المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 13 كانون الثاني/2014

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس متّى 04/01-11/ تجربة يسوع على يد الشيطان

*مصباح الأحدب: يا 14 آذار هل ستشاركون في حكومة لا قرار لكم فيها وتغطون حزب الله وتتخلون عن كل شروطكم؟

*بالصوت/الياس بجاني يفند أخطار جريمة مشاركة 14 آذار في حكومة واحدة مع حزب الله/وقائع المؤتمر الصحفي لمصباح الأحدب المح1ر 14 آذار من الركوع والخنوع والخضوع لحزب الله/12 كانون الثاني/14

*فيديو/من تلفزيون المر/وقائع المؤتمر الصحفي لمصباح الأحدب الذي حذر 14 آذار من الوقوع في فخ حزب الله ومشاركته في الحكومة/12 كانون الثاني/14

*ملخص وقائع المؤتمر الصحفي لمصباح الأحدب/12 كانون الثاني/14

* نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/12 كانون الثاني/14

*نشرة الأخبار بالإنكليزية

*تعتير 14آذار والنفوس المريضة وراعي يفترس رعيته/الياس بجاني

*تحية كبيرة لمصباح الأحدب/الياس بجاني

*مرة أخرى 14 آذار على مفترق طرق: حياة أو انتحار/الياس بجاني

*نفاق وتقية المطبلين بفرح لموت شارون/الياس بجاني

*مقالة لشارل جبور وتعليق للياس بجاني/ترى هل الراعي ومظلومه وباقي أصحاب الجبب والقلانس يقرأون ويسمعون/الياس بجاني

*التسوية الحكومية لا تخدم القضية اللبنانية/شارل جبور/13 كانون الثاني/14/من جريدة الجمهورية

*إسرائيل تشيّع شارون اليوم في جنازة عسكرية و«هيومن رايتس» تأسف لعدم محاكمته

*سلام لـ"النهار": الثقة المفقودة بين القوى تتطلّب وقتاً وإلا فالعودة إلى الحيادية / "المستقبل": 14 آذار صامدة والحكومة رهن بالتفاهم على "إعلان بعبدا" و"الثلاثية/سابين عويس/النهار

*الحكومة اللبنانية: أجواء إيجابية لولادة قيصرية 14آذار تحسم موقفها بعد انطلاق المحكمة؟

*القتلة يخشون "زمن العدالة"... انتهى التحقيق وبدأت المحاكمة أيها الارهابيون

*وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف: نشكر جهود حكومة لبنان في القبض على ماجد الماجد نسعى لإقامة أفضل العلاقات مع السعودية ونرحب بأي لقاء رسمي وعلى أي مستوى

*مظلة خارجية لحكومة لبنانية لـ «تقطيع المرحلة»

*عون في الفاتيكان للقاء البابا /الراعي: المصالحة ينجزها الأبطال

*"لا نريد تشريع الإغتيال ولو تمّت محاسبة حبيب الشرتوني لما وصلنا إلى هنا" ... "نديم الجميّل" لـ"أبجد نيوز": أتمنّى على "14 آذار" عدم المشاركة في حكومة 8-8-8

*"بعثة ديبلوماسية فرنسية الى لبنان" لمتابعة استحقاقي الحكومة والرئاسة

*الرئيس حسين الحسيني:ليس لهذه الحكومة اذا كان لها ان تبصر النور من مبرر الا على قاعدة الضرورات تبيح المحظورات

*عون يعترض على نزع حقيبة الطاقة من صهره

*عون غادر الى الفاتيكان

*الحريري عرض ولافروف في باريس أوضاع لبنان والمنطقة

*بري عرض وجنبلاط التطورات ومساعي تشكيل الحكومة

*رئيس "لقاء الاعتدال المدني" النائب السابق مصباح الاحدب  ل 14 اذار: ان كان لا بد من التسويات فابحثوا عن حل يحمي البلد بدلا من ان تسلموه للوصاية السورية الايرانية من جديد

*علوش في احتفال بعيد المولد في طرابلس: لقبول الآخر واعتبار الإختلاف حق لا يلغي ابدا مبدأ المشاركة في الإنتماء للمدينة

*طلال المرعبي: لا شيء يمنع اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها

*عام 2013 لا يُشبه أي عام نيابي آخر من حيث التشريع

*النائب فادي كرم: لا نقبل بشراكة مع فريق يمارس استراتيجية اكبر من الوطن

*النائب نضال طعمة،: التعطيل بات مستبعدا واستطعنا تجنيب الحكومة الثلث المعطل

*النائب جمال الجراح: هدفنا حكومة تعنى بالشقين الامني والاقتصادي

*النائب عماد الحوت: لاقرار الجميع ان هذه الحكومة هي صاحبة السلطة على اي سلاح وعلى اي قرار بتجاوز حدود لبنان

*النائب حسن فضل الله : لحكومة تجمع القوى الأساسية ولا تستثني أحدا

*الشيخ نبيل قاووق: نتعاطى بإيجابية لتسهيل تشكيل الحكومة ونطالب 14 آذار برفع الغطاء عن أي تكفيري وأي مسلح سوري داخل لبنان

*وزير الزراعة حسين الحاج حسن : فكرة حكومة الأمر الواقع طويت

*الشيخ محمد يزبك: بلدنا في قلب العاصفة وعلينا التفاهم من أجل الاستحقاق الرئاسي لتلافي الفراغ

*قاسم هاشم: مصلحة الوطن اليوم الابتعاد عن المكاسب السياسية

*الوزير محمد فنيش: الشراكة في الظروف الحالية أكثر من ضرورة

*رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير بعد اعلان فوز لائحته في انتخابات غرفة بيروت: طموحنا السير على درب العالمية ليعود لبنان المركز الاقتصادي للمنطقة

*حركة قرار بعلبك: نحذر من نتائج وخيمة لعدم احترام الاستحقاقات

*ماجد الماجد دُفِن في السعودية

*علي حسن خليل: نقترب من الوصول إلى حكومة جامعة

*مداخلة وزير الصحة علي حسن خليل

*فضل شاكر ينفي توقيفه من قبل الجيش

*مكتب عون: لا شيء اسمه مصادر الرابية و ما نريده نقوله مباشرة

*امين الجميل مستقبلا وفد نقابتي محامي بيروت وطرابلس:المسار القضائي في لاهاي سيعزز الاستقرار بعد صدور الحكم

*باسيل أولم على شرف رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك

*تكفيريو السياسة يريدون إقتلاعنا من الوطن ضاهر: بقاؤنا بهذه الارض دعوة امتياز لنا لاننا الاساس ببناء هذه البلاد المشرقية

*الراعي: أهمية المصالحة تخرجنا من أسر نزاعاتنا وتولد فينا تطلعا الى آفاق جديدة

*المطران بولس مطر: هناك مجال للتفاهم الذي لا يتحقق بالسلاح بل بقلوب ينيرها الله

*المفتي قباني في ذكرى المولد النبوي:لبنان يمر بظروف خطيرة ودقيقة جدا وأي فعل غير جامع سيؤدي إلى الدخول في أتون الصراعات المذهبية

*رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين محاضرا: لا مواطنة بدون دولة قومية حديثة تضم مواطنين متساوين

*الصحافة الإسرائيلية تعتبر شارون «بطلاً قومياً» مثيراً للجدل

*اجتماع باريس: استبعاد الأسد والحل السياسي عبر جنيف 2

*ما هي ابرز النقاط في الاتفاق النووي بين ايران والقوى الكبرى؟

*مؤتمر باريس يحض الائتلاف المعارض على المشاركة في جنيف 2

*700 قتيل على الأقل في المعارك بين داعش والمعارضة السوريّة

*فابيوس: النظام السوري يغذّي الإرهابيين ونأمل انعقاد جنيف2

*رئيس الإئتلاف الوطني السوري أحمد الجربا: مجموعة "أصدقاء سوريا" اتفقت على عدم وجود الأسد وعائلته في مستقبل سوريا

*اشهر فضائح رؤساء الدول مع النساء

*لماذا تراجع حزب الله/نديم قطيش/اليوم السعودية

*الأزمة الأيديولوجية التي يواجهها «حزب الله»

*ماثيو ليفيت/تايمز أوف إيزرائيل/أوقات إسرائيل

*هل تيار "المستقبل" على أهبة انبطاح جديد/مهى عون/السياسة

*إغتيال شطح ثَمنُ الحكومة... فما ثَمنُ الرئاسة/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*هذا ما سيقوله جعجع اليوم/رينا ضوميط/جريدة الجمهورية

*الـ«سين سين» داخل «14 آذار»: تحالف لا تهزّه العواصف/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

*يسألون في 14 آذار : "حزب الله" يفتش عن غطاء لبناني فلماذا نعطيه بثمن ضئيل/ايلي الحاج/النهار

*قرار بعلبك" لحكومة تراعي مصالح اللبنانيين

*حزب الله": الخطر التكفيري يستدعي حكومة جامعة

*ماذا حلّ بالفكرة الاستقلالية اللبنانية/وسام سعادة/المستقبل

*تسوية الثمن الموجع/نبيل بومنصف/النهار

*اللبنانيون دفعوا غالياً ثمن أخطاء طوائفهم هل حان زمن الاقتناع النهائي بتحييد لبنان/اميل خوري/النهار

*مهلة سليمان للتأليف تتناقص ونسبة معالجة العقبات قليلة/خليل فليحان/النهار

*هل يُسهّل تأليف الحكومة انتخاب الرئيس؟ توافق ذو حدّين للاستحقاق وملء الفراغ/روزانا بومنصف/النهار

 

"تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/سفر يشوع بن سيراخ/الإصحاح الخامس/أصول التعاطي مع الغير دون استكبار وبمخافة من الله

لا تعتمد على المال للحصول على استقلاليتك ولا تعتقد أن لديك كل ما تريد منه ومن ثم توظف كل طاقاتك في هذا الاتجاه. لا تعتقد أن لا وجود لأي سلطة عليك وفي حال توهمت بهذا الأمر تأكد أن الله سوف يعاقبك.

لا تعتقد أن بإمكانك أن تقترف الخطايا وتتفلت من العقاب إلى ما لا نهاية فالله يمهل لكنه لا يهمل وسوف يعاقبك في نهاية الأمر. لا تعتقد أن محبة الله ومغفرته وتسامحه يسمحون لم ارتكاب المزيد من الخطايا دون خوف من عقابه. لا تعتقد أن الله سيغفر خطاياك مهما كانت ومهما كثرت، فصحيح هو أب غفور ومسامح ولكنه أيضاُ يغضب ويحاسب وينتقم من الخاطئين. ارجع إلى الله بسرعة قبل أن تقف أمامه في يوم الحساب وأعلم أن غضبه قد يحل عليك فجأة ويعاقبك. لا تتكل على ثروة هي غير شريفة لأنها لن تنفعك يوم الحساب. كن ثابتاً في كل ما تؤمن به وبما تقوله. لا تحاول إرضاء الجميع أو أن توافق على كل ما يقوله هذا الغير. كن دائماً مستمعاً وتمهل قبل أن تتكلم. وتكلم فقط إذا كان عندك ما تقوله وتعرف ما تقول، وعندما لا يكون لديك ما تقوله ولا تعرف ما يجب قوله، كون هادئاً واصمت. الكلام قد يجلب لك إما الاحترام أو الإهانة وما ينطق به لسانك قد يدمرك. لا تكون من أهل النميمة والقيل والقال ولا تنقل كلاماً يؤذي الغير، فكما السارق يحصد العار، الكذاب يحصد الإدانة. لا تمارس أي شيء مدمر ومؤذي للغير تحت أي ظرف.

(ترجمة الياس بجاني عن النص الإنكليزي بحرية وتصرف بهدف إيصال المحتوى وليس التقيد بحرفية النص)

 

مصباح الأحدب: يا 14 آذار هل ستشاركون في حكومة لا قرار لكم فيها وتغطون حزب الله وتتخلون عن كل شروطكم؟
بالصوت/الياس بجاني يفند أخطار جريمة مشاركة 14 آذار في حكومة واحدة مع حزب الله/وقائع المؤتمر الصحفي لمصباح الأحدب المح1ر 14 آذار من الركوع والخنوع والخضوع لحزب الله/12 كانون الثاني/14

فيديو/من تلفزيون المر/وقائع المؤتمر الصحفي لمصباح الأحدب الذي حذر 14 آذار من الوقوع في فخ حزب الله ومشاركته في الحكومة/12 كانون الثاني/14
اضغط هنا لقراءة ملخص وقائع المؤتمر الصحفي لمصباح الأحدب/12 كانون الثاني/14
اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/12 كانون الثاني/14
نشرة الأخبار بالإنكليزية

 

 

تعتير 14آذار والنفوس المريضة وراعي يفترس رعيته

الياس بجاني/12 كانون الثاني/14/في حال رضخت 14 آذار للهرطقات والإغراءات ولمبدأ تقاسم الغنائم وأكل الجبنة ولحست كل شروطها ونقضت كل وعودها وعهودها وشاركت حزب الله الإرهابي في حكومة واحدة قبل عودته إلى حضن الدولة اللبنانية بشروطها وقبل تخليه عن دويلاته وسلاحه وعودته من سوريا وتسليم القتلة من أفراده للقضاء اللبناني والدولي، تكون 14 آذار قد انتهت سياسياً ووطنياً وخانت من اعطاها الثقة من اللبنانيين، وبالتالي تتحول إلى مجموعة طروادية واسخريوتية من السياسيين الخانعين والراكعين لمحور الشر السوري-الإيراني. كما تصبح شريكة كاملة لحزب الله والمخابرات السورية والإيرانية في كل الجرائم التي ارتكبت بحق لبنان وشعبه وقياداته، أما بشارة الراعي الذي يفترس رعيته فحدث ولا حرج، ونقطة على السطر.

 

تحية كبيرة لمصباح الأحدب

الياس بجاني/12 كانون الثاني/14/ كم نحن بحاجة إلى رجال سياسة، رجال بكل ما بالكلمة من معنى من أمثال مصباح الأحدب. هذا الرجل لا يساير ولا يساوم ويشهد للحق والحقيقة ولكن حتى الآن لا حياة في 14 آذار لمن ينادي وكلامه يقع على أذان اختار أصحابها الطرش. سوف يكون معيب واقع 14 آذار الانهزامي والمصلحي في حال شاركت حزب الله في الحكومة قبل التزام الحزب شروط الدولة ودستورها وقوانينها. نعم هؤلاء إن شاركوا سوف نعتبرهم قوم ولا ضمير وجدان ولا كرامة عندهم.

مرة أخرى 14 آذار على مفترق طرق: حياة أو انتحار

الياس بجاني/11 كانون الثاني/14/الانتحار ممارسة مرّضية وجنونية تنتج عن حالة نفسية شديدة من الاكتئاب واليأس والفشل. التمني أن لا تنتحر 14 آذار في حكومة ذل وخنوع مع حزب الله مكتفية بلحس المبرد والتلذذ بملوحة دم الأحرار من اللبنانيين السياديين. مما لا شك فيه أن مشاركة إجرام حزب الله في الحكومة وتغطيته محلياً واقليمياً ودولياً تنهي 14 آذار كتجمع سياسي سيادي إلى غير رجعة. فمنذ العام 2005 أخطأت 14 آذار كثيراُ وارتكبت الخطايا أكثر وبالنتيجة أعطت حزب الله الملالوي والإرهابي كل الظروف والإمكانيات والأدوات ليكمل احتلاله لوطن الأرز ولتعطيل المؤسسات وارهاب القيادات واغتال من تريد  من بينها. حزب الله مصاب بحالة من العهر والفجور والاستكبار في حين أن بري  ومعه جنبلاط هما مدجنين ويعملان أدوات لديه. أما الشارد عن ينابيع الإيمان وثوابت بكركي البطريرك الراعي فحدث ولا حرج!! في الخلاصة 14 آذار على مفترق طريقين إما الحياة والكرامة أو الذل والموت

 

نفاق وتقية المطبلين بفرح لموت شارون

الياس بجاني/11 كانون الثاني/14/من يفرح ويطبل لموت الآخر كائن من كان هذا الآخر هو انسان مجرد من كل مقومات الانسانية. في هذا السياق نقرأ كلام بعض الذميين والمنافقين الفرحين بتقية لموت اريال شارون في حين أن مواقفهم وتحالفاتهم الحقيقية والباطنية كما ماضيهم هي كلها في واد آخر.

 

مقالة لشارل جبور وتعليق للياس بجاني/ترى هل الراعي ومظلومه وباقي أصحاب الجبب والقلانس يقرأون ويسمعون!!

المقالة موضوع التعليق/التسوية الحكومية لا تخدم القضية اللبنانية/شارل جبور/13 كانون الثاني/14/من جريدة الجمهورية

http://www.aljoumhouria.com/news/index/114862

الياس بجاني/13 كانون الثاني/14/كالعادة الإعلامي السيادي شارل جبور يضع الإصبع على الجرح النازف ويوصي بنوع الضمادات ويبين طرق استعمالها، ولكن لا حياة لمن هو ينادي، خصوصاً في أروقة صرحنا البطريركي الماروني الذي أعطي له مجد لبنان. لماذا؟ باختصار لأن القابضين على قراره حالياً هم غرباء عنا ومغربين عن الصرح ولا يشبهوننا ولا يتحسسون أوجاعنا وقد خرجوا عنا لأنهم ليسوا منا. نعم خرجوا عنا لينفضح أمرهم وتتعرى ممارساتهم اللالبنانية واللابطريركية واللاانجيلية. هؤلاء وكما يتبين يوماً بعد يوم قد تخلوا عن ثوابت بكركي التاريخية والتحقوا كلياً بمحور الشر السوري-الإيراني كباقي المرجعيات المسيحية المأخوذة رهائن من قبل نظام الأسد، وهذا أمر مخيف لم تشهد مثله كنيستنا المارونية منذ ما يزيد عن 1500 سنة. للأسف في ظل الراعي الذي شتت رعيته فقدت كنيستنا استقلالية القرار اللبناني السيادي وخرج هذا الراعي الذي لا يعرف رعيته ولا رعيته تعرفه، خرج من موقع الضمير لكل لبنان ليصبح مسوّقاً لمخططات محور الشر الهادفة للقضاء على الكيان اللبناني بكل مقوماتهـ تاريخاً وهوية ورسالة وانساناً. ففي حين ينادي الأحرار والسياديين من أهلنا قادة ومثقفين وناشطين ومواطنين من داخل لبنان وخارجه بعدم مشاركة حزب الله في حكومة هو متحكم بقرارها ومكونات 14 آذار فيها مجرد ديكور وغطاء، نسمع الراعي ينادي بحكومة جامعة، أي حكومة تحت أمرة حزب الله. مواقف الراعي المسورنة هذه تعطل كل مساعي واتصالات الرئيس سليمان الهادفة لتشكيل حكومة حيادية بدعم فرنسي وعربي قبل الاستحقاق الرئاسي. المطران مظلوم الظالم لكنيستنا وللحق وللحقيقة ولكل ما هو لبناني وإيماني، والذي هو ناطقاً باسم سليمان فرنجية منذ سنين نقلت عنه أول أمس جريدة السياسة الكويتية ما يلي حرفياً تحت عنوان: (المطران سمير مظلوم للسياسة: لا يمكن تشكيل حكومة غير جامعة: بيروت - "السياسة": أكد المطران سمير مظلوم لـ"السياسة" أن "زيارة البطريرك بشارة الراعي لرئيس الجمهورية ميشال سليمان تأتي في إطارها الطبيعي, باعتبار أن غبطته في كل مناسبة يزور الرئيس سليمان وهذا الأمر ليس جديداً". ونفى الحديث عن وجود برودة بين بكركي والقصر الجمهوري, "بدليل أن زيارة صاحب الغبطة, تؤكد أن لا برودة ولا سخونة بين الرجلين". وشدد المطران مظلوم على أن بكركي لا زالت على موقفها بضرورة تشكيل حكومة جامعة, "باعتبار أنه في الظروف الحالية, لا يمكن تشكيل حكومة غير جامعة ومتفق عليها من قبل الفرقاء السياسيين". ولفت إلى أن البطريرك الراعي لم يغير موقفه من أهمية تأليف حكومة جامعة, مؤكداً أن بكركي تعمل ما بوسعها لإجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده. وأضاف أنه يفترض بالحكومة الجامعة أن تعبد الطريف أمام الاستحقاق الرئاسي".)

نشير هنا إن الثورة الفرنسية قامت أصلاً بوجه تسلط وكفر وجحود وابليسية رجال الدين، ونحن الموارنة في لبنان وبلاد الانتشار نواجه اليوم وضعاً كنسياُ بظل الراعي لا يختلف كثيراً عن ذلك الوضع الذي ثار عليه الفرنسيين. ترى هل نبلع ألسنتنا ونستلم لمن يجرنا ومعنا كنيستنا إلى العبودية، أم نرفع الصوت عالياً ونقول لا وألف لا!! هذا خيارنا ونقطة على السطر.

 

التسوية الحكومية لا تخدم القضية اللبنانية

شارل جبور/جريدة الجمهورية

الخلاف مع «حزب الله» يتجاوز المساكنة الحكومية والبرلمانية واللعبة السلطوية إلى ما يتصِل بجوهر الكيان اللبناني والقضايا المبدئية المرتبطة بالتحييد ودور لبنان وحصرية السلاح... المجتمع الدولي الذي لا يقيم وزناً للأزمة السورية، على رغم عشرات آلاف الضحايا والدمار الهائل، لن يقيم أيّ وزن للأزمة اللبنانية، ولا بل يفضّل عدم التلهّي بهذه الأزمة ورَبط حلّها بالأزمات الأكبر، خصوصاً الإيرانية والسورية.

يتقاطَع المجتمع الدولي أحياناً مع القوى المصنّفة أساساً في المحور المعادي له، ولكنّ براغماتية الطرفين ومصلحتمها فرضت وتفرض هذا النوع من التعاون الذي يؤدي في المحصّلة إلى تمديد الأزمة اللبنانية وجعلها رَهن هذا التقاطع الذي، فَور انتفائِه، ينقلب طرفه الإقليمي على تعهداته. فالتحالف الرباعي الذي تمّ برعاية دولية-إقليمية هو عَيّنة عَمّا تقدّم، حيث شَكّل اختلال ميزان القوى بعد حرب تموز 2006 محطة للانقضاض على هذا التحالف. واتفاق الدوحة عَيّنة أخرى، حيث شَكّل تراجع الاهتمام الدولي بلبنان مناسبة لإطاحة هذا الاتفاق ومحاولة لإعادة لبنان إلى زمن الوصاية. و"إعلان بعبدا" وما سَبقه من مقررات تمّ التوافق حولها في هيئة الحوار الوطني عَيّنة ثالثة، هذه المقررات التي بقيت لفظية وحبراً على ورق. فكلّ التسويات التي يُبرمها محور الممانعة هي تسويات مؤقتة هدفها شراء الوقت بانتظار اللحظة المؤاتية لإعادة خلط الأوراق.

وقد أثبتت التجربة أنّ محور الممانعة لا يحترم تعهداته ولا يُقيم أيّ اعتبار للتنازلات الخطية التي يُقدِم عليها، مِن "حصر السلطة الأمنية والعسكرية بيد الدولة بما يُشكل ضمانة لاستمرار صيغة العيش المشترك" الذي وردَ في اتفاق الدوحة، إلى "تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليميّة والدوليّة والتزام القرارات الدولية" الذي وردَ في "إعلان بعبدا". وبالتالي، الرهان على تنازلات سيُقدِم عليها في الحكومة المقبلة لا يقدّم ولا يؤخّر، لأن لا شيء يضمن عدم تراجعه عنها ما لم يتنازل عن دوره الإقليمي الذي يُبقي لبنان ساحة متقدمة في صراع المحاور، كما عن سلاحه الذي باستخدامه أو التلويح به قادر على إسقاط أيّ تسوية. وعليه، لا قيمة لأيّ اتفاق مع هذا المحور. وإذا كانت السياسة الانتظارية التي تربط الأزمة اللبنانية بالأزمة السورية دَلّت على عدم جدواها، فهذا لا يعني التراجع نحو العودة إلى منطق المساكنة الذي جُرِّب وأثبَتَ عدم جدواه، ولا الاندفاع نحو التسلّح لإعادة تجديد الحرب الأهلية، إنما الصمود وتعليق العمل بالنظام اللبناني، لأن لا ممارسة ديموقراطية في ظلّ الوصاية والسلاح. وعلى رغم أنّ خطوة من هذا النوع تفتح الوضع باتجاه المجهول، ولكنها تستدعي أيضاً اهتماماً دولياً، من منطلق أنّ انفجار الوضع اللبناني يؤدي إلى تفجير إقليمي، ما يفتح عندئذٍ باب المعالجات الجدية القادرة على اجتراح حلول نهائية للأزمة اللبنانية بدلاً من حلول مؤقتة. وفي هذا السياق بالذات، أي الحلول المؤقتة، يندرج تنازل "حزب الله" الحكومي الذي يصبّ في الخانة الإيرانية لا اللبنانية في ظلّ تزايد الحديث في الإعلام الأميركي عن تحالف موضوعي بين واشنطن ومحور الممانعة ضد التكفيريين، وحاجة إيران لإعطاء مزيد من الإشارات عن دورها في صناعة الاستقرار تثبيتاً لهذا الدور وتوسيعاً له واستبعاداً لتحجيمه بعد الانتهاء من المفاوضات النووية. وبالتالي، تنازل الحزب على غرار انسحاب الجيش السوري من لبنان، يأتي تنفيذاً لأجندة خارجية أو في خدمة أجندة خارجية. فالتنازل الذي أقدم أو سيقدم عليه "حزب الله" هَدفه جَرّ 14 آذار للمساكنة معه خدمة لأهداف إيران الانفتاحية في هذه اللحظة السياسية، وقبولها بالمساكنة يعني مَنحه الغطاء الذي يريده والإقرار بدوره الذي يسعى لتشريعه دولياً عبر التسليم لاحقاً بسلاحه لحماية الحدود اللبنانية-الإسرائيلية والتصدي للقوى التكفيرية التي هي من صناعة محور الممانعة أو بسببه. واشتراط الانسحاب من سوريا للمساكنة مع "حزب الله" غير كاف، على رغم أنه ليس بهذا الوارد، والقرار في هذه المسألة لا يعود إليه، فضلاً عن أنّ انخراطه في سوريا مسألة مستجدة، والمشكلة الأساسية معه تتصِل أولاً وأخيراً بسلاحه. وبالتالي، حان الوقت للحلول الجذرية التي تدفع المجتمع الدولي إلى الالتفات للقضية اللبنانية تجنّباً لاندلاع حرب إقليمية، والمدخل إلى هذه الحلول فكّ أيّ ارتباط مع الحزب ولو اقتضى ذلك تفريغ كل المؤسسات التي تبيّن أنه يتلافى انهيار ما تبقى منها توفيراً للحماية التي يريدها، فهو كان غَضّ النظر عن استقالة الرئيس نجيب ميقاتي تنفيساً للاحتقان السنّي، ويريد اليوم الشراكة مع السنّة في الحكومة لوَضعهم في مواجهة مع القوى التكفيرية، هذه الشراكة التي تأتي في اللحظة التي تخوض فيها المعارضة السورية أشرَس معاركها السياسية، عشيّة "جنيف 2"، مع النظام السوري وإيران التي تقف خلفه وأمامه...

 

إسرائيل تشيّع شارون اليوم في جنازة عسكرية و«هيومن رايتس» تأسف لعدم محاكمته

الراي/عواصم - وكالات - يشيع اليوم، رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون الذي توفي، اول من امس، في مزرعته في جنوب اسرائيل، فيما سادت أجواء الحداد في الدولة العبرية قبل دفنه.

وسجي جثمان شارون في مبنى الكنيست للسماح للاسرائيليين الاصطفاف في طابور والمرور في جانب نعشه لإلقاء نظرة الوداع بعدما نقل جثمانه في موكب رافقته قوات الشرطة إلى القدس حيث وضع الرئيس شمعون بيريس إكليلا من الزهور إلى جانب النعش.

واكدت الحكومة الإسرائيلية إنه من المقرر إجراء جنازة عسكرية رسمية، يتوقع أن يحضرها قادة سابقون وحاليون من أنحاء العالم.

ومن المقرر أن يلقي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس شمعون بيريس ونائب الرئيس الأميركي جو بيدن كلمات في جلسة خاصة للكنيست على شرف شارون قبل بدء المراسم.

وسينقل موكب الجنازة الجثمان إلى «مزرعة شيكميم» المملوكة لعائلة شارون جنوب إسرائيل، حيث سيدفن في قطعة أرض خاصة تعرف باسم «تل أنيمونس» إلى جانب زوجته الثانية ليلى التي توفيت في العام 2000 متأثرة بإصابتها بالسرطان. واعتبرت وسائل الاعلام الاسرائيلية شارون «بطلا لاسرائيل» رغم انه ظل شخصية مثيرة للجدل طول حياته السياسية، فيما كرست الصحف اكثر من نصف صفحاتها لحدث رحيل «اريك» فيما عبر كتاب الافتتاحيات عن اراء متناقضة حياله. وأشادت الدول الغربية بشارون، مجددة دعوتها الى اقامة دولة للفلسطينيين. ورأى الرئيس باراك اوباما ان شارون «كرس حياته لدولة اسرائيل». واكد في بيان مقتضب: «ما زلنا متمسكين بالسلام الدائم والامن لشعب اسرائيل، عبر التزامنا تحقيق هدف قيام دولتين تعيشان جنبا الى جنب في سلام وامن»، مؤكدا «التزامنا الراسخ المحافظة على أمن اسرائيل وتمسكنا بالصداقة الدائمة بين بلدينا وشعبينا».

ويتعارض هذا البيان الرئاسي المقتضب مع البيان الطويل الذي اصدره وزير الخارجية جون كيري. واكد فيه ان «مشوار ارييل شارون هو نفسه مشوار اسرائيل (...) حلم اسرائيل كان مبرر حياته وقد خاض كل المخاطر من اجل تحقيق هذا الحلم». كما اعتبر الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون وزوجته هيلاري ان شارون «كرس حياته لاسرائيل»، بينما قال الرئيس السابق جورج بوش الابن الذي تسلم مهامه قبل اسابيع قليلة من تولي شارون رئاسة الوزراء في فبراير العام 2001 ان شارون «رجل شجاع واعتبره صديقا لي». اما الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، فقد اشاد بـ «الشجاعة السياسية» التي تحلى بها شارون حين امر بالانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة العام 2005. وفي لندن، اكد رئيس الوزراء البريطاني ان شارون «كان من الشخصيات الكبيرة في تاريخ اسرائيل، وبصفته رئيسا للوزراء اتخذ قرارات شجاعة ومثيرة للجدل من اجل السلام».

ووصف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند شارون بانه «لاعب رئيسي في تاريخ بلاده (...) اختار الالتفات الى الحوار مع الفلسطينيين». واشادت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل بشارون «الاسرائيلي الوطني» الذي «قام عبر قراره الشجاع سحب المستوطنين من قطاع غزة، بخطوة تاريخية على طريق التوصل الى حل (يقضي بوجود) دولتين». من جهته، قال رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي ان شارون «لعب دورا محوريا في التاريخ الحديث لاسرائيل»، بينما قال رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز ان شارون «ترك بصمته على الشرق الاوسط باكمله». وقال رئيس الحكومة الايطالي انريكو ليتا ان شارون كان «قائدا ترك اثرا في تاريخ اسرائيل»، بينما اعتبر وزير الخارجية السويدي ان شارون كان «قائدا عسكريا لامعا وايضا رجل دولة حكيم راى ضرورة في احلال السلام». اما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقد تحدث عن «سياسي وعسكري عظيم»، مشددا على «تأثيره القوي على الساحة الدولية». وعبرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية عن اسفها لعدم محاكمة شارون الذي توصلت لجنة تحقيق اسرائيلية مستقلة الى انه اتخذ شخصيا قرارا بترك ميليشيات مسيحية في بيروت ترتكب مجازر صبرا وشاتيلا. واكدت في بيان انه «من المؤسف ان يذهب شارون الى قبره قبل ان يمثل امام القضاء لدوره في (مجازر) صبرا وشاتيلا (في بيروت العام 1982) وانتهاكات اخرى» لحقوق الانسان.

من جهة ثانية، قتل عامل فلسطيني، امس، جراء صعقة كهربائية داخل نفق في رفح جنوب قطاع غزة. وقال مصدر أمني، إن «بسام اسماعيل الفرماوي (28 عاما) قتل جراء صعقة كهربائية داخل نفق تجاري في حي قشطة في رفح، ونقل جثمانه الى مستشفى أبو يوسف النجار في المدينة».

 

سلام لـ"النهار": الثقة المفقودة بين القوى تتطلّب وقتاً وإلا فالعودة إلى الحيادية / "المستقبل": 14 آذار صامدة والحكومة رهن بالتفاهم على "إعلان بعبدا" و"الثلاثية"

سابين عويس/النهار   

لا شك في ان مسار تأليف الحكومة اجتاز خلال ايام قليلة من المفاوضات الكثيفة ما عجز عنه خلال الأشهر التسعة الماضية منذ تكليف الرئيس تمام سلام تشكيل حكومة، بعدما أضحى الهاجس الامني يقض مضاجع فريقي الصراع. وربما ينجح لبنان في استغلال لحظة إقليمية بالحفاظ على الحد الأدنى من استقراره والنفاذ بحكومة سياسية تجمع القوى المتصارعة على طاولة مجلس الوزراء، من دون أن يعني ذلك تراجع أي فريق عن مطالبه أو أجندته. لم يكن ممكنا حتما الوصول إلى التنازلات التي قدمها كل فريق للفريق الآخر لو لم تكن تلك التنازلات تحمل في طياتها مظلة إقليمية برعاية دولية تدفع الى تحييد لبنان عن ارتدادات الصراع الإقليمي وحمايته منها.

فالضغط الأميركي على المملكة العربية السعودية التي نجحت - حتى الآن- في إستبعاد ايران عن طاولة جنيف ٢، يتزامن مع انفتاح طهران في إطار إبراز جديتها حيال انخراطها مجددا على الساحة الدولية عبر تنفيذ مندرجات اتفاقها النووي مع الدول الخمس الكبرى والمانيا، ومساعيها لتلقي دعوة الى مؤتمر جنيف، وهي أوفدت وزير خارجيتها في جولة على عدد من دول المنطقة ومنها لبنان الذي يزوره اليوم، الامر الذي انعكس مرونة في ملف تأليف الحكومة بحيث أمكن تسجيل التقدم الآتي:

- تراجع "حزب الله" عن حكومة ٩-٩-٦ وحقه في الثلث المعطل لمصلحة حكومة على قاعدة ٨-٨-٨ من دون ثلث معطل

- قبول الحزب بمبدأ المداورة الكاملة والشاملة والدائمة (بالطوائف والحقائب والتمثيل الحزبي او السياسي).

قابل ذلك تراجع "تيار المستقبل" عن مطلب الحكومة غير الحزبية وقبوله بمشاركة "حزب الله" طاولة مجلس الوزراء قبل خروجه من سوريا.

في حسابات الربح والخسارة، لا يزال متعذرا إجراء جردة، ولا سيما انه لا تزال هناك أمور عالقة في موضوعين أساسيين يطالب بهما فريق الرابع عشر من آذار: التسليم بـ"إعلان بعبدا" والتنازل عن ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة.

عند هذا الحد وصلت مفاوضات الايام الاخيرة. والحسم رهن بجواب رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة الذي ينتظر ان يكون له لقاء مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام لإبلاغهما الموقف النهائي لفريقه السياسي، كما سيكون له لقاء مماثل مع الرئيس نبيه بري لهذه الغاية، لكن الأوساط القريبة من السنيورة تتكتم عن المواعيد لدواع أمنية.

