آية
الزمان: ميشيل
عون
بقلم/مشاري
الذايدي
الإثنين
13 تشرين
الأول/الشرق
الاوسط
اللندنية
تخيلوا
من يقول هذه
العبارات
ويطلق هذه
المواقف:
*
«إيران
هي الدولة
الوحيدة التي
تعمل باستقلالية
كاملة وهي
معروفة
بمواقفها
الداعمة للوحدة
الوطنية في
لبنان».
*
«إيران
لم تساعد
مطلقا أي حزب
لبناني ضد
الآخرين».
«حرب
تموز خلقت
مفارقات
غريبة في
تقدير نتائجها
قبل أن تنتهي،
وبعض الدول
العربية
أدانت عمل
المقاومة في
البداية
وانجر قسمٌ من
اللبنانيين
وكان لهم رأي
مخالف، لكن في
النهاية
انتصرت المقاومة».
تثمين
دور إيران
الإقليمي
وأنها تدعم كل
لبنان من دون
التمييز بين
فريق وآخر.
لا
مانع من أن
يتلقى شخصيا
وحزبيا
السلاح والمال
من إيران.
هذه
التعليقات
والمواقف
ليست لامين
عام حزب الله
حسن نصر الله،
ولا لنائب الأمين
العام لحزب
الله نعيم
قاسم، ولا حتى
من نائب الحزب
الإلهي «المهذب!»
علي عمار، ولا
من نبيه بري،
ولا من فتحي
يكن حتى.
إنها
من السابح في
غرام أحمدي
نجاد والحرس
الثوري،
وحامي حمى
المسيحيين في
لبنان، الجنرال
البرتقالي،
وراهب الوجود
المسيحي في
لبنان، وربما
المشرق
العربي كله،
فلا حدود
لأحلام الجنرال
ميشيل عون.
عون
يتمتع بزيارة
طهران هذه
الأيام، وقبل
أن يغادر
لبنان، وفي
نفس اللحظة
التي كان رئيس
لبنان ميشيل
سليمان يشرع
في زيارته
للسعودية ويلتقي
الملك عبد
الله، أطلق عون
في تجمع حزبي
بمناسبة (13
أكتوبر/ تشرين
الاول 1990) وهي
المناسبة
التي طوبته
قديسا سياسيا
لدى مناصريه،
حين صور
باعتباره بطل
مقاومة
السوريين،
ويا
للمفارقة، في
نفس هذه
الذكرى، يمر
الجنرال مرور
الكرام على
خطر الهيمنة
السورية على
فكرة لبنان
الدولة
ولبنان المستقل،
وهو خطر ما
زال قائما مع
أنباء الحشود
على الشمال
اللبناني،
تارة بحجة
التهريب
وتارة بحجة
الأصولية
السلفية، في
نفس هذه
الذكرى، تقمص
الجنرال البرتقالي
لسان حزب
الله، وأضاف
عليه بهاراته
الجنرالية،
ولغته
الهتلرية،
ليشن هجوما إلهيا
أيضا على
السعودية
ومالها (غير
النظيف!) ودورها
في لبنان،
مذكرا بدنس «البترودولار»
وأن البعد
الأمني
السوري قد
انتهى من
لبنان (من قال
ذلك؟! الجنرال
فقط!)، وبقي
الدور
السعودي
المحتل ومعه
الدور الأمريكي!
طبعا
هذا الكلام
كله ظلمات فوق
بعض، والجنرال
المتوتر يعرف
ذلك جيدا، فلا
الدور السوري
الأمني قد
انتهى في
لبنان، ناهيك
عن الأدوار الأخرى،
ولا السعودية
هي دولة محتلة
للبنان أو
مهيمنة عليه،
كما أن علاقة
السعودية
بلبنان ليست
وليدة اللحظة
الحريرية ولا
هبطت فجأة مع
أموال رفيق
الحريري الأب
أو الابن، على
ما توحي به
طهرانيات
ميشيل عون
المدعاة،
وتهريجات
وئام وهاب،
ورجل وقور
ومخضرم مثل
غسان تويني هو
الذي يعرف
جيدا، وقد ذكر
ذلك في مقاله
الأخير بـ«النهار»،
طبيعة
العلاقة بين
لبنان
والسعودية
منذ أيام
المسيحي
اللبناني
أمين الريحاني
الصديق للملك
عبد العزيز،
ومنذ مبادرة
السعودية
كأول دولة
عربية
للاعتراف باستقلال
لبنان ومنذ
تدخل
السعودية
الكبير من اجل
إعادة الحياة
الدستورية
إلى لبنان في
اتفاق الطائف
الشهير، وظل
هذا الدور
فاعلا ومستمرا.
