المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 32 شباط/2014

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/ إنجيل القدّيس مرقس 11/19حتى25/كُلُّ مَا تَسْأَلُونَهُ في الصَّلاة، آمِنُوا أَنَّكُم نِلْتُمُوهُ، فَيَكُونَ لَكُم.

*تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

*طاقم سياسي وديني لبناني لا يخاف الله ولا يحترم ذكاء اللبنانيين

*بالصوت/قراءة للياس بجاني في اجتماع الراعي-الحريري وفي تقارب الحريري مع عون وفي اشكالية البيان الوزاري/عناوين الأخبار/23 شباط/14

*نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 22 شباط/14

*نشرة أخبارنا الإنكليزية

*سياسياً ووطنياً البطريرك الراعي لا يمثل غالبية الموارنة/الياس بجاني/22 شباط/14/عربي وانكليزي

*للأسف تيار المستقل غير حر في قرارات قياداته، والانفتاح على عون وحزب الله خطيئة مميتة/الياس بجاني/22 شباط/14

*هامش القرار اللبناني الحر: من يلتزم به ومن يتجاهله ومن لا يمتلكه/بقلم/الياس بجاني

*خلوة الخمسين دقيقة بين الحريري والراعي: الاستحقاق الرئاسي ومذكرة بكركي ومرحلة ما بعد الحكومة توافق في المقاربة وتشديد على فصل أزمة لبنان عن سوريا

*3 شهداء بينهم ضابط و18 جريحا حصيلة التفجير الانتحاري على جسر العاصي

*الجيش: استشهاد وجرح عدد من العسكريين بينهم ضابط وعدد من المدنيين في تفجير انتحاري عند حاجز جسر العاصي ولن نتوقف عن مواجهة من يحاول المس بلبنان

*عكاظ: 200 قتيل من حزب الله في يبرود .. وانهيار تام للمعنويات  

*جلسة اخيرة للجنة البيان الاثنبن ومعلومات عن شبه تفاهم حول صيغة لنقطة المقاومة

*سـليمان يرأس وفـد لبنان الـى قمـة الكويـت ومساعدات خليجية لمواجهة أزمتي النزوح والإرهاب

*سلام يأمل انعكاس "الروح الائتلافية" على البيان الوزاري

*سليمان تسلم من باولي دعوة إلى مؤتمر باريس

*بري عاد الى بيروت بعد جولة في الكويت وايران والبانيا

*إحياء ذكـرى 14 آذار برغـم التـباينـات وتركيز على صمود معادلة الحريري- جعجع

*القوات: ليشكل إعلان بعبدا معطوفا على أبرز نقاط مذكرة بكركي الفقرة السياسية للبيان الوزاري

*فتفت: ما نتفق عليه والقوات ابعد من الوزارة واصرار حزب الله على الثلاثية يفجر الحكومـة

*قهوجي عرض مع السفير الايراني الاوضاع

*فرنجيه استقبل في بنشعي وزراء "التغيير والاصلاح" باسيل: نحن كحلفاء واجب علينا التفكير بالاستحقاق الرئاسي المقبل

*رفعت عيد: التعويل على أننا سنضرب طرابلس آمال لدى البعض لن تحصل

*المشنوق استقبل أبادي المشنوق استقبل أبادي: نمر بمرحلة حساسة جداً تتطلب منا التعاون والتكاتف

*الحوت للبنان الحر : عدم وجود برنامج مسبق للحكومة قد يفجرها من الداخل والقوات حافظت على صدقيتها في عدم المشاركة

*تعرض دورية لليونيفيل لاعتداء في عيتا الشعب الجنوبية

*سلام تلقى اتصال تهنئة من وزير الخارجية الأميركي

*رفعت عيد: أعطينا مهلة 48 ساعة لنبرد الشارع العلوي ولتتحمل الحكومة مسؤوليتها وليمارس المستقبل والمعلومات دوريهما في الحفاظ على الأمن

*وزير الزراعة النائب أكرم شهيب جال في جرد عاليه: الحكومة أعطت أملا للبنانيين ونأمل أن يبصر بيانها النور مساء الاثنين

*امتعاض داخل التيار الوطني الحرّ.. لماذا؟

*صقر تسلم عباس و3 موقوفين اخرين

*مقنع اطلق النار على فلسطيني وقتله في مخيم عين الحلوة

*مقتل سوري اثر شجار في عرسال

*الجيش يعمم صورة أحد المطلوبين الخطيرين

*عماطور شيعت محمود ابو شقرا الذي قضى بانفجار بئر حسن

*دهم منزل محمود خلف في صيدا ومصادرة متفجرات وقنابل

*تلغراف": مئات المقاتلين والخبراء من فرقة القدس الايرانية في سوريا

*مجلس الامن: لرفع الحصار عن المدن في سوريا وتسهيل دخول القوافل الانسانية

*دمشق مستعدة للتعاون مع بيروت في مجال مكافحة الارهاب

*البابا فرنسيس يعين كرادلة جدد بحضور بنديكتوس

*بوتفليقة يترشح للانتخابات الرئاسية الجزائرية

*الافراج عن زعيمة المعارضة الأوكرانية يوليا تيموشنكو

*تمام.. يا دولة الرئيس سلام/بقلم أحمد الغز/اللواء

*"السعودية تدعّم الوفــاق بدعوات لشخصيات لبنانية لزيارتها

*صيغة بري – جنبلاط للبيان الوزاري تخرجه الى النور الاثنين

*الوضع الامني مضبـوط على ايقاع التوافق السياسي

*توافق من فوق.. انفراج من تحت..؟!/صلاح سلام/اللواء

*الجوع الى السلطة وحكومة الأنقاض والتناقضات/طوني ابو روحانا – بيروت اوبزرفر

*عون: عملنا على تقريب وجهات النظر لتتألف الحكومة ويخف الاحتقان بقدر ما يتأمن الوفاق الوطني بقدر ما تضعف البيئة الحاضنة للارهابيين

*الرئيس الجميل: نريد رئيسا قويا وترشحي يعتمد على المرحلة والظرف

*النائب جمال الجراح: لا خلاف مع الكتائب والقوات ويجمعنا دم ودموع وشهداء على الجميع الاحتكام لمنطق الدولة والقضاء لان الاستنسابية في المعالجة امر مرفوض

*محنة قَصْر/الياس الزغبي

*الإرهاب التكفيري في لبنان/عبدالله اسكندر/الحياة

*المهمة السهلة والمنجزة للبننة تنظيم «القاعدة»/حازم الامين/الحياة

*المؤامرة.. النظرية التي لا تموت/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*الإرهاب اليائس في مصر/طارق الحميد/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/ إنجيل القدّيس مرقس 11/19حتى25/كُلُّ مَا تَسْأَلُونَهُ في الصَّلاة، آمِنُوا أَنَّكُم نِلْتُمُوهُ، فَيَكُونَ لَكُم.

 لَمَّا حَلَّ المَسَاء، خَرَجَ يَسُوعُ وتَلامِيذُه مِنَ المَدِينَة. وفي الصَّبَاح، بَيْنَمَا هُم عَابِرُون، رَأَوا التِّيْنَةَ يَابِسَةً مِنْ جُذُورِهَا.  فتَذَكَّرَ بُطْرُسُ وقَالَ لَهُ: «رَابِّي، أُنْظُرْ، إِنَّ التِّيْنَةَ الَّتي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!».فأَجَابَ يَسُوعُ وقَالَ لَهُم: «آمِنُوا بِٱلله! أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ قَالَ لِهذا الجَبَل: إِنْقَلِعْ وَٱهْبِطْ في البَحْر، وهُوَ لا يَشُكُّ في قَلْبِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ ما قَالَهُ سَيَكُون، يَكُونُ لهُ ذلِكَ. لِهذَا أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَسْأَلُونَهُ في الصَّلاة، آمِنُوا أَنَّكُم نِلْتُمُوهُ، فَيَكُونَ لَكُم. وإِذَا قُمْتُم لِلصَّلاة، وكَانَ لَكُم عَلى أَحَدٍ شَيء، فَٱغْفِرُوا لَهُ لِكَي يَغْفِرَ لَكُم أَيْضًا أَبُوكُمُ الَّذي في السَّمَاواتِ زَلاَّتِكُم».

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

علينا ألا نفقد الرجاء ابدا! فالله يحبنا دائما، حتى بأخطائنا وخطايانا.

طاقم سياسي وديني لبناني لا يخاف الله ولا يحترم ذكاء اللبنانيين
بالصوت/قراءة للياس بجاني في اجتماع الراعي-الحريري وفي تقارب الحريري مع عون وفي اشكالية البيان الوزاري/عناوين الأخبار/23 شباط/14
نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 22 شباط/14
 نشرة أخبارنا الإنكليزية
من عناوين النشرة/انتحاري الهرمل/إشكالية البيان الوزاري وبلع الألسنة ونقض العهود/عون الجوكر السياسي والأوهام/الرئيس الحريري وفقدان مركزية حرية القرار والأخطار/هلع وهوس قادة موارنة بكرسي بعبدا/متفرقات/تأملات إيمانية في تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم التي تحكي الأمل وفي أهمية الصلاة مستوحاة من إنجيل القدّيس مرقس 11/19حتى25/: "آمِنُوا بِٱلله! أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: مَنْ قَالَ لِهذا الجَبَل: إِنْقَلِعْ وَٱهْبِطْ في البَحْر، وهُوَ لا يَشُكُّ في قَلْبِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ ما قَالَهُ سَيَكُون، يَكُونُ لهُ ذلِكَ. لِهذَا أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا تَسْأَلُونَهُ في الصَّلاة، آمِنُوا أَنَّكُم نِلْتُمُوهُ، فَيَكُونَ لَكُم. وإِذَا قُمْتُم لِلصَّلاة، وكَانَ لَكُم عَلى أَحَدٍ شَيء، فَٱغْفِرُوا لَهُ لِكَي يَغْفِرَ لَكُم أَيْضًا أَبُوكُمُ الَّذي في السَّمَاواتِ زَلاَّتِكُم".

لقاء الراعي-الحريري في روما
سياسياً ووطنياً البطريرك الراعي لا يمثل غالبية الموارنة/الياس بجاني/22 شباط/14/عربي وانكليزي

مركزي قرار تيار المستقبل وحزب الله هما ليس في لبنان ولبنان ليس أولويتهما
للأسف تيار المستقل غير حر في قرارات قياداته، والانفتاح على عون وحزب الله خطيئة مميتة/الياس بجاني/22 شباط/14
 

هامش القرار اللبناني الحر: من يلتزم به ومن يتجاهله ومن لا يمتلكه!!

بقلم/الياس بجاني

يسأل العديد من اللبنانيين عن جدوى سبب تمسك القوات اللبنانية بموقفها الرافض مشاركة حزب الله في أي حكومة أو حوار دون التزام هذا الحزب (ومعه من هم تابعين له ولمرجعياته الإقليمية السورية والإيرانية) بخطوات سيادية وميثاقية محددة في مقدمها اعترافه الصريح والعلني والعملاني بسلطة الدولة اللبنانية الحصرية من خلال مؤسساتها كافة على كامل الأراضي اللبنانية، وعلى كل الشرائح التي يتكون منها النسيج اللبناني طبقاً لما تنص عليه بنود الدستور والمواثيق والأعراف.

هذا الهامش اللبناني السيادي الحر في اتخاذ القرارات الذي تتمسك به القوات اللبنانية هو ارث ماروني تاريخي ثمين حافظ تاريخياً على استمرارية الدولة اللبنانية وصان الكيان والهوية والمفاهيم الميثاقية ومبدأ التعايش والحريات رغم كل الحروب والضغوطات المحلية والدولية والإقليمية العالية الكلفة لبنانياً عموماً ومسيحياً بشكل خاص.

في هذا السياق لا بد من العودة إلى صفحات التاريخ المعاصر لنتذكر بفرح وفخر كيف تصرف قادتنا التاريخيين على خلفية هامش القرار اللبناني السيادي الحر هذا بتاريخ 13 آذار سنة 1976 يوم نصح الموفد الأميركي دين براون الرئيسين كميل شمعون وسليمان فرنجية والشيخ بيار الجميل بضرورة قبول القرار الدولي بموت دولة لبنان ووقف المقاومة وترحيل المسيحيين حيث كانت السفن بانتظارهم لتنقلهم إلى بلاد الله الواسعة وترك وطنهم المقدس للغزاة والمارقين. القادة التاريخيين هؤلاء رفضوا بعناد وكبرياء وارتضوا بفرح ومعهم شعبهم تقديم التضحيات واستمرت المقاومة وبقي لبنان على صورته وفشل مشروع قتله.

اليوم موقف القوات اللبنانية، وكما نفهمه، من عدم دخول حكومة الرئيس سلام يأتي في هذا السياق التاريخي والسيادي لهامش القرار الحر، وهي في موقفها الوطني والصعب والمكلف والمعاكس 100% للتوافقات الدولية والإقليمية والتي يقال قد فرضت تشكيل الحكومة، هي، أي القوات اللبنانية ملتزمة بمبدأ المحافظة على لبنان كياناً ودولة وهوية ورسالة وتعايش، وهذا مبدأ لا تؤثر به أو عليه التهديدات ومحاولات الاغتيال والعزل أو المغانم الآنية من حصص وزارية ومنافع شخصية وممارسات غرائزية تتحكم بعقول ونفسيات قادة موارنة تحديداً تخلوا عن دورهم الوطني وعن واجباتهم الأخلاقية وعن ثوابت صرحهم التاريخية. وفي مقدمة هؤلاء العماد ميشال عون وكل الذين انتقلوا معه على خلفية اسخريوتية وملجمية من القاطع السيادي اللبناني الحر إلى قاطع القطعان والأغنام.

تاريخياً ومنذ ما يزيد عن 1500 سنة كانت بكركي التي أعطي لها مجد لبنان، المرجعية المسيحية واللبنانية الأولى، هي المؤتمنة ضميرياً واجب الحفاظ على هامش القرار السيادي الحر الذي اليوم تتقيد به القوات اللبنانية ومعها كوكبة كبيرة من الأحزاب والشخصيات والناشطين من مختلف المذاهب داخل لبنان وفي بلاد الاغتراب، وقد قدم عدداً كبيراً من البطاركة الموارنة أنفسهم قرابين على مذبح وطن الأرز للمحافظة العملية على هذا الهامش خلال حقبات صعبة وقاسية من تاريخ لبنان.

الكارثة اليوم وكما نراها تكمن في تخلي البطريرك الماروني بشارة الراعي عن دور الصرح البطريركي التاريخي وعن ثوابت الصرح الوطنية ودخوله مع المطارنة المقربين منه مجال العمل السياسي والغرق في أوحال التحالفات والمناكفات والكيديات مما افقد الصرح دوره التاريخي، وافقد لبنان واللبنانيين فاعلية الوقوف في وجه الهجمات القاتلة التي تستهدفهم وتستهدف كيان دولتهم ورسالته.

من هنا على كل لبناني حر وسيادي لم يقتل بداخله حاسة النقد ويرفض الغنمية ومفاهيم القطعان، عليه أن لا يغرق في أفخاخ ميشال عون والبطريرك الراعي وبعض رجال الدين المسيحيين والقيادات والأحزاب المسيحية تحديداً الذين تخلوا عن الهامش اللبناني السيادي الحر وغرقوا طوعاً في مستنقعات النرسيسية والمصالح الخاصة التي تغرف من مفاهيم عبادة تراب الأرض، والأبواب الواسعة، والإنسان العتيق الغرائزي الرافض للحرية، طبقاً للمفاهيم الإنجيلية.

أما المشكلة الأخرى الخطيرة على المستوى الوطني والتي علينا أن نتعاط معها بهدوء وعقلانية وواقعية وعض على الجراح بهدف المحافظة على وحدة وأهداف ثورة الأرز الممثلة قيادياً بتجمع 14 آذار، هي أن الحلفاء من غير المسيحيين في هذا التجمع ليس متوفراً لديهم الهامش اللبناني السيادي الحر في اتخاذ القرارات الذي تتمسك به القوات اللبنانية وغيرها من المؤمنين به قولاً وعملاً وهم من كافة المذاهب .

في الخلاصة، إن الذين دخلوا من مسيحيي 14 آذار الحكومة قد تخلوا طوعاً وعلناً عن الهامش اللبناني السيادي الحر في اتخاذ القرارات مفضلين مصالحهم الشخصية والمغانم وكل حججهم هي غير مبررة.

كما علينا أن ندرك ودون أوهام إن هؤلاء الحلفاء من غير المسيحيين في 14 آذار الذين شاركوا في الحكومة هم مجبرين وغير مخيرين وبالتالي لم يتمكنوا من الالتزام لا بالسقوف التي كانوا هم أنفسهم رفعوها ولا بالوعود والعهود التي كانوا نادوا بها لأن الهامش اللبناني السيادي الحر في اتخاذ القرارات على المستوى الإستراتيجي ليس بيدهم.

المطلوب من السياديين والأحرار من كل الشرائح اللبنانية عدم قبول حجج المسيحيين ال 14 آذاريين الذين شاركوا في الحكومة ولا تصديقهم أو الوثوق بهم، كما المطلوب عدم معاداة غير المسيحيين ال 14 آذاريين الذين رضخوا للاتفاقات الإقليمية المتناقضة كلياً مع أطروحاتهم وشعاراتهم ومواقفهم، والأهم المطلوب عدم فرط عقد 14 آذار.

المطلوب أن نستمر في حفاظنا على الهامش اللبناني السيادي الحر في اتخاذ القرارات، وان نجهد في نفس الوقت لإسقاط هذا الالتزام وإدخاله على ثقافة وممارسات باقي مكونات 14 آذار من غير المسيحيين خصوصاً وأنها ترفع شعار لبنان أولاً.

يبقى أن الحفاظ على الأوطان يتطلب تقديم التضحيات باستمرار، ومن يتمسك من شرائح شعبنا بالهامش اللبناني السيادي الحر في اتخاذ القرارات متفهم 100% لهذه الحقيقة ومقتنع بصوابيتها وبالتضحيات التي تلازمها وهو يتصرف على هذا الأساس الوطني والإيماني عملاً بقول السيد المسيح: "ما من حب أعظم من هذا: أن يضحي الإنسان بنفسه في سبيل أحبائه." (يوحنا 15/13).

ونختم في سياق هذا المفهوم الإيماني والوطني الملتزم المبادئ بقول بولس الرسول (01 كورنتوس/10) "لا تقدرون أن تشربوا كأس الرب وكأس الشياطين، ولا أن تشتركوا في مائدة الرب ومائدة الشياطين".

الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

 

خلوة الخمسين دقيقة بين الحريري والراعي: الاستحقاق الرئاسي ومذكرة بكركي ومرحلة ما بعد الحكومة توافق في المقاربة وتشديد على فصل أزمة لبنان عن سوريا

المركزية- ثلاثة عناوين رئيسية طبعت خلوة الرئيس سعد الحريري مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في روما امس: الاستحقاق الرئاسي، مذكرة بكركي وتغليب الاعتدال والدفع نحو المصالحة الوطنية من اجل فصل لبنان عن أزمة سوريا. تقول مصادر الوفد الموسع الذي رافق الرئيس الحريري في زيارته الخاصة الى روما للقاء البطريرك الراعي لـ"المركزية" ان الخلوة التي امتدت على مدى خمسين دقيقة بين الرجلين، قاربت مختلف المواضيع المتصلة بالوضع الداخلي وبدأت بعرض مسهب قدمه الحريري للبطريرك عما في جعبته من معلومات عن الملف اللبناني وضرورة بذل كل جهد ممكن لفك ارتباطه بالوضع السوري وركز على العناوين الآتية:

- مذكرة بكركي الوطنية: حرص الرئيس الحريري على تجديد التهنئة بالإنجاز الذي اعتبره المنطلق الى جانب إعلان بعبدا باعتبارهما يتضمنان الركائز والثوابت الأساسية لنهضة لبنان وانطلاق الدولة القوية والعادلة وتحصينها من اي خطر، وتمنى ان تلتزم بمضمون المذكرة والاعلان جميع القوى السياسية مؤكداً التزام تيار المستقبل المطلق بهما لكونهما يتلاقيان مع أهدافه وتطلعاته الوطنية.

