مرشح
الكرامة وآخر
إلهي”
عبدالله
قيصر الخوري
24
نيسان/14
لم
يؤشر تقديم
الدكتور سمير
جعجع ترشيحه
للسدّة
الأولى إلى التماهي
مع مقتضيات
الدستور
اللبناني
والتجاوب مع التزامن
القانوني
للمهل
المحددة فحسب
، بل سبر
عميقاً في
أغوار تاريخٍ
للمسيحيين
والموارنة
خصوصاً حيث
العريكة
الصلبة تستولد
قادةً شمخوا
ولم يجبنوا،
واجهوا ولم
يدبروا، آثروا
السجون وغياهبها
على السفارات
ودفئها
المصطنع.
لم
يداوي ترشيح
الدكتور جعجع
الذات
المارونية من
عيب “الانتظارية
الخانعة”
الشاخصة
بالنظام
العلوي
السوري لسنواتٍ
طويلةٍ خلت كي
يقتبس لها رئيساً
مطأطأ الرأس
طائعاً ، بل
غاص في أدق
التفاصيل
الحضارية
والموضوعية
لبرنامجٍ
رئاسيٍ محاطٍ
بالحراك
المنظم
والمترابط
كما يحصل في
أرقى الدول
الديمقراطية.
لم
يتجاوب ترشيح
الدكتور جعجع
مع إعادة تخصيب
الجسم
المسيحي
لإصابته
بالتصحر
والعقم إبّان الإحتلال
السوري للبنان،
لكنه رفع سلم
القيم إلى
ناحية الإرتقاء
بالإستحقاق
الرئاسي
بفحول
الموارنة
والإعراض عن خصيانٍ
ولج بهم ذلك الإحتلال
مدارك
الرئاسة
لإذلال
الطائفة
المارونية ولبنان
بأثره.
اما في
المقلب
العُلوي الاخر
يقبع ” مفترض
الهي للرئاسة”
لا تجوز
تسميته مرشحًا
لانه وفاقي
و هو
”خير عباد
الله كلهم”
يتمخض كالجنين
في ضمائرنا
فينادى عليه
رئيسًا للبنان
، فتستحيل
الرئاسة قيمة
مضافة بعد أن
حجز لنفسه
زعامة
المسيحيين
المشرقيين.
يكتنز
الكائن الالهي
للرئاسة صفات
نادرة
يفتقدها
البعض الأخر،
فاحتذى يوما
حذاء الاربعين
فرشخًا
في التأرجح
بين تكسير رأس
الاسد الاب، و
بين الانبراء
لاحقًا كأبرز
وكلاء الاسد
الابن في
المعمورة
قاطبة،
ضاربًا بعرض
الحائط شهداء شخصانيته
و مصالحه، و
غادرًا بكل
العباد الذين
انطلت عليهم أنذاك
بدعة لم
يألفها الجسم
المسيحي منذ
نشأته.
ينفرد
المتقدم الالهي
للرئاسة بشبق
جامح تحقيقًا
لمآربه،
فباكورة
الرواية حروب
عبثية بين
العامين 1989 و 1990
كسرت ظهر
المسيحيين و
أخرجتهم من
سائر
المعادلات،
فانقضّ على القوات
اللبنانية أنذاك و
كانت تشكل
الخزّان
الضامن
للمسيحيين
فصدمها
بوحدات الجيش
التي كانت
بإمرته و التي
شكلت القوة
المطمئنة للمسيحيين،
فقدم
الاثنتين
معاً ضحايا
على مذبح
عوارض العظمة
التي كانت
تنتابه و ما
لبثت و ليس
شفاء ذلك سوى
قدرة الله
العلي العظيم.
