المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 09 كانون الثاني/2014

 

عناوين النشرة

*سفر يشوع بن سيراخ/الإصحاح الثاني/الإيمان بالله والثقة به بلغة جدا مبسطة

*مقالة لعلي حمادة وتعليق للياس بجاني/ليس بمقدور قيادات حزب الله في لبنان التصرف بأي شأن دون أوامر من قادتهم الإيرانيين

*حكومة وأسئلة إلى "حزب الله"/علي حماده/النهار

*مانشيت:«8 آذار»: نريد جواباً واضحاً من الحريري حول مشاركة «حزب الله» في الحكومة قبل الخوض في أي تفصيل

*حزب الله» يتحضر للرد على محكمة الحريري/حسان حيدر/الحياة

*الناطق بإسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مارتن يوسف: بدء المحاكمة في قضية الرئيس الحريري هو يوم تاريخي للبنان 

*سليمان عرض مع ميقاتي التطورات

*سليمان تابع التحضيرات لعقد منتدى بيروت للاستثمار

*بري: حكومة الامر الواقع عزل للجميع ونتابع تدوير الزوايا

*ميقاتي التقى ايخهورست وتابع ملف الاشغال في سجن رومية

*المنسق الخاص للامين العام للامم المتحدة ديريك بلامبلي زار سلام: ادعو جميع الاطراف لتسهيل تأليف الحكومة

*الرئيس السنيورة استقبل بلامبلي

*مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر أمر بتوقيف 5 مساجين في روميه وآخرين في سجن طرابلس

*قرار اتهامي بالاعدام ل 14 متهما بزرع عبوات على طريق المصنع

*إحالة ملف الهيئة العليا للاغاثة إلى النيابة العامة الاستئنافية

*امانة 14 آذار: تحرير الوطن من إحتلال السلاح غير الشرعي أصبح الطريق الوحيد للاستقرار

*مشاورات بين «المستقبل» وحلفائه لتوحيد الموقف تواكب استعدادات بري للتوصل إلى حلول/محمد شقير/الحياة

*لبنان: 5 أسئلة من «المستقبل» لجنبلاط والرئيسين

*المستقبل : لحكومة من غير الحزبيين وتفجير حارة حريك اعتداء سافر على كل اللبنانيين

"*14 آذار" في خطر... وبيئة "7 أيار" مصدر التهديدات!/خالد موسى/ موقع 14 آذار

*هل حصل اختراق فعلي في عملية تشكيل الحكومة وهل يصمد 'تدوير الزوايا” في صيغة 8-8-8؟

*بيان المطارنة الموارنة: لحكومة على مستوى التحديات وعدم تحويل لبنان أرضا مستباحة

*الرئيس الجميل اطلع من موفد سليمان على المشاورات لتأليف الحكومة والتقى وفدا من كتلة المستقبل

*فتفت: هناك امكانية لمراقبة الهواتف الخلوية بوسائل بسيطة

*النائب سمير الجسر حذر من الشلل في حال عدم تشكيل حكومة جديدة

*أزمة صامتة داخل 8 آذار.. و"الوطني الحر" مستاء وعاتب

*النائب امين وهبي: مساع جدية لصيغة 8+8+8 والحل بتقديم التنازلات

*النائب السابق اسماعيل سكرية: 14 طبيبا فقط من 80 درسوا اختصاص الطب الشرعي

*وهاب زار بري: إذا عجز الفريق الآخر عن التجاوب مع مساعي التأليف تصبح كل الخيارات مفتوحة أمامنا

*حسين الموسوي: سلاحا الجيش والمقاومة حررا لبنان من سلاح الإحتلال

*إعلاميون ضد العنف حذرت من حملة الممانعة الترهيبية على الصحافيين

*عضو كتلة المستقبل النائب عاطف مجدلاني : تشكيل الحكومة مرتبط بخروج حزب الله من سوريا

*النائب روبير غانم: أي حكومة أفضل من الفراغ والجامعة أفضل من سواها

*الرابطة السريانية حذرت من تنامي ثقافة الكراهية ورفض الآخر

*عدنان منصور قدم شكوى الى بان ضد إسرائيل على خلفية التنصت: أيا كان وزير الخارجية سيترأس وفد لبنان الى جنيف 2

*المجلس الارثوذكسي: سنسلم ابراهيم غدا رسالة للعمل على الإفراج عن الراهبات

*من هو تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)

*القيادة المشتركة للجيش السوري الحر تعلن بدء المرحلة الثانية من الحرب على الارهاب: الاسد يسقط خلال اسابيع

*إدخال نتنياهو إلى المستشفى لإجراء فحوص طبية

*دور التضليل الإعلامي في عقل حزب الله/ايلي فواز/لبنان الآن

*هولاند نجح في انتزاع موافقة إسرائيلية على تسليح الجيش اللبناني بأسلحة متطورة من شأنها للمرة الأولى خرق التوازن العسكري مع الدولة العبرية/حميد غريافي/السياسة

*هل سيستبيح الحرس الثوري الإيراني العراق؟/ داود البصري/السياسة

*المشنوق: 5 أجوبة تحدد طبيعة تعاطينا مع تشكيل الحكومة 

*"حزب الله" يستغل مغتربي يارون وطورا بعد افلاسهم...تمويلاً وعمليات خارجية/طارق نجم/موقع 14 آذار

*سوريا وانكسار «القاعدة».. من يستفيد؟/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*ليس باسترضاء إيران يستقر الشرق الأوسط/هدى الحسيني/الشرق الأوسط/

*المقاومة المدنية اللبنانية": "عقدة" الجنرال جعفري "ثورة الأرز" و"الثورات الملوّنة"/بيار عقل/الشفاف/

*تصعيد عون... في وجه سليمان أم الحلفاء؟/باسكال بطرس/جريدة الجمهورية

*سليمان قرّر الإسراع في تأليف حكومة بعدما هدّدت 8 آذار بتعطيل الانتخابات الرئاسية/اميل خوري/النهار

*تهدئة الساحة الداخلية أم حشر 14 آذار؟ الملف الحكومي على وقع حماوة جنيف 2/روزانا بومنصف/النهار

*تطورات محلّية وخارجية حتّمت تراجع "حزب الله"/ربى كبّارة/ المستقبل/

*هكذا تغزّلت صحافة الممانعة بـ"وردة" الإرهاب/كارلا خطار/المستقبل/"

*في اغتيال محمد شطح/مصطفى علوش/المستقبل

 

"تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/الإيمان بالله والثقة به بلغة جدا مبسطة

سفر يشوع بن سيراخ/الإصحاح الثاني/ترجمها عن النص الإنكليزي الياس بجاني بتصرف كبير وبسطها

يا بني ان قررت أن تخدم الرب الإله فاثبت في البر والتقوى واعدد نفسك للتجربة. كن مخلصاً ومصمما على ما أنت مقبل عليه. تصرف بهدوء في مواجهة الصعاب.  ابقي مع الله ولا تهجره وفي النهاية ستكافئ. تقبل كل ما يصيبك ويحدث لك بما في ذلك الإهانة واصبر. تذكر أن الذهب يختبر بالنار والإنسان يختبر في المذلة والاهانة. ثق بالله وهو يساعدك. سر في طرق الله وضع كل أمالك بين يديه. انتم يا من تخافون الله انتظره وهو يريكم رحمته. لا تبتعدوا عن الله حتى لا تقعوا في السقطة والتجربة. انتم يا من تخافون الله ثقوا به وانتم لا محالة ستكافؤون. انتم يا من تخافون الله تسلحوا بالأمل وانتظروا بركاته والسعادة الأبدية. تذكروا الأزمنة والعهود الماضية فتعرفون أن الله لم يخيب آمال كل من وثق به. هل تخلى الله عن أي إنسان حفظ قدوسه وعمل بمخافة منه؟ هل الله تخلى عن من صلى وتضرع له؟ إن الله عطوف ورحوم وهو يسامح ويغفر لنا خطايانا ويحفظنا في أوقات الشدة. اللعنة تحل على الخاطئين والذين يفقدون هدوئهم وبسير ون في طرق تناقض طرق الله. اللعنة تحل على أولئك الذين يفقدون الرجاء وما عساهم فاعلين يوم حسابهم أمام الله؟ الذين يخافون الله لا يعصونه ولا يخالفون تعاليمه. الدين يحبون الله يعيشون كما يطلب منهم. الذين يحبون الله ويخافونه يسعون لإرضائه ويتفانون في التقيد بالشريعة. الذين يحبون الله هم على استعداد دائم لخدمته ويتواضعون أمامه ويضعون مصيرهم بين يديه وليس بين أيدي بشر لأن رحمته كبيرة كما أولوهيته.

 

مقالة لعلي حمادة وتعليق للياس بجاني/ليس بمقدور قيادات حزب الله في لبنان التصرف بأي شأن دون أوامر من قادتهم الإيرانيين

http://newspaper.annahar.com/article/97829-حكومة-وأسئلة-إلى-حزب-الله

الياس بجاني/09 كانون الثاني/14/قتلت إيران الدكتور محمد شطح لأنه شخص بدقة مرض حزب الله وعرف العلاج وهو كان في طريقه إلى إحضار هذا العلاج من إيران نفسها، ولهذا أعد رسالة مطولة ومفصلة ووطنية بامتياز استعداداً لرفعها إلى الرئيس الإيراني روحاني. لم تتحمل القيادات العسكرية الإيرانية هذا الانكشاف فقتلت شطح. من هنا وبما لا يقبل الشك ليس في وسع حزب الله الإجابة على أي من الأسئلة التي وردت في مقالة الإعلامي المميز علي حماده، ولا على الأسئلة الخمسة التي أوردها النائب نهاد المشنوق أمس خلالها مقابلته مع بولا يعقوبيان. لماذا ليس بمقدوره الإجابة؟ ببساطة متناهية لأنه عبد مأمور وليس سيد يأمر. الحزب جيش إيراني كامل الأوصاف وطبقاً لكل المعايير الموجبة ولهذا لا حرية قرار لقياداته اللبنانية بمن فيهم السيد حسن نصرالله لا في الأمور الكبيرة ولا في الأمور الصغيرة بتاتاً. أوامر الحزب تأتيه مباشرة من فيلق القدس ومن القادة الإيرانيين.  هو ينفذ دون سؤال وكل كلام في غير هذا الإطار هو ضرب من الأوهام. ليس بمقدوره اتخاذ قرار للانسحاب من سوريا لأن قرار ذهابه إلى هناك لم يكن منه، وليس بمقدوره أن يفاوض على سلاحه لأنه ليس ملكه، وتطول القائمة وكلها تبين أن هذا الحزب هو جيش إيراني أفراده لبنانيون ولكن مرجعيتهم ليست لبنانية. من هنا المطلوب تشكيل وفد من 14 آذار والذهاب إلى إيران مباشرة للتباحث مع قادتها حول كل هذه الأسئلة المصيرية لأنهم هم الأصل وحزب الله هو الفرع. هذه حقيقة عرفها وكشفها محمد شطح وعلى كل المنضوين تحت راية ثورة الأرز أن يلتزموا بها ويتابعوا العمل عليها لترتاح روح شطح في قبره وإلا يكون دمه سقط دون هدف. في حال رفضت إيران التجاوب مع 14 آذار عندها يبقى الخيار الآخر وهو الذهاب إلى مجلس الأمن والعمل على إعلان لبنان دولة مارقة وفاشلة والطلب من المجلس تولي حكمه طبقاً لقوانين الأمم المتحدة التي تطاول الدول الأعضاء فيها، وإعادة تأهيل لبنان حتى يصبح قادراً على حكم نفسه بنفسه. كل ما عدا هذين الخيارين هو تضيع للوقت وخداع للذات ولحس للمبرد.

 

حكومة وأسئلة إلى "حزب الله"

علي حماده/النهار

في إطار المناورات، تخلّى "حزب الله" أخيراً عن موقفه المتمسك بحكومة تقوم وفق صيغة 9 – 9 – 6 التي اعتبرها الامين العام للحزب في أكثر من مناسبة حداً أدنى لا يمكن التراجع عنه، وأنه "فرصة" لا تعوّض للاستقلاليين عليهم أن يستغلوها ويقبلوا بها قبل فوات الاوان. وقد لاقى النائب وليد جنبلاط موقف "حزب الله" بداية برفضه قيام أي حكومة لا يقبل بها الحزب، ثم بتوليه تسويق صيغة 9 – 9 – 6. واليوم عاد "حزب الله" الى صيغة كان يعتبرها غير مقبولة، وهي 8 – 8 – 8، وكما هو معلوم حمل ممثلا الثنائي الشيعي المقترح الجديد مشفوعاً بعدد من التفاصيل التي ليس هنا مجال البحث فيها، ولا سيما في ما يتعلق بتسمية رئيس الجمهورية ميشال سليمان وزيراً من الحصة الشيعية. وكما أسلفنا، ليس هنا مجال البحث في تفاصيل رقمية، ولا في مناورات تتعلق بتوزيع الحقائب. بمعنى آخر، ليس وقت وضع العربة قبل الأحصنة، فلعبة الأرقام التي أغرق "حزب الله" البلاد فيها لا تعنينا في الوقت الحاضر، بل يعنينا أن يجيب الحزب عن أسئلة واضحة يتحدد في ضوئها موقف الاستقلاليين:

1 – هل "حزب الله" مستعد لاعلان انسحابه رسمياً من سوريا، ومباشرة عملية الانسحاب تزامناً مع إعلان الحكومة؟

2 – هل "حزب الله" مستعد لقبول بيان وزاري لا يتضمن نصه الإشارة الى ثلاثية "الجيش الشعب والمقاومة"؟

3 – هل هو مستعد للقبول بحكومة من دون "ثلث معطّل" ولا ما يسمى "وزيراً ملكاً"؟

4 – هل هو مستعد للقبول بمداورة كاملة في الحقائب الوزارية بما فيها وزارات الطاقة والاتصالات والخارجية، مع التسليم بحصرية اختيار رئيس الجمهورية لوزيري الدفاع والداخلية؟

5 – هل "حزب الله" مستعد لتقديم "تعهّد" يعرّف باعتباره تنظيماً أمنياً - عسكرياً، كيف يقوم بوقف الاغتيالات والاعتداءات الامنية ضد الفريق الآخر؟

6 – هل هو مستعد للعودة بعد تشكيل الحكومة وفق هذه المعايير الى طاولة الحوار الوطني للبحث في مصير سلاحه بتقديم ورقته النهائية في ما يخص "الاستراتيجية الدفاعية" لتجري مناقشتها ضمن سقوف زمنية؟

7 – هل هو مستعد لإعادة الاعتراف الكامل بـ"إعلان بعبدا" الذي يفتح الباب أمام تحييد لبنان عن أزمات المنطقة والمحاور؟

هذه جملة أسئلة نعتقد انها أساس كل بحث يسبق الحديث عن أرقام وحقائق وزارية. أما إغراق البلاد في لعبة أرقام فلا يفيدها. حتى الآن نعتقد ان "حزب الله" لا يمكن أن يجيب بالايجاب عن الأسئلة الواردة أعلاه، ولذلك كان اقتراح تشكيل حكومة حيادية أي "لا نحن ولا هم". أخيراً، وفيما نحن نشرف على أول مرحلة من المحاكمات للمتهمين باغتيال رفيق الحريري ورفاقه، نعتبر أن ربط الحكومة بتسليم المتهمين من "حزب الله" ليس بالبند المهم الآن. المحاكمات العلنية هي الأهم في نظرنا.

 

مانشيت:«8 آذار»: نريد جواباً واضحاً من الحريري حول مشاركة «حزب الله» في الحكومة قبل الخوض في أي تفصيل

جريدة الجمهورية/يقود رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلّف تمّام سلام مفاوضات شاقّة بغية الوصول إلى تسوية حكومية، ومن الواضح أنّ هذه المفاوضات نجحت لغاية الآن بكسر الجمود الذي غلّف هذا الملفّ طيلة المرحلة السابقة، وكلّ المعلومات تؤشّر إلى تقدّم لافت على هذا المستوى تحت عنوان التسوية الكاملة (Package Deal) التي تتضمّن خمس نقاط: الصيغة الحكومية 8+8+8، لا وجود للثلث المعطّل الظاهر أو المموّه، بيان وزاريّ من دون «جيش وشعب ومقاومة» وجوهره «إعلان بعبدا»، مداورة كاملة في الحقائب، وحقّ الفيتو العادل للرئيسين على أيّ إسم يُطرح عليهما من القوى السياسية. كشفت معلومات لـ"الجمهورية" أنّ الشروط الخمسة التي وضعتها 14 آذار غير قابلة للتفاوض، فإمّا أن يقبل بها فريق 8 آذار، وإمّا سيضطرّ كل من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف إلى تأليف حكومة حيادية، خصوصاً أنّ هذه القوى تجاوزت مطلب انسحاب "حزب الله" من سوريا لعدم إقفال باب التفاوض والتحوّل إلى الطرف المعرقل، وبالتالي في حال موافقة الطرف الآخر تكون 14 آذار دفعته إلى التراجع عن مجموعة خطوط حُمر كان أعلن عنها سابقاً ودفعت باتجاه تأليف حكومة تتمكن بالحد الأدنى من تحمّل مسؤولياتها في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة وتمهيد الساحة لانتخابات رئاسية. وفي معرض التساؤل عن الأسباب التي تدفع «حزب الله» إلى تنازلات مؤلمة والموافقة على الشروط المذكورة، قالت مصادر مطلعة إن أولوية «حزب الله» في هذه المرحلة ليس المسائل التقنية المتصلة بالملف اللبناني بقدر الحصول على غطاء سني-14 آذاري عشية انطلاق المحكمة الدولية لإظهار تعلق هذه القوى بالسلطة واستخدامها المحكمة كشماعة، كما الحصول على الغطاء نفسه عشية «جنيف 2» بغية مواصلة الحزب قتاله في سوريا، ولكن هذه المرة بغطاء رسمي لبناني مكتمل النصاب والأوصاف.

إيجابيات متفاوتة

وفي موازاة ذلك تحدّثت مصادر عاملة على خط ملف التأليف عن إيجابيات متفاوتة كالبورصة، لم تبلغ حدّ العودة الى الوراء او تسجيل نقاط سلبية على رغم بُطئها، وذلك حتى ساعة متقدّمة من ليل امس.

وأكّدت هذه المصادر لـ"الجمهورية" أنّ شوطاً مقبولا قطعته المفاوضات أدّى إلى موافقة 8 و14 آذار على صيغة 8+8+8 صافية من دون مواربات، مشيرة إلى انّ العمل جارٍ على تدوير اقصى حدّ من زواياها حتى تأتي مرضية للجميع، ولو بخطوطها العريضة. وكشفت المصادر أنّ كلّ الاوراق فُتحت مرّة واحدة بعد قبول الطرفين بالصيغة، فبدأ الحديث عن التوزيع الطائفي والسياسي والحقائب والمداورة، لكن من دون الدخول بالتفاصيل الدقيقة. ولم يتعدّ الامر حتى الآن كونه أسئلة وأجوبة وأخذاً وردّاً واستفسارات وشروطاً وشروطاً مضادّة. وقالت: "في اختصار، هو مخاض التأليف بكلّ ايجابياته وسلبياته مع تسجيل تنازلات من الطرفين".

وعلى رغم حدّة خطاب 14 آذار العلني، إلّا انّ المصادر تعتبر انّ مجرّد الدخول في التفاوض يعني انّ هناك خرقاً اقليمياً كبيرا في اتجاه تأليف حكومة تلقّفه الطرفان. وكشفت انّ الاتصالات الجارية تحظى بمواكبة دولية غير ظاهرة تدفع في إتجاه تأليف حكومة سياسية جامعة.

8 آذار لـ«الجمهورية»

وليل أمس، أكّدت مصادر 8 آذار لـ"الجمهورية" أنّ الساعات الماضية لم تسجّل ايّ خرق، لكنّ الاتصالات مستمرة بزخم، وكشفت انّ فريقها قدّم كلّ التسهيلات والتنازلات الممكنة، وهي تعتبر أنّ 14 آذار تناور ولم تعطِ جواباً صريحاًَ على سؤال حول مشاركة "حزب الله" السياسية في الحكومة. وأكّدت المصادر أنّه على رغم التجاوب الكبير الذي أظهرناه، إلّا أنّنا لن نخضع للابتزاز ولا للتذاكي في محاولة لتضييع الوقت، ونحن طلبنا قبل استكمال النقاش ان نتلقّى جواباً واضحا من سعد الحريري حول مشاركة الحزب في الحكومة، ونريد جواباً واضحا قبل الخوض في أيّ تفصيل، لأنّنا نسمع في العلن شيئاً وخلف الكواليس شيئاً آخر، والمطلوب توحيد خطاب 14 آذار، ولا سيّما حول هذه النقطة بالتحديد قبل الانتقال الى المرحلة التالية من التفاوض.

معطيات إيجابية

في غضون ذلك، عزت مصادر مطلعة التأخير في إعلان الحكومة الى ضرورة خلق أجواء لدى كلّ طرف لتقبّل المعطيات الجديدة بعدما طرأ تعديل في مواقف كلّ من طرفي 8 و14 آذار، وبنحو أساسيّ "حزب الله" وتيار "المستقبل"، إذ تخلّى الأوّل عن "الثلث المعطل" وتخلّى الثاني عن مبدأ عدم الجلوس مع "حزب الله". ورجّحت المصادر حصول هذا الانفراج لجملة معطيات إيجابية على الصعيدين العربي والإقليمي، شارك فيها أكثر من مرجع دولي ما دامت مرجعية العقد التي تم الحديث عنها خارجية وليست داخلية. ومن جملة هذه المعطيات: زيارة وزير الخارجية الأميركية جون كيري للسعودية الأحد الفائت، وزيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف المرتقبة لبيروت الاثنين المقبل، والتحضيرات المستمرة لعقد مؤتمر "جنيف 2" ودعوة واشنطن ايران الى ان تبرهن عن رغبتها في لعب دور بنّاء في المحادثات المقبلة لإحلال السلام في سوريا بدعوتها دمشق الى وقف قصفها للمدنيّين والسماح بوصول المساعدات الانسانية، والتطوّرات العسكرية الميدانية على الارض في كلّ من العراق وسوريا في ضوء المعارك بين "داعش" والتنظيمات الإسلامية المتشدّدة والتي ولّدت شعوراً لدى عدد من الدول العربية بأنّ التنظيمات المتطرّفة باتت تخرج عن كلّ سيطرة، وبالتالي يتنامى الخوف من ان يصبح لبنان ساحة مفتوحة كلّياً لهذه التنظيمات، خصوصاً أنّه مختلف عن العراق وسوريا.

وفي ضوء ما تقدّم تسارعت الإتصالات نتيجة تقاطع سعودي – ايراني على مساحة من التفاهم الداخلي في لبنان، الأمر الذي عبّرت عنه المواقف من الطروحات الجديدة التي سجّلت فيها 8 آذار تراجعاً كبيراً عن طروحاتها، الأمر الذي وضع تشكيلة الـ 8 + 8 + 8 في مقدّمة المساعي المبذولة، من دون الحديث العلني عن وزير وديعة لدى رئيس الجمهورية او غيره من الوسطيين، ولو كان ذلك قد تمّ التوافق عليه في الكواليس الحكومية.

وقالت المصادر إنّ رئيس الجمهورية والرئيس المكلف أعطيا مهلة إضافية لترتيب الأمور، وهو امر يعمل من أجله رئيس مجلس النواب نبيه بري ومعه النائب وليد جنبلاط اللذان سارعا إلى إجراء مزيد من الإتصالات التي توحي بإمكان تجاوز القطوع هذه المرّة على قاعدة تفهّمهما لإصرار سليمان وسلام باتّجاه "إعطاء فرصة من أجل حكومة جامعة" ولفترة وجيزة لا تتجاوز عيد المولد النبوي الشريف الإثنين المقبل، ليكون ما بعده غير ما قبله، إلّا إذا استوت الطبخة قبل ذلك، يكون من الأفضل وإلّا فـ "إنّ كلّ الصيغ الأخرى حلال".

الأمم المتحدة

وفي هذه الأجواء، عبّرت الأمم المتحدة عن اهتمام المجتمع الدولي الشديد بتأليف حكومة فاعلة، ونبّه منسّقها الخاص في لبنان ديريك بلامبلي الذي زار الرئيس المكلف تمام سلام ورئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة أنّ "لبنان يمرّ بأوقات خطيرة، والتحدّيات الامنية والانسانية والاقتصادية كبيرة جداً"، مشدّداً على أنّ "مسار تأليف الحكومة هو مسار لبناني بشكل مطلق، ولكنّنا بالطبع مهتمّون جداً بنجاحه، ويشجّعني ما سمعتُه من الرئيس المكلف تمام سلام حول الجهود القائمة الآن، وإنّ الرئيس سلام يحظى بدعمنا الكامل"، ودعا جميع الأفرقاء الى العمل معه بإيجابية لتسهيل تأليف الحكومة من دون مزيد من التأخير.

مشاورات التأليف

وكانت مشاورات عملية التأليف الحكومي استُكملت امس على محاور قصر بعبدا الذي سيشهد اليوم زيارات لبعض القادة السياسيّين من 8 و14 آذار. وقد عرض رئيس الجمهورية بعد ظهر امس مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي للتطوّرات السياسية والأمنية والحكومية. وكان سليمان أوفد امس مستشاره الوزير السابق خليل الهراوي للقاء رئيس حزب الكتائب أمين الجميّل ووضعه في صورة المشاورات الجارية بشأن التأليف. وجدّد الجميّل دعمه رئيس الجمهورية في المساعي التي يقوم بها لتسهيل تأليف حكومة جامعة تشكّل درعاً واقياً لانتخابات رئاسة الجمهورية في موعدها الدستوري.

برّي

في غضون ذلك، أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري أنّ الإتصالات مستمرّة في شأن تأليف الحكومة، وقال خلال لقاء الأربعاء النيابي: "إنّ نفَسَنا إيجابيّ وطويل في وجه العقبات، وسنتابع محاولاتنا حتى النهاية"، مكرّراً أنّ "حكومة الأمر الواقع هي عزل للجميع، وستوجِد مناخاً سلبياً يترك أثره ونتائجه على كلّ الاستحقاقات".

إرتياح سلام

وأظهرت اوساط الرئيس المكلف تمام سلام أجواء تفاؤلية ملحوظة رافضةً الدخول في تفاصيل الإتصالات والمساعي التي يقوم بها. لكنّها أكّدت لـ"الجمهورية" أنّ الإتصالات قطعت أشواطاً إيجابية بمجرّد إعادة البحث في صيغ قابلة للعيش، ومنها صيغة 8+8+8 وصولاً الى البت النهائي بصيغة المداورة، وكلّها من المؤشّرات الإيجابية التي لم تكن واردة، بدليل أنّها لم تظهر من قبل. وتحدّثت الأوساط عن مُهل قصيرة لبّت بعض الصيغ المطروحة للبحث، ما يجعل من عطلة نهاية الأسبوع فترة فاصلة بين واقعين حكوميّين، وسيكون بعده غير ما قبله. وقالت إنّ حركة الإتصالات مستمرّة، ومنها لقاء منتظر مع رئيس كتلة "المستقبل" النائب فؤاد السنيورة في الساعات المقبلة للبحث في كل ما هو مطروح على مختلف المستويات.

موقف بكركي

بدورها، جدّدت بكركي دعوتها القادة السياسيين والنواب الى تحمّل مسؤولياتهم والإسراع في تشكيل حكومة تكون على مستوى التحدّيات الراهنة، والإعداد الجدّي لانتخاب رئيس جديد في موعده الدستوري، يعيد الحيوية للبلاد وللمؤسّسات الدستورية. وأكّد أنّ هذه المرحلة تتطلّب أعلى مستويات اليقظة والتجرّد والحوار والحسّ الوطني.

كتلة «المستقبل»

وفي المواقف، طالبت كتلة "المستقبل" رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تمام سلام بتأليف الحكومة الجديدة من غير الحزبيّين، لكي تفتح الطرق أمام الانفراجات المطلوبة وتفسح في المجال امامها للانصراف الى معالجة مشكلات لبنان المتفاقمة، على أن تحال باقي الملفّات المتنازع عليها الى طاولة الحوار الوطني. وقالت إنّها واللبنانيين على موعد في ساحات النضال السلمي في مقاومة مدنية لتحرير لبنان من السلاح غير الشرعي ومن الوصاية السورية والايرانية التي تتسبّب بتعطيل لبنان وتدمير حاضره وتشويه صورة مستقبله.