- الاستحقاق الرئاسي وهو العنوان العريض للخلوة وقد استحوذ على مدة لا بأس بها من اللقاء لكونه الاستحقاق الأبرز في المرحلة المقبلة، ويتوجب الاعداد له جيداً لتأمين مختلف ظروف نجاحه واجرائه في موعده الدستوري. وأكد الحريري ان من غير الجائز واللائق عدم اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها في زمن السلم، في حين احترمت المواعيد الدستورية حتى في الحرب الأهلية، وان الخلافات السياسية لا تشكل سبباً للعجز عن اجراء الانتخابات داعياً الى اتمام الاستحقاق مهما كانت الظروف ولتتحمل القوى السياسية مسؤولياتها.

وقال الحريري للراعي: كما تمكنا من تشكيل حكومة "صنعت في لبنان" يجب ان ننتخب رئيساً "صنع في لبنان" أيضاً يحقق حوله اجماعاً وطنياً، إلا ان الحريري والراعي وفق المصادر لم يتطرقا الى اي اسم او مواصفات للرئيس العتيد بل اقتصر البحث على المبدأ من دون الغوص في التفاصيل والمضمون.

أما العنوان الثالث بحسب المصادر فتركز على الوضع السياسي العام بعد تشكيل الحكومة والتشديد على ضرورة فصل لبنان عن ازمات المنطقة. وشرح الحريري للبطريرك اسباب دخوله الحكومة والتنازلات التي قدمها من أجل المصلحة الوطنية العليا المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بإبقاء لبنان بمنأى عن التداعيات السورية، آملاً ان تحذو القوى السياسية حذوه ولا سيما "حزب الله"، من خلال سحب مقاتليه من سوريا والعودة الى لبنان لنواجه يداً بيد المخطط الإرهابي الذي يستهدف الوطن، وإلا فإن السفينة ستغرق بمن فيها.

وشدد الحريري في هذا السياق، على وجوب استثمار المناخات الإيجابية التي أدت الى ولادة الحكومة لمصلحة إبعاد لبنان عن سوريا وفك ارتباطهما لأن استمرار اقحام أنفسنا في الوحول السورية سيجر المزيد من الويلات الى لبنان. وختم بالتأكيد على ضرورة استمرار التواصل بين تيار المستقبل وسيد الصرح واستكمال المشوار التاريخي الذي بدأه الرئيس رفيق الحريري، مع الكاردينال نصرالله صفير مشدداً على ان التيار باقٍ الى جانب بكركي.

الراعي: من جهته رحب البطريرك الراعي بالضيف مثنياً على خطوته لجهة الحضور الى روما خصيصاً فقط للاجتماع به ومثنياً على الدور الوطني الذي يضطلع به في هذه المرحلة والذي أمن تشكيل الحكومة بعد عشرة أشهر ونيّف من التجاذبات والخلافات السياسية. وشدد على اهمية سياسة تغليب الاعتدال من خلال فتح قنوات التواصل مع القوى السياسية المناهضة والتي بدأها مع التيار الوطني الحر على أمل أن تعمم على سائر القوى وتدفع نحو مصالحة وطنية يريدها جميع اللبنانيين. واعتبران عودة الحريري الى بيروت بالغة الأهمية في سبيل استكمال خطواته الانفتاحية ومد اليد للطرف الآخر لبناء لبنان الدولة، مثنياً على مواقفه، لا سيما لجهة فصل أزمة لبنان عن سوريا. وفي ختام الخلوة اتفق الجانبان على إبقاء باب التشاور مفتوحاً لما فيه خير لبنان واللبنانيين علماً ان مستشار الحريري داود الصايغ يشكل صلة الوصل بين قيادة "المستقبل" وبكركي.

يذكر ان البطريرك الراعي يختتم زيارته لروما مطلع الأسبوع المقبل عائداً الى بيروت.

 

3 شهداء بينهم ضابط و18 جريحا حصيلة التفجير الانتحاري على جسر العاصي

وطنية - بلغت حصيلة التفجير الارهابي، الذي استهدف حاجزا للجيش على جسر العاصي في الهرمل، عند السابعة من مساء اليوم، 3 شهداء و18 جريحا. والشهداء هم ضابط في الجيش وعسكري، ومدني يدعى محمد ديب أيوب.وعرف من الجرحى: - في مستشفى البتول خمسة جرحى هم: مهيبة إسكندر، صادرة إسكندر، عباس إسكندر، علي إسكندر، محمد العميري، شادي القمبر، نانا الطشم.

- في مستشفى العاصي سبعة جرحى هم: المجند (ح.ع. ج)، العريف الأول (إ.ش. ر)، المجند (ع.أ.ز)، والمواطن خضر أبو بكر وزوجته ريتا أبو بكر.

وكان عناصر الحاجز قد اشتبهوا بسيارة رباعية الدفع من نوع "شيروكي" فتقدم منها الضابط وهو برتبة ملازم أول، وعسكري، وعندما طلب الضابط من سائقها إضاءة النور الداخلي تمهيدا لتفتيشها، عمد إلى تفجيرها. ما أدى إلى استشهاد الضابط والعسكري وجرح عدد من عناصر الحاجز، إضافة إلى استشهاد المواطن أيوب، وجرح عدد آخر من المدنيين.

وعلى الفور حضرت سيارات الإسعاف والدفاع المدني وعمل عناصرها على نقل الجرحى إلى المستشفيات، وإخماد حريق اندلع في المكان.

وكلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، الشرطة العسكرية اجراء طوق حول مكان الانفجار وجمع الأدلة والمعلومات عن الانتحاري والسيارة المفخخة، ومباشرة التحقيقات، كما طلب من الطبيب الشرعي الدكتور فؤاد أيوب جمع الاشلاء ومباشرة فحوص الDNA. ولاحقا توجهت إلى المكان، الأجهزة المعنية بالتحقيق ورفع الأدلة، وتم تقدير زنة العبوة بعشرات الكيلو غرامات من المواد المتفجرة.

 

الجيش: استشهاد وجرح عدد من العسكريين بينهم ضابط وعدد من المدنيين في تفجير انتحاري عند حاجز جسر العاصي ولن نتوقف عن مواجهة من يحاول المس بلبنان

وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، البيان الآتي:"مرة جديدة يدفع الجيش اللبناني من دم ضباطه وجنوده ثمن مكافحته الارهاب وسعيه إلى فرض السلم الأهلي، اليوم سقط لنا شهداء وجرحى في عملية انتحارية استهدفت الجيش اللبناني في عقر داره بهدف تخويفه وتعميم الفوضى. ان الجيش حذر منذ أشهر مما يحضر له وللبنان وقد أعلن، منذ أن كثف حملاته للقبض على المخططين والمنفذين للأعمال الارهابية، جهوزيته لمواجهة الارهاب الذي يريد ضرب المؤسسة العسكرية بهدف شل قدرتها وإدخال لبنان في آتون الفوضى والفتنة. إن ما حصل اليوم من استهداف واضح للجيش يفترض أن يدفع بالجميع الى التمسك بالمؤسسة العسكرية والالتفاف حولها، والجيش سيبقى وفيا لدماء شهدائه الذين سقطوا اليوم وانضموا الى رفاقهم الشهداء الأبرار من أجل وحدة لبنان واستقلاله، ولن يتوقف عن مواجهة كل من يحاول المس به وبلبنان والعمل على تفكيك الشبكات الارهابية وملاحقة المتورطين فيها مهما كبرت التضحيات.بتاريخه الساعة 19,00 وعلى حاجز جسر العاصي في الهرمل، حصل انفجار ناجم عن سيارة مفخخة رباعية الدفع موضع ملاحقة من قبل الجيش، يقودها انتحاري فجر نفسه لدى توقيفه من قبل عناصر الحاجز، ما أدى الى استشهاد وجرح عدد من العسكريين بينهم ضابط الى جانب عدد من المدنيين صودف مرورهم في المكان".

 

عكاظ: 200 قتيل من حزب الله في يبرود .. وانهيار تام للمعنويات  

نقلت صحيفة عكاظ عن مصادر في الجيش السوري الحر في القلمون أن الثوار فتحوا جبهتين جديدتين أمام قوات النظام وحزب الله، هما النبك والرحيبة، للتخفيف على الجبهات الأخرى مشيرة الى ان هذه الخطوة أثارت مخاوف النظام من اتساع طول الجبهة، ما أدى إلى سحب معظم قواته من جبهات يبرود. وأكدت المصادر أن الثوار كبدوا الحزب الذي يتقدم القوات المهاجمة ما يقارب 200 مقاتل وإصابة 500 آخرين بينهم حالات خطيرة مشيرة في الوقت نفسه الى ان حزب الله حشد في الحملة على القلمون أضعاف ما حشده على القصير، إلا أنه يخشى من ازدياد عدد القتلى في صفوفه ما ينعكس على معنويات مقاتليه، مؤكدة أنهم التقطوا مكالمات عبر اللاسلكي لمقاتلي حزب الله وهم في وضع مزر للغاية وبمعنويات يائسة.

 

جلسة اخيرة للجنة البيان الاثنبن ومعلومات عن شبه تفاهم حول صيغة لنقطة المقاومة

اجتماعات لجنة اعداد البيان الوزاري تسير بسلاسة، كما يبدو، وعملية تدوير الزوايا التي اعتمدت في التأليف تتواصل لحسم النقاط الخلافية وتحديدا الثلاثية واعلان بعبدا وبالتالي الخروج بصيغة حذرت اوساط قيادية في 14 اذار لم تشارك في الحكومة من انها تشريعٌ لمقاومة حزب الله وتعديلٌ لغويُ للثلاثية علما ان مطلب المواطن اللبناني الوحيد الذي يوحي بالامن والاستقرار هو ان تكون للدولة حصرية الدفاع عن أراضيها، وسوى ذلك من مفردات منمقة او تعابير فضفاضة يعني بشكل او بآخر تعويماً لحزب الله وسلاحه غير الشرعي. 

 

سـليمان يرأس وفـد لبنان الـى قمـة الكويـت ومساعدات خليجية لمواجهة أزمتي النزوح والإرهاب

المركزية- يرأس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وفد لبنان الى القمة العربية التي تعقد في الكويت في 25 و26 آذار المقبل والتي بدأ الإعداد لها مع وصول الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الى الكويت في زيارة تستغرق يومين يلتقي في خلالها امير الدولة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وعدداً من كبار المسؤولين لبحث تحضيرات القمة واستكمال التحضيرات اللوجستية والفنية وبحث جدول الاعمال الذي سيركز على القضايا المهمة التي تناقش وفي مقدمها الأوضاع في فلسطين والمستجدات على الساحة السورية والتحديات التي تواجه عدداً من الدول بفعل أزمة النزوح السوري اضافة الى ملف تطوير الجامعة العربية والتشاور في مشروع اعلان الكويت المنتظر ان يصدر عن القمة. ومن زاوية تداعيات الأزمة السورية على دول الجوار سيناقش الملوك والرؤساء العرب ملف لبنان لجهة النزوح السوري الذي فاق كل التوقعات بعدما بلغ عدد السوريين ما يقارب نصف عدد سكان لبنان، بحيث يتوقع ان يطالب الرئيس سليمان بزيادة الدعم للبنان لمواجهة هذه الأزمة خصوصاً بعد تشكيل الحكومة وترجمة مقررات مؤتمر المانحين الذي عقد في الكويت وأقر مساعدات لدول جوار سوريا، ووجوب تقديم المساعدة لمواجهة الإرهاب عبر دعم مؤسساته الدستورية والأمنية والعسكرية بما يكفل إبقاء ساحته آمنة ومستقرة. وأكدت مصادر سياسية لـ"المركزية" ان رئيس الجمهورية سيعقد على هامش القمة لقاءات مع عدد من نظرائه العرب لشرح الوضع اللبناني ومدى تأثّره بالأزمة السورية والحاجات الملحة والضرورية لمجابهة التحديات الناجمة عن النزوح، ويؤكد سليمان شكره للكويت التي تستضيف مؤتمرات للدول المانحة الى جانب لقاءات مهمة يعقدها مع كبار المسؤولين السعوديين يعرب خلالها عن امتنانه للهبة السعودية للجيش اللبناني. ولم تستبعد المصادر ان يعمد بعض الدول العربية، ولا سيما الخليجية، الى تقديم مساعدات اضافية للبنان لتمكينه من مواجهة أزمة النزوح ودعم جيشه للقضاء على بؤر الإرهاب.

 

سلام يأمل انعكاس "الروح الائتلافية" على البيان الوزاري

أمل رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في أن تنعكس "الروح الائتلافية" التي انتجت الحكومة الحالية على مسألة البيان الوزراي. وأوضح في تصريح له السبت ان تأليف الحكومة "نقل الوضع من وضع شديد السوء الى وضع أقل سوءا واذا نجحنا في التوافق على البيان ونيل الثقة ستنتقل البلاد الى وضع أفضل". وكشف ان لجنة الوزارية لصياغة البيان الوزاري حققت "تقدماً في عملها يؤمل ان ينجز في الايام القليلة المقبلة". واعتبر ان الاستحقاق الاكبر امام الحكومة هو "الانتخابات الرئاسية والنجاح فيه سيفتح امام لبنان فرص تثبيت نظامه الديمقراطي". وشدد على ان اجراء "الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري سينعكس ايجابا على الانتخابات التشريعية".

واللجنة الوزارية تشكلت الثلاثاء في أول جلسة للحكومة، و اجتمعت الأربعاء في أولى جلساتها في السراي برئاسة سلام الذي أعلن أن البيان الوزاري سيكون "مختلطا ومقتضبا يركز على الاولويات الى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية". يُذكر انه وبعد عشرة أشهر من استقالة حكومة نجيب ميقاتي، نجحت المساعي والمشاوارت، على الرغم من العراقيل، بالإعلان حكومة تمام سلام الجديدة الجامعة، في 15 شباط وفق مبدأ المداورة، التي أطلق عليها سلام اسم "حكومة المصلحة الوطنية"، متعهداً بعملها على تأمين الاستحقاق الرئاسي بموعده، فضلاً عن اقرار قانون انتخابي جديد.

 

سليمان تسلم من باولي دعوة إلى مؤتمر باريس

سلّم سفير فرنسا باتريس باولي دعوة لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم، إلى مؤتمر باريس الذي يعقد في الخامس والسادس من الشهر المقبل لدعم لبنان سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وتقديم المساعدة في موضوع إيواء اللاجئين من سوريا، إنفاذاً لخلاصات مؤتمر المجموعة الدولية لدعم لبنان الذي عقد في نيويورك في 25 أيلول الفائت وتبناها مجلس الأمن رسميا في 26 تشرين الثاني الماضي.

وأطلع باولي سليمان على برنامج المؤتمر والدول المشاركة فيه والترتيبات في الخارجية الفرنسية لعقده.

 

بري عاد الى بيروت بعد جولة في الكويت وايران والبانيا

عاد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس من تيرانا، بعد جولة شملت الكويت وإيران وألبانيا. وأجرى بري خلال جولته محادثات مع كبار المسؤولين الكويتيين وفي مقدمهم أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، تناولت العلاقات الثنائية والتطورات الراهنة. وشارك في طهران في أعمال المؤتمر التاسع لإتحاد مجالس دول منظمة التعاون الإسلامي. كما اجرى محادثات مع كبار المسؤولين الألبانيين وفي مقدمهم رئيس البلاد تناولت تطورات العلاقات بين البلدين.

 

إحياء ذكـرى 14 آذار برغـم التـباينـات وتركيز على صمود معادلة الحريري- جعجع

المركزية- تقترب الذكرى التاسعة ليوم 14 آذار 2005، في وقت يبدو جسم الفريق السياسي الذي يحمل اسمه، وهِنا ومتعبا. فالتكتيك اليومي فرّق بين الحلفاء، حيث دخل بعضهم الحكومة "السلامية" الى جانب "حزب الله"، وآثر بعضهم الآخر "المعارضة". الا ان الطرفين يصرّان على تمسكهما برؤية استراتيجية واحدة تتخطى الحسابات الصغيرة، وبنظرة مماثلة للبنان الغد، ركائزها الدولة والمؤسسات وحصرية السلاح. ولتأكيد متانة الحلف الآذاري وصموده صفا واحدا، تتجه قوى 14 آذار لاحياء ذكرى ولادتها هذا العام بمهرجان يتم درس وقائعه حاليا. قيادي في 14 آذار كشف لـ"المركزية"، ان "رغم الاجواء المخيمة على أطياف 14 آذار والتباين في الملف الحكومي، فهذا لن يمنع احياء الذكرى. هي لن تكون جماهيرية بل في مكان يدرس الآن، والنوايا تذهب نحو مشاركة الجميع في هذه الذكرى ومنهم رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وهناك اصرار على حضوره، ففي مرحلة أولى لمع نجم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في الحركة الآذارية، ثم كانت مرحلة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، أما اليوم فموقف رئيس "القوات" الاخير من الحكومة جعل الزمن الحالي زمن سمير جعجع في 14 آذار" بامتياز. واشار الى ان الغاية من الحفل "ليست فقط اظهار وحدة 14 آذار، بقدر ما هي عرض الهم الوطني، وهدفه ليس تأمين مصلحة القوى المنضوية تحت سقف 14 آذار". وأضاف القيادي "سنستفيد من التباين الحكومي لنقول: اولا، صحيح هناك موقفان من الحكومة، لكن من لم يشاركوا سيؤكدون ان من شاركوا في الحكومة يمثلوننا. ثانيا، سيعبّر كل فريق عن سبب اتخاذه موقفه الحالي، فمن شارك لديه معطياته، فمن أولويات الرئيس الحريري العودة الى الحكم، وحركته المكوكية تسبق عودته الى لبنان لتهيئة الاجواء الامنية، كما تردّه الى الواجهة. ثالثا، التأكيد على ان لا تبدّل في خارطة التحالفات ولا استبدال لحلفاء واحلال حلفاء مستجدين مكانهم. فتقارب الحريري ورئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون لا بعد اقليميا له، كما يعتبر كل فرقاء 14 آذار ان استمالة عون وفك ارتباطه بحلف حزب الله وسوريا وايران، انجاز".

واشار القيادي الآذاري الى ان "اهمية الذكرى هذا العام هي التأكيد على معادلة س – س اي سمير جعجع-سعد الحريري، في وجه عمل فريق 8 آذار المستمر لفك هذين الكتفين وفرط عقد قوى 14 آذار الجامع، اذ ان خروج احد هذين الطرفين من التحالف ينهي 14 آذار". ولفت الى ان الاحتفال بالذكري سيضم "قادة ونواب 14 آذار، اضافة الى قادة الرأي ورؤساء الاحزاب والناشطين ضمن اطار 14 آذار، وسيجمع نحو 300 الى 400 شخص".

 

القوات: ليشكل إعلان بعبدا معطوفا على أبرز نقاط مذكرة بكركي الفقرة السياسية للبيان الوزاري

وطنية - عقد تكتل "القوات اللبنانية" إجتماعه الدوري في معراب، برئاسة رئيس الحزب سمير جعجع، وفي حضور النواب جورج عدوان، طوني أبو خاطر، ستريدا جعجع، انطوان زهرا، ايلي كيروز، شانت جنجنيان وفادي كرم، الوزير السابق طوني كرم وممثل القوات اللبنانية في الأمانة العامة لقوى 14 آذار إدي ابي اللمع. وتداول المجتمعون في الأوضاع العامة في البلاد، وأصدروا بيانا تلاه كيروز وجاء فيه:

أولا: يتقدم المجتمعون من أهالي الشهداء الذين سقطوا في التفجيرين المستنكرين في منطقة بئر حسن وفي الأحداث الأمنية المؤسفة التي هزت مدينة طرابلس في اليومين الماضيين بأحر التعازي، ويؤكدون أن ما ينبغي عمله للخروج من دوامة العنف يتمثل بخروج حزب الله من سوريا، وضبط الحدود اللبنانية شرقا وشمالا، ذهابا وإيابا، وذلك بنشر الجيش اللبناني على طول الحدود والاستعانة اذا لزم الأمر بالقوات الدولية تبعا لمندرجات القرار 1701، ومن ثم الإنتهاء من البؤر الأمنية، ولا سيما المعسكرات الفلسطينية المسلحة خارج المخيمات، وصولا إلى جمع كل سلاح غير شرعي ووضعه في عهدة الجيش اللبناني.

