المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 29 كانون الثاني/2014

 

عناوين النشرة
*كتب قداسة البابا فرنسيس اليوم على التويتر ما يلي:‏
لنصلي من أجل وحدة المسيحيين. فهنالك الكثير والكثير من الأشياء الثمينة التي توحدنا.
*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس يوحنّا 15/01 حتى 08/أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ الحَقِيقِيَّةُ وأَبِي الكَرَّام
*مشاركة 14 آذار حزب الله في حكومة واحده بشروطه يقضي عليها سياسياً ووطنياً

*بالصوت/قراءة نقدية للياس بجاني في مواقف الحريري السعودية وفي ونرسيسية بعض مكونات 14 آذار/28 كانون الثاني/14

*اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/28 كانون الثاني/14

*نشرة الأخبار بالإنكليزي

*مواقف الرئيس الحريري الأخيرة وخداع الذات/الياس بجاني

*من يتوهم أن عون حر القرار هو غافل عن وضعيته التبعية/الياس بجاني

*الحكومة: كفى تنازلات لأبطال لاهاي/علي حماده/النهار

*أدوات عون الإعلامية لا هي مسيحية ولا هي ناطقة باسم المسيحيين/الياس بجاني

*عون داعشي بامتياز طبقاً لتوصيفه هو نفسه الإرهاب السوري-الإيرانية وبالصوت سنة 2002 في أميركا/الياس بجاني

*الغاية شفط والوسيلة نفط/أنطوان مراد

*عون وصهره هما صدى صوتي لمحور الشر السوري-الإيراني ونقطة ع السطر/الياس بجاني

*ضمان باسيل للدور المسيحي لم يمرّ لكنّ "حزب الله" ربما غيّر رأيه في الحكومة الجامعة/ايلي الحاج/النهار

*لبنان التعددي/تعليق الياس بجاني على مقالة أوكتافيا نصر

*هذا هو لبناني/بقلم/اوكتافيا نصر/النهار

*قليلاً من الثبات والصلابة...والتخطيط /أحمد الأسعد

*المسيحيون والنفط/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*ترجيح إعلان حكومة لبنانية "بمن حضر" خلال الساعات المقبلة

*سليمان ينتظر التشكيلة وسلام ينتظر جواب «8 آذار» و«حـزب الله» يُواصل مساعيه مع عون

*جعجع لـ"المركزية": مصير ومصلحة البلاد يحتمان خطوة انقاذية فورا واتمنى على سليمان وسلام تشكيل حكومة حيادية عن 8 و14 اذار

*سليمان عرض مع الخوري مشاورات التأليف وهنأ الرئيس التونسي باقرار الدستور الجديد

*شمعون: مشروع "حزب الله" آيل إلى السقوط عاجلاً أم آجلاً

*ارجاءالجلسة النيابية الى 4 آذار المقبل

*شاهد: إطفاء نار موكب الحريري استغرق وقتاً غير عادي

*حزب الله "محرج" و"نصرالله اتصل بعون لحضه على القبول بالمداورة"

*عون بعد اجتماع التكتل: ذروة المخالفات الدستورية أن يهدد مسؤول شعبه بتأليف حكومة أمر واقع

*النائب نبيل نقولا رد على الجراح: كل ما يقال عن فساد في وزارة الطاقة إفتراء

*النائب زياد اسود: المداورة الفعلية بدأت بسرقة المال العام في وزارة الاشغال

*المحكمة الدولية رفعت الجلسة للاستراحة

*الطبيلي تابع الادلاء بشهادته في لاهاي: كان هناك صعوبة في اطفاء الحريق في سيارات موكب الحريري

*هيئة علماء المسلمين: استمرار توقيف الأطرش غير قانوني بسبب تجاوزه المدة القانونية

القوات اللبنانية في اوستراليا اولمت تكريما للمطران منجد الهاشم

*رئيس بلدية عرسال: القضاء الشفاف كفيل بكشف الحقيقة في قضية الاطرش ونحن تحت سقف الدولة

*الراعي أعلن اصدار وثيقة وطنية بعد اجتماع مجلس المطارنة في 5 المقبل وعرض مع زواره الاوضاع

*سلام استقبل رئيس مكتب الدفاع في المحكمة الدولية

*علوش: على الدولة إزالة "قاعدة حزب الله" و"قاعدة أبو سياف"

*الياس المر: بعد 2014 لن تكون أي دولة مجهزة ومدربة أكثر من لبنان

*النائب عماد الحوت: الأولوية لمهمة الحكومة ودورها وصلاحياتها

*محمد علي الجوزو: منطق باسيل يعبر عن توجه طائفي

*مسيحي من "14 آذار" على رأس "الخارجية"/فتفـت: الكرة الحكوميـة في ملعب "8 آذار"

*الراعي استقبل فريد هيكل الخــازن وشخصيات/وثيقة وطنية بعد اجتمـاع مجلس المطارنـــة

*الرياض": من مصلحة 14 آذار تأخير تشكيل الحكومة

*الابراهيمي: لم نحقق اي خرق في المفاوضات في جنيف حتى الان لكننا نعمل على ذلك

*الكونغرس يوافق على إرسال أسلحة متوسطة للجيش الحر

*يعالون: ايران تتحاور مع أميركا لدوافع اقتصادية

*ما لم يقله روحاني في دافوس/فيصل عباس/العربية نت

*معنى قبول الحريري بمشاركة الحزب/منى فياض/النهار

*مشكلة المسيحيين مع سلاح 'حزب الله/خيرالله خيرالله/ميدل ايست أونلاين

*ما الذي استفزَّ المفتي وسيُخرِج كثيرين مِن ثيابهم/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*واشنطن تُصعِّد وتنصح بوقف الشحن الطائفي/جاد يوسف/جريدة الجمهورية

*حِراك فاتيكاني - فرنسي للرئاسة... وبكركي تُبادر/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

*مصارف لبنان والإنتربول... شراكة تُطوّر القطاع وتُحصّنه

*المقارنة بين مصر وتونس/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*بين تجربتي سوريا.. وسويسرا/اياد ابوشقرا/الشرق الأوسط

*مساعي التشكيل تترنح وعقدة عون في الواجهة

*هل تلعب 8 اذار لعبة كسب وقت بالتنازل عن الطاقة مقابل...؟

*بري وجنبلاط مصران على الحل والحكومة بمن حضـر

*بين الوزير "الضرورة"... و"أبو سيّاف"/عبد الوهاب بدرخان/النهار

*سلام غير معني بالهجوم و"حزب الله" مُحرَج هل يتجاوز "الحلفاء" عقدة شريكهم عون/سمير منصور/النهار

 

تفاصيل النشرة

كتب قداسة البابا فرنسيس اليوم على التويتر ما يلي:‏ لنصلي من أجل وحدة المسيحيين. فهنالك الكثير والكثير من الأشياء الثمينة التي توحدنا.

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس يوحنّا 15/01 حتى 08/أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ الحَقِيقِيَّةُ وأَبِي الكَرَّام

قالَ الربُّ يَسوعُ: «أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ الحَقِيقِيَّةُ وأَبِي الكَرَّام. كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لا يَحْمِلُ ثَمَرًا يَقْطَعُهُ، وكُلُّ غُصْنٍ يَحْمِلُ ثَمَرًا يُنَقِّيهِ لِيَحْمِلَ ثَمَرًا أَكْثَر. أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ بِفَضْلِ الكَلِمَةِ الَّتِي كَلَّمْتُكُم بِهَا. أُثْبُتُوا فِيَّ، وأَنَا فِيكُم. كَمَا أَنَّ الغُصْنَ لا يَقْدِرُ أَنْ يَحْمِلَ ثَمَرًا مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِهِ، إِنْ لَمْ يَثْبُتْ في الكَرْمَة، كَذلِكَ أَنْتُم أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. أَنَا هُوَ الكَرْمَةُ وأَنْتُمُ الأَغْصَان. مَنْ يَثْبُتُ فِيَّ وأَنَا فِيه، يَحْمِلُ ثَمَرًا كَثيرًا، لأَنَّكُم بِدُونِي لا تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا. مَنْ لا يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ كَالغُصْنِ خَارِجًا ويَيْبَس. وتُجْمَعُ الأَغْصَانُ اليَابِسَة، وتُطْرَحُ في النَّارِ فَتَحْتَرِق. إِنْ تَثْبُتُوا فِيَّ، وتَثْبُتْ أَقْوَالِي فِيكُم، تَطْلُبُوا مَا تَشَاؤُونَ فَيَكُونَ لَكُم. بِهذَا يُمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَحْمِلُوا ثَمَرًا كَثيرًا، وتَصِيرُوا لي تَلاميذ.

مشاركة 14 آذار حزب الله في حكومة واحده بشروطه يقضي عليها سياسياً ووطنياً
بالصوت/قراءة نقدية للياس بجاني في مواقف الحريري السعودية وفي ونرسيسية بعض مكونات 14 آذار/28 كانون الثاني/14

اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/28 كانون الثاني/14
نشرة الأخبار بالإنكليزي

مواقف الرئيس الحريري الأخيرة وخداع الذات

الياس بجاني/28 كانون الثاني/14/مع محبتنا الشخصية للرئيس سعد الحريري وإعجابنا بانفتاحه ومحبته للبنان وبدماثة أخلاقه لا يمكننا أن نتغاضى عن أن قراره السياسي للأسف ليس بيده، بل بيد الحكام في السعودية وان عدنا إلى المحطات المفصلية في سجله السياسي منذ العام 2005 نرى بوضوح هذه الحقيقة المرة ولا داعي للغوص في التفاصيل لأنها معروفة لمن لم يقتل الحس النقدي بداخله. وفي هذا السياق فإن قراره الأخير الذي لم يستشير فيه حتى اقرب الحلفاء إليه في 14 آذار حيث اعتبر من لاهي أن حزب الله لبنانياً وسياسياً وتراجع عن كل وعوده وعهوده ورضخ لمشاركته في حكومة واحدة خير دليل. ولا لم يضع حقيقة أية شروط لدخول الحكومة مع حزب الله لأنه أي تيار المستقبل رضي أن لا يبحث في البيان الوزاري قبل تشكيل الحكومة والساذج منا يدرك انه عندما تتشكل الحكومة لن يقبل لا بري ولا حزب الله ولا عون ولا جنبلاط بما يقال أنها شروط الحريري وأقصى ما يحدث أن يتحفظ هؤلاء على ثلاثية العهر ولكن لا ينسحبون من الحكومة. أما القول أن حزب الله تراجع عن ال 996 وقبل بال 888 فهذا أمر إن صدقناه نخدع  أنفسنا لأن ال 8 التابعة لسليمان وجنبلاط هي في جيب حزب الله وبالتالي المعادلة هي 8 ل 14 آذار و17 لحزب الله . يبقى أن مشكلة بل كارثة المنتمين للأحزاب أنهم يوالون ويعارضون غب طلب صاحب شركة الحزب. وسامحونا

 

تحليل سياسي لعلي حمادة وتعليق عليه للياس بجاني

من يتوهم أن عون حر القرار هو غافل عن وضعيته التبعية/الياس بجاني/28 كانون الثاني/14

التحليل موضوع التعليق/الحكومة: كفى تنازلات لأبطال لاهاي/علي حماده/28 كانون الثاني/14

http://newspaper.annahar.com/article/103329-الحكومة-كفى-تنازلات-لأبطال-لاهاي

الياس بجاني/28 كانون الثاني/14/لا نرى أن موقف الرئيس الحريري الأخير باعتباره ومن لاهي أن حزب الله، هو حزباً سياسياً لبنانياً، وبالتالي التنازل وفجأة ودون مقدمات أو حتى تشاور من الحلفاء عن كل السقوف ل تيار المستقبل والقبول مشاركته في حكومة واحدة، لا نرى مهما قيل ومهما كانت المبررات والحجج أن موقف الحريري هذا صائباً أو وطنياً لا من قريب ولا من بعيد. وطبقاً لعلم النفس وآليات الدفاع العقلية Mental Defence Mechanism  نقرأ بشفقة وخيبة أمل كل التصريحات المدافعة عن هذا الموقف الحريري المستغرب والذي يندرج طبياً تحت آلية التبرير النفسي المرّضي بامتياز Rationalization. في المقلب الآخر أي عاقل ومطلع على الوضع المحزن والبائس والتبعي للسياسيين اللبنانيين عموماً، ولوضعية الجنرال ميشال عون تحديداً قد يخدع ذاته ويصدق أن هذا العون النرسيسي هو حر في قراراته وأنه فعلا يعرقل تشكيل الحكومة وأن حزب الله فشل في محاولات إقناعه!!! في الواقع الملموس والمعاش عون وكما بري حاله حال تبعي 100% لحزب الله ومن خلاله لمحور الشر السوري الإيراني، وكل النفخة النيابية و"عجقة" الوزارات الموكلة له من خلال الصهر وباقي الربع وأيضاً كل الهالة الكاذبة المحاط بها من إذاعة وتلفزيون وغيرهما هي من خيرات وعطايا حزب الله، والحزب "يمون عليها" وعلى من فيها أكثر بكثير من المون جنرال، ولنا في علاقة عون بارسلان وفرنجية والطشناق الغريبة والعجيبة خير مثال. من هنا فإن عناد عون أو تراخيه، كما قبوله أو رفضه في أي ملف أو قضية لا يخرج لا من قريب ولا من بعيد عن طوع الحزب ومحوره الشرير. عون أمسى واجهة وبوق بامتياز ينفذ ولا يقرر منذ أن وقع ورقة التفاهم سنة 2006 والتي على أساسها تخلى عن حرية القرار في كل ما هو شأن دولي وإقليمي واستراتيجي وقرارات دولية وسلاح وحروب وغزوات لحزب الله في الداخل والخارج، وكل ما يتعلق بمشاريع المحور إياه، وأعطي في المقابل هامشاً محدداً يدور فقط في إطار الأمور الداخلية أي وزارت ومنافع وتحاصص ومازوت أسود وجبنة وما شابه، تماماً كما هو حال الإستيذ نبيه.  من هنا عناد المون جنرال الحالي بما يخص تشكيل الحكومة هو تنفيذاً لمن يقرر عنه، أي حزب الله، وكل كلام في غير هذا السياق هو مجاف للواقع الذي يعيشه عون ويشهد عليه المتابعين لوضعيته منذ العام 2006. يبقى أن وضعية المون جنرال محزنة إلا أنها حقيقة تستحق الشفقة، وسامحونا

 

الحكومة: كفى تنازلات لأبطال لاهاي !

علي حماده/النهار/28 كانون الثاني/14

منذ ان طرح موضوع تشكيل حكومة "جامعة " كما يحلو لـ"بروباغاندا" قوى ٨ آذار تسميتها، اعتبرنا ان موقف "القوات اللبنانية" هو الاسلم من حيث استجابته للمبادئ والمسلمات ولحقيقة مشاعر القواعد الشعبية. ولما شرح لنا سعد الحريري تفاصيل غابت عنا في الاساس، اعتبرنا ان في الاسباب الموجبة لتجاوب "تيار المستقبل" مع الدعوات للمشاركة في حكومة واحدة مع "حزب الله" من دون ان يكون انتزع سلفا التزاما من الاخير للانسحاب من سوريا - وان يكن الحزب الحاضر الاقوى في محاكمة لاهاي في جريمة اغتيال رفيق الحريري - نزعة للتهدئة وتفويت الفرصة على الحزب المشار اليه لتفجير الوضع في البلد، ملقياً بالمسؤولية على الاستقلاليين، فضلا عن النتائج اللاحقة على الاستحقاق الرئاسي واحتمالات الفراغ القوية. بين سلامة موقف "القوات اللبنانية" وسلامة اعتبارات سعد الحريري، رأينا انه يمكن ترك الامور تتجه تأليفا نحو حكومة معقولة لا تعجبنا ولن تعجبنا، ولكنها اقل سوءاً ربما من بقاء حكومة "حزب الله" برئاسة نجيب ميقاتي، الذي يبقى مهما قال وفعل وتذاكى، واجهة من واجهات بشار الاسد في لبنان، ويبقى مهما ناور هنا وهناك غطاء سنيا في رئاسة الحكومة لـ"حزب الله" ومن خلفه. هذه حقيقة، فدعونا لا نتوقف امام لعبة التذاكي وتوزيع الابتسامات العريضة، والكلام الذي لا وزن له حقا. حسناً، لقد صرنا في خضم استحقاق تشكيل حكومة مع "أبطال محكمة لاهاي". واذ بمناورات جديدة يتصدرها الجنرال ميشال عون، تحت عناوين مختلفة، هادفا الى ضرب المعادلة الدقيقة التي تم التفاهم عليها في عملية توزيع الحقائب الوزارية، على قاعدة انه مطلوب من الاستقلاليين بعد كل التنازلات التي قدموها من اجل تجنيب لبنان انفجارا كبيرا، ان يقدموا هم لميشال عون ما لم يقدمه له حلفاؤه. فهل يمكن المضي في هذه اللعبة التي قد تكون احد امرين: اما مناورة لتحسين الوضع، واما مناورة لإجهاض تشكيل الحكومة؟ في رأينا ان التنازلات التي قدمها الاستقلاليون لا تحصى، وحان الأوان ليتوقف هذا المسار من التنازلات. كفى، وليكن ما يكون. فإن التحالف العريض في ١٤ آذار أهمّ بألف مرة من الجلوس مع "ابطال محكمة لاهاي" على طاولة واحدة. كما ان روح ١٤ آذار أهمّ بما لا يقاس من هواجس ومخاوف وهلع لدى بعضهم. إن من يراقب ما يحصل في مفاوضات جنيف ٢ التي لن تفضي الى نتائج عاجلة، يدرك ان لا حلول سريعة في لبنان. إن وصلنا الى حائط مسدود، يتعيّن على كل من الرئيس المكلف ومعه رئيس الجمهورية ان يقدما على تقديم تشكيلة تفرض على الجميع بلا استثناء. وليتحمل الطرف الرافض مسؤولية موقفه. وليرتق موقف بكركي اخيرا الى مستوى خطورة المرحلة، فيقف البطريرك خلف رئيس الجمهورية. خلاصة القول : ان الحل الامثل للمرحلة المقبلة هو ان تتشكل حكومة حيادية بمبادرة كاملة من رئيسي الجمهورية والرئيس المكلف تشكيل الحكومة. لننتظر هذين اليومين.

 

أدوات عون الإعلامية لا هي مسيحية ولا هي ناطقة باسم المسيحيين

الياس بجاني/27 كانون الثاني/14/من من اللبنانيين الأحرار لا يعرف تمام المعرفة أن تلفزيون ال او تي في وموقع عون الالكتروني وإذاعته هي أدوات تشبيح تابعة لمشروع محور السوري-الإيراني وليس لعون أو لربعه من الأصهرة والعصي والودائع والانتهازيين والأبواق المصفوفين صفاً تحت مسمى تيار وطني، ليس لهم أي سلطة عليها إلا اسمياً لا غير. من هنا هذه الوسائل معادية للبنان وللبنانيين كافة وللمسيحيين تحديداً. هي وسائل إعلامية بابليسية تعمل على تشويه حضارة ووطنية وإيمان المسيحيين وتجهد لتصويرهم بالأغبياء والتابعين لإيران ولهرطقة مشروع حلف الأقليات. هذه وسائل لا تمت للمسيحيين بصلة، بل تابعة  لمحور الشر ومقطورة من قبل مخابراته. الحقيقة هي أن وسائل إعلام عون هي خنجر في حاصرة الشرائح المسيحية اللبنانية. أما الأخطر هنا فهو تماهي البطريرك الراعي ومظلومه وفريقه الديني والمدني مع هذه الأدوات حيث أصبح لبكركي في ظل الراعي مصادر إعلامية وأمس واليوم نسب لها رفض بكركي أي حكومة غير جامعة وفيها التمثيل المسيحي راجح. المطران بولس صياح صاحب التصريحات هو مظلوم آخر ولكن بأسلوب مختلف أما النصار فحدث ولا حرج. باختصار لا عون ولا صهره ولا تيارهما الطائر في سماء محور الشر، ولا الراعي ولا صياحه ولا مظلومه ولا نصاره يعرفون ما هي المسيحية ولا هم يمثلون المسيحيين.... وسامحونا.

 

عون داعشي بامتياز طبقاً لتوصيفه هو نفسه الإرهاب السوري-الإيرانية وبالصوت سنة 2002 في أميركا

الياس بجاني/27 كانون الثاني/14/بما أن داعش والنصرة وفتح الإسلام وجند الإسلام هم جميعاً منظمات شبيحة من تفقيس حاضنات المخابرات السورية والإيرانية، وبما أن جبران وعمه عون ومن لف لفهما هم أيضاً من أبواق وصنوج المخابرات السورية ومن أدواتهم الإرهابية في لبنان فإن العوني والداعشي هما واحد ومرجعيتهما واحدة. استمع إلى عون بالصوت وهو يصف الإرهاب السوري والإيراني قبل ورقة تفاهمه مع حزب الله والتي من بعدها تحول إلى داعشي وفعلاً يلي ما استحوا ما ماتوا. هذا رابط لكلمة لعون كان ألقاها أمام الجالية اللبنانية في أميركا قبل أن يصبح داعشي وفيها يصف النظام السوري ومخابراته والإرهابيين على حقيقتهم ويشهد للحق والحقيقة.

عون ذلك انتهى في أسفل الرابط لكلمة عون

عون بالصوت سنة 2002 من أميركا/يقول بالنظام السوري مالم يقله مالك في الخمرة/إضغط هنا للإستماع للكلمة التي مدتها 13 دقيقة

 http://www.10452lccc.com/audio/aoun.usa7.9.02.wma

 

الغاية شفط والوسيلة نفط

أنطوان مراد - رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ

من زمان، كان ساحر سمّى نفسه ” داهش”، وكان له تلامذة ومريدون ما زال بعضُهم حياًّ. وكان فعلاً يملك قدرات ما، وشيئاً من السحر. سمُّوهُ ما شئتم. اليوم ، ثمة ساحرة جديدة تسمّي نفسها ” داعش”، أي الدولة الإسلامية في العراق والشام. وفي ظننا أنها صنيعة نظام بشار أو رديفة له، من حيث يدري أو لا يريد أن يدري! لقد سأل معارض سوري في رسالة وردت إلى محامٍ صديق: غريب! لماذا لا تفقهون ما يحصل فعلاً في سوريا؟ إسألوا على الأقل  لماذا يقصف النظام السوري عشوائياً المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال بالبراميل المتفجِّرة، بينما يتعامى عن مجموعات داعش التي تمترس على مرمى حجر من مواقع جيشه في مناطق كثيرة؟!

معه حق. والأدهى يا سادة، أنه كان ينقص في هذا الزمان الرديء أن تتهم طرابلس بالداهشية والتكفير وباقي المعزوفة! يفجّرون مساجدها على عينِك يا كاميرات! يقتلون العشرات من أبنائها، ويرفضون تسليم الجناة المعروفين ، ويدّعون محاربة الإرهاب! أتذكرون منذ فترة اتهام بشار لطرابلس بأنها قاعدة للقاعدة؟ أتذكرون حديث ممثل النظام السوري في الامم المتحدة عن إنزال أسلحة للقاعدة عند شاطىء جونيه؟ بل إنه كاد يقول إن مزار سيدة لبنان في حريصا أصبح مخزناً للعبوات الناسفة؟ ما هذا الهراء؟ وفي أي حال، “الحق مش عالنظام و8 آذار ، الحق على الشعب العظيم الذي يصدّقهما”.

أيها الأعزاء ، اليوم لدي أربعة أمثلة معبّرة ، تابعوني. الأول: بينما كان تجّار قرطاجة يُحصون أموالهم ويَخشَون خسارة المزيد منها من أجل هزيمة روما، كان هنيبعل يقاتل الرومان في عقر دارهم ويقترب من أسوار عاصمتهم لحصارها. لكن خوف التجار على بضعة قروش إضافية، انتهى بتحوّل مسار التاريخ وصولاً إلى تدمير قرطاجة وهيمنة روما على حوض المتوسط كاملاً، حتى سُمِّي البحر الروماني ، فارضة حضارتها وسلامها على ضفافه في ما عُرف بالـ PAX ROMANA.

ثانياً : مثلٌ مستوحى من خرافة لـ جان دولا فونتين:

بينما كان الصَّرصار يغنِّي صيفاً وهو لاهٍ وهمُّه يومُه، كانت النملة تجمع حبات القمح حبة حبة للشتاء. وعندما حلَّ الخريف، دبّ الخوف في قلب الصرصار، وراح يرجو النملة قوتاً،  فذكّرته بما كان عليه من عبث!

ثالثا: عندنا، ينشغل بعضُ ساسة المسيحيين من فريق 8 آذار بالمزايدات وحسابات الربح والخسارة مادياً وانتخابياً، بدلاً من المشاركة في البحث عن مخارج تنقذ لبنان، الذي كان المسيحيون علّة وجوده كياناً ودولة تعدّدية، دولة ينعم فيها الجميع بالأمان والاستقرار والحرية.

رابعاً وأخيراً: “الغاية تبرّر الوسيلة”، يقول ماكيافيللي.

الغاية شفط والوسيلة نفط! والسلام.

