العماد ميشال
عون يتذكر
لحظات سقوط
قصر بعبدا ولجوءه
الى السفارة
الفرنسية
البلد 13
تشرين الأول 2005
كان مؤلماً
ما حصل في
صباح السبت في
13 تشرين الأول
1990. دبابات
الجيش السوري
تطبق على قصر بعبدا
الذي يتحصن
فيه الجنرال
عون، وطائرات السوخوي
السورية تدك القصر
بالقنابل. كان
ذلك اعلان
نهاية "العهد العوني"
الذي بدأ في 23
أيلول 1988.
الجنرال
الذي وعد
بالتحرير
والنصر
وتحقيق السيادة
والاستقلال
في لبنان، اعلن
الاستسلام
الكامل في
بيانٍ أبكى
الكثيرين وأفرح
الخصوم. ثم
حوصر في
السفارة
الفرنسية تمهيدا
لنفيه.
العسكريون
الذين كانوا
تحت امرته،
توزعوا بين
النعوش،
والسجون
السورية والتحقت
غالبيتهم
بقيادة
العماد إميل
لحود، بطلب من
الجنرال عون،
واختار جنود
اللواء العاشر
أن يقاوموا
حتى النهاية،
في منطقة ضهر
الوحش، فقتل اكثرهم في
تلك المعركة.
من نجا من
تداعيات 13
تشرين لبعض الوقت،
أو اعتقد انه
بمنأى عن آثار
ذلك الحدث، كان
محاصرا بين
خيارين: إما
أن يكون
تابعاً ومنفذا
لسياسات
سلطات ما بعد
الطائف الامنية،
أو يتحمل
عواقب الرفض
والاعتراض،
من نفي وسجن.
وهذا ما كان
يحدث في
الخمس عشرة
سنة الماضية.
بين تشرين 1990 و
تشرين 2005 تغير
لبنان و
المنطقة
والعالم، كبر
الصغار الذين
سمعوا نداء
العماد ميشال
عون طالبا وقف
النار
والاستسلام
"حقناً للدماء
وإنقاذاً
للأرواح
وحفاظاً على
ما تبقى..." .
وانقلبت
سنوات الاسى
والنضال
والاعتقالات،
إلى انتصار،
في 14 آذار 2005 بعد
انسحاب الجيش
السوري من
لبنان، وفي 7 ايار
عندما عاد
العماد ميشال
عون من منفاه
الباريسي.
الجنرال عون
الشاهد الأول
على ما جرى في 13
تشرين، ماذا يقول
في الذكرى
الخامسة عشرة
على 13 تشرين.
كيف ينظر إلى
تلك المحطة
المفصلية في
تاريخ لبنان؟
كيف عاش
اليوميات
الأخيرة في بعبدا؟
وهل كان
بالإمكان تجنب
ما حصل؟
في مكتبه في
الرابية
استعاد
الجنرال
ذكريات تلك
المرحلة وروى
شهادته لــ
"صدى البلد".
يرفض
الجنرال ميشال
عون اعتبار 13
تشرين هزيمة،
لأن عبارة
"هزيمة" تتضمن
معنىً
نهائياً. وما
جرى في ذلك
اليوم كان
معركة اساسية
والأكثر
صعوبة في
حياته
العسكرية. ولم
يشكل ما حدث
في ذلك اليوم
صدمة للعماد،
لأنه كان من
الطبيعي أن
يخسر المعركة
نظراً
للمعايير
العسكرية
وموازين
القوى
العالمية. لكن
"القتال" إذا
صح التعبير
انتقل إلى
الميدان السياسي،
"فالقوة
استطاعت أن
تفرض أمراً واقعاً
لكنني حافظت
على حق
اللبنانيين
بعدم المساومة.
كنت واثقاً
أننا سنكمل
المعركة
سياسياً وديبلوماسياً
في العالم،
ولا عنفياً
في لبنان.
ومنذ لجوئي الى
السفارة
الفرنسية
أعطيت
التوجيهات
اللازمة بأن
تكون
المقاومة رفضية،
لاعنفية. وبذلك
حافظنا على
الشعلة عبر
التظاهرات في
المناسبات
الوطنية في 14
آذار و 13 تشرين و
عيد
الاستقلال
لتبقى
الذاكرة
الوطنية سليمة.