لكن هذه الأوساط لم تمتنع عن وضع النقاط على الحروف في شأن المفاوضات الجارية حول الملف الحكومي وما يتردد عن خلافات داخل فريق ١٤ آذار حيال مواقف متضاربة من المشاركة في الحكومة، في ضوء موقف "القوات اللبنانية" الرافض المشاركة، وتؤكد عبر "النهار" جملة معطيات:

- اولا، ان لا صحة إطلاقا لما يتردد عن خلافات، مشيرة الى انه حتى لو شارك "تيار المستقبل" وامتنع "القوات"، فهذا لا يعني خلافا او تشرذما داخل الفريق الواحد. وتذكر بأن "القوات" قاطع طاولة الحوار التي أقرت "اعلان بعبدا" رغم مشاركة "المستقبل"، وهو اليوم متمسك بهذا الاعلان مثلنا تماماً. وأكدت هذه الأوساط ان التحالف صامد رغم كل شيء.

- ثانيا، ان مسألة الثلث المعطل انتهت فعليا بضمانة رئيس الجمهورية.

- ثالثا، استعادة الحق الدستوري لرئيسي الجمهورية والحكومة المكلف توزيع الحقائب.

- رابعا، التوافق على مبدأ المداورة، لكنه لا يزال يحتاج الى مزيد من البحث والضمانات من أجل جعله دائماً وليس ظرفياً.

- خامسا، ان خيار الحكومة الحيادية لا يزال قائما، ويمكن العودة اليه في أي لحظة اذا تعطلت التفاهمات السابقة او توقفت عند موضة "اعلان بعبدا".

- سادسا، ان القبول بالحكومة الجامعة لا يعني تراجع فريق ١٤ آذار عن قضيته ومطالبته باسترجاع الدولة والتسليم بسيادتها الوحيدة وتسليم السلاح غير الشرعي، كما انه لا يعني تسليما بتدخل "حزب الله" في سوريا او تراجعا عن هذا المطلب، بل هو محاولة للتأقلم مع الظروف من أجل حماية الاستقرار الداخلي والسلم الاهلي.

سلام: لمساحة ثقة

انتظار جواب السنيورة للمضي في مسار التأليف لا يلغي دور الرئيس المكلف الذي ينتظر بدوره هذ الرد، كما رد كل المكونات السياسية الاخرى المعنية بالملف الحكومي. وعلى هذا، يكشف سلام لـ"النهار" انه لا يزال على وعده بالتريث لفترة قصيرة اخرى اذا كانت الجهود المبذولة ستؤدي بالنتيجة الى توافق بين القوى السياسية المتخاصمة. ويقول: "كانت اخبار التأليف عندنا عندما كنا في صدد تأليف حكومة حيادية، أما وأن الامور ذهبت في اتجاه الحكومة السياسية الجامعة، فقد أصبحت الكرة في ملعب القوى السياسية". لا يخفي سلام انزعاجه مما سماه "مساحة الثقة الكبيرة والعميقة المفقودة على مدى اشهر التأليف التسعة بين السياسيين، والتي تتطلب مخاضا عسيرا لتتخلص وتحل محلها مساحة من الثقة. رئيس الجمهورية وانا في انتظار الوصول الى مستوى من تبادل الثقة ولو في حده الأدنى بقطع النظر عن موقف كل فريق من الآخر او من القضايا الخلافية التي تباعد بينهما". ويضيف انه كان توصل مع سليمان الى حكومة حيادية، لكنه آثر التريث بعد طلب النائب وليد جنبلاط منه ذلك إفساحا في المجال امام جولة أخيرة من المشاورات والاتصالات، علها تسهم في تكوين عناصر لحكومة جامعة، فالمهم بالنسبة الى سلام هو الوصول الى ما يريح البلد وليس الى ما يفجّره. لا يربط سلام موعد اعلان حكومته بأي استحقاق آخر، كزيارة وزير الخارجية الإيراني او موعد انطلاق جلسات المحاكمة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بل يضعها في خانة انتظار بلورة مساحة الثقة المشار اليها. ولا تبدو أوساط "المستقبل" بعيدة عن هذه الواقعية، إذ تحرص على التأكيد أن المسألة داخلية، بقطع النظر عن المعطى الإقليمي. وتقول ان بت الملف الحكومي رهن بكيفية التوصل الى فهم طبيعة المرحلة المقبلة والتعامل معها داخليا، خصوصا ان الخارج ليس في واردنا الآن إطلاقاً.

 

الحكومة اللبنانية: أجواء إيجابية لولادة قيصرية 14آذار تحسم موقفها بعد انطلاق المحكمة؟

النهار/من بيروت الى باريس وروما وصولاً الى جنيف، مروراً بالرياض وطهران، حركة اتصالات ناشطة وجرعة زائدة من التفاؤل، مع اقتراب موعد مؤتمر جنيف 2، وانطلاق اعمال المحكمة الخاصة بلبنان. ومعها يبدو لبنان وحكومته تفصيلين صغيرين ضمن صفقة أو اتفاق ترعاه الدول الكبرى ويشمل الخط الممتد من لبنان الى سوريا فالعراق وصولاً الى ايران. لكن ربط ملف الحكومة اللبنانية بمجمل هذه الملفات لا يدفع في اتجاه التأليف السريع، وخصوصاً اذا ما طرأت متغيرات وعثرات انتفت معها امكانات المضي الايجابي في هذه القضايا المعقدة. أما القراءة المتفائلة بقرب ولادة الحكومة خلال الاسبوع الجاري، أو بعيد انطلاق اعمال المحكمة الخاصة بلبنان، وقبل الاطلالة الاعلامية المتوقعة للرئيس سعد الحريري في العشرين من الجاري، ففيها انه لم يكن ممكناً حتماً الوصول إلى التنازلات التي قدمها كل من فريقي 14 و 8 آذار للآخر، لو لم تكن تلك التنازلات تحمل في طياتها مظلة إقليمية برعاية دولية تدفع الى تحييد لبنان عن ارتدادات الصراع الإقليمي وحمايته منها. لكن هذه المظلة، وفق مصادر متابعة، تفسح في المجال لتطورات عدة في أكثر من ملف، مما يعطي هامشاً للافرقاء اللبنانيين لعدم الانجراف في عملية التأليف "إذ يمكن ان يتم اتفاق أوسع من الحكومة ويشمل الاستحقاق الرئاسي".

الحريري

في باريس، التقى الرئيس الحريري مساء أمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في حضور نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري ومستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان. وتخلل اللقاء عرض تفصيلي للأوضاع في لبنان والمنطقة. وفيما التزمت اوساط الحريري الصمت حيال اللقاء، أفادت مصادر متابعة ان رئيس الديبلوماسية الروسية نقل دعم بلاده للمحكمة الخاصة بلبنان، وشدد على أن موسكو مع حكومة تشكل في لبنان لإنقاذه من الحرب الدائرة في المنطقة، انطلاقاً مما نص عليه اعلان بعبدا، وانه يدعم كل المساعي لعمل المؤسسات اللبنانية بالشكل الصحيح.

عون

واذ تردد ان رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون الذي يزور روما، قد يلتقي الرئيس الحريري، علمت "النهار" ان لا موعد محدداً للقاء، لكنه قد يكون ممكناً في اطار سياسة الانفتاح التي يعتمدها "التيار الوطني الحر" وسعيه الى التقريب بين مختلف الأفرقاء لإنقاذ لبنان من أتون التفجير الداخلي والانجرار الى حروب الآخرين. الا ان المكتب الاعلامي لعون رد على الخبر الذي أوردته إحدى محطات التلفزيون بان لا مصادر للرابية، وما يريد عون قوله يصدره في بيان رسمي.

بري

وأما داخلياً، فروزنامة التواصل والتشاور حافلة: لقاء للرئيس ميشال سليمان والرئيس فؤاد السنيورة السبت، على أن يزور الأخير الرئيس نبيه بري اليوم، بعدما سبقه الى عين التينة أمس رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، وعكس بري وجنبلاط بعد لقائهما لـ"النهار" أجواء إيجابية في مسار التأليف، فيما ينتظر أن يكون لقاء بري – السنيورة محطة أساسية لبلورة ما آلت اليه الجهود. وقال رئيس المجلس: "الاجواء جيدة في ما يتعلق بتأليف الحكومة، والرئيس سعد الحريري يبذل جهودا كبيرة للتوصل الى ولادة الحكومة وهو يساهم في تذليل الصعوبات وليس القبول فقط بصيغة 8 -8 - 8 ". وعن قول رئيس الجمهورية ان هناك حكومة جديدة في 20 من الجاري، قال: "هذا كلام جيد وهدفه الحث على الاسراع في تشكيل الحكومة وخير البر عاجله". وهل يجيب خلال لقائه السنيورة عن الاسئلة الخمسة التي طرحها " تيارالمستقبل"؟ اجاب: "ليست هناك اسئلة واجوبة انما هناك دائما أخذ ورد". وعن المداورة في الحقائب قال: "أول من اقترح المداورة هو الرئيس المكلّف تمام سلام، وأنا أيّدت ذلك على قاعدة العدالة والشمولية ولا مانع ان تشمل هذه المداورة ايضا الادارات في الوزارات".

جنبلاط

وبدوره قال النائب جنبلاط لـ"النهار": "كل مرة التقي فيها الرئيس بري المس حرصه الدائم على الاستقرار والحوار وخصوصا ولادة الحكومة، واللقاء كان ايجابياً".

سلام

وكشف الرئيس سلام لـ"النهار" انه لا يزال عند وعده بالتريث فترة قصيرة اخرى اذا كانت الجهود القائمة ستؤدي بالنتيجة الى توافق بين القوى السياسية المتخاصمة. وقال: "كانت اخبار التأليف عندنا عندما كنا في صدد تأليف حكومة حيادية، أما وأن الامور ذهبت في اتجاه الحكومة السياسية الجامعة، فقد أصبحت الكرة في ملعب القوى السياسية".

14 آذار

في المقابل، وفيما يلتزم الرئيس السنيورة الصمت، لم تمتنع اوساطه عن وضع النقاط على الحروف وأكدت عبر "النهار" جملة معطيات: ان لا صحة إطلاقا لما يتردد عن خلافات، مشيرة الى انه حتى لو شارك "تيار المستقبل" وامتنع "حزب القوات" فهذا لا يعني خلافا او تشرذما داخل الفريق الواحد، ان مسألة الثلث المعطل إنتهت فعلاً، إستعادة الحق الدستوري لرئيسي الجمهورية والحكومة المكلف توزيع الحقائب، التوافق على موضوع المداورة لكنه لا يزال يحتاج الى مزيد من البحث والضمانات من أجل جعله دائماً وليس ظرفياً. وقالت هذه الاوساط إن خيار الحكومة الحيادية لا يزال قائما ويمكن العودة اليه في أي لحظة اذا تعطلت التفاهمات السابقة أو توقفت.

على أن مصادر أخرى في 14 آذار تساءلت عن دورها في المفاوضات الجارية "أليس من الافضل ان يشعر الجميع بأنهم معنيون ولهم دور؟" وأفادت ان هذه النقطة ستكون موضوع الاتصالات في الايام المقبلة. وعلمت "النهار" ان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سيعلن موقفا من الحكومة في لقاء "زمن العدالة" الذي ينظم في معراب، بعد ظهر اليوم "تحية للوزير الشهيد محمد شطح، ووفاء لشهداء ثورة الارز".

 

القتلة يخشون "زمن العدالة"... انتهى التحقيق وبدأت المحاكمة أيها الارهابيون

خالد موسى/موقع 14 آذار

بعد عشر سنوات من الإغتيال السياسي المنظم الذي استهدف خيرة من قيادات قوى "14 آذار" سقطوا على مذبح الوطن وفي مقدمهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء الأبرار مرورا بالشهيد باسل فليحان وجورج حاوي والصحافيين سمير قصير وجبران تويني والنائبين وليد عيدو وانطوان غانم والوزير بيار الجميل واللواء فرنسوا الحاج والطيار سامر حنا والرائد وسام عيد الذي كشف الخيوط الأولية التي استندت عليها المحكمة الدولية في تحقيقاتها واللواء الشهيد وسام الحسن ورفيقه المؤهل أول صهيوني وصولاً الى اغتيال مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح، إضافة الى الشهداء الأحياء: النائب والوزير السابق مروان حمادة والوزير السابق الياس المر والإعلامية مي شدياق. وبعد 9 سنوات على إنطلاق عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ينتظر اللبنانيون بفارغ الصبر بدء "زمن العدالة" مع بداية أولى جلسات المحكمة في 16 من الشهر الحالي في مقر المحكمة في لاهاي. التحضيرات جارية على قدم وساق لمواكبة هذا اليوم "الذي سيكون يوما تاريخيا للبنان وللعدالة الدولية، اذ سيتم الانتقال من التحقيق الى المحاكمة ومشاهدة عملية استجواب الشهود وسماع افاداتهم، وهي المرة الاولى تتم فيها محاكمة جريمة ارهابية في محكمة دولية، ما سيفسح الطريق امام محاكمة كل الجرائم الارهابية"، بحسب ما صرحت به مصادر مواكبة لملف المحكمة الدولية لموقع "14 آذار".

كيفية سير المحاكمات

وعن كيفية سير المحاكمات، لفتت المصادر الى أن "القانون اللبناني سيكون له تأثير على مستقبل العدالة الدولية، وستعمل المحكمة على تحقيق رغبة الشعب اللبناني في أن يكون لديه عدالة أكبر، وستترك المحكمة في بلبنان ارثا يتمثل في تحقيق العدالة، فتاريخ بدء المحاكمة سيفتح صفحة جديدة من مسيرة المحكمة. والتفتيش عن العدالة لا يتم تحت أي ضغوط من احد، والمحكمة ستعطي دورا كبيرا للمتضررين، وستحاول تلبية طموحات الشعب اللبناني الذي عانى الكثير بسبب العنف، وسيكون للقضاة اللبنانيين دور اساسي في المحكمة"، معتبرة أنه "ومع بدء المحاكمة، وبصرف النظر عن الوقت الذي قد تستغرقه، لن يكون المسؤولون عن هذه الجرائم قادرين على الهروب من العدالة".

الحضور والإدعاء

وأوضحت المصادر أنه "سيحضر افتتاح جلسات المحاكمة 150 اعلاميا، وسيقدم المدعي العام نورمان فاريل في اول جلسة تصريحات تمهيدية شفهية ستستغرق جلسة ونصف جلسة، تعتمد على رؤيته لما حصل منذ عملية الاغتيال واثناء هذه العملية وفي ضوء الادلة والمتهمين، وهو كان قد ركز خلال الجلسة التمهيدية على الادلة الجنائية واشتراك المتضررين، اضافة الى استعمال السيارة المفخخة والادلة والروابط بين المتهمين، ثم سيرد عليه الدفاع. كما ستكون هناك مداخلة من ممثل قسم المتضررين، وفق ما اعلنه رئيس القسم الان غروليه بواسطة نظام المؤتمرات المتلفزة بثت مباشرة من المحكمة في لاهاي. ثم تستمع المحكمة تباعا الى افادات سبعة شهود سيحضرون الى القاعة، كما سيستمع الى شاهد ثامن بواسطة النظام المتلفز". ولفتت الى أن "12 متضررا سيحضرون الجلسات المقررة من اصل 65 متضررا مشاركين في الاجراءات، غالبيتهم من اقرباء الذين قضوا في الانفجار، وقسم منهم كان في مسرح الجريمة، اضافة الى اشخاص تضرروا ماديا، كما سيحضر الجلسة الأولى العديد من الشخصيات السياسية والإعلامية اللبنانية، وستنقل الجلسة العديد من الفضائيات والقنوات العربية واللبنانية".

تلفزيون "المستقبل" يواكب "زمن العدالة"

يشار الى أن تلفزيون "المستقبل" كان قد بدأ حملة إعلامية ضخمة لمواكبة بدء سير عمل المحكمة الدولية، وتضمنت معلومات عن "القديسسين الخمسة" في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكذلك كلمات لشهداء 14 آذار الذين ينتظرون بدء زمن العدالة والإقتصاص من المجرمين الذين استهدفوهم، كما سيكون هناك استيديو مفتوح بين مركز القناة في بيروت ومركز المحكمة في لاهاي أثناء المحاكمة مع خبراء دوليين واختصاصيين في القانون الدولي.

ومواقع التواصل الإجتماعي أيضاً

كما انشأت صفحة خاصة على موقع التواصل الإجتماعي الـ"افيسبوك" تحت اسم "زمن العدالة" لمواكبة سير عمل المحكمة الدولية قبل أسبوع من بدء المحاكمات المنتظرة، ومن بين ما كتب في هذه الصفحة:" التاريخ سيكتب عن قتلة، ولو بعد 3000 عام، سيكتب عما يعتبرونهم "أيقونات مقدسة" ترشح دماً"، كما اقتبس القائميون على الصفحة بمقولة للرئيس سعد الحريري بأن "عمليات الاغتيال لن تخيفنا ولن تردعنا عن المطالبة بلبنان اولا، ولن توقف في لحظة من اللحظات المحكمة الدولية". كما انشأ أيضاً حساب على موقع "تويتر" تحت اسم "@ZamanAlAdala" لمواكبة قطار العدالة الذي انطلق في قضية الرئيس الشهيد، وكذلك هاشتاغ "#زمن_العدالة" خاص للتداول به على هذا الموقع.

 

وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف: نشكر جهود حكومة لبنان في القبض على ماجد الماجد نسعى لإقامة أفضل العلاقات مع السعودية ونرحب بأي لقاء رسمي وعلى أي مستوى

وطنية - المطار - وصل إلى بيروت مساء اليوم، وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، آتيا من طهران على رأس وفد، على متن طائرة خاصة، في زيارة رسمية للبنان تستمر حتى يوم الثلاثاء المقبل، يقابل خلالها كبار المسؤولين اللبنانيين، ويبحث معهم الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة في ضوء ما تشهده الساحة الاقليمية من تطورات، لاسيما لجهة التطورات في سوريا.

وتأتي زيارة ظريف للبنان، ضمن اطار جولة له في المنطقة، تشمل أيضا سوريا والأردن والعراق.

كان في استقباله في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت، السفير الإيراني غضنفر ركن آبادي وأركان السسفارة، ووفد من وزارة الخارجية والمغتربين ضم مدير الشؤون السياسية السفير شربل وهبي ومديرة المراسم السفيرة ميرا ضاهر والديبلوماسي نديم صوراتي.

وفي صالون الشرف في المطار، تحدث ظريف إلى الصحافيين، فأعرب بداية "عن السرور البالغ الذي أشعر به عندما اتيحت لي هذه الفرصة الطيبة لأقوم مع الوفد الرسمي الايراني المرافق، بهذه الزيارة الاخوية والرسمية إلى الجمهورية اللبنانية الششقيقة". وقال: "كما تعرفون ان العلاقات الأخوية الطيبة مع لبنان الشقيق حكومة وشعبا، تحتل حيزا أساسيا في السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية الايرانية، أولا لأننا نعتبر ان هذا البلد الشقيق هو بلد مقاوم صامد لطالما تصدى للعدو الصهيوني الغاشم ولقنه درسا، وكانت له العديد من الانجازات البطولية الراسخة التي سطرها وتحولت إلى قدوة تحتذى من قبل شعوب ودول هذه المنطقة. وثانيا لأننا نعول كثيرا على أهمية لبنان في هذه المنطقة، وعلى العلاقات الثنائية الطيبة معه سواء في ما يتعلق بتعزيز العلاقات في مختلف المجالات التي تهم الطرفين، وتجاه مقاربة الملفات الاقليمية والدولية بشكل عام".

إضاف: "نحن نعتبر ان هناك العديد من التحديات المشتركة التي تواجه ايران ولبنان وكل دول هذه المنطقة. فهناك التحدي الذي يمثله الإرهاب والتكفير والتطرف، وهذه الآفات لا شك انها تصيب بضررها البالغ كل شعوب ودول هذه المنطقة، الأمر الذي يستلزم منا جميعا ان نوحد الجهود السياسية من أجل مواجهتها ودحرها، إضافة إلى ذلك نحن نطمح من خلال اللقاءات السياسية التي سوف نجريها مع المرجعيات السياسية اللبنانية المحترمة خلال الزيارة التي نقوم بها حاليا إلى لبنان الشقيق لإيجاد السبل الآيلة لتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية الطيبة بين بلدينا في المجالات كافة".

سئل: هناك العديد من الأخبار توافرت عن أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تريد أن ترسل وفدا قضائيا وحقوقيا من أجل التحقيق في الملابسات التي أحاطت بموت الإرهابي ماجد الماجد، فما هو الجديد في هذا الإطار؟

أجاب: "نحن في هذا الإطار نود أن نقدم التهنئة والتبريك إلى الحكومة اللبنانية الشقيقة، على الإنجاز الكبير الذي حققته في فترة زمنية قياسية، إذ أنه بعد فترة زمنية قصيرة من الإنفجار الإرهابي الذي استهدف سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت، استطاعت من خلال مساعيها الجادة والدؤوبة، إلقاء القبض على الإرهابي الأساسي المسؤول عن هذا الإنفجار الآثم، وهو ماجد الماجد، وبالتالي نحن لا يسعنا إلا أن نشكر الجهود الدؤوبة التي بذلتها الحكومة اللبنانية في هذا الإطار. وفي المستقبل هناك وفد قضائي حقوقي إيراني، سوف يأتي الى لبنان الشقيق كي يتدارس مع المعنين في السلطات اللبنانية المختصة والمحترمة، حول كل الملابسات المتعلقة بهذه القضية".

سئل: في ضوء الجولة التي تقومون بها في المنطقة وفي ضوء المعطيات الإقليمية والدولية المستجدة، متى سنرى لقاء إيرانيا - سعوديا على مستوى القمة أو على مستوى وزيري الخارجية في البلدين، وبالتالي ما هو مدى انعكاس حصول مثل هذا اللقاء على الوحدة الاسلامية، وهل بات مثل هذا اللقاء قريبا؟

أجاب: "أود ان أشير في هذا الاطار إلى انه من الثوابت الأساسية بالنسبة للسياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية الايرانية، هي اقامة افضل علاقات الأخوة والصداقة والتعاون مع دول الجوار، أما في ما يتعلق بالمملكة العربية السعودية على وجه التحديد، نحن نود ان نؤكد اننا في الجمهورية الاسلامية الايرانية نسعى إلى اقامة أفضل العلاقات الاخوية مع المملكة، أولا على صعيد العلاقات الثنائية، وثانيا لأننا نعتقد جديا ان مثل هذه العلاقات إن تعززت فسوف تؤثر بشكل ايجابي على إرساء السلام والاستقرار والأمن على صعيد ربوع هذه المنطقة. من هنا نحن نرحب بأي لقاء رسمي بين البلدين على أي مستوى من المستويات".

سئل: هل ستشارك ايران في مؤتمر جنيف 2، وهل انتم متفائلون بنجاح هذا المؤتمر، وما مدى انعكاس نتائجه على الأزمة الراهنة في سوريا؟ وباعتقادكم هل ان هذه الازمة قد تنتهي خلال العام الحالي 2014؟

أجاب: "نحن في الجمهورية الاسلامية الايرانية نؤكد على ان الحل الوحيد المتاح للأزمة السورية هو الحل السياسي، ونحن نعتقد ان الطريق الأفضل الذي يؤدي إلى الحد من ظاهرة الارهاب والتكفير والتطرف التي تضرب ربرع هذه المنطقة، الحل الأفضل لهذه المعضلة هو اتاحة الفرصة المناسبة لأبناء الشعب السوري لكي يعبروا عن رأيهم بنزاهة وحرية من خلال صناديق الاقتراع. من هنا نحن نرحب بأي مبادرة من شأنها ان تؤدي إلى هذا الحل المنشود. أما في ما يتعلق بالمشاركة الايرانية في مؤتمر جنيف 2، فاذا وجهت لنا دعوة غير مشروطة مسبقا، فسوف نشارك في أعمال هذا المؤتمر، ولكن في المقابل نحن لا نسعى إلى تلقي مثل هذه الدعوة".

وختم: "الرسالة التي نوجهها نحن إلى القمين على أعمال مؤتمر جنيف 2، هي اننا نأمل منهم ان لا يفسحوا المجال للرؤى والمواقف السياسية التي من شأنها ان تعقد الآلية المؤدية إلى انضاج الحل السياسي في سوريا، فإذا امتنعوا عن مثل هذا الأمر، نحن لدينا أمل ان يؤدي هذا المؤتمر مبتغاه وهدفه".

 

مظلة خارجية لحكومة لبنانية لـ «تقطيع المرحلة»

بيروت - «الراي/تحدثت مصادر لبنانية مواكبة للاتصالات الناشطة والمشاورات الكثيفة الجارية في شأن تشكيل الحكومة الجديدة والتي بلغت حدوداً متقدمة في الساعات الاخيرة، عن احتمال ان تكون الساعات الثماني والاربعون المقبلة حاسمة في تقرير وجهة هذا المسعى الذي يبدو معظم المعنيين به على اقتناع بانه ماض نحو حسم ايجابي في نهاية المطاف. وقالت هذه المصادر لـ «الراي» ان ثمة عوامل عدة توافرت وأخرى في طور المعالجة والتطوير من شأنها ان تَظهر تباعاً في الساعات المقبلة للدفع قدماً نحو إنضاج مشروع التوافق على الحكومة الجديدة الذي تجري بلورته بمظلات خارجية وإقليمية واضحة شكّلت الإثبات على بلوغ الوضع اللبناني حدود خطر إقليمي محقق، ما دفع بالقوى الكبرى الإقليمية الى تغطية هذا المسعى.  وأشارت المصادر الى ان القوى اللبنانية بمختلف اتجاهاتها تنظر الى الزيارة التي سيقوم بها اليوم وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى بيروت على انها متقنة التوقيت والدلالة في الدفع نحو إنجاح المساعي لتشكيل الحكومة الجديدة عقب ملامح المرونة والتنازلات التي أبداها حلفاء ايران ولا سيما منهم «حزب الله» في هذا التطور.

واذا كانت الانظار قد ركزت في الايام الاخيرة على النقاش الجاري داخل فريق 14 آذار حول مواقف أطرافه وبعض التناقضات التي برزت لديه من مشروع الحكومة الجديدة القائمة على صيغة 8 وزراء لكل من 8 و14 آذار والوسطيين، فان زيارة ظريف لبيروت ستسلّط الأضواء بقوة على الدوافع الخفية التي حملت فريق 8 آذار على الإقبال بقوة على التنازل عن صيغة سابقة كان يشترطها ولا يتراجع عنها اي 9-9-6 مما يعني ان ايران تحديداً لعبت دوراً حاسماً في هذا التطور لأهداف تتصل بموقعها ومصالحها الحالية كما بسعيها الى التخفيف من خسائر الحزب والأثمان السياسية التي كان يمكن ان يتكبدها لو تطوّر الوضع اللبناني الى مزيد من الاستنزاف الأمني والسياسي، اي ان طهران ترغب في «تقطيع المرحلة» بأقل الأضرار وبما يحفظ لها أوراق قوتها في لحظة التحولات الكبرى.

وفيما تترقب القوى السياسية ما يمكن ان تحمله زيارة ظريف لبيروت من دلالات ونتائج ومواقف، تشير المصادر نفسها الى الاجتماعات التي باشرها رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة مع المعنيين بتشكيل الحكومة بدءاً برئيس الجمهورية ميشال سليمان والتي يستتبعها بلقاءات مع الرئيس المكلف تمام سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري بصفته مكلفاً من فريق 8 آذار التفاوض في شأن الحكومة الجديدة، تحمل بوادر التعمق في مناقشة التفاصيل والحصول على الأجوبة التي يريدها الرئيس سعد الحريري قبل صوغ القرار النهائي لفريق 14 آذار بكامله.

ولفتت في هذا السياق الى ان الاتصال الطويل الذي اجري بين الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مساء الجمعة الفائت اعاد رسم الاطار الذي ستتعامل عبره قوى 14 آذار مع المشاورات الجارية وهو الامر الذي ترجمه جعجع في تبديد الانطباعات التي سادت عن خلاف بينه وبين الحريري. ورأت المصادر في هذا التطور ملامح دفع سعودي نحو تسهيل تشكيل الحكومة والحفاظ على وحدة فريق 14 آذار في آن، مما يستتبع حكماً المضي في التفاوض لتحصيل الضمانات الاساسية التي تبرر لهذا الفريق الموافقة على حكومة سياسية يشارك فيها مع خصومه ولا سيما منهم «حزب الله».

وتقول المصادر ان الرئيس سلام والنائب وليد جنبلاط سيكونان في الساعات المقبلة محوريْ العملية الصعبة التي تفرض الدخول في التفاصيل والأسماء والحقائب والعناوين الاساسية للبيان الوزاري وتحديداً ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» و«إعلان بعبدا» والتي على أساسها سيتقرر مصير المسعى الجاري. ورغم استبعاد الوصول الى ولادة حكومية هذا الاسبوع وتحديداً عشية انطلاق المحاكمات في لاهاي الخميس المقبل في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري التي سيحضرها سعد الحريري مع وفد من نواب وشخصيات، لم تستبعد المصادر ان يتزامن انطلاق المحاكمات مع تحقيق اختراق نوعي في العمل على بلورة التوافق حول الحكومة الجديدة، علماً ان ثمة حركة لبنانية على خط الرياض من خلال ما تردد عن زيارتين لكل من الوزير وائل ابو فاعور موفداً من جنبلاط الى المملكة والعضو في كتلة «المستقبل» النائب نهاد المشنوق.

وتذكر المصادر بان الرئيس سليمان كان حدد مهلة عشرة ايام تنتهي في 20 يناير للمسعى التوافقي قبل إقدامه والرئيس سلام على تشكيل حكومة محايدة مما يعني ان الاسبوع الجاري هو الفرصة الاخيرة للمسعى الجاري الذي لن يكون ممكناً الرئيس سليمان التراجع بعده عن اصدار مراسيم حكومة حيادية في حال فشل المسعى، وهو الامر الذي يعرفه الجميع والذي يضعهم امام حتمية حسم مواقفهم  في الايام القليلة المقبلة. 

 

عون في الفاتيكان للقاء البابا /الراعي: المصالحة ينجزها الأبطال

بيروت «الراي» : في إطلالة غير مباشرة على الملف الحكومي في لبنان والتنازلات المتبادلة التي يسعى اليها فريقا 8 و 14 آذار لتمرير تشكيلة حكومية توفّر «بوليصة تأمين» للوضع اللبناني في الفترة الفاصلة عن انتخابات رئاسة الجمهورية (حدها الاقصى 25 مايو المقبل)، اكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان «أهمية المصالحة أنها تُخرِجنا من أسر نزاعاتنا، وتولد فينا تطلعا إلى آفاقٍ جديدة».

واعتبر الراعي في عظة قداس الأحد ان «مجتمعنا وبلدان هذا الشرق في حاجة إلى مصالحة وبناء الوحدة في التنوع، والخروج من حالة النزاعات، ومن التسبب بفلتان الأمن والاعتداء على حياة المواطنين وممتلكاتهم»، لافتاً الى ان «البقاء في النزاع انغلاب له وقتل لطموحات الإنسان ولتطلعاته إلى الأفق الجديد، والخروج من النزاعات بطولة وحياة، والاستمرار فيها ضعف وفناء». واضاف: «جميل أن نتميز بثقافة حمل الله الحامل خطايا العالم، فنحمل أخطاء بعضنا البعض، ونتلفها بالمحبة والتفاهم والمصارحة، ونتوّجها بمصالحة شاملة. فالأبطال يصالحون على أساس الحقيقة والعدالة والمحبة، أما الضعفاء فيهربون من المصالحة، مبررين أنفسهم بالاتهامات والتخوينات».

وفي سياق غير بعيد، غادر رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون لبنان امس متوجهاً الى الفاتيكان حيث سيعقد في روما سلسلة لقاءات على أن يختتمها بلقاء البابا «من أجل إيضاح صورة الواقع المسيحي في لبنان والمنطقة»، وفق بيان صادر عن عون. وتأتي زيارة عون للفاتيكان على وقع رفعه شعار الخوف على المسيحيين المشرقيين في ظل الثورات في العالم العربي ولا سيما في سورية وتحذيره من «المدّ التكفيري».

ولا تعزل أوساط سياسية محطة زعيم «التيار الحر» في عاصمة الكثلكة في العالم، وإن في جانب منها، عن ملف انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان ورغبة عون في تظهير وجود غطاء كنَسي له كمرشّح للاستحقاق الرئاسي يرفع شعار ضرورة الإتيان بـ «رئيس قوي» يجمع بين الشرعية الشعبية والشرعية الدستورية.

 

"لا نريد تشريع الإغتيال ولو تمّت محاسبة حبيب الشرتوني لما وصلنا إلى هنا" ... "نديم الجميّل" لـ"أبجد نيوز": أتمنّى على "14 آذار" عدم المشاركة في حكومة 8-8-8

ابجد نيوز/في ظلّ المعلومات المتضاربة حول قبول قوى “14 آذار” بالمشاركة في الحكومة المقبلة على قاعدة 8-8-8 والحديث عن رفض “القوات اللبنانيّة” الدخول في الحكومة إلّا وفق شروط معيّنة،وبعدما شدّد اللواء “أشرف ريفي” في الأمس على أن البيان الوزاري أهم من الحقائب والأسماء، يبدو أنّ قوى “ثورة الأرز” لم تحسم قرارها حتّى الساعة ولا تريد أن تخرج بموقف يشرذم الصف الواحد خاصّة في هذا الظرف حيث تدخل المحكمة الدوليّة من جديد الحياة السياسيّة اللبنانيّة في السادس عشر من الشهر الحالي. يؤكّد النائب عن كتلة “الكتائب اللبنانيّة” نديم الجميّل أنّ قرار المشاركة في حكومة الرئيس سلام لم يتّخذ حتى الساعة،”فالمشاورات ما زالت قائمة بين الحلفاء لكن القرار بالتأكيد سيكون مشتركاً بين قوى 14 آذار ولن تنقسم هذه القوى كما يتكلّم البعض”، لكنّه لم ينف في المقابل وجود إختلاف في بعض المواقف ووجهات النظر داخل الفريق الواحد.

وتمنّى الجميّل في حديث لموقع “أبجد نيوز” أن لا تشارك قوى 14 آذار في حكومة على قاعدة 8-8-8 لعدم إعطاء “حزب الله” أي غطاء “فهناك مبدأ حريّات ومبادئ وطنيّة ثابتة ولا يمكن أن نساوم عليها”.

وعن سبب تراجع قوى “8 آذار” وعلى رأسهم “حزب الله” عن المطالبة بمبدأ “الثلث المعطّل” ،إعتبر الجميّل أن “حزب الله بحاجة اليوم إلى حكومة تعوّمه وتشرعن وجوده وحضوره في سوريّا” لافتاً إلى أنّه تراجع عن صيغة 9-9-6 ليظهر وكأنه يسهّل تشكيل الحكومة.وأشار إلى أن “التراجع الحقيقي للحزب هو على الصعيدين السياسي والأمني ولا يتّكل علينا لتعويمه أو لتأمين التغطية التي ينشدها”.وتابع” نحن نرفض هذا الأمر، إذ لا نريد تشريع الإغتيال في لبنان،فهم يغتالون محمد شطح ثم يقولون لنا تعالوا وشاركوا معنا”. وجزم نائب “الكتائب” أن قرار قوى “14 آذار” في تشكيل الحكومة مستقل ولا تتعرّض لضغوط من أحد،معتبراً أنه “لا دخل للأميركيين والسعوديين في تشكيل الحكومة،حتّى أن السعوديّة ليس لها أي تأثير على مواقف وقرارات 14 آذار”.  في سياق آخر وردّاً على سؤال حول الخطوات التي ستتّخذها قوى “ثورة الأرز” إذا استمرّ “حزب الله” برفض تسليم المتّهمين الذين صدرت بحقّهم مذكّرات توقيف في جريمة إغتيال الرئيس رفيق الحريري ، لفت الجميّل إلى أن “الحزب يرفض من الأساس تسليم أيّ متّهم من صفوفه منذ صدور المذكّرات،”مشدّداً على أن موقف 14 آذار “كان وسيبقى دائماً الإصرار على المطالبة بالعدالة والحقيقة، كما يجب على المحكمة الدوليّة أن تعلن صراحةً من قتل الشهيد رفيق الحريري”. وختم النائب نديم الجميّل” لو كان هناك محاسبة للإجرام وخاصّةً الإجرام السياسي منذ سنة 1982 (تاريخ إغتيال الرئيس بشير الجميّل)أي لو تمّت محاسبة حبيب الشرتوني لما كنّا وصلنا إلى إغتيال الرئيس رينيه معوّض والرئيس رفيق الحريري وسائر الشهداء”.وأضاف “كل هذا الإستهتار بالقضاء وعدم الجديّة في العدالة أدّوا إلى تكرار الإغتيالات وسقوط الشهداء الواحد تلو الآخر”.