ثانيا: إن الخطوات المذكورة أعلاه تشكل عناصر الحل والخلاص من التخبط الأمني والمسلسل الدموي والشلل الاقتصادي، وليس الاكتفاء بتغيير بعض الوجوه على الصعيد الحكومي. ومن هذا المنطلق يؤكد المجتمعون على ضرورة أن يكون البيان الوزاري نقطة انطلاق ومؤشرا لخطة عمل الحكومة على هذا الصعيد، وذلك بأن يشكل إعلان بعبدا، معطوفا على أبرز النقاط التي تضمنتها مذكرة بكركي، حصريا، الفقرة السياسية للبيان الوزاري، وإلا تتحول الحكومة الجديدة مجرد نسخة مجملة عن الحكومات التي سبقتها، فيبقى الوضع الراهن على حاله، من دون أمن واستقرار، ومن دون اقتصاد ونمو، ومن دون ظروف معيشية واجتماعية طبيعية".

 

فتفت: ما نتفق عليه والقوات ابعد من الوزارة واصرار حزب الله على الثلاثية يفجر الحكومـة

المركزية- اوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت اننا "ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع سنحافظ على روح "14 آذار"، مشيراً الى اننا "نحترم موقف "القوات" المبدئي من عدم المشاركة في الحكومة".

وعمّا اذا كانت في زيارة مرتقبة لرئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة الى معراب، قال فتفت لـ"المركزية" "كل شيىء ممكن"، مؤكداً ان "هناك اموراً اساسية نتّفق و"القوات" عليها وهي اهم بكثير من مسألة الحكومة". واذ دعا الى "انتظار ما ستؤول اليه المناقشات داخل اللجنة الوزارية المكلّفة اعداد البيان الوزاري"، اشار رداً على سؤال الى ان "حزب الله" يعلم جيداً ان اصراره على ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" ستُفجّر الحكومة"، معتبراً ان الحزب يغرق في المغطس السوري"، ومتمنياً لو انه ذهب الى قتال الاسرائيليين في اسرائيل وليس الشعب السوري".

 

قهوجي عرض مع السفير الايراني الاوضاع

وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي، في مكتبه في اليرزة، سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان غضنفر ركن ابادي، وتناول البحث الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

 

فرنجيه استقبل في بنشعي وزراء "التغيير والاصلاح" باسيل: نحن كحلفاء واجب علينا التفكير بالاستحقاق الرئاسي المقبل

وطنية - استقبل رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجيه في بنشعي وزراء تكتل "التغيير والاصلاح" جبران باسيل، أرتور نظريان، الياس بو صعب وروني عريجي حيث عقد اجتماع حضره الى نجل فرنجيه طوني الوزير السابق يوسف سعاده، وتم خلاله بحث الاوضاع الراهنة، لاسيما ما يتعلق منها بالمرحلة المقبلة والاستحقاق الرئاسي. اثر الاجتماع، تحدث باسيل فقال: "قمنا بهذه الزيارة كوزراء تكتل التغيير والاصلاح للصديق والحليف الوزير سليمان فرنجيه لشكره على الثقة التي منحت لنا لنمثل التكتل في الحكومة الجديدة، ولشكره مجددا عن قناعة ومعرفة بأنه لولا مواقفه لما كانت هذه الحكومة قد أبصرت النور". وتابع: "الموضوع الحكومي والبيان الوزاري اصبحا من الماضي، وقد تباحثنا بالاستحقاقات المقبلة التي ابرز مواضيعها رئاسة الجمهورية والاتفاق المسيحي - المسيحي اولا والمسيحي - الوطني ثانيا الذي يتكون من خلال القناعات بأن لبنان لا يجوز أن يحكم بعد الآن الا برئيس قوي، قوي بانطلاقته وبجمع اللبنانيين حوله ومع بعضهم البعض، وهذا الطرح يفهمه الاقوياء وبامكانهم التفاهم حوله لانه يوصل الى لبنان قوي، وهذه قناعة ان شاء الله ستترسخ عند كل الفرقاء والاطراف في لبنان من اجل قوة لبنان وليس من أجل طرف او فريق معين، ونحن كحلفاء واجب علينا منذ الآن التفكير بالاستحقاق الرئاسي المقبل، ونحن حاليا على ابواب الاستقرار الامني والتوافق بين اللبنانيين، ونحمد الله لكوننا جميعا نتمتع بنضج وطني لمسناه بأعلى مستوياته عند الوزير فرنجية الذي استوعب كل الامور للحفاظ على لبنان ولاجتياز هذه المرحلة".

 

رفعت عيد: التعويل على أننا سنضرب طرابلس آمال لدى البعض لن تحصل

أكدّ  المسؤول السياسي في الحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد على ان "تعويل البعض على أننا سنضرب طرابلس هي آمال لدى البعض ولن تحدث ولكن لا يمكن القول ان مشكلة طرابلس حُلت". وأوضح عيد في مؤتمر صحافي "اننا أعطينا مهلة 48 ساعة لأننا أردنا تبريد الشارع العلوي وامتصاص غضب الناس"، معتبراً ان "هناك مسؤولية على تيار المستقبل وفرع المعلومات، وليحافظوا على أمن طرابلس"، مشيراً إلى ان "هناك تقاعساً كبيراً من الدولة في بعض الأماكن، وأنا وعدت شعب جبل محسن بالسير وراءه مهما كانت خياراته وهذا ما يحدث"، معلناً "اننا أدينا قسطنا للعلى بضبط الشارع". وطالب عيد بإحالة قضية قتل الشباب الثلاثة من جبل محسن الى المجلس العدلي، مشدداً على "اننا متأكدون من براءتنا كحزب من اتهامنا بتفجيري طرابلس والكل يعلم ما لدينا من دلائل تورط من حاول توريطنا"، سائلاً "الوزارات الأمنية بيد من اليوم؟ وليقم هؤلاء بخطوة جريئة ويغيروا من يريدون من الاجهزة الامنية"، وتمنى الحفاظ على "المدينة والدولة الا يتركوا هذا الشارع يفلت". واكد عيد ان "عائلة عبد الرحمن دياب ترفض الفتنة والحرب وهذا ما اكدته لي".

 

المشنوق استقبل أبادي المشنوق استقبل أبادي: نمر بمرحلة حساسة جداً تتطلب منا التعاون والتكاتف

عرض وزير الداخلية نهاد المشنوق مع سفير ايران غنضفر ركن أبادي في مكتبه في الوزارة الاوضاع العامة وأوضاع المنطقة، في حضور الملحق العسكري في السفارة وديبلوماسيين. وأشار أبادي بعد اللقاء إللى انه "تحدثنا عن التطورات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية اللبنانية وخصوصا بعد الاحداث الامنية والتفجيرات التي حصلت امام المستشارية الثقافية الايرانية وامام السفارة الايرانية في بيروت، واتفقنا على ان نبقى على التواصل والاستمرار في التعاون بين المجموعات الامنية اللبنانية والجمهورية الاسلامية الايرانية من اجل الوصول الى النتيجة النهائية في كل الملفات". وشدد على ان "موقف إيران منذ البداية هو الوقوف بجانب اللبنانيين جميعاً مع الجيش والشعب والمقاومة والمسؤولين في الحكومة، ودعم ما يجمع عليه اللبنانيون وتعزيز الحوار والوحدة الوطنية والوفاق والحفاظ على الاستقرار. لكن على الجميع ان يعلم اننا في مرحلة حساسة جدا لاننا نواجه ظاهرة ارهابية تكفيرية ولولا التكاتف ولم الشمل والتضامن لكان من الصعب جدا الوقوف في وجه هذه الظاهرة الارهابية، لاننا نعتبر ان هذه المجموعات مسيرة من جانب العدو الصهيوني". وتلقى المشنوق اتصالا من الوزير السابق للداخلية الياس المر، مهنئا بتوليه منصبه الجديد، وكان استعراض للتطورات على الساحة اللبنانية.

 

الحوت للبنان الحر : عدم وجود برنامج مسبق للحكومة قد يفجرها من الداخل والقوات حافظت على صدقيتها في عدم المشاركة

قال نائب الجماعة الاسلامية عماد الحوت للبنان الحر ضمن برنامج على مسؤوليتك انه يجب دعم القوى الامنية والمطلوب في هذه اللحظة المحافظة عل معنوياتها لكن دعمها يكون ضمن اطار القانون ولا يمكن السماح لها بارتكاب التجاوزات فهذه القوى ليست منزهة عن الخطأ فالتوقيفات مثلا لها اصولها داعيا قيادة الجيش والقوى الأمنية لمعالجة الثغرات والأخطاء التي تحصل. اضاف: هناك ارهاب وينبغي التعامل معه بطريقة مزدوجة ومن دون تعدي فالمعالجة الامنية مطلوبة ولكنها غير كافية مؤكدا ان هناك تمييزا في الملفات فهم يتكلمون  دائما عن عرسال وينسون ميشال سماحة الذي كان يحمل متفجرات ويريد تفجيرها في لبنان والادلة واضحة لافتا الى وجوب   معالجة الاسباب التي ادت الى هذا الاحتقان وهي مشاركة حزب الله في القتال في سوريا.  ودعا الحوت إلى إقفال الحدود بهدف عزل لبنان عن سوريا، من أجل عزل المجموعات الخطرة للتمكّن من حصر الإرهاب فطالما ان الحدود مفتوحة وهناك حزب لبناني يدعو اللبنانيين إلى القتال  في سوريا، فمن الطبيعي إنتظار ردود أفعال. وعن الحكومة الجديدة راى ان تسوية اقليمية ودولية اتت بهذه الحكومة لافتا الى ان التسويات غالبا ما تكون نهايتها اكثر ضررا من الايجابيات قال لكي احكم بشكل صحيح انتظر البيان الوزاري مشددا على انها حكومة محاصصة وعدم وجود برنامج مسبق لها قد يفجرها من الداخل. واكد ان القوات اللبنانية كانت صريحة وحافظت على صدقيتها مع جمهورها من خلال عدم مشاركتها في الحكومة في وقت كل القيادات السياسية ناورت مع جمهورها  وردا على سؤال حول ما اذا خسرت في عدم المشاركة قال الحوت المكسب الوزاري لم يكن يوما مكسبا او معيار قوة وعن الخطابات الطائفية راى الحوت ان التيار الوطني الحر كلما حشر في مكان يستخدم الخطاب الطائفي في وقت لم يستخدم الدكتور سمير جعجع خطابا طائقيا منذ خروجه من السجن وقال نحن اقرب في التفكير من مسيحي  14 اذار

 

تعرض دورية لليونيفيل لاعتداء في عيتا الشعب الجنوبية

راشق مدنيون اليوم الجمعة دورية تابعة لـ "اليونيفيل" بالحجار" وحاصروها في بلدة عيتا الشعب الجنوبية. واوضح الناطق الرسمي باسم "اليونيفيل" اندريا تننتي الامر، وأعلن أنه "قرابة العاشرة قبل ظهر اليوم، أوقف نحو 50 مدنيا دورية تابعة ل"اليونيفيل" وحاصروها في بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان، ثم بدأوا برشقها بالحجارة". وقال: "الحقوا اضرارا بالاليات دون وقوع اصابات في صفوف الجنود، إلا أن آليات الدورية أصيبت بأضرار". بدروه، أعرب القائد العام لـ"اليونيفيل" الجنرال باولو سيرا عن قلقه من الحادث، معتبرا أنه "يشكل اعاقة لحرية حركة اليونيفيل ويعرض للخطر سلامة حفظة السلام ويلحق ضررا بممتلكات اليونيفيل". وتجري اليونيفيل مع الجيش تحقيقا في ملابسات الحادث. يشار الى ان اليونيفيل تنتشر في الجنوب منذ العام 1978، وقد توسعت مهامها وحجمها بموجب قرار مجلس الامن 1701 الصادر العام 2006 الذي وضع حدا لنزاع دموي بين اسرائيل وحزب الله اسفر عن مقتل اكثر من 1200 شخص في لبنان واكثر من 160 في اسرائيل.

 

سلام تلقى اتصال تهنئة من وزير الخارجية الأميركي

وطنية - تلقى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الاميركي جون كيري، الذي هنأه بتشكيل الحكومة الجديدة. وكانت مناسبة لاستعراض العلاقات اللبنانية - الأميركية والوضع في المنطقة.

 

رفعت عيد: أعطينا مهلة 48 ساعة لنبرد الشارع العلوي ولتتحمل الحكومة مسؤوليتها وليمارس المستقبل والمعلومات دوريهما في الحفاظ على الأمن

وطنية - جدد الأمين العام للحزب "العربي الديمقراطي" رفعت عيد، خلال مؤتمر صحفي عقده في منزله في جبل محسن، الإعلان أن الحزب سيتبع أهالي الجبل وخصوصا أهالي الضحايا في ما يقررونه.

وفي مستهل المؤتمر، أعطى الكلمة لأحمد عاصي، و"هو مدير مكتب رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ أسد عاصي وشقيق الشهيد طالب عاصي، سيعبر عن هذه المجموعة وأعود وأتكلم بإسم الحزب".

وقال عاصي: "باسمي وباسم أهالي الضحايا الذين سقطوا أبرياء مظلومين في شوارع طرابلس، هذه المدينة التي نعتز بإنتمائنا إليها، وأنا أسأل أما أصبحت في زمن وفي وقت من الأوقات مدينة تأكل أبناءها؟ باسم هؤلاء الثكالى واليتامى وباسم الدموع التي ذرفناها على قبور الأحبة الذين شعرنا بالغربة عندما رحلوا وتركونا. لقد غلبنا منطق العقل على منطق العاطفة، وجئنا الى منزل الأستاذ الأخ رفعت عيد والإخوة في الحزب العربي الديمقراطي، وتمنينا عليهم تكريس ما تربينيا عليه، وما تعلمناه في مدرستنا الإسلامية الإمامية العلوية، هذه المدرسة التي تنطلق من القرآن الكريم ومن تعاليم رسول الله".

أضاف: "الله سبحانه وتعالى، عندما قال "من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا"، فلا يسر في القتل. تمعنا في هذه الآيات الكريمة، فوجدنا أن الله أعطانا كأولياء الدم - كما شاعت التسمية - أنه أعطانا السلطان بدم الأبرياء الذين سقطوا ووجدنا ان الإمام علي قال "السلطان الفاضل هو الذي يحرص على الفضائل"، وبحثنا عن هذه الفضائل فوجدنا أن من الفضائل حفظ السلم الأهلي في طرابلس، وتكريس منطق العيش المشترك، وعدم سفك دماء الأبرياء. وأستذكر هنا عندما سألني المحقق أحد المحققين في قضية إغتيال أخي الشهيد طالب عاصي: لماذا ادعيت على شخص واحد ولم تدع على باقي المجموعة؟ فكان جوابي أن اخي الشهيد رحمه الله قضى مظلوما ولا أريد أن أظلم بدمه أحدا، ومن هنا ادعيت على واحد من هذه المجموعة الذي تأكدت أنه هو الفاعل الحقيقي لهذه الجريمة".

وتابع: "إنطلاقا من هذه المدرسة ومن هذه القيم، جئنا الى منزل الأخ الأستاذ رفعت عيد وتمنينا، وأدا للفتنة وحقنا لدماء الأبرياء، وإفساحا في المجال لهذه الحكومة العتيدة التي تشكلت منذ فترة، وإيمانا منا بمنطق الدولة نحن كمسلمين علويين لا يحمينا إلا منطق الدولة مؤسسات الدولة، وإفساحا للمجال لهذه الحكومة العتيدة ووضع المسؤوليات في نظامها، هذه الحكومة نحن نعتز ونفتخر برئيسا العتيد تمام سلام الذي هو إبن إنسان كان من رجالات الإستقلال لدينا كامل الثقة به إفساحا للمجال، لتأخذ هذه الحكومة مجرى العدل طلبنا من الأخ ومن الإخوة في الحزب العربي الديمقراطي عدم الإنجرار الى فتنة أرادها منفذو هذه الجرائم ، من نفذ هذه الجرائم، واغتال الأبرياء في شوارع طرابلس أكيد هذا لا يريد الخير لا لطرابلس ولا ولأهلها، فلماذا ننجر معه الى حيث يريد".

ولفت "من هنا طلبنا من الأخ الأستاذ رفعت عيد والإخوة في الحزب العربي الديمقراطي لعدم الإنجرار وراء هذه الفتنة، وتفويت الفرصة على المصطادين بالماء العكر، أيضا هناك أجواء للمصالحة الوطنية في كل لبنان، بدأت وعلينا أن نستبشر الخير. بدأت بتشكيل هذه الحكومة، لندع المجال أمام الجيش أمام هذه الحكومة بوزاراتها الدفاع والداخلية والعدل لتقوم بواجبها ونتوجه بالحديث الى إخواننا أهل طرابلس الذين نعتب عليهم كثيرا، نعتب على عقلاء طرابلس الذين أصبحوا في وقت من الأوقات شهود زور على ما جرى معنا، نحن مع إستكمال التحقيقات في تفجير المسجدين، وفي السيارات المفخخة في الضاحية وفي الهرمل أيضا، بإستكمال التحقيقات وبشكل سريع حول هذه العصابات عصابات الموت والإجرام التي تعبث في طرابلس فسادا وتقتل الأبرياء من أهالي جبل محسن".

وقال: "فلتقم الدولة بواجبها، وليقم الجيش الوطني الذي لا نكن له إلا كل محبة وإحترام، ولدينا كامل الثقة به"، كاشفا "طلبنا من الأستاذ رفعت عيد أن لا ينجر الإخوة في الحزب العربي الديمقراطي الى مثل هذه الفتنة العمياء لأننا مؤمنون أن هذه الدولة ستقوم ولو على حساب دمائنا"، آملا من الله أن "تثمر دماء الشهداء الذين سقطوا سلاما ومصالحة وطنية في كامل لبنان...أكيد جرحنا بالغ، ومن قضى من الإخوة لن يعوض ولكن المصلحة الوطنية هي الأهم. لبنان أهم. نريد أن نعيش بسلام نمد يدنا لجميع الناس، ونقول نريد أن نعيش بسلام هذه رسالتنا أبلغنا للأخ رفعت عيد وأبلغناها للاخوة في الحزب العربي الديمقراطي، تمنيا عليهم تفويت الفرصة على من يصطاد في الماء العكر، تمنيا عليه أن دماء الشهداء التي روت مدينة طرابلس أن يجعل من هذه الدماء ماء زكيا يسقي ورود المصالحة الوطنية في كافة لبنان. ليس فقط في طرابلس".

وتمنى على عيد والإخوة في "الحزب العربي الديمقراطي" أن "يلبوا هذا النداء، لا نريد للأبرياء أن يسقطوا جزافا في شوارع طرابلس، نعتب على طرابلس، على مفتي طرابلس وقضاة طرابلس والمجتمع المدني في طرابلس، نعتب عليهم لا نرديكم أن تكونوا شهود زور، نريد أن تصارحوا الناس بالحقيقة، أن تضعوا الأمور في موازينها هذا ما نريده. ونقول لأهل طرابلس يدنا ممدودة للجميع نحن في هذه المدينة من أصل هذه المدينة، وتمنينا على الأستاذ رفعت عيد أن لا ينسى هذه الحقيقة وهو لا ينسى نحن من وسط هذه المدينة، وسنبقى في هذه المدينة، ونسأل الله الرحمة للشهداء الذين سقطوا".

عيد

من ناحيته أكد عيد أن "التعدي على أبناء الطائفة العلوية لم يعد يحتمله أبناء الجبل، وقال: "يجب أن توضع النقاط على الحروف، يعني بالمبدأ أنا أعطيت 48 ساعة لتحديد موقف الحزب، والذي هو حزب لبناني، ولا يريد إلا أن يكون تحت سقف الدولة، ولكن هناك تقاعص كبير من الدولة، والآن أريد أتكلم في هذا الموضوع، ولكن قبل كل شيء أنا قطعت وعدا لأبناء الجبل، وسأعمل ما يريدون والقرار لهم. ولم أجد بكل صرحة أفضل من شقيق شهيد يعبر عن رأي هذه الأناس الذين تعرضوا للرصاص في أرجلهم، ولدينا ثلاثة شبان اغتيلوا في وضح النهار أمام الدولة، ولم يتدخل احد مع ان الأسماء معروفة والجهات معروفة والأجهزة التي تديرهم معروفة".

أضاف: "نحن كما يقال "أدينا قسطنا للعلى" في موضوع ضبط الشارع. والجميع يعرف هذا الموضوع. إن كانوا أمنيين أو سياسيين"، آسفا أنه "لم نشهد أي إستنكار على مستوى من الشارع الطرابلسي"، سائلا "الى أين سنذهب؟ يقال الآن أن سماحة السيد، والشيخ سعد سيجلسون معا، فماذا نكون نحن أهل طرابلس؟ ماذا نفعل؟ هل نستمر في قتل بعضنا بعضا؟".