 

عون وصهره هما صدى صوتي لمحور الشر السوري-الإيراني ونقطة ع السطر

http://newspaper.annahar.com/article/103637-ضمان-باسيل-للدور-المسيحي-لم-يمر-لكن-حزب-الله-ربما-غير-رأيه-في-الحكومة-الجامعة

الياس بجاني/29 كانون الثاني/14/لا نعتقد أن لبنانياً واحداً من السياديين والأحرار الذين لم يقتلوا حاسة النقد بداخلهم يرى في عون وصهره ومعهما كل ربع العون من ودائع وعصي وانتهازيين، غير مجموعة من المرتزقة الذين باعوا الوطن وقضيته وأهله بثلاثين من فضة. من هنا فإن كل بكاء وصراخ وعنتريات العم عون وصهره جبران هي أدوار كومبارس مسرحية مكلفين بلعبها من الممسك بقرارها 100%، الذي هو حزب الله ونقطة على السطر. فعلى من يريد حقيقة فهم خلفيات موقف عون الصوتي من تشكيل الحكومة عليه أن يقرأ في مواقف طهران وجيشها عندنا حزب الله. باختصار مفيد نقول إن أي عاقل ومطلع على الوضع المحزن والبائس والتبعي للسياسيين اللبنانيين عموماً، ولوضعية الجنرال ميشال عون تحديداً قد يخدع ذاته ويصدق أن هذا العون النرسيسي هو حر في قراراته وأنه فعلا يعرقل تشكيل الحكومة وأن حزب الله فشل في محاولات إقناعه!!! في الواقع الملموس والمعاش عون وكما بري حاله حال تبعي 100% لحزب الله ومن خلاله لمحور الشر السوري الإيراني، وكل النفخة النيابية و"عجقة" الوزارات الموكلة له من خلال الصهر وباقي الربع وأيضاً كل الهالة الكاذبة المحاط بها من إذاعة وتلفزيون وغيرهما هي من خيرات وعطايا حزب الله، والحزب "يمون عليها" وعلى من فيها أكثر بكثير من المون جنرال، ولنا في علاقة عون بارسلان وفرنجية والطشناق الغريبة والعجيبة خير مثال. من هنا فإن عناد عون أو تراخيه، كما قبوله أو رفضه في أي ملف أو قضية لا يخرج لا من قريب ولا من بعيد عن طوع الحزب ومحوره الشرير. عون أمسى واجهة وبوق بامتياز ينفذ ولا يقرر منذ أن وقع ورقة التفاهم سنة 2006 والتي على أساسها تخلى عن حرية القرار في كل ما هو شأن دولي وإقليمي واستراتيجي وقرارات دولية وسلاح وحروب وغزوات لحزب الله في الداخل والخارج، وكل ما يتعلق بمشاريع المحور إياه، وأعطي في المقابل هامشاً محدداً يدور فقط في إطار الأمور الداخلية أي وزارت ومنافع وتحاصص ومازوت أسود وجبنة وما شابه، تماماً كما هو حال الإستيذ نبيه.  من هنا عناد المون جنرال الحالي بما يخص تشكيل الحكومة هو تنفيذاً لمن يقرر عنه، أي حزب الله، وكل كلام في غير هذا السياق هو مجاف للواقع الذي يعيشه عون ويشهد عليه المتابعين لوضعيته منذ العام 2006. يبقى أن وضعية المون جنرال محزنة إلا أنها حقيقة تستحق الشفقة.

 

ضمان باسيل للدور المسيحي لم يمرّ لكنّ "حزب الله" ربما غيّر رأيه في الحكومة الجامعة

ايلي الحاج/النهار

http://newspaper.annahar.com/article/103637-ضمان-باسيل-للدور-المسيحي-لم-يمر-لكن-حزب-الله-ربما-غير-رأيه-في-الحكومة-الجامعة

لم يكن مجدياً على ما بدا من ردود فعل شعبية وسياسية في البيئة المسيحية، ومن ضمنها تلك المتأثرة بأجواء "التيار الوطني الحر"، تكبير هذا "التيار" قضية بقاء الوزير جبران باسيل في وزارة الطاقة ورفعها إلى مستوى الضمان لدور المسيحيين في لبنان. لم يتجاوب الناس العاديون مع هذه النظرية. وعدّوها من أنواع المبالغة اللفظية الجائزة في السياسة التقليدية اللبنانية. فلطالما تعمّد أفرقاء ومسؤولون قبل حرب 1975 وبعدها الزجّ بأدوار طوائفهم في التجاذبات عند توزيع مكاسب ومغانم. إلا أنّ هذه المسألة لما كانت استأثرت بالإهتمام الإعلامي والشعبي لو لم تكن تخفي ما هو أكبر في السياسة. في المجالس والدوائر المتابعة من كثب لعملية ولادة الحكومة السلامية خيّم سؤال ملح يبحث عن أجوبة: هل غيّر "حزب الله" رأيه وتراجع عملياً ومن دون إعلان عن مشروع الحكومة السياسية الجامعة مع خصومه في قوى 14 آذار؟ يستعيد طارحو السؤال محطات "مشهودة" منذ إرساء وثيقة التفاهم أو التحالف بين الحزب و"التيار العوني"، محطات استخدم فيها الحزب "المونة" على حليفه، لا سيما في الدوحة وتطبيق مفاعيل الإتفاق الذي حمل اسمها، وعند تأليف كل من الحكومات السابقة، وكذلك عند اندلاع خلافات في التوجهات والمصالح بين الجنرال ميشال عون وحليف الحزب الآخر الرئيس نبيه بري. لا يستبعد أصحاب هذا الرأي أن يكون لإبعاد إيران عن مفاوضات جنيف 2 لحل الأزمة السورية علاقة بسلوك الحزب المفترض. يلفت بعضهم إلى أن المنطقة العربية تشهد اشتباكاً كبيراً وحامياً يحمل طابعاً مذهبياً شكلاً، إيرانياً عربياً في العمق. السؤال المبرّر هنا لماذا تتأجج النار في سوريا والعراق وتتحرك تحت الرماد في دول خليجية عدة واليمن، في حين يُستثنى لبنان وتغلب فيه سياسة "تبريد الأرض" بتعبير الإطفائيين؟ ثم، إذا كان "حزب الله" يريد من الحكومة الجامعة صورة تجمعه مع الممثلين الأبرز للسُنّة في لبنان، ولا سيما الرئيس سعد الحريري من أجل إمرار مرحلة إعلان القرار الإتهامي في المحكمة الدولية، فقد نال مفعول الصورة من دونها. يستطيع الحزب الرد على من يسأله حول اتهام مسؤولين وعناصر من عديده بارتكاب جريمة الاغتيال أن نجل الرئيس الشهيد يشاركهم في الحكومة أو هو على استعداد لمشاركتهم من خلال تياره بين يوم وآخر. أما إذا كان يريد الحزب من الحكومة كبح موجة التفجيرات الإجرامية التي يرتكبها انتحاريون متشددون من الطائفة السنّية في الضاحية الجنوبية وسواها من المناطق الشيعية، فهو يدرك تماماً أن لا رابط بين عاملي تأليف الحكومة الجامعة مع "المستقبل"، وبين أعمال التفجير الإنتحارية يرتكبها من يعتقدون أنهم بهذا الأسلوب يردون على مشاركة مقاتلي الحزب ووحداته العسكرية في قتل السوريين الثائرين على النظام الحاكم في بلادهم. مختصرها أن الحزب لو أراد لكان ذلّل العراقيل العونية وإن على حساب حضوره في حكومة يكفيه أن يتمثل فيها بوزير واحد لإبداء الرأي والتبليغ إذا فرض الظرف ذلك، لكن الواقع - ودوماً في حسابات أصحاب الرأي - أنه وجد نفسه غير قادر على السير أبعد في مسيرة حكومة جامعة لن توصله إلا إلى تصريف الأعمال مع شركاء أدخلهم بنفسه في شراكة حكومة لن تفعل سوى تصريف الأعمال معه. شركاء لا يخفون نيتهم في أي حال أن يواجهوه وينتزعوا منه مكاسب ومواقع ومعادلات تحميه وتخدمه مثل معادلة "جيش وشعب ومقاومة"، فأين مصلحة الحزب في المضي بهذا المشروع غير المناسب له إطلاقاً؟ صحيح أن السلاح هو الذي يوفر عناصر القوة، وهذه القوة وحدها تحمي الحزب فيما المنطقة كلها تغلي بظروف شديدة الخطورة، إلا أن بقاء حكومة الرئيس نجيب ميقاتي على كل علاتها يبقى أضمن للحزب وأكثر إفادة لجميع حلفائه. فلماذا يتنازل الجنرال عون عن حقيبة النفط التي يتولاها الوزير باسيل، ولماذا يضغط عليه "حزب الله" كي يتنازل؟ ثمة هنا ما هو غير مقنع

 

لبنان التعددي/تعليق الياس بجاني على مقالة أوكتافيا نصر الوارد في أسفل

اصبتي بالتشخيص، نعم نحن شعوب وحضارات ومذاهب مختلفة ولبنان هو وطننا جمياً وهذه هي النعمة التي نتجاهل اسلوب العامل معها. كل الصراعات بيننا تنتهي يوم نتقبل بعضنا البعض بكل اختلافاتنا ونقبل جميعا بسلطة الدولة ودستورها. لندع الإرمني يبقى أرمنياً والعربي عربياً والسرياني سريانياً والماروني لبنانياً فنيقياً وتطول قائمة واقعنا الإثني. نعم علينا أن نتوقف عن قهر وصهر بعضنا البعض اثنياً ومذهبياً ونتوافق على أن لبنان هو لبنان وفقط لبنان.

 

هذا هو لبناني

بقلم/اوكتافيا نصر/النهار

http://newspaper.annahar.com/article/103387-هذا-هو-لبناني

اللبنانيون محبوبون في العالم بأسره كشعب، ومكروهون كمجموعات وميليشيات وإرهابيين. لا يسهل التعامل مع هذا الواقع، لكنه أمر ضروري من أجل معالجة خلافاتنا والمضي قدماً. جال اللبنانيون في أنحاء العالم فنشروا حكمة عريقة وثقافة غنية وخصائص فريدة. تحب شعوب العالم أطباقنا، وهل يُعقَل ألا تحبّها؟ يتنافس المطبخ اللبناني مع أفضل ما يقدّمه العالم في مجال الطهو والمأكولات. وللمواهب اللبنانية بصمتها في العلوم والترفيه والصحافة والآداب وعالم الشركات وريادة الأعمال والسياسة على الصعيد العالمي. نحن شعب ذكي. لا شك في ذلك على الإطلاق. كما أننا من أكثر الشعوب تعرّضاً للتحديات. فنحن أسياد الازدواجية في المعايير، وننام على أمجادنا السابقة. نمتدح نجاحات الآخرين، وننفر من الإخفاقات؛ نادراً ما نتمنّى النجاح بعضنا للبعض. وفي خضم ذلك كله، نفشل في تخصيص الوقت اللازم لبناء نجاحاتنا والنهوض من جديد بعد كل إخفاق. لدينا سفراء في مختلف الميادين، من المريخ إلى القمر مروراً بالبحار السبعة، ومن القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي. نغزو القمم الشاهقة والأغوار السحيقة، ونزرع أرزة محفورة على العلم الأروع. ولكن في الوقت عينه، يجرّنا آخرون يومياً إلى مستنقعات الذل والعبودية. هؤلاء يحبّون تعفير وجوههم بالتراب، إنهم ينشدون الموت، ويؤمنون بالمؤامرات. عندما أتساءل لماذا لا أتخلّى عن لبنان على رغم كل التحذيرات التي توجّهها الحكومات الأجنبية إلى رعاياها لمغادرة لبنان وعدم التوجّه إليه لأسباب أمنية، أتذكّر كل الأرواح الجميلة والعقول المبدعة التي تتمتّع بالكثير من المواهب والتميّز والجمال التي يمكنها ان تشاطرها العالم أجمع. تبدأ المعافاة عندما نقرّ في أعماقنا بأننا مختلفون أكثر مما نحن متشابهون. السبب وراء عجزنا عن التحدث بعضنا مع البعض هو أننا مختلفون إلى درجة تستحيل معها المصالحة. لا يمكنك أن تحبّ الحياة والموت في الوقت عينه. لا يمكننا أن نحب السلام والحرب في الوقت عينه. لا يمكنك أن تحب الحرية وتسعى في الوقت عينه وراء العبودية. نحن قوّتان مختلفتان جداً تدفع كل منهما في اتجاه معاكس للآخر. لن نتوقّف عن الدفع إلى أن تتفوّق قوة على الأخرى. أنا أختار الحياة والإبداع والتقدّم والسلام والحب والحرية والعبقرية. هذا هو لبناني. أما الجانب الآخر من لبنان فأقرّ بوجوده، لكنني لا أدعمه ولن أدعمه أبداً. بل سأحاربه حتى آخر رمق من حياتي.

 

قليلاً من الثبات والصلابة...والتخطيط

بقلم أحمد الأسعد

جاء البيان الذي أصدره السفير السعودي علي عواض العسيري قبل أيام ليؤكد أن للمملكة العربية السعودية يداً في اقناع الرئيس سعد الحريري بالدخول مع حزب الله في حكومة واحدة وجامعة، من دون أن يكون تعهد الحزب احترام "إعلان بعبدا" وتالياً سحب مقاتليه من سوريا، ومن دون الإتفاق سلفاً على المضمون السياسي للبيان الوزاري لجهة ضمان خلوه من معادلة الشعب والجيش والمقاومة. لم يكن أحد يشكّ في أن المملكة هي التي تقف وراء هذا التحوّل، وهي التي دفعت الرئيس الحريري إلى التنازل، وإلى الموافقة على ما كان مرفوضاً. طبعاً، يعرف جميع اللبنانيين أن أنّ لدى المملكة العربيّة السعوديّة نيّات حسنة تجاه لبنان وتجاه اللبنانيّين جميعًا، وهي لا تريد لهم سوى الأمن والإستقرار والإزدهار. ولا حاجة إلى التذكير بالدور الإيجابي والمسالم والبنّاء الذي أدته المملكة على الدوام في لبنان. ولكن، إذا كنا نعرف يقيناً أن السياسة السعودية تجاه لبنان كانت ولا نزال سياسة تنبع من مصلحة لبنان، ومن الحرص على استقلاله، فإن ما نريده من المملكة هو أن تُظهر ثباتاً وصلابة في خطط المواجهة التي تعتمدها، على المستوى الإقليمي، مع النظام الإيراني، بحيث تبقى قادرة على أن تكون مظلة لنا في مواجهتنا السياسية مع أدوات المشروع الإيراني. نريد من السعوديّين أن يدرسوا خطّطهم بشكل أفضل، وأن يتشبّثوا بها ولا يبدّلوها عند كل هبّة ريح محلية أو إقليمية أو دولية، وخصوصاً أن المشروع الإيراني ، في المقابل، ينطوي على أهداف واضحة، لا يستكين الإيرانيون وأتباعهم في لبنان، في العمل على تحقيقها بكل الوسائل السياسية والعسكرية والأمنية وحتى الثقافية والإقتصادية!  في مواجهةٍ من هذا النوع، ومع مثل هذا النظام، ومع المنظومة التابعة له، على السعودية،  إذا كانت تريد أن يكون دعمها للبنان فاعلاً ومفيداً، أن تكون لديها، على غرار الإيرانيّين، خططً متوسّطة المدى وأخرى بعيدة المدى للبنان وبقيّة المنطقة، مع فارق المضمون طبعاً: فالخطط الإيرانية خطط توسع وإساءة إلى سيادة لبنان وغيره من دول المنطقة، في حين أن أية خطط سعودية ستكون حتماً خططاً لصالح شعوب هذه المنطقة، ومنها الشعب اللبناني، تعكس "الشخصية السياسية" للمملكة: الإعتدال والسلام والإزدهار.

المستشار العام لحزب الإنتماء اللبناني

 

المسيحيون والنفط

شارل جبور/جريدة الجمهورية

الإنفتاح على نظريات جديدة تتصِل بدور المسيحيّين مسألة مطلوبة ويجب تشجيعها، لأنه لا يوجد شيء جامد في التاريخ، والحياة تتطور باستمرار، وعلى المسيحيين وغيرهم مواكبتها عبر إدخال التعديلات اللازمة على طبيعة أدوارهم وفقاً للتطورات التي تكون قد استجدّت. ومن هنا لا يفترض الاستخفاف بنظرية جبران باسيل الجديدة التي يمكن أن تكون استشرافية، والتي اعتبر فيها أن "حقيبة النفط هي الحقيبة الاستراتيجية للبنان ولمسيحيّيه تحديداً، وفيها ضمانة جديدة مستحدثة لهم". ولكن، قبل مناقشة مضمون هذه النظرية الغريبة والعجيبة وتشريحها، لا بد من التساؤل في الشكل أوّلاً: كيف تستقيم موافقته على المداورة، التي يعترض عليها فقط كونها لأشهر عدة، طالما يعتبر حقيبة النفط ضمانة جديدة للمسيحيّين؟ إذ إنه في هذه الحال يجب أن يكون ضد المداورة أو المطالبة، أقلّه بتثبيت حقيبة النفط في صُلب حصة المسيحيين كرئاسة الجمهورية وقيادة الجيش ومديرية المخابرات...

وفي الشكل أيضاً كان الأحرى بباسيل الدفاع عن حقوق المسيحيين في طريقة تأليف الحكومة التي تمّ تغييب "التيار الوطني الحر" عن كل المفاوضات السياسية التي رافقتها، بدلاً من الدفاع عن حقيبة وزارية، على أهميّتها، لأنّ الشراكة تتجسّد بصناعة القرار السياسي على مستوى البلد، وليس بترؤس حقائب تقنية وظيفية إجرائية تعويضية، والدليل أن "حزب الله" لم يتوقف يوماً أمام نوعية الحقائب التي تُسند إليه كون أولويته تكمن في التحكّم بمفاصل القرار الوطني. وأمّا في مضمون النظرية "الاستشرافية"، فلا بد من التوقّف أمام الآتي:

أولاً، أثبتت الحرب الأهلية أن كل الضمانات التي اعتبرها المسيحيون ضمانة لوجودهم سقطت مع أوّل اختبار عسكري وانفصالي بين اللبنانيين، على رغم كل الصلاحيات التي كانت بيَد رئيس الجمهورية والمؤسسات المَمسوكة من قبل المسيحيين في الجمهورية الأولى.

ثانياً، الهدف من استحداث ضمانة جديدة للمسيحيين، كما قال باسيل عن النفط، تحوير أنظار المسيحيين للمرة الأولى في تاريخهم عن المعركة المتصِلة بهوية لبنان وسيادته ودوره، ودفعهم إلى التلهّي بمعارك جانبية لا تقدّم ولا تؤخر في رسالتهم القائمة على فكرة إنجاح التجربة اللبنانية.

ثالثاً، لا قيمة لأيّ وزارة أو أيّ موقع في بلد مُحتلّ ودولة فاقدة لقرارها واستقرارها، لا بل يتحوّل هذا الموقع أو تلك الوزارة إلى مادة ابتزاز لتعطيل هذا المرفق أو إدارته بطريقة استنسابية وملتوية.

رابعاً، إنّ ربط دور المسيحيين بحقيبة وزارية يشكّل تحجيماً وتقزيماً لدورهم من جماعة ساهمت في تأسيس لبنان انطلاقاً من إيمانها بالحرية والديموقراطية والتعددية إلى جماعة أولويتها المحاصصة والبترو-دولار.

خامساً، لم يُبَدِّ المسيحيون في تاريخهم القيمة المضافة لدورهم التي تجسدت في قطاعات التعليم والاستشفاء والثقافة والاقتصاد والمال والسياحة على أولوية أن يكونوا أسياد قرارهم. فالفصل بالنسبة إليهم بين الواقعين الاقتصادي والسيادي لم يطرح يوماً، لا بل اعتبروا دوماً أن السيادة وحدها تشكّل المدخل للاستقرار النقدي والمالي...

سادساً، الحقيبة الميثاقية بامتياز ليست النفط بطبيعة الحال، كما أكّد باسيل، إنما توافق اللبنانيين على احترام المشترك بين بعضهم والذي يتمثّل بالدولة والدستور وميثاق العيش المشترك والقرارات الدولية، هذا المشترك الذي أطاحَه حليفه "حزب الله" من دون أن يرفّ للتيّار جفن، لا بل كان وما زال يعمل على تغطيته.

سابعاً، حاول باسيل وضع التنازع على الطاقة في إطار استهداف المسيحيين، وبمعزل عن أنّ استهدافهم من باب الطاقة هو "آخِر الدنِي"، إلّا أن المسيحي في لبنان لم يُستهدف يوماً لأنه مسيحي، بل استهدف دوماً لدوره في الدفاع عن لبنان ورفض الانصياع للوصايات الخارجية، أكانت سورية أو إيرانية.

ثامناً، العلاقات الدولية التي يتباكى عليها باسيل لم يسحبها المسلم من المسيحي في لبنان، بل سحبها النظام السوري الذي تحوّل اليوم إلى حليف ونصير لـ"التيار الوطني الحر"، والهدف مِن سحبها كان إخفاء الصوت المسيحي المدافِع في المنتديات الدولية عن لبنان وسيادته، وضرب المظلة الدولية الراعية للبنان.

تاسعاً، تعامل باسيل مع حقيبة النفط على طريقة صناديق الهدر التي وزّعت إبّان الوصاية السورية على بعض زعماء الأحزاب، حيث وضعها في السياق "الاقتصادي المُتناقِص على المسيحيين منذ 25 سنة، والإنماء الغائب عنهم منذ 25 سنة"، وكأنّ عائدات هذه الوزارة هي للمسيحيين وليست للبنان بكلّ طوائفه ومناطقه.

عاشراً، المسيحيون مؤتمنون على فكرة لبنان وسيادته واستقلاله وحرية جماعاته وأفراده وحقوقهم، وقبل إنقاذ الفكرة اللبنانية من المخطط المتواصل لاغتيالها من قبل الفريق الذي يريد إبقاء لبنان ساحة والدولة مُستباحة، فمن العَبث البحث عن موارد نفطية أو نووية معرّضة حكماً للنهب لمصالح غير لبنانية في دولة عاجزة عن بسط سلطتها ونفوذها ومؤسسات مغيّبة وغير قادرة على المساءلة والمحاسبة وشعب مخطوف ومهدد يومياً بلقمة عيشه ومستقبل أبنائه...إنّ أغرب نظرية كان يمكن أن تطرح ربط مستقبل المسيحيين بالنفط، هذه النظرية التي أطاحَت كلّ ما راكمَته الجماعة المسيحية من قِيَم فكرية وثقافية وتقدمية ونضالية حَوّلتها إلى جماعة مؤسسة لبلد يعيش فيه المسيحي والمسلم جنباً إلى جنب في نظام سياسي مَدنِي تَشارُكي، ولو أنّ اهتمامات المسيحيين كانت نفطية من دون الأبعاد القيمية المتصِلة بالحريات على أنواعها، لكانوا في أحسن الأحوال قوّة اقتصادية في نظام إسلامي يقتصر دورهم على تنفيذ السياسات التقنية والإملاءات الإدارية التي تُطلَب منهم.

 

ترجيح إعلان حكومة لبنانية "بمن حضر" خلال الساعات المقبلة

السياسة/يبدو أن الخيارات الحكومية باتت محصورة بخيارين لا ثالث لهما, إلا إذا تخلى رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون في اللحظة الأخيرة عن تمسكه بوزارتي الطاقة والاتصالات, فيكون عندها قد تنحى من طريق انطلاق قطار الحكومة الجامعة وفق صيغة (8+8+8) المجمَع عليها, وإلا فاللبنانيون إما أمام حكومة حيادية أو حكومة جامعة بمن حضر. أما الخيار الثاني هو ما يميل إليه رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام, أولاً لأن الخيار الأول غير مرضي عنه دولياً, وثانياً إكمالاً في طريقهما الذي سلكاه بنزع الذرائع كلها من يدي عون و"8 آذار", بأنهما لم يستثنيا أياً من الفاعليات السياسية الوازنة من الحكومة الجامعة, وهروباً من مطب عدم الميثاقية المتمثلة بخلو الحكومة العتيدة من القوى المسيحية ذات التمثيل الشعبي, أمام رفض "القوات اللبنانية" الاشتراك مع "حزب الله" طالما بقيت قواته في سورية, وكذلك رفض عون دخول الحكومة للأسباب التي يعرفها اللبنانيون جميعاً, لكن الرئيسين يحتفظان بحقهما الدستوري في توزيع الحقائب والأسماء. ونقل زوار الرئيسين سليمان وسلام لـ"السياسة", أجواء مفادها أنهما لن ينتظرا طويلاً لإصدار مراسيم الحكومة العتيدة في غضون الساعات المقبلة, بعد الحصول على الجواب النهائي من النائب عون, فإما سلوك الحكومة الجامعة وإما الحيادية, لأنه ما عاد ممكناً الانتظار كثيراً, فيما البلد يغرق بهمومه ومآسيه, دون أن يبادر المعرقلون إلى تسهيل مهمة الولادة الحكومية ويتجاوبوا مع المصلحة الوطنية ويقدموها على الاعتبارات الشخصية, لإنقاذ البلد من أزمته

 

سليمان ينتظر التشكيلة وسلام ينتظر جواب «8 آذار» و«حـزب الله» يُواصل مساعيه مع عون

جريدة الجمهورية

إذا كانت صفة المراوحة تنطبق على محادثات السلام حول سوريا في جنيف بين وفدي الحكومة السورية و«الإئتلاف السوري المعارض»، فإنّ صفة الانتظار تنطبق على المشهد اللبناني عموماً والحكومي خصوصاً، بعدما بات الجميع في حال انتظار عقبَ المواقف التي أعلنها رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون أمس، بعدما لم تفلح كلّ المفاوضات على خط الرابية في ثنيِه عن موقفه الذي دعا فيه الرئيس المكلف تمّام سلام إلى «الإعتذار نتيجة فشله في تأليف الحكومة بعد عشرة أشهر».

أبو فاعور أطلع بري على نتائج الاتصالات والمساعي الجارية

ينتظر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أن يحمل إليه الرئيس المكلف تشكيلته الوزارية، وينتظر سلام بدوره الجواب النهائي لفريق 8 آذار ليقرر خطوته التالية، وفريق 8 آذار ينتظر نتائج مفاوضات رُبع الساعة الأخير بعد مواقف عون الحادّة والتي صوّبت على الجميع ودعت الرئيس المكلف من غير أن تسمّيه، الى الإعتذار بعدما اتّهمته بالعبث بالمعايير الدستورية التي تؤمّن صحة التأليف.