حاوره : جاك أبي رميا

 

"بعثة ديبلوماسية فرنسية الى لبنان" لمتابعة استحقاقي الحكومة والرئاسة

نهارنت/تزور بعثة ديبلوماسية فرنسية رفيعة المستوى لبنان، الشهر الجاري، لمتابعة ملفي الحكومة والانتخابات الرئاسية عن كثب، والتحاور مع القيادات في هذين الشأنين، وفق ما أفادت المعلومات الصحافية. ولفتت صحيفة "الانباء" الكويتية، الاحد، الى ان فرنسا تعتبر انه "لو توحدت القيادات المسيحية للقول انه ينبغي ان يكون هناك انتخاب رئاسي فهذا يغير الأمور". وتضيف المعلومات أن باريس، تشدد على اهمية انتخاب الرئيس الجديد من خلال مجلس النواب، وفق الدستور اللبناني. الى ذلك، نقلت "الانباء" عن مصادر ديبلوماسية غربية ان "الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بالتعاون مع روسيا والصين، ستمارس ضغطا على الأطراف اللبنانيين في آذار المقبل من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية وعدم السماح بحصول فراغ في المنصب". ويُتخوّف من فراغ رئاسي في لبنان، مع الاقتراب الى انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان في ايار 2014، وفي ظل فراغ حكومي وعدم توصل الرئيس المكلف تمام سلام الى تشكيل حكومة جديدة اثر استقالة حكومة نجيب ميقاتي في نيسان الفائت، وسط شروط فريقي 8 و14 آذار. الا أن الاتصالات واللقاءات الاخيرة توصلت الى صيغة 8-8-8 الحكومية، في حين لا يزال البحث دائراً في التفاصيل.

 

الرئيس حسين الحسيني:ليس لهذه الحكومة اذا كان لها ان تبصر النور من مبرر الا على قاعدة الضرورات تبيح المحظورات

وطنية - راى الرئيس حسين الحسيني انه "ليس لهذه الحكومة، إذا كان لها أن تبصر النور، من مبرر، بحكم المدة القصوى لوجودها، إلا على القاعدة القائلة بأن الضرورات تبيح المحظورات. والضرورات هنا هي انتخاب مجلس نواب جديد بقانون يقوم على أساس أن النسبية هي النظام، وذلك حتى تتم العودة إلى اللبنانيين، وتتاح المشاركة للجميع، لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية. أما المحظورات فهي اعتماد الحكومة على ثقة مجلس نواب، ليس غير دستوري فحسب بل غير شرعي أيضا لما هو فيه من العجز إضافة إلى اغتصابه السلطة. لذلك ان أي برنامج لها يتخطى الإعداد للانتخابات النيابية في أسرع وقت، والقيام في هذه الأثناء بالتصريف الجدي للأعمال، إنما يتخطى حكم الضرورة بل حدود الإمكان مع حسن النية، حيث أن مدة وجود الحكومة لن تتعدى الخامس والعشرين من أيار المقبل، أي يوم انتهاء ولاية الرئيس الحالي. ومن قبل هذا كله، فالرئيس المكلف لم يكن تكليفه أولا وأخيرا إلا لحكومة انتخابات، قياما بمهمة لا إقامة في مقام". وختم الحسيني: "هذا الطريق المستقيم هو أيضا الطريق الأقصر إلى تشكيل الحكومة الوحيدة الممكنة، في ظل ما يقضي به الدستور وما تقتضيه المصلحة اللبنانية. فلا حاجة إلى التلهي ببيانات لا علاقة لها بالواقع أو بمخارج لفظية للتستر تدعو إلى الارتياب لا إلى الثقة".

 

عون يعترض على نزع حقيبة الطاقة من صهره

ام تي في/أوضحت مصادر مقربة من قوى 8 آذار أن موقف زعيم "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون من الصيغة الحكومية المطروحة لم يتضح بعد، في ظل حديث عن تحفظات لديه عما يجري التفاوض عليه بمعزل عن "التيار"، وإذ ربطت هذه المصادر بدورها بين استكمال الحصول على الموافقة النهائية لـ14 آذار وتيار "المستقبل" على الصيغة الحكومية وبين الجهود من اجل اقناع عون بالقبول بها، فإن المصادر المواكبة لمساعي تسويق الحكومة الجديدة تقول لصحيفة "الحياة" إن المعطيات المتسربة عن موقف عون تتعلق باعتراضه على توزيع الحقائب الرئيسة بين القوى التي ستشارك في حكومة 8+8+8. وتفيد المعلومات أن عون يعترض على نزع حقيبة الطاقة من صهره الوزير جبران باسيل وعدم تخصيص واحدة من الحقائب السيادية الأربعة لتكتله.

 

عون غادر الى الفاتيكان

وطنية - غادر بيروت فجر اليوم رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون متوجها الى الفاتيكان.

 

الحريري عرض ولافروف في باريس أوضاع لبنان والمنطقة

وطنية - التقى الرئيس سعد الحريري، مساء اليوم في باريس، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في حضور نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين، ومدير مكتب الحريري نادر الحريري، ومستشاره للشؤون الروسية جورج شعبان. وتناول اللقاء عرض تفصيلي للأوضاع في لبنان والمنطقة. ولن تشارك ايران في مؤتمر جنيف-2، حسب ما اعلن دبلوماسيون اميركيون الجمعة.

 

بري عرض وجنبلاط التطورات ومساعي تشكيل الحكومة

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري نبيه بري، في عين التينة، قبيل الساعة السادسة من مساء اليوم، رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط ووزير الشؤون الإجتماعية في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور، في حضور وزير الصحة العامة علي حسن خليل. وجرى عرض للتطورات الراهنة والمساعي الجارية لتشكيل الحكومة.

 

رئيس "لقاء الاعتدال المدني" النائب السابق مصباح الاحدب  ل 14 اذار: ان كان لا بد من التسويات فابحثوا عن حل يحمي البلد بدلا من ان تسلموه للوصاية السورية الايرانية من جديد

وطنية - دعا رئيس "لقاء الاعتدال المدني" النائب السابق مصباح الاحدب فريق 14 آذار الى ان "يبحثوا عن حل يحمي البلد بدلا من ان تسلموه للوصاية السورية الايرانية من جديد، مقابل بعض الفتات من حقائب تعطى لمقربين منكم يعجزون عن اتخاذ أي قرار جدي لمعالجة مشاكل الناس". وقال في مؤتمر صحافي عقده في طرابلس: "في ظل ما يتم تداوله عن مفاوضات تجري بين الافرقاء المعنية بملف تشكيل الحكومة في لبنان، وفي ظل ما يشاع عن موافقة مبدئية على صيغة الثلاث ثمانيات، لا بد من طرح التساؤلات التالية: لقد انتظر اللبنانيون تسعة اشهر في ظل حكومة تصريف اعمال ووضع امني واقتصادي مترد وعناوين وطروحات وخطابات عالية السقف، لنسمع اليوم ان ثمة اتفاقا على تشكيل حكومة جديدة، الجديد فيها انها لا تعطي الثلث المعطل ظاهريا لاحد. هذا ان لم يكن ثمة وزير ملك فيها، وما هي الضمانات السرية، هذا ما سنكتشفه بعد فشل جديد في حال وافقتم وسيدفع اللبنانيون الثمن مجددا كما دفعوه في السابق بسبب تنازلاتكم الناتجة عن الضعف، وعدم وجود رؤية وادارة جيدة للوصول الى تحقيق طموحات جماهير قوى ثورة الارز".

اضاف: "الم تعدوا اللبنانيين باعادة النظر بطريقة عملكم لتتفادوا الوقوع في الخطأ مجددا بعد اعترافكم باخطائكم السابقة، ما الجديد لديكم لا شيء، والان تريدون من جماهير ثورة الارز ان تقبل مجددا بالسير بما تقدمون عليه من خطيئة بحق البلد وطموحات ابنائه في حال قبلتم بحكومة الامر الواقع التي سيفرضها حزب الله. بالطبع ان هذه الجماهير لن تقبل بتنازلاتكم مجددا. الم تعدوا اللبنانيين بانكم لن تقبلوا بحكومة يشارك فيها حزب الله قبل ان ينسحب من سوريا بعد ان امعن في التنكيل وارتكاب المجازر بحق الشعب السوري. الم تعلنوا مرارا وجهارا بان التهديدات لن تخيفكم، ولن تقبلوا باقل من سحب سلاح "حزب الله" من الداخل اللبناني وهذا ما اعلنتموه منذ ايام. الم تأتوا الى طرابلس وتعلنوا منها رفضكم لهيمنة "حزب الله" بقوة السلاح على المؤسسات اللبنانية، والعمل على مواجهة مشروعه الايراني التوسعي في المنطقة. الم تعلنوا بانكم لن تشاركوا حزب الله ان لم يعلن التزامه باعلان بعبدا. أي استقرار تريدونه من حكومة حزب الله. الم تعلموا ان عدد الشهداء في طرابلس تجاوز ال300 وعدد الجرحى بالالاف والعائلات التي تشردت لا تحصى والتجار يعلنون يوميا افلاسهم، وانتم تفاوضون على حكومة لا قرار لكم بها ستعتبر السنة مجموعات مسلحة ارهابية وستعالج اوضاع طرابلس وفق نموذج عبرا الذي سلم مصير ابناء صيدا الى ميليشيات سرايا المقاومة الذين انتهكوا الكرامات، وانتم من رفع الصوت استنكارا للفظائع التي ارتكبوها، وكلنا سمع تصاريح الرئيس فؤاد السنيورة والسيدة بهية الحريري. الم تعلنوا المقاومة السلمية بوجه حزب الله والحرب على السلاح !!".

وتابع الاحدب: "ما الذي استجد لتقبلوا مشاركة حزب الله في الحكومة وتتخلوا عن كل شروطكم، فهل اخافتكم التهديدات ام انكم اتفقتم على حلول لما طرحناه، وان حصل ذلك عليكم طمأنة اللبنانيين الذين وقفوا الى جانبكم وقدموا التضحيات من ارواحهم وامنهم ولقمة عيشهم وينتظرون منكم الحلول لا الغموض. وما الذي ستقولونه لابناء البلد الذين اعطوكم الثقة مرارا وتكرارا وصدقوا كلامكم ووعودكم بعد ان خونتم الرئيس نجيب ميقاتي لانه شكل حكومة مع حزب الله، وها انتم اليوم تقومون بالعمل نفسه، مع تسجيل ان حزب الله يشارك اليوم في المعارك مع النظام السوري في سوريا، وبدخولكم الحكومة فانكم تعطونه الغطاء الشرعي والرسمي للقيام بذلك، وتفسحون المجال امامه لاستعمال مؤسسات الدولة لخدمة النظام السوري واعتبار السنة في البلد تكفيريين. هل هذا ما وعدتم اللبنانيين به !!! ماذا ستقولون لابناء صيدا وعرسال والطريق الجديدة وطرابلس التي لم تجف دماء شهدائها بعد فيما المجرم يسرح ويمرح واولادنا لا يزالون يقبعون في اقبية السجون بتهم الارهاب التي لفقتها لهم الاجهزة التي تنفذ اوامر حزب الله .. فيما انتم تسارعون لمشاركتهم في حكومة واحدة لا تملكون القرار فيها ولا حتى تستطيعون تامين حماية اللبنانيين من خلالها". واردف: "ماذا ستقولون لجمهور الرئيس الشهيد رفيق الحريري وجمهور شهداء ثورة الارز واخرهم وربما ليس اخيرهم الشهيد محمد شطح، الذي بذل دمه من اجل حماية لبنان عبر وضع استراتيجية لمواجهة مشروع حزب الله وحماية الكيان اللبناني. هل ستقولون لهم ان دمهم ذهب هدرا بفعل خوفكم من حزب الله. لماذا هذه التنازلات. الا يستحق الشعب اللبناني قرارا شجاعا لحمايته".

ودعا فريق 14 آذار الى "عدم الوقوع تحت ذريعة حفظ الاستقرار بفخ حكومة شرعنة الامر الواقع الذي يفرضه السلاح، فلقد جربتم ذلك في السابق وكانت النتائج كارثية بحق الوطن. وان كان لا بد من التسويات فابحثوا عن حل منطقي يحمي البلد بدل ان تسلموه للوصاية السورية الايرانية من جديد، مقابل بعض الفتات من حقائب تعطى لمقربين منكم يعجزون عن اتخاذ أي قرار جدي لمعالجة مشاكل الناس والتجربة اكبر برهان ".

وشدد على ان "جماهير ثورة الارز التي منحتكم الثقة لن تقبل مجددا بعد قوافل الشهداء التي قدمت بتخاذلكم وضعفكم وسيركم بتسويات وتنازلات غير متكافئة وغير مبررة، تضعف البلد ومؤسساته. ان هذه الجماهير لن تقبل باقل من حكومة تحمي البلد والسنة فيه من استهداف "حزب الله" الذي يسعى جاهدا لاظهارنا ارهابيين تكفيريين يجب ضربنا للسيطرة على لبنان عبر مؤسساته وانتم باسمنا تريدون ان تعطوه الغطاء لضربنا. كيف نقبل بذلك الم تتعلموا من تجاربكم السابقة وان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين". وختم الاحدب: "في هذه المرحلة الحساسة، نعلم انه قد يكون من الصعب الوصول الى الحكومة التي نتمناها، ولكن اقله في هذه المرحلة، يجب تشكيل حكومة تلتزم فعليا وليس لفظيا باعلان بعبدا، وتكون قادرة على حماية اللبنانيين ومؤسساتهم واقتصادنا الوطني الذي ينهار، وتضع حدا للفلتان الامني المنظم لخدمة اهداف خارجية، لا حكومة تضع اللبنانيين والسنة تحديدا في مواجهة مع الشرعية، وتدخل بذلك كل لبنان في آتون المواجهات الاقليمية التي تمتد من الرمادي الى الفلوجة مرورا بسوريا وصولا الى لبنان".

 

علوش في احتفال بعيد المولد في طرابلس: لقبول الآخر واعتبار الإختلاف حق لا يلغي ابدا مبدأ المشاركة في الإنتماء للمدينة

وطنية - أقيم في مقر الرابطة الثقافية في طرابلس، احتفال بعيد المولد النبوي، برعاية الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري ممثلا بمنسق طرابلس في "التيار" الدكتور مصطفى علوش، وحضور ممثل النائب سمير الجسر الدكتور جلال حلواني، ممثل مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار الشيخ أحمد البستاني، ممثل رئيس بلدية طرابلس نادر الغزال عامر الرافعي، ممثل اللواء اشرف ريفي فادي الشامي، الرئيس السابق للمحاكم الشرعية السنية العليا في لبنان الشيخ الدكتور ناصر الصالح، وحشد من الأهالي. بعد ترحيب وتقديم من وليد قضماني القى البستاني كلمة لفت فيها الى انه "يخطىء من يعتقد ان الاسلام يهتم فقط بالآخرة من دون الدنيا"، معتبرا أن "الدنيا في الإسلام هي مزرعة الآخرة والمسلم يحب الحياة والدنيا، والمسلم يحب وطنه والبيئة التي يعيش فيها ويحترمها".

بعدها ألقى علوش كلمة راعي الاحتفال فقال: "السلام، الرحمة، البركة، هذا ما يسعى إليه المؤمن في إيمانه وهذا ما بشر به النبي المصطفى الناس في إيمانهم. لقد بشر بالذكر الحكيم والعمل الصالح في سيرته وخلقه العظيم وبمكارم الأخلاق ولم يكن فظا غليظ القلب وإلا لكان الناس انفضوا من حوله". أضاف: "أعظم الشرور تأتي عندما يصبح التنافس على ملكية السماء جحيما على الأرض فتموت الرحمة في القلوب ويسود الحزن ويذبح السلام وتهدر البركات . هذا ما يحدث عندما يحل زمن الرويبضة الذي أنذرنا منه النبي الكريم وهو عندما يتكلم التافه في الشأن العام".  تابع: "لست في وارد تلاوة ما تقوله الشرائع عن الرحمة والتسامح فكل ذلك لا يهم الآن فالواقع هو الأهم ولا أظن أن الجنون القائم يستند إلى نص من كتاب الرحمة فمرجعية الجنون هي الغرائز الحيوانية وشرعته هي شريعة الغاب".

أضاف: "اعذروني لأنني لم أدخل في المقدمة في دوامة النفاق الدائر على مدى طويل من الزمن في الحديث عن الأخوة والتعايش والتسامح، فلولا وجود مشكلة خطيرة، قد تكون بنيوية في أساسها، لما كنا شهدنا هذا المسلسل الخطير من الإعتداءات والصراعات الطائفية والمذهبية على امتداد العالم العربي والعالم الإسلامي. ولما كان أيضا من الواجب تضييع أوقاتكم الثمينة لطرح مسألة كان من الواجب أن تكون تحصيل حاصل وهي مسألة التسامح في مدينتنا". واسترسل: "يكفي أن نراجع الشعارات على مدخل المدينة أو حتى بعض التعابير الشعبية المنفرة للآخر الذي يستمع إليها كل زائر أو مقيم لا ينتمي إلى فئة الأكثرية السكانية في المدينة. أو بعض التصرفات العدائية لبعض الأفراد أو المجموعات تجاه أي مظهر أو تصرف أو لغة قد تعتبر غريبة عن المألوف إجتماعيا". وقال: "لا أريد أن أعتبر مدينة طرابلس استثناء سلبيا في المستنقع اللبناني، فهناك بالتأكيد تصرفات وتعابير أكثر بشاعة في مناطق أخرى من لبنان، ولكن ما يعنينا هو كيف تعود مدينتنا في فكرنا أولا مدينة للجميع ومن بعدها يمكن اقناع الجميع بأنها مفتوحة لهم من دون تميز أو تنفير".

وأشار إلى أن "المنطق الأول هو في كيفية إعادة دور طرابلس كعاصمة للشمال، وعاصمة ثانية للبنان. ومن المعروف أن هذا الدور سقط تدريجيا على مختلف المستويات التعليمية والتطبيبية والإقتصادية والثقافية وغيرها لأسباب متعددة. هذا الدور طرابلس سقط بالأساس ضحية للحرب الأهلية وبالأخص في فترة ظلامية اغتصبت المدينة في أوائل ثمانينات القرن العشرين، وحولتها إلى جزيرة معزولة بعد أن أجبرت قوى الأمر الواقع يومها طرابلس على ارتداء ثوب أسود من خلال سلسلة من الأعمال المنفرة على المستوى الأمني، وتغيير ثقافي ومعيشي جذري يتناسب مع منطق الإمارة التي سعى البعض لإقامتها، وبالتالي رفع شعارات ومقولات حولت المدينة إلى منفرة ليس فقط للمحيط المختلف عنها بل حتى للداخل الذي يحمل معظمه قدرا واسعا من التسامح الفكري والإجتماعي على الرغم من أنه محافظ في الأساس".

وقال: "سنوات الوصاية كانت قد حولت المدينة إلى مدينة منفرة على مختلف المستويات فعزلتها سياسيا عن باقي الوطن وقد أنتج ذلك عزلا اجتماعيا واقتصاديا كان على الأرجح مقصودا من قبل سلطات الوصاية لإتمام نوع من الفرز السكاني الذي يؤدي إلى استمرار العداوات المحلية والتنافر بين التجمعات السكانية بشكل يمكن التلاعب به في أي وقت تدعو له الحاجات السياسية. ويكفي أن نتذكر كيف ترك جرح التبانة مفتوحا، لا بل أمعن في تلويثه من خلال الممارسات التي لا سبيل إلى ذكرها، مع العلم أن هذه السلطات كانت قادرة وبسهولة على شفاء هذا الجرح نهائيا". تابع: "هذا من جهة بعض الوقائع التاريخية التي أدت إلى خسارة طرابلس دورها المدني ودورها كعاصمة ليس فقط للشمال، بل لجزء من سوريا وبالتالي عدم كونها مدينة للجميع". أضاف: "ولكن يجب أن نعترف أيضا بوجود مشاكل بنيوية في طريقة تفكير أكثرية السكان وهو اعتبارنا الآخر المختلف مجرد ضيف على المدينة لا شريكا فيها، والعامل الأهم هو اعتبار وجود هذا الضيف في المدينة عملا قائما على سبيل القبول على مضض وليس حقا كاملا لهذا الآخر في القرار والشراكة وهذا ما أضعف الإنتماء لهذا الشريك الآخرودفعه إلى هجرة المدينة - على الأقل الجيل الثاني - على مدى العقود الأربعة الماضية تحت ضغط الوقائع السياسية والأمنية والإجتماعية والإقتصادية". وأكد أن "المشكلة البنيوية الثانية هي جهل الآخر المختلف، وهي سمة متبادلة بين جميع المكونات"، مضيفا: "على الرغم من التجاور والتماس الحجم لمكونات المدينة على مدى عدة قرون من تواجدها فإن الواضح هو أنه لم يبذل أي جهد حقيقي لفهم الآخر وبالتالي تفهم عقائده وممارساته وعاداته، لا بل على العكس فقد بقيت مسألة فهم الآخر نوعا من المحرمات". واسترسل: "هكذا فقد بقيت في المدينة مجتمعات مختلفة، ولو كانت متجاورة، تتحدث جميعها مع الآخر بلهجة "أنتم ونحن" دون محاولة جدية لسبر غور فلسفة معتقدات الآخر وبالتالي تفهم مساره العقائدي والإجتماعي، وتفهم هواجسه بالتالي وخوفه من الإندثار والذوبان في ظل الأكثرية المحلية الجامحة". ورأى أن "قبول الآخر على مضض، يجب أن يتحول إلى منطق فهم الآخر وبالتالي تفهمه وقبول اختلافه على أساس التنوع الإنساني لا على أساس المفاضلة والمنافسة، وهذا يعني التحول التدريجي باتجاه منطق إلغاء "الأنتم والنحن" إلى منطق المواطنية المجردة وبالتالي اعتبار الإختلاف حق لا يلغي في أي حال من الأحوال مبدأ المشاركة في الإنتماء للمدينة لكي تعود من جديد مدينة للجميع".

كما أكد اننا "اليوم نواجه تحديا واضحا وهو كيفية التمسك بمكارم الأخلاق في ظل العهر المستشري في كل المجالات في الإجتماع وفي السياسة وفي قتل الناس ظلما وفي غياب العدالة. إن تسلسل الأحداث على مدى تسع سنوات وإمعان فئة ضالة بغيها وفرض خياراتها الإنتحارية على اللبنانيين بناء على اسطورة ليس فيها من الدين شيء وهي أقرب في توصيفها إلى فتنة منها إلى عقيدة، وليس فيها بنفس الوقت من الطرح السياسي شيء نافع أو منطقي غير التهديد ورفع الأصابع والإتهامات والقتل والترويع والإعتداء. كل هذا دفع فئة منا إلى الإعتقاد أن الوسيلة الوحيدة هي بالجنوح إلى تطرف سيقوض مجتمعنا إن تساهلنا معه أو قبلنا بشروطه أو بنمط حياته، فهو الفتنة بحد ذاتها التي تضرب مجتمعنا ويكفي أن نأخذ العبرة مما يحدث اليوم بالذات في سوريا بعد أن دخل أهل التطرف الجاهلي عليها". وختم علوش: "أحد حكماء المسلمين قال لي بعد أن غاب عن لبنان لفترة ما يلي: أنا لا أتمنى أن أعيش في بلد غير لبنان لأنني أرى في تنوعه نعمة لا أجدها في مكان آخر. وذكرني بقوله تعالى في سورة النحل: بسم الله الر حمن الرحيم "لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة". وفي سورة الحجرات: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم". وفي سورة الغاشية "فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر". إن صيحة المؤذن الله أكبر هي دعوة للتواضع ولتقول للظالم أنه صغير مهما استكبر".

 

طلال المرعبي: لا شيء يمنع اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها

وطنية - شكك رئيس تيار "القرار اللبناني" الوزير والنائب السابق طلال المرعبي بوجود رغبة عند البعض بتشكيل الحكومة "ولكننا ننتظر الايام المقبلة علها تتوصل المساعي للمضي في تشكيل الحكومة"، مشيرا الى ان "الحكومة في حال تشكلت، ستكون مستقيلة حكما في الانتخابات الرئاسية المقبلة ". وقال المرعبي خلال استقباله في دارته في بلدة عيون الغزلان في عكار فاعليات ورؤساء بلديات ومخاتير وهيئات من المجتمع المدني: "من يستطيع ان يشكل حكومة لماذا لا يستطيع اجراء انتخابات رئاسية في موعدها، ولماذا احاطت هذا الاستحقاق المهم بموجة من الاشاعات والتسريبات عن عدم اجرائها". وقال: "لا شيء يمنع اطلاقا اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها". ولفت الى "ان تفعيل دور المؤسسات الدستورية من شأنه ان يفعل الحياة السياسية في لبنان، التي اصابها الترهل، وخصوصا بعد شلل المجلس النيابي والتمديد الذي حصل للنواب واستمرار حكومة تصريف الاعمال منذ اشهر عدة". ورأى المرعبي ان "البلد لم يعد يحتمل مزيدا من الازمات الامنية والاقتصادية والمعيشية، اضافة الى ازمة النازحين السوريين التي تضاعف الاعباء وبدأت تشكل ضغطا كبيرا على المواطنين، في ظل معاناة وبطالة مستشرية وغياب فرص العمل".

 

عام 2013 لا يُشبه أي عام نيابي آخر من حيث التشريع

أم تي في/يفتقد طريق مجلس النواب الى حركة ممثلي الشعب لتتحول القاعة العامة للمجلس الى قاعة فارغة على مدى اكثر من 360 يوما. ووفق التقرير السنوي الروتيني الذي يتضمن محاضر الجلسات التي عقدت على مدار السنة بلغت حصيلة عمل النواب الـ 128 عن العام 2013 24 صفحة فقط في وقت كان نشاطهم يحتاج سنويا إلى أكثر من مجلد، يصل مجموع صفحاته إلى 6000 صفحة أحيانا، تحديدا في مرحلة التسعينات.

اما كرة التعطيل فيتقاذفها فريقا 8 و14 آذار والذرائع كثيرة لتبقى مشاريع القوانين المدرجة على جدول الاعمال معلقة. مجلس النواب هذا العام عقد 3 جلسات عامة لتمرير ما يُراد تمريره. الأولى في 10 نيسان، حين جرى التصويت على اقتراح قانون معجل مكرر يرمي إلى تعليق المهل في قانون الانتخابات النيابية. والثانية، في 31 أيار، حين مدّد النواب ولايتهم بعد تمنعهم عن إقرار قانون جديد للانتخابات، فيما الثالثة عقدت يوم 22 تشرين الأول، وكانت مخصصة لانتخاب أميني سر وثلاثة مفوضين، وأعضاء اللجان النيابية. اذا عام 2013 لا يُشبه أي عام نيابي آخر، باستثناء عام 2007، الذي امتنع فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الدعوة الى عقد جلسات، زمن حكومة فؤاد السنيورة. فهل سيلبي النواب هذا العام دعوة انتخاب رئيس للجمهورية أم ان التعطيل سيكون ايضا سيد الموقف؟

 

النائب فادي كرم: لا نقبل بشراكة مع فريق يمارس استراتيجية اكبر من الوطن

وطنية - اكد النائب فادي كرم ان "القوات اللبنانية لا تقبل بشراكة مع فريق سياسي لا يعترف بلبنان اساسا ويمارس استراتيجية اكبر من الوطن، فاما ان تكون الشراكة في كل شيء بدءا بالاستراتيجية الدفاعية وقرار الحرب والسلم او لا تكون "، مشددا ان "كل من يفاوض اليوم على شكل الحكومة سوف يلتحق بموقف القوات الذي هو موقف اللامساومة من اجل بناء الدولة القادرة". ولم يستبعد كرم ان "يقوم فخامة رئيس الجمهورية بتشكيل الحكومة الحيادية بعد تعذر الاطراف على الاتفاق على تشكيل ما يسمى بالحكومة الجامعة". كلام كرم جاء خلال اللقاء السياسي الثاني لمنسقية كسروان -الفتوح في القوات بالتعاون مع الجامعة الشعبية في فندق فرنسيس - الغينه الذي يندرج ضمن سلسلة لقاءات تنظمها القوات في كسروان -الفتوح بغية التواصل السياسي مع القاعدة الحزبية. واعتبر ان "القوات اللبنانية رسالة وقضيتها مستمرة في سبيل المحافظة على التضحيات التي قدمتها على مدى السنين".

حبشي

وكان لرئيس جهاز التنشئة السياسية في القوات أنطوان حبشي كلمة ركز فيها ايضا على مسألة الانتسابات، واعتبر ان "الحزب هو في خدمة الناس في الاطار العام بحيث يسعى الى ايصال مشروع الدولة التي تؤمن فرص عمل للجميع بحسب الكفاءة وتؤمن جميع الحاجات الحياتية دون السعي للحصول على الخدمة الصغيرة". مضيفا "في القوات اللبنانية مساحة للجميع وذلك من خلال تأمين حزب مؤسسة يقوم على نظام داخلي ويطرح مبادئه في الشرعة السياسية، حزب يريد لنفسه أن يكون بحجم تطلعات الشعب وطموحاته".

وشدد على "بناء القوات بروحية المناضل المتجرد من كل حسابات ضيقة، فالسلطة والمسؤولية تنبعان من كل فرد من افراد الحزب. بالعمل اليومي والمثابرة تستطيع القوات ايصال مشروعها السياسي فيحصل شبابنا وأطفالنا على الحلم الذي يطمحون له".

خليل

وتحدث منسق منطقة كسروان -الفتوح جوزيف خليل عن البيت الداخلي القواتي الكسرواني، وشرح معنى المقاومة، واكد اهمية الالتزام الحزبي في سبيل بناء حزب ديموقراطي.

كما تطرق الى المشاكل التي تعاني منها منطقة فتوح كسروان، وأثار قضية مستشفى فتوح كسروان الحكومي الذي يفتقر الى ابسط الاليات والمستلزمات التي تخوله مساعدة الطبقة المتوسطة على الاستمرار في هذه الظروف الصعبة، وحمل المسؤولية الى نواب المنطقة والفريق الحاكم الذي سرق التمثيل الشعبي في كسروان -الفتوح، وابتعد كل البعد عن هموم وآلام الناس. كما شكر خليل فريق الجامعة الشعبية في كسروان واعضاء اللجنة التنفيذية ورؤساء القطاعات المشاركة والقواتيين على جهودهم في انجاح هذا اللقاء.

 

النائب نضال طعمة،: التعطيل بات مستبعدا واستطعنا تجنيب الحكومة الثلث المعطل

وطنية - امل النائب نضال طعمة، في "أن تمثل عكار بوزير في الحكومة العتيدة كي يكون لمشاريعها الانمائية محام يدافع عنها". وقال في تصريح اليوم: "في ذكرى المولد النبوي الشريف، نأمل أن تفيض مواسم الضياء، في نفوسهم تستلهم النور والقدوة الصالحة لتأتي خيرا نرجوه لكل المسلمين واللبنانيين. فلا شك أن اللبناني ينظر بعين الرجاء إلى إمكانية تشكيل الحكومة العتيدة، لأنه يرجو الاستقرار والأمن، ويأمل بقفزة إلى الأمام في مجال الأزمة الاقتصادية الخانقة. ويلاحظ المراقب أن قوى الرابع عشر من آذار، تقارب القضية من هذه الزاوية في اللعبة السياسية. قد نرفع السقف هنا، ونلين قليلا هناك، ولكن الثوابت التي طالما طالبنا بها، ما زالت أولويتنا، وما زلنا نعمل حتى الساعة لتحصيل المزيد منها في سبيل مصلحة هذا البلد". اضاف: "باتت إمكانية التعطيل مستبعدة، واستطعنا أن نجنب الحكومة كأس الثلث المعطل. وهذا ما يعطي الأمل بولادة حكومة منتجة، وما يمكننا من تجاوز التجارب الماضية التي كانت تشل السلطة التنفيذية من داخلها. كما أن شبه تسليم الطرف الآخر بالقبول بالمداورة يشكل مكسبا وطنيا جديدا، بالإضافة إلى إبدائهم مرونة في التخلي عن بعض الشعارات التي تعطي شرعية لحالات فئوية، تستفز بامتيازاتها عددا كبيرا من اللبنانيين. ومع الأجواء الإيجابية في مسار التأليف نرجو ألا تغيب عكار، ونطالب بتمثيلها على طاولة مجلس الوزراء، كي يكون لمطالبها الإنمائية الملحة والضرورية محام يعيدها دوما إلى دائرة الاهتمام. وعكار تختزن طاقات مميزة وتستحق أن تمثل في الورشة الحكومية الإنقاذية". ولفت طعمة الى ان "الحراك الإيجابي على مستوى الحكومة، يترافق مع ملفات أساسية هي بمنتهى الأهمية. منها ملف دعم الجيش اللبناني وتسليحه، وتستحق المملكة العربية السعودية التي شكر جميع اللبنانيين مبادرتها، وخصوصا أن فخامة الرئيس أعلن جهارا أن هذه المساعدة هي دون أي قيد أو شرط، وذلك يؤسس لدور محوري يمكن أن يلعبه الجيش في المرحلة المقبلة، ما يريح الجميع، ويؤمن دعما لشرعية الاستقرار". اضاف: "أما ملف المحكمة الدولية، الذي مهما حاول البعض التخفيف من أهميته، فيشكل دعامة للحق في وجدان اللبنانيين، انطلاقا من أن إعلان الحقيقة على الملأ، ولكل الناس، يؤمن عدالة منتظرة، وإدانة معنوية للمجرمين، حتى ولو تمكنوا من الإفلات من عقوبة محددة، فعقوبة التاريخ، وضمير الناس، تبقى هي الأقوى والأمضى. ومن الملفات المهمة التي ترخي بظلالها على الساحة اللبنانية، تداعيات التحضيرات لمؤتمر جنيف، وما يعول من خلاله على تسويات منتظرة، ستكون نتيجتها، ولو نجح البعض بتأخيرها، تغييرا ديمقراطيا حقيقيا في سوريا". وختم طعمة: "لا يمكن لأحد أيا كان، أن يحكم سوريا كما حكمها سابقا، ولا أن يستمر في مسلسل التوريث، ومصادرة السلطة إلى الأبد، وبالتالي من الطبيعي، ألا يستطيع هؤلاء، وفي أفضل ظروف لهم، أن يؤثروا على لبنان كما كانوا يفعلون سابقا، وبالتالي فإن فرصة نجاح تأليف الحكومة يمكن أن ترتفع أسهمها، إذا ما تعاطى الطرف الآخر بعقلانية، دون مكابرة في تضخيم قوته، أو إذا لم يفضل في اللحظة الأخيرة، قلب الطاولة في وجه الجميع، مراهنا على تغيير ما، يمكن أن يخدمه في المعادلة، أو على الفوضى والفراغ اللذين يؤمنان للسلاح إمكانية التفوق الآني على الآخرين".

