تقرير
أوروبي:
انتفاضة
المستقلين
على عون وحلفائه
"هاجس
حرب غزة" يضعف
المعارضة في
الانتخابات
بقلم
عبد الكريم
ابو النصر/النهار
13 شباط 2009
"كشف
تقرير
ديبلوماسي
بعث به الى
حكومته سفير
دولة اوروبية
بارزة في
بيروت ان
المعارضة بقيادة
"حزب الله"
تشعر بقلق جدي
من عزم عدد مهم
من المرشحين
على خوض
الانتخابات
النيابية في 7
حزيران
المقبل
كمستقلين
وكممثلين
لكتلة وسطية،
كما تشعر
بانزعاج
لانها عاجزة
عن منع المستقلين
من ترشيح
انفسهم، في
الوقت الذي تعرف
تماما ان ثمة
تعاطفا شعبيا
واسعا
وحقيقيا مع
هؤلاء، خصوصا
في المناطق
المسيحية.
وحذر التقرير
من ان الحملة
"الترهيبية"
الشديدة القسوة
التي يشنها
العماد ميشال
عون مع حلفائه
على المرشحين
المستقلين
تظهر ان
المعارضة
المتحالفة مع
دمشق تريد في
الواقع، اذا
استطاعت،
الغاء الطابع
الديموقراطي
للنظام اللبناني
واقامة
جمهورية
تنسجم مع
اعمالها وممارساتها
ومواقفها ذات
الطابع
الديكتاتوري
التسلطي القمعي
التي عرفها
اللبنانيون
خلال السنوات
الاربع
الماضية،
وذكر التقرير
ان اللبنانيين
سيفاجئون
حلفاء دمشق
بتقديمهم
الدعم الواسع
للمرشحين
المستقلين
وللكثيرين من
المرشحين ذوي
الاتجاهات
الاستقلالية
في الانتخابات
المقبلة كما
فاجأوهم حيث
انتفضوا على
الهيمنة
السورية اثر
اغتيال
الرئيس رفيق
الحريري
ورفاقه يوم 14
شباط 2005".
هذا ما
اكدته لنا
مصادر
ديبلوماسية
اوروبية في
باريس وثيقة
الاطلاع على
الملف
اللبناني،
وكشفت ان
تقرير السفير
الاوروبي
المقيم في بيروت
يتضمن
المعلومات
والملاحظات
الاساسية
الآتية:
اولا،
ان المرشحين
المستقلين
ليسوا صنيعة الرئيس
ميشال سليمان
او فريق 14
آذار، كما
تقول المعارضة،
بل يشكلون
نوعا من
الانتفاضة
الشعبية –
السياسية على
العماد ميشال
عون وحلفائه
بشكل خاص، ذلك
ان فكرة خوض
مرشحين
مستقلين، معركة
الانتخابات النيابية
المقبلة برزت
واصبحت واقعا
ملموسا في
المناطق
المسيحية
خصوصا،
مدعوما من دول
عدة معنية
بمصير لبنان،
نتيجة صحوة
الكثيرين من
مؤيدي عون في
انتخابات عام
2005 وإدراكهم ان
زعيم "التيار
الوطني الحر"
خدعهم وضللهم
وتراجع عن
وعوده
والتزاماته
الاستقلالية
والسيادية
والمسيحية
ولم ينفذ ايا
منها بل انقلب
عليها،
فقرروا أن
ينقلبوا عليه
بدورهم
ويسحبوا منه
التفويض
الشعبي الذي
منحوه اياه
ويقترعوا في
الانتخابات
المقبلة
لمرشحين
آخرين سواء
كانوا
مستقلين ام من
فريق 14 آذار
يدافعون فعلا
عن استقلال
لبنان
وسيادته
ويعملون على دعم
الدولة
ومؤسساتها
الشرعية. فقد
اكتشف الكثيرون
من ناخبي عون
ان الاخير
استغل فوزه
الكبير في
الانتخابات 2005
التي خاضها
على اساس انه
الزعيم
المسيحي
القوي
المدافع عن
لبنان المستقل
وعن صلاحيات
المسيحيين
ودورهم
ونفوذهم، من
اجل محاولة
تنفيذ انقلاب
في الساحة
المسيحية
بهدف جذب
المسيحيين
الى المحور
السوري – الايراني
وربطهم بهذا
المحور الذي
تشكل توجهاته
وسياساته
تهديداً
لاستقلال
البلد وسيادته
ولمصالح
اللبنانيين
الحيوية. وعمل
عون، منذ
تحالفه مع حزب
الله
والنظامين
السوري والايراني،
على محاولة
اضعاف الموقع
المسيحي الاول
في لبنان، وهو
رئاسة
الجمهورية،
وعلى التشكيك
في مهمة الجيش
والقوى
الامنية، وفي
دور الدولة،
وعلى محاولة
تقليص النفوذ
السياسي للبطريرك
الماروني
صاحب الدور
الاساسي في
تحرير لبنان
من الهيمنة
السورية، كما
سعى الى تحريض
المسيحيين
على المسلمين
المعتدلين
المدافعين عن
استقلال
البلد
وسيادته في
الوقت الذي
بذل اقصى
جهوده لتأمين
الحماية
لحملة السلاح
وللذين
يستخدمون
العنف والقوة
واساليب
الترهيب
المختلفة
لمحاربة
القوى
الاستقلالية.