وعليه، يبقى السؤال المطروح: هل سليمان وسلام سيوقّعان على التشكيلة الوزارية التي أنهاها الرئيس المكلف على قاعدة الحكومة الجامعة التي ترضي الجميع، وقام بعرضها على رئيس الجمهورية ليل أمس الاوّل عندما زار قصر بعبدا بعيداً من الأضواء؟ أم انّهما سيعطيان وقتاً أطول للتفاوض؟

الفشل سِمة الوساطات

وأمس، نُقل عن مرجع رسمي يواكب الإتصالات الجارية لتأليف الحكومة وصفه حصيلة الوساطات الجارية بـ"العودة من البيدر بلا غلّة"، وأنّ الفشل الذريع كان سِمةً تميّزت بها كلّ الوساطات على تقلصها، معتبراًَ أنه كان ينقصها مشاريع مخارج قابلة للتنفيذ.

وأضاف المرجع: "لقد باتت الوساطات محدودة للغاية ومحصورة على خطّي "الحزب التقدمي الإشتراكي" و"حزب الله"، وقد أعلنا فشل كلّ الإتصالات التي أجراها الطرفان.

فالرئيس بري أدّى قسطه للعلى ولا يمكنه الدخول على خط هذه الوساطات التي لم يعد يريدها بعد كلّ ما رافق الجهود التي بذلها للخروج من المأزق الحكومي، علماً أنه بقي مستمعاً أمس لكلّ من الوزير وائل ابو فاعور الذي زاره بعد زيارته صباحاً دارة المصيطبة ولقائه الرئيس المكلف، ولجملةِ إتصالات هاتفية عدّدت العقبات، من دون أن تحمل اليه أيّ مشروع للحل".

وقال المرجع إنّ الحديث عن تشكيلة جديدة بات من سابع المستحيلات في ظلّ المعطيات التي افرزتها الإتصالات الأخيرة، وإنّ الحركة التي قام بها امس ابو فاعور لم تحمل سوى "دردشة حكومية" وروايات متبادلة على طريقة "قال لي... وقلت له" من دون ان ترتسم امام ابو فاعور أيّ صيغة قابلة للتطبيق.

24 ساعة حاسمة

ورغم الحديث عن أجواء الفشل، تحدثت المعلومات المتداولة في بعض الأوساط عن 24 ساعة حاسمة لتأليف الحكومة الجامعة، بانتظار إشارة ما قد تصل اليوم الى المصيطبة من "حزب الله" ما زال الخلاف قائماً حول مدى ايجابيتها، بعدما انقسمت الآراء حول الحجم الإيجابي منها، وإن كانت كل الأجواء تتحدّث عن رسالة سلبية يؤكّد من خلالها الحزب البقاء الى جانب عون حتى لو أدّى ذلك الى تطيير كلّ الجهود التي بُذلت من أجل حكومة جامعة.

وقالت الأوساط نفسها لـ"الجمهورية": "إنّ الحزب لم يفلح حتى اللحظة في التوصل الى معادلة توفّر "تقليعة" الحكومة والإحتفاظ بالحد الأدنى من الودّ في العلاقات بينه وبين "التيار الوطني الحر".

وأضافت: "إذا كانت الرسالة ايجابية سنسمع بخبر زيارة الرئيس المكلف عصر اليوم أو صباح غد الخميس على أبعد تقدير الى بعبدا ومعه ملف يحتوي على تشكيلة وزارية سياسية وجامعة.

بري

وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زوّاره أمس أن لا جديد لديه حول الموضوع الحكومي، وإنّه لن يتدخل ما لم يُطلب منه شيء، وإنّ أحداً لم يطلب منه شيئاً بعد مجدّداً.

وأكد بري انّه لا يريد الخوض في مُهل لتأليف الحكومة. وقال "إنّ الحكومة السياسية الجامعة هي نصف الطريق الى الانتخابات الرئاسية، لأنها تضمّ الجميع، وفي إمكانهم ان يتحاوروا". وأضاف: "من يريد الانتخابات الرئاسية عليه ان يسعى الى الحكومة السياسية الجامعة".

واعتبر "أنّ الخطر القائم اليوم هو أنّ هناك حكومة مستقيلة عطّلت مجلس النواب، وهناك ايضاً تعطيل لتأليف الحكومة، وقد بدأنا نلمس إشارات الى تعطيل الاستحقاق الرئاسي". وقال: "كنّا في الماضي نلقي المسؤولية على الخارج وتبيّن أنّ المشكلة هي في داخلنا".

وكرّر موقفه من المداورة في الحقائب الوزارية في الحكومة العتيدة، فقال: "إمّا أن تكون شاملة او لا تكون". وأشار الى "أنّ السيناريو المتوقع هو، إمّا حكومة حيادية قد لا تتمكن من وضع بيان وزاري ومن الوصول الى مجلس النواب لنيل الثقة، وإمّا حكومة امر واقع إذا أحجم المسيحيون عن المشاركة فيها فإنها ستفقد ميثاقيتها، ولن أسمح بوصولها الى المجلس لأنّهم يعرفون موقفي من هذا الموضوع".

الأبواب لم تُقفل

لكن مصادر عاملة على خط التأليف أكدت لـ"الجمهورية" أنّ الاتصالات لم تنقطع وكذلك الأمل، وهناك محاولات للإلتقاء في منتصف الطريق، والأبواب لم تُقفل امام الحكومة الجامعة نهائياً، أمّا الحكومة الحيادية فقد تراجع الحديث عنها ولم تعد الخيار المطروح حالياً. والمنطق يقول إنّ إعطاء مزيد من الوقت للمشاورات هو الحلّ الأمثل الآن".

وكشفت المصادر أنّ التوزيع الطائفي لا عودة عنه، مشيرة الى أنّ البحث الآن يشمل توزيع الحقائب وفقاً للتوزيع الطائفي بين القوى السياسية.

وأكّدت المصادر أن لا شيء يوحي بأنّ الحكومة ستولد قريباً، لافتة الى انّ الأمور يمكن ان تذهب الى منتصف شهر شباط المقبل، وذلك إفساحاً في المجال أكثر أمام إنضاج الإتصالات، وإلّا فإنّ حكومة الأمر الواقع السياسية التي تمثّل الجميع وتعطي حقائب لكلّ القوى السياسية من دون استثناء هي الخيار البديل، لكنّها تبقى أحجية في ظل عدم تقدير ردّات فعل جميع الأطراف عليها".

وكان الحراك السياسي المعلن والبعيد من الأضواء قد تواصل لتأمين مخرج عقدة المداورة، وبرزت في هذا الإطار زيارة الوزير جبران باسيل الى رئيس تيار"المردة" النائب سليمان فرنجية.

وفي حين سرَت أمس معلومات عن أنّ عون تلقّى عرضاً جديداً يتمثّل بحصوله على حقيبتي المال والأشغال العامة، نفت مصادر بارزة في قوى 8 آذار لـ"الجمهورية" هذا الأمر، وقالت إنّ عون لا يزال يتمسّك بحقيبتي الطاقة والإتصالات، وإنّ العقدة تراوح هنا".

موقف عون

وكان عون اعتبر في بيان مكتوب تلاه بعد الاجتماع الأسبوعي لـ"التكتّل" أنّ أيّ حكومة تؤلف خارج الأطر الدستورية والميثاقية هي فاقدة للشرعية، مشيراً إلى أنّه على هذا الأساس سيحدّد التكتل موقفه. واعتبر أنّ الرئيس المكلّف تمام سلام يعبث بضوابط ومعايير تأليف الحكومة، لافتاً إلى أنّ الفشل في تأليف الحكومة بعد 10 أشهر ينهي التكليف ويوجب الاعتذار.

وأكّد عون أن لا شرعية لأيّ سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك لجهة تهميش أيّ مكوّن من مكوّنات الوطن، وشدّد على أنّ هذا المبدأ لا يحتمل أيّ استثناء. وقال إنّ قدرَنا دوماً أن نكون مستهدفين في الاستحقاقات المفصلية والمهمة عندما يتعلق الأمر بإنشاء السلطات الدستورية، فخيارُنا رفض هذا الواقع والتصدي له، حفاظاً على سلامة الوطن والدولة".

مصادر سلام

وليلاً، رفضت مصادر الرئيس المكلف التعليق على مواقف عون، وقالت لـ"الجمهورية" إنه ينتظر الأجوبة من الوسطاء وسُعاة الخير التي أخذت ما يكفي من الوقت، وقد طال الأمر. وعن دعوة عون سلام الى الإعتذار، أجابت المصادر ممازحة: "لا وقت لدينا للتفكير في الموضوع ليلاً و"الصباح رباح".

فتفت

وقال عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب احمد فتفت الذي زار الرئيس المكلف امس لـ"الجمهورية" إنّ عون يدرك جيّداً أنّ المشكلة ليست عند الرئيس المكلف أو مع أيّ احد آخر، وإنّما هي عند حلفائه الذين تعهّدوا بحلّها.

وأشار فتفت الى انّ الجميع ينتظر جواب "حزب الله" بعدما طلب مهلة 48 ساعة لترتيب الوضع مع حلفائه، لكن الـ48 ساعة تحوّلت الى 11 يوما.

وإذ لمس فتفت انّ سلام بعيد جداً من تأليف حكومة حيادية، لم يستبعد تأليف حكومة أمر واقع سياسية "وعندئذ على كلّ طرف ان يتحمّل مسؤولياته".

جعجع

في هذا الوقت، تمنى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على رئيس الجمهورية والرئيس المكلف عدم إضاعة ايّ لحظة اضافية واستخدام صلاحياتهما الدستورية في تأليف حكومة حيادية عن فريقي 8 و14 آذار، وليس عن السياسة السيادية المتمثلة بإعلان بعبدا، مؤكداً أنّ "خطوة من هذا النوع باتت إنقاذية ملحّة لمصلحة الوطن".

الى ذلك، نفت مصادر في "القوات اللبنانية" لـ"الجمهورية" أيّ إمكانية لمشاركة "القوات" في الحكومة، مؤكدة انّ موقفها المعلن سابقاً غير قابل للإلتباس أو الأخذ والردّ. وتعليقاً على الأنباء حول توزير وزراء قريبين منها، قالت المصادر إنّ كلّ 14 آذار قريبة منها، ولكن هذا لا يعني أنّ "القوات" مشاركة.

عودة ميقاتي

وعصر أمس عاد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى بيروت، بعد زيارة خاصة الى باريس تابع فيها أعمالاً خاصة.

ورفضت مصادره التوسّع في الحديث عن لقائه الرئيس سعد الحريري صدفةً في بهو احد الفنادق، وقالت إنّ أيّ كلام آخر سوى السلام والكلام ليس دقيقاً على الإطلاق.

عودة هيل

وفي هذه الأجواء، عاد السفير الاميركي دايفيد هيل امس من الرياض ولم يصدر عن السفارة الأميركية أيّ بيان يتحدث عن اتصالاته فيها. لكنّ مصادر مطلعة أكدت انّ هيل التقى مسؤولين رسميين هناك، وتركّز البحث على الدعم الدولي المعزّز الى لبنان على كلّ المستويات السياسية والإقتصادية والمالية، وتحديداً لتعزيز الجيش اللبناني ومواجهة ملف النازحين السوريين الذي بات يهدّد الأمن والسلم الداخلي في مناطق عدّة.

كذلك تناول البحث الأجواء التي تمهّد لإستحقاق رئاسي في أفضل ظروف وتسهيل تأليف الحكومة الجديدة. وأكّد هيل في اتصالاته التي وُصفت بأنها على جانب كبير من الأهمية، سواءٌ في الخارجية السعودية أو على مستوى مسؤولي الأمن القومي، أنّ بلاده مع تأليف حكومة جامعة لمواجهة الإستحقاقات المقبلة على لبنان والمنطقة، ومنها انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية.

 

جعجع لـ"المركزية": مصير ومصلحة البلاد يحتمان خطوة انقاذية فورا واتمنى على سليمان وسلام تشكيل حكومة حيادية عن 8 و14 اذار

المركزية- تمنى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام عدم اضاعة اي لحظة اضافية واستخدام صلاحياتهما الدستورية في تشكيل حكومة حيادية عن 8 و14 اذار وليس عن السياسة السيادية المتمثلة باعلان بعبدا، معتبرا ان خطوة من هذا النوع باتت انقاذية ملحة لمصلحة الوطن. تعليقاً على ما آلت إليه المساعي والاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة، أدلى جعجع بتصريح لـ"المركزية" قال فيه: إن الأوضاع المتردية والمتفلتة على مختلف الصعد، تجعل البلاد في حاجة ماسة إلى حكومة، ليس أي حكومة، بل حكومة فعلية وفاعلة. فللمرة الأولى تُثبت التجارب أن ما يسمى بالحكومة الجامعة، تحول دون تشكيلها عقبات بحجم الجبال، تبدأ بالجانب السياسي السيادي، ولا تنتهي بمجموعة تفاصيل وحصص وحسابات تتعلق بشهوات ومصالح خاصة لا تقف عند حد.

لذلك، بات اكيدا أن الحكومة الممكنة، التي تلبي، ولو بالحد الأدنى، المقومات السياسية السيادية كمدخل أساسي لاستقرار مقبول في البلد، وتكون بعيدة عن منطق المحاصصة والشهوات والمصالح والرغبات، هي حكومة حيادية، أعني بها حيادية عن تحالفي 8 و14 آذار، وليست حيادية إطلاقاً عن السياسة السيادية المتمثلة بإعلان بعبدا. وبناء عليه، أتمنى على رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، عدم إضاعة أي لحظة إضافية واستعمال صلاحياتهما الدستورية بالمبادرة فوراً إلى تشكيل الحكومة العتيدة، لأن مصير البلاد ومصلحتها العليا يحتمان مثل هذه الخطوة الإنقاذية الملحة.

 

سليمان عرض مع الخوري مشاورات التأليف وهنأ الرئيس التونسي باقرار الدستور الجديد

وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم، مع وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال ناظم الخوري للتطورات السياسية والحكومية الراهنة والمشاورات الجارية بهدف تشكيل حكومة جديدة.

الجالية في ابيدجان

واستقبل الرئيس سليمان وفدا من الجالية اللبنانية في ابيدجان وبعض دول افريقيا برئاسة نجيب زهر، شكر له زيارته لبعض دول افريقيا وما تركته هذه الزيارة على اوضاع المغتربين اللبنانيين فيها وعلاقاتهم مع الحكام والمسؤولين وانعكاس ذلك ايجابا على اوضاعهم.

تهنئة رئيس تونس

على صعيد آخر، اتصل رئيس الجمهورية بنظيره التونسي منصف المرزوقي وهنأه بإقرار الدستور الجديد، متمنياً التقدم والازدهار والاستقرار لتونس وشعبها.

 

شمعون: مشروع "حزب الله" آيل إلى السقوط عاجلاً أم آجلاً

السياسة/استغربت أوساط قيادية مسيحية, ما سمته "غيرة" رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون وصهره الوزير جبران باسيل على حقوق المسيحيين عند كل استحقاق دستوري, رئاسياً كان أو حكومياً أو نيابياً, قائلة لـ"السياسة", "ما كان ينقص باسيل أثناء مؤتمره الصحافي المتعلق بتشكيل الحكومة سوى أن يرتدي الزي الكهنوتي ويعلق الصليب على صدره لينضم إلى فريق الآباء اليسوعيين المدافعين عن حقوق المسيحيين, أما أن يتحول إلى اعتبار بقاء وزارة الطاقة في عهدته نابعاً من الحرص على حقوق المسيحيين وكرامتهم, فذلك قمة الإسفاف واللعب بعقول الناس". و"في هذا الجو العوني الجديد الذي يَرْشَح زيتاً, للتدليل على المغالاة والحرص على حقوق الطائفة المسيحية", علق رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون في تصريح ل¯ "السياسة" بالقول "لم يكن ينقص العماد عون سوى أن يقول ليسوع المسيح: قم لأجلس مكانك".

وسأل "كيف يمكن أن يفسر لنا "جنرال الرابية" هذه الغيرة على المسيحيين, فيما حليفه الأكبر حزب الله يريد تحويل لبنان جمهورية إسلامية, فكيف يحافظ عون والحال هذه على حقوق المسيحيين? وأي حقوق ستبقى للطوائف في لبنان إذا ما نفذ حزب الله مشروعه بتحويل لبنان دولة تابعة للولي الفقيه الإيراني?". وتمنى شمعون "لو أن عون يتعلم الوطنية من 14 آذار, من خلال انفتاح هذا الفريق على كل القوى السيادية في لبنان, لكن مؤامرته انكشفت في تغطية سلاح حزب الله مقابل الوعد بإيصاله إلى كرسي الرئاسة". ورداً على القائلين بأن لرئيس التيار العوني الحق بأن يشترط ما يريد لأنه يرأس أكبر كتلة نيابية في مجلس النواب, قال شمعون إن "عون يعرف جيداً أن كتلته النيابية ما كانت بهذا الحجم, لولا مساندة حزب الله إياه في كل المناطق اللبنانية من دون استثناء, فعون من دون حزب الله لا يساوي شيئاً". ورأى أن "الأمور إقليمياً تتجه نحو الأفضل, وما علينا سوى الانتظار, لأن مشروع حزب الله آيل إلى السقوط عاجلاً أم آجلاً".

 

ارجاءالجلسة النيابية الى 4 آذار المقبل

وطنية - أرجأ رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري الجلسة التشريعية التي كانت مقررة اليوم بسبب عدم اكتمال النصاب، الى صباح يوم الثلثاء في 4 آذار المقبل لدرس ومناقشة جدول الاعمال المقرر، وذلك وفق ما أعلن الامين العام للمجلس عدنان ضاهر.

 

اصابة مواطنين اثنين جراء إلقاء قنبلة صوتية قرب كنيسة مار جاورجيوس في الزاهرية

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في طرابلس عبد الكريم فياض عن اصابة المواطنين وهيب جرجس وإيلي فوفاني اصابات طفيفة، جراء القاء قنبلة صوتية مساء اليوم، قرب كنيسة مار جاورجيوس، في شارع الكنائس في الزاهرية. وحضرت القوى الامنية، وفتحت تحقيقا بالحادث.

 

شاهد: إطفاء نار موكب الحريري استغرق وقتاً غير عادي

دبي – قناة العربية/استمرت المحكمة الخاصة بلبنان، اليوم الثلاثاء، في استكمال عمليات الاستماع إلى الشاهد خالد الطبيلي، الذي ساهم في إطفاء حريق السيارات التي اشتعلت إثر اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري.

وتطرق الضابط في إطفائية بيروت إلى توقيت إطفاء سيارات موكب الحريري، موضحاً أن العملية استغرقت وقتاً أطول بكثير من إطفاء أي سيارة عادية مشتعلة. كما تطرق إلى دخول العسكريين والمدنيين إلى موقع التفجير، ومنهم وزير الداخلية حينها سليمان فرنجية، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي علي الحاج. وشارك في استجواب الشاهد الطبيلي قضاة المحكمة وممثل الادعاء وممثلو الدفاع عن المتهم مصطفى بدر الدين ورفاقه. وستنهي المحكمة استجواب الطبيلي، وتبدأ بعد ذلك في استجواب أحد الشهود الموضوعين تحت حماية المحكمة. يذكر أنها المرة الأولى التي تعلن فيها المحكمة عن حماية أحد شهودها. وفرضت المحاكمة تدابير حماية خاصة لتسمح للشاهد بالإدلاء بشهادته عن بعد، حيث سيدلي بإفادته في قاعة المحكمة عبر نظام المؤتمرات المتلفزة، وذلك بسبب المخاوف من تعرضه للخطر في لبنان الذي يعيش أوضاعاً أمنية صعبة.

 

حزب الله "محرج" و"نصرالله اتصل بعون لحضه على القبول بالمداورة"

أجرى الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله اتصالاً برئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون، لحضه على القبول بمبدأ المداورة، من أجل الوصول الى تشكيل الحكومة، على حد ما أفادته المعلومات الصحافية.

فقد كشفت صحيفة "اللواء"، الثلاثاء، ان نصرالله اتصل بعون، "شخصياً"، لحضّه على تليين موقفه الرافض للمداورة والوصول إلى حل وسط في ما خص تشكيل الحكومة.  وأضاقت أن نصرالله أكد لعون "ضرورة تشكيل الحكومة الجامعة في هذا الوقت العصيب الذي يمر به لبنان، لكن عون لم يتجاوب". ونقلت الصحيفة عن أحد المشاركين من "حزب الله"، في الاتصالات على خط نصرالله-عون، أن الحزب "في حالة احراج جاءته من عظام الرقبة".

وأوضح أن ما يجمع الحزب بعون "أكبر من أي حكومة، وانه سواء جرى التفاهم حول الحكومة أم لا، فان موقف الحزب سيبقى ملتصقاً بالموقف العوني إلى أجل غير مسمى". بدورها، أفادت صحيفة "النهار"، أن الرئيس المكلف تمام سلام سيتبلّغ، الثلاثاء، من جزب الله الجواب الذي سيتلقاه من عون في شأن الصيغ المطروحة للتأليف. ولفتت الى أن "العد العكسي لولادة الحكومة سيبدأ الثلاثاء وفي مهلة محدودة جدا وسط تأكيد ان لا تراجع عن مبدأ المداورة او تطبيقه لأن كل الاتفاق السياسي على تأليف الحكومة سيطير في حال المس بهذا المبدأ". يُشار الى أن المساعي الحكومية اقتربت من الوصول الى خواتيمها، الا أن العقدة الاخيرة تبقى تمسك "التيار الوطني الحر" برفضه مبدأ المداورة بالحقائب الوزارية، وحصوله على وزارة الطاقة والمياه، ومن المفترض أن تشكل الحكومة تبعاً لصيغة 8-8-8.

 

عون بعد اجتماع التكتل: ذروة المخالفات الدستورية أن يهدد مسؤول شعبه بتأليف حكومة أمر واقع

وطنية - اكد رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون اثر الاجتماع الأسبوعي للتكتل في الرابية، ان "جميع شعوب العالم التي تمارس الديموقراطية الحقيقية تفرض على حكامها احترام دساتيرها، وإلا لفظتها وابعدتها عن ممارسة الحكم، وأحيانا يصبح السجن مأواهم. اما في الديموقراطيات المزيفة يداس الدستور، ويصبح شعارات فارغة تغطي منتهكيه. وبينما نحن في معرض السعي وبذل الجهود لتلاقي مختلف مكونات الوطن وتقاربها على إقامة السلام بينها، نلمس ان هناك من يتصرف على عكس ذلك لأسباب غير مبررة. ولأن فكرنا الدائم يتوجه نحو دولة مدنية، ديموقراطية، حديثة قائمة على العدل والمساواة بين المواطنين، نفاجأ بردة تعيدنا إلى الوراء". أضاف: "بكل بساطة ولأسباب مختلقة، يمدد لمجلس النواب، ويمنع المجلس الدستوري من الانعقاد، لاتخاذ موقف من دستورية قانون التمديد. كما تخالف القوانين لتمديد ولايات موظفين من أسلاك مختلفة ولاؤهم للمسؤولين وليس للدولة، وإسقاط مبادرات ميثاقية لتصحيح الأوضاع الشاذة، وترسيخ ممارسات تعمق الشواذ وتعطل الميثاق والاعراف، الضامنة له. واليوم، يعبث الرئيس المكلف بتأليف الحكومة بالمعايير والضوابط التي تؤمن صحة مسار التأليف". وسأل: "هل نسي أولياء الشأن ألا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك من جهة تهميش أي مكون من مكونات الوطن؟"، وقال: "هذا المبدأ لا يحتمل أي استثناء أو التفاف، كما فسره العلامة الكبير إدمون رباط بأنه مبدأ خطير وخطير جدا، لأن من شأنه أن يجعل كل رئيس جمهورية، وكل حكومة، وكل مسؤول، معرضا للاقالة والمقاومة، إذا ما وجهت إليه التهمة بأن من سياسته ومواقفه وأفعاله قد تظهر بوادر الانقسامات الطائفية، ولا غرو أنه بات لكل مواطن أن يلجأ إلى هذا السلاح الحاد، إذا ما بدا له أن ثمة عملا أو سياسة أو اتجاها من شأنه ان يهدد ميثاق العيش المشترك أي العيش الجامع بين اللبنانيين كافة".