والمعركة
التي خسرناها
في 13 تشرين
الأول 1990
ربحناها في 14 آذار
2005 حين انتهت
مسيرة
التحرير التي
بدأت في 14 آذار
1989وسجلنا
انتصارنا. وكنا
جاهزين لتلقي
هذا الانتصار
وننتظر
تحققه، ونعمل
على التأسيس
لحالة ما بعد الانسحاب
السوري من
لبنان. و أبلغت
كوادر التيار
في اجتماع في 2003
عن تنظيم
التيار و
تحوّله إلى
حزب بعد
انتخابات
العام 2005 والتي ستكون
حرة، وننتقل
تالياً إلى
مرحلة سياسية جديدة.
المسار الذي
انطلق في 13
تشرين كان
واضحاً جداً
من الألف إلى
الياء لكنه لم
يتضح بشكله
النهائي إلا
في نهاية 2001
وبداية 2002 عبر
العمل جدياً
على قانون
استعادة
سيادة لبنان".
معركة الأمر
الواقع
السؤال الذي
يتبادر إلى
ذهن الجميع
عند استعادة
ذكرى 13 تشرين الاول عام
1990، هو عن مدى
وجود إمكانية
لتجنب ما جرى
من معارك
وسقوط ضحايا
من العسكريين
والمدنيين
الأبرياء.
ينفي العماد
عون هذا الاحتمال،
ويشير إلى
تجربة التدخل
السوري في
العام 1976 حين
سمحت الجبهة
اللبنانية
بدخول القوات
السورية
سلمياً إلى
مناطقها،
"وهذا ما
اعتبر في ذلك
الوقت أنه تم
بناءً على طلب
اللبنانيين
وخصوصاً
المسيحيين. في حين أن
دخول
السوريين هو
استسلام إثر
خسارة معركة،
إذ تم تفضيل
خيار
الاستسلام
لسورية على
خيار الاستسلام
للفلسطينيين. واتخذ هذا
الخيار ذريعة
لابتزاز
اللبنانيين
على أساس أنهم
طلبوا التدخل
السوري، فيما
تشير كل الوقائع
بما فيها
أحاديث وردت
على لسان حافظ
الأسد (الرئيس
السوري
الراحل) تدل
على أن القرار
كان سورياً، و
لم يكن
للبنانيين أي
دور في
اتخاذه. لهذا
السبب لم يكن
ممكناً دعوة
السوريين
للدخول إلى
"المنطقة
الحرة" أو
القبول
بدخولهم اليها
من دون
مقاومة، لأن
ذلك كان سيلغي
حقنا بطلب الانسحاب
السوري. فأخذت
المخاطرة على
نفسي وعائلتي
وعلى أقرب
المقربين
إلي، وصمدنا
تحت القصف إلى
حين حصول وقف
النار الذي لم
يحترم. لكننا سلمنا
القيادة إلى
السلطة
المنبثقة من
الاحتلال".
رفض الحل
السلمي
كان يمكن
للوثيقة التي
بعث بها
الجنرال عون
إلى السفير
الفرنسي
رينيه ألا عبر
النائب
السابق بيار
دكاش ليل 12
تشرين ان
تشكل مخرجا
مشرفا لجميع الفرقاء.
وقد تضمنت
الوثيقة اثني
عشر بنداً تنص
على الاعتراف بالياس الهراوي
وتوحيد الجيش
وحل
الميليشيات
والتشديد على إجراء
انتخابات
نيابية حرة
برعاية الأمم
المتحدة. ولو
أخذ الحكم
الموالي
لسورية بهذه
الوثيقة لما
وقعت احداث
13تشرين. لكن
الوثيقة
أهملت وصرف
النظر عنها من
اجل فرض الخيار
العسكري.
ويقول عون إن
"موضوع
الوثيقة أتى
نتيجة
محادثات
أجريت مع محسن
دلول في
منزل السفير
الفرنسي قبل
أيام من 13
تشرين، لكن دلول لم
يقدم لي
خياراً سوى
الاستسلام
للمشيئة السورية،
فعندما
سألناه عن أساس
المبادرة
السورية
والبرنامج
المقبل للحكومة،
أجاب ندخل في
الحكومة " و
بعدين بيقولولنا"،
عندها قلت له
إنني أريد أن
أعرف ماذا
سأقول للناس،
و هذا ما ترجم
في حينه أنني
أريد الاستسلام
لأنني خائف من
الناس، فلم
يفهم جوابي في
معناه
الحقيقي. القصة
كانت واضحة
فالبنود شكلت
مخرجاً
للأزمة، و بما
أن الغاية ليست
حل الأزمة بل
وضع اليد على
لبنان
نهائياً، حدث
ما حدث".