المشنوق

وفي المقابل، أشار عضو كتلة المستقبل النائب نهاد المشنوق إلى أنّ "هناك أسئلة تحدّد طريقة تعاطينا مع تشكيل الحكومة، ونحدّد موقفنا بحسب الأجوبة التي سنحصل عليها، والصيغ المطروحة الحالية معروفة"، مؤكّداً أنّه "حتى الآن لم نتبلَّغ بجواب رسميّ ونهائي وواضح في ما يتعلق بموضوع الثلث المعطَّل، ونحن لن نقبل بثلث معطِّل علنيّ ولا ثلث مقنَّع ولا سواه". وأضاف: "ما المانع من تشكيل حكومة أقطاب؟ حجم حكومة الأقطاب يتجاوز البيان الوزاري، وكلّ ما عداه شكليّات"، مشدّداً على أنّه "غير وارد بالمُطلق موضوع الجيش والشعب والمقاومة في البيان الوزاري، وما هو وارد فقط هو إعلان بعبدا".

«14 آذار»

من جهتها، اعتبرت الأمانة العامة لقوى 14 آذار أنّ أيّ حكومة جديدة لا يمكن إلّا أن تستند إلى المبادئ المنصوص عنها في "إعلان بعبدا" المرتكز على تحييد لبنان وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.

 

حزب الله» يتحضر للرد على محكمة الحريري

حسان حيدر/الحياة

على طريقة النظام السوري، يستخدم «حزب الله» فزاعة «التكفيريين» للوصول إلى غايات أخرى، ويلجأ إلى ماكينته الإعلامية لتضخيم وفبركة أخبار عن انتشار «مجموعات جهادية» على الأراضي اللبنانية، مستفيداً من تفجيرات استهدفت مناطق خاضعة لسيطرته المنفردة، أو من تهديدات مجهولة المصدر ومشبوهة الغرض، كي يبرر الاستنفار العسكري الواسع في صفوف مقاتليه. أما هدفه الأساس فهو «الرد الاستباقي» على بدء محاكمة أربعة من عناصره في جريمة اغتيال رفيق الحريري الأسبوع المقبل في لاهاي وما قد تتكشف عنه من حقائق تدينه، وذلك بذريعة «مواجهة الأصوليين الذين يهددون أمن المقاومة». وإذا كانت المعارضة السورية حسمت أمرها أخيراً وقررت التخلص من تنظيم «داعش» المتفرع عن «القاعدة» بعدما توصلت إلى قناعة راسخة مبنية على وقائع وأدلة جازمة بوجود علاقة عضوية بينه وبين نظام الأسد وأجهزته الأمنية، فأن «حزب الله» والاستخبارات الإيرانية لم يكونا يوماً بعيدين عن المجموعات الأصولية الصغيرة في بعض مناطق لبنان وخصوصاً في المخيمات الفلسطينية، بدءاً بمخيم نهر البارد في الشمال الذي شهد حرب تنظيم «فتح الإسلام» على الجيش اللبناني والذي اعتبره الحزب في مرحلة ما «خطاً أحمر»، وانتهاء بمخيم عين الحلوة في الجنوب. بل إن عدداً من قيادات المجموعات المتشددة التي تتنوع تسمياتها تلقوا العون والمال والحماية من الحزب بطلب إيراني في إطار تبادل خدمات بين طهران وقياديين من «القاعدة» احتجزتهم بعد فرارهم من أفغانستان. وخدم ذلك رغبة الحزب في إظهار «تطرف» السنة اللبنانيين وفي إضعاف دورهم عموماً. وتوجت حملة الترهيب الإعلامية بتسريبات عن قرار لتنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة» بالدخول عسكرياً إلى لبنان، ما أدى إلى استشراء المخاوف من عمليات تفجير لا أحد يعرف أي مناطق قد تطال، وقد تشكل غطاء لعمليات اغتيال أخرى يتعرض لها سياسيون لبنانيون من فريق 14 آذار بعدما تجددت التهديدات لقيادات هذا الفريق واغتيل أحد أركانه أخيراً. ويرجح أن يمهد الاستنفار الأمني للحزب لانتشار عسكري واسع في بيروت ومختلف المناطق اللبنانية لتحقيق مجموعة أهداف داخلية بينها، إضافة إلى التغطية على سير المحاكمة في لاهاي، منع تشكيل حكومة محايدة لا يكون ممثلاً فيها كي لا يبدو معزولاً داخلياً بالتزامن مع إدانته دولياً، أو فرض حكومة تكون له فيها مع حلفائه حصة غالبة بالرغم من خرقه إعلان بعبدا الذي كان من موقعيه عبر مشاركته في القتال في سورية، وأيضاً محاصرة وإلغاء دور القوى المعارضة لسياساته، وفرض أمر واقع يسبق أي تطور قد يشهده مؤتمر «جنيف2» حول المسألة السورية. وتندرج في هذا الإطار الأخير التقارير الغربية عن نقل «حزب الله» صواريخ بعيدة المدى وأسلحة ثقيلة من قواعد له داخل الأراضي السورية تحسباً لسقوطها في أيدي المعارضة. ويستفيد الحزب في تحركه من حال التراخي الأميركي تجاه إيران بعد الاتفاق الموقت حول ملفها النووي ويسعى إلى استغلال المخاوف الغربية من اتساع نفوذ المتطرفين في سورية. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت قبل أيام أن «واشنطن وطهران تواجهان أعداء مشتركين في الشرق الأوسط» وأن الولايات المتحدة ترى دوراً محتملاً لإيران في ملفات إقليمية تمتد من أفغانستان إلى سورية، لكن التعاون معها فيها يتوقف على نتائج المفاوضات النووية. لقد نجح النظام السوري إلى حد كبير في خطته لتحويل الثورة السلمية ضده إلى حرب طائفية أهلية بين السنّة والعلويين، وساهم عبر أجهزته في إطلاق أعمال قتل وقتل مضاد على الهوية وفي تضخيم ممارسات المتشددين وتعظيم خطرهم، لكن المعارك التي تخوضها المعارضة السورية حالياً ضد الجماعات المتطرفة هي الخطوة الأولى لإفشال خطته هذه. أما في لبنان فليس هناك سوى الجيش يمكنه التصدي لمحاولة «حزب الله» إلحاق البلد نهائياً بالحلف الإيراني - السوري.

 

الناطق بإسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مارتن يوسف: بدء المحاكمة في قضية الرئيس الحريري هو يوم تاريخي للبنان 

في اطار استعداد المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لانطلاق جلسات المحاكمة في قضية سليم عياش وآخرين، تعقد غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الخميس جلسة تمهيدية ثالثة تمهيدا. الخميس، يبدأ قطار العدالة اللبنانية الدولية رحلته الأساسية، تصل المحكمة الدولية إلى نقطة اللاعودة، وتبدأ في جلسة تحضيرية ثالثة تمهيدا لبدء محاكمة المتّهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، بعد أسبوع واحد، في 16 كانون الثاني الجاري. الخميس يرتجف القتلة مرّة جديدة في جحورهم، وإن كانوا يدّعون الإطمئنان والبراءة، وترتجف قلوب أهالي الشهداء أملا في التأكد من هويّة القاتل ومحاكمته. تبدأ الجلسة العلنية عند العاشرة والنصف (بتوقيت وسط أوروبا)، غير أنّ غرفة الدرجة الأولى قد تقرر تحويلها إلى جلسة سرية إذا دعت الحاجة لمناقشة مسائل ذات طابع سري، في حين ستكون متابعة وقائع الجلسة متاحة باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية عبر الموقع الإلكتروني للمحكمة بتأخير مدته 30 دقيقة عن انطلاقها.

مارتن يوسف: بدء المحاكمة يوم تاريخي

وعشية الجلسة، اعلن الناطق بإسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مارتن يوسف ان "المتهمين في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري سيحاكمون غيابيا"، مشددا على ان "السلطات اللبنانية عليها أن تقدم تقريرا شهريا عن جهودها للبحث عنهم وسوقهم امام المحكمة". واشار يوسف في حديث تلفزيوني الى ان "اﻹدعاء سيتقدم بـ 500 شاهد ويقسم القضية الى 3 أقسام لها علاقة بالتفجير والمتهمين"، لافتا الى ان "اﻹدعاء سيفتتح الجلسات ثم ممثلو الضحايا ثم ستكون الفرصة متاحة أمام الدفاع". واوضح يوسف ان "مجموعة من أهل الضحايا ستكون موجودة في قاعة المحكمة وقد تكون لها مداخلات أمام هيئة المحكمة"، مشيرا الى أن "أكثر من مئتي صحافي سيحضرون اﻹفتتاح وهناك شخصيات وديبلوماسيون طلبوا الحضور".

ندوة بشأن التغطية الإعلامية

وفي هذا السياق، ينظم المكتب الإعلامي في المحكمة ندوة حول "التغطية الإعلامية للمحاكمة المقبلة" عند الحادية عشرة من قبل ظهر الجمعة في فندق البستان في بيت مري، تتناول الصعوبات التي تواجه التغطية الإعلامية للمحاكمة ومعلومات عملية بشأن هذه التغطية. تزامنا، وجهت نقابتا المحامين في بيروت وطرابلس كتابا إلى رئيس غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الخاصة بلبنان، إعتبرت فيه أنّ "من الخطأ الجسيم حصر التعامل القانوني باللغة الإنكليزية في اللوائح المقدمة إلى المحكمة والإجراءات أمامها"، آملة منه "إعادة النظر" بقرار الغرفة "تحصينًا لموقع المحكمة تجاه اللبنانيين الذين وضعوا كامل ثقتهم بها". المصدر : lbc

 

سليمان عرض مع ميقاتي التطورات

وطنية - استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا، بعد ظهر اليوم، الرئيس نجيب ميقاتي، وعرض معه التطورات السياسة والأمنية والحكومية الراهنة.

 

سليمان تابع التحضيرات لعقد منتدى بيروت للاستثمار

وطنية - اطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم من الوزير السابق جهاد ازعور ورجل الاعمال سعيد خوري ورئيس مجموعة الاقتصاد والاعمال رؤوف ابو زكي على التحضيرات لعقد منتدى بيروت للاستثمار، وهو المؤتمر السنوي الذي ينعقد في العاصمة اللبنانية ويبحث في فرص الاستثمار وفي كيفية المساعدة في النهوض بالوضع الاقتصادي.

 

بري: حكومة الامر الواقع عزل للجميع ونتابع تدوير الزوايا

وطنية - نقل النواب عن رئيس المجلس نبيه بري، بعد لقاء الأربعاء، قوله:" ان "الإتصالات مستمرة في شأن تشكيل الحكومة، وأن الرئيس نبيه بري يتابع تدوير الزوايا". وقال الرئيس بري، حسب النواب، "إن نفسنا إيجابي وطويل في وجه العقبات وسنتابع محاولاتنا حتى النهاية"، مكررا أن "حكومة الأمر الواقع هي عزل للجميع، وستوجد مناخا سلبيا يترك اثره ونتائجه على كل الاستحقاقات". وكان الرئيس بري استقبل في اطار لقاء الاربعاء النواب: اسطفان الدويهي، علي المقداد، عباس هاشم، هاني قبيسي، علي خريس، عبد المجيد صالح، نواف الموسوي، مروان فارس، حسن فضل الله، غازي زعيتر، بلال فرحات، علي بزي، اغوب بقرادونيان، ايوب حميد، اميل رحمة، نوار الساحلي، ياسين جابر، قاسم هاشم، عبد اللطيف الزين، علي عمار وميشال موسى.

 

ميقاتي التقى ايخهورست وتابع ملف الاشغال في سجن رومية

وطنية - رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إجتماعا قبل ظهر اليوم في السرايا، خُصص لمتابعة ملف الاشغال في سجن رومية شارك فيه نائب رئيس الحكومة سمير مقبل ، وزير الداخلية والبلديات مروان شربل ، وزير الدولة مروان خير الدين ورئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر.

سفيرة الإتحاد الأوروبي

وإستقبل الرئيس ميقاتي سفيرة الإتحاد الأوروبي لدى لبنان أنجلينا إيخهورست .

 

المنسق الخاص للامين العام للامم المتحدة ديريك بلامبلي زار سلام: ادعو جميع الاطراف لتسهيل تأليف الحكومة

وطنية - استقبل الرئيس المكلف تأليف الحكومة تمام سلام المنسق الخاص للامين العام للامم المتحدة ديريك بلامبلي الذي قال بعد اللقاء: "عقدت اجتماعا جيدا مع رئيس الوزراء المكلف تمام سلام. ان المجتمع الدولي مهتم بشدة بتأليف حكومة فاعلة في لبنان، وقد عبر مجلس الامن الدولي ومجموعة الدعم من اجل لبنان عن ذلك مرارا". واضاف: "ان لبنان يمر بأوقات خطيرة والتحديات الامنية والانسانية والاقتصادية كبيرة جدا، علما ان الامم المتحدة تشارك في مساعدة لبنان على كل هذه الجبهات". وتابع: "ان مسار تأليف الحكومة هو مسار لبناني بشكل مطلق، ولكننا بالطبع مهتمون جدا بنجاحه، ويشجعني ما سمعته من الرئيس المكلف تمام سلام حول الجهود القائمة الان، وان الرئيس سلام يحظى بدعمنا الكامل، وانني ادعو جميع الاطراف الى العمل معه بايجابية لتسهيل تأليف الحكومة من دون مزيد من التأخير".

 

الرئيس السنيورة استقبل بلامبلي

وطنية - استقبل رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة، ظهر اليوم في مكتبه في بلس، الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في بيروت ديريك بلامبلي وكان بحث في الاوضاع الراهنة من مختلف الجوانب.

 

مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر أمر بتوقيف 5 مساجين في روميه وآخرين في سجن طرابلس

وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في قصر العدل هدى منعم أن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر أمر بتوقيف خمسة أشخاص في سجن روميه وعدد آخر في سجن طرابلس في قضية التهديدات المتبادلة بين السجناء في سجون طرابلس وروميه وبعلبك. وكلف القاضي صقر مفوض الحكومة المعاون سامي صادر متابعة التحقيقات في الملف.

 

قرار اتهامي بالاعدام ل 14 متهما بزرع عبوات على طريق المصنع

وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في قصر العدل هدى منعم، أن قاضي التحقيق العسكري عماد الزين طلب في قرار اتهامي أصدره، عقوبة الاعدام ل 14 متهما في زرع عبوات على طريق المصنع واستهداف السيارات المارة والقوى الأمنية، بينهم 7 موقوفين وجاهيا و7 آخرين صدرت في حقهم مذكرات توقيف غيابية. وأصدر مذكرات إلقاء قبض في حقهم وبلاغات بحث وتحر في حق 7 أشخاص مجهولي باقي الهوية.

والمتهمون من الجنسيتين اللبنانية والسورية، وقد أحيلوا مع الملف أمام المحكمة العسكرية الدائمة للمحاكمة.

 

إحالة ملف الهيئة العليا للاغاثة إلى النيابة العامة الاستئنافية

وطنية - ختم قاضي التحقيق الأول في بيروت غسان عويدات تحقيقاته في قضية اختلاس أموال عائدة إلى الهيئة العليا للاغاثة والتي أوقف فيها العميد ابراهيم بشير وزوجته. وأحال الملف إلى النيابة العامة الاستئنافية في بيروت لابداء المطالعة في الأساس بعدما استمع إلى إفادات عدد من الشهود

 

امانة 14 آذار: تحرير الوطن من إحتلال السلاح غير الشرعي أصبح الطريق الوحيد للاستقرار

 توقّفت الأمانة العامة لقوى 14 آذار أمام التطورات الأمنية المتسارعة والمتنقّلة من منطقة إلى أخرى والتي يربط بينها خط بياني يهدف، من بين ما يهدف، إلى تفرقة اللبنانيين ودفعهم إلى الخوف وعدم القدرة على التضامن وكل ذلك في سياق محاولات النظام السوري ربط الساحة السورية بالساحة اللبنانية من خلال تصدير العنف إلى الداخل اللبناني.  وذكرت ان قوى 14 آذار تصدتن في الماضي لمحاولات شبيهة بالتي تحصل اليوم وذلك منذ اندلاع الثورة السورية. وكانت قد طالبت مراراً، من خلال مذكرات كتابية رُفِعت إلى رئيس الجمهورية، بنشر الجيش اللبناني على طول الحدود اللبنانية السورية ومؤازرته بالقوات الدولية كما جاء في القرار 1701. واكدت أن تحرير الوطن من إحتلال السلاح غير الشرعي أصبح الطريق الوحيد للعبور إلى الاستقرار من خلال إطلاق 'مقاومة مدنية لبنانية” يتعاون على إنتاجها لبنان المقيم ولبنان المغترب. واعلنت الأمانة العامة على جهوزيتها الدائمة للتحرّك الفوري في أي منطقة أو مدينة أو قرية لمواجهة مخطّط استفزاز مشاعر اللبنانيين والتلاعب بالغرائز المذهبية كما حصل في طرابلس مؤخراً. واعتبر المجتمعون أن أي حكومة جديدة لا يمكن إلا أن تستند إلى المبادىء المنصوص عنها في 'إعلان بعبدا” المرتكز على تحييد لبنان وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.

 

مشاورات بين «المستقبل» وحلفائه لتوحيد الموقف تواكب استعدادات بري للتوصل إلى حلول

بيروت - محمد شقير/الحياة

تتكثف المشاورات بين قيادات قوى 14 آذار لبلورة موقف موحد من الوساطة التي يقوم بها رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، بدعم من رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يحمل تفويضاً مطلقاً من حليفه «حزب الله»، والرامية إلى التفاهم على مخارج من شأنها أن تدفع في اتجاه تسريع تشكيل الحكومة الجديدة على قاعدة توزيعها ثلاث حصص (8-8-8) بالتساوي بين 14 آذار و8 آذار والكتلة الوسطية. وعلمت «الحياة» من مصادر سياسية مواكبة للمشاورات، أن جنبلاط انطلق في وساطته بتشجيع من بري و «حزب الله»، وقالت المصادر إن التأسيس لها بدأ يوم الجمعة الماضي، عندما التقى رئيس التقدمي مسؤول التنسيق والارتباط في «حزب الله» وفيق صفا، ناقلاً إليه رسالة من الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، وفيها أنه فوض بري للبحث عن مخارج للتأزم السياسي الذي لا يزال يؤخر ولادة الحكومة العتيدة. وكشفت المصادر نفسها أن جنبلاط عاد والتقى في اليوم نفسه المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي الوزير علي حسن خليل في حضور الوزير وائل أبو فاعور الذي أكد له أن «حزب الله» فوض بري البحث عن مخارج تعيد الحيوية إلى المشاورات الجارية لتأليف الحكومة، وأن الأخير يتمنى عليه القيام بمبادرة لإيجاد مخارج حول الأمور العالقة التي تعيق ولادتها. وقالت إن جنبلاط زار الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، تمام سلام، في دارته في المصيطبة، ونقل إليه في حضور أبو فاعور استعداد بري بتفويض من «حزب الله» للوصول إلى تفاهم يسرع تشكيل الحكومة.

وأكدت المصادر عينها أن جنبلاط اقترح على سلام تشكيل الحكومة على أساس 8 وزراء لكل من 14 آذار و8 آذار مع إعطاء كل فريق منهما «وزيراً ملكاً» من حصة الكتلة الوسطية وتحديداً من رئيس الجمهورية ميشال سليمان. لكن سلام، كما تقول هذه المصادر، أبلغ جنبلاط بأن مثل هذه الصيغة تقود حتماً إلى الصيغة التي كانت مقترحة سابقاً على أساس 9-9-6 «وكنا أبدينا تحفظاً عليها لأنها تؤمن لهذا الفريق أو ذاك الحصول وبطريقة مقنعة على الثلث الضامن». وأضافت أن سلام جدد أمام جنبلاط تمسكه بصيغة «ثلاث ثمانات» وأن عدم القبول بها بعد طول الانتظار كان وراء اقتراحنا تشكيل حكومة حيادية لا تضم محازبين.

وذكرت هذه المصادر أن الوزير خليل زار في هذه الأثناء الوزير أبو فاعور، وعرض عليه اقتراحاً بأن تشكل الحكومة على أساس 8-8-8 إنما بعد تدوير الزوايا، ما يعني من وجهة نظر هذه المصادر أن قوى 8 آذار تراهن على أن يكون لها دور في تسمية الوزير الشيعي الخامس الذي يفترض أن يكون من حصة رئيس الجمهورية. ولفتت إلى أن أبو فاعور بادر وبتكليف من جنبلاط، إلى التحرك في اتجاه رئيس كتلة «المستقبل» رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، والتقاه في حضور مدير مكتب الرئيس سعد الحريري، نادر الحريري. وقالت إنهما استمعا إلى ما لديه من أفكار ومن ثم عرضا عليه مجموعة من الأسئلة أبرزها:

- هل يُترك لرئيس الجمهورية والرئيس المكلف تسمية الوزراء وتوزيع الحقائب؟

- ما المقصود بمبدأ المداورة في توزيع الحقائب؟ وهل يعني أنها ستطبق على أساس التوزيع الطائفي، أم إن الأمر سيقتصر على توزيع سياسي يقود إلى تبادل الحقائب بين الفريق السياسي الواحد؟

- لا مجال بعد مشاركة «حزب الله» في القتال في سورية إلى جانب النظام ضد المعارضة، إعادة الاعتبار لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة في البيان الوزاري، وأن البديل لهذه المعادلة يكون في الإصرار على «إعلان بعبدا» الذي أجمع عليه المشاركون في طاولة الحوار، على رغم أن بعضهم عاد وتراجع عنه، وهو يقوم على مبدأ تحييد لبنان عن الصراع الدائر في سورية. - من يسمي الوزير الشيعي الخامس المحسوب على رئيس الجمهورية، وهل تترك له الحرية في اختياره، أم إنهم سيتدخلون ليكون لقوى 8 آذار الثلث الضامن وإنما بصورة مقنّعة؟ وإذ أكدت المصادر أن المشاورات لم تنقطع مع جنبلاط في موازاة المشاورات القائمة بين قيادات 14 آذار، قالت في المقابل إن لقاء سليمان والوزير خليل والمعاون السياسي للأمين العام لـ «حزب الله» حسين خليل جاء في سياق توسيع رقعة المشاورات. وتابعت أن سليمان جدد قوله، أمام «الخليلين»، إنه والرئيس المكلف يطمحان إلى تشكيل حكومة جامعة تكون في المستوى المطلوب لمواجهة التحديات، لكنه سيضطر في حال تعذر التوافق على هذه الحكومة، إلى تشكيل حكومة حيادية لأنه من غير الجائز أن يبقى البلد من دون حكومة. وأردفت أن قيام «الخليلين» بهذه الزيارة إلى سليمان، دليل على إبداء مرونة مبدئية ولو في الشكل تدفع في اتجاه تشكيل حكومة من 3 حصص متساوية مع أن البحث لم يتناول المواضيع الأخرى من اختيار الوزراء إلى البيان الوزاري والمداورة في توزيع الحقائب. وأوضحت المصادر المواكبة أن الأجوبة على الأسئلة التي طرحها «المستقبل» بالتشاور مع حلفائه في 14 آذار، والتي نقلها إليه أبو فاعور موفداً من جنبلاط، جاءت في سياق إبداء النيات للوصول إلى حلول مع أنها احتفظت لنفسها بمضمونها لأنها موضوعة الآن على طاولة المشاورات بين قيادات 14 آذار. ورأت في تكرار كتلة «المستقبل» في اجتماعها الأخير، مطالبة سليمان وسلام بتشكيل الحكومة الجديدة من غير الحزبيين، لكي تفتح الطرق أمام الانفراجات المطلوبة للانصراف إلى معالجة مشكلات لبنان، موقفاً طبيعياً ينطلق من أنها ليست في وارد التفرد في أي موقف بمعزل عن حلفائها في 14 آذار، إضافة إلى التأكد من النيات الحسنة التي يبديها بري شخصياً وبالإنابة عن «حزب الله»، خصوصاً أن التداعيات المترتبة على انقلاب قوى 8 آذار على اتفاق الدوحة ما زالت تتفاعل. وتؤكد المصادر المواكبة أن المشاورات مع جنبلاط لم تتطرق إلى طبيعة تفويض «حزب الله» بري وما إذا كان يشمل حليفيهما «تيار المردة» و «التيار الوطني الحر» الذي بدأت مصادره تبدي امتعاضاً لم يتم تظهيره حتى الساعة إلى العلن من التفرد في المفاوضات وكأن العماد ميشال عون ضيف عليها من دون أن يشرك فيها. وتضيف أن وساطة جنبلاط، وإن كانت أدت إلى تخلي «حزب الله» عن إدراج معادلة الجيش والشعب والمقاومة في صلب البيان الوزاري للحكومة العتيدة، فيجب التأكد من أن النيات الحسنة ستكون مقرونة بالأفعال، وأن لا مجال للمناورة بعد الآن، أما استنباط المخارج لتبرير تغييب هذه المعادلة عن البيان الوزاري فسيترك إلى طاولة الحوار. لكن، يبقى أن الأهم يكمن في سؤالين كبيرين هما، كما تقول المصادر المواكبة، في صلب المشاورات الجارية بين قيادات 14 آذار، ويتعلقان بموضوع الجلوس مع «حزب الله» على طاولة واحدة في مجلس الوزراء وضرورة التوصل إلى موقف موحد، لأن لا نية لأي من مكوناتها بالتفرد في اتخاذ الموقف، هذا إذا ما ثبت أن طرح صيغة 8-8-8 لن تحمل في طياتها مفاجآت، أولها لجوء البعض في 8 آذار إلى الانقلاب عليها من خلال إصراره على «وزير ملك» ما يعني أنها قنبلة موقوتة أعدت بإتقان يمكن أن تنفجر في أي لحظة ما لم تتوافر لها الضمانات الكافية لتعطيل الصاعق الذي يمنعها من إطاحة الصيغة التي يجرى التسويق لها.

 

لبنان: 5 أسئلة من «المستقبل» لجنبلاط والرئيسين

بيروت – «الحياة»

تكثفت الاتصالات بين أطراف كل من فريقي الخلاف في لبنان بحثاً عن صيغة الحكومة العتيدة، فتلاحقت اللقاءات بين قوى 8 آذار من جهة، وبين الأحزاب والقوى المنضوية تحت لواء 14 آذار من جهة أخرى، من أجل التوصل الى حكومة توافقية على قاعدة 8+8+8، مع المداورة في توزيع الحقائب بحيث لا تبقى حكراً لطائفة أو مذهب أو حزب.

وفيما كررت كتلة «المستقبل» النيابية في بيان لها أمس مطلبها السابق بدعوة رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام الى تشكيلة من غير الحزبيين، علمت «الحياة» أن هذا الموقف لا يقفل الباب على مواصلة البحث بوساطة رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط بالتنسيق مع رئيس البرلمان نبيه بري في صيغة الحكومة الجامعة، خصوصاً أن قيادة «المستقبل» كانت طرحت أسئلة تتعلق بما إذا كان فريق 8 آذار سيصر على تسمية «وزير ملك» يتفق على اسمه مع الرئيس سليمان الذي يفترض أن يكون الوزير الشيعي الخامس من حصته في تركيبة الـ8-8-8، وإذا كان سيترك لسليمان وسلام حرية تسمية الوزراء وتوزيع الحقائب أم ان الأمر سيخضع للأخذ والرد بحيث يتأخر تأليف الحكومة مجدداً، كما عن مدى الاستعداد للقبول بالتخلي عن معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» في البيان الوزاري للحكومة لمصلحة التأكيد على «إعلان بعبدا» بتحييد لبنان والنأي بالنفس عن التدخل في سورية. وقالت مصادر في قوى 14 آذار إن «المستقبل» كرر تمسكه بحكومة غير الحزبيين لأنه يتابع مشاوراته مع أركان 14 آذار لتوحيد الموقف من العرض الأخير الذي قدمه بري عبر جنبلاط.