وتابع: "قدرنا دوما أن نكون مستهدفين في الاستحقاقات المفصلية والمهمة عندما يتعلق الأمر بإنشاء السلطات الدستورية ومؤسسات الدولة بصورة صحيحة. أما خيارنا فهو رفض هذا الواقع والتصدي له حفاظا على سلامة الوطن والدولة، فاللامبالاة المقصودة والمزاجية النازعة نحو الدكتاتورية بغية السيطرة على الشريك في الوطن تجعل من واجبنا رفض هذا السلوك ومجابهته. إن الإطاحة بالدستور والقوانين والمواثيق أسقطت الحكم من قواعد ممارسته وأسقطت معه الأمن والاقتصاد والعدالة، وأشاعت الفساد فأفقرت الناس وراكمت الديون". وختم: "إن ذروة المخالفات التي يهدد بها المسؤول الشعب اللبناني هي تأليف حكومة أمر واقع، لأنه يجهل أن الفشل في تأليف الحكومة بعد عشرة اشهر، قضاها من دون أي جهد لحل الأزمة ينهي التكليف ويوجب الاعتذار، وأي حكومة تؤلف خارج الأطر الدستورية والقانونية والميثاقية، بمعزل عن المضمر في تأليفها، هي فاقدة للشرعية، وعلى هذا الأساس، نحدد موقف التكتل

 

النائب نبيل نقولا رد على الجراح: كل ما يقال عن فساد في وزارة الطاقة إفتراء

وطنية - رد عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب نبيل نقولا على كلام عضو "كتلة المستقبل" النائب جمال الجراح حول "اتهام الوزير باسيل بصفقات وسرقة وسمسرات من دون وثائق تؤكد كلامه" بالقول: "تمخض الجبل فولد فأرا، كنا نتمنى على الزميل بدل كيل الإتهامات على المنابر الإعلامية، تقديم ما يملك من معلومات ومستندات الى النيابة العامة المالية والا يكون كلامه مبنيا على الكذب والافتراء وسيحاسب عليه". اضاف نقولا: "نحن صنعنا من وزارة الطاقة جوهرة وكلامنا ليس "تربيح جميلة" لأحد ولكن فقط للرد على الاتهامات، فقد تغيرت شبكات المياه بنسبة 60 الى 70%، وعندما استلمنا وزارة الطاقة كانت الشبكات مهترئة، وقد انشأنا السدود. في عهدنا لم يكن هناك من محول كهربائي في الضاحية الجنوبية قبل ان يستلم الوزير جبران باسيل، ولم نفشل في ادارة الوزارة وقلنا انه في العام 2015 ستصبح الكهرباء على مدار الساعة واذا ما وصلنا الى العام 2015 ولم نحقق وعدنا عندها يمكن للناس ان تحاسبنا"، مشددا على ان "كل ما يقال الآن عن فساد في وزارة الطاقة والمياه هو إفتراء". واعتبر نقولا ان "الفريق الاخر عطل تشكيل الحكومة في البداية بسبب قتال حزب الله في سوريا اما اليوم فأصبح عذره متعلقا بوزارة الطاقة وجبران باسيل"، اضاف: "فلنبدأ بعد الانتخابات الرئاسية بالمداورة لان عمر الحكومة الحالية لا يتعدى 3 اشهر وهذه المدة القصيرة غير كافية لوزير جديد حتى كي يتعرف على طاقم وزارته او مكتبه. إنما من المرجح انه لن تكون هناك انتخابات رئاسية، لذلك نسأل بيد من ستصبح الحقائب التابعة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان عندما تنتهي ولايته؟ واذا اكدوا لنا ان الانتخابات الرئاسية ستحصل فلكل حادث حديث".

 

النائب زياد اسود: المداورة الفعلية بدأت بسرقة المال العام في وزارة الاشغال

وطنية - أصدر المكتب الاعلامي للنائب زياد اسود البيان الاتي: "لقد بدأت على ما يبدو المداورة الفعلية، بسرقة المال العام في وزارة الاشغال، عبر تجزئة مبلغ 73 مليار ليرة لبنانية على مناطق محددة تخص طوائف معينة وحرمان المسيحيين وحلفائهم في مناطق اخرى. اننا نسأل رئيس الحكومة ووزير الاشغال عن كيفية صرف 27 مليار ليرة في طرابلس فقط، في مقابل حرمان الكورة والبترون وجبيل وكسروان والمتن وبعبدا وزحلة وجزين وحاصبيا والبقاع الغربي. وكيف تمرر مبالغ لبعض النافذين من تيار المستقبل، ولبعض المتعهدين الذين ينتمون اليهم في صيدا وغيرها؟ لقد فهمنا المداورة جيدا ووصلت الرسالة من سارقي مال الشعب".

 

المحكمة الدولية رفعت الجلسة للاستراحة

وطنية - لاهاي - رفعت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان جلستها عند الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم بتوقيت بيروت لمدة ساعة للاستراحة

 

الطبيلي تابع الادلاء بشهادته في لاهاي: كان هناك صعوبة في اطفاء الحريق في سيارات موكب الحريري

وطنية - لاهاي - تابع الشاهد الضابط المتقاعد في فوج اطفاء بيروت خالد الطبيلي الادلاء بشهادته في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وقد عرض الادعاء صورا جديدة أخذت يوم الانفجار والتي تظهر الحرائق في الموقع. وأشار الطبيلي الى مكان الحفرة في الصور، موضحا انها كانت عميقة، وان عمله يقتصر فقط على اطفاء الحرائق في السيارات والابنية. وقال: "كان يوجد في الحفرة الكثير من حطام السيارات، اما النيران فكانت في الاطراف، لافتا الى ان السيارات المحترقة كانت بالقرب من مبنى بيبلوس. واوضح انه كانت هناك صعوبة في اخماد الحرائق في موكب الرئيس الحريري ريما لكونها مصفحة. واشار الى ان المادة البيضاء الظاهرة في الصور هي السائل الرغوي التي تستعمل في اطفاء المواد المستعصية. وأعلن ان النيران لم تكن مندلعة داخل الحفرة التي تسبب بها الانفجار. وعن الزي في الصور، لفت الى انه في فوج الاطفاء كل رئيس او ضابط مسؤول عن فرقة يرتدي زيا معينا لتبيان انهم ضباط، وذلك كي نفرق بين رجل الاطفاء والضابط الذي يتولى اعطاء الاوامر، شارحا سير عمل فرق الاطفاء التي كانت في المكان. وردا على سؤال عن وجود عدد من المدنيين في الصور، قال الطبيلي: عندما نصل الى مثل هذه الحوادث لكبرها وهولها لا بد ان يأتي المدنيون من كل حدب وصوب. ونحن كرجال اطفاء ليس من عملنا منعهم بل هي مهمة العناصر الامنية التي تتولى القيام بمهمة عدم افساح المجال للمدنيين بالدخول الى مكان الانفجار، مؤكدا ان عملنا يقتصر على اطفاء الحريق والعمل على اخلاء الجرحى. اما اخلاء المدنيين فتلك مهمة الاسلاك العسكرية. وردا على سؤال يتعلق بالحفرة قال الطبيلي: قلت بالامس انها ليست في منتصف الطريق، قريبة جدا من مبنى السان جورج وبعيدة بعض الشيء عن مبنى بيبلوس، اما قطرها وعمقها ومساحتها فهذا ليس من عملي بل من عمل الادلة الجنائية والاجهزة العسكرية. - الحفرة كانت قريبة جدا من السان جورج.

وعن وجود سيارات مركونة في الشارع، قال: "اكثر السيارات التي كانت بالقرب من مكان الحريق هي مدنية اما السيارات المحترقة والتي تندلع فيها النيران فهي تابعة لموكب الحريري.

وعن الشاحنة التي تظهر في احدى الصور المعروضة، قال الطبيلي: "ان السيارة تابعة لشركة بيبسي كولا هي موجودة في منطقة سياحية بامتياز حيث تتواجد فيها اهم وربما افخم الفنادق والمطاعم الموجودة في لبنان، وربما كانت تقوم بتفريغ حمولتها لاحدى المطاعم او الفنادق". كما اشار الى ان احدى السيارات في الصور تابعة لفوج اطفاء بيروت استطاعت الدخول لاخماد الحرائق وهي مخصصة لعملية التبريد ودخلت الى اقرب مكان ممكن للقيام بهذه المهمة، موضحا ان خلفها وعلى بعد عدة امتار توجد سيارة اخرى للاطفاء لم تستطع الدخول بسبب الردم وكانت تقوم بتزويدها بالمياه وكانت الطريق لا تسمح الا بمرور شاحنة اطفاء واحدة، شارحا سير العمل. ولفت الى ان الصورة المعروضة اخذت بعد مرور 3 ساعات ونصف الساعة. وسأل العاكوم الشاهد الطبيلي عن سبب طول الوقت الذي احتاجته السيارات لاطفائها، فاوضح انه لا يعرف لماذا لانه لا يعرف نوعية مواد التفجير، لافتا الى سماكة الزجاج في السيارات التابعة للموكب ما تسبب بصعوبة اخمادها، ربما كونها مصفحة اخذت هذا الوقت. وسأل العاكوم هل حضر احد المسؤولين الى مكان الجريمة، قال الطبيلي: بكل صراحة لم اهتم بمن حضر ام لم يحضر لان عملي يقوم على اطفاء الحريق، وعندما انتهيت شاهدت وزير الداخلية وقائد قوى الامن الداخلي وعدد من القضاة والضباط وشخصيات". سأل العاكوم هل كان هناك من توجيهات، فأجاب الطبيلي: "ما كان يهمني فقط هو اطاعة اوامر رئيسي المباشر ولم تأتنا اي توجيهات من اي جهة اخرى". وردا على سؤال عن الوقت الذي استغرقه اطفاء الحريق في مبنى بيبلوس، قال الطبيلي: "زهاء نصف ساعة او ثلاث ارباع الساعة، لم يكن هناك من مواد ملتهبة بل مفروشات مكتبية، واستطعنا اخماد الحريق بالسرعة اللازمة"، لافتا الى انه بعد الانتهاء عاد الى مكان الحريق، مكررا انه لا يوجد لديه عمل في مكان الحفرة فليس هناك من حريق ولا مصابين.

وعن احدى الصور لفت الطبيلي الى انها اخذت من الطابق الثاني او الثالث من مبنى فندق السان جورج، ان السيارة الموجودة في الصورة تابعة لموكب الرئيس الحريري.

وعن عدد رجال الاطفاء الاجمالي الذين تم استدعاؤهم قال: "يوجد 3 قطاعات كل منها يضم 35 عنصرا وبقي 5 عناصر في كل قطاع يتولون حراسة المركز وغرفة العمليات وباقي العناصر توجهوا الى مكان الانفجار. عدد العناصر ما بين 70 و80 عنصرا. وقال: "عندما توجهت وفرقتي كنا حوالي 15 عنصرا، ولكن عندما شاهدت ما شاهدت طلبت من غرفة عملية الفوج ان يمدوني بجميع العناصر المتواجدة في الاماكن الثلاثة وبعد حوالي 10 دقائق حضرت الى المكان العناصر والسيارات. وردا على سؤال عن وجود عناصر الدفاع المدني اشار الطبيلي الى انهم مدربون على الاطفاء ويساعدون فرق الاطفاء اذا ما طلب منهم ذلك، لافتا الى انه لم يقم بإحصاء سيارات الدفاع المدني ولا يعلم عددهم. وباسم المتضررين سأل بيتر هاينز الشاهد الطبيلي عن القطاعات، مكررا وجود 3 قطاعات، اثنان اتوا من ناحية الشمال وواحد اتى من الجنوب، شارحا طريقة عمل الاطفاء التي تمت.

وسئل عن الوقت الذي تطلبه اطفاء كل الحريق، فأجاب: حوالى ساعتين ونصف الساعة. وعن عدد الجثث التي سحبت والجرحى، قال: "بالنسبة للفصيلة التي يعمل فيها فقد تم سحب اربعة مصابين"، لافتا الى ان "الفرق الباقية من اسعاف وغيرهم كانوا ينقلون الجرحى والجثث". وعن وضع السان جورج في ذلك الوقت، قال الطبيلي: "كان خاليا لان اصحابه كانوا يقومون بترميمه"، لافتا الى انه "لم يكن يحترق، وكان يوجد فيه بعض العمال"، مؤكدا ان "المبنى تضرر بسبب الانفجار".

 

هيئة علماء المسلمين: استمرار توقيف الأطرش غير قانوني بسبب تجاوزه المدة القانونية

وطنية - اوضحت "هيئة علماء المسلمين" في بيان اليوم، انها تستغرب "كلام وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال شكيب قرطباوي، والذي كان نقيبا للمحامين حول استمرار التحقيق مع الموقوف الشيخ عمر الأطرش وهو يعرف أن استمرار توقيف الأطرش لدى الضابطة العدلية غير قانوني لأنه تجاوز المدة القانونية التي تجيز إبقاء الموقوف لديها". واعتبر ان "بيان الصليب الأحمر الدولي وتكذيبه للتسريبات السابقة بعدم تعرض الشيخ عمر الأطرش يعطي إشارات واضحة بأنه قد تعرض للتعذيب بعكس ما تم تسريبه زورا". واكد البيان ان "عدم تطبيق القانون من قبل جهاز المخابرات ومن قبل مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية سيجبرنا على الادعاء على مخالفي القانون أمام التفتيش القضائي وأمام المراجع الأخرى المختصة. كما أننا سنتابع الإجراءات القانونية - إن اضطررنا - ضد كل المسؤولين عن مخالفة القانون في هذه القضية أمام المراجع العربية والدولية المختصة".

وطالب "وسائل الإعلام بالتحلي بالموضوعية في تغطية هذه القضية وعدم المسارعة إلى نشر التسريبات الكاذبة".

 

القوات اللبنانية في اوستراليا اولمت تكريما للمطران منجد الهاشم

وطنية - اوستراليا - سايد مخايل - أقام المستشار السياسي ل"القوات اللبنانية" في مقاطعة استراليا سليم الشدياق عشاء على شرف المطران الزائر منجد الهاشم، في حضور راعي الإبرشية المارونية في استراليا المطران أنطوان طربيه، النائب الإبرشي الخوري مارسيللينو يوسف والاباء: ايلي رحمه، انطوان طعمه، بولس كرباج، بولس ملحم وطوني عيسى. كما شارك في المناسبة رئيس الرابطة المارونية توفيق كيروز، رئيس التجمع المسيحي والي وهبه، الرئيس العالمي للجامعة الثقافية ميشال الدويهي، مسؤول مقاطعة استراليا في القوات اللبنانية طوني عبيد، رئيس مكتب سيدني شربل فخري واعلاميون وشخصيات من الجالية اللبنانية. ورحب الشدياق بالهاشم منوها بما قدمه للطائفة المارونية وللجالية اللبنانية، وتمنى التوفيق لطربيه في قيادة الإبرشية المارونية. كما هنأ الاعلامي أنور حرب على الوسام الذي منحته اياه الحكومة الاسترالية في يوم استراليا. وشكر الهاشم الشدياق مؤكدا "ان الروح القدس هو من أوحى باختيار المطران طربيه للابرشية المارونية في استراليا"، ونوه بدور الطائفة والجالية في استراليا، كما كانت كلمة لحرب.

 

رئيس بلدية عرسال: القضاء الشفاف كفيل بكشف الحقيقة في قضية الاطرش ونحن تحت سقف الدولة

وطنية - عقد رئيس بلدية عرسال علي محمد الحجيري مؤتمرا صحافيا في مكتبه في دار البلدية، حذر خلاله من "تمادي العصابات المسلحة المنتشرة على الطريق الدولية والتي تقوم باعتداءات متنوعة ضد اهالي بلدة عرسال".

وقال: "ما يحدث في عرسال لم يعد يحتمل، ففي تموز الفائت ارتفعت وتيرة التعديات من عصابات مسلحة على أبناء البلدة الذين ينقلون مواسمهم الزراعية لتصريفها في بقية المناطق اللبنانية، مما دفع ببعض أهالي البلدة الى مواجهة هؤلاء، وقد تم الاتفاق في حينه بعد تدخلات من مسؤولين كبار في المؤسسة العسكرية والامنية، على أن تتولى تلك القوى مسؤولية أمن الطريق الدولية". وأضاف: "اليوم عدنا الى نقطة البداية، وها هي الاعتداءات تتكرر بشكل شبه يومي، وعلى القوى الامنية تحديد من هم هؤلاء وتحت أي غطاء يعملون". ورأى أن "بعض العناصر المندسة من اهالي البلدة تنقل كل المعلومات عن الاشخاص المستهدفين الى تلك العصابات".

وأكد أن "عرسال وأهلها كانوا وسيظلون تحت سقف الدولة، وإذا لم نصل الى نتائج في كشف تلك العصابات فنتائج تمادي هؤلاء ستكون وخيمة على الجميع". وتطرق الحجيري الى مسألة السيارات المفخخة التي تقول وسائل الاعلام إنها من عرسال، معتبرا أن "هذا الامر يتعلق بالحدود المفتوحة غير المراقبة من الجيش وسائر الاجهزة الامنية، وهي سائبة على مسافة كبيرة من الحدود، من هنا كانت مطالبتنا الدائمة بانتشار الجيش على الحدود وليس في النقاط التسع الموجودة في البلدة، لأن هذا يمنع عمليات الدخول غير الشرعية بشريا وماديا. وإذا كانت السيارات المفخخة تمر في عرسال كما يقال، فالسؤال الذي يطرح في ظل وجود تسع نقاط للجيش موزعة دائريا حول البلدة، هو كيف تدخل تلك السيارات المفخخة". وعن اعتقال الشيخ عمر الاطرش، قال الحجيري إن "القضاء الشفاف العادل هو وحده الكفيل بكشف الحقيقة، ولنا ثقة كبيرة بما سينتج من التحقيقات. فإن كان مذنبا عليه تحمل المسؤولية، لا ان يقوم البعض بتحميل المسؤولية لاهالي البلدة، وإن كان برئيا فليفرج عنه". من جهة أخرى، نفى أن تكون بعض دول الخليج وفي مقدمها المملكة العربية السعودية تقدم الاموال لدعم المعارضة السورية، وقال: "جل ما تقوم به تلك الدول بين الحين والآخر هو تقديم المساعدات الغذائية والعينية الى النازحين السوريين في البلدة، وقد تخطى عددهم الستين ألف نازح".

 

الراعي أعلن اصدار وثيقة وطنية بعد اجتماع مجلس المطارنة في 5 المقبل وعرض مع زواره الاوضاع

وطنية - أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، خلال لقاءاته، اصدار وثيقة وطنية من بكركي بعد اجتماع مجلس المطارنة الموارنة يوم الاربعاء في 5 شباط المقبل، موضحا أنها "ترتكز على مقومات ثلاث وهي الثوابت الوطنية والهواجس والاولويات"، مشيرا الى انها "تتضمن نحو عشر صفحات، ولقد بدأ العمل عليها منذ شهر آب المنصرم، بعد سلسلة طويلة من اللقاءات مع جميع المسؤولين اللبنانيين وعلى المستويات كافة، وبعد الاستماع الى هواجسهم وتطلعاتهم ومناقشتها".

واذ رأى أن "الوضع الداخلي اللبناني بات خطيرا جدا، شدد على "اهمية وضرورة ان يلعب المسيحيون دورهم الريادي الذي ينتظره منهم الجميع خصوصا في خضم ما يحدث في المنطقة".

استقبالات

من ناحية ثانية، استقبل البطريرك الراعي ظهرا، الوزير السابق فريد هيكل الخازن يرافقه الياس الخازن، وتم عرض الاوضاع والمستجدات لا سيما موضوع تشكيل الحكومة، داعيا القوى السياسية الى "الترفع عن المصالح الضيقة لتسهيل تشكيل الحكومة الجامعة التي تمنع حصول فراغ كامل في المؤسسات الدستورية". واعتبر أن "كل من يتكل على ايعاز خارجي يلزمه الدخول والمشاركة في الحكومة، مخطىء، لان العالم منشغل بأمور في المنطقة أهم بكثير بالنسبة اليها من لبنان". واستبقاه البطريرك الى مائدة بكركي.

وكان البطريرك الراعي استقبل النائب هنري الحلو الذي شدد على "أهمية الحوار بين جميع الأطراف والتنسيق الدائم في ما بينهم حيال الأوضاع الراهنة للوصول الى حل شامل ينقذ الوطن وأهله مما هو أسوأ"، معتبرا ان "التضحية في سبيل الوطن هي وسام شرف ومدعاة فخر لأن الوطن يبقى الأغلى".

والتقى ايضا رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن ورئيس تحرير جريدة "السفير" طلال سلمان.

كما التقى المدير الاقليمي الجديد للبعثة البابوية ميشال قسطنطين في زيارة بروتوكولية بعد استلامه مهامه الجديدة. ووجه قسطنطين دعوة للبطريرك الراعي للمشاركة في حفل تكريم الرئيس السابق للبعثة عصام بشارة الذي سيقام في الاول في آذار المقبل عند الثامنة مساء في بيت عنيا - حريصا.

والتقى ايضا، وفدا اكليريكيا من اكليريكية Anagni جنوب روما، التي تضم 13 أبرشية ايطالية يرافقهم رئيس جامعة الروح القدس الأب الدكتور هادي محفوظ، لإلتماس بركته والتعرف الى الواقع الكنسي اللبناني. وأشار عميد الإكليريكية الى ان اللقاء "يدخل في اطار الإستماع الى اصوات الكنائس ومن بينها صوت الكنيسة المارونية". وقال: "لقد سررنا كثيرا للقاء البطريرك الراعي والتحدث اليه، ونحن نشكره على العاطفة والمحبة اللتين اظهرهما لنا، فهو رجل حكمة وايمان قوي، يعبر عنه بفرح مذهل."

ومن زوار الصرح على التوالي: رئيس بلدية جبيل زياد الحواط والمحامي إدي صفير، رجل الاعمال رضا المصري، الوزير السابق روجيه ديب ورئيس مؤسسة البطريرك صفير الدكتور الياس صفير.

 

سلام استقبل رئيس مكتب الدفاع في المحكمة الدولية

استقبل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام في دارته في المصيطبة، رئيس مكتب الدفاع في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان فرنسوا رو.

 

علوش: على الدولة إزالة "قاعدة حزب الله" و"قاعدة أبو سياف"

الراي/تساءل القيادي في «تيار المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش في حديث الى «الراي» رداً على مبايعة ابو سياف «داعش»: «كيف لاشخاص تعلن نفسها مرجعيات دون ان تُظهِر وجهها الا اذا كانت تخجل من نفسها. واذا كانت تخجل فهي لا تمثل طرابلس»، واضاف: «أشك في ان يكون أبو سياف اعلن مبايعته من طرابلس». من «جبهة النصرة» الى «كتائب عبدالله عزام» الى «داعش»، جميعها ظهرت الى الواجهة في لبنان بعد الثورة السورية. واذا كانت فروع «القاعدة» هذه مختلفة الرؤية والاهداف ومتحاربة في سورية، فانها في لبنان تبدو متفقة على هدف واحد هو محاربة «حزب الله». وتساءل القيادي في «تيار المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش في حديث الى «الراي» رداً على مبايعة ابو سياف «داعش»: «كيف لاشخاص تعلن نفسها مرجعيات دون ان تُظهِر وجهها الا اذا كانت تخجل من نفسها. واذا كانت تخجل فهي لا تمثل طرابلس»، واضاف: «أشك في ان يكون أبو سياف اعلن مبايعته من طرابلس». وعن تمدد «القاعدة» في لبنان، ارجع علوش السبب الى «تدخل حزب الله في القتال الدائر في سورية»، داعياً الدولة اللبنانية الى ازالة «قاعدة حزب الله» و«قاعدة ابو سياف».

واعتبر ان «الوضع في لبنان صعب وقلنا لشركائنا في الوطن ذلك، لكنهم لم يستوعبوا الامر»، مضيفاً: «حزب الله استورد العاصفة السورية. واذا كان لديه الحس بالمسؤولية عليه الانسحاب من سورية».

وردا على سؤال حول اذا كان انسحاب «حزب الله» من سورية سيؤدي الى انسحاب القاعدة من لبنان، قال علوش: «انسحاب حزب الله يسهل معالجة الآفة. فبعد وضع السلاح غير الشرعي بعهدة الدولة لا يعود يختلط على الناس ما هو شرعي وما هو غير شرعي». واذا كان «حزب الله» يعلن خشيته من توغل «القاعدة» اكثر في لبنان ومن التفجيرات والعمليات الانتحارية التي قامت بها في «معاقله» والتي توعدت بالقيام بها في المستقبل، فان الخبير في الحركات الاسلامية احمد الايوبي استغرب في حديث لـ «الراي» ان يكون «المصدر الوحيد للمعلومات عن داعش هو اعلام الممانعة ووسائل اعلام حزب الله وما يدور في فلكه»، قائلاً: «لا افهم ما الرابط الغريب الذي يريد ان يضخم داعش على حساب الاعتدال في لبنان ويروّج لاخبارها. فاذا كانت هذه المجموعة ارهابية وتستهدف الامن اللبناني فكيف لوسائل اعلام ان تروج للارهاب وتنشر اخبار داعش الارهابية وهي تدّعي الممانعة ومحاربة التكفيريين؟ ولذلك فان تضخيم هذه الظاهرة يأتي من جهة واحدة وباتجاه احادي يستهدف بالنتيجة الواقع الاعتدالي في لبنان».

وعن اعلان ابو سياف مبايعته ابا بكر البغدادي قال الايوبي: «من حيث الشكل هذه مبايعة من مجهول الى مجهول. ولا احد من ابناء طرابلس تبنى البيعة ولا دعا لها»، مؤكداً ان «الهدف من هذه المبايعة توريط المدينة في امور وقضايا لا شأن لها بها من حيث الموضوع ولا من حيث الشكل»، مضيفاً ان «تجربة داعش استُخدمت في سورية لضرب الثورة السورية وتُستخدم في طرابلس لضرب هذه المدينة المعروف موقفها السياسي وموقفها من الثورة السورية. ولا اعتقد ان هناك فارقاً بين المراحل السابقة والحالية للقاعدة في لبنان باستثناء ان عوامل دخول القاعدة الى لبنان تتزايد بسبب تورط حزب الله وعدوانه على الشعب السوري. وبالتالي السبب الوحيد المحتمل لزيادة أعداد القاعدة في لبنان هو الاحتقان المذهبي نتيجة العدوان الذي تمارسه ايران وحزبها في المنطقة. لكن في العمق اللبناني لا اعتقد ان هناك نمواً كبيراً للقاعدة بل هناك حالة احتقان نتيجة ما يحصل في سورية».

 

الياس المر: بعد 2014 لن تكون أي دولة مجهزة ومدربة أكثر من لبنان

وطنية - أقامت هيئة المصارف غداء تكريميا على شرف رئيس مؤسسة "الانتربول" الياس المر والامين العام للمنظمة رونالد نوبل. وألقى المر كلمة قال فيها: "اسمحوا لي أولا أن أرحب بكم، واشكر لكم مشاركتكم في اطلاق هذا الحدث من بيروت لتؤكدوا للعالم ان بيروت ليست مدينة الاغتيالات والتفجير، وانما عاصمة الانفتاح والتطور، وان ارادة الشعب اللبناني في الحياة والسلام أقوى من اليأس والاستسلام. هذا الحدث، كان من المفترض ان يقام في إحدى العواصم الدولية لأنه يطال كل القطاع المصرفي في العالم، لكن مهما كان العالم كبيرا ومهما كان الانتربول عظيما فإن لبنان يبقى في قلوبنا رمزا كبيرا". وأضاف: "منذ انشائه عام 1914، وخصوصا في سنواته الأخيرة، حقق الانتربول إنجازات هائلة استراتيجيا وعلى مستوى التحديات، بفضل مجلسه التنفيذي ورؤية ودينامية أمينه العام السيد نوبل وفريق عمله. كان عمل الانتربول يقتصر على التعاون والتنسيق بين أجهزة الشرطة والقضاء في العالم. اليوم هناك نقلة نوعية من خلال مؤسسة الانتربول التي شرفني المجلس التنفيذي و190 دولة عضوا، برئاستها بالاجماع. ان دور المؤسسة هو التواصل مع رؤساء الدول والحكومات لدعم منظمة الانتربول وتطويرها في مكافحة الجريمة المنظمة في العالم. ودور المؤسسة هو فتح أبواب التواصل والتعاون بين الانتربول والقطاع الخاص في العالم، بهدف تحصينه وتعزيز حمايته من الجريمة المنظمة".

