المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

نشرة الأخبار العربية ليوم 30 كانون الثاني/2015

مقالات وتعليقات مختارة نشرت يومي  و29 و30 كانون الثاني/15

حزب الله» يبحث في الموروث «الشيعي» عما يعزز العقيدة القتالية لعناصره/أكثر من ألف مقاتل قضى نحبه و3000 مصاب من مقاتلي الحزب في سوريا/منى علمي/30 كانون الثاني/15

هيّا لنحتفل/عمـاد مـوسـى/30 كانون الثاني/15

لبنان والنهاية الثانية/حـازم الأميـن/30 كانون الثاني/15

حزب الله وتغيير قواعد اللعبة/إيلـي فــواز/30 كانون الثاني/15

تفاهم كانون بديلاً لل ١٧٠١/نديم قطيش/30 كانون الثاني/15

نصرالله يكمل فصول المسرحية اليوم...وحزب الله من نصر الى نصر إعلامي/سلام حرب/30 كانون الثاني/15

فلنستشر نائلة معوض/حسام عيتاني/30 كانون الثاني/15

المزارع «تنأى» بسورية عن المواجهة/وليد شقير/30 كانون الثاني/15

افتراق حسابات واشنطن وإسرائيل يُريح 8 آذار وعجز مجلس الأمن عن بيان إدانة يُؤذي نتنياهو/روزانا بومنصف/30 كانون الثاني/15

هل يتّفق عون وجعجع على خطّ سياسي يكون نواة "جبهة وطنية" هدفها تحييد لبنان/اميل خوري/30 كانون الثاني/15

العودة إلى معادلة "الثلاثية" وضرورة التنسيق مع سوريا هل ثمة ترابط في توقيت المطالبة التي تُحرج الحكومة/الين فرح/30 كانون الثاني/15

ورقة التفاهم أُنجزت بين "التيار" و"القوات"! "ولا شيء مستحيلاً خصوصاً في الملف الرئاسي"/بيار عطاالله/30 كانون الثاني/15

من حقيبة النهار الديبلوماسية حقائق "الصفقة" الأميركية – الإيرانية/عبد الكريم أبو النصر/30 كانون الثاني/15

 

روابط من مواقع إعلامية متفرقة لأهم وآخر أخبار 29 و30 كانون الثاني/15

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 29/1/2015

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 29 كانون الثاني 2015

تيننتي للوكالة الوطنية: الوضع في الجنوب هادىء وما حصل خرق لل1701

بورتولانو في حفل تأبين العريف الاسباني: نتعهد بمواصلة العمل بلا كلل وبشجاعة لتحقيق أهداف "اليونيفيل"

مجلس الوزراء اللبناني اكد موقف لبنان الملتزم بال 1701 ووافق على رفع عديد قوى الامن الداخلي الى 35 ألفا

سلام بحث مع كاغ التطورات في لبنان والمنطقة واستقبل باولي

كاغ بعد لقائها سلام: نقدر لكم موقفكم الواضح حول التزام ال1701 والمحافظة على استقرار لبنان

أمانة 14 آذار:عملية المزارع تجعلنا نسأل:من يقرر السلم والحرب وهل مصلحة اللبنانيين مرهونة بحسابات إيران وإسرائيل وسوريا؟

بري استقبل وفد "الاونروا" وعرض مع بوشكوج قضايا برلمانية عربية

وزير الدفاع الإسرائيلي يكشف: تلقينا رسالة من حزب الله بأنه لا يرغب بالمزيد من التصعيد

بروجردي زار روضة شهداء المقاومة والتقى وفدا فلسطينيا/فيصل: ايران تشكل مددا حقيقيا للكفاح في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي

فتفت: أصبحنا في مرحلة الوصاية الايرانية

المفوضان الأوروبيان يوهانس هان وخريستوس ستيليانيدس في لبنان غدا

الجميل اتصل بسفيرة اسبانيا معزيا: لعدم الخروج عن قواعد الاشتباك واحترام ال 1701

ممثل جنبلاط خلال تشييع أحد محازبي التقدمي: للنأي بأنفسنا كلبنانيين لأن خلاصنا في وحدتنا وملاذنا يبقى في دولتنا

قاطيشه: “حزب الله” انتهك السيادة والحوار ولا يؤمّن مصالح لبنان بقدر مصالح ايران وسوريا

سليمان: أمن الجنوب من أمن كل لبنان

جعجع في الذكرى 8 لطوني ضو: استشهد من أجل القضية والمستقبل لنا ما دام في صفوفنا أشخاص مثله

القوات: توزيع بيان مشوه عن تصريح ستريدا جعجع يحمل تلفيقا عن قصد

ستريدا جعجع أسفت لتحوير وسيلة إعلامية حديثها واستعماله لأهداف مشبوهة

جعجع ترأست اجتماعا لفعاليات بشري اثنت فيه على جهودهم خلال العاصفة

كتاب مفتوح من مالكي الابنية المؤجرة الى لجنة الادارة: نرفض الرجوع إلى القانون القديم والتوسع في مناقشة أي تعديلات على الجديد

الاحدب: الحكومة فرضت خطة امنية كيدية في حق شريحة واحدة من اللبنانيين

ابي رميا وديب في مؤتمر صحافي مشترك: نواب بيروت لن يمنعوا عن جبيل المياه وسنتحرك في 7 شباط لنمنع وقف الأعمال في سد جنة

لبنان يتجه نحو الطلب من التحالف الدولي توجيه ضربات جوية لمواقع “داعش” على الحدود مع سورية

الصفدي: العملية الناجحة للمقاومة تمنع إسرائيل من التمادي في عدوانها

ترايسي شمعون : من غير الملائم لسياسيين أن يشجبوا رد حزب الله

هاشم: ما حصل انجاز للمقاومة على ارض لبنانية محتلة

وديع الخازن:حزب الله اثبت ببراعة كيفية الرد على استهداف قيادييه

شظايا رصاصة شرطة ادت الى مقتل احد الرهائن في سيدني

الامم المتحدة: وباء ايبولا يتراجع لكن لم يتم اجتثاثه بعد

التطهير الطائفي مستمرّ في العراق: ميليشيات سليماني أعدمت 72 سنّياً تحت أعين جنود الجيش

تعيين خالد بن فيصل أميرا لمكة وفيصل بن بندر أميرا للرياض

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/سفر يونان 04/من01حتى11/مسمحة الربأهل نينوى أثارة غضب يونان

*العميد أمين حطيط نموذج مرّضي وسرطاني مهين لكل ما هو عقل واحترام للذات/الياس بجاني

*إيلي صليبي على الفايسبوك اليوم/قبل أن تقرعوا طبول الحرب

*مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 29/1/2015

*أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 29 كانون الثاني 2015

*بورتولانو في حفل تأبين العريف الاسباني: نتعهد بمواصلة العمل بلا كلل وبشجاعة لتحقيق أهداف "اليونيفيل"

*كاغ بعد لقائها سلام: نقدر لكم موقفكم الواضح حول التزام ال1701 والمحافظة على استقرار لبنان

*تيننتي للوكالة الوطنية: الوضع في الجنوب هادىء وما حصل خرق لل1701

*مجلس الوزراء اكد موقف لبنان الملتزم بال 1701 ووافق على رفع عديد قوى الامن الداخلي الى 35 ألفا

*تكريم الجندي الاسباني الذي قضى في القصف الاسرئيلي

*بان دعا جميع الاطراف الى ضبط النفس ومجلس الامن ندد بمقتل الجندي الاسباني

*سليمان اكد التمسك بالقرار 1701: امـن الجنـوب مـن امـن لبنـان

*هدوء حذر في المنطقة الحدودية غداة عملية شبعا و"اليونيفيل" تفتـح تحقيقـا في التصعيـد العسـكري

*أمانة 14 آذار:عملية المزارع تجعلنا نسأل:من يقرر السلم والحرب وهل مصلحة اللبنانيين مرهونة بحسابات إيران وإسرائيل وسوريا؟

*وزير الدفاع الإسرائيلي يكشف: تلقينا رسالة من حزب الله بأنه لا يرغب بالمزيد من التصعيد

*بروجردي زار روضة شهداء المقاومة والتقى وفدا فلسطينيا فيصل: ايران تشكل مددا حقيقيا للكفاح في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي

*بروجردي في بيروت للمشاركة في تكريم شـهداء "القنيطرة": الى جـانب الخـط المقـاوم بكـل مـا اوتيـنا مـن قــوة ونعوّل على حفظ استقرار لبنان وندعم ما يُعزّز وحدة اللبنانيين

*قاطيشه: “حزب الله” انتهك السيادة والحوار ولا يؤمّن مصالح لبنان بقدر مصالح ايران وسوريا

*قاطيشه: “حزب الله” يضع لبنان بكل مرة في خطر مميت واللعب بالنار لا يمكن تحمّله

*خرق الهدنة الاعلامية لن يؤثر علـى لقــاء عون جعجــع/سلهب: جلسات الحوار مستمرة ولا ارتدادات سلبية لعملية شبعا

*جيرو في بيروت الاثنين لاسـتكمال المبادرة الرئاسـية ولقاءات تمهيدية استبقت الزيارة وعزم فرنسي على الحل

*باسيل يتحرك في اتجاه الدول الكبرى للجـم تداعيـات التـوتر الحـدودي

*اولوية مواجهة الارهاب تلجم رد الفعل الاسرائيلي الواسع/ضغوط دوليــة منعت تغييـر قواعـــد الاشتبــاك/مخاوف من عمليات استخبارية امنية تملأ الوقت الضائـع

*فتفت: دخلنا في مرحلة الوصاية الايرانية

*القوات: توزيع بيان مشوه عن تصريح ستريدا جعجع يحمل تلفيقا عن قصد

*ستريدا جعجع أسفت لتحوير وسيلة إعلامية حديثها واستعماله لأهداف مشبوهة

*الاحدب: الحكومة فرضت خطة امنية كيدية في حق شريحة واحدة من اللبنانيين

*طالب بدعم الجيش اللبناني في مواجهة الارهاب/بابت: سأسأل حكومتي عن مصير الـ3 مليارات

*الرابطة المارونية تتحضر لزيارة الفاتيكان وعواصم اوروبية/"الحوض الرابع" على بسـاط البحث في لقــاءات بكركـي

*نقابات مرفأ بيروت تتحضّر للإضراب الإثنيـن والإدارة ماضية في قرار ردم الحوض الرابع

*عبوة امـام مكتـب "فتح" في عيـن الحـلوة/أبو عرب: طابور خامس يعمل لزعزعة المخيم

*عبـود: ما يحصل في المرفأ ذر رمـاد في العيـون/ قرار تصعيدي بالتحرك بناء على قرار مجلس الوزراء

*وديع الخازن: حزب الله اثبت ببراعة كيفية الرد على استهداف قيادييه

*ترايسي شمعون : من غير الملائم لسياسيين أن يشجبوا رد حزب الله

*اسود رد على ابو فاعور : ابدأ بالسؤال عن مسؤوليتك قبل التباهي بالاصلاح

*هيّا لنحتفل/عمـاد مـوسـى/لبنان الآن

*لبنان والنهاية الثانية/حـازم الأميـن/لبنان الآن

*ايران توفد بروجردي الى بيروت واسرائيل تحملها مسؤولية العملية

*حذر حدودي ومجلس الامـن يحض على المسـؤولية لمنع التصعيد

*جيرو فـــي بيــروت الاثنيـن وبـري متفائـــل رئاسيــاً

*حزب الله وتغيير قواعد اللعبة/إيلـي فــواز/لبنان الآن

*غارديان": تكتيكات "داعش" تعقّد مفاوضات الرهائن

*"اندبندنت": "داعش" سيستمر طالما لا خطة موحّدة لهزيمته

*بوغدانوف للسوريين: اتفقوا

*التطهير الطائفي مستمرّ في العراق: ميليشيات سليماني أعدمت 72 سنّياً تحت أعين جنود الجيش

*تفاهم كانون بديلاً لل ١٧٠١/نديم قطيش/المدن

*جعجع في الذكرى 8 لطوني ضو: استشهد من أجل القضية والمستقبل لنا ما دام في صفوفنا أشخاص مثله

*حزب الله» يبحث في الموروث «الشيعي» عما يعزز العقيدة القتالية لعناصره/أكثر من ألف مقاتل قضى نحبه و3000 مصاب من مقاتلي الحزب في سوريا/منى علمي/الشرق الأوسط

*لبنان يتجه نحو الطلب من التحالف الدولي توجيه ضربات جوية لمواقع “داعش” على الحدود مع سورية

*مصادر رفيعة لـ "السياسة": التنظيم يحاول تعويض خسائره في سورية والعراق

*سيطرة التنظيم على غالبية المناطق الحدودية يتطلب تعاملاً من نوع مختلف وأكثر خرقاً

*نصرالله يكمل فصول المسرحية اليوم...وحزب الله من نصر الى نصر إعلامي/سلام حرب

*فلنستشر نائلة معوض/حسام عيتاني/30 كانون الثاني/15

*المزارع «تنأى» بسورية عن المواجهة/وليد شقير/الحياة

*افتراق حسابات واشنطن وإسرائيل يُريح 8 آذار وعجز مجلس الأمن عن بيان إدانة يُؤذي نتنياهو/روزانا بومنصف/النهار

*هل يتّفق عون وجعجع على خطّ سياسي يكون نواة "جبهة وطنية" هدفها تحييد لبنان؟/اميل خوري/النهار

*العودة إلى معادلة "الثلاثية" وضرورة التنسيق مع سوريا هل ثمة ترابط في توقيت المطالبة التي تُحرج الحكومة/الين فرح/النهار

*ورقة التفاهم أُنجزت بين "التيار" و"القوات"! "ولا شيء مستحيلاً خصوصاً في الملف الرئاسي"/بيار عطاالله/النهار

*من حقيبة النهار الديبلوماسية/حقائق "الصفقة" الأميركية – الإيرانية/عبد الكريم أبو النصر/النهار

 

تفاصيل أخبار النشرة

 

الزوادة الإيمانية/سفر يونان 04/من01حتى11/مسمحة الربأهل نينوى أثارة غضب يونان

"فَأَثَارَ ذَلِكَ غَيْظَ يُونَانَ وَغَضَبَهُ الشَّدِيدَيْنِ. وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ قَائِلاً: «أَيُّهَا الرَّبُّ، أَلَيْسَ هَذَا مَا قُلْتُهُ عِنْدَمَا كُنْتُ فِي بِلاَدِي؟ لِهَذَا أَسْرَعْتُ إِلَى الْهَرَبِ إِلَى تَرْشِيشَ، لأَنِّي عَرَفْتُ أَنَّكَ إِلَهٌ رَحِيمٌ رَؤُوفٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ كَثِيرُ الإِحْسَانِ، تَرْجِعُ عَنِ الْعِقَابِ. وَالآنَ دَعْنِي أَيُّهَا الرَّبُّ أَلْفَظُ أَنْفَاسِي لأَنَّهُ خَيْرٌ لِي أَنْ أَمُوتَ مِنْ أَنْ أَحْيَا». فَقَالَ الرَّبُّ: «أَأَنْتَ مُحِقٌّ فِي غَضَبِكَ؟» وَخَرَجَ يُونَانُ مِنْ نِينَوَى وَجَلَسَ شَرْقِيَّ الْمَدِينَةِ، بَعْدَ أَنْ نَصَبَ لِنَفْسِهِ مَظَلَّةً جَلَسَ تَحْتَ ظِلِّهَا يَرْقُبُ مَا يَجْرِي عَلَى الْمَدِينَةِ. فَأَعَدَّ الرَّبُّ الإِلَهُ يَقْطِينَةً نَمَتْ وَارْتَفَعَتْ حَتَّى ظَلَّلَتْ رَأْسَ يُونَانَ لِتَقِيَهُ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ فَلاَ يُؤْذِيَهُ. فَابْتَهَجَ يُونَانُ بِالْيَقْطِينَةِ ابْتِهَاجاً عَظِيماً. وَلَكِنْ فِي فَجْرِ الْيَوْمِ التَّالِي أَعَدَّ اللهُ دُودَةً قَرَضَتِ الْيَقْطِينَةَ فَجَفَّتْ. فَلَمَّا أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ، أَرْسَلَ اللهُ رِيحاً شَرْقِيَّةً حَارَّةً لَفَحَتْ رَأْسَ يُونَانَ، فَأَصَابَهُ الإِعْيَاءُ وَتَمَنَّى لِنَفْسِهِ الْمَوْتَ قَائِلاً: «خَيْرٌ لِي أَنْ أَمُوتَ مِنْ أَنْ أَظَلَّ حَيّاً». فَقَالَ اللهُ لِيُونَانَ: «أَأَنْتَ مُحِقٌّ فِي غَضَبِكَ مِنْ أَجْلِ الْيَقْطِينَةِ؟» فَأَجَابَ: «أَنَا مُحِقٌّ فِي غَضَبِي حَتَّى الْمَوْتِ». فَقَالَ الرَّبُّ: «لَقَدْ أَشْفَقْتَ أَنْتَ عَلَى الْيَقْطِينَةِ الَّتِي لَمْ تَتْعَبْ فِي تَنْمِيَتِهَا وَتَرْبِيَتِهَا. هَذِهِ الْيَقْطِينَةُ الَّتِي تَرَعْرَعَتْ فِي لَيْلَةٍ وَذَوَتْ فِي لَيْلَةٍ. أَفَلاَ أُشْفِقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يُقِيمُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنْ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ شَخْصٍ مِمَّنْ لاَ يُفَرِّقُونَ بَيْنَ يَمِينِهِمْ وَشِمَالِهِمْ، فَضْلاً عَمَّا فِيهَا مِنْ بَهَائِمَ كَثِيرَةٍ؟»."

 

العميد أمين حطيط نموذج مرّضي وسرطاني مهين لكل ما هو عقل واحترام للذات

الياس بجاني/29 كانون الثاني/15

من يستمع للفيلسوف الممنعاتي العميد امين حطيط وهو يحلل ويجول في الأمور العسكرية والمقاومتية والإستراتجية بغربة كاملة عن الواقع والمنطق والعلم ، وعن كل ما هو جدية وصدق، يتأكد بما لا يقبل الشك أن لبنان في ظل الإحتلال الإيراني يمر بزمن قحط وعقم فكري وأخلاقي ويعاني من تصحر ثقافي كامل الأوصاف. زمن محل وبؤس يسرح ويمرح فيه ربع من صغار المنافقين والمطبلين الممتهنين دور الصنوج والطبول بوقاحة غير مسبوقة. السؤال هو لماذا استضافته بولا يعقوبيان أمس واعطته فرصة ذهبية لبث سموم وخزعبلات المحتل الإيراني عبر شاشة المستقبل المفترض أنها سيادية؟ والجواب، جواب جهينة، نجده عند مشنوقنا وجسرنا ونادرنا ابطال الحوار العبثي مع حزب الله. وهل بعد نسأل عن اسباب استمراية الاحتلال الإيراني وعن خلفيات الوقاحة التي يمارسها ربع نفاق المقاومة والممانعة والغزوات!!

 

كتب إيلي صليبي على الفايسبوك اليوم

قبل أن تقرعوا طبول الحرب

زوِّدوا البلد بأجراس الإنذار.

وأمِّنوا للشعب ملاجئ تحت الأرض.

ووزِّعوا علينا إرشادات الحماية من الغارات جوًّا وبحرًا وأرضا.

قبل أن تقرعوا طبول الحرب...

أقلُّ الإيمان أن لا نتحوَّل إلى دروع بشرية.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس في 29/1/2015

الخميس 29 كانون الثاني 2015

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

جنوب لبنان هادئ وكذلك شمال فلسطين غداة رد حزب الله على غارة القنيطرة. وجيش الاحتلال عاجز عن الرد على الرد ورغم ذلك يقول انه اكتفى بالرد. والصحيح أن حراجة الوضع في المنطقة واسبابا آخرى اجبرت نتنياهو على موقفه غير القادر على الرد.

ومن هذه الاسباب التهديد الايراني بعواصف ستواجه اسرائيل. ومن الاسباب أيضا ان نتنياهو يتحضر لانتخابات الكنيست وبعد ذلك للمثول امام الكونغرس بدعوة جمهورية وليس ديمقراطية والمقصود هنا ان اوباما الديمقراطي ما زال رئيسا وان الحزب الجمهوري الذي يتمتع بالغالبية النيابية لم يتسلم بعد ملفات السياسة الخارجية.

وإذا كانت المقاومة ردت على غارة القنيطرة فإن الحكومة واضحة في قرارها المدين للاعتداءات الاسرائيلية والتمسك بقرارات الامم المتحدة والملتزم بالقرار 1701.

وخطت الحكومة ايضا خطوة مهمة في جلسة مجلس الوزراء اليوم باقرارها رفع عديد قوى الأمن الداخلي الى خمسة وثلاثين الف عنصر اي بزيادة ستة آلاف عنصر.

وفي الخارج برزت تطورات عدة منها:

- موافقة الحكومة الاردنية على المقايضة مع داعش بين الطيار المعتقل في سوريا وبين ساجدة الريشاوي المسجونة في عمان.

- قرار الحكومة العراقية فتح تحقيق بمجزرة بروانة وتأكيدها ان مرتكبها داعش ضد ضحاياها السنة.

- ترويج موسكو لنجاح المفاوضات السورية وسط تأكيد الائتلاف المعارض على لزوم مشاركته هو كناطق باسم المعارضة.

اذن هدوء في الجنوب اللبناني والشمال الفلسطيني وتشييع لجثمان الجندي الاسباني الذي قضى بقذيفة اسرائيلية اثناء عملية مزارع شبعا.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ام تي في"

ضرب حزب الله ضربته المدوزنة قانونيا وعسكريا. اسرائيل إبتلعت الضربة. وبعد قذائف فشة الخلق اوحت اسرائيل بأن الرد طبق بارد وحزب الله أوحى بأن الرد الانتقامي بصورته التي رأيناها لن يكون الأخير لأن شهداء القنيطرة أغلى ويستأهلون ضباطا اسرائيليين من رتب أعلى.

أما في الاستراتيجي فيما لم يعلن صراحة بعد ان قواعد الاشتباك تغيرت وكذلك مساحة الاشتباك التي توسعت من الناقورة الى الجولان، لبنان الرسمي استوعب العملية بتصرف المجرد الذي ليس في يده حيلة.

والدليل على الانحناءة الرسمية أمام انفراد الحزب في قرار الحرب ظهر في مجلس الوزراء حيث تكلم الرئيس سلام عن تمسك لبنان بالقرار 1701 وسط صمت خرقه اعتراض تصحيح للوزير سجعان قزي ورد مماثل من الوزير محمد فنيش. في أي حال فان السيد نصرالله سيعيد في اطلالته غدا ترسيم الخط الأحمر الفاصل بين حدود الدولة ولا محدودية المقاومة وسيادتها المطلقة. ولترسيخ هذه الصورة وتخليدها سيكون رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي ضيف المقاومة في مقدم الحضور.

* مقدمة نشرة أخبار "المستقبل"

بعد اكثر من اربع وعشرين ساعة على عملية شبعا التي نفذها حزب الله مستهدفا رتلا من الاليات العسكرية الاسرائيلية وفي ظل هدوء مشوب بالحذر على ساحة الجنوب وصل الى بيروت اليوم مستشار رئيس لجنة الامن القومي في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي للمشاركة في احتفال تكريم شهداء القنيطرة والذي سيتخلله كلمة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

وما اثارته عملية حزب الله من ردود فعل ومن اجواء قلق وتخوف من رد انتقامي اسرائيلي ارخت بثقلها على جلسة مجلس الوزراء ليؤكد في خلالها رئيس مجلس الوزراء تمام سلام التمسك بالقرار 1701 والابتعاد عما يسبب الفرقة بين اللبنانيين.

كما اقر المجلس رفع عديد قوى الامن الداخلي الى 35 الف عنصر.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ان بي ان"

ما بعد عملية مزارع شبعا ليس كما قبلها، العملية ثبتت معادلة العين بالعين واجهضت المحاولات الاسرائيلية لتعديل قواعد الاشتباك. العدو الذي كان قلقا قبل العملية زاد قلقه بعدها، فسرعة وحجم ومكان الرد كلها عوامل جعلت حالته تزداد تأزما على المستويات العسكرية والاستخباراتية وحتى السياسية.

بدا بنيامين نتنياهو كبالع الموس لا هو قادر على الرد ولا مسموح له بذلك. نتنياهو الذي استغل حادثة باريس ليدعو اليهود للعودة الى الكيان الصهيوني اصبح قاب قوسين للبحث عن لجوء لسياسي فاشل في الداخل وعند الحدود، في السياسة وفي العسكر، وصناديق الاقتراع ستثبت ذلك.

اما لبنان، فكان يعيش فعلا لا قولا انقلاب الصورة، حياة طبيعية في الجنوب مقابل هروب المستوطنين الى الملاجئ، موقف لبناني اجمع بسواده الاعظم على التنديد بالعدوانية والتمسك بوجود اليونيفيل بمواجهة موقف اسرائيلي يعيش على المسكنات والمساكنات وسط عيون مفتوحة دوليا على استهداف اسرائيل للشاهد على عدوانيتها الجندي الاسباني ضمن اليونيفيل.

انجزت روسيا اولى خطواتها السورية الجامعة، منتدى موسكو كسر الجمود وقرب المسافات بين الحكومة والمعارضات وفتح الباب امام التواصل على قاعدة تستند الى مبادئ عامة، من وقف اراقة الدماء الى اطلاق عملية سلمية على اساس جنيف والحفاظ على وحدة وسيادة سورية ومواجهة الارهاب والتطرف والحفاظ على القوات المسلحة ومؤسسات الدولة ورفض التدخل الخارجي.

مبادئ موسكو نقلت الازمة السورية من مرحلة التباعد الى مرحلة اللقاء بانتظار الاتفاق الصعب غير المستحيل لكن تقاطع الارهاب مع حسابات اقليمية بقي مستنفرا لمواجهة اي اتفاق سوري محتمل.

فهل تتوحد جهود السوريين لازالة المطبات من امام الحوار والتسوية سريعا؟

* مقدمة نشرة أخبار "المنار"

قالت المقاومة الأمر لي.. فغرق الإسرائيلي في مستنقع التبرير لصدمة مزارع شبعا المحتلة. فقد الحيلة في الإقرار بأن زمن البلطجة في بر مستباح قد انقضى، منذ ما قبل شبعا، وما بعد بعد شبعا.

لن يجرؤ على استعادة لحظاته.. فالتاريخ مع المقاومة يعيد نفسه، هزيمة مذلة للمحتل ونصر مؤزر لاهلها وناسها والوطن.

تخطت جريمة القنيطرة الخط الأحمر لما سبقها، فجاءت عملية المزارع لتدمغ بالشمع الأحمر انتهاكات الاستباحة.

اليوم ليس كالأمس، فهذه المنطقة التي يحتلها الاسرائيلي منذ ستة عقود ونيف دخيلا ومعتديا، مشحونا بكل آلة الحرب والقوة، لم تعد ورقة رابحة في صندوق الانتخابات، يستخدمها متى شاء اقتراعا بدمنا وأمننا.

جاءت عملية شبعا لتفتح فصلا جديدا مجيدا في سجل الامة، عنوانه الاهم اعادة الاعتبار الاول لبوصلة الصراع مع العدو الصهيوني.

بعد عملية شبعا، على الصهاينة أن يعلموا أن لبنان وفلسطين ودول محور المقاومة هي أوراق خاسرة حتما في سيناريوهات السياسة والحرب.

ولأن الأصل في محاربة الصهاينة الغاصبين، فإن الدروع البشرية التي أقامها المسلحون بأنفسهم لحماية الاحتلال والاحتماء به عند تخوم الجولان، سرعان ما فقدت دورها فعادت وجهة الصراع الى الأصيل بدل الوكيل.. فالجماعات المسلحة في سوريا ما كانت يوما لتقارع عدو الأمة وتوجه بأسها نحوه.

وبعد.. فإن رد المقاومة في مزارع شبعا المحتلة قد أعاد خلط الاوراق والحساب، وغدا فصل الخطاب مع السيد الامين العام في ترسيخ حروف المعادلة التي لا يملك العدو تحديد معالمها ولا رسم ملامحها.

أما ما بقي له، فهو أن يمحص ويبحث ويدرس قدرة المقاومة في اختيار الهدف بكمه ونوعه وتوقيته والنتائج، وله أن يستخلص العبر.. وهزائمه تشهد.

* مقدمة نشرة أخبار ال "ال بي سي"

إنها أقصر الحروب التي اندلعت أمس وانتهت أمس، وما يؤكد هذه الواقعة أن اليونيفيل تولت نقل رسائل بين اسرائيل وحزب الله بحسب ما أوردت وكالة "رويترز" التي قالت أن اسرائيل تلقت رسالة من قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام مفادها أن حزب الله ليست لديه الرغبة في المزيد من التصعيد.

وفي المقابل، نقلت الوكالة عن مصدر لبناني ان اسرائيل ابلغت الحزب عبر اليونيفيل أنها تكتفي بما حصل ولا تريد توسيع المعركة... إذا حرب تبدأ وتنتهي في يوم واحد. وتأتي هذه التطورات في وقت تستعد اسرائيل لانتخاباتها في منتصف آذار المقبل.