يكرر العماد
عون دائماً
أنه فرض معركة
13 تشرين في حين
أن الحروب
السابقة
فُرضت عليه:
"كنت قادراً
على الهروب من
هذه المعركة،
فقد تدخل
وسطاء لكي
أشارك في
الحكم و كأن
شيئاً لم
يحدث. ما
يقوله الياس
الهراوي
عن أنه عرض
علي أن أكون
"سوبر وزير"
صحيح، لكن كان
علي الدخول في
لعبة السلطة
والحكم مقابل ماذا؟
هنا نعود إلى
ما ورد في
كتاب سركيس
نعوم "حلم أم
وهم" عن عرض
رئاسة
الجمهورية علي.
الموضوع
ليس صراعاً
على السلطة بل
صراع على
الوطن حيث لا
يجوز
الاستسلام لا
شكلاً ولا
جوهراً كما
كان يطلب مني.
لاحقاً ذهب
وسطاء إلى
السفارة
الفرنسية
يفاوضونني
على الخروج من
السفارة و
إعادة حقوقي
المصادرة. وكانوا
يطلبون
مشاركتي في
الحكومة، من
اجل التخلص من
وجود ميشال
عون في
المقاومة.
أعتقد أن السوريين
كانوا أذكى
بكثير من
الطقم
السياسي اللبناني
الحليف لهم،
لأنهم عرفوا
أن المقاومة
ستؤذيهم على
المدى البعيد
فحاولوا
المساومة
عليها لكننا
لم نبع حقنا".
إذن دولي
بالاجتياح
بالعودة إلى
أحداث 13 تشرين
يؤكد عون أن
الصمود أمام
اجتياح الجيش
السوري الى
قصر بعبدا
لم يكن
ممكناً،
"فالإمكانات
غير موجودة
واحتياط
الذخيرة
استنفد، كنا
محاصرين
بحرياً وبرياً،
ومنعت عنا
المحروقات".
وعشية 13 تشرين
كان الجنرال
يتلقى إفادات
من المخابرات
عن الحشود
العسكرية،
وأبلغ في
منتصف الليل
أن الجنود
اللبنانيين
الذين
سيشاركون في
الهجوم وضعوا
شارات بيضاء
للتعارف،
ويقول إنه كان
يعرف أن
المعركة
ستبدأ صباحاً.
"سألني
اللواء نديم
لطيف عن
استعمال
الطيران،
فأجبته اننا
نعلم في حال
مرور الطيران
فوق القصر، أن
هذه هي
الإشارات
الجدية للإذن
الدولي
بالاجتياح،
فنوقفه فور
بداية
المعركة
لتحديد
الخسائر، لكننا
نكون ثبتنا
حقنا و أرينا
العالم أن
الطيران
السوري
والإسرائيلي
متضامنان.
كنا نعرف
شروط استعمال
الطيران في
لبنان، والطائرة
السورية التي
مرت قبل يومين
في بعبدا
مثلت إشارة
إلى الإذن
الدولي بذلك".
بيان
الاستسلام
في اليوم
الأخير في بعبدا،
استفاق
الجنرال نحو
السابعة إلا
ربعاً،
وعندما أغارت
طائرات السوخوي
على القصر كان
يحلق ذقنه:
"احتفظت
بسلوكي الطبيعي
فحلاقة الذقن
لم تكن ضرورية
في الصباح. بدأت
أتلقى إفادات
عن تحركات على
الأرض، وعندما
تمّ القصف
الجوي اتصلت
بالسفير
رينيه ألا وقلت
له إن
المبادرة
التي وجهتها
إليه أمس
انتهى أمرها
مع الهجوم،
وبأنني أطلب
وقف النار،
وأعترف
بالاستسلام
والخسارة
العسكرية،
ودعوت إلى
إرسال
مسؤولين
لاستلام القصر
الجمهوري
ووزارة
الدفاع. أصريت
على كلمة
استسلام وليس
تفاهم، رغم أن
البعض صعب
عليه الأمر. استعملت
الكلمة
بمفهومها
القانوني،
لأننا سحقنا
بالقوة وكي لا
نقع في خطأ
تفسير الحدث.
