المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 14 شباط/2014

عناوين النشرة

*تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

*البابا تمنى على الحاخامين الشبان تفهم المسيحية

*الزوادة الإيمانية/انجيل متى 7/15-20/الشجرة وثمرها

*جامعة تفرق ولا تجمع وليس فيها أي شيء اغترابي أو حتى لبناني/الياس بجاني

*الجامعة الثقافية" بثلاثة أجنحة والمغتربون أول المتضرّرين الخارجية متّهمة بمحاباة فريق على آخر... وجمعة: "نعمل باللحم الحي"

*ذكرى 14 آذار التاسعة

*البيال.. هنا «زمن العدالة»  

*مسرحية من تأليف وأخراج وانتاج حزب الله

*العماد قهوجي وحلم الرئاسة وقصائد المدح والردح

*دقيقة اعترف فيها عباس بكل شيئ!

*قداسة البابا فرنسيس يعرب للراعي عن اهتمامه البالغ بأوضاع الشرق الأوسط ولبنان

*المحادثات السرية بين عون والحريري خطيئة جديدة يرتكبها الحريري وراعيته الإقليمية/الياس بجاني

*ماذا سيحقق "المستقبل" بانفتاحه على عون؟

*"زوار عون أكدوا الإتصالات بين "التيار" و"المستقبل"

*اتفاق بين عون والحريري يذلل عقبات المباحثات الحكومية

*مانشيت جريدة الجمهورية: إتصالات حثيثة ليلاً لإستيلاد الحكومة اليوم أو غداً

*الفاتيكان جرّد "وثيقة بكركي" من عواطف الراعي وجعلها شوكة في خاصرة حزب الله وميشال عون/حميد غريافي

*مذكرة بكركي تهتز على أيدي أهل الدار! أزمة صامتة بين الرئيس والبطريرك

*سليمان: لوعي خطورة المرحلة وتشكيل حكومة تكون مظلة سياسية للبنان واللبنانيين

*اجتماعات في بعبدا لمواجهة الارهاب ومواكبة النازحين وسليمان يأمل ان يعي القادة خطورة المرحلة ويتعاونوا للتشكيل

*اهالي عرسال أكدوا دعم المؤسسات الامنية والانفتاح والتواصل والعلاقة الجيدة مع المحيط

*كتلة المستقبل اجتمعت برئاسة السنيورة ونوهت بإنجاز الجيش: نأمل ان تشكل ولادة الحكومة مرحلة جديدة باتجاه الاستقرار والنمو والتطور

*الارز الوطني: لتحييد عرسال عن معركة القلمون السورية

*جزر مارشال سحبت طلب تعيين السيد سفيرا لها في اليونيسكو

*النائب مروان حمادة: لن امنح الحكومة الثقة لان حزب الله المتهم في لاهاي مشارك فيها 

*النائب نديم الجميل علّق عبر "النشرة" على خلافه مع سامي الجميل: لا لادارة حزب الكتائب فرديا فهناك أصول وأخلاقيات يتوجب احترامها

*رجل دين إيراني يحث الشيعة على عدم تزويج بناتهم للسنة 

*هذا هو نعيم عباس وهكذا تدرب في إيران وعمل أمنيا مع "حزب الله" 

*ميليشيا حزب الله على أبواب يبرود بتغطية من الأسد

*نصرالله اعطى الاذن للبدء بمعركة يبرود /علي الحسيني/موقع 14 آذار 

*حرب: أدعو رفول إلى القليل من الحياء والكثير من إحترام 'شعب لبنان العظيم”   

*عضو كتلة "المستقبل" النائب عاصم عراجي: التحالف مع "القوات" ثابت ولا يقتصر فقــط على الملف الحكومي 

*رئيس مصلحة النقابات في حزب القوات اللبنانية شربل عيد: القوات ستتقدم باقتراح قانون يتعلق بهيكلية جديدة لما يسمى بالاتحاد العمالي العام 

*النائب نهاد المشنوق في ندوة عن "السعودية والنظام الإقليمي الجديد": سياسة إيران خطر على الامن السعودي

*وهاب زار عون: المداورة تقوم اذا كان هناك توازن ولن يقبل احد بأن تؤخذ من المسيحيين حقائبهم مقابل حقائب عادية

*مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في ذكرى اغتيال الحريري: رحم الله أياما كان فيها رئيسا للحكومة وهدى الله من بعده الى التخلق بأخلاقه ودرايته وسياسته

*من دافوس.. إلى ميونخ/ الأمير تركي الفيصل/العربية

*ريفي: مناورة حزب الله الحكومية طبخة بحص وخلصنا بقا من الصهر الدلّوع       

*حين أطلق نعيم عباس صواريخ حزب الله من الجنوب/طارق نجم/موقع 14 آذار

*ربيع الربعة: طارق بريء من التهمة المنسوبة اليه بأدلة رسمية قانونية

*الادعاء على الموقوف نواف حسين لانتمائه إلى تنظيم إرهابي مسلح

*جريصاتي وشخصيات اعلامية وهيئات مدنية دانت الاعتداء على الزميل حسين زلغوط ووزير الداخلية وعد بمتابعة التحقيق وتوقيف الفاعلين

*العثور على جثة يوسف ماروني محروقة في موقع الاحتلال السابق في الزفاتة

*خطف المواطن اديب المر في سهل الفرزل

*اجتماع روسي أميركي لكسر جليد مفاوضات جنيف 2

*بوتين يؤيد ترشح المشير السيسي لرئاسة مصر

*هل تولد الحكومة قبل سفر بري الى الكويت غـــدا؟

*لمسات اخيرة على تشكيلة سلام بعد تذليل عقدة "الطاقة"

*الغزل العوني – المستقبلي: لكل اهدافــه ومصالحـه

*هل نودع ميقاتي اليوم/مارون حبش/موقع 14 آذار

*معركة يبرود" وارتداداتها اللبنانية/الأنباء الكويتية

*إيران توكّل «ذراعيها» بشؤون لبنان/ثريا شاهين/المستقبل

*في الذكرى التاسعة لاستشهاد الحريري: تطور البلاد توقف هناك لبنان مهدد بخفض غير مسبوق لتصنيفه بفعل تعاظم مخاطره السياسية/سابين عويس/النهار

*إيران عينها على الرئاسة في لبنان وتحاول مقايضة تشكيل الحكومة بها/ اميل خوري/النهار

*هل تكفي الصلاة/نبيل بومنصف/النهار

*ماذا وراء تسهيلات "المستقبل" للتيار العوني؟ الحكومة العتيدة اختبار لاحتضان الخط المعتدل/روزانا بومنصف/النهار

*6 عوامل تُمهّد... للتغيير/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*حزب الله» يترك للحريري مهمَّة إحراق عون/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*تعاونٌ إستخباري خليجي وراءَ الإنجاز الأمني اللبناني/جاد يوسف/جريدة الجمهورية

*وداعاً أيتها الطائرة الشبح/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

*سوريا والمسؤولية العالمية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*«جنيف 2» مقدمة لمزيد من إراقة الدماء في سوريا/امير طاهري/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

 

 

تغريدة قداسة البابا فرنسيس لليوم

 لنصلي من أجل الطلبة الإكليريكيين، كي ينصتوا لصوت الرب ويتبعونه بشجاعة وبفرحة.