وتابع: "اليوم نفتتح معا باب شراكة بين الانتربول والقطاع الخاص لتطوير العمل الأمني عالميا. لن يكون سهلا ان نعود الامن والقضاء على الشراكة مع العالم المدني والمؤسسات العالمية في القطاع الخاص. ولن يكون سهلا كذلك على القطاع الخاص التواصل والتعاون مع الانتربول، لأن لغة الفريقين مختلفة في تقاليدها وأعرافها وطريقة عملها. وهذا ما سيكون من أولويات اهتمام مجلس ادارة مؤسسة الانتربول الذي يضم شخصيات سياسية ورؤساء شركات عالمية تمثل كل القطاعات: من المصارف الى الطيران، والسيارات والفنادق والدواء وغيرها. وكلنا ثقة في أن التعاون بين الانتربول وهذه القطاعات التي تطال 7 مليارات انسان في العالم، إن على صعيد المعلومات أو التجهيزات، ستحد من الجريمة المنظمة وستخفض كلفة الأمن عالميا وستجعل العالم أكثر أمانا".

وقال: "أما على صعيد العلاقة مع الدول والحكومات، فإن مؤسسة الانتربول ستعمل على خطين:

أولا: تأمين الدعم اللازم لتطوير عمل منظمة الانتربول. ثانيا: تأمين الدعم من الانتربول للدول الراغبة في تعزيز أمنها واستقرارها من خلال أحدث برامج التدريب والتجهيز، لأن الأمن أصبح جزءا لا يتجزأ في العالم اجمع".

أضاف: "أردت هذه البداية من وطني الحبيب علنا نضيء بصيص امل للبنانيين في زحمة مشاكلهم السياسية والامنية والاقتصادية. أردنا لبنان رائدا في محيطه والعالم وحجر أساس لانطلاق هذا المشروع. نريد ان ندعم المصارف اللبنانية في حفاظها على الشفافية والتزامها الانظمة والمعايير الدولية وفي مساعيها المثمرة في مكافحة تبييض الأموال، لتكون رائدة في العالم، مع احترام كامل للقوانين اللبنانية التي ترعى هذا القطاع.

للبنان اليوم عمودان فقريان: الجيش والمؤسسات الامنية والقضائية، والقطاع المصرفي. الفئة الاولى تحظى بدعم دولي للحفاظ على استقرار لبنان وتطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي والمعني فيه أكثر من 30 دولة مشاركة في الجنوب. والفئة الثانية هي القطاع المصرفي، وهو جزء لا يتجزأ من قوة لبنان اقتصاديا وصناعيا وتجاريا، وهو العمود الفقري الاساسي للاستقرار، لأن اي مساس بهذا القطاع هو مساس بلقمة عيش كل مواطن، وفي النهاية كل جندي في الجيش او عنصر في الاجهزة، هو مواطن. لذلك ان أي محاولة لضرب هذا القطاع أو المساس به أو الضغط عليه، يشكل خطرا على الاستقرار في البلد وعلى القرار 1701 في جنوب لبنان".

وأعلن "أننا سنضع ابتداء من اليوم خطة عمل متكاملة، وسيكون لبنان الأول في العالم في عقد شراكة مع الانتربول لتطوير القطاع المصرفي وتحصينه وتعزيز حمايته، من خلال برامج التدريب وتبادل المعلومات الذكية (البطاقة الذهبية). وسيكون لبنان مصدرا ورائدا لهذه التكنولوجيا الحديثة الى كل دول العالم. اما الخطوة التالية خلال 2014 فستكون الشراكة الكاملة مع الاجهزة الامنية اللبنانية بالتجهيز والتدريب ليصبح لبنان أيضا أكثر أمانا. أما على صعيد القضاء اللبناني فسيكون لنا مشروع متكامل يبدأ بتزويده بالتجهيزات اللازمة للتواصل عبر التكنولوجيا الحديثة مرورا بالتدريب والتنسيق القضائي مع دول العالم كافة".

وختم: "أشكر لجمعية المصارف رئيسا واعضاء، دعوتها اليوم، وأشكر كل الشخصيات التي شرفتني بحضورها، واشكر ايضا المؤسسة الروسية العالمية kaspersky وخبراءها الذين يتعاونون مع الانتربول في مكافحة الجريمة المعلوماتية، والذين سيكون لهم دور اساسي في مساعدة القطاع المصرفي في هذا الاطار. وأشكر حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة الذي منح الليرة اللبنانية والقطاع المالي والمصرفي حالة استثنائية من الضمان والاستقرار بحكمة واعتدال، ونجح في نأي مصرف لبنان عن السياسة ومشاكلها، وفتح أبواب لبنان في هذا المجال على العالم بعلاقاته العربية والدولية. وعدي لكم بأنه لن تكون بعد عام 2014 اي دولة في العالم مجهزة ومدربة أكثر من لبنان، وأنا على رأس هذه المؤسسة".

 

النائب عماد الحوت: الأولوية لمهمة الحكومة ودورها وصلاحياتها

وطنية - انتقد النائب عماد الحوت تعقيد الملف الحكومي عبر منطق الحصص وتقاسم المغانم لا سيما من قبل التيار الوطني الحر، مؤكدا في حديث "لاذاعة الفجر" "أن الأولوية هي لمهمة الحكومة ودورها وصلاحياتها والإشكاليات التي تواجهها كقتال حزب الله في سوريا". واعتبر "أن فريقا تأثر بالأجواء الإقليمية التي أوحت بوجود تسوية ما تنعكس بتشكيل الحكومة حتى ولو تم التنازل عن مطالب معينة، فيما فريقا آخر لا يهمه خراب لبنان مقابل التمسك بحقيبة وزارية معينة". وقال :"يبدو ان التيار الوطني الحر تضرر من موقف القوات اللبنانية التي رفضت المشاركة في الحكومة، وبالتالي بات يزايد في الساحة المسيحية"، منتقدا "الخطاب الطائفي في آخر تصريحات وزراء تكتل التغيير والإصلاح". وأكد ترحيب الجماعة الإسلامية "بأي حوار حول الحكومة"، معتبرا "أن الأجواء الإقليمية ساعدت في إعطاء الزخم لتأليف الحكومة، فيما تراجعت حرارتها الآن نتيجة استبعاد إيران عن مؤتمر جنيف 2".  وعن قضية عمر الاطرش أشار الحوت أن "محامي الأخير نفى أن يكون موكله أدلى بأي اعترافات"، وأكد "أن الإرهاب مرفوض من أي جهة كان سواء على مدنيين في الضاحية أو طرابلس أو غيرها"، وشدد "على أن الاعتراض هو على طريقة توقيف الأطرش وليس على توقيفه بحد ذاته"، مؤكدا "أن الجميع مستعد للتعاون للحد من هذه الظاهرة إذا كانت فعلا موجودة وبالحجم الذي يحكى عنه". وأكد الحوت الحرص على المؤسسة العسكرية، معتبرا "أنه من الواجب تصويب الأخطاء إن وجدت لكي لا تخسر ثقة المواطنين بها".

 

محمد علي الجوزو: منطق باسيل يعبر عن توجه طائفي

وطنية - رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح "ان ازمة تأليف الحكومة ما زالت قائمة، والحقائب الوزارية اصبحت طائفية"، منتقدا "المفهوم الجديد الغريب العجيب في توزيع الحقائب الذي اطلقه الوزير جبران باسيل، من ان الطاقة يجب ان تظل مسندة اليه مدى الحياة وحده من بين المسيحيين".وقال الجوزو :"اننا امام منطق متخلف للغاية، يعبر عن توجه طائفي غارق في العنصرية والتزمت"، مشيرا الى ان باسيل "يعتبر نفسه الناطق الرسمي باسم المسيحيين في لبنان".وقال :"ان الطائفية والمذهبية تعطل الحياة السياسية والاقتصادية وتذهب بلبنان الى الضياع"، معتبرا "ان حزب الله يقوم على اساس مذهبي وعطل قيام الدولة واصبح اداة في يد الغير واوغل في استخدام قوته العسكرية في الاغتيالات والتفجيرات"، مؤكدا انه اذا "لم تسقط الطائفية سقط لبنان".

 

مسيحي من "14 آذار" على رأس "الخارجية"/فتفـت: الكرة الحكوميـة في ملعب "8 آذار"

المركزية- اكد عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت الذي التقى الرئيس المكلّف تمام سلام في دارته في المصيطبة ان "الاخير ينتظر الجواب النهائي من فريق الثامن من آذار في شأن الحكومة الجامعة"، معلناً ان "وزارة الخارجية في الحكومة العتيدة ستكون من حصّة قوى الرابع عشر من آذار وسيكون على رأسها وزير مسيحي". واذ شدد عبر "المركزية" على ضرورة "الاسراع في ولادة الحكومة لان البلد في حاجة اليها"، رجّح ان "تكون الحكومة الجديدة سياسية بمن وافق على المشاركة في حال كان جواب الفريق الاخر سلبياً". واشار رداً على سؤال الى اننا "لن نسير ببيان وزاري لا يتبنّى "اعلان بعبدا""، مؤكدا ان "الكرة الان في ملعب الفريق الاخر"

 

"الراعي استقبل فريد هيكل الخــازن وشخصيات/وثيقة وطنية بعد اجتمـاع مجلس المطارنـــة

المركزية- أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، خلال لقاءاته، اصدار وثيقة وطنية من بكركي بعد اجتماع مجلس المطارنة الموارنة يوم الاربعاء في 5 شباط المقبل، موضحا أنها "ترتكز الى مقومات ثلاثة وهي الثوابت الوطنية والهواجس والاولويات"، مشيرا الى انها "تتضمن نحو 10 صفحات، ولقد بدأ العمل عليها منذ شهر آب المنصرم، بعد سلسلة طويلة من اللقاءات مع جميع المسؤولين اللبنانيين وعلى المستويات كافة، وبعد الاستماع الى هواجسهم وتطلعاتهم ومناقشتها". واشار الى أن "الوضع الداخلي اللبناني بات خطيرا جدا، مشددا على "اهمية وضرورة ان يلعب المسيحيون دورهم الريادي الذي ينتظره منهم الجميع خصوصا في خضم ما يحدث في المنطقة".

استقبل البطريرك الراعي الوزير السابق فريد هيكل الخازن يرافقه الشيخ الياس الخازن، وتم عرض الاوضاع والمستجدات لا سيما موضوع تشكيل الحكومة، داعيا القوى السياسية الى "الترفع عن المصالح الضيقة لتسهيل تشكيل الحكومة الجامعة التي تمنع حصول فراغ كامل في المؤسسات الدستورية".

واعتبر أن "كل من يتكل على ايعاز خارجي يلزمه الدخول والمشاركة في الحكومة، مخطئ، لان العالم منشغل بأمور في المنطقة أهم بكثير بالنسبة اليها من لبنان".

واستبقى البطريرك الخازن الى مائدة بكركي.

وكان الراعي استقبل النائب هنري حلو وكانت مناسبة لعرض التطورات والمستجدات محليا واقليميا. واشار النائب حلو الى أن "الزيارة في إطار التنسيق مع صاحب الغبطة من اجل ايجاد الحلول اللازمة لانقاذ البلد من أزمته".

والتقى ايضا رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن ورئيس تحرير جريدة السفير طلال سلمان، ثم المدير الاقليمي الجديد للبعثة البابوية ميشال قسطنطين في زيارة بروتوكولية بعد استلامه مهامه الجديدة، ووجه قسطنطين دعوة للبطريرك الراعي للمشاركة في حفل تكريم الرئيس السابق للبعثة عصام بشارة الذي سيقام في الاول من آذار المقبل عند الثامنة مساء في بيت عنيا - حريصا.

ومن الزوار على التوالي رئيس جامعة الروح القدس الكسليك الاب هادي محفوظ يرافقه وفد من اكليريكية "ANAGNI" في ايطاليا، واوضح محفوظ "ان الوفد يزور لبنان للتعرف الى الواقع الكنسي والمسيحي في لبنان"، رئيس بلدية جبيل زياد الحواط والمحامي ادي صفير، رجل الاعمال رضا المصري، الوزير السابق روجيه ديب ورئيس مؤسسة البطريرك صفير الدكتور الياس صفير..

 

الرياض": من مصلحة 14 آذار تأخير تشكيل الحكومة

المركزية- أشار مصدر دستوري لصحيفة "الرياض" السعودية إلى ان "المهلة الدستورية لإنتخاب رئيس الجمهورية الجديد تنتهي في 25 أيار المقبل، وفي 25 آذار المقبل يتحوّل المجلس النيابي الى هيئة ناخبة أي أنه يفقد سلطاته التشريعية، وبحسب المادّة 64 من الدستور اللبناني فلدى أي حكومة جديدة مهلة شهر لتقديم بيانها الوزاري الذي تنال على أساسه الثقة". وأضاف "من مصلحة بعض القوى ومنها قوى 14 آذار أن تؤخّر تشكيل الحكومة ليكون أقرب الى 25 آذار، لأنه إذا لم تنل الحكومة المشكّلة الثقة فثمة خطر كبير بإعادة تكليف رئيس جديد، ومن يضمن حينها أنه لن يكون من فريق 8 آذار؟"، لافتاً إلى انه "بعد 25 آذار، لا يعود المجلس النيابي مخوّلاً إعطاء الثقة لأحد، لذا فأي حكومة تكون موجودة هي التي تحكم ولو كانت حكومة تصريف أعمال". ولا يستبعد المصدر ان "يتأخر التشكيل الى منتصف شباط المقبل".

 

دوليات

 

الابراهيمي: لم نحقق اي خرق في المفاوضات في جنيف حتى الان لكننا نعمل على ذلك

وطنية أعرب المبعوث الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي، عن "سعادته ان وفدي المعارضة والنظام السوري مستعدان للبقاء في جنيف حتى الجمعة"، وقال: " لم نحقق اي خرق في المفاوضات حتى الان، لكننا نعمل على ذلك وهذا جيد"، واوضح ان "المفاوضات ليست سهلة ولن تكون سهلة خلال الايام المقبلة، وهي ستستمر بين الفريقين يوم غد". واكد الابراهيمي في مؤتمر صحفي ان "روسيا والولايات المتحدة جادتان في انجاح مؤتمر جنيف-2، وسنسعى للتعاون مع إيران في المستقبل لتقوم بدورها"، مشيرا الى ان "موافقة الكونغرس على تسليح المعارضة لا يعكس موقف واشنطن الرسمي، وان الوفد الحكومي اعترض بشدة على قرار الامم المتحدة تسليح المعارضة". ولفت الابراهيمي الى انه "لم يتعرض لاي ضغط لالغاء الجلسات المسائية اليوم"، مشيرا الى ان "قافلة المساعدات الانسانية جاهزة، لكن لم يسمح لها بالتحرك الى مدينة حمص".

 

الكونغرس يوافق على إرسال أسلحة متوسطة للجيش الحر

دبي- قناة العربية/قالت تقارير صحافية إن الكونغرس أقر في جلسة سرية إرسال أسلحة خفيفة ومتوسطة إلى الجيش الحر. وأضافت نقلاً عن مصادر أمنية أميركية وأوروبية أن هذه الأسلحة تتدفق فعلاً منذ مدة. ووفقاً لمسؤولين استخباراتيين أميركيين وأوروبيين، فإن بعض الأسلحة التي يستخدمها الجيش الحر في حربه ضد قوات النظام مصدرها أميركي. ويبدو أن الكونغرس الذي علق إرسال مساعدات غير قتالية إلى الجيش الحر وافق على إرسال أسلحة خفيفة وأخرى أكبر مثل الصواريخ المضادة للدبابات إلى الجيش الحر، وأقر أيضاً تمويل إرسال شحنات الأسلحة لأشهر قادمة، لكن الأسلحة لن تشمل صواريخ أرض جو التي تطلق من على الكتف، والتي يمكن أن تسقط طائرات عسكرية ومدنية. أما متى تم ذلك، فيُعتقد أنه تم خلال الجلسة المغلقة التي أقر فيها الكونغرس النفقات الدفاعية السرية أواخر ديسمبر الماضي. إن صحت هذه التقارير، فإنها تعني تغييراً في موقف الكونغرس الذي كان يخشى إرسال أسلحة إلى سوريا حتى لا تقع في أيدي الجماعات المتشددة كداعش، وأن مخاوفه من احتمالية وصول الأسلحة إلى المتشددين خفّت، ويعني أيضاً أن الصدور ضاقت ذرعاً بالحرب السورية التي باتت تراوح مكانها من دون إحراز أي طرف تقدماً على حساب الآخر. ولهذا فإنه من المتوقع حسبما صرح مسؤولون أميركيون استئناف المساعدات غير القتالية إلى الجيش الحر والتي تشمل أجهزة اتصالات ومعدات نقل قريباً بعد أن كانت علقت في ديسمبر الماضي إثر استيلاء جبهة النصرة على مخازن أسلحة للجيش الحر.

 

يعالون: ايران تتحاور مع أميركا لدوافع اقتصادية

المركزية- صرّح وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون ان عهد الديكتاتوريات الحاكمة قد ولّى، مشيرا الى ان الشعب اصبح لاعبا جوهريا اذ انه يندفع الى الشوارع لدوافع اقتصادية ولا يعتبر الاسلام حلا له.ولفت الى ان ايران بدأت تتحاور مع من تعتبره الشيطان الاكبر اي الولايات المتحدة لدوافع اقتصادية محضة، معتبرا ان هذا هو المفتاح لفهم التطورات الحاصلة في الشرق الاوسط.وشدد على ان التحولات في المنطقة تكمن في طياتها ليس فقط مخاطر بل فرص ايضا، مؤكدا ان اسرائيل هي الديموقراطية الوحيدة في المنطقة الا انه لا يمكن ارساء اسس الديومقراطية في الدول العربية من خلال انتخابات. وشدد على ضرورة ان تختار هذه الدول طريقها لوحدها ما دام هذا الامر لا يهدّد مصالح اسرائيل.

 

مقالات

ما لم يقله روحاني في دافوس

فيصل عباس/العربية نت

 قلة هم الذين انتبهوا فعلا الى ما قاله الرئيس الايراني حسن روحاني عندما اعتلى المنبر في اللقاء السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

بثيابه الانيقة وعمامته، وابتسامته المشرقة، ولهجته الهادئة وكلماته المنتقاة بدقة، يمكنني ان اتفهم قدرة الرئيس روحاني على سحر المشاركين الاجانب، رغم انه لا يحتاج الى بذل جهود مضنية لاعطاء انطباع جيد كرئيس لايران عندما يكون خلفا لمحمود احمدي نجاد!

ولكن، رغم لباقته ولياقته، فإن وراء هذه الابتسامات والدعوات التي تثلج الصدر إلى بناء الجسور و"الالتزام البناء"، على المرء ان يصغي جيدا الى ما لم يقله روحاني حتى يفهم لماذا يستحق عن جدارة لقب "الذئب في لباس الحمل". لقد نجح روحاني في التوصل الى اتفاق حول ملف ايران النووي مع الولايات المتحدة الامريكية في فترة سريعة نسبيا، وهذا يحسب له، اما في دافوس – حيث هدفه الاساسي اغراء المستثمرين لوضع ايران على خارطة استثمارتهم علهم يساعدون في انقاذ اقتصاد بلاده المنهار- فقد اكد ان طموحات ايران النووية لطالما كانت، وستبقى، سلمية الطابع.

من البديهي ان كثيرين لا يصدقون ذلك لكن دعونا نأخذ الامور بظواهرها.

ومن ناحية اخرى، فإن ما يثير القلق هو جواب روحاني على سؤال مؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب حول ما تعتزم ايران القيام به "قريبا" لوقف الكارثة الانسانية في سوريا.

ببراعته المعهودة، فإن روحاني الذي ما زالت حكومته تدعم النظام الوحشي للاسد، قال انه يحزنه ان يرى سوريا تتخبط في كارثة كبيرة.

كلماته التي وصف بها اوضاع النازحين وكل المساعدات والدعم الذي تقدمه اليهم ايران كاد ان يدمع عيون الكثيرين.

لكن روحاني نسي أن يقول او تناسى، ان هؤلاء الملايين من النازحين السوريين اجبروا على مغادرة منازلهم وقراهم ومدنهم بسبب موقف ايران من الازمة السورية.

كما ان روحاني لم يعط اية اشارة عن نيته سحب وحدات الحرس الثوري الايراني (الذين ما زالوا يقاتلون الى جانب قوات الاسد ضد شعبه) بل انه حاول بدلا من ذلك تحميل الارهاب مسؤولية تردي الاوضاع في سوريا.

طبعا، الكل متفق على ان "داعش" جماعة ارهابية وإن سوريا والعالم بأسره سيكون في حال افضل من دونها ومن دون امثالها. (دعونا لا ننسى ان الجيش السوري الحر يحارب حاليا داعش كما يحارب قوات الاسد)، لكن دعونا لا ننخدع والا ندع روحاني يخدعنا!

اولا، وقبل اي امر آخر، داعش لا تمثل المعارضة السورية. ثانيا، ان نمو الارهاب في المشرق العربي لم يتسبب في مآسي الشعب السوري وانقسامه، بل انه كان بسبب هذا الانقسام.

لا اعرف اذا كان روحاني قد نسي او تناسى ان الثورة السورية انما بدأت كمعارضة سلمية، وان الرد الدموي للاسد، الذي تحكم عائلته سوريا منذ 43 عاما، اجبر المعارضة على حمل السلاح وترافق ذلك مع انشقاقات في جيش النظام.

وبمهارته المعهودة، انتقد روحاني "الدول التي تدعم الارهاب" – في اشارة الى عدد من دول مجلس التعاون الخليجي – محذرا اياها من ان تصبح هي نفسها الهدف التالي للارهاب.

مرة اخرى، يمكن القول ان روحاني على حق حيث انه لا يجوز دعم الجماعات الارهابية ومن الضروري الحذر من مكان ضربتها التالية.

لكن يا ليت الرئيس الايراني يعطي هذه النصيحة الى حكومته، ففي الواقع لقد اظهرت التقارير الاخيرة ان ايران دعمت القاعدة وداعش بهدف تعقيد الاوضاع في سوريا ومنع المعارضة من تحقيق الانتصار بسهولة.

فإنه مع مئات آلاف القتلى السوريين وملايين النازحين واللاجئين المشتتين في المنطقة، فإن على قادة الاعمال والمستثمرين الدوليين والشخصيات الفاعلة المجتمعة في المنتدى الاقتصادي العالمي، والذين يسعى روحاني الى ابهارهم في دافوس، ان يتذكروا انه ما لم يقم الرئيس الايراني بخطوات عملية لوضع حد للمعاناة في سوريا فإن يديه ستظلان غارقتين بالدماء.

 

معنى قبول الحريري بمشاركة الحزب

منى فياض/النهار/المحكمة الدولية الخاصة بلبنان هي أول مؤسسة قضائية دولية دائمة مختصة بمحاكمة الأفراد المشتبه بهم في ارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. منذ أن انطلقت جلسات هذه المحكمة ونحن نعيش حالة من الانفعالات القوية والأعين شاخصة على الشاشات. قام الادعاء بوصف مشهد الاغتيال "بجحيم من صنع الانسان"، واعتبر أن الشعب اللبناني برمته ضحية هذا الاعتداء. أعتقد أن هذا كلام جوهري ويعطي المحكمة صفتها الجوهرية ومعناها كعلامة فارقة بين وضع يكون فيه الاغتيال الوسيلة الفضلى للتحكم والهيمنة السياسيين ولترهيب الشعوب، وحقبة تعلن أنه عمل إرهابي مرفوض فتبدأ العدالة تتخذ مجراها ونرجو منها النجاح في إرساء سلوك نوعي جديد في لبنان وفي الشرق الاوسط يتعلق بمفهوم العدالة وإمكان تطبيقه في الواقع. هذه المحكمة ليست فقط من أجل الحريري أو من أجل لبنان، إنها من اجل العالم العربي ومستقبله ومن أجل ضمان عدم إفلات مرتكبي الجرائم المروعة على انواعها من العقاب. إنها فرصة كي نمنع السعي الى تغيير الواقع السياسي بواسطة القتل، والى إعادة النظر في ثقافة العنف المتفشية. إنها فرصة كي نوجد مثالات ومرجعيات (باراديغم) أي ما اعتدنا تسميته "قدوة" جديدة تتغلب على ثقافة العنف والتآمر وفبركة الجثث المشوهة المرمية على الطرقات. فماذا عن موقف الحريري تجاه هذه المحكمة وتجاه "حزب الله" وموافقته المشاركة في حكومة تضمه؟ سبق أن أشرت في مقالة بعد اغتيال رفيق الحريري، أن اغتياله جعل منه أضحية وأسطورة مؤسسة للبنان كوطن من جديد. فما معنى كون الحريري أضحية؟ الأضحية بالنسبة لـ Rene Girard مؤلف كتاب "العنف والمقدس" لها وظيفة تهدئة العنف الحشوي intestine أو الغريزي ومنع النزاعات من الانفجار. فالأضحية Sacrifice هي عنف لا يحمل خطر الثأر.