 

النائب جمال الجراح: هدفنا حكومة تعنى بالشقين الامني والاقتصادي

وطنية - أوضح عضو "كتلة المستقبل" النائب جمال الجراح، أن الهدف من تشكيل الحكومة هو "ضمان أن يكون هناك انتاجية سياسية معينة، لا سيما على المستوى الامني والاقتصادي وتأمين انتخاب رئيس جديد للجمهورية في موعده الدستوري". ولفت في اتصال عبر محطة الـ"MTV"، الى أنه "تحت هذه العناوين يجري التشاور بشأن تشكيل حكومة بالصيغ المطروحة"، مؤكدا أن "فريق 14 آذار يرغب في أن يكون لهذه الحكومة انتاج سياسي معين على المستوى الامني والاستقرار والوضع الاقتصادي". وقال: "اذا كانت هذه الحكومة ستشكل في ظل استمرار تدخل "حزب الله" في الداخل السوري، وفتح الطريق عريضا للنار السورية للمجيء الى لبنان ولاستمرار ما حصل في الاسابيع الماضية، فتكون الغاية من تأليفها لم تتحقق ولن تعطي ثمارها"، مشددا على أن الهدف "تشكيل حكومة تعنى بالشأن الامني والاقتصادي وتواصل مناقشة الملفات السياسية لانجاح عملها، وإلا فإنه لا جدوى من تشكيلها، ونكون ندور في حلقة مفرغة". وختم مؤكدا "أن ليس هناك من معادلات جديدة، بل هناك اسئلة وجهت من فريق 14 آذار الى فريق 8 آذار حول مواضيع عديدة أصبحت منشورة في الاعلام، وما تريده 14 آذار من هذه الاسئلة أن يكون هناك نوع من الضمانة، هل هذه الحكومة ستؤدي الغاية التي شكلت من أجلها، تحديدا في الشقين الامني والاقتصادي؟ المطلوب أجوبة واضحة على هذه التساؤلات حتى يبنى على الشيء مقتضاه".

 

النائب عماد الحوت: لاقرار الجميع ان هذه الحكومة هي صاحبة السلطة على اي سلاح وعلى اي قرار بتجاوز حدود لبنان

وطنية - أقامت الجماعة الاسلامية إحتفالا، في قاعة مسجد الديماس في برجا، لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، حضره ممثل وزير المهجرين في حكومة تصريف الاعمال علاء الدين ترو الدكتور جميل حوحو، النائب عماد الحوت، ممثل منسق تيار "المستقبل" في محافظة جبل لبنان الجنوبي الدكتور عبد الكريم رمضان، رئيس مجلس محافظة الجماعة في جبل لبنان المهندس محمد قداح، المسؤول السياسي عمر سراج، فادي شبو ممثلا وكالة داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في اقليم الخروب، محمد كحول ممثلا الحزب الشيوعي اللبناني، عضو المكتب العام للجماعة الشيخ احمد عثمان، مسؤول الجماعة في برجا بلال الدقدوقي وفاعليات.

والقى الحوت كلمة تناول فيها سيرة وحياة ورسالة النبي محمد، وقال: "ان المسلم دائما يقتدي برسول الله شجاعة وقوة وتواضعا ورحمة وتوازنا في الشخصية، فهو ليس بمتكبر بل متواضع لله. لقد كان الرسول اثبت الناس على المبدأ لا يتلون ولا يغير، فهل نقتدي بعد ذلك بأحد غيره؟ او نتبع اماما سواه؟ فأين نحن من هذا النبي العظيم؟. من واجبنا ان نحتكم في جميع ما نسمع من دعوات وخطابات الى قواعد ومبادئ الاصلاح كما بينها رسول الله، فلا نقبل متاجرة بمصير الناس وأمنهم ومستقبلهم، ولا نقبل شحنا للغرائز واستعمال سفيه القول والخطاب، ولا نقبل اقصاء لاصحاب الكفاءات، فما كانت رسالة سيدنا محمد الا لتحدث تغيرا في الامة، فهل نحن نعمل لهذا التغير؟.

أضاف: "لقد عشنا منذ سنوات حلم ربيع عربي جاء ليعبر عن رغبة هذه الامة ان تنتفض وتزيل عن ظهرها من سخرهم الاستعمار والغرب من حكام الظلم والجود، حلمنا بعد هذا الربيع العربي ان نعود امة سيدة بين الامم، حلمنا ان يعود لهذه الامة دورها الحضاري والرائد، ولكننا اليوم نحيا في ايام صعبة، لأن الذي خاف من محمد وكاد له، اتباعهم اليوم يخافون من اتباع مدرسة محمد ويسعون للكيد لهم، هم ادركوا ان الامة قد وعت واستعادت وعيها وحريتها وشعورها بذاتها وارادتها، فخافوا لأن محمد حين انار الطريق لقوم فتحوا الدنيا بنور الإسلام وبقواعد القرآن وبمبادئ الاسلام، لذلك هناك من يريد ان يبطل التغير في امتنا ويمنع نهضتها من جديد، ولكن هيهات هيهات".

وتابع: "ما نمر به اليوم من صعوبات، في مصر وسوريا واليمن وتونس ولبنان وفي كل اماكن الامة ليس مؤشر احباط وتراجع، انما هو مرحلة مخاض ولادة نسعد بعدها بولادة الامة من جديد، نحن اتباع محمد نصبر على آلام المخاض والولادة، لأننا نعلم ان بعد هذا العسر سيأتي يسران، والله بشرنا بذلك". واكد "اننا نريد وطنا للتعايش الحقيقي لا ساحة لتصفية الحسابات او تبادل الرسائل. نريد وطنا نعيش فيه بحرية وعزة وكرامة لا وطن استعلاء وتهويل بالفتنة، نريد وطنا متضامنا مع شعوب الامة ونضالها لا متحالفا مع انظمة تقتل شعبها او صامتا عن هكذا تحالف". واشار الحوت الى "اننا نعيش في هذه الايام اجواء حوار وتواصل لتأليف الحكومة، نرحب بهذا الحوار والتواصل، فما كانت الجماعة يوما الا من دعاة الحوار والتواصل بين ابناء الوطن الواحد، ولكن تحاور وتواصل على اي اساس؟، فمن هنا من حقنا ان نتساءل هل انتهت مسرحية التكفيريين فجاء وقت التسويات؟ هل كان من الضروري استعمال خطاب التخوين والتهويل والاتهام بالشراكة مع التكفير ثم بعد ذلك الرضوخ لحاجة الجلوس مع من نتهمهم في حكومة واحدة؟ هل كان من الضروري ان تسيل الدماء في طرابلس وبيروت والضاحية، ليدرك البعض ان احدا لا يستطيع ان يلغي احدا في هذا البلد وان كل مكونات البلد هي ضرورة لاستمراره وحاجة لبعضها البعض؟ وهل سيجلس الجميع في حكومة لا يعترف احد اطرافها بها صاحبة للقرار السيادي، فيكمل مغامرته في سوريا قتلا لشعبها ودعما لنظامها ضاربا عرض الحائط موقف هذه الحكومة، فتصبح شريكة له في هذه المغامرة الآثمة؟ اسئلة برسم جميع الفرقاء، فأعتقد ان المواطن في لبنان له الحق ان يحصل على اجوبة، فاللبنانيون ليسوا مجرد جمهور لهذا الفريق او ذالك، فلسنا "إمعات"، فقد نهانا الرسول عن ذلك. ان البلاد لا يمكن ان تدار الا بحكومة بعيدة عن مبدأ توزيع الحصص بين الفرقاء، فنحن بحاجة الى وقفة شجاعة وصريحة لنتفق على دور هذه الحكومة، وليس على أعدادها، وصلاحية الحكومة وليس على توزيع حقائبها، وعلى قدرة هذه الحكومة على الزام جميع الفرقاء بقراراتها ومواقفها، واقرار الجميع ان هذه الحكومة هي صاحبة السلطة على اي سلاح وعلى اي قرار بتجاوز حدود لبنان، فعندها تصبح الارقام والحقائب امرا ثانويا، والا نكون نخدع شعبنا ونعطيه حقنة مخدر يستفيق بعد ذلك، وقد ازدادت الازمة وتعمقت وتكرس القرار الذاتي للفرقاء داخل الدولة ليتغلب على قرار الدولة ويصبح اكبر منها ولتصبح الحكومة مجرد اداة لتجميل صورة الذين لا يريدون لبنان ان يتحول الى دولة بمؤسسات ودستور وسيادة، اسئلة ننتظر اجابة عليها من كل الفرقاء المتحاورين في الايام المقبلة، ففي ذكرى مولد النبي محمد نؤكد التزامنا بما تعلمناه من هذا الرسول العظيم، من ثبات على المبدأ، ووحدة نسعى للحفاظ عليها وقيم نتمسك بها".

 

النائب حسن فضل الله : لحكومة تجمع القوى الأساسية ولا تستثني أحدا

وطنية - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أن "هناك فرصة جدية اليوم في البلد من أجل تشكيل حكومة سياسية جامعة تعيد لم الشمل في البلاد، وعلى الجميع اغتنامها وعدم تضييعها من خلال اغراقها في التفاصيل والشروط واستيلاد العقبات التي تؤدي إلى هدر مزيد من الوقت، الذي لا يستفيد منه إلا أولئك الذين يتربصون بالبلد ويحاولون زرع الفتنة فيه"، داعيا إلى "التعجيل في التلاقي الوطني والتفاهم، لأن القوى السياسة الأساسية الممثلة للبنانيين ليس أمامها خيار إلا الجلوس على طاولة واحدة، سواء طاولة مجلس الوزراء أو الحوار الوطني، لمناقشة كل القضايا والخلافات والانقسامات، وأمام هذه القوى أولوية أساسية هي مكافحة هذا التخريب الإرهابي الإنتحاري التكفيري الذي يستهدف البلد". كلام فضل الله جاء خلال احتفال تكريمي أقامه "حزب الله" في ذكرى أسبوع الشهيد عباس كرنيب الذي قضى في تفجير حارة حريك، في حسينية بلدة حداثا الجنوبية، في حضور رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب عبد المجيد صالح وعلماء دين وفاعليات وشخصيات وحشد من الأهالي. وقال فضل الله: "دعوتنا كانت وما زالت إلى تشكيل حكومة سياسية جامعة تمثل الشراكة الوطنية بين مكونات اللبنانيين جميعا، وهذا من موقع الحرص على البلد واستقراره وأمنه، ومن أجل لم الشمل وتفويت الفرصة على أولئك المتربصين ببلدنا الذين يسعون إلى بث الفتنة وإحداث انقسام بين اللبنانيين". أضاف: "من يراجع الخطاب السياسي والإعلامي لفريقنا بشكل عام، ولحزب الله بشكل خاص، يرى أنه كان يركز على هذه المفردة والتي هي حكومة سياسية جامعة تجمع القوى الأساسية في البلد ولا تستثني أحدا، وكانت نصيحتنا الدائمة أيضا أن حكومة الأمر الواقع هي مخالفة للدستور ومناقضة لميثاق العيش المشترك وتؤدي إلى منزلقات خطيرة في البلد، وهي مغامرة من نتاجها تعطيل الاستحقاقات ومنها إنجاز الاستحقاق الرئاسي. إننا دائما نلاقي المناخ الإيجابي بإيجابية، ولقد رأيتم بمجرد إشاعة مناخ عن إمكانية التوصل إلى تشكيل حكومة جامعة تتلاقى فيها الأطراف الأساسية كيف ساد الإرتياح في البلد، لأن هذه الحكومة تعيد ضخ الحياة في مؤسسات الدولة، ورسم المسارات السياسية وفق أولويات وطنية، وتؤدي إلى تنفيس الاحتقان والتلاقي بين اللبنانيين، خصوصا أن الناس ترغب في هذا النوع من التلاقي ولا تريد لا الفتنة ولا الانقسامات ولا الخلافات ولا الشرذمة وما شاكل. ونحن لا نزال على هذا الموقف وعلى هذا الخطاب الإيجابي الذي يلاقي أي يد ممدودة بيد ممدودة مماثلة على أسس وثوابت ومسلمات وطنية للابقاء على بلدنا قويا ومنيعا من خلال تكامل عناصر القوة، وهي عناصر ثابتة من خلال تكامل الجيش مع المقاومة وتلاحمهما مع الشعب لمواجهة الأخطار والتهديدات وفي مقدمتها وطليعتها التهديدات الإسرائيلية التي تستهدف هذا البلد وهذا الوطن المعرض دائما لهذا النوع من الخطر الاسرائيلي، وسكان هذه القرى من أكثر الناس معرفة وإدراكا لهذا الخطر الصهيوني". وتابع: "الجميع معنيون أمام التحدي الأمني أن يؤجلوا القضايا الخلافية الأخرى، لأن أمن الناس واستقرار البلد ووحدته أولوية الأولويات، ولا تزال دعوتنا هي ضرورة ملاقاة المساعي الإيجابية من قبل الآخرين، كي نتمكن من الخروج من هذه الأزمة الأحادية، وحكومة الوفاق والتفاهم السياسية الجامعة هي من العوامل التي تؤدي إلى تخفيف بؤر التوتر وإلى وقف تلك المحاولات التي تريد ضرب الاستقرار والوحدة في البلد". وختم فضل الله: "لا يمكن للتفجيرات أن تؤثر على المعادلة السياسية في لبنان ولا في المنطقة، وهي فعل العاجز وعمل الخاسر الذي لم يعد لديه شيء يستطيع أن يحققه، فيلجأ إلى التخريب بهذا المستوى. ان العوامل التي تخفف على الأقل من هذا النوع من الاستهداف هي اعتماد الخطاب الهادئ العقلاني والعمل على لم شمل البلد، ما يساعد في تخفيف الإحتقان والتوتر ويسهم في إعادة اللحمة بين اللبنانيين جميعا، ولذلك نحن نعتمد من خلال إعلامنا ومن خلال خطابنا السياسي هذه اللغة الهادئة والبعيدة عن التحريض، لأن التحريض هو من العوامل الدافعة والمشجعة لهذا المستوى من الاستهداف الأمني للناس".

 

الشيخ نبيل قاووق: نتعاطى بإيجابية لتسهيل تشكيل الحكومة ونطالب 14 آذار برفع الغطاء عن أي تكفيري وأي مسلح سوري داخل لبنان

وطنية - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق "أن الخطر التكفيري المتزايد الذي يهدد كل الوطن يفرض على الجميع اتخاذ موقف وطني لإنقاذ لبنان من مسار الفتنة، وهذا يكون من خلال تشكيل حكومة وطنية جامعة لكل الأفرقاء، ومانعة لأي استئثار وغبن واستهداف لأي أحد، كما تحصن الإستقرار وتقطع الطريق على الفتنة، وتتبنى الإستراتيجية الوطنية الجامعة لمواجهة الإرهاب التكفيري والتهديدات الإسرائيلية وتقوي الموقف الوطني تجاههما". واكد في خلال الإحتفال التكريمي الذي أقامه الحزب لمناسبة الذكرى السنوية لإستشهاد العلامة المجاهد السيد عبد اللطيف الأمين في حسينية بلدة الصوانة الجنوبية، في حضور رئيس لقاء علماء صور الشيخ علي ياسين، الى جانب عدد من علماء الدين والفعاليات والشخصيات، وعدد من الأهالي، "أننا نتعاطى بإيجابية لتسهيل تشكيل الحكومة من موقع الحرص على الإستقرار وعلى بقية الوحدة الوطنية أو ما تبقى منها، وهذا ليس لأننا في موقع أن المعادلة ليست في صالحنا، بل لأن هذه المرحلة لا تحتمل لا التسويف ولا التأخير، وإنما تقتضي الإسراع بتشكيل الحكومة الوطنية الجامعة، وعلى شركائنا في الوطن أن يدركوا أن حساسية وخطورة المرحلة لا تحتمل المناورات ولا المزايدات فضلا عن الإستفزازات"، مطالبا ب "رفع العوائق من أمام مسار تشكيل الحكومة الوطنية الجامعة، وأن يتعظ من كان يريد أن يستثمر الفراغ الذي كان نافذا لتسلل الإرهاب التكفيري بعد كل هذه الأشهر من الإنتظار، وإلى الإسراع في إقفال كل النوافذ التي تتيح للفتنة أن تتسلل إلى لبنان".

ولفت إلى "أن الواجب الوطني يفرض علينا أن نطالب فريق 14 آذار بموقف وطني واضح يقضي برفع الغطاء عن أي تكفيري وعن أي مسلح سوري داخل الأراضي اللبنانية، وبإقفال جميع الأبواب أمامهم وأمام الإرهاب التكفيري الذي يهدد كل الوطن، فلم يعد سرا وجود الآلاف من المسلحين السوريين داخل الأراضي اللبنانية، وإن إقفال الأبواب أمامهم ليس مكسبا لحزب الله أو لحركة أمل، إنما هو مكسب لكل الوطن"، معتبرا أنه "لا يمكن لهؤلاء أن يتواجدوا في لبنان وأن يتخذوا منه مقرا وممرا للإعتداء على سوريا لولا وجود الغطاء لهم". وأكد قاووق "أن المعادلات في لبنان والمنطقة تجعل من المقاومة في أحلى أيامها، ونحن واثقون ومطمئنون لحاضرها ومستقبلها، فمعادلات المقاومة قوية وراسخة كالجبال الراسخة، وهي التي لم تهزها ضروات الحروب، فكيف تهزها ضراوة الضجيج والصريخ، وهي أكبر من أن يعزلها أحد وأقوى من أن ينال من إرادتها أو من كرامتها أحد في هذا العالم".

 

وزير الزراعة حسين الحاج حسن : فكرة حكومة الأمر الواقع طويت

وطنية - رأى وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور حسين الحاج حسن ان "الفكر التكفيري وثقافة القتل خطران يتهددان كل الامة، وواجب على كل الامة ان تتصدى لهذا الفكر بشتى الوسائل واولها الثقافة والفقه والمواجهة الميدانية لهذا الخط وهذا النهج". وانتقد خلال احتفال تأبيني في حسينية يونين "شركاء الوطن من قوى 14 اذار الذين لم يسمعوا بغارات اسرائيلية تخرق السيادة والاستقلال ولم يصدر عنهم أي بيان إدانة". وقال: "ان الخطر الصهيوني خطر داهم ومواجهته ترتكز على عناصر القوة المتمثلة بالجيش والشعب والمقاومة وكذلك الخطر التكفيري الذي يعيث فسادا في المنطقة". وتطرق الى "تحديات اقتصادية واجتماعية ومالية ما لم يحصل تفاهم سياسي يؤدي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة لكل اللبنانيين، وهناك ايجابيات في تشكيلها لان حكومة الأمر الواقع تشكل تهديدا وخطرا لكل اللبنانيين، وهذه الفكرة طويت وصولا لاستحقاقات رئاسة الجمهورية وانتخابات نيابية بعد عام بما يؤمن وصول اللبنانيين الى حلول اقتصادية واجتماعية وامنية وسياسية تحفظ الوطن". وأسف "لأخبار الاستيطان والتهويد ومصادرة الأراضي وقد أصبحت بدون معنى أو أي اهتمام بالاعلام بعدما تصدرت أخبار القتل والتكفير".

 

الشيخ محمد يزبك: بلدنا في قلب العاصفة وعلينا التفاهم من أجل الاستحقاق الرئاسي لتلافي الفراغ

وطنية - أحيت بلدية بعلبك ذكرى المولد النبوي، في احتفال أقيم في قاعة تموز ببعلبك، حضره النائبان كامل الرفاعي ومروان فارس، رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" الشيخ محمد يزبك، مسؤول جمعية المشاريع الاسلاميةالشيخ اسامة السيد، رئيس بلدية بعلبك حمد حسن، راعي أبرشية بعلبك للروم الكاثوليك المطران الياس رحال، الأب الياس مارون غاريوس، مخاتير وفاعليات سياسية واجتماعية.

وألقى يزبك كلمة رد فيها على من انتقدوا الثلاثية بان لا بيان وزاريا بدون ثلاثية شيطانية، فقال: "هذه الثلاثية جيش وشعب ومقاومة نسألهم عن ثلاثيتهم، او ثنائيتهم وأحاديتهم من أجل حماية الوطن، فهذه الثلاثية قد حررت لبنان وهزمت اسرائيل، ولمن قالوا اذا أردتم بقاء السلاح فسلحونا، لهؤلاء نقول أهلا وسهلا نسلحكم من أجل فلسطين وليس من أجل الزواريب أو من أجل أمن اسرائيل التي انتهكت بالأمس أجواءنا، فيما بالامس كانت مناورة في الجولان تحاكي حربا على لبنان، وما الذي أعده اللبنانيون من أجل هذه المعركة". أضاف: "لم نسع الى سلطة في يوم من الايام من أجل هدف، وإنما الهدف هو التكليف الى الله ومن خلال تدوير الزوايا، وللبنانيين نقول ان بلدنا في قلب العاصفة ولا يحمى هذا البلد الا من أهله وعلينا ان نتفاهم من أجل الاستحقاق الرئاسي لتلافي الفراغ ومن أجل بقاء لبنان قويا بأهله وشعبه ومقاومته".

السيد

وكانت كلمة للشيخ اسامة السيد دعا فيها اللبنانيين الى ان "يتخذوا العبرة من الحرب اللبنانية، هذه الحرب الضروس التي سقط فيها الآلاف من القتلى والجرحى ولم تتغير خريطة الشعب ولم ينتصر فريق على آخر"، سائلا "اليوم الى أين نحن سائرون والعدو يتربص بنا وعلينا ان نعمل من أجل الا يأتي يوم لا ينفعنا فيه ندم".

حسن

وألقى حمد حسن كلمة المجلس البلدي ومدينة بعلبك فأكد "الالتزام بالإنماء والعمل على إصلاح ما أفسده الدهر من إهمال وما خلفه من حرمان وظلم وجور على بعلبك التي كانت وستبقى عاصمة ومدينة العيش المشترك والسلم الاهلي والمقاومة".

 

قاسم هاشم: مصلحة الوطن اليوم الابتعاد عن المكاسب السياسية

وطنية - أكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب الدكتور قاسم هاشم "أن المناخ الإيجابي ما زال سائدا حتى الساعة، رغم بعض المواقف المشككة ولأسباب تتعلق بعلاقات أصحابها لحلفائها"، مؤكدا "أن الاتصالات مستمرة وستستكمل في الساعات المقبلة لتذليل بعض العقبات من أجل الوصول الى تفاهم نهائي حول الحكومة العتيدة". وأمل في تصريح له بعد جولة في منطقة حاصبيا والعرقوب، "ألا يتذاكى البعض في طروحاته ورفع سقف مطالبه لأسباب وخلفيات نحن بغنى عنها في مثل هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان والمنطقة، لأن مصلحة الوطن اليوم هي في التعالي والابتعاد عن المكاسب السياسية والفئوية لزيادة الشعبوية الحزبية، بل المصلحة هي في السعي الحثيث لتأمين شبكة أمان وطني، والعبور لذلك لا يكون إلا من خلال حكومة جامعة سياسية تشكل مدخلا لحوار وطني بناء وجدي يتناول كل القضايا الشائكة ومقاربتها بروحية المسؤولية الوطنية، بما يخفف حدة الاحتقان ويضيق من مساحات التوتر، بما يفتح باب الاستحقاق الرئاسي بكثير من الايجابية، وذلك لإعادة بناء جسور الثقة بين اللبنانيين ومؤسساتهم لبعث الأمل من جديد لدى اللبنانيين الذين يعيشون القلق على كل مستوياته الأمنية والاقتصادية والاجتماعية".

 

الوزير محمد فنيش: الشراكة في الظروف الحالية أكثر من ضرورة

وطنية - طالب وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش "بتشكيل حكومة وطنية على قاعدة الشراكة والتعامل مع المؤشرات والمبادرات بإيجابية للوصول الى تشكيل هذه الحكومة من أجل التمهيد لإجراء استحقاق الانتخابات الرئاسية في موعدها"، وقال: "تعاملنا منذ البداية بإيجابية مع هذه المؤشرات والمبادرات التي طرحت من البعض الحرصين على أمن لبنان، لأن الموضوع ليس صيغ 9-9-6 أو 8-8-8، بل إنما هو كيف يمكننا أن نكون شركاء أساسيين في إدارة شأن لبنان، وكيف يمكننا أن نتعاون مع بعضنا البعض في إطار نظامنا السياسي ونحترم ميثاقنا وقواعد العيش المشترك؟" ودعا خلال احتفال تأبيني أقامه "حزب الله" في بلدة معروب الى "الشراكة السياسية في ادارة البلد، لأن هذا بلد لا يحكم بفئة ولا بالغلبة ولا بالقهر، ولبنان حتى اشعار آخر نظامه السياسي وتركيبة مجتمعه والمعادلات السياسية المحيطة به لا تسمح لفريق وحده أن يمتلك القرار السياسي فيه"، مشيرا إلى أن "الفريق الآخر عطل الحكومة الماضية ولم يسمح لها بأن تعمل، وعطل تشكيل الحكومة لمدة 9 أشهر لاسباب عديدة، تارة بعدم القبول بالجلوس معنا على طاولة واحدة وتارة أخرى بالتذرع بحكومة حياديين، وهذا منطق من لا يريد مصلحة الوطن، ومن لا يعرف ماذا يحصل وماذا يهدد الوطن من مخاطر". وقال: "لبنان بالأحوال العادية لا يحكم إلا بالشراكة، أما بالظروف الحالية والتحديات والمخاطر فتصبح الشراكة أكثر من ضرورة حتى يكون هناك امكانية لمعالجة المشاكل، وأي كلام عن حكومة حيادية لا تمثل القوى السياسية التمثيلية للطوائف والمذاهب والمناطق هو نقيض ميثاقنا الوطني وعيشنا المشترك، فالحكومات تشكل من أجل أن تنال الثقة من خلال المشاروات التي يجريها الرئيس المكلف بعد تكلفيه مع الكتل النيابية للوقوف على آرائها ومن أجل أن يصل الى تشكيلة حكومية يستطيع معها أن يحصل على ثقة المجلس النيابي". وختم فنيش: "إذا كان واضحا منذ البداية أن هناك مشروع حكومة لا يمكنها أن تحصل على ثقة أو أكثرية المجلس وليست مؤتلفة مع ميثاقنا الوطني ومناقضة للعيش المشترك فإن هذا المشروع هو تهديد لاستقرار البلد وإدخاله في مزيد من الأزمات والنزاعات، ونحن على أبواب استحقاق رئاسي لا يمكن مقاربته بمثل هذه التشكيلة التي ستسبب فيما لو جرت المزيد من الانقسام وستترك آثارا سلبية بالتأكيد على استحقاق رئاسة الجمهورية".

 

رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير بعد اعلان فوز لائحته في انتخابات غرفة بيروت: طموحنا السير على درب العالمية ليعود لبنان المركز الاقتصادي للمنطقة

وطنية - أعلن رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير فوز اللائحة التي يرأسها لانتخابات مجلس ادارة غرفة بيروت وجبل لبنان، بعد يوم انتخابي بدأ عند التاسعة من صباح اليوم واستمر حتى الخامسة من بعد الظهر في مجمع البيال، بمشاركة وزيري الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال نقولا نحاس والصناعة فريج صابونجيان، رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار، وعدد كبير من رؤساء واعضاء الهيئات الاقتصادية ورجال الاعمال والمنتسبين الى الغرفة. وضمت اللائحة كلا من: محمد شقير، غابي تامر، وسام العريس، سركيس بوداقيان، محمد لمع، نبيل فهد، محمود مطر، شكيب شهاب، ربيع نعمة الله افرام، سوسن الوزان، هادي نحاس، أحمد حطيط، جومانا شلالا، خليل داغر، اسماعيل علي اسماعيل وهشام عيتاني. وبعد انتهاء الانتخابات واعلان وزارة الاقتصاد والتجارة ممثلة بالمدير العام للوزارة فؤاد فليفل فوز لائحة شقير، القى شقير كلمة قال فيها: "اعلن امامكم فوز لائحتنا بكامل اعضائها، هذا الفوز اهديه الى كل الهيئات الاقتصادية والى كل رجال الاعمال بمختلف فئاتهم وقطاعاتهم، والى كل من آمن ويؤمن بلبنان قوي ومزدهر وفاعل في محيطه العربي وفي العالم". وأكد ان "هذا الايمان لم نتخل عنه في احلك الظروف، وهو كان دافعنا الوحيد للسير قدما وفعل المستحيل مهما بلغت التحديات للحفاظ على قوة القطاع الخاص الذي كان ويبقى المحرك الوحيد للنمو والحاضن الاساسي لليد العاملة اللبنانية". واعتبر شقير ان "فوزنا هو رسالة واضحة بان الجسم الاقتصادي موحد، وان الهيئات الاقتصادية موحدة، وفي وحدتنا قوة لتأدية رسالتنا بالتطوير والتنمية والانتاجية والتنافسية والابداع والدفاع عن الاقتصاد الوطني بقطاعيه العام والخاص" مشددا على انه "منذ هذه اللحظة بدأنا يوما جديدا، عنوانه شبك الايادي لانقاذ اقتصادنا الوطني والعودة الى طريق النمو والنهوض، والكل مطالب بلا استثناء بأن يشارك في هذه الورشة، لان الجميع مهدد وكيان البلد مهدد". وقال: "باسمي وباسم اعضاء اللائحة، اعاهدكم بان غرفة بيروت وجبل لبنان التي هي بكل فخر بيت الاقتصاد اللبناني، ستكون أكثر من اي وقت مضى القلب الحاضن لكل رجال الاعمال والمحرك الفعال لكل القضايا الاقتصادية ولكل المشاريع التي تخدم اقتصادنا الوطني ومؤسساته". واردف: "نعاهدكم باننا لن نتراجع قيد انملة عن كل ما قمنا به وبدأناه، لا سيما مشاريعنا التطويرية، فطموحنا السير على درب العالمية والارتقاء باقتصادنا ومؤسساتنا ليعود لبنان بالفعل كما كان المركز الاقتصادي للمنطقة وقلبها النابض". وشدد على ان "مطلبنا وتمنياتنا ان تبصر الحكومة العتيدة النور قريبا، فالوطن مهدد، والمشاكل كثيرة ومتشعبة، والاقتصاد الوطني بكل مؤسساته بات يئن تحت اعباء لا قدرة له على تحملها". وتابع: "لا اخفيكم القول، انه من دون ولادة الحكومة فاننا سنكون مقبلين على ما هو اسوأ لا سمح الله، لذلك أدعو الجميع الى تحمل مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية". وختم شقير: "اسمحوا لي ان اشيد بكل مجالس الادارة الذين سبقونا ونتعهد بان نبني على إنجازاتهم حتى تبقى غرفة بيروت وجبل لبنان رافعة الاقتصاد الوطني وخط الدفاع الاول عن مصالح القطاع الخاص. ويطيب لي هنا ان اشكر كل الهيئات الاقتصادية والجمعيات والنقابات ورجال الاعمال الذين اعلنوا تأييدهم ومساندتهم لنا، كما أخص بالشكر ايضا الزملاء الأكفياء الذين افسحوا لنا المجال لخدمة الاقتصاد وتركيز الجهود من اجل استعادة عافية الاقتصاد"، معلنا "ليكن شعارنا الأفعال وليس الأقوال".

 

حركة قرار بعلبك: نحذر من نتائج وخيمة لعدم احترام الاستحقاقات

وطنية - رأت "حركة قرار بعلبك"، في بيان أصدرته بعد اجتماعها الدوري في مركزها في بعلبك، أن "اللعبة السياسية القائمة حاليا في منطقة الشرق الاوسط حول النزاع السوري وتداعياته انما هي لعبة يقوم بها الكبار على الساحة الدولية، فهل يتساءل الأفرقاء اللبنانيون عن موقعهم في هذه اللعبة وكيف أن الحل السياسي الذي سيأتي عاجلا ام آجلا سوف يكون على حساب لبنان من جراء تصرفاتهم"؟ ودعت الى الإسراع في تشكيل حكومة "تأخذ بالاعتبار مصالح اللبنانيين وأمنهم"، محذرة من "النتائج السيئة والوخيمة لعدم احترام الاستحقاقات، وخاصة الاستحقاق الرئاسي". ونبهت من "تفاقم الوضع المعيشي لأهالي منطقة بعلبك الهرمل، وتأثير الأزمة السورية على هذا الوضع من الناحية الأمنية، والخطر الذي يشكله تلاصق منطقة بعلبك الهرمل مع مناطق الاشتباكات في سوريا". وجددت استنكارها "حوادث الخطف التي تؤثر بشكل أساسي على استقرار منطقة بعلبك الهرمل"، داعية السلطات الأمنية الى "ان تقوم بدورها لاعتقال المرتكبين وإيقاف هذا المسلسل حيث أن الفاعلين معروفون بمجملهم". كما دانت "الاحداث والخطابات التي تصب في خانة إذكاء الفتنة السنية الشيعية، علما ان هذه الفتنة ما زلنا نسمع عن التخطيط لها من قبل اعداء الامة العربية منذ سنوات، ونستغرب كيف أن الافرقاء السياسيين اللبنانيين، رغم معرفتهم بهذا المخطط يسيرون نحوه بخطوات ثابتة".

 

ماجد الماجد دُفِن في السعودية

الجديد/شيعت المملكة العربية السعودية جثمان زعيم كتائب عبدالله عزّام ماجد الماجد يوم أمس السبت، حيث ووري في الثرى في العاصمة السعودية الرياض بين صلاة المغرب والعشاء. وقد شارك عدد كبير من الأشخاص في دفنه وفق ما تُظهر الصور المرفقة. وذكرت بعض المعلومات أن من بين المشاركين في تشييعه أقارب زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن نظراً لوجود صلة قرابة بين عائلتي الماجد وبن لادن. وبحسب المعلومات الواردة من السعودية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تعهدت عشيرة الماجد بالثأر لمقتل ابنهم لاسيما أن تسريبات وصلت إليهم تتحدث عن مؤامرة حصلت قُتل بموجبها الماجد بعد أن كان يتماثل للشفاء. وكانت السلطات اللبنانية ممثلة بمدعي عام التمييز بالإنابة القاضي سامي حمود كانت قد أمرت بتسليم جثة الماجد إلى السفارة السعودية بناء على طلب ذويه بعد أن أُنجزت الإجراءات اللازمة.

 

علي حسن خليل: نقترب من الوصول إلى حكومة جامعة

الجديد/أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل أننا  نقترب من الوصول إلى حكومة جامعة، مؤكداً عند لقاء سيجمع رئيس مجلس النواب نبيه بري برئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة.

