بتي الهندي: ورقة التفاهم بين حزب الله وعون استعملت لكسب المال ونشر الفساد
التاريخ: ١ حزيران ٢٠٠٩
موقع تيار المستقبل

تحوّلت مناسبة خاصة بالمغتربين الى واقعة لكشف خبايا "التيار الوطني الحر"، إذ أكدت مؤسِّسَة "بيت لبنان والعالم" بتي الهندي خلال مؤتمر صحافي أقيم في نقابة الصحافة أن النائب ميشال عون أعدّ خطاب قسمٍ، ترجم الى أكثر من لغة، بُعيد توقيعه مذكرة التفاهم مع "حزب الله" كجزءٍ من صفقة سياسية كان مقرراً أن تأتي به رئيساً للجمهورية، وقالت "ان الخطاب تناول موضوع الجمهورية الثالثة".

وأعلنت انها "مستقلة وتنادي بمؤسسات الدولة الشرعية"، ورفضت "وجود السلاح بغير يد الجيش اللبناني"، ووصفت رئيس الجمهورية "بالقيّم على الشرعية وحامي الدستور"، مستنكرة ما يتعرض له من هجوم "وهو الحاضن للجميع".

وميّزت الهندي بين "التيار الوطني الحر" كإطار تنظيمي وبين "التيار العوني" الذي اعتبرته "مشروعاً تتبناه عائلة واحدة هي عائلة عون".

وفي ردها على الأسئلة كشفت الهندي أن "تيار النائب عون كان أعد مشاريع لتأمين دعم مالي له من المغتربين، لكنه أسقطها جميعاً بعد ورقة التفاهم" التي أمّنت له ما يحتاج. ورأت ان ورقة التفاهم "استعملت لمصالح شخصية بهدف كسب المال ونشر الفساد".

واستنكرت الهجوم الذي يشنه "التيار العوني" على الولايات المتحدة الأميركية بينما تتواصل قياداته الحوار الخفي معها، متسائلة "أين نحن اليوم من المسيحية اذا استطاع التيار العوني أن يسامح سوريا واللواء جميل السيد ولم يتمكن من مسامحة أخيه المسيحي؟".

وأشارت الهندي الى أن "التيار العوني" استغلّ إسمها في "موقعه الإلكتروني" لأكثر من شهر على الرغم من تقديم استقالتها، بهدف الحصول على أموال من المغتربين". وتوعّدت باتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة بحق "التيار" اذا استمرّ إستغلال اسمها في الموقع لجمع التبرعات".

ورأت أنه "لم يتم التعاطي مرة مع اللبنانيين المغتربين كمكوّن حتميّ في البلد، لهم عليه حقوق كما يفترض أن له عليهم واجبات"، وقالت: "انهم تُركوا لمصيرهم، يصنعونه بأيديهم، يكافحون على كل الأصعدة من دون دعم أو رعاية أو سند"، ونبّهت الى أنهم "دفعوا أحياناً أثماناً باهظة نتيجة مواقف اتخذها بعض المسؤولين والسياسيين في الوطن من دون أدنى مراعاة لأوضاعهم في بلاد الاغتراب".

وأضافت: "قيل الكثير وكتب الكثير عن الموضوع الاغترابي، وتعددت الخلفيات والمنطلقات، لكنها انتهت في معظمها الى التعاطي مع المغتربين، إما كمصدر تمويل او في بعض الحالات كورقة ضغط ومزايدة، وأحياناً تم استغلالهم كابتزاز سياسي. فالبعض يتذكر المغتربين في المناسبات السياسية والاقتصادية، ويوجهون اليهم رسائل محددة "افعلوا كذا ولا تفعلوا كذا، ادعمونا، أيدونا، ساهموا في معاركنا"، وبعدها يعود القديم الى قدمه"

وقالت: "نجتمع اليوم لنعلن انطلاقة مشروع "بيت لبنان العالم"، بيت يتسع قلبه لكل مغتربينا المنتشرين في كل اصقاع الأرض، والذي يهدف الى تعزيز التواصل بين المغتربين ولبنان ضمن آليات عمل على مستويات مختلفة، أولى هذه المستويات "اعادة الثقة".

ورأت أن "المطالبة بعودة كل المغتربين كلام اقرب الى المبالغة الشعرية لأنه لا يتناسب مع واقع الأمور"، لأن مغتربينا يشكلون في عديدهم أربعة اضعاف المقيمين فكيف تتسع الـ10452 كيلو متر مربع لكل هؤلاء؟ ثم هل يريدون العودة حقاً؟ أم انهم يريدون المحافظة على علاقة وثيقة بأرض آبائهم وأجدادهم مع تعلقهم ووفائهم للبلدان التي باتوا ينتمون اليها؟".

ووصفت الهندي المغتربين بأنهم "الرئة التي يتنفّس منها لبنان. ونقلت من أرقام البنك الدولي ان المغتربين اللبنانيين حولوا الى لبنان خلال العام 2006 ما مجموعه 5.6 مليارات دولار أميركي، بينما بلغ مجموع صادرات لبنان خلال الفترة نفسها 4.2 مليارات دولار أميركي.

ووصفت تحديد العلاقة التي تريد أن تتم مع المغتربين بأنها "سهلة وصعبة في آن". وذكّرت بأن "للمغتربين دوراً كبيراً في كل قرار أو قانون دولي صدر لمصلحة لبنان"، مشيرة الى أنهم "لا يدخلون في الحسابات والمحسوبيات الضيقة، وأن دفاعهم هو دوماً عن الدولة وسيادتها، يدعمون الشرعية الممثلة برئاسة الدولة ومؤسساتها الرسمية ويعرفون من تجاربهم في بلدان انتشارهم ان رئيس الدولة هو الضامن لوحدتها والحامي لدستورها وضابط ايقاع لمسيرتها، وهو الربّان الذي يقود السفينة وسط كل العواصف" مستنتجة أن المغتربين "قادرون على ان يكونوا بوصلتنا الخارجية، لا تنقصهم الرؤية، لكن ينقصهم الوصل الدقيق والتواصل المباشر مع الداخل اللبناني".
وقالت الهندي "ما جئت لأنقض بل لأكمل" ما حاول ويحاول الكثيرون القيام به في الموضوع الاغترابي. "اننا كلبنانيين مقيمين ومغتربين يمكن أن نحدث فرقاً في بلدنا، وأن نجدد طاقاتنا لاعادة بنائه والنهوض به كدولة قوية، حاضنة لكل ابنائها، دولة تحترم فيها المؤسسات والمقامات وفي طليعتها مؤسسة رئاسة الجمهورية، رمز الدولة والمؤتمنة عليها".