 

البابا تمنى على الحاخامين الشبان تفهم المسيحية

وطنية - تمنى البابا فرنسيس اليوم "نمو رغبة في تفهم المسيحية لدي الحاخامين الشبان" معربا عن "تشجيع على التعمق في درس اليهودية في المعاهد الدينية الكاثوليكية". ولدى استقباله وفدا من "اللجنة الاميركية اليهودية" برئاسة الحاخام ديفيد روسين، شدد البابا الارجنتيني على "نقل ارث معارفنا واحترامنا وصداقتنا المتبادلة الى الاجيال الجديدة". واعرب خورخي ماريو برغوليو الذي كان يقيم عندما كان كاردينالا لبوينوس ايرس علاقات ودية جدا مع الحاخامين الارجنتينيين، عن "الامل في ان يستمر درس العلاقات مع اليهودية في احراز تقدم في المعاهد الدينية ومراكز تأهيل العلمانيين الكاثوليك". وتمنى البابا ان "تنمو بالطريقة ذاتها الرغبة في تفهم المسيحية بين الحاخامين الشبان والطائفة اليهودية". وذكر البابا فرنسيس ب"الارث المشترك لليهود والمسيحيين في البحث عن عالم يسوده مزيد من العدالة والاخوة". وقال: "ان حماية الفقراء والارامل والايتام والاجانب منصوص عليها في الكتاب المقدس، فيما لا يحظى الاجانب دائما بالاستقبال اللائق سواء في اوروبا او اسرائيل".

 

الزوادة الإيمانية/انجيل متى 7/15-20/الشجرة وثمرها

والأنبياء الكذابين، يجيئونكم بثياب الحملان وهم في باطنهم ذئاب خاطفة. من ثمارهم تعرفونهم. أيثمر الشوك عنبا، أم العليق تينا؟ كل شجرة جيدة تحمل ثمرا جيدا، وكل شجرة رديئة تحمل ثمرا رديئا. فما من شجرة جيدة تحمل ثمرا رديئا، وما من شجرة رديئة تحمل ثمرا جيدا. كل شجرة لا تحمل ثمرا جيدا تقطع وترمى في النار. فمن ثمارهم تعرفونهم.


جامعة تفرق ولا تجمع وليس فيها أي شيء اغترابي أو حتى لبناني

http://newspaper.annahar.com/article/108147-الجامعة-الثقافية-بثلاثة-أجنحة-والمغتربونبون-أول-المتضررين-الخارجية-متهمة-بمحاباة

الياس بجاني/14 شباط/14/لا نريد من أي لبناني مقيم أن يتوهم ويحلم ويخدع ذاته بأن ما يسمى الجامعة اللبنانية الثقافية في بلاد الاغتراب هي أساساً موجودة أو أنها تشبه الاغتراب اللبناني أو أن لها أي صله به وطنياً وأخلاقياً ووجدانياً وحتى انسانياً. هذه الجامعة المهترئة والمقسمة حصصاً وزلماً وفروعاً على شركات أحزاب الداخل اللبناني هي صورة نتنة وبشعة عنهم وعن خلافاتهم وعن تبعيتهم وعن عقولهم المرّيضة ووطنيتهم المفقودة. منذ نشأتها لم تكن هذه الجامعة سوى تجمع للمقتدرين مالياً في الاغتراب وللعاشقين بجنون وهوس حب الظهور ونفخة الصدر وتصدر الولائم والاحتفالات وليس أي شيء آخر. ودورها خلال حقبة الاحتلال السوري للبنان كان معيباً ومع الاحتلال ومع رموزه وليس مع لبنان. حالياً هذه المؤسسة الصورية والورقية والوهمية تنخرها جيوش السوس وتعتريها رزم الأمراض ذاتها التي تفتك بلبنان الداخل وهي بانقساماتها وحروب ربعها من عشاق المسميات صورة مظلمة عن انقسامات الداخل اللبناني وعن نرسيسية أحزابه وجماعات السياسة فيه. أما المتصدرين اسمياً قياداتها بمسميات فارغة من أي معنى أو تأثير أو أفعال هم صورة فوتوكوبي سوداء وقاتمة عن تعتير قيادات أحزاب الداخل وكل واحد من هؤلاء من أصحاب المسميات هو تابع كلياً لشركات هذه الأحزاب. وعندما يذكر اسم الجامعة يأتي معه دور هيثم جمعة التفكيكي والتدميري، وهو بالمناسبة زلمة نبيه بري الخاص ناص والمكلف من قبله ومنذ سنين طويلة ضرب الاغتراب وتشتيته والحؤول دون وحدته وهو يقوم بهذه المهمة على أكمل وجه. باختصار ما نريد قوله للبنانيين المقيمين هو أن لا يتوهموا في أي يوم من الأيام أن ما يسمى جامعة ثقافية في وضعيتها الحالية المرتة قد تكون عوناً لهم أو وللبنان في أي شكل من الأشكال لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وهي مقسمة حصص على ساسة وأحزاب الداخل ومشتتة ومفرغة من أي فعل مثمر كما أنها عملياً مغربة عن الاغتراب كلياً .. وسامحونا

 

الجامعة الثقافية" بثلاثة أجنحة والمغتربون أول المتضرّرين الخارجية متّهمة بمحاباة فريق على آخر... وجمعة: "نعمل باللحم الحي"

رضوان عقيل

14 شباط 2014

http://newspaper.annahar.com/article/108147-الجامعة-الثقافية-بثلاثة-أجنحة-والمغتربونبون-أول-المتضررين-الخارجية-متهمة-بمحاباة

لم ينقص المغتربين اللبنانيين في أربع رياح الأرض إلا نقل الخلافات الداخلية إلى الخارج و"المطعمة" بـ"مائدة" من الأطباق السياسية والطائفية والمناطقية.

يبرع هؤلاء على مستوى أفراد ويحلّقون في غير قطاع، أما إذا التقوا، فسرعان ما تحضر في مجالسهم سجالات 8 و14 آذار وسياسة الزواريب والدفاع عن هذا الزعيم أو ذاك. هذا الحكم لا يعمم على الجميع، لأن ثمة وجوهاً اغترابية تحمل عن حق أوجاع المواطنين وترفع أسم لبنان وتستحق بجدارة أن تضع الأرزة على صدورها. تعمل الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم على متابعة أوضاع المغتربين بثلاثة أجنحة، وجسمها مشطور بين أ هواء هذه الجهة أو تلك، وكثيرون في لبنان لا ينظرون الى المغتربين إلا على قاعدة "البقرة الحلوب" التي تدر ذهباً وأموالاً تغطي العجز المادي لدى كمّ من العائلات وحاجات أبناء وطن في الداخل. وفي مواسم الانتخابات يبدأ الغزل بهذه الجاليات، وصولاً الى المقيمين في البحر الكاريبي، وإذا ما انتهت الانتخابات أو حصل تمديد تناسى المعنيون هذا الملف. و"تعيش" الجامعة بثلاثة أجنحة، برئاسة كل من أحمد ناصر وميشال الدويهي وألبر متى، وهم ليسوا على نفس المستوى من العلاقة مع مديرية المغتربين التابعة وزارة الخارجية، ويتهم جناح (الدويهي) الأخيرة بالتحيّز ودعم جهة لبنانية اغترابية على حساب أخرى وتأييد وجوه معينة في الجامعة.

ويبدو أن المحاولة التي عمل عليها رئيس الجمهورية ميشال سليمان لتوحيد الجامعة لم تصل الى النتائج المرجوة. يقول الأمين العام للجامعة (الدويهي) طوني قديسي "عقدنا اجتماعات عدة بطلب من الرئيس سليمان للتوصل الى توحيد الجامعة، ولم يمش الحال ورغم اعتراضنا على سياسة وزارة الخارجية حيالنا، فإن الاتصالات مفتوحة مع المدير العام للمغتربين هيثم جمعة والعلاقات جيدة على المستوى الشخصي وحصل أخيراً اتصال بين السيدين ميشال الدويهي وأحمد ناصر". ويلتقي الامين العام للجامعة جناح (ناصر) بيتر الأشقر مع قدسي على "ضرورة توحيد الجامعة والعمل برأس واحد، وهذا هو طموحنا بغية إبعاد هذه المؤسسة الوطنية – الاغترابية من الأزمات الطائفية والمذهبية والمناطقية التي يمر بها لبنان. والسيد جمعة منفتح على الجميع، ولا يقفل الأبواب في وجه أحد. وإن كنا نشدد على تعاطي الوزارة مع الجامعة الشرعية التي نمثلها".