وهنا قد لا نجد فرقاً واضحاً بين الفعل الذي يحاربه الثأر والثأر نفسه. الثأر هو مجازاة بالمثل ويستدعي شبيهه. يصبح الثأر إذن سيرورة لا متناهية تحمل خطر التسبب بردود فعل دائرية لها نتائج مشؤومة في مجتمع صغير. الأمر الذي يهدد وجود المجتمع بحد ذاته. لذا نجد التحريم القاطع الذي يقع على الثأر، لكن الغريب أنه حيث يوجد هذا الحرم يكون الثأر سائداً، وذلك ليس استخفافاً بالتحريم، بل لأن الجريمة تثير الرعب والثأر يصبح واجباً من أجل منع الناس من القتل. في بلادنا لا نزال نعيش في ظل هذا النوع من الثأر والثأر المضاد. لكن كان المفروض أن يكون الشهيد الحريري أضحية لا تستجلب الثأر. أضحية ترهب الجميع وتخرسهم.

السؤال كيف الخروج من دائرة الثأر هذه؟ كيف تخلصت المجتمعات الغربية من دائرة الثأر المفزعة التي ترمي بثقلها على المجتمعات البدائية وترميها في أتون العنف؟ وكيف أمكن الوصول إلى هذا الامتياز في التخلص منه؟

الإجابة القاطعة على هذا السؤال، بوجود المؤسسات. إنها الأنظمة القضائية التي تبعد تهديد الثأر. وهي لا تقضي عليه لكنها تحددّه أي تؤطره فعلياً بواسطة المجازاة. جزاء وحيد يناط تنفيذه بسلطة سامية ومتخصصة في ميدانها. إن قرارات السلطة القضائية هي دائماً كلمة الثأر الأخيرة. عندما يتم استبعاد الثأر اللامتناهي، فإن الثأر المستبعد يحمل صفة الخاص. ذلك يفترض وجود ثأر عام، لكنه غير معلن أبداً. في المجتمعات البدائية لا وجود إلا للثأر الخاص. لا يمكن البحث عن الثأر العام إلا في المجتمعات المتمدنة. في الأنظمة العقابية، لا وجود لمبدأ عدالة مختلف مبدئياً عن الثأر، إنه المبدأ نفسه الذي يعمل في الحالتين: مبدأ العنف والمكافأة.

إن فعل تأسيس المحكمة الدولية كان بالتحديد اللجوء الى هذه الأنظمة القضائية كي تقوم بدورها في المجازاة خارج دائرة الثأر والثأر المضاد المستعصية. لكن المشاعر التي تترافق الآن مع بدء عمل المحكمة الدولية، هي في جزء منها مشاعر ثأر عند البعض من فئات الشعب اللبناني.

ما قام به الحريري إذن هو هذا الفصل بين الثأر الخاص والثأر العام. بين كون الضحية – الشهيد والده وبين كونه أضحية لبنان وشهيده ككل.

لا فرق مبدئياً بين الثأر العام والثأر الخاص، لكنّ هناك فرقاً ضخماً على المستوى الاجتماعي؛ الثأر العام يتسبب بالتوقف عن أن يُثأر منه، تنتهي السيرورة ويستبعد خطر التصعيد. عند غياب العلاج النهائي للعنف يمكن افتراض وجود معايير وقائية، وهو ما يشكل الاختلاف بين المجتمع المتمدن والمجتمع البدائي. العدالة تهتم أيضاً بالأمن الاجتماعي وليس فقط بالعدالة المجردة.

للنظمة القضائية وللأضحية في نهاية التحليل الوظيفة نفسها، لكن وظيفة النظمة القضائية أكثر فاعلية بكثير لأنها توقف العنف، لأنها تعمل على تحقيق الامن الاجتماعي. وهذا فهمه الحريري الابن، ففصل بين الثأر الخاص وترك الأمر للثار العام أي للعدالة القضائية.

والسؤال هل يترجم هذا الفصل بين الثأر الخاص والثأر العام الذي قام به الحريري فيعني التنازل والانبطاح أمام مطالب "حزب الله" التعسفية لتأليف الحكومة؟

هذه مسألة أخرى تعود الى الممارسة والأداء السياسيين لفريق 14 آذار.

*استاذة جامعية

 

مشكلة المسيحيين مع سلاح 'حزب الله'...

 يفترض في ميشال عون ومن يسير على دربه استيعاب أنّ لا وجود لحقوق مسيحية ولا لشيء من هذا القبيل. هناك حقوق مغتصبة تعود الى كلّ اللبنانيين.

بقلم: خيرالله خيرالله/ميدل ايست أونلاين

بقلم: خيرالله خيرالله

من يختصر حقوق المسيحيين في لبنان بوزارة الطاقة لا يعرف شيئا لا عن لبنان ولا عن المسيحيين ولا عن الاسباب التي أدت الى وصول الوضع المسيحي في البلد الى ما وصل اليه. وصل الوضع المسيحي الى أن يكون من يعتبر نفسه على رأس أكبر كتلة نيابية مسيحية، مجرّد أداة لدى "حزب الله" يحرّكه كما يشاء. يحصل ذلك في وقت لا يخفي "حزب الله" نفسه وبلسان أمينه العام أنّ ولاءه الاوّل والاخير لايران.

يصعب تفسير مثل هذا التصرّف عند مثل هذا النوع من المسيحيين بغير كلمة واحدة هي العجز. انّه العجز الذهني عن استيعاب الواقع اللبناني والاقليمي. انّه العجز الذي أوصل ميشال عون الى رفض الخروج من قصر بعبدا في العام 1989 بعد انتخاب رينيه معوّض رئيسا للجمهورية اثر التوصّل الى اتفاق الطائف. وقد تسبب ذلك في تمكين النظام السوري من اغتيال الرئيس معوّض، على غرار اغتياله الرئيس بشير الجميّل في العام 1982.

لا حاجة الى فتح دفاتر الماضي القريب، بما في ذلك هرب عون من قصر بعبدا بعد مراهنته على صدّام حسين في مواجهة حافظ الاسد الراغب في أن يقبض سلفا ثمن مشاركته الجانب الاميركي في طرد الاحتلال العراقي من الكويت.

أراد الاسد الأب قبض الثمن في لبنان وليس في أيّ مكان آخر، فما كان من عون سوى أن سهّل له هذه المهمة الى أبعد حدود. لم يقتصر دخول القوّات السورية الى قصر الرئاسة في بعبدا على القصر نفسه، بل فتح لها عون أيضا أبواب وزارة الدفاع اللبنانية القريبة من القصر.

تكمن مشكلة قسم من المسيحيين في لبنان في أنهم لا يريدون تعلّم شيء من تجارب الماضي، مهما كانت قريبة، ومن عبقرية من يسمّى "الجنرال". تبيّن في نهاية المطاف أنه والرئيس السابق اميل لحود، الذي يرمز الى عهد الوصاية السورية، وجهان لعملة واحدة.

لا حاجة أيضا الى التذكير بأن شخصا مثل عون لا يستحي من كونه هجّر عشرات آلاف المسيحيين من لبنان بفضل حربي "التحرير" و"الالغاء" اللتين شنّها على المسلمين اللبنانيين ثم على فريق من المسيحيين بين 1988 و1990. لا يستحي الرجل من أنه لا يريد الاعتراف بأنه من فئة أشباه الامّيين. فهو عسكري عندما يتطلّب الامر أن يكون سياسيا وسياسي عندما تدعو الحاجة الى أن يكون عسكريا. تعود المشكلة التي يعاني منها من يعتبر نفسه على رأس الكتلة المسيحية "الأكبر" في مجلس النواب اللبناني في انه لا يريد الاعتراف بأن هذه الكتلة صنعها له "حزب الله". من دون الحزب الايراني، لا نوّاب لعون في المتنين أو جزّين أو جبيل. بالكاد يستطيع هو أن يكون نائبا عن كسروان لولا أصوات "حزب الله" في هذا القضاء.

حيث الصوت المسيحي هو المرجّح، سقط مرشحو ما يسمّى "التيار العوني". الدليل على ذلك، أن صهره سقط مرتّين في قضاء البترون لأنّ "حزب الله" لم يستطع أن يفعل له شيئا. الامر نفسه حصل في الكورة وبشري وبيروت الاولى، حيث سقط مرشحو عون بسبب أرجحية الصوت المسيحي.

من يريد بالفعل المحافظة على مصالح المسيحيين في لبنان، وهي مصالح لا تنفصم عن مصالح المسلمين في أيّ شكل من الاشكال، لا يتذرع بحقوق أبناء طائفته من أجل الاحتفاظ بوزارتي الطاقة والاتصالات اللتين يسيطر عليهما، عمليا، "حزب الله"، أي أيران. هل يطالب عون بحقيبة سيادية، كالمال أو الخارجية أو الدفاع أو الداخلية، من أجل زيادة عدد الحقائب التي يسيطر عليها "حزب الله"؟

يفترض في ميشال عون ومن يسير على دربه استيعاب أنّ لا وجود لحقوق مسيحية ولا لشيء من هذا القبيل. هناك حقوق مغتصبة تعود الى كلّ اللبنانيين. من اغتصب هذه الحقوق هو حزب مسلّح يمتلك ميليشيا مذهبية تعطّل الحياة السياسية في لبنان وتعطّل الاقتصاد. هذا الحزب أقام دويلته في لبنان وهو يستخدم سلاحه غير الشرعي من أجل تحويل لبنان مستعمرة ايرانية. أين مصلحة اللبنانيين، خصوصا المسيحيين في ذلك؟

من يتحدّث عن حقوق المسيحيين من خلال وزارة الطاقة، انما يهرب من الواقع. انه الفار نفسه من قصر بعبدا الى السفارة الفرنسية في 1990 للنفاذ بجلده. انه الفار نفسه الذي ترك جنوده المسيحيين والمسلمين يُقتلون بدم بارد على يد القوات السورية التي ما لبثت أن دخلت قصر الرئاسة ووزارة الدفاع للمرّة الاولى منذ استقلال لبنان.

من يهرب الى وزارة الطاقة حاليا، انما يهرب من الحقيقة المرّة المتمثلة في أنه كان هناك دائما في لبنان مسيحيون لا يستطيعون رؤية ما هو أبعد من الانف. لو كان ميشال عون، شبه الامّي الذي يدّعي معرفة كلّ شيء، يرى الى ما هو أبعد من انفه، لكان تذكر أول ما تذكّر اتفاق القاهرة المشؤوم الذي شرّع السلاح الفلسطيني في لبنان والذي عاد على البلد، خصوصا على المسيحيين بالويلات. انّ مشكلة كلّ لبناني هي مع شعار "الشعب والجيش والمقاومة" الذي يكرّس سلاحا غير شرعي على الارض اللبنانية. لا مهمّة لهذا السلاح المذهبي الموجّه الى صدر المواطن المسالم سوى تنفيذ أجندة ايرانية تصبّ في تهجير مسيحيي لبنان. من لديه أدنى شك في ذلك، يستطيع أن يسأل نفسه: ما مصير المسيحيين في حال استمرّ "حزب الله" بواسطة سلاحه في منع العرب من المجيء الى لبنان؟ هل ستزداد هجرة الشبّان المسيحيين الذين يعملون في معظمهم في قطاع الخدمات أم لا؟

منذ العام 1990، وحتى قبل ذلك، لم يتغيّر شيء في مسيرة ميشال عون. لا يزال رجلا هاربا من الواقع. يبدو أنه لم يُهجّر بعد ما يكفي من مسيحيي البلد الى كلّ بقعة من بقاع العالم. هل يجرؤ على الوقوف أمام مرآة ويسأل نفسه لماذا يقيم في الرابية، على طريق بكفيا، وليس في مسقط رأسه حارة حريك التي باتت معقلا من معاقل "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت؟

 

ما الذي استفزَّ المفتي وسيُخرِج كثيرين مِن ثيابهم؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

قَرَع مفتي الجمهورية الشيخ رشيد قبّاني ناقوس الخطر كما لم يفعل سابقاً. بَدا وكأنّه يُعلن البيان الرقم 1. فالأيام المقبلة قاسية جداً على المسلمين والعرب، وقاسية ما بين المسلمين والعرب أنفسهم.

مفتي الجمهورية بَدا وكأنّه يُعلن البيان الرقم 1

لقد وقع الأسوأ. "الإسلام الكلاسيكي" اللبناني، نموذج الاعتدال والانفتاح، دخل دائرة الخطر. وإذا طالت حرب سوريا، فالأمل في إنقاذ هذا الإسلام يصبح ضعيفاً: الإنقاذ كان أسهل وأقلّ كلفة قبل أشهر، وسيكون أصعب بعد أشهر، وقد يكلّف الكثير.

قرّر "الجهاديون" (وفقاً لمعاييرهم)، أو "التكفيريون" (وفقاً لمعايير أخرى)، أن يقولوا: إنتهى المُزاح. ولبنان لم يعُد "ساحة نُصرة" بالنسبة إلينا، بل أصبح "ساحة جهاد". فافتتحت "داعش" رسميّاً "فرع لبنان"، وسط تَداخلٍ في العلاقة مع "جبهة النُصرة" و"كتائب عبدالله عزام" و"القاعدة" ومجموعات رديفة.

لم يسبق للبنان أن شهد انفجاراً مماثلاً للفكر الإسلامي المتطرف. ولم يسبق للإسلاميين في لبنان أن انتقلوا من العمل الخفيّ المتفرّق مكاناً وزماناً إلى "الجهاد" المكشوف والمُبرمَج.

وفي الأيام الأخيرة، ظهرت مخاوف جدّية في الأوساط السنّية، السياسية والدينية، من الصعود القويّ للمتشدّدين داخل الطائفة. وباتت القوى السنّية المعتدلة، الدينية والسياسية، المنتمية إلى 14 أو 8 آذار أو الوسطية، محشورة في مواجهة المتشددين. ويزيد الإحراج أنّ المعتدلين عاجزون عن تقديم الأجوبة للقواعد السنّية.

فالسنّة في لبنان يحسبون أنفسهم تاريخياً الطائفة الحاضنة، المرتاحة إلى كونها طائفة الأكثرية العربية والمسلمة، والمؤتمنة على الميثاق والإعتدال. لكنهم في المقابل، يشعرون بالاستهداف.

وهناك قوى كبرى تَستغلُّ التحريض بين السنّة والشيعة لتدمير المجتمعات العربية. ولذلك، فإنّ هذه الجماعات التكفيرية مجهولة الأهداف، ولا أحد يدرك طريقة تَحرّكها ومصادر تمويلها وتسليحها. أمّا المزاج السنّي اللبناني، فيجري اللعب على "عقدة تفوّق" و"عقدة نقص" يعيشهما معاً. واللعب على العُقد النفسية يقود إلى مخاطر غير محسوبة إجمالاً.

الرئيس سعد الحريري ألمحَ إلى هذا الواقع في إطلالته المتلفزة أخيراً. وللمرة الأولى، أوحى بأنّ في الطائفة مَن يعترض، بالقوّة، على مشاركته "حزب الله" في الحكومة الموعودة. وسبق للرئيس نجيب ميقاتي، ولسنّة آخرين من "8 آذار"، أن أطلقوا التحذيرات في مناسبات أخرى، ولغايات مختلفة. لكنّ المشكلة هي أنّ القادة المعتدلين جاءهم "شريك مضارب" هو التيار الإسلامي المتطرّف، والذي يتوخّى العنف. وبدأ المزاج السنّي يفقد بعضاً من مناعته، إذ إنه لم يعد قادراً على تحمُّل المزيد من نماذج 7 أيار.

يقول سياسي سنّي معروف باعتداله: لقد طفح الكيل. ولم يستجِب "حزب الله" إلى الدعوات لفكّ ارتباطه بالنزاع السوري، فجلبَ الانتحاريّين ليأخذونا جميعاً في طريقهم، نحن سنّة الاعتدال والشيعة والجميع. وهؤلاء بدأوا يزرعون بذرة الخصومة مع الجيش. وعلى رغم التأخّر، لم يفُت القطار بعد. فليساعدنا "الحزب"، ولينسحب من سوريا، فيسحب التكفيريّين من لبنان.

لكن "الحزب" لن ينسحب من سوريا، ولا التكفيريّون من لبنان. وعلى العكس، سيرفع هؤلاء راية الجهاد ويقولون لسنّة الاعتدال: لنا رأيُنا في التسويات. نحن المدافعين الحقيقيّين عن السنّة بدماء انتحاريّينا، وليس بالمساومات. نحن سنّة الخنادق لا الفنادق!

وربما يكون صحيحاً أنّ بعض الجماعات التكفيرية مرتبط بنظام الرئيس بشّار الأسد، وينفّذ مهمات تخدم استمراره. لكن هذه الجماعات، ولو كان يخرقها النظام أمنياً، ويحرّكها أحياناً لمصلحته، فإنّ طبيعتها الفكرية والجهادية أكثر تعقيداً، وهي متشعّبة الولاءات والأهداف. وبعدما أنتج لبنان انتحاريّيه، بدأ يصدِّر الانتحاريين إلى سوريا، والباقي سيأتي.

هذه الصورة هي التي تُبرّر استنفار المفتي قبّاني. فالتطرّف ليس عابراً، بل هو أداة لمخطط يستهدف المجتمعات العربية. وعلى الأرجح، بعد المفتي، سيخرج كثيرون من ثيابهم في مراحل لاحقة، سنّة وشيعة ودروزاً ومسيحيّين.

الإيجابي حتى الآن هو أن الغالبيتين السنّية والشيعية في لبنان ما زالتا تقاومان التطرف. لكنّ المناعة تتهاوى. فمَن يلتقط اللحظة المناسبة للإنقاذ؟

مرة أخرى، إنها مسؤولية "حزب الله" أولاً. إنه المبادِر إلى جعل لبنان ساحةً لجهاده... وها إنّ لبنان يتحوّل "ساحةً لجهادَيْن" سنّي وشيعي. وفي مرحلة لاحقة، أيّ إسلام سيكون في لبنان، وأيّ مسيحية، وماذا سيبقى من لبنان؟

 

واشنطن تُصعِّد وتنصح بوقف الشحن الطائفي

جاد يوسف/جريدة الجمهورية

من السابق لأوانه التكهّن بالمدى الذي سيبلغه «التصعيد» الأميركي حيال ملفّات المنطقة، بدءاً من الأزمة السورية مروراً بالوضع في العراق ولبنان وصولاً إلى العلاقة مع إيران. كانت مُلفتة التصريحات الأميركية الصادرة عن البيت الأبيض أو عن وزير الخارجية جون كيري، سواءٌ قبل انعقاد الجلسات الرسمية لـ"جنيف 2" أو خلالها أو حتى بعدها. فاللهجة التصعيدية ضد الرئيس السوري بشّار الأسد من شأنها التذكير بأنّ قرار استبعاده عن مستقبل سوريا إنّما هو مرتبط بالأجندة الأميركية. وقد حمل قرار استبعاد ايران عن المؤتمر رسائل في اتجاهات عدّة، منها: لا يمكن قبول نظرتها الى حلّ الأزمة السورية، ولا اتفاقات معها من وراء ظهر العرب وتحديداً السعوديين، ولا تهاون معها في تطبيق جوهر الإتفاق النووي. ويقول أحد المسؤولين الأميركيين "إنّ ما حصل في "جنيف 2" حتى الآن لا يحيد عمّا كان متوقّعاً منه، وإنّ طمس بعض الحقائق او تجاهلها لم يعد مُمكناً، بل يجب أن تؤخذ في الإعتبار، وهي:

أوّلاً: فقدَ النظام السوري شرعيّته بمجرد موافقته على الجلوس مع المعارضة. ثانياً: سواءٌ قدّم النظام تنازلات اليوم أو غداً، ووافق على مناقشة قضية انتقال السلطة او ماطلَ فيها، فقد تحوّل الأمر مادة على أيّ طاولة مفاوضات مستقبلاً. ثالثاً: أثبت وفد المعارضة قدرته على تأمين الإلتفاف حوله والإجماع عليه، رغم حملات التشكيك به وبتمثيليته وشرعيته. رابعاً: من الطبيعي أن تعمد واشنطن الى تغيير أدائها السياسي رغم التشكيك في إدارة الرئيس باراك اوباما. فالإعلان عن إعادة تسليم المعارضة مساعدات غير فتاكة، سيتبعه قرار استراتيجي يمهّد الطريق لإعادة التوازن الميداني مجدّداً، بعدما نجحت الجهود في إعادة تعويم هيئة أركان "الجيش السوري الحر".

 لبنان، وتلفت الى أهمية جولات السفير الأميركي ديفيد هيل في الداخل أو في الخارج. وتعتقد أنّ قرار تأجيل بتّ تأليف الحكومة ليس إلّا قراراً إيرانياً بمخارج محلية تحاول تصوير الأمر خلافاً على الحصص.

وتنبّه الى أنّ توتير الأجواء وإطلاق أخبار وبيانات مسمومة، ليست سوى خطوات مدروسة من الطرف الذي قرَّر التراجع عن تأليف الحكومة ملوّحاً بعظائم الأمور، معطوفة على البيانات المشكوك في صفةِ مَن أطلقها أو المشبوهة في زمانها ومكانها. وعلى رغم عدم صدور أي تعليق على صحّة الأنباء التي تحدثت عن رقابة مفروضة على قيادات عسكرية وسياسية لبنانية، سواء من جهات استخبارية خارجية أو داخلية، إلّا أنّ المصادر نفسها تأخذ تلك المعلومات على محمل الجدّ، في ظلّ الحديث عن خلافات حول سبل التعاطي مع المساعدة العسكرية الى الجيش اللبناني. وتعتبر المصادر أنّ من شأن استمرار الأجواء على وتيرتها التصعيدية، الإطاحة بكثير من مقوّمات صمود البلد، على رغم الإقتناع العام بأنّ أحداً لا يمكنه حتى الساعة اتّخاذ قرار إشعال الحرب في لبنان. وإذ تسأل تلك الأوساط عن مصلحة بعض الأطراف المحليين في النفخ ببوق الشحن الطائفي والتهديد عسكرياً، تنصحهم بالإفادة من تجارب الآخرين، مذكّرة إياهم بأنّ قرار الإدارة الأميركية الإنسحاب من وحول الحرب في العراق ومن افغانستان اليوم، سببه الرئيس أنّ الإنتصار في حروب من هذا النوع مستحيل. فهل يَعي الأفرقاء اللبنانيون هذه الحقيقة ويغيرون سلوكهم السياسي، أم أنّ الأمر سيبقى رهينة قرار خارجي قد يطول صدوره، خصوصاً أنّ صاحبه لا يزال يسعى الى تلمّس مخارجه، مع موجة التصعيد الأخيرة في الخطاب السياسي الأميركي ضدّه؟

 

حِراك فاتيكاني - فرنسي للرئاسة... وبكركي تُبادر

ألان سركيس/جريدة الجمهورية

مع اقتراب عيد مار مارون، تتسارع الخطوات لإنقاذ الواقع المسيحي اللبناني وإخراجه من عجزه عن التأثير في القرار الوطني، وتحوّله مجرّد مكوّن يرفع الصوت إعتراضاً من دون تغيير مجريات الأحداث، بدلاً من أن يكون المبادر الى صوغ التسويات وإيجاد الحلول.

البطريرك يحظى بدعم كبير من البابا فرنسيس

ما كان قبل ثلاثة أو ستّة أشهر ليس كما اليوم. فمنذ مدّة، كان الهمّ الأساس لدول الغرب والفاتيكان إنقاذ مسيحيّي الشرق، من العراق ومصر وصولاً الى سوريا، فيما كان ملفّ مسيحيّي لبنان جزءاً من الملفّ الأوسع والأشمل حيث كان يوضع في أدراج دول القرار. أمّا الآن، فقد تبدّلت الأولويات، وأصبح ملفّ مسيحيّي لبنان في الواجهة، وبات همّ الفاتيكان وفرنسا "انتخاب رئيس جمهورية لبنان" (المسيحي الأوحد في الشرق) في موعده.

كذلك، لم يعد بإمكان بكركي الوقوف متفرّجةً أمام ما يواجهه المسيحيون، وخصوصاً استبعادهم عن المشاركة في تأليف الحكومة، بل ستعمد الى التحرّك إنقاذاً للواقع، وهي التي بدأت الإعداد لوثيقة مع مجموعة من الإختصاصيّين منذ الصيف الماضي، تبلورت حالياً، وقد أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس، عن إصدار وثيقة وطنية بعد اجتماع مجلس المطارنة الموارنة يوم الاربعاء في 5 شباط المقبل، ترتكز على مقوّمات ثلاثة وهي: الثوابت الوطنية، الهواجس والأولويات"، مشيراً الى أنّها "تتضمَّن نحو عشر صفحات، بدأ العمل عليها منذ آب المنصرم، بعد سلسلة طويلة من اللقاءات مع جميع المسؤولين اللبنانيين وعلى المستويات كافة، وبعد الاستماع الى هواجسهم وتطلعاتهم ومناقشتها".

الخطوط العريضة

اذاً، تحرّكت بكركي بشكل واسع، وبمباركة فاتيكانية. فالبطريرك يحظى بدعم كبير من البابا فرنسيس، وهو يطلعه في كل زيارة على الاجواء المحيطة بوضع المسيحيين والإستحقاقات التي تنتظرهم.

وفي هذا الإطار تؤكد مصادر عملت على خط وثيقة بكركي لـ"الجمهوريّة" أنّ "الوثيقة وطنية بامتياز وستنطلق من المبادئ الأساسية التي قام عليها لبنان، وستطرح مخارج للأزمة وليس توصيفاً للمعضلات، وهي نوع من اقتراح حلول، وستركّز على الحضور المسيحي في لبنان والشرق، والاستحقاقات السياسية الأساسية، كذلك ستقترح صيغ حلول لانتخاب رئيس جمهورية وقانون الإنتخاب وأزمة سير المؤسسات"، لافتةً الى أنّ "بكركي تتطلّع الى استعادة دور المسيحيين، بعدما فُقد في عملية تأليف الحكومة، وكان اعتراضيّاً فقط، وهي تخاف من تكرار ذلك في الرئاسة".