وقالت مصادر معنية باستعجال تأليف الحكومة إن المداورة في توزيع الحقائب الوزارية واستبعاد صيغة الثلث المعطل عن طريق وزير ملك يختاره سليمان بالاتفاق مع «حزب الله» وبري هما مسألتان جرى حسمهما في الاتصالات التي جرت خلال الساعات الـ48 الماضية، والأمر الذي يتطلّب البت به الآن هو ما إذا كانت قوى 14 آذار ستقبل المشاركة في حكومة تتساوى فيها مع 8 آذار ومع الوسطيين في عدد المقاعد بعد أن كانت اشترطت انسحاب «حزب الله» من سورية قبل أن تشترك معه في أي حكومة. فيما ترى المصادر ان المخرج قد يكون صيغة البيان الوزاري الذي سيشدد على النأي بالنفس وإعلان بعبدا، ما يعني الاستناد إليه لدعوة الحزب الى الانسحاب من سورية. وبينما قالت المصادر نفسها إن قوى 14 آذار تتوخى من الاستيضاحات التي طرحتها الحصول على تطبيق عملي للمبادئ التي يطرحها بري عبر جنبلاط، في سلة كاملة، بحيث يجري وضع المداورة في الحقائب وكيفية إعادة توزيعها وما يقصد بصيغة البيان الوزاري الجديدة على الورق، فإن المصادر نفسها تشير الى أن «القوات اللبنانية» في هذا الفريق تبدي تشدداً في مبدأ عدم المشاركة في الحكومة طالما لم ينسحب «حزب الله» من سورية. ويجري تيار «المستقبل» اتصالات مع «القوات» في هذا الصدد.

لكن مصدراً في كتلة «المستقبل» قال لـ «الحياة»، إنه قبل الحديث عن موقف هذا أو ذاك من الفرقاء، فإننا لم نعط موافقتنا بعد على العرض المقدم، وقد طرحنا خمسة أسئلة الى موفد جنبلاط وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور تتناول الشكل النهائي للحكومة، وهل سيتم التخلي عن الثلث المعطل ولو مداورة (لأنه مرفوض من قبلنا) وعن قبول جميع قوى 8 آذار بالمداورة الكاملة في الحقائب وكيفية توزيعها، وأخيراً حق سليمان وسلام بالتحفظ على أي اسم وزير يطرح عليهما، وينتظر أن يتم إبلاغ هذه الأسئلة الى الرئيسين سليمان وسلام. ويطالب «المستقبل» بأجوبة عن الأسئلة كلها دفعة واحدة، «حتى لا تتكرر تجربة حكومة الرئيس سعد الحريري الأولى التي بدأ البحث فيها بطريقة غامضة وانتهت الى اشتراط الثلث المعطّل ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة». وفي المقابل تشير المصادر الى أن العقدة في قوى 8 آذار هي مطالب زعيم «التيار الوطني الحر» النائب ميشال عون في شأن الحقائب، خصوصاً أنه سيكون له 4 وزراء فقط قياساً الى عشرة في الحكومة المستقيلة ويصر على الحصول على حقائب أساسية. وأوضحت أوساط «التيار» أن اتصالات تجري من قبل قوى 8 آذار مع العماد عون بالواسطة لوضعه في أجواء ما يجري من مداولات، وأن اجتماعاً سيعقد بين معاوني بري والأمين العام لـ «حزب الله» وعون في الساعات المقبلة لتنسيق الموقف، هذا إذا لم يكن الاجتماع قد عقد ليل أمس.

 

المستقبل : لحكومة من غير الحزبيين وتفجير حارة حريك اعتداء سافر على كل اللبنانيين

وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها العادي الدوري برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة. وفي بداية الاجتماع وقف اعضاء الكتلة دقيقة صمت حدادا على استشهاد الدكتور محمد شطح ومرافقه طارق بدر وعلى شهداء جريمة تفجير حارة حريك. واستعرضت الكتلة الاوضاع في لبنان.

وفي نهاية الاجتماع، اصدرت الكتلة بيانا تلاه النائب محمد الحجار وفي ما يلي نصه:

"اولا: امتدت يد الغدر والاجرام والارهاب صباح يوم الجمعة في 27/12/2013 لتغتال في منطقة الستاركو في بيروت المناضل في وجه الطغيان والاستبداد والهيمنة والتسلط الدكتور محمد شطح لينضم الى قافلة شهداء انتفاضة الاستقلال حيث يعيد اغتياله اطلاق انذار التذكير ان المجرمين الذين اغتالوا رفيق الحريري ورفاقه في شباط 2005 وبعد ذلك باقي شهداء 14 آذار، ما يزالون احرارا ولم يطلهم العقاب بعد، بل هم مستمرون في ارتكاب جرائم التفجير والقتل والترهيب، غير عابئين بأنه وبعد أيام سوف تنطلق اعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. انه المجرم نفسه الذي لا عمل له الا ضرب صيغة لبنان العيش المشترك، وقيم الانفتاح والاعتدال، وضرب لبنان كبلد سيد، حر ومستقل وتحطيم سيادة دولته وهيبتها".

واكدت الكتلة "ان اغتيال الشهيد محمد شطح يأتي بعد مرحلة كنا نظن انها انقضت، لكنها وعلى ما يبدو عادت مع كل دلالاتها السياسية والاعلامية ومتفجراتها واشباحها وادواتها في التهديد والترهيب والابتزاز، ولتضع الوطن في بداية مرحلة جديدة أزالت معها الكثير من الاوهام والتصورات والآمال".

واعلنت انها "على قناعة تامة بأن الشعب اللبناني لن يخضع ولن يستسلم لارهاب المجرمين والارهابيين المتسلطين مهما بلغت جبروتهم وادواتهم، وهي كذلك ترى أنها واللبنانيين على موعد في ساحات النضال السلمي في مقاومة مدنية لتحرير لبنان من السلاح غير الشرعي ومن الوصاية السورية والايرانية التي تتسبب بتعطيل لبنان وتدمير حاضره وتشويه صورة مستقبله.

وعلى ذلك، تتوجه الكتلة إلى السلطة القضائية والأجهزة الأمنية الرسمية بالتعجيل في الكشف عن ملابسات هذه الجريمة لكشف المجرمين الذين نفذوا جريمتهم بعلانية وفي وضح النهار. وفي هذا الصدد تكرر الكتلة موقفها بضرورة العمل على احالة هذه الجريمة وما سبقها من جرائم مماثلة الى المحكمة الخاصة بلبنان".

ثانيا: تستنكر الكتلة اشد الاستنكار الجريمة الارهابية التي استهدفت اهلنا في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية وهي تعتبر ان الشهداء الذين سقطوا في هذه الجريمة هم شهداء كل لبنان، والكتلة تتقدم الى عائلاتهم والى اللبنانيين جميعا بالتعزية القلبية الحارة لانهم شهداء أبرياء يدفعون ثمن الخطيئة الكبرى التي يرتكبها "حزب الله" بتوريط لبنان واللبنانيين في حروب ومشكلات لا علاقة له ولهم بها".

واعتبرت كتلة المستقبل "ان جريمة التفجير في حارة حريك هي وجه اخر للارهاب الذي جرى استدراجه إلى لبنان عبر المشاركة في المعارك الدائرة في سوريا الى جانب النظام الغاشم. هذه المشاركة التي تغرق لبنان واللبنانيين وابناء الطائفة الشيعية الكريمة في رمال متحركة وفي حروب وضغائن وعداوات لا حدود ولا أفق لها وهي تتسبب بإلحاق المصائب والويلات بكل لبنان واللبنانيين".

واعتبرت الكتلة أن "جريمة التفجير في حارة حريك هي اعتداء سافر وصارخ على كل اللبنانيين وعلى القيم التي استشهد من اجلها الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وآخرهم الدكتور محمد شطح.ان الكتلة التي تدين جريمة التفجير الارهابية في حارة حريك تطالب الاجهزة الامنية والقضائية باجوبة واضحة لجلاء الكثير من الملابسات والملاحظات والاسئلة التي طرحت والمثيرة للشكوك التي ترافقت مع ارتكاب هذه الجريمة التي أودت بحياة مواطنين أبرياء.

ثالثا: تكرر الكتلة مطالبة الرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام بتشكيل الحكومة الجديدة من غير الحزبيين لكي تفتح الطرق أمام الانفراجات المطلوبة وتفسح في المجال امامها للانصراف الى معالجة مشكلات لبنان الامنية والاقتصادية والاجتماعية المتفاقمة والملحة، على ان تحال باقي الملفات المتنازع عليها الى طاولة الحوار الوطني. والكتلة في هذا المجال تثمن المواقف التي تصدر عن رئيس الجمهورية والتي كان اخرها ما قاله في احتفال اعادة افتتاح مقر غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت.

رابعا: تثمن الكتلة الهبة السخية التي قدمتها المملكة العربية السعودية لدعم الجيش اللبناني بمبلغ غير مسبوق بقيمة ثلاث مليارات دولار اميركي لتسليحه وتجهيزه، بحيث تعبر هذه الهبة عن دعم كامل للشرعية اللبنانية وذراعها الأمني المتمثل بالجيش اللبناني الذي لطالما تغنى الكثيرون بضرورة دعمه، هذا الدعم الذي يجب أن يتبناه اللبنانيون جميع اللبنانيين بلا استثناء ودون اي تحفظ.

خامسا: تنوه الكتلة بالانجاز الامني المتقدم والذي تمثل بنجاح الجيش اللبناني في اعتقال الارهابي ماجد الماجد الذي شكل خطرا على لبنان واللبنانيين منذ ان دخل مخيم نهر البارد وشارك في الجرائم التي ارتكبتها منظمة فتح الاسلام بحق لبنان واللبنانيين.

سادسا: تكرر الكتلة استنكارها لاقدام مشبوهين على احراق مكتبة السائح التي يملكها الاب الفاضل ابراهيم سروج في مدينة طرابلس وهي تطالب السلطة القضائية والأجهزة الامنية بالاسراع في إلقاء القبض على المجرمين الذين نفذوا هذه الجريمة النكراء.

وفي السياق ذاته، اشادت الكتلة "بالمواقف الوطنية التي صدرت عن مفتي المدينة ومطارنتها ونواب وفاعليات مدينة طرابلس التي استنكرت هذه الجريمة"، وخصت بالذكر "ردة فعل المجتمع المدني اللبناني والطرابلسي تحديدا في الوقوف في مواجهة الارهاب والظلامية ما يعطي الامل الكبير والحقيقي بأن لبنان لا بد وان يتعافى وانه سينتصر في مواجهة الارهاب والارهابيين لاي جهة انتموا".

 

"14 آذار" في خطر... وبيئة "7 أيار" مصدر التهديدات!

خالد موسى/ موقع 14 آذار

حملة تهديدات منظمة يواجهها قادة "14 آذار" منذ اغتيال مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح، يقودها القاتل على هواتف نواب وشخصيات إعلامية وسياسية، مستخدماً مجموعة من الأرقام اللبنانية وأخرى أجنبية معروفة. البداية كانت بعد تشييع الوزير شطح نهار الأحد مع الشهيدة الحية الإعلامية مي شدياق، حيث تفاجئت بتلقيها اتصالات تهديد على هاتفها الشخصي، إضافة إلى رسائل نصية على خدمتي "الواتساب" و"الفيبر". فضلاً عن الشتائم المعتادة التي اتهمتها بالعمالة لإسرائيل، والتهديدات بالقتل، كما تمّ تداول صورتها وفي وسطها نجمة داوود على الرأس. وتقول إحدى التهديدات: "الله يحرقك بنار جهنّم... إلى جهنّم انتِ وشطح وإذا بعد بتجيبي سيرة السيّد حسن بدنا نقطعلك لسانك" وختم بعبارة: "شبّيح من سوريا حسب تسمياتكم وعقبالك بعد شطح". وهذه الرسائل جاءت بعد أن علقت شدياق على الخطاب الأخير للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بكلمة : "نحن مش قاريينك".

الهدف الثاني على اللائحة كان الإعلامي ومقدم برنامج 'DNA” على شاشة "المستقبل" الزميل نديم قطيش، المعروف بانتقاده الساخر وتحليله المنطقي لخطابات شخصيات من قوى "8 آذار"، والذي تلقى أيضاً رسائل تهديد فاقت الـ2000 رسالة نصية على هاتفه الشخصي في أقل من 48 ساعة وفق خطة ممنهجة. ومن بين الرسائل التي تلقاها: "نحنا مِش عم نهدّدك، لأنّو لو "حزب الله" بدّو يغتالك كان اغتالك من زمان، وهوّي بيملك القدرة وإنت بتعرف، نحنا بس عم نحذّرك"، وفي رسالة أخرى: "أنا شيعي وقلبي مليان منّك".

هذه الحملة الممنهجة طالت أيضاً نواب من قوى "14 آذار" أبرزهم: ستريدا جعجع، أحمد فتفت، عمار حوري، خالد الظاهر وخالد زهرمان، نتيجة مواقفهم الرافضة لتدخل "حزب الله" في الشأن السوري ومواقفهم التي ينتقدون فيها تصرفات الحزب في الداخل، خصوصا استخدام سلاحه لترهيب الناس. لا يمكن السكوت على مثل هذه الحال، ومن الخطورة أيضاً التقليل من شأن هذه التهديدات "الجبانة" إذ تكمن خطورتها في الخرق الذي حققه المجهولون - المعروفون ومن يقف خلفهم. ومن الواضح أن هؤلاء ينتمون إلى جهات منظمة ومعروفة تملك أحدث الوسائل التكنولوجية التي تساعدها على الوصول الى أي شخص وتوجيه رسائلها له، فيما الخطورة الابرز تكمن في تحويل هذه التهديدات في حق هذه الشخصيات الى أفعال، خصوصاً أن هذه الشخصيات تتعرض لحملة إغتيال ممنهجة كان آخرها اغتيال الوزير شطح.

زهرمان: بيئة السلاح صدرت ثقافة لغة التهديد

عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد زهرمان والذي طالته هذه الحملة الممنهجة أيضاً، وفي حديث خاص لموقع "14 آذار"، كشف عن "تلقيه في الآونة الأخيرة رسائل نصية على هاتفه الشخصي وليس على الأرقام المعتادة للعمل التي يحملها. هي تهديدات عبر رسائل نصية على خدمة الواتساب" كما اتصالات تهديدية من أرقام غير لبنانية، نتيجة إحدى مواقفه الأخيرة واعتباره أن مشاركة حزب الله في سوريا تخالف القانون".

سنبقى على قناعاتنا

ولفت زهرمان الى أنه "يتابع عمله في شكل طبيعي ولن تثينا هذه التهديدات عن متابعة أعمالنا، فهم يريدون ثنينا عن سلوك الطريق السيادي والإستقلالي الذي نسلكه، لكن هذه الرسائل لن تحقق هدفها، ونحن نقول قناعاتنا، فهل المطلوب أن نقول ان تدخل حزب الله في سوريا لا يخالف القانون ونبرر دخول "حزب الله" في سوريا؟ لن نقدم على هذا الأمر مهما هددوا ومهما فعلوا فنحن نقول قناعاتنا ولا شيء يغير هذه القناعة"، معتبراً أن " قوى 14 آذار في دائرة الخطر قبل هذه الرسائل وبعدها".

الإحتياطات الأمنية

وفي شأن الاحتياطات التي اتخذها زهرمان بعد تلقيه هذه التهديدات، رأى زهرمان أنه "من الطبيعي أن اي إنسان مهددا يتخذ سلسلة من الإجراءات الإحترازية، وهذه الرسائل تدفعنا الى أخذ مزيد من الإجراءات السابقة"، معتبراً أن "من يقف خلف هذه التهديدات هم رواد مواقع التواصل الإجتماعي المعروفين بلغة الشتائم التي يستعملونها، وهذه البيئة التي تربت سنوات وسنوات على الحقد وعلى المكابرة وعلى الغرور بفائض القوة التي لا تعرف أين ستشغله، فهذه البيئة التي تربت منذ سنوات على وجود السلاح والسير على معادلة "نقوم بكل ما نريد بواسطة هذا السلاح وممنوع أن يقف أحد في وجهنا، فنحن نقتل ونحن نعزل ونحن نضع ونقوم بـ "7 أيار" ونسقط حكومة الرئيس سعد الحريري"، وهذه البيئة التي تربت على هذا السلاح هي من افرزت هذه المجموعات وهذه اللغة التهديدية ".

قطيش: عملنا الأساس

بدوره، اعتبر الإعلامي الزميل نديم قطيش الذي نقل تصوير حلقات برنامجه "DNA" من الاستديو الى منزله نتيجة التهديدات، أن "التهديد لن يثيننا عن القيام بأعمالنا وعن التركيز على عملنا، لأن الهدف من التهديدات وقف العمل التي تقوم به، وهذا الهاجس الأساس بالنسبة لي والباقي هو تفاصيل".

ورأى قطيش، في حديث لموقعنا، أن "لبنان اليوم يمر بأسابيع وأشهر قليلة خطيرة جداً وآلة القتل والإجرام "شغالة" ويجب ان نأخذ الأمور في شكل جدي"، لافتاً الى أنه "قبل أيام من اغتيال الوزير محمد شطح، كانت هناك حملة تشن ضده من قبل بعض شخصيات قوى "8 آذار" وفي مقدمتهم العميد مصطفى حمدان الذي هدد الوزير شطح على العلن، لكن لم يأخذ الأخير هذه التهديدات على محمل الجد رغم أنني قمت بالحديث معه حول هذه التهديدات قبل أيام قليلة من اغتياله".

الصوت العالي

واعتبر قطيش أنه "يجب على قوى "14 آذار" أن تقتنع أنها فريق مستهدف بسبب المواقف التي تأخذ، وإما أن نذهب في كل مرة لتشييع شخص جديد إعلاميا كان أو سياسيا أو نائبا أو وزيرا، وعلى الجميع أن يأخذ الأمور بأعلى درجات الجدية"، مشيراً الى أن "الرد الحقيقي على هذه الرسائل التهديدية هو عملي وسيبقى صوتنا عالي، وبالنتيجة يقدرون أن يعرقلوا طريقتنا في الآداء ولكن لن يقدروا على منعنا أن نعبر عن آرائنا مثلما نريد، ولا يوجد لدينا شيء سوى موقفنا فلا يوجد لدينا سلاح أو مليشيات أو سيارات مفخخة، فسلاحنا الموقف الذين لا يقدروا ولن يقدروا على تغييره بعد تسع سنوات من القتل والإجرام".

ويبقى على الأجهزة المختصّة أن تتحرّك سريعاً لتثبت أنّها الضامن الوحيد لحياة اللبنانيّين، وأنّها ستبقى الملاذ الأوّل والأخير للجميع، لأنّ أيّ استهتار سيجعلها تتحمّل مسؤوليّة أيّ أذى يصيب كلّ مَن يتعرّض للتهديد والترهيب ضمن هذه الحملة.

 

هل حصل اختراق فعلي في عملية تشكيل الحكومة وهل يصمد 'تدوير الزوايا” في صيغة 8-8-8؟

انشغلت الصحف اللبنانية بما اثير عن تحقيق 'اختراق” على صعيد تشكيل الحكومة اثر قبول قوى 8 آذار بصيغة 8-8-8 الحكومية لكن على اساس 'تدوير الزوايا”… فهل حصل فعلا تقدم ما ام ان ما يحكى يهدف فقط لفرملة اندفاعة الرئيس ميشال سليمان نحو تأليف طال انتظاره؟

افادت المعلومات المتوافرة لدى صحيفة 'النهار” ان الصيغة الحكومية التي يجري العمل عليها ستوزع الحصص فيها على ثلاث ثمانيات، وستبنى على قاعدة سياسية غير حزبية من دون ثلث معطل ومن دون ودائع، وإنما على أساس قبول 'حزب الله” بإسم المرشح الشيعي المقترح من حصة الوسطيين. وقد ارسل رئيس الجمهورية ميشال سليمان ملف التشكيلة الى الرئيس فؤاد السنيورة الذي بدأ يتشاور فيها مع حلفائه في 14 آذار.

هذا الاطار علم ان كتلة نواب 'المستقبل” ارجأت اجتماعها الدوري امس، في انتظار عودة مدير مكتب الرئيس سعد الحريري، نادر الحريري من الخارج، وابلاغ الكتلة نتيجة المشاورات التي شارك فيها عدد من نواب 14 آذار الذين سافروا لهذه الغاية في اليومين الأخيرين. وعلمت 'النهار” من مصادر مواكبة لجهود تأليف الحكومة ان ثمة 'حلحلة” على هذا الصعيد وتحدثت عن 'اشارات جدية” في شأن هذا الاستحقاق.

وقال رئيس مجلس النواب نببه بري لـ 'النهار”: 'بالطبع هناك سعي جدي مع تدوير للزوايا من أجل تأليف الحكومة الجامعة والوفاقية. ويتركز كل العمل وفق هذه الاجواء”. وأضاف: 'أرحب بكل شيء ما عدا مسألة العزل لاي طرف. وان محاولة عزل 'حزب الله” او اي جهة أخرى من تحت او من فوق او من حولهما امر مرفوض. واثبتت التجارب في لبنان انو ما في حدا بيعزل حدا”.

في المقابل، قال مصدر مسؤول في حزب 'القوات اللبنانية” لـ”النهار” إن 'أي تركيبة من التركيبات الاصطناعية، وخصوصاً إذا لم تكن حكومة سيادية فاعلة ومفيدة للناس، لا تعنينا في شيء”.

اما صحيفة 'السفير” فقالت انه انتهى اليوم الطويل من الاتصالات والاجتماعات الى «اختراق» أولي في أزمة تأليف الحكومة، لم يرتق بعد الى مرتبة التسوية، في انتظار استكمال المفاوضات التي لا تزال تنتظرها شياطين كثيرة تكمن في التفاصيل.

ويمكن القول إن معالم «الحلحلة» المبدئية ارتسمت على الشكل الآتي:

ـــ لقاء «نصف ناجح» بين الرئيس ميشال سليمان و«الخليلين» (الوزير علي حسن خليل والحاج حسين الخليل)، أتاح منح خيار الحكومة السياسية الجامعة جرعة إضافية من «أوكسيجين الوقت»، لكنه لم يُسقط كلياً احتمال حكومة الامر الواقع التي لا تزال موجودة على مقاعد الاحتياط في قصر بعبدا.

ـــ اختراق تدريجي تحققه فكرة تدوير الزوايا في معادلة 8 ــ 8 ــ 8 التي جرى تخصيبها سياسياً، على قاعدة ضم وزير شيعي غير استفزازي وغير نافر الى حصة رئيس الجمهورية، يكون متوافقاً عليه ضمناً مع الرئيس نبيه بري و«حزب الله»، بحيث يصنّف في خانة «الوزير التوافقي»، على ان يُجيّر في موازاة ذلك وزير مسيحي لحساب العماد ميشال عون من أجل معالجة مسألة التمثيل المسيحي وتوازناته.

ـــ عودة نادر الحريري الى بيروت حاملاً معه «موقفاً إيجابياً» من الرئيس سعد الحريري حيال صيغة 8 ــ 8 ــ 8.

وقالت أوساط واسعة الإطلاع لـ«السفير» ليلاً إن الكوة التي فُتحت في جدار الازمة سمحت بمرور بصيص أمل في إيجاد تسوية حكومية، لكن من السابق لأوانه رفع سقف التوقعات، مشيرة الى ان تثبيت مبدأ الحكومة السياسية ومن ثم الاتفاق على المداورة في الحقائب يحتاجان الى بذل جهود إضافية.

واعتبرت الاوساط أن تنازلات متبادلة سمحت بتطوير النقاش حول الحكومة المفترضة، بعدما تخلت قوى «8 آذار» عن التمسك بمعادلة 9 ــ 9 ــ 6 ووافقت على 8 ــ 8 ــ 8 مطورة، ولاقاها «تيار المستقبل» بإبداء موقف إيجابي حيال الـ 8 ــ 8 ــ 8، مرجحة أن يكون كل فريق بصدد تبرئة ذمته ورفع المسؤولية عنه، في حال تطورت الامور لاحقاً نحو الأسوأ.

وأشارت الاوساط إلى أن جزءاً من سباق الملف الحكومي مع الوقت لا ينفصل عن استحقاق مؤتمر جنيف ــ 2 الذي دُعي لبنان اليه، معتبرة أن هناك رابطاً بين المهل الزمنية التي وُضعت للمساعي التوافقية وبين موعد المؤتمر ومن سيمثل لبنان فيه، ما يعني أن الايام العشرة المقبلة ستكون حافلة بالمشاورات في الشأن الحكومي.

وقالت مصادر قصر بعبدا لـ«السفير» إن سليمان ليس معنياً وحده في تحديد موقف من أي تدوير مقترح لزوايا 8-8-8، وبالتالي فهو لا يستطيع أن يتجاوز الرئيس المكلف في هذا الامر، ولا بد من التشاور معه بهذا الصدد. وقالت: إن مفتاح تدويرالزوايا لا زال بيد الرئيس بري، والمهم اننا انتقلنا الى اطار جديد من البحث يمكن البناء عليه.

وأوضحت المصادر أن اجتماع سليمان مع «الخليلين» كان ودياً وصريحاً، مشيرة الى ان رئيس الجمهورية لا يزال يعطي الاولوية للحكومة الجامعة، وهو لا يمانع ضم «حزب الله» الى الحكومة، لكنه رفض إعطاء ضيفيه التزاماً بعدم تأليف «حكومة حيادية او واقعية» إذا تعذر ان تكون جامعة، لانه لا يستطيع ان يبقى مكتوف اليدين في هذه الحال.

ولفتت مصادر بعبدا الانتباه الى ان ما تحقق حتى الآن هو تقدم مبدئي يتصل بموافقة قوى «8 آذار» على معادلة 8-8-8 مع تدوير الزوايا، بعدما كانت تعارضها في السابق، لكن لا شيء نهائياً بعد.

وقال الرئيس بري لـ«السفير» إن أجواء اللقاء بين الرئيس سليمان و«الخليلين» كانت جيدة، «لكن لا نستطيع ان نقول شيئا نهائيا بعد على قاعدة «ما تقول فول حتى يصير في المكيول».

ولفت الانتباه الى ان هناك مسعىً لتدوير الزوايا من أجل تشكيل حكومة توافقية وجامعة، وكل الجهد المبذول حالياً يصب في هذا الاتجاه، إنما تبقى الامور في خواتيمها.

وأكد ان الاتصالات مستمرة على أكثر من خط، وسيحصل المزيد منها خلال الساعات المقبلة، موضحاً أن النائب جنبلاط يساهم بقوة في المشاورات الجارية للوصول الى حكومة توافقية، لا تستثني أحداً، «وأنا أتعاون معه ومع الآخرين لإيجاد مساحة مشتركة، تسهل الولادة الحكومية».

واستغرب بري اتهامات البعض في «14 آذار» له بأنه يتصرف بشكل يخدم «حزب الله»، قائلاً: أنا أخدم لبنان، وبالتالي فأنا مستعد للتعاون مع الجميع بغية تحقيق الإنقاذ المنشود.

وكرر رفض عزل أي طرف في «8 و14 آذار»، او فوقهما او تحتهما او حولهما، مشدداً على أن أحداً لا يستطيع في لبنان أن يعزل الآخر. وتوقف عند بعض الإشارات الإيجابية التي صدرت عن شخصيات في «تيار المستقبل» حول رفض العزل، مشيراً الى ان «هذا الامر جيد، وانا اريد ان أبني عليه».

وبعد لقائه سليمان، قال سلام لـ«السفير» إن هناك حاجة الى فرصة لأيام وربما ساعات قليلة قبل اتخاذ القرار. وأضاف: نحن نطرح حكومة حيادية بعد تسعة أشهر على التكليف، أما إذا توافقت القوى السياسية على تشكيل الحكومة فيكون ذلك من اسعد اللحظات عندي، مشيراً الى ان «فريق ٨ آذار» أبدى استعداداً ورغبة في التعاون، ونحن رحبنا.

