العماد
عون في قداس
في الرابية في
ذكرى شهداء 13
تشرين الأول:
سيطرة الخارج
على لبنان تمر
من خلال إضعاف
نظامه
وانهيار
مؤسساته
أجهزة
المساءلة
والمحاسبة
غير صالحة
بسبب سيطرة
النهج
المافياوي
عليها
وأصبحنا
بحاجة إلى
أصوات تتحلى
بروح
المقاومة
تعمل دون لنصل
الى الإصلاح
الشعب
أمام خيارين
فإما أن يكون
مع استمرار الحالة
الراهنة
ويرضخ لها او
أن يعمل
للانتقال الى
حالة إصلاحية
يحقق بها
انتظاراته
الطويلة
وطنية
11/10/09
أقام
التيار
الوطني الحر،
قداسا في كنيسة
القيامة في
الرابية.
لمناسبة ذكرى
شهداء 13 تشرين
الاول 1990.
وألقى
النائب
العماد ميشال
عون، كلمة -
رسالة جاء
فيها:
"يلتقي
اليوم التيار
الوطني الحر
مع الأصدقاء
والمواطنين
في مختلف
أنحاء لبنان
وبلاد الإنتشار،
للاحتفال
بذكرى شهداء
لبنان عسكريين
ومدنيين،
الذين سقطوا
في ساحة الشرف
دفاعا عن
الوطن شعبا
وأرضا وسيادة.
وإذ نتخذ من
هذا التاريخ
معلما لإحياء
هذه الذكرى،
فلأنه أصبح
جزءا لا يتجزأ
من الذاكرة
الجماعية
باحتوائه
المضامين
الأساسية
لمعاني الوطن.
لقد
سقطوا دفاعا
عن وجودنا
وهويتنا، وإذ
نخلد ذكراهم
في كل عام،
فإننا لا نريد
أن تبقى هذه
الذكرى
احتفالا
تقليديا
يقتصر على
ممارسة
واجبات
اجتماعية
فقط، أو فترة
تأمل لا تتخطى
لحظة
الإحتفال،
ولا نريد لها
أيضا أن تتحول
إلى تجارة
بدماء
الشهداء.
إن
ما نريده
اليوم هو تخطي
لحظة الشهادة
وسببها
المباشر الى
معناها
الأوسع
والمستمر في حياتنا،
لنشهد لها
بدورنا،
ونترجمها
بعمل يؤمن
استمرارية
المجتمع الذي
كانت فدية
بقائه
واستمراره.
ومهما
أعطينا
لوطننا
ومجتمعنا لا
يمكن مقارنته
بما يعطيه
الشهيد الذي
يفتدي وطنه
وشعبه بدمه
وحياته.
إن
المجتمع الذي
نصبو اليه لا
يقوم ويصبح
ممكنا إلا إذا
احتفظنا بروح
المقاومة
التي تبعد عنا
الوهن وتقينا
السقوط في
ممارسات بيئة
أفقدتها
الحاجة
الكثير من
مناعتها ونقاوة
عاداتها
وتقاليدها.
ولكي
تأخذ
مقاومتنا
أبعادها
الحقيقية
وتبلغ
أهدافها،
علينا أن نحدد
أعداء
المرحلة التي
نعيشها
اليوم، وما
يترتب علينا
القيام به لنحقق
هذه الأهداف.
إن عدونا
الأول يكمن في
بعض سلوكنا،
وفي طريقة تعاطينا
مع ما يفرضه
الفاسدون من
ممارسات على الناس،
تعطل
خياراتنا
الصحيحة
وتجعلنا تبعيين،
ننظر إلى
الأمور
بمنظارهم
ونقر بالأشياء
التي تتعارض
مع قناعاتنا
وحقيقة
واقعنا. وقد
يظن
المستفيدون
من مزاريب
الفساد أن لهم
مصلحة في
استمراره،
غافلين بذلك
عن كونهم مثل
الهر الذي
يلحس المبرد
مستسيغا طعم
دمائه النازفة
من لسانه.