في الملف السوري، إنتهت الجولة الاولى من المحادثات في موسكو بين طرفي النظام والمعارضة، ومن نقاط التفاهم الموافقة على عقد جولة ثانية من المحادثات من دون تحديد الموعد.

داخليا، وفيما كان الإنشغال مركزا على تداعيات ما جرى في شبعا أمس فإن الملفات العالقة والمستجدة بقيت مطروحة وفي مقدمها ملف مصروفي الكازينو حيث ان هذه الازمة تراوح مكانها ولا مؤشرات حلول في الأفق.

* مقدمة نشرة أخبار ال "او تي في"

كل شيء هادئ على الجبهة الجنوبية.. باختصار بلعتها اسرائيل ربما لان ايران دخلت فورا على الخط وتل ابيب لم تصدق ربما ان دور طهران استشاري كما قال المسؤول الايراني الذي وصل الى بيروت اليوم وربما لان واشنطن لا تريد مزيدا من الحروب او لا تريد تفجير مسار التفاوض النووي او لا تريد تحويل الاهتمام عن المعركة المركزية مع داعش ومثيلاتها، بلعتها اسرائيل ربما لان نتنياهو ذاهب الى انتخابات وهو يدرك ان صناديق القتلى من جيشه تنسف حظوظه في صناديق الاقتراع وهو ان نسي لا ينسى تجربة اسحق رابين بعد تصفية الحسابات في تموز 1993 او تجربة شيمون بيريز بعد عناقيد الغضب في نيسان 1996 او كارثة ايهود اولمرت بعد هزيمة تموز 2006، كثيرة هي الاسباب التي جعلت اسرائيل تبلعها ولو غصت ولو لم تهضمها لكن ما حصل في شبعا يوم 28 ك2 له نتيجتان مؤكدتان اولا ان معادلة جديدة للردع باتت قائمة بين لبنان واسرائيل وثانيا ان السيد حسن نصر الله سيكرر غدا عبارته المأثورة "كما وعدتكم بالنصر دائما"، جبهة الجنوب هادئة لكن جبهة ليست موجودة اصلا حاول البعض افتعالها اليوم في بيروت وضد الـotv جبهة لا اساس لها من الصحة انها قصة الشريط المسجل للنائبة استريدا جعجع.

* مقدمة نشرة أخبار "الجديد"

إستوعبت إسرائيل صواريخ الأمس لكن صواريخ حسن نصرالله غدا لن يمكنها استيعابها فهي من الكورنيت السياسي المضاد للدروع الإسرائيلية ستة صواريخ أصابت تسع آليات فكم من الصواريخ التي سيطلقها الأمين العام لحزب الله ستصيب القادة الآليين الإسرائيليين إن غدا لصاروخه قريب وعند الثالثة ستجلس إسرائيل وتسمر أمام القنوات اللبنانية مع احتمالية النقل المباشر على الشاشات الإسرائيلية لمتابعة البيان رقم اثنين الصادر عن الأمانة العامة لحزب الله وللبيان حرر قادة تل أبيب أفضل مشاهد مثابر على خطابات نصرالله فهو يمثل لهم أيضا صدقا وشفافية ووضوحا في الرؤية في مقابل تعتيم على الوقائع وتحديدا عملية الأمس إذ إن إسرائيل اعترفت بقتيلين وسبعة جرحى من جيشها كدفعة أولى في وقت تقول صواريخ الكورنيت العابرة للمدرعات إنها أحرقت ما هو أكثر لكن البقية ستأتي والعتمة الإسرائيلية منعت قادة العدو من توضيح ملابسات تسلل رجال الشمس إلى أعتى التحصينات ولم تقل لمجتمعها بعد كيف دخل هؤلاء من خلف الحواجز الأمنية الإلكترونية على عين النهار كيف تخطوا كاميرات المراقبة المزروعة فوق الأرض وفي ظل الشجر وإذا كانت آليات الرصد قد سها رمشها فكيف مر العابرون بلا ظل من أمام الجيش الذي لا يقهر وقد يتسلل متسللون لكن كيف يحدث ذلك وهم حملة صواريخ يعلو الكورنيت أكتافهم ويدخلونها بسلام آمنين ثم يعودون أدراجهم أحياء رجالا طيبين وربما صور الإعلام الحربي في المقاومة تفاصيل العملية على عينك يا عدو صحف إسرائيل أجرأ من قادتها وهي نقلت اعترافات بنقص المعلومات الاستخبارية في الشمال والنقص خي الهزيمة التي تتجنب تل أبيب الإقرار بها لكن إسرائيل قررت استكمال الهزائم فجهزت ردا على حزب الله كان مصنوعا لكي يصيب لا أحد فتساقط ما يربو على خمسين قذيفة ولم يسجل الجانب اللبناني جرح عنزة إستهدفت إسرائيل ألا تستهدف لأن القصف المركز الذي كان سيشمل مدنيين سترد عليه المقاومة بالمثل بما لا يبقي لإسرائيل ومستوطنيها مدينة تسلم من النار وبناء على النيران الواردة أعلاه ووسطه وتحته فإن الرد السياسي الاسرائيلي جاء هزيلا مصابا بنقص المناعة لا يعبر عن تطلعات إسرائيل العدوانية إرتدعت إسرائيل من البيان الواحد وقررت اختصار الرد على الشجر من دون البشر تجنبا لسماع البيان رقم اثنين ورمت بقذائف لتسجيل الحضور حتى لا يبادلها نصرالله حضوره الطاغي وهي أكثر من يعلم أن القبة الحديدية سوف تصبح قبة ورقية إذا ما هدرت صواريخ نصرالله.

ولأن العزاء واجب فقد دعمت الولايات المتحدة حق إسرائيل بالدفاع عن النفس وتحرك مجلس الامن على خط ضبط النفس العبارة الدائمة في بياناته علما ان واشنطن والامم المتحدة لم يبادلان أحداثا وأختراقات أكثر دموية بالمثل فتغاضيا عن جريمة القنيطرة وقبلها عن أعتداءات اسرائيل المتكررة على سوريا ولبنان والافظع على فلسطين والساكت في مجلس الامن شيطان أخرس اقله كلمة مواساة أو عزاء لإسبانيا بشهيدها الذي سقط بقذيفة إسرائيلية على قوات اليونفيل ضلع الامم المتحدة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 29 كانون الثاني 2015

الخميس 29 كانون الثاني 2015

 النهار

اتصل نائب بمسؤول موقع الكتروني طالباً منه حذف خبر عن موظف محسوب على الأول.

تردّد أن ثمة أسماء كثيرة في الكازينو تخصّ مسؤولين وسياسيين لم يتمّ الإعلان عنها.

ينتظر الرئيس نبيه برّي عودة المُوفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو إلى بيروت مطلع الشهر المقبل لمعرفة مصير مشاوراته حول الانتخابات الرئاسية.

قال مسؤول أمني سابق إنه يصعب الحدّ من ارتكاب الجرائم على مختلف أشكالها ما دام في لبنان مربّعات أمنية ومخيّمات فلسطينية يستطيع مُرتكبوها اللجوء إليها.

يطرح "عونيون" معادلة تخلّي "حزب الله" عن سلاحه في مقابل تنازل كل المرشحين للرئاسة لعون.

السفير

لوحظ أن لافتات "تيار المستقبل" المرفوعة في العاصمة ومناطق لبنانية تقدمت بالتهنئة الى الملك السعودي الجديد وولي عهده فقط، من دون ذكر اسم ولي ولي العهد!

فوجئت عائلة طرابلسية بالادعاء على ابنها بتهمة مشاركته في القتال في التبانة في تشرين الأول الفائت، برغم مغادرته لبنان قبل ستة أشهر.

يردد موظفون وعمال في بلدية كبرى أن "نائبا سياديا" أوقف لهم بدلات الألبسة السنوية "لأسباب سياسية".

المستقبل

يقال

إن المسؤولين المعنيين بدأوا "جوجلة" أسماء عدد من القضاة البارزين من أجل تعيين أحدهم في منصب حسّاس بسبب قرب إحالة شاغله على التقاعد مطلع نيسان المقبل لبلوغه السن القانونية.

اللواء

يُؤكّد مصدر نيابي في لقاء وسطي أن رئيس اللقاء طلب من مرجع نيابي في لقائه الأخير معه حسم استقالته لمصلحة نجله!

صمدت الهدنة الإعلامية بين المتحاورين في الطرف المسيحي، على الرغم من تطورات متباينة المواقف إزاءها!

شهدت العلاقات بين عاصمة كبرى وأخرى إقليمية، تطوراً غير مسبوق، بالرغم من الحملة على الوزير السيادي في البلد الإقليمي؟!

الجمهورية

توقعت أوساط مُطلعة أن تُبادر دولة خليجية إلى منح لبنان هبة إضافية في رسالة تؤشر إلى مواصلتها النهج نفسه.

رأت مصادر في دعوة رئيس حزب إلى عدم تعطيل النصاب في الجلسة المقبلة أن الحوار القائم مع تيار سياسي لم يتناول بعد الإنتخابات الرئاسية.

تخوّفت أوساط من أن تؤثر التطورات الإقليمية والعسكرية على الحوار بين طرفين.

رأى ديبلوماسي خليجي أن لا مؤشرات تُفيد عن نيات دولة إقليمية إدخال تغيير إلى سياستها، إنما تتطلع الى قلب موازين القوة الإقليمية وترجيح دورها ونفوذها.

البناء

مرجع رئاسي سابق قرّر اعتبار يوم أمس يوم عيد وطني، وذلك لدى سماعه نبأ تنفيذ المقاومة العملية النوعية في مزارع شبعا، في إطار الردّ على العدوان الصهيوني في القنيطرة، وطلب من مكتبه إلغاء كلّ برامجه ومواعيده التي لا تتفق مع هذه الصفة، وحصر لقاءاته بالزوار الذين يكون بمستطاعه الاحتفال معهم بفرحة العيد.

 

بورتولانو في حفل تأبين العريف الاسباني: نتعهد بمواصلة العمل بلا كلل وبشجاعة لتحقيق أهداف "اليونيفيل"

الخميس 29 كانون الثاني 2015/ وطنية - أقيم صباح اليوم، في مطار رفيق الحريري الدولي حفل تأبين تكريما للعريف في الكتيبة الإسبانية المنتشرة في القطاع الشرقي من منطقة عمليات "اليونيفيل" فرانسيسكو خافيير سوريا توليدو والذي لقي مصرعه يوم أمس خلال تمركزه في موقع للأمم المتحدة قرب قرية الغجر في حادث اطلاق النار الذي وقع على الخط الأزرق وكان قد انضم للبعثة في 13 تشرين الثاني من العام 2014. حضر حفل التأبين سفيرة اسبانيا في لبنان ميلاغروس هرناندو إتشيفاريا، رئيس بعثة "اليونيفيل" وقائدها العام اللواء لوتشيانو بورتولانو، قائد اليونيفيل في القطاع الشرقي العميد أنطونيو رويز أولموس، ممثل حكومة اسبانيا الميرانتي تيودورو استيبان ليبيز كالديرون وممثل عن الجيش اللبناني. كما حضر التأبين ضباط وجنود من الكتيبة الاسبانية إلى جانب ممثلين عن وحدات "اليونيفيل" الأخرى. وأعرب بورتولانو عن "بالغ تعازيه لعائلة جندي حفظ السلام والسلطات الإسبانية"، وقال: "هذا الحادث المأسوي يذكرنا بالمهام التي يضطلع بها أفراد الأمم المتحدة الذين يعملون بعيدا عن الوطن، في ظل ظروف صعبة، لتحقيق السلام والازدهار للشعب الذي يخدمونه. وهو خيار شجاع ونبيل". أضاف: "اليوم، كما دائما، واحتراما لزميلنا الذي فقد حياته، دعونا جميعا نتعهد بمواصلة العمل بلا كلل وبشجاعة لتحقيق أهداف اليونيفيل وولايتها". وكان بورتولانو دان "بشدة هذا الإنتهاك الخطير لقرار مجلس الأمن الدولي 1701. كما فتحت اليونيفيل تحقيقا لتحديد وقائع الحادث وملابساته".

 

كاغ بعد لقائها سلام: نقدر لكم موقفكم الواضح حول التزام ال1701 والمحافظة على استقرار لبنان

الخميس 29 كانون الثاني 2015 /  وطنية - استقبل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام بعد ظهر اليوم المنسق الخاص وممثلة الامين العام للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ وتم بحث في الشؤون والتطورات الجارية في لبنان والمنطقة. وقالت كاغ بعد اللقاء: "التقيت الرئيس سلام لمتابعة أحداث الأيام الأخيرة نظرا لتواصلنا الدائم، وعبرت عن تقديري لتعبير دولة الرئيس الواضح حول الالتزام بقرار مجلس الأمن 1701 وأهمية المحافظة على أمن واستقرار لبنان، وكررت القلق العميق الذي عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة حول الوضع الأمني وخرق القرار 1701". أضافت:"ان الأمم المتحدة تواصل تقديم المساعي الحميدة ودعوة جميع الأطراف الى التزام الحذر وضبط النفس لتفادي أي أعمال قد تزعزع استقرار الوضع. وقد كرمنا الجندي في حفظ السلام من اليونيفل الذي لقي مصرعه يوم أمس".

باولي

كما استقبل سلام سفير فرنسا في لبنان باتريس باولي، وجرى بحث في الاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة.

 

تيننتي للوكالة الوطنية: الوضع في الجنوب هادىء وما حصل خرق لل1701

الخميس 29 كانون الثاني 2015 / وطنية - أكد الناطق الرسمي ل"اليونيفيل" اندريا تيننتي في حديث الى "الوكالة الوطنية للاعلام"، أن "اليونيفيل قامت بكل ما في وسعها لاعادة الاستقرار والهدوء الى جنوب لبنان، بعد اجواء التوتر والحادث الذي وقع أمس"، معتبرا أن "الحادث خرق واضح للقرار 1701". وقال: "بعد الاحداث التي وقعت أمس في منطقة عمليات اليونيفيل، اتصل القائد العام لليونيفيل لوتشيانو بورتولانو على الفور بالاطراف للتأكد من اعادة الاستقرار والهدوء الى جنوب لبنان، وطلب من الاطراف اتخاذ أقصى درجات ضبط النفس من أجل إعادة الاستقرار الى منطقة عمليات اليونيفيل". ولفت الى ان "الوضع الآن هادئ ومستقر، لكنني لا استطيع ان اقوم بتوقعات عن المستقبل. استطيع التكلم عن الوضع حاليا، فهو مستقر وتحت السيطرة". وأشار تيننتي الى "أننا زدنا عدد الدوريات وانشطة المراقبة بالتنسيق مع الجيش اللبناني. وأهم ما قام به القائد العام بورتولانو أمس هو الحفاظ على قنوات التواصل مع الطرفين للتأكد من اعادة الاستقرار الى الجنوب. وبناء على ذلك حصلنا على تأكيدات من الطرفين ان الوضع سيبقى هادئا بعد الرد الذي حصل أمس". وأسف لأنه "خلال مجريات الاحداث وتبادل اطلاق النار، سقط جندي من قوة حفظ السلام من الوحدة الاسبانية. ان الحيثيات لا تزال رهن التحقيق، واليونيفيل تنظر حاليا في الامر لتثبيت الوقائع من خلال التحقيقات التي تجريها". وردا على سؤال عن دخول طرف ثالث بين الطرفين، قال: "لليونيفيل ولاية واضحة جدا، وهي تقضي بمراقبة وقف الاعمال العدائية، وهذه من الاولويات، وما قمنا به أمس هو للتأكد من عودة الاستقرار والهدوء الى جنوب لبنان, لذا ما نسعى اليه وما يهمنا هو الحفاظ على الاستقرار، وقد عاد الآن الى جنوب لبنان. وقنوات اتصالنا هي فقط مع الجيش اللبناني والجيش الاسرائيلي". وختم بأن "الوضع اليوم هادئ ومستقر بفضل الجهود المبذولة والمتواصلة من جانب القائد العام لليونيفيل".

 

مجلس الوزراء اكد موقف لبنان الملتزم بال 1701 ووافق على رفع عديد قوى الامن الداخلي الى 35 ألفا

الخميس 29 كانون الثاني 2015

وطنية - عقد مجلس الوزراء جلسة عادية قبل ظهر اليوم، برئاسة رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، وفي حضور الوزراء الذين غاب منهم الوزيران بطرس حرب وميشال فرعون.

وعلى أثر الجلسة التي استمرت قرابة خمس ساعات، تلا وزير الاعلام رمزي جريج المقررات الرسمية الآتية: "بناء على دعوة رئيس مجلس الوزراء، عقد المجلس جلسته الأسبوعية عند الحادية عشرة قبل ظهر اليوم الخميس الواقع فيه 29 كانون الثاني 2015 في السراي الحكومي برئاسة دولة الرئيس وحضور الوزراء الذين غاب منهم الوزيران بطرس حرب وميشال فرعون.

في مستهل الجلسة، جدد دولة الرئيس كما في كل جلسة المطالبة بانتخاب رئيس جمهورية جديد، مشيرا الى ان المجلس النيابي عقد يوم أمس الجلسة الثامنة عشرة للانتخاب من دون أن يتوافر النصاب المطلوب، وآملا أن يتم هذا الانتخاب بأسرع وقت لما لاستمرار الشغور الرئاسي من تأثير سلبي على عمل سائر المؤسسات الدستورية.

ثم أشار دولة الرئيس الى الخسارة التي منيت بها المملكة العربية السعودية برحيل صديق لبنان المغفور له الملك عبدالله الذي كان رمزا للوطنية والحكمة والاعتدال، وقد قامت الحكومة بتقديم واجب العزاء وبالتمني للملك الجديد الامير سلمان التوفيق في مهماته الخطيرة، وقد أيد مجلس الوزراء كلام دولة الرئيس مترحما على الفقيد الكبير ومتمنيا النجاح والتوفيق للملك سلمان.

بعد ذلك رحب دولة الرئيس بحضور دولة نائب الرئيس وزير الدفاع بعد الوعكة الصحية التي ألمت به، متمنيا له بعد استئناف نشاطه المزيد من العطاء في اضطلاعه بمسؤولياته.

وعلى الأثر، توقف مجلس الوزراء عند الاوضاع في الجنوب بعد التطورات الميدانية التي حصلت أمس. وعرض بعض الوزراء مواقفهم في إطار نقاش هادىء أظهر الجميع فيه حرصا على تجنيب لبنان الانزلاق نحو تدهور أمني واسع في الجنوب تكون له انعكاسات خطيرة على البلاد. وبعد عرض المواقف المختلفة، ندد مجلس الوزراء بالاعتداءات الاسرائيلية التي تعرضت لها بعض قرى الجنوب اثر العملية التي نفذت في مزارع شبعا المحتلة، ودعا هيئة الأمم المتحدة بمؤسساتها المختلفة الى تحمل مسؤولياتها في منع اسرائيل من تعريض السلم والأمن في هذه المنطقة من العالم للخطر. وأكد مجلس الوزراء حرصه على استتباب الامن والاستقرار في الجنوب والمناطق اللبنانية كافة وضرورة تفويت الفرصة على العدو الاسرائيلي بجر لبنان الى مواجهة واسعة تهدد دول المنطقة وشعوبها والسلم الاقليمي برمته.

كما أكد موقف لبنان الثابت الملتزم قرار مجلس الأمن رقم 1701 بكل مندرجاته وتمسكه بالدور الذي تلعبه قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان. وتقدم المجلس بالتعازي من قيادة هذه القوات ومن مملكة اسبانيا بالجندي الاسباني فرنسيسكو صوريا الذي سقط نتيجة القصف العدواني الاسرائيلي.

وشدد مجلس الوزراء على أهمية رص الصف الداخلي في هذه المرحلة الدقيقة والابتعاد، فعلا وقولا عن كل ما يسبب الفرقة، معتبرا أن التصدي لاي عدوان اسرائيلي يتم في المقام الاول بوحدة اللبنانيين وتضامنهم.

وقبل الانتقال الى بنود جدول الاعمال، عرض وزير الزراعة الاضرار الناتجة من العاصفة الثلجية الاخيرة، فقرر المجلس تكليفه إعداد تقرير عن هذا الموضوع وتقديمه الى مجلس الوزراء في جلسة لاحقا.

ثم بحث مجلس الوزراء في المواضيع المدرجة في جدول اعمال الجلسة، فتداولها، وبعد المناقشة اتخذ في صددها القرارات اللازمة، وأهمها:

1- الموافقة على مشروع قانون يرمي الى تعديل المادة 64 من قانون الموازنة العامة للعام 2001 لجهة اقتطاع نفقات النظافة وجمع النفايات ومعالجتها وتنظيف المجاري من حصة البلديات واتحادات البلديات والقرى المستفيدة من هذه الخدمات من الصندوق البلدي المستقل.

2- الموافقة على مشروع قانون يرمي الى اعفاء الابنية المشغولة من الدولة من رسمي الإنشاء وصيانة المجارير والارصفة البلديين.

3- الموافقة على مشروع مرسوم يرمي الى منح المجلس الاعلى للجمارك حق التشريع في الحقل الجمركي فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية.

4- الموافقة على مشروع مرسوم يرمي الى تحديد التعويض الشهري لرؤساء واعضاء مجالس العمل التحكيمية ومفوض الحكومة لديها.

5- الموافقة على اعطاء سلفة خزينة لتسديد مستحقات مشروع انشاء ملعب بعلبك.

6- الموافقة على مشاريع مراسيم ترمي الى نقل اعتمادات من الموازنة العامة الى موازنات بعض الوزارات للعام 2015 على اساس القاعدة الاثني عشرية لاجل تنفيذ احكام قضائية ومصالحات.

7- الموافقة على مشروع مرسوم يرمي الى زيادة عديد قوى الامن الداخلي ليصبح 35 الفا بدلا من 29495.

8- الموافقة على طلب وزارة الداخلية اجراء مبارات لصالح هيئة ادارة السير والاليات.

9- الموافقة على طلب بعض الوزارات قبول بعض الهبات المقدمة اليها.

10- الموافقة على مشاركة بعض الوزارات اجتماعات ومؤتمرات في الخارج.

11- الموافقة على اعطاء المؤسسة العامة للاسكان سلفة خزينة بقيمة 40 مليار ليرة لبنانية لتسديد فوائد القروض المستحقة عليها للمصارف".

 

تكريم الجندي الاسباني الذي قضى في القصف الاسرئيلي

المركزية- أقيمت قبل ظهر اليوم في مطار رفيق الحريري الدولي، مراسم تكريم العريف Francisco Javier Soria Toledo من الوحدة الاسبانية العاملة ضمن قوات اليونيفيل، والذي استشهد أمس من جراء القصف الاسرائيلي لمنطقة العباسية – الغجر، في حضور العقيد عماد الحاج شحادة ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، وقائد قوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان الجنرال لوتشيانو بورتولانو، وعدد من ضباط الجيش والقوات الدولية. وتم وضع إكليل من الزهر باسم قائد الجيش على نعش الشهيد، كما جرى منحه تنويه قائد الجيش وتقليده أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة البرونزية. وكانت أقيمت للجندي الاسباني مراسم تكريمية ووداعية في مقر الكتيبة الاسبانية في سهل بلاط في ابل السقي ونقلت جثته بطائرة لليونيفل الى مطار رفيق الحريري الدولي.

من جهتها، بدأت لجنة عسكرية مشتركة من الجيش اللبناني واليونيفيل تحقيقات ميدانية في حادثة مقتل الجندي الإسباني داخل برج المراقبة في العباسية، حيث تبين أن قذيفة "ميركافا" أصابت البرج مباشرة من الموقع الإسرائيلي في فشكول داخل مزارع شبعا .

 

بان دعا جميع الاطراف الى ضبط النفس ومجلس الامن ندد بمقتل الجندي الاسباني

المركزية- اثر التوتر على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية أمس، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان إلى "ضبط النفس والهدوء"، وحض جميع الأطراف على "العمل بشكل مسؤول من أجل الحؤول دون حصول تصعيد في مناخ إقليمي متوتر أصلاً".

وكان مجلس الأمن الدولي بحث ليل الاربعاء، في اجتماع عاجل بطلب من فرنسا، التطورات الاخيرة بين إسرائيل وحزب الله في مزارع شبعا. وندد المجلس بمقتل الجندي الإسباني في قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان "اليونيفيل"، البالغ من العمر 36 عاماً. من ناحيته، قال السفير الإسباني لدى الأمم المتحدة رومان أويارزون "من الواضح أنه حصل بسبب التصعيد في أعمال العنف وأن الجندي الإسباني قتل برصاص إسرائيلي". وأوضح أنه طلب خلال اجتماع مجلس الأمن فتح تحقيق كامل حول مقتل الجندي الإسباني. وكان سفير فرنسا في الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر قال خلال توجهه إلى قاعة الاجتماع "هدفنا هو التهدئة ومنع أي تصعيد للوضع". أما سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة رون بروسور فدعا مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى "إدانة حزب الله بلا لبس وعلناً"، وأضاف محذراً "إن إسرائيل لن تبقى مكتوفة الأيدي في حين يستهدف حزب الله إسرائيليين". من جانبها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جينيفر ساكي "ندعم الحق المشروع لإسرائيل في الدفاع عن النفس ونواصل حث جميع الأطراف على احترام الخط الأزرق بين إسرائيل ولبنان". وأضافت "ندعو جميع الأطراف إلى تفادي أي عمل يمكن أن يؤدي إلى تصعيد الوضع".

 

سليمان اكد التمسك بالقرار 1701: امـن الجنـوب مـن امـن لبنـان

المركزية- اكد الرئيس العماد ميشال تمسك اللبنانيين بالقرار 1701 ودور اليونيفيل العامل دوماً على حفظ السلام في جنوب لبنان، معتبراً أن أمن الجنوب اللبناني من أمن كلّ لبنان، ما يُحتم على جميع القوى دَولية كانت أم محليّة، التنبّه للحفاظ على هذا الأمن.

وطالب سليمان خلال اتصال اجراه أمس، بالقائد العام للقوات الدَولية العاملة في جنوب لبنان الجنرال لوتشيانو بورتولانو لتعزيته بالجندي الاسباني الذي قتله العدو الاسرائيلي، بضرورة الاستمرار في ضبط الوضع أياً كانت التحديات للحفاظ على الهدوء والاستقرار ومنع اسرائيل من التمادي في عدوانها على الأراضي اللبنانية المُحررة أو المحتلة. وللغاية نفسها أجرى الرئيس سليمان أمس، سلسلة من الاتصالات كان أبرزها مع نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي.

وعرض سليمان للأوضاع العامة مع السفير المغربي في لبنان علي اومليل، والسفير التونسي في لبنان حاتم الصائم و"وفد مخاتير لبنان"، ووفداً من الاتحاد العربي للشباب والبيئة. كما التقى النائب سيرج طورسركيسيان الذي قال: تطرقنا الى الموضوع الامني وتطبيق القوانين في البلد، اذ لا يجوز ان يكون هناك قراران في البلد انما قرار وحيد في يد الحكومة خصوصا التي يعود اليها اتخاذ قرارات الحرب والسلم وليس في يد اطراف معينة موجودة في الحكومة تعمد الى اتخاذ قرارات مستقلة، لان هذا الامر ينعكس على البلد ككل وليس على فريق واحد. يكفي لبنان ما تحمله خصوصا في ظل الظرف الاقتصادي الذي نمر به عدا عن الجو الامني السائد في المنطقة. من هذا المنطلق نطلب من كل الفرقاء التكاتف من اجل التوصل الى قرار موحد حول كل المواضيع اذا امكن ذلك.

 

هدوء حذر في المنطقة الحدودية غداة عملية شبعا و"اليونيفيل" تفتـح تحقيقـا في التصعيـد العسـكري

المركزية- غداة عملية "حزب الله" التي استهدفت قافلة عسكرية اسرائيلية في مزارع شبعا وما تبعها من قصف اسرائيلي عشوائي ، ساد هدوء حذر مختلف المنطقة الحدودية وخصوصا محور المزارع، لم يعكره سوى تحليق طائرات الاستطلاع الاسرائيلية بشكل مكثف وعلى ارتفاع منخفض في اجواء حاصبيا والعرقوب ومرجعيون وبنت جبيل. واليوم عاد سكان الجنوب الى أعمالهم وفتحت المدارس ابوابها، وبدا القلق الذي اعرب عنه البعض من تطور الامور، مشوبا بثقة بأن الاتجاه الى التهدئة هو الاقوى.على الحدود، سجلت تحركات عسكرية روتينية، حيث سير الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل دوريات، فيما سجلت من الضفة الاخرى دوريات للقوات الاسرائيلية.  تحقيقات: من جهتها، باشرت القوات الدولية التحقيق في تفاصيل العملية التي قام بها حزب الله والرد الاسرائيلي بقصف محيط بعض القرى الحدودية، كما بدأت تحقيقا في مقتل أحد أفراد القوة الاسبانية في اليونيفيل. وللغاية، تتواصل قوات حفظ السلام مع السلطات في لبنان واسرائيل، على ان تصدر تقريرين في هاتين المسألتين عند انتهاء تحقيقاتها. اسرائيل: في المقابل، واصلت القوات الاسرائيلية ارسال التعزيزات الى الحدود الشمالية واستأنفت اعمال الحفر بحثا عن انفاق تابعة لحزب الله، وأوعز الجيش الاسرائيلي الى سكان الشمال بالعودة الى حياتهم الطبيعية. وفيما بدا ان اسرائيل احتوت الغارة ولن تقدم على اي تصعيد ميداني جديد، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ان إيران تقف وراء الاعتداء الذي شنّ علينا أمس من الأراضي اللبنانية.