ويعزو فشل الحوار لتوحيد الجامعة "الى مناقشة القشور وعدم الدخول في لب الازمة. وكان هناك رفض متبادل من الطرفين ولم يؤد الى تنازل، علما انني كنت تمنيت على رئيس الجمهورية ان يعين رئيسا للجامعة آنذاك ويكون الحكم بين الجميع". من جهته يقول جمعة لـ"النهار": ان ابواب المديرية مفتوحة امام الجميع "ونحن لا نميز بين مغترب وآخر بغية المحافظة على علاقته وارتباطه بوطنه الأم، رغم كل التحديات والاخطار التي نعيشها في البلد".

ويرد جمعة على الذين يتهمون المديرية بأنها تعمل الى جانب فريق من المغتربين ضد آخرين: "هذا الانحياز الذي يتحدث عنه البعض غير موجود، انا موظف عند الدولة وأقوم بالواجبات المطلوبة مني، ولا اميز بين مواطن وآخر، واستقبل الجميع واعمالهم على قدر واحد من المساواة".

وردا على محاباته احد فروع هذه الجامعة المنقسمة، يرد جمعة: "ثمة قانون في وزارة الخارجية يحكم عمل الجامعة ويحدد قواعد العلاقة والعمل معها، ونحن لا نتطلع الى اشخاص، وتربطني علاقات مع الجميع وأبواب المديرية مشرعة امامهم". ومن ملاحظات قدسي على وزارة الخارجية "والتي لا تشجع على التوحيد هي ارسالها في اوائل السنة الجارية مذكرة الى السفارات والقنصليات في الخارج تدعو الجسم الديبلوماسي الى التعاطي مع احمد ناصر ومجموعته وعدم اجراء اي اتصال مع الآخرين، علما ان الجميع يعرف ان فروع جامعتنا هي الممثل الاكبر للمغتربين في بلدان الانتشار".

إلى بيونس آيرس

يوضح قدسي ان "جامعته" تعمل بانتظام وهي تحضّر لمؤتمر اغترابي في بيونس آيرس لانتخاب مجلس جديد في 21 و22 و23 آذار المقبل. في المقابل يسبق انعقاد هذا المؤتمر بأيام قيام وفد من الجامعة التي يقودها ناصر بجولة على المغتربين في غير ولاية في الارجنتين والبرازيل "ونحن هنا لا نطوق انتخابات الآخرين انما هدفنا هو التواصل مع المغتربين والوقوف على مطالبهم". وفق قول الاشقر. ويضيف "انا انطلق من منطلقات علمانية وليس من خلفيات طائفية، وان كنت في الوقت عينه احرص على المحافظة على المسيحيين في الداخل والخارج، وهذا ما نسعى الى تثبيته على الارض. وسنركز في جولتنا المقبلة على هذه النقطة". هذا الانقسام الحاصل في جسم الجامعة هل سيؤدي الى المزيد من الانشطار؟

يرد قدسي "انا لست متشائما رغم اني انقل الى رئيس الجمهورية كل ما يتخذ من سياسات لا تصب في مصلحة المغتربين، لاننا لا نزال نطمح الى خلق لوبي لبناني قوي وفعال يخدم مصالح المغتربين، ودعوتي الى وزارة الخراجية لعدم احتكار موضوع الاغتراب، وان كنا لا نرفض التنسيق معها". كذلك يدعو الأشقر سائر القوى السياسية المعنية الى "عدم ادخال الازمات الداخلية في ملفات الاغتراب، علما اننا نحاول الانفتاح على الفريق الآخر ولا يبادلنا الا بالمقاطعة، لكننا سنستمر في مساعي التوحيد والجمع". على هذا الانقسام في الجامعة يرد جمعة: "نحن ندعو جميع المعنيين بالاغتراب والغيارى على مصلحة الجامعة الى منع حال الانقسام والتشرذم. وحصلت اخيرا اتصالات بين وجوه في الجامعة لا تلتقي في ما بينها، وبتشجيع مني سأكون في مقدم المسرورين عندما تتوحد الجامعة في جسم واحد ما يصب في مصلحة جميع اللبنانيين بغض النظر عن توجهاتهم السياسية".

وينفي تدخل المديرية في الشؤون الداخلية للجامعة "التي ينبغي ان تحصر عملها في المسائل الانسانية والاجتماعية وليس في السياسة، وعندما التقي ممثليها، فضلا عن وجوه اغترابية اخرى تعمل خارجها، لا اقاطع احدا سواء كان في 8 او 14 آذار وهذا ما تثبته لقاءاتي بهم في الخارج". وردا على شخصيات في الجامعة تتناول القضايا السياسية، يقول: "لماذا يتدخل البعض لدى مجلس الامن ويطالب بتطبيق القرار 1559 على سبيل المثال بدل التفرغ لشؤون المغتربين وترك هذا الامر للدولة والافرقاء السياسيين في البلد سواء كانوا في السلطة او خارجها؟ وتنطلق اهداف الجامعة في الاصل من ثوابت اهدافها وهي غير سياسية ودينية وعنصرية، والمطلوب هو الاصلاح من تحت الى فوق في الجامعة". ويدعو جميع المغتربين الى التواصل مع الموقع الالكتروني للمديرية الذي اشرف على وضعه وموله المركز الدولي لسياسات الهجرة في الاتحاد الاوروبي وتشرف عليه تقنيا وزارة التنمية الادارية.

 

ذكرى 14 آذار التاسعة

في مثل هذا اليوم قبل تسع سنوات، ضرب المجرمون ضربتهم واغتالوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الأبرار، لكنهم كانوا يستهدفون ضرب استقلال وحرية لبنان، وهم كادوا أن ينجحوا على ما أظهرت الأيام السود التي نعيشها منذ ذلك اليوم المأسوي. لكن الذكرى تحلّ اليوم بالتزامن مع انطلاق جلسات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ما يبشّر بقرب جلاء الحقيقة التي لا بد أنها ستضع الأصبع على الجرح، وهي حقيقة لا يبتغي «أولياء الدم» من خلالها الانتقام أو الثأر، إنما وضع حدّ نهائي لثقافة الإفلات من العقاب التي أرساها نظام الوصاية السوري منذ اللحظة الأولى التي أعطي فيها الضوء الأخضر للدخول إلى لبنان والهيمنة عليه وعلى مقدراته في العام 1976، فسقط من أُسقط واختفى من أُخفي، واستمرت الحال حتى إسقاط الشهيد الوزير محمد شطح. لكن دماء كل هؤلاء الشهداء الاستقلاليين لم ولن تذهب هدراً، وسوف يتمكّن اللبنانيون من الاستمرار في حلمهم الذي أبصروه في الرئيس الشهيد، والذي اعتقد المجرمون أنهم سينهونه باغتيال باني الحجر والبشر في لبنان الحديث.«. (المستقبل)

 

البيال.. هنا «زمن العدالة»  

المستقبلعلى وقع استثنائية الحدث هذا العام لتزامنه مع «زمن العدالة»، يلتئم شمل شهداء 14 شباط 2005 اليوم ليبلسموا جرحاً بحجم وطن لم يلتئم برحيلهم... شهود أحياء عند ربهم على العدالة وهي تأخذ مجراها تحت قوس المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي... والمتهمون القدّيسون في جريمة العصر باتوا قاب قوسين أو أدنى من الانكشاف، بالأدلة والوقائع، على مذبح حقيقة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب باسل فليحان ومن واكبهم وتلاهم على درب الشهادة. عشية مهرجان الذكرى السنوية التاسعة لـ14 شباط، رصدت عدسة «المستقبل» لمسات التحضيرات الأخيرة في مجمّع «البيال» للمهرجان. عند المداخل لافتات عملاقة يرحّب فيها رفيق الحريري بالمشاركين في إحياء الذكرى بزمن العدالة. بينما لفتت الانتباه تلك الزاوية المخصصة إلى جانب القاعة لإجراء المقابلات الإعلامية مع الشخصيات المشاركة في إحياء الذكرى. وفي الداخل صور الشهداء تزنّر بملامحهم المبتسمة جداريات القاعة وسط عبارة «زمن العدالة» تبشر الصابرين بفرج قريب وشعار «المحكمة الخاصة بلبنان» يعتلي المنصة الرئيسية للمهرجان، حيث ستكون كلمتان لكل من السيدة نازك رفيق الحريري ووزير العدل الأسبق شارل رزق بالإضافة إلى تقريرين خاصين بزمن العدالة، قبل أن يلقي الرئيس سعد الحريري كلمته المتلفزة المرتقبة والتي ستنقل عبر شاشتين عملاقتين في المهرجان وفي بث تلفزيوني مباشر.