يجب
أن ندرك أن
جميع
اللبنانيين
على مختلف مشاربهم
وتوجهاتهم هم
مواطنون
مكتملو
الحقوق المادية
والمعنوية،
وهم بالتالي
مسؤولون عن
تحقيق أمنهم
وسلامتهم،
وهم أيضا
مسؤولون عن
استقرار
مجتمعهم
وازدهاره
واستمراره من
خلال سلطات
ينتجها
نظامهم
السياسي. وهذه
السلطات
تتحمل تبعات
أي خلل في
الأداء، وتخضع
للمساءلة
والمحاسبة من
قبل مجلس
النواب ومن
قبل المؤسسات
الدستورية
والقضائية،
وهذا ما يجعل
العمل
الحكومي
منتظما. ولكن،
مع الأسف، فإن
أجهزة
المساءلة
والمحاسبة
غير صالحة لأن
النهج
المافياوي
يسيطر عليها،
وهي تخرج
بتصرفاتها
على المعايير
الاخلاقية
والقانونية.
إن
هذا الوضع
يجعلنا
بمواجهة
دائمة في
مختلف القطاعات،
ولم نعد بحاجة
فقط إلى أصوات
في صناديق
الاقتراع
لنصلح ما أفسد،
ولكننا
أصبحنا بحاجة
إلى أصوات
تتحلى بروح المقاومة
وتعمل
باستمرار
ودون كلل كي
نصل الى
الإصلاح
المنشود.
يخطئ
من يعتقد أن
التغيير
والإصلاح هدف
سهل المنال،
أو أن العمل
النيابي
والوزاري عمل
يسير في مثل
الحالة التي
نواجهها
اليوم؛ فالمواجهة
قاسية مع قوى
متفوقة عدة
وعددا، تشبه
الى حد بعيد
نسيج عنكبوت،
خيطانه حبال
مجدولة يصعب
قطعها، وتغطي
جميع القطاعات
العامة
والخاصة.
يرتكب
أحدهم فضيحة،
فيقوننها
آخر، ويجد لها
المخرج
المشرف، ثم
يأتي ثالث
ليجعل منها
إنجازا أمام
الرأي العام؛
هذا هو النظام
المافيوي
الذي نعيش في
ظله اليوم،
وقد أصبح
كسرطان في
مراحله
الاخيرة، متفشيا
في جميع أعضاء
الجسم، وهو
على وشك أن يودي
بحياة الوطن
إن لم تستنهض
جميع القوى
الحية في
البلد وتعي
خطورة أزمة
الفساد
الداخلية
والتي تغطى
أحيانا
بإيهام الناس
أن الأزمة خارجية،
بينما هي من
صنع القيمين
على النظام
القائم
والمدعومين
خارجيا، لأن
الوصول الى سيطرة
الخارج على
لبنان يمر من
خلال إضعاف نظامه
وانهيار
مؤسساته،
والعامل
الأكبر في هذا
الانهيار هو
يأس
المواطنين من
بلوغ إصلاح يشعرون
أنه يبتعد
عنهم يوما بعد
يوم.
ولكننا
هنا، وفي هذه
المناسبة،
نعاهدكم أن تحرير
لبنان وإصلاح
نظامه
والمحافظة
على استمرار
وجود مجتمعنا
هو عقد بيننا
وبين من نحتفل
بذكراهم اليوم،
نكرره أمامكم
ونطلب من كل
واحد منكم أن
ينضم الى هذا
العقد وينخرط
في مسيرة
الاصلاح، لأن
الإصلاح وإن
كان ينبع من
فكر وإرادة أفراد
أو مجموعات
صغيرة فهو
يحتاج في
الديموقراطية
الى أكثرية
واعية
ومناضلة كي
يتم فرضه وتحقيقه.
إن
الشعب
اللبناني هو
أمام خيارين،
فإما أن يكون
مع استمرار
الحالة
الراهنة
ويرضخ لما يرزح
تحته، أو أن
يعمل
للانتقال الى
حالة إصلاحية
يحقق بها
انتظاراته
الطويلة،
فينعتق من الحالة
الاستسلامية
التي يعيش
وينتقل الى
حالة مطلبية
نضالية... ونحن
بانتظاره.
وكالعادة،
قد يعتقد
البعض أن هذا
الكلام ليس أكثر
من شعارات
وكلمات
مناسبة، وأنا
أقول إنهم
سيخطئون
مجددا في
تقدير عزمنا
وصلابة إرادتنا
ونهائية
موقفنا في ما
أعلناه.
يجب
أن نعمل
لتثبيت
الاستقرار
وتحقيق الازدهار
وإشاعة
الطمأنينة
لنا
ولأولادنا،
فغدنا هو ما
نضعه اليوم في
إناء الزمن.
لذا،
أدعوكم الى
العمل سوية،
فنكون أمناء
لشهدائنا
وأوفياء
لتضحياتهم.
لهم
المجد
والخلود
ولشعبنا
العزة
والكرامة.
عشتم
وعاش لبنان".