اما صحيفة 'المستقبل” فلفتت الى ان لقاء سليمان مع وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لـ 'حزب الله” الحاج حسين الخليل شكل مؤشراً على أن 'هناك نية للبحث الجدي في تشكيل الحكومة، بالرغم من أن الاجواء لا تزال غير مريحة”، على حد قول أوساط بعبدا لـ”المستقبل”، معتبرة أن 'مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري بقبول صيغة 8-8-8، هي نقلة نوعية وفتح ثغرة في جدار الازمة، والمطلوب موافقة جميع الافرقاء على هذه الصيغة ليتم بعدها البحث في الحقائب والاسماء”.

ولفتت الأوساط الى أن لقاء الرئيس سليمان مع الرئيس المكلف تمام سلام مساء اول من امس، بحث في مواقف كل من الرئيس بري ورئيس 'جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط، من دون ان يتم البحث في الاسماء او الحقائب. لكن مصادر في قوى '14 آذار” قالت لـ 'المستقبل” إنها لا تزال 'تنتظر تفاصيل التطورات الجديدة والتأكّد من مسألة التراجع عن الثلث المعطّل وما إذا كان ذلك صحيحاً وحقيقياً وتاماً، أم أن الأمر مجرد مناورة لوضع مسؤولية الفشل على عاتقنا”.

وأكّدت المصادر أن 'الانتظار يفترض أن لا يطول وأن مطلع الأسبوع المقبل يفترض أن يشهد بلورة حاسمة للموقف في شأن الثلث المعطل وغيره من شؤون تتصل بالتأليف وبعدها يبنى على الشيء مقتضاه”.

وتقاطعت المعلومات التي حصلت عليها 'المستقبل” عند وصف الأجواء المحيطة بتشكيل الحكومة العتيدة بـ 'الإيجابية”. وقالت مصادر مواكبة للتأليف أن 'الصيغة التي تجري المشاورات في شأنها هي صيغة حكومة من 8-8-8 سياسية بامتياز، بعد أن تبلّغ رئيس الجمهورية من الخليلين ما يشير إلى موافقة ثنائي حزب الله ـ أمل على الصيغة الرقمية ومعها مبدأ المداورة في الحقائب، ما يعني تراجعاً عن الثلث المعطّل، وأن الأيام القليلة المقبلة يفترض أن تأتي بجواب أخير على أمور تفصيلية أكثر، قبل الانتقال إلى الخطوة الثانية، او بالأحرى الخطة البديلة”.

وقالت أوساط مطلعة بارزة إن الرئيس سليمان 'شدّد في لقائه مع الخليلين على أن الأمور ليست مفتوحة في الزمن، وأن الأفضل إذا تمّت الموافقة المبدئية على حكومة 8-8-8 أن تكون الأسماء غير استفزازية ونافرة، وأن يتضمّن البيان الوزاري التأكيد على التزام إعلان بعبدا وحياد لبنان”.

وعلمت «الحياة» أن موفَدي بري والأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، وزير الصحة علي حسن خليل وحسين الخليل اللذين التقيا الرئيس سليمان قبل ظهر أمس، أبلغاه هذا الموقف وسعيا الى انتزاع التزام منه بمواصلة العملية التفاوضية على صيغة 8+8+8 وبصرف النظر عن فكرة حكومة الحياديين، لكن سليمان أحجم عن ذلك، وفق مصادر مطلعة، مؤكداً أنه مع إعطاء فرصة للبحث في حكومة جامعة، كما قال في خطابه أول من أمس، لكنه ليس مستعداً لا هو و لا الرئيس سلام لصرف النظر عن خيار الحكومة الحيادية لأنها تبقى الصيغة التي سيجري اللجوء إليها في حال لم تتوصل المفاوضات الجارية الى نتيجة عملية في غضون الأيام القليلة المقبلة.

وفيما قالت مصادر متعددة لـ «الحياة» إن المفاوضات لتفادي الحكومة الحيادية التي انطلقت الجمعة الماضي، بوساطة من رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط بعد تنسيقه مع بري، تتم في ظل تفويض كامل من قبل قوى 8 آذار للرئيس بري، فإن زعيم «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون طلب من سليمان أن «يقول لنا مَن يعرقل تأليف الحكومة»، منتقداً حكومة الحياديين. وسأل: «نحن 58 نائباً (8 آذار) ألا يحق لنا اتخاذ قرار حول (تسمية) الوزراء؟».

وفيما عكس كلام عون وفق أوساط متابعة لمساعي الخروج من المأزق الحكومي، عتباً منه لعدم إشراكه في الاتصالات التي جرت خلال الأيام الماضية وأسئلة حول ما إذا كان تفويض بري بهذه الاتصالات يشمل عون والمجموعات التي يضمها تكتله النيابي، فإن المصادر التي اطلعت على الأفكار التي يطرحها بري باسمه وباسم «حزب الله» أبلغت «الحياة» توجّس قوى 14 آذار من العودة الى دوامة مطالبة الفرقاء بحقائب وزارية معينة، على رغم قبول 8 آذار بمبدأ المداورة الكاملة في الحقائب الوزارية، في شكل يؤدي الى عرقلة تأليف الحكومة مجدداً وإطالة أمد البحث في توزيع الوزارات، هذا فضلاً عن قلقها من لجوء قوى 8 آذار الى طرح الثلث المعطل عن طريق الاشتراك في تسمية الوزير الشيعي الخامس، المحسوب على حصة الرئيس سليمان للحصول عليه مواربة.

وفي وقت ذكر بعض الأوساط أن الرئيس بري لم يمانع في سعيه لتجنب الحكومة الحيادية، إمكان تضمين البيان الوزاري عبارات لا تلتزم صراحة قاعدة «الجيش والشعب والمقاومة» التي كان «حزب الله» و8 آذار أصرا عليها، تردد أن المخرج لهذا الأمر قد يكون باعتماد صيغة تترك عنوان المقاومة الى بحث الاستراتيجية الدفاعية في هيئة الحوار الوطني.

إلا أن الأوساط نفسها أكدت أن قوى 14 آذار مع عدم ممانعتها صيغة 8+8+8، لم تعط موافقة نهائية بعد على القبول بالاشتراك في حكومة واحدة مع «حزب الله» في انتظار الأجوبة على أسئلة طرحتها حول مدى حرية الرئيسين سليمان وسلام في تحديد الحقائب الوزارية وتسمية الوزراء، والبيان الوزاري. وفي المقابل تشير أوساط سليمان الى أن موضوع البيان الوزاري يفترض أن يُترك الى ما بعد تأليف الحكومة وفق المسار الدستوري لتأليف الحكومة ولا يجوز فرض التوافق عليه قبل إعلان الحكومة.

وإذ تشير الأوساط المتابعة للمسعى الجاري الآن الى حصول تقدم مبدئي في شأن صيغة 8+8+8، من دون صرف النظر نهائياً عن صيغة الحكومة الحيادية التي يصر سليمان وسلام على المضي فيها إذا فشلت المفاوضات، فإنها تعتبر أن على الفرقاء حسم الموقف من التفاصيل في سرعة لأن التفاوض الجاري الآن ما زال في مرحلة استكشاف النيات ولم ينته الى نتائج نهائية، في وقت لا تبدو المهلة التي قبل بها سليمان وسلام لإنجاح المسعى القائم من جنبلاط وبري طويلة، بل هي «قصيرة ولا تحتمل الانتظار طويلاً، لأن سقفها الزمني محدود».

وأكّد مصدر واسع الاطّلاع لـ 'الجمهورية” انّ التأليف يأخذ مساراً إيجابيّاً إذا صدقت الوعود والتعهّدات، وقال إنّ قوى 8 آذار أعطت ضمانات بالقبول بصيغة 8+8+8 بلا 'الثلث المعطل” شرط إجراء مداورة شاملة بكلّ الحقائب، وأن يسمّي رئيس الجمهورية وزيراً شيعيّاً، وعلى ان يتمّ الاتفاق على البيان الوزاري بعد التأليف مشفوعاً بتسهيل إدراج موضوع ثلاثية 'الجيش والشعب والمقاومة”. وفي المقابل تراجع فريق 14 آذار عن 'الفيتو” الذي يضعه على مشاركة حزب الله، في الحكومة. وأشار المصدر الى أنّ التأليف انتقل من طور تبادل 'الفيتوات” على مشاركة هذا الفريق أو ذاك الى طور تبادل الاتّهام بالمسؤولية عن عدم تسهيل التأليف، وذلك في ضوء التطورات الامنية الخطيرة التي تشهدها البلاد من إغتيالات وتفجيرات، بدأت تضع الجميع امام مسؤوليّاتهم، ما رفع منسوب الآمال بولادة الحكومة قريباً وجعل نيّات الفريقين تحت الاختبار.

وذكرت مصادر مطلعة انّ تيار 'المستقبل” ابلغ الى الدوائر المعنية عبر أحد مسؤوليه النائب السابق غطاس خوري انّه منفتح على النقاش لتسهيل التأليف، وذلك في معرض الردّ على إبداء فريق 8 آذار المرونة نفسها وتقديم كل ما يساعد على إنجاز الاستحقاق الحكومي. لكنّ التيار لم يتّخذ بعد قراره النهائي في انتظار تبلور ما حمله السيّد نادر الحريري من الرياض، وقد التقى بعد عودته منها مساء أمس الوزير وائل ابو فاعور.

وفي المقلب الآخر، تتّجه الانظار الى موقف قوى 14 آذار عموماً وتيار 'المستقبل” خصوصاً من مشاركة 'حزب الله” في الحكومة.

وفي معلومات لـ”الجمهورية” أنّ الرئيس سعد الحريري أكّد لمن اتّصلوا به والموفدين الذين التقوه 'أنّ المسألة الحكومية تتجاوز الصيغ الرقمية سواءٌ أكانت 9+9+6 أو 8+8+8 وتتّصل مباشرة بالقضايا المبدئية التي يجب مقاربتها والاتفاق عليها قبل البحث في الصيغ الشكلية. وحسب هذه المعلومات فإنّ الحريري يرى 'أنّ الحكومة، أيّ حكومة، يجب أن تتحصّن باتفاق سياسي على مسلّمات جوهرية، خصوصاً أنّ الحكومات السابقة أظهرت هشاشتها، وبالتالي لا يجوز إعادة تكرار هذه التجارب الفاشلة. وأضافت المعلومات أنّ الحريري 'متمسّك بإنسحاب حزب الله من سوريا قبل البحث معه في أيّ حكومة”. وكشفت أنّ الحريري احاط رئيس الجمهورية والرئيس المكلف 'بهذا الموقف غير القابل لإعادة النظر”، داعياً إيّاهما إلى 'حزم أمرهما لتأليف حكومة حيادية”.

هذا وقالت مصادر مواكبة لعملية التأليف لـ«الشرق الأوسط» إن البحث في التشكيلة الحكومية «دخل مراحله الجدية»، مشيرة إلى «حركة اتصالات واسعة تجري على مستوى رفيع، للتوافق والاتفاق على صيغة حكومية ترضي جميع الأفرقاء السياسيين». وإذ نفت المصادر ما يقال عن أن الحكومة ستبصر النور خلال أيام، أكدت أن الحكومة الموعودة «ستعلن قبل نهاية هذا الشهر»، مشيرة إلى أن سلام «منفتح على جميع الاقتراحات». ولفتت إلى أن «البحث يجري في صيغة بري المقترحة، من غير التوصل إلى (قرار نهائي) بين الأفرقاء حول الموافقة عليها أم عدمها». وكان بري أكد في تصريحات سابقة أن التعديلات التي اقترحها على الصيغة لا تعني اقتراح «وزير ملك»، أي تعيين وزير في الكتلة الوسطية مقرب من أحد الفريقين، ويرجح صوته اتخاذ القرار أو تعطيله على طاولة مجلس الوزراء، إضافة إلى استقالة الحكومة، على غرار ما قام به الوزير السابق عدنان السيد حسين في يناير 2011 لدى إعلان استقالته مع وزراء «8 آذار» ما أدى إلى إسقاط حكومة الرئيس الأسبق سعد الحريري.

 

بيان المطارنة الموارنة: لحكومة على مستوى التحديات وعدم تحويل لبنان أرضا مستباحة

عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في بكركي برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، والرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وقد حضر جانبا منه السفير البابوي والأسقف المشرف على مرشدية الجيش في إيطاليا، لمناسبة زيارته للكتيبة الإيطالية المشاركة في القوات الدولية في جنوب لبنان.

ثمن الآباء دور هذه القوات الدولية، وأعربوا عن امتنانهم وشكرهم لإيطاليا وسائر الدول المشاركة. ثم تناولوا شؤونا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان الآتي:

1. في مطلع هذه السنة الجديدة، يشكر الآباء الله على ما أغدق عليهم وعلى الكنيسة والعالم، من نعم خلال السنة المنصرمة، رغم كل الصعوبات التي عانوا منها. ومن واجبهم، في هذه المناسبة، الدعوة لوعي الخطر الذي يحدق بلبنان، بسبب الإنكشاف الظاهر في تعثر الوصول إلى حلول للأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية، ما يستدعي في كل حال العمل الدؤوب على حماية الميثاقية اللبنانية. فالميثاق الوطني هو قاعدة وجود لبنان الكيان والدولة، وهو الحاضن للجميع على أساس التنوع في الوحدة والتشارك المتوازن في السلطة والضامن لخير الوطن والمواطنين.

2 . يناشد الآباء جميع القوى السياسية القيام بتجديد فعل إيمانهم بلبنان، كيانا وصيغة، وإلا كانوا أشبه بآلهة الأساطير اليونانية، الذين حكموا على برومتايوس بأن تأكل الغربان كبده وهو حي، لأنه تجرأ على اكتشاف شعلة الحياة. إن لبنان هو بلد من هذا الشرق، وقد اهتدى إلى شعلة الحياة في المنطقة، إذ أوجده أبناؤه كيانا سياسيا للدولة، بني على نور الحرية، والديمقراطية، والعيش معا على أساس المساواة. فلا بد من أن يحافظ الجميع عليه لما له من دور ورسالة في محيطه ووسط الأسرة الدولية.

3. إن نشر الرعب عبر السيارات المفخخة، والإنفلات الأمني المتنقل، والتعديات المختلفة، وربط ذلك بتفاسير سياسية أو مذهبية، يضع على كاهل الجميع مسؤولية الحفاظ على النسيج اللبناني وأمن البلاد، وعدم السماح بتحويل لبنان أرضا مستباحة، قد تنال من تاريخه الطويل الذي بني على حضارة العيش معا، وكلف اللبنانيين التضحيات الجسام، حتى حققوا لهم بلدا يعيشون فيه بحرية وكرامة، بالتكافل والتضامن.

4. يعيش لبنان منذ حوالي تسعة أشهر في ظل حكومة مستقيلة، مكلفة تصريف الأعمال، وتمنعها التجاذبات عن الإهتمام بمصالح المواطنين الأساسية. ولم يتمكن الرئيس المكلف، مع الأسف الشديد، من تشكيل حكومة جديدة طوال هذه المدة. ولبنان مقبل على استحقاق دستوري هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية. فيناشد الآباء القادة السياسيين وجميع النواب تحمل مسؤولياتهم، والإسراع في تشكيل حكومة تكون على مستوى التحديات الراهنة، والإعداد الجدي لانتخاب رئيس جديد في موعده الدستوري، يعيد الحيوية للبلاد وللمؤسسات الدستورية. إن هذه المرحلة تتطلب أعلى مستويات اليقظة والتجرد والحوار والحس الوطني.

5. إطلع الآباء بكثير من الاهتمام والتقدير، على سلسلة المصادر الليتورجية المارونية المعروفة، باللفظة السريانية، "بيت غازو"، وهو مخطوط يرقى إلى العام 1263. وقد ظهرت السلسلة في ثماني وعشرين مجلدا بالعربية والسريانية. قدم للمخطوط وترجمه الأباتي يوحنا تابت، ونشره معهد الليتورجيا في جامعة الروح القدس، الكسليك. إننا نجد فيه كنز هويتنا المارونية، اللاهوتية والليتورجية والكتابية والآبائية والموسيقية.

6. في مناسبة اليوم العالمي للسلام يركز قداسة البابا فرنسيس في رسالته على أن الأخوة بين الناس هي أساس كل سلام وطريقه، وأن جذور هذه الأخوة تكمن في أبوة الله، الذي خلق البشر إخوة، وهو أب لهم أجمعين. وما النزاعات والحروب والاعتداءات على الانسان والشعوب سوى جرح بليغ يصيب الأخوة. إن الآباء يضمون صوتهم إلى صوت قداسته حيث يقول: "أوجه نداء قويا إلى الذين يزرعون العنف والموت بواسطة السلاح: اكتشفوا مجددا في من تعتبرونه اليوم عدوا يجب قتله أخا لكم وامنعوا يدكم عن القتل! تخلوا عن السلاح، واقتربوا من الشخص الآخر بواسطة الحوار والغفران والمصالحة، لإعادة بناء العدالة والثقة والأمل من حولكم!" (عدد7).

7. في مناسبة أسبوع الصلاة من أجل الوحدة بين الكنائس يدعو الآباء جميع أبنائهم إلى المشاركة بكثافة في هذه الصلاة سائلين الله تحقيق الوحدة بين المسيحيين وبين جميع اللبنانيين. وهم يوكلون إلى أمنا مريم العذراء، سيدة لبنان وسلطانة السلام، أمر حياتهم ووطنهم وهذا المشرق، الذي منه انتشر نور انجيل الاخوة والسلام".

 

الرئيس الجميل اطلع من موفد سليمان على المشاورات لتأليف الحكومة والتقى وفدا من كتلة المستقبل

وطنية - تابع الرئيس أمين الجميل الاتصالات السياسية الهادفة الى معالجة الازمة الراهنة، واستقبل لهذا الغرض موفد رئيس الجمهورية الوزير السابق خليل الهراوي الذي وضعه في "صورة المشاورات الجارية بشأن تأليف الحكومة، والوقوف على رأيه من الصيغ المقترحة. وأثنى الهراوي على مواقف الجميل التي أثبتت التطورات صحتها"، كما افاد المكتب الاعلامي للجميل.

من جهته، جدد رئيس الكتائب دعمه رئيس الجمهورية "في المساعي التي يقوم بها لتسهيل تأليف حكومة جامعة تشكل درعا واقيا لانتخابات رئاسة الجمهورية في موعدها الدستوري".

كتلة المستقبل

كما استقبل الجميل وفدا من كتلة "المستقبل" ضم النواب جان أوغاسابيان ونهاد المشنوق وهادي حبيش، وجرى التداول في "الامكانات المتاحة لتحرك وطني تقوم به قوى 14 اذار في هذه المرحلة الدقيقة التي شهدت اغتيال الوزير السابق محمد شطح والانفجارات المتنقلة. وكانت وجهات النظر متفقة على ضرورة رفض الامر الواقع والخروج من دوامة الازمة من خلال تعزيز المؤسسات. واتفق الحاضرون على متابعة التواصل ومواكبة الاتصالات الجارية".

 

فتفت: هناك امكانية لمراقبة الهواتف الخلوية بوسائل بسيطة

وطنية - أشار عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت الى أن "هناك تخوفا من استعمال الهواتف الخلوية"، مؤكدا أن "هناك امكانية لمراقبة الخطوط بوسائل حديثة بسيطة".  وأوضح فتفت في حديث الى المؤسسة اللبنانية للارسال "LBC"، "أننا نعرف ان هناك اطرافا سياسية، وتحديدا حزب الله، لديها هذه الوسائل"

 

النائب سمير الجسر حذر من الشلل في حال عدم تشكيل حكومة جديدة

وطنية - حذر النائب سمير الجسر، في حديث الى اذاعة "صوت لبنان - 93,3"، من "ذهاب البلاد نحو الشلل في حال عدم تشكيل حكومة جديدة"، متمنيا ان "تكون ولادة الحكومة ميسرة"، ومشيرا الى أن "مخاطر جمة أوجدت هذا الزخم في المشاورات والحراك". وردا على سؤال عن تراجع 14 اذار عن انسحاب حزب الله من سوريا قبل مشاركته في الحكومة قال الجسر :"لا معطيات تفصيلية بعد ولكن البحث يدور عن سلة متكاملة من التفاهمات وتصور شامل يبدأ بالصيغة الحكومية ولا ينتهي عندها بل يصل الى البيان الوزاري"، مشيرا الى ان "السؤال يدور ايضا عما اذا كان التصور يشكل الضمانة التي تطالب بها القوى السياسية".

 

أزمة صامتة داخل 8 آذار.. و"الوطني الحر" مستاء وعاتب

صحيفة الأنباء /أزمة صامتة تدور بين بعض مكونات "8 آذار" تتعلّق بالمسار الذي تسلكه الاتصالات والمشاورات الجارية حيال الملف الحكومي والصيغ المتداولة لعملية التأليف. وأشارت المعلومات لصحيفة "الأنباء" الكويتية، إلى أن "التيار الوطني الحر يبدي في مجالسه الخاصة عتبًا واستياءً منذ تفرد حركة "أمل" و"حزب الله" في تلك الاتصالات من دون التنسيق مع التيار المتوافق مع الحركة والحزب في رفض الحكومة الحيادية أو حكومة الأمر الواقع". وتحدثت عن "تحضيرات لزيارة سيقوم بها وزير الصحة علي حسن خليل المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب، ومسؤول التنسيق والارتباط في "حزب الله" وفيق صفا إلى الرابية للقاء العماد ميشال عون لتبديد هواجسه والبحث معه في المساعي الجارية للاتفاق على حكومة جديدة والوقوف على وجهة نظره في هذا المجال، وتأكيد التواصل معه، على غرار التنسيق مع النائب وليد جنبلاط." ولم تستبعد المعلومات "عقد اجتماع بين عون والأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله لبحث آفاق المرحلة المقبلة لاسيما على صعيد الاستحقاق الرئاسي."

 

النائب امين وهبي: مساع جدية لصيغة 8+8+8 والحل بتقديم التنازلات

وطنية - أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب امين وهبي، في حديث ل"اذاعة الفجر"، ان هناك مساع سياسية مكثفة حصلت لاحداث حلحلة حكومية في الايام القليلة الماضية. واذ لم ينف وهبي "وجود مؤشرات ايجابية ومساع جدية تبذل تتعلق بصيغة 8+8+8 المطروحة حاليا"، اكد في الوقت عينه ان "الامور لا تزال في طور البحث ولم يتم التوصل الى موقف نهائي وحاسم بشأنها". ورأى ان "امكانية حل الازمة الحكومية تتمثل في تقديم التنازلات من قبل الفريقين لمصلحة البلد"، متمنيا "تشكيل حكومة تطمئن الجميع قبل موعد جنيف 2 حتى تمثل لبنان في هذا المؤتمر". وقال :"اذا استمر الفريق الاخر بوضع العقبات في تشكيل الحكومة يحق لرئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام اتخاذ الخيارات التي تكسر الجمود الحاصل، والاليات الدستورية واضحة لجهة منحهما هذا الحق

 

النائب السابق اسماعيل سكرية: 14 طبيبا فقط من 80 درسوا اختصاص الطب الشرعي

وطنية - قال النائب السابق اسماعيل سكرية في تصريح اليوم عن قضية الاطباء الشرعيين في لبنان: "هناك 80 طبيبا يعملون تحت عنوان الطب الشرعي، 14 منهم فقط درسوا اختصاص الطب الشرعي، اما ال66 الباقون، فقد عينوا بمراسيم "سياسية تنفيعية" ساهمت في اغراق هذه المهنة في المزيد من الفساد، وأسطع دليل على ذلك، ملف جرحى حرب تموز الوهمي الذي تضمن 5000 اسم لم يخدشها أي اذى". واضاف: "ان الفحوص المخبرية يغلب عليها الطابع التسووي، ويكفي علما ان الفحص السمي toxicity يتطلب اسبوعا من الزمن لتظهر نتائجه. ان الفحوص المخبرية يجب ان تجرى في مستشفيات جامعية اكاديمية في غياب المختبر المركزي للرقابة". وختم: "من هنا نستطيع ان نتصور ما يترتب على ذلك من نتائج خطيرة في ظلمها وابعادها ومشاكلها واخفائها للكثير من الحقائق".

 

وهاب زار بري: إذا عجز الفريق الآخر عن التجاوب مع مساعي التأليف تصبح كل الخيارات مفتوحة أمامنا

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة، رئيس حزب "التوحيد العربي" الوزير السابق وئام وهاب، وعرض معه التطورات. وبعد اللقاء، حرص وهاب على القول أكثر من مرة: "أريد ان اوضح ان ما سأدلي به لا يلزم الرئيس بري وليس له علاقة باللقاء مع دولته". أضاف: كلكم تعلمون انه بالأمس كادت الحكومة أن تولد، أو كاد يتم التوصل الى حكومة بعد التجاوب الذي أبداه كل الأطراف بمن فيهم الرئيس سعد الحريري في الخارج لتشكيل حكومة على أساس (8 – 8 – 8) مع بعض "الفذلكات". ولكن اليوم كما فوجىء الجميع، فوجئنا بإطلاق (الرئيس) فؤاد السنيورة النار على توافق الأمس عبر بيان لكتلة المستقبل، وهو ما عودنا إياه السنيورة الذي يبدو أنه أصبح هو الرئيس الفعلي للمستقبل وليس سعد الحريري". وتابع: "الآن الموضوع برسم فخامة رئيس الجمهورية، وقد قال فخامته إنه فتح المجال للتوافق. ومن جهته أعطى فريق 8 آذار كل شيء من أجل هذا التوافق، ولكن يبدو أن فريقا آخر لا يريد هذا التوافق. وبالنسبة الى حكومة الأمر الواقع فإنها حكومة تعيش لأيام قليلة. فنحن أولا أمام حكومة تصريف أعمال، وإذا شكلت حكومة أمر واقع فإنها لن تنال الثقة في المجلس، وهذا يعني أن فخامة الرئيس ملزم بعد خمسة أيام أو أسبوع أو تسعة أيام أو عشرة أيام إجراء مشاورات لتكليف رئيس حكومة جديد، وعندها خياراتنا ستكون مفتوحة من عبد الرحيم مراد الى نجيب ميقاتي، ما هي المشكلة؟ ما دام الفريق الآخر عاجزا عن التجاوب مع كل المساعي المبذولة تصبح عندها كل الخيارات مفتوحة أمام فريقنا".

سئل: خيارات ديمقراطية أم غير ذلك؟

أجاب: "لا، لا، خيار ديمقراطي ومشاورات طبيعية وما إلى ذلك. الموضوع الثاني "لاحقين عليه".

سئل: ألا يزال هناك مجال لمزيد من المشاورات؟

اجاب: "الآن الكرة عند فخامة الرئيس، وقد تجاوب فريقنا مع فخامته الى النهاية، والرئيس نبيه بري من خلال الاقتراح الذي قدمه رمى حبل النجاة الى كل الناس، وهذا الإقتراح مخرج لكل الناس، ولا أعرف إذا كانوا يريدون أن يتعلقوا بهذا الحبل، ولكن هذا الأمر برسم فخامة الرئيس، ويجب أن يعرف فخامته من هو المعرقل ويتصرف على هذا الأساس، أما إذا كان قد حدد خياره في اتجاه الفريق الآخر فهنا صار الكلام كلاما آخر".

 

حسين الموسوي: سلاحا الجيش والمقاومة حررا لبنان من سلاح الإحتلال

وطنية - توجه عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب السيد حسين الموسوي في لقاء سياسي إلى "بعض المعلقين على فتوى أحد مراجعنا التي حرمت نمطا من التواصل الإجتماعي المؤدي إلى فساد أخلاقي وسقوط الضوابط المحصنة للمجتمع، قائلا: "رحم الله امرأ عرف حده فوقف عنده". أضاف: "يبدو أن هذا البعض الذي أعلن عن قرب بداية حربه المدنية على السلاح غير الشرعي، حسب تعبيره، قد انفرجت أساريره بالإعلان عن قرب قدوم العميل المزدوج تيري رود لارسن أيضا، لمعالجة مسألة الميليشيات حسب القرار الصهيوني 1559، لذلك نحن نذكر مرة جديدة أن سلاح المقاومة مع سلاح الجيش اللبناني هما السلاحان الشرعيان اللذان حررا لبنان من سلاح الإحتلال الإسرائيلي ومن تآمر عملائه الصغار والكبار المكشوفين والمستترين، كما منعا أصحاب الخطيئة الكبرى من تشويه حاضر لبنان ومستقبله ومن إنجاح المخطط الأميركي للفوضى الشاملة المعتمدة على أصحاب الأفكار والمعتقدات المشوهة المسيئة إلى الإسلام وكل الأديان السماوية". وختم: "إن مستقبل الأمة مرهون بسلامة المقاومة وقوة جيوشها الوطنية المخلصة التي إستطاعت إسقاط مشاريع الكيان الصهيوني وحلفائه ومشاريع القوى الظلامية التكفيرية الهادفة إلى تمزيق الأمة وتحطيم إرادتها والنيل من صانعي أمجادها وإنتصاراتها، "ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا".