 

مسرحية من تأليف وأخراج وانتاج حزب الله

الياس بجاني/تحليلياً نعم نحن نرى أن ما جرى هو مسرحية من تأليف وأخراج وانتاج حزب الله وقد قام الجيش عن طريق مخابراته التابعة كلياً لحزب الله بالتمثيل. هل هذا الرجل، نعيم عباس، بهذه السذاجة والهبل حتى ينهار فور اعتقاله ويصاب وفجأة بحالة من الإسهال في الاعترافات!!!

الأمر كله غير منطقي ولا هو عقلاني ولا يمكن فهمه إلا على خلفية اجندات سلطوية ومحاولات تعمية على أمور أكبر وربما تهيئة لحرب يبرد والهجوم على عرسال!! لا يمكن بالمنطق والعقل فهم ما جرى أمس. نعليقنا على الأمر لخصناه اليوم على موقعنا وبالتالي نحن نتحمل مسؤوليته:

العماد قهوجي وحلم الرئاسة وقصائد المدح والردح

اترى هل توقيت رزمة الاعتقالات أمس لمن هم من غير المحميين من حزب الله ويقال إنهم يستهدفونه يهدف إلى تجميل صورة قهوجي الرئاسية!! وهل ما تم هو من ضمن سيناريو معد وحزب الله شريك فيه إن لم يكن من تأليفه وإخراجه!!! ونسأل لماذا الجيش هو فعلاً جيش وقوي وحازم عندما الأمر يتعلق بمن هم خارج أُطر حزب الله ودويلته ومظلته؟ وجيش لا جيش وضعيف واعجز عندما الأمور تتعلق بحزب الله وكل المحميين من قبله؟ جميل جداً تطبيق الأمن ومعه القضاء العادل ولكن ليس بمعايير الانتقائية وليس على خلفية أجندات سلطوية كما هو الحال في لبناننا المحتل من جيوش ومخابرات محور الشر السوري-الإيراني. محزن أن مظاهر الإهتراء السياسي والأخلاقي التي تفتك بلبنان هي بازدياد ومنها ظاهرة قصائد الزجل من مدح وقدح في كل مناسبة وحتى من دون مناسبة كما هو الحال منذ أمس بقصائد المدح والتبجيل للجيش اللبناني. لكل المداحين والقداحين من السياسيين في لبنان نقول إن من يقوم بواجبه لا يشكر ولا يمدح ولا تتم تشتشته!! ولكن من لا يقوم بواجبه يحاسب فهل انتم تحاسبون هؤلاء!!

نلفت ربع المنافقين الذين يدعون باطلاً أنهم حماة حقوق المسيحيين بأصول التعاطي إيمانياً مع من يقوم بواجباته طبقاً لما جاء في إنجيل القديس لوقا 07/7و8/: "كذلك أنتم أيضا، متى فعلتم كل ما أمرتم به فقولوا: إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا"

 

30 دقيقة اعترف فيها عباس بكل شيء!

النهار/أفادت مصادر التحقيق مع الموقوف نعيم عباس "النهار" بأنه اعترف بنصف ساعة بكل المعلومات والمعطيات التي يملكها مما أثار استغراب المحققين. وأشارت إلى أن المعلومات التي في حوزته موثقة في الحاسوب الشخصي الذي شاهد عبره المحققون عناوين المخازن والسيارات المعدة للتفجير، والموقع المستهدف بالسيارة المفخخة وهو في الغبيري بين بنايتين كبيرتين في منطقة مزدحمة. وأكد عباس أنه لا يعرف الفتيات اللواتي كن يقدن سيارة الـ"كيا".

 

قداسة البابا فرنسيس يعرب للراعي عن اهتمامه البالغ بأوضاع الشرق الأوسط ولبنان

نهارنت/أعرب الحبر الاعظم البابا فرنسيس الأول للبطريرك الماروني بشاره الراعي، عن اهتمامه البالغ بالاوضاع في الشرق الاوسط عامة وفي لبنان خاصة. وأتى موقف البابا خلال لقائه المشاركين في اعمال مجمع التربية الكاثوليكية، ومن بينهم الراعي بصفته عضوا في المجلس. وسيلتقي البابا الاسبوع المقبل البطريرك الراعي للمرة الثانية. بتاريخ 9 تشرين الثاني 2013، عين البابا فرنسيس الراعي عضوا في مجمع التربية الكاثوليكة في الفاتيكان لمدة خمس سنوات. يذكر أنه يقدر عدد المسيحيين بحوال 2,9 مليار شخص في العالم، لكن التقديرات المتعلقة بالذين يقتلون منهم سنويا بسبب دينهم متفاوتة بشكل كبير بين تسعة آلاف (اي واحد كل ساعة) ومئة الف (11 كل ساعة). وتقول المجموعة الاميركية الانجيلية "اوبن دورز" ان كوريا الشمالية والسعودية وافغانستان والعراق والصومال والمالديف ومالي وايران واليمن واريتريا تأتي على رأس اللائحة. ووضع المسيحيين يتدهور بسرعة في سوريا وفي اثيوبيا.

 

المحادثات السرية بين عون والحريري خطيئة جديدة يرتكبها الحريري وراعيته الإقليمية

الياس بجاني/13 شباط/14/إن أخطاء وخطايا الرئيس الحريري كثيرة جداً وكلها للأسف فرمانية، أي أنها مفروضة عليه من رعاته الإقليميين، وهي دائماً تأتي على حساب الحلفاء في 14 آذار  وخصوصاً على حساب القوات اللبنانية والمسيحيين السياديين من أركانها. من أخطاء وخطايا  الحريري على سبيل المثال لا الحصر زياراته المهينة والفاشلة لسوريا، استمرار تملقه لبري وعدم تعاونه مع الشيعة المعارضين لحزب الله، استمرارية رضوخه لإبتزازات جنبلاط وبلع ساعات تجليه وتخليه والتكويعات، قبوله بعد انتخابات 2009 مشاركة حزب الله في الحكم وتخليه عن كل وعوده الانتخابية، وأخيراً وليس أخراً قبوله بلع ولحس كل وعوده وعهوده من لاهي والارتماء مجدداً في أحضان حزب الله وبري وجنبلاط. والآن هو في محادثات سرية مع عون!! هذه الممارسات الحريرية هي صبيانية وغير محسوبة وليس فيها وفاء ولا احتراماً للحلفاء ولا ثباتاً على أهداف ثورة والأرز ولا التزاما بشعار المستقبل "لبنان أولاً".في الخلاصة من قراره ليس بيده هو غير جدير بالتحالف مع الغير وهذا الغير لا يجب أن يتحالف معه... وسامحونا

 

ماذا سيحقق "المستقبل" بانفتاحه على عون؟

 اعتبرت مصادر مراقبة ل "المركزية"  ان انفتاح "المستقبل" – "التيار" الذي لم يعد خافيا على احد،  ومن شأنه ان يحقق اكثر من هدف للجانبين، فالعماد عون يعتبر ان المستقبل قد يوفر ما لم يوفره حليفه الشيعي بالنسبة الى رفع حظوظه بانتخابه رئيسا للجمهورية، بما يدفع هذا الحليف الى تحديد موقفه غير الواضح حتى الساعة بالنسبة الى مرشحه الرئاسي، في حين ان المستقبل يسدد ضربة مثلثة الاهداف في مرمى حزب الله باحداث شرخ بين التيار والحزب وفصل مسارهما وحشر الاخير الى درجة قد تضطره الى تقديم تنازلات كبيرة يحتاجها تيار المستقبل راهنا.