كل حروب
عون ضد
الاستقلاليين
ثانيا،
خلافاً لما
يردده عون
باستمرار،
فان تحالفه مع
حزب الله عزز
نزعة استخدام
السلاح
والقوة
والعنف عند هذا
الحزب في
تعامله مع
الاوضاع
الداخلية،
كما أنه شكل
ولا يزال مصدر
تهديد جدي
لامن لبنان واستقراره.
وهذا التحالف
اضعف
المسيحيين
فعلا ولم يحقق
لهم اي مكاسب،
اذ ان حزب
الله استغل
هذا التحالف
لمصلحته
كليا، سواء
لتأمين تغطية
مسيحية
لدولته
المسلحة، او
لمحاولة تعزيز
نفوذه ونفوذ
حلفاء دمشق
الآخرين في
المناطق
المسيحية،
وأضعاف تأثير
القوى
الاستقلاليين،
او لمحاولة
اقناع
المسيحيين
بأن مصلحتهم
تكمن في
التفاهم مع
سوريا وايران
والقوى المتشددة
في المنطقة
وليس مع الدول
العربية المعتدلة
ومع الدول
الاجنبية
الداعمة
للبنان المستقل
المتحرر من
الهيمنة
السورية.
ثالثا،
نقل تقرير
السفير
الاوروبي عن
شخصية مسيحية
لبنانية
بارزة قولها:
"يشعر الكثير
من المسيحيين
بمرارة
حقيقية وغضب
من سياسات عون
واعماله
ومواقفه، لان
المسيحيين
كانوا دائما
في طليعة القوى
المدافعة عن
استقلال
لبنان
وسيادته والرافضة
الهيمنة
السورية او
الاقليمية
عليه والمتمسكة
بالنظام
الديموقراطي
التعددي وبالانفتاح
على المجتمع
الدولي وعلى
العالم العربي
وخصوصا على
الدول
المعتدلة فيه.
وبدلا من ان
يعمل عون على
تعزيز
التلاقي
والتعاون بين
المسيحيين
الاستقلاليين
والمسلمين
المعتدلين الاستقلاليين
فانه سعى الى
تكريس
التباعد والشقاق
بين هذين
الطرفين
الاساسيين
لمصلحة حزب
الله
والنظامين
السوري
والايراني.
لقد اراد عون
تحويل مجرى
التاريخ
السياسي
والشعبي المسيحي،
اذ اعطى
الاولوية ليس
للدفاع عن استقلال
لبنان ومصالح
اللبنانيين
الحيوية، بل
عن مصالح حزب
الله والمحور
السوري –
الايراني،
وخاض خلال
السنوات
الاربع
الماضية
حروبه كلها ضد
الاستقلاليين
الذين يمثلهم
فريق 14 آذار
ولم يرحم
شهداءهم، كما
وقف بعناد ضد
سائر الدول
العربية
والاجنبية
التي تؤمّن
حماية حقيقية
للبنان
المستقل
السيد ولقرار
الشعب
اللبناني الحر،
وخسر ميشال
عون دوره
كزعيم وطني
حقيقي وكزعيم
مسيحي حقيقي
فابتعد عن عدد
كبير من ناخبيه
ومؤيديه وهو
ما ستظهره
الانتخابات
النيابية
المقبلة".
رابعا،
تواجه
المعارضة
اللبنانية
وضعا صعباً في
معركة
الانتخابات
النيابية التي
بدأت فعلا منذ
الآن وهو وضع
لم تكن تتوقعه،
اذ ان حزب
الله قائد
المعارضة
راهن على انه يستطيع
استغلال قوته
العسكرية
والتسلحية وسطوته
على الدولة
والناس
لتأمين حصوله
مع حلفائه على
الغالبية النيابية،
ولكن تبين
اليوم ان هذا
الرهان خاطئ اذ
إن اقدام
الحزب مع
حلفائه على
استخدام السلاح
في الداخل
وعلى تبني
اساليب العنف
والقهر والتهديد
المختلفة ضد
خصومهم
السياسيين الاستقلاليين،
وبتغطية
علنية واضحة
من عون – ان ذلك
كله ادى الى
اثارة مخاوف
مشروعة لدى
الكثير من
اللبنانيين
من مخاطر فوز
حلفاء دمشق في
الانتخابات
المقبلة.
