رسالة إلى النائب ميشال عون من تجمع ملتزمون

المجلس المركزي لتجمع ملتزمون

 

عرض المجلس المركزي لتجمع ملتزمون في اجتماعه الدوري برئاسة المنسق العام نجيب زوين وحضور الاعضاء، وفي إطار متابعته للاحداث التي تعصف بالوطن، لنتائج الزيارات التي قام بها التجمع الى المرجعيات الرسمية والسياسية والتي توجت بزيارة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وحيث قدم له التجمع مذكرة تتضمن تطلعاته ومطالبه واقتراحاته للخروج من هذه الازمة.

 

كما استعرض المجتمعون الانعكاسات السلبية على الصعد الاجتماعية والامنية والمعيشية المتاتية عن اقالة الحكومة، وابدوا اسفهم للدور الذي يضطلع به النائب ميشال عون، وللشروط التي يضعها لاعاقة تاليف حكومة متوازنة وغير فئوية، ووجهوا للنائب عون الكتاب المفتوح التالي:

 

حضرة النائب ميشال عون المحترم، رئيس تكتل الاصلاح والتغيير.

 

ترددنا كثيرا قبل كتابة هذه السطور وذلك لسببين:

الاول لانك لا تتقبل راي الآخر اذا ما تعارض مع توجهاتك وطموحاتك.

الثاني لان طموحاتك الشخصية تحجب عنك رؤية المصلحة اللبنانية العليا والسياسة الواجب اتباعها لتامين خير الوطن والمواطن.

 

اما لماذا قررنا اخيرا التوجه اليك بهذ الكتاب فايضا لسببين:

الاول علّ اللذين لا يزالون يتاثرون بمواقفك يرون الحقيقة ويدركون الى اين تاخذ البلاد والعباد.

والثاني لأن السكوت عن جريمة تصفية الوطن – الرسالة خطيئة لن نرضاها.

 

بداية نؤكد باننا لسنا هنا في معرض انتقاد تحويلكم "التيار الوطني الحر" من حركة شعبية استقلالية الى مجموعة "عونيين" تابعين لشخص القائد، على ما قاله اللواء عصام ابو جمرا... كما ولسنا في وارد انتقاد اسلوب الالغاء والطرد وفرض تقديم الاستقالات الجماعية المتبع بحق المعترضين على سياسة التوريث فهذا شأن داخلي.

ما يهمنا هو تماديك في تبني عقيدة وفكر ومبادىء حزب الله، المتناقضة مع دور لبنان الحضاري الثقافي التعددي، لبنان الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، لبنان الوطن – الرسالة، هذه العقيدة التي تهدد مسيرة السلم الاهلي والعيش المشترك.

 

وما يهمنا ايضا امعانك في سياسة تعطيل قيام الدولة السيدة لصالح دويلة حزب الله، ودفع لبنان الى احضان المحور السوري - الايراني وابقائه ساحة مفتوحة واللبنانيين وقودا خدمة لمصالح خارجية.

 

والخطر الكبير والداهم المتاتي من سياساتك وخياراتك، ايها النائب الكريم، هو محاولاتك للعودة بلبنان الى انظمة القرون الوسطى والغاء النظام الديمقراطي الحر لاستبداله بنظام احادي دكتاتوري يخضع لسيطرة الحزب الالهي، بينما شعوب المنطقة تثور لكرامتها، وتضحي باغلى ما لديها للخروج من ظلم الحزب الحاكم الى رحاب الحرية والديمقراطية.

والمعيب والمخزي تماديك الادعاء بحصرية تمثيلك للمسيحيين، معتقدا فعلا بانك ترأس "اكبر" كتلة نيابية. الكل يعلم كيف وباصوات من تم "ايصال" بعض اعضاء هذه الكتلة الى الندوة البرلمانية، وكيف جرى "تجميع" و "اعارة" و "وضع" البعض الآخر بتصرفك "لتكبير حجم كتلتك" تدعيما للدور المطلوب منك.

 

ورغم كل ذلك، لنفترض جدلا انك صاحب هذا الحق، وهذا مناف للواقع والحقيقة، فهل يجوز لمن يدعي الدفاع عن حقوق المسيحيين التهجم الدائم على:

ارفع موقع مسيحي: رئاسة الجمهورية.

 

وعلى المقام الاسمى: "من اعطي له مجد لبنان"؟؟؟.

حضرة النائب الكريم،

1. من قال ان اللبنانيين عموما، والمسيحيين خصوصا، يريدون ان يحكمهم "حزب الله" كي يحول لبنان الى ساحة حرب دائمة والى متراس متقدم للسياسة الايرانية التوسعية بوجه العالم العربي والمجتمع الدولي؟؟؟

 

2. من قال ان اللبنانيين عموما، والمسيحيين خصوصا، يريدون الاستمرار في سياسة تهديم الدولة والمؤسسات الدستورية لصالح دويلة حزب الله؟؟؟

 

3. من قال ان اللبنانيين عموما، والمسيحيين بنوع خاص، يؤيدون شل المؤسسات وتجويع المواطن وضرب الاقتصاد كرمى لعين مستوزر من هنا وصهر من هناك؟؟؟

 

4. من قال ان اللبنانيين عموما، والمسيحيين خصوصا، يقبلون سياسة قضم المؤسسات الدستورية واستمرار الاعتداء على حقوقهم وعلى الاملاك العامة من قبل "الخارجين عن القانون" والمحميين من سلطة دويلة حزب الله وقوى الامر الواقع؟؟؟

 

5. من قال ان اللبنانيين عموما، والمسيحيين بشكل خاص، يوافقون على تعرضك الدائم لمقام الرئاسة الاولى، في محاولة لتحجيم دور رئيس الجمهورية، واطلاق الاتهامات من قبل بعض الموتورين والمتضررين من قيام الدولة؟؟؟ من قال ان الوسطية تعني القبول بتجاوز الدستور والقوانين والاعراف والانصياع للابتزاز؟؟؟ من قال ان الوسطية تعني الحياد بين الخير والشر او بين الفوضى والنظام؟؟؟ من قال ان الوسطية تعني الحياد تجاه من يستمر في سياسة التعطيل وافقار الشعب وتجويعه؟؟؟ من قال ان الوسطية تقضي بقبول حكومة مفروضة بقوة السلاح اللاشرعي تفضي الى خراب وتفجير وتقسيم الوطن؟؟؟  

 

ختاما نؤكد، وبما لا يقبل الشك، ان اغلبية اللبنانيين، على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم، يرفضون:

اي بديل عن حكم ديمقراطي تعددي واية دويلة بديلة عن الدولة السيدة او الى جانبها.

اي حكومة مفروضة بقوة السلاح اللاشرعي واي سلاح مواز او مرادف للسلاح الشرعي.

اي محاولة لتغييب العدالة وتجهيل المجرمين والقتلة.

 

سن الفيل في 10ايار 2011

المنسق العام

نجيب سليم زوين