وقال خليل في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "الأسبوع في ساعة" على قناة "الجديد" اننا "لا نتكلم عن تفصيل بل عن مسار حول إتجاه عام بالسير بحكومة جامعة بعد أن كثر الحديث عن حكومة لا تشكل نقطة إلتقاء بين القوى السياسية والحديث عن أصحاب القرار تتكلم عن ضرورة الوصول إلى

 

مداخلة وزير الصحة علي حسن خليل

الجديد/تفاهم تجمع الجميع من أجل مواجهة المشكلات وتداعيات الأزمة بالمنطقة"، موضحاً أن "ذلك يتم من خلال تعزيز المشاورات من خلال حركة إتصالات داخل القوى الحليفة وغير الحليفة وهذا الأمر عزز من الإقتراب للوصول إلى مثل هذه الحكومة". وأكد خليل أن "رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط يلعب دوراً محورياً في الإتصالات والتحركات التي بدأت من عنده، مشيراً إلى أن "لقاء اليوم مع بري كان من أجل التأكيد على بعض محطات التفاهم حول شكل الحكومة وضرورة مشاركة الجميع والأمور المطروحة للنقاش". وكشف خليل أن "السنيورة طلب موعد من بري وسيتم اللقاء في خلال 24 ساعة"، لافتاً إلى أن هذه اللقاء هو "فرصة ويساعد على الإسراع في انجاز وتأليف الحكومة". وقال "نحن لسنا أمام أسئلة تحتاج إلى إجابات وليس هناك شروط وهناك نقاش مفتوح حول ما يتعلق بتأليف الحكومة والأمر يحتاج إلى نقاش وتكريس الإتفاق، والمهم أن تتبلور الأفكار للدخول في النقاش التفصيلي حول توزيعه الحقائب". وشدد خليل على أن "الرئيس سعد الحريري جدّي بتبني خيار الحكومة الجامعة ويساهم مساهمة جدية للوصل اليها"، مضيفاً "نشجع على التواصل بين الجميع بالإشارة إلى المعلومات التي تحدثت عن لقاء مرتقب بين رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون والحريري". وتابع "عون يمثل وجهة نظرنا بموضوع الحكومة ونحن في الخط عينه والتوجه ولم يحصل نقاش تفصيلي بموضوع تأليف الحكومة معه بعد، واللقاء ان حصل سيساهم في الحفاظ على الاستقرار السياسي والامني". أكد أنه "لم يعد هناك مبرراً للتأخير في تأليف الحكومة وعلينا الإستفادة من الوقت"، داعياً "الجميع الى تجاوز الإشكالات والإنخراط في عملية تأليف الحكومة".

 

فضل شاكر ينفي توقيفه من قبل الجيش

نفى الفنان التائب فضل شاكر الأخبار المتناقلة عن توقيفه من قبل الجيش اللبناني. وكتب شاكر عللى صفحته عبر موقع "تويتر": "بنسبة 99% من الأخبار المنتشرة إشاعة، للأسف إعلام ينقل ولا يتحرى الصدق

 

مكتب عون: لا شيء اسمه مصادر الرابية و ما نريده نقوله مباشرة

رد المكتب الاعلامي لرئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون على ما نُقل عن "مصادر" و "أوساط" الرابية من توقعات وإخبار حول زيارة عون إلى روما. وأكد المكتب الإعلامي لعون في بيان، إن "ليس هناك من "أوساط" أو "مصادر" للرابية، لا "مقرّبة" ولا "بعيدة"، وما يريد أن يعلنه يقوله في بيان رسمي يصدر عنه، وليس عبر تسريبات غير صحيحة وملفّقة في معظمها". وأضاف "نحن إذ نحترم سعي وسائل الاعلام وراء الخبر والمعلومة، فإننا نتمنّى عليها توخي الدقّة وعدم التلطي وراء "المصادر" لإضفاء بعض المصداقية على خبرها، ولتمرير الشائعات"

 

امين الجميل مستقبلا وفد نقابتي محامي بيروت وطرابلس:المسار القضائي في لاهاي سيعزز الاستقرار بعد صدور الحكم

وطنية - زار وفد من نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس برئاسة النقيبين جورج جريج وميشال خوري، الرئيس أمين الجميل الذي أفاد مكتبه الإعلامي انه "تخلل اللقاء عرض مسهب للمحاكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه والتي ستبدأ أعمالها يوم الخميس المقبل.

جريج

وشدد جريج على ان "نقابة المحامين في بيروت لا يمكن الا ان تقف الى جانب العدالة والحق والحريات العامة وحقوق الانسان". وقال "لبنان ليس دولة مارقة، بل دولة تحترم قرارات الشرعية الدولية، والمحكمة الخاصة بلبنان تدخل ضمن منظومة الشرعية الدولية". واشار الى ان "نقابة المحامين ستواكب المحاكمة استنادا الى المبادئ الاساسية وهي، مبدأ براءة المتهم حتى ادانته، مبدأ وجاهية المحاكمة وشفافيتها، مبدأ الاثبات الذي لا يرقى اليه الشك، ومبدأ نسبية الاحكام بمعنى ان المحاكمة تحاكم أشخاصا ولا تحاكم حالة أو طائفة أو منطقة". وأكد ان "نقابة المحامين ليست طرفا بمواجهة طرف آخر، بل هي طرف أساسي الى جانب الحق والعدالة، وشريك كامل الى جانب حق الادعاء في الوصول الى الحقيقة، والى جانب الدفاع في حقه المقدس بمحاكمة عادلة وشفافة" داعيا الى "اخراج المحكمة من السياسة واخراج السياسة من المحكمة"، وقال: "اذا كانت المحاكمة في لاهاي، فالحكمة يجب أن تكون في لبنان".

خوري

وتحدث خوري الذي أكد أيضا "وقوف النقابة الى جانب العدالة الشفافة والواضحة"، وقال: "ثقتنا كبيرة في اجراءات المحاكمة بعيدا من التسييس"، معربا عن قناعته ب"محاكمة شفافة وعادلة ترفع كابوس الظلم وتوقف آلة القتل"، داعيا الى "توسيع عمل المحكمة الخاصة بلبنان لتشمل الجرائم ذات الصلة الحاصلة بعد العام 2005 تاريخ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

بشراوي

كما كانت كلمة لعضو مجلس نقابة المحامين في بيروت سميح بشراوي الذي أكد صلاحية المحكمة الخاصة بلبنان في تعديل نظامها، مشيرا الى "تلازم الجرائم التي طالت شخصيات وقيادات ينتمون الى جهة سياسية واحدة وفي مقدمها اغتيال الوزير الشهيد بيار الجميل".

عياش

ووضع المحامي وهيب عياش المجتمعين في الدراسات التي أعدها حول "التلازم بين الجرائم التي حصلت بعد جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري بما يسمح بطلب ضمها لتدخل ضمن اختصاص المحكمة الخاصة بلبنان".

الجميل

وفي ختام اللقاء تحدث الرئيس الجميل معتبرا ان "العدالة هي المدخل الطبيعي الى الاستقرار والسلام والوحدة الوطنية والشراكة"، مشيرا الى ان "المسار القضائي في لاهاي سيفضي الى تعزيز الاستقرار بعد صدور الحكم".

وقال: "نعول على المحكمة الدولية طالما لسوء الحظ لم نستطع تحقيق العدالة لدى القضاء اللبناني للظروف المعروفة"، آملا ان "تنسحب المحاكمة بعد لفظ الحكم وفصل المتهم عن بيئته، ايجابا على الوحدة الوطنية والمؤسسات الدستورية بدءا من الحكومة ومجلس النواب والاستحقاق الرئاسي الذي يجب ان يتم في موعده الدستوري، وكذلك استعادة دور المجلس الدستوري وسائر المؤسسات ذات الصلة".

 

باسيل أولم على شرف رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك

تكفيريو السياسة يريدون إقتلاعنا من الوطن ضاهر: بقاؤنا بهذه الارض دعوة امتياز لنا لاننا الاساس ببناء هذه البلاد المشرقية

وطنية - أولم وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل على شرف رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك إدوار ضاهر، وذلك بعد قداس ترأسه ضاهر في كنيسة سيدة البحر في البترون وحضره باسيل وفاعليات الطائفة. وخلال الغداء كانت كلمة تقديم للمحامي نجم خطار، تحدث بعدها ضاهر قائلا: "نتطلع اليكم يا معالي الوزير جبران باسيل ونحن في استضافتكم في البترون، فنرى فيكم العطاء اللامحدود في كل مجالات هذا الوطن ارضا وانسانا، نرى فيكم القطرة النقية الصافية في ينبوع من ينابيع لبنان، والبريق في كل نجمة من نجومه، قوة دافقة، لا يهدأ لكم بال، حيوية وتمردا وسموا".

أضاف: "إنكم يا معالي الوزير، في اعمالكم سائرا كالحسم، حاد الذكاء، امينا كالذاكرة، مضطربا كقلب العذراء، طامحا في سبيل غد واعد لكل اللبنانيين، اراك دائما ظمآنا واجمل ما فيك هذا الظمأ الدائم فلا ترتوي من عمل لتنطلق الى آخر، وهكذا لن تسقط ابدا من عياء وانك دوما تقول الحق وتفتش عن الحقيقة وهذا ما نحن بأمس الحاجة إليه في هذا الوطن. نحاول واياك يا معالي الوزير، ان يبقى هذا الوطن عنوانا لكرامتنا، الا اننا وللاسف عناويننا في الخارج وقرارنا هناك، ونحن على ارض الوطن اسماء بلا عناوين فعلينا نقاش كيف نلتقي ونعزز قرار الوطن ونسهل التواصل بيننا".

وتابع: "اننا، ايها الاحبة نحتاج في هذه الايام، الى الجرأة والشجاعة والتواضع والمسامحة والصفح، لنخطو في خطوة بناءة عملية، تعمل على تحقيق اللحمة والوحدة بين اللبنانيين وجميع المسيحيين وان نكون مستعدين لدفع الثمن، مهما كان غاليا، لتحقيق امنية الرب يسوع المسيح في وحدة كنيسته، جسده السري. وأدعوكم الآن الى مشاركتي في الصلاة والدعاء من اجل ان تبقى قلوبنا وأيدينا واحدة وموحدة كي نبقى نحن ويبقى لنا لبناننا الحبيب، مرددين مع شاعرنا الكبير سعيد عقل، اطال الله بعمره: "سوف تبقى يشاء ام لايشاء الغير فاصمد لبنان ما بك وهن، سوف نبقى، لا بد في الارض من حق وما من حق ولم نبق نحن".

وقال: "بكل الحزن والالم، وبعد هذا الذي نراه ونسمعه من اعمال همجية وحشية وقتل وذبح واغتصاب وتدمير وتهجير المسيحيين من ارضهم وتدمير كنائسهم وبيوتهم، ويقوم بكل ذلك بعض عصابات التكفيريين المسلمين، من داعش والنصرة وغيرهما، بعد كل ذلك، بت اشعر بمخاوف كثيرة تجاه مستقبل الوجود المسيحي في الشرق الاوسط وافراغ هذه المنطقة من المسيحيين سكانها الاصليين. اجل، ايها الاحبة، مستقبل وجودنا، نحن المسيحيين في ارضنا ووطننا، يبدو لي وبكل المرارة صعبا ومؤلما ولكن ومع كل هذا الذي يجري، جوابنا يجب ان لا يكون الهجرة او الرحيل او القوقعة والانغلاق، بل ان نبقى هنا، متمسكين بارضنا ورزقنا ونموت هنا حيث عاش ومات ابناؤنا واجدادنا واجداد اجدادنا".

وختم ضاهر: "بقاؤنا هنا في هذه الارض المباركة، انما هو دعوة الهية وبركة ونعمة وامتياز لنا، لاننا نحن الاساس في بناء هذه البلاد المشرقية، والجزء المؤسس في نسيجها البشري والاجتماعي والحضاري والثقافي. ايها الاحبة واضح جدا الالحاح البابوي وجميع رؤسائنا الاعلين، على التمسك بالارض والبقاء حيث نحن، رغم كل انواع العنف والذبح والاضطهادات وسفك دماء الأبرياء".

ثم ألقى باسيل كلمة قال فيها: "ان هذا اللقاء يعبر تعبيرا جديدا عن وحدتنا وعن أهدافنا المشتركة، وقد شاركنا سويا في القداس في سيدة البحر، وهي كنيسة للروم الارثوذكس ويقدس فيها ايضا موارنة البترون ويعتبرونها كنيستهم، وسيدة البحر هي شفيعتنا، والناس تجتمع وتتوحد تحت الخطر عندما يوحدها ويجمعها الخوف، وللاسف نحن المسيحيين في البلد نشعر اليوم اننا بحاجة الى مزيد من الوحدة، لاننا نشعر بالخطر الوجودي، على أمل ان نعيش سويا ونقبل بعضنا دون ان يكون هناك من أخطار تهدد وجودنا، عندئذ نكون في صدد التأسيس للمستقبل الضامن لاولادنا وللاجيال القادمة".

وشدد على "أهمية ان نشبك أيدينا بأيدي بعض، ليس فقط في القداس، وأقله نتمنع عن فركشة بعضنا البعض كي نعمل ونتقدم. ولقد تحدث سيدنا اليوم عن العصبيات ونبه المسيحيين من الانعزال والتقوقع والدخول في العصبيات، وان العصبية اذا كانت إيجابية فهي جيدة، عصبية الإنتماء والإلتزام بقضية معينة، ولكن عندما تصبح العصبية رفضا للآخر تصبح سلبية ومؤذية، لان الانسان بتعصبه لقضية معينة، فهذا نوع من الإلتزام بها، لكن التعصب ضد الآخر بمعنى رفضه، أمر سيئ جدا، ونحن المسيحيين لا يمكننا ان نكون متعصبين بهذا المعنى ولا رفضيين، ولا يمكن ان نكون سوى منفتحين على الآخر وقابلين له ومعترفين به. والعصبية الإلغائية التي نشهدها هي ما نتعرض له اليوم، وعلينا مسؤولية كبيرة".

وقال: "كنيستنا يجب ان تقف وتستمر ما دام فيها رجالاتها الذين يقولون الحقيقة، لان المسيح لم يأت سوى ليشهد للحق، والكنيسة التي لا تشهد للحقيقة ولا تقول الامور كما هي خوفا من شيء ما، لا تكون كنيسة المسيح، ولا يحق لنا التخلي عما أورثنا إياه أجدادنا وأهلنا الذين زرعوا الصلبان على الجبال العالية في أيام لم يكن فيها وسائل للنقل ولا للتواصل، واليوم ليس كثيرا علينا ان نعبر عن إيماننا وبقائنا في هذه الارض، أقله اذا لم نزرع الصلبان، فلنحافظ على الصلبان الموجودة، ليس لان الصليب هو السياج الذي يحمي، فالصليب هو علامة محبة وتسامح وعلامة الفداء، وأعلى سماته عندما يبذل الانسان نفسه من أجل غيره، لنقل اننا منارة المحبة وقبول الآخر مهما تعسف الآخر بنا ورفضنا، ولا يجوز لنا ان نتخلى عن شخصيتنا وعن خصوصيتنا وإيماننا، ومن يريد قبول الآخر يجب ان يكون هو ذاته ليستطيع بهذه الحرية ذاتها ان يعترف بالآخر ويقبل الآخر. ومن يذوب في الآخر ينتفي وجوده، وعلى قدر ما نكون مؤمنين وثابتين في أرضنا وبقضيتنا على قدر ما نكون قادرين على التعبير عن شراكتنا وقبولنا بالآخر".

أضاف: "كل مرة نحن أمام امتحان جديد من هذا النوع، وفي كل مرة هناك امتحان وطني، يحاولون مد اليد علينا بوسيلة او بأخرى تعلمونها جميعا، وللاسف كله معاكس للحقيقة ومجاف للحق، لكننا كل مرة في استحقاقات من هذا النوع، نؤكد على وجودنا وعلى ثباتنا، والمطلوب منا اليوم هو أكثر بكثير من قبل، وأريد ان أحذركم من داعش والنصرة ليس بالتكفير بالقتل وقطع الرؤوس، بل أريد ان احذركم منهم في السياسة، فللاسف، في البلد لدينا داعش والنصرة وتكفيريون سياسيون يرفضون الآخر ويحاولون النيل منه باستمرار، ويحاولون باستمرار ان يقطعوا الرأس السياسية للآخر، ويعتقدون انه بذلك يمكنهم البقاء وتحصيل مكتسبات لهم، فنحن رأسنا لا يقطع، ونحن في هذه الارض لان التاريخ قد أثبت اننا متجذرون بها ومتحدرون منها ولا يمكن لاحد إقتلاعنا منها، لا من الارض ولا من البلد ولا من الحكومة في البلد ولا من أي موقع دستوري في هذا البلد، لانه بذلك نعبر عن وجودنا ووجودنا يعني دورنا، والوجود من دون دور لنكون متفرجين ومصفقين أو نعبر فقط عن إيماننا المسيحي، فلا نكون بذلك ننشر رسالتنا المسيحية بل علينا واجب، ورسالتنا لا تمس بأحد بالعكس نحمي الآخر لاننا نقبل به ونعتبره غنى لنا، وهذا المشرق والمشرقية ليست فقط مسيحية بل حياة مشرقية مسيحية مسلمة معترفة بالآخر ومتقبلة له ومن دون مسيحيين لا وجود للبنان ومن دون مسيحيين لا يوجد شرق ومن دون مسيحيين في الشرق لا مسيحيين في العالم، لنعرف ان القضية هي بهذا الحجم ونحن روادها ورسلها ويجب ان نعرف معنى دورنا".

 

الراعي: أهمية المصالحة تخرجنا من أسر نزاعاتنا وتولد فينا تطلعا الى آفاق جديدة

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد الاول بعد الدنح المجيد، في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه المطرانان عاد ابي كرم وبولس الصياح والمونسينيور نبيه الترس والاب بشارة الخوري، في حضور أعضاء من جمعيات "السفينة - بيت ام النور"، وفد من جمعية مار منصور دي بول - جونيه، الهيئة الادارية لراهبات الوردية - برج حمود، رجل الاعمال كمال القاعي، المهندس جو صوما وحشد من المؤمنين، وخدم القداس جوقة أخوة جمعية المرسلين اللبنانيين للموارنة.

العظة

بعد الانجيل المقدس،ألقى الراعي عظة بعنوان:"هذا هو حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم" (يو 1: 29)، ومما جاء فيها:"غداة معمودية يسوع في نهر الأردن، وقد حل الروح القدس عليه بشكل منظور، وامتلأ منه يوحنا المعمدان، تنبأ يوحنا بأن يسوع هو "حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم"(يو1: 29). فإذ رأى يسوع ماشيا مع الخطأة ليقبل منه معمودية التوبة، ثم سمع الصوت الإلهي يقول: "هذا هو ابني الحبيب"(لو 1: 34)، أدرك يوحنا أن يسوع لم يكن محتاجا لمعمودية التوبة، لأنه بريء من كل خطيئة، وأنه تضامن مع الخطأة، لا مع خطاياهم، وأنه حمل خطاياهم، كحمل الفصح القديم، لكي يكفر عنها ويفتديها بموته على الصليب. أدرك يوحنا أن يسوع هو حمل الفصح الجديد. إننا نلتمس من الحمل الإلهي مغفرة خطايانا بنعمة سر التوبة والغفران الفائضة من موته وقيامته". أضاف: "يسعدني أن أرحب بكم جميعا، وبخاصة "بجمعية السفينة - بيت أم النور، الآتية من البترون العزيزة. ونحيي هيئتها الإدارية وأعضاءها الحاضرين معنا. تعنى هذه الجمعية بتأهيل الأخوة المعوقين وذوي الحاجات الخاصة، وبتعزيز قدراتهم ومهاراتهم الإبداعية والإنتاجية، بغية اندماجهم الفاعل في المجتمع. ويتناول هذا التأهيل النواحي النفسية والتربوية والاجتماعية والحركية - الجسدية، بالإضافة إلى النشاط المسرحي والرياضة والعلاج الفيزيائي. وأنشأت الجمعية لهم، مشكورة، مشاغل وورش عملٍ متنوعة، وتنظم معارض من أجل تسويق منتوجاتهم".

وتابع: "إنها مبادرة تستحق كل التقدير. نشأت من المجتمع الأهلي، وتنخرط في خط إنجيل المسيح الذي يسمي المحتاجين والفقراء والمتألمين "أخوته الصغار"(متى 25: 40)، ويعتبر أن خدمة الرحمة تجاههم مفتاح السماء: "تعالوا يا مباركي أبي، رثوا الملكوت المعد لكم منذ إنشاء العالم... لأني كنت جائعا، عريانا، غريبا، مريضا فعدتموني"(متى 25: 34 و 36). كما نرحب بجمعية مار منصور دي بول - فرع جونيه، ونقدر ما تقوم به من خدمة في سبيل إنجيل المسيح تجاه الفقراء". وقال: "هذا حمل الله". إن صورة الحمل مأخوذة من ممارسة الفصح في العهد القديم، كما نجده في سفر الخروج (12: 1-14؛ 21-28) وفي سفر الأحبار (22: 19). وهو حمل ذكر لا عيب فيه، تأكله كل عائلة حمل فصحٍ للرب ، والباقي تقدمه ذبيحة شكر لله. هذه الصورة كانت رمزا تحضيريا لحمل الفصح الجديد الذي هو المسيح، وقد ذبح على الصليب، حاملا خطايا الجنس البشري، مكفرا عنها لدى العدالة الإلهية، ومفتديا بموته كل إنسان يولد في العالم، ومقدسا آلام البشر بآلامه. فأعطاها بعدا لاهوتيا وقيمة خلاصية. وهكذا تماهى مع كل متألم في جسده ونفسه وروحه. وأعلن أن كل خدمة محبة ورحمة تجاه أي متألم في جسده ونفسه وروحه إنما هي خدمة للمسيح نفسه: "ألحق أقول لكم: كل ما فعلتم لأحد أخوتي هؤلاء الصغار، فلي فعلتموه"(متى 25: 40).

وتابع: "دعا قداسة البابا فرنسيس في إرشاده الرسولي "فرح الانجيل"(24 تشرين الثاني 2013) المسيحيين إلى وعي هذه الخدمة ، كهويتهم الخاصة ورسالتهم، وإلى الالتزام بها في الأفعال والممارسات. وذكر بأن الكنيسة إتخذت خيار الفقراء، كصيغة خاصة لأولوية ممارسة المحبة المسيحية، كما يشهد كل تقليد الكنيسة. فكانت المدارس العادية والمجانية والتقنية، والتأهيلية، والجامعات والمستشفيات، وكانت دور الأيتام والمسنين والمهملين والمعوقين، وكانت مؤسسات الكنيسة الخيرية والانسانية المتنوعة. ويدرك أبناء الكنيسة وبناتها أنهم في خدمة المحبة والرحمة بشكلها الدائم عبر مؤسسات الكنيسة، إنما يسعون ليتخلقوا بأخلاق المسيح (فيل 2: 5)، الذي قارب الفقراء والمتألمين والمحتاجين". أضاف: "في ضوء هذا الواجب، المسيحي الانساني، نضم صوتنا إلى صوت الرؤساء العامين والرئيسات العامات لنطالب الدولة بتسديد المستحقات المتوجبة والمتراكمة منذ سنوات على الخزينة لصالح هذه المؤسسات الاستشفائية والتربوية ودور اليتامى والمدارس المجانية، فيما الفقر يتفاقم والحاجات الاجتماعية والانسانية تتكاثر، والدولة تهملهم، والمسؤولون يصمون آذانهم عن سماع صراخهم. ونطالب الدولة معهم بإعفاء هذه المؤسسات من الضرائب والرسوم، وإعادة رخص المدارس المجانية من أجل تلبية الحاجات المتزايدة، بسبب الأزمة الاقتصادية والمعيشية وتفاقم الدين العام وتعاظم حالات الفقر. اليوم الدولة مدعوة لإيجاد هذه المدارس المجانية وتعزيزها وتقويتها، رحمة بأجيالنا الطالعة". وتابع:"علم البابا بندكتوس السادس عشر أن "خيار الكنيسة للفقراء هو من صلب الايمان المسيحي بهذا الإله الذي صار فقيرا لكي يغنينا بفقره".

وأضاف:"الفقراء والمتألمون يشاركون في مفهوم الإيمان، لكونهم يعرفون المسيح المتألم من خلال آلامهم. إنهم يعلموننا جوهر الإنجيل. أما الكرازة الجديدة بالإنجيل فتدعونا لكي ندرك القوة الخلاصية التي يكسبونها بآلامهم. علينا، يقول البابا فرنسيس، أن نكتشف المسيح فيهم، ونحمل قضيتهم، ونكون أصدقاءهم، ونسمعهم ونفهمهم، ونتلقى الحكمة السرية التي يريد الله أن ينقلها إلينا بواسطتهم"(فرح الانجيل 198).

وتابع: "يأمرنا الله جميعا، ولا سيما أصحاب القدرات والمسؤولين في المجتمع والدولة بأن نسمع صوت الفقراء والمتألمين، لأن صوتهم يرتفع إليه، فيرى بؤسهم ومذلتهم، ويطالبنا بالعدالة والمحبة والرحمة تجاههم، ويقول لضمائرنا: "أعطوهم أنتم ليأكلوا"(مر 6: 37؛ الفقرتان 187-188). كم تألمنا في العمق وشعرنا بالعار عندما رأينا مشاهد الجوع والحرمان في مخيم اليرموك، حيث أطفال ومسنون يموتون جوعا، ومئات مهددون بخطر الموت بسبب فقدان التغذية والطبابة وأبسط مقومات العيش. ويدعونا الرب لنتحرك جميعنا بكل السبل لإنقاذهم"!

أضاف: "حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم" هو يسوع المسيح الذي حمل مع صليبه خطايا جميع البشر، وغسلها بدمه، وصالح الله مع البشرية بأصلها، وبقيامته انتصر على الخطيئة والموت الأبدي، وأعطى الحياة الجديدة لكل تائب وتائبة. فجعل المؤمنين به والمؤمنات "سفراء للمصالحة"(2كور 5: 20). إن أشرف دعوة دعينا إليها نحن المسيحيين هي خدمة المصالحة. فمن يختبرها مصالحة حقيقية مع الله بالتوبة، ومع ذاته بإعادة بهاء صورة الله إليها من خلال ارتداد القلب بتوبة صادقة، هذا يصبح فاعل مصالحة وسفيرها. من ينال المصالحة من الله ملزم بمنحها للمسيء إليه شخصيا. هذا ما نصليه في الأبانا التي علمنا الرب يسوع: "إغفر لنا خطايانا، كما نحن نغفر لمن خطئ إلينا"(متى 6: 12).

وقال: "أهمية المصالحة أنها تخرجنا من أسر نزاعاتنا، وتولد فينا تطلعا إلى آفاقٍ جديدة. كتب البابا فرنسيس في رسالته العامة "فرح الإنجيل": "أمام النزاعات ونتائجها الوخيمة القتالة على الأبرياء وعلى الشعب، لا نستطيع أن نقف بعيدا ونترقب، ونغسل أيدينا، بل علينا أن نحول النزاع إلى واقع جديد، بروح تطويبة الإنجيل: "طوبى لصانعي السلام" (متى 5: 9). النزاعات الراهنة عندنا تدعونا إلى بناء الشركة في التنوع والاختلاف، والصداقة الاجتماعية، والعمل معا على أن نصنع من التاريخ مساحة عيش مشترك، تولد فيه النزاعات واقعا جديدا من الوحدة والتعاون والتكامل، ما يقتضي منا جميعا العمل على تربية أشخاص نبلاء وشجعان من أجل مجتمعٍ أفضل. يذكرنا البابا فرنسيس أن المسيح جمع في شخصه السماء والأرض، الله والإنسان، الزمن والأبدية، الجسد والروح، الشخص والمجتمع، وبين لنا أن الوحدة أشرف بكثير من النزاع. فصنع السلام، وسلمنا إياه لنصنعه سلاما عائليا واجتماعيا ووطنيا، بالوحدة والمصالحة (225-230)".

وتابع: "ما أحوج مجتمعنا وبلدان هذا الشرق إلى مصالحة وبناء الوحدة في التنوع، والخروج من حالة النزاعات، ومن التسبب بفلتان الأمن والاعتداء على حياة المواطنين وممتلكاتهم. فالبقاء في النزاع انغلاب له وقتل لطموحات الإنسان ولتطلعاته إلى الأفق الجديد.الخروج من النزاعات بطولة وحياة، والاستمرار فيها ضعف وفناء. جميل أن نتميز بثقافة "حمل الله الحامل خطايا العالم"، فنحمل أخطاء بعضنا البعض، ونتلفها بالمحبة والتفاهم والمصارحة، ونتوجها بمصالحة شاملة. الأبطال يصالحون على أساس الحقيقة والعدالة والمحبة، أما الضعفاء فيهربون من المصالحة، مبررين أنفسهم بالاتهامات والتخوينات".

وختم: "أيها الرب يسوع، يا حمل الله، هبنا نعمة المصالحة والشجاعة على إجرائها وعلى بناء الوحدة، فيما جميع الكنائس تستعد لأسبوع الصلاة من أجل وحدتها ووحدة المجتمعات والأوطان. بالوحدة والمصالحة نطوي صفحات الماضي، ونرسم خط المستقبل الأفضل. لك المجد والشكر إلى الأبد، آمين".

استقبالات

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الالهية.

 

المطران بولس مطر: هناك مجال للتفاهم الذي لا يتحقق بالسلاح بل بقلوب ينيرها الله

وطنية - إلتقى رئيس أساقفة بيروت للموارنة ولي الحكمة والرئيس المؤسس لمعاهد الحكمة الفنية والتقنية العالية المطران بولس مطر، طلاب التعليم المهني العالي في الحكمة في كاتدرائية مار جرجس الذين زاروها للتعرف عليها وعلى تاريخها في بيروت، وصلى معهم لتكون السنة الجديدة سنة خير وسلام، خلال ذبيحة إلهية، إحتفل بها على نية طلاب المعاهد الفنية وكهنتهم وأساتذتهم وأهلهم، يحيط به رئيس المعاهد الخوري جان بول أبو غزاله والآباء بيار أبو عبد الله وشربل ديب وكميل غانم. بعد الإنجيل المقدس، ألقى المطران مطر عظة، هنأ فيها الأسرة الحكموية بعيدي الميلاد وراس السنة، رافعا تضرعاته لتكون السنة الدراسية الجديدة سنة خير وسلام وبركة ومحبة ونجاح وإزدهار، شاكرا الأب أبو غزاله على الجهود التي يقوم بها في المعاهد مع أعوانه، كهنة وعلمانيين لتخريج طلاب وطالبات مزودين بالعلم والإيمان، وقال: "أنظروا الدنيا من حولكم. الشرق الأوسط يغلي، والناس يتباغضون، يتقاتلون حتى الموت بوسائل حرب جهنمية. النفوس بعيدة بعضها عن بعض، في لبنان عدم توافق وخوف عند الناس. أنظروا الذين تركوا لبنان وبأعداد كبيرة. هل نحن متروكون؟ ربما كنا متروكين من الأرض، ولسنا على بال أحد، لكننا لسنا متروكين من السماء. الأبن الحبيب يسوع المسيح، مخلص العالم أتى إلينا ويأتي، كل يوم يحيي قلوبنا بحبه ويقول لنا: إتبعوني. معي يتغير وجه العالم. سيروا معي. كونوا تلاميذي.

أنتم تلامذة الحكمة وطلابها ونحن نحبكم جميعا. والمطران يصلي كل يوم على نية مدارس الحكمة وجامعتها ومعاهدها الفنية، وعلى نية مدارس الأبرشية المجانية في الجبال.

أنا لم اؤسس هذه المدارس. مدرسة الحكمة الأولى عمرها 138 سنة، أسسها المثلث الرحمة المطران يوسف الدبس الذي بنى كاتدرائية مار جرجس التي تصلون فيها اليوم. أنا أسست فقط جامعة الحكمة والمعاهد المهنية والتقنية. لذلك أنا ملتزم الصلاة من أجل كل مدارس الحكمة والأبرشية. ولكني، حيث أني أسست معاهد الحكمة الفنية، أصلي معكم بحرارة خاصة ومن أجلكم".

وتمنى للطلاب "مستقبلا زاهرا"، طالبا "من المسؤولين عنكم أن يعطوكم كل ما تنتظرونه من الحكمة لتكونوا مستعدين لخوض غمار الحياة".

وقال: "الزوادة التي تأخذون من الحكمة، يجب أن تكون زوادة غنية كافية، روحيا أولا لأنكم أبناء الله. الحكمة هي الحكمة الإلهية، النازلة من قلب الآب علينا. أنتم أبناء لبنان الذي نصلي من أجل إنقاذه ومن أجل وحدته ومن أجل سلامه وتوفيق أبنائه، حتى يعود إلى الحياة والعمل والإنتاج". وتابع: "عندما أسسنا معاهد الحكمة الفنية والتقنية منذ 30 سنة، كنا على رجاء أن لبنان سيعود سريعا إلى ذاته، حتى ينتج وتكونون أنتم في صلب هذا الإنتاج على كل صعيد. كثير من الشباب والشابات يتخرجون ثم يذهبون إلى البعيد بحثًا عن عيش كريم في الخليج وأوروبا وأميركا. نحن لا نلوم أحدا، بل نصلي من أجل السلام في منطقتنا. السلام في الأرض التي رأت المسيح والذي تجسد فيها. المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر، قال الملائكة. طبعا، السلام على كل أرض بدءا من أرض المسيح، من الشرق الأوسط، أرضنا وأرضكم. على هذه النية نرفع صلاتنا. لا تقولوا أن لا نفع للصلاة. صلاتكم يسمعها الرب ليلهم المسؤولين للتقارب والتفاهم لإيقاف القتال والحروب". وقال المطران مطر: "حلمنا وقف النار في سوريا وفي كل بلد يشهد حربا. كل المتقاتلين هم بشر وأبناء الله، فهناك مجال للتفاهم الذي لا يتحقق بالسلاح والقنابل والصواريخ، يتحقق من قلوب ينيرها الله". ووجه التهنئة بعيد الميلاد المجيد ورأس لسنة الجديدة "التي أطلب من الله ان تكون في حياتكم سنة غنى وتكبرون فيها بالحكمة والقامة والنعمة، تستعدون للانطلاق إلى المستقبل والله يكون معكم، يا أحبائي. ستصلون أنتم على هذه النية، أيضا. نحن اعتدنا في المعاهد المهنية أن نلتقي لنصلي معا حتى يرحم الله شعبه ويعطيهم السلام هدية من سمائه، إلى هذه الأرض الحبيبة. أصلي على نية أهلكم الذين يتعبون وعلى نية معهدكم وكل المعاهد والمدارس، على نية الشعب اللبناني كله حتى يكون شعبا قابلا لمشيئة الله عليه بالوحدة والسلام".

ابو غزالة

وفي ختام القداس، ألقى الخوري جان بول أبو غزالة، كلمة شكر فيها المطران مطر على دعمه المستمر معنويا وماديا للتعليم المهني والتقني في الحكمة. وقال: "قدرنا الله أن نكون على حجم الثقة التي أوكلتموها لنا، يا صاحب السيادة لتخرج معاهدنا شعبا منتجا في أرضه ووطنه، كما تريدون وتتمنون".

 

المفتي قباني في ذكرى المولد النبوي:لبنان يمر بظروف خطيرة ودقيقة جدا وأي فعل غير جامع سيؤدي إلى الدخول في أتون الصراعات المذهبية

وطنية - وجه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني رسالة إلى اللبنانيين بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف جاء فيها: "الحمد لله الذي قال في القرآن الكريم: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، وقال أيضا: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم. في ذكرى مولد خاتم أنبياء الله ورسله، سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ونحن نتفقد أوضاعنا، نود أن نقول بأن لبنان يمر في ظروف خطيرة ودقيقة جدا، وأن علينا أن نكون حذرين ومدركين أن أي فعل غير جامع سوف يؤدي إلى شرذمة الصف والانقسام بين اللبنانيين، وهو يعني الدخول في أتون الصراعات المذهبية والطائفية فيه، وينبغي على العقلاء والحكماء فينا أن يدركوا مدى حساسية ودقة الوضع في لبنان، لأن أمن البلاد واستقراره وسلامته هي مسؤولية الجميع". اضاف: "تطل علينا ذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام واللبنانيون منشغلون في اوضاعهم الامنية والمعيشية والاجتماعية ويتأملون خيرا من اعادة اللحمة بين قياداتهم والثقة بينهم في ترتيب البيت الداخلي بتشكيل حكومة تنهض بوطنهم وتحقق امالهم وطموحاتهم لتعود حركة المؤسسات إلى وضعها الطبيعي في البلاد. وختم: "ان وحدة اللبنانيين هي الاساس في تقرير مصيرهم وينبغي الابتعاد عن الخطابات والتصريحات التي تثير الحساسيات والفرقة والانقسام بين اللبنانيين. ونوصي ابناءنا المسلمين والمسلمات بان يدرسوا حياة نبيهم ورسول الله اليهم محمد، وأخلاقه الكاملة ليكونوا كما ارادهم الله خير أمة أخرجت للناس، وفي حياتهم اليومية كما قال النبي محمد: "احسنوا لباسكم، واصلحوا رحالكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس".