عندما نقل
ألاّ طلبي إلى
مخاطبيه عبر
الهاتف (الهراوي،
ألبير منصور،
لحود) انتظروا
وقتاً
لإجابته، ثم
أصروا على
حضوري إلى
السفارة
الفرنسية لأكون
تحت مراقبته،
وقد علمت
مضمون هذا
الحديث
لاحقاً.
تناقشت مع
السفير
الفرنسي نحو
ربع ساعة حول
مدى ضرورة
الذهاب إلى
السفارة طالما
انني
أعلنت وقف
النار
والاستسلام،
كنت اريد ان أسلّم
السلطة وأنا
موجود في
القصر، لأنهم
تحدثوا على
مدى أسبوعين
عن أن ميشال
عون يقيس
المسافة بين
القصر
والسفارة، و
كانوا يخططون
لدفعي للذهاب
إلى السفارة.
السفير الفرنسي
ألاّ كان
واضحاً
بضرورة
المجيء إلى السفارة.
لم أؤكد له اذا
ما كنت انوي
الذهاب الى
هناك. وبعد
ربع ساعة طلبت
ملالة وذهبنا
تحت القصف
الكثيف الذي
أدى إلى تشظي
الملالة، كما
سقطت إحدى
القذائف
قربنا فانهال
التراب والحصى
علينا من برج
الملالة.
عندما وصلنا
إلى السفارة
الفرنسية لم
يتوقف إطلاق
النار وطلبوا
أن أعلن تسليم
القيادة إلى
إميل لحود في الإذاعة،
ففعلت ذلك في
البيان
الشهير "...
حفاظاً على من
تبقى..."، لكن
ذلك لم يوقف
النار رغم أنني
كنت أبلغت
غرفة
العمليات في اليرزة
ومديرية
المخابرات عن
صدور البيان
وطلبت منهم أن
يتصلوا
بالعماد لحود
ويضعوا
أنفسهم تحت
تصرفه. بدأت
تردنا أخبار
المجازر
وجرائم الحرب
في بسوس وضهر
الوحش ودير
القلعة حيث لا
يزال مصير عدد
من الجنود
مجهولاً".
الخروج من
القصر
أسئلة كثيرة
تطرح في
استعادة
ذكريات تلك
المرحلة، ما
هي
السيناريوهات
البديلة والافتراضية
لما حدث في 13
تشرين؟ ماذا
لو عاد العماد
عون إلى قصر بعبدا
وتقدم
السوريون
والجيش
بقيادة إميل
لحود لتسلم
السلطة، هل
كانوا
اغتالوا عون
للتخلص منه أم
أسروه
وحاكموه؟ هل
سيقاوم
الجنود حتى الموت؟
بالنسبة للعماد
عون كان من
المفترض أن
تسير الأمور
وفق منطق
الاستسلام
العسكري:" كنت
طلبت أن يستلم
الجيش
اللبناني
الوثائق. وقد
استسلمت من
دون قيد أو شرط
، وكنت
مستعداً
لمواجهة
مصيري. كان بامكانهم
اغتيالي أو
أسري لكنني لم
أشعر بالخوف
من المحاكمة. الاغتيال
كان وارداً
خصوصاً أنهم
حاولوا ذلك
قبل ساعات من 13
تشرين. كنت
أفكر بأنني قد
أخسر حياتي،
ولم يعنيني ما
سيحصل بعد
موتي. وهذه
العبارة
رددتها مئات
المرات،
وأردفت أنني سأقاوم ما
بقيت حياً... في
ظروف كالتي
حصلت معي يجب
أن يعرف
الإنسان كيف
يخسر كي يكون
أهلاً للربح.
تعودنا أن
نربح من دون
سحق الخصم،
وان نخسر من
دون ان يخالجنا
شعور
بالانسحاق".
صور العائلة
التي بقيت في بعبدا،
الشهداء
الذين سقطوا
على الجبهات
فيما الجنرال
عاجزٌ عن
مساعدتهم،
حاضرة دائماً
في ذهنه:" تركت
عائلتي في
القصر على
أساس أنني
سأعود إلى بعبدا
لتسليم
السلطة. لكن
رينيه ألا رفض
مغادرتي إثر
ورود أخبار
المجازر و قال
إنني أصبحت
تحت حماية
الدولة
الفرنسية. مشاهد
المجازر لا
تبارح ذهني. نحن عسكر و
نذرف الدمع
عند سقوط كل
شهيد، لكن في
الوقت نفسه
لدينا طاقة
على الاحتمال
وبرودة أعصاب.