يعالون: بدورها، نقلت صحيفة "هآرتس" عن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، قوله "ان كل من إيران وحزب الله يحاولان ويواصلان محاولة المساس بأمن إسرائيل بكل وسيلة متاحة لهما، سواء من هضبة الجولان أو من لبنان، بهدف إستهداف عسكريين ومدنيين إسرائيليين". وتوعد يعالون بـ”ملاحقة الإرهابيين ومن أرسلهم في كل زمان ومكان"، مهددا بـ"إغتيال كل من يريد تشويش حياة الإسرائيليين". أضاف "إسرائيل تعرف كيف ترد بكل قوة وحزم ضد كل من يريد أن يتحداها ويريد المساس بأمنها، فلن نسمح للمنظمات الإرهابية المساس بنا"... وكان يعالون أكد ان "اليونيفيل" نقلت الينا رسالة من "حزب الله" مفادها انه لا يريد التصعيد".

 

أمانة 14 آذار:عملية المزارع تجعلنا نسأل:من يقرر السلم والحرب وهل مصلحة اللبنانيين مرهونة بحسابات إيران وإسرائيل وسوريا؟

الخميس 29 كانون الثاني 2015 /وطنية - عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعا إستثنائيا في مقرها في الأشرفية، في حضور منسقها العام الدكتور فارس سعيد، وكل من: ساسين ساسين، راشد فايد، ايلي محفوض، هرار هوفيفيان، اسعد بشارة، سيفاك هاكوبيان، ربى كبارة، سيمون درغام وندي غصن. وفي ختام الاجتماع، تلا الدكتور سعيد بيانا جاء فيه: "ناقشت الامانة العامة لقوى 14 آذار أحداث البارحة وأكدت بكامل أعضائها أن لبنان لا يحكم عبر موازين قوى تفرضها دوائر القرار الإقليمية والسلاح غير الشرعي، إنما يحكم بالقانون والدستور والمؤسسات الشرعية وعكس ذلك لن يكون لبنان. وتابعت الامانة العامة التطورات الأمنية والعسكرية الخطيرة والمقلقة التي شهدتها المنطقة الجنوبية من لبنان، والتي بدأت مع استهداف "حزب الله" دورية إسرائيلية "حزب الله" داخل مزارع شبعا وانتهت باستهدافٍ اسرائيلي للأراضي اللبنانية في كفرشوبا والمجيدية وغيرهما، والتي ذهب ضحيتها جندي إسباني سقط شهيدا دفاعا عن الشرعيتين اللبنانية والدولية المتمثلة بالقرار 1701. ترى الأمانة العامة أن ما حصل يتجاوز الجدل القانوني حول أحقية أو عدم أحقية "حزب الله" في القتال داخل أراض متنازع عليها، ويتجاوز الكلام التقني حول "الخط الازرق"، ويدخل في صلب سؤالٍ يطرحه اللبنانيون على أنفسهم منذ العام 1969: من يقرر السلم والحرب في لبنان؟ وهل حصرية الدولة للسلطة والسلاح ضرورية أو لا وهل مصلحة اللبنانيين وأرزاقهم واقتصادهم وأمنهم مرهونة بحسابات إيران وإسرائيل وسوريا؟ إن اللبنانيين مدعوون الى الوقوف وقفة واحدة خلف حكومتهم ومطالبتها بالدفاع عنهم، والإمساك بمصالحهم وبقرار الحرب والسلم، ولا يجوز أن يتحكم "حزب الله" بأرزاقنا ومصالحنا وكأننا غير موجودين في لبنان. وينبغي التذكير مجددا بالقرار 1701، وهو القرار الذي وقعه حزب الله في كل البيانات الوزارية من العام 2006 حتى اليوم، وهذا القرار ينص بوضوح: "أنه لن تكون هناك أسلحة أو سلطة في لبنان غير اسلحة الدولة اللبنانية وسلطتها".

 

وزير الدفاع الإسرائيلي يكشف: تلقينا رسالة من حزب الله بأنه لا يرغب بالمزيد من التصعيد

وكالات/29 كانون الثاني/١٥ /يسود الهدوء اليوم على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بعد مقتل جنديين إسرائيليين وجندي إسباني من قوة حفظ السلام الدولية في تبادل لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل. الى ذلك، اعلن وزير الدفاع الإسرائيلي موشى يعلون إن بلاده تلقت رسالة منقولة عن حزب الله تفيد بأن الجماعة ليست لديها الرغبة في تصعيد العنف، وذلك بعد يوم واحد من أسوأ اشتباكات على الحدود منذ سنوات. وقال "إن إسرائيل تسلمت رسالة من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان مفادها أن حزب الله ليست لديه الرغبة في مزيد من التصعيد." وأضاف "تلقينا في الواقع رسالة... توجد خطوط تنسيق بيننا وبين لبنان عبر اليونيفيل (قوة الأمم المتحدة) وتم تسلم رسالة بهذا المعنى من لبنان فعلا."وقال يعلون في مقابلة إذاعية منفصلة "لا يمكنني القول أن الأحداث باتت وراء ظهرنا... وإلى أن تهدأ المنطقة تماما ستظل قوات الدفاع الإسرائيلية مستعدة وجاهزة."

 

بروجردي زار روضة شهداء المقاومة والتقى وفدا فلسطينيا فيصل: ايران تشكل مددا حقيقيا للكفاح في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي

الخميس 29 كانون الثاني 2015 الساعة 20:15

وطنية - التقى رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني الدكتور علاء الدين بروجردي، وفدا من ممثلي الفصائل الفلسطينية الإسلامية والوطنية في لبنان، في حضور السفير الايراني محمد فتحعلي، في دار السفارة الايرانية - بئر حسن. بعد اللقاء، تحدث باسم الفصائل ممثل الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في لبنان علي فيصل فقال: "نقدر عاليا الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تدعم بكل طاقاتها المقاومة في فلسطين ولبنان، وهي تشكل المدد الحقيقي للكفاح في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي المغتصب للاراضي المحتلة في فلسطين ومزارع شبعا والجولان السوري".

أضاف: "إن الشعب الفلسطيني في موقع المقاومة يستند إلى هذا المدد الكبير. لقد قدمنا تبريكات باستشهاد القائد الايراني محمد علي الله دادي، الى جانب من ثلة من ابناء المقاومة، كتعبير حقيقي عن رباط الدم في إطار المقاومة المشتركة لهذا الاحتلال الاسرائيلي. كما قدمنا التبريك للانجاز الكبير للمقاومة الاسلامية في مزارع شبعا، التي ردت بأسرع من المتوقع على العملية الغادرة في القنيطرة، وقلنا ان هذا العمل ينبغي أن يوسع دائرة بناء جبهة مقاومة موحدة من كل الجبهات العربية المتاحة في مواجهة اسرائيل، لان العالم لا يعرف إلا لغة المقاومة، والاحتلال الاسرائيلي لا يعرف إلا لغة القوة، والمقاومة هي عامل القوة الحاسم في مواجهة الهيمنة الاميركية والغطرسة الاسرائيلية، ونموذج المقاومة يشكل مدرسة كاملة في هذا العصر".

وأشار إلى أن "وحدة المقاومة والوحدة الوطنية الفلسطينية في غرفة عمليات مشتركة وجبهة مقاومة موحدة بقيادة وطنية موحدة"، وقال: "نحن نستند الى تحالف مع المقاومة والى دور الجمهورية الاسلامية الايرانية".

وختم: "ما قدم في هذا الاجتماع على لسان بروجردي يؤكد من جديد أصالة الموقف الايراني".

روضة الشهداء

وزار بروجردي والوفد المرافق بعد الظهر، روضة شهداء المقاومة الاسلامية في الغبيري، حيث قرأ سورة الفاتحة على أرواح الشهداء.

 

بروجردي في بيروت للمشاركة في تكريم شـهداء "القنيطرة": الى جـانب الخـط المقـاوم بكـل مـا اوتيـنا مـن قــوة ونعوّل على حفظ استقرار لبنان وندعم ما يُعزّز وحدة اللبنانيين

المركزية- اكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي ان "الجمهورية الاسلامية الايرانية آلت على نفسها منذ البداية ان تقف الى جانب الخط المقاوم بكل ما اوتيت من قوة من اجل احتضانه ومساندته"، ولفت الى ان "ايران تعوّل اهمية كبرى على حفظ الامن والهدوء في لبنان الشقيق"، ومعتبراً ان "التطورات السياسية المحلية في الساحة اللبنانية تدل الى ان هناك وفاقاً وانسجاماً وتكاتفاً ووحدةً بين الاطياف السياسية كافة، ونحن في الجمهورية الاسلامية ما نزال على عهدنا في دعم كل ما من شأنه ان يُعزّز الوحدة والتلاقي والانسجام بين الاخوة اللبنانيين كافة".

وصل بروجردي عند الثالثة من بعد الظهر الى مطار رفيق الحريري الدولي على رأس وفد مشترك من نواب مجلس الشورى وكبار موظفي وزارة الخارجية، وكان في استقباله النائب نواف الموسوي ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب بلال فرحات ممثلا كتلة "الوفاء للمقاومة" والقائم بأعمال السفارة الايرانية محمد صادق فضلي.

وقال بروجردي من المطار "المقاومة الاسلامية الشريفة البطلة في لبنان الشقيق في مجال التصدّي للاحتلال الاسرائيلي الآثم ولاطماعه ومخططاته على صعيد لبنان والمنطقة. وكما تعلمون فان الجمهورية الاسلامية الايرانية آلت على نفسها منذ البداية ان تقف الى جانب هذا الخط المقاوم بكل ما اوتيت من قوة من اجل احتضانه ومساندته. وكما تعلمون ايضاً فان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعوّل اهمية كبرى على حفظ الامن والهدوء في لبنان الشقيق، كما تعوّل اهمية كبرى على استتباب الامن والهدوء في ربوع المنطقة في شكل عام. ولا شك ان العدوان الاسرائيلي الآثم الذي استهدف منذ عشرة ايام تقريباً ثلّة مباركة من مجاهدي المقاومة الاسلامية في منطقة القنيطرة، ان دل على شيء فانه يدل على ان الكيان الصهيوني لا يقف عند خط احمر في اجرامه واعتداءاته".

اضاف "ولا شك ايضاً ان الجمهورية الاسلامية الايرانية شعرت بالكثير من الأسى والحزن والاسف تجاه سقوط هذه الثلّة المباركة من مجاهدي المقاومة الاسلامية في القنيطرة من جرّاء الاعتداء الاسرائيلي الآثم. ونود ان ننوّه بكل الشهداء الابرار الذين قضوا في سبيل الله في هذا الاعتداء اللآثم، ولا سيما التنويه بروح الشهيد المقاوم الحاج جهاد مغنية الابن البار للقائد البار الشهيد عماد مغنية. وكما تعلمون ايضاً فانه اضافة الى استشهاد مجاهدي المقاومة الاسلامية البطلة فان هناك عميداً من قوات الحرس الثوري الايراني وهو العميد الشهيد الله دادي الذي قضى في سبيل الله في خط الشهادة والمقاومة، وكما تعلمون فنحن نؤدي ادواراً استشارية في المنطقة من خلال حضور هؤلاء الخبراء".

وتابع "نحن ننتمي الى مدرسة وثقافة تجلّ وتُكرّم الشهادة والشهداء، ومن هنا الى جانب شعورنا بالحزن والاسى نحن نفتخر ونعتزّ ونرفع رؤوسنا عالياً لتقديم هذه الثلّة المباركة، ونحن من جهة نقدّم التهاني ومن جهة اخرى التعازي لهؤلاء الشهداء. اود ان اغتنم هذه المناسبة كي اتقدّم باسمي وباسم الوفد النيابي الايراني المرافق التهاني من جهة والتعازي القلبية من جهة اخرى الى سيّد المقاومة الاسلامية امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله المؤتمن على هذه المسيرة المباركة، وايضاً ان اتقدم من خلال سماحته بالتعازي القلبية والتهاني القلبية الى اسر وعوائل الشهداء الذين قضوا في هذا الاعتداء الاثم".

واشار بروجردي الى انه "تخليداً وتكريماً لارواح هؤلاء الشهداء الابرار اقمنا البارحة في الجمهورية الاسلامية مراسم احتفالية في هذا الاطار كي نفتخر ونعتزّ بهذا العطاء المبارك، وكان هناك حضور مميز للاخوة اللبنانيين الذين كانوا الى جانبنا في هذا الاحتفال التكريمي. وايضاً حضرنا اليوم على رأس هذا الوفد كي نُشارك وفي شكل رسمي باسم الجمهورية الاسلامية في الاحتفال التكريمي الكبير الذي سيُقام غداً تخليداً وتكريماً لهؤلاء الشهداء العظام".

وعبّر عن سروره واعتزازه "بان التطورات السياسية المحلية في الساحة اللبنانية تدل الى ان هناك وفاقاً وانسجاماً وتكاتفاً ووحدةً بين الاطياف السياسية كافة، ونحن في الجمهورية الاسلامية ما نزال على عهدنا في دعم كل ما من شأنه ان يُعزّز الوحدة والتلاقي والانسجام بين الاخوة اللبنانيين كافة".

سوريا: وفي الشأن السوري، امل بروجردي ان "نشهد في المستقبل القريب مخرجاً سياسياً للازمة التي تعصف بسوريا طوال اربع سنوات وان نجد الحلّ النهائي المناسب لهذه الازمة المتفاقمة، كما نأمل ايضاً من الدول والجهات والاطراف التي عزّزت حمّام الدم في سوريا ان ترتدع عن هذه السياسات الخاطئة التي انتهجتها طوال الفترة السابقة وان تكون شريكاً ومساهماً في مجال اخراج العملية السياسية كي تبصر النور وكي تضع حدّاً للازمة السورية".

اضاف "وكما تعلمون فان الجمهورية الاسلامية الايرانية لديها سياسة مبدئية وثابتة في نبذ واستنكار وشجب الارهاب ليس فقط في لبنان وسوريا وانما في كل المنطقة والعالم، من هنا نحن نعتقد انه ينبغي ان يحتكم الجميع الى التوافق والوحدة والتلاقي وتوحيد الصفوف في جبهة واحدة من اجل مواجهة الارهاب، لا سيما مواجهة الحركات الارهابية التكفيرية المتطرّفة المنحرفة".

وختم بروجردي مؤتمره بشكر "ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب نواف الموسوي على الاستقبال وممثل كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب بلال فرحات".

لقاءات: وفي الرابعة عصراً، زار بروجدري والوفد المرافق روضة الشهيدين، والتقى في الخامسة وفد الفصائل الفلسطينية في السفارة الايرانية.

وعند العاشرة صباح غد، يزور بروجردي قصر بسترس للقاء وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.

 

قاطيشه: “حزب الله” انتهك السيادة والحوار ولا يؤمّن مصالح لبنان بقدر مصالح ايران وسوريا

 وكالة اخبار اليوم/لفت مستشار رئيس حزب “القوات” وهبي قاطيشه الى أن “حزب الله” من خلال عملية شبعا أمس انتهك سيادة الدولة اللبنانية على أرضها. وفي حديث الى وكالة “أخبار اليوم”، أشار قاطيشه الى أن انتهاكاً ثانياً قام به “حزب الله” للحوار الذي بدأ به مع تيار “المستقبل”. وذكر أننا اعتدنا على هذا الأسلوب مع “حزب الله”، قائلاً: ما أن نعطيه الثقة يتجه الى القيام بعمليات ضد العدو الإسرائيلي. وإذ أكد قاطيشه أن اسرائيل هي عدوة لبنان، شدّد على أن أي تحرّك ضدها لا يجوز أن يكون ضد سيادة الدولة. ورداً على سؤال، أجاب: لقد اثبت “حزب الله” النظرية التي نردّدها دائماً بأنه لا يؤمّن مصالح لبنان بقدر ما يؤمّن مصالح ايران ومصالح النظام السوري. وأضاف: الحروب لا تقاد بهذا الشكل، إذ لا يجوز قتل أفراد من العدو، وجرّ الويلات على بلدنا، معتبراً أن ما قام به “حزب الله” أمس ليس عملاً عسكرياً بل عملاً صبيانياً. وقد استبعد قاطيشه حصول ردّ اسرائيلي مفتوح ضد الأراضي اللبنانية، معتبراً أنه تم احتواء هذه العملية، قائلاً: لدى اسرائيل مصلحة في حرب “حزب الله” في سوريا، وبالتالي لا تعمل على شغله بحروب أخرى، لكن هذا لا يعني أن الحرب بين الجانبين قد انتهت، بل الحرب مفتوحة إنما على جبهات أخرى تكون على شكل اغتيالات او مواقع جغرافية أخرى. وأضاف: الحرب لا تزال مفتوحة منذ العام 2006، وبالتالي كل فريق يتحيّن الفرص. وعن الكلام أن القرار 1701 لم يُمس، أجاب قاطيشه: مع احترامنا لمن يقول هذا الامر، القرار 1701 ينصّ على منع دخول أي سلاح غير شرعي الى لبنان، في حين أن لدى “حزب الله” 42 ألف صاروخ، كما ينصّ على عدم الوجود العسكري جنوب الليطاني وهل هذا يعني أنه لم يُمسّ.

ولفت الى أن الجهة المفتوحة لتسريب السلاح لـ “حزب الله” ايضاً هي مسّ للقرار الدولي. ورداً على سؤال، أكد قاطيشه وجود غطاء دولي لعدم تدهور الأوضاع في لبنان، لكن لا يجوز إصدار تفسيرات خاطئة للقرار 1701.

قاطيشه: “حزب الله” يضع لبنان بكل مرة في خطر مميت واللعب بالنار لا يمكن تحمّله

إعتبر مستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” لشؤون الرئاسة الجنرال وهبي قاطيشه ان عملية “حزب الله” من الناحية العسكرية عملية مدروسة وإلاّ لما حققت هذا النجاح، أما من الناحية السياسية فإنّ حزب الله يضع لبنان في كل مرّة وفي كل مرحلة بخطر مميت مؤكداً إنتهاك سيادة الدولة وإنتهاك الحوار الذي يقوده مع تيار المستقبل وأنه يعمل لمصلحة إيران فوق الأراضي اللبنانية والعربية. واضاف في حديث لاذاعة “الشرق”: “ربما نكون قد نجونا من ردّة الفعل لكننا وصلنا إلى الحافة ولم يكن هناك من شيء يمنع إسرائيل عن شنّ حرب”.

واردف قاطيشه: “أعتقد أنّ حزب الله سيكتفي حتى الآن لكن هل سيكتفي العدوّ الإسرائيلي؟”، متابعاً: “إعلام العدوّ كله يقول إنه إكتفى ولكن عادة في الحروب لا يُعوّل على الكلام فالأمور الظاهرية خلفها مفاجآت وإلا كيف تكون المفاجآت وتنجح الحروب  لذلك قد تكون للعدوّ نوايا أخرى ويُظهر أنّه “أكل الضرب وسكت” لذلك لا يمكننا أن نأمن جانبه ولا جانب حزب الله رغم أنّه أبلغ عبر الأمم المتحدة أنّه إكتفى بهذا الردّ ولا يريد توريط لبنان بحرب كبيرة”.

وواصل قاطيشه: “إنّهم يلعبون بالنار ولا يمكن تحمّل ما ستفعله الحرب من تهجير”.

وعن تأكيد “حزب الله” انه قادر على خوض حربي سوريا وإسرائيل، قال قاطيشه: “يحارب في سوريا صحيح أما في لبنان فهو يحارب باللبنانيين وبالإقتصاد والكهرباء والجسور والجيش اللبناني فما الذي يخسره في لبنان، إنه أقلّ من يخسر إذا وقعت حرب مع إسرائيل لذلك إذا تحرّك من لبنان فإنّه يعرّض الشعب اللبناني لخطر كبير لقد طفح الكيل حتى بيئته الحاضنة لم تعد تقبل هذا الأمر وأكبر دليل ما حدث في الجولان كثير منهم أهل الجنوب خافوا وهجروا نحو بيروت  ثمّ عادوا”. واضاف: “سمعت من أحد مسؤولي حزب الله يهدد إسرائيل بإحتلال فلسطين فهم بهذا الكلام يتوجهون إلى جمهورهم ولا أعتقد أن جمهورهم يؤمن بما يقولون 100%”.

 

خرق الهدنة الاعلامية لن يؤثر علـى لقــاء عون جعجــع/سلهب: جلسات الحوار مستمرة ولا ارتدادات سلبية لعملية شبعا

المركزية- رغم الاعلان عن إسقاط الدعاوى بين "التيار الوطني الحرّ" و"القوات اللبنانية" ساهمت عملية مزارع شبعا التي نفذّها "حزب الله" ضدّ العدو الاسرائيلي أمس بخرق الهدنة الاعلامية بين الفريقين نتيجة الآراء المتفاوتة حول هذه المسألة. فهل من شأن الخرق الاعلامي الحزبي تأخير موعد اللقاء بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع؟  عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب سليم سلهب رأى في حديثٍ لـ"المركزية" "ان جلسات الحوار بين الافرقاء اللبنانيين ستستمر، ولا أعتقد ان لعملية شبعا أصداء سلبية على الحوار رغم ان ارتدادات هذه العملية داخليا أظهر وحدة وطنية، وكذلك في ما يتعلق بالارتدادات الاقليمية والدولية التي يبدو انها لن تنعكس سلبا على جوّ الحوار في البلد". وعن خرق الهدنة الاعلامية بين "الوطني الحرّ" و"القوات"، أكد "ان الفريقين اتخذا قرارهما الالتزام بالهدنة الاعلامية، ولدى الطرفين نية في علاج هذه المسألة حتى النهاية خصوصا بالنسبة الى بعض الشواذات التي لن تتطوّر الى الأسوأ"، لافتا الى "رؤية مختلفة بين الفريقين حول عملية شبعا، لذلك علينا ان نتحاور في هذه القضية لتقريب وجهات النظر". وعن انعكاس الخرق الاعلامي على اللقاء بين عون وجعجع، شدّد سلهب على "ان اللقاء سيحصل في ظلّ النية الجدية الموجودة وتحديد موعده يعود الى الرجلين، وهذه العوامل لن تؤثر على اللقاء الذي سينعقد بعد الانتهاء من المرحلة الاولى من التفاهمات بين الجانبين". وردا على سؤال عن لقاء عون مع الرئيس سعد الحريري في المملكة العربية السعودية، أوضح "ان الرجلين لم يلتقيا منذ فترة والحديث لم يكن معمقا بينهما بسبب فترة اللقاء الوجيزة، لكن التواصل بين "الوطني الحرّ" و"المستقبل" لم ينقطع خصوصا ان هناك نوعا من المودّة وبعض الثقة بين الرجلين لمتابعة المشوار مع بعضهما لكن التوقيت لم يسمح لهما بالحديث عن هذه المواضيع المهمة"، مؤكدا "ان الجليد لم يسد العلاقة بين عون والحريري يوما، وأعتقد ان الحوار سيستأنف في وقت سريع اذا سمحت الظروف".

 

جيرو في بيروت الاثنين لاسـتكمال المبادرة الرئاسـية ولقاءات تمهيدية استبقت الزيارة وعزم فرنسي على الحل

المركزية- علمت "المركزية" ان مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو المكلف بالمبادرة الفرنسية من اجل تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية سيصل الى بيروت مساء الاثنين المقبل في زيارة تستمر يومين يلتقي في خلالها كبار المسؤولين والقادة السياسيين من مختلف التوجهات والانتماءات على ضفتي قوى 8 و14 اذار. ويستكمل جيرو الذي شارك في عداد الوفد الفرنسي برئاسة الرئيس فرنسوا هولاند في تقديم التعزية بالعاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز في المملكة العربية السعودية، حركته المكوكية بين العواصم المؤثرة في الملف الرئاسي اللبناني والتي قادته في وقت سابق الى طهران وجدة والفاتيكان، بعدما جمّد زيارته للبنان التي كانت مرتقبة منتصف الجاري والتزم الصمت المطبق ازاء حصيلة مشاوراته خصوصا اثر تسريب معلومات عن عدم تجاوب ايران مع المسعى وعودتها الى التشدد واحالة الموفد الفرنسي الى الحلفاء في لبنان في كل ما يتصل بالرئاسة. وعلى رغم الاجواء السوداوية التي تولدت جراء الجواب الايراني قرر جيرو استئناف زيارته لبيروت في خطوة رأت فيها مصادر دبلوماسية مواكبة لـ"المركزية" خرقا ما على مستوى الجهود المبذولة وتوافر عناصر قد تكون ايجابية حملت فرنسا المصرة على المضي في مبادرتها وعدم التخلي عنها على ايفاد جيرو مجددا للقاء القيادات اللبنانية والتشاور معها في ما آلت اليه المساعي الفرنسية في اتجاه احداث الخرق في جدار التأزم الرئاسي.

وكشفت عن حراك دبلوماسي استبق زيارة المسؤول الفرنسي الى لبنان تمثل بلقاءات تمهيدية عقدت مع بعض الاطراف في الداخل من بينها حزب الله قد تشكل عنصرا مساعدا على تحديد المسار والنقطة التي وصلت اليها المشاورات المحلية والاقليمية في هذا الشأن.

واعتبرت المصادر المشار اليها ان جولة جيرو الخليجية والاوروبية لا بد انها اوجدت نافذة يمكن العبور منها في اتجاه ارساء الحل المنشود، خصوصا انها تزامنت مع ضغوط دولية متعاظمة على المعنيين بغية انجاز الاستحقاق الذي توجب الظروف الاقليمية والمحلية اتمامه وعدم ترك البلاد من دون رأس ورئيس وسط المتغيرات الاقليمية الضاغطة من جهة، وفي ظل المناخ الحواري العام الذي يسيطر على البلاد، وعلى جدول اعمال المتحاورين، الملف الرئاسي وان في مراحل متقدمة، ان بين حزب الله وتيار المستقبل او القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر حيث لم يعد من شك في ان قناعة تولدت لدى مختلف هذه القوى بوجوب انتخاب رئيس للبلاد حتى لو لم تخرج هذه القناعة الى العلن في المواقف والتصريحات.

 

باسيل يتحرك في اتجاه الدول الكبرى للجـم تداعيـات التـوتر الحـدودي

المركزية يشهد قصر بسترس غدا سلسلة لقاءات ديبلوماسية، حيث سيقوم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بتحرك في إتجاه الدول الكبري للبحث في تداعيات التوتر الحاصل على طول الخط الأزرق والقصف المدفعي الإسرائيلي ردا على عملية حزب الله في شبعا.

وفي هذا الإطار، أفادت مصادر ديبلوماسية "المركزية" ان باسيل سيلتقي السفير الأميركي دايفيد هيل للبحث في خرق إسرائيل لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 ، وإستشهاد جندي إسباني في "اليونيفل"، الأمر الذي يؤكد انتهاك إسرائيل الخطير لقرارات الشرعية الدولية في حين ان لبنان لا يزال متمسكا بكل مندرجاته. الى ذلك يلتقي باسيل في العاشرة من قبل ظهر غد رئيس لجنة الامن القومي والسياسات الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي يرافقه السفير الإيراني لدى لبنان محمد فتحعلي. على ان يلتقى في الحادية عشرة إلا ربعا سفير استراليا علين مايلز يليه في الثانية عشرة إلا ربعا سفير سوريا علي عبد الكريم علي ثم يلتقي في الأولى والنصف من بعد الظهر سفيرة الإتحاد الأوروبي انجلينا إيخهورست يرافقها المفوض الأوروبي لشؤون التوسع والسياسة الأوروبية للجوار يوهانس هان والمفوض الأوروبي للمساعدات خريستوس ستيليانيدا.

 

اولوية مواجهة الارهاب تلجم رد الفعل الاسرائيلي الواسع/ضغوط دوليــة منعت تغييـر قواعـــد الاشتبــاك/مخاوف من عمليات استخبارية امنية تملأ الوقت الضائـع

المركزية- أفلحت الاتصالات المحلية والدولية والظروف المحيطة بالمنطقة سياسيا وامنيا في احتواء مفاعيل عملية مزارع شبعا وتقليص حجم الرد الاسرائيلي الى ما دون مستوى الاستهداف الذي سجل لحزب الله انجازا نوعيا وانتصارا عسكريا وتفوقا عمليا على اسرائيل في أقصى لحظات تأهبها واستنفارها في اعقاب عملية القنيطرة. وفي أقل من ست ساعات على الرد العسكري من جانب "حزب الله" تبددت اجواء الخوف والقلق الذي خيم على لبنان جراء القلق من امكان شن اسرائيل عملية عسكرية واسعة في اتجاه العمق اللبناني وحلت محلها مناخات الارتياح ونشوة الانتصار التي لم تترك الاحتفالات في مناطق الحزب مساء امس مجالا للشك في مدى الغبطة المتولدة لدى قيادة "حزب الله" نفسه وجمهوره الذي يترقب اطلالة امينه العام السيد حسن نصرالله غدا ليقول كلمته مدعمّا بالعملية النوعية الثأرية لشهداء القنيطرة.