وتابع "أنتم تريدون الحقيقة، نحن نريد الحقيقة أكثر منكم. يوجد كثير من شباب وسياسيين في المدينة، وفي تيار المستقبل يقولون إنهم يريدون الذهاب الى المجلس العدلي يعني القضاء. نحن نضم صوتنا الى صوتكم، ولكن دعونا نضم ال63 شاب الذين أصيبوا بالرصاص، والشهداء الثلاثة الذين ماتوا بغدر كذلك الى المجلس العدلي من أجل أن يأخذ الجميع حقهم، ألا تريدون الناس جميعا أن تأخذ حقها؟ نحن متأكدون من براءتنا، والدولة كلها تعرف أننا كحزب عربي ديمقراطي بريئين من هذه التهمة دون إستثناء، وأنا أعلم ماذا أقول، والجميع يعرف ما دلينا من دلائل تورط الذي حاول توريطنا".

واردف "وأريد أن أسأل سؤالا آخر. البارحة أحد نواب تيار المستقبل الدكتور أحمد فتفت يقول "إن الذي يطلق الرصاص على الطائفة العلوية هم أناس محميون من الأجهزة الأمنية"، أسألك يا دكتور اليوم، وزارات الأجهزة الأمنية بيد من؟ هل هي بيد سماحة السيد أو الرئيس بري أو المردة أو ميشال عون؟ بيد من هي؟ هي بيدكم إصنعوا خطوة جريئة إذا كنتم مؤمنين بهذا الحديث، وليس لكم أية علاقة بالذي يحصل أزيحوهم يمكنكم أن تغيروهم بشطبة قلم، ما المشكل في ذلك مهما كانت مكانة المسؤول الأمني؟. وصلنا الى مكان لا يطاق لذا أتمنى حفاظا على المدينة، وعلى الدولة، لا تدعوا هذا الشارع يفلت، نصيحة".

ونبه "عندما أعطينا مهلة 48 ساعة، ألا يوجد عاقل أدرك أننا نحن نبرد الشارع العلوي وأننا إمتصصنا غضب هؤلاء الناس من أجل أن لا نصل الى مكان لا أحد يريده نتيجة عاصفة ممكن أن ينجروا إليها؟ لم يدرك ذلك أحد، بل اعتقدوا أننا سنضرب طرابلس وسنفجر ونقتل، أسألهم هل هذه هي وحدها ثقافتكم، ألا يوجد ثقافة ثانية؟ وأقول لهم لا تعولوا على ثقافتكم ولا تعلقوا الآمال على إستنتاجات خاطئة. فنحن لن نحقق مبتغاكم بضرب مدينة طرابلس، ولكن بنفس الوقت لا أقدر أن أقول أن مشكلة طرابلس إنحلت وبكل صراحة، أصبح هناك حكومة فلتتحمل مسؤوليتها، نحن ذاهبون الى مصالحات إقليمية ودولية، ألم ير أحد هذا الموضوع أنه سينعكس على لبنان، وعلى طرابلس وجميعنا ممكن ان نجلس سويا؟ خففوا على أنفسكم وعلينا. يوجد اليوم مسؤولية أمام تيار المستقبل، وفرع المعلومات كونهم هم البيئة الحاضنة لمعظم شرائح طرابلس فليمارسوا دورهم بالحفاظ على الأمن، نحن مع القضاء وبنفس الوقت نحن مع الجيش".

ولدى سؤاله عن ال48 ساعة، أجاب: "نحن نتمنى اليوم قبل الغد، أن يعم السلام في كل لبنان والوطن العربي، وبالنتيجة نحن نرى أن هذا الموضوع لن يوصل الى نتيجة إلا البكاء والقهر وصدقا نحن من الأناس الذين شبعوا من الدم والقتل والبكاء، أكيد نحن مع مصالحة وطنية- وطنية وأكيد سماحة السيد معها والشيخ سعد معها، والجميع يرى أننا ذاهبون الى مشكل، وبعدها تبدأ على الصعيد الكبير، ومن ثم تأتي الى هنا، وأكيد سيصبح كذلك وإذا لم تصبح ذلك هل القضية متوقفة على الحزب الديمقراطي، وعلى رفعت عيد وعلى هذه الشريحة لا؟ كفى دفع أثمان".

وختم: "أكيد هناك موضوع مهم جدا، وأريد قوله عن الشهيد عبد الرحمن دياب، هذا الشهيد أثار غضب الشارع، لأنه شهيد له وزنه، كل الشهداء شهداء، ولكن هناك أناسا لها رمزية. أمس ذهبت الى منزلهم الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ورأيت إمرأته وعائلته، وسألت عائلته ماذا تريدون ما هو الحل وهذا الشخص هو محب ومات مظلوما من جهتين، من جهة مجرد إتهام إبنه لم يذهب ليرى إبنه بالسجن مجرد إتهامه، وظلم مرة ثانية بستة وعشرين رصاصة في صدره، وعندما سألت عائلته ماذا تريدون لأفعل لكم؟ أيا يكن مكان العائلة ماذا يقول؟ قالت لي إمرأته لا أريد حربا، أنا لا أريد أي شخص أن يجرح من منطقة جبل محسن بسبب إستشهاد زوجي، هذه الناس ماذا تريد القول لها؟ هل لديها فكر تكفيري أو إرهابي؟ أكيد لا".

 

وزير الزراعة النائب أكرم شهيب جال في جرد عاليه: الحكومة أعطت أملا للبنانيين ونأمل أن يبصر بيانها النور مساء الاثنين

وطنية - جال وزير الزراعة النائب أكرم شهيب في منطقة جرد عاليه، رافقه وكيل داخلية "الحزب التقدمي الاشتراكي" في الجرد زياد شيا والمعتمدان جنبلاط غريزي وسلطان عبد الخالق وعدد من أعضاء الوكالة، فزار بلدات صوفر، أغميد، مجدلبعنا، شانيه وبتاتر. وخلال الجولة تحدث شهيب، فشدد على أهمية تشكيل هذه الحكومة، "فهي بالنسبة الى الناس باب من أبواب الفرج وفسحة أمل لعودة الحياة الطبيعية للبلد ولتعزيز المؤسسات وبالتالي استقرار البلد، لان البلد لا يستقر من دون مؤسسات وبالتحديد اليوم المؤسسات الامنية التي هي ساهرة على الاستقرار وعلى راحة المواطنين، وتسعى جاهدة وبكل الوسائل لكشف كل العمليات الارهابية التي تحصل".

أضاف: "الارهاب لا دين له ولا مكان ولا زمان، الارهاب ارهاب، لا يفرق بين مواطن وآخر، والدليل على ذلك ما حصل في الانفجار الاخير المزدوج المستنكر في منطقة عزيزة في بئر حسن، وخصوصا ان هذه المنطقة مختلطة، وهذا دليل ان هدف الارهاب هو لبنان واللبنانيين ولا يفرق بين مواطن وآخر، وضحايا هذا الانفجار الغالين جميعهم علينا إنما تبين انهم ينتمون الى مناطق مختلفة من لبنان، هذا دليل آخر على ان الارهاب يسعى الى الدم والفتنة في البلد". وتابع: "الحكومة أعطت أملا للبنانيين، كما ان التعاون الذي يحصل في البيان الوزاري والهدوء والرصانة في النقاشات، كلها أمور ستساعد لكي يبصر هذا البيان النور بأقرب وقت، وان شاءالله يوم الاثنين مساء يكون قد أبصر النور، خاصة بعد السعي الدؤوب من كل الأفرقاء للوصول الى حكومة قادرة بهذه الفترة الزمنية- التي نتمنى ان تكون قصيرة- ان تقوم بدور أكان على الصعيد الامني والاقتصادي او على صعيد حاجات الناس ومطالبهم، وفي نفس الوقت الوقت نأمل ان تستقر الامور كي تعم مرحلة تداول السلطة. ففي النهاية الناس تريد الاستقرار، والاستقرار لا يكون الا من خلال المؤسسات".

ورأى أن "العمليات الارهابية لن تتوقف ولو صدر البيان الوزاري، ولكن الشيء الجيد هو ان اللبنانيين أصبحوا على طاولة واحدة متحدين في وجه الارهاب، وداعمين لاجهزتنا الامنية والقضائية. فهذا سهل كثيرا عملية ولادة الحكومة وبالتأكيد سيسهل ولادة البيان الوزاري بأقرب وقت". أما في موضوع وزارة الزراعة فقال شهيب: "هذه الوزارة هي وزارة الناس والفقراء ووزارة المواطن العادي، أكان في البقاع او في عكار او في الجنوب او في جبل لبنان، وسنسعى بكل الوسائل لإتمام المشاريع التي بدأها الوزير حسين الحاج حسن والذي هو من الوزراء الناجحين بالتأكيد. ونأمل ان يأتي المطر ولو متأخرا هذا العام، مساعدة للفلاح والمزارع في هذا الظرف الصعب، وبنفس الوقت فان الوزارة التي أصيبت بالانفجارات للمرة الثانية، تأثرت، وان نقل بعض المكاتب لا يعني نقل الوزارة، فهي ستبقى في مكانها وسيكون فيها دوام كامل ودائم" للقيام بكل الاعمال".

 

امتعاض داخل التيار الوطني الحرّ.. لماذا؟

المركزية/في صدد التحضير للانتخابات داخل "التيار الوطني الحرّ" يكثر الحديث عن نقمة تتنامى داخله بسبب السياسة التي يتبعها العماد ميشال عون وحصر واجهة التيار بأشخاص معينين واستبعاد المسؤولين الحزبيين عن القرارات الداخلية.   وفي هذا الاطار، أكد قيادي في "التيار الوطني الحرّ" رفض ذكر اسمه لـ"المركزية" "انه لن يتم إنشاء حركة تصحيحية داخل التيار العوني"، لافتا الى "اننا امام مرحلة تاريخية قد نتمكن خلالها من تحقيق أهداف عدّة، خصوصا لجهة وحدة التيار ومؤسساته. هذه المؤسسات والادارات التي عملت في ظلّ الوجود السوري في لبنان لذلك علينا المحافظة عليها وعلى الانجازات التي حققتها". وشدّد على "اننا مع انتخابات ديمقراطية داخل التيار والقانون يحفظ حقّ الجميع، ونعتقد ان العماد عون مع هذه الرؤية، وفي حال حصول اي شيء مغاير لهذا الامر فالحركة التصحيحية يجب ان تكون هنا"، مشيرا الى "ان الاجراءات الانتخابية لم تبدأ بعد لأننا حتى الآن نناقش النظام الداخلي". وعن اغلاق مراكز عدّة للتيار في معظم المناطق اللبنانية، اوضح القيادي "ان هناك إعادة تنظيم لتوزيع هذه المراكز، اما الاخرى التي أغلقت وهي ليست كثيرة تعود الى اسباب مادية وعدم توفر مصدر التمويل على الرغم من وجود مراكز فعّالة في مناطق عدّة". وردا على سؤال عن ترشيح العماد عون الوزير جبران باسيل لرئاسة التيار، قال القيادي "ندعم ترشح الوزير باسيل الى رئاسة التيار ونقدّر الجهود والنشاطات التي يقوم بها"، لافتا الى "امتعاض داخل التيار، حول طريقة التعاطي مع قياديين ومسؤولين كأنهم لا يعرفون شيئا على الرغم من انضواء مختلف الكوادر المسيحية تحت جناح التيار".

 

 

أمن وقضاء

 

صقر تسلم عباس و3 موقوفين اخرين

وطنية - تسلم مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر اليوم القيادي في كتائب عبدالله عزام الموقوف نعيم عباس و3 موقوفين اخرين، بينهم امراة ضبطت في السيارة المفخخة على طريق اللبوة - عرسال.

ويعكف القاضي صقر على دراسة الملف تمهيدا للادعاء.

 

مقنع اطلق النار على فلسطيني وقتله في مخيم عين الحلوة

وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في صيدا عفيف محمودي ان مقنعا اطلق النار على عبد الله سرية، وهو فلسطيني الجنسية وصاحب محل خضار في منطقة الشارع الفوقاني في مخيم عين الحلوة، وتم نقله الى مستشفى النداء الانساني في داخل المخيم وما لبث ان فارق الحياة.

 

مقتل سوري اثر شجار في عرسال

وطنية - أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام جمال الساحلي، أن شجارا وقع في بلدة عرسال بين شبان من البلدة وآخرين سوريين، تطور إلى اطلاق نار أصيب على أثره السوري محمد علي مروش (مواليد 1985) بطلق ناري في عينه، وما لبث أن فارق الحياة. وتولى مخفر الدرك في عرسال التحقيق بالحادث، كما أجرى الطبيب الشرعي الدكتور عبد الكريم زعرور كشفا على جثة مروش تمهيدا لتسليمه الى ذويه

 

الجيش يعمم صورة أحد المطلوبين الخطيرين

وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، التعميم الاتي: "تعمم قيادة الجيش صورة لأحد المطلوبين الخطرين، وتدعو كل من يتعرف عليه الى الاتصال بغرفة عمليات القيادة عبر موزع وزارة الدفاع الوطني رقم 1701، او إبلاغ اقرب مركز عسكري، او استخدام التطبيق "Shield LAF". .

 

عماطور شيعت محمود ابو شقرا الذي قضى بانفجار بئر حسن

وطنية - أقيم في بلدة عماطور في الشوف، مأتم حاشد للشهيد محمود حسين ابو شقرا (59 عاما)، الذي قضى في إنفجار بئر حسن، بمشاركة الشيخ محمد ابو شقرا ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، نجل رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط تيمور جنبلاط، رافقه وفد من "الحزب التقدمي الاشتراكي" ضم النائب علاء الدين ترو وأعضاء من مجلس القيادة ووكيل الداخلية في الشوف رضوان نصر، بالاضافة الى ممثلين عن القيادات الامنية في الجيش وقوى الامن الداخلي والامن العام وعن وزارة التربية ونقابة ممثلي المسرح، وشخصيات وفاعليات واهالي من البلدة والجوار. والقيت كلمات لكل من عدنان حرفوش باسم اصدقاء الشهيد، مفيد عبد الصمد باسم البلدة، عدنان عبد الصمد باسم اهل الفقيد وزهير ابو شقرا باسم فرع "الحزب التقدمي الاشتراكي" في عماطور، ثم اقيمت الصلاة وووري الجثمان في الثرى في مدافن البلدة.

 

دهم منزل محمود خلف في صيدا ومصادرة متفجرات وقنابل

وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في صيدا عفيف محمودي ان قوة من مخابرات الجيش في صيدا دهمت منزل محمود خلف في محلة صيدا القديمة، وهو من المتشددين الاسلاميين حيث صادرت متفجرات وقنابل.

 

دوليات

 

تلغراف": مئات المقاتلين والخبراء من فرقة القدس الايرانية في سوريا

المركزية- نقلت صحيفة "تلغراف" البريطانية عن مقربين من النظام السوري تأكيداتهم أن "إيران تعزز بالفعل دعمها لسوريا حيث ترسل أسلحة ومعدات ومقاتلين وخبراء للتدريب ومستشارين عسكريين أيضا علاوة على إمداد النظام بمعلومات استخباراتية". ولفتت الصحيفة الى أن "الدعم المتزايد من الحليف الإيراني تزامن مع بدء الجولة الثانية من مفاوضات جنيف بين الحكومة والمعارضة وهو ما سمح للحكومة بخوضها من دون أي شعور بوجود ضغط عليها يدفعها لتقديم تنازلات". وتفيد مصادر إيرانية وسورية الصحيفة أن "عدة مئات من مقاتلي فرقة القدس وخبرائها قد تم نقلهم خلال الأشهر الأخيرة إلى الأراضي السورية، على أن تتمحور مهمتهم حول قيادة التحركات اللوجستية لدعم قوات النظام السوري بالإضافة إلى جمع المعلومات الاستخباراتية بالتزامن مع اقتراب الحرب الاهلية من دخول عامها الرابع

 

مجلس الامن: لرفع الحصار عن المدن في سوريا وتسهيل دخول القوافل الانسانية

وطنية - صوت مجلس الامن بالاجماع اليوم على قرار غير ملزم يطالب برفع الحصار عن المدن في سوريا ووقف الهجمات والغارات على المدنيين وتسهيل دخول القوافل الانسانية. وبعد ان هددت روسيا باستخدام الفيتو ضد مشروع القرار الذي قدمته استراليا ولوكسمبورغ والاردن بدعم من بريطانيا والولايات المتحدة، عادت ووافقت عليه.

 

دمشق مستعدة للتعاون مع بيروت في مجال مكافحة الارهاب

وطنية - أكدت دمشق استعدادها للتعاون مع بيروت في مجال مكافحة الارهاب الذي يستهدف البلدين، حسبما ذكر بيان صادر عن وزارة الداخلية السورية بعد تعرض مناطق لبنانية عدة لسلسلة تفجيرات دامية خلال الاشهر الاخيرة. واكدت الوزارة في بيان نشرته الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" ليلا "استعدادها للتعاون مع وزارة الداخلية اللبنانية في مجال مكافحة الإرهاب وملاحقة الارهابيين وضبط أدوات إجرامهم التي تستهدف استقرار سوريا ولبنان والمنطقة برمتها". واعربت عن "استعدادها لتقديم جميع الوسائل الممكنة لإحباط العمليات الإرهابية التي تستهدف الأمن والأمان للشعبين الشقيقين السوري واللبناني".ونددت الوزارة في البيان "بشدة بالعمليات الإرهابية التي تستهدف المواطنين الآمنين في لبنان وآخرها التفجيران الإرهابيان في بئر حسن في بيروت".

 

البابا فرنسيس يعين كرادلة جدد بحضور بنديكتوس

وطنية - حضر البابا فرنسيس اليوم الى كاتدرائية القديس بطرس بالفاتيكان لتعيين 19 اسقفا كرادلة في حضور سلفه بنديكتوس السادس عشر الذي يحضر للمرة الاولى حفلا عاما منذ استقالته. وحضر ثمانية عشر من اصل تسعة عشر من "امراء" الكنيسة لهذا المجمع، لان لوريس فرنسيسكو كابيفيلا البالغ 98 عاما السكرتير السابق للبابا يوحنا الثالث والعشرين والذي يعتبر رمزا لروحية مجمع الفاتيكان الثاني (1962/65)، اضطر للبقاء قرب برغامي شمال ايطاليا. ويفترض ان يسلمه وفد قلنسوة الكاردينال بعد بضعة ايام. ويفترض ان يقترب كل كاردينال جديد من البابا ويجثو امامه لتلقي القلنسوة الحمراء ذات الزوايا الاربع وخاتم الكاردينالية ومستند لقبه، وبذلك يتحمل كل كاردينال جديد رمزيا مسؤولية واحدة من مئات الكنائس التابعة لروما. وجاء عدد من الكرادلة الجدد من مدن "الضواحي" كما يحلو للبابا فرنسيس تسميتها، من واغادوغو وابيدجان مرورا بكايس في هايتي وكوتاباتو في الفيليبين ومانغوا وكاستري (سانتا لوتشيا) في الانتيل وصولا الى بروجيا في وسط ايطاليا. ويدخل 16 ناخبا جديدا الى المجمع المقدس (تقل اعمارهم عن 80 عاما في حال انعقاد مجمع الكرادلة لانتخاب حبر اعظم)، في حين ان ثلاثة اخرين هم كرادلة متقاعدون لا يتمتعون بحق التصويت، اثر هذا المجمع الاول للبابا فرنسيس الذي انتخب في 13 اذارالماضي.

 

بوتفليقة يترشح للانتخابات الرئاسية الجزائرية

وطنية - اعلن رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال ان الرئيس المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة سيترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 17 نيسان. واعلن سلال ترشح بوتفليقة في تصريح في وهران (450 كلم غرب الجزائر)، على هامش افتتاح "الندوة الافريقية للاقتصاد الاخضر".

 

الافراج عن زعيمة المعارضة الأوكرانية يوليا تيموشنكو

وطنية - تم اليوم الافراج عن زعيمة المعارضة الأوكرانية يوليا تيموشنكو، التي حكم عليها بالسجن سبع سنوات في 2011 بتهمة اساءة استخدام السلطة. ولوحت تيموشنكو بيدها لانصارها، عند خروجها بسيارة من المستشفى حيث كانت ترقد تحت الحراسة اثناء علاجها من اصابة بالغة في الظهر. 

 

 

مقالات وتعليقات ومقابلات

 

تمام.. يا دولة الرئيس سلام..