خامسا،
ان المعارضة
ليست قادرة
فعلا على تعطيل
او منع اجراء
الانتخابات
في حزيران
المقبل لان
ذلك يتطلب
استخدام
العنف
والسلاح مجددا
وهو ما ستكون
له انعكاسات
بالغة
الخطورة على
الوضع
اللبناني
برمته يتحمل
مسؤوليتها
حلفاء دمشق.
كما ان تعطيل
الانتخابات
بالقوة سيشكل
اعترافا
ضمنيا بالهزيمة
من جانب
المعارضة
وبوجود تأييد
شعبي واسع
للقوى
الاستقلالية
التي يمثلها
فريق 14 آذار
والمرشحون
المستقلون.
سادساً،
تظهر الدراسات
واستطلاعات
الرأي العام
التي تجريها
مراكز ابحاث
وسفارات دول
معنية بمصير
لبنان، ان الافكار
والقيم
والمبادئ
التي يدافع
عنها الاستقلاليون
تلقى تأييداً
واضحاً لدى
غالبية كبرى
من
اللبنانيين
ومن مختلف
الطوائف، سواء
تلك المتعلقة
بالحرص على
الاستقلال
والسيادة، او
بتعزيز دور
الدولة
ومؤسساتها
الشرعية، او بضرورة
تولي الجيش
والقوى
الامنية
الشرعية مسؤولية
الدفاع عن
البلد
وحمايته من اي
اخطار داخلية
او خارجية، او
تلك الداعية
الى اعطاء الاولوية
لضمان
استقرار
لبنان وامنه
وليس لاستخدامه
ساحة لحروب
الآخرين، او
تلك الرافضة
احتفاظ حزب
الله بسلاحه
وبدولته
المسلحة.
وتظهر
هذه
الاستطلاعات
والدراسات ان
صورة المعارضة
"سلبية" لدى
الغالبية من
اللبنانيين
لان هذه
المعارضة ليس
لديها برنامج
حكم لتأمين
وضع افضل
للبنان
واللبنانيين،
ولتحقيق
الامن
والاستقرار
والسلام،
ولتحسين الاوضاع
الاقتصادية
والاجتماعية
والمعيشية،
لابناء هذا
البلد، بل ان
برنامج
المعارضة
يقوم على
التعطيل والتخريب
وعلى استخدام
العنف
والسلاح
ووسائل
التهديد
والترهيب
المختلفة
لمحاولة التغطية
على
ممارساتها
الخاطئة وفرض
مطالبها وشرطها
على سائر
الافرقاء
اللبنانيين.
"هاجس
حرب غزة"
سابعاً،
يسيطر على
الكثير من
اللبنانيين
وفي مناطق
مختلفة ما
يمكن تسميته
"هاجس حرب غزة"،
اذ انهم
يتخوفون
جدياً من ان
تتكرر نكبة غزة
في لبنان في
حال تعززت
مواقع حزب
الله وحلفائه
في
الانتخابات
النيابية
المقبلة، مما
قد يدفع الحزب
حينذاك الى
التمسك اكثر
من السابق
بسلاحه
وبدولته
المسلحة
وبقرار الحرب
مع اسرائيل من
دون التنسيق
مع الدولة
والسلطة الشرعية.
ومثل هذا
التطور، في
حال حدوثه،
يمكن ان يمهد
لحرب جديدة مع
اسرائيل تلحق
دماراً هائلاً
واضراراً
كبيرة
بلبنان، وهي
حرب يتم تفجيرها
لاسباب
ودوافع تراها
قيادة حزب
الله ملائمة
لها ومنسجمة
مع مخططات
المحور
السوري – الايراني
وحساباته.
و"هاجس حرب
غزة" هذا سيضعف
مواقع
المعارضة في
الانتخابات
المقبلة وخصوصاً
في المناطق
المسيحية.
ثامناً،
في الوقت الذي
يرحب قادة
فريق 14 آذار،
وكذلك
البطريرك
الماروني،
بالمرشحين
المستقلين،
يشن عون وحلفاؤه
حملة شديدة
القسوة على
هؤلاء المستقلين.