وفي قراءة لمراقبين سياسيين يتبين ان "حزب الله" حرص في رده على ابقاء قواعد الاشتباك مضبوطة على ايقاع التطورات المتسارعة في المنطقة، اذ اختار باتقان الزمان والمكان حيث المنطقة المتنازع عليها دوليا وغير الخاضعة لموجبات القرار 1701، حتى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو نفسه لم يوجه اصابع الاتهام الى لبنان كما فعل في حرب تموز 2006 بل الى ايران باشارته "الى انها تقف وراء الاعتداء الذي شن علينا امس من الاراضي اللبنانية"، في حين ان مجلس الوزراء اللبناني الذي اجتمع اليوم في السراي لم يسجل نقاشات او خلافات بين الوزراء حول العملية.

وتمكن الحزب بحسب قراءة المراقبين لـ"المركزية" من ارساء ثابتتين:

- الحق في مقاومة اسرائيل وعدم تأثير تورطه في سوريا على دوره المقاوم في لبنان.

- تأكيد لبنانية مزارع شبعا وفق ما ورد في البيان رقم "1" للحزب، حيث انجز العملية في المنطقة غير الخاضعة للقرار 1701 فلم يسبب الارباك للدولة اللبنانية ما حمل معظم السياسيين على وصف العملية بالنظيفة، خلافا لما خلفته من ارباك على المستوى الاسرائيلي الداخلي، بعدما جاء الرد اضعف من الفعل بحد ذاته ما وضع نتنياهو في موقف محرج على تخوم الانتخابات. الا ان المراقبين السياسيين اعتبروا ان رئيس وزراء اسرائيل سيحاول استثمار العملية وتوظيفها في بازاره الانتخابي على انها انتصار من زاوية عدم تكافؤ عمليتي القنيطرة ومزارع شبعا خصوصا على مستوى الخسائر البشرية. ويرون ان جميع القوى في المنطقة تخضع في مرحلة الوقت الضائع لضغط دولي اقليمي يجعل من استقرار ساحاتها اساسا لعدم تغيير قواعد الاشتباك وتجنب احداث اي خلل في وقت ينصب التركيز على مواجهة الارهاب. من هنا يقول المراقبون ان ردات الفعل اقتصرت على مناطق محددة ولا يمكن ان تتوسع لان هامش تحرك الاطراف غير متاح نسبة لالتزامها بهذه القواعد، غير ان ذلك لا يعني ان لعبة التجاذبات والاخذ والرد انتهت انما قد تتحول من عسكرية الى امنية استخبارية بعدما سجل كل فريق نقاطه واهدافه في مرمى الفريق الآخر.

 

فتفت: دخلنا في مرحلة الوصاية الايرانية

المركزية- اشار عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت الى ان "الحوار مع "حزب الله"، ومنذ اللحظة الاولى كان واضحا، بانه سيشمل بنوداً داخلية تتعلق بالاحتقان الداخلي ورئاسة الجمهورية". وقال في تصريح "نحن ندرك ان سلاح "حزب الله" وتدخله غير المشروع في سوريا، قرارات لا يمكن ان يأخذها الحزب بل ايران، ونحن اصبحنا في شكل واضح في مرحلة الوصاية الايرانية وارجو الا نكرر الاخطاء التي ارتكبناها ايام الوصاية السورية". اضاف "إنما على صعيد الامور الداخلية المتعلقة بالتشنج والاحتقانات الداخلية والخطط الامنية وموضوع رئاسة الجمهورية، فالحوار يجب ان يستمر لان احدا لا يستطيع ان يلغي الآخر". وختم فتفت "قرار الحرب والسلم ليس في يد الحكومة اللبنانية ولا "حزب الله"، بل في يد ايران، واوامر العمليات العسكرية والتوجهات السياسية تصدر من القادة الايرانيين".

 

القوات: توزيع بيان مشوه عن تصريح ستريدا جعجع يحمل تلفيقا عن قصد

الخميس 29 كانون الثاني 2015 /وطنية - صدر عن الدائرة الاعلامية في "القوات اللبنانية" البيان الآتي: "على أثر صدور بيان توضيحي من المكتب الاعلامي للنائب ستريدا جعجع عما تم بثه في لقطة تلفزيونية اجتزأت حديثا لها في مجلس النواب يوم أمس، وتضمن البيان الرواية الكاملة بينها وبين الزميلة دنيز رحمه فخري، عمد بعض المصطادين في الماء العكر الى توزيع بيان آخر مزور ومشوه عن المكتب الاعلامي للنائب جعجع، يحمل في طياته تلفيقا عن قصد. وعليه، فإن الدائرة الاعلامية في القوات اللبنانية تدعو السادة الاعلاميين والرأي العام الى اعتماد النسخة الصادرة عن المكتب الاعلامي رسميا للنائب جعجع، كما تحيل النسخة المزورة على القضاء المختص لإجراء المقتضى وإنزال العقوبة اللازمة بالفاعلين".

 

ستريدا جعجع أسفت لتحوير وسيلة إعلامية حديثها واستعماله لأهداف مشبوهة

الخميس 29 كانون الثاني 2015 / وطنية - أسفت النائبة ستريدا جعجع في بيان صادر عن مكتبها الاعلامي "لتحوير وسيلة إعلام مرئية مقطعا من حديثها مع الصحافيين أمس في مجلس النواب واستعماله لأهداف مشبوهة"، مستغربة كيف انتشر مقطع فيديو بعنوان "ولعانة بالجنوب؟ انشالله يا رب"، والذي هو محور، عبر وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة اشتعال النار في الهشيم في محاولة لتصوير النائبة جعجع وكأنها تؤيد الاعتداء الاسرائيلي على جنوب لبنان". أضاف البيان :"لذا يهم المكتب الاعلامي للنائب جعجع أن يوضح ما جرى، حين كان النواب أمس ينتظرون في القاعة العامة، دخل الصحافيون للتصوير والتغطية كالعادة. قامت الاعلامية دنيز رحمه فخري بإلقاء السلام والتحية على النائبة جعجع من على الشرفة وقالت لها:" الاوضاع في الجنوب تتطور". فأجابت جعجع:" ان شاء لله يا رب ما يصير شي". عندها قالت فخري:" يقولون إن عدد القتلى بلغ ال 17". فسألت النائبة جعجع: "عندن او عنا؟" أجابت فخري:"عند الاسرائيليين". فردت جعجع:"ان شاء الله يا رب." وانطلاقا مما تقدم، تأسف النائب جعجع ان تقوم وسيلة إعلامية بهذا التحوير المبتذل لمجرد الدعاية السياسية السلبية الرخيصة. ومن هنا وضعت هذه المعطيات كاملة أمام الرأي العام ليكون هو الحكم".

 

الاحدب: الحكومة فرضت خطة امنية كيدية في حق شريحة واحدة من اللبنانيين

الخميس 29 كانون الثاني 2015 / وطنية - عقد النائب السابق مصباح الاحدب مؤتمرا صحافيا في منزله في طرابلس، تقدم في مستهله ب"التعزية باسم اهل طرابلس بشهداء الجيش الذين يحمون بدمائهم ما تبقى من الوطن، سيما واننا نمر في مرحلة خطيرة جدا، اذ ان لبنان مهدد بأمنه من جبهتين العدو الاسرائيلي ونيران الحرب السورية". وقال: "في زمن العدالة ومع استكمال المحكمة الدولية محاكماتها في قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لا بد من تذكير من شارك في السلطة تحت ذريعة الاستقرار ومن عض على الجرح من اجل المصلحة الوطنية وشكل حكومة ائتلاف مع من يحمي قتلة الشهيد رفيق الحريري، وهو يدير معهم اليوم حوار التنازلات المقيتة المخيبة لامال جمهور ثورة الارز، اذ ان هذا الحوار انحصر بالتوافق على ازالة لافتات وصور وشعارات لتخفيف الاحتقان عوضا عن طرح المواضيع الخلافية الاساسية التي ينقسم حولها اللبنانيون ليس اقلها مشاركة حزب الله في القتال في سوريا". اضاف: "لقد وصلنا الى مرحلة يقول فيها حزب الله لمن يتحاور معه عليك ان تقدم لي كل ما اريد من تنازلات، وان توافق على مصادرة قرار الدولة اللبنانية لمصلحة محور ما يسمى بالممانعة، وعندها فقط مستعد للحوار معك ليس اكثر، والا استعمل سلاحي لارغامك على فعل ما اريد". واعتبر ان "هذا المنطق ليس منطق من يريد الشراكة في الوطن، بل هو منطق من يريد الغلبة، وهنا تأتي الفتنة، لان المغلوب سيسعى لتعديل واقعه، وهذا يولد صداما اهليا. لذلك لا بد من التذكير بأنه ان قررتم التضحية حفاظا على المصلحة الوطنية، لا يمكنكم التنازل عن حقوق من وقفوا معكم لتحقيق العدالة ورفعوا شعاراتكم لبنان اولا ونريد الدولة والسماء زرقا، وهم اليوم ملاحقون ومتهمون بالارهاب وتساق بحقهم وبطريقة كيدية الاف وثائق الاتصال، وتتعامل معهم الاجهزة الامنية على انهم مشاريع ارهابية، ويحاكمهم القضاء بقسوة انتقاما لخيارهم السياسي".

وقال: "من انشق عنكم في السابق تمت مكافأته وهو محمي اليوم فيما تتم ملاحقة من بقي يقف الى جانبكم، فأصبح زمن العدالة بالنسبة اليهم زمن الظلم والذل والاستسلام".

ورأى ان "القبول بواقع بقاء الحزب في سوريا وتغطية الحكومة للممارسات الكيدية التي تقوم بها بعض الاجهزة الامنية ارضاء لمصالح حزب الله، باتت تدفع شريحة معينة من اللبنانيين المستهدفين نحو التطرف، وان لم تغير الحكومة هذه السياسات فإن الوضع الامني في البلد سيزداد سوءا نتيجة ارتفاع حدة الاحتقان في الشارع السني". اضاف: "تزامنا وتحت ذريعة اعادة الامن الى الداخل اللبناني فرضت الحكومة خطة امنية كيدية بحق شريحة واحدة من اللبنانيين، وتجاهلت باقي شرائح المجتمع، واطلقت حملة توقيفات مرتكزة على اتهام مسبق لكل ملتح بأنه ارهابي، فأصبحت تهمة الارهاب غب الطلب. يضاف الى ذلك الاستمرار بالعمل بوثائق الاتصال غير القانونية المصلتة على رقاب ابناء طرابلس والشمال والتي بموجبها يتم توقيف المعارضين لمشروع حزب الله، والانتقام من كل من قاتل الحزب في سوريا اكان لبنانيا او من الجيش الحر، وذلك رغم محاولة الحكومة مخادعة الشارع السني والقول انها ألغت العمل بوثائق الاتصال عبر قرار اتخذ بمجلس الوزراء الا انه عمليا لم يتم الغاء هذه الوثائق".

وقال: "لقد استدعى المجلس العدلي مجددا العشرات من ابناء الشمال لمحاكمتهم بملف فتح الاسلام، بعد ان كان اخلي سبيلهم منذ أكثر من سبع سنوات لعدم ضلوعهم باي اعتداء على الجيش وغدا الجمعة سيتم توقيف 48 شابا منهم لمدة شهرين في سجن رومية لاستكمال محاكمتهم، علما ان الاحكام التي صدرت بحق من سبقهم لا تقل مدتها عن عشر سنوات، وهي للاسف تصدر معلبة بشكل مسبق ولا تتناسب مع الاتهام".

وسأل "كيف يعمل هذا القضاء وما الذي يريده؟ هل المطلوب صناعة الارهاب ام القضاء عليه، ولماذا يحاكم وتلاحق بيئة بأكملها ويشد الخناق عليها فقط لانها سنية متهمة زورا بانها حاضنة ارهابية، في حين لم يتم توقيف أي مسؤول او قيادي فعلي من جماعة فتح الاسلام، حيث تم تهريب بعض المرتكبين وافرج عن البعض الاخر بناء على اتصالات سياسية وخطط امنية".

وتابع: "يضاف الى ذلك موقوفي احداث باب التبانة وهم مرميون بالمئات في السجون ولا يحاكم منهم الا من يحظى بغطاء سياسي او امني فيخلى سبيله، وان اخلي سبيله فيبقى ملف التوقيف جاهزا للاستخدام عندما يريدون كما يحصل الان في ملف موقوفي فتح الاسلام".

ورأى ان "دخول الحزب الى سوريا بداية تحت ذريعة حماية المزارات المقدسة ومن ثم دعم النظام الذي يرتكب اشنع المجازر بحق الشعب السوري، دفع التنظيمات المتطرفة الى توجيه بندقيتها باتجاه الجيش اللبناني بعدما اصبحت تعتبره حليفا للحزب، كما انها غيرت تعاملها مع لبنان من ارض نصرة الى ارض جهاد، وبدأت تشن الاعتداءات المستنكرة على القرى اللبنانية وعلى جيشنا".

وقال: "امام هذا التحدي فشلت الحكومة في تجنيب البلد كأس العمليات الارهابية، فعوضا عن رفضها قيام الحزب بالقتال في سوريا وحثه على العودة الى الوطن حرصت بعض مكوناتها على اظهار انها ترفض ذهاب الحزب الى سوريا وغضت النظر ضمنيا عن هذا القتال، بل قبلت به عمليا كأمر واقع، وتجاهلت تشريع الحدود امام مقاتلي الحزب وسلاحهم وتعاملت باستنسابية مع كل الملفات الامنية والانمائية، فاقتصرت خططها الامنية على المناطق السنية فقط والمبنى "ب" في سجن رومية، فيما سائر المناطق اللبنانية والمباني الاخرى في السجون غير خاضعة لهيبة الدولة لا بل لا تجرأ الدولة على دخولها". وانتقد "تحول مجلس الوزراء من مجلس لادارة شؤون الوطن الى مجلس لادارة الخلافات بين اعضائه الناتجة عن الاختلاف حول تقاسم مغانم البلد والتي لم تسلم منها حتى النفايات"، في الوقت الذي ارتفعت فيه نسبة البطالة في صفوف الشباب الى معدلات قياسية مع غياب تام لكل المشاريع الانمائية التي وعدنا بها، فيما تعويضات الهيئة العيا للاغاثة عن اضرار احداث باب التبانة وجبل محسن كانت مخزية لاغلبية المتضررين فمعظم الشيكات كانت دون المليون ليرة لبنانية وهناك شيكات ب 160 الف ل.ل. وهذا دليل على ان الدولة لا تريد الانماء لطرابلس بل تعمل على دفع المواطنين الى التسول على ابواب الزعماء". وختم محذرا من "اننا على شفير انفجار اجتماعي، تريدون القول انه ارهابي لتغطون تقصيركم على من هو في السلطة ويحاور باسم الاستقرار ان يتحمل مسؤولية هذا الانفجار".

 

طالب بدعم الجيش اللبناني في مواجهة الارهاب/بابت: سأسأل حكومتي عن مصير الـ3 مليارات

المركزية- أشاد نائب رئيس جمعية الصداقة الفرنسية اللبنانية النائب جيرار بابت بالجيش اللبناني وتضحياته، في أعقاب المواجهة العسكرية الاخيرة التي خاضها في وجه المسلحين في تلة الحمرا في رأس بعلبك. وأثنى على دور المؤسسة العسكرية اللبنانية بقيادتها وعناصرها، في مكافحة الارهاب الذي توسعت موجاته لتضرب في اوروبا وفي قلب فرنسا، مطالبا بتفعيل الدعم للجيش اللبناني بكافة الاشكال، كونه على تماس مباشرة مع الارهابيين على حدود لبنان الشرقية. وتطرق النائب الفرنسي الى هبة الثلاثة والتي سيزوّد وفقها الجيش اللبناني بسلاح فرنسي، سائلا "أين أصبحت هذه الصفقة ولماذا لا يتم الاسراع في اتمامها؟ فالجيش اللبناني احوج ما يكون اليوم الى سلاح نوعي ومتطور لردع الارهابيين". وأشار بابت الى انه ينتظر جوابا عن هذه القضية، والا فانه سيتوجه بسؤال الى الحكومة الفرنسية، حول هذا الموضوع.

 

الرابطة المارونية تتحضر لزيارة الفاتيكان وعواصم اوروبية/"الحوض الرابع" على بسـاط البحث في لقــاءات بكركـي

المركزية- تستكمل الرابطة المارونية مسعى كانت بدأته منذ حوالي اشهر، يقضي بضرورة الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، منعا لاطالة عمر الفراغ في سدة الرئاسة الاولى. فبعد سلسلة لقاءات عقدتها مع سفراء دول عربية واجنبية، تتحضر الرابطة لتلبية دعوات عدة الى الخارج تكللها بزيارة الفاتيكان حاملة هموم المسيحيين وفي طليعتها موضوع الرئاسة الاولى. وفي هذا السياق، قال رئيس الرابطة المارونية سمير أبي اللمع لـ"المركزية" "واجبنا ودورنا كرابطة مارونية في الداخل اللبناني، ان نلتقي مع الاحزاب والفئات الفاعلة كالمجتمع المدني، حول قضية رئاسة الجمهورية والحث على اجراء الانتخابات النيابية، فانطلقنا في لقاءات مع سفراء الدول الكبرى طلبا للمساعدة حول الوضع في لبنان، خصوصا في قضية انتخاب الرئيس، وذلك بعد ان لمسنا اهتماما لديها في دعم لبنان". ولفت الى "ان هناك نية لزيارة عواصم اوروبا بدءا من الفاتيكان وفرنسا ومن ثم ستزور الرابطة مصر، في محاولة لحث دول القرار على التأثير ايجابا على اللبنانيين لانتخاب الرئيس، لان لبنان لا يمكن ان يستقيم كجسم من دون رأس خصوصا في هذه الظروف المصيرية التي تمر بها المنطقة". وقال "في الوقت نفسه نقابل وفودا اوروبية يبدو ان لديها مبادرة للمساعدة في معالجة بعض القضايا المتعلقة بالوضع اللبناني، منها اجتماعية واخرى تربوية، انطلاقا من التقاء المصالح والاهداف". وفي ما يتعلق باجتماع بكركي امس مع الاحزاب المسيحية حول ردم الحوض الرابع قال "لم نُدع الى الاجتماع، إذ كان حصرياً لبعض الفئات التي تمتلك معلومات عن الاجراءات التي ستتبع، لناحية امكان ردم الحوض او عدمه، حرصا على المصالح التي تصب في خانة الدولة". ولفت الى "ان البطريركية المارونية حريصة وطنيا على الموضوع، ونحن نتلاقى في كل الامور مع بكركي. وقال "سنكون على اتصال دائم وسنعقد لقاءات في بكركي، يكون فيها موضوع ردم الحوض الرابع مدار بحث، ولكن هذا الامر سيتم عند استكمال جميع المعطيات والاطلاع على الآراء والافكار المتداولة، واذا كان يصبّ في مصلحة وطنية شاملة كبرى علينا ان نعالج الامور بما نراه مناسبا".

 

نقابات مرفأ بيروت تتحضّر للإضراب الإثنيـن والإدارة ماضية في قرار ردم الحوض الرابع

المركزية- على الرغم من الحراك السياسي لردع قرار ردم الحوض الرابع في مرفأ بيروت، ما زالت إدارة المرفأ مصرّة على ردم الحوض الذي يُعتبر من أهم الأحواض في الشرق المتوسط إن من حيث العمق أو الجدوى الإقتصادية.

مصادر متابعة أفادت "المركزية"، أن إدارة المرفأ بادرت في الفترة الأخيرة إلى الإسراع في القيام بالأعمال اللوجستية للبدء ميدانياً بردم الحوض، بعدما أعطت الإذن للمتعهد بإدخال المعدات والمباشرة بعمله وفق "اتفاق التراضي" بين الإدارة والمتعهد.

أمام هذه الواقعة، وتزامناً مع صدور موقف متشدد من الوزراء والنواب وممثلي الأحزاب المسيحية الذين اجتمعوا بعد ظهر أمس في الصرح البطريركي في بكركي، تتحرّك النقابات المعنية على الأرض وتجري التحضيرات اللازمة لتنفيذ الإضراب الإثنين المقبل "إذا لم تتوقف الأعمال وفق ما تم التوافق عليه في اجتماع إدارة المرفأ في رئاسة الحكومة" كما أوضحت مصادرها لـ"المركزية".

وشدد المعترضون على الردم، بحسب مصادر متابعة، على ضرورة توضيح جملة من الأمور:

- أولاً: الجدوى الإقتصادية من الردم، خصوصاً أن الحوض الرابع هو من أهم الأحواض في مرافئ شرق المتوسط، عمقاً وحركة.

- ثانياً: استمرار عمل جميع المتعاملين والعاملين في مرفأ بيروت.

- ثالثاً: حركة عمل الشاحنات ولا سيما تلك التي تتعاطى نقل البضائع المختلفة، كالحديد والخشب وغيرها.

- رابعاً: قانونية قرار الردم الذي يستند إلى مرسوم يضمن إنشاء الحوضين الخامس والرابع وليس ردمهما.

- خامساً: المشروع قد يأتي بشركة كبيرة تدير العمل من المصدر إلى المؤسسة، أي من باب المصنع المصدّر إلى باب المستورد، وهذا ما يخشاه أصحاب الشاحنات وسط وجود منتفعين كثر.

 

عبوة امـام مكتـب "فتح" في عيـن الحـلوة/أبو عرب: طابور خامس يعمل لزعزعة المخيم

المركزية- عثر ليلا على عبوة ناسفة أمام مكتب لحركة "فتح" في حي السكة في مخيم عين الحلوة. وعلى الفور، ضرب طوق امني حول المكان وحضر خبير عسكري حيث كشف على العبوة وتبين انها يدوية الصنع وقام بنقلها من المكان. من جهته، اعتبر قائد الامن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب لـ"المركزية"، ان هذا التطور الامني خطير لجهة توتير امن واستقرار المخيم، وان هناك طابورا خامسا لا يروق له ان ينعم المخيم بالهدوء ويسعى دائما الى القيام بعمليات امنية. الا ان اللجنة الامنية الفلسطينية العليا في المخيم اتخذت قرارا حاسما لوأد اي عمل تخريبي قد يستهدف المخيم وسكانه وان القوة الامنية الفلسطينية في المخيم اتخذت خطة لمنع اي توتير وتوقيف المرتكبين.

 

عبـود: ما يحصل في المرفأ ذر رمـاد في العيـون/ قرار تصعيدي بالتحرك بناء على قرار مجلس الوزراء

المركزية- اعلن الوزير السابق فادي عبود ان اللجنة التي اجتمعت امس في بكركي والذي كان مشاركا فيها، لبحث قضية ردم الحوض الرابع في مرفأ بيروت، "ستقرر اجتماعها المقبل بناء على ما سيصدر عن مجلس الوزراء اليوم حول هذا الموضوع لتبني على الشيء مقتضاه، وتتحرك بشكل تصعيدي اذا اقتضى الامر". وقال في حديث لـ"المركزية" "بعض وسائل الاعلام يلقي الضوء على اهمية توسيع مرفأ بيروت، غير آبه لضرورة الاستثمار فيه، فهل صحيح ان الطريق الوحيد للاستثمار هو فقط من خلال ردم الحوض الرابع؟ كلا، اذ هناك طرق عدة من الممكن اللجوء اليها، كما ان البعض يجعل عامل الخوف يسيطر على الموضوع، عندما يقول اما الردم والتوسيع، واما عدم قدرة المرفأ على استيعاب الحاويات الكبيرة بعد عام او عامين، ونحن نؤكد ان هذا الامر غير دقيق، ولدينا اثباتات علمية تبرهن ذلك".

وتابع "الاعلان عن ان المرفأ لا يستطيع ان يتوسع الا ضمن مساحته غير صحيح، لان ملكيته تعود الى الدولة اي الشعب اللبناني، والدولة تستطيع الاستملاك بطرق بسيطة"، لافتا الى ان طرح امكان توسيع المرفأ من الناحية الشمالية قوبل بالرفض بحجة ان مرفأ بيروت يجب حصر ارضه بارض بيروت فقط، مشيرا الى ان تفادي المشكلة الراهنة وتوسيع المرفأ وزيادة امكانيته، لن تكون عبر ردمه من خلال توسيع مساحته الجغرافية". اضاف" ما يحصل اليوم هو ذر رماد في العيون، ولن نسمح بمرور المشروع، سنتحرك حسب القانون وتحت سقفه، وندعو المقتنعين بردم الحوض الى مناظرة تلفزيونية لاسماع الشعب اللبناني كل الآراء، ليقرر بنفسه، اذا كان الباب الوحيد لانماء مرفأ بيروت هو ردم الحوض الرابع"، مشداداً على انه لا بد من توقيف الردم لانه جريمة كبيرة، سائلا "لماذا لم يعرض ملف ردم الحوض الرابع على وزارة البيئة؟  وختم " ستتخذ اللجنة قرارا بالاجتماع، بناء على قرارات مجلس الوزراء في هذا السياق، وقد تتوجه الى التصعيد اذا اقتضى الامر".

 

وديع الخازن: حزب الله اثبت ببراعة كيفية الرد على استهداف قيادييه

الخميس 29 كانون الثاني 2015 /وطنية - علق رئيس المجلس العام الماروني، الوزير السابق وديع الخازن، في تصريح على "الضربة الموجعة التي رد فيها حزب الله على عملية إستهداف قيادييه في القنيطرة". وقال :"أثبت حزب الله ببراعة نوعية كيف يرد على إستهداف قيادييه في القنيطرة بضربة موجعة قبل أن تتوقع إسرائيل ملامح الرد ومكانه وتوقيته من خطاب الأمين العام السيد حسن نصر الله". اضاف :"وإذا كان نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم قد إستبق هذه التعمية الذكية قبل خطاب السيد، فلأنه شاء أن يضلل العدو، لأن الحرب خدعة، وقد نجح في ذلك.فهل يلام حزب الله بالرد خارج الأراضي المحررة، والخاضعة للقرار الدولي 1701 حفاظا على سلامة لبنان، لأن مزارع شبعا ما زالت أرضا محتلة؟". وختم الخازن: "اننا نثني على خيارات حزب الله الإستراتيجية في مواجهة التطرف الإرهابي الذي تشكل إسرائيل حربته ونصيرته في "النصرة" و"داعش"، ونشد على أيدي أمينه العام في مواجهة التحديات التي تتهدد لبنان".

 

ترايسي شمعون : من غير الملائم لسياسيين أن يشجبوا رد حزب الله

الخميس 29 كانون الثاني 2015 /وطنية - علقت رئيسة "حزب الديمقراطيون الأحرار" ترايسي شمعون على الإعتداء الإسرائيلي على لبنان وحزب الله وقالت في تصريح :"منذ عشرة أيام قام الجيش الإسرائيلي بهجوم عنيف وغير مبرر على موكب تابع للمقاومة قاتلا أعضاء فيها ومسؤول إيراني رفيع، شعرنا جميعا حينها بالوجع وبهمجية هذا الهجوم". وقالت :"يجب أن يكون واضحا ومفهوما، في حوارنا كلبنانيين في ما يتعلق بالمقاومة، أنه ليس هناك من هم ونحن. تخوض المقاومة معارك على عدة جبهات وتوقف المد الآت من التطرف العنيف والمجنون المندفع باتجاه لبنان. أي علامة من علامات الضعف من قبل المقاومة سيكون ضعفا يدفع ثمنه لبنان. فعلا، إن عدم الرد على الهجوم ما كان ليكون إلا لمصلحة القيادة الإسرائيلية، في حين يتطلع الإرهابيون الجهاديون إلى شيء ما لرفع معنوياتهم، في الوقت الذي يتلاعب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بالأحداث ليبرهن عن قوة ما قبل إعادة إنتخابه". تابعت:"من غير اللائق وغير الملائم لسياسيين لبنانيين أن يشجبوا رد حزب الله. هذا يصب تماما في مصلحة العدو، وهنا نود أن نسأل عن ولاء هكذا سياسيين أكان للبنان أم لإسرائيل؟! العالم كله علم أن الرد آت والمسألة كانت فقط مسألة توقيت. الإسرائيليون لم يعطوا حزب الله الخيار لعدم الرد". وقالت:"مع ذلك جاء الرد محصورا بأهداف عسكرية. وليس فقط ذلك، بل أتى في منطقة متنازع عليها ومحتلة من قبل إسرائيل. إن أي تصعيد من الآن فصاعدا، سيكشف عن تورط إسرائيل في اللعبة الخطيرة الإقليمية وهي دعم عناصر موضوعة على لائحة الإرهاب الدولية كجبهة النصرة في الجولان". وختمت:"كما نطلب دعم المجتمع الدولي للاحالة دون هكذا تصعيد إنسجاما مع القرار 1701، ونتقدم بأحر تعازينا من إسبانيا ومن عائلة الجندي الإسباني العامل ضمن القوات الدولية والذي قتل في الإنفجار".