 

إعلاميون ضد العنف حذرت من حملة الممانعة الترهيبية على الصحافيين

وطنية - حذرت جمعية "إعلاميون ضد العنف"، في بيان اليوم، من "الحملة الترهيبية التي تشنها قوى الممانعة على الصحافيين بهدف إخضاعهم وإسكاتهم وكم أفواههم وكسر أقلامهم وآخرها الصحافي محمد شبارو الذي تم تحليل دمه عبر شن حملة شعواء عليه وتصويره بأنه ينتمي إلى القاعدة وتلقيه رسائل تهديد وغيرها". ونددت ب"هذه الممارسات التحريضية والحض على القتل والتهديد"، ودعت الدولة بأجهزتها المختصة إلى "وضع حد لهذا المناخ الترهيبي الذي يسيء إلى الحريات العامة ويضرب هيبة الدولة ويشرع شريعة الغاب".

 

عضو كتلة المستقبل النائب عاطف مجدلاني : تشكيل الحكومة مرتبط بخروج حزب الله من سوريا

وطنية - رأى عضو كتلة المستقبل النائب عاطف مجدلاني في حديث الى اذاعة "صوت الشعب"، ان "التفاهم على تشكيل الحكومة يرتبط بأمرين اساسين، خروج حزب الله من سوريا والتزامه اعلان بعبدا لتحييد لبنان عن سياسة المحاور في ظل ما يجري في المنطقة، خصوصا وان قرار دخول الحزب الى سوريا ليس قرارا محليا"، داعيا اياه "للعودة الى بلده ولبنانيته والجلوس الى طاولة الحوار". وجدد "دعمه الجيش اللبناني"، منوها ب"المملكة السعودية وما قدمته من هبة ستساعد في تقويته وتسليحه ليكون العامود الفقري لحماية لبنان ومواطنيه". وعن المقاومة المدنية والدعوة التي وجهتها قوى الرابع عشر من آذار لتحرير لبنان من السلاح قال :"اننا مستمرون في هذه الاستراتيجية لوضع الأطر والخطوات للوصول الى هذا الهدف المنشود". وربط مجدلاني "ما يجرى من تفجيرات بتدخل حزب الله في سوريا"، متمنيا ان "يعود الحزب عن قراره من خلال بوادر احتمال تشكيل الحكومة كما وصف وزير الخارجية عدنان منصور بوزير خارجية النظام السوري مطالبا بوزير للخارجية يعطي الموقف الصحيح للدولة اللبنانية".

 

النائب روبير غانم: أي حكومة أفضل من الفراغ والجامعة أفضل من سواها

وطنية - رحب رئيس "لجنة الإدارة والعدل" النائب روبير غانم في حديث الى اذاعة "الشرق"، بتشكيل أي حكومة خصوصا إذا كانت جامعة، وقال :"إن أي حكومة أفضل من الفراغ ومن ترك الساحة مكشوفة في هذه المرحلة، والحكومة الجامعة أفضل من سواها". وعن رأيه بصيغة ال"8 - 8 - 8"، قال :"أنا معها، وكنت حتى مع ال"9 - 9 - 6" لتأليف الحكومة"، مشيرا الى أن هناك "ضرورات ويجب أن تبذل تضحيات وهي واجبة على كل الأفرقاء تجاه الوطن"، ومعتبرا ان "وطننا اليوم يحترق، علينا إطفاء النار أولا، ثم نبحث عن حلول لمشاكلنا". ورأى أن "صيغة ال8 - 8 -8" هي خيار عادل، المهم أن لا يغرقوا في التفاصيل التي تؤدي الى تعطيل هذه الصيغة"، واصفا إياها بأنها "تعيد اللحمة بين اللبنانيين حتى لو كانت هناك خلافات"، وموضحا أن "الجلوس مع حزب الله على طاولة مجلس الوزراء لا يعني أننا موافقون على كل ما يقوم به أكان في سوريا أو في غيرها".

وإذ اعتبر ان "الإنكفاء لا يجدي نفعا، أكد أن المشاركة في الحكومة تتيح المجال للأخذ والرد والوصول الى الأهداف أكثر من البقاء خارج الحكومة"، ولم ير "أي رابط بين تشكيل الحكومة والإنتخابات الرئاسية، وقال: "هذا استحقاق وذاك استحقاق ولكن بالسياسة يمكن أن يكون هناك رابط ولكن بالدستور والقانون لكل منهما استحقاق، شارحا أن تأليف الحكومة يسهل عملية انتخاب الرئاسة، وانه "لا يجوز أن يبقى أي مقام فارغا كما يروج له".

ولفت الى أن "الأهم من كل ذلك هو أن يكون هناك حد أدنى من الثوابت الوطنية التي يتفق عليها اللبنانيون، ولعل تشكيل الحكومة خطوة أولى نحو هذا المنال، لافتا الى "أن المرحلة صعبة والتحديات أيضا صعبة جدا وخطيرة جدا". وعن تراجع "حزب الله" عن ثلاثية الجيش والمقاومة والشعب والتخلي عن الثلث المعطل قال: "لا اعتقد أنهم دخلوا بالتفاصيل لهذه الدرجة، ولا معلومات لدي عن حصول تنازلات من هنا أو من هناك، ولكنني أعتقد أن كل الأفرقاء شعروا بخطورة ما تجاه الوطن تنال من وجوده ومن كيانه، وبالتالي علينا جميعا أن نخطو خطوة الى الأمام، والتنازل لا يتعبر تنازلا إنما هو عطاء للوطن. ورأى أنهم إذا اتفقوا على صيغة 8 - 8 - 8، فهذا يعني أن هناك خطوات إيجابية في ما يتعلق بتوزيع الحقائب والبيان الوزاري".

وعن قول بعض المشككين ان "حزب الله" يريد تغطية حربه في سوريا وتغطية نفسه في مرحلة جلسات المحكمة الدولية، اجاب :"لا أعتقد أن حزب الله يريد تغطية في سوريا وهذا ليس الموضوع، ما يهمنا هو تغطية الساحة اللبنانية وإعادة الوئام والوفاق والحوار الى كل الأفرقاء، المهم أن يبقى لبنان وإن مبرر وجوده هو العيش المشترك والتنوع وليس تسليم لبنان الى الساحات الإرهابية التي تضرب في كل مكان، هذه المؤامرة التي تحاك ضد لبنان وكيان لبنان ومبرر وجوده منذ فترة طويلة ستتمكن من إشعال الفتنة بين كل الأفرقاء، لذا فالتغطية يجب أن تكون كاملة وشاملة وجامعة وخطوة باتجاه إعادة الحوار"، مؤكدا "أن الرئيس سليمان والرئيس المكلف قاما بما يجب القيام به من أجل الوصول الى هذه الصيغة". وعما أبداه الرئيس بري من استعداد لدعوة مجلس النواب الى انتخاب رئيس للجمهورية قال: "أشار الرئيس بري في المرة الأولى الى أنه لن يتكلم بهذا الموضوع قبل 25 آذار أي قبل المهلة الدستورية لإنعقاد مجلس النواب من أجل انتخاب رئيس الجمهورية، لافتا الى أن "الرئيس بري يسعى لإيجاد مخرج من أجل إنقاذ لبنان، وأن موضوع تشكيل الحكومة وضع على السكة ولا حاجة لأي تعديل دستوري وأن لا أحد يرغب في تعديل الدستور".  وعن موعد البدء بإعلان الترشيحات لرئاسة الجمهورية، قال: "في شهر شباط يمكن أن يبدأ الكلام الجدي".

وعن رأي جازم يتعلق بالنصاب الذي يجب توافره لإنتخاب الرئيس؟ قال النائب غانم: "النصاب هو الثلثين لسبب بسيط هو أن نص المادة 49 تقول إن الرئيس ينتخب بالثلثين بالدورة الأولى، يعني من المفروض أن يكون الثلثين موجودان في المجلس حتى يتمكن الرئيس بري من فتح الجلسة، وكل جلسة لها محضر ولفتح المحضر يجب ان يكون هناك الثلثان، لافتا الى أن هناك وجهة نظر تقول المادة 34 تتحدث عن النصاب للجلسات التشريعية وهي الأكثرية ولكن عندما يدعو الرئيس بري الى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية يكون مجلس النواب هيئة انتخابية وليس تشريعية، ولذا فإن لها نصابا خاصا بها هو الثلثين، وفي حال لم يتم انتخاب الرئيس بالثلثين في الدورة الأولى فالدورة الثانية تكون بالإقتراع وتكون بالأكثرية المطلقة".

 

الرابطة السريانية حذرت من تنامي ثقافة الكراهية ورفض الآخر

وطنية - عقدت الرابطة السريانية اجتماعها الدوري برئاسة حبيب افرام وتوقفت حسب بيان اذاعه الأمين العام جورج اسيو "بذهول أمام انزلاق لبنان الى الجحيم بعيون مفتوحة وبتخل معيب لمن في السلطة عن مهمة الدفاع عن شعب لبنان". وتساءلت :"هل معقول أن لا يتحمل أي شخص أي مسؤولية عن استشهاد وزير سابق وعن تفجير في قلب الضاحية؟. وهل معقول أن تحرق مكتبة من جهلة وحاقدين وبدل ان يوقف المعتدين فورا نسمع تبريرات من رجل دين في حضور جهاز أمني. وهل استمع المدعي العام الى خطبة رجل دين هاجم المسيحيين بشكل غير مقبول في الجامع؟. ان غياب المظلة السياسية عبر حكومة تعمل لا تعفي أحدا من القيام بواجباته كاملة؟"

وحذرت الرابطة "من تنامي ثقافة الكراهية ورفض الآخر وطغيان لغة العنف في ظل تراخ أمني وعسكري وقضائي غير مسبوق". ورحبت "باقرار مجلس النواب العراقي قانونا باعتماد اللغة السريانية والأرمنية والتركمانية لغات رسمية وضمان تعليم أبناء هذه القوميات لغاتهم الخاصة في المؤسسات التعليمية الحكومية"، معتبرة "ان هذا القانون يعطي وجها حضاريا للعراق وهو عامل ثراء واحترام لكل مكونات المجتمع. فهل يمكن أن تستمع الدولة اللبنانية الى اقتراحنا اعتبار اللغة السريانية لغة السيد المسيح لغة وطنية أيضا؟"

 

عدنان منصور قدم شكوى الى بان ضد إسرائيل على خلفية التنصت: أيا كان وزير الخارجية سيترأس وفد لبنان الى جنيف 2

وكالات/أوضح وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور انه "أرسل رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تتضمن شكوى ضد إسرائيل على خلفية التنصت على لبنان، بالإضافة الى قرص مدمج يتضمن الإحداثيات وأجهزة التنصت التي زرعتها إسرائيل على الحدود اللبنانية -الفلسطينية، مما يشكل خرقا فاضحا للقانون الدولي، وعدوانا متواصلا على الأراضي اللبنانية وعلى الشعب اللبناني والمؤسسات الأمنية والعسكرية والمدنية". كما وجه منصور رسائل في هذا الإطار الى وزراء خارجية دول مجلس الأمن ال15 غير الدائمين، وأيضا مذكرة الى الأمين العام لجامعة الدول العربيةالدكتور نبيل العربي، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، رئيس منظمة حركة عدم الإنحياز ومنسقة الشؤون الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين اشتون. وأكد منصور ان "هذا العدوان المتمادي من قبل إسرائيل يشكل خرقا للقانون الدولي وللقرارات الدولية ذات الصلة لا سيما القرار 1701. وعن رد وزارة العدل على الطلب السعودي باسترداد جثة ماجد الماجد، قال منصور: "لقد أحلنا المذكرة السعودية الى وزارة العدل اللبنانية، التي ستتخذ الإجراءات المناسبة، وما تراه مناسبا في هذا الشأن، ولكن حتى الآن لم نتلق ردا، وما أن نتلقاه سنفيد السفارة السعودية به". وعن مؤتمر جنيف، قال منصور: "تلقينا الدعوة كما تعلمون، ولبنان سيحضر كما حضر في المؤتمر الذي عقد في 19 من شهر كانون الأول الماضي على مستوى مديري الشؤون السياسية لوزارات الخارجية المعنية بالشأن السوري".

وسئل: هل ستترأس الوفد اللبناني؟

أجاب: "أيا كان وزير الخارجية اللبنانية سيترأس الوفد اللبناني الى مؤتمر جنيف 2".

 

المجلس الارثوذكسي: سنسلم ابراهيم غدا رسالة للعمل على الإفراج عن الراهبات

وطنية - أفاد "المجلس الارثوذكسي اللبناني" في بيان، انه استكمالا لخطة تحركه "لمتابعة قضية المطرانين المخطوفين واثنين من اباء الكنيسة و13 راهبة من دير مار تقلا في معلولا و4 بنات من الميتم اللواتي كانت الراهبات تهتم بهن، علم مؤخرا ان اللواء عباس ابراهيم قام بزيارة صاحب الغبطة البطريرك الراعي، واثناء اللقاء تطرقا الى راهبات دير مار تقلا، وعلى الفور اجرينا اتصالنا مع مكتب اللواء وطلبنا لقاءه، وقد تم تحديد موعد لنا غدا الساعة الحادية عشرة والنصف في مكتبه". أضاف البيان: "سبب الزيارة هو معرفة حقيقة ما يجري من تطورات في هذة القضية، والمفاوضات للافراج عن الراهبات، وكشف مصير المطرانين، واثنين من آباء الكنيسة مجهول مصيرهما منذ أكثر من 8 اشهر. لذا سوف يسلم المجلس رسالة، مضمونها مطالبتنا اللواء ابراهيم بالمساعدة والعمل السريع للافراج عن الراهبات، وخوفنا من ان يطول مدة احتجازهن، ويصبح مصيرهن مثل مصير المطرانين".

 

من هو تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)

بيروت - ا ف ب: يعد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) تنظيماً جهادياً يضم عناصر من جنسيات مختلفة يقاتل النظام في سورية ومقاتلي المعارضة حلفاء الأمس الذين استاؤوا من تجاوزاته. وفي العراق استولى هذا التنظيم على مدينة الفلوجة غرب البلاد. وفي ما يلي معلومات عن هذا التنظيم:

التأسيس: انبثق تنظيم "داعش" عن "دولة العراق الاسلامية", المجموعة الجهادية المسلحة التي يتزعمها ابو بكر البغدادي الذي أرسل عناصر الى سورية في منتصف 2011 لتأسيس "جبهة النصرة". وفي ابريل 2013 اعلن البغدادي توحيد "دولة العراق" و"جبهة النصرة" لانشاء "الدولة الاسلامية في العراق والشام", لكن "جبهة النصرة" رفضت الالتحاق بهذا الكيان الجديد, بمباركة من زعيم "القاعدة" أيمن الظواهري. وينشط كل من التنظيمين بشكل منفصل في سورية.

العديد: يقدر تشارلز ليستر الباحث في مركز بروكينغز في الدوحة عدد مقاتلي "داعش" في سورية بما بين ستة وسبعة آلاف, وفي العراق بما بين خمسة وستة آلاف.

الجنسيات: في سورية معظم المقاتلين على الأرض هم سوريون لكن قادة التنظيم غالباً ما يأتون من الخارج وسبق ان قاتلوا في العراق والشيشان وأفغانستان وعلى جبهات اخرى. كذلك في العراق, معظم مقاتلي "داعش" هم عراقيون. وبحسب الخبير في الشؤون الاسلامية رومان كاييه من المعهد الفرنسي للشرق الاوسط فإن عدداً من قادة التنظيم العسكريين عراقيون أو ليبيون في حين أن قادته الدينيين من السعودية أو تونس.

العقيدة: لم يعلن "داعش" يوماً ولاءه للظواهري الذي سمى "جبهة النصرة" الجناح الرسمي للتنظيم في سورية, لكن للتنظيم نفس عقيدة "القاعدة" الجهادية, حيث يعتبر أن إنشاء دولة إسلامية في سورية مرحلة أولى لقيام دولة الخلافة. الجهات المشرفة على التنظيم: لا يبدو ان "داعش" يحظى بدعم معلن من دولة معينة. وبحسب محللين يحظى التنظيم بالقسم الأكبر من الدعم من جهات مانحة فردية معظمها من الخليج. وفي العراق يتبع التنظيم لشخصيات عشائرية محلية.

العلاقات مع مجموعات متمردة: رحبت المعارضة السورية في البداية بـ"داعش" لأنه يضم مجموعة جيدة التدريب والتجهيز, وتعاون مع "جبهة النصرة" ومجموعات إسلامية أخرى خصوصاً "أحرار الشام" لمحاربة النظام.

لكن رغبة التنظيم في الهيمنة والتجاوزات التي ارتكبها مقاتلوه خاصة أعمال الخطف التي طاولت ناشطين وصحافيين اجانب, وقتل مدنيين ومقاتلين في تنظيمات معارضة اخرى دفعت بثلاثة تجمعات أساسية إلى إعلان الحرب عليه

 

القيادة المشتركة للجيش السوري الحر تعلن بدء المرحلة الثانية من الحرب على الارهاب: الاسد يسقط خلال اسابيع

أعلنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري عن بدء المرحلة الثانية من الحرب على التطرف والإرهاب في سوريا، معتبرة أن سوريا تعيش حاليًا المشهد قبل الأخير من عهد بشار الأسد، ورحيله قد يكون مسألة أسابيع. وقالت القيادة المشتركة، الأربعاء، إن عهد الرئيس السوري، بشار الأسد، انتهى وأصبح من الماضي، وقضية رحيله والدائرة المصغرة حوله ممن أعطوا أوامر القتل والتدمير ربما مسألة أسابيع. وأضافت أن ثورة الشعب السوري من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ثورة قامت ضد الظلم والاستبداد وأصبحت ثورة وحربًا ضد الإرهاب.

 

إدخال نتنياهو إلى المستشفى لإجراء فحوص طبية

وطنية - أدخل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم إلى المستشفى لإجراء فحوص طبية في الجهاز الهضمي وصفت بالروتينية. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن "نتنياهو لن يستطيع أداء مهامه خلال هذه الفحوصات"، منوهة بأنه "خلال تصويت أجراه الوزراء بعد دخول نتنياهو المستشفى تم اختيار أفيغدور ليبرمان وزير الخارجية ليتولى مهام رئيس الحكومة إلى حين خروجه من المستشفى". وأفاد مكتب نتنياهو بأن "الفحوصات التي يجريها رئيس الوزراء روتينية من أجل إكمال التقرير الطبي الرئيسي الذي يعلن كل عام للجمهور في إسرائيل".

 

دور التضليل الإعلامي في عقل حزب الله

ايلي فواز/لبنان الآن

بعد اغتيال الوزير شطح وتفجير حارة حريك استعجلت وسائل إعلام 8 آذار بتلفيق روايتين تتعلقان بتفاصيل العمليات الارهابية. الخبرالاول نشرته جريدة السفير بعد ساعات من اغتيال الوزير شطح، والتي زعمت في تقريرها "أن السيارة التي انفجرت بموكب الوزير شطح، قام بسرقتها شخص يدعى محمد الملقب بالسريع، وأدخلها مخيم عين الحلوة حيث سلّمها لطلال الأردني". ولكن سرعان ما تبين أن تلك المعلومات مغلوطة. فقد أكد اللواء منير المقدح في اتصال مع برنامج كلام الناس، أن السيارة لم تدخل أبداً مخيم عين الحلوة، وأن من ذكرهم التقرير الصحافي لا علاقة لهم بالموضوع، فطلال الاردني عقيد بحركة فتح، ومحمد السريع لا يتجاوز عمره 15 سنة.

وبالفعل تم تسليم المذكورين في تقرير جريدة السفير الى مخابرات الجيش التي حققت معهما ثم أطلقت سراحهما، نافياً بذلك صحة الرواية التي حاكتها تلك الصحيفة. أما الحبكة في انفجار الضاحية جاءت أكثر تعقيداً، وتولتها قناة المنار التي قامت بربط تفجير حارة حريك بمنطقتين تجاهران بمناصرتهما الثورة السورية، وهما بالطبع ذات أغلبية سنيّة. الاولى منطقة وادي خالد حيث أتى الانتحاري الصاطم، والثانية منطقة عرسال حيث انطلقت السيارة المفخخة بحسب القناة التي أفصحت وبسرعة غريبة عن أسماء مالكيها. في اليوم التالي أيضاً سلّم الاشخاص المذكورون في تقرير قناة المنار، أنفسهم الى مخابرات الجيش التي وبعد استجوابهم أطلقت سراحهم بعدما تبين أن لا علاقة لهم بتفجير حارة حريك.

ليس في الامر صدفة، خاصةً للمتابع لإعلام الثامن من آذار، الذي لم يرتدَّ يوماً عن اختلاق الروايات التي تتهم جزافاً أركان الرابع عشر من آذار بشتى أنواع التهم، من العمالة الى التكفير. على كل حال، لم يعتذر أحد عن التضليل الذي حصل بعد الحادثتين. لا الصحيفة ولا القناة. من دون شك، إن تلك الأخطاء تكشف عورة الإعلام اللبناني في أزمنتنا المنحطّة. فهو أصبح في خدمة الحاكم الزعيم، بعد أن كان في وقت مضى يتباهي كونه يمثل سلطة مستقلة بحد ذاتها. فقد الاعلام من مهنيته في تقصّي الحقيقة في الخبر، غير آبه بتأثيره على الرأي العام، وهو أصبح يبحث  ويبتكر وسائل الخداع من أجل التأثير على الرأي العام. المقصود هو الخداع إذاً. لماذا؟

في وضعنا الراهن الخداع يهدف الى وضع مناطق عرسال ووادي خالد، وطريق الجديدة، وطرابلس، وعين الحلوة أيضاً، في عين العاصفة التي تهب من سوريا. مناطق تقلق بال حزب الله.

وهو يختلق الذرائع ليهيّئ النفوس في حال أخذه جنونه الى حد وضعها تحت سيطرته الامنية. الارهاب هو إحدى الذرائع، كما التطرّف أيضاً. نحن نكتشف فجأة أن عرسال هي مهد جبهة النصرة، وطرابلس منبت التكفير!!.

لذلك لم يعتذر أحد من القيمين على وسائل الاعلام تلك عن التضليل المقصود. عندما تقع الحرب الاهلية، سيغسل كثر من المضللين - المحللين، أبطال الشاشات، وأصحاب الافتتاحيات النارية (التي تدعو البعض من اللبنانيين الى تحسس رقابهم)، سيغسلون أياديهم ويتهمون المؤامرة مجدداً، وكأن قدر هذا البلد أن يعيش على وقع المؤامرات. سينفي هؤلاء أية مسؤولية جراء التضليل المتعمد الذي يمارسونه كلٌّ من موقع مسؤوليته، كما الشتيمة التي أدخلوها في خطاباتهم وكتاباتهم. تلك الابواق التي تنفخ اليوم في نار الفتنة وتتعمد التضليل، كان لها في الاعوام التي سبقت الحرب الاهلية عام 1975 ما يشبهها. 

كلّفتنا الحرب الاهلية قبل عشرين عاماً ونيف، الكثير، إن كان على الصعيد الانساني، أو الاقتصادي، أو  الاجتماعي وحتى السياسي. ولكن المأساة الكبرى هي أننا أوكلنا بناء الدولة لمن هدموها، باستثناء الشهيد رفيق الحريري الذي غرّد خارج السرب. وها نحن ندخل على وقع تلك الأبواق المضللة حرباً أهلية أخرى، لنجد مستقبلنا رهينة نتائج كل الحروب التي تخاض في المنطقة.

المهم بعد مرورالعاصفة، أن يتذكر اللبنانيون جيداً تلك الوجوه التي ساهمت في إضرام نار الفتنة، كي لا يعودوا متنكرين بزيّ نواب ووزراء ومثقفين، كجزء من حلٍّ هم أنفسهم مشكلته.

وإلاّ نكون نعدّ العدّة لكي يكرّر التاريخ نفسه.

 

هولاند نجح في انتزاع موافقة إسرائيلية على تسليح الجيش اللبناني بأسلحة متطورة من شأنها للمرة الأولى خرق التوازن العسكري مع الدولة العبرية

حميد غريافي/السياسة

نفت أوساط سياسية وأمنية لبنانية رفيعة المستوى في بيروت ولندن صحة مزاعم مسؤولي "حزب الله" عن استعداد إيران لتقديم أسلحة إلى الجيش "لكن الدولة رفضت ذلك", مؤكدة أن لبنان قدم ثلاث مرات لوائح بأنواع الاسلحة التي يطلب الحصول عليها من إيران خلال السنوات الخمس الماضية, إلا أن أجوبة طهران كانت مبهمة وتركز على أنواع "غير فتاكة", تشبه كلها أجوبة الدول الأوروبية والاميركية التي تبلغ اللبنانيين عادة أن أي سلاح يمكن استخدامه لأذية اسرائيل, ممنوع تصديره إلى الجيش اللبناني. وأوضحت الأوساط لـ"السياسة" أن من بين ما أصر عليه الجانب الإيراني في هذا الدعم هو تدريب الجيش والضباط على النمط الإيراني العقائدي وتزويده نصف مليون حذاء عسكري و250 ألف إطار سيارة جيب عسكرية ونصف مليون رشاش كلاشنيكوف وأعداد من المدافع الرشاشة المضادة مع الامتناع الكامل عن تزويد هذا الجيش أي أسلحة ثقيلة مثل المدفعية والصواريخ والطائرات والمروحيات وما شابهها. وقالت الأوساط إن "الإيرانيين أصيبوا بالمفاجأة من دعم المليارات الثلاثة السعودية (لشراء أسلحة للجيش اللبناني من فرنسا) خاصة أنهم علموا بعد ذلك أن ثلاث دول خليجية أخرى على الاقل هي الكويت والامارات وقطر تتجه الى تقديم دعم شبه مماثل للبنان قريباً, لذلك بدأت الحكومة الإيرانية شن حملة تجريح لم يسبق لها مثيل ضد السعودية وضد الرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي أعلن عن الدعم السعودي, بأفواه أتباعها من "حزب الله" وعملاء الاستخبارات السورية". وكشفت الأوساط عن "وجود اتجاه فرنسي رسمي إلى تسليم الجيش اللبناني أسلحة متطورة, من شأنها - للمرة الأولى - خرق التوازن العسكري مع الدولة العبرية ولكن باتفاق حكومة الرئيس فرنسوا هولاند مع نظيرتها الاسرائيلية التي قبلت بأنواع الاسلحة الفرنسية المزمع إرسالها الى الجيش لحماية نفسه وحدوده والذود عن الدولة في وجه "حزب الله", شرط ألا يستخدمها ضد الاسرائيليين إلا في حالات الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان". وقالت المصادر ان "مبعوثاً فرنسياً ترأس خلال الايام القليلة الماضية وفداً ديبلوماسياً - عسكرياً فرنسياً زار تل ابيب لأربع وعشرين ساعة حصل خلالها على موافقة حكومتها على لوائح الأسلحة اللبنانية, وكانت هذه الموافقة شرطاً سعودياً على باريس لشراء الأسلحة إلى الجيش اللبناني منها, لأن الولايات المتحدة لا يمكن ان تفعل ذلك كي لا تغضب بنيامين نتانياهو".

