلايين دولار.
مؤسف
أن نقول إننا
نعيش زمن الرويبضة,
كما حذرنا
الرسول
الكريم محمد
صلى الله عليه
وسلم, وهو زمن
تعرفه »حماس« و»حزب
الله« و»الجهاد
الإسلامي«, وتعرف
الحركات
الثلاث أنه
زمن توسيد
الأمر إلى غير
أهله. فحسن نصرالله
آلت إليه
الأمور وهو
ليس من أهلها, وكذلك
اسماعيل هنية وهو
ليس من أهلها
ولذلك لن نأمل
من العاملين في
خدمة المصالح
الإيرانية أن
يفوزوا ببلادهم,
وأن يجلبوا
الأمن
والاستقرار
والازدهار إلى
شعوبهم.
وبالمناسبة
فإن الجيش
اللبناني, وهو
من أصحاب
الأمور
وأهلها, قد
انتشر في جنوب
لبنان وعلى
الحدود
الشرقية
والشمالية مع
سورية لمنع
تهريب
الأسلحة
تنفيذاً للقرار
الدولي .1701
وكلنا أمل أن
يكون هذا
الجيش بإمرة
الشعب اللبناني,
لا بإمرة لحود,
النسخة
المتكررة عن نصرالله وهنية... إن
على هذا الجيش
أن يدرك مشاعر
اللبنانيين الذين
يتطلعون الآن
إلى الحرية
وإلى
الاستقلال
وإلى رفض الجيوش
والميليشيات
إلى أي جهة
انتمت, وإلى
أن لا يروا
على أراضيهم
سوريين ولا
إيرانيين, وتحت
أي شعار أتوا
دينياً أو عروبوياً.
ولعل
هنية في
فلسطين يرى
الآن كيف
يستقبل الشعب
اللبناني في
الجنوب جيشه
العائد إليه
بعد غياب قسري
وإرغامي دام
نحو الأربعين
سنة, ويدرك أن
الشعوب في
العادة
مرجعيتها من
ذاتها لا من
مرجعيات
أجنبية خارجة تتلطى
بالدين وتدعي
وحدة الأيديولوجيا
وطلب جزاء
الآخرة, بينما
هي غاطسة في
مصالحها
الدنيوية, ولا
تخجل من تسخير
كل العقائد
السامية من
أجل خدمتها.
»حماس« و»حزب
الله« و»الجهاد
الإسلامي« حركات
مرجعيتها
خارج أوطانها,
ومن كانت
مرجعيته
أجنبية لا
يقيم وطناً
ولا يبني
حجراً.
20 آب
2006