بقلم أحمد الغز/اللواء

تابعت حديث الرئيس تمام سلام مع الإعلامية بولا يعقوبيان الأربعاء الماضي على شاشة المستقبل.. وكان أول حديث تلفزيوني منذ تكليفه بتأليف الحكومة منذ عشرة أشهر.. والتي تغيّرت خلالها المنطقة كثيراً بدءاً من الإنتخابات الإيرانية.. وتنحّي أمير قطر.. وعزل الرئيس مرسي.. واستخدام الكيماوي في سوريا.. والتّهديد بالضربة العسكرية الأميركية الفرنسية.. وصولاً إلى القرار 2118 لمجلس الأمن بشأن سوريا.. وازدياد تدخل حزب الله في النزاع السوري.. مروراً بالإتفاق الإيراني الدولي.. وتراجع دور تركيا بعد التّغيير في مصر.. وظهور مكثّف للتيارات الإسلامية المتطرّفة في مصر عموماً وسيناء خصوصاً وسوريا والعراق ولبنان.. بالإضافة إلى التّحرك الأميركي المكثّف لحلّ القضية الفلسطينية على أساس حلّ الدولتين.. وهذا بعض ما حدث في المنطقة فقط بين تكليف الرئيس تمام سلام وتأليف حكومته قبل أيام..

أعتقد بأنّ هذه الأحداث التي ذكرناها كافية لنتذكّر معها حجم الإنقسام السياسي والإجتماعي والوطني حول كلّ تلك المغامرات والتّطوّرات وأين كان الخطاب السياسي خلال الأشهر العشرة الماضية وإلى أي مستوى من الإسفاف والتّجريح والتّكفير والتّخوين.. إذ تقدّم الشّتامون المشهد السياسي والإعلامي وخصوصاً المرئي منه.. إنّ ذلك الضّجيج كان للفت الأنظار حيث يوجد الضجيج والصراخ.. في حين أنّ الجريمة الحقيقية كانت ترتكب في مكان آخر بحقّ كلّ الشعب اللبناني دون إستثناء.. إقتصادياً وتربوياً وسياحياً ومالياً ومهنياً وإلى ما هنالك.. بالإضافة إلى التّصدّع الشّديد بمؤسسات الدولة الدستورية والقضائية والأمنية.. كان الصراخ على شاشات التلفزيون فيما الإنهيار الحقيقي في كلّ مكان..

نعم.. سمعت الرئيس تمام سلام من زاوية المعارضة الإفتراضية لا سيما بعد خطاب السيد نصر الله حين شرح كيف تتغير المعطيات مع تغيّر الزاوية التي ننظر منها.. نعم.. بعد مشاهدة ومتابعة عمليات تشكيل الحكومة خلال الأشهر الطوال وخصوصاً خلال الأيام الأخيرة.. فأنا معارض إفتراضي للحكومة ومؤيّد بشدّة لتشكيلها.. وهذا أمر طبيعي لأنّ الحكومة التي تشكّلت ضرورية جداً جداً.. ولقد أنقذت وحدة الدولة من الزّوال.. إنّها حكومة تجميع الأوصال مما يساعدنا بأن ننتقل عبرها بدولتنا ومؤسّساتنا إلى غرفة العناية الفائقة لتبقى الدولة الآن على قيد الحياة.. ولو في غرفة الإنعاش..

عندما نتابع من موقع المعارض الإفتراضي فإننا نكون متأهّبين لتظهير السّلبيات وربما نعتبر بأنّ كلّ الإجابات خطأ حتى قبل الإجابة على السؤال.. ولأنّني كنت أنظر من هذه الزاوية فلقد إرتحت لأدب الرئيس سلام في مقاربة الموضوعات الحادة والموجعة.. وأدبه بالحديث عن الآخر.. أياّ كان الآخر.. بالإضافة إلى إظهار جرأة رفيعة بالوفاء.. وهذا الأمر.. أي الوفاء.. شبه نادر هذه الأيام وربما حتى يعتبر عيباً أو مرضاً.. كنت أعتقد بأنّه سيغرق بالتاريخ وأيام زمان.. لكنّه فاجأني ولم يفعل.. وهذا إدراك رفيع لهول اللحظة التي تستدعي التّنبه والحرص الشّديد على الوطن والدولة وليست لحظة للغيبوبة والذكريات..

إعتقد الكثيرون بأنّ مناخ التهدئة الذي أطلقه الرئيس الحريري قبل أسابيع هو غيمة صيف لا أكثر ولا أقل.. وبأنّ الأحقاد والكراهية أكبر من حسن النوايا من هنا وهناك.. وتردّد على مسامعي مصطلح جمهورنا وما يريد.. وكأنّ جمهورهم يجب أن يشرّد ويقتل ويجوع فداء لعجزهم عن إجتراح الحلول.. أوليس لهذا هم سياسيون؟.. غريب أمر هؤلاء وجمهورهم كيف يكون مصدر قوتهم ومحل استغبائهم في آن!.. إلاّ أنّ الرئيس الحريري كان أعلم بجمهوره وبما يريد.. فجاء كلام الرئيس سلام برداً وسلاماً على قلوب عموم الناس.. وتنفّسوا الصعداء.. ولم يغيّروا القناة.. ولم يخافوا على مشاعر أطفالهم من وقاحة أهل السياسة.. لقد تذوّقنا الأدب بالسياسة والبساطة وعدم الإدّعاء.. وهذا ما افتقدناه بالإغتيال..

لقد تأكّدتُ بأنّ الرئيس سلام يعتبر أنّ إعادة الثقة بين اللبنانيين أهم من نيل الثقة من المجلس النيابي الكريم الممدّد له والمكون الأساسي للحكومة.. وأعتقد بأنّ الناس توافق الرئيس سلام بأنّ الحكومة تحتاج إلى ثقة الشّعب وليس ثقة البرلمان.. وبأنّ جلسات الثقة من كتابة البيان الوزاري مروراً بنقاشه ونيل الثقة.. كلّها عمليات فلكلورية الآن ولا أحد ينتظرها أو يعوّل عليها.. إلاّ من أجل بدء العمل الحكومي والإداري.. وكنت أتمنى لو دُعيَ البرلمان إلى جلسة واحدة يكتبون فيها البيان في غرفة الرئيس بري خلال دقائق وينتقلون إلى القاعة الكبرى ويمنحون الثقة لأنفسهم ويذهبون إلى أعمالهم لكي ينالوا ثقة الناس..

لم أوافق منذ اللحظة الأولى للتّكليف على تسمية الحكومة «بالمصلحة الوطنية» لأنّني أعتقد بأنّ ما من أحد يعرف الآن ما هي المصلحة الوطنية قبل أن تدخل الدولة إلى غرفة العناية الفائقة.. وأنّ تحديد المصلحة الوطنية لا تحدّده الجهات المتسببة بالأزمة الوطنية وظلم الطوائف للمناطق والأفراد.. إنّها حكومة الضرورة الوطنية.. وإنّ المصلحة الوطنية تكون بقيام معارضة حقيقية وليس إفتراضية..

نشكر دولة الرئيس تمام سلام على الأدب والوفاء والتّنبه والهدوء والإحترام.. مما يؤسّس لإعادة بناء الثقة بين الأفراد والمكوّنات والمؤسسات.. ونشكر الإعلامية بولا يعقوبيان لأنّها قدّمت النموذج القادم للحوارات التلفزيونية التي يجب أن تتميّز بالذّكاء والإطلاع واحترام الضيف والمشاهد في آن..

أستطيع أن أقول من موقعي كمعارض إفتراضي «تمام.. يا دولة الرئيس سلام»..

 

"السعودية تدعّم الوفــاق بدعوات لشخصيات لبنانية لزيارتها

صيغة بري – جنبلاط للبيان الوزاري تخرجه الى النور الاثنين

الوضع الامني مضبـــــوط على ايقاع التوافق السياسي

المركزية- اظهرت المعطيات المتوافرة عن التحضيرات لمرحلة اقلاع الحكومة وحركة "المصالحات" السياسية وما عكسه الاجتماع الثالث للجنة الوزارية لصياغة البيان الوزاري، وجود قرار سياسي على اعلى المستويات بازالة كل العوائق من طريق الانطلاقة الحكومية، وتشغيل كل المحركات لتوفير المظلة الدافعة لعمل الحكومة في مواجهة الارهاب المتربص بالساحة الداخلية، بما يقتضي على القوى السياسية كافة الافادة من هذه المناخات الى الحدود القصوى. فمجمل الاجواء التي رشحت عن جلسة امس، نحت في اتجاه عبور مسودة البيان الوزاري يوم الاثنين المقبل من معبر التحفظات السياسية على هذه العبارة او تلك لا سيما ما يتصل منها بالمقاومة وسياسة النأي بالنفس، الى مقر التوافق على صيغة ملائمة اجترحت بعد تعديلات على فقرات كانت اثارت التباساً لدى بعض الوزراء، بما عبد طريق تحول المسودة الى بيان لاقراره في مجلس الوزراء.

عودة بري: ومع عودة رئيس المجلس النيابي نبيه بري من جولته الخارجية ينتظر الدفع اكثر في اتجاه الانتهاء من اعداد البيان الوزاري خصوصا ان بري كان زود معاونه السياسي عضو اللجنة الوزير علي حسن خليل ببعض الافكار والطروحات التي من شأنها ان تحظى بقبول الجميع حول بعض العقد ومنها بالطبع ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة التي يتمسك بها حزب الله. وقال مصدر مواكب ان بري كان اليوم اطلع من الوزير خليل على خلاصة اجتماعات اللجنة وسينكب على دراسة المخارج اللازمة ويزود الخليل بها من اجل الدفع اكثر فأكثر للانتهاء من درس البيان وتقدم الحكومة من المجلس لنيل الثقة على اساس، خصوصا وان ليس لديها الوقت الكافي للعمل مع اقتراب موعد اجراء الانتخابات الرئاسية.

الصيغة الحكومية: وازاء تباين وجهات النظر في ما يتعلق بمضمون البيان الوزاري، ذكر مصدر وزاري لـ"المركزية" ان اتجاها كان سائدا لترحيل المواضيع السياسية الخلافية المتعلقة بالثلاثية ومضمون اعلان بعبدا الى هيئة الحوار الوطني، بحيث تستأنف بهدف تفعيل الاعلان ومذكرة بكركي والاستراتيجية الدفاعية وبحث موضوع المقاومة من ضمنها، الا ان هذا الاتجاه تراجع بعدما قررت لجنة صياغة البيان الخروج بصيغة توافقية تعكس الروح الوفاقية التي تم وفقها تشكيل الحكومة، بحيث تتراجع قوى 14 آذار عن رفض ذكر المقاومة وتتخلّى 8 عن ذكر ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وقال "ان في الجلسة الاخيرة للجنة تمت الاستعانة بالبيانات الوزارية منذ العام 1990 حتى يومنا هذا في شأن الفقرة المتعلقة بالمقاومة.

وكان الوزير حسن خليل اقترح صيغة تردد ان اتفاقا تمّ بشأنها بين بري وجنبلاط حول حق لبنان بالمقاومة بكل الوسائل المتاحة من ضمن مرجعية الدولة. وعرض وزير الاتصالات بطرس حرب جملة افكار في شأن البيان الوزاري تم الاخذ بجزء كبير منها.

الحريري- الراعي: على خط آخر، وفي انتظار ما قد يتمخض عنه اللقاء الذي جمع امس في روما البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مع وفد من تيار المستقبل على رأسه رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري والخلوة التي جمعتهما على مدى خمسين دقيقة، قالت اوساط مواكبة لـ"المركزية" انه كان جيدا جدا، وستكون له متابعة من قبل بكركي وبيت الوسط لانضاج الاستحقاق الرئاسي، واكدت ان الخلوة ركزت على ثلاثة عناوين اساسية: مذكرة بكركي وتكاملها مع اعلان بعبدا بوصفهما ركيزة لبناء الدولة، مرحلة ما بعد تشكيل الحكومة ووجوب الدفع في اتجاه فك ارتباط لبنان بازمة سوريا والاستحقاق الرئاسي الذي اكد الرجلان ضرورة انجازه في موعده الدستوري من دون ان يغوصا في الاسماء والتفاصيل.

وشدد الراعي على ضرورة تعميم سياسة الحوار والتواصل مع القوى السياسية كافة والتعاون من اجل درء الاخطار عن لبنان.

لقاء هولاند- سليمان: في المقلب الآخر، يغتنم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان فرصة ترؤسه وفد لبنان الى مؤتمر باريس لعقد لقاء مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يركز على العلاقات الثنائية بين البلدين لا سيما المساعدة العسكرية النوعية التي ستقدمها فرنسا للجيش اللبناني وفق لائحة اعدتها قيادته تنفيذا للهبة السعودية.

سليمان في القمة: ويشكر الرئيس سليمان المملكة العربية السعودية على الهبة السخية التي قدمتها لمساعدة الجيش، على هامش مشاركته في القمة العربية في الكويت في 25 و26 آذار المقبل.

وسيكون للرئيس سليمان لقاءات مع عدد من رؤساء الدول العربية لحثهم على مساعدة لبنان.

الى السعودية: في سياق آخر، علمت "المركزية" من مصادر واكبت مرحلة تشكيل الحكومة ان المملكة العربية السعودية عازمة على توجيه دعوات الى بعض الشخصيات السياسية اللبنانية لزيارتها بهدف تعزيز المناخ الوفاقي الذي ارساه تشكيل الحكومة والذي اسس له لقاء عون – الحريري، وفي هذا السياق، اشارت المعلومات الى ان السعودية قد توجه دعوة الى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لزيارتها في وقت غير بعيد، وقد يغتنم جعجع الزيارة للقاء الرئيس الحريري والبحث في مجمل الامور في ضوء التطورات السياسية الاخيرة وفي مقدمها تشكيل الحكومة في التباينات حول هذا الملف بين الجانبين.

وليس بعيدا، علمت "المركزية" ان وزير العدل اللواء اشرف ريفي سيتوجه الى السعودية في 3 آذار المقبل للمشاركة في مؤتمر تقني وستكون له لقاءات مع عدد من المسؤولين السعوديين على الهامش.

الوضع الامني: في المقلب الامني، عاد الهدوء الى طرابلس وتلاشت لغة التصعيد والوعيد مع انقضاء مهلة الساعات الثماني والاربعين، وعوض "الانفجار العلوي" الذي توعد به رئيس الحزب العربي الديموقراطي رفعت عيد امس، عقد مؤتمرا صحافيا اعلن خلاله "ان مهلة 48 ساعة كانت لتهدئة الشارع العلوي، وطلب من "تيار المستقبل" وفرع المعلومات اتخاذ اجراءات فعلية لضبط الوضع، الامر الذي لاقى ترحيبا ودعوة من قبل رئيس الحكومة تمام سلام الى معالجة الامور بروية، انسجاما مع الوضع الوفاقي بعد تشكيل الحكومة وتمهيدا لانسحابه على البيان الوزاري.

 

توافق من فوق.. انفراج من تحت..؟!

صلاح سلام/اللواء

الأسبوع المقبل يبدأ سباق الحكومة الجديدة مع الوقت! فترة السماح لوضع البيان الوزاري شارفت على نهايتها بعدما اقتربت المواقف من حسم التوافق على النقطة الأساسية المتعلقة بـ«المقاومة»، وإعلان بعبدا. طي صفحة المعادلة الثلاثية: الشعب والجيش والمقاومة، يُعزّز مسيرة الانسجام الحكومي، ويُسرّع الخطى نحو جلسة الثقة، التي وإن امتدت لبضعة أيام، ينفض خلالها النواب الغبار عن مقاعدهم، ويستعيدون نشوة الوقوف أمام كاميرات الجلسات المفتوحة، ليذكّروا الناس بالولاية الممدّدة للمجلس، الذي يعاني من حالة شلل مزمن في السنوات الأخيرة! لن يتسامح اللبنانيون مع أي تقصير من الحكومة تجاه الملفات الداهمة، سواء في المجال الأمني، أم على مستوى المعالجات المعيشية والاجتماعية والاقتصادية، لأن أجواء الوفاق والرغبة في الإنجاز، التي رافقت ولادة الحكومة السلامية، لم تتوفر لمعظم الحكومات التي تشكلت في مرحلة ما بعد الحرب، حتى في فترة الوصاية السورية، حيث كانت الخلافات والمناكفات تظهر فجأة ثم تختفي بكبسة زر مخابراتية، وفق السيناريو السوري الذي كان يُعدّ سلفاً، لإدارة الصراعات المحلية وفق الأهواء والمصالح السورية! والقول بأنها حكومة الثلاثة أشهر، ليس عذراً لتبرير عدم قيام الوزراء بالمسؤوليات الملقاة على عاتقهم، بعد فترة طويلة من تصريف الأعمال أيام الحكومة الميقاتية المستقيلة، لأن الكلام المتزايد عن حرص جميع الأفرقاء السياسيين على إنجاح التجربة الحكومية الجديدة، رفع منسوب التفاؤل عند اللبنانيين، وعزّز رهانات الجميع على معالجات سريعة ومجدية، لبعض الملفات الاقتصادية، خاصة على استعادة النشاط السياحي، وتحريك الدورة التجارية، المحاصرة بالركود والإفلاس. التوافق من فوق.. يجب أن ينعكس انفراجاً في الشارع السياسي، وفي الحركة الاقتصادية!أما التفجيرات الانتحارية، فلها حديث آخر!

 

الجوع الى السلطة وحكومة الأنقاض والتناقضات

طوني ابو روحانا – بيروت اوبزرفر

أسوأ ما في المرحلة الراهنة أنها عود على بدء لزمن اعتقدنا جميعاً أنه ولَى، وبدل وصي حصري تحوّل لبنان الى ساحة وصايات إقليمية ودوليـة جامعة، لم تتبدل المُعادلة، هي نفسها وإن باتت الوصاية مُباشرة لا وكيل لها ولا مُحتَكر، من جورج واشنطن مروراً ببونابارت وصولاً الى آية الله المُرشد الفارسي وأخيراً وليس آخراً نظام ابن عمه المُتهاوي في بلاد الشام، واستدراكاً لفداحة المشهد، وبعد مرور عشرة أشهر على تكليف السـيّد التاريخي تمّام بك سلام تشكيل الحكومة، كان لابد لفصائل ”الأوصياء“ ووضع اليد، أن يُطلِقوا سراح الضوء الأخضر والتركيبة العابرة للأزمـات والمُباركات اللازمة، لتُشَكّل حكومة التناقضات ويبدأ فصل جديد من فصول الصراعات.

هو ليس بالتحديد فصل صراعات جدية، بقدر ما هو فصل من فصول الغلبة لمَن يمتلك مقَوماتها، ومساحة حسم شرعية لمَن لا يمتلك أي شرعية، حكومة الأنقاض بتناقضاتها، هي دون أدنى شك، الحزام الناسف الأشد خطراً الذي يلف لبنان من أقصاه الى أقصاه، أياً كان شكلها وأحجام التمثيل داخلها، ومهما كانت الهموم والأوجاع والعناوين العريضة التي تتبناها، فحزب الله القابض على أنفاس السلطة، لا مطلب له سوى استمرار المبرر لسلاح ما يدّعيه مقاومة، العدو الإسرائيلي لازال يُشَكّل العنوان الرئيسي، ولن يجدوا أخطر من الإرهاب عنواناً آخراً للتغطية، وإن أُسقِطَت ثلاثية ”الشعب والجيش والمقاومة“ من البيان الوزاري، صفقة مُكتَمِلة الجوانب والمكونات والرابح الوحيد حزب الله، بكافة أولوياته العسكرية والقتـالية، وبجميع المبررات المُشَرعنة التي يحتاجها، والى جانب حزب الله، تُحقّق مجموعات الوراثة والوصولية انتصار الفُتات والمناصب وكراسي الذل، إنتصار الصغار، مرة أخرى يسقط لبنان في فخ ”أولاً“، ويسقط معه ما تبقى من أحرار وسياديين، في فخ الحرص على منطق الشراكة واسـتقرار البلاد، أي رهان ومع أي راعٍ رسمي ولأي صفقة ممكنة وفي أي بلد كان، لا يقوم سوى على مرتزقة وأصحاب ولاءات مشبوهة من الداخـل، أي صفقـة لا تنجح إلا بقدر نجاح عملاء توكلوا بها، وللأسف هذا واقع حـال لبنان اليوم، واقع مرتزقة وعملاء وولاءات لا تمت إليه بأي صلة، وفـي المُقابل، شياطين تتلاعب بصغار النفوس وصغار نفوس يتلاعبون بمصير البشر والحجر.