لم يكن ما
جرى المشهد
الأول في
حياتي، بل
سبقتها مشاهد
سقط فيها
ضحايا وكنا
نصمد حين كان
الصمود يحمل
مقومات
البقاء، غير
أن الصمود
الأخير كان
رمزياً. لم
أكن خارج
المعركة ولم
نسلم من كثرة الحكي، مع
العلم أن
زوجتي رفضت
إلا أن تكون
الشخص الأخير
الذي يخرج من
القصر".
ربما أراحت
مرحلة المكوث
في السفارة
الفرنسية
الجنرال عون
من ثقل
المسؤوليات
وأبعدته عن
صخب الأحداث:
"عندما
التقيت
عائلتي
بادرتهم إلى
القول بأننا
سنرتاح لكن
الناس يتعبون.
كنت في هدوئي
المطلق،
وبدأت مرحلة
تأمل كبيرة في
الوضع و
الآفاق
المقبلة. فيما
بعد اتخذت
القرار
بإكمال
المعركة سواء
بقيت وحدي أم
وقف الناس إلى
جانبي، من أجل
الذين ماتوا
في 13 تشرين وفي
المعارك
الأخرى. وبدأنا
المقاومة من
المكان الذي
خسرنا فيه أي
العمل على
تغيير
المعادلة
الدولية".
خدعة الترحيل
قد يكون
السفير
الفرنسي
رينيه ألا الديبلوماسي
الوحيد في
لبنان الذي
وقف إلى جانب
عون، وحاول
عبثاً الحد من
الخسائر
والأضرار،
وتحول إلى ضحيةٍ
أخرى لــ
13تشرين.
الجنرال الذي
يأمل أن يكتب الديبلوماسي
الفرنسي
مذكراته يصف
ألا بــ
"الرجل
الشجاع" و
يعتبر أنه خدع
في 13 تشرين: "خدع
أهل الحكم ألا
أولاً في
اتفاق وقف
النار. وثانياً
عندما اتفق مع
السلطة
اللبنانية
على مصيري
وترحيلي من
السفارة بعد
الظهر. لكن
الحكومة
تراجعت بعدما
استقدمت
فرنسا طائرةً
إلى قبرص على
أساس أن
تنقلني
هليكوبتر
تابعة للجيش
اللبناني إلى
هناك. كل هذه
الأمور مدونة
وتعرفها
فرنسا. وصلتني
لاحقاً
معلومات أن ألا
رفض مهمة ديبلوماسية
طلب منه
تنفيذها في
بيروت أيام الهراوي.
لم يقبل
بالمهمة وقال إنه لا
يستطيع
التعامل مع..."كاذبين".
من جهةٍ أخرى
يرى الجنرال
أن قيام إيلي
حبيقة
بنقل عائلته
من بعبدا
إلى السفارة
الفرنسية هو
نوعٌ من رد
الجميل، على
ما قال حبيقة
نفسه، و كانت
إشارة وفاءٍ
منه.
جنود دير
القلعة والمفقودون
قضية الجنود
المفقودين
والمعتقلين
في السجون
السورية
تتحمل
مسؤوليتها
القيادات
العسكرية
المتتالية
والحكومات
المتعاقبة،
بحسب عون.
فهذه
القيادات
والحكومات
"لم تستوضح
ولم توضح مصير
هؤلاء
العسكريين،
بخاصة وأن هذه
الجريمة الكبيرة
سواء كانت
احتجازاً حتى
اليوم أم
اغتيالاً يجب
أن تعلم
تفاصيلها
قيادة الجيش
اللبناني. وهذا
التحدي
الكبير مرمي
أمام قيادة
الجيش ووزارة
الدفاع
والحكومة
بأعضائها
كافة لتحديد
ما حصل في 13
تشرين
وتحديداً في
دير القلعة.
لا يجوز ألا
يعلم الجيش
اللبناني
الذي كان
موجوداً على تلة دير
القلعة شيئاً
عن الموضوع.