 

اسود رد على ابو فاعور : ابدأ بالسؤال عن مسؤوليتك قبل التباهي بالاصلاح

الخميس 29 كانون الثاني 2015 /وطنية - علق النائب زياد اسود على موقف وزير الصحة وائل أبو فاعور من موضوع كازينو لبنان وقال في تصريح :"طالعنا الوزير أبو فاعور بموقفه المؤكد لقرار التعسف وموقف الحقد الصادر عن إدارة كازينو لبنان المنتهية صلاحيتها في اتخاذ أي قرار، متناسيا ان الكازينو ليس مسلخا موبوقا من مسالخ الوزارة". وتابع :"لقد تناسى معاليه، ان قرار الصرف، مخالف لأبسط القواعد القانونية وان الاعتباطية والكيدية والاستنسابية السياسية لا تغطيها مزاعم الإصلاح المالي والإداري، لأن قواعد الإصلاح لا تقف عند حدود عبارة غير مطابق، بل تمتد لتشمل وتطال المسؤولين الفاسدين ومرجعياتهم السياسية التي تشارك في أرباح المال الفاسد والهدر." اضاف :"نسأل معالي الوزير عن الفاسد في وزارته وعلى من انزل العقوبات في وزارة الصحة من الذين شاركوا وغضوا النظر وتقاسموا المال العام؟ ان الإصلاح لا يكون بقطع ارزاق الأبرياء جراء سوء الإدارة والتزوير والهدر والاختلاس الواقع على مؤسسة كازينو لبنان، والمحاسبة تبدأ برأس الهرم الذي من المعروف من هم زبائنه وشركاؤه". وقال :"ندعوك يا معالي الوزير الى ان تكف عن صفصفة الكلام البراق، وان تبدأ بالسؤال من خلال وزارتك عن مسؤوليتك قبل القاء اللوم على الآخرين والتباهي بالإصلاح وهو في غير حاراتكم. وان كازينو لبنان يحتاج الى الإصلاح بالفعل، وان الدولة بكل مؤسساتها تحتاج الى تنظيف من اعلى الدرج الى اسفله، فابدأ من عندك قبل ان تبدأ بعائلات الموظفين في كازينو لبنان وغيره".

 

هيّا لنحتفل

عمـاد مـوسـى/لبنان الآن

احتفالات في الضاحية الجنوبية

إحتفل جمهور المقاومة الإسلامية في لبنان بنجاح العملية النوعية التي نفّذها المجاهدون اللبنانيون إنتقاماً لمقتل لجنرال الإيراني دادي وعناصر من حزب الله "اللبناني" في القنيطرة السورية. إحتفل الجمهور بإطلاق الأعيرة النارية بكثافة. وزّعوا الحلوى على السيارات. نثروا الرز والورد. أطلقوا مفرقعات في شوارع الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت. ساروا بمواكب درّاجة. لوّحوا بالأعلام الصفر... إلخ. في 12 تموز 2006 وفور شيوع خبر عملية مجاهدينا، التي أودت يومها بثمانية صهاينة وأسر جثتين، إحتفلت أيضاً الضاحية بتوزيع الحلوى وإطلاق رصاص وبكل طقوس الإبتهاج. لكن ما تغيّر في ثمانية أعوام ونصف العام هو أن الأحياء التي شهدت الإحتفال الثاني يوم الأربعاء، أحالها العدو الصهيوني في عملية "الوعد الصادق" الذي استمر 34 يوماً ركاماً أو أحياء منكوبة.

بعد الإنتصار تحرك أهل الخير وأعادوا البنيان أجمل مما كان. جمهور المقاومة نفسه على ثقة اليوم أن العدو لن يجرؤ على تكرار فعلته. وفي 12 تموز 2006 أيضاً كان الجمهور والقيادة الحزبية وقوى 8 آذار مجتمعة على ثقة بأن العدو لن يجرؤ على خوض حرب.

ثقة الجمهور عمياء. وهذه الثقة نابعة من ثقة السيد حسن نصرالله بنفسه وثقة سماحة السيد نابعة من صدق القضية التي نذرت طهران نفسها من أجلها. ولأجل قضية الأمة الإسلامية يقدم لبناننا الحبيب أبناءه قرابين. شاء من شاء وأبى من أبى.

إبتهج الجمهور على امتداد "جغرافيا المقاومة الإسلامية" وبدا على شاشات الممانعة فخوراً وسعيداً ومغتبطاً بعد سماعه البلاغ الرقم واحد. شعر الجمهور بأن تحرير القدس آت لا محالة. التحرير قريب. لا بل قريب جداً. وجزم الجمهور بأن زوال إسرائيل من الوجود حتمي. هذا ما ردده آية الله الخميني قبل أربعة عقود، وردده من جاؤوا بعده ومن سيأتون. ألا يحق للجمهور أن يفرح بالإنتقام لشهدائه الأبرار؟ بلى. ألا يحق له أن يشمت بالصهاينة وبقوتهم العسكرية وبدولة إسرائيل الأوهن من بيت عنكبوت؟ من كل بد. ألا يحق للجمهور إستعادة أقوال السيد حسن نصرالله البيّنات مثل "ولى زمن الهزائم". و"إن عدتم عدنا"؟ بلى. ألا يحق للجمهور أن يهتف بصوت واحد: هيهات منا الذلة؟ بلى. وكذلك من حق الجمهور أن ينظّر في تغيير قواعد الإشتباك وفي تحدي نتنياهو النتن وهاري القذر.

لم يقدّر الجمهور الوفي عواقب عملية شبعا وأبعادها واحتمالاتها وتداعياتها وذلك طبيعي. وفي تعليقات القادة لا نستنتج أنهم "أوعى" من الجمهور. وأكتفي بنماذج ثلاثة. الرئيس نبيه بري بسط الأمر إلى الدرجة القصوى بقوله "إن المنطقة التي حصلت فيها العملية هي أرض لبنانية"، إذاً هذا أمر روتيني. أما العماد ميشال عون فمتى حكى توقفت عقارب الساعة عن الدوران. وهذا ما قاله "ردّ المقاومة اليوم باستهداف جيش العدو الإسرائيلي على الأرض اللبنانية هو رد ًٌيشرف المقاومة ولبنان"، فلاقى الإستيذ على منتصف الطريق. والقنيطرة أيضاً منطقة لبنانية! وثالث النماذج هذا التعليق: "لقد انتهى الزمن الذي تستطيع فيه إسرائيل أن تفلت من العقاب، وعليها الآن أن تعيد حساباتها وتلملم خيبتها وتنزل إلى الملاجئ". هذا من مدونات فيصل. وكمواطن في جمهورية "الجمهور الآخر" أرى الأمر على هذا النحو: لن تعيد إسرائيل حساباتها العدوانية إلا متى استشعرت مدى خطورة فيصل أفندي. بهذا ينتهي الكلام فتعالوا لنستكمل الإحتفال، كجماهير وكقادة، ولنقم في المناسبة مجالس عزاء عن روح الـ1701.

 

لبنان والنهاية الثانية

حـازم الأميـن/لبنان الآن

قرّر "حزب الله" أن يجري تعديلاً في قواعد اللعبة مع اسرائيل. أن يربط بين جبهتي القنيطرة السورية والجنوب اللبناني. هذا ما نسبته قناة "المنار" الناطقة باسمه إلى "محلّلها العسكري". فعملية الغجر نفّذتها كتيبة "شهداء القنيطرة" في الحزب، والبيان الرسمي قال إنّها ردّ على الغارة الاسرائيلية على موكب الحرس الثوري الإيراني في القنيطرة. إذاً انفتحت جبهة الجنوب اللبناني على احتمالات جديدة. لا بل إنّ لبنان أمعن كله في الدخول في أتون احتمالات الحرب الإقليمية. إنّها النهاية الثانية للكيان اللبناني. اجتياز الحدود للقتال في سورية كان النهاية الأولى، ثم فتح الحدود اللبنانية للردّ على غارة اسرائيلية في سورية هو النهاية الثانية. اليوم لبنان بين فكّي كماشة. لبنان غير "المقاوم" وغير "المجاهد"، صار مشرع الحدود، المقاومون من جهة، والمجاهدون من جهة أخرى، واسرائيل تصول بينهما. "حزب الله" اللبناني يتعرّض لغارة في القنيطرة السورية ويرد عليها من الحدود اللبنانية، و"داعش" العربية والدولية تشنّ غارة على بلدة رأس بعلبك اللبنانية. لا حدود بعد اليوم. المتطوّعون اللبنانيون إلى كل حروب المنطقة يشدّون الرحال إلى الجبهات المختلفة. بعضهم لقتال "داعش" وبعضهم للقتال مع "داعش".

النقلة الجديدة تمثّلت في أننا أمام مهمة جديدة. الجولان السوري. ليس تحريره هو ما طرحته إيران علينا، إنّما جعله جزءاً من المعادلة. أنْ يُقتل جنرال لها هناك، فهذا يعني أنّ مهمة الردّ مطروحة علينا نحن السكان المحليين. ربما صارت نسبتنا إلى لبنان أمر ينطوي على مبالغة. القول إنّ الرد مطروح على اللبنانيين فيه مبالغة. "لبنانيون"؟ صار من الواجب تعريف هذه العبارة. لبنانيون يُقاتلون إلى جانب "داعش" في سورية، ولبنانيون يُقاتلون "داعش" في سورية، ولبنانيون يقاتلون اسرائيل في سورية، ولبنانيون يردّون من لبنان على قصف اسرائيلي في سورية! ماذا بقي من لبنانية اللبنانيين حتى يُقال عنهم لبنانيون؟ السؤال لا يشمل الجانب الإيديولوجي من المسألة، أي القتال المُطلق، إنما الجانب القانوني. فالشرط الأول لوجود بلد هو وجود الحدود ومعنى الحدود، والشرط الثاني وجود حكومة وسلطة، والشرط الثالث وجود قانون يرعى العلاقة بين السلطات. وجميع هذه الشروط غير متوافرة اليوم في لبنان؟ لبنان اليوم بلد معلّق في الهواء. نسمة صغيرة يمكن أن تدفعه بعيداً. أربعة قتلى اسرائيليين كفيلون بإحراق الورقة. غارة خارج الحدود ستدفع ما تخلفه من ضغط الورقة نحو الهاوية.

اليوم جرى الوصل بين جبهتنا في الجنوب وبين جبهة القنيطرة السورية. مزيد من الالتحام بما يجري في سورية. حقبة مختلفة، واسرائيل بدورها لن تبخل علينا بصنوف من عنفها وبهدايا الموت التي تُخبِّئها. في سورية يجري ترسيم جديد لحدود النفوذ. ايران تريد موقعاً على جبهة الجولان، واسرائيل لن تقبل. الدول زاحفة لحجز موقع لها على الخريطة الجديدة. لبنان لن ينجو على ما يبدو.

 

ايران توفد بروجردي الى بيروت واسرائيل تحملها مسؤولية العملية

حذر حدودي ومجلس الامـن يحض على المسـؤولية لمنع التصعيد

جيرو فـــي بيــروت الاثنيـن وبـري متفائـــل رئاسيــاً

المركزية- هل قررت اسرائيل و"حزب الله" طي صفحة الحساب العسكري المفتوح بينهما موقتا، والاكتفاء بهامش الردود الموضعية المحدودة في الزمان والمكان بفعل الضغوط الدولية الممارسة على أعلى المستويات من اجل لجم التدهور في المنطقة؟ وما المدلولات التي تكتسبها زيارة مستشار رئيس لجنة الامن القومي في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي الى بيروت بعد نحو 24 ساعة على عملية شبعا التي حمّل رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو طهران مسؤولية الوقوف خلفها.

تقر اوساط دبلوماسية مراقبة بصعوبة الخوض في اي تكهنات وخلاصات قد تكون متسرعة حيال هذه التطورات في انتظار مزيد من الرصد الميداني للمستجدات الحدودية من جنوب لبنان في اتجاه الجولان الذي بات على صفيح ساخن يملي التعامل معه بواقع استنفار سياسي وامني وعسكري تحسبا لاحتمالات تجدد المواجهات.

ضربة نتنياهو: واذا كان يسجل لـ"حزب الله" نجاحه في خطب ود الشارع والجمهور المنتشي بانتصاره في عملية شبعا، فان ذلك لا يخفف منسوب القلق من امكان دخول الطرفين، اسرائيل و"حزب الله"، في لعبة تقاذف كرة النار عبر عمليات امنية استخباراتية تبقى رهن الجانبين، خصوصا وفق ما ترى اوساط سياسية مطلعة ان عملية شبعا سددت ضربة انتخابية لرئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو من خلال حرفية الحزب في تنفيذها في لحظة بالغة الدقة حيث كان الجيش الاسرائيلي في أوج استنفاره تحسبا للرد على عملية القنيطرة، وهو ما قد يحمل نتنياهو على الافادة من هامش الوقت المتاح قبل انتخابات الكنيست من اجل اعادة تعويم نفسه وموقعه.

هدوء حدودي: ميدانيا، ساد هدوء حذر مختلف المنطقة الحدودية وخصوصا محور مزارع شبعا في اعقاب عملية الامس، وسجل تحليق مكثف لطائرات استطلاع اسرائيلية من دون طيار فوق القطاع الغربي من الجنوب فيما اعلنت قوات "اليونيفيل" ان الوضع في منطقة عملياتها هادئ وتحت السيطرة ولا ترى موجبا لاي تصعيد خلال الفترة المقبلة. وسير الجيش اللبناني دوريات قابلتها اخرى من الجانب الاسرائيلي حيث تواصل ارسال التعزيزات واستؤنفت اعمال الحفر بحثا عن انفاق تابعة لحزب الله، واوعز الجيش الاسرائيلي الى سكان شمال اسرائيل بالعودة الى حياتهم الطبيعية. وباشرت القوات الدولية تحقيقاتها في تفاصيل عملية شبعا كما فتحت تحقيقا في مقتل احد افراد القوة الاسبانية الذي اقيمت له في مطار بيروت اليوم مراسم تكريم في حضور ممثلين عن كبار المسؤولين العسكريين والامنيين اللبنانيين.

مجلس الامن: من جهته، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في بيان صادر عن مجلس الامن الدولي الذي اجتمع عاجلا بطلب من فرنسا لبحث التطورات الاخيرة بين اسرائيل و"حزب الله" الجميع الى ضبط النفس والهدوء وحض الاطراف على العمل بشكل مسؤول من اجل الحؤول دون حصول تصعيد في مناخ اقليمي متوتر اصلا.

بروجردي: الى ذلك، وعشية اطلالة امين عام "حزب الله" غدا، وصل بروجردي الى بيروت على رأس وفد من نواب مجلس الشورى حيث يشارك في احياء ذكرى شهداء القنيطرة، بعد ان يلتقي عددا من المسؤولين السياسيين من بينهم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل غدا. وقد زار والوفد المرافق في الرابعة روضة الشهيدين في الضاحية الجنوبية قبل ان يلتقي في الخامسة وفد الفصائل الفلسطينية في السفارة الايرانية. واكد المسؤول الايراني في المطار "ان بلاده تقف الى جانب الخط المقاوم بكل ما اوتيت من قوة من اجل احتضانه ومساندته" لافتا الى انها تعول اهمية كبرى على حفظ الامن والهدوء في لبنان، ومشيرا الى ان هناك وفاقا وانسجاما وتكاتفا ووحدة بين الاطراف السياسية اللبنانية كافة.

جيرو في بيروت: الى ذلك وعلى رغم التوتر الامني وارتفاع منسوب القلق الداخلي من عمليات امنية واستخباراتية متبادلة بين "حزب الله" واسرائيل تعقب استهدافي القنيطرة ومزارع شبعا، بدا واضحا ان ثمة مؤشرات ايجابية برزت في الساعات الاخيرة في اتجاه الملف الرئاسي بعد شغور المئتين وخمسين يوما حملت مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو على التحرك مجددا لتفعيل المبادرة التي تدعمها الولايات المتحدة الاميركية وتباركها الفاتيكان لاخراج الرئاسة اللبنانية من عنق زجاجة التأزم الاقليمي، اذ علمت "المركزية" ان جيرو سيصل الى لبنان مساء الاثنين المقبل في زيارة تستمر يومين يلتقي في خلالها كبار المسؤولين والقيادات السياسية على تنوعها ويطلعهم على حصيلة جولته على كل من طهران وجدة والفاتيكان ويستمع الى ما لديهم من جديد المواقف في ضوء الحوار الداخلي والمستجدات في المنطقة. وكانت استبقت الزيارة وفق المعلومات لقاءات دبلوماسية تمهيدية مع القوى السياسية من بينها "حزب الله" تحضيرا للقاءات جيرو ومحاولة لتقريب وجهات النظر بين الاطراف المحليين.

تفاؤل بري: ونقلت اوساط مقربة من عين التينة تصورا متفائلا لرئيس المجلس النيابي نبيه بري للمرحلة المقبلة خصوصا على المستوى السياسي وذلك ارتكازا الى مجريات الامور الدولية والاقليمية الراهنة بدءا من الاتي:

1- الاتفاق الاميركي الايراني.

2- الوفد الاميركي الموسع برئاسة الرئيس باراك اوباما الذي زار السعودية لتقديم واجب العزاء بالعاهل الراحل عبدالله بن عبد العزيز وما يؤشر له من دلالة.

3- مشاركة الوفد الايراني برئاسة وزير الخارجية محمد جواد ظريف في وداع الملك الراحل.

4- لقاء موسكو بين اركان النظام السوري واطياف المعارضة الذي يختتم اليوم.

وفي رأي بري والاوساط ان كل هذه الامور ستدفع في اتجاه التحرك مجددا نحو الساحة اللبنانية التي تنتظر اصلا ردا او تصورا يحمله اليها مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية الذي كان حمل الى بيروت في زيارته الاخيرة، نتائج ما عرضه في كل من طهران والرياض وسمع ما لديهم من اراء وتصورات لانجاز الاستحقاق الرئاسي وحل بعض الملفات.

مجلس الوزراء: على خط آخر، عقد مجلس الوزراء جلسة عادية في السراي تم خلالها استعراض الوضع العام في البلاد في ضوء التطورات الامنية الاخيرة. وجدد رئيس الحكومة تمام سلام ادانة الاعتداء الاسرائيلي مؤكدا التضامن الحكومي والسياسي والتصرف بوعي ومسؤولية في هذه المرحلة والتمسك بالقرار 1701 والابتعاد عما يسبب الفرقة بين اللبنانيين. واقر المجلس رفع عديد قوى الامن الداخلي الى 35 الف عنصر بدلا من 29495.

 

حزب الله وتغيير قواعد اللعبة

 إيلـي فــواز/لبنان الآن

ما زالت تداعيات "ضربة" القنيطرة تتفاعل من الجانبين الإسرائيلي واللبناني، أكان في الصحافة أم في تصاريح المعنيين بها. وما زالت التحليلات تتوالى تفسيراً لمعانيها. منها من يرى أنّها رد اسرائيلي على نية إيران محاصرتها في الجولان، تمهيداً لردع  اسرائيل من استهداف مشاريعها في سوريا، ومنها من يرى ان استهداف قافلة القنيطرة، ناتج عن نية إيران السيطرة على المنطقة خوفاً من ان تسمح إسرائيل للجهاديين التسلل جنوباً وبقاعًا ونقل المعركة فعلياً الى الداخل اللبناني. حزب الله من جهته أعلن على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم أن اسرائيل تحاول، من خلال هذا الاستهداف، تغيير قواعد اللعبة على "الحدود السورية الفلسطينية" على حد تعبيره. يأتي هذا الاعتراف الضمني بنشاط حزب الله في تلك المنطقة تحديداً من قاسم، وذلك بعد ان كان الأمين العام حسن نصرالله نفى الأمر قبل يوم من "الضربة"، جازماً بعدم وجود اي نشاط لحزب الله على حدود الجولان. من حق الامين العام ان ينفي او يؤكد من وجهة نظر تكتيكية اي نشاط عسكري يقوم به، ولكن من المؤكد ان تواجد حزب الله على تخوم الجولان امر غير مسبوق، وهو بالطبع محاولة لتغيير في قواعد الاشتباك بين الطرفين، لكنها من قبل الحزب وليس اسرائيل. من المعلوم ان الحزب ومن ورائه ايران ليسا في وارد فتح جبهة جديدة ضد اسرائيل. فمهما اكد مسؤوليهما عن جهوزيتهم وعزمهم "احتلال" الجليل في حال اندلاع الحرب، فإنّ  الواقع على الأرض يشي بغير ذلك: الحزب المنهك والغارق في فيتنامه السورية لا يستطيع تحمل تكلفة فتح جبهتين لأسباب باتت معروفة. وقد قيل كلام قبلاً عن أن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف نقل رسائل تطمينية من قيادة حزب الله لإسرائيل بشأن استقرار جبهة الشمال. إذاً من المنطقي الاستنتاج ان السبب الرئيسي للحزب على ما يبدو من محاولة تغلغه في منطقة الجولان، أقله في الشق الاسرائيلي، هو محاولة ردع اسرائيل في سوريا. اسرائيل سارعت حسب مصادر ديبلوماسية غربية ودولية إلى الإعلان أن الرد على اي هجوم انتقامي لضربة القنيطرة سيكون في لبنان.

بعد حرب تموز 2006، أدرك أمين عام حزب الله انه اخطأ في تغيير قواعد اللعبة آنذاك التي كانت ترعاها اتفاقية نيسان والتي ارساها الرئيس الشهيد رفيق الحريري. يرى الحزب اليوم انه احوج ما يكون الى العودة الى تلك المعادلة، خاصة على ضوء مشاركته في الحرب السورية، وذلك على اساس ان ما يجري في سوريا يبقى في سوريا، من دون المساس باستقرار لبنان. الحزب كما اللبنانيون باتوا على معرفة ان الحرب الاسرائيلية المقبلة على لبنان ستكون مكلفة جداً، إنْ على صعيد البشري او على صعيد البنى التحتية، و هو امرٌ قد يعجز حزب الله عن تحمّل تداعياته حتى على الصعيد الداخلي الشيعي. من هنا تأتي رغبته في فصل تداعيات مشاركته في سوريا عن البلد - وهو فشل في هذا الامر - لذا قد يمتنع عن الانتقام الفعلي لسلسة الاستهدافات الاسرائيلية الموجعة بحقه، ويكتفي بإطلاق بضعة صواريخ فولكلورية لا غير .

يقول نعيم قاسم إنّ "إسرائيل هي أعجز من ان ترسم خطوات وقواعد جديدة للمنطقة"، قد يكون كلامه مبنياً على تطمينات إيرانية عن وجود فيتو اميركي على اي تحرك او عمل حربي اسرائيلي في المنطقة، مع العلم ان هذا لم يمنع الأخيرة من تجاوز رغبات الولايات المتحدة في اكثر من مناسبة، لم تكن آخرها ضربة القنيطرة.  يبقى من المؤكد ان محاولة حزب الله في الجولان تغيير قواعد اللعبة منيت بفشل ذريع هي الاخرى، وبات من الواضح ان الحزب عاجز عن ردع اسرائيل من خلال ارساء توازنٍ ما للرعب.

ويبقى السؤال كيف عساه يعلل الأمين العام للحزب في اطلالته المرتقبة هذا العجز؟

 

غارديان": تكتيكات "داعش" تعقّد مفاوضات الرهائن

المركزية- نشرت صحيفة "غارديان" البريطانية مقالا بعنوان "تكتيكات تنظيم الدولة الاسلامية تضيف مزيدا من التعقيد في شأن المفاوضات المتعلقة بالرهائن"، اشارت فيه الى ان إعلان الاردن امس استعداده لإطلاق سراح السجينة "الارهابية التي ساعدت في قتل العشرات من المدنيين"، مقابل افراج تنظيم الدولة الاسلامية عن الطيار الاردني معاذ الكساسبة، سيقلق العديد من الحكومات الغربية والساسة والدبلوماسيين. وأضاف أنه في حال المضي قدماً في عملية التبادل، فإن الأمر سيلاقي الكثير من الترحيب في الشرق الاوسط.

ولفتت الى ان الرهائن هم عملة وأدوات ضغط، وعادة ما يمثلون قيمة أكبر وهم احياء يرزقون وليس وهم أموات، واعلنت ان الولايات المتحدة وبريطانيا ترفضان تماماً تلبية مطالب محتجزي الرهائن، مشيرة الى الانتقادات التي وجهت للحكومة الايطالية ولدول اوروبية أخرى استجابت لمطالب الخاطفين ودفعها فديات لإطلاق سراح مواطنيها، لافتة الى ان الولايات المتحدة لم تلتزم بموقفها الرافض للتفاوض مع الجهة الخاطفة والاستجابة لمطالبها، عندما افرجت عن 5 معتقلين لطالبان من غوانتانامو مقابل اطلاق سراح السرجينت بو برغيدال.

 

"اندبندنت": "داعش" سيستمر طالما لا خطة موحّدة لهزيمته

المركزية- نشرت صحيفة "اندبندنت" تقريرا بعنوان "تنظيم الدولة الاسلامية سيستمر صامدا طالما اخفق اعداؤه في التوصل إلى خطة مشتركة، رغم محاولات التصدي له، فهو ما زال يسيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا، وعلى مناطق تزيد مساحتها على مساحة بريطانيا، وسيتمكن من الهيمنة على الاجندة السياسية والاعلامية عبر التهديد باعدام ما يحتجزه من رهائن. واشارت الى ان أعداء التنظيم كثر ولكنهم متفرقون ولا توجد لديهم خطة مشتركة. كما أن الجيشين السوري والعراقي، ليسا قويين بالدرجة التي تسمح لهما بالتصدي للتنظيم الجهادي المسلح. ولفتت الى أن التنظيم يستفيد جيدا من عمليات احتجاز الرهائن والتهديد باعدامهم، حيث يحصل على اكبر قدر من الدعاية ويحدث اكبر قدر من الخوف والترهيب.

 

بوغدانوف للسوريين: اتفقوا

المركزية- شدّد المبعوث الشخصي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، على أن موسكو "المكان الوحيد في العالم" الذي يمكن أن يجمع نظام الرئيس السوري بشار الأسد بمعارضيه. وأكد بوغدانوف في حوار مع "الشرق الأوسط"، أن بلاده مقتنعة بعدم فشل المباحثات التي ترعاها بين ممثلين عن الحكومة السورية وبعض ممثلي المعارضة. ورد على من يقول ان المفاوضات التي تستضيفها بلاده ستفشل مع مقاطعة مجموعات معارضة سورية وعلى رأسها الائتلاف الوطني السوري "ان من يتهم موسكو بالفشل، فعليه أن يحاول أن يضطلع بمثل ما قمنا به". وشدد على أن بلاده دعت للحوار بناء على احترام بيان جنيف الذي صدر في 30 حزيران 2012 ويدعو لانتقال سياسي في البلاد. وبينما يجتمع المشاركون في المنتدى مجددا اليوم، قال بوغدانوف "ان على السوريين أنفسهم اتخاذ الخطوات المطلوبة، مؤكّدا أن "موسكو لن تطرح شيئا، فليتفق السوريون فيما بينهم، وإذا لم يتوصلوا إلى الاتفاق المشترك من أجل الحل المنشود، فإنهم سيواصلون الحرب.. سيقتلون بعضهم بعضا، سيواصلون تدمير بلادهم إذا كان ذلك يناسبهم. ألم تتواصل الحرب في لبنان المجاورة 16 عاما؟ وقد يتواصل القتال بين هؤلاء لمدة مماثلة.. إذا كانت الحرب تروق لهم".

 

التطهير الطائفي مستمرّ في العراق: ميليشيات سليماني أعدمت 72 سنّياً تحت أعين جنود الجيش

الخميس 29 كانون الثاني (يناير) 2015/تتحمّل إيران، وفيلق القدس الذي يقوده الجنرال قاسم سليماني، مسؤولية مباشرة في عمليات "التطهير الطائفي" (على الطريقة الرواندية) التي تقوم بها الميليشيات الشيعية وسط العراق وعلى مقربة من الحدود مع إيران. فهذه الميليشيات تتبع قاسم سليماني أكثر مما هي تابعة لحكومة العراق. وسيكون صعباً إقناع أحد (عدا إدارة أوباما) بأن تطهير "السنّة" من منطقة الحدود مع إيران هو مجرد "صدفة" لا تتحمّل إيران وحرسها الثوري أية مسؤولية فيها. أيادي القَتَلة عراقية، ولكن "القيادة" إيرانية!

الشفاف

بغداد (رويترز) - يروي ناجون الحكاية نفسها.. أخذهم رجال في زي موحد من منازلهم وقسموهم لمجموعات صغيرة واقتادوهم الى حقل وأجبروهم على الركوع ثم اختاروا البعض وأعدموهم رميا بالرصاص الواحد تلو الآخر.

ترسم روايات خمسة شهود أجرت رويترز مقابلات معهم كل على حدة صورة لإعدامات وقعت في قرية بروانة بشرق العراق يوم الاثنين يقول سكان ومسؤولون محليون إنها خلفت ما لا يقل عن 72 قتيلا عراقيا أعزل.

قال الشهود إن منفذي الإعدامات مجموعة من أعضاء الفصائل الشيعية وعناصر قوات الأمن.

وقد شكك مسؤولون أمنيون وحكوميون عراقيون في الروايات وقال البعض إن من الممكن أن يكون جهاديون من تنظيم الدولة الإسلامية هم الذين نفذوا الإعدامات.

وقالت الحكومة يوم الأربعاء إنها ستفتح تحقيقا في ما حدث.