 

"زوار عون أكدوا الإتصالات بين "التيار" و"المستقبل"

قالت أوساط تعمل علي حلحلة العقد الحكومية انها تتوقع تشكيل الحكومة اما في ساعة متأخرة من مساء اليوم او غدا. وقال وئام وهاب بعد لقائه رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون "إن الامور الآن ربما متجهة الى تشكيل حكومة وطنية جامعة. لا شك ان الحوار الذي يجري ما بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر هو حوار مفيد وهو حوار، اذا صفت النيات، قد يصل الى تشكيل حكومة وهو امر مفيد". وتحدثت أوساط قريبة من المصيطبة  عن تقدم كبير على صعيد التشكيل وشبه اجماع من القوى السياسية على المضي قدما نحو اعلان الولادة، رافضة الدخول في تحديد مواعيد في انتظار وضع اللمسات الاخيرة او "الروتوش" النهائي على الحقائب والاسماء،  باعتبار ان ثمة امور ما زالت تحتاج الى بعض المعالجة قبل ان يحمل سلام تشكيلته الى بعبدا، علما ان اوساطا مواكبة عن كثب لهذا المسار توقعت عبر "المركزية" ان تولد الحكومة قبل سفر رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الكويت ثم ايران والبانيا غدا. وتناقلت بعض وسائل الإعلام اليوم أن  "أمرا حاسما طرأ على مسار تأليف الحكومة وافترض في حال عدم حصول أي إنتكاسة صدور مراسيم التأليف هذا النهار"،  لافتة إلى أن "عقدة التيار الوطني الحر قد حُلت بقبول وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل حقيبة الخارجية أو المالية على أن يعطي جوابه النهائي خلال ساعات، وعلى أن تُسند وزارة الطاقة لحزب الطاشناق وتؤول حقيبة الدفاع إلى أرثوذكسي من حصة رئيس الجمهورية". ولفتت إلى أنه "تم عرض 3 وزارات على حزب الكتائب منها وزارة العدل"، كاشفة أن "رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان التقى ليلا رئيس الحكومة المكلف تمام سلام.

وأكدت اوساط مواكبة للمشاورات  لـ"المركزية" ان الجواب المنتظر ان يقدمه رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون  والمتصل بالصيغة أعلاه، وبعد موافقة تيار المستقبل على المداورة المحدودة، من شأنه توضيح المشهد الحكومي وأفقه، وتبقى بعض العقد المرتبطة بالتوزيع الطائفي للحقائب في طور المعالجة، ويعمل الوزير وائل ابو فاعور الذي يشكل صلة الوصل بين القوى السياسية على نقل الصيغ والاقتراحات المطروحة وقد زار الرئيس سليمان اليوم في اطار هذه المشاورات

المشاورات الرئاسية

وتضيف المركزية :"بحسب المصادر المشار اليها، فان التوافق والاتفاق بين القوى السياسية حول المخارج الحكومية لا يعني بالضرورة ولادة الحكومة، ذلك ان الاتفاق، ولئن كان المساهم الاكبر في حل العقد الحائلة دون ابصار الحكومة النور حتى الساعة، لا يكفل وصول الامور الى خواتيمها لان قرار التأليف وتوزيع الحقائب رهن مشاورات يجريها الرئيسان ميشال سليمان وتمام سلام ويصدر في ضوئها رئيس الجمهورية مراسيم التشكيل، وليس اي فريق سياسي مهما علا شأنه، وشددت على ان اي تشكيلة يجب ان تراعي التسوية التفاهم التي وافق عليها الرئيس المكلف والمستندة الى صيغة ثلاث ثمانيات مع المداورة وتدوير زوايا البيان الوزاري بعد التأليف، باعتبار انها باتت ثوابت لا عودة عنها وتحدثت في هذا المجال عن ان توزيع الحقائب السيادية يجب ان يراعي التوازنات والتلاعب بها غير جائز وقالت المصادر ان الايجابيات الحكومية انبثقت من الانفتاح بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل نتيجة الاتصالات التي تسارعت وتيرتها في اليومين الاخيرين وافضت الى موافقة المستقبل على المداورة المحدودة بمعنى ان يحتفظ التكتل بحقيبة الطاقة على ان تسند الى احد مكوناته من خارج التيار الوطني الحر وكان اتفاق على ان تكون من حصة الطاشناق. وقالت المصادر ان الايجابيات الحكومية انبثقت من الانفتاح بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل نتيجة الاتصالات التي تسارعت وتيرتها في اليومين الاخيرين وافضت الى موافقة المستقبل على المداورة المحدودة بمعنى ان يحتفظ التكتل بحقيبة الطاقة على ان تسند الى احد مكوناته من خارج التيار الوطني الحر وكان اتفاق على ان تكون من حصة الطاشناق."

 

اتفاق بين عون والحريري يذلل عقبات المباحثات الحكومية

مصادر «14 آذار» تكشف عن أن باسيل سيتولى «الخارجية» والمباحثات مستمرة بشأن «الدفاع»

بيروت: كارولين عاكوم/الشرق الأوسط

أثمر التقارب الأخير بين رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون ورئيس «تيار المستقبل» رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، تذليل عقبات المباحثات الحكومية، إذ رجحت مصادر قيادية في قوى 14 آذار، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن تبصر «الحكومة السياسية الجامعة» النور في وقت قريب جدا.

وعكس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي هذه الأجواء الإيجابية بإعلانه أن «هناك أمورا إيجابية وجيدة ويمكن أن تبصر الحكومة النور قريبا»، في حين أعرب الرئيس اللبناني ميشال سليمان عن أمله «في أن يعي القادة السياسيون خطورة المرحلة ويتعاونوا لتأليف حكومة جديدة تشكل المرجعية التنفيذية والمظلة السياسية للبنان واللبنانيين».

وفي حين لفتت المصادر عينها إلى أن «هناك تشددا سوريًّا يعثر التأليف مقابل تساهل إيراني»، رأت أنه «إذا لم تنجح المحاولات الأخيرة في إخراج الحكومة من العقد التي كبلتها 11 شهرا، فذلك يعني أن هذه الصفحة ستطوى إلى الشهر المقبل». وأشارت المصادر نفسها، في كلامها لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن المفاوضات الأخيرة توصلت إلى تطبيق مبدأ المداورة في الحقائب الذي كان يرفضه عون، وبالتالي التنازل عن وزارة الطاقة لصالح حليفه «حزب الطاشناق» الأرمني، على أن يحصل وزير الطاقة الحالي جبران باسيل على وزارة الخارجية وينال تيار المستقبل «وزارة الداخلية»، على أن تذهب حقيبة «المالية» للثنائي الشيعي، أي حزب الله وحركة أمل، وذلك تطبيقا لمبدأ المداورة في الحقائب. لكن الثغرة التي يعمل على إيجاد مخرج لها تبقى، وفق المصادر، «وزارة الدفاع»، التي ينبغي أن تكون من حصة الطائفة الأرثوذكسية، والتي لن يشملها مبدأ المداورة على غرار الحقائب الأخرى، انطلاقا من أن وزير الدفاع الحالي فايز غصن ينتمي إلى الطائفة عينها. وفي هذا الإطار، قال رئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب، بعد زيارته عون أمس، إن «حكومة الأمر الواقع التي كان يهدد بها الرئيس سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام باتت من الماضي وتلاشت مع تصريح البطريرك بشارة الراعي الذي وضع حدًّا لهذه المسرحية».