إصرار حزب الله على أحقية القتال في سوريا أخطر ما يُمكن أن يواجه لبنان فـي هكذا مرحلة، فالدم لا يستجر سوى الدم، وأرخص ما فـي أرض المعركة دماء الناس والمعركة لم تعد خلف الحدود، لابل تعدتها الـى حرب شاملة خطوط تماسها أرواح وأملاك الآمنين، وتحولت معها الشـوارع والأحياء الى قنابل موقوتة ومقابر جماعية، كما فـي ال2006 تماماً، استراتيجية المتاريس البشرية وبروباغندا الدفـاع عـن المدنيين، أي حكـومة يُمكـنها أن تُشَرعِن استراتيجية إجرام وتُبَرئ المُجـرم؟ وإن ارتضت لنـفسها أن تـكون البيئة الحاضنة الشرعية، فـأي شعب نحـن لنسكت عن دور يوازي في الإجرام مُرتَكِبَه؟ كفـى، سقطت كل الأقنعة ولا مصلحة وطنية عند سقوط الوطن.

هناك مَن أدمن إرث الدماء والأزمات، وما حقّق يوماً أي نجاح إلا على الأنقاض، منذ زمن النظام الأمني السوري- اللبناني المُشتَرَك، زمن وصاية البوريفاج وعنجر، يوم بلغت ”شرعة“ التبعية والإستزلام أوجها، لم تتغيّر النفوس وإن تبدلت بعض الوجوه، مُخطِئ مَن يظن أنها كانت مرحلة من الماضي وعبرت، ومُخطِئ مَن يظن أن ريح الحرية تغيّر في الأتباع والأزلام ما وُلِدوا عليه.

منذ اللحظة وقبل أن يصدر، الجوع الى السلطة سوف يكون عنوان البيان الوزاري مهما اختلفت التسميات، ومهما أتـى في بنوده مـن خطب التبرير والتخدير، ولن يكون سوى محرّك أساسي لشهادات زور، باتت مرتبطة بسياسة ويوميات المرحلة كما لم تكن يوماً ولن تتوقف عند بيان، إنها أخطر حكومة يشهدها لبنان منذ استقلاله الأول والغد لناظره قريب.. حكومة كل المصالح إلا مصلحته.

 

عون: عملنا على تقريب وجهات النظر لتتألف الحكومة ويخف الاحتقان بقدر ما يتأمن الوفاق الوطني بقدر ما تضعف البيئة الحاضنة للارهابيين

وطنية - رأى النائب العماد ميشال عون أن "للوضع الإقليمي تأثيره على لبنان، وكنا نتمنى أن يكون الواقع إيجابيا، إلا أنه، وللأسف، ليس إيجابيا اليوم، ولكن ما يخفف من سلبيته هو وحدة اللبنانيين، لذلك قمنا بمبادرة وعملنا على تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين مما أدى الى تأليف الحكومة، وهذا الأمر سيمتص الكثير من النقمة ومن الشحن الشعبي لتخفيف حدة الخلافات المحلية". وقال في حديث الى إذاعة "روسيا اليوم": "مصالح الدول العربية والأجنبية المشاركة في إشعال الوضع في المنطقة متعددة، منها إقامة السلام مع إسرائيل ووضع الدول العربية في موقف الضعف، ومنها إقتصادية تتعلق بالنفط والغاز في البحر في سوريا ولبنان، ومنها أيضا مصالح إستراتيجية، أي اكتساب مواقع سياسية استراتيجية. هذه هي باختصار العناوين العريضة لمصالح الدول في المنطقة".

سئل: ما هو موقفكم من أداء روسيا الإتحادية وخصوصا ما يتعلق بالأزمة السورية؟

أجاب: "هو أداء جيد وفقا للقوانين الدولية، فهي منذ البداية كانت تطالب بالحوار لحل المشكلة السورية، وأنا أرى أنه لا يمكن أن تحل المشكلة في سوريا إلا بالحوار لأن الحسم صعب جدا".

سئل: نحمل المسؤولية دوما للسعودية وإيران وأميركا واسرائيل، لماذا لبنان ليس مستقلا؟

أجاب: "لبنان ليس مستقلا لأن بعض العقل اللبناني محتل، لذلك يأتي التصرف غير مستقل، ولكن أنا أؤكد أنه في المبادرة التي قمت بها لم يكن فيها تدخل خارجي ولم يعارضني أحد".

سئل: كيف ترى وضع المسيحيين في الشرق وهل تخشى من تطور الفتنة السنية الشيعية في لبنان؟

أجاب: "أعتبر أننا وضعنا لهذا الموضوع حدا بتأليف الحكومة وقريبا بانتخاب رئيس للجمهورية".

سئل: لكننا نرى أن فريقي 8 و 14 آذار الموجودين في الحكومة قد بدأوا بالتلميح إلى أن هذه الحكومة ستستمر وقد تبين ذلك أيضا من خلال التصريحات الأخيرة لوزير الداخلية، إلى متى ستستمر هذه الحكومة؟

أجاب: "من الممكن ألا يكونوا قد اعتادوا على اللهجة المعتدلة على الرغم من خطاب الرئيس سعد الحريري الذي كان عنوانه العدالة والإعتدال، ولكنهم سيعتادون على هذا الأمر تدريجا".

سئل: هل تدعمون حزب الله في انخراطه في الحرب في سوريا؟

أجاب: "هناك آراء مختلفة في هذا الموضوع، ولكن لا أعتقد أن أحدا يزج نفسه في هكذا موضوع إذا لم يشعر بالخطر يداهمه. أنا أعتقد أن الجو الإرهابي الذي ساد سوريا والإغتيالات والتخريب فيها كان من الممكن أن يتدفق إلى لبنان، بحيث إن القاعدة في عرسال لا تزال ناشطة حتى الآن، وهي تمر في مناطق نفوذ أو حضور كثيف لحزب الله. كان هناك خطر الإشتباكات بين القصير وهذه المنطقة وما زال، فكل السيارات المفخخة تأتي على هذه الطريق من القصير إلى يبرود حيث تجرى فيها الآن معركة مدمرة".

سئل: كقائد جيش سابق، ما هو برأيك الحل الأمثل لضبط الحدود اللبنانية – السورية؟

أجاب: "الحل الأمثل هو أن يكون هناك حدود ومراقبة ووسائل المراقبة متعددة، إذ هناك تقنيات حديثة تستعمل آلات للمراقبة. كذلك يجب أن يكون هناك مركز يتلقى الإشعارات المحذرة من المرور ولا سيما أن بعض الطرق غير المعبدة والوعرة في سلسلة الجبال الشرقية تستخدم لإيصال السيارات المفخخة إلى لبنان، لذا يجب العمل على إغلاق هذه الطرقات بسواتر عالية فلا يعود بإمكان السيارات المرور، وما يساعد على ذلك هو أنه من الصعب جدا على المتسللين اجتياز السلسلة الشرقية من الليل وحتى الصباح، هم بحاجة الى الضوء. من هنا أي مراقبة سواء بالهليكوبتر أو بالطائرة تستطيع أن تضبط المتسللين".

سئل: ما هو المطلوب لضبط الوضع الأمني في لبنان وخصوصا أن هناك انفجار كل أسبوع؟

أجاب: "إن الإرهابيين الذين يتجولون في لبنان اليوم لديهم بيئة حاضنة لهم، تخزن السيارات وتفخخها وتقدم المأوى للانتحاريين، وبقدر ما يتأمن الوفاق الوطني بقدر ما تضعف هذه البيئة".

سئل: ما هي المعطيات التي دفعتكم للتواصل مع الرئيس سعد الحريري؟ وهل هناك أي تحالفات كتحالف التيار مع حزب الله؟

أجاب: "لم يكن بيننا وبين الرئيس سعد الحريري صدامات إنما خلاف في الخيارات السياسية. المهم الآن هو تخفيف الصراع السني – الشيعي، وهذا هو ما نسعى إليه اليوم ونعمل من أجله. في الواقع ليس هناك مشكلة بيننا وبين غيرنا على الأرض، لذلك استطعنا أن نقرب وجهات النظر لتأليف الحكومة".

سئل: كيف تصف علاقتكم بحزب الله هذه الفترة؟

أجاب: "ما زالت العلاقة كما كانت سابقا، لقد عزلنا المشاكل الداخلية عن موضوع المقاومة. ما زلنا نتعرض للأخطار نفسها، أي الأخطار الإسرائيلية، فنحن كنا وسنبقى دائما داعمين للمقاومة خصوصا على الحدود اللبنانية".

سئل: داخليا، تشكلت الحكومة الجديدة بمشاركة جميع الأطراف، هل ستؤسس هذه الحكومة لمرحلة جديدة في لبنان؟

أجاب: "هذه الحكومة موقتة، قيامها ووجودها بهدف تأمين إستحقاق إنتخاب رئيس جمهورية، وبعدها ستتشكل حكومة جديدة. الحكومة المقبلة عليها أن تحضر للانتخابات النيابية المقبلة في نهاية شهر أيلول من خلال إعداد قانون إنتخابي جديد".

سئل: برأيكم، ما ستكون أبرز بنود البيان الوزاري؟

أجاب: "البيان الوزاري سيكون موجزا، سيترك الأفكار المتضاربة جانبا، فهذه الحكومة لا تتمتع بالوقت الكافي لمعالجة الأزمات الشائكة بل تحتاج إلى مزيد من الوقت ولا سيما أن زمن هذه الحكومة لا يتخطى الثلاثة أشهر فقط".

سئل: هل من الممكن أن تواجه هذه الحكومة الإرهاب من خلال وضع خطط أمنية جادة؟

أجاب: "القوى الأمنية وقوى الجيش جاهزة، ليس المطلوب منهم إلا إعطاء الأوامر".

سئل: لماذا لا يتم إعطاء الأوامر للتدخل، فمثلا المشتبه بهم موجودون في المخيمات ومعروفون، ما سبب غياب القرار الرسمي لتوقيفهم؟

أجاب: "هذه المعلومات ليست أكيدة، أما إذا صحت وأصبحت مؤكدة فيحق عندها لقوى الأمن أن تبادر إلى التدخل من دون الحاجة إلى أمر من أحد".

سئل: ما سبب غياب القرار السياسي لتوقيفهم؟

أجاب: "لم نكن سابقا في أي حكومة فعالة في هذا الموضوع، عشرة أشهر مرت على استقالة الحكومة السابقة، سيتضمن البيان الوزاري للحكومة الجديدة بند محاربة الإرهاب، لكن المهمة الطبيعية لقوى الأمن ولأي حكومة موجودة هي مكافحة الإرهاب".

سئل: هل التوافق في الحكومة سينعكس إيجابا على الاستحقاق الرئاسي وإبعاد الفراغ عنه؟

أجاب: "بالتأكيد".

سئل: هل من الممكن أن يحصل التمديد للرئيس ميشال سليمان؟

أجاب: "لا أعتقد، الجميع ضد التمديد بمن فيهم الرئيس".

سئل: هل سنرى العماد عون رئيسا للجمهورية؟

أجاب: "هذا القرار يعود إلى رأي الشعب المتمثل في مجلس النواب".

سئل: كيف تقيم العلاقة اللبنانية - الروسية؟

أجاب: "العلاقة جيدة وإلى مزيد من التقدم".

سئل: هل سيكون لروسيا حصة في التنقيب عن نفط لبنان؟

أجاب: "هذا الموضوع تجاري، تقدمت بعض الشركات الروسية بالعروض ومن الممكن أن يكون لها دورها".

سئل: هل سيكون للعماد عون زيارة قريبة إلى روسيا؟

أجاب: "إذا تمت دعوتي، طبعا سأذهب".

سئل: بعيدا من السياسة، كيف ترى روسيا كبلد؟

أجاب: "روسيا تتمتع بتاريخ عظيم، حضارة مهمة، وقوة جوية كبيرة لها حضورها. إذا روسيا ليست بدولة ضعيفة، لديها ثقافة وعلوم، دولة متقدمة جدا في جميع الميادين".

 

الرئيس الجميل: نريد رئيسا قويا وترشحي يعتمد على المرحلة والظرف

وطنية - اعتبر رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين جميل أن "المطلوب من الحكومة الجديدة اليوم ليس تحقيق المعجزات فهي حكومة عمرها قصير بل المطلوب منها القيام بواجباتها في الملفات الاساسية والحساسة"، مؤكدا أن "ما يجري في لبنان من انفلات أمني وإرهاب وغيره أحد أسبابه الرئيسية كان غياب التوافق بين اللبنانيين وعدم وجود حكومة يشارك فيها جميع الاطراف".

وأكد في حديث لقناة "الكوثر" الفضائية الايرانية أن "الحكومة الجديدة أصبحت تؤمن غطاء للمؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية لكي تتحرك وتعمل على وضع حد لما يجري اليوم في أكثر من منطقة لبنانية".

وردا على سؤال عن الارهاب الذي يشهده لبنان اعتبر أن "ما يحتاجه اللبنانيون هو وقفة وطنية جامعة من أجل مواجهة الإرهاب الذي تغذى بسبب حماية بعض السياسيين له اضافة الى اتخاذه بعض البؤر بيئة حاضنة, ولا بد من تضافر الجهود الدولية والاقليمية بين الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأميركية وروسيا والدول الفاعلة اقليميا كالجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية لمواجهة هذا الارهاب والقضاء عليه لأن هذه الحالة باستمرارها وتناميها تشكل خطرا على كل المنطقة ومنها لبنان، وسبب هذا التنامي هو دعم وتمويل بعض الدول للجماعات الارهابية في اكثر من بلد وتحديدا سوريا وأخيرا لبنان".

وعن استحقاق رئاسة الجمهورية أكد أن "الخامس والعشرين من آيار القادم لا بد أن يكون موعداً حاسماً ونهائياً لانتخاب رئيس جديد للبنان وبأن حزبه ليس مع الفراغ بأي شكل من الاشكال داعياً القيادات المسيحية الى ضرورة الاتفاق لايصال رئيس قوي نابع من بيئته ويمثل مجتمعه مثله مثل باقي الرؤساء في لبنان كرئيسي المجلس النيابي والحكومة , مؤكداً أن فكرة الاجماع على اسم وشخصية الرئيس مستبعدة أما التوافق فممكن.

وردا على سؤال عن إمكان ترشحه لرئاسة الجمهورية قال: "الأمر ليس مستبعدا ولكنه يعتمد على المرحلة والظرف الذي سيمر به الاستحقاق".

وعن ملف النازحين السوريين لم يخف قلقه من "تزايد اعدادهم في لبنان والذي ينعكس سلبا على كل مفاصل الحياة اللبنانية"، وأكد "ضرورة مقاربة هذا الملف من الناحية الانسانية وايجاد الطرق والسبل التي يمكن من خلالها رعاية النازحين وتخفيف الضغوط عن لبنان وهذا ما يجب ان تعمل عليه الحكومة الجديدة بالتعاون مع الدول المانحة", مجددا موقف حزب الكتائب "الرافض لاقحام لبنان بالأزمة السورية والحرب الدائرة هناك، فهذا الأمر لم ولن يجر على لبنان سوى مزيد من الآثار والانعكاسات السلبية".

واعتبر ان "الإدارات الأميركية كانت على الدوام تسعى من خلال مشاريعها للسيطرة على المنطقة وشعوبها وهو تماما ما يحصل اليوم في كل ما يجري في المنطقة وسوريا على وجه الخصوص، والمستفيد الاول من هذا المشهد كله هي اسرائيل وتحديدا في سوريا، فلمصلحة من إضعاف الجيش السوري؟"

وعن سياسة الجمهورية الاسلامية الايرانية الدولية والاقليمية نوه بهذه السياسة "العميقة والبعيدة عن القشور"، معتبرا أن "الجمهورية الاسلامية الايرانية تسعى دائما لتقوية موقعها الدولي وتنمية اقتصادها وفعل كل ما هو لمصلحة شعبها وهذا ما تجلى واضحا من خلال الاتفاق الدولي الذي وقع بينها وبين الدول الخمسة +1 في جنيف", واعتبر ان "العلاقات الجيدة بين ايران ودول الجوار هو شيء لا بد منه ولمصلحة دول المنطقة ككل وهذا ما يجب ان يسعى إليه الجميع".

 

النائب جمال الجراح: لا خلاف مع الكتائب والقوات ويجمعنا دم ودموع وشهداء على الجميع الاحتكام لمنطق الدولة والقضاء لان الاستنسابية في المعالجة امر مرفوض

وطنية - رأى عضو "كتلة المستقبل" النائب جمال الجراح أن "هناك لغطا كبيرا في شأن من قتل القيادي في الحزب العربي الديموقراطي عبد الرحمن دياب"، وقال: "هناك من يتحدث عن وجود اشكال كبير بين دياب ورفعت عيد حول من هو معتقل ومتهم بتفجيرالمسجدين في طرابلس، وان دياب وجه تهديدا معينا لوالد رفعت عيد، لأن الظاهر هو ان حجم التورط اكبر من الوالد ويطاله ويطال أبنه، وبالتالي تم اغتيال دياب".

واكد، في حديث إلى قناة الـ"MTV"، أن "المطلوب قبل تسليم القاتل ايا يكن، وهذا منطق الامور، توضيح ظروف الاغتيال واسبابه. ولا اعتقد ان لرفعت عيد او لغيره الحق بمطالبة الدولة بشيء وهو ينكرعليها حقها، وعلى الاقل في ان تحقق معه وهو متهم بقتل 51 شهيدا امام المساجد في طرابلس".

ورد الجراح على قول رفعت عيد ان لديه اثباتات وادلة على المسؤولين عن التفجيرات التي حصلت في طرابلس، بالقول: "هذا امر جيد، وعليه بادئ الامر ان يقول هذا الكلام للقضاء وليس في الاعلام، خصوصا انه مستدعى هو ووالده للقضاء، وعليه ان يدلي بما يملك من معلومات عن هذا الموضوع بصراحة".

وأعلن ان "القضاء هو من يحدد ما اذا كان رفعت عيد او علي عيد لهما علاقة بالتفجيرات الاخيرة، وعلينا جميعا سلوك المسلك القضائي في الدولة وليس عبر منطق تهديد الدولة واعطاء المهل للدولة. فتهديد الدولة وأعطاؤها المهل هو في الحقيقة منطق ميليشياوي لا يزال للأسف يستخدم من قبل رفعت عيد في تعاطيه مع الدولة اللبنانية ومن قبل والده.

واذا كان هناك اليوم من متهم بقتل المدعو عبد الرحمن دياب والد يوسف دياب المتهم بتفجير المسجيدين، فهناك قضاء وهو من يبت في هذا الامور. ولأكون واضحا اكثر نحن مع تسليم كل من يتعرض للأخوة العلويين من اي جهة كان، ولكن عندما تطلب امرا من الدولة او بتسليم شخص للقضاء فيجب على الاقل أن تعترف بالدولة وبالقضاء".

ورأى الجراح أن "هناك سؤالا يطرح نفسه للاجابة عليه وهو: هل ان الحقائب الامنية التي بحوزة تيار المستقبل داخل الحكومة امر مفصول عن الدولة ام من ضمنها؟ بالتأكيد من ضمن الدولة كما كان الوزراء الذين سبقوهم، الوزير مروان شربل الم يكن من الدولة؟ او وزير العدل الم يكن من الدولة؟ وبالتالي على الجميع الاحتكام إلى منطق الدولة والقضاء لان الانتقائية والاستنسابية في معالجة الامور امر مرفوض".

وشدد على أن "الدولة مطالبة بملاحقة كل متهم او مشتبه به بقتل خمسين شخصا في مدينة طرابلس، وأنا كما ذكرت قبلا مع توقيف كل الذين اعتدوا على الأخوة من الطائفة العلوية، واذا كنت ترغب في معرفة من اعتدى على دياب ففي الوقت عينه نريد ان نعرف من الذي اعتدى على الابرياء في المسجدين وأن يسلم الى القضاء".

وعن زيارة وزير الداخلية نهاد المشنوق "الملفتة" إلى مكان التفجير المزدوج في في بئر حسن قال الجراح: "أن يزور مكان الانفجار فهذا امر طبيعي، ومن الطبيعي أيضا عندما تقع جريمة من هذا النوع نعتبرها عملا ارهابيا موجها ضد الابرياء والمدنيين، ان يكون وزير الداخلية على رأس متفقدي مسرح الجريمة".