وقال رافد الجبوري المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن رئيس الوزراء أمر بإجراء تحقيق عاجل وفي انتظار النتائج. وأضاف أنه لا يريد استنتاج أي شيء الآن مشيرا إلى أنه حين تظهر نتائج التحقيق ستتضح الصورة بالكامل.

وتحاول الحكومة العراقية بقيادة الشيعة مدعومة بضربات جوية تقودها الولايات المتحدة صد تنظيم الدولة الإسلامية منذ اجتاح شمال العراق في يونيو حزيران.

وجاءت التقارير عن مذبحة الاثنين بعد حملة على مدار ثلاثة أيام نجحت خلالها الفصائل الشيعية وقوات الأمن العراقية في استعادة السيطرة على أكثر من 20 قرية من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية قرب بلدة المقدادية بمحافظة ديالى.

ومنذ سبتمبر ايلول فر مئات المدنيين الى الأمان النسبي في بروانة هربا من القتال في سنسل على بعد نحو خمسة كيلومترات الى الجنوب الغربي وقرى أخرى قريبة.

* اختطاف وقتل

أبو عمر صاحب عمل حر نزح من سنسل. كان في منزله في بروانة يوم الاثنين نحو الساعة الثالثة والنصف عصرا حين وصلت عشر عربات همفي تقريبا تقل بضع عشرات من الرجال.

أشار الزي الموحد باللونين الأسود والبني الى أن بعضهم مرتبط بفصيل شيعي والبعض الآخر من قوات الأمن الحكومية بينما بدا آخرون أنهم مدنيون.

وقال ابو عمر بالهاتف لرويترز إنهم جروا سكانا تصل أعمارهم الى 70 عاما من منازلهم وضربوهم وسبوهم بشتائم طائفية.

وأضاف أن المقاتلين أخذوا هواتف الرجال المحمولة وبطاقات الهوية الخاصة بهم ثم كبلوا أيديهم وأوثقوا ابو عمر بحبل مع ابنه المصاب بمرض نفسي ويبلغ من العمر 12 عاما. وكرروا الشيء نفسه مع ابنيه الاكبر واخوته الثلاثة.

تم اقتياد الرجال إلى حقل على بعد بضع مئات من الأمتار ويقول ابو عمر إن اكثر من 100 آخرين تجمعوا هناك.

أجبروا على الركوع والتحديق في الأرض لنحو ساعتين بينما كان المقاتلون يختارون أهدافهم ويقتادونهم الى مكان خلف جدار طيني.

وقال ابو عمر "أخذوهم خلف الجدار. لأقل من دقيقة ثم عيار ناري... كل ما أمكننا سماعه هو طلقات الرصاص. لم نستطع أن نرى."

ويقول الناجون إن الضحايا اقتيدوا ايضا إلى أزقة ومنازل وخلف مسجد او منطقة لتجميع القمامة ثم قتلوا.

ابو مزعل (25 عاما) مزارع من سنسل نزح الى بروانة قبل خمسة أشهر وروى لرويترز شهادة تتطابق تقريبا مع ما قاله ابو عمر.

قال إن بعض المقاتلين وضعوا عصابات رأس خضراء كتب عليها اسم الحسين.

اصطحبوه هو وابن عمه من منزلهما الى الحقل وساروا في طابور رؤوسهم الى أسفل ووضع كل منهم يديه على كتف من يقف أمامه في الصف.

سمع ابو مزعل وهو راكع بجوار ابن عمه البالغ من العمر 35 عاما آخرين يتوسلون للمسلحين حتى لا يعدموا بينما جرهم المقاتلون وقتلوهم.

وقال "رفع ابن عمي رأسه فصفعه أحدهم... بعد ذلك بخمس دقائق جاءوا وأخذوه بعيدا وأعدموه."

* "تساقطوا مثل قطع الدومينو"

تعاني ديالى من العنف الطائفي في ظل القتال بين تنظيم الدولة الإسلامية والفصائل الشيعية من أجل السيطرة على المنطقة الاستراتيجية الواقعة الى الشمال الشرقي من بغداد.

وينفذ متشددون سنة تفجيرات انتحارية واغتيالات متكررة. في المقابل تتهم الفصائل الشيعية بقتل السنة بما في ذلك مذبحتان أخريان في ديالى العام الماضي.

وقعت المذبحة التي روى قصتها الناجون يوم الاثنين في وجود قوات الأمن العراقية وهو ما يزيد من شكوك السنة في مدى سيطرة بغداد على الفصائل التي تصدرت القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية بعد أن انهار الجيش العراقي تقريبا الصيف الماضي.

وقال عبد الله الجبوري (23 عاما) وهو خريج جامعي فر من سنسل الى بروانة منذ شهر إن الجيش سمح له بالانصراف حين جاءوا الى منزله يوم الاثنين. وقال شهود آخرون لرويترز إن الجنود وقفوا يراقبون ما حدث بلا حول ولا قوة وإن بعضهم بكوا بينما كان رجال الفصائل يعدمون المدنيين.

وقال الجبوري لرويترز إنه فر حين رأى عربات الهمفي تدخل بروانة واختبأ في كومة من القمامة. أخذ يراقب بينما أطلقت مجموعة من الجنود والمقاتلين قرب مدرسة النار على صف من 13 رجلا كانت أيدي بعضهم مكبلة.

وأضاف "رأيتهم يتساقطون مثل قطع الدومينو."

* حصار

قال الجبوري إنه سمع دوي أعيرة نارية وصرخات حتى الساعة السابعة مساء تقريبا حين رحلت العربات. وعثر على جار وابنيه بين الجثث التي كانت عند المدرسة.

ثم خرجت النساء والأطفال لتغطية جثث الرجال. وقضى البعض الليل في الشوارع ينتحبون على القتلى.

قال الجبوري إنه عثر على جثة جار آخر خارج منزله أصيب بالرصاص في الرأس والصدر. ورأى جثثا تحمل آثار الطلقات في الحقل وفي خمسة شوارع مختلفة بالقرية.

عاد أبو عمر إلى منزله بعد انسحاب المقاتلين لينضم لابنيه. فيما بعد عثر على ستة أشقاء من سنسل ايضا مقتولين. وكان أحدهم في منزله بينما كان الآخرون خلف الجدار الطيني بالحقل.

وقال أبو عمر إن مندوبا لبيع أدوات التجميل وأربعة معلمين قتلوا في الحقل فضلا عن ثلاثة أشقاء آخرين وابن عمهم.

وقال حقي الجبوري عضو مجلس محافظة ديالى وهو سني لرويترز إن 72 رجلا على الأقل قتلوا في بروانة يوم الاثنين. وأضاف أن 35 آخرين مفقودون ويشتبه أن رجال الفصائل يحتجزونهم.

ودعا ساجد العنبكي وهو عضو شيعي في مجلس المحافظة الى عدم القفز الى استنتاجات قبل تحقيق الحكومة.

وقال لرويترز إنه اذا تبين أن من أعدموا "إرهابيين" فلن تكون هناك أي مشكلة لأنهم في هذه الحالة نالوا ما يستحقونه.

وأضاف أنه اذا اتضح أنهم مدنيون فيجب تحقيق العدالة وإلقاء القبض على من فعلوا ذلك.

لكن من تبقوا من سكان في بروانة يخشون من مزيد من العنف. وقالوا لرويترز إن نفس رجال الفصائل وأفراد قوات الأمن حاصروا القرية في وقت متأخر يوم الاثنين ومنعوا الجميع من مغادرتها.

وقال ابو احمد (27 عاما) من سنسل وهو أحد الناجين "نحن محاصرون منذ أيام. بلا طعام. بلا أي شيء."

 

تفاهم كانون بديلاً لل ١٧٠١

نديم قطيش/الخميس 29/01/2015

المدن

فعلها حزب الله. تجاوز في عملية مزارع شبعا ردا على غارة القنيطرة على موكب لحزب الله والحرس الثوري الإيراني،  توقعات خصومه وجزء كبير من جمهوره، على ما عبرت عن ذلك في الإعلام أصوات معلقين وكلمات مقالات ذهبت في اغلبها الى إيجاد سياقات منطقية وعقلانية لعدم الرد، واجتهدت في شرح الأسباب الموجبة لعدم انتظار رد كلاسيكي على شكل ما حصل في شبعا أمس.

إختار حزب الله جغرافيا ذكية للعملية هي مزارع شبعا، التي بصرف النظر عن ما يعتري هويتها من اشكاليات، اكانت لبنانية او سورية، الى انها معتبرة، سياسياً، جزءا من الاراضي اللبنانية المحتلة، وبالتالي يمتلك حزب الله "حقاً مشروعاً" لتحريرها، انطلاقا من تفسيرات ارتجالية وسياسية ايضاً للقرار ١٧٠١، الذي لطالما وجدت التوازنات السياسية في البلد أبواباً لتفريغه من مضمونه.

كما اختار حزب الله حدوداً "عاقلة" للرد، تحفظ ماء وجه حزب الله ولا تسمح للاسرائيليين بالذهاب في حفلة جنون على أبواب انتخابات ١٧ آذار المقبل. وهو ربما استفاد من حقيقة ان الرأي العام الاسرائيلي معارض لأي حرب جديدة لتسجيل هدف محدود ولكن كافٍ ليحمي سمعته وصورته ومعنوياته. ولعل هذه الحدود "العاقلة" للرد هي ما استدعى ان تستكمل العملية في الاعلام  على شكل تغطية مجبولة بسيل من الشائعات والمبالغات لساعات طويلة حاولت صناعة "صورة" للعملية تفوق حجمها بكثير.

العملية محترفة وشجاعة بلا شك. وتندرج في لعبة حرب اعصاب وحسابات بالغة الدقة مع اسرائيل في واحدة من اخطر اللحظات التي تمر فيها المنطقة. هذا صحيح. لكنها في الوقت عينه، ولأنها تحصل في السياق المشار اليه، إحتاجت لتلك المبالغات الذي تابعناها بالامس. فحين كان يُسأل حزب الله عن الرد على اغتيال الحاج عماد مغنية كانت الاجابات تتمحور حول فكرة واحدة: المقاومة تبحث عن هدف يوازي مغنية في القيمة والحجم!  وبالتالي من حسن الفطن ان نستنتج ان عملية شبعا استهدفت هدفاً يوازي في حجمه وقيمته من قتلتهم اسرائيل في القنيطرة وبينهم احد ارفع ضباط الحرس الثوري العاملين في سوريا والعراق وعدد من نخبة قادة الميدان في حزب الله.

هل هذا ما حصل؟ بدأنا نهارنا أمس بأنباء عن حصول عملية شبعا وسرعان ما راحت الحصيلة ترتفع الى حدود الحديث عن  ١٨ قتيلاً بينهم جنرال كبير وأسر جندي. وبقي الخبر يتداول بشكل مضلل على صيغة "قتلى وجرحى في عملية لحزب الله في شبعا". كما تحفظ حزب الله على مسألة أسر جندي، فلم يؤكد ولم ينف الخبر الذي سربته مصادره للوكالة الوطنية للأنباء كجزء من حرب الدعاية الحربية. ترافق كل ذلك مع انفجار تنظيري ممانعاتي وصل الى حدود وصف العملية في شبعا بأنها "الأهم في تاريخ المقاومة"!

وما ان شارف نهار التغطية على الأفول حتى تبين ان دية من قتلتهم غارة القنيطرة لم تتجاوز نقيباً وجندياً اسرائيليين. بل وسارع حزب الله الى بعث رسائل تطمين عبر الامم المتحدة، انه يكتفي بهذه الحدود للرد، للمرة الاولى في تاريخه، في سلوك مماثل لسلوك اسرائيل الذي أنفق عشرة ايام من التعبئة في التعييب عليه وتعيير الإسرائيليين به!

وكأن الغبار الإعلامي الذي اثير، اثير خصيصاً للتعمية على هذين الامرين. الطبيعة المعنوية للضربة وتعديل قواعد العلاقة مع اسرائيل من خلال استبدال القرار ١٧٠١ بتفاهم جديد يحل محله وياخذ بعين الاعتبار التغير الاستراتيجي الذي اصاب البيئة التي ولد فيها هذا القرار قبل نحو عقد من الزمن. فاسرائيل تعرف ان القرار فُرغ من مضمونه عملياً وبالتالي سقطت ضماناته التي انطوت عليها بنوده. "الحدود العاقلة" لعملية شبعا والرد الاسرائيلي عليها، التي من ابرز سماتها التحييد الدقيق للمدنيين في الجانبين، تعني ان ثمة اتفاقا جرى توقيعه بالنار ومن ابرز بنوده التالي:

١- الضامن الدولي لهذا الاتفاق وعدم تطور الاحتكاكات الى حرب شاملة هو المفاوضات النووية الأميركية الإيرانية التي تحمل كل انواع صمامات الأمان، حتى الان، لابقاء جرعة صحية من الاستقرار على حدود اسرائيل.

٢- تطوير خطوط الاتصال بين إسرئيل وحزب الله وجعلها تمر من خلال قوات الطوارئ الدولية بمعزل عن الدولة اللبنانية.

٣-وقف التصعيد عند حدود التعادل بين غارة القنيطرة وعملية شبعا

-٤ تجميد اي أنشطة عملانية لحزب الله او الحرس الثوري تهدف الى خلق واقع جديد على جبهة الجولان.

خاض كل من حزب الله وإسرائيل مغامرة محسوبة، في توقيت لا يسمح للاثنين بالذهاب نحو حروب كبيرة وخرج الاثنان بمكاسب معتبرة. بوسع نتانياهو الان ان يخوض الانتخابات على قاعدة ان أقصى ما يمكن ان ترد به ايران على تأديبها في الجولان وإعادتها الى جادة الانضباط بقواعد الاشتباك هناك هو عملية شبعا. كما بوسع حزب الله ان يقول لجمهوره الواقع تحت ثقل الأزمة السورية واثمانها الفادحة، انه لا يزال عنوان حمايتهم من اسرائيل وانه القادر على إقامة ردع حقيقي بوجهها بصرف النظر عما يكبدهم إياه انخراطه في الحرب سوريا.

لا يلغي هذا السياق ان الأخطاء تحدث. وان الانزلاقات ليست خارج التوقع. نتنياهو ونصرالله يلعبان بالنار في مخزن للبارود. التدحرج نحو الحرب ما زال هو العنوان.

 

جعجع في الذكرى 8 لطوني ضو: استشهد من أجل القضية والمستقبل لنا ما دام في صفوفنا أشخاص مثله

الخميس 29 كانون الثاني 2015 /وطنية - أقامت دائرة المهنيات في مصلحة طلاب "القوات اللبنانية"، ظهر اليوم في مجمع الدكوانة المهني، قداسا في الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاد طوني ضو، مرافق النائب أنطوان غانم.

حضر القداس ممثل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع النائب أنطوان زهرا، الأمين العام لشؤون المصالح غسان يارد، ممثل رئيس مصلحة الطلاب جاك دميان، رئيس دائرة المهنيات إيلي عون، والدة الشهيد وعائلته وحشد من الأساتذة والإداريين والطلاب.

العظة

بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى خادم رعية الدبية الأب غناطيوس داغر، الذي ترأس الذبيحة الإلهية، عظة قال فيها: "أيها الرفاق الأعزاء، أولئك الذين فدوا بدمائهم مستقلبكم ومستقبل أترابكم، إن المسيحيين اليوم في قلق من كل الأحداث المحيطة بهم التي تجري على هذه البقعة المقدسة من هذا الشرق، قلقون من الحركات المتطرفة والأيديولوجيات الهجينة التي تفتك بوجودنا وبكنيستنا وبمعتقداتنا، ونراها لا تميز بين الأديان ولا حتى بين المذاهب كأن غايتها الهدم ليس إلا". أضاف: "إن كنيستنا مبنية ومحصنة بدماء الشهداء وبصلوات المؤمنين وبشفاعة أمنا مريم العذراء وسائر القديسين. أيها الرفاق الأعزاء، احذروا أن يجف هذا الدم، وينقطع هذا التواصل، لأن متى جف، جفت معه روح الكرامة واضمحلت المحبة".

عون

بعد القداس، تحدث رئيس دائرة المهنيات فتوجه إلى الشهيد ضو بالقول: "يا رفيقنا طوني، نم قرير العين وكن مطمئنا. سنبقى دائما أمناء لك وللقضية، فها إن أهلك ورفاقك قد جاؤوا اليوم، كما العادة، لنلتقي في قداس احتفالي لراحة نفسك، وكيف لا؟ وما يجمعنا إيمان راسخ في الوجدان، محفور في القلب، مكتوب بحبر من دم، لا يمحوه لا اضطهاد ولا سجن ولا موت.  أضاف: "إن الشهيد البطل طوني ضو أبى أن يترك لبنان الذي هو قطعة من السماء إلا للذهاب إلى السماء، فهذا قدر المؤمنيين الأبرار ونصيبهم أن يسكنوا بجوار الله كشهداء بذلوا حياتهم للدفاع عن قضية مقدسة، إيمانية ووجودية. لقد ظنت يد الغدر والإجرام أنها بهذا العمل تستطيع أن تسكت صوت الأحرار، وفاتها أننا لا نخاف ممن يقتل الجسد، بل ممن يقتل الروح، فبقتلهم جسدك، ما زالت روحك حية فينا، فكل واحد منا طوني ضو".

وتابع: "نحن اليوم في مصلحة طلاب القوات اللبنانية في صدد إصدار بطاقات انتساب لجميع الرفاق، والبطاقة الأولى لهذه السنة ستحمل اسمك: طوني سمير ضو، وستسلم إلى والدتك عربون وفاء وكرامة، إنها بطاقة انتساب إلى مصلحة طلاب آمنت بمشروعها حتى الاستشهاد، فلحقت أسلافك الشهداء، شهداء القوات اللبنانية".

زهرا

وألقى زهرا كلمة قال فيها: "إن الله الذي تجسد ليخلصنا وليفتدينا، عندما حانت ساعة الشهادة والفداء، هاب الموقف، مذكرا إيانا بلابسي الحلل المبيضة بدم الحمل، عندما سألوا الله: حتى متى يا رب لا تحاسب القتلة؟ طبعا، في النتيجة لا بد من الحساب والتوقف عند إيماننا الذي يقبل الشهادة، ولكن من أجل الحياة، وليس تقديسا للموت، بينما قتلتنا في لبنان والشرق يعشقون الشهادة، ليس من أجل الحياة لأنهم لا يدركون قيمتها".

أضاف: "طوني ورفاقه كانوا يتحضرون لمستقبل زاهر، فجميعنا نحب الحياة، ونسعى إلى تطويرها، ويحق لنا أن نسأل: ‘لى متى يا رب؟ نحن لم نخلق لنعيش كل حياتنا في التجربة والنضال المرير. لا من باب التخاذل أو التراجع أو إعلان النوايا بعدم الرغبة في المواجهة حتى الإستشهاد، لكن سؤال نوجهه لمن يمتهنون القتل والتخوين والتكفير والمغامرات واستجلاب الويلات على بلدنا: ألا تتعظون من التاريخ؟ إلى متى سنبقى وقودا لكل المصالح لأننا نغفل عن مصلحتنا وعن تقديس حياة الإنسان وكرامته وحريته؟ إلى متى سيبقى شبابنا منذورا إما للهجرة وإما للشهادة؟ ألم تكتفوا من المغامرات؟ ألم تكتفوا من إلغاء الآخر بالقتل؟ ألم تدركوا أنكم كلما قتلتم شهيدا يخلق غيره العشرات بل المئات؟ ألن تتعظوا من أن هذا الشعب اللبناني، والمسيحي خصوصا، مستعد في كل لحظة عن كل اللبنانيين ومن أجل كل اللبنانيين تعليم الدنيا كيفية الإستشهاد في سبيل تقديس الحياة والأرض؟ ألديكم فكرة أيها القتلة أن هذه الأرض التي تمشون عليها مجبولة بتراب الشهداء؟ فكل شبر منها يضم رفات أحد الشهداء الذين سقطوا حفاظا عليها".

وتابع: "إن القيمة الأساس في هذا البلد، والتي تعلو على كل القيم، هي حرية الإنسان وكرامته واستقراره ورهافيته وسلمه وأمانه. وإذا فرض علينا سنبقى مقاومين الى أبد الآبدين، ولكن طموحنا أن نعيش الاستقرار والبحبوحة والسلم والأمان. ومن شروط الإستقرار والرفاهية في أيامنا الحاضرة أن نحيد لبنان عن صراعات المنطقة، فهناك ما يعرف بإعلان بعبدا وبسياسة النأي بالنفس يجب أن نلتزم بهما لكي لا يتحول لبنان، كما يجري تحويله على قدم وساق، إلى ساحة لصراعات لا مصلحة لشعبه بها. وإذا شئنا أن نحافظ على استقرارنا، علينا التزام الشرعيتين العربية والدولية وتطبيق القرار 1701 كاملا ولو متأخرين، على الحدود الشرقية لنحفظ حرية شعبنا وكرامته واستقراره".

وأردف: "وإذا شئنا أن يبقى لنا شأن بين شعوب الأرض، علينا أن نحترم أنفسنا وألا نبيح حدودنا، سماءنا، وبحرنا، من خلال عمليات استفزازية لا علاقة لها بالمصلحة اللبنانية وأن نرتبط بمصير المنطقة ونخترع لأناس لا يريدون أن يقاوموا مقاومة لا تعنيهم. ما لنا بالجولان كي نقيم مقاومة في الجولان، مستدرجين إعتداءات وردود فعل على شعبنا وأرضنا واستقرارنا واقتصادنا؟ لماذا علينا أن ندفع عن كل الآخرين؟ لماذا لا نحيد أنفسنا؟ وعوض أن تكون أزمات المنطقة فرصة للازدهار والإستقرار في لبنان، نلتحق بالساحات وندفع مثلها، وعندما كنا نتعرض للأزمات كان الجميع يتفرج ويستفيد ويعيش على ظهرنا. إذا، لماذا علينا أن نورط أنفسنا معهم؟".

وختم: "نحن نتعاطف مع كل مقهور، مهما كانت جنسيته ودينه، ولكن لا نضع أنفسنا في ميزان أنه ينبغي علينا ان نتعذب إن كان هو يتعذب. ففي كل الحالات، لنقدم إلى هؤلاء الشباب مستقبلا أفضل وأكثر أمانا وازدهارا. لا نستطيع أن نبدأ أي علاج قبل وضع الرأس لهذا الجسم المريض، فما من جسم يعيش من دون رأس، وما من جمهورية من دون رئيس جمهورية. ورغم كل محاولات التذاكي، ما من جمهورية لبنانية سوية تقوم فيها المؤسسات الدستورية بعملها في شكل طبيعي، إن لم ننتخب رئيسا للجمهورية وفي أسرع وقت ممكن. ليس مقبولا أن نعتاد أو نعود الآخرين على الاستهانة بهذا المركز الأساس والقبول بفراغه، لأن هذا البلد يحتاج إلى رأس، ورئيس الجمهورية هو الموقع الأول للمسيحيين في لبنان".

جعجع

من جهته، قال جعجع في كلمة متلفزة: "في الذكرى الثامنة لاستشهاد رفيقنا طوني ضو، أتذكره، كما لو كان بالأمس. ربما لم يكن هو المقصود مباشرة بعملية الإغتيال، إنما من كان مقصودا بالفعل، هو كل ما يؤمن به طوني، قناعاته، قضيته، ووطنه. وبالتالي، استشهد طوني من أجل القضية التي يؤمن بها جميعنا، من أجل قناعاتنا ومبادئنا ووطننا. وفي هذه المناسبة، أحيي أهله وأقول لهم إنه لولا وجودهم ووجود أمثالهم، لم يكن من الممكن أن نبقى في هذه المنطقة، نعيش أحرارا مرفوعي الرأس".

وتوجه إلى رفاق طوني وكل الأجيال الصاعدة بالقول: "عندما ينتفي وجود أشخاص كطوني بيننا، وينتفي وجود أشخاص مستعدين للتضحية في سبيل مجتمعهم، حريتهم، قضيتهم، كرامتهم، وجودهم، تاريخهم، وتراثهم، يذهب مجتمعنا آنئذ إلى الاضمحلال، لكن المستقبل لنا ما دام في صفوفنا أشخاص كطوني. وأتمنى ألا نعود مضطرين للاستشهاد من جديد، ولكن في الوقت نفسه سنتابع النضال كي يبقى لبنان سيدا، حرا ومستقلا".

واختتم الإحتفال بمباركة صخرة وضعت عليها صورة الشهيد في حرم المعهد تخليدا لذكراه.

 

حزب الله» يبحث في الموروث «الشيعي» عما يعزز العقيدة القتالية لعناصره/أكثر من ألف مقاتل قضى نحبه و3000 مصاب من مقاتلي الحزب في سوريا/

بيروت: منى علمي/الشرق الأوسط/29 كانون الثاني/15

جاءت الغارة الإسرائيلية الأخيرة على منطقة القنيطرة السورية التي استهدفت موكبا لـ«حزب الله» وأدت إلى مقتل 7 أشخاص من بينهم (جهاد 26 عاما) نجل القيادي الراحل في التنظيم عماد مغنيه، الذي قضى أيضا بتفجير غامض في دمشق عام 2008 نُسب بدوره إلى إسرائيل، لتسلط من جديد الضوء على مفهوم العقيدة القتالية لدى «حزب الله»، المفهوم الذي استطاع الحزب توظيفه في الحرب الأهلية السورية التي أخذت منحى طائفيا.

فعلى الموقع الإلكتروني لمحطة المنار التلفزيونية التابعة لـ«حزب الله»، كانت صور الضحايا الـ7 الذين قُتلوا في العملية الإسرائيلية تسبقهم عبارة «قوافل الضحايا تصنع النصر».

يشير نيكولاس بلاندفورد الخبير في شؤون «حزب الله» وصاحب كتاب «Warriors of God Hezbollah’s 30 year struggle with Israel» في حديثه إلى «الشرق الأوسط» تعليقا على الحادثة إلى أن «الغارة التي أدت إلى مقتل مغنية، والأهم منه القيادي الميداني محمد عيسى، المعروف بـ(أبو عيسى)، والقيادي الميداني الإيراني أبو علي طباطبائي هي اغتيال مستهدف، بالتالي سيكون على (حزب الله) أن يجد ردا موازيا من حيث حجم الخسارة التي تكبدها كي لا يُعد ضعيفا».

ويرى المحلل أن أمام الحزب عدة سيناريوهات، منها تحييد الأراضي اللبنانية، واللجوء إلى رد غير مباشر عبر منطقة شبعا أو الجولان من خلال قصف أهداف معينة أو اعتماد أساليب أمنية أخرى، غير أن الضربة الموجعة التي وجهتها إسرائيل ستجبر الحزب «على انتقاء أهداف نوعية يرى أنها تتناسب مع الخسارة التي تلقاها، مثل توجيه صاروخ على باخرة إسرائيلية مثلا».

وفي السياق نفسه، يقول قاسم قصير المختص بشؤون «حزب الله» في حديثه إلى «الشرق الأوسط» إن الحزب «سيحتفظ بحق الرد على العدو الإسرائيلي في الزمان والمكان والأسلوب المناسب لتوجيه ما يعده انتقاما لشهدائه، وذلك مرتبط بعوامل كثيرة».

إلى جانب التداعيات التي قد تخلفها العملية الإسرائيلية على كلّ من لبنان وإسرائيل، والرد المحتمل من «حزب الله»، فإن مقتل 6 عناصر من الحزب فضلا عن الجنرال الإيراني يجعلنا نتوقف عند ثقافة الشهادة المرسخة لدى «حزب الله». وهي الثقافة التي شكلت عامل قوة في القتال ضد إسرائيل، والتي عاد الحزب اليوم ليوظفها في حربه الطائفية في الأراضي السورية.

يشرح بلانفورد أن فكرة الجهاد أساسية في عقيدة «حزب الله»، الذي يفصل ما بين الجهاد الدفاعي والجهاد الهجومي؛ «فالحزب اعتمد الجهاد الدفاعي ضد الاحتلال الإسرائيلي، وقد صرح نصر الله بأن على المقاومة محاربة (التكفيريين) في سوريا قبل أن يأتوا إلى لبنان، والغاية من الحرب في سوريا هي الدفاع عن مصالح الشيعة، وكذلك الدفاع عن (بشار الأسد) الذي هو جزء من المقاومة»، على حد وصفه، وهي الدعاية التي تجاوبت معها القاعدة الشعبية للحزب.

وبالنسبة لكثير من مقاتلي «حزب الله»، يُعد الصراع المجاور ضربة وقائية موجهة لعدو كان يرغب في تصدير الصراع السوري إلى لبنان، ويشيرون في هذا السياق إلى الطبيعة الآيديولوجية للمعركة في سوريا، حيث يعدون القتال هناك معركة وجودية ضد «تكفيريين» مدعومين وممولين من دول أجنبية.

وبحسب الموقع الإلكتروني لـ«حزب الله» فإن «غاية الجهاد هي الشهادة، شهادة الفرد والمجتمع، شهادة المجتمع تكمن في صيرورته حجة على المجتمعات الأخرى، بما يحمله من قيم ويمثله من مضامين، بحيث يحتج الله سبحانه وتعالى على الأمم الأخرى يوم القيامة. الشهيد عندما يصل إلى هذا المقام تُكتب له الحياة الأبدية السرمدية التي لا موت فيها أبدا، وهذا بسبب أنه اختار الموت بإرادته واختياره، وهو يتميّز بذلك عن باقي الموجودات والبشر».