ولفت وهاب إلى أن «الحوار بين (تيار المستقبل) و(التيار الوطني الحر) مفيد، وقد يصل إذا صفيت النوايا إلى تسهيل تشكيل الحكومة واستحقاقات أخرى». وأعلن وهاب أن «عملية تشكيل الحكومة جدية في هذه المرحلة وقد يظهر شيء الأسبوع المقبل»، مؤكدا أن «المداورة التي تستهدف شخصا لا تجوز ويجب أن لا تحصل». من جهته، لفت النائب في كتلة «المستقبل» عاصم عراجي إلى أن «النقاش الحاصل حاليا بين (المستقبل) و(التيار) يهدف إلى التوصل إلى حلحلة في الملف الحكومي». وشدد في حديث إلى وكالة «أخبار اليوم» الخاصة في لبنان، على أن «تيار المستقبل لا يمكنه الخروج عن الاتفاق السياسي الحاصل، وبالتالي تدور المشاورات حول إسناد حقيبة الطاقة إلى حزب (الطاشناق) أي لا تكون من حصة التيار (الوطني الحر)، لكنها في الوقت عينه تبقى من حصة تكتل (التغيير والإصلاح)». ورفض عراجي «اعتبار المفاوضات الدائرة بين تيار (المستقبل) والتيار الوطني الحر تتخطى الدور الذي يفترض أن يقوم به سليمان وسلام»، مؤكدا أن «تيار المستقبل» يكنّ كل الاحترام للرئيسين، وقد وضع الرئيس المكلف في أجوائه كما أبدى الرئيس سليمان ارتياحه للمفاوضات الحاصلة بين الكتل السياسية. واستبعد عراجي أن تؤثر المفاوضات الجارية على العلاقة بين «المستقبل» وحليفه حزب «القوات» الذي سبق وأعلن رفضه المشاركة مع حزب الله في الحكومة، رفضا لقتاله في سوريا، وقال: «التحالف بين الطرفين ثابت ولا يقتصر فقط على الملف الحكومي»، مؤكدا أنه «إذا لم تتألف الحكومة خلال اليومين المقبلين فهي لن تتألف، لأن البحث سينتقل إلى ملف الاستحقاق الرئاسي».

 

مانشيت جريدة الجمهورية: إتصالات حثيثة ليلاً لإستيلاد الحكومة اليوم أو غداً

جريدة الجمهورية

إذا صحّت المعلومات التي شاعت ليلاً، فإنّ الحكومة ستولد اليوم، وفي موعد أقصاه غداً السبت، وإلّا سيضطرّ المعنيون إلى الانتظار لأسبوع أو أكثر، إلى حين عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري من جولة تشمل الكويت وإيران وألبانيا.

حتى ساعة متأخرة من ليل أمس بقيت خطوط التواصل مفتوحة بين المعنيين على كلّ المستويات لتذليل ما تبقّى من عقبات، بما يؤدي الى إصدار مراسيم تأليف الحكومة اليوم، أو غداً على أبعد تقدير.

وآخر ما رشح عن التشكيلة الوزارية العتيدة التي ستتكوّن من 24 وزيراً، كان الآتي:

- عن الموارنة (5 وزراء): جبران باسيل (خارجية) بطرس حرب (إتصالات) سجعان قزي (إعلام) روني عريجي (عمل أو زراعة)، وخليل الهراوي.

عن الشيعة (5 وزراء): على حسن خليل (مالية) غازي زعيتر (أشغال ونقل) محمد فنيش (شؤون اجتماعية) حسين الحاج حسن (صناعة أو عمل) وعبد المطلب حناوي.

ـ عن السنّة (5 وزراء): تمّام سلام، محمد المشنوق (ثقافة) سمير الجسر (دفاع أو داخلية) داني قباني، جمال الجراح أو زياد القادري (الزراعة أو الشباب والرياضة).

ـ عن الروم الأرثوذكس (3 وزراء): سمير مقبل (نائب رئيس الحكومة ووزير الداخلية) رمزي جريج (عدل)، غابي ليون (التربية).

- عن الدروز (وزيران): وائل ابو فاعور (الصحة) رامي الريّس أو أكرم شهيّب (البيئة).

ـ عن الكاثوليك: ميشال فرعون (سياحة) آلان حكيم (إقتصاد).

ـ عن الأرمن: ارتور نظريان (الطاقة).

ـ عن الاقليات: نبيل دو فريج.

وقالت مصادر معنية بالتأليف إنّ بعض أسماء هذه التشكيلة تبقى عرضة للتغيير في اللحظات الأخيرة، خصوصاً بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام خلال اجتماعهما قبل ظهر اليوم في بعبدا.

وكانت المعلومات كشفت لـ"الجمهورية" عن ورشة اتصالات ليلية حوّلت ليل الأربعاء - الخميس نهاراً، فإلى زيارة الرئيس فؤاد السنيورة الى المصيطبة التي امتدّت نحو ثلاث ساعات تقريباً لم تحسم الإسم المقبول لحقيبة الداخلية، عُقد لقاء منتصف الليل بين سلام وسليمان في بعبدا امتدّ حتى الأولى والنصف فجراً وانتهى الى جوجلة جديدة لما هو مطروح وما آلت اليه مفاوضات "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" التي فتحت ابواباً جديدة لأزمة توزيع الحقائب، فالصيغة المقترحة لإستعادة الطاقة لتكتّل التغيير والإصلاح" انعكست على التركيبة الحكومية كاملة، ما ولّد أزمات متتالية في الحقائب السيادية ثمّ في الخدماتية، منها على طريقة "الدومينو" ومنها حقائب الخارجية والدفاع والأشغال وغيرها.

عقبات الساعات الأخيرة

وفي ظل الظروف التي أوحت بقرب الولادة الحكومية، تحدثت مصادر واسعة الإطلاع لـ"الجمهورية" عن عُقدِ الساعات الأخيرة، وتحديداً بعد ظهر امس، فبعدما تبيّن انّ هناك تفاهماً انهى عقدة وزارة الطاقة بإسنادها الى حزب الطاشناق (آرتور نظريان)، فُتحت عقدة الحقيبتين السياديتين المزدوجة، الخارجية والدفاع، فإصرار "التيار" على توزير جبران باسيل في وزارة الخارجية عكس رفض رئيس الجمهورية الذي حذر سابقاً من التلاعب بتوزيعة الحقائب السيادية، وهو عبّر عن إصراره على التمسك بوزير ماروني في وزارة الدفاع (خليل الهراوي)، الأمر الذي أدى الى إعادة نظر شاملة بالتركيبة الحكومية وبالتوزيعة الطائفية والمذهبية للحقائب، فبقاء الهراوي في الدفاع يفرض وجود اورثوذكسي في الخارجية وهو الوزيرغابي ليون المقترح اصلاً لها، لكنّ نقل توزير باسيل من الخارجية الى حقيبة أخرى اصطدم برغبته في ان تكون الأشغال وليس التربية، الامر الذي رفضه رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يصرّ على إحتفاظه بالتوزيعة السابقة المتفق عليها، اي حقيبتي المال والأشغال.

وعلى الخط عينه لم يحسم "المستقبل" بعد اسم وزير الداخلية، وبقي على طرحه توزير النائب جمال الجراح، وإلّا اللواء اشرف ريفي، فيما يصرّ "حزب الله" على توزير النائب سمير الجسر باعتباره أكثر قبولاً في الساحة السياسية العامة، ويتناغم مع هذا الموقف الرئيس المكلف ايضاً.

موقف «القوات»

وقال مصدر رفيع في "القوات اللبنانية" لـ"الجمهورية": "إننا ضدّ هذه الحكومة وضد تأليفها، ولن نشارك فيها، ونحترم إرادة بعض أفرقاء "14 آذار". نختلف معهم ونصرّ على اعلان "حزب الله"، قائد قوى "8 آذار" ومحرّكها الحقيقي، نيّاتٍ حول "اعلان بعبدا" قبل البحث في الحكومة والمشاركة فيها، تماماً كما كان يحصل في السابق، لأن تأليف الحكومة يأتي بعد اعلان النيّات، ويليهما البيان الوزاري".