وكشفت الأوساط الأمنية اللبنانية عن أن "الجانب العسكري اللبناني رفض دوماً مزاعم طهران و"حزب الله" عن الاستعداد لتسليح الجيش, وتجنب إطلاع الحزب على أسرار الأسلحة الإيرانية وتدخله في أبعاد أنواع منها لا تتناسب مع اتجاهه العسكري للسيطرة على لبنان". واضافت إن "عمليات تدريب الضباط والجنود اللبنانيين في ايران متواضعة جداً ولا ترقى إلى مستوى التدريبات التي يحصلون عليها في دول الغرب, وبالتالي يجب تدريبهم على الأسلحة التي يشترونها في مصادرها", مشددة على أنه "لا يمكن المس بعقيدة الجيش اللبناني الأصلية التي أصابها الاحتلال السوري طوال 29 عاماً ومن ثم الترغيب الايراني بواسطة "حزب الله" للضباط والعناصر الشيعية بالتشوهات والاهتزاز, لأن لبنان بلد ديمقراطي حر من كل الضغوط, وعقيدة جيشه الوحيدة هي المحافظة على ترابه من أي اعتداء خارجي والذود عن أرضه ومياهه سواء من اسرائيل أو أي دولة أخرى". 

 

هل سيستبيح الحرس الثوري الإيراني العراق؟

 داود البصري/السياسة

في خضم الأوضاع العراقية المضطربة, ومن وسط جحيم الحروب الأهلية والعشائرية السوداء تظل أشباح الحرس الثوري الإيراني لتكون أحد أهم احتمالات تطور الوضع, العسكري والسياسي, على خلفية ووقائع حرب الأنبار الساخنة التي دخلت اليوم في منعطف خطير للغاية لم يعد متعلقا بالشؤون العراقية الداخلية فقط, بل أضحى ملفا إقليميا صعبا وحساسا. وما تناقلته الأخبار عن رغبة إيرانية في مساعدة الحكومة العراقية في معارك الأنبار والفلوجة, وما سيتطور بعدها لم يكن سوى صفحة واحدة من صفحات الدور الإيراني الكبير والمتعاظم في العراق, فرغم الإعلان الرسمي الإيراني عن استعداد طهران لتزويد العراق باستشارات عسكرية, ولربما معدات معينة ونفيها لأي تدخل قد يتضمن إرسال مجاميع قتالية إيرانية! إلا أن الوقائع الميدانية تؤكد فعلا, ووفقا لشهادات حية من إقليم عربستان المحتل المحاذي للعراق, أن مجاميع مقاتلة إيرانية تابعة لقوات الحرس الثوري (باسداران) وتعبئة المستضعفين (باسيج) قد دخلت فعلا العمق العراقي, ومن منافذ حدودية مختلفة, بدءا من الشلامجة, ومن ثم البصرة, وليس انتهاء بإيلام, ومن ثم واسط وبغداد, وبأن تلك التعزيزات العسكرية تضم عناصر مقاتلة ومدربة على حرب العصابات, وتمتلك تكتيكات قتالية خاصة, وهوتطور خطير يعمق الشرخ المجتمعي- الطائفي في العراق, ويرسم حدودا واسعة لتدخل الحرس الثوري في المجال الحيوي العربي في الشرق الأوسط, فقوات الحرس متواجدة في عمق الأراضي السورية, كما أن لها وجودها في لبنان, وتواجدها التدريجي والمكثف في العراق المضطرب يرسم ميدانيا خريطة توسع عسكري إيراني فريدة وجديدة, ولربما تكون حالة استنزافية مرهقة لإيران أكثر من حالة زهو وقوة وهمية, فالواقع إن الوجود العسكري الإيراني المباشر في العراق له وجوه عديدة مخفية تحت ركام الأحداث والتطورات منذ أن نجح التفاهم الإيراني- الاميركي في تنصيب حكومة عراقية في بغداد, أطرافها الرئيسيون, في واقع الأمر, من رجال المشروع الإيراني التاريخي والقديم في العراق, فالحكومة يقودها حزب "الدعوة", وهو واحد من أقدم الأحزاب الطائفية التزاما وولاء بمرجعيته الإيرانية رغم انقسامه لفروع ومسميات عديدة لا يمثل نوري المالكي إلا فرعا واحدا منها, بينما تتواجد الفروع الأخرى الأشد ولاء في مؤسسة الرئاسة (نائب الرئيس الملا خضير الخزاعي), وفي المؤسستين الأمنية والعسكرية (المخابرات وقوات الدمج).

كما أن أبرز عناصر "فيلق القدس" للحرس الثوري من العراقيين وهو الإرهابي المعروف وبطل تفجيرات الكويت عام 1983 المدعو جمال جعفر محمد الإبراهيمي يعمل بشكل حثيث ويقود تنظيماً عسكرياً إيرانياً في عمق المنطقة الخضراء, ووفق برنامج سري غير معروف للملأ, كما أن الوجود الاستخباري والحرسي الإيراني ظاهر للعيان رغم الحرص الشديد على إخفائه, والتحرك العسكري الأخير لنوري المالكي نحو الأنبار وتوجهه المعلن إلى انهاء الاعتصامات الجماهيرية بالقوة المسلحة أمر لم يكن ليحدث أصلا لولا المشاورات المكثقة التي أجراها مع الجانب الإيراني وقبله الأميركي خلال زيارتيه الأخيرة لواشنطن وطهران, والتي كانت حصيلتها التطورات الأخيرة التي "شرشحت" المالكي وحكومته وقواته, وأبرزت نقاط الضعف الخطيرة في المؤسستين الأمنية والعسكرية في العراق, وبنيتهما الهشة رغم الامكانيات التسليحية والمادية الهائلة المتوافرة, ولكن الافتقار للقيادة العسكرية المتمكنة وليست المترهلة, وانعدام كفاءة الإدارة السياسية والتخبط الفكري والسلوكي قد أنتجت كل هذا الكم الهائل من التردي الذي جعل مجاميع كبيرة من الجيش والشرطة العراقية تهرب بالدشاديش من ساحة المعركة في منظر يمثل قمة الكوميديا العراقية السوداء, وبما يعبر عن حالة الهرجلة والفوضى السائدة في العراق الذي يئن تحت حكم الفاشلين, والهواة, وعديمي الخبرة في شؤون الستراتيجيا والتكتيك وإدارة الصراع.

الإيرانيون اليوم باتوا في حيص بيص حقيقي أمام محنة حلفائهم في العراق, وأزمة, ومأزق حليفهم الأكبر في الشام الذي يواجه ثورة شعبية ساحقة باتت مؤشرات انتصارها النهائي واضحة, ومرتسمة في الأفق, وبما يعني هزيمة عسكرية وسياسية كبرى للدور الإيراني في الشرق القديم بأسره, واحتمالات تدخلهم العسكري المباشر في العراق ستقلب قواعد اللعبة وتحولهم قوة احتلال علنية ومفضوحة وهو ما سيفتح أبواب وتطورات ميدانية هائلة, ولربما سيؤسس لتحالفات وطنية عراقية تقلب المائدة على رؤوس أهل المشروع الإيراني الذين يواجهون اليوم اشد لحظاتهم قتامة وسوداوية.

الإيرانيون اليوم, وأمام محنة حلفائهم التاريخيين, وفشلهم في إدارة فصول الصراع العراقي المتعاظم, في طريقهم بكل تأكيد إلى توسيع تدخلهم في العراق عبر إرسال المزيد من قوات الدعم العسكرية والتي لن يكون مصيرها مختلفا عن مصير قوات الاحتلال. كل الرؤى, والتصورات, وحتى الخرافات, والغيبيات, تتصارع اليوم في الساحة العراقية, واستباحة الحرس الثوري الإيراني للعراق ستكون أشد فصول المحرقة العراقية خطورة, فهل يفعلها الإيرانيون لتشتعل داحس وغبراء عراقية بلون جديد؟ أم سيكتفون بالتفرج والمشورة من بعيد؟ كل الاحتمالات مفتوحة وممكنة.

 

المشنوق: 5 أجوبة تحدد طبيعة تعاطينا مع تشكيل الحكومة 

أعلن عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق أن الحديث عن تنازلات يوحي وكأن هناك شيئاً حاصلاً وغير معلن و"هذا غير صحيح". وقال، في حديث إلى محطة "المستقبل": "نحن وصّلنا 5 اسئلة لكل القوى المعنية بتشكيل الحكومة من رئيس الحكومة ورئيس المكلف ووليد بك وهذه الاسئلة هي التالية، السؤال الاول عن شكل الحكومة وعدد وزرائها وتفاصيلها، السؤال الثاني يتعلق بالثلث المعطل، السؤال الثالث يتعلق بالبيان الوزاري، السؤال الرابع يتعلق بالمداورة في كل الحقائب الوزارية والسؤال الخامس عن حق الفيتو العادل للرئيس المكلف ورئيس الجمهورية على اي اسم يطرح عليهم من القوى السياسية".

اجوبة

وأوضح أن "هذه الاسئلة هي التي تحدد طبيعة تعاطينا مع تشكيل الحكومة. حتى الآن لم نحصل على اجوبة ونريد اجوبة على الاسئلة الخمسة معا". وإذ أوضح ان الكلام على ما تناقلته الصحف عن موقف السيد نادر الحريري غير منسوب إليه أو للرئيس سعد الحريري اي انه غير واقعي وغير حقيقي"، اعتبر أن "هناك فرقاً بين الموافقة والايجابية"، مضيفاً: "لم تذكر اي صحيفة ان الحريري وافق بل ان هناك مفاوضات حذرة بشأن التشكيل".

بيان المستقبل

كما أشار إلى أن الرئيس فؤاد السنيورة يتابع الأمور وعلى اطلاع لكل طبيعة المفاوضات ويعرف كل التفاصيل"، مؤكداً أن الرئيس الحريري والرئيس السنيورة غير موافقين على تشكيلة الحكومة قبل الاجابات الكاملة عن الاسئلة الخمسة". وجزم بأن "الافضل للبلد هو ما صدر في بيان كتلة المستقبل"، واوضح ان "الاجتماع الذي حصل في بعبدا جاء بعد سفر نادر الحريري إلى السعودية". وذكّر بأننا "بعد اغتيال الوزير شطح لم نتحدث عن جلوسنا او عدمه مع حزب الله"، سائلاً: "من قال اننا سنجلس مع القاتل؟ حتى اننا لم نستعمل تعبير القاتل بل كان نقاشنا على قتال حزب الله في سوريا". وقال: "اذا اردنا العودة إلى النص الدقيق والموقف السياسي، فهو قائم على قتال "حزب الله" في سوريا ومطلبنا بانسحابه وحديثنا كان اننا لن نجلس في حكومة مع ممثلين عنه ما لم ينسحب من سوريا".

شكل الحكومة

وبالنسبة إلى شكل الحكومة أكد أننا "لم نسمع شيئاً نهائياً ورسمياً بما يتعلق بالـ8-8-8، وخلافنا ليس على الارقام، بل على الثلث المعطل، فلن نقبل بثلث معطل مقنعاً كان أو علنياً". وأوضح ان"الجهات المعنية بتشكيل الحكومة محصورة اليوم بـرئيس الجمهورية والرئيس المكلف والنائب وليد جنبلاط، الذي ينقل الرسائل، والرئيس نبيه بري الذي يكمل المفاوضات مع حزب الله".

البيان الوزاري

وفي شأن البيان الوزاري وثلاثية "جيش وشعب ومقاومة" أعلن المشنوق أنها "غير واردة على الاطلاق، الوارد باصرار والحاح وتأكيد "اعلان بعبدا"، والحياد عن الصراعات يعني التمهيد للانسحاب من سوريا. هذه قراءتنا السياسية والا لماذا البحث في نص البيان الوزاري؟". واوضح ان "حق الفيتو للرئيسين يعني ان لهما حق ابداء الرأي في أي اسم يطرح عليهما". وشدد على أن "اي جهة سياسية تحترم نفسها ستوافق على الدخول الى حكومة بيانها الوزاري قاعدته "اعلان بعبدا"، الذي يقوم على الحياد من الصراعات الاقليمية. والترجمة الفعلية لهذه الموافقة، اذا تمت، هي الانسحاب من سوريا".

إجابات

وكرر المشنوق القول: "الاسئلة التي طرحناها لم نتسلم إجابات عنها، والمشاورات مع الحلفاء سرية المفعول، وهم يريدون اجابات أكثر منا، وعندما تأتي الاجابات نناقشها ونقرر ما اذا كنا نقبل أم لا ". وذكّر بأن "الرئيس سعد الحريري يطالب منذ ستة اشهر بطاولة حوار، وأعلن في عز الأزمة، أننا على إستعداد لتلبية دعوة رئيس الجمهورية إلى الحوار عندما تحصل". ولفت الى أن "عون قال امس أن التكنوقراطيين يجب أن يكونوا مستشارين والموظفين يجب ان يكونوا كتّابا وليس وزراء، ولكن في الحكومة السياسية، الوزراء ممثلون للأطراف السياسية، وكلما ارادوا ان يتحركوا في السياسة يجب أن يذهبوا الى القطب الذي يمثلونه أولا". وإذ سأل: "ما الذي يمنع من تشكيل حكومة أقطاب صغيرة تجلس الى الطاولة وتتحمل المسؤولية؟"، قال: "لا يوجد أحد أكبر من انقاذ البلد. من يريد ان يتحمل مسؤوليته تجاه البلد بكل ما يحصل به ليتفضل بالجلوس الى طاولة مجلس الوزراء ويتحمل مسؤوليته".

حريق سوري

أضاف: "اليوم هناك حريق كبير في سوريا بدأ يطال لبنان في طرابلس وصيدا وبيروت، هل يمكن أن يستكثر أحد الذهاب الى طاولة مجلس الوزراء للوقوف في وجه هذا الحريق؟". وتابع: "حجم الأزمة في البلد ألا يحتاج لأقطاب لمواجهته؟ اذا كنت أنا موجودا في مجلس الوزراء، لن أكون أكثر تمثيلا او قدرة على التفاوض واتخاذ القرار اكثر من الرئيس سعد الحريري او من الرئيس فؤاد السنيورة". وأردف: "لا الظرف طبيعي، ولا الوضع مقبول، والحريق لم يعد على الباب بل وصل الى الصالون، وما زلنا بناقشة جنس الملائكة الوزاريين. ليتفضل من لهم الرأي والمنتخبون ورؤساء الكتل والقادرون على اتخاذ القرار بالجلوس على طاولة مجلس الوزراء، كما كان يمكن أن يجلسوا الى طاولة الحوار، ويحاولوا انقاذ البلد".

مخرج سلمي

واكد المشنوق: "نحن لم نصر على اي شرط، كما أننا لن نتراجع، بل نحن نحاول ايجاد مخرج سلمي ينقذ البلد من الحريق السوري بوسائل سلمية هادئة بعد اقتراب الحريق من غرفة النوم اللبنانية بعدما غزا غرفة الجلوس".

وسأل: " كيف نترجم تنفيذ "اعلان بعبدا في حال وضعه في البيان الوزاري ؟ هذا الاعلان مسجل في الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن وفي جامعة الدول العربية بتوقيع كل الأطراف اللبنانية، وحتى لو تراجع أحد الأطراف في ما بعد عن هذا التوقيع". وأعلن: " أنا لن أضع الشروط قبل أن يصلني الجواب عن كيفية ترجمة هذا الأعلان، فنحن عمليا نتكلم على بلد منذ سنة حتى الآن حصلت فيه عمليتا اغتيال سياسيتان وعمليتا اغتيال لقادة أمنيين في المقاومة، إضافة الى اربع سيارات مفخخة في الضاحية وفي مناطق أخرى. ألا يستدعي كل هذا أن أحول الجواب الى مادة للنقاش ؟ اذا كان كل ذلك لا يوصلني الى هذا الاسنتاج نكون عندئذ لا نتصرف بمسؤولية" .

كما سأل المشنوق: "لماذا لا نزال نبحث في التفاصيل اللبنانية؟. القواعد التقليدية لتشكيل الحكومات في لبنان التي تتعلق بالتمثيل وطبيعته كلها قواعد ليست مناسبة ولم يحن وقتها ولا تجلب اي نتيجة ، لماذا لا نأتي بالأصل، ولماذا الأصل يريد ان يحمل غيره المسؤولية من خلال تسمية فلان كوزير".

طاولة مجلس الوزراء

وأشار إلى اننا "على بعد ثلاثة أشهر من انتخابات رئاسة الجمهورية وهذا يستدعي ان يجلس الأطراف إلى طاولة مجلس الوزراء . من يريد ان يتحمل المسؤولية عليه ان يأتي الى موقع المسؤولية كي يحملها لا أن يرسل ممثلين عنه للجلوس الى الطاولة، وكلما اختلفوا على أمر ما يضيعون الوقت في مناقشة الموضوع بالجرائد وبالشتم، ومن ثم نسأل رئيس الكتلة، فاما أن تكون قد ارسلت لنا في هذا الوقت سيارة مفخخة جديدة أو وقع اغتيال سياسي جديد  أين هي المسؤولية بهذا المعنى؟".

حكومة أقطاب

وشدد على أن "الحل الوحيد برأيي الشخصي يكمن في تأليف حكومة أقطاب تتولى انقاذ البلد وتخرج من هذه التفاصيل وتبحث كيفية الانسحاب من سوريا ووقف التفجيرات".

وقال: "أنا لا أستطيع لوحدي أن أفرض حكومة على البلد ، فأنا حاولت كثيرا في موضوع الحيادية، وهي الحل المثالي الذي يخرج مشاكل الناس وحاجاتهم وتفصيلاتهم من الصراع السياسي ويتحول هذا الصراع الى طاولة الحوار . نحن لا نريد تأليف حكومة تسيّر المعاملات بل نريد حكومة تنقذ البلد" .

طروحات سليمان

ورأى انه"يحق لرئيس الجمهورية أن يصر على ما يريد، ونحن سنتعامل بكل ايجابية مع طروحات الرئيس، لكن هذا لا يعني بأن نقبل ما لا يقبل . ما هو الفرق بين الثلاث 8 أو 9-9-6. اذا كان الطرحان يحتويان على الثلث المعطل ؟ كل هذا الكلام لا يعنيني كجهة سياسية قبل الحصول على أجوبة واضحة ومحددة على الأسئلة الخمسة وأنا اتحدث بصفتي ممثلاً للقوى السياسية التي أمثلها".

الثلاث 8

وعن السبب الذي دفع بـ"حزب الله" إلى للقبول بطرح الثلاث 8 قال المشنوق : "كل الذي سمعته حتى الآن لا يطمئنني ولا يجيبني على اسئلتي . أما عن سبب قبول الحزب بالثلاث 8 فيمكن بعد أن اكتشف أن مشروعه لن يسير، وان حجم الهجمة عليهم أكبر من أن يستطيع تحملها وهو بحاجة الى شرعية حكومة تحمي وجوده . لكن لماذا أدخل نفسي في هذه التفاصيل فيرد علي السيد حسن غدا بأنهم لا يحتاجون الي ولا الى تغطيتي ولا حضوري ولا لبنانيتي . فليجيبوا على الأسئلة التي تتعلق بهم وانا اجيب على الاسئلة التي تتعلق بي . نحن كمجموعة سياسية لدينا هذه الأسئلة وعندما نحصل على الاجوبة نجيب بدورنا" . وأردف: "اذا لم تسر الحكومة بالطريقة التي نراها المناسبة لدينا بدائل وخيارات ناقشناها مع حلفائنا وتتبلور وكذلك مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بالرغم من كل الكلام الصغير الذي يقال بمناسبة او باخرى، الا اننا نقدر مرجعيته الوطنية لكل اللبنانيين، والحوار يسير على اتجاهات عدة وليس فقط باتجاه واحد وناقشنا كثيراً، وليس فقط النقاش عبر اتجاه واحد، إما ان تؤلف الحكومة على الطريقة المعروضة أو الجلوس في المنزل".

جولة

وعن الجولة التي قام بها على الافرقاء السياسيين، قال: "لقد كنت مكلفاً من الرئيسين السنيورة والحريري مع الزملاء هادي حبيش وجان اوغاسبيان ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري وناقشنا مطولاً الخيارات التي امامنا ولا يمكننا ان ننتظر اغتيالاً جديداً". وأشار إلى أن "الوكالة الدولية للانباء ذكرت ان عام 2013 سجل اعلى نسبة قتل في لبنان منذ سنة 1985، فالعام 2013 هو العام رقم 5 منذ 1975 بعدد القتلى والعام الاول في القتل منذ العام 1985 وعلينا التصرف بمسؤولية تجاه هذه الارقام وعلى الاقطاب ان يجلسوا معاً على طاولة مجلس الوزراء ويتحملوا مسؤوليتهم بدل ان يحولوها على ممثليهم بحجة المخاطر الامنية، فلا يوجد زعامة اكبر من دم الناس او اكبر من البلد".

زرع عبوات

وتابع: "اليوم قاضي التحقيق العسكري اصدر قراراً اتهامياً باعدام 14 متهماً بزرع عبوات على طريق المصنع التي استهدفت مقاتلي حزب الله، قتل الناس يستأهل العقوبة ولكن السؤال هذا الموضوع عمره شهرين في حين ان في موضوع طرابلس لم يصدر قرار التحقيق حتى الآن بالرغم من سقوط 51 قتيلا و 320 جريحا، بالإضافة إلى الدمار، مذكراً بأن المتهمين معروفون والمعنيين بالملف معروفون".

وأكد ان "القاتل موجود ويجب ان يكون المحمي هو المواطن وليس القاتل وهناك قضاة في المحكمة العسكرية لديهم الشجاعة الكاملة ليصلوا في الملفات الى نهايتها، فمثلاً قضية ملف ميشال سماحة في القضاء منذ سنتين والملف كامل ايظن القاضي انه سيأتي بالمملوك من سوريا ليختم التحقيق، وهذا الامر لن يحصل".

مذكرة توقيف

وزاد: "اذا كان لدى القاضي شيء يمكنه ان يفعله فليقم به الآن، أما في موضوع السيارة التي ركنت في جبل محسن او الحديث الذي يقال عن علي عيد واذا كانت لدى القاضي هذه المعلومات الموثقة بالصوت والصورة وبالاعترافات فيجب ان يصدر القرار ويتصرف على اساسه، سواء باصدار مذكرة توقيف او بفتح المحاكمة".

 

 "حزب الله" يستغل مغتربي يارون وطورا بعد افلاسهم...تمويلاً وعمليات خارجية 

طارق نجم/موقع 14 آذار

لم يكف أهالي الجنوب من أبناء الطائفة الشيعية الكريمة ما حلّ بهم من نكبة مالية إثر الإفلاس الذي طال المتمول صلاح عزالدين، المحسوب على حزب الله. والحزب لم يكتف بالخسائر التي أصابت من يفترض أن يكونوا البيئة الحاضنة له، بل أمعن في استغلالهم حتى من خلال ما حاق بهم بعد أن وثقوا بمن زكّاه الحزب كموضع ثقة. الفضيحة التي انفجرت منذ العام 2009 تتاولى احداثها.

كحال معظم أهالي بلدات الجنوب اللبناني، فإنّ أبناء بلدتي طورا ويارون قد فقدوا عشرات وربما مئات الملايين من الدولارات في في إفلاس عزالدين. ففي طورا لوحدها، هناك ما يزيد عن 250 شخصاً استثمروا اموالهم التي تقدر بـ25 مليون دولار مع صلاح عز الدين الذي كانت تصل "الارباح" التي يعطيها لهم احيانا أكثر من 25% بمعدل شهري. أما أهل يارون في قضاء بنت جبيل فلم يكونوا أفضل حالاً وقد وضع 40% من سكان البلدتين مدخراتهم لدى عزالدين وقدرت خسائرهم بما يقارب 140 مليون دولار، بعد تعامل لسنوات طويلة مع عزالدين.

غالبية أهالي طورا ويارون هم من المغتربين الذين جمعوا ثرواتهم طوال سنوات في الخارج، وكل ظنهم أنّهم من خلال دعمهم للحزب هم في الواقع يدعمون مقاومة حقيقية ضد المحتل، ولكن الوقت كشف لهم غير ذلك. وهم بالإجمال من مؤيدي حالة حزب الله بشكل عام، بإعتباره حزب المقاومة، وممن مدّوا الحزب بالتمويل قبل التحرير وبعده، بل أنّ منهم من كان يمنح الملايين من مال الخمس وغيره من الأموال الشرعية حصراً لصالح زبانية حزب الله مقابل أن يجالسوا أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله!

فعقب افلاس عزالدين، تراكض مسؤولو حزب الله يطالبون الأهالي عدم رفع الصوت في قضية صلاح عزالدين مع التشديد على عدم ربط المتموّل المفلِس بالحزب الآلهي. وقد سكت الأهالي على مضدد وسط وعود من قبل هؤلاء المسؤولين بتعويضات مالية لائقة لهم في "القريب العاجل". ومع مرور الوقت وخفوت الضوء على قضية الإفلاس، ومع اصرار الأهالي على تحقيق ما وعد بهم مسؤولو الحزب، تفتق لدى الحزب حيلة جديدة تمكنهم من استغلال هؤلاء: فقد عرض على الكثير منهم العودة الى المغتربات التي كانوا يعملون فيها، خصوصاً في الولايات المتحدة الامريكية وكندا واوروبا خصوصاً أنهم يحملون جنسية هذه الدول، من أجل العمل والاستقرار هناك من جديد. غاية الحزب كانت في الواقع مزدوجة الأبعاد: فمن جهة مكنّهم هذا الأمر من التخلص من المشكلة التي خلقتها قضية افلاس عزالدين من دون انفاق الكثير من الأموال. ومن جهة أخرى، وربما هي الأخطر، جند الحزب العديد من هؤلاء المغتربين في ما يسمى "العمليات الخارجية" التابعة لهم. والعمليات الخارجية هي الجناح العسكري – الأمني التابع لحزب الله والذي تقع على عاتقه مهام عديدة منها التجسس والاستخبار في الدول الغربية، جمع التبرعات والتحويلات المالية، تأمين وتهريب عتاد وأجهزة عسكرية، بالإضافة الى القيام بعمليات أمنية عند الحاجة.