 

رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين محاضرا: لا مواطنة بدون دولة قومية حديثة تضم مواطنين متساوين

وطنية - حاضر رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين في نادي الشقيف في النبطية بعنوان "المواطنة والجامعة اللبنانية"، في اطار الاحتفالات باليوبيل الذهبي لجمعية نادي الشقيف في النبطية وبدعوة من النادي وهيئة تكريم العطاء المميز في محافظة النبطية، في قاعة عادل صباح في نادي الشقيف - النبطية، في حضور النائبين ياسين جابر وعبداللطيف الزين، الرئيس الاول لمحاكم النبطية القاضي برنار شويري، عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي سرحان سرحان رؤساء الاندية والجمعيات ومدراء الفروع في الجامعة في النبطية وفاعليات تربوية وثقافية واجتماعية وطبية ونسائية.

افتتاحا النشيد الوطني ثم كلمة لعضو أمانتي الشؤون الثقافية في نادي الشقيف وهيئة تكريم العطاء المميز ابراهيم فقيه.

ثم شكر السيد حسين لنادي الشقيف تكريمه، وقال: "أول ما يخطر على بالي في النبطية المقاومة، ولا يمكن ان نفصل بين الوطنية والمقاومة. صحيح ان المواطنة مسألة أشمل من الوطنية، لكن الوطنية التي تعني هذا الشعور بالدفاع عن الوطن تدفعنا للاعتراف بفضل هذه المدينة وجوارها المقاوم من البلدات والقرى في دحر العدوان الاسرائيلي، لذلك أقول شرقوا العرب أو غربوا سيكتشفون يوما ان كل أزماتنا ترتبط بشكل او بآخر بالصراع العربي الاسرائيلي، ويشرف جبل عامل ان تكون شعلة المقاومة من هنا".

وتابع: "لا أغالي اذا قلت ان مجتمعنا العربي عموما بعيد عن فكرة المواطنة عندما ابتلى بالعصبية التي تحدث عنها عبدالرحمن ابن خلدون في القرن الخامس عشر الميلادي، هذه العصبية تتفجر اليوم شظايا مدمرة في بلاد العرب، ولا أغالي اذا قلت ان افريقيا جنوب الصحراء اقتربت من الفطرة المواطنة اكثر منا بنسب معينة. كنا نراهن منذ سنة 1800 على الدور المصري مع محمد علي الكبير وصولا الى جمال عبد الناصر الا ان هذه التجربة لم تستأنف ومصر الان في تحول نرجو لها ان تعيد مسارها كدولة مدنية، كدولة للشعب المصري لا للجماعات المصرية ويمكن حينها ان تعود الرافعة العربية من جديد".

ورأى أن "المؤسف في هذا الزمن ان رابطة الوطنية التي يجب ان تجمع ابناء كل بلد عربي تراجعت وبعضها سقط تحت وطأة الصوملة التي هي نقيض الوطنية والمواطنة". وقال: "اليوم نحن في بلادنا العربية بدون مظلتين اساسيتين، مظلة المواطنة ومظلة العروبة الجامعة ، العروبة بما تعني من انتماء قومي، والقومية ليست شعارا فقط ، القومية هي ولاء وانتماء وبالتالي يصعب ان نعيش في استقرار بدون هاتين المظلتين ، نحن الان في مرحلة تحول خطيرة نرجو ان تمر بدون هذه الضحايا وهذا الدمار والخراب. والمواطنة ليست فقط شعورا عاطفيا، الوطنية يمكن ان نجملها في هذا المفهوم، أما المواطنة فهي عملية انتظام كامل للمواطنين في كنف دولة ترعى حقوقهم وواجباتهم على قاعدة المساواة بين مواطنين وليس بين افراد ، نحن اليوم في مرحلة الافراد وفي مرحلة الجماعات ما دون الجماعة الوطنية الكبرى".

أضاف: "نحن اليوم نشرع ثم لا نطبق التشريع تحت عنوان الظروف الاستثنائية ، والظروف الاستثنائية تعني عندنا مرة باسم العيش المشترك ، ومرة باسم تجنب حرب اهلية ، ومرة باسم الاسراع في انجاز بعض المشاريع او معاملات او غير ذلك. لا مواطنة بدون بعد مدني ومساواة امام القانون ولا مواطنة بدون بعد سياسي من المشاركة في الاقتراع العام والانخراط في الاحزاب السياسية والمشاركة في الحياة السياسية موالاة او معارضة ، لا مواطنة بدون بعد اقتصادي اي مشاركة المواطنين في نصيب عادل من الثروة الوطنية التي هي لكل الناس في بلد ما وفي دولة ما ، لا مواطنة بدون البعد الاجتماعي وهو المساواة بين الرجل والمرأة وهذه نقطة مهمة للمرأة كي تناضل مع الرجل ، يجب المساواة بين المرأة والرجل انسانيا واجتماعيا من حق العمل والعلم والتثقف، وفي بلادنا هذا الموضوع غير مكتمل وفي بلاد العرب الوضع سيء جدا ولا يحتمل ثم ندعي الديموقراطية، والديموقراطية ثقافة قبل الانتخابات ، لا مواطنة بدون دولة قومية حديثة، دولة الجماعة الشعبية التي تضم مواطنين متساوين".

واشار الى ان "الاستقرار الاجتماعي والمجتمعي لا يكون الا من خلال المواطنة، بالجغرافيا السياسية، نحلم نحن باستقرار لبنان، هذا وهم وسوريا تدمر بهذه الطريقة لا يمكن، هناك ربط عضوي مادي بين الازمة السورية بكل تفاصيلها وبين الواقع اللبناني". وتحدث السيد حسين عن الجامعة اللبنانية فقال: "تضم اليوم 74000 طالب و49 فرعا و16 كلية و3 معاهد عليا للدكتوراة و5 الاف استاذ ونيف و3 الاف موظف واجير ومدرب ومجموع هؤلاء يشكل 83 الف بشري مما يساوي حجم القوات المسلحة كلها وربما يزيد، لكن يمكن ان نضع مجموعة متطلبات لا بد من تحصيلها اولا على الجامعة وهذا ما نسعى اليه وقد نجحنا الى حد ما في منع مشكلات الشارع في ان تدخل الى الجامعة لانه اذا دخلت مشكلات الشارع الى الجامعة وصارت الجامعة كالشارع فعلى الجامعة السلام". ثم وقع السيد حسين كتابه الجديد "المواطنة... اسسها وابعادها"، وتسلم درعا تقديرية من رئيس "هيئة تكريم العطاء المميز" في محافظة النبطية الدكتور مصطفى بدر الدين وامين الشؤون الثقافية في نادي الشقيف الدكتور علي وهبي.

 

الصحافة الإسرائيلية تعتبر شارون «بطلاً قومياً» مثيراً للجدل

الناصرة – أسعد تلحمي/الحياة

تسابقت وسائل الإعلام العبرية في ما بينها أمس لتكريم رئيس الوزراء السابق أريئل شارون الذي يُدفن اليوم، مهللةً لبطولاته في ميادين الحرب وكونه «بطلاً قومياً»، ثم «اعتداله» السياسي عندما تبوأ منصبه الأخير رئيساً للحكومة (2001 - 2005)، وإن أقحمت بين السطور بعضاً من تاريخه العسكري «المثير للجدل» مثل توريطه إسرائيل في الحرب على لبنان عام 1982 ومعارك أخرى من دون استئذان القيادة العسكرية. كما كادت تتجاهل تاريخه الدموي ومجازره الرهيبة بحق الفلسطينيين، وفضلت أن تبرز «براعته» في «محاربة الإرهاب». وبدا للمتتبع، أن السياسيّة السابقة غئولا كوهين أصابت في وصفها شارون قبل سنوات كثيرة، أن «الله خلق شارون ثم رمى بالقالب الذي جبله فيه»، إذ وصلت الإشادات به حدّ تأليهه، بصفته «أحد أهم بُناة الأمة»، و «السيد إسرائيل»، و «رأس الأُسُود» و «الزعيم الأخير لإسرائيل»، و «رمز القوة والبراغماتية»، «جدّ الجميع»، وغيرها من التوصيفات التي وضعته ثانياً لمؤسس الدولة العبرية رئيس حكومتها الأول ديفيد بن غوريون. وسيتم اليوم تشييع جثمان شارون الذي سجي جثمانه داخل البرلمان في القدس، في موكب رسمي ليدفن في مزرعته «حفات هشكميم» القريبة من قطاع غزة إلى جانب زوجته ليلي، بناء على وصيته. ووفق المعلق شمعون شيفر، فإن شارون أبلغه ذات يوم بأن أرض مزرعته هي أنقاض قرية فلسطينية هدمت عن بكرة أبيها.

والتزم مجلس الوزراء في جلسته الأسبوعية أمس دقيقة صمت حداداً، وأشاد رئيسه بنيامين نتانياهو مجدداً بخصمه السياسي الذي لم يتفق معه يوماً، معتبراً أنه كان «من أكبر قياديينا ومن أشجع قادتنا».

وسيشارك في الوداع الرسمي في البرلمان كل من نائب الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ووزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير.

وسجي جثمان شارون خارج الكنيست الإسرائيلي في القدس الأحد حيث ينتظر آلاف الإسرائيليين لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة.

وفي عنوان «استراحة المحارب» رأى كبير المعلقين في «يديعوت أحرونوت» ناحوم برنياع، أن حياة شارون وحياة دولة إسرائيل «محزومتان بصرّة واحدة. وقد جسّد كل ما حلم آباء الدولة بجيل أبنائهم المولودين في إسرائيل: جميل، شجاع، مزارع يعمل في أرضه، جندي لمدى حياته». وأضاف: «الآباء وفروا الرؤية والأبناء قاموا بالتنفيذ». ورأى أنه لم يعرف «مَن هو أكثر إصراراً وموهبةً وحيلةً من شارون على تنفيذ رؤية الآباء».

ورأى زميله إيتان هابر أن شارون هو الذي أثّر في «بلورة صورة إسرائيل كما تظهر اليوم»، وأنه هو الذي صاغ الخريطة الأمنية الحالية ورسم إلى حد كبير حدود الدولة (بإقامته الجدار الفاصل)، «وقد كان شارون دولة إسرائيل، بصورتها الإيجابية والسلبية على السواء».

واختزل الأستاذ الجامعي المؤرخ شلومو أفينيري استعراضه مسيرة شارون بالقول إنه «يكاد يكون ديغول»، مساوياً بين قرار الرئيس الفرنسي السابق الانسحاب من الجزائر وقرار شارون الانسحاب من مستوطنات قطاع غزة.

وكتب شالوم يروشالمي في صحيفة «معاريف» أمس: «كان شارون عبقرياً كريماً ووحشياً في الوقت نفسه. وكما كان قاسياً مع نفسه، خصوصاً في ساحات المعارك، كان يظهر ازدراء بمعارضيه».

ولخصت صحيفة «هآرتس» الليبرالية مسيرة شارون بهذه الكلمات: «كانت له مسيرة عسكرية مثيرة للجدل، أدار سياسة يمينية، دفع بفظاظة توسيع المستوطنات وبادر إلى الحرب على لبنان (1982)، لكن بعد انتخابه رئيساً للحكومة غدا مهندس خطة الفصل». ورأى محرر الصحيفة ألوف بن أن الإنجاز الأكبر لشارون تمثل في أنه أصبح في نظر الإسرائيليين عنوان «الاستقرار والمرجعية»، مضيفاً أن «برودة أعصابه وحتى جسمه الثقيل أقنعا الإسرائيليين بأن في مكتب رئيس الحكومة يجلس رجل يمكن الاعتماد عليه، وأن السفينة يقودها ربان مجرب يتحلى بالمسؤولية».

وأشار بن إلى أن شارون اقتنع عندما جلس على كرسي رئاسة الحكومة أن «الديموغرافيا أهم من الطوبوغرافيا، بعكس ما اعتقد لعقود طويلة»، وأنه أخذ يخطط لإنهاء السيطرة على الفلسطينيين ووضع حدود لإسرائيل بناها في مسار الجدار الفاصل، «ليس لأن حقوق الفلسطينيين كانت تعنيه، إنما لرؤيته أن للقوة حدوداً»، مشيراً إلى أن شارون ورث من والدته «فيرا» وصيّة أن لا يثق بالعرب. وعليه، كان يكرر دائماً أنه «لا ننسى أننا نعيش بين العرب». وتابع أن شارون أثبت أنه «براغماتي إلى أقصى درجة» حين تبنى أفكار غيره معتقداً أنها مناسبة لتلك الفترة، «وهو الذي أحبّ صورة الجندي - الفلاح المقبل من المزرعة إلى مطعم الكنيست كمنقذ للشعب». وأردف: «أن الجمهور اقتنع بأن شارون «رجل براغماتي ومعتدل ومتزن»، وغض الطرف عن غرقه وأولاده في الفساد، فحلّقت شعبيته إلى مدى لم يعرفه أي من أسلافه.

وغرّد الكاتب اليساري المعروف جدعون ليفي خارج القبيلة إذ رأى أن شارون هو «السياسي الأكثر شجاعة في إسرائيل، لكنه الأكثر وحشيةً وبطشاً بين سياسييها»، وتابع: «أنه وفق معايير القانون الدولي، فإن شارون مجرم حرب، نفذ جرائم حرب من قبية حتى بيروت». مضيفاً أنه «مع ذلك كان شارون بين السياسيين القلائل الذين أقروا، وإن في أواخر حياته، بحدود القوة، من دون أن يغيّر ذوقه اللاأخلاقي واعتماده القوة».

 

اجتماع باريس: استبعاد الأسد والحل السياسي عبر جنيف 2

باريس - رندة تقي الدين وآرليت خوري/الحياة

أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان «مجموعة اصدقاء سوريا» اقرت بالإجماع دعمها للائتلاف الوطني السوري المعارض برئاسة احمد الجربا، وشددت على «ان الانتقال السياسي في سورية لوضع حد للنظام المتسلط يقدم وحده حلاً حقيقياً ويشكل هدف «جنيف ٢» الذي ينبغي ان يعقد ضمن المهلة المحددة». واعتبر فابيوس انه «ليس في سورية النظام من جهة والإرهاب من جهة اخرى، بل ان النظام هو الذي يغزي الإرهاب. وللتخلص من الإرهاب يجب التخلص من النظام». جاء ذلك في مؤتمر صحافي في نهاية اجتماع الدول الـ ١١ التي تشكل «مجموعة أصدقاء سوريا» في مبنى وزارة الخارجية الفرنسية. وأعلن رئيس الائتلاف السوري احمد الجربا، في المؤتمر، ان «اهم ما حصل في الاجتماع هو اننا جميعاً متفقون على انه ليس للأسد وعائلته مستقبل في سورية». وقال «انه تم عرض حقيقة ما يجري على الأرض وما يتعرض له ابناؤنا في الجيش الحر وما يسطرونه من بطولات. كما عرضنا موقفنا من «جنيف ٢»، لجهة سبل انجاحه والأسئلة والهواجس التي تحيط به». وأكد البيان المشترك المكون من ١٤ فقرة، والصادر في ختام الاجتماع، «تأييد المجتمعين الكامل لحق الشعب السوري في تحديد مصيره والدفاع عن نفسه»، معتبراً «ان «جنيف ٢» الذي يستند الى بيان «جنيف ١» يهدف الى تمكين السوريين من السيطرة على مستقبلهم، وأن يضع حداً للنظام المتسلط عبر انتقال سياسي حقيقي».

ودان البيان «بأقصى حزم الأعمال الوحشية التي يرتكبها النظام بحق شعبه بدعم من حزب الله ومجموعات اجنبية اخرى». كما «دان بشدة الاستخدام المكثف للبراميل المتفجرة ضد المدنيين في حلب ومناطق اخرى وسياسة التجويع المعتمدة في ضواحي دمشق وحمص القديمة، وهو ما لا يمكن للأسرة الدولية التغاضي عن استمراره». ودعا البيان روسيا وإيران الى «استخدام كل نفوذهما لحمل النظام على احترام الالتزامات المتضمنة في قرارات مجلس الأمن، خصوصاً لجهة وقف هجماته ضد المدنيين وإطلاق سراح كل المعتقلين اعتباطاً». وجاء في البيان «ان الدول الـ١١ تجدد قناعتها بأن الحل الوحيد للنزاع هو الانتقال السياسي، استناداً الى التطبيق الكامل لبيان جنيف وصيانة سيادة واستقلال ووحدة سورية». ورحب المجتمعون «بمضمون دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للأطراف الى «جنيف ٢»، لتطبيق بيان «جنيف 1» بالكامل وتشكيل هيئة حاكمة انتقالية مخولة كافة الصلاحيات التنفيذية، معتبرين «ان الدعوة تؤكد بوضوح ان المشاركين في المؤتمر سيلتزمون بهذا الهدف. ودانوا «مواقف النظام السوري المناقضة لبيان جنيف الذي اقره قرار مجلس الأمن الرقم ٢١١٨، والذي ينبغي على النظام الالتزام به»، ملاحظين «ان احتمال ترشح بشار الأسد في انتخابات رئاسية يناقض تماماً مسار «جنيف ٢» وهدفه». وأكد البيان «التزام المشاركين التام بنص البيان الوزاري للمجموعة الأساسية الذي صدر في لندن، والذي يدعو الى تأليف الهيئة الانتقالية بوساطة الممثل الخاص الأخضر الابراهيمي»، وشدد على «ان «جنيف ٢» ينبغي ان يؤدي الى تحقيق منافع ملموسة وفورية للشعب السوري». وخلص البيان الى «ادانة وجود مقاتلين اجانب في سورية، سواء كانوا الى جانب النظام مثل حزب الله وغيره ولقوات المدعومة من ايران، او من المقاتلين ضمن مجموعات متطرفة» داعياً الى انسحابهم فوراً من سورية. وقال مصدر ديبلوماسي غربي لـ «الحياة» ان اجتماع باريس هدف الى مساعدة الائتلاف على التقدم نحو «جنيف ٢» بشكل موحد. ورأى ان اهم نقطة هي تأكيد الجميع ان «جنيف ٢» سيكون مرتكزا الى «جنيف ١» وان لا مستقبل للاسد في سورية. ولفت الى اجتماعات مكثفة مع الجانب الروسي، مؤكدا ان المؤتمر سيلغى اذا لم يحضر اي جانب في موعده المحدد. ولفت المصدر الى ان وزير الخارجية الاميركي كيري سيعقد لقاءات ثنائية صباح اليوم مع نظيره الروسي سيرغيه لافروف بحضور الابراهيمي، ثم مع وزير خارجية الاردن ناصر جودة ثم مع وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل. وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس التقى وزير الخارجية القطري خالد العطية.

 

ما هي ابرز النقاط في الاتفاق النووي بين ايران والقوى الكبرى؟

 موقع 14 آذار/من المقرر ان يدخل الاتفاق الانتقالي حول البرنامج النووي الايراني الذي ابرم في 24 تشرين الثاني 2013 بين ايران ومجموعة القوى الكبرى الست (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين الى جانب المانيا) حيز التنفيذ ابتداء من 20 كانون الثاني الحالي. ويخفف هذا الاتفاق بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران مقابل قيام ايران بخفض انشطة برنامجها النووي وفتحه امام عمليات تفتيش دولية اوسع لمدة ستة اشهر، وفي الوقت نفسه يجري التفاوض على "حل كامل".

ويتضمن الاتفاق "مرحلة اولى من ستة اشهر قابلة للتجديد باتفاق مشترك".

وينص على ان ايران "ستتخذ طوعا الاجراءات التالية " للحد من التخصيب:

- "حول مخزون اليورانيوم الموجود حاليا والمخصب بنسبة 20%، تحتفظ ايران بنصفه على شكل اوكسيد يورانيوم لصنع الوقود الخاص بمفاعل البحث المدني الايراني. اما النصف الثاني فتتم معالجته ليصبح تخصيبه اقل من 5%".

- "تعلن ايران انها لن تخصب اليورانيوم الى ما فوق 5% خلال ستة اشهر".

- "تعلن ايران بانها لن تواصل نشاطاتها في مصنع نطنز وفوردو ومفاعل اراك" (الذي يعمل بالماء الثقيل).

- "عند جهوزية تركيز عملية تحويل اليورانيوم المخصب الى مستوى اقصاه 5 بالمئة الى اوكسيد يروانيوم، تحول ايران اوكسيد الغاز المخصب في الاونة الاخيرة الى مستوى اقصاه 5 بالمئة خلال فترة الستة اشهر".

- "لن تكون هناك مواقع تخصيب جديدة".

- "لن يكون هناك بناء لمنشآت قادرة على المعالجة".

- "رقابة مشددة" : "على ايران ان تسلم معلومات مفصلة الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتضمن تصاميم المنشآت النووية ووصفا لكل مبنى في كل موقع نووي".

"تمكين خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية من حق الدخول بشكل يومي، ومن دون اعلان مسبق الى موقعي فوردو ونطنز".

"تقدم ايران معلومات يتم تحديثها عن عمل مفاعل اراك".

بالمقابل تلتزم الدول الست بتخفيف العقوبات على الشكل التالي :

- "تعليق الجهود لفرض مزيد من الخفض على مبيعات ايران من النفط الخام ما يتيح للزبائن الحاليين لايران مواصلة شرائه بالكميات نفسها".

- "تعليق عقوبات الولايات المتحدة حول صناعة السيارات في ايران وحول الخدمات المرتبطة بها".

- "لا عقوبات جديدة من مجلس الامن مرتبطة بالنووي".

- "لا عقوبات جديدة من الاتحاد الاوروبي مرتبطة بالنووي".

- "تمتنع الادارة الاميركية عن اتخاذ عقوبات جديدة مرتبطة بالنووي".

- "اقامة نظام تمويل يتيح التجارة الانسانية لتلبية حاجات ايران".

- "تعليق عقوبات الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة حول الذهب والمعادن الثمينة والخدمات المرتبطة بهما، وحول الصادرات البتروكيميائية الايرانية والخدمات المرتبطة بها".

وحسب البيت الابيض فان هذا التخفيف للعقوبات "المحدود والموقت والهادف والذي يمكن ان يلغى" يوازي نحو سبعة مليارات دولار.

بالمقابل فان غالبية العقوبات الاميركية التجارية والمالية تبقى قائمة خلال الاشهر الستة القادمة، مثلها مثل العقوبات التي يفرضها مجلس الامن.

 

مؤتمر باريس يحض الائتلاف المعارض على المشاركة في جنيف 2

وطنية - حضت "مجموعة اصدقاء سوريا"، "الائتلاف الوطني السوري" المعارض على المشاركة في مؤتمر جنيف - 2 في شأن الازمة السورية المقرر بعد عشرة ايام في سويسرا. وقالت الدول ال11 التي تدعم المعارضة السورية، في بيان اثر اجتماع في باريس، "نطلب فورا من الائتلاف الوطني التعامل بايجابية مع الدعوة الى تشكيل وفد المعارضة السورية التي وجهها الامين العام للامم المتحدة".

 

700 قتيل على الأقل في المعارك بين داعش والمعارضة السوريّة

أ.ف.ب.بيروت - قتل نحو 700 شخص في تسعة أيام من المعارك الدائرة بين عناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" ومقاتلي المعارضة السورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الأحد.

وأوضح المرصد أنّه وثق مقتل 697 شخصاً بين الجمعة الثالث من كانون الثاني/يناير ومنتصف أمس السبت، مشيراً إلى أنّ القتلى هم 351 مقاتلاً معارضاً و246 عنصراً من داعش ومئة مدني، موضحاً أنّ مصير مئات المعتقلين لدى الطرفين المتقاتلين لا يزال مجهولاً

 

فابيوس: النظام السوري يغذّي الإرهابيين ونأمل انعقاد جنيف2

وكالات/بيروت - أكّد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس دعم فرنسا الكامل للائتلاف السوري المعارض، وذلك بعد اجتماع لأصدقاء سوريا في باريس. فابيوس، وفي تصريح، قال: "نأمل أن ينعقد مؤتمر جنيف2 في الوقت المحدّد"، مديناً "الأعمال البشعة التي يقوم بها النظام السوري ضدّ شعبه". وأضاف: "هدف جنيف2 هو انتقال السلطة في سوريا"، مشدّداً على أنّ "النظام السوري هو الذي يغذّي الإرهابيين، الذين إذا أردنا التخلّص منهم نريد أن نتأكّد من نهاية النظام"، وموضحاً أنّ "الاجتماع كان إيجابياً". وتابع: "نرى أنّ جنيف2 يجب أن ينعقد والمجتمع الدولي يجب أن يُجمع على أن لا حلّ للمأساة السورية إلّا الحل السياسي، وجنيف2 سيشكل جواباً لتلبية طموح الشعب السوري".  من جهته، أشار رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا إلى أنّه "اتّفقنا على ألّا مستقبل للأسد وعائلته في سوريا"، مؤكّداً أنّ "عملية تسليم السلطة موضوع واضح ولا نقاش فيه".

 

رئيس الإئتلاف الوطني السوري أحمد الجربا: مجموعة "أصدقاء سوريا" اتفقت على عدم وجود الأسد وعائلته في مستقبل سوريا

أعلن رئيس الإئتلاف الوطني السوري أحمد الجربا الأحد على أن مجموعة "أصدقاء سوريا" التي اجتمعت في باريس اتفقت على إنهاء دور الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا. وقال الجربا في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "دخلنا في مرحلة الحسم التي ندرك صعوبتها ونشكر جميع الأصدقاء وعملية تسليم السلطة أصبحت موضع إجماع واضح لا نقاش فيه". وأضاف الجربا "إننا جميعا متفقون أنه ليس للأسد ولا لعائلته مستقبل في سوريا". هذا واتفق الإئتلاف على "الدعم السريع للجيش (السوري) الحر" بحسب جربا. من جهته قال فابيوس "النظام السوري هو الذي يغذي الإرهاب وإذا أردنا القضاء على الإرهاب يجب أن يصل النظام إلى نهايته". وأوضح أنه "على جنيف 2 أن يقرر تشكيل حكومة انتقالية تتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة في سوريا" متمنيا أن يعقد المؤتمر في وقته. وخلص فابيوس إلى القول "لا حل للمأساة السورية إلا الحل السياسي ومن المهم عقد جنيف 2 لهذا الغرض". وكالة الصحافة الفرنسية

 

اشهر فضائح رؤساء الدول مع النساء

أم تي في/فضيحة مدوّية طاولت قصر الإليزيه: علاقة عاطفية سرية تربط بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والممثلة جولي غاييه. لكن هذه الفضيحة ليست الأولى من نوعها، فقد سبقتها في ماض قريب فضيحة مماثلة كان بطلاها الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي والممثلة كارلا بروني، وقبلها لائحة فضائح عديدة وضعت الحياة الخاصة لرؤساء الدول تحت مجهر وسائل الإعلام.

فمن لا يذكر ما كشفته السلطة الرابعة عن خيانة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون لزوجته مع متدربة في البيت الأبيض تدعى مونيكا لوينسكي؟ ومن لا يذكر أيضاً العلاقة العاطفية التي جمعت بين الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي والممثلة الشهيرة ماريلين مونرو؟

عام 1994 صدمة كبيرة خضّت الفرنسيين حين اكتشفوا أنّ لرئيسهم Francois Mitterrand عشيقة منذ العام 1981 اسمها Anne Pingeot ولهما ابنة تبلغ من العمر عشرين عاما Mazarine Pingeot.

فضيحة أخرى في زمن كان العالم يرفض المثليين جنسياً: في منتصف القرن التاسع عشر، جمعت علاقة حب بين الرئيس الأميركي  James Buchanan  والـ senator William King.

 وتكثر الفضائح الرئاسية الأميركية. ففي العام 1918 اكتشفت السيدة الأميركية الأولى Eleanor Roosvelt أن زوجها الرئيس Franklin Roosvelt يخونها مع معاونتها Lucy Mercer بعدما وجدت رسائل حب في حقيبته.

خيانة زوجية أخرى: الرئيس الأميركي Warren Harding كان على علاقة عاطفية مع امرأة أصغر منه بثلاثين عاماً Nan Britton وقد أنجبت له طفلة غير شرعية. كذلك الأمر بالنسبة لـلرئيس الأميركي Lyndon Johnson وما قيل عن علاقته الغرامية بمادلين براون التي أنجبت له ابناً.

ومن أبرز الفضائح الرئاسية فضيحة Moshe Katsav الذي تولى منصب الرئاسة الاسرائيلية بين الـ 2000 والـ 2007 وأجبر على الاستقالة بسبب قضايا اغتصاب وتحرش جنسي كما حكم عليه بالسجن 7 سنوات.

هذه عينة من فضائح رئاسية تحصل في أكثر من بلد ولكن لا يكشف عنها في كل الدول لأسباب عدة أبرزها انعدام الديمقراطية وحرية التعبير..

 

لماذا تراجع حزب الله؟

نديم قطيش/اليوم السعودية

يكثر أصدقاء عرب ولبنانيون من طرح السؤال نفسه. لماذا تراجع حزب الله عن شرطه بحكومة يمتلك فيها ثلثاً معطلاً لقرارها، وكان يعتبرها الحد الأدنى الذي يرضى به، وبات يطالب بحكومة لا يمتلك فيها هذا الثلث، بعد أن كان رفضها بإصرار طوال تسعة اشهر؟ بل لماذا بات يبدي كماً مفاجئاً من الليونة حيال شروط قاسية لقوى الرابع عشر من آذار مثل عدم تضمين البيان الوزاري ثلاثية 'الجيش والشعب والمقاومة”، وتضمينه بنود 'إعلان بعبدا” الذي ينص في بنوده على 'ضبط الأوضاع على طول الحدود اللبنانيّة السوريّة وعدم السماح بإقامة منطقة عازلة في لبنان وباستعمال لبنان مقرّاً أو ممراً أو منطلقاً لتهريب السلاح والمسلحين” كما يجدد 'إلتزام القرارات الدوليّة، بما في ذلك القرار 1701، الذي يعني ضمنا إحالة ما يسمى المقاومة على التقاعد والبدء بوضع خارطة طريق لنزع سلاح ميليشيا حزب الله.

كل هذا!!؟؟ الحقيقة أن 'تراجعات” حزب الله (وأضعها بين مزدوجين بإلحاح)، لا ترتبط في الواقع بأي متغيرات إقليمية كبرى، أبرزها مثلا بدايات المسارات السياسية الجديدة في ايران. فهذه بالكاد أقلعت إيرانياً، وسيكون علينا انتظار الكثير من الوقت قبل ان نبدأ بتلمس نتائجها خارج طهران. كما لا ترتبط هذه 'التراجعات” بنتائج الميدان السوري على الرغم من اتفاقي مع من يقول إن حزب الله استعجل الاعلان عن انتصار عسكري مبكر، غير متحقق وغير قابل للصرف لبنانياً. 'تراجعات” حزب الله جاءت عند تقاطعات داخلية صرفة. أيقن الحزب أن فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، مدعوماً من فرنسا (ليس صدفة انها دولة العامود الفقري في تنفيذ القرار ١٧٠١)، جاد في خيار الذهاب إلى حكومة حيادية تخرج القرار الوزاري من قطبية الثامن والرابع عشر من آذار. تزامن ذلك مع تطورين أربكا رئيس الجمهورية. تطور أمني مثلته العملية الانتحارية في حارة حريك التي وضعت الرئيس أمام بيئة (مستفزة اصلاً) بأعلى درجات الاستفزاز حيال خيارات ستعتبرها استهدادفاً لها. ثم جاء موقف للبطريركية المارونية بدا معترضا على خيار الذهاب بحكومة حيادية لما قد يعنيه ذلك من احتمال تطيير الاستحقاق الرئاسي في بين ٢٥ آذار و٢٥ أيار المقبلين، ليس بفعل الرابط الدستوري بين الاستحقاقين الحكومي والرئاسي، وهما غير مرتبطين دستورياً، انما بفعل البلطجة السياسية لمن سيعتبر أن حكومة الحياد هي استهداف له، أي حزب الله.

في هذه اللحظة المعقدة داخلياً، رمى حزب الله ورقة موافقته على الحكومة السياسية التي يجري البحث في تفاصيلها الآن، فزاد من العناصر التي فرملت عملياً اندفاعة سليمان باتجاه حكومة حيادية. لم يعد رئيس الجمهورية محاصرا بالأمن وبالموقف الكنسي وحسب، بل زاد على ذلك 'إيجابية” محرجة أبداها حزب الله من خارج سياق أدائه السياسي منذ ثلاث سنوات.

وبهذا ضمن حزب الله، حتى الآن، حماية أولويته بالبقاء داخل السلطة التنفيذية التي كان سيقصى عنها لو نجح خيار الحكومة الحيادية بغير الحزبيين. وبالتالي نجح في حماية حصة راجحة له في القرار السياسي بالبلد، فيما لو حصل أي فراغ في سدة رئاسة الجمهورية وانتقلت صلاحيات هذا الموقع الى الحكومة اللبنانية كما ينص الدستور.

إلى رئيس الجمهورية، أربكت مناورة حزب الله، قوى الرابع عشر من آذار التي انزلقت إلى ملعب اختاره حزب الله وهو خضوع الفريق الاستقلالي للجلوس مع الحزب بعد طول تمنع.

وبالتالي قبل ازدهار التنظير لعدد التراجعات التي يفترض ان حزب الله اقدم عليها في اطار الاتفاق الحكومي الجاري انضاجه، ينبغي التمهل ومراجعة الأسلوب الايراني المحنك في 'تجرع كأس السم”. هذه عبارة استخدمها الامام الخميني لوصف موافقة بلاده على القرار الدولي ٥٩٨ الذي أوقف الحرب العراقية الايرانية بهزيمة لطهران. ما اقدم عليه الخميني يومها يفوق بسماوات قطرات السم التي يفترض ان حزب الله بلعها، والتي يراد لنا ان نصورها انتصاراً سياساً. تجرع الخميني كأس السم يومها في اطار خطوة الى الوراء للقفز اكثر من خطوة الى الامام، وكذا يفعل حزب الله اليوم. يعرف الحزب انه سيذهب في ختام مساره الحالي الى تسوية ما، لكنه يريد الوصول الى محطة التسوية وقد انهك خصومه واضعفهم مرتين: مرة بالاغتيال وتصحير ساحتهم من الكوادر الجدية، وأخرى بالتسوية لإستنزاف مشروعية ومصداقية من بقي منهم.

 

الأزمة الأيديولوجية التي يواجهها «حزب الله»

ماثيو ليفيت/تايمز أوف إيزرائيل، [أوقات إسرائيل

منذ نهاية حرب تموز/يوليو عام 2006، ألقى الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصر الله جميع خطاباته الجماهيرية تقريباً من مكان حصين (مع استثناء وحيد). في مطلع آب/أغسطس 2013، وتحديداً في "يوم القدس"، أقدم نصر الله على الظهور علناً - وهو أمر نادر الحدوث - لحشد أنصاره في ضوء إحدى أشد التحديات التي واجهها «حزب الله» منذ نشأته. وقد واجه الأمين العام للحزب تحديات كبيرة في يوم الخطاب، وكذلك هو الحال في الوقت الراهن. لقد وُجه الاتهام - من قبل "المحكمة الدولية الخاصة بلبنان" ومقرها في «لاهاي» - إلى عناصر من «حزب الله» بالضلوع في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، وتم اعتقال آخرين بتهمة التخطيط لشن هجمات إرهابية في نيجيريا، وإُدانة عناصر أخرى منهم بتهم مماثلة في تايلاند وقبرص. وقام الاتحاد الأوروبي بإدراج الجناح العسكري لـ «حزب الله» في القائمة السوداء، كما حظر "مجلس التعاون الخليجي" على الدول الأعضاء فيه تقديم أي دعم للحزب، وبدأ في ترحيل أنصار المليشيا الشيعية المشتبه بهم.