وأضاف: "صحيح انّ البيان الوزاري بحسب الدستور يأتي بعد التأليف لكنّ اعلان النيّات ضروري وملزم في البداية، كما كانوا يصرّون سابقاً على "جيش وشعب ومقاومة" قبل التأليف، لذلك نحن نصرّ على "اعلان بعبدا" لتحييد لبنان عمليّاً عمّا يحدث في سوريا". وسأل المصدر أخيراً: "هل يعلم اللبنانيون أنّ آلاف المقاتلين في "حزب الله" يشاركون اليوم في الحرب في جبال القلمون في سوريا"؟

الحريري

وعلمت "الجمهورية" أنّ الرئيس سعد الحريري سيركّز في كلمته في الذكرى السنوية التاسعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وشهداء "ثورة الأرز" على مفهومي العدالة والاعتدال، لتجسيدهما طبيعة المرحلة، إنْ لجهة المحكمة الدولية وما ترمز إليه، أو لناحية ارتفاع منسوب التطرّف.

وسيعاود الحريري تسليط الضوء على مفهوم العدالة الذي لا يمكن أي مجتمع أن يستقر من دونه، حيث إنّ غياب العدالة عن لبنان أو العجز عن تطبيقها، أدّى إلى تغييب الدولة وتشريع شريعة الغاب، وإنّ من شروط قيام الدولة تطبيق العدالة، ومن هنا التمسك بالمحكمة، أي ليس فقط لوقف الاغتيالات السياسية المتمادية، إنّما لاستعادة الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي.

وفي الشق الآخر من كلمته سيركز الحريري على مفهوم الاعتدال في ظل تصاعد الغرائز المذهبية والطائفية، وأنّ تحالف الاعتدال في كل الطوائف يشكّل الضمان لوحدة لبنان واستقراره، لأنّ الانسياق وراء التطرف يعني نهاية لبنان، وبالتالي على رغم صعوبة الموقف والظرف لن يتخلى عن دوره في مواجهة الغرائز وتأكيد نهج الاعتدال.

وفي موازاة ذلك سيتطرق الحريري إلى الأسباب الموجبة التي دفعته إلى المشاركة في الحكومة، وفي طليعتها الحفاظ على هيكل الدولة ومواجهة انزلاق لبنان نحو الفوضى، فضلاً عن تمسكه بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري والإشادة بوثيقة بكركي والتشديد على وحدة 14 آذار. وسيكون للأزمة السورية حصّتها في استعادة للموقف الداعم للمعارضة.

نصر الله

في المقابل، يطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في الثامنة والنصف مساء بعد غد الأحد عبر شاشة قناة "المنار" بمناسبة ذكرى الشهداء القادة في حزب الله، للحديث عن آخر التطورات الداخلية والإقليمية والدولية.

إجتماع بعبدا

وفي موازاة الحراك الحكومي، ظلّت إنجازات الجيش الأمنية غير المسبوقة مدار ترحيب، إنعقد على وقعه اجتماع امنيّ ـ قضائي أمس برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وحضور ميقاتي ووزيري الداخلية والبلديات مروان شربل والعدل شكيب قرطباوي وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية ومسؤولون قضائيون.

وتمّ خلال الاجتماع عرض لإنجازات الجيش والأجهزة الأمنية المتمثلة بإكتشاف الشبكات الارهابية والخلايا التي تحضّر لتفجير سيارات وأعمال انتحارية وانتقامية، وللخطوات القضائية المقرّرة في ضوء اعترافات الموقوفين والمعلومات التي افصحوا عنها. كذلك اتفق على إبقاء التنسيق قائماً بأعلى درجاته بين الاجهزة الامنية على مستوى التحريات والاستقصاء وتبادل المعلومات والجهوزية لكشف المجرمين والمحرّضين ومن يقف وراءهم.

وشدّد سليمان على استمرار الجهود الامنية والإجراءات القضائية في قضية الشبكات والخلايا الإرهابية مجدّداً التنويه بما قامت به مديرية المخابرات والارتياح الذي تركه ذلك لدى المواطنين، آملاً في أن يعي القادة السياسيون خطورة المرحلة وما يخطط للبنان، فيسارعوا الى التعاون في سبيل تأليف حكومة جديدة تشكّل المرجعية التنفيذية والمظلة السياسية للبنان واللبنانيين في هذه المرحلة.

وذكرت مصادر شاركت في الإجتماع لـ"الجمهورية" انّ المجتمعين استمعوا الى تفاصيل كثيرة حول التوقيفات الأخيرة وحصيلة الدهم الذي جنّب لبنان أحداً دمويّاً وعمليات كان يمكن لليد الإجرامية النفاذ بها في مناطق عدة، وهو امر وُصف بالمريع.

لكنّ المصادر قالت إنّ ما سُرّب في معظم وسائل الإعلام حول أدوار أُعطيت لنعيم عباس إحتوى على شيء من الحقيقة وكثير من المغالاة. وإنّ "الروايات الهوليودية البوليسية" في ما نُشر طغت على الحقائق، خصوصاً تلك التي وصفته "سوبرمان عصره الإجرامي"، فهو "مجرم حقيقي وخطير"، حسب أحد المعنيين، "لكنّه ليس الوحيد الذي نفّذ كل حلقات المسلسل الإجرامي الرهيب الذي ضرب البلاد، فهناك شبكات كبرى أخرى لا تزال قيد الملاحقة، وهناك رجال خطرون يتحصّنون بأشكال عدة من الحماية في مناطق لبنانية عدة، وإن كان بعضها قيد المراقبة الشديدة واللصيقة، لكنّ بعضاً منها ما زال حراً طليقاً ومجهولاً الى اليوم بعيداً من عيون المراقبين والمخبرين.

المخطّط التفجيري

وفي معلومات لـ"الجمهورية" انّ التحقيقات مع عباس كشفت انّ المخطط التفجيري الذي كان مُعدّاً للتنفيذ غداً الأحد يقضي بتفجير انتحاري بسيارة مفخخة لمقر قناة "المنار" في محلة الجناح، وفي الوقت نفسه تفجير انتحاري آخر في منطقة تقع بين محلتي الغبيري والشياح بما يؤدي الى تهاوي أبنية بعضها على بعض، وفي الوقت نفسه قصف الضاحية بالصواريخ الاربعة التي عُثرعليها في بلدة الدبّية، ويتزامن هذا القصف مع اندساس مجموعة من حاملي الاحزمة الناسفة بين الجموع لدى تدافعها اثناء سقوط الصواريخ وتفجير انفسهم، بما يوقع اكبر عدد ممكن من الضحايا.

واشارت مصادر اطّلعت على التحقيقات انّ عباس تعاون بكلّ سهولة مع المحقّقين منذ توقيفه وأنّ ما ادلى به من معلومات خطير جداً، الى درجة انّه هو من أرشد الاجهزة الامنية الى سيارة اللبوة التي كانت تقودها إحدى النساء، فتبيّن انّه لا يعرفها ولكنّه تواصل معها هاتفياً وعبر بعض الاجهزة الالكترونية، فأعطته رقم لوحة السيارة، ونتيجة هذه المعلومة تمّ توقيف السيارة والنساء الثلاثة اللواتي كنّ فيها.

مصادر أمنية

إلا أنّ مصادر امنية أكّدت لـ"الجمهورية" أنّ عباس يُعتبر من أخطر الارهابيين على الساحة اللبنانية، وتلاحقه مخابرات الجيش منذ ما قبل توقيف الإرهابي عمر الأطرش، إلاّ أنّه كان متوارياً، لكن التحقيق مع الأطرش كشف مكان وجوده.