أضاف: "لكن ان يقال ان الوزير المشنوق ذهب بمعية الحاج وفيق صفا الى مكان الانفجار فهذا كلام غير صحيح، لأن معلوماتي تقول إنه التقى به صدفة في مكان الانفجار، ولم يكن هناك من موعد سابق معه حتى يلتقيا، وكل ما في الامر ان وزير الداخلية كان يقوم بواجب مطلوب منه ومن الطبيعي ان يكون هناك موقع الانفجار مسؤولون من حزب الله، وتزامن وجود صفا مع قدوم الوزير المشنوق الى مسرح الجريمة هذا كل ما حصل".

وعن المسبب الذي استدرج الارهاب الى لبنان ولماذا لم يقله المشنوق خلال تفقده موقع الانفجار، أكد الجراح أن "الوزير المشنوق قال كلاما اهم من ذلك، إذ قال إن علينا إقفال معابر الموت، وإن جميع اللبنانيين يعرفون ما هي معابر الموت، ومن يسرق السيارات، ومن أي معابر تعبر الى سوريا، وما هي المناطق التي تأوي هذه السيارات المسروقة، وإن اسماء الذين تصلهم هذه السيارات معروفة، ومعروفة انتماءاتهم، وإن السيارات تذهب الى سوريا وتفخخ وربما تعود بنفس الطريقة او بغيرها".

وأعاد القول بأن "السبب الاساس في موجة الارهاب التي تضرب لبنان هو تدخل حزب الله في سوريا، واضفنا إليه معابر الموت، وسنبقى نقول هذا الكلام حتى ينسحب الحزب من سوريا".

وفي خصوص البيان الوزاري أعلن ان "ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة لن ترد فيه، وليس من المفروض القبول باي صيغة ضبابية ينفذ من خلالها حزب الله للتدخل في سوريا او للانتشار في المدن والقرى"، معتبرا أن "اعلان بعبدا ووثيقة البطريركية المارونية شكلا خارطة طريق لخلاص لبنان وحياده واستقراره. واذا أردنا اللعب اليوم على اللغة لنكرس وضعا قائما ولننسى خارطة الطريق واعلان بعبدا، فهذا يعني أن البلد ما زال مكانه وأننا لم ننتقل من مرحلة إلى أخرى. قلنا من البداية إنه اذا تضمن البيان الوزاري ثلاثية جيش وشعب ومقاومة سننسحب وسنستقيل".

وعما اذا تضمن البيان صيغة أخرى تشبه "جيش وشعب ومقاومة"، قال: "هذه صيغة فضفاضة لا اعتقد ان 14 آذار ستقبل بها، لأن المقاومة ضد اسرائيل شيء، والسلاح في الداخل شيءآخر. اذا اردنا ان نقبل بأن ينص البيان على المقاومة، يجب أن يضاف اليها عدم استعمال السلاح في الداخل اللبناني والانسحاب من سوريا، كي نحصر المقاومة بمقاومة اسرائيل. عندما يكون السلاح لمقاومة اسرائيل تحت ادارة الدولة اللبنانية والجيش اللبناني، أنا معهم. لكن اذا كان السلاح مشروع سلطة ومشروع تدخل ومشروع لفتنة سنية - شيعية في البلد، أو مساندة لنظام ارهابي مثل نظام بشار الاسد، فبالتأكيد سنكون ضده، بغض النظر عما يصدر في البيان الوزاري".

وعن لقاء الرئيس سعد الحريري والبطريرك بشارة الراعي في روما، قال أنه "بعد وضع الحكومة على سكة معينة، اصبح الاستحقاق الأهم هو الاستحقاق الرئاسي، والرئيس سعد الحريري عبر عن أهمية أن يكون الرئيس اللبناني قويا، وعن رفضه الفراغ تحت أي ظرف"، مؤكدا ان "هذا التدرج في العمل السياسي، من حكومة الى رئاسة الجمهورية، وإنجاز هذا الاستحقاق هو الطريق الصحيح لإعادة بناء الدولة والمؤسسات، ولتجنب انهيار مالي كبير كان مقبلا".

أضاف: "لا بد من التشاور مع البطريرك الراعي في شأن الاستحقاق الرئاسي، خصوصا بعد الوثيقة الوطنية المهمة التي صدرت، والتي اعتبرها الرئيس الحريري خارطة طريق لإنقاذ لبنان من المآسي التي يعيشها. وبما ان الرئيس الحريري غير قادر على العودة الى لبنان الآن، والبطريرك الراعي في روما، فكان لا بد ان يذهب الحريري إليه ليتشاور معه".

تابع: "على الافرقاء السياسيين القيام بمهمة وطنية كبيرة، إذ عليهم أن يحضروا الى المجلس النيابي وان ينتخبوا رئيسا جديدا للجمهورية. والرئيس الحريري سبق أن أعلن أن مرشحنا إلى رئاسة الجمهورية سيكون من 14 آذار وانه لن يقدم على أي خطوة إلا بالتشاور والتفاهم مع الحلفاء في 14 آذار".

من جهة أخرى، قال الجراح: "نحن نعتبر أنفسنا رواد الاعتدال في لبنان، وزيارة الرئيس الحريري الى مصر تأتي في اطار التواصل مع قوى الاعتدال في الدول العربية".

ورفض "نظرية ان المسيحي في لبنان أقلوي. المسيحي في لبنان هو في أساس تكوين هذا البلد، وفي أساس حياته وتطوره وحضارته، وأكبر خطأ أن يعتبر المسيحي نفسه فريق اقليات في البلد". وألح على أن "من يقول إن المسيحيين هم الاقليات، إنما يعمل ضد المسيحيين ويساعد في هجرتهم".

وسئل ما صحة ان النائب ميشال عون يعمل لتأمين لقاء بين الرئيس سعد الحريري والسيد حسن نصرالله، أكد أن "هذا الامر غير وارد، هناك مشكلة في الاعلام ان كل شخص يخترع قصة ويطلب منا تصديقها. مواقفنا في المواضيع الخلافية لم نغيرها: الانسحاب من سوريا، وكيفية بناء الدولة وان تكون مرجعية السلاح ومرجعية اي شيء في البلد الجيش اللبناني. ومن يلاقينا على مشروعنا أهلا به. وهذا الكلام قلناه للتيار الوطني الحر منذ التقينا به اول مرة". وعن العلاقة بين "تيارالمستقبل" و"القوات اللبنانية" رأى الجراح أن "هناك من يحاول إشاعة أجواء قلق في اوساط جمهور 14 آذار والقول ان هناك خلافا بين القوات والمستقبل في وجهات النظر. الحقيقة ان هناك وجهات نظر مختلفة داخل 14 آذار، لكن الكتائب والقوات والمستقبل في 14 آذار ما زالوا حلفاء، ويجمعهم دم ودموع وشهداء".

 

محنة قَصْر

الياس الزغبي

لا يختلف إثنان على أنّ لبنان دخل عصر الإنحطاط منذ سنوات، في كلّ الميادين والمستويات، السياسيّة والأمنيّة والحياتيّة والتربويّة والثقافيّة والأخلاقيّة.. لكنّ استثناءات كانت تحصل من حين إلى آخر، فيأتي رئيس هنا، ووزيرهناك، ونائب أو مسؤول حزبي هنالك، يُعيدون بعض الأمل في أنّ سلالة الكبار لم تنقرض تماماً.

فليس الرئيس سليمان مثلاً من القماشة الرثّة لسلفه، ولا الرؤساء الحريري والسنيورة وسلام مثل الشخصيّات الباهتة الأُخرى، وليس الوزراء رزق ونجّار وبارود وفتفت وحرب كبعض مَنْ سبقهم أَوأَعقبهم، ولا بعض نوّاب 14 و 8 آذار(يُعَدّون على أَصابع اليد) من هشاشة زملائهم – الأرقام، ولا سمير جعجع من طينة رؤساء أحزاب البالة والبيع والشراء بالجملة والمفرّق.

طبعاً، في الحكومة الجديدة وجوه محترمة ومبدئيّة، وتحمل من زمن الكبار بعض الأَثر والإرث، لكنّ طغيان الرداءة يكاد يُغرق تمايزها، فتضيع فرادتها في وحول المساومات والصفقات، وتظهر كأنّها محكومة بالخرَس، ساكتة عن الحقّ. ولكنْ، كلّ هذا الإنحطاط في كفّة والإنحطاط الدبلوماسي في كفّة أُخرى. فقد يحتمل لبنان رداءة وزراء ومسؤولين في الداخل وسوء أدائهم وأخلاقهم، لكنّه لا يحتمل هذا الإنحدار المروّع في صورته الخارجيّة كدولة.

منذ أكثر من عقد، تحوّلت وزارة الخارجيّة إلى كشّة في الخارج وإلى حانوت في الداخل، تتبع سواها وتبيع بضاعته وتسوّق سياسته، تقتل تراث لبنان العريق في الدبلوماسيّة، تنقل الأمراض المذهبيّة والطائفيّة إلى طاقات الانتشار في ديار العالم، تستبدل حضارة قصر بسترس وحضوره بفجور الترويج لمحور التخلّف، تحشو القصر بخرّيجي المليشيات وعشيرة الأُمّيّين. تبعيّة مخجلة، صدى لطبول تضرب من بعيد.

وبدلاً من أن يكون نصيب الخارجيّة أفضل في التشكيلة الجديدة كي تستعيد بعض حقّها، سقطت ضحيّة توزيع الحصص والمغانم، فحلّ أحد غلمان السياسة على كرسيّ حميد فرنجيّه وشارل مالك وفؤاد بطرس..

 فلنتخيّل  خطورة هذا الهبوط  من مجد لبنان في عالم الدبلوماسيّة وضيق الأرض أمام حركته، إلى لحد التخبّط في وحول الزبائنيّة والكيد وحسابات البقّال، وتدسيم المحفظة الماليّة الخاصّة.

من بَسْطة على قارعة الجنوب، إلى دكّان على قارعة الشمال، بعدما كانت الدبلوماسيّة اللبنانيّة ملء العالم، فيها شيء من وهج حضارة ال”كي دورسيه” وقوّة ال”ستايت ديبارتمنت” وحنكة ال”10 داوننغ ستريت”، وصلابة ال”كرملين”. كان لبنان مالىء الدنيا وشاغل الناس، دولة صغيرة تتقن لعبة الكبار والأُمم، وتشارك في صنع السياسات الدوليّة. يجعلونه اليوم في آخر القافلة، “لا خَيْلَ عنده يهديها ولا مالُ”.. وحتّى النطق لا يُسعد إذا لم تُسعد الحالُ. فنطق الوزراء المتعاقبين حديثاً على الخارجيّة ومنطقهم ينتميان إلى القاموس الطاووسي النكدي المتصادم تماماً مع مفهوم الدبلوماسيّة.

وسيكون الأشدّ سوءاً، الإمعان في شرذمة طاقات الإنتشار اللبناني، ليس فقط بين الطوائف والمذاهب، بل بين المسيحيّين أنفسهم الذين يشكّلون، في الأساس التاريخي، حيويّة لبنان العالميّة. فحين يتحكّم الحقد والكيد في عقل المسؤول وسلوكه لا يُرجى منه إلاّ الضرر والإساءة. وأداؤه الفئوي في الحقائب السابقة لا يبشّر بالخير. في أيّ حال، لا تقع المسؤوليّة كلّها على هذه النماذج السيّئة والرديئة في السلطة فقط، بل على مصانع إنتاجهم في أحزابهم ومرجعيّاتهم، فهذا الكعك من ذاك العجين، والقرود لا تُنجب غزلاناً. هو زمن الانحطاط إذاً، يتمادى ويتمطّى، ويضرب الآن معنى لبنان وجوهر تميّزه في انتسابه إلى القيم الإنسانيّة العالميّة.

ولا يتوهّمنّ أَحد أنّ مَنْ في قدميه سلاسل يستطيع الجري على دروب الحضارة والحريّة. فقصر بسترس انتقل من عبد مأمور إلى عبد مأمور، والسيّد هو نفسه: ذراعه المنفّذة في الضاحية، ورقبته المسحوبة في دمشق، ورأسه المدبِّر في طهران. أمّا مساحيق “الاعتدال”، و”التطبيع”، والجلوس معاً إلى مائدة مجلس الوزراء، والتودّد إلى “مائدة باريس”، فلا تغيّر شيئاً في الوجه القبيح. وزارة الخارجيّة إلى مزيد من الغرق، بعد تاريخ الألَق.وقصر بسترس غارق في محنته: يحنّ إلى أهله وروّاده الكبار، ويتناوب عليه الصغار.

 

الإرهاب التكفيري في لبنان

عبدالله اسكندر/الحياة

عرف لبنان الارهاب التكفيري قبل اندلاع الازمة السورية، خصوصاً خلال معركة نهر البارد التي فرضها تنظيم «فتح الاسلام» في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين، شمال البلاد، بعد الانسحاب العسكري السوري من لبنان وانهيار النظام الامني المشترك. وعندما تصدى الجيش لعناصر هذا التنظيم التكفيري واعتداءاته على القوى الامنية والمواطنين، عبر اقامة الحواجز وقطع الطرقات والسرقات المسلحة، حاول «حزب الله» ان يطابق بين «فتح الاسلام» واللاجئين الفلسطينيين وقضيتهم بإعلانه ان المخيم «خط أحمر» لن يقبل باختراقه من جانب الجيش في ملاحقته المسلحين التكفيريين.

وقبل معركة نهر البارد، كان تكفيريون يقومون بحملات تعبئة ومخيمات التدريب، في ظل النظام الامني المشترك. وتتولى شبكات، تعمل بعلم الاجهزة الامنية خصوصاً السورية، نقل هؤلاء العناصر المعبئين والمدربين الى العراق للقتال ضد الاميركيين. وعندما كانت الاجهزة اللبنانية تتصدى لتمادي هؤلاء التكفيريين، كان ثمة من يدافع عنهم بذريعة انهم يتصدون للمحتل الاميركي في العراق وحلفائه في المنطقة. لقد كان الارهاب التكفيري يخدم مصلحة محور الممانعة، خصوصاً انه وضع في مواجهة الخصم السياسي الداخلي المتمثل بقوى 14 آذار وتيار المستقبل.

وفي الغضون، برزت حوادث متفرقة داخل سورية نفسها تشير الى ان امكانات ضبط الارهاب التكفيري، عندما تفترق الحسابات لدافع من الدوافع وتختلف الاهداف، ليست متوافرة دائماً حتى بالنسبة الى من كان وراء تسهيل التعبئة والتجنيد والتدريب. فالارهاب بكل أشكاله، خصوصاً التكفيري منه، يمكن استغلاله لكن لا يمكن ضبطه عندما ينفلت من عقاله. وأكدت التجارب في كل الدول التي انخرطت بالقتال ضد الغزو السوفياتي لأفغانستان، ورعت مجموعات المجاهدين أن الارهاب التكفيري يرتد دائماً، عاجلاً ام آجلاً، على الداخل الذي خرج منه، على رغم ما كان بينهما، ولا يزال، من دعم ومساندة وتواطؤ. انه سلاح ذو حدين، لكن لا يمكن دائماً اختيار الحد القاطع.

وسيرة الارهاب التكفيري الذي استفاد من ظروف في افغانستان وانطلق منها لينتشر منها في كل الاتجاهات، تؤكد ان الظاهرة اصبحت عابرة للأمكنة والأزمنة، بما يزيل عنها صفة الارتباط بقضية بعينها او بلد بعينه.

وهذا ما ينطبق ايضاً على لبنان، بما يسقط نظريتين سادتا في المدة الاخيرة. الاولى يروج لها «حزب الله» بقوله انه ارسل قواته الى سورية من اجل توجيه ضربة استباقية للإرهاب التكفيري ومنعه من الوصول الى لبنان. والنظرية الثانية التي يروجها خصوم الحزب بالقول ان ارسال مقاتلين الى سورية هو الذي استدرج الارهاب الى لبنان كرد على المشاركة في القتال الى جانب النظام.

وينعكس الموقف السياسي لكل من الطرفين على نظريته، بحيث يسعى الى استغلال الظاهرة الارهابية من خلال إلصاقها بخصمه او كأنها احد افرازات سلوكه. اي ينعدم لدى كل من الطرفين الفهم الموضوعي للظاهرة والتعامل معها على هذا الاساس. والارجح ان المصلحة السياسية تقتضي تجاهل هذا الفهم الموضوعي، لأنه يرتب على صاحبه سلوكيات وتنازلات من غير الوارد ان يقدم عليها حالياً.

بالنسبة الى «حزب الله»، يعني وضع الارهاب التكفيري في سورية في اطاره الموضوعي الاعتراف بأن ثمة ازمة متراكمة في هذا البلد، تتعلق بطبيعة النظام الذي جعل الارهاب التكفيري اداة سياسته في مرحلة من المراحل، بما في ذلك لبنان. وهذا يعني اعادة تقويم علاقة النظام بالشعب، وبسلوكه العام خصوصاً لجهة القمع السياسي والارهاب الفكري والنفسي والعنف المادي ضد معارضيه. وتالياً ليست الحركة الاحتجاجية مجرد مظهر للإرهاب التكفيري ومجرد سعي الى استهداف الشيعة.وبالنسبة الى خصوم الحزب، يوجب الاعتراف بأن الارهاب التكفيري يضرب في لبنان، بغض النظر عما يفعله هذا الحزب في سورية، بأن المعالجة تتجاوز اجراءات الخصومة السياسية الى وقفة مع الذات والعلاقة مع الآخر. وفي الحالين، لا يمكن الحد من الظاهرة، سياسياً وأمنياً، إلا بارتقاء الانتماء الطائفي الى مستوى المواطنية، والتخلي عن الاحتكام الى العنف والسلاح ليرتفع الاختلاف المذهبي الى مستوى المنافسة الديموقراطية

 

المهمة السهلة والمنجزة للبننة تنظيم «القاعدة»

حازم الامين/الحياة

«الإرهاب ليس لبنانياً»، إنها الجملة الأثيرة التي يحلو للكثيرين من المسؤولين اللبنانيين تردادها في أعقاب كل انفجار. «حزب الله» يُرددها ليُبرر قتاله في سورية، وليقول إنه ذهب الى هناك لاستباق وصول التكفيريين الى لبنان، وتيار المستقبل وبيئة مشايخ في محيطه يرددونها سعياً إلى إبعاد الشبهة عن بيئتهم. لكن حال الإنكار هذه، تبدو أمام الوقائع الصلبة التي تؤكد أن فرعاً لبنانياً لـ «القاعدة» قد ولد، أقرب إلى ما يصيبنا في بيروت لحظة وقوع التفجير، وهو غالباً ما يقع في حوالى التاسعة والنصف صباحاً. نشيح بأنظارنا وأسماعنا محاولين تأجيل الحقيقة الثقيلة. القتلى يُصبحون قتلى حين نعرف أنهم قُتلوا. تأجيل استقبال الخبر نصف ساعة، هو تأجيل لحقيقة أن في بلدنا، وليس بعيداً من مكاتبنا ومدارس أولادنا، انتحارياً لبنانياً أقدم على تفجير نفسه بمدنيين لبنانيين أيضاً.

صار في لبنان فرع لـ «القاعدة». انه الموعد الرسمي لإعلان هذه الحقيقة. حتى الآن ما كُشِف من أسماء للانتحاريين يؤكد ذلك. ثلاثة لبنانيين وفلسطينيين من مخيمات اللاجئين في لبنان. وثمة شيخ معمّم ومُدرج في لوائح مشايخ دار الفتوى (سراج الدين زريقات) يخرج وراء كل عملية معلناً أسماء المنفّذين والهدف من وراء العملية. ولمزيد من اللبننة، اختار الفرع اللبناني لـ «القاعدة» اسم إمام لبناني لمؤسسته الإعلامية التي يُمهر كل شريط للانتحاريين بختمها، هو الإمام الأوزاعي. ليس كل هذا مجرد صدفة. «القاعدة» تُجيد لغة الرموز والإشارات، وهي على مدى خبراتها في مجال القتل والانتحار، راكمت خبرات في بعث الرسائل وتحميلها دلالات ومعاني. هي تريد أن تقول إنها «لبنانية»، فاختارت شيخاً لبنانياً لرسائلها الإعلامية، وأعطت اسماً لبنانياً لمؤسستها الإعلامية. أرسلت مع قتيبة الصاطم هويته في السيارة المُفخخة لتقول إنه لبناني، وكشفت هوية معين أبو ظهر لتقول هذا أيضاً. وهي نجحت بسرعة في إرساء هوية لبنانية تطبع أعمالها، وفشل المُنكرون، ويفشلون كل يوم.