يشنّ
المتحذلق الالهي
للرئاسة “حملة
توافق” استبدت
بمخيلته
الرحبة الأرجاء
فأطلق العنان
فجائياً لمبضعه
بعملية
جراحية غبّ
الطلب، تجمل
ما قبّحته
تصريحاته
النارية و بعض
موتوري حاشيته
طاولت كرامات الأخرين،
و للذاكرة
عيّنة من ذلك:
+
الهجوم على
الحريرية حتى
اللحد و
التكرم فجأة
بتذكرة اياب
لأحد ابنائها
بعد ان
كان نفاه
نهائياً
بواسطة “one way ticket”
+ اعادة
تعزيز مقام
البعض بعد أن
كان ثبتهم تحت
زناره
بالتفاتة
نادرة لسبط من
أسباط الألهة
+ اضفاء
التقميش
البشري
مرحلياً و
تبعاً
للضرورة على جمهرة
من النواب بعد
ان مسخهم
في الماضي
القريب هررة
و زواحف
+
التغاضي عن
خيانة البعض
في المناطق
المسيحية بعد
أن اوعز
في العام 2008 الى
حزب ايران
للدخول اليها
و تطهيرها من
الخلايا الاسرائلية
غافلا”
انفراده دون
سواه باحتضان
تلك الخلايا
بما أظهرته
لاحقاً سخرية
القدر.
+
التعليق
المؤقت للابراء
المستحيل، و الافراج
المشروط عن
المتهمين ليؤدوا
واجبهم الاقتراعي
لصالحه،
متعامياً عن حجم
الفساد الذي
مارسه وزراؤه
متجاهلاً
الملفات
القاتلة
للمجتمع و الانسان
تبدأ بصناعة و
ترويج الكبتاغون،
و تحط رحالها
في تزوير الادوية
و اللحوم
الفاسدة، و لا
تنتهي
بمصادرة
أموال الخزينة
في الجمارك و
غيرها، ملفات
برمتها اختصاص
فاضح للذين
يشكل هو و
تياره رأس حربة
لهم في
المناطق
المسيحية.
+
التسويق و الايهام
بحكومة
مزعومة
يرأسها
مستقبلاً
الرئيس سعد الحريري،
ساخراً من
ذاكرة
التاريخ و
العباد يوم
سجّلوا له
احتضان ثلث
ولي الفقيه
المعطّل في
الرابية، و
الانقضاض على
حكومة الرئيس
الحريري بقزمية
مقززة
بمواجهة
الجهود العملاقة
و الحثيثة
التي كان
يقودها انذاك
فريق الرابع
عشر من اذار
في كافة مراكز
القرار
العالمية.
نكتفي
بهذا القدر
اليسير من
طباق و جناس
الحالة العونية
انعاشا”
للتبصر
الجماعي، ما
يجنب
الموارنة و
المسيحيين و
يعتقهم من
تجربة قاتلة
كسابقتها من
العام 1988،
فيحصنون عقولهم
و أذانهم بعد
أن اثقلت
بمزمور
الرئيس القوي
و ادعاء
منشديه
حيازتهم عددا”
لا يستهان
به من
نواب موارنة
ليسوا سوى
رهائن قرار
حزب الله الذي
رجح نجاحهم في
الانتخابات
النيابية من جزين الى
جبيل
مرورا” بقضاء بعبدا.
في
الختام
نتعامل مع
معادلة
الرئيس القوي
و التي حصريتها
الجينية
عائدة للحالة العونية
منفردة كما
يحلو لها
مطالعتنا دون
كلل، فنحيطها
علما” بأن
المغفور له
الرئيس كميل
شمعون القوي
حتما” و بدون
منازع دافع
شخصيا” في
العام 1958 عن
كرامة
الرئاسة
الأولى حتى
الثانية
الأخيرة من
عهده في قصر القنطاري
حينذاك في مواجهة
جحافل الثوار
رغم أن
المسافة التي
تفصل القصر عن
السفارة
الفرنسية في كليمنصو
أقصر بكثير من
التي تفصل قصر
بعبدا عن
السفارة
عينها في الحازمية،
بذلك تنعدم
المقارنة و
تهوي الحقيقة
المرّة
بالمتبجحين الى منزلة
الخجل.