وتوقّعت المصادر حصول تفجيرات أخرى في عدد من المناطق اللبنانيّة لأنّ هذه الخلايا تعمل بطريقة خبيثة ومحترفة، قائمة على عدم تعرّف الأشخاص داخل الخلية الواحدة بعضهم على بعض. وكشفت المصادر أنّ هذه الخلايا تعتمد في عملها في غالبية الأوقات على التواصل عبر الانترنت عن طريق السكايب".

وكشفت المصادر أنّ عباس يرتبط مباشرة بأسامة الشهابي وهيثم الشعبي وتوفيق طه، وهو عمد في الفترة الأخيرة الى تجنيد عدد كبير من الانتحاريين من داخل المخيّم وخارجه على قاعدة تنفيذ عمليات انتحارية في سوريا، وهكذا تشكّلت الجماعات الارهابية في المخيم التي شكّلت هاجساً كبيراً للقيادات الفلسطينية داخل المخيّم لأنّها جمعت تحت مظلتها عناصر من تنظيم "القاعدة" وجبهة "النصرة" وداعش، عمدت الى تدريب عدد كبير من المقاتلين للذهاب الى سوريا والعمل على التخطيط لتنفيذ تفجيرات في الداخل اللبناني.

الى ذلك، أكّدت مصادر عسكرية لـ"الجمهورية" أن ّ الجيش يقوم بإجراءات روتينيّة عادية، وهو أغلق عدداً كبيراً من المعابر الحدودية غير الشرعية بين لبنان وسوريا منذ اندلاع الأزمة السورية، لذلك الكلام عن أنّ جرافاته تغلق هذه المعابر غير دقيق لأنّها أغلِقت منذ زمن طويل، وهو يراقبها دورياً وروتينيّاً.

أمّا الحديث عن الإجراءات الإحترازية التي بدأ الجيش اتخاذها في منطقة البقاع الشمالي منعاً لتدفق الارهابيين من انتحاريين ومسلحين وإمدادات لوجيستية من وإلى الاراضي اللبنانية عبر الحدود المتصلة مع سوريا، فأكّدت المصادر العسكرية عينها أنّ هذه الاجراءات موجودة أيضاً منذ معركة النظام السوري، وليست وليدة اللحظة، إذ إنّ جرافات الجيش تعمل يومياً على اغلاق الطرق غير الشرعية في الجانب اللبناني بالسواتر الترابية والصخور.

على صعيد آخر، أثبتت الإعترافات التي أدلت بها النساء الثلاث اللواتي اوقِفن في سيارة "الكيا" على طريق عرسال امس الأوّل، لدى مخابرات الجيش اللبناني أنّ "مهمتهن اقتصرت على نقل السيارة المفخخة فقط وليس تفجيرها، وأنّها ليست المرة الأولى التي يقمن بهذا العمل، بل سبق لهنّ أن ساهمن مراراً في نقل سيارات مفخخة الى داخل الضاحية الجنوبية، وكان لهلا أحمد رايد الدور الأبرز في ذلك.

الحجيري لـ"الجمهوريّة"

وفي المواقف، دعا رئيس بلدية عرسال علي الحجيري عبر "الجمهوريّة" الدولة اللبنانية الى تحمّل مسؤوليتها، وتسلّم الأمن في عرسال، "فلا يكفي أن تنشر حواجز على مداخل البلدة، بل يجب أن تدخل الى داخلها، فالبلدية لم تعُد قادرة على ضبط الأمن لأنّ إمكاناتها محدودة ولم يعد بمقدورها دفع رواتب العمّال"، موضحاً أنّ "الحدود البرّية لعرسال شاسعة جدّاً، وعلى القوى الأمنية أن تراقب الجبال، وأيّ خلل تتحمّل مسؤوليته الدولة وليس البلدية". ولفت الى أنّه "إتصل بجميع المسؤولين وطلب تعزيزات أمنية لكنّهم لم يتجاوبوا حتّى الساعة".

ورفض "إلصاق تهمة الإرهاب بالبلدة، ففي عرسال هناك الأوادم ولا تخلو من بعض المُخلّين، وزادت المشكلة بعد دخول عدد كبير من السوريين، ولا يمكننا مراقبتهم لنعرف الإرهابي من الصالح، وعلى الدولة أن تقيم مخيّمات للنازحين وتراقبها لأنّ هذه واجباتها".

 

الفاتيكان جرّد "وثيقة بكركي" من عواطف الراعي وجعلها شوكة في خاصرة حزب الله وميشال عون

لندن- كتب حميد غريافي

كشفت أوساط مقرّبة من البطريركية المارونية في بكركي شمال بيروت النقاب أمس عن أن الفاتيكان وافق على إطلاق الوثيقة التي قرأها البطريرك بشارة الراعي خلال الاجتماع الشهري للأساقفة الموارنة بحضور البطريرك المستقيل نصرالله صفير، بعدما قرأها وأدخل تعديلات عليها وحذف بعض فقراتها التي كانت نتيجة تفاعل نفسية الراعي مع حزب الله وسوريا التي عادت فظهرت مجدداً في استقباله ميشال عون وعصبته السياسية بكاملها في عيد مار مارون الأحد الماضي وإعلان تأييد هذا الأخير في رفضه تشكيل الحكومة إلاّ بشروط تعجيزية والقول له مباشرة: "نحنا معك"، أي معه في وثيقة تفاهمه مع حسن نصرالله وزياراته "الأخوية" إلى "أخيه" بشار الأسد في دمشق، ومعه في منع رئيس الجمهورية من تأليف حكومة إنقاذية، فيما الراعي نفسه يدعو ليلاً ونهاراً إلى تشكيلها لإنقاذ الاستحقاق الرئاسي فيما بعد".

وقالت الأوساط في لندن أمس إن "وثيقة الراعي" رُفِعت إلى الكرسي الرسولي في روما لإبداء رأيه فيها قبل أشهر، وربما منذ زيارة البطريرك الأخيرة للفاتيكان، ثم أُعيدت إليه بعد إدخال التعديلات عليها بسبب أهميتها على المديين المتوسط والبعيد، بدليل أنها جاءت بعيدة كل البعد عن التوجهات التي سار عليها الراعي منذ اليوم الأول لانتخابه بطريركاً على درج مدخل قصر الإليزيه الفرنسي ما أحدث زلزالاً في لبنان وأوروبا ودول الاغتراب لتركيز البطريرك الجديد على "مشروعية المقاومة" و"أحقيّة بشار الأسد في إدارة شؤون بلده"، كما جاءت خالية من كل ما يثير حساسيات الموارنة خصوصاً والمسيحيين بشكل عام حيال هذين الموضوعين اللذين يقضان مضاجع اللبنانيين والدول العربية الأخرى".

وأكدت الأوساط أن البطريرك السابق نصرالله صفير "قد يكون لعب دوراً مهماً في تعديل بعض فقرات الوثيقة عندما عُرضت عليه قبل إرسالها إلى الفاتيكان، مصوباً بذلك المسار الشاذ لرفيقه الراعي، بحيث إن وقع هذه الوثيقة على لبنان واللبنانيين شابه وقع "نداء بكركي" العام 2000 الذي أطلقه صفير ومطارنته وأدّى إلى خلخلة الاحتلال السوري للبنان، وفيما بعد إلى اجتثاثه من جذوره، مطلقاً شرارة "ثورة الأرز" التي تحوّلت إلى ثورة عربية واسعة احتُذي بها في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والمغرب والجزائر، وقلبت الأوضاع فيها رأساً على عقب".

وقالت الأوساط المقربة من بكركي عادة، وخصوصاً في عهد البطريرك صفير، إن عدداً من الأساقفة والقادة الروحيين في دول الاغتراب وبعض زعماء الأحزاب المسيحية الذين كانوا إطّلعوا على الخطوط العريضة "لوثيقة الراعي"، نصحوه بