كلمة الوزير السابق اللواء عصام ابوجمرة في احتفال التيار الوطني في بلدة رميش

25/9/2005

أيها السيدات والسادة، أيها الأحباء،

نحن سعداء لوجودنا بينكم اليوم، سعداء لوجودنا في رميش المحررة

سعداء وفخورين لوجودنا معكم في الجنوب المحرر،

سعداء بعودتنا إلى لبنان الذي استعاد سيادته وحريته من الاحتلال وأنظمته البوليسية وإفرازاتها

ونقول هنيئا لكم ولكل اللبنانيين بهذه السيادة وهذه الحرية

أما بعد أيها الإخوة فيشدني الحنين وتعود بي الذكريات إلى سنين ماضية قضيت شهورا عديدة منها في رميش وجوارها، حين كنت ورفاق من الجيش اللبناني نقوم من هذا الجنوب بواجب الدفاع عن الوطن والحدود.

ولا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أذكر وبكثير من العاطفة والاعتزاز الملازم الشهيد فادي أبو شقرا احد الشهداء الذين سقطوا على إحدى التلال المحيطة برميش دفاعاً عن لبنان، دفاعًا عن الحق في الوجود الحر. ضد عدوٍ تطاول على الكرامة بدخوله خلسة إلى ارض هذا الوطن.

أيها الإخوة والأخوات

هنا في هذا الجنوب، أرض الصراعات الكبرى ، كانت حروب قاسية ومدمرة، وكان تقاتلٌ شرس، ومواجهات مصيرية ،دامت نصف قرن تقريبا، دفع شعب الجنوب وانتم في طليعته ولبنان ثمنها: دماء شهداء وقهر واضطهاد، وتدمير وهجرة وتشريد.

لقد ناضلتم وتحملتم وجاهدنا وتحملنا جميعا إلى أن بزغ فجر الحرية

وها نحن اليوم نجتمع وقد تكلل نضالنا بالانتصار على كل غريب حاول النيل من لبنان أرضا وشعبا، وتحققت السيادة واستعدنا قرارنا الحر، بقيادة العماد عون مع شمس السادس والعشرون من نيسان وعم الفرح لبنان بأسره يوم عودة المنفيين في السابع من أيار.

أيها الإخوة والأخوات،

نحن سعداء أيضا لأننا وإياكم أصبحنا في حزب، حزب التيار الوطني الحر حزب ليس وليد الإقطاع ولا وريث الميليشيات ولا حزب طائفة دون سواها. حزب لن يكون سلطويا تقليديا في زمن سقوط الإيديولوجيات والعقائد،

انه حزب المواطنية ،حزب الديمقراطية وإرساء حكم القانون.حزب المدافعين عن قيم الحرية ومبادئ العدالة وحقوق الإنسان، الحزب الذي سيطرح المشاكل الحقيقية مع الحلول الواقعية لها الحزب الذي سيعيش مع الناس ليدرك هموم الناس ويعالجها.

الحزب الرائد في التنظيم العلمي والعمل الإداري. الرائد في طروحاته الاجتماعية وخياراته السياسية ومبادئه الموطنية الهادفة لمحاربة الإقطاع المالي والعائلي والسياسي والطائفي على أشكاله، الحزب الطامح للعلمنة التي تحترم الدين دون اعتماده وسيلة للوصول.

انه حزب التغيير والإصلاح، تغيير السلطة التي حكمت وتحكمت بالعباد بنهجها البوليسي في ظل الاحتلال، هذه السلطة التي أصبح مستحيلا عليها الحكم بعده. والإصلاح بوقف الفساد المستشري والإجرام الوقح، بمحاسبة الفاسدين ومعاقبة المجرمين بحكم القانون.

أيها الأحباء: بالجريمة لا يبنى لبنان فالجريمة تجر الجريمة وبالكيد والغوغائية لا يبنى لبنان فالكيد يجر اليد. وبالطائفية لا يبنى وطن فالتعصب يجر التعصب والويلات. نحن ضد من استباحوا الوطن والشعب ومقدراته وصولا إلى الجرائم النكراء في سبيل البقاء على الكرسي. ونؤكد أن من يزرع الريح يحصد العاصفة، ولكل ظالم نهاية والمسؤولية لا بد من إعلانها ولا مجال للهروب منها والعقاب سيكون وخيماً.

لقد تحمل لبنان الكثير في سبيل العروبة وفي سبيل فلسطين وغيرها من القضايا الكبرى لكنه اليوم بعدما استعاد سيادته بحاجة إلى إعادة ترميم وإزالة رواسب ما حصل خلال نصف قرن.

لماذا يريدنا البعض أن نعود بلبنان إلى دوامة النظريات الإيديولوجية التي أصبحت من الخيال والتي ما فتيء البعض ينادون بها فقط للوصول إلى المراكز القيادية وبعدها يتناسونها للاهتمام ببناء القصور وتوريث العروش للأبناء.

إن لبنان بحاجة أولا لهدوء خارجي للتفرغ لعمل داخلي جدي لسنوات عهد كاملة لوضع الأمور بنصابها هذا إذا صفت النيات، وتعاقدت الأيدي بإخلاص. فلا الحديث والتنظير في العروبة سيطعم أولادنا ويدفع أقساطهم المدرسية، ولا المغالاة والتفجع على القضية الفلسطينية سيدفع فواتير الاستشفاء والكهرباء والهاتف وبدلات الإيجار، ولا بالمزايدة في العداء للغرب والامبريالية والاستعمار ولا بالشطارات السفسطائية ستسدد الديون التي حملوها لدولتنا وهي بالمليارات. كما انه ليس بالتهجم الغوغائي على العسكريين سيستقيم النهج وأفضل قادة العالم هم من العسكريين.

نحن ضد العسكريين والمدنيين الذين تدربوا على أيدي مجرمي الاحتلال ليمتازوا بارتكاب الجرائم وسرقة أموال الشعب. ولن نقبل بالتهجم فقط على العسكريين الذين تميزوا بالمناقبية العسكرية والاستقامة والضمير. واعطوا المثل الصالح في خدمة الوطن فاستطاعوا أن يوحدوا ويجمعوا واستطاعوا إن ينتصروا ويحرروا.

أيها الإخوة والأخوات

نحن مع إحياء المناطق الحدودية المناطق النائية البعيدة عن العاصمة بالصناعات الخفيفة التي تحول الإنتاج الزراعي المحلي إلى بضاعة مصنعة تباع في العالم. لوقف البطالة، وزيادة إنتاج المزارعين بدل الانحراف إلى حمل السلاح في زمن السلم.

هذا هو حزب التيار الوطني الحر هذا ما ندعوكم للانخراط فيه والانتماء له. مؤكدين لكم ومعكم أن اللون البرتقالي مريح وثابت وجميل وأصبح تسونامي لبنان. شكري لكم ولمنظمي هذا اللقاء ولكافة الحاضرين .

عشتم، عاشت رميش الحرة، عاش حزب التيار الوطني الحر وعاش لبنان.

رميش في 25/09/2005