الكابوس الإغترابي الذي يلاحق أهل الجنوب ممن يطلبون لقمة العيش حول العالم بات أكثر واقعية مع بعد أن بات حزب الله أكثر فأكثر امتداداً لخطط الولي الفقيه الإيراني وطموحاته النووية، وحوّل المغترب الجنوبي غصباً وكرهاً وبالحيلة الى امتداد لهذه الخطط والطموحات. هذه المجريات تشكل فصلاً من عملية طويلة، بدأت ولم تنته، يقوم بها حزب الله لإستغلال المغترب اللبناني "الشيعي" والتي تتابعت فصولاً من الخليج العربي الى ميتشيغين الأمريكية وتورنتو الكندية وصولاً الى نيجيريا الأفريقية وغيرها...فهل ستنتهي؟ أم يظل شبح الترحيل وانتظار التأشيرات التي لا تأتي هي السيناريو القائم؟

 

«سوريا وانكسار «القاعدة».. من يستفيد؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

على عكس كل ما قيل ويقال في الإعلام، والغرب، ها هي الوقائع على الأرض تقول إن الجماعات الإسلامية المتطرفة في سوريا ليست بتلك القوة التي جرى تصويرها فيها، حيث تتعرض تلك الجماعات اليوم لانتكاسات حقيقية أمام الجيش الحر، وبأسرع مما كان متصورا. صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية نشرت أمس تقريرا استهلته بالقول: «قبل أسبوع واحد فقط تمتع المتمردون المتصلون بـ«القاعدة» في سوريا بضرب قوس من الهيمنة عبر شمال البلاد وشرقها، مع الحكم بوحشية، لكن «القاعدة» مُنيت الآن بسلسلة من الانتكاسات المذهلة في الأيام الأخيرة، مما قد يظهر بوضوح أن تلك الجماعات المتشددة أكثر ضعفا مما يبدو». وعزت الصحيفة ذلك إلى وحشية المتطرفين مما أفقدهم الشعبية، وإلى التحركات الأخيرة لواشنطن وحلفائها بدعم الجيش الحر، وما تعرضت له تلك التنظيمات المتطرفة من مجابهة عسكرية في العراق. ومما يؤكد خبر انكسار تلك الجماعات البيان الصادر عن «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المرتبطة بـ«القاعدة» بعد أن فقدت السيطرة على حلب أمام الجيش الحر، حيث تعهدت «الدولة الإسلامية» بسحق المعارضة السورية، وتوعدت باستهداف أعضاء الائتلاف الوطني، مما يؤكد أن «القاعدة» وعناصر «الدولة الإسلامية» يخدمون الأسد أكثر من أي طرف آخر! حسنا، ماذا يقول لنا كل هذا؟ الإجابة من شقين؛ الأول أنه ما كانت «القاعدة» ستتجرأ بهذا الشكل في سوريا لولا التقاعس الغربي عن دعم الجيش الحر مبكرا، والشق الثاني هو أنه ما كانت «القاعدة» لتفعل ما فعلته بالعراق أيضا لو لم تضعف الحكومة العراقية الحالية مجالس الصحوات التي كسرت ظهر «القاعدة» بالعراق من قبل، والآن تتحجج حكومة المالكي، ومن يناصرها، بالقول إن المالكي بات محاربا للإرهاب. ولو تعاملت الحكومة العراقية بجدية مع المطالب الداخلية العراقية لكانت قد نزعت فتيل التطرف، ووأدت تحركات «القاعدة». ولو تحرك الغرب جديا ومنع تدخل حزب الله، «القاعدة الشيعية» في سوريا، لما نشطت «القاعدة» السنية أصلا، ولما وجدت ذرة تعاطف. وهذا التحليل ليس تبريرا بقدر ما هو تكرار لما قيل بأنه لا يمكن أن يبقى العالم متفرجا على أمل أن يقضي المتطرفون، سنّة وشيعة، بعضهم على بعض، كما تردد في واشنطن سابقا، ويجب أن لا تخدع العواصم الغربية بحملات الناشطين الموالين لإيران والذين يريدون تصوير الوضع وكأن إيران والمالكي وحزب الله هم من يحاربون التطرف، بل إن العكس هو الصحيح. وعليه فاليوم ثبت ضعف «القاعدة» في سوريا، كما ثبت أن قوة «القاعدة» تكمن في التدخل الطائفي الإيراني بسوريا، وضعف الموقف الدولي تجاه الأزمة السورية، فهل تكون الأخبار الإيجابية عن انكسار «داعش»، وغيرها من المتطرفين، درسا جديدا للغرب يدفعه للتحرك بشكل أفضل تجاه سوريا؟ هذا هو السؤال!

 

ليس باسترضاء إيران يستقر الشرق الأوسط

هدى الحسيني/الشرق الأوسط/تقول الرواية إن الذئب قال للحمل، ولسبع مرات متتالية، أن يتوقف، وفي النهاية أكله، وكأن الحمل يستطيع أن يؤذي الذئب. رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يطلب من أهل الأنبار طرد «القاعدة» من صفوفهم، وهذا تبرير للقصف الموعود، لأنه إذا كان المالكي قادرا على ذلك، فليقدم هو شرط ألا يطلق النار على النساء والأطفال، وكأن في يد العشائر تنفيذ طلبات المالكي. هناك ثورة سنّية عراقية ضد ديكتاتورية المالكي، وهذا واقع معروف وموثق، لكن العجب أن تقرر الولايات المتحدة تزويد حكومة المالكي بصواريخ «هيل فاير» وطائرات درونز (ستصل في شهر مارس/ آذار المقبل)، لقتال «القاعدة» و«داعش»، وتعلن إيران عن استعدادها لإرسال قوات (قد تكون فيلق القدس أو لواء الباسيج) لمساعدة المالكي على مواجهة سنة الأنبار، فيرد رجب طيب إردوغان رئيس الوزراء التركي، إذا أرسلت إيران قوات إلى العراق فإن تركيا ستحذو حذوها. في مقاله يوم الجمعة الماضي في صحيفة «الدايلي تلغراف» البريطانية يستشهد دميان طومسون بمقالة كتبها عام 1994 الأميركي روبرت كابلان تحت عنوان «الفوضى الآتية». يقول طومسون: عندما أسترجع رؤية كابلان للمستقبل ينتابني جذع وهلع: سوف يشهد القرن الـ21 اضمحلال الحكومات المركزية وتزايد الصراعات القبلية والإثنية. ويضيف: المشكلة أننا لا نفهم تلك الانقسامات وبالتالي لا نعرف أنها قائمة. ثم يطرح السؤال التالي: كم دولة في حالة حرب مع دولة أخرى في بداية 2014؟ الجواب: لا يوجد. ذلك أن ساحات المعارك تراجعت بشكل كبير، في حين أن المجازر تعود وبقوة للانتقام.

من الذي يلعب بالنار، ومن الذي يساهم في إشعالها في الشرق الأوسط؟

في شهر يوليو (تموز) 2012 كلفت وزارة الخارجية الأميركية جايك سوليفان عقد أول لقاء أميركي - إيراني. غادرت هيلاري كلينتون وزارة الخارجية فعمل الرئيس باراك أوباما على ضم سوليفان إلى دائرته الضيقة. وفي شهر مارس الماضي وبعد شهر من تسلمه مهامه في البيت الأبيض توجه سرا برفقة ويليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأميركي إلى عمان، حيث كانت بانتظارهما مجموعة من كبار المسؤولين الإيرانيين المتطلعين إلى إذابة التوتر في العلاقات بين البلدين. خلال اتصالاته ولقاءاته مع الإيرانيين ما بين عامي 2012 و2013 ركز سوليفان على إمكانية أن يلتقي الإيرانيون والأميركيون في غرفة واحدة حول قضايا موحدة.

القصة هنا أن الإدارة الأميركية سلمت الملف الإيراني (الذي يشمل كل دول الشرق الأوسط) منذ عام 2012 إلى شاب لم يبلغ السابعة والثلاثين من العمر. أجرى اتصالات ولقاءات مع الإيرانيين في زمن محمود أحمدي نجاد، حيث إن السياسة الأميركية المعلنة آنذاك كانت بعدم الحوار مباشرة مع إيران. قد يكون السياسيون هناك اختاروا سوليفان كي لا يتورطوا، لكن مع انتخاب حسن روحاني ادعت الإدارة الأميركية أنها رأت فيه أملا، لذلك اندفعت نحو الحوار. ثم إن إيران كانت من منعت المالكي من التوقيع على اتفاقية مع واشنطن لإبقاء قوات لها في العراق. وبحوارها مع إيران، عبر سوليفان، وقفت الإدارة الأميركية إلى جانب التطرف الشيعي (أحمدي نجاد).

السنة في العراق ثاروا ضد ظلم المالكي، حتى إياد علاوي ومقتدى الصدر طالبا المالكي بتحقيق مطالب السنّة. رئيس عشيرة الدليم علي حاتم سليمان قال: «لا داعش ولا غير داعش. نحن من يقاتل المالكي. كل السياسيين السنة في العراق صف واحد ضد حكم المالكي المذهبي التعسفي». الحكومة العراقية مكروهة في المناطق السنّية وكذلك حال «القاعدة». الشيخ عبد المالك السعدي رجل الدين السنّي المؤثر اتهم المالكي بأنه جلب المذهبية والفقر إلى العراق، ودعا زعماء العشائر إلى حمل السلاح ضده.

في المنطقة لم يعد أحد حياديا، واختيار أميركا إرسال أسلحة إلى حكومة المالكي التي تمد النظام السوري بالميليشيات وتسمح للطائرات الإيرانية المحملة بالأسلحة إليه بعبور أجوائها، يعني أنها اختارت الوقوف إلى جانب التطرف المذهبي، وفي هذه الحالة الشيعي. ليس معروفا إذا كان هذا القصد صحيحا، لأنه إذا نظرنا إلى الصورة بشكل شامل لا نرى أن أميركا تقف إلى جانب العراق بل إلى جانب فريق المالكي، المدعوم من إيران، وتطرفه. في إيران مثلا تقف إلى جانب المرشد الأعلى خامنئي، وليس إلى جانب حقوق الإنسان الإيراني. في سوريا قامت أميركا بأقل الممكن، صحيح أن الخيار هناك صعب بسبب هجمة المتطرفين، لكن هؤلاء برزوا بعد أن رأوا أن الأميركيين غير مهتمين. في الواقع بدلت أميركا الجانب الذي تقف معه. كان على الأميركيين أن يقولوا للمالكي ما قالوه للجيش المصري: تحاور مع السنة، يجب أن تكون لديك سياسة تشمل كل أطياف المجتمع. احتَوِهم، أعطهم حقوقهم.

هذا ما يقوله الأميركيون لكل الدول. لكن في مصر أوقفوا المساعدات العسكرية، بينما في العراق أمدوا المالكي بها. لم يصدر أي بيان عن الخارجية الأميركية يدعو المالكي إلى تغيير سياسته، بل قال جون كيري وزير الخارجية إن بلاده ستساعد المالكي في مواجهة «القاعدة». لكن ما هي أعداد «القاعدة» مقارنة بأعداد أبناء الأنبار؟ المالكي يقول إنها «القاعدة»، الأميركيون يصدقونه، لكن في الحقيقة أنهم السنة العرب.

الكل يحذر من «حرب» سنّية - شيعية، وكأن أميركا بوقوفها إلى جانب المالكي من دون تردد تقف إلى جانب التطرف الشيعي وتساهم في هذه الحرب. إن واشنطن توهم المتطرفين الشيعة أن بإمكانهم تحدي بحر من السنة، وهنا يكمن الخطر واحتمال نشوب حرب دموية طاحنة لأن نسبة 10 في المائة لا يمكن أن تتحدى 90 في المائة، إذا ما وصلنا إلى إندونيسيا وباكستان والهند وأفغانستان... الخ.

في كل هذا تريد أميركا إرضاء إيران على اعتقاد بأن هذا الأمر سيؤدي إلى الاستقرار في الشرق الأوسط، أي إيقاف إيران عن إنتاج القنبلة الذرية. القضية ليست القنبلة بحد ذاتها، إنما السيطرة والنفوذ اللذان تطمح إليهما إيران.

هناك من يقول إن أميركا ستدير قريبا ظهرها للشرق الأوسط، هي ستدير ظهرها للجزء السني من هذه المنطقة، وما ستتخلى عنه من نفط خليجي عربي، ستجده في النفط الإيراني. وكأن أوباما يريد من أميركا اليوم أن تكون مختلفة عن أميركا الأمس. يريدها أن تكون على علاقة، وعلى دعم لثورات دون غيرها. مدت يدها لـ«الإخوان المسلمين» تحت تبرير أنهم أفضل من «القاعدة»، مدت يدها لاستمرار ثورة الخميني، وأدارت ظهرها لثورة «الحركة الخضراء» عام 2009، فأكثرية هؤلاء الثوار شباب ليبرالي متحرر يريد الانطلاق من تعقيدات الثورات، ومن الأديان. بنظر الإدارة الأميركية الشعب في إيران هو المرشد الأعلى وليس «الحركة الخضراء»، الشعب بنظرها في مصر هم «الإخوان المسلمون» لا العلمانيون والجيش، وفي طريقها هذا تتخلى عن حلفاء حافظوا على أجندة موالية للغرب، لكنها لم ولن تكسب شيئا، ولن تكون القيادة الإيرانية صديقة للولايات المتحدة، فهذا يتناقض مع مفهوم ثورتها، لكن الإدارة مصرة على الاعتقاد بأنه سيكون لها حلفاء جدد للمساعدة في أفغانستان والعراق وسوريا، وتعتقد أنها بهذا توفر الاستقرار، لكن في إدارة ظهرها للحلفاء السابقين تدفع «القاعدة» و«داعش» كي يبرزوا بوحشية أكثر، فهؤلاء مثل المتطرفين الشيعة يعرفون أن الإدارة الأميركية تتخلى عن حلفائها، وبالتالي يعتقدون أنهم الجواب الذي تبحث عنه هذه الإدارة وليس الاستقرار.

في اللقاء الأخير بين الفريق عبد الفتاح السيسي والرئيس المصري المخلوع محمد مرسي يقول السيسي: انتهى الأمر اعتبر نفسك موقوفا، فيرد مرسي: لكن الأميركيين لن يسمحوا لك بذلك. هذا ما يفكر فيه الإيرانيون الآن، أن الأميركيين لن يسمحوا للسنة العرب بالمواجهة، وبالتالي سيستمر الإيرانيون في الهجوم ودعم الحوثيين في اليمن، والمالكي في العراق، وبشار الأسد في سوريا. وستبرز قوات «القاعدة» و«داعش» بوحشية أكثر لتبرير الوهم الذي يشعر به المتطرفون الشيعة بفعل ما يشاءون لأن أميركا معهم، فيرد عليهم المتطرفون السنة بأفظع الأعمال، وهذا ما سيؤدي إلى حرب طاحنة وطويلة لأنه في مفهوم المنطق السياسي لا يمكن أن تسود نسبة 10 في المائة على 90 في المائة في العالم.

 

المقاومة المدنية اللبنانية": "عقدة" الجنرال جعفري "ثورة الأرز" و"الثورات الملوّنة"

بيار عقل/الشفاف/خبر نشرته "الوكالة الوطنية" للإعلام في بيروت: افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في حاصبيا ان سكان قرى شبعا وكفرشوبا والهبارية تفاجأوا صباح اليوم، بشعارات حملت عبارة "المقاومة المدنية اللبنانية" مرفوعة على بعض جدران المنازل وعلى الطرق العامة. وافاد مندوبنا ان من كتب هذه الشعارات كانوا يتنقلون بسيارتين واحدة من نوع هيونداي واخرى من نوع كيا. ويلفت في الخبر أن ينطلق شعار "المقاومة المدنية اللبنانية" من نفس البلدات التي شهدت ولادة "المقاومة الفلسطينية" من لبنان بعد هزيمة المنظمات الفلسطينية في الأردن في العام ١٩٧٠. أي مما أطلقت عليه وسائل الإعلام الغربية لاحقاً تسمية "فتح لاند"! من "مقاومة فلسطينية" تسببت بسقوط الدولة وجرّت الحروب و"الإحتلالين" إلى لبنان، إلى "مقاومة إسلامية" و"حزب الهية" استكملت الخراب والتهجير والتبعية وسقوط الدولة، إلى مقاومة "مدنية"، أي "سلمية"، و"لبنانية"، وهو الشعار الذي تطرحه قوى ١٤ آذار منذ اغتيال الوزير محمد شطح. وإذا كانت "آليات" المقاومة المدنية اللبنانية ليست واضحة أو محددة بعد- وتلك مهمة ١٤ آذار، وجمهورها بالأخص- فإن "العدو" الذي ستواجهه هذه المقاومة اللبنانية "متخصّص" بـ"مواجهة المقاومات المدنية" التي يطلق عليها تسمية "الثورات الملونة"، أو "الحرب الناعمة"، بل ويعتبرها "الخطر الرئيسي" على نظامه! ‎‫وقد بنى "قدراته العسكرية" على أساس "قمع الحركات الشعبية السلمية" منذ العام ٢٠٠٥ على الأقل.

‎‫وهذا "العدو" هو نظام الملات الإيراني، و"حرسه الثوري" بقيادة الجنرال "محمد علي جعفري"، الذي يُعتَبَر "المتشدّد بين المتشدّدين".

سبتمبر 2007: محمد علي جعفري قائداً لـ"الحرس الثوري"

‎‫أصبح الجنرال محمد علي جعفري قائداً للحرس الثوري الإيراني في ١ سبتمبر ٢٠٠٧. ولكن أول ظهور "سياسي" له كان في أعقاب إنتفاضة طلاب جامعة طهران في تموز/يوليو ١٩٩٩، التي أدى قمعها إلى مظاهرات عنيفة في العاصمة الإيرانية. وقد ورد إسم "محمد علي جعفري" ضمن خطاب مفتوح وجهه ٢٩ من قادة الحرس الثوري إلى رئيس الجمهورية محمد خاتمي حذّروه فيه من "نتائج وخيمة يصعب تخيّلها" إذا لم يقم "بواجبه الإسلامي والوطني" في قمع المظاهرات والتحركات الشعبية!

جعفري: عدو الثورات "الملوّنة"!

‎‫في العام ٢٠٠٢، تم تعيين "جعفري قائداً لقوات الحرس الثوري البرية، وظل في هذه المنصب حتى العام ٢٠٠٥ (عام "ثورة الأرز") حينما عُيّن مديراً لـ"مركز الدراسات الإستراتيجية" في الحرس الثوري الإيراني.

‎‫ويعطي موقع إيراني معارض (طهران بيرو) اللمحة التالية عن تفكير الشخص الذي يشغل اليوم منصب القائد العام للحرس الثوري الإيراني:

من "الثورة المخملية" إلى "ثورة الأرز" و"الثورة الزرقاء" في الكويت

‎‫(في العام ٢٠٠٥) أمر جعفري "مركز الدراسات الإستراتيجية" بإجراء أبحاث حول ما يسمّى الثورات الملوّنة التي وقعت في الجمهوريات التي كانت تابعة للإتحاد السوفياتي: "الثورة المخملية" في تشيكسلوفاكيا في ١٩٨٩، و"ثورة الورود" في جيورجيا في ٢٠٠٣، و"الثورة البرتقالية" في أوكرانيا في ٢٠٠٤، و"ثورة التوليب" في قيرغيزستان في ٢٠٠٥. وكذلك الثورة التي سبقتها جميعاً في "صربيا" في العام ٢٠٠٠.

‎‫وفي حينه، كانت الجمهورية الإسلامية تتخوّف من لجوء الغرب غلى إشعال ثورات مشابهة في إيران. وذلك، خصوصاً، في ضوء عدد من الأحداث الإقليمية التي شهدها مطلع العام ٢٠٠٥: "ثورة الأرز" في لبنان التي امتدت من شهر شباط/فبراير حتى شهر نيسان/أبريل. وأيضاً "الثورة الزرقاء" في الكويت خلال شهر آذار/مارس، التي تخلّلتها مظاهرات واسعة دعماً لحق المرأة في التصويت.

‎‫ويضيف الموقع الإيراني: "اتهم جعفري الولايات المتحدة باتباع سياسة "التغيير الناعم للنظام" بعد أن أخقت في الإطاحة بالجمهورية الإسلاية بطرق تقليدية وعنيفة. وتبنّى أطروحته كل المتشددين الإيرانيين. وقال أن الخطر الأكبر على الجمهورية الإسلامية ناجم عن "العدو الداخلي" أن حركة الإصلاح.

‎‫وانطلاقاً من ذلك التحليل الذي أنجزه "مركز الدراسات الإستراتيحية" التابع للحرس، وعلى رأسه جعفري، قام الحرس الثوري الإيراني بإنشاء "لواء الزهراء" و"لواء عاشوراء" كوحدتين متخصّصتين بـ"قمع الشغب" ضمن قوات "الباسيج".

"قوات الإمام علي" تستعرض قدراتها القمعية في شارع طهران في 2013!

‎‫وبنفس منطق مواجهة "العدو الداخلي" (غير المسلّح)، كان أول قرار اتخذه محمد علي جعفري حينما تم تعيينه قائداً عاماً للحرس الثوري هو دمج قوات "الباسيج" بـ"الحرس الثوري، بحيث صار للحرس ٥ فروع: سلاح البر، سلاح الجو، القوات البحرية، و"قوة القدس"، وقوة "الباسيج".

هل تصلح "المقاومة المدنية اللبنانية" لمواجهة "المشروع الإنقلابي" لحزب الله؟

‎‫بالتأكيد. بل إنها المقاومة الأكثر فعالية، والأقل تدميراً، في الحالة اللبنانية. 

مقاومة مدنية لبنانية، ولكن كيف؟

‎‫فالخروج عن المقاومة المدنية، أي السلمية، سيعني العودة إلى "الحرب الأهلية" التي لا يريدها أحد من اللبنانيين. وقد يضع الشيعة اللبنانيين بمواجهة الطوائف الأخرى (وهذا ما يرفضه "الآذاريون" لأنهم "أم الصبي). ليس لأن الطائفة الشيعية "مقتنعة" بحزب الله، بل لأن هذا الحزب هو "أكبر رب عمل" بين الشيعة، وعلى مستوى لبنان كله! ولا أحد (حتى الحريري) يضاهيه في عدد "الرواتب" والمخصصات الاخرى التي يوزّعها. وأيضاً، لأن حزب الله، بتركيبته المخابراتية، قادر على "افتعال الأحداث الطائفية أو العنيفة" لجرّ البلد إلى أعمال العنف. (كما فعلت حركة "فتح" في السبعينات، حينما "افتعلت" حوادث "غير عفوية" للقتل على الهوية لكي تتسبّب بشق الجيش اللبناني). ‎‫"المقاومة المدنية اللبنانية"، حان وقتها. وقد يكون مجرّد رفع "الشعار" هو ما تسبّب بحالة "الهيجان" التي دفعت أصحاب "المكالمات المجهولة" إلى توجيه تهديدات بالقتل لعدد كبير من قيادات وصحفيي ١٤ آذار.

حذار، الجنرال محمد علي جعفري "متخصّص" بقمع الحركات المدنية السليمة! بل إن هذه "الحركات" (وخصوصاً "ثورة الأرز") هي "عِقدته"! وقد تكون "عِقده" تورّمت أكثر بعد نجاح التونسيين والمصريين في إسقاط رئيسهما بدون حمل السلاح. الجنرال جعفري يستعد منذ العام ٢٠٠٥. لكنه، الآن، مكبّل اليدين بـ"اتفاق جنيف النووي"، وبمشروعات الرئيس روحاني للتطبيع مع الغرب، وبانتشار "لواء حزب الله" في سوريا الأسد.

‎‫الخيار واضح أمام اللبنانيين: حسن نصرالله "مرشد الجمهورية اللبنانية" (ما سيتبقّى منها..)، أو الجمهورية اللبنانية، "العضو المؤسس في جامعة الدول العربية".. وبس!

 

تصعيد عون... في وجه سليمان أم الحلفاء؟

باسكال بطرس/جريدة الجمهورية

في ضوء ما نُسب إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، عن نيّةٍ لديه للمبادرة مع رئيس الحكومة المكلف تمّام سلام، لتأليف حكومة جديدة تخلف حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ولو لم تكن قادرة على نيل ثقة مجلس النواب في حال عدم التفاهم مع الكتل النيابية على صيغة حكومية، شنَّ رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، بعد الاجتماع الأسبوعي لتكتّله الأخير، هجوماً على سليمان محمّلاً إيّاه مسؤولية كبيرة في جرّ البلد إلى حرب أهلية. فما الذي دفع عون إلى شنّ هكذا هجوم على سليمان بعد فترة من التزامِه الصمت، ما أوحى للبعض وكأنّه ليس في صورة المسعى المستجدّ لحلفائه السياسيّين؟

«التغيير والإصلاح» يرفض التهديد بالأمر الواقع

تبشّر عودة عون للتصريح بعد الاجتماعات الأسبوعية للتكتّل بالتصعيد، بحسب ما أكّدت مصادر قوى "14 آذار"، التي قالت: "إنّنا اعتدنا مع عون على التصعيد والخطابات النارية، في حين أنّه عندما يكون الاتجاه للتهدئة، يتولّى غيره من النواب التصريح". ولفتت الى أنّ "هجومه واضح على الحياديّين، فهو يريد حكومة يسمّي فيها كامل حصّته، في الوقت الذي يُفترض به تسهيل عملية تأليف الحكومة دون وضع عراقيل جديدة أمامه"، مذكّرة بالمادة 64 من الدستور اللبناني التي تنصّ على أنّه "على الحكومة أن تتقدّم من مجلس النواب ببيانها الوزاري لنَيل الثقة في مهلة ثلاثين يوماً من تاريخ صدور مرسوم تشكيلها. ولا تمارس الحكومة صلاحياتها قبل نيلها الثقة ولا بعد استقالتها أو اعتبارها مستقيلة إلّا بالمعنى الضيّق لتصريف الأعمال".

قريبون من «التكتّل» ينتقدون

هذا المنطق انتقده قريبون من تكتّل "التغيير والإصلاح"، رافضين "اللغة السائدة في البلد والتي تكمن بالتهديد بتأليف حكومة أمر واقع". وسألوا: "كيف يؤلّفون حكومة يَعرِفون مُسبقاً أنّها لن تنال الثقة؟ هل يقصدون تحدّي الشعب اللبناني؟." وإذ اعتبروا أنّ "حكومة الأمرٍ الواقع مخالفةٌ دستورية"، جدّدوا التأكيد أنّ "ما يفعله الطرف الآخر هو بمثابة عملية "احتيال" بكلّ ما للكلمة من معنى، لاستبدال حكومة تصريف أعمال بأخرى لتصريف الأعمال أيضاً. فينقلبون على الدستور وعلى تمثيل الشعب اللبناني الصحيح وعلى كلّ المفاهيم الديموقراطية".

عمل تعسفي

وأضافوا: "إذا أصدر رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف مرسوم تأليف الحكومة، وهما يُدركان سلفاً أنّها لن تنال الثقة، وهو ما يُعرف بـ "حكومة الأمر الواقع"، يُعتبر عملهما، بحسب القانون، تعسّفياً في استعمال سلطتهما، لأنّ المادة 64 تجعل ثقة البرلمان شرطاً لقيام الحكومة، وبالتالي يجب أن يكون الهدف من مرسوم التأليف هو التوصّل إلى حكومة فعّالة، لا مجرّد إقصاء الحكومة المستقيلة عن مهمّة تصريف الأعمال واستبادلها بأخرى، ما يجعل عملهما مطعوناً في دستوريته"، كاشفين عن "روحيّة انقلاب وروحية ضرب النظام العام الذي بُنِيت عليه الديموقراطية وبنِي عليه لبنان، لافتين الى أنه من هذا المنطلق، وجّه العماد عون الانتقاد لرئيس الجمهورية ولكلّ من يتكلّمون هذه اللغة اليوم، وحذّر من لعبة العزل، تلك التي سبق وأشعلت حرباً في العام 1975 أحرقت البلد."

إلّا أنّ مصادر 14 آذار اعتبرت أنّ عون "قرّر التصريح والتصعيد في هذا التوقيت بالذات، تزامناً مع زيارة الخليلين الى القصر الجمهوري، موجّهاً لهما رسالة مفادُها أنّه لا يمكن لهما أن يفاوضا نيابةً عنه، وأنّ اتّفاقهما مع رئيسي الجمهورية والحكومة المكلّف لا يعنيه إطلاقاً". الأمر الذي نفاه المقرّبون من التكتّل، مؤكّدين أنّ "هذه الزيارة تأتي في السياق والمنطق نفسه الذي نتكلّم به اليوم، ويتكلّم به حلفاؤنا، وهو حكومة جامعة." وقالوا: "نتحدّى أن يكون هناك تأليف للحكومة، حتى لو كانت الحصّة 20 وزيراً لـ 14 آذار و4 وزراء فقط لـ 8 آذار، فالهدف الذي يحاولون التوصّل إليه هو عرقلة تأليف الحكومة مهما كان العدد ومهما كانت الحقائب". وعن اتّهامهم العماد عون بالاشتراط للحصول على عدد معيّن من الوزراء بالحكومة، أكّدوا أنّه "لم يتمّ التداول بهذا الموضوع حتى يلجأوا إلى هذه الحجّة، ولم يتمّ طرحه حتى"، مشيرين الى أنّ "حتى الكلام عن الصيغ الحكومية جاء في مرحلة لاحقة كان محورها الاختيار بين حكومة جامعة كما تطالب 8 آذار والتيّار الوطني الحر، وحكومة أمر واقع، وهذا هو التداول اليوم، وبعدها وُجّه الحديث عن الصيغ الحكومية 8+8+8 و6+9+9، ألخ."

ردّ على سليمان في غرفة التجارة

وذكّر المقرّبون من التكتّل بما أعلنه العماد عون عن عرقلة "بعض" الخارج للتشكيلة الحكومية، ولهذا البعض أجندات إقليمية يطالب وفقها، الفريق السياسي الذي يمون عليه عون، بأن يضع مسألة التأليف في الثلّاجة، لافتين الى أنّ "هذا الكلام هو بمثابة تعليق على كلام رئيس الجمهورية في غرفة التجارة".