ففي الضاحية الجنوبية، منازل الشهداء معروفة جيدا، ويجري سنويا تنظيم احتفالات تخليدا لذكراهم. كما يأخذ الحزب على عاتقه الاهتمام بأسرهم من خلال منظمة «مؤسسة الشهيد» التي تلبي احتياجاتهم المالية، وكذلك تهتم بتعليم أطفالهم «وترسل عائلات الشهداء لزيارة العتبات المقدسة في إيران أو العراق، وتجتمع العائلات مع السيد حسن ويعاملون باحترام وتكريم فائقين»، وفق قصير.

هذا التمجيد لمفهوم الشهادة أعطى الحزب رصيدا استطاع أن يستغله لتبرير وفيات مقاتليه المتزايدة في سوريا. إن الاستشهاد والتضحية بالنفس فكرتان راسختان في الثقافة الشيعية، ويتم تجسيدهما سنويا في ذكرى عاشوراء. وقد تبنى «حزب الله» مفهوم الشهادة والمعاناة التي يمكن ردها إلى استشهاد الإمام الحسين، ورَبَطهما بحربه في سوريا. هذا وقد تم في الآونة الأخيرة تداول مرويات شعبية وسط الجماهير الشيعية حول الحرب الدائرة في بلاد الشام وارتباطها «بكتاب الجفر». إن «كتاب الجفر» هو عبارة عن مجموعة من الأحداث الرمزية القديمة التي تنبئ بأحداث مستقبلية ستقع قبل «يوم الحكم». وعليه ربط كثير من الشيعة الصراع في سوريا بما ورد في الكتاب، وبظهور المهدي الذي ينبئ بنهاية العالم. ومستندين على كتاب الجفر، صنف مقاتلو الحزب الحرب السورية على أنها مقدمة لظهور المهدي، وأن المعركة هي جزء من الحرب السنية - الشيعية التي يعود عمرها إلى 1400 سنة، والتي نشأت حول خليفة النبي محمد عليه الصلاة والسلام.

يبدو أن حزب الله قد نجح في استخدام هذه المعتقدات لتبرير وجوده المطول في سوريا والمكلف على صعيد قاعدته الشعبية في لبنان.

وعلى سبيل المثال، يرى مقاتلو حزب الله أن المصالح السلفية والمصالح الإسرائيلية تتلاقى في الحرب السورية، وقد اعتمدوا هذه الحجة في خطابهم لتفسير انخراطهم في الصراع المجاور، معتبرين أن سبب دخولهم إلى سوريا هو لحماية إخوانهم والدفاع عن لبنان ودينهم من المتآمرين الأجانب الذي يمثلون في هذه الحالة السلفيين الممولين من دول أجنبية.

من الواضح أن البعد الديني يحظى بأفضلية على الاعتبارات الأخرى في هذا الصراع. ففي حديث سابق مع محرر هذه السطور يؤكد «أبو علي»، أحد القياديين الميدانيين لحزب الله، الذي سبق أن قاتل في بلدة القصير أنه «حصل على تكليف شرعي للقتال عبر الحدود من رجال الدين في حزب الله».

ويضيف قائلا: «حاول المجتمع الدولي في الماضي مرات كثيرة تدمير الحزب، كما حصل مثلا عام 1996 في حرب عناقيد الغضب ضد إسرائيل، واليوم يستهدفون حزب الله من خلال شنهم الحرب على سوريا. بالتالي فإن خيار عدم القتال ليس متاحا. نحن بحاجة للحفاظ على كرامتنا ومعتقداتنا الدينية. نحن نواجه في سوريا الأعداء الذين نقاتلهم عندما نشتبك في حرب مع إسرائيل».

ويعتقد المقاتلون أن حزبهم تمكن من مواجهة العدوان الإسرائيلي بسبب ثقافة التضحية وقوة التحمل، وهو يعتمد الأسلوب نفسه في الحرب السورية. يقول أبو علي: «إذا متُّ في سوريا فسأذهب إلى الجنة. الكل أراد القتال عندما هاجمت المعارضة الموقع الديني للسيدة زينب. وهل هناك طريقة لتأمين مكان في الجنة أفضل من الموت هناك؟».

لكن بحسب رجل الدين الشيخ محمد حاج حسن رئيس التيار الشيعي الحر، وهو أحد الأحزاب المعارضة لحزب الله: «يخضع الجهاد في الإسلام إلى شروط قاسية، مثل الدفاع عن الدين والنفس والعرض. لكن الحرب في سوريا غير مشروعة دينيا، إنها سياسية».

إذ تؤكد مصادر مقربة من الحزب إلى الشرق الأوسط أن أكثر من 1000 مقاتل قضى في سوريا، ونحو 3000 منهم أصيبوا بجروح كبيرة تسبب معوقات.

إلا أن «حزب الله سيتمكن من تحمل هذه الخسائر، إن كان لديه (كما يزعم) 20000 مقاتل مدرب، علما بأنه لا يزال يجند الشباب، حتى وإن لم يكونوا بنفس فعالية سابقيهم»، وفق بلانفورد الذي يشير إلى أن الحزب كان حريصا للغاية في طريقة نشر مقاتليه، متفاديا تكبد خسائر كبيرة. «فالقاعدة الشعبية الشيعية قادرة على الاستيعاب إن وقعت الخسائر البشرية تدريجيا، وهو أمر مرتبط بالتفاني والتضحية الراسختين في الشخصية والمعتقدات الشيعية».

ولكن إذا كانت الأزمة مستمرة في سوريا، هل سيكون عدد وفيات مقاتلي الحزب نقطة تحول بالنسبة له ولقاعدته الشعبية؟ بلانفورد يعتقد أن «معظم أبناء الطائفة الشيعية يتشاركون رؤية خطاب نصر الله، لكن البعض أيضا ما زال يتساءل إلى متى سينجر حزب الله في مستنقع الحرب السورية؟»، على حد قوله.

*باحثة زائرة في معهد رفيق الحريري لدراسات الشرق الأوسط

 

لبنان يتجه نحو الطلب من التحالف الدولي توجيه ضربات جوية لمواقع “داعش” على الحدود مع سورية

مصادر رفيعة لـ "السياسة": التنظيم يحاول تعويض خسائره في سورية والعراق

سيطرة التنظيم على غالبية المناطق الحدودية يتطلب تعاملاً من نوع مختلف وأكثر خرقاً

السياسة” – خاص: تفرض التحديات الخطيرة التي يواجهها الجيش اللبناني على الحدود الشرقية مع سورية, وتحديداً في جرود عرسال ورأس بعلبك, تعاملاً حازماً وحاسماً من الناحية العسكرية وهو ما يتطلب غطاء من الطيران الحربي لمنع الهجمات المتكررة من مجموعات إرهابية على مواقعه ومراكزه المنتشرة في الجبال. وفي حين أن الجيش لا يمتلك قوة جوية فاعلة, فإنه يحاول التعويض عنها من خلال الإجراءات العسكرية المشددة وإقفال الطرقات التي يسلكها الإرهابيون لتضييق الخناق عليهم, سيما أنه من غير الوارد بالنسبة للحكومة اللبنانية طلب المساعدة من طيران النظام السوري, لأن ذلك يفترض قيام تعاون بين الجانبين وهو ما ترفضه غالبية القوى السياسية الممثلة في الحكومة. وكشفت مصادر سياسية رفيعة لـ”السياسة” أن الحكومة اللبنانية تدرس جدياً الطلب رسمياً من التحالف الدولي – العربي, الذي يشن غارات على مواقع المجموعات المتطرفة في سورية والعراق, توسيع نطاق عملياته الجوية لتشمل الحدود اللبنانية – السورية من الجهة الشرقية, وتحديداً في جرود عرسال. وأوضحت المصادر أن هذا التطور مرده إلى الأوضاع المستجدة المتمثلة بسيطرة تنظيم “داعش” على جزء كبير من الجرود, فيما تسيطر على الجزء الآخر “جبهة النصرة”, الذراع الرسمية لتنظيم “القاعدة” في سورية, بعدما كانت هذه المنطقة لفترة طويلة خاضعة بغالبيتها لسيطرة مجموعات سورية معارضة مرتبطة بـ”الجيش الحر” وبفصائل أخرى معتدلة, إلى جانب سيطرة محدودة لـ”النصرة”. ويفرض دخول “داعش” بقوة على الخط تعاملاً من نوع مختلف وأكثر حزماً, بحسب المصادر, التي أوضحت أن المخاوف ليست مرتبطة فقط بالعمليات الإرهابية المتكررة ضد مواقع الجيش اللبناني, وإنما أيضاً بوجود مخطط لـ”داعش” يهدف إلى إدخال الأراضي اللبنانية في نطاق دولته المزعومة من خلال السيطرة على مساحات واسعة منها, سيما القريبة من الحدود مع سورية, خاصة في ظل ما تردد أخيراً من أنباء عن عزم التنظيم على تعيين الشيخ الفار أحمد الأسير “أميراً” على لبنان.

ولفتت المصادر إلى وجود تقارير استخباراتية وأمنية تحذر من أن التنظيم يخطط لتوسيع دائرة المعركة خاصة بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها في سورية (كوباني) والعراق (ديالى) أخيراً, ويعتبر أن تمدده إلى الأراضي اللبنانية من شأنه تخفيف الضغط عنه في الأراضي السورية والعراقية, نظراً لما للبنان من خصوصية في ظل تركيبته الطائفية الهشة, وبالتالي فإن من مصلحة “داعش” توتير الوضع في لبنان من خلال الدخول إلى قرى شيعية ومسيحية وتنفيذ عمليات إجرامية. وبحسب التقارير, يشمل المخطط “الداعشي” أيضاً تعزيز وتيرة تجنيد خلايا من اللاجئين السوريين في لبنان, مستفيداً من أعدادهم الكبيرة (نحو 1.5 مليون لاجئ) وتوزعهم على كامل الخريطة اللبنانية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب, بهدف تنفيذ عمليات إرهابية تفضي إلى تعميم الفوضى وإشغال الجيش عن الجبهة الأساسية على الحدود مع سورية. وأوضحت المصادر أن التوجه اللبناني نحو طلب مساعدة جوية من التحالف يأتي في إطار مواجهة هذا المخطط “الشيطاني” ويرتكز على تأكيد الرئيس الأميركي باراك أوباما غير مرة أن التحالف ينوي ملاحقة “داعش” في أي مكان يوجد فيه, وتالياً من حق لبنان أن يحظى بدعم دولي على غرار الدعم الذي يحظى به العراق والمعارضة المعتدلة في سورية. وبشأن صعوبة تحقيق إجماع في الحكومة بشأن طلب تدخل التحالف في ظل الرفض المتوقع من “حزب الله” وحلفائه, أكدت المصادر أن مصلحة لبنان تعلو على المصالح الفئوية والحزبية نظراً للمخاطر الكبيرة التي يواجهها, لكنها لفتت في الوقت نفسه إلى أن التحالف لا يحتاج إذناً رسمياً لقصف معاقل “داعش” على الحدود اللبنانية – السورية لأنه يعتبر أصلاً في حرب مفتوحة معه ومن حقه توجيه ضربات لمواقع التنظيم أينما وجدت. ورجحت المصادر أن تمتد غارات التحالف لتشمل الحدود اللبنانية, الأمر الذي من شأنه تسهيل المهمة أمام الجيش لطرد المجموعات الإرهابية من “داعش” والنصرة” من الأراضي اللبنانية ودفعها إلى وراء الحدود, مشيرة إلى أن نشر قوات دولية على الحدود الشرقية, على غرار قوات “اليونيفيل” المنتشرة في جنوب لبنان, دونه صعوبات كبيرة, لكن دولاً غربية عدة, في مقدمها بريطانيا وفرنسا, تساعد السلطات اللبنانية في عميلة ضبط الحدود, من خلال دعم الجيش بأنظمة رصد متطورة وتزويده أسلحة نوعية. وختمت المصادر بالتحذير من مخاطر التعامل بخفة مع التحديات التي يفرضها وجود “داعش” في جرود عرسال والقلمون, ولم تستبعد تكرار الهجمات الإرهابية على مواقع الجيش في المنطقة, سيما أن التنظيمات الإرهابية تصر على إيجاد موطئ قدم لها في لبنان.

 

نصرالله يكمل فصول المسرحية اليوم...وحزب الله من نصر الى نصر إعلامي 

٣٠ كانون الثاني ٢٠١٥/موقع 14 آذار/سلام حرب

اليوم يستطيع حزب الله أن يتفرّغ من جديد لحربه ضد السوريين بعد أن اكتملت المسرحية العابرة للحدود أثر الهجمة سريعة التي نفذها في مزارع شبعا المحتلة. الممثلين الإثنين المعنيين بالدورين الرئيسيين انتهيا من آداء الأدوار بعد مرور فصلين من المسرحية: اسرائيل نفّذت وعدها بحماية "مواطنيها" مما يترصدهم من خطر كامن وراء الحدود المزعومة، ما قد يؤمن ربما ولاية جديدة لرئيس وزرائهم. بالمقابل، قام الحزب بما عليه في الفصل الثاني حين نفّذ وعيده من خلال هجمة "نوعية" من حيث المكان والزمان، أمّنت له خروجاً نظيفاً من مأزق الفصل الأول. ويبقى الفصل الأخير للمسرحية بانتظار أن يختمه "سيد المقاومة" اليوم كما هو متوقع، قبل أن يعود إلى "واجبه الجهادي" على ربى حلب وفي ضواحي حمص وصولاً الى بوادي دير الزور شرقاً وحتى ديالى العراقية!

تحرير مزارع شبعا، التي نسيها الحزب منذ سنوات وأنساها لجمهوره، هي قضية باتت أبعد وأقل أهمية مقارنة بالقصير ورنكوس والقلمون والزاهرة ونبل السورية. فقد ضمنت مجريات الأزمة السورية عمراً مديداً آخر لسلاح الحزب حين أوجدت له علّة إضافية لما يسمى "المقاومة". فقد ضخّم الحزب ما سماهم بالتكفيريين الإرهابيين بعد ان استجلبهم من وراء الحدود، حيث باتت شبعا العذر الثانوي لحمل هذا السلاح. لكن يبقى لمزارع شبعا فائدتها لمحور الممانعة دون شك؛ فحزب الله لا يريد بتاتاً اي شكل من أشكال فك الإرتباط مع الإسرائيلي بل الحفاظ على واقع ربط للنزاع بامتياز، حيث تتيح له هذه المنطقة المتنازع عليها أن تكون كوة للتنفيس عن أي مأزق قد يقع فيه أمام جمهوره، وربما أداة لاستنهاض الهمم والمعنويات.

لكن مقابل هذه المسرحية أعلاه، كان أمل الجمهور الحزبلاوي كبيراً، في ظلّ الحقن الإعلامي الذي تلقاه ومازال، بأن يحقق الحزب "الضربة الموجعة" للعدو والتي وعدوا بها. وإذا ما تمت مقارنة ما حصل بعملية خطف الجنود في العام 2000 أو بعملية خلة ورد في تموز 2006، فإنّ "التواضع" هو لا شك الصفة التي يمكن أن يحملها هجوم شبعا، وهذا ما لم يخف على أحد. وآزاء هذا الواقع، يبدو أنّ سيكولوجية هذا الجمهور تأبّى التخلي عن الأسطورة التي رسمها لهم أبواق الممانعة طوال الأيام العشرة التي تلت غارة القنيطرة.

الماكينة الإعلامية للحزب دأبت على نشر فكرة أن يخاف العدو مما هو قادم وعلى ضرورة ترقب الجمهور للنصر "المهول" الذي سيلقن اسرائيل درساً لن تنساه، وفق خلاصة ما ضخه إعلام الممانعة طوال الأيام العشرة. التلاعب بعواطف وآمال الجمهور كان هدفاً للحزب أيضاً من خلال مخاطبة لاوعيهم، بأنّ جبهة أخرى في الجولان ستفتح قريباً. غير أن الواقع عاد ليثبت من جديد كيف أنّ الصواريخ اليتيمة التي انطلقت يوم الإثنين من سوريا الى الجولان المحتل، والتي لم تتعد عدد أصابع اليد الواحدة، صورت على أنها عملية خطيرة أدت الى مقتل جنرالات وضباط من جيش الإحتلال.

وفي يوم الأربعاء أطلق الإعلام الممانع نبؤاته حول "عشرات القتلى" للعدو، وحتى أن أحدهم جزم بوجود أسرى لدى الحزب. هذا الإعلام الذي صنع الكذبة وصدقها، بات هو من يحدد الإصابات، وعدد قتلى العدو، ويستبق الأحداث والحقائق. المبالغة بعملية الحزب وتضخيمها كان مفتعلاً ولا يعكس الحقيقة أبداً خصوصاً أن من قام بالعملية كما ادعى الحزب هم خمسة عناصر، اطلقوا صواريخ الكورنيت، ومن ثم أمّنت لهم المدفعية الغطاء للانسحاب.

هذا الواقع الذي شكل فضيحة مجلجلة للإعلام الممانع يكشف حجم التوقعات الهائلة التي كان ينتظرها من حزبه، كما يفضح الإحباط والفشل واليأس الذي يجعله يطلق الأكاذيب والأوهام في سبيل استيلاد المعنويات. نعم، لقد خيّب اعلام الممانعة أمل جمهوره، وخيّب حزب الله آمال الإثنين معاً. لا زال الحزب وسيده ومن وراءهما يهربون الى الأمام متوعدين العدو بالأسوأ، ويعدون جمهورهم بنصر، حتى هذه اللحظة، مازال وهماً إعلامياً.

 

فلنستشر نائلة معوض

حسام عيتاني/الحياة/30 كانون الثاني/15

في الأيام الأولى لحرب تموز (يوليو) 2006، راج بين انصار «حزب الله» سؤال تهكمي رداً على الاستنكارات لتفرد الحزب في توريط لبنان في حرب مدمرة. فراح الانصار يتساءلون «وهل كان على السيد (حسن نصر الله) ان يستشير نائلة معوض؟» قبل شن العملية التي أُسر فيها جنديان اسرائيليان، وأدت الى تفجير واحد من اعنف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان.

السؤال التهكمي انطوى على بُعد ذكوري يتعالى على الوزيرة السابقة ويهزأ منها ومن طريقة كلامها، مقابل رجولة نصر الله وفصاحته. ويشير الى افتقارها الى الوسائل لتحقيق آرائها مقابل امتلاكه كل ما يلزم لفرض وجهات نظره. لا قيمة للآراء ووجهات النظر في هذا السياق. المهم القدرة على القسر والارغام وهي ما يتوافر لـ «السيد» ولا تملكه الوزيرة.

وما دام المجال لا يتسع هنا لقراءات فرويدية ولاكانية (نسبة الى عالم النفس الفرنسي جاك لاكان) في معاني الرجولة وما يدخل في بابها، نعود الى شأن راهن، هو العملية التي نفذها «حزب الله» امس الأول في شبعا ضد موكب اسرائيلي. فطوال ساعات النهار، عاش اللبنانيون اجواء حرب حقيقية وجدوا انفسهم، للمرة الألف ربما، يساقون اليها وهم غافلون.

والحال ان ذلك يطرح مجدداً مسألتين شديدتي الترابط: الاولى، تتعلق بالشرعية والوكالة والتمثيل. السؤال المُلحّ هنا عن الجهة التي منحت حزباً مسلحاً يمثل طائفة واحدة حق شن حرب يعرف الجميع مسبقاً انها سترتد بلاء ودماراً على لبنان واللبنانيين، على نحو ما فعل «النصر الإلهي» الذي لم نبرأ من مصائبه بعد. واذا كان زعماء الحزب يكررون ان «المقاومة لا تحتاج اجماعاً وطنياً»، فذلك يعني أن «حال الاستثناء» التي أملت ظهور المقاومة غداة الاجتياح الاسرائيلي للبنان ما زالت قائمة، وأن غياب الدولة ومؤسساتها ما زال سارياً. لا مفر عندها من ان يشمل الاستثناء الجميع، ذلك ان تصوراً يقول بحق حزب في انتزاع جزء من مهمات الدولة ومنع الحق هذا عن باقي الأحزاب والطوائف، هو وصفة مضمونة للحرب الاهلية.

الوكالة والشرعية والتمثيل القانوني، أمور لا يمكن تقسيمها على أنصبة وحصص تتيح لكل حزب تنفيذ سياسات بعينها. سواء كانت السياسات تلك تلبي حاجات وطنية او تندرج في اطار مشروع امبراطوري اقليمي.

المسألة الثانية تقوم على اعادة تعريف الصراع مع اسرائيل. منذ نهاية حرب تموز انضبط «حزب الله» بما جاء في القرار 1701. لم تتحرر مزارع شبعا بعد الحرب ولم ينفذ الحزب أي هجمات هناك. ودان كل عمليات اطلاق الصواريخ على الاراضي المحتلة متهماً القائمين بها بمحاولة جرّه الى حرب لا يريدها. فما هو إذاً هذا الصراع الوجودي الذي يغفو سنوات ليستيقظ فجأة؟ وكيف يدار ومن هي الجهة الموكل اليها متابعته؟

وثمة ما يتعين قوله بوضوح: ان البندقية التي تطلق النار مرة على الشعب السوري ومرة على الجيش الاسرائيلي، لا تعلن – على ما يقول انصار الحزب - وحدة العدو الصهيوني – التكفيري. بل تقول انها اخطأت مرتين: مرة في تورطها في الحرب على الثورة السورية، ومرة في كسرها حقّ اللبنانيين في ان يكون لهم رأي في حياتهم وموتهم.

عليه، لا بد من العودة الى مواطني هذا البلد وسؤالهم عما يرونه من مستقبل لهم في الحرب والسلم. ولا بد من استشارة من سيدفع من دمه ثمن خيارات كبرى، ومن بين هؤلاء لا بأس من استشارة نائلة معوض وغيرها.

 

المزارع «تنأى» بسورية عن المواجهة

وليد شقير/الحياة/30 كانون الثاني/15

تفادى «حزب الله» والقيادة الإيرانية من ورائه إقحام حليفهما النظام السوري في المواجهة بينهما وبين إسرائيل، عبر اختيارهما الرد من مزارع شبعا المحتلة، على عملية القنيطرة التي كانت أدت إلى مقتل ستة من الحزب وجنرال إيراني من «الحرس الثوري»، بدلاً من الرد عبر الجولان السوري المحتل، أي من الأرض التي وقعت الغارة فيها.

دقة الحسابات التي قضت بالرد وإنزال خسائر بالجنود الإسرائيليين، تختزل الكثير من ظروف المواجهة الدائرة بين إسرائيل من جهة وإيران و «حزب الله» من جهة أخرى، وما يحيط بها من ملابسات، تشمل، إلى جبهتي الجولان والجنوب اللبناني، ما هو أبعد من ذلك، أي التفاوض الأميركي (والغربي) مع إيران على ملفها النووي الذي يفترض أن يستكمل بترتيبات إقليمية للدور الإيراني في المنطقة. وهي مواجهة عنوانها العريض استباق ترتيبات كهذه بتجميع الأوراق لتحسين موقع كل فريق في التفاهم على هذه الترتيبات.

وإذا كانت الإدارة الإسرائيلية بتنفيذها عملية القنيطرة سعت إلى استباق التمدد الإيراني نحو الجبهة الملاصقة لوجود قواتها في الجولان السوري المحتل فلأن ما كان يحصل نتيجة حاجة طهران إلى التواجد المباشر على الأرض السورية فرض تنافساً مع إسرائيل على التحكم بتلك الرقعة الجغرافية من الأرض السورية. فاسرائيل تسعى إلى تحويلها منطقة عازلة تعويضاً عن التفاهم الضمني مع النظام السوري الذي تقلّص نفوذه الجغرافي عما كان عليه منذ 1974 حتى اندلاع الأزمة السورية. وهو تفاهم ضمن أمن إسرائيل واحتلالها الجولان، مقابل ضمان أمن النظام واستمراريته من قبل دول الغرب التي تشكل أولوية أمن إسرائيل المقياس الأساسي من سياساتها في المنطقة. أما إيران فإن تمددها إلى هذه الرقعة الجغرافية يزيد من إمكاناتها التفاوضية مع الغرب الذي يسعى إلى الحد من نفوذها الإقليمي.

يصعب فهم ما حصل بمعزل عن الصراع الدائر قبيل التسوية المفترضة بين دول الغرب وإيران بعد تمديد المفاوضات عليها حتى حزيران (يونيو) المقبل، لا سيما أن انتهاء هذه التسوية إلى رفع العقوبات عن إيران، وهو الأساس الذي ترمي إليه، ليس مرتبطاً بالتوافق على البرنامج النووي فقط بل يشمل «ضبط» الانفلاش الإيراني على الصعيد الإقليمي. وإذا كانت حماية النظام السوري شكلت ركناً أساسياً من أركان هذا الانفلاش فإنها تشكل أيضاً مقياساً لأي سلوك في المواجهة مع إسرائيل.

ليس صدفة أن النظام السوري ظهر غير معني بتلك الغارة الإسرائيلية على القنيطرة في 18 الجاري. ومع اكتفائه بالإعلان عنها عبر مصدر مجهول، فإن بشار الأسد مرّر الرسالة علناً حين قال لمجلة «فورين أفيرز» مطلع الأسبوع إن «الإسرائيليين يهاجمون سورية منذ عامين من دون مبرر. هاجموا مواقع الجيش السوري. ما العلاقة بين «حزب الله» ومواقع الجيش السوري؟». وهو استطرد في الحديث عن أن «التعاون» مع إيران شيء والهيمنة الإيرانية (في سورية) شيء آخر ليبعد عنه تهمة التبعية لطهران. وهو أراد بذلك الحؤول دون أي مواجهة بينه وبين إسرائيل، تضعف موقعه أمام خصومه الفعليين أي المعارضين، إسلاميين أم معتدلين، في وقت يشعر بالانتعاش لأن استرداده بعض المناطق من هؤلاء وصموده في بعضها الآخر بدعم إيران، جعل مشاريع التفاوض التي تعمل لها موسكو والتي يقترحها موفد الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا تستبعد ما نص عليه قرار جنيف (2012) بتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحية.

ولو جاء انتقام إيران و «حزب الله» عبر الجولان لكانت مخاطر الرد الإسرائيلي شملت احتمالات كثيرة، بينها قصف مطارات تابعة للنظام أو مواقع حساسة يستفيد منها في تفوقه العسكري على معارضيه. وهذه الاحتمالات كانت لتأتي بمردود عكسي لإيران والحزب، يقود إلى إضعاف النظام مجدداً مقابل خصومه، وهذا يناقض مكسباً جوهرياً حققاه في السنتين الماضيتين. وإسرائيل استبقت هذا الاحتمال بتحميل الحكومتين السورية واللبنانية مسؤولية أي عمل عسكري ضدها من أراضيهما...

بهذا المعنى، لا تعود دقة الحسابات في الرد الذي نفذه «حزب الله» عبر مزارع شبعا، إلى الكفاءة التي نفذت فيها العملية، بل إلى الحرص على النأي بسورية ونظامها عن تلك المواجهة الدائرة، والتي ستبقى احتمالاتها قائمة حتى اتضاح التفاوض الغربي - الإيراني، ومحطته الأولى اتفاق الإطار في آذار (مارس) والثانية في حزيران.

ولا يمكن التكهن كيف يمكن لتلك المواجهة أن تنزلق إلى الحرب، على رغم أن لهذا الانزلاق حسابات أخرى. لكن الأكيد أن هذا الاحتمال يخيّم فوق لبنان قبل سورية، على رغم أن الوجود الإيراني وحّد الجبهتين.

 

افتراق حسابات واشنطن وإسرائيل يُريح 8 آذار وعجز مجلس الأمن عن بيان إدانة يُؤذي نتنياهو

روزانا بومنصف/النهار

30 كانون الثاني 2015

تشكل المساحة التي افترقت فيها حسابات الادارة الاميركية عن الحسابات الاسرائيلية خصوصا بالنسبة الى ملف ايران وفائدة التفاوض معها من اجل التوافق على نهاية لملفها النووي عاملا مهما لا ينفي سياسيون في 8 آذار العمل على امكان توظيفه لمصلحة هذا المحور بغض النظر عن الموقف من الولايات المتحدة او النظرة الى سياساتها. فهناك عوامل يأخذها هذا المحور في الاعتبار ليس بناء على العلاقات المتوترة اصلا بين الرئيس الاميركي ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على خلفية جملة مسائل بل اكثر انطلاقا من اعلان الرئيس باراك اوباما التصدي للكونغرس الاميركي في حال قرر فرض عقوبات جديدة على ايران قبل انتهاء المفاوضات الجارية معها واضطرار الكونغرس وتحديدا الحزب الديموقراطي الى اعلان قراره تأخير السعي لفرض عقوبات اضافية حتى ما بعد 24 آذار المقبل وتخفيف الضغط في هذا الاتجاه في الوقت الذي حافظ اوباما على رفضه استقبال نتنياهو الذي يزور واشنطن بدعوة من الكونغرس قبيل الانتخابات الاسرائيلية. هذا العامل في رأي المصادر، اي ما تظهره الادارة الاميركية من قدرة على التحلل من ضغط اللوبيات التي تدافع عن اسرائيل في واشنطن، هو امر ايجابي وقد يكون دخل في حسابات توقيت الرد الذي قام به "حزب الله" على العملية الاسرائيلية في القنيطرة السورية من بين جملة عوامل اخرى مؤثرة ايضا في طبيعة الرد ومكانه بحيث ان الدلالات مهمة في رد الفعل الاميركي على سبيل المثال على العملية في قوله "ان لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ولكننا نفضل خفض بعض التوترات". الا ان عاملا آخر بدأ مساعداً في هذا الاتجاه في عجز مجلس الامن عن اصدار حتى بيان صحافي لادانة العملية التي قام بها الحزب، ما كان معبرا في غير مصلحة اسرائيل التي كانت تطمح لإدانة معنوية للحزب على الاقل، ولو ان انقسام مجلس الامن يعزى للتوتر بين الاعضاء الخمسة الدائمين لأسباب اخرى مختلفة. لكن الامر يظهر ان الرهان على موقف مشترك في اي محطة قريبة تستلزم ذلك لن يكون متاحا ولا نية لدى الاعضاء لدفع الاثمان الديبلوماسية.