وتشدّد المصادر على أنّ "الوثيقة ستناقش دور المسيحيين الخارجي، وقد أخذت وقتاً من الجهد والتفكير، واستشعرت بكركي أنه لا يمكنها أن تكون دائماً في موقع ردّة الفعل وتعداد المشكلات بل عليها استشراف الحلول في المراحل المصيرية، من هنا ستتكلّم الوثيقة عن الثغرات الدستورية، وهي لن تقول إنّ "الطائف" لم يعد صالحاً، بل ستعرض تقويماً للإتفاق وتشير الى مكامن الخلل وتطرح المعالجات.

أما بالنسبة للموضوع السوري، فتتضمَّن الوثيقة قراءة موسّعة لما حصل، وهي ستطرح الوجود المسيحي ما بعد الثورة، وتداعيات هذه الأزمة على لبنان، لجهة الواقع الأمني وعبء النازحين أو مشاركة بعض الاطراف اللبنانيين في القتال"، موضحة أنّ "هذه الوثيقة هي خريطة طريق للقضية اللبنانية بلهجة جريئة ومكتوبة من دون التباس ومطروحة للمناقشة مع الجميع".

الشقّ الخارجي

في الشقّ الداخلي، تضع وثيقة بكركي المسيحيين واللبنانيين أمام واجباتهم، وتأمل أن "تلقى الوثيقة آذاناً صاغية، لا أن تضيع في سوق المناكفات السياسيّة". أمّا خارجياً، فقد حزمت فرنسا، المعني الأول بالاستحقاق الرئاسي، أمرها، وفي هذا الإطار، أكّدت مصادر ديبلوماسيّة لـ"الجمهوريّة" أنّ "هدف فرنسا الأوّل هو انقاذ موقع رئاسة الجمهورية من الفراغ، ففرنسا لن تسمح إطلاقاً بأن يخسر الموارنة هذا الموقع، وهذا خطّ أحمر"، مشيرة الى أنّ "كل الكلام الذي صدر سابقاً والنظريات التي تقول إنّ مشكلة مسيحيّي لبنان جزء من مسيحيّي الشرق سقطت، لأنه لا يمكننا ترك الموارنة في لبنان يغرقون في الفراغ والضياع، من دون رئيس جمهورية، فيما وضع مسيحيّي الشرق الى انهيار، من هنا أهمية إنقاذ التجمّع المسيحي الاكبر في الشرق". وتزامناً مع الكلام الفرنسي الحازم، أوضح مصدر فاتيكاني لـ"الجمهورية" أنّ "اللقاء الاخير الذي جمع البابا فرنسيس والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تناول موضوع مسيحيّي الشرق عموماً، وقد تطرّقا الى انتخاب رئيس الجمهورية اللبناني، حيث قال البابا لهولاند إنّ إتمام الإنتخاب في موعده اولوية بالنسبة للفاتيكان، وقد دعا فرنسا الى وضع ثقلها من اجل انجاح هذه العملية نظراً الى العلاقة التاريخية التي تجمع فرنسا بالموارنة واللبنانيين، وقد حصل البابا على تطمينات بهذا الشأن". واعتبر في الإطار نفسه، أنّ "تحذير بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي من موسكو من أنّ الفراغ الرئاسي خطر، له دلالات عدّة، خصوصاً أنّ الروس أبلغوا الى الفاتيكان أنهم سيلعبون دوراً متضامناً ومساعداً لهم".

حراك فاتيكاني

الى ذلك، أشار المصدر عينه الى أنّ "الديبلوماسيّة الفاتيكانية كثّفت تحرّكاتها في الدوائر الاميركيّة، وقد زار عدد من المسؤولين الفاتيكانيين الكبار اميركا، حيث أثمرت جهودهم تحريكاً لملف الرئاسة، فبات موضوع تأليف حكومة لبنانية في الأقنية الاميركية تفصيلاً، فيما يؤكد المسؤولون الأميركيون أمام كل مسؤل لبناني أو خارجي يلتقونه أنّ الاولوية هي انتخاب رئيس في موعده الدستوري".

وشدد المصدر على أنّ "مسيحيّي لبنان اولوية عند الفاتيكان، لأنّ لا قدرة على تغيير مجريات الأحداث في الدول العربية، فيما الوضع اللبناني ممسوك الى حدّ ما"، مشيراً الى أنّ "زيارة رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري الاخيرة الى لبنان وضعت المسؤولين اللبنانيين والمسيحيين أمام مسؤولياتهم، وقد أبلغ ساندري الى كلّ مَن التقاه أنّ انتخاب الرئيس أمر مصيري بالنسبة للفاتيكان، المهتم بالحفاظ على الموقع المسيحي الأول في الشرق". الى ذلك، أكد المصدر أنّ "الراعي يكمل عمله الرئاسي بدعم من الفاتيكان من دون الدخول في الاسماء، وفي هذا الإطار أتى اجتماعه مع ممثّلي الدول الخمس منذ نحو الاسبوعين"، مشيراً إلى أنّ "الفاتيكان لا يحبّذ استضافة المرشحين الموارنة الى الرئاسة لكي لا يُفهم ذلك دعماً لأيّ مرشّح"، نافياً أن يكون رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون "قد قابل ايّ مسؤول فاتيكاني مهمّ خلال زيارته الأخيرة"، لافتاً إلى أنّ "الفاتيكان لم يُعلن عن مواعيد لقاءات رسمية معه أو مع أيّ مرشّح آخر، حفاظاً على سلامة الاستحقاق الرئاسي". وفي هذا السياق، يُطرح تساؤل عن امكان زيارة البابا فرنسيس الى لبنان بعد زيارته الأردن، كرسالة دعم للمسيحيين في هذا الوقت والظرف الدقيقين، فيما لم يرشح أيّ موقف رسمي حتى الآن عن دوائر الفاتيكان. اذاً، تستكمل بكركي العمل الرئاسي بدعم فاتيكاني- فرنسي، فيما لم يُسجّل أيّ تحرّك أو دور للآباء اليسوعيّين بعد كلام عن أنهم سيقدّمون مبادرة، خصوصاً أنّ دورهم تعزَّز في سياسة الكنيسة العالمية لأنّ البابا فرنسيس يسوعيّ وكبار مستشاريه من هذه الرهبنة، فيما لم يغب دور بقية المؤسّسات والرهبانيات.

ولا يمكن كذلك إسقاط دور اليسوعيّين العالمي على لبنان، لأنّ له خصوصيّته، حيث تعتبر الرهبنة اللبنانية المارونية هي الأقوى، ومن جهة أخرى يحترم اليسوعيون هذه الخصوصية، ولن ينتهجوا سياسة وضع اليد على الكنيسة المارونيّة وتوسيع نفوذهم في لبنان، على الرغم من أنّ تأثيرهم على مسيحيّي الشرق الى ازدياد.

 

مصارف لبنان والإنتربول... شراكة تُطوّر القطاع وتُحصّنه

جريدة الجمهورية

خطت المصارف اللبنانية امس خطوة مهمة باتجاه عقد اتفاق تعاون مع مؤسسة الانتربول الدولية. وخلال حفل غداء تكريمي أقامته جمعية المصارف على شرف رئيس «مؤسسة الإنتربول من أجل عالم أكثر أماناً»، الياس المر، وأمين عام منظمة الإنتربول رونالد نوبل، أعلن فرانسوا باسيل جهوزية المصارف لتكريس هذا التعاون الذي يساعد القطاع المصرفي على الافادة من داتا المعلومات التي تملكها الانتربول.

بدأ نشاط وفد الانتربول في بيروت امس، بزيارة قام بها رئيس "مؤسسة الإنتربول من أجل عالم أكثر أماناً" الياس المرّ، وأمين عام منظمة الإنتربول رونالد نوبل، الى مصرف لبنان حيث استقبلهما الحاكم رياض سلامة.

بعد ذلك انتقل وفد الانتربول الى مقر جمعية مصارف لبنان. وعقد الوفد الدولي مع رئيس الجمعية فرنسوا باسيل وأعضاء مجلس إدارتها وأمينها العام اجتماع عمل تمّ خلاله استعراض مجالات التعاون الممكنة بين كلّ من منظمة الإنتربول و"مؤسسة الإنتربول من أجل عالم أكثر أماناً" والقطاع المصرفي اللبناني في سبيل تعزيز مكافحة الجرائم المنظّمة، لا سيّما الجرائم المالية كتبييض الأموال وتمويل عمليات الإرهاب.

عقب الإجتماع، أقامت الجمعية على شرف المرّ ونوبل مأدبةَ غداء في حضور النائب ميشال المر، ومشاركة قائد الجيش العماد جان قهوجي، ورؤساء السلطة القضائية، وقادة المؤسّسات العسكرية والأمنيّة وعدد من السفراء المعتمدين في لبنان، الى جانب حشد من الكوادر المصرفية العليا. وأعلن رئيس مؤسسة الانتربول، الياس المر في كلمته، "أنّ لبنان سيكون الأول في العالم في عقد شراكة مع الانتربول لتطوير وتحصين القطاع المصرفي وتعزيز حمايته، من خلال برامج التدريب وتبادل المعلومات الذكية (البطاقة الذهبية)"، مؤكداً على أنّ "لبنان سيكون مصدِّراً ورائداً لهذه التكنولوجيا الحديثة الى كل دول العالم". ووعد "انه لن تكون بعد العام 2014 ايّ دولة في العالم مجهّزة ومدرّبة أكثر من لبنان وأنا على رأس هذه المؤسسة". من جهته، اوضح الأمين العام للإنتربول رونالد نوبل انّ "المصارف في لبنان ستتلقى عما قريب، تنبيهات وتعليمات آنية تساعدها في التصدي للاعتداءات السيبيرية التي تستهدف لبنان سنوياً ويصل عددها إلى 7 ملايين اعتداء".اما رئيس جمعية مصارف لبنان فرنسوا باسيل فقد جدّد "استعداد جمعية المصارف وسائر أعضاء الأسرة المصرفية اللبنانية للتعاون مع الرئيس المرّ ومع منظمة الإنتربول التي تحظى بثقتنا واحترامنا ودعمنا لما تقوم به بمهنيّةٍ وفعاليّة في مجال مكافحة الجريمة المنظّمة، ولا سيّما الجرائم المالية المرتكبة من قبل الأفراد أو الجماعات".

باسيل

في البداية، تحدث باسيل الذي اشار الى "أنّ قطاعنا المصرفي شديد الإنفتاح على الخارج. فلدينا حالياً شبكة انتشار تغطّي 31 بلداً و92 مدينة، ونقيم علاقات مصرفية مع 226 مصرفاً مراسلاً في آسيا وأوروبا وأميركا وافريقيا واوستراليا. فنحن نتواجد حيث يتواجد اللبنانيون، نعبّئ مدّخراتهم ونجري تحويلاتهم ونساهم في تمويل أنشطتهم من خلال 240 فرعاً خارجياً بأشكال قانونية مختلفة". واوضح انه "في المقابل، يترتّب على انتشارنا المصرفي الواسع في العالم موجبات والتزامات هي بدورها كبيرة ومتنوّعة. يأتي في مقدّمها الإلتزام بالقواعد والمعايير الدولية للصناعة المصرفية العالمية الموضوعة من قبل لجنة "غافي" ولجنة "بازل" والمؤسّسات المالية الدولية، وأخيراً من قبل الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية. وتغطّي هذه المعايير شتى قواعد عمل مصارفنا في مجال الرسملة والسيولة، ومخاطر الإقراض الكبرى، والإقراض للجهات المقرّبة، وأنظمة الرقابة والدفع، وأخيراً وليس آخراً، مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب". وتوجّه باسيل الى الرئيس المرّ قائلاً: "يهمّنا أن يزداد في عهدكم التعاون مع الجهات الدولية المختصّة في المجالات التقنيةِ كافة، ولا سيّما في حقل تأهيل الموارد البشرية وتنمية قدراتها العلمية والعملية في هـذا المضمار. فمساهمة مؤسّستكم في تطوير عمل الصناعة المصرفية أساسيّة بالنسبة إلينا، ونحن نعوّل على ذلك بأملٍ كبير".

نوبل

بعد ذلك، ألقى نوبل كلمةً أعرب فيها عن ايمانه بـ"أنّ على الحكومات وأجهزة إنفاذ القانون التعاون مع المصارف لتعزيز نزاهتها والإجراءات الوقائية التي تتخذها، وأنه يتعين تعزيز قدرات المصارف من قبل الحكومات وأجهزة إنفاذ القانون لكي تقف في وجه مَن يحاول، مِن الأفراد والمجموعات، الاحتيال على زبائنها أو تبييض الأموال أو تمويل أنشطة غير مشروعة". واعتبر "أنّ الحلّ يكمن في اعتبار تبادل المعلومات واجباً مشتركاً، إذ لا يجوز لأجهزة إنفاذ القانون والحكومات أن تكتفي بطلب المعلومات من المصارف، بل يجب عليها أيضاً إطلاع المصارف على ما لديها من معلومات". وفيما لفت نوبل الى انه "يجب على الحكومات وأجهزة إنفاذ القانون والمصارف بناء جسور التعاون اليوم على الصعيد العالمي"، اكد انّه "لتحقيق هذا التعاون، لا نستطيع التعويل على النهج الأحادي الجانب الذي اتبعناه في الماضي، هذا الاتجاه الذي يقيس الإنجازات بعدد الغرامات المالية التي تُفرض على المصارف أو العقوبات التي تصدر بحقها أو الشكاوى المدنية التي تُرفع ضدها. بل علينا استحداث نموذجٍ جديد يجعل العلاقة بيننا قائمة على تبادل المعلومات في الاتجاهين وعلى الحوار والثقة. وهذا هو أحد الأسباب التي دعت إلى إنشاء مؤسسة الإنتربول لجعل العالم أكثر أماناً". اضاف: "هذه المؤسسة المستقلة عن الإنتربول تمدّ له يد المساعدة في مسعاه لربط أجهزة إنفاذ القانون في العالم مع الجهات المتضررة من الجريمة والإرهاب ومع جهات يُحتمل التحالف معها لمكافحتهما.ولكنّ هذه المؤسسة، إذا أُريد لها النجاح، وجب أن يقودها شخص فيه من الجرأة والديناميكية ما في فكرة المؤسسة نفسها. وهذا القائد هو حضرة السيد الياس المر. وما رأيناه في الرئيس المر هو السمات القيادية الاستثنائية والعزيمة والحسّ التجاري البعيد النظر، ما ساهم في توجيه مسار لبنان في العقود الماضية".

تابع: "الغرض من فتح قناة الحوار مع جمعية مصارف لبنان، وهنا أود أن أشكر رئيس الجمعية فرانسوا باسيل على تيسيره، هو سماع صوتكم والوقوف على آرائكم وإطلاق حوار معكم نتوصل في إطاره إلى تبيان النقاط التي تلتقي فيها مصالحنا". وفيما اوضح نوبل انّ "الإنتربول مدرك أنّ لبنان ومصارفه لا يزالان في مرحلة تنفيذ القوانين واللوائح والنُظم التي تستجيب لتوصيات فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية، المتعلقة بتبييض الأموال وتمويل الإرهاب"، قال "إننا نعتقد أنّ لدى الإنتربول، مع شركاء من قبيل مختبرات "كاسبرسكاي"، الأدوات والخدمات الكفيلة بمساعدة لبنان ومصارفه الآن على مواجهة الجهات الضالعة في عمليات الاحتيال وتبييض الأموال وتمويل الإرهاب". وشرح انه "من خلال مجمّع الإنتربول العالمي للابتكار الذي سيُفتتح في سنغافورة، ستتلقى المصارف والعموم في لبنان عما قريب، تنبيهات وتعليمات آنية تساعدهما في التصدي للاعتداءات السيبيرية التي تستهدف لبنان سنوياً ويصل عددها إلى 7 ملايين اعتداء. وبفضل التعاون بين مؤسسة الإنتربول ومختبرات كاسبرسكاي، سيتلقى الخبراء الأمنيون في مصارفكم، تدريباً على كيفية تحليل الأخطار والأدلة الجنائية الرقمية، وسيستفيدون من خدمات تتيح لهم الوقاية من أعمال الاحتيال من أجل مكافحة هذه الاعتداءات السيبيرية. إضافة إلى ذلك، نعرف تمام المعرفة أنّ حماية الأعمال التجارية في مصارفكم تبدأ في التدقيق في خلفيات زبائن هذه المصارف". كما اعلن نوبل "انّ الإنتربول يقوم باستحداث برنامج I-Checkit الحاسوبي الذي يمكّن موظفي إنفاذ القانون والقطاع الخاص والمواطنين في العالم من كشف المنتجات المسروقة والمفقودة وغير المشروعة، كالوثائق والسيارات. وسيتيح هذا البرنامج للموظفين في المصارف وللإنتربول ولأجهزة إنفاذ القانون العمل معاً لمنع الأشخاص الذين يحملون جوازاً مسروقاً أو مزوّراً من فتح حسابات مصرفية وإبرام صفقات تجارية.

وستتيح أيضاً للسلطات والعموم التدقيق في السيارات المشبوهة، وهذه هي المسافة التي تفصل بين احتجاز هذه السيارة أو تركها تتحوّل إلى قنبلة أخرى تنفجر في وسط بيروت".

المرّ

في الختام، كانت كلمة المر الذي استهلها بتوجيه الشكر الى الحضور للمشاركة "في اطلاق هذا الحدث من بيروت، لتؤكدوا للعالم انّ بيروت ليست مدينة الاغتيالات والتفجير، وانما عاصمة الانفتاح والتطور، وانّ ارادة الشعب اللبناني في الحياة والسلام أقوى من اليأس والاستسلام". واشار الى انّ "هذا الحدث، كان من المفترض أن يُقام في إحدى العواصم الدولية لأنه يطال كل القطاع المصرفي في العالم، لكن مهما كان العالم كبيراً ومهما كان الانتربول عظيماً فإنّ لبنان يبقى في قلوبنا رمزاً كبيراً". وقال: "منذ انشائه عام 1914، وخصوصاً في سنواته الأخيرة، حقَّق الانتربول إنجازات هائلة استراتيجياً وعلى مستوى التحديات، بفضل مجلسه التنفيذي ورؤية ودينامية أمينه العام السيد نوبل وفريق عمله". وأوضح: "كان عمل الانتربول يقتصر على التعاون والتنسيق بين أجهزة الشرطة والقضاء في العالم. اليوم هناك نقلة نوعية من خلال مؤسسة الانتربول التي شرّفني المجلس التنفيذي و190 دولة عضواً، برئاستها بالاجماع. إنّ دور المؤسسة هو التواصل مع رؤساء الدول والحكومات لدعم منظمة الانتربول وتطويرها في مكافحة الجريمة المنظمة في العالم. ودور المؤسسة أيضاً هو فتح أبواب التواصل والتعاون بين الانتربول والقطاع الخاص في العالم، بهدف تحصينه وتعزيز حمايته من الجريمة المنظمة". واعلن المرّ عن افتتاح "باب شراكة بين الانتربول والقطاع الخاص لتطوير العمل الأمني عالمياً، ولن يكون سهلاً ان نعوّد الأمن والقضاء على الشراكة مع العالم المدني والمؤسسات العالمية في القطاع الخاص، ولن يكون سهلاً كذلك على القطاع الخاص التواصل والتعاون مع الانتربول، لأنّ لغة الفريقين مختلفة في تقاليدها وأعرافها وطريقة عملها".

وأكد على أنّ "هذا ما سيكون من أولويات اهتمام مجلس ادارة مؤسسة الانتربول الذي يضم شخصيات سياسية ورؤساء شركات عالمية تمثل كل القطاعات، من المصارف الى الطيران، والسيارات والفنادق والدواء وغيرها. وكلنا ثقة في أنّ التعاون بين الانتربول وهذه القطاعات التي تطال 7 مليارات انسان في العالم، إن على صعيد المعلومات أو التجهيزات، ستحدّ من الجريمة المنظمة وستخفّض كلفة الأمن عالمياً وستجعل العالم أكثر أماناً".

واوضح انه على صعيد العلاقة مع الدول والحكومات، "ستعمل مؤسسة الانتربول على خطين:

أولاً: تأمين الدعم اللازم لتطوير عمل منظمة الانتربول.

ثانياً: تأمين الدعم من الانتربول للدول الراغبة في تعزيز أمنها واستقرارها من خلال أحدث برامج التدريب والتجهيز، لأنّ الأمن اصبح جزءاً لا يتجزأ في العالم اجمع".

وتابع: "أردنا لبنان رائداً في محيطه والعالم وحجر أساس لانطلاق هذا المشروع. نريد ان ندعم المصارف اللبنانية في حفاظها على الشفافية والتزامها بالانظمة والمعايير الدولية وفي مساعيها المثمرة في مكافحة تبييض الأموال، لتكون رائدة في العالم، مع احترام كامل للقوانين اللبنانية التي ترعى هذا القطاع".

وأضاف المرّ "للبنان اليوم عمودان فقريان: الجيش والمؤسسات الامنية والقضائية، والقطاع المصرفي"، مشيراً الى انّ "الفئة الاولى تحظى بدعم دولي للحفاظ على استقرار لبنان وتطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي والمعني فيه أكثر من 30 دولة مشاركة في الجنوب، والى انّ الفئة الثانية هي القطاع المصرفي وهو جزء لا يتجزأ من قوة لبنان اقتصادياً وصناعياً وتجارياً، وهو العمود الفقري الاساسي للاستقرار، لأنّ ايّ مساس بهذا القطاع هو مساس بلقمة عيش كل مواطن، وفي النهاية كلّ جندي في الجيش او عنصر في الاجهزة، هو مواطن. لذلك إنّ أيّ محاولة لضرب هذا القطاع أو المساس به أو الضغط عليه، يشكل خطراً على الاستقرار في البلد وعلى القرار 1701 في جنوب لبنان".

وشرح المرّ عن "الخطوة التالية خلال 2014 التي ستكون الشراكة الكاملة مع الاجهزة الامنية اللبنانية بالتجهيز والتدريب ليصبح لبنان أيضاً أكثر أماناً". وأما على صعيد القضاء اللبناني، فقال: "سيكون لنا مشروع متكامل يبدأ بتزويده بالتجهيزات اللازمة للتواصل عبر التكنولوجيا الحديثة مروراً بالتدريب والتنسيق القضائي مع دول العالم كافة".

ختاماً، شكر المرّ لجمعية المصارف رئيساً واعضاء، دعوتها وشكر كل الشخصيات الحاضرة، والمؤسسة الروسية العالمية kaspersky وخبراءها الذين يتعاونون مع الانتربول في مكافحة الجريمة المعلوماتية والذين سيكون لهم دور اساسي في مساعدة القطاع المصرفي في هذا الاطار. كما شكر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة "الذي منح الليرة اللبنانية والقطاع المالي والمصرفي حالة استثنائية من الضمانة والاستقرار بحكمة واعتدال ونجح في نأي مصرف لبنان عن السياسة ومشاكلها، وفتح أبواب لبنان في هذا المجال على العالم بعلاقاته العربية والدولية".

 

المقارنة بين مصر وتونس!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

واحد من أسوأ المظاهر العربية المقارنة الدعائية، وأحدث نموذج لذلك محاولة مقارنة التجربة التونسية بالمصرية الآن، خصوصا بعد التصويت على الدستور التونسي. زعيم حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي يقول، مثلا، ووفق ما نسبته له وكالة الأناضول التركية، إن المصادقة على الدستور جعلت من تونس «نموذجا» بالمنطقة، مضيفا أن تقدم مسار الثورة التونسية، من خلال المصادقة على الدستور، سيؤثّر في باقي دول الربيع العربي، ومشيرا، أي الغنوشي، إلى أن بعض الدول تريد أن تنقل «لنا (نموذج الثورة المضادة)، إلا أننا سنؤثر بنموذج التجربة الديمقراطية التونسية بباقي التجارب الأخرى». ومن الواضح أن المقصود بهذا الحديث هو مصر، فهل فعلا الدستور التونسي يعد نموذجا فريدا، وهل صحيح أن التجربة التونسية أفضل من التجربة المصرية؟ هنا لا بد أن نتذكر ما كان يقال إثر الانتخابات الأولى في العراق بعد إسقاط صدام حسين بالاحتلال الأميركي، وما قيل أيضا بعد كتابة الدستور العراقي بعد ذلك، وعلينا أيضا أن نتذكر أنه رغم كل المصائب في لبنان، فإن البعض يتغنى بـ«الديمقراطية اللبنانية»! وبالتالي، فإن تأمل هذه التجارب؛ العراق ولبنان.. وخلافه، سيقول لنا أن ليس كل شيء كما يبدو، وإن الشعارات شيء والتنفيذ شيء آخر. وإذا أردنا الحديث عن جدلية مقارنة التجربة التونسية بالمصرية، فلا بد من النظر في تاريخ سير الأحداث بالبلدين، خصوصا أن «إخوان تونس»، أي «النهضة»، قد انحنوا مؤخرا للعاصفة بعد ما حدث في مصر، من إسقاط مرسي، وخلافه، وهو ما أخاف «إخوان تونس» دون شك. في مصر، وبعد ثورة «25 يناير»، كانت هناك انتخابات برلمانية ورئاسية، ووصل «الإخوان» من خلالها للحكم وحاولوا السيطرة على مفاصل الدولة، وبكل الطرق، ومنها التصويت على الدستور الإخواني الذي أقصى جل القوى المصرية.. وباقي القصة معروف، وهو ما دفع بالشعب المصري للخروج مرة أخرى وإسقاط «الإخوان» في حركة تصحيحية، ورغم كل ما حدث بمصر، وكل ذاك الوقت، فإن الدستور التونسي كان يتعثر بسبب تعنت «الإخوان» هناك، وحدث عنف كاد يعصف بتونس، مثلما حدثت حالات اغتيال سياسي، ولم ينجز الدستور التونسي إلا الآن، في هذا الأسبوع، وبعد كل ما حدث في مصر، بل وبعد الاستفتاء على الدستور المصري الأخير، فكيف يمكن أن يقال بعد كل ذلك إن التجربة التونسية هي النموذج؟ بالطبع الأماني، والرجاء، أن تكون تونس ضمن أزهى دولنا، لكن ذلك لا يتم بالمقارنة، وإنما الأهم التطبيق، وليس بكتابة الدساتير وحسب، خصوصا أنه لو تم احترام بعض الدساتير العربية المكتوبة في العشرينات، والثلاثينات، لكانت منطقتنا اليوم في حال آخر، ففي عشرينات القرن الماضي كانت هناك أحزاب، وبرلمانات.. إلخ. ولذا، فإن الأفعال أهم من الأقوال، بينما المقارنة، وعلى الطريقة العربية، لا تقدم ولا تؤخر، فلولا ما حدث بمصر لما مارس «إخوان تونس» هذه العقلنة التي يتغنى بها البعض الآن.