لا يجوز الإنتظار

ورأت مصادر 14" آذار" أنّه "لا يجوز أن يبقى رئيسا الجمهورية والحكومة المكلّف ينتظران توافق كلّ الآراء مع تطلّعاتهما في عملية تأليف الحكومة، إلى نهاية الولاية دون جدوى"، داعيةًَ إيّاهما إلى "المباشرة باتّخاذ القرار المناسب وتحمّل المسؤولية مهما كانت صعبة، لأنّ ما سيحصل اليوم سيحصل في الغد. كفانا تهويلاً من الأفرقاء الخصوم". وشدّدت على أنه "آن الأوان كي تولد الحكومة، لأنّ ذلك حقّ دستوري للرئيسين، وهو حقّ طبيعي للشعب اللبناني، ولا يجوز بعد اليوم أن نهدر الوقت في حين يعاني لبنان من كلّ الأزمات وأخطر أوضاعه الأمنية. ويكفي التلاعب بأعصاب الناس بالشأن الأمني لأنّ البلد غير ممسوك أمنياً وغير ممسوك سياسياً، وينهار اقتصادياً، وبالتالي لا يزالون يتلهّون بالقشور وشكل الحكومة، فلتكن هنالك حكومة تحكم وكفانا إضاعةً للوقت."

الحكومات الجامعة أثبتت فشلها

وشدّدت مصادر 14 آذار أنّ الأولوية في المرحلة الراهنة لتأليف حكومة حيادية، لأنّ الحكومات الجامعة جُرّبت وأثبتت فشلها، فضلاً عن أنّ الانقسام القائم لن يسمح لأيّ حكومة بممارسة مسؤولياتها، وبالتالي من مصلحة البلد تأليف حكومة حيادية تتولّى شؤون الناس الحياتية وترحيل الملفّات الخلافية إلى هيئة الحوار الوطني. واعتبرت المصادر أنّ قوى 14 آذار حدّدت مواقفها بشكل واضح من المسألة الحكومية، خصوصاً لجهة رفض المشاركة في أيّ حكومة مع "حزب الله" ما لم ينسحب من سوريا، فضلاً عن إعلانها في أكثر من موقف وبيان "تحرير لبنان من السلاح والوصايتين السورية والإيرانية"، الأمر الذي يجعل المساكنة من الآن وصاعداً مستحيلة.

وأكّدت المصادر أنّها غير معنية بكلّ ما يطرح من صيغ حكومية، ومتمسّكة بالاتّفاق على عناوين سياسية وطنية تبدأ بانسحاب الحزب من سوريا ولا تنتهي بجدولة تسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانية ضمن فترة محدّدة.

 

سليمان قرّر الإسراع في تأليف حكومة بعدما هدّدت 8 آذار بتعطيل الانتخابات الرئاسية

اميل خوري/النهار

عندما عقد الرئيس ميشال سليمان العزم على تشكيل حكومة الضرورة في ضوء الواقع، كان قد سمع وقرأ ان قوى 8 آذار تربط مصير الانتخابات الرئاسية بمصير تشكيل الحكومة وشكلها، لا بل ذهبت أبعد من ذلك بالاعلان انها ستعطل إجراء هذه الانتخابات في موعدها إذا لم تضمن فوز أحد مرشحيها للرئاسة، إما العماد ميشال عون أو النائب سليمان فرنجيه... وأن قوى 14 آذار قد ترد عليها بالمثل فيدخل لبنان عندئذ الفراغ الشامل المنذر بالفوضى العارمة والانهيار الكامل. عندها رأى الرئيس سليمان ان من واجبه الوطني ومن حقه الدستوري ان يقدم على تشكيل حكومة لا يستفز تشكيلها اي طرف سياسي أو حزبي ويترك لمجلس النواب تحمّل مسؤولياته بموقفه منها، مخيّراً إياه بين منح الثقة لهذه الحكومة كي تدير شؤون البلاد والاهتمام بأولويات الناس خلال الأشهر القليلة الباقية من ولايته او حجبها عنها مفضلاً الفراغ على حكومة الممكن. والرئيس سليمان مستعد في كل وقت للعدول عن تشكيل مثل هذه الحكومة عندما يتأكد ان الانتخابات الرئاسية سوف تجرى في موعدها ومن دون شروط مسبقة تعطّل اجراءها. وللتأكد من ذلك ينبغي ان يصدر بيان عن 8 و14 آذار يلتزمون فيه حضور جلسات الانتخابات الرئاسية وعدم التغيب عنها الا بعذر شرعي والتعهد بذلك امام الله والوطن، سواء تشكلت الحكومة أم لم تتشكل. ذلك ان للانتخابات الرئاسية مساراً يختلف عن مسار تشكيل الحكومة، فالانتخابات الرئاسية ينبثق منها رئيس للجمهورية يحكم البلاد مدة ست سنوات، ومعه قد يبزغ فجر أمل جديد وينطلق عمل المؤسسات التي تخرج من جمودها وشللها، في حين أن الحكومة لن يتجاوز عمرها الخمسة أشهر ولن يكون في مقدورها، ايا يكن شكلها، ان تتخذ قرارات مهمة او تبت مواضيع مثيرة للخلاف. وبما انه ينبغي اعطاء الاولوية للانتخابات الرئاسية وليس لأي حكومة، وان تنتخب الاكثرية النيابية المطلوبة المرشح الذي تريد من بين المرشحين، وانها قد تفاجئ الجميع بانتخاب من لم يعلن عن ترشحه سواء مَن داخل مجلس النواب او من خارجه. وهو ما حصل مرة في انتخاب بطريرك للموارنة عندما تعذر عليهم انتخاب مطران من بينهم بعدد الاصوات المطلوبة فتم الاتفاق على انتخاب راهب كان يعرف براهب "المحدلة" اي انه كان يحدل سطح الدير وكان من تراب... ولا شيء يمنع حصول ذلك في الانتخابات الرئاسية عندما تكون النيات صافية والاخلاص صادقاً للوطن ومصلحته فوق كل مصلحة، لا أن يتكرر ما حصل من قبل. والسؤال الذي بات يحتاج الى جواب بالاتفاق بين الاقطاب على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم هو: ما العمل اذا تعذر كل مرة تشكيل حكومة من داخل مجلس النواب، سواء لخلافات سياسية او حزبية او حتى شخصية، كما هو حاصل حالياً ومنذ عام 2005؟ وهل يجوز ان تبقى البلاد بدون حكومة ويتعرّض عمل المؤسسات للشلل؟ مع العلم ان احزاب "القوات" والكتائب و"التيار الوطني الحر" وحركة "أمل" ممثّلة بوزراء من غير النواب في اكثر من حكومة. لذلك يرى سياسيون مستقلون انه ينبغي الاتفاق على اعتماد عرف لا يجيز الجمع بين النيابة والوزارة الى ان يصبح هذا العرف قانوناً ويبت مجلس النواب مشروع القانون في هذا الشأن النائم في الادراج منذ عهد الرئيس الياس الهراوي بحيث يصبح من حق رئيس الجمهورية بالاتفاق مع الرئيس المكلف تخيير الاحزاب والكتل النيابية بين الاتفاق على تشكيل حكومة من داخل المجلس، او تشكيلها من خارجه اذا تعذر عليهم التوصل الى اتفاق، وان ذلك قد يشكل حافزاً لتبادل التنازلات توصلاً الى تشكيل حكومة من النواب.

الواقع ان البحث في هذا الموضوع بات ضرورياً ريثما يحين الوقت المناسب لإعادة النظر في بعض مواد دستور الطائف ولتجنيب لبنان ازمات تشكيل الحكومات وانتخاب رئيس للجمهورية ومواجهة خطر الفراغ الشامل بسبب التجاذب الحاد بين الاحزاب والكتل النيابية المتخاصمة والخلاف على حصة كل منها في الحكومة بحسب وزنها وحجمها، والخلاف ايضا على الحقائب بين سيادية وخدماتية، فضلا عن خلاف أشد حول مضمون البيان الوزاري.

فهل يتوصل الاقطاب الى اتفاق على ذلك ليسود الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي في البلاد، ام يظل الخلاف في ما بينهم سيد الموقف ولا يعود لبنان سيداً حراً مستقلاً؟ أو أن يتوصلوا الى اتفاق على اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري ببيانات علنية تصدر متعهدة ذلك. ولا مانع عندئذ من الابقاء على الحكومة الحالية وصرف النظر عن تشكيل حكومة جديدة اذا ظل الخلاف قائما في شأنها وهدد الانتخابات الرئاسية بالتعطيل. واعتماد هذا الحل يكشف حقيقة النيات ومعرفة مَن يتخذ من تشكيل الحكومة وافتعال الخلاف حولها مبرراً لتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية وهو تعطيل لا خروج من الفراغ الذي يحدثه الا بعقد مؤتمر تأسيسي يضع ميثاقاً وطنياً جديداً يكون اكثر عدالة وانصافا من ميثاق الطائف.

 

تهدئة الساحة الداخلية أم حشر 14 آذار؟ الملف الحكومي على وقع حماوة جنيف 2

روزانا بومنصف/النهار

هل في مؤشرات "الحلحلة" الداخلية النسبية حول الشروط من اجل تأليف الحكومة حسابات لدى الافرقاء خصوصا لدى قوى 8 آذار ترتبط بالنتائج المحتملة لمؤتمر جنيف 2 المفترض انه سيعمد الى وضع الازمة السورية على سكة الحل؟ ام ان الاعتبارات المتصلة بتزايد التأزم الداخلي على وقع التفجيرات المتنقلة يشكل الخلفية الابرز لهذه المؤشرات استنادا الى تحذيرات من جانب "حزب الله" ومن تنبؤات ايرانية حول مدى خطورة الاسبوعين المقبلين الفاصلين عن مؤتمر جنيف 2؟ هذه التنبؤات الايرانية تبدو لافتة في حال كان هدفها تبرير الدفع في اتجاه تنازلات معينة من جانب "حزب الله" من اجل تأليف الحكومة العتيدة والسعي الى حماية ظهر الحزب عشية مؤتمر دولي يقال إنه يقوم على تفاوض سوري - سوري، اي بين النظام والمعارضة برعاية دولية في حين ان التحضيرات من الدول المعنية توحي بانه سيكون اكثر من ذلك ولن يقتصر على جلسة بروتوكولية تحضرها كل الدول المعنية حيث تلقي كل من الوفود المشاركة كلمة قبل ان يتواصل التفاوض جانبيا بين السوريين برعاية دولية. والدليل الابرز على ذلك رغبة لبنان في تحضير نفسه سياسيا وديبلوماسيا وامنيا لهذا المؤتمر والصراع وراء الكواليس حول وجوب من يمثل لبنان وباي موقف، اي هل هو موقف النأي بالنفس تحت سقف اعلان بعبدا او تغطية حرب "حزب الله" الى جانب النظام وتبرير تدخله؟

لا توحي المواقف التي يطلقها النظام السوري على لسان مسؤوليه لجهة ان رئيسه بشار الاسد سيترشح مجددا للرئاسة، وهو سيكون رئيس سوريا المنتخب وان نتائج مؤتمر جنيف 2 ستطرح على الاستفتاء للتصويت في سوريا، بان المعادلة تغيرت بالنسبة الى النظام او بالنسبة الى داعميه اقله ظاهرا، فيما كل المواقف الدولية تخفض التوقعات حول نتائج جنيف 2 ولا تعتبره نقطة التحول الاساسية التي ستنهي الحرب في سوريا. لذلك فان الاسئلة تثار من زاوية التجاوب من جانب "حزب الله" تحديدا في حال نجحت الجهود بتأليف الحكومة في ظل تنازلات متبادلة، ولم يكن هذا التجاوب من اجل تقطيع الوقت منعا لإقدام رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام على تأليف حكومة من حياديين كانت على وشك ان ترى النور، لولا ان فرصة جدية اعطيت لتأليف حكومة جامعة او من اجل رمي كرة تعطيل الحكومة ومنع تأليفها على قوى 14 آذار. ومن بين هذه الاسئلة ما يتصل بمحاولة معرفة ما اذا كان من وجوب لتهدئة الساحة اللبنانية واخراجها من حلبة التفاوض على الاقل راهنا الى حد ما، نظرا الى مصلحة اطراف اقليميين اساسيين في التركيز على سوريا وحدها وعدم فتح ملف لبنان والتداعيات السياسية والامنية عليه من البوابة السورية من زاوية تدخل "حزب الله" في الحرب الى جانب النظام. فهناك استحقاق يتمثل في جنيف 2 يتم الاستعداد له بمختلف الطرق ميدانيا وديبلوماسيا وسياسيا ولو ان لا آمال كبيرة معلقة عليه لانهاء الازمة السورية. وهذا الاستعداد يشمل ايضا لبنان على ما يبدو لاعتبارات مختلفة ولكن على نحو غير متوقع بالنسبة الى كثر حتى الآن اي الذهاب الى تأليف حكومة بعد مراوحة وتعطيل لتسعة اشهر بدلا من التوقعات بحال من فراغ ستطاول رئاسة الجمهورية بعد الفراغ الحكومي علما ان المسألة تبقى غير محسومة ما لم تتألف الحكومة فعلا ويتم التوافق على المرحلة المقبلة.

وتقول مصادر سياسية إن ثمة جديدا مهما طارئا سحب اوراقا اساسية من يد الرئيس السوري عشية انعقاد جنيف 2. فحتى الان رمى النظام معارضيه جميعهم ومن دون تمييز بتهمة الارهاب منذ بدء الازمة قبل ما سيقارب الثلاث سنوات في شهر آذار المقبل وفق ما كرره قبل يومين وزير اعلامه عمران الزعبي، فيما ان المواجهة التي خاضتها المعارضة ضد مواقع داعش ومن يدور في فلكها على نحو لم يقم به فعليا النظام ولو انه يقوم به اعلاميا، الامر الذي يجعل هذه المعارضة في موقع مختلف يكتسب قوة وزخما خصوصا متى جلست المعارضة في وجه النظام على طاولة واحدة للتفاوض، كما من شأنه ان يحرج النظام، نظرا الى تولي المعارضة طرد داعش وحماية الثورة من المتطرفين و"التكفيريين" بحيث يبدو النظام بأسوأ الاحوال على سوية واحدة مع المعارضة. كما ان هذا التطور يسحب من جهات دولية كروسيا مثلا مطلب تحويل مؤتمر جنيف 2 الى محور اساسي هو مكافحة الارهاب ما دامت مكافحته تتم من الجانبين، في حال صح منطق النظام بمواجهته وكما طلبت روسيا بالذات اي توحيد جهود النظام والمعارضة في هذا الاتجاه ولو على نحو غير مباشر. وهذه ورقة اساسية تحد من الابتزاز الذي يمارسه النظام السوري على هذا الصعيد وتسقط المنطق الذي يرفعه رفضا للحوار الجدي مع المعارضة، خصوصا انه ليس سهلا على هذه المعارضة ان تنصرف عن مواجهة النظام الذي يقصفها بالبراميل المتفجرة من اجل ان تهتم بمحاربة التنظيمات الاصولية والمتطرفة.

 

تطورات محلّية وخارجية حتّمت تراجع "حزب الله"

ربى كبّارة/ المستقبل/حتّمت جملة تطورات محليّة واقليمية ودولية على "حزب الله" ان يتراجع، بعد نحو ثمانية اشهر، عن تمسكه بتشكيلة حكومية تؤمن له الثلث المعطل وفق المعلومات المتوافرة عن آخر المفاوضات بين موفديه ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. ويُدرَج هذا التراجع، اذا صحّ، في اطار السعي الى تأمين غطاء وطني يساعده في مواجهة انطلاق المحاكمات الدولية لعناصره المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومع اقتراب موعد مؤتمر "جنيف 2" للبحث في سلطة انتقالية في سوريا. وكان "حزب الله" قد رفض بشدة قبل اشهر صيغة حكومة من 24 وزيرا موزعين بالتساوي بين قوى "8 آذار" و"14 آذار" والوسطيين من الرئيس سليمان الى الرئيس المكلف تمام سلام والنائب وليد جنبلاط، والتي اعتبرها امينه العام حسن نصر الله حكومة "خداع وطني"، متمسكا بصيغة 9-9-6 التي تؤمن له الثلث المعطل. وهي الصيغة التي رفضتها فورا وترفضها قوى "14 آذار" بعد تجربة حكومة الوفاق الوطني برئاسة سعد الحريري التي اطاحها الثلث المعطل برغم التعهد في اتفاق الدوحة بعدم الاستقالة. ويرى سياسي لبناني متابع ان من ابرز المؤثرات المحلية قناعة "حزب الله" بتصميم الرئيس سليمان على تشكيل "حكومة حيادية" مؤهلة لاستلام صلاحياته اذا حالت الظروف دون انتخاب رئيس جديد، ورفضه القاطع لانتقالها الى ايدي حكومة تصريف الاعمال الحالية التي يرأسها نجيب ميقاتي. ولطالما رأت "قوى 8 آذار" ان هذه الحكومة التي تصفها بـ"حكومة الامر الواقع" هي مجرد مسعى الى عزل "حزب الله" برغم انها تفترض غياب جميع الفرقاء السياسيين لا الحزب وحده. ويعرب المصدر عن خشيته من ان يكون "حزب الله" على عادته يسعى، في حال فشله في التوصل الى حكومة ترضيه، الى المماطلة والتسويف وكسب الوقت الى حين تحول المجلس النيابي الى هيئة ناخبة بما يحول عمليا دون إمكان تشكيل حكومة تمثل امامه.

ويعزو المصدر نفسه الليونة المستجدة الى رغبة "حزب الله" بأن يتزامن انطلاق جلسات محاكمات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي الخميس المقبل لاربعة من عناصره بتهمة التورط في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري فيما هو يجلس مع "تيار المستقبل" خصوصا حول طاولة وزارية واحدة، علّ ذلك يخفف من حدة الاحتقان السني- الشيعي الذي تصاعد بعنف وبقوة بعد كشف "حزب الله" علنا وبوضوح اصراره على مواصلة دعمه العسكري لنظام الاسد بما شرّع امام "الجهاديين" ابواب الانتقام المذهبي وهو ما تجلّى في اصرارهم على كشف هوية منفذي عمليات انتحارية انتقامية.

ومن اهم المؤثرات الاقليمية الدولية اقتراب موعد مؤتمر "جنيف 2" المقرر في 22 الجاري للبحث في سبل التوصل الى سلطة انتقالية في سوريا تخرجها من اتون الحرب العبثية التي جرّ نظام الاسد الثورة الى نيرانها. وكذلك استباق مساعي "قوى 14 آذار" لفصل لبنان عن مسار الازمة السورية عبر دفع المجتمع الدولي الى تبني مبدأ تحييد لبنان من خلال تفعيل القرارات الدولية ذات الصلة وخصوصا "اعلان بعبدا" المرتكز على حياد لبنان بما يعني ان التزام بنوده يفترض حكما سحب "حزب الله" مقاتليه من الاراضي السورية. في هذا الوقت يبقى السباق قائما بين الحكومة الحيادية والجامعة من غير الحزبيين ومن دون ثلث معطل في ظل اصرار" حزب الله" على مواصلة القتال الى جانب الاسد ومطالبة "14 آذار" بالتزام "اعلان بعبدا" لتشارك في حكومة "تشبهها" كما قال مؤخرا الامين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري في مقابلة تلفزيونية.

 

هكذا تغزّلت صحافة الممانعة بـ"وردة" الإرهاب

كارلا خطار/المستقبل/"الرجل، شهيد، وردة.." من يمكنه التخيّل بأن هذه الكلمات صفات تنطبق على أسامة بن لادن!؟ في الواقع أنها بعض الصفات التي صوّر بها رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" ابراهيم الأمين زعيم تنظيم "القاعدة" بعد رميه في بحر العرب ضمن مقالة تحت عنوان "وردة على بحر العرب" كتبها بتاريخ 3 أيار 2011، أي بعد يوم واحد على مقتل بن لادن.

" لا مكان للعقل" هكذا عبّر الكاتب حينها عن غضبه تجاه ما قامت به القوات الأميركية حين أطلقت النار على زعيم "القاعدة" في منطقة جلال أباد. فعلا لا مكان للعقل، فكيف يمكن لممانعة تكفير تكفيريي اليوم، فيما كانت تتغزل برموزه أمس. وفي ذلك العام أي 2011، وما سبقه، كان العرب قد عانوا ما عانوه من استخدام بن لادن لساحاتهم، خصوصا في العراق، فالبعض كان فريسة لقاعدته تفجيرا لنفسه والبعض الآخر كان الضحية. في الواقع كلاهما كانا من ضحايا بن لادن، والأخير في كل الأحوال هو قاتل وقد أنشأ منظّمة تستجلب الشباب و"تُهديهم" الى طريق الإجرام والإنتقام و"الجهاد".. أليس هذا ما يعاني منه لبنان اليوم؟

أسفٌ ما بعده أسف شعر به الكاتب، الذي يفترض به أن ينشر الثقافة والحضارة في كتاباته الى العرب قبل اللبنانيين، حيال قتل بن لادن.. كأن زعيم "القاعدة" لا يستحق الموت، كأنه حبيب يستحق الدلع، وكأنما الهدف هو تشجيع "القاعدة" على استكمال "رسالتها" في الحرية والنضال! يقول الكاتب "لم يلحق بأسامة بن لادن إلا من شعر بالقهر ينخر عظامه. ولم يبايعه إلا من شعر بأن الحياة مع الظلم لا طعم لها. ولم يقتنع به إلا من شعر بأن الحرية تحتاج إلى أشياء وأشياء، لكنها لا تحتمل المساومة.."، فالشعب السوري اليوم يُذبح بحجة مقاومة السلفيين، فكيف لمقاومي السلفيين أن يأسفوا على مقتل بن لادن وأن يدعموا "حزب الله" وأن يهاجموا الأخوان في الوقت عينه؟ ما هذه الخلطة العجيبة للمنطق!؟

قد يكون الكاتب تهرّب من المنطق، فقد كرّر غير مرة عبارة "الرجل" وردّد "لا مكان للعقل" في سطور متقاربة، وأظهر كُرها للغرب يوازيه إعجاب ببن لادن. لكن ذلك لا يبرر مناجاة البحر ورثاء زعيم تنظيم لمجرّد أن الولايات المتّحدة الأميركية هي التي قتلته، ولا يبرر أن يكون بن لادن الضحية وأميركا هي الذئب، فيما كان حريّاً بالعرب أن يمسكوا به ويقتلوه انتقاما للفساد الإجرامي الذي نشره في مجتمعاتهم. فهل كان بن لادن أصبح مجرما وظالما وإرهابيا لو أن العرب هم من قتلوه كما قتل الليبيون معمّر القذافي؟

إذا غيّب القارئ العنوان وتناسى بعض العبارات التي تشير الى الموضوع، فإن المقالة تصلح لأن تكون نصّا يتخطّى العقل والمنطق يعيد الى الذاكرة البكاء على الأطلال في عصر الجاهلية، وتتبادر الى الذهن تلك القصيدة "قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزلِ.." أو أغنية على "شطّ بحر الهوا"، مع فارق بسيط تصبح "على شطّ بحر العرب". وأي عرب؟ فالمقالة لم تدافع عن العرب المظلومين، لا بل كان الكره الى الغرب أقوى من مشاعر القومية التي تربط كل مواطن لبناني بمواطنين في الدول العربية. وهل العدالة تنصّ على ترك القاتل يتجوّل ليقتل العرب؟ قد لا تكون الولايات المتحدة هي المرجع الصالح لإصدار الأحكام، إنما لا مبالغة في القول بأن العرب، كل العرب، ارتاحوا من التهديدات المتكررة ومن التفجيرات المتنقلة والإنتحارية التي كان يزرعها بن لادن في المنطقة العربية.. فلو كان على قيد الحياة، ربما كان لحقنا "طرطوشة"!

.. ويبشّر الكاتب بأن "المرحوم" سيكون حاضرا دائما وأبدا، لا بل سيظهر مبتسما، كأنما سيطلّ من البحر ليحلّ مكان الشمس والقمر، فيشرق ويغيب دون أن يتخلّى عن ابتسامته وستفوح رائحته كالعطر، يقول "ستحمل الشواطئ، كلها، في بحر العرب وفي غيره، رائحة الرجل. سترتسم صورته فوق كل المياه، سيكون بمقدور الجميع أن يلقي التحية على الرجل، وسيكون بمقدوره هو الابتسام أيضاً". فإن كان بن لادن القاتل يستحق كل هذا الغزل، فهل يستحقّ أيضا مثله الإنتحاريان اللذان فجّرا السفارة الإيرانية؟

هل كان من المفترض أن يبكي القراء عند قراءة هذا الحب الفائض والتأييد الإنبطاحي لـ "رجل" تنظيم "القاعدة"، أم كان المفترض الملاحظة أن عدم الحاجة للعقل ينطلق من المثل الشهير "خالف تُعرف"؟

"(..) ولم يبق في المشهد غير صورته شهيداً، وغير صورة القاتل، تحفظ في ذاكرة كل حرّ في العالم".. بهذه الطريقة نعى الممانعون يوما أسامة بن لادن على وريقات صحيفة لبنانية، حتى شعر أحدهم بأنه يريد أن يرمي وردة في بحر العرب، فليتوقّع إذاً قاتل القَتَلة، أي كل من يقتل مؤسس "داعش" وجبهة "النصرة"، أن الممانعين لن يكونوا الى جانبه، لأنهم يكونون في صدد البحث عن بحر أو رائحة أو ابتسامة تعيد إليهم ذكرى داعشيّ أو زميل "أمين" له.

 

 

في اغتيال محمد شطح

مصطفى علوش/المستقبل

"وأعد أضلاعي فيهرب من يدي بردى وتتركني ضفاف النيل مبتعدة وأبحث عن حدود أصابعي فأرى العواصم كلها زبدا" (محمود درويش)

كان محمد في المقدمة ونحن نسير وراءه، نتابع خطوات ابتعاده لحظة بلحظة وهو محمول على أكتاف الأحباب والأصحاب ليدفن في أرض قدّستها دماء شهداء سقطوا من قبله. في تلك اللحظة بالذات كان بعضنا يذرف الدمع وآخرون واجمين. لكن كل واحدٍ منا كان يعد أضلاعه ويبحث عن الزاوية التي سوف تركن فيها بقاياه إن بقي منها شيء في لحظة أصبحت في وجداننا آتية لا محالة. قمّة المأساة أن يتجاهل الواحد منا كيفية الحفاظ على حياته أو مخادعة القاتل! وأن يصبح همّه فقط كيف وأين يدفن بعد مقتله؟ لم أحزن لقلّة المودعين، فلم أكن أتوقع غير ذلك، ولكن المحزن هو نظرات الشفقة المحايدة وتعابير الدعاء بالرحمة لروح الشهيد والحماية لأرواح الباقين. لقد أصبح الواحد منا يشعر أنه من جنس من الكائنات على شفير الانقراض، والأسوأ هو أننا أصبحنا نمشي في المقدمة فيما يتناقص عدد الناس وراءنا مع كل محطة على مدى تسع سنوات، وبعد كل وداع في استشهاد.

لم يكن محمد شطح من عشاق الموت، على العكس فقد كان يحب الحياة إلى درجة دفعته إلى الوقوع في دائرة الخطر للدفاع عن حق الناس بهذه الحياة الحرة الكريمة. استشهد محمد وهو يبحث عن الأمان لبشر يحبونه أو يتجاهلونه أو حتى يكرهونه. لم أسمع منه يوماً كلمة تعبّر إلا عن المحبة للكل، وعلى الرغم من قناعته بخبث نيات المشروع الانتحاري الذي يواجهه، لكنه كان يشفق على البشر المأخوذين بهذا المشروع. لم يكن يسعى أو يحلم بهزيمة لطائفة أو حزب، بل كان يثابر على إيجاد حلول وتسويات تنقذ الجميع من أن تستخدم أجسادهم وبيوتهم ومصالحهم وفلذات أكبادهم قرابين لإله حرب على شاكلة "مولوخ" أو "مارس".لذلك فقد كان يخرج محمد كل يوم من بيته وأظن أن زوجته كانت تقف تتأمله وكأنها ستراه كل يوم لآخر مرة! وأظن أنه كان يعدّ أضلاعه كل يوم ليتأكد إن كان لا يزال على قيد الحياة عند عودته إلى أمان منزله.