بيد أن كل ذلك لا يُعتبر ذا شأن أمام التحديات الوجودية التي يواجهها «حزب الله» جراء مشاركته الفعالة في الحرب في سوريا. فبوقوفه مع نظام الأسد ومساندته لأنصار النظام العلويين وإيران وحمله السلاح ضد الثوار السُنة، فهو بذلك قد وضع نفسه في بؤرة صراع طائفي، ليس له علاقة من قريب أو بعيد بعلة وجود الحزب المزعومة وهي: "مقاومة" الاحتلال الإسرائيلي. وكما قال كاتب لبناني شيعي ساخر بعد يوم من خطاب نصر الله في «يوم القدس»: "إما أن المقاتلين لم يجدوا فلسطين على الخريطة واعتقدوا بأنها في سوريا، وإما أنه قيل لهم أن الطريق إلى القدس يمر عبر القصير وحمص"، وهي مناطق في سوريا قاتل فيها «حزب الله» إلى جانب قوات الأسد ضد الثوار السُنة.

غير أن المعنى الضمني واضح. فـ «حزب الله» اللبناني لم يعد "مقاومة إسلامية" خالصة لقتال إسرائيل، بل أصبح ميليشيا طائفية ووكيلاً إيرانياً يقوم بالمزايدة لصالح بشار الأسد وآية الله خامنئي على حساب أشقائه المسلمين. لذا لم يكن مفاجئاً أن تأتي الضربات ضده من دوائر متطرفة أيضاً. ففي حزيران/يونيو، أصدرت "كتائب عبد الله عزام"، التابعة لـ تنظيم «القاعدة» في لبنان بياناً تحدّت فيه نصر الله ومقاتلي «حزب الله» "بإطلاق رصاصة واحدة على فلسطين المحتلة، وإعلان مسؤوليتهم" عن ذلك. وأضاف البيان أن باستطاعتهم إطلاق النار على إسرائيل من لبنان أو سوريا، بعد أن رأوا «حزب الله» "يطلق آلاف القذائف والطلقات النارية على السنة العزل وعلى نسائهم وشيوخهم وأطفالهم، ويهدم منازلهم على رؤوسهم".

ولكن بينما قد يكون من المتوقع استهزاء وتهكم الجماعات السنية المتطرفة، يواجه «حزب الله» الآن تحديات لم يكن يتوقع مواجهتها قبل بضع سنوات. على سبيل المثال طالب الرئيس اللبناني ميشال سليمان قبل يوم واحد من خطاب نصر الله في آب/أغسطس - وللمرة الأولى على الإطلاق - الدولة اللبنانية الحد من قدرة «حزب الله» على العمل كميليشيا مستقلة خارج سيطرة الحكومة.  فإقدام «حزب الله» على الزج بمقاتلين في سوريا، أوجد لدى العديد من اللبنانيين شعوراً بأن الحزب إنما يضع مصلحته كجماعة فوق مصلحة لبنان كدولة، وهو الشيء الذي يتناقض مع الصورة التي طالما سعى جاهداً أن يرسمها عن نفسه وهي أنه جماعة لبنانية أولاً وقبل كل شيء. والآن بعد أن وصف «حزب الله» نفسه بأنه يتقدم الصفوف للدفاع عن المطرودين في وجه ما يتعرضون له من ظلم فضلاً عن محاولاته الدائمة للتقليل من أهمية هويته الطائفية الموالية لإيران، يجد الحزب أنه قد تم الطعن في هذه المزاعم في ضوء رفضه الالتزام بالموقف الرسمي للحكومة اللبنانية بعدم التدخل في سوريا. بل وعلى العكس من ذلك، فإن دعم «حزب الله» الوقائي لممارسات النظام العلوي الوحشي ضد المعارضة السورية التي غالباً ما يقودها السنة، يقوض صورته المنغرسة في الأذهان منذ وقت طويل على أنه حركة «مقاومة» لبنانية بلا ريب.

وفى خطابه حاول نصر الله إخفاء حقيقة مفادها أن اللبنانيين السُنة والشيعة يقاتلون الآن بعضهم البعض علناً في سوريا ويهددون بجر القتال الطائفي الدائر عبر الحدود إلى لبنان، عن طريق الإشارة إلى أن الشيعة والسنة في لبنان اتفقوا على ألا يتفقوا بشأن سوريا. وقال نصر الله في خطاب له في أيار/مايو الماضي موجهاً كلامه إلى السنة في لبنان: "إننا نختلف بشأن سوريا. أنتم تقاتلون في سوريا؛ ونحن نقاتل في سوريا؛ فدعونا نتقاتل هناك. هل تريدون أن أكون أكثر صراحة؟ لنترك لبنان بعيداً عن الحوادث. لماذا يجب أن نتقاتل في لبنان؟" إلا أن ذلك الطرح لم يلق قبولاً لدى رفاق نصر الله من اللبنانيين، الذين أرادوا إنهاء التدخل اللبناني في الحرب في سوريا، وليس اتفاقاً نبيلاً يقوم على قتل المواطنين اللبنانيين بعضهم البعض عبر الحدود.

وفي الخطاب ذاته، تحدث نصر الله عن "خطرين كبيرين" يواجهان لبنان: الأول، كما قال، هو "إسرائيل ونواياها وجشعها ومخططاتها".  والخطر الثاني كما أضاف نصر الله يتعلق بـ "التغييرات التي تحدث في سوريا". وبالنسبة لإسرائيل، حذر نصر الله من أنها تشكل تهديداً يومياً للبنان. وأما سوريا، فالنظام هناك يواجه "محوراً تقوده الولايات المتحدة التي من المؤكد أنها صانعة القرار فيه". كما أن البريطانيين والفرنسيين والإيطاليين والألمان والعرب والأتراك مشتركون أيضاً، ولكنهم "جميعاً يعملون لصالح الأمريكان [نفس المصدر]". ولكن من هي القوة الحقيقية المسؤولة عن "التغييرات التي تحدث في سوريا"؟ "نحن نعرف أيضاً أن هذا المحور يحظى بدعم ضمني من إسرائيل نظراً لأن المشروع الأمريكي في المنطقة إسرائيلي بامتياز". وأكد نصر الله أن «حزب الله» لا يقاتل في سوريا في صراع طائفي، بل يكافح المشروع التكفيري السني المتطرف الذي له علاقات مع تنظيم «القاعدة» و"تموله وتدعمه أمريكا" لتحقيق المصلحة الأمريكية بتدمير المنطقة. وبعبارة أخرى، إن الحرب الدائرة في سوريا لم تعد ثورة شعبية ضد نظام سياسي، ولكن ساحة تسعى من خلالها أمريكا إلى فرض مشروعها السياسي الخاص على المنطقة. واختتم نصر الله حديثه قائلاً: "حسناً، نعلم جميعاً أن المشروع الأمريكي في المنطقة مشروع إسرائيلي بلا شك". وهكذا ففي قتالنا في سوريا "نعتبر أنفسنا اليوم بأننا ندافع عن لبنان وفلسطين وسوريا".

ولكن ثمة عدد قليل من خارج مؤيدي «حزب الله» يقتنعون بهذا المنطق الملتوي الذي مفاده بأن الثورة السورية هي مخطط أمريكي أو إسرائيلي. ولم تسنح الفرصة لنظام الأسد و «حزب الله» لتوجيه الاتهامات إلى إسرائيل إلا عندما استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية مخازن الأسلحة - سواء تلك المنقولة من نظام بشار الأسد إلى لبنان أو الأسلحة الإستراتيجية مثل الصواريخ الروسية (ياخونت) المضادة للسفن.

فعلى سبيل المثال، في تموز/يوليو، استهدفت غارة إسرائيلية مخزن أسلحة بالقرب من اللاذقية كان يحتوي على صواريخ متطورة مضادة للسفن. وقبل ذلك بشهرين، استهدفت مقاتلات إسرائيلية شحنة صواريخ أرض- أرض متنقلة من نوع "فاتح-110"، مع أسلحة أخرى، كانت إسرائيل تخشى من نقلها إلى «حزب الله». وفي كانون الثاني/يناير، استهدفت إسرائيل قافلة تنقل صواريخ أرض- جو روسية من نوع "SA-17"، اعتقدت إسرائيل أنه يتم نقلها إلى «حزب الله». ولكن حتى عندما وقعت مثل هذه الغارات، أوضح مسؤولون إسرائيليون علناً أن إسرائيل ليس لديها مصلحة في أن تصبح طرفاً في الحرب في سوريا. كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد في حزيران/يونيو أن "إسرائيل لن تتورط في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، طالما لم يتم استهدافنا".

ومن سوء حظ «حزب الله» أن تصريحات نتنياهو لم تكن مجرد دعاية. فمنذ فترة طويلة ينتهج الإسرائيليون سياسة محاولة منع وصول الأسلحة إلى الجماعات الإرهابية مثل «حزب الله» - بدءاً بعملية الاستيلاء على سفينة "كارين A" في البحر عام 2002، ومروراً بإرسال طائرات حربية لتدمير مصنع أسلحة إيراني تردد أنه موجود في السودان في تشرين الأول/أكتوبر عام 2012 وعمليات أخرى - ولم تتدخل إسرائيل في الحرب السورية بأي طريقة أخرى باستثناء تلك الهجمات القليلة المنفصلة التي استهدفت مخابئ الأسلحة. ولهذا السبب، وعلى عكس ما هو متعارف عليه في السابق، ربما يحاول «حزب الله» جر إسرائيل إلى الحرب.

وفي مطلع آب/أغسطس، وقع مثل هذا الحادث عندما أصيب أربعة جنود إسرائيليين في انفجارين أثناء مرورهم في دورية على الحدود مع لبنان. ووفقاً لصحيفة "الأخبار" اللبنانية اليومية التي تعتبر ناطقة بلسان «حزب الله»، كان هذان التفجيران جزءاً من "كمين" منظم، يوضح إمكانيات "جهاز الاستخبارات" التابع لـ «حزب الله». وربما يسعى «حزب الله» أيضاً إلى خلق ذريعة لإطلاق عدد محدود من الصواريخ ضد إسرائيل ربما رداً على هجوم إسرائيلي مضاد بعد شن غارة عبر الحدود. وقد دعا «حزب الله» بالفعل جماعات فلسطينية إلى تنظيم وتنفيذ هجمات على إسرائيل من مرتفعات الجولان، وعرض نصر الله المساعدة لأي جماعة تقوم بذلك.

وقد اتخذ «حزب الله» موقفاً مماثلاً في أواخر ذلك الشهر، في أعقاب الهجوم بالأسلحة الكيماوية في 21 آب/أغسطس في دمشق، وقد بدت الولايات المتحدة (في البداية) مستعدة لشن هجوم عقابي على سوريا بسبب انتهاك الخط الأحمر الذي وضعه الرئيس أوباما لاستخدام الأسلحة الكيماوية. وعلى الفور، حذر الشيخ عفيف النابلسي المؤيد لـ «حزب الله» من أن "أي اعتداء أمريكي على سوريا سوف يجد رداً قاسياً ضد المصالح الأمريكية في المنطقة وضد إسرائيل مباشرة". وأوضح مصدر رفيع المستوى مقرب من «حزب الله» لصحيفة «ديلي ستار» أنه إذا "كان الهجوم الغربي مقتصراً على أهداف معينة في سوريا، فلن يتدخل «حزب الله»". ولكنه أضاف، "في حال شن هجوم نوعي يستهدف تغيير ميزان القوى في سوريا، سوف يقاتل «حزب الله» على جبهات متعددة"، منها "شن حرب نكراء ضد إسرائيل". وكانت الإشارة هنا بوضوح إلى إمكانية إطلاق «حزب الله» صواريخ على إسرائيل. هذا وربما قدمت الضربات الأمريكية فرصة بديلة كان «حزب الله» يسعى إليها من أجل شن هجمات على إسرائيل، ولكن دون أن يكون ذلك الضرب قاسياً بما يستلزم رداً ساحقاً في المقابل.

وإذا لم يجد «حزب الله» حجة إسرائيلية ضعيفة يبرر بها الاحتفاظ بسلاحه بصفته كيان يقوم بـ "مقاومة مشروعة"، لن يتبق للحزب الكثير لتبرير وجوده كميليشيا مستقلة تعمل خارج سيطرة الحكومة اللبنانية. ولكن الأسوأ من ذلك هو أنه طالما استمر «حزب الله» في القتال إلى جانب إيران ونظام الأسد ضد الثوار السنة، سيتم اعتبار «حزب الله» وبشكل متزايد على أنه قوة طائفية تعمل على تقويض المصالح الأمنية والسياسية للدولة اللبنانية. ويستمر «حزب الله» في شحذ إمكانياته العسكرية على طول الحدود مع إسرائيل؛ ووفقاً لقائد المنطقة الشمالية في إسرائيل ميجور جنرال يائير جولان، فعند المقارنة بما كان عليه الوضع قبل سبعة أعوام، عندما حاربت الميليشيا الشيعية إسرائيل في المرة الأخيرة، فإن "«حزب الله» هو [اليوم] أفضل تسليحاً وأفضل تدريباً وأكثر حذراً". وربما يشعر «حزب الله» في مرحلة ما بالحاجة إلى تجديد أوراق اعتماده كـ "حركة مقاومة". وعندما يمضي في هذا الطريق، سوف تصبح إسرائيل في مرمى نيران «حزب الله» اللبناني مرة أخرى.

**ماثيو ليفيت هو مدير برنامج ستاين للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن ومؤلف كتاب "«حزب الله»: البصمة العالمية الواضحة لـ «حزب الله» اللبناني".

 

هل تيار "المستقبل" على أهبة انبطاح جديد؟

مهى عون/السياسة

في حين تسود حالة من الهرج والمرج ممزوجة بنسبة عالية من الاستياء المحقون في صفوف كوادر وقاعدة فريق "14 آذار" الشعبية, نتيجة لمواقف تيار "المستقبل" الأخيرة, التي اختصرها الرئيس سعد الحريري منذ يومين بإعلانه قبول تيار "المستقبل" صيغة ال¯"8+8+8" لتشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة, في ظل حالة الاستنكار هذه يبرر تيار "المستقبل" قبوله المشاركة في حكومة تجمعه مع "حزب الله" الى الطاول نفسها, أولاً من باب الحاجة لوقف مسلسل سفك الدم اللبناني, بعد اغتيال الوزير محمد شطح, وثانياً بدافع تقدير عودة "حزب الله" عن شروطه التعجيزية في المطالبة بحكومة "9+9+6" واعتبار هذه العودة بمثابة التراجع الايجابي القابل للبناء عليه.

وبالتالي قد يعتبر تيار "المستقبل" في سياق تبريره هذا القبول في الجلوس مع ممثلي حزب يمعن مقاتلوه بالجريمة السورية الى الطاولة نفسها الجامعة لحكومة مقبلة, بأن مد اليد لملاقاة الحزب في نصف الدرب, قد يمهد الى الوصول الى اوضاع تمكن الدولة اللبنانية من تحقيق الحياد الآمن عن مجريات الأحداث في سورية. وذلك ربما عن طريق المراهنة على موقف ينتظره فريق "14 آذار" يصدر عن الحزب ويعلن بموجبه الالتزام بإعلان بعبدا وقبوله التراجع عن صيغة "جيش وشعب ومقاومة" والتي كان يتمسك بها ويعتبرها لبنة أساسية في تشكيل كل الحكومات السابقة.

وبانتظار أن تنجلي الأمور بشأن هذه المراهنات وتداعياتها الفعلية على أرض الواقع, وبانتظار أن ينكشح الضباب حول مسألة ما سوف يتضمنه البيان الوزاري, تبقى المخاوف والتساؤلات نفسها حول مدى قابلية "حزب الله" الالتزام بكلامه وبوعوده وخصوصا أن التجارب السابقة معه في هذا المجال لم تكن مرضية, ولا مشجعة على الاستمرار بمد اليد باتجاهه, فلا الكلام عن وحدوية شعار "جيش وشعب ومقاومة" منعه من التفرد بقرار الحرب والسلم, ولا الجلوس معه الى طاولة لمجلس الوزراء ساهم في حقن دماء قادة وممثلي فريق "14 آذار", حيث إن غالبيتهم طاولتهم اليد الغادرة, و"حزب الله" متواجد بشكل شاهد زور في كل التشكيلات الوزارية السابقة.

كما أن إعلان "حزب الله" الالتزام بالقرارات الدولية, سيما القرار 1701 لم يرده عن تكديس الأسلحة في كل مناطق الجنوب خارج الحدود المفروضة, أي وراء الليطاني المدرجة في القرار الدولي.

أما الأمر الأكثر خطورة في كل ما يجري, فهو ليس شكل التوزيع العددي للحكومة ولا قبول أو عدم قبول "حزب الله" العودة عن رفضه لإعلان بعبدا أو التخلي, أو عدمه عن شعار "جيش وشعب ومقاومة", الأخطر هو مجرد تواجد "حزب الله" اليوم في أي حكومة مقبلة, وفي هذه المرحلة بالذات, بمعنى تواجده وهو مسيطر على قرار الحرب والسلم من ناحية, وحرية التواجد واستمراره في الداخل السوري من ناحية أخرى.

كما أن مجرد تواجده يعني مسبقاً رضوخ باقي الفرقاء لكل مقرراته وان لم يكن بالحسنى يكون بواسطة التخويف والترهيب والتهديد, فهو الفريق الوحيد الذي يملك السلاح والعتاد الفتاك ضمن التشكيلة الحكومية, ومن يملك القوة يملك القرار, وألا ننسى أن الحزب تمكن من إحداث التعطيل داخل الحكومة بمجرد اعتكاف وزرائه ووزراء حركة "أمل" عندما طرح موضوع تمويل المحكمة الدولية. فعنصر التخويف, ناهيك عن التهديد الذي يمارسه على الفرقاء الآخرين في الحكومة, خارج عن فريق "14 آذار" ممن يسمون "الحياديين", أو من غير الملتزمين, كممثلي النائب وليد جنبلاط, كفيل بتحويل الأكثرية لصالحه عندما يحتاجه الأمر, وهو بالتالي ليس بحاجة الى تحقيقها, أي هذه الأكثرية بشكل مسبق, ولكن "حزب الله" يهمه اليوم مجرد التواجد في الحكومة بأي صيغة ممكنة ومعاكسة حصول ذلك أو الوقوف بوجهه, هو متعذر على أي كان, فلا رئيس الجمهورية قادر على هذا ولا سواه.

يبقى أن ما يمكن قوله, هو إن المناورة التي تخلو من الدهاء, والتي قام بها "حزب الله" بعد اغتيال الوزير شطح, شكلت مقدمة لفرض مشاركته في الحكومة وهي مشاركة كانت ترفضها قوى "14 آذار" بسبب رفضها لقتال "حزب الله" في سورية ودعوتها له للانسحاب من الداخل السوري قبل التفكير بأي شراكة حكومية مقبلة. والمناورة كان فحواها حمل فريق "14 آذار" على تغيير موقفه الرافض لمشاركة الحزب بالوزارة, وهذا ما حدث فعلاً. لقد تغيرت بالفعل المعادلة بعد اغتيال الوزير شطح, حيث إن قبول فريق "المستقبل" أصبح شبه محتم بسبب التهديد الذي حمله هذا الاغتيال, وأفرغ موقف "14 آذار" عموما من مضمونه الرافض لمد اليد باتجاه حزب مشارك بالجريمة السورية.

بمعنى أن "حزب الله" في قبوله بصيغة "ثلاث ثمانات" يربح أوراقاً كثيرة دفعة واحدة من ناحية أنه يصبح حر اليدين, طليقاً أكثر, أولاً: في قراره المضي في القتال في الداخل السوري, وثانياً: عن طريق الاستكمال في التمتع بقرار الحرب والسلم في الداخل اللبناني, والإبقاء على سلاحه لهذا الهدف, وتحت هذه الذريعة, ناهيك عن تبييض مجاني لصفحته الملوثة بالدم السوري يقدمها له تيار "المستقبل" على الصعيد السني ناهيك عن العالمي, وخصوصا على مشارف انعقاد المحكمة الدولية الناظرة باغتيال الرئيس الحريري. فالمشاركة في الحكومة تعطيه الكثير ولا تفقده شيئاً على عكس تيار "المستقبل" الذي سوف يخسر الكثير عن طريق هذه المشاركة, فهو سوف يخسر حلفاءه من المسيحيين, وأولهم حزب "القوات اللبنانية", المصر على عدم مصافحة اليد القاتلة للشعب السوري, وثانياً على صعيد قاعدته السنية بالذات التي بدأ يعمها الاستياء, لا سيما أن دم الشهداء الذين سقطوا في تفجير "الستاركو" وعلى رأسهم الشهيد محمد شطح لم تجف بعد, أما ثالثاً فهو عن طريق إظهاره وكأنه مكون لبناني طبيعي ولا يمكن مقاضاته, عندما يحين وقت تعداد المجرمين بحق الشعب السوري في حال أدرج هكذا بند في مؤتمر "جنيف - 2".

بالمختصر بقبوله المشاركة مع "حزب الله" في الوزارة نفسها يؤمن تيار "المستقبل" اليوم, الغطاء المريح لـ"حزب الله" ولكن على حسابه وحساب مستقبل قاعدته ومصير المحكمة الدولية, والحزب في المقابل, كما العادة, بدهائه المعهود, ما زال يراهن ويكسب من تمكنه من حمل تيار "المستقبل" على الانبطاح مجدداً ومجدداً.

 

إغتيال شطح ثَمنُ الحكومة... فما ثَمنُ الرئاسة؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

خلافاً لمحاولات التسويق، صيغة الـ9-9-6 أفضل لفريق «14 آذار» من صيغة 8-8-8. وفي عبارة أكثر دقة، «9-9-6 حقيقية» أفضل من «8-8-8 مزوَّرة». لكن في «14 آذار» مَن يريد إختيار المزوَّر، مرة ثانية... بعد الألف!

إذا نجحت الضغوط لتأليف حكومة 8-8-8، فهي حتماً ستعطي فريق "8 آذار" غالبية الثلث المعطِّل، سواء على طريقة "الوزير الملك" المقنَّع كما في وضعية الوزيرالسابق عدنان السيد حسين في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، أو من خلال التموضع الذي بات يلتزمه النائب وليد جنبلاط بنحوٍ شبه نهائي، إلى جانب "حزب الله". فـ"للظروف أحكام". وهذه الأحكام قائمة وستترسّخ في المرحلة المقبلة داخلياً وسورياً وإيرانياً.

لم تكن "14 آذار" قادرة على "بَلْعِ" صيغة 9-9-6، لأنها ملغومة. فـ"حزب الله" ليس كريماً في السياسة إلى حدّ منح خصومه "الثلث المعطّل"، ولا هو مضطر إلى ذلك. وفي تقدير المطلعين، أنّ ما يريده "الحزب" من هذه الصيغة هو "إغراء" "14 آذار" بالتعادل في الحصول على الثلث المعطّل. وبعد الثقة، يبادر إلى إسقاط الحكومة. وهكذا "يطيّر" الرئيس تمام سلام الذي جاء ضمن صفقة سعودية ـ سورية ـ إيرانية كان يجب أن تتم، لكنّ السعودية لم توافق عليها.  وبعد ذلك، تستفيد "8 آذار" من تموضع جنبلاط الجديد في المجلس النيابي، وتختار رئيساً للحكومة يناسبها، وتفرض الحكومة التي تريدها على رئيس الجمهورية في الأيام الأخيرة من ولايته. فتكون هي الحكومة التي تتولّى صلاحيات الرئاسة إذا تعطّلت الإنتخابات في أيار. وربما كان لفريق "14 آذار" باب للنجاة في هذه الصيغة، إذا نجحت الضغوط الدولية في فرض إنتخابات رئاسية، ضمن تسوية إقليمية.

لكنّ صيغة 8-8-8 لا تبدو مختلفة عن صيغة 9-9-6 من حيث المخاطر، لأنهما تصلان واقعياً إلى مكان واحد. وحتى لو أظهر فريق "8 آذار" حرصه على تمثيل حقيقي له ولخصومه بثمانية مقاعد، فإنه سيضمن حصته من الوزراء الثمانية المفترض أنهم وسطيون. وهو لن يفرج عن الحكومة ما لم يتوافر له ذلك. أي إنه في الصيغة الجديدة يضمن لنفسه "الثلث المعطّل، فيما يُحجَب هذا الإمتياز عن "14 آذار".

وسيكون المكسب السياسي المؤكد لـ"حزب الله" هو: تشريع مشاركته في النزاع السوري، وتكريس الثلاثية المعروفة في البيان الوزاري، بعبارات تحفظ لـ"14 آذار" ماء الوجه، فيما سيكون جمهورها أمام نكسة جديدة. فالدعوة إلى "المقاومة السلمية" ومقاطعة "حزب الله" في أيّ حكومة أو حوار حتى العودة من سوريا، لم يجفّ حبرها بعد. وسيقول قسم كبير من هذا الجمهور: حسناً فعلنا بأننا لم نصدّق الدعوة، مرة أخرى. فقد سبقتها دعوات مماثلة لـ"تحرير الحياة السياسية من وطأة السلاح" قبل 3 سنوات، ودعوات أخرى كثيرة قبلها وبَعدها. ويبقى قيد النقاش ما إذا كان على "14 آذار" أن تستجيب الدعوة إلى حكومة 9-9-6 أم لا. لكن، الواضح هو أنّ "العواقب" التي لوّح بها "حزب الله"، في حال رفض هذه الصيغة، جاءت فعلاً. وتبيّن أنّ إغتيال الوزير السابق محمد شطح، ثم إنفجار حارة حريك، تركا مفاعيلهما. وتبيّن أنّ "ما بعد إغتيال شطح هو غير ما قبله"، كما قال بعض رفاقه في التشييع... ولكن في المعنى المعاكس! فقبل الإغتيال رفض هؤلاء الصيغ التي لا تقنعهم، ولكنهم أصبحوا بعده سريعي الإقتناع. وبات بعضهم يبحث فقط عن ماء الوجه لتبرير إنضوائه في التسوية، من دون النظر إلى المفاعيل السلبية التي سيتركها ذلك على جماهير "14 آذار"... إذا جرى تجاوز الأزمة داخل أركان هذا الفريق، بإقناع الرافضين مجدداً ومرة أخرى، نتيجة التدخلات والوساطات والضغوط الداخلية والخارجية. ويقول ركن في "14 آذار": "أدرك خصومنا أنّ هناك سبيلاً متوافراً لتطويعنا. والنماذج الأخيرة البارزة هي: إتفاق الدوحة ثَمنُه 7 أيار 2008، وإسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري ثَمنُه ترهيب جنبلاط، وفرض الحكومة اليوم ثَمنُه إغتيال شطح. فما هو الثَمن المفترض لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية... إذا كانت هناك إنتخابات؟ وأيّ حكومة موعودة، وأيّ رئيس؟

 

هذا ما سيقوله جعجع اليوم

رينا ضوميط/جريدة الجمهورية

تحت عنوان «زمن العدالة»، يُنظِّم حزب «القوات اللبنانية» لقاء عند الخامسة بعد الظهر اليوم في معراب، سيتضمَّن كلمات عدة أبرزها لرئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، وللرئيس سعد الحريري ممثلاً بالنائب جمال الجراح، فضلاً عن كلمة للأمانة العامة لقوى «14 آذار». إعتادت «القوات اللبنانية» تنظيم مؤتمرات بشكل مبرمَج وتحت عناوين واضحة، بهدف تركيز المواقف السياسية وإعلاء الصوت المعارض وتأييد قضايا محددة.

وقد أظهرت هذه المؤتمرات حراكاً سياسياً لافتاً لا تقتصر أهميته فقط على المواقف التي يُطلقها جعجع في هذه المناسبات، إنما تكمن أهميّتها في تواصل «القوات» مع الرأي العام والكادرات والقوى الناشطة في قوى «14 آذار»، هذه المكوّنات التي باتت تنتظر هذه المناسبات لتتواصل في ما بينها، وتتواصل مع جعجع تحديداً، في ظلّ غياب الأطر التنظيمية داخل «14 آذار».

فـ»القوات» تُشكّل، من خلال هذه المناسبات، «حاضنة» للرأي العام الاستقلالي الذي شعر في الاشهر الاخيرة بأنه متروك من دون أي قيادة أو مظلّة سياسية. وبالتالي، باتت هذه اللقاءات حاجة للرأي العام الذي ينتظرها من أجل التفاعل والتنسيق. وفي هذا السياق، سيؤكّد المؤتمر مدى اهتمام جعجع بقضية المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي يُعوِّل عليها كثيراً بهدف إبراز الحقيقة ووقف الجريمة السياسية، وهذا الامر مرتبط بمسألتين أساسيّتين، الأولى تتّصِل بما عاناه جعجع من ظلم نتيجة غياب العدالة وحرصه على تحقيقها لإعادة الحقوق، ولو بَعد رحيل الأحبّاء، الى أصحابها. والمسألة الثانية تتّصِل بالبُعد القيمي للعدالة، إذ لا يمكن أن يستقيم ايّ مجتمع من دون إرسائها وتثبيتها. فالعدالة هي الطريق الى السلام والاستقرار وبناء الاوطان. ومن هذا المنطلق، سيؤكد جعجع تعلّقه بهذه القيَم على رغم معرفته المُسبقة بأنّ مسار المحكمة طويل، ولكنّ الأساس بالنسبة اليه يبقى في مبدأ قيامها، هذا المبدأ الذي دفعت «14 آذار» الشهداء في سبيله. وفي هذا الإطار أيضاً، يوضِح مصدر في «القوات اللبنانية» لـ»الجمهورية»، أنّ «الحزب سيواكِب المحكمة الدولية في اعتبارها محكمة لجميع اللبنانيّين، وأنّ كل انسان يؤمن بقيام الدولة، دولة القانون والحق والمحاسبة، معنيّ بها»، مشدداً على أنّ «الاحتفال سيكون أولاً وفاء للوزير الشهيد محمد شطح، وثانياً وفاء لجميع الشهداء الذين سقطوا».

وأكّد أهمية قيام المحكمة الدولية، معتبراً أنها «خطوة مهمة وتاريخية وتهمّ أيّ انسان في أيّ مكان في لبنان او العالم العربي، يسعى لبناء دولة الحرية والديموقراطية واحترام الرأي الآخر، ومن المفترض ان تشكّل المحكمة رادعاً للاغتيالات السياسية وتصوّب العمل السياسي».

وعلى رغم كل التحضيرات التي كانت ترمي الى مواكبة المحكمة الدولية وإظهار أنَّ لها حاضنة سياسية وشعبية واسعة في لبنان تواكب إنطلاقتها وأعمالها، إلاّ أنَّ جعجع سيعود ويركّز في كلمته على الملف الحكومي، نتيجة المستجدات الطارئة عليه، خصوصاً أنَّ موقف «القوات» من هذه المسألة أساسيّ، كونها أعلنت في مواقف عدة اعتراضها على قيام حكومة جامعة وتمسّكت بالشروط المبدئية السياسيّة، ولذلك ستكون الأنظار مشدودة الى ما يمكن أن يكشفه جعجع بعد اتصاله المطوّل مع الرئيس سعد الحريري والمشاورات المكثفة على هذا الصعيد في ظل معلومات غير مؤكّدة أنه قد يطلق الموقف النهائي من مشاركة «القوات» في الحكومة أو عدمها.

ويشير المصدر «القواتي» نفسه الى أنّ «كلمة جعجع ستدخل في صُلب الحدث، والأهم أنه سيعلن موقفاً مفصَّلاً وواضحاً في كلّ ما يتّصِل بملف تأليف الحكومة، وسيعرض للواقع السياسي في لبنان، فضلاً عن موقف «القوات» ممّا يحصل على الساحة اللبنانية»، مؤكداً أنّ «المفاوضات مستمرّة على قدم وساق».

المفاوضات والاتصالات والمشاورات على خط تأليف الحكومة، تُظهر أنّ «القوات» لا تزال على موقفها الرافض مشاركة «حزب الله» في الحكومة قبل تحقيق ما طالبت به «14 آذار»، ولا سيما لجهة الانسحاب من سوريا واعترافه مجدداً بـ»إعلان بعبدا». من هنا تكتسب كلمة جعجع اليوم أهميّة كبرى في ملفّي تأليف الحكومة والمحكمة الدولية.

 

الـ«سين سين» داخل «14 آذار»: تحالف لا تهزّه العواصف

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

الأجوبة على اسئلة «14 آذار» لم تأتِ بعد، ومن المتوقع أن لا تأتي أبداً.

من الناحية المنطقية لا يمكن توقع تراجع "حزب الله" دفعة واحدة خطوات الى الوراء، لأنّ التنازل عن مكتسب "الثلث المعطل" الذي كان ثمنه بداية الانحدار في 7 أيار، نحو مواجهة مذهبية ووطنية، بدأت في بيروت والجبل وانتهَت في القُصير، لم يكن سهلاً ولا يمكن تفسيره الّا من خلال المأزق الذي يعيشه الحزب، والذي حدا به بعد أقل من شهر على الخطاب الانتصاري لأمينه العام السيد حسن نصرالله، والتعهد بلغة التهديد على المنبر، بتأليف حكومة تتجاوز مكاسبها صيغة الـ9+9+6، الى العودة الى صيغة 8+8+8، والى تكليف النائب وليد جنبلاط لعب دور ساعي البريد، والى تحريك مبادرة مع نادر الحريري في اتجاه الرئيس سعد الحريري، لتأليف حكومة الاختباء من الملفات المقبلة. ليس مفاجئاً أن ترتبك قوى "14 آذار" بعد تراجع "حزب الله"، فالزمن لا يتسع لمظاهر الابتهاج بانكسار "الثلث المعطل"، والجهوزية على مستوى طريقة إدارة هذا الائتلاف، لا تسمح بتوقع انتاج قرار سريع أسوة بما يفعل الحزب وحلفاؤه. الارجح أنّ هذه القوى لا تريد للحكومة أن تتألف قبل بداية عمل المحكمة الدولية، على عكس "حزب الله" الذي يريد الصورة الجامعة قبل أن تُفتتح المحاكمة. في "14 آذار" خلاف حول تأليف الحكومة، وخلاف حول الاداء. الاجتماع الأخير شهد نقاشاً بين مؤيدين ومعارضين. "القوات اللبنانية" رأس حربة في معارضة الاشتراك في الحكومة جنباً الى جنب مع "حزب الله"، منسق قوى "14 آذار" الدكتور فارس سعيد، والنائب السابق سمير فرنجية كانا في الاجتماع أقرب الى وجهة نظر "القوات اللبنانية"، قالا ما مفاده إنّ التهويل لا يجب أن يدفع "14 آذار" الى المشاركة في الحكومة بأيّ ثمن، وبأنّ الضمانات المتعلقة بانسحاب الحزب من سوريا و"إعلان بعبدا" يجب ان تكون ضمانات حقيقية وليس مجرد تطمينات شكلية، هذا إذا وصل التفاوض الى حدود البحث في الضمانات.

قال سعيد في تصريح تلفزيوني ما سبق له أن قاله في الاجتماع: "ليتعهد "حزب الله" بجدول زمني للانسحاب من سوريا". هذا أول اقتراح عملي تقدمه قوى "14 آذار"، يمكن أن يدخل في خانة الضمانات التي تبرّر المشاركة.

بين الحريري والدكتور سمير جعجع كان اتصال هاتفي مسهب. حاول الحريري إقناع جعجع بالمشاركة في الحكومة، لكنّ الأخير رفض. وجهة نظره تقول إنّ الظرف يسمح الآن بتأليف حكومة سيادية للمرة الاولى منذ خروج الجيش السوري من لبنان، وإنّ الرئيسَين سليمان وسلام قادران على ذلك. لا يثق جعجع بـ"حزب الله" وتعهداته، يعتقد أنّ هذه مناورة ونوع من "التَمَسكُن للتمكن"، وما حصل على طاولة الحوار والانقلاب على التعهدات، وما حصل ايضاً في الدوحة خير دليل على أنّ "حزب الله" المأزوم، يتراجع تكتيكياً لكي يعدّ لهجوم جديد.