الجانب الآخر كان لافتا في موقف ايران التي اوفدت رئيس لجنة الامن القومي في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجردي الى بيروت للمشاركة في الاحتفال التكريمي اليوم بـ"شهداء القنيطرة". فالزيارة التي اتت غداة الرد العسكري من جانب " حزب الله" باستهداف دورية اسرائيلية في مزارع شبعا تصب في خانة مساندة الحزب من جهة كما في خانة التوظيف السياسي للمرجعية الايرانية التي تلعب دورا الى جانب الحزب بالاضافة الى محاولة الطمأنة ان ايران لا تستهدف اطاحة الامن والاستقرار في لبنان عبر المواقف النارية التي كان اطلقها المسؤولون الايرانيون غداة العملية الاسرائيلية في القنيطرة السورية. فالرسالة الايرانية من بيروت ان ايران ليست بعيدة من رد الحزب من جهة وان العملية هذه حدودها من حيث اختيار مزارع شبعا المحتلة ميدانا لها من جهة اخرى بما يعيد الى الحزب طابع "المقاومة" الذي اكتسبه من مواجهته الاحتلال الاسرائيلي للاراضي اللبنانية، وهي تسمية اضمحلت خصوصا بعد انخراط الحزب في الحرب السورية الى جانب النظام. وهي نقاط اكدها تزامنا مع زيارة بروجردي مساعد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان الذي تحدث عن حق الدفاع المشروع عن لبنان في اطار تثمينه رد الحزب وتأكيد دعم ايران لترسيخ الامن والهدوء في لبنان في رسالة طمأنة الى الافرقاء الداخليين الذين اعتبروا ان عملية "حزب الله" يمكن ان تستدرج حربا اسرائيلية على لبنان لا قبل له بتحملها وان ايران حريصة على عدم الذهاب الى هذه النقطة وانها ضامنة لذلك.

هل يدين ذلك ايران ويحملها مسؤولية استخدام لبنان ساحة لصراعاتها خصوصا في مواجهة اسرائيل؟ هذا جانب آخر من اظهار ايران امساكها بأوراق عدة وقدرتها على ادارتها وله بحث آخر. انما المغزى انه فيما تجاوزت اسرائيل بعمليتها معاهدة فك الاشتباك في الجولان فان "حزب الله" لم يخرج عن قوانين اللعبة وتحرك من ضمنها، وهي نقطة اخرى ليست في مصلحة رئيس الوزراء الاسرائيلي الى جانب الموقف الاميركي.

ويعتبر كثيرون ان هذه حدود الرد والرد على الرد بين اسرائيل والحزب وايران معه اعتقادا منهم ان هناك ضغوطا اميركية من اجل عدم التسبب بحرب في المنطقة بالاضافة الى انه لا مصلحة لإيران بان تعطي اسرائيل الذرائع من اجل القيام بحرب قد تصل اليها باستهداف منشآتها النووية. كما انه يصعب على نتنياهو ان يأخذ الاسرائيليين الى حرب جديدة بعد حرب غزة اخيرا التي دمرت القطاع من دون ان تربح اسرائيل الحرب فيما الولايات المتحدة لا ترى من مصلحتها دعم اسرائيل في اي حرب جديدة تخلط الاوراق وتطيح المفاوضات حول الملف النووي الايراني. اذ ان اوباما سيكون عاجزاً ان يكمل المفاوضات مع ايران فيما اسرائيل في حرب مع هذه الاخيرة.

الا ان الاسئلة تبقى اذا كان نتنياهو سيكتفي بذلك او يعمد الى القيام بعملية محدودة مماثلة. وهو ما لا تزال تخشاه مصادر عدة على رغم الاشارات الايجابية على احتواء التصعيد حتى الآن.

 

هل يتّفق عون وجعجع على خطّ سياسي يكون نواة "جبهة وطنية" هدفها تحييد لبنان؟

اميل خوري/النهار

30 كانون الثاني 2015

تكرّر أوساط العماد ميشال عون القول إن ما يهمها في الظرف الراهن هو التوصل الى تعزيز الدور المسيحي في اطار الشركة الوطنية الحقيقية. وهذا يبدأ بوضع قانون عادل ومتوازن للانتخابات النيابية يترجم المناصفة الفعلية كما نصّت عليها المادة 24 من الدستور بحيث لا تبقى مناصفة على الورق، وان اعادة تكوين السلطة تبدأ بوضع هذا القانون.

لكن تناقص عدد المسيحيين اضافة الى انقسامهم واختلاف مواقفهم وتعدد أدوارهم حتى حيال القضايا المصيرية يجعل من الصعب على أي قانون للانتخابات النيابية تحقيق المناصفة إلا إذا اعتمد "المشروع الارثوذكسي"، وهو مشروع مرفوض لأنه يضرب الوحدة الوطنية والعيش المشترك، ويعزّز التطرف السياسي والمذهبي، وهو ما لا يتلاءم وتركيبة لبنان الدقيقة والحساسة بحيث يفجرها ويفجر معها الكيان.

لقد كانت الانتخابات النيابية في الماضي ووفقاً لأي قانون يرأس فيها الزعماء المسيحيون لوائح الموالاة ولوائح المعارضة في معظم الدوائر، وكانت تلك الانتخابات تخاض على اساس خط سياسي لهذه اللائحة أو تلك، ولم تكن كما اصبحت اليوم تخاض على أساس مذهبي وطائفي بحيث باتت أقلية لمذهب ترجح كفّة مرشح في دائرة غالبيتها من مذهب آخر، وهو ما لم يكن يحصل في الماضي، فكثيراً ما كان مرشح مسلم يفوز بأصوات أكثرية مسيحية، ومرشح مسيحي يفوز بأصوات أكثرية مسلمة لأن الناخب كان يقترع لخط سياسي وليس لمذهب كما الآن.

وما دامت الانتخابات النيابية تخاض حتى الآن على أساس مذهبي وطائفي وليس على أساس سياسي ووطني، فما من قانون للانتخابات يستطيع ان يحقق المناصفة الفعلية بسبب العدد وتغير الوضع الديموغرافي، سواء اعتمدت الدائرة الصغرى او الفردية، خصوصاً عندما يكون فيها خليط من المذاهب اذ ان اصوات الاقلية الموحدة لمذهب معيّن تتغلب على أصوات أكثرية لمذهب آخر وهي متفرقة.

لذلك فان الوسيلة الفضلى لتحقيق المناصفة هي في تشكيل لوائح ائتلافية حيث بإمكانها أن تضم مرشحين يمثلون فعلاً بيئتهم، او إقامة تحالف مسيحي او ماروني اسوة بالتحالف الشيعي المؤلف من "حزب الله" وحركة "أمل" الذي جعل الصوت الأقلي الشيعي في أي دائرة يرجّح كفّة مرشح لم ينل اصوات الاكثرية في مذهبه. وكذلك الأمر بالنسبة الى الصوت السني والصوت الدرزي لأن أصوات المسيحيين تتوزع على عدد من المرشحين المسيحيين في الدائرة فيصبح صوت الأقلية المسلمة هو الوازن. وبما أن التحالف الثنائي الشيعي هو الذي يحتكر قرار الطائفة، ليس في الانتخابات النيابية فحسب، إنما في انتخابات رئاسة الجمهورية ورئاسة المجلس وعند تشكيل الحكومات وعند اختيار الوزراء والحقائب تحت طائلة التهديد بعدم المشاركة في أي منها فيختل عندئذ التوازن في "الميثاق الوطني". وبما ان لـ"تيار المستقبل" الكلمة الاولى في الطائفة السنية، فان الطائفة المسيحية، وتحديداً الطائفة المارونية، لا كلمة واحدة لها كي تحصل على حقها من المناصفة إلا اذا قام تحالف ثلاثي من الرئيس أمين الجميل والعماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع يجعل الصوت المسيحي الموحّد يصب في لوائح هذا التحالف فيحول عندئذ دون تمكين صوت الأقلية لأي مذهب من ترجيح كفّة مرشح لا يمثل بيئته. ومن دون قيام هذا التحالف فان أصوات المسيحيين تبقى موزعة بين عدد من المرشحين المتنافسين ليصبح الصوت الأقلي هو الصوت الوازن.

فليس ما يجمع سياسياً بين الجميل وعون وجعجع كي يتمّ تشكيل لوائح لها خط سياسي واحد تنافس اللوائح الأخرى إلا اذا صار اتفاق على ان تقوم سياسة التحالف ليس بين مؤيد للتيار الايراني ومناهض له، وهو القائم حالياً وينقسم المسيحيون حول ذلك، انما اعتماد سياسة الحياد ترجمة لـ"اعلان بعبدا" والعبور الى الدولة القوية القادرة.

فهل يتم الاتفاق بين الاقطاب الموارنة الثلاثة على هذه السياسة كي يصبح في الامكان تشكيل لوائح انتخابية موحدة في معظم الدوائر ويكون فوزها مضموناً ومحققاً للمناصفة الفعلية التي لا يستطيع أي قانون للانتخابات تحقيقها؟

الواقع ان التعددية عندما كانت موجودة في الماضي داخل كل مذهب لم يكن ثمة كلام على المناصفة لأن الأكثرية التي كانت تفوز في الانتخابات كانت اكثرية من خط سياسي واحد وهي التي تحكم. ولكن عندما زالت هذه التعددية لم تبق الا داخل الطوائف المسيحية ولا سيما داخل الطائفة المارونية، فمن الطبيعي ان يفوز عدد من مرشحيها بأصوات موحدة لأقلية مذهبية.

لذلك فما على عون وجعجع سوى الاتفاق على اعتماد خط سياسي واحد يسمح بتشكيل لوائح انتخابية موحدة، ويكون نواة جبهة وطنية هدفها تحييد لبنان عن صراعات كل المحاور.

 

العودة إلى معادلة "الثلاثية" وضرورة التنسيق مع سوريا هل ثمة ترابط في توقيت المطالبة التي تُحرج الحكومة؟

الين فرح/النهار

30 كانون الثاني 2015

من المستغرب ان يطلق اطراف سياسيون مطالبات تحرج الحكومة التي يجتمع الكل حول طاولتها، مع علمهم الأكيد ان التركيبة غير قادرة، وربما غير راغبة، في المضي بما يطالب به البعض. ورغم مضي المفاوضات الثنائية، تخرج اصوات حزبية – سياسية برفع شعارات ربما تهدد الحوار، وتحرج المشاركين فيه.

بعد العملية الاسرائيلية على موكب لـ"حزب الله" في القنيطرة، وبعد الاعتداء الذي شنّته المجموعات الارهابية التكفيرية على الجيش اللبناني في تلة الحمرا في رأس بعلبك، أعيد التداول بمعادلة ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" عبر نائب الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، معتبراً ان اسرائيل والتكفيريين مشروع واحد لتخريب المنطقة. كما رأى عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب هاني قبيسي ان هذه الثلاثية وحدها تحمي لبنان، مشدداً على انه لا يجوز ترك الجيش اللبناني وحيداً، وسأل "لماذا لا تتحدثون مع الحكومة السورية؟". من جهة ثانية، دعا تكتل "التغيير والاصلاح" في اجتماعه الاخير الى "التنسيق مع الجيش السوري في مواجهة المتطرفين".

وقد ردت كتلة "المستقبل" على "الكلام الأخير على الذين يحاولون إحياء ثلاثية مرّ عليها الزمن ووأدها البيان الوزاري للحكومة الحالية، وقبل ذلك وبعده فقدت إجماعاً وطنيا". ولفتت الى ان "دعوة البعض للتنسيق مع جيش النظام السوري تخالف سياسة النأي بالنفس وإعلان بعبدا اللذين التزمت بهما الحكومة".

لكن، لماذا العودة الآن الى هاتين "المعادلتين"؟ وهل من رابط بينهما؟

الموضوع لا يرتبط بتوقيت معين، بل هو واقع، ويتم طرحه بموضوعية، وفق النائب قاسم هاشم". فالمعادلة المعروفة، ورغم التباين، ثابتة ولا تحتاج الى تدوين وكرّست بمواجهة العدو الاسرائيلي. فبعد تجدد الاعتداءات الاسرائيلية، نؤكد ان هناك حاجة الى معادلة معينة وعندما يحصل عدوان الكل ملتزم التوجه الوطني ضد العدو الصهيوني الذي يشكل خطراً على البلد ولا أحد يستطيع التهرب من قدرة المقاومة على محاربة العدو".

وللنائب احمد فتفت رأي مختلف تماماً اذ يرى انه بعد عملية تلة الحمرا في رأس بعلبك، "استغل "حزب الله" ما حصل مع الجيش واعتبر ان ثمة مصلحة ايجابية له في العودة الى المطالبة بالمعادلة الثلاثية، وبذلك ربما يستطيع تسجيل نقاط، وهذا الأمر غير وارد بالنسبة الينا"، ويؤكد ضرورة تعامل كل الأطراف وفق منطق الدولة. وفي رأي فتفت، ان البلد أصبح تحت الوصاية الايرانية على الصعيدين السياسي والأمني وأصبحت التوجيهات علنية. "البعض في الحزب يعتبر انه يمكنه العودة الى ما كان الوضع عليه سابقاً، وهذه مشكلة، فكلما نعقد الاتفاقات مع "حزب الله" يتم التراجع عنها، وثمة أمثلة كثيرة في هذا المجال، مما يؤكد عدم صدقية الحزب، اذ انه دائماً يحاول تحقيق مكاسب له. لكن نحن لا نعتبرها مكاسب، لأن الضرر يقع على البلد كله وليس على فئة فقط".

ويسمي الوزير السابق سليم جريصاتي ما حصل بالاقتران الزمني، اي عندما اقترن الاعتداء على المقاومة في القنيطرة والاعتداء على الجيش في رأس بعلبك زمنياً، كان لا بد من استعادة المواقف عينها، معتبراً "ان المقاومة لا تزال تمارس دورها من ضمن ما يسمى المعادلة الاستراتيجية التي لم تحسم بعد تفاصيلها كاملة".

التنسيق مع السوري

في ما يتعلق بالدعوة الى التنسيق مع الجيش السوري، ما زالت الحكومة تعتمد سياسة النأي بالنفس، وهي، الى الآن، ترفض التنسيق المباشر مع الحكومة السورية، وخصوصاً في موضوع العسكريين المخطوفين، وقناة التواصل الوحيدة معها تتم في طريقة غير مباشرة عبر المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم.

بالنسبة الى فتفت، ان الاعتداءات الارهابية التي يتعرض لها لبنان تأتي من الحدود السورية، اذاً سوريا هي المسؤولة... اذاً الارهاب سببه النظام السوري. أطلق بعض المتطرفين من سجونه وزجّهم في المعركة ليقول انه يحارب الارهاب ولم يطلق سراح المعارضين المعتدلين.

وعن مقولة ان بقية دول العالم تنسق مع النظام السوري، رأى فتفت ان هذه الدول لا تتعرض للارهاب الذي يتعرض له لبنان. مثلاً الاردن يقصف "داعش" من ضمن التحالف الدولي، لكنه لا يتعرض للارهاب لأنه لم يزج نفسه بين الحرب السورية، كما هي الحال مع "حزب الله". "بالنسبة الينا، الحل معروف هو تطبيق القرار 1701، وتحديداً المادة 14 التي تنص على انه على الجيش اللبناني قفل الحدود امام مرور السلاح والمسلحين، ويستطيع طلب دعم اليونيفل. وهذا ما يرفضه "حزب الله".

اما هاشم فيرى أن عدم التعاون مع الحكومة السورية خطأ، "لأن ثمة اتفاقات ومعاهدات بيننا، وأصولا يجب أن نتبعها". وفي رأيه ان ما استدعى هذا الطرح هي الشروط التي يمليها الارهابيون لإطلاق جنودنا المخطوفين. فهم يطالبون بأسرى معتقلين داخل الأراضي السورية، وهذا ما يستدعي تنسيقاً مع الحكومة السورية. "اضافة الى انه، وفق المنطق العسكري، فان المواجهات البطولية للجيش في غير موقع تحتّم التنسيق مع الجيش السوري للإطباق على الارهاب". وأكد "أن ثمة قنوات اتصال بطريقة غير مباشرة، ونحن نطالب بها علنا وبشكل أوسع، لأن مصلحتنا تقتضي ذلك".

لا يختلف رأي هاشم عن كلام جريصاتي الذي يؤكد ان هذه "ليست خيارات سياسية بل هي خيارات ميدانية بين جيشين نظاميين تردّ عنا خطراً جاثماً من الارهابيين". في رأيه ان الفريق الآخر "سوف يعرف ان منهجية الاستنزاف استقرّت، وان الأمر لم يعد من الترف السياسي، فالتنسيق الذي ندعو اليه من دولة الى دولة، أي الدولة التي يخوض جيشها النظامي حرباً ضد ارهابيين على تخومنا. ما يحصل اليوم ضد مصلحتنا المباشرة بالدور والوجود".

مجددا، يبدو التباعد قائما، وهو امر عادي، لكن المستغرب ان الحوارات الجانبية لم تتطرق الى هذه المواضيع الحساسة، ولم تقرب من وجهات النظر.

 

ورقة التفاهم أُنجزت بين "التيار" و"القوات"! "ولا شيء مستحيلاً خصوصاً في الملف الرئاسي"

بيار عطاالله/النهار

30 كانون الثاني 2015

مبدئياً، يُفترض أن تكون ورقة التفاهم بين "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية" قد أنجزت، وهي تشمل غالبية الملفات، والأمر يحتاج الى القليل من الوقت والترتيبات لكي يحين أوان الاعلان المشترك واللقاء بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع.

هذه الخلاصة ليست نتاج تحليل وأمنيات بل حقيقة ما يجري تحت الطاولة وفوقها وعلى خط الرابية – معراب بين القطبين المسيحيين اللّذين أثبتت أحداث الجنوب قبل يومين قدرتهما على ضبط الانفعالات وردود الافعال المتباينة نتيجة الاختلاف على الموقف من مسار الاحداث، بدءاً من عملية القنيطرة الاسرائيلية الى عملية "حزب الله" الثأرية في مزارع شبعا.

يقول العارفون بمسار الحوار أن الأمر بين الطرفين أكثر من جدي وبلغ مرحلة متقدمة، رغم حرتقات المعرقلين والمتضررين من بناء علاقات مسيحية – مسيحية سليمة. والامور تسير تالياً في الاتجاه الصحيح في تعميم مناخات التهدئة وتطبيع الوضع النفسي وكسر حدة الاصطفاف بين الجانبين، واشاعة أجواء تنافس ديموقراطي، والاهم تنقية الذاكرة، وصولاً الى التفاهم الذي سيعزز حكماً الحضور المسيحي في الدولة وعلى مستوى تطبيق الدستور واتفاق الطائف بكل ملحقاته.

لا تخرج عناوين ورقة التفاهم بين الجانبين عن الثوابت المسيحية المعروفة، وكل ذلك تحت عنوان التزام المادة 24 من الدستور التي تدعو الى احترام المناصفة والمشاركة. وهكذا تكر سبحة العناوين بدءاً من الاقرار بأن اتفاق الطائف لم يحترم، وأن التمثيل المسيحي في الحكم والادارة والسلطة دونه خلل كبير ويحتاج الى تصحيح ومعالجة. عنوان آخر هو البحث والعمل من أجل قانون انتخاب عادل ومنصف يؤمن صحة تمثيل المسيحيين واللبنانيين وفق الصيغة الافضل. ويقول المتابعون لمسار الحوار إن كل القوانين مطروحة للنقاش، سواء منها القانون الارثوذكسي، أو القانون المختلط مع الدوائر الصغيرة، أو النسبية وغيرها. وثمة عنوان آخر، يتمثل في الاصلاحات في ملف الرئاسة الاولى وصلاحيات الرئيس والثغر التي تعرقل أداء الرئاسة الاولى ودورها وحضورها وسبل التعامل معها. واللامركزية عنوان آخر لا يحتاج ربما الى بحث كثير لتطابق المواقف منها قبل الحوار بين الجانبين، وكذلك ملف النزوح السوري وعودة المسيحيين الى الدولة بكل قطاعاتها وهيئاتها وتصحيح الخلل القائم.

هكذا تبدو الامور أكثر من ايجابية بين المتحاورين اللدودين، لكن تعارض وجهات النظر والمواقف مما جرى في القنيطرة ومزارع شبعا، يسلط الضوء على اختلاف في الرأي حيال الملف السيادي والنظرة الى سلاح "حزب الله". والرأي لدى متابعي ملف الحوار، أن كلا من الفريقين يقارب الملفات السيادية من منظوره الخاص، ويشير الى أن مقاربة "القوات" المعروفة تنطلق من رفض مقولة التنسيق مع النظام السوري وجيشه وإمساك "حزب الله" بقرار الحرب والسلم نظرياً وعملانياً، في حين يربط "التيار" الامر بالمسار الاقليمي – الدولي والصراع في المنطقة وخصوصاً في سوريا والعراق، والوضع المسيحي فيهما وما يتعرض له المسيحيون هناك من ارهاب تكفيري وعمليات استئصال واسعة، مما يستوجب مقاربات مختلفة.

أما الرئاسة الاولى فبحث آخر يجري تناوله وعرضه تفصيلاً، وثمة هامش من التفاؤل، ودائماً حسب المتابعين، بإمكان حصول تنازلات متبادلة ومقاربات مختلفة تفضي الى وضع معين يؤمن انتخاب رئيس للجمهورية ولا شيء مستحيلا على هذا الصعيد.

ويقول متابعو الحوار، إنه رغم الاختلافات السالفة وغيرها، يبقى الاهم في اللقاءات بين الجانبين تحديد نقاط الاختلاف والتوافق والعمل على تجاوز العقبات في مرحلة أولى، وترك الامور المستعصية لمرحلة متقدمة، خصوصاً ان ثمة أزمة نظام وحكم، والقوى المسيحية الكبرى وتحديداً "التيار" و"القوات" يتحملان مسؤولية الوضع المسيحي، لذا يبدو الاتفاق او التفاهم بين الجانبين حتمياً واستراتيجياً لمواجهة طبيعة المرحلة الراهنة وتحدياتها.

 

من حقيبة النهار الديبلوماسية حقائق "الصفقة" الأميركية - الإيرانية

عبد الكريم أبو النصر/النهار

30 كانون الثاني 2015

الولايات المتحدة معركة سياسية - ديبلوماسية مع إيران تهدف، ظاهراً، الى الإتفاق على صيغة مناسبة، ضمن نطاق المفاوضات النووية، من أجل إنجاز تقارب تاريخي يطوي صفحة العداء الطويل بين البلدين ويؤدي الى تحسين العلاقات وتعزيزها في مجالات حيوية عدة. لكن الحقيقة ان هذه المعركة التي تقودها إدارة الرئيس باراك أوباما بالتفاهم مع الدول الغربية البارزة تهدف بصورة غير معلنة الى إلحاق هزيمة استراتيجية بالقيادة الإيرانية وإحباط خططها الرئيسية". هكذا لخص لنا مسؤول أوروبي بارز معني بهذه القضية الموقف وقال إن الأميركيين وحلفاءهم الغربيين يريدون إلحاق هذه الهزيمة بالقيادة الإيرانية، مستخدمين في وقت واحد أسلوب الديبلوماسية الناعمة وسياسة الضغوط المكثفة، ويركزون على تحقيق الأهداف والمطالب الأساسية الآتية في المفاوضات معها:

أولاً - التمسك بضرورة أن تدفع القيادة الإيرانية ثمناً باهظاً في مقابل إنجاز الإتفاق المنشود وأن تتخذ قرارات قاسية مؤلمة وتقدم في المفاوضات مع مجموعة الدول الست أي أميركا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا تنازلات جوهرية غير مسبوقة تجعلها تتخلى عن مكونات وعناصر برنامجها النووي التي تسمح لها بإنتاج السلاح النووي في مرحلة من المراحل.

ثانياً - إنهاء استقلالية البرنامج النووي المتطور لأن أي اتفاق نهائي مع مجموعة الدول الست يجب أن يشمل إخضاع كل المنشآت والمواقع النووية الإيرانية للرقابة الدولية المشددة واليومية ولزيارات مفاجئة لها ينفذها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل ضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي. ثالثاً - إظهار عجز القيادة الإيرانية، على رغم مواقفها وتصريحاتها العلنية، عن فرض شروطها ومطالبها وخطوطها الحمر على الدول الغربية واضطرار طهران في النهاية الى الخضوع للإملاءات المشددة التي تريد أن تفرضها عليها الدول الست في مقابل توقيع اتفاق نووي نهائي.

رابعاً - إظهار عجز القيادة الإيرانية عن رفع العقوبات الأميركية - الأوروبية - الدولية البالغة القسوة المفروضة عليها فور توقيع الإتفاق النووي النهائي لأن الأميركيين وحلفاءهم الغربيين يتمسكون بضرورة رفع العقوبات تدريجاً من أجل التأكد من احترام إيران التزاماتها وتنفيذها تعهداتها في كل مرحلة من مراحل تطبيق الإتفاق، وهي عملية يمكن أن تستغرق سنوات.

وأضاف المسؤول الأوروبي "إن هذه المطالب والشروط، في حال رضوخ طهران لها، تضعف الدور الإقليمي لإيران وتمنعها من تحقيق طموحاتها القاضية بالإضطلاع بدور مهيمن في المنطقة وتظهر ان أميركا والدول الغربية خرجت منتصرة في هذه المفاوضات. وما يحرج الإيرانيين ان روسيا والصين غير قادرتين على منع أميركا من فرض هذه الشروط أو انهما غير راغبتين في ذلك لأنهما تعارضان أيضاً امتلاك إيران السلاح النووي".

وتوقف المسؤول الأوروبي عند مسألة مهمة هي "ان إدارة أوباما ترفض أن تتصرف بمرونة وتقدم مع حلفائها تنازلات في المفاوضات من أجل تعزيز مواقع الرئيس حسن روحاني وأنصاره الراغبين في التفاهم والتعاون مع الغرب. وقد حرص مسؤول إيراني بارز على إبلاغ المسؤولين الأميركيين والفرنسيين أخيراً ان التيار الواقعي المنفتح على الغرب الذي يقوده روحاني سيكون في خطر وسيضعف كثيراً في الداخل إذا تمسكت الدول الغربية بمطالبها المتشددة التي ترفضها القيادة الإيرانية لأن ذلك سيؤدي الى فشل المفاوضات". لكن المسؤول الأوروبي أضاف: "ان الأميركيين وحلفاءهم يتمسكون بهذه المطالب المتشددة ويرون انها ضرورية لأن امتلاك إيران السلاح النووي سيقلب موازين القوى في المنطقة لمصلحتها ويؤدي الى انتشار السلاح النووي في الشرق الأوسط ويهدد المصالح الحيوية للدول العربية المعتدلة وللغرب ويدفع إسرائيل الى مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. وستضطر أميركا حينذاك الى مساندة إسرائيل وضمان الحماية لها".

وخلص المسؤول الأوروبي الى القول: "الحقيقة ان مصير المفاوضات النووية الإيرانية - الدولية مرتبط بالموقف الأساسي الذي يتمسك به كل من الرئيس أوباما والمرشد علي خامنئي صاحب القرار في إيران. فأوباما يقود عملية التفاوض على أساس أن رفض توقيع اتفاق نووي نهائي مع إيران أفضل من توقيع اتفاق سيئ يسمح للإيرانيين بامتلاك القدرات التكنولوجية الضرورية لإنتاج السلاح النووي". أما المرشد خامنئي فقد أعطى تعليمات واضحة للوفد الإيراني المفاوض مفادها ان رفض توقيع اتفاق نووي نهائي أفضل من الرضوخ للمطالب الغربية المتشددة وتقديم تنازلات جوهرية تضعف النظام الإيراني وتغير جذرياً تركيبة البرنامج النووي وتنتزع منه مكونات أساسية وتجعل الإيرانيين يواصلون الخضوع سنوات أخرى للعقوبات الدولية التي تلحق أضراراً كبيرة بالأوضاع الداخلية. وعلى هذا الأساس يمكن القول إن احتمالات فشل المفاوضات النووية - الإيرانية - الدولية أكبر من احتمالات نجاحها.