ثم ما أسهل أن تجد «القاعدة» جذراً لبنانياً تركن إليه. فهي أقوى من الوقائع الصلبة، وأقوى من الرواية التاريخية عن التعايش. ما أسهل أن تُسمّي مؤسستها الإعلامية «مؤسسة الإمام الأوزاعي». ننكر عليها هذا الحق، ونقول إن في لبنان تاريخاً من التعايش والاختلاط، ولكنْ، بماذا يفيد ذلك إذا كان جوابها شريطاً مصوراً باسم «الإمام الأوزاعي» يظهر فيه انتحاري لبناني ابن عائلة مختلطة طائفياً.

«القاعدة» ابنة الهشاشة، وهنا بالضبط تكمن قوتها. السنّة الأقوياء لا يُنتجون «قاعدة»، سنّة المُدن وسنّة المتن الاجتماعي وسنّة الاقتصاد لا يُنتجون «قاعدة». هي تنشأ في الهامش، وتتفشى فيه، لكن ذلك لا يعنيها بشيء. فـ «الفعالية» التي تسعى اليها لا تحتاج إلى تاريخ ولا إلى مُسكة أو جوهر. الخروج من العدم والتسبب بالعدم: هذا تماماً ما يُخلفه التفجير لحظة وقوعه. إحداث كتلة فارغة من الأوكسيجين تنهال في أعقاب حدوثها كتلة هائلة الوزن من الهواء تُمزق أجساد العابرين. هذه هي «القاعدة»، ولا شيء غير ذلك. إنها الانفجار لحظة حدوثه. هل من شيء أقوى من هذا؟

لهذا السبب يبدو إنكار هذه الحقيقة لعبة نفسية، إضافة إلى وظيفته السياسية. هي لعبة يتولى فيها المُنكر طرد الشيطان المُقيم داخله، ويُشيح بوجهه عن سهولة أن ينمو الشيطان الصغير المقيم في كل لبناني. والقول إن لا «قاعدة» لبنانية ينطوي أيضاً على اعتقاد بأن «القاعدية» مستوى لم يبلغه اللبناني، والحقيقة أن استعادة التاريخ الحديث للبنانيين تؤشر الى أنهم بلغوا هذا المستوى قبل أن تبلغه «القاعدة» نفسها، وحالة الإنكار تمتد هنا لتشمل هذه الحقيقة. والحال ان في لبنان ما هو أكثر سوءاً مما يعتقد المُتشائمون. عملية تفريخ الانتحاريين اللبنانيين بدأت. و «التفريخ» تقنية معتمدة على صعيد الإرهاب، ولـ «القاعدة» خبرة مديدة فيها. العملية الانتحارية وظيفتها القتل الأعمى، لكنّ وظيفتها أيضاً استدراج مزيد من الانتحاريين. لا أحد يُمكن أن يُنكر «الفعالية»، وهو ما يُعطي المترددين قوة الحسم. الانتحاري يستدرج معجبين. لا قيمة للقيم التكفيرية، على ما يزعم «حزب الله»، في عملية التوالد هذه. وفي حال زعم الانتحاري تبنّيها، تبقى قشرة خارجية تُخبئ دوافع غير جوهرية على الإطلاق. والانتحاري كائن نهاري لا يُحب أن يُخبئ وجهه ولا أن يُخفي اسمه، ويتمنى قبل أن يموت بثوانٍ لو أنه يستطيع أن ينجو. وفي حال اللبناني، يُضاف إلى هذه الخصال أنه يرتدي سترة قصيرة الكمّين ولا يُطلق لحية طويلة، ويُشبه في كثير من الأحيان الـ «بادي غاردز» الواقفين أمام الملاهي الليلية. كل ذلك يُرشح لبنان لتصدّر الدول المُنتجة لهؤلاء، فالسرعة في العدوى تُشبه الى حدٍ كبير سرعة اللبنانيين في تبديل الأمزجة، وفي تبني النماذج واستهلاك الأفعال والأفكار. إنها ما تسمّيها وزارة السياحة اللبنانية القدرة التي يتمتع بها اللبناني على التكيف والمرونة. فالانتحار اذا ما احتاج الى «السلفية الجهادية» لكي ينتمي إلى نموذجه في المنطقة، فإن «الرشاقة» اللبنانية يمكن أن تعفيه من هذا الامتحان. «الرشاقة» هنا هي الخفة، وهي الفراغ والعدم.

لقد دخل لبنان هذا النفق، وعودة «حزب الله» من سورية وإن كانت شرطاً للشفاء، إنما الدرس يكمن في أن القابلية موجودة، وما قتال «حزب الله» هناك إلا فرصة لكي تظهر. فقد انتحرنا في مراحل سابقة، وكان هؤلاء هم أنفسهم وقود انتحارنا: هوامشنا الكثيرة والقوية والمتينة. هوامشنا النائمة والمنتظرة.

المنتحرون هم هؤلاء، ويكادون يكونون نحن كلنا، و «القاعدة» وصلت الى لبنان، بعدما فتح «حزب الله» الحدود، وتوجهت فوراً إليهم. هي تعرفهم واحداً واحداً وتعرف كيف تُوَلِّد انتحارياً من انتحاري.

قد يتحقق الحلم ويعود «حزب الله» من سورية، وسينام هؤلاء في ذلك الفراغ الذي وُلدنا فيه جميعاً، ولكن ما إن تلوح فرصة أخرى للموت، حتى يستيقظوا ويشرعوا مجدداً بقتلنا.

 

المؤامرة.. النظرية التي لا تموت

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

في نظر البعض صدام لم يغزُ إيران إبان حكم الخميني إلا بتوريط خارجي له، ولم يغزُ الكويت إلا بإيحاء من سفيرة أميركا في بغداد. وفي نظر البعض أيضا أن ثورة الليبيين ضد القذافي فعل أجنبي، وكذلك إسقاط مبارك مصر مؤامرة، وأن «الإخوان» وصلوا بترتيب أميركي، و«الإخوان» يعتقدون أن السيسي انقلب عليهم بتآمر غربي، والنظام السوري يردد منذ ثلاث سنوات أن الغرب وراء الثورة عليه، والثوار يصرون على أن هناك مؤامرة لمحاصرة ثورتهم من أجل الإبقاء على الأسد. الصديق الأستاذ إياد أبو شقرا، كتب في هذه الجريدة قبل أيام أنه آن الأوان أن نعترف بوجود مؤامرات تدبر وراء ما يقع في منطقتنا. والزميل إياد ليس الأول الذي يرى متآمرا خلف كل أزمة، بل هذا هو الرأي الشائع منذ عقود في محيط المثقفين وعززته أدبيات شاعت في الستينات والسبعينات، مثل كتاب «لعبة الأمم» لمؤلفه مايلز كوبلاند.

وأنا لا أريد أن أنفي تماما نظرية المؤامرة، لأن جزءا من نشاط الأجهزة الأمنية والسياسية السرية الإقليمية والدولية تغيير الأوضاع لصالح دولها، إنما هناك الكثير من المبالغة في قراءة التاريخ المعاصر وفق هذه النظرية. ويوجد خلط كبير بين استغلال الأحداث للدفع لها أو تغيير اتجاهاتها، وبين طبخ الأحداث نفسها. مثلا سقوط شاه إيران في عام 1979 كان شبه حتمي نتيجة لاضطراب الأوضاع في طهران، الغرب فضل دعم آية الله الخميني وتقديمه على بقية المتسابقين، وإرساله إلى طهران على طائرة إيرفرانس من باريس، عزز حظوظ الخميني عن سواه من اليساريين والوطنيين. لكن الخميني فعلا كان شخصية بارزة وليس من اختراع الغرب. وعندما قرر صدام غزو إيران بعد عام من اعتلاء الخميني السلطة، فهو ليس سوى قرار صدام نفسه، يعكس عقليته، وبساطة فهمه للعالم حوله. ظن أن سقوط عدوه الشاه والفوضى في إيران تمثل فرصة لاسترداد ما كان يعده الأراضي العراقية المحتلة. لا شك أن الولايات المتحدة استغلت حماقة صدام، خاصة أنه شخصية يسهل التنبؤ بتصرفاتها الخرقاء. الجانب التآمري المحتمل، ليس أن الغرب دفع بصدام لعبور الحدود، بل في إعادة العلاقة معه بعد تورطه في الحرب وفتح خزائن السلاح له، وفي المقابل كانت إسرائيل تبيع السلاح لإيران. كان هذا استغلالا للوضع لجعل الخصمين في حالة حرب طويلة، فالخميني وصدام خصمان للغرب. هذه ليست مؤامرة بقدر ما كانت استغلالا لحماقة زعيمين يكرهان بعضهما بعضا ويطمعان في أراضي بلديهما. والأمر تكرر في الكويت. صدام أعطى إشارات كثيرة بنيته احتلال الكويت، الذي يعبر عن جشعه وجهله بمبادئ المصالح العليا للدول الكبرى. كون السفيرة الأميركية لم تنهه عن احتلال الكويت لا يعني شيئا مهما. لقد أشاع الإسلاميون، وبينهم «الإخوان المسلمون»، حينها أن الأميركيين تآمروا على صدام لهذا احتل الكويت، وأنهم يتآمرون لاحتلال السعودية والكويت ويجب دعم صدام، وغيرها التي اتضح أنها مجرد خرافات. ويقال عن ثورة سوريا الشيء نفسه. إنما سبب الثورة أن نظام الأسد فعلا حكم انتهت صلاحيته بوفاة الأب، وتضعضع النظام الطائفي الأمني المهترئ، ومن الحتمي أن يواجه انقلابا أو ثورة، هذه نتيجة طبيعية. أما عجز الثورة عن الحسم فهي نتيجة تدخل إيران وروسيا، يقابلها وجود رئيس أميركي ليس متحمسا لخوض المعارك. وفي النهاية سيسقط النظام لكن بثمن غال جدا، للأسف.

نحن العرب أكثر تمسكا بتفسير نظرية المؤامرة، حيال كل ما نعجز عن حسمه أو فهمه، السبب أن نظرية المؤامرة وسادة مريحة ينام عليها الذين يريدون تبرير عجزهم أو فشلهم. الحقيقة لا توجد قوة تمنعنا متى ما وجدت القناعة والإرادة، وأكثر من استخدم نظرية المؤامرة هم أناس فشلوا في الوفاء بوعودهم الفارغة، مثل إعلام عبد الناصر وصدام والقذافي والأسد.

أنا لا أقول إنه لا تحاك مؤامرات، بل هي في معظمها استغلال لظروف طارئة من صنعنا، وكل فريق يتآمر لكسبها، لكن علينا ألا نلوم إلا أنفسنا. هناك دول نهضت من الرماد وكانت على خصومة كبيرة مع غيرها، ولم يمنعها أحد من النجاح، مثل اليابان وألمانيا وتركيا وغيرها.

 

الإرهاب اليائس في مصر

طارق الحميد/الشرق الأوسط

شهدت مصر، وتشهد، مجموعة من الأعمال الإرهابية المنظمة منذ سقوط حكم «الإخوان المسلمين» هناك، وهي أعمال إرهابية تتفاوت في مستواها، ونوعيتها، من عمليات اغتيال تستهدف الضباط، إلى عمليات إرهابية نوعية مثل الجريمة الأخيرة التي وقعت في مدينة طابا السياحية في سيناء. وكل العمليات الإرهابية التي تشهدها مصر مؤخرا تدل على أن ما يحدث هناك هو إرهاب يائس تقوم به جماعات، سواء بتحريض من «الإخوان المسلمين» أو دفاعا عنها، أدركت أن عجلة التغيير بمصر قد سارت، وأنه لا أمل في السيطرة على الدولة المصرية مجددا، ناهيك عن عدم إمكانية ابتزاز الدولة. أضف إلى ذلك إدراك «الإخوان»، ومنفذي العمليات الإرهابية، أن نسبة التعاطف الدولي معهم قد انحسرت، ولذا فقد تشهد مصر المزيد من العمليات الإرهابية، لكنها عمليات يائسة لا تختلف كثيرا عما شهدته مصر في أواخر التسعينات الماضية من اغتيالات واستهداف لقطاع السياحة.

ولذا فمن المتوقع بالطبع زيادة وتيرة هذا الإرهاب اليائس مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، خصوصا عند إعلان المشير عبد الفتاح السيسي ترشحه للانتخابات، لأن «الإخوان المسلمين»، والجماعات الإرهابية، يعون جيدا معنى وتبعات ترشح السيسي. كما أنه من المتوقع كذلك زيادة وتيرة الإرهاب اليائس بمصر في حال أقدمت الدولة على اتخاذ مزيد من الخطوات الإصلاحية الفعالة التي يستطيع المواطن المصري لمسها بشكل مباشر، مما يدفعه، أي المواطن المصري، إلى مزيد من الوقوف مع الدولة، كما يفعل الآن، مع الإمعان في نبذ جماعة الإخوان المسلمين، والجماعات الإرهابية الموالية لها.

وعليه فإنه ليس هناك ما يثير القلق أمنيا حول قادم الأيام في مصر، فنحن أمام مشهد إرهابي متكرر يشبه مشهد التسعينات، إلا أن الأهم الآن هو وجوب أن تسرع الدولة المصرية في إصلاح الوضع الاقتصادي، وتوليه عناية واهتماما كالذي توليه للجانب الأمني الذي سيكون في أفضل حال، من حيث التعاون بين المواطن والأجهزة الأمنية، عندما يشعر المواطن بسير عجلة الاقتصاد، والإصلاح، ولذا فإن الواجب الآن بمصر هو عدم القلق كثيرا من هذا الإرهاب اليائس، وضرورة عدم القيام بأي إجراءات غير مبررة، بل المفروض هو مزيد من إصلاح وإسراع عجلة الاقتصاد، ومواصلة إكمال خارطة المستقبل دون تردد، فمثلما تغلبت مصر بالأمس على الإرهاب الذي استهدف رموز المجتمع، سياسيا وثقافيا وأمنيا، فإنها قادرة اليوم على هزيمة هذا الإرهاب اليائس، لكن مع ضرورة تفادي أخطاء الماضي.

الدرس الذي يجب أن يتعلمه المصريون، ومثلهم الدول العربية التي عانت وتعاني من الإرهاب الإخواني، وغيره من التدخلات الإيرانية إلى غيرها، هو ألا تكون مكافحة الإرهاب عذرا للتقصير، أو مبررا للقمع، والبطش، فأفضل سلاح في مواجهة الإرهاب هو الاستمرار في الإصلاح السياسي والاقتصادي والتعليمي، وهذا ما يجب أن تفعله مصر التي تقود اليوم معركة وعي مهمة ضد الإرهاب المتلبس بلباس الديمقراطية الزائفة، على الطريقة الإخوانية، ليس في مصر وحدها، وإنما في كل المنطقة!

 

أسهم الضربة الجوية الغربية تعاود الارتفاع مجدداً

قائد ميداني من “الجيش الحر” لـ”السياسة”: تلقينا أسلحة متطورة ومعركة دمشق على الأبواب

لندن – من حميد غريافي: السياسة

أكد قائد ميداني قريب من رئيس هيئة الأركان الجديد لـ”الجيش السوري الحر” اللواء عبدالإله بشير النعيمي الذي خلف القائد السابق اللواء سليم ادريس لـ “السياسة”, أن “معركة دمشق على الأبواب, ونحن متجهون الى الغوطة الشرقية في ريف العاصمة للالتفاف على العصابات التي تحاول النيل من منطقة القلمون, ولم نبدأ الهجوم الا بعد تلقينا الأسلحة الأكثر تطوراً التي كنا نطالب بها منذ سنتين”.

وقال القيادي الميداني إن تلك الأسلحة “من شأنها, الى جانب ارتفاع عدد المقاتلين القادمين من الأردن وتركيا والبادية الشرقية, ان تفتح الطريق لقواتنا لدخول العاصمة واقتحام مفاصلها العسكرية والامنية والسياسية والمالية بما فيها القصران الرئاسيان ومنازل القادة الذين سرعوا خلال الأسبوعين الأخيرين ترحيل عائلاتهم الى لبنان واليونان وقبرص ومالطا وبعض دول اوروبا الشرقية, توقعاً منهم سقوط دمشق قبل نهاية مارس المقبل, اذا قدر لنا الانتصار على زبانية النظام وداعميه من الايرانيين”.

وأضاف “ان دخول نحو ستة آلاف مقاتل جديد من الأردن الى جنوب سورية كانوا تدربوا في معسكر الملك عبدالله الثاني ووصول 15 طنا من الاسلحة الفتاكة عبر ممرات في البادية تؤدي الى الغوطة الشرقية ومتفرعاتها حول العاصمة ومن ثم نقل القيادة العسكرية الجديدة للجيش السوري الحر من الحدود التركية ومن داخل اراضيها الى الحدود الاردنية في جنوب سورية, ثم صدور قرار مجلس الامن الدولي بفتح معابر داخل الاراضي السورية لإيصال الاعانات الاغاثية الى السكان المحاصرين, كل هذه مؤشرات على أن الاميركيين والسعوديين والاردنيين والخليجيين قد يكونون اتخذوا اخيرا قرار الخلاص السريع من نظام بشار الاسد واستئناف سيناريو ضربه جوا وصاروخيا حتى سقوطه بعدما فشل مؤتمر “جنيف 2 بسبب تصلبه في عدم التزحزح قيد انملة عن مواقفه القمعية, وقبل ان تنفذ سورية من سكانها امام مرأى العالم وسمعه”.

وذكر القائد الميداني أن “السلطات المحلية العسكرية في عمان تكاد تنتهي من تأهيل مطارات على حدودها مع سورية, لنقل مقاتلين بالمروحيات وانزالهم خلف خطوط العدو في القلمون والغوطة الشرقية, وإنزال أسلحة متطورة ومعدات حديثة بشكل سريع الى مقاتلي الجبهات الأمامية, تمهيدا لبدء الزحف على قلب دمشق المتوقع له أن يوقف زحف النظام و”حزب الله” و”الحرس الثوري” الإيراني الذي نزل منه 3000 أخيرا في سورية وارسلوا الى جبهة القلمون, مقابل الآلاف الستة لمقاتلي المعارضة المتجهين عبر البادية الى الغوطة الشرقية, لمنع الانتشار الطويل على الحدود مع لبنان وسد مداخله التي تتسلل منها عصابات “حزب الله” وحلفاؤه, ومنع الجيش اللبناني المستعد أخيرا للانتشار على حدود الجبال الشرقية اللبنانية بين عرسال ويبرود لمنع تسرب السيارات المفخخة, دون منع عصابات حسن نصر الله من التسلل إلى سورية”.

وأكدت أوساط اعلامية في بيروت أمس, معلومات قيادي “الجيش الحر”, عندما اوردت معلومات عن “تهديد دمشق نفسها التي لا تبعد عن الحدود الأردنية أكثر من 90 كيلو مترا, وإرسال دولة الامارات العربية المتحدة قوافل اغاثة كبيرة الى منطقة الرمثا الاردنية الحدودية, بينها كميات من الخيم لاستقبال لاجئين سوريين جدد مفترضين عند بدء العمليات العسكرية ومنع دخولهم الأراضي الأردنية فيما بعد, في الوقت الذي بدأ فيه العمل على حشد آلاف المقاتلين السوريين والعرب لدخول سورية من أجل وقف عمليات القلمون عبر البادية والاندفاع نحو الغوطتين الشرقية والغربية لتطويق النظام مقابل محاولاته الهشة لتطويق مناطق القلمون التي لم يتمكن رغم تدفق المقاتلين عليه من العراق وإيران وسورية بالآلاف, حتى الآن من تسجيل تقدم ملحوظ”.

وكشفت مصادر ديبلوماسية بريطانية عاملة في واشنطن لـ”السياسة” النقاب عن أن “حظوظ العودة الى قيام سلاحي الجو والصواريخ الاميركية, مدعومين بأسلحة جو بريطانيا وفرنسا وبعض دول الاطلسي, عادت الى الارتفاع بإعادة طائرات بي 510 وبي 520 القاذفة الاميركية العملاقة الى القاعدة البريطانية في جزيرة قبرص, وتأهب سلاح الجو الاميركي في قاعدة انجيرليك التركية وقاعدة أخرى داخل منطقة الحكم الكردي الذاتي في العراق, فيما استعادت القطع البحرية الاميركية مواقعها في المتوسط التي كانت أجلتها بعد استسلام بشار الاسد بتسليم ترسانته الكيماوية, باتجاه جنوب المتوسط, كما ان اسطولين, بريطانيا وفرنسيا, يتجهان الآن نحو سواحل سورية ولبنان, تحسبا لصدور أمر بالهجوم الذي اعتقدت روسيا والأسد أنهما تمكنا من تلافيه كليا”.