بحسبة
سهلة، يعني
بالدفتر
والقلم،
لنقارن أغراض
إيران
الخمينية من
لبنان بأغراض
السعودية؟
في
لبنان يوجد
دولة موازية
لها جيشها ومخابراتها
وإعلامها
ومالها
وخدماتها
وعلاقاتها
وصواريخها،
والاهم
مشروعها
الخاص بها،
هذه الدولة هي
«حزب الله»،
فمن هي سبب
استمرار
ووجود هذا
الحزب؟ أليست إيران
كما تفاخر هي
بدعمها
العلني له،
وكما يفاخر
أمين هذا
الحزب علانية بتبعيته
الآيديولوجية
لخط ولاية
الفقيه،
واستعداده
لخوض الحروب
تحت لواء
الولي الفقيه.
في
المقابل بقية
الأطراف
اللبنانية،
ونتحدث عن
الحاضر الحي،
حتى عون نفسه
وتياره ليسا شيئا
مذكورا أمام
آلة الحزب
الإلهي
العسكرية والمخابراتية،
وهو نفسه،
أعني عون،
يتحرك بحماية
عناصر الحزب
في المحطات
الهامة، وغني
عن القول أن
ذهابه
لإيران،
كمستقل كما
يحب أن يصور
نفسه! تمت
برعاية ولي
أمره
اللبناني: حزب
الله.
كل
من يخاصم حزب
الله في لبنان
لا يملك ربع
ولا خمس ما
يملكه الحزب
الإلهي من
سلاح وتهريب وعلاقات
مستقلة، نعم
لدى بعضهم مثل
تيار المستقبل
علاقات قوية
وعميقة بالسعودية
أو بمصر
والأردن،
ولكنها
علاقات لا تقارن
ابدا بطبيعة
علاقات الحزب
الإلهي بإيران،
ثم ـ وهذا هو الأهم
ـ ليست علاقات
مبرمجة على
تنفيذ مشروع توسعي
في المنطقة
قائم على
محتوى سياسي
متفجر، قصارى
ما هنالك أنها
علاقة تنسيق،
بل ولنقل
بصراحة،
استقواء
واستجارة بالمحور
العربي
المضاد
لإيران ومعها
سوريا الأسد،
وهذا شيء
طبيعي ومفهوم
في ظل اختلال
ميزان القوة
بشكل فادح
لصالح إيران
ومخلبها
الأمني
والسياسي «حزب
الله» في
لبنان وربما
المنطقة كلها.
والاهم أكثر: أن
السعودية ليس
لديها برنامج
ومشروع في لبنان
إلا مشروع دعم
الدولة
والاستقلال
اللبناني،
السعودية لا
تريد أن تحول
لبنان إلى
ملحق سعودي
بالمعنى
الاجتماعي أو
السياسي حتى،
نستطيع القول
ان السعودية
تريد «تحييد» لبنان
عن مشكلات
المنطقة، عكس
الغرض الإيراني
من لبنان،
فهي، أي إيران
الخمينية،
تريد جعل
لبنان ساحة
وجبهة اشتباك
بالنيابة،
ليس مع
إسرائيل وحسب
كما ترغب هي
بتكريس هذه
الصورة عن
دورها، بل
ساحة بث
للمشكلات والقلاقل
في الدول
العربية التي
لا تقر لإيران
بدور أول في
المنطقة،
والطريقة
سهلة لإثارة
القلاقل في
المجتمعات
العربية من
خلال بث
الدعايات والبروبغاندا
الإيرانية،
بوكالة حزب
الله واللوبي
الإيراني
العربي من
صحافيين ومثقفين،
خصوصا في مصر
وفلسطين، بث
هذه القلاقل
وتصوير إيران
باعتبارها
حامية
الإسلام
والمسلمين
وهي صلاح
الدين الشيعي
ضد الغزاة
الجدد لبيت
المقدس، وكم
تفعل مثل هذه
الدعايات
فعلها في شارع
محبط، وسهل
الاستثارة من
أيام عبد
الناصر إلى
أيام نصر الله.