وموقف عون هذا
غير
ديموقراطي
وليس له سابق
في اي نظام
ديموقراطي
لانه يتعارض
مع حق المواطنين
المشروع
والمكفول
دستورياً في
تقرير وتحديد
خياراتهم
ومواقفهم
بأنفسهم
وبحرية تامة.
وتثبت حملة
عون هذه على
المرشحين
المستقلين،
التي ستكون
لها عواقب
سلبية عليه،
النزعية
التسلطية
الديكتاتورية
لدى الجنرال
عون وحلفائه،
كما تكشف وجود
انزعاج كبير
لدى حلفاء
دمشق من اتساع
نطاق المد
الاستقلالي
السيادي في
لبنان، اذ ان
هؤلاء يدركون
ان المرشحين
المستقلين
سيدعمون، في
حال فوزهم،
الرئيس ميشال
سليمان
الاستقلالي
المواقف
والتوجهات، كما
انهم
سيكونون،
عملياً،
جزءاً من
تحالف القوى
الاستقلالية
الذي يتشكل
اساساً من
فريق 14 آذار.
تاسعاً،
تريد
المعارضة ان
تعاقب،
وبوضوح، المرشحين
المستقلين
لانهم
مستقلون،
واستقلاليو
التوجهات،
وينوون دعم
الرئيس
سليمان. وهذا
التوجه يعكس
رغبة
المعارضة في
منع رئيس الجمهورية
من ان يمارس
دوره
التوافقي
بفاعلية
اكبر، وان
يدعم مشروع
الدولة بقوة
اكبر، كما
يعكس رغبة
المعارضة في
حرمان الرئيس
من امتلاك
كتلة نيابية
مستقلة تدعم
خياراته،
وتوجهاته
الاستقلالية
الهادفة الى
حماية لبنان من
اي هيمنة
سورية او
اقليمية،
والى تعزيز
دور الدولة
ومؤسساتها
الشرعية،
والى تأمين
قيام الجيش
بالدور
المطلوب منه
ومن القوى
الامنية الشرعية،
والى ضبط سلاح
حزب الله في
اطار استراتيجية
دفاعية
جديدة،
والهادفة
كذلك الى منع
استخدام
لبنان كساحة
مواجهة
مفتوحة مع اسرائيل
ودول اخرى
خدمة لمصالح
المحور
السوري – الايراني.
عاشراً،
ان عدد
المرشحين
المستقلين في
المناطق
الاسلامية
المختلفة
سيكون
محدوداً للغاية
بالمقارنة مع
عددهم في
المناطق
المسيحية، من
جهة لان
الناخبين في
المناطق
الاسلامية
يثقون عموماً
بقياداتهم
الاساسية،
اياً تكن، ومن
جهة اخرى لان
هذه المناطق
لم تشهد مثيلاً
لظاهرة ميشال
عون الزعيم
الذي اعطى
الناخبين
المسيحيين
آمالاً كبيرة
سرعان ما تراجع
عنها وقام
بأعمال
وممارسات
واتخذ مواقف
واجراءات
معاكسة كلياً
لها وتتعارض
جذرياً مع تطلعات
المسيحيين
وطموحاتهم في
غالبيتهم العظمى.
واكد
تقرير السفير
الاوروبي ان
الانتخابات النيابية
في حزيران
المقبل ستؤدي
الى بروز تحالفين
نيابيين
سياسيين
وشعبيين،
الاول هو "تحالف
الاستقلاليين
المعتدلين"
الذي سيضم
ممثلي فريق 14
آذار والنواب
المستقلين
وسيحصل على
غالبية
المقاعد
النيابية،
والثاني هو "تحالف
المتشددين"
الذي سيضم قوى
المعارضة
المرتبطة
بسوريا
وايران ويكون
بقيادة حزب
الله. واوضح
التقرير ان
فوز "تحالف
الاستقلاليين
المعتدلين"
في
الانتخابات
هو لمصلحة
لبنان المستقل
السيد لانه
سيعمل على
تعزيز دور
الدولة
ومؤسساتها
الشرعية
المختلفة
وعلى تقوية الوحدة
الوطنية
وحماية السلم
الاهلي، وعلى
انهاء دور
لبنان كساحة
مواجهة
مفتوحة لحروب
الآخرين تجلب
الدمار
والخراب
للبنانيين.
كما سيعمل هذا
التحالف على
تعزيز علاقات
لبنان مع المجتمع
الدولي ومع
المجموعة
العربية ككل
بدلاً من حصر
علاقاته
بالمحور
السوري –
الايراني كما
يريد
المتشددون.