في حسابات الحريري كثير من الاعتبارات، أولها عدم السماح لفريق "8 آذار" بتحميل قوى "14 آذار" المسؤولية عن تعطيل تأليف الحكومة، وفي حساباته أيضاً استمرار عمليات الاغتيال التي تلاحق فريقه السياسي في بيروت، ولا أحد يتوهم أنّ تأليف حكومة كهذه سيوقف الاغتيال، لكن لا أحد في المقابل قادر على إعطاء جواب بأنّ "حزب الله" لا يكرر للمرة الثانية مناورةَ ما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، التي أجهضت دينامية "14 آذار" وأدخلتها في استنزاف مستمر انتهى بـ 7 أيار و"اتفاق الدوحة"، وفيما بعد الانقلاب عليه، فهل يعدّ الحزب هذا السيناريو نفسه، وما هي مسؤولية قوى 14 في عدم الوقوع في الفخ سواء شاركت في الحكومة أم لا؟

«التواصل بين الحريري وجعجع مستمر، ومعادلة «سين - سين» (سعد وسمير) قائمة ولن يُفرِّقها إلّا الموت (ما قاله الحريري في مؤتمر البريستول)»، كما تقول اوساط الطرفين. عواصف كثيرة مرَّت داخل «14 آذار»، منها عاصفة زيارة الحريري الى دمشق، وعاصفة المشروع الأرثوذكسي، لكن ما من شيء اهتزّ، واليوم تؤكد الأوساط أنّ هذا التحالف سيخرج أقوى من امتحان تأليف الحكومة.

 

يسألون في 14 آذار : "حزب الله" يفتش عن غطاء لبناني فلماذا نعطيه بثمن ضئيل؟

ايلي الحاج/النهار      

قد تكون طويلة لائحة إيجابيات حكومة سياسية جامعة في حسابات قوى 14 آذار لكن لائحة السلبيات قد تكون أطول. لذلك يُرجى الإنتظار. أول سؤال طرحه المعنيون بالقرار على أنفسهم لماذا تراجع "حزب الله" عن شروطه وطرح مسألة تأليف الحكومة على النحو الذي بات معروفاً؟ الجواب اتضح لاحقاً. لم يعد مبنياً على مجرد تحليل. فالحزب يواجه في القريب العاجل استحقاقا أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ينقل اتهامه بارتكاب "جريمة العصر" من الحيز السياسي إلى القضائي. وفي الأزمة السورية يتأكد يوماً بعد يوم أن المرحلة الإنتقالية للسلطة باتت حتمية وستكون ثمة انعكاسات عليه باعتباره مشاركاً في القتال إلى جانب النظام الحالي. كما يرقب الحزب تطور المفاوضات الأميركية – الإيرانية التي ستنتهي بأسرع مما كان متوقعاً إلى الحد من نفوذ إيران في المنطقة، علماً أنه من أدوات هذا النفوذ الرئيسية في لبنان والمنطقة ولا بد من أن يتأثر سلباً من الإتفاق في شكل أو في آخر. في قراءته لهذه المفاصل الثلاثة، غير المدمرة ولكن المساهمة في تهديد دوره وتحديده، ارتأى الحزب المتشدد أن يتخلى عن شيء من تشدده في الداخل اللبناني لقاء الحصول على ضمان من اللبنانيين، باعتباره جزءاً من النسيج الوطني يتوجب على كل جزء من المجتمع اللبناني أن يدافع عنه ويحميه، على قاعدة فتح صفحة جديدة ربما. يرى مؤيدون من 14 آذار للمشاركة في الحكومة الجامعة أن الحزب المسلح قد يكون الآن في أوج شعوره بالحاجة إلى تقديم تنازل. وإذا لم يلق في المقابل تجاوباً فقد يعود إلى سياسة التصلب وتدخل البلاد تالياً مرحلة من الفوضى لا يمكن التكهن بمداها وخطورتها. في المقابل ثمة في الفريق نفسه من يقول بأن الثمن الذي يدفعه الحزب، مثل القبول بالـ 8-8-8 والمداورة وحتى التخلي عن ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" هو ثمن زهيد مقارنة بالغطاء الذي ستؤمنه له الحكومة في المرحلة الحرجة. وهناك انتقاد آخر، شكلي، بدأ يُسمع في المجالس السياسية وإن كان الكلام به همساً: لماذا يفاوض "تيار المستقبل" مع "حزب الله" عبر الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط - مع الحرص على تأكيد كل الثقة بالرئيس سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة، وبأنهما لا يحيدان عن الثوابت أو يفرطان بها - ولا تكون قوى 14 آذار مجتمعة في صلب عملية التفاوض؟ اليس الأفضل أن يشعر الجميع بأنهم معنيون ولهم دور فلا يتكلم أحد بالنيابة عن أحد؟ النقطة هذه تدور اتصالات مكوكية داخل 14 آذار لمعالجتها، وسوف تتكثف في الايام المقبلة. هذا في الشكل . أما في المضمون فهناك ثلاثة إنجازات إذا استطاع فريق 14 آذار انتزاعها من "حزب الله" فلن يكون قادرا على رفض المشاركة في الحكومة السياسية الجامعة: أولها إعلان الحزب جدولاً زمنيا لانسحابه العسكري من سوريا. ثانيها إعلان تأييده اتفاق الطائف والقرارات الدولية بما فيها القرار 1559 . ثالثها إعلان التزامه "إعلان بعبدا". يعني ذلك بالطبع تحوله حزباً سياسياً كبقية أحزاب اللبنانيين. أما في العوامل التي تفرض الإسراع أو الإبطاء في تشكيل الحكومة العتيدة ، فيشير عارفون إلى تجاذب بين فكرة لـ"حزب الله" تقضي بتشكيلها في الساعات الـ48 المقبلة لاستباق بدء جلسات المحكمة، وفكرة الإنتظار إذا كان لا بد من حكومة جامعة، حتى ما بعد مؤتمر جنيف- 2. والأخيرة أرجح.

 

قرار بعلبك" لحكومة تراعي مصالح اللبنانيين

المستقبل/دعت "حركة قرار بعلبك" الى "تشكيل حكومة بأسرع وقت تأخذ في الاعتبار مصالح اللبنانيين وامنهم من دون الوقوف عند منازعات السياسيين اللبنانيين الرعناء". وحذرت من "النتائج السيئة والوخيمة لعدم احترام الاستحقاقات الاخرى وخاصة الاستحقاق الرئاسي". ورأت أن "اللعبة السياسية القائمة حالياً في المنطقة حول النزاع السوري وتداعياته انما هي لعبة يقوم بها الكبار على الساحة الدولية، فهل يتساءل الأفرقاء اللبنانيون عن موقعهم في هذه اللعبة؟". عقدت "حركة قرار بعلبك" اجتماعها الدوري قبل ظهر أمس بحضور اعضاء مكتبها السياسي تم خلاله التباحث في مواضيع عديدة تهم المواطنين، كما تطرق الاجتماع الى الامور السياسية الضاغطة وصدر بيان عن الاجتماع، أعلن أن "الحركة توقفت عند الجدال القائم بين الافرقاء على تشكيل حكومة عتيدة وكيف أن هذا الجدال اصبح عقيماً لا يسمن ولا يغني عن جوع". وأشار البيان الى أن "اللعبة السياسية القائمة حالياً في منطقة الشرق الاوسط حول النزاع السوري وتداعياته انما هي لعبة يقوم بها الكبار على الساحة الدولة. فهل يتساءل الأفرقاء اللبنانيون عن موقعهم في هذه اللعبة وكيف أن الحل السياسي الذي سيأتي عاجلاً أو آجلاً سوف يكون على حساب لبنان من جراء تصرفاتهم؟". ودعا البيان الى "تشكيل حكومة بأسرع وقت تأخذ في الاعتبار مصالح اللبنانيين وامنهم من دون الوقوف عند منازعات السياسيين اللبنانيين الرعناء". محذراً من "النتائج السيئة والوخيمة لعدم احترام الاستحقاقات الاخرى وخاصة الاستحقاق الرئاسي". كما حذر البيان من "تفاقم الوضع المعيشي لأهالي منطقة بعلبك الهرمل وتأثير الازمة السورية على هذا الوضع إن من الناحية الأمنية والخطر الذي يشكله تلاصق منطقة بعلبك الهرمل مع مناطق الاشتباكات في سوريا، أو من ناحية وضع اللاجئين البائس وما يشكله من ضغط اجتماعي هائل، وكل ذلك في ظل غياب كامل للدولة او للفاعليات السياسية في معالجة هذه الأمور".

وجدد البيان استنكاره لـ"حوادث الخطف التي تؤثر بشكل اساسي على استقرار منطقة بعلبك الهرمل"، داعياً السلطات الأمنية ان "تقوم بدورها لاعتقال المرتكبين وايقاف هذا المسلسل حيث إن الفاعلين معروفون بمجملهم" .

ودان بشدة "الاحداث والخطابات التي تصب في خانة إذكاء الفتنة السنّية الشيعية. علماً ان هذه الفتنة ما زلنا نسمع عن التخطيط لها من قبل اعداء الامة العربية منذ سنوات". واستغربت الحركة "كيف أن الافرقاء السياسيين اللبنانيين، رغم معرفتهم بهذا المخطط يسيرون نحوه بخطوات ثابتة".

 

حزب الله": الخطر التكفيري يستدعي حكومة جامعة

المستقبل/رأى "حزب الله" أن "الخطر التكفيري المتزايد الذي يهدد كل الوطن يفرض على الجميع اتخاذ موقف وطني لإنقاذ لبنان من مسار الفتنة، عبر تشكيل حكومة وطنية جامعة لكل الأفرقاء".

[طالب وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش، خلال احتفال تأبيني أقامه "حزب الله" في بلدة معروب، بـ"تشكيل حكومة وطنية على قاعدة الشراكة والتعامل مع المؤشرات والمبادرات بإيجابية للوصول الى تشكيل هذه الحكومة من أجل التمهيد لإجراء استحقاق الانتخابات الرئاسية في موعدها"، وقال: "تعاملنا منذ البداية بإيجابية مع هذه المؤشرات والمبادرات التي طرحت من البعض الحريصين على أمن لبنان، لأن الموضوع ليس صيغ 9-9-6 أو 8-8-8، بل إنما هو كيف يمكننا أن نكون شركاء أساسيين في إدارة شأن لبنان، لأن هذا البلد نظامه السياسي وتركيبة مجتمعه والمعادلات السياسية المحيطة به لا تسمح لفريق وحده أن يمتلك القرار السياسي فيه"، مشيرا إلى أن "الفريق الآخر عطل الحكومة الماضية ولم يسمح لها بأن تعمل، وعطل تشكيل الحكومة لمدة 9 أشهر لاسباب عديدة، تارة بعدم القبول بالجلوس معنا على طاولة واحدة وتارة أخرى بالتذرع بحكومة حياديين". ورأى أن "لبنان بالأحوال العادية لا يحكم إلا بالشراكة، أما بالظروف الحالية والتحديات والمخاطر فتصبح الشراكة أكثر من ضرورة، وأي كلام عن حكومة حيادية لا تمثل القوى السياسية التمثيلية للطوائف والمذاهب والمناطق هو نقيض الميثاق الوطني". [ أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نوار الساحلي، أن "حزب الله لم يغير يوما من موقفه الداعي للحوار ولحكومة وحدة وطنية جامعة يشترك فيها كل الأطراف بغض النظر عن التقسيمات، تستطيع أن تصمد في وجه كل المؤامرات، وتقف في وجه الإرهاب الذي لا يميز بين اللبنانيين وبين منطقة وأخرى". وتمنى أن "تكون هناك حكومة الأسبوع المقبل تمهيدا للاستحقاقات المقبلة كانتخاب رئيس جديد للجمهورية وانتخاب مجلس جديد للنواب". [ رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله نبيل قاووق، أن "الخطر التكفيري المتزايد الذي يهدد كل الوطن يفرض على الجميع اتخاذ موقف وطني لإنقاذ لبنان من مسار الفتنة، وهذا يكون من خلال تشكيل حكومة وطنية جامعة لكل الأفرقاء، كما تحصن الإستقرار وتقطع الطريق على الفتنة، وتتبنى الإستراتيجية الوطنية الجامعة لمواجهة الإرهاب التكفيري والتهديدات الإسرائيلية وتقوي الموقف الوطني تجاههما". وطالب فريق 14 آذار بموقف وطني واضح يقضي برفع الغطاء عن أي تكفيري وعن أي مسلح سوري داخل الأراضي اللبنانية، وبإقفال جميع الأبواب أمامهم وأمام الإرهاب التكفيري الذي يهدد كل الوطن".

 

ماذا حلّ بالفكرة الاستقلالية اللبنانية؟

وسام سعادة/المستقبل

لم تتأمن قاعدة عريضة متعدّدة الطوائف وتفيض عن الطوائف وتنادي بتفكيك الوصاية السورية وسحب جيشها من لبنان الا بعد أعوام طويلة من استتباب هذه الوصاية وتفاعل اللبنانيين سلباً وايجاباً بطرائق مختلفة معها. لم تتأمن القاعدة العريضة والتعددية الرافضة بحماسة لاستمرار هذه الوصاية الا بعد ان تبلور من جهة، تصور ولو أوّليّ عن الكيفية التي يمكن ان يكون عليها البلد بعد الجلاء السوري عنه، وهو تبلور وضع الارشاد الرسولي ثم نداء مجلس المطارنة الموارنة في أيلول من عام الفين ثم لقاء قرنة شهوان مداميكه تباعاً. كذلك، لم تتأمن هذه القاعدة العريضة الا بعد ان تمادت الوصاية في محاولة فرض زمرة من الضباط المتعاونين معها بشكل تعسفي وقهري على بقية اللبنانيين، ومن ثم اللجوء الى الاغتيالات، بدءاً بمحاولة اغتيال الوزير مروان حمادة، ومن ثم جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، والاغتيالات التي تلت. يضاف الى ذلك طبعاً تحسّس مناخ غربي وعربي وقتذاك مؤيد لقرار سحب الجيش السوري من لبنان. عندما تأمنت مثل هذه القاعدة العريضة، المتعددة طائفياً والفائضة عن الطوائف، كان "الاستقلال الثاني" هو التعبير الذي جرت المسارعة الى اعتماده. لكن هذا التعبير، ومن يوم الانتفاضة القائمة تحت يافطته الى اليوم، بقي منفصلاً عن البحث في امور كثيرة. اولها، كيف يرى الاستقلاليون الى طبيعة الازمة الاهلية الحقيقية بين تكوينات هذا البلد، ما دامت القاعدة العريضة التي نادت بالجلاء السوري لا تشمل كل اللبنانيين. وثانيها، كيف يرون الى الطبيعة الهجينة لهذه القاعدة العريضة نفسها حيث انها في وقت واحد حصيلة اجتماع عدة طوائف وحصيلة وقائع تحركية مدنية متجاوزة للطوائف. وثالثاً، كيف يمتلكون نظرة شاملة، تجمع بين مواجهة التدخل السوري - الايراني المستهدف للفكرة اللبنانية بحد ذاتها، وبين الاقرار بأن للتحالفات التي ينعقد على أساسها الاجتماع الاستقلالي اللبناني، والتحالفات التي يعقدها هذا الاجتماع الاستقلالي عربياً ودولياً ينبغي ان تخضع هي الاخرى لمعايير يمكن ان تتفاعل مع العنوان العام الذي أعطي لانتفاضة اللبنانيين على الوصاية السورية: الاستقلال الثاني. فالاستقلال الثاني لا يمكن ان يتحدد فقط بالمعنى السلبي، اي سحب الجيش السوري وكفى، بل انه ما دام لم يقرّ بجذرية الأزمة الأهلية وبخطورة ارتباط هذه الازمة الاهلية مع الاستقطابات الاقليمية بحيث تضاؤل مساحات التقرير اللبنانية لمعظم الفئات، سوف يبقى شبح استقلال ثان، وسوف تكون كل الدعوات الاحيائية والاستنهاضية للحظات التألق الانتفاضي الاولى، بلا أفق حقيقي. واليوم، هذه هي المحاور المغيبة عشية الأخذ والرد المستجد في موضوعة التشكيل الحكومي، وما اثاره هذا داخل اللفيف المنتمي الى تراث القاعدة العريضة التي سرّعت بالجلاء السوري قبل ثماني سنوات، ونصرت قضية المحكمة الدولية، ثم واجهت هيمنة "حزب الله" من دون ان تنجح في كف يده لبنانياً ومن ثم سورياً.

 

تسوية الثمن الموجع؟

نبيل بومنصف/النهار

يبدو أمراً مثيراً للاهتمام والتدقيق الجدي ذاك الجدل الصاعد بنبرة عالية وسط القواعد الشعبية لـ١٤ آذار حول مفاجأة تبدو مذهولة امامها فأطلقت فيها نفير التعبير على غاربه. نبرة حادة للغاية يمكن معاينتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي و"منبريات" اخرى، ويصعب تجاوز دلالاتها العميقة في الحال التي تعتمل داخل هذه القواعد، ولا نعتقد انها غائبة اطلاقا عن التأثير القوي على الجدل المماثل الجاري بين القيادات السياسية والحزبية لهذا التحالف المتريث في صوغ قراره النهائي من مشروع تشكيل حكومة يملي، كما في قواعد كل تسوية ظرفية كانت ام جذرية، التنازلات المؤلمة بين اطرافها المتحاربين او المتخاصمين. يغلب على النبرة الطالعة في الجدل الشعبي رفض غاضب طبيعي لمشاركة ١٤ آذار في الحكومة مع "حزب الله" تحديدا انطلاقا من خشية شديدة الوضوح من ان يكون التنازل افدح من التعويض الممكن للتراجع عن شروط وشعارات ومواقف بالكاد جف حبرها ترهن اي تسوية مع الحزب بانسحابه من سوريا والتخلي عن ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" ووضع الاساس الحتمي لمعالجة مسألة سلاحه على طاولة الحوار. تشي النبرة الشعبية الغاضبة برفض استعادة التجربة الفاشلة المهينة التي اصطلح على تسميتها الـ"سين سين" والتي انتهت بانقلاب ابيض. قد يكون الاهم من معاينة حال قواعد ١٤ آذار التمعن في التنازلات التي دفعت "حزب الله" و٨ آذار الى الجنوح السريع نحو تسوية مستعجلة، ولهذا التطور كلام آخر. لكن ذلك لا يحجب اهمية الاختبار الشاق الذي تواجهه ١٤ آذار بما يوحي بأمرين ايجابي وسلبي. من الزاوية الايجابية لا يمكن التنكر لحقيقة الحرية الواسعة والنقدية المطلقة اللتين يتحلى بهما جمهور فريق 14 آذار الذي رزح ولا يزال تحت وطأة الترهيب والضغوط ومن ثم الاضطرار الى اتباع انماط تسوية. هنا تماما من حق هذه القواعد ان تسأل تكراراً قياداتها عن الوهن الكبير المكشوف في استراتيجيتها التي تبدو غالبا قاصرة امام مشروع ضخم لخصمها الحديدي مما يضعها في موقع ردة الفعل. أما من الزاوية السلبية فثمة ما يناقض ديموقراطية هذه القواعد وادبيات خطابها مع ظهور حدة تقارب التخوين لبعض قياداتها من دون التفات الى ظروف قاهرة موضوعية قد تملي السير الظرفي في التسوية. بالامس كانت هذه القواعد ترتجف خيفة مثل جمهور خصومها تماما من اهوال فتنة تهرول سريعا. وهو امر لا يأتلف مع النزعة الجارفة الى تحريم التسوية متى كانت الوسيلة الوحيدة لاحتواء ما امكن من اهوال اعظم لا تزال تجثم على لبنان. هو الميزان الحاسم الصعب إذاً الذي يضع مجمل لبنان امام خيارات لا تقل صعوبة وقسوة عن تحديات مصيرية بالكامل.

 

اللبنانيون دفعوا غالياً ثمن أخطاء طوائفهم هل حان زمن الاقتناع النهائي بتحييد لبنان؟

اميل خوري/النهار

يقول ديبلوماسي عربي ان مشكلة لبنان ليست في ميثاقه الوطني ولا في صيغة نظامه ولا في دساتيره وقوانينه إنما في المذهبية وفي ولاء زعماء لغير وطنهم خدمة لخارج، وكذلك في سوء التطبيق والممارسة بحيث يشعر لبنانيون أنهم أبناء ست وآخرون أبناء جارية. لقد جرّب المسيحيون والموارنة تحديدا الاستئثار بالحكم من خلال صلاحيات واسعة انتقلت من المفوض السامي الفرنسي الى رئيس الجمهورية فجعلوا المسلمين يشعرون بالغبن ويترقبون الفرصة السانحة لتقليص هذه الصلاحيات، وعوض ان يتم ذلك بالتفاهم والتراضي تمَّ بالحرب التي وفّر السلاح الفلسطيني الأجواء لها. هذا السلاح الذي حمله اللاجئون الفلسطينيون في لبنان بذريعة تحرير أرضهم من الاحتلال الاسرائيلي وإذ به يتحوّل الى الداخل لينصر فئة لبنانية على فئة. ولم ينفع اتفاق القاهرة في منع تلك الحرب لأن اللاجئين الفلسطينيين صاروا جزءاً من السياسة الداخلية في لبنان وحتى المعادلة فيها. وتورطت اطراف عربية ودولية في الحرب اللبنانية ولكل منها اهداف واجندات. فكانت النتيجة ان دفع اللبنانيون غالياً ثمن حرب عبثية دمرت المرافق والبنى التحتية ولم تنته الا باتفاق الطائف الذي اخضع لبنان لوصاية سورية دامت 30 عاماً. عندها شعر المسيحيون والمسلمون السنّة بأنهم اخطأوا في اشعال حرب انتهت بوصاية عليهم جعلتهم يتوحدون لإنهائها والاصطفاف تحت شعار: لبنان أولاً، والعيش معاً في السراء والضراء. فظلم بعضهم لبعض بظل أرحم من ظلم الآخرين. وبعدما ندم المسيحيون والمسلمون السنّة على ما حدث وجدوا أنفسهم، في مواجهة مع وصاية جديدة مقنعة يمارسها عليهم لبنانيون وضعوا أنفسهم في خدمة هذه الوصاية وأهدافها في لبنان. وقد أفرزت هذه المواجهة قوتين: 8 و14 آذار، وانقسم اللبنانيون بينهما انقساماً عمودياً وأفقياً حال دون قيام الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل أراضيها، فكان البديل منها سلاح آخر هو سلاح المقاومة الاسلامية بقيادة حزب الله، التي نجحت في إزالة الاحتلال الاسرائيلي عن جزء كبير من الاراضي اللبنانية في الجنوب، ولكن ثمن هذا النجاح هيمنة هذا السلاح في الداخل واخلاله بالتوازن الدقيق وتحوله الى حاكم فعلي للبلاد، الأمر الذي افقد الانتخابات النيابية مفعول نتائجها، وقضى على أصول تشكيل الحكومات وفقاً للدستور وجعلها محكومة وليست حاكمة ولا حول ولا قوة لرئيس الجمهورية. والسؤال المطروح هو: هل يكرر شيعة حزب الله، أخطاء الموارنة والسنّة ولا يتعلمون من دروس ما حلّ بلبنان عندما تحاربوا وكانت النتيجة لمصلحة الخارج؟ أليس للحزب مصلحة في ان يتخلى طوعاً عن سلاحه للدولة او يضعه في كنفها لتصبح هي القادرة على حماية الجميع والدفاع عن الحدود بدعم كل اللبنانيين ومواجهة كل معتد سواء كان من الداخل او من الخارج؟ يمكن القول أن قيام دولة قوية في لبنان رهن بموقف جريء يتخذه "حزب الله" ويحمي الوحدة الوطنية. واذا كان من غبن يشكو منه طرف فإزالته لا تكون بالسلاح وبإشعال فتنة داخلية يتجنبها الطرف الآخر وان على مضض بحيث ينمو التطرف ولا يعود للصبر حدود. لقد أدرك اللبنانيون منذ العام 1943 عواقب دخول لبنان في صراعات المحاور وقد تضرر منها كثيراً اذ انه خسر امنه واقتصاده ومعيشة شعبه. فاتعظ المسيحيون والمسلمون السنّة وصاروا مع تحييد لبنان عن هذه الصراعات وتوحدوا تحت شعار لبنان اولاً، وان بعد الخراب والدمار فهل تتعظ غالبية الشيعة قبل ان يحل الخراب والدمار مجدداً؟ فتكون مع لبنان اولا ومع حياده وتتذكر قول الرئيس سليمان: "ان من يرى "اعلان بعبدا" اليوم انه غير مهم ولا قيمة ميثاقية له سيجد فيه قيمة كبيرة مضافة للبنان قريباً". وان يسمعوا قول الشيخ محمد مهدي شمس الدين بلسان المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، ان لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه، هو من المبادئ التي يدين بها لبنان وشعب لبنان للفكر اللبناني الشيعي، وهذا المبدأ وضع ليس فقط استجابة وترضية للمسيحيين بل كان ضرورة للاجتماع اللبناني ولبقاء كيان لبنان ليس لمصلحة لبنان وشعبه فقط وإنما لمصلحة العالم العربي ولمصلحة جوانب كثيرة من العالم الاسلامي. وان من مسؤولية العرب والمسلمين ان تجعل المسيحية في الشرق تستعيد كامل حضورها وفاعليتها ودورها في صنع القرارات وفي تسيير حركة التاريخ، وان تكون هناك شركة كاملة في هذا الشأن بين المسلمين والمسيحيين في كل اوطانهم ومجتمعاتهم وان يبرمج الشيعة انفسهم في أقوالهم ومجتمعاتهم وأوطانهم ولا يميزوا انفسهم بأي تمييز خاص وان لا يخترعوا لانفسهم مشروعاً خاصاً بهم يميزهم عن غيرهم". أليس من الأفضل لـ"حزب الله" ان يقبض سياسياً ثمن تخليه عن سلاحه للدولة عوض ان يقبض اي خارج الثمن على حسابه وحساب لبنان ويبدأ مع العهد الجديد المقبل سياسة جديدة"؟

 

مهلة سليمان للتأليف تتناقص ونسبة معالجة العقبات قليلة

خليل فليحان/النهار

يجب الا تفهم طمأنة الرئيس نبيه بري بأن نَفَسَه طويل من اجل اعطاء الفرصة لمزيد من الاتصالات لتشكيل الحكومة الجديدة على ان الوقت مفتوح امام القوى المتنافسة على صيغة الحكومة ونوعية الحقائب، وما اذا كان مبدأ المداورة عليها سيطبق وتحصر السيادية منها بالفاعليات السياسية فقط او يوزَّر الاكفاء والسبب يعود الى انه "كلما طالت كلما عمرت غمارها" كما قال ذلك الرئيس تقي الدين الصلح للرئيس سليمان فرنجية عندما طلب اليه التريث في اعلان حكومته بعد مهلة اعطاها للمشاورات ولم تنه التباينات وقتئذ. والمقصود انه كلما تراكمت مطالب القوى السياسية المتخاصمة وتعارضت، زادت فرص اخفاق المساعي المبذولة للتأليف في شكل نشط ومكثف والتي سجلت الاسبوع الماضي. ونقل عن مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت ان واشنطن وموسكو وباريس ولندن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون قلقون من الانقسامات السياسية الحادة بين القوى السياسية والتي منعت تشكيل حكومة جديدة وافرغت البلاد من السلطة التنفيذية الفاعلة وشلت اعمال مجلس النواب، خصوصا ان بعضهم لا يستبعد ان تنعكس هذه السلبية على الاستحقاق الرئاسي الذي بات يفصلنا عنه نحو 43 يوما. وتحركت تلك الدول انطلاقا من "المجموعة الدولية لدعم لبنان" التي كانت قد تشكلت من الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة لمجلس الامن في 25/9/2013 في نيويورك ومهمتها العمل في كل المجالات للحفاظ على استقرار لبنان السياسي والامني والاقتصادي ودعم الجيش الذي يعتبر قوة برهنت قدرتها في الحفاظ على السلم الاهلي ومكافحة الارهاب كما تبين من خلال مواجهاته مع تنظيمات ارهابية.

واشارت الى ان نتائج مبدئية بدأت تظهر لكنها دون المطلوب خصوصا ان رئيس الجمهورية حدد مهلة عشرة ايام للاتفاق على حكومة جديدة تكون ثمرة الاتصالات والمشاورات الكثيفة والا فسيطرح مع الرئيس المكلف حكومة تلائم الظرف الدقيق. وقد ايد سفراء بعض الدول الكبرى المهتمة بإعادة الاستقرار السياسي بحده الادنى انضاج حكومة تتولى شؤون البلاد المعطلة منذ تسعة اشهر ونيف ومواجهة الارهاب الذي بدأ يضرب في لبنان بانتحاريين يفجرون سيارات مفخخة تارة في احياء سكنية وطورا تستهدف شخصيات. وسألت "النهار" سفير دولة كبرى ينشط بعيدا عن الاضواء لدى اكثر من شخصية لتسهيل مهمة سلام في تأليف الحكومة عن سبب الرضا النسبي لنتائج الاتصالات الجارية فقال: "صحيح ان وتيرتها تسير في شكل عاجل لكن النتائج تبقى بطيئة جدا والتطورات متسارعة والافضل ان تكون للبنان حكومة قادرة وليست حكومة تصرف الاعمال، لأن الكثير من الاجتماعات التي تهمه ستنعقد في وقت قريب، وعلى سبيل المثال لا الحصر هناك "المؤتمر الدولي الانساني لدعم اللاجئين السوريين" الذي سيعقد الاربعاء المقبل في الكويت، ولبنان منزعج من عدم التجاوب مع طلبه تقاسم اعدادهم المتدفق في شكل يومي، كما ان "مؤتمر جنيف – 2" المدعو اليه لبنان سيلتئم في مونترو بعد 12 يوما من اجل اجراء حوار بين ممثلين للنظام السوري والمعارضة". ولفت الى ان جردة بنتيجة المشاورات التي اجريت الاسبوع الماضي بين بعبدا والمصيطبه وكليمنصو وعين التينه وحارة حريك دلت على ان مسائل كثيرة لا تزال تعوق التأليف، من بينها ان الرئيس فؤاد السنيورة ابلغ الموافقة على صيغة 8+8+8 فحسب، لكنه لا يزال ينتظر اجوبة عن الاسئلة الخمسة، ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون يجاهر بأن اي طرف لم يبحث معه في موقفه من عملية التشكيل، كما ان رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لم يرض بالمشاركة لانه يريد التأكد مما اذا كان "حزب الله" سينسحب من سوريا او سيواصل عدم الاعتراف بإعلان بعبدا، اضافة الى ان البحث جار في ابقاء الاتفاق على الصيغة النهائية لمشروع البيان الوزاري الى ما بعد الاتفاق على الحكومة. وأفادت المصادر ان اكثر من سفير من دول "المجموعة الدولية لدعم لبنان" والمنسق الخاص للأمين العام للامم المتحدة لدى لبنان ديريك بلامبلي سيتولون اتصالات كثيفة بالجهات التي تعمل لتشكيل الحكومة من اجل التوصل الى ولادتها في اقرب وقت.

 

هل يُسهّل تأليف الحكومة انتخاب الرئيس؟ توافق ذو حدّين للاستحقاق وملء الفراغ

روزانا بومنصف/النهار

مع المنحى الآيل الى تأليف الحكومة العتيدة وفق ما تكشف مصادر سياسية على رغم بعض التحفظات او البحث في شروط والحصول على اجابات على بعض الاسئلة، ثمة ما بات يثار الى جانب التساؤل عن الخلفيات التي نقلت الاجواء السياسية من حال الى حال مناقضة كليا عما اذا كان تسهيل تأليف الحكومة يشمل "صفقة" متكاملة، ولو انها غير معروفة او واضحة الاطراف وان كان يمكن تخمينها او التكهن في شأنها دوليا او اقليميا، بحيث تشمل تسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية. ذلك ان الفريق الشيعي في لبنان استخدم ذريعة ان تأليف حكومة جامعة يؤدي حتما الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية واحترام المهل الدستورية من اجل الحصول على موافقة البطريرك الماروني والضغط على الافرقاء الآخرين وحشرهم انطلاقا من ان رفضهم لهذه الحكومة يعني رفضهم انتخاب رئيس جديد.

لكن ليس واضحا اذا كان الضوء الآخر الذي سمح لهذا الفريق بالتنازل عن شروطه بحكومة معادلتها 9-9-6 من اجل تأليف الحكومة بمعادلة 8-8-8 يعني ما يقوله لجهة وجود ضمانات ان تأليف الحكومة هو شرط ضروري وحتمي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية باعتبار ان هاجس عدم ترك لبنان الى فراغ رئاسي محتمل هو اساسي في حسابات دول عدة ومن غير المستبعد ان يكون انتخاب رئيس جديد للجمهورية تصدر الاهتمام الذي قاد الى الدفع في اتجاه تقديم تنازلات من اجل تأليف الحكومة العتيدة. وتاليا فان هذا التأليف هو تعبير عن جدية التمهيد للانتخابات الرئاسية خصوصا ان هذه الحكومة في حال حصول الانتخابات فانها لن تعيش سوى بضعة اشهر بحيث تستقيل حكما بعد انتخاب رئيس جديد لكي يصار الى تأليف حكومة اخرى. فضلا عن ان المهلة الفاصلة عن مهلة الانتخابات ليست مهمة على صعيد الحكومة وطبيعة مهمتها نظرا الى الرهانات الكبيرة والمصيرية بالنسبة الى البعض على شخص الرئيس المقبل والمرحلة المقبلة التي سيحملها معه. مصادر سياسية اخرى تعتبر ان الرسالة الاهم في خلفية الدفع على نحو مفاجئ في اتجاه تأليف الحكومة في هذا التوقيت ان الدول المهتمة لن تترك لبنان وفي ضوء النكسات والمخاطر الامنية الكبيرة التي تعرض لها في الآونة الاخيرة في مهب السقوط او الانزلاق كليا الى نار الحرب السورية وان التفجيرات التي حصلت في فترة الاعياد ان في اغتيال الوزير السابق الدكتور محمد شطح او التفجير الذي تلاه في الضاحية، كانت مؤشرا خطرا على احتمال انتقال الحرب المذهبية الى الداخل اللبناني على غرار العراق وسوريا. وهذا يعني ان هناك التزاما جديا بالدفع بالقوة نفسها في اتجاه التوافق على انتخاب رئيس جديد. وتقول هذه المصادر ان بعض الاسماء التي تطرح على نحو جدي قد تشكل مفاجأة قوية لافرقاء كثر وان الدول الاقليمية المعنية بلبنان كانت وضعت موضوع انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الموعد المحدد له على جدول اهتماماتها واولوياتها في ما يتعلق بلبنان منذ اشهر عدة وليس في الفترة الاخيرة فحسب. في حين تعتبر مصادر اخرى ان لا شيء مضمونا بعد على هذا الصعيد وان الضمانات التي يسعى اليها بعض الافرقاء في الحكومة العتيدة انما تبنى في شكل اساسي على احتمال ان يصل لبنان الى فراغ رئاسي بحيث تتسلم هذه الحكومة صلاحيات رئيس الجمهورية علما ان هذه الضمانات في حال الحصول عليها قد لا تخدم تأليف هذه الحكومة فحسب بل قد تشكل سابقة للحكومات اللاحقة كما حصل في شأن امور عدة تتعلق بالحكومات في السابق على غرار التمسك بصيغة "الجيش والشعب والمقاومة" وما شابه.