 

بين تجربتي سوريا.. وسويسرا!

اياد ابوشقرا/الشرق الأوسط

منذ أيام تشهد سويسرا مفاوضات سياسية يجمع المراقبون على اعتبارها «شبه مستحيلة»، بين وفدي نظام دمشق و«الائتلاف الوطني السوري». وكانت المفاوضات المعروفة بـ«جنيف2»، في إشارة إلى استنادها لمقررات المؤتمر الذي سبق لمدينة جنيف السويسرية أن استضافته في يونيو (حزيران) 2012، قد انطلقت من منتجع مونترو ليوم واحد قبل الانتقال إلى جنيف على الضفة المقابلة من البحيرة التي تحمل اسمها. خلال الأيام الماضية أزعم أن الوفد الحكومي السوري تعرف بصورة أفضل على سويسرا.. شاهد تجربة عالمية رائدة في التعايش الحضاري الراقي، والوحدة الوطنية القائمة على التنوع، والنظام السياسي المتقدم القائم على احترام حقوق الإنسان وتداول السلطة. بل لاحظ وخبر كيف كانت قصة سويسرا قصة نجاح اقتصادي جبار من دون ثروات طبيعية استثنائية، فهنا لا ذهب ولا ماس ولا نفط ولا أي شيء من هذا القبيل. توجد فقط عقول رصينة وملتزمة ونفسيات نشيطة طموحة حولت دولة جبلية لا تطل على البحر إلى إحدى أغنى الدول الصناعية المتقدمة التي تنافس منتجاتها عالميا بنوعيتها الممتازة لا أسعارها التنافسية الرخيصة.

سويسرا دولة تعددية مثل سوريا، لكنها فهمت أصول الحكم في الدول التعددية. وبعد منازعات وصراعات دخلت فيها الهويات اللغوية والعرقية والمذهبية، توصلت أقاليم (كانتونات) سويسرا إلى صيغة اتحادية رائدة ناجحة.. مع أنها تتكلم أربع لغات يعترف بها الدستور هي الألمانية والفرنسية والألمانية والرومانيش. بل تعاملت سويسرا مع مكوناتها بالعدل والإنصاف، مع أن المتكلمين بالألمانية يشكّلون أكثر من نصف عدد السكان. وبالتالي، مع انعدام الفكرة القومية بمفهومها الضيق في الاتحاد السويسرية، فإن شعوب هذا الاتحاد تعتز بهويتها المشتركة بصورة لا مثيل لها تتجاوز كل أوجه الاختلاف.

وبناء عليه، في ظل هذه الهوية المشتركة، وهذا الولاء المطلق لها على الرغم من أنها تحد ثلاث دول عملاقة تتشارك معها لغاتها، ومن ثم عمقها الثقافي، هي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا.. بناء على ما تقدّم، ومع نجاح تجربة الحكم الاتحادي الديمقراطي من القاعدة إلى القمة، والمداورة في الرئاسة ضمن مجلس منتخب يضم سبعة أعضاء مدة رئاسة الواحد منهم لا تتجاوز السنة الواحدة، أمكن تأسيس دولة ناهضة عادلة يشعر مواطنوها بالثقة بأنفسهم ومواطنيهم ونظامهم السياسي، وبقدراتهم على النجاح والتميز، من دون مزايدة أو خوف أو طمع. في سوريا، كما تنبئنا المحنة الراهنة، الأوضاع مختلفة تماما.

لقد أخفق نظامها السياسي، على الأقل منذ الاستقلال عام 1943، في بناء نظام سياسي يحظى بثقة المواطنين. وباستثناء فترة واحدة قصيرة أزهرت فيها براعم الديمقراطية خلال عقد الخمسينات من القرن الماضي.. كانت الحصيلة سلبية على مختلف الصعد. الهوية القومية العربية التي اشتدت أكثر مع خطاب حزب البعث الذي دانى «الشوفينية» الصريحة، ما حلت مشكلة علاقات سوريا العربية، ولا هي أفلحت في طمأنة أقلياتها غير العربية. أصلا على امتداد أربعة عقود حكم فيها جناحا حزب البعث كلا من سوريا والعراق، البلدين الشقيقين اللذين تفصل بينهما حدود مصطنعة، كانت العلاقات في غالب الأحيان بين البلدين عدائية. وبمرور الزمن غدا الحزب العلماني القومي - الطامح إلى توحيد العرب من المحيط إلى الخليج، بما في ذلك الصومال وإريتريا أيضا - حزبا تطغى عليه أقليات طائفية.. بل دكتاتوريات عائلية أسست كل منها «دولة بوليسية» اتهمت لعقود بالانغماس في العنف والقمع والفساد. الصراع القديم بين المدن من ناحية والريف والبادية من ناحية أخرى.. تحوّل إلى صراع جديد يقوم على التنافر الطائفي والعرقي، تدفع سوريا اليوم ثمنه باهظا. تدمير الديمقراطية عبر الانقلابات العسكرية التي بدأت عام 1949 تزامن مع رفع شعارات كبيرة بعبثيتها أو سرابيتها.. تبين بمرور الوقت أنها جوفاء وأن الحاكمين ما عنوها، وإن عنوها ما كان بمقدورهم تطبيقها. ثلاثة شعارات رفعت منذ 1943، ومن ثم بإلحاح أكبر منذ نكبة فلسطين عام 1948، هي: الوحدة العربية، وتحرير فلسطين، وتحقيق نظام اشتراكي ينصف المحرومين والعمال والفلاحين ويحد من سطوة الإقطاع والرأسمالية الوطنية.. فماذا كانت النتيجة؟

على مستوى العروبة، وتصحيح خطأ «معاهدة سايكس - بيكو»، أدت أخطاء سياسة النظام السوري اليوم إلى تهديد وحدة الكيان السوري ذاته، واستقواء النظام «العروبي» والعلماني بقوة إيران المذهبية غير العربية!

وعلى صعيد تحرير فلسطين، انتقل النظام من المزايدة على الجميع في مجالات «الصمود والتصدي».. ثم «الممانعة والمقاومة»، إلى ضمان السكون الكامل على خط الفصل في هضبة الجولان المحتلة، قبل الإجهاز على المقاومة الفلسطينية في لبنان، وتجويع اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك بدمشق، كي لا تتوقف طويلا عند تحذيراته للعالم بأن بقاءه خير ضمانة لأمن إسرائيل.

وفي ما يخص الاشتراكية وإنصاف المحرومين والعمال والفلاحين، شهدنا خلال العقود الأخيرة نشوء طبقة طفيلية اقتصادية ومالية «مافيوية».. وتناميها وتوسعها بحماية «الدولة البوليسية» و«المافيا العائلية».

إن تجربة مريرة كالتجربة السياسية للنظام السوري الحالي، الذي تاجر بشعبه، وبأحلامه، وبأمن جيرانه، أوصلت سوريا إلى الهاوية.

سوريا الثقافة والحضارة والأديان السماوية التي خرج منها ثلاثة أباطرة رومان، وقامت فيها أقدم حاضرتين في العالم (دمشق وحلب)، وعلمت البشرية اللغة والتجارة والصناعات والتنظيمات المهنية والنقابية، وفنون العمارة والموسيقى والآداب، وحكمت من عاصمتها رقعة شاسعة من العالم امتدت من وسط آسيا إلى غرب أوروبا.. هذه «السوريا» اليوم تترنح وتتهدد بالتقسيم والتفتيت.

سويسرا دولة واحدة نشأت من 26 إقليما، وسوريا الجائعة الجريح سقط فيها خلال ثلاث سنوات نحو ربع مليون قتيل، ونزفت عشرة ملايين لاجئ ونازح.

 

مساعي التشكيل تترنح وعقدة عون في الواجهة

هل تلعب 8 اذار لعبة كسب وقت بالتنازل عن الطاقة مقابل...؟

بري وجنبلاط مصران على الحل والحكومة بمن حضـر

المركزية- تجاوزت أزمة تأليف الحكومة كل المعقول والمقبول في سياق تاريخ تشكيل الحكومات، ولم تبرز اي بارقة امل توحي بامكان احداث الخرق المرجو، ولئن كان النزاع حُصر في عقدة اخيرة تتمثل باعطاء رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون حقيبة سيادية الى جانب اخرى خدماتية مقابل تنازله عن شرط الابقاء على حقيبة الطاقة مع الوزير جبران باسيل، الا ان رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري التنازل عن "السيادية" من حصة فريق 8 اذار، اي وزارة المال، لمصلحة عون الذي يوازي في تشدده رفض عون التخلي عن الطاقة جمد المسار الحكومي، واضفت طبيعة اللقاءات والاتصالات التي تمت في الساعات الاخيرة مزيدا من الغموض على ما يمكن ان تفضي اليه الامور في سياق التشكيل، حتى ان المعنيين مباشرة بالملف باتوا في حيرة من امرهم يرفضون الانزلاق الى تحديد سقف زمني لموعد ولادة الحكومة مهما كان شكلها وطبيعتها، ويكتفون في معرض استيضاحهم عما آلت اليه لقاءاتهم بالقول "لا جديد".

وثيقة بكركي: وفي وقت تترقب الاوساط موقف العماد عون اثر اجتماع تكتل التغيير والاصلاح بعد الظهر، المرتقب ان يضيء فيه على جوانب مهمة من مسار التشكيل ويحدد موقفا وصف بالعالي السقف لجهة عدم التنازل عن الحقوق، اطل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ليعلن امام زواره في الصرح عن اصدار وثيقة وطنية بعد اجتماع مجلس المطارنة الموارنة في 5 شباط ترتكز الى ثلاث مقومات هي الثوابت الوطنية والهواجس والاولويات. وشدد على اهمية وضرورة ان يلعب المسيحيون دورهم الريادي الذي ينتظره منهم الجميع.

انرعاج بري: وتحدثت المعلومات التي رشحت عن لقاءات عدة عقدت في الساعات الماضية لمحاولة تذليل عقدة "عون" عن ان اللقاء المطول الذي جمع احد عرابي التفاهم – المخرج رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط مع السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن ابادي مساء امس في السفارة، انتهى الى تفاهم على محاولة اسناد وزارة المال لعون مقابل تخليه عن الطاقة لحل المسألة، غير ان هذا الطرح لم يلق تجاوبا من الرئيس نبيه بري، الذي قالت مصادر في قوى 14 اذار لـ"المركزية" انه بات يشعر بعبء من تحالفه مع عون الذي وفي كل مرة يؤسس فيها لتفاهم، وخصوصا في الملف الحكومي، تبرز العقدة من قبله فينسف المساعي، وهو يعلم اكثر من غيره ان البلاد في حاجة ماسة الى تشكيل حكومة ونحن لن نجر لبنان الى مشكلة. واعتبرت ان الرئيس بري لا يمكنه ان يقبل بالبقاء خارج الحكومة وهو عراب التفاهم – المخرج الى جانب جنبلاط الذي اوفد اليوم الوزير وائل ابو فاعور الى عين التينة حيث عقد لقاء مع رئيس المجلس حضره الوزير علي حسن خليل تخلله نقاش مستفيض في كل جوانب الملف الحكومي، وخرج ابو فاعور الذي يتحرك وحده على خط المواصلات الحكومية من دون الادلاء بأي تصريح، علما ان من المفترض ان يحمل من الرئيس بري جواب فريق 8 اذار الذي ينتظره الرئيس المكلف.

ارضاء عون: واوضحت اوساط قوى 14 اذار لـ"المركزية" ان كرة التشكيل باتت في ملعب 8 اذار حصرا وعليها تحمل مسؤولياتها خصوصا ان اطرافها تمنوا على الرئيسين سليمان وسلام عدم تشكيل الحكومة الحيادية ومنح المفاوضات مزيدا من الوقت، فكان لهم ما ارادوا، واستنادا الى ذلك يتوجب عليهم اليوم توفير المخرج. وقالت في هذا السياق، اذا كانت مكونات 8 اذار راغبة حقا في ايجاد الحل واخراج الحكومة الى النور من دون لعب ورقة كسب الوقت وتوزيع ادوار التعطيل في ما بينها، فلتجد التسوية المناسبة وتحذو حذو 14 اذار التي لم تمانع في اسناد الحقيبة السيادية من حصتها اي "الخارجية" لوزير مسيحي، فلما لا تسند حقيبة المال الممنوحة عمليا لفريق 8 اذار الى مسيحي من التيار الوطني الحر؟

الطاقة مقابل.. واعتبرت الاوساط ان الملف الحكومي الذي صدع جبهة 8 اذار، يبدو اصاب علاقات مكونات التكتل بذاته في الصميم، في ضوء مواقف النائب سليمان فرنجية عن مشاركته في الحكومة ومعلومات عن موقف مماثل لحزب الطاشناق.

ولم تستبعد مصادر مراقبة وفي سياق ورقة كسب الوقت وتمديد المهل ان يعمد العماد عون الى اعلان موافقته على التنازل عن حقيبة الطاقة شرط ابلاغه من الرئيس المكلف بالحقائب المسندة الى فريقه السياسي، وهو امر يعرف عون سلفا انه غير وارد في قاموس قواعد التشكيل الموضوعة من سلام، بعدما راجعه في الامر اكثر من فريق في 8 اذار وتلقى الجواب نفسه واعتبرت ان من غير المستبعد اذا ما وصلت المفاوضات الى حائط مسدود ان يجد حزب الله نفسه مضطرا لايجاد اطار يدخل عبره الحكومة باعتبارها ضرورة بالنسبة اليه في المرحلة الراهنة، وتوقعت ان يحدد الحزب موقفه مساء بعد موقف عون عصرا لتتوضح طبيعة الامور على المستوى الحكومي، وما اذا كانت ذاهبة نحو تمديد اضافي للوقت المستقطع ام نحو حسم سريع من الرئيسين سليمان وسلام.

تسهيل وثقة: في المقابل، اكد مصدر في قوى 14 اذار لـ"المركزية" ان الاتصالات التي اجراها الرئيس فؤاد السنيورة امس بقادة 14 اذار اي الرئيس امين الجميل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والنائب بطرس حرب والمستقلين ركزت على ضرورة الاسهام في تسهيل مسار التشكيل الى اوسع مدى ومنح الثقة للحكومة بعد تشكيلها.

جعجع: وليس بعيدا، تمنى جعجع في حديث لـ"المركزية" على الرئيسين سليمان وسلام عدم اضاعة اي لحظة اضافية واستعمال صلاحياتهما الدستورية بالمبادرة فورا الى تشكيل حكومة حيادية عن تحالفي 8 و14 اذار وليست حيادية اطلاقا عن السياسة السيادية المتمثلة "باعلان بعبدا"، معتبرا انه بات اكيدا ان الحكومة الممكنة التي تلبي ولو بالحد الادنى المقومات السياسية السيادية كمدخل اساسي لاستقرار مقبول في البلد بعيدا عن منطق المحاصصة والشهوات هي الحكومة الحيادية.

ارجاء: على خط آخر، وفي ما بات امرا مألوفا لا يفاجئ اي مواطن في اقصى جرود لبنان، اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري ارجاء الجلسة النيابية التي كان مقررا عقدها اليوم للمرة التاسعة بسبب غياب النصاب وحدد يوم 4 اذار المقبل موعدا جديدا لها. المحكمة: الى ذلك، استكملت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان جلسات الاستماع الى شهود الادعاء في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. واستمعت الى شهادة ضابط متقاعد في فوج اطفاء بيروت وشاهد جديد عبر نظام المؤتمرات المتلفزة.

 

بين الوزير "الضرورة"... و"أبو سيّاف"!

عبد الوهاب بدرخان/النهار     

حدثان تزاحما في الأيام الأخيرة: تشكيل الحكومة الجديدة لإنهاء أزمة طالت أكثر من تسعة شهور متأرجحة بين أقصى المخاطر وأقصى المهازل، وازدياد تهديدات المجموعات الارهابية وصولاً الى الإيحاء أكثر فأكثر بأن الصراع في سوريا أنهى ترتيبات تلبننه رغماً عن اللبنانيين عموماً وأبناء الطائفة السنّية خصوصاً... أي الحدثين أدعى للانشغال؟ فعدم وجود حكومة قد لا يقتل أحداً، لكن المؤكد أن استمراره وتحوّله فراغاً في الحكم من شأنه أن يقتلا الدولة. أما جماعات الارهاب فلا تنفكّ تقتل وتشيع الرعب. والأدهى أنها دخلت الجدل الداخلي متسللة الى بازار الاتهامات المتبادلة بين من يقول ان قتال "حزب الله" في سوريا استدرجها الى لبنان ومن يقول ان انحياز السُنّة الى المعارضة السورية صنع "بيئة حاضنة" للارهاب. في ما يخصّ الاستحقاق الحكومي، كان انفراج قد حصل بتنازلات من "المعسكرين"، وشكّل اختراقاً مفاجئاً استُقبل بمشاعر ومواقف متناقضة داخل كلٍ من 8 و14 آذار. فمَن حبّذه اعتبر أن الواجب يفرض قبول الخيار المتاح لتفادي أزمة أكبر. ومَن لم يحبذه في 14 آذار وجد أن "الحكومة الجامعة" لا تشكّل حلاً لأزمة تشهد إخلالاً فادحاً من أحد مكوّنات المجتمع بأسس التعايش وباحترام الدولة وبصون أمن البلاد. المقصود طبعاً هو "حزب الله" وممارساته في الداخل وفي سوريا. أما مَن لم يحبذه في 8 آذار فانطلق أصلاً من رفض أي تنازل سواء في صيغة التشكيل أو شروطه، ومنها الغاء إحتكار الحقائب الوزارية. وها هو التيار العوني يكرر للمرة الثالثة عرقلة ولادة الحكومات بسبب "الوزير الضرورة" جبران باسيل. ولو كان واقعياً لأدرك أن السلوك المشتبه فيه لباسيل هو ما فرض عملياً عدم القبول بتدوير الحقائب، اذ غدا وزيراً ورجل أعمال في آن، وراح يتصرّف كمن وضع يده على كنز الغاز وصاغ العقود واختار المستثمرين ولم يبقَ سوى التوقيع، حتى أنه أثار انزعاج حلفاء أساسيين لـ "التيار" واستهجانهم. لذا قال الرئيس ميشال سليمان في لقاء صحافي: "الحمد لله أن الغاز لا يزال تحت الأرض"، ملمحاً بكياسة الى حرب الحلفاء على تقاسم ثروة يفترض أنها للبلد وأهله جميعاً. أما بالنسبة الى الارهاب، وبعدما أتحفنا مندوب "داعش" المدعو "أبو سياف الأنصاري" ببيانه وقبله "جبهة النصرة" بتهديداتها، فقد ظهرت الفبركة المكشوفة لاستغلال استياء السُنّة وجرّهم الى حرب يدرك خصومهم قبل سواهم أنهم لا يسعون اليها. فمَن اخترع "داعش" اخترع "ابو سياف" وهو المستفيد الوحيد منهما في سوريا كما في لبنان. الحلقة المفقودة هي عجز الأجهزة اللبنانية عن حصر هذه الظاهرة وتحديد معالمها، خصوصاً أن "البيئة الحاضنة" المفترضة لا ترى في أشباه البشر هؤلاء خلاصها من تطرّفات "حزب الله".

 

سلام غير معني بالهجوم و"حزب الله" مُحرَج هل يتجاوز "الحلفاء" عقدة شريكهم عون؟

سمير منصور/النهار   

لم يكن الرئيس المكلّف تمام سلام على ما بدا مساء أمس، معنياً بالهجوم الذي شنّه رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون في كل الاتجاهات، ولم يوفّر أحداً. كان سلام في انتظار جواب من "حزب الله" على ما آلت إليه مساعيه مع حليفه عون في شأن الوضع الحكومي، فإذا به يفاجأ بالهجوم الذي شنه، وقد طاول الحلفاء قبل غيرهم وكان مضخماً ومبالغاً فيه، إلى درجة خروجه عن الموضوع، وكان هذا التضخيم للتغطية على مطلب واحد اسمه وزارة الطاقة: مرتا مرتا.. تهتمين بأمور كثيرة والمطلوب واحد!

وبدا واضحاً أن عون اختار أسلوب الهجوم كأفضل وسيلة للدفاع: حمل على التمديد لمجلس النواب والمجلس الدستوري وعلى التمديد لقائد الجيش ورئيس الأركان مركزاً حملته عليهما، إذ اعتبر أن ولاءهما لأشخاص وليس للوطن، واستعمل عبارات أقل ما يُقال فيها أنها مسيئة الى المؤسسات قبل الأشخاص. أراد إيصال رسائل في اتجاهات متعددة ومعظمها لا علاقة له لا بالحكومة ولا بالرئيس المكلّف تشكيلها، لكل هذه الأسباب اعتبر سلام أنه غير معني بما قيل ولا علاقة له به، لا من قريب ولا من بعيد... وهذا "المناخ" شكّل في ذاته رداً مباشراً وواضحاً على هجوم عون. ولا يزال سلام في انتظار رد "حزب الله" على نتائج مساعيه لتذليل شروط حليفه والعقبات التي تعترض تشكيل الحكومة، وقد باتت محصورة بشروط عون، وعنوانها: وزارة الطاقة.

وتكتفي أوساط قريبة من الاتصالات الحكومية بالقول إن المحاسبة لا تكون على النيات بل على الأفعال. وفي استطاعة عون أن يقول ما يشاء ولكنه بالتأكيد لا يستطيع إقناع أحد على الإطلاق، مهما يكن ساذجاً، بأن تمام سلام يمس بالتوازنات وبالميثاق الوطني وما شابه من عبارات درج عون على استعمالها في إطار هجومه على الرئيس المكلّف، وآخرها في مؤتمره الصحافي أمس، والذي "جاء استكمالاً للمؤتمر الصحافي الذي عقده صهره الوزير جبران باسيل قبل يومين". وتكتفي هذه الأوساط بسؤال بسيط: أوليس في المداورة في الوزارات التي يصر عليها سلام تعزيز للميثاق والتوازنات والشراكة الوطنية بإعطاء فرصة لكل الطوائف والمكونات السياسية لتولي هذه الحقيبة أو تلك؟ أليس لدى أي مرشح للمشاركة في الحكومة "أيد أمينة" يمكن أن تتولى، عملاً بمبدأ المداورة، وزارة الطاقة؟ هل حقوق المسيحيين باتت حصراً بإبقاء هذه الوزارة في عهدة طرف مسيحي محدد يصرّ عليها؟ ماذا لو أعطيت لمسيحي آخر مشهود له بـ"الآدمية"؟ هل تكون في خطر وفي أيد غير أمينة؟!

وأما عن دعوته الرئيس المكلّف الى الاستقالة، فتقول هذه الأوساط إنها ليست جديدة، بل يكررها عون منذ الصيف الماضي، وفي المحصّلة مطلبه واحد: وزارة الطاقة! وتسأل: أي ميثاقية هي تلك التي تحدث عنها عون؟هل يكون تعزيزها بالاحتكار؟ أليس في الحكومة الحالية، حكومة تصريف الأعمال، في نظر عون، من نجح في وزارته وحقق انجازات ويود متابعتها شخصياً، وفق منطقه في الإصرار على الاحتفاظ بوزارة الطاقة؟

وثمة سؤال من المفيد أن يجيب عنه: هل يرى أن الحكومة نفسها، والتي له فيها حصة الأسد ميثاقية وفق المنطق الجديد الذي يعتمده؟

وتلفت الى أنه في هجومه على سلام، يعتمد على الفرضيات، ومنها: "إذا خالف الميثاقية"... من قال إن سلام ذاهب الى ضرب الميثاق الوطني والتوازنات؟ ومن يستطيع أن يزايد عليه في الحرص عليها؟

وإذ تلفت الى أن "حجته ضعيفة" في الهجمات التي شنها، ترى أنه اعتمد تكبير الحجر، لتغطية هذا الضعف وإخراج مطلبه من الإطار الشخصي. وتضرب مثلاً "كبيراً"، فترى أن عون بدا كمن يحرق بيتاً لتغطية عمل سيئ قام به ضد هذا البيت...وفي رأي الأوساط نفسها أن حلفاء عون، وفي طليعتهم "حزب الله"، وافقوا على المداورة في الوزارات، وكذلك الرئيس نبيه بري والنائب سليمان فرنجية، وقد بدوا جميعاً محرجين نتيجة هجومه غير المبرر، وكأنهم ضد "حقوق المسيحيين" والميثاق الوطني والتوازن الطائفي، وحالهم حال مكونات أخرى كرئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط ورئيس الجمهورية ميشال سليمان، فهل يصل "حزب الله" وسائر الحلفاء الى القول لعون "إننا استناداً الى موافقتنا على المبادرة واقتناعنا بها "مضطرون أن نمضي بالحكومة؟.

لا تستبعد هذه الأوساط احتمال الوصول الى هذه الخطوة، وتختم بالقول: "عون يتحدث عن الحرص على الميثاق الوطني، هل كانت حكومته الموقتة التي استقال نصف أعضائها الثلاثة المسلمين فور تشكيلها عام 1988 ميثاقية؟". وتذكّر بأنه سارع الى تكليف الوزراء الثلاثة الباقين بحقائب زملائهم... هل تذكرون؟"!.