فالرئيس لحود
يجب أن يعلم
شيئاً، وكذلك
قائد الجيش
العماد ميشال
سليمان الذي
كان في اللواء
العاشر في
حينه، واللواء
الأول الذي
رافق الجيش
السوري من البقاع.
وفي هذه
المناسبة
نطلب من
الجميع أن
يعلنوا أمام الرأي
العام ماذا
حصل للجنود
اللبنانيين في
دير القلعة".
روح "14 آذار"
بعد خمسة عشر
عاماً على 13
تشرين يقول
العماد عون ان هذه
المرحلة غنية
بالتجربة
الشخصية
والمشاهد:
"شاهدت سقوط
الجمهورية
اللبنانية
بكل معانيها و
مؤسساتها
ومبرر وجودها.
لكن
تجربتي
المضحكة كانت
مع سياسيي 14
آذار 2005 الذين شاركوا
فيه حين أصبحت
حياتهم على كف
عفريت،
وأحسوا أن لــ
14 آذار قيمة
موجودة قبلاً.
شاركوا في 14
آذار كذكرى
مرور شهر على
اغتيال
الرئيس
الحريري، لكن
في الواقع،
ومع احترامنا
لكل الذين
شاركوا في 14
آذار، الذي
تجلت فيه
مظاهر الوحدة
الوطنية، يجب
أن يكون لهذا
الحدث مفهوم أعمق
بكثير و
يعلموا أن
لهذا التاريخ
تاريخ ست عشرة
سنة تحملت مع
شباب التيار
الوطني الحر نتائجه
السيئة. لــ 14
آذار معانٍ
ترتبط بالحرية
والسيادة والإستقلال
والوحدة
الوطنية
ورمزية العلم
اللبناني. كل
ذلك لم يستمر
موسماً
انتخابياً
واحداً إذ تبع
السياسيون
غرائزهم
ومصالحهم
ونسوا معاني 14
آذار".
شعور الجنرال
عون في الذكرى
الأولى لـ 13
تشرين التي
يشارك فيها
على أرض
الوطن، يختلط
بين شعور الإنسان
و القائد:"
الإنسان الذي
يتذكر صور أشخاص
فقدهم، فنحن
العسكر لدينا
ارتباط كالارتباط
العائلي،
والقائد الذي
عليه واجب
تكريم الشهداء
وإعطاء معنى
لشهادتهم. تكريمهم
سيحصل في
ذكراهم
السنوية أما
إعطاء المعنى
لشهادتهم فقد
تحقق بتنفيذ
الهدف الذي
قاتلوا من
أجله، تحرير
لبنان. هم
أنموذج في
التضحية لكن
لا يمكننا أن
نعيش معهم بل
يجب أن نبقى
مع الأحياء
الذين نريد أن
نبني
مستقبلهم
خدعة الترحيل
قد يكون
السفير
الفرنسي
رينيه ألا الديبلوماسي
الوحيد في
لبنان الذي
وقف إلى جانب
عون، وحاول
عبثاً الحد من
الخسائر
والأضرار،
وتحول إلى
ضحيةٍ أخرى
لــ 13تشرين.
الجنرال الذي
يأمل أن يكتب الديبلوماسي
الفرنسي
مذكراته يصف
ألا بــ
"الرجل
الشجاع" و
يعتبر أنه خدع
في 13 تشرين:
"خدع أهل
الحكم ألا
أولاً في
اتفاق وقف
النار.
وثانياً
عندما اتفق مع
السلطة اللبنانية
على مصيري
وترحيلي من
السفارة بعد
الظهر. لكن
الحكومة
تراجعت بعدما
استقدمت
فرنسا طائرةً
إلى قبرص على
أساس أن
تنقلني
هليكوبتر
تابعة للجيش
اللبناني إلى
هناك. كل هذه
الأمور مدونة
وتعرفها
فرنسا. وصلتني
لاحقاً معلومات
أن ألا رفض
مهمة ديبلوماسية
طلب منه
تنفيذها في
بيروت أيام الهراوي.
لم يقبل
بالمهمة وقال إنه لا
يستطيع
التعامل مع..."كاذبين".
من جهةٍ أخرى
يرى الجنرال
أن قيام إيلي
حبيقة
بنقل عائلته
من بعبدا
إلى السفارة
الفرنسية هو
نوعٌ من رد
الجميل، على
ما قال حبيقة
نفسه، و كانت
إشارة وفاءٍ
منه.