المضحك
أن هذا
الجنرال الذي
لبس عباءة
المقاوم
للامبريالية
والغرب
وعملاء هذا
الغرب، هو
نفسه الذي كان
خلف قانون
معاقبة سوريا
في الكونغرس
الأمريكي،
قبل سنوات
قريبة فقط،
وهو نفسه الذي
زار صدام حسين
سنة 1988 في ذروة
الحرب
الاستقطابية
بين دمشق
وبغداد، ثم لف
لفته الكاملة
ليزور طهران
الثورة
الخمينية
محرقا البخور
فوق عمائم
الملالي،
ومشيدا
بحيادية
الدور
الإيراني في
لبنان، في
أجلى صورة من
صورة «العبط» والمغالطة.
الحق
أن تصرفات
وتحالفات
الجنرال الذي
اكتشف عشق
طهران مؤخرا،
ليست هي موضع
الغرابة
والاستغراب،
فهو ربما، إذا
ما تقلبت الأيام،
يزور كابل
ويتمسح
بعمامة الملا
عمر، لو انتصر
الأخير،
طالبا البركة
ونافيا تهمة
التعصب عن
طالبان، كما
علق بسخرية
فارس سعيد من
فريق 14 آذار،
فالجنرال
يعتقد انه
يلعب لعبة
ذكية عبر إفهام
قاعدته
المسيحية أنه
هو الذي يعرف
تماما
مصلحتهم
المتمثلة
بربطهم برباط
وثيق بالمحور
الإيراني
السوري، وشتم
السعودية،
وبلغة
الطوائف
السائدة، ربط
مسيحيي لبنان
بالمشروع
الإيراني
الشيعي،
متعاميا عن دوره
الصغير وحجمه
الأصغر
بالقياس إلى
حجم ودور
إيران ومعها شيعة
العالم
الإسلامي كله.
ليت
عونا وكل
مسيحيي لبنان
من جعجع إلى
الجميل إلى
فرنجية،
ينأون
بأنفسهم عن
هذا التوتر
الطائفي بين
السنة
والشيعة،
لأنهم من
سيخسر في صراع
الفيلة هذا،
وهو صراع مقيت
وقبيح ينتمي
إلى نزعات
الغرائز
الأولى في
تاريخنا
الإسلامي، نزعات
نريد التخلص
منها، لا أن
يقحم المسيحيون
أنفسهم فيها.
ليت
المسيحيين في
لبنان، وهم
الأمناء
الأول على
فكرة الدولة
اللبنانية
المستقلة،
المستقلة عن
الجميع،
يفلحون في خلق
مصالحتهم، والعودة
مجددا إلى
فكرة الدولة
المستقلة،
وتجنب أخطاء
ورهانات بعض
قادتهم في
الماضي والحاضر
أيضا، وشخص
كالجنرال عون
بقفزاته
ولغته وتشنجه ليس
هو الخيار
الملائم
للمصالحة أو
خلق الوطن
المستقل
والحاضن
للجميع.
إلى
أن تحين لحظة
اليقظة فنحن
بانتظار عودة
الجنرال إلى
صباه،
وانتهاء موضة
الهوى الخميني،
الذي أصبح آية
من آيات عون
العظمى، ولا
عجب فقد قال
احمد شوقي من
قبل: لكل زمان
مضى آية...وآية
هذا الزمان
الصحف. ونحن
نضيف إلى آية
شوقي الجنرال
عون، فهو من آيات
هذا الزمان العجيب.
بانتظار
ذلك نرقب
ميلاد لبنان
من جديد، على
يد قادة جدد
وفكر جديد،
فلبنان هو رئة
التنفس النقي
لهذا المشرق
المتعب
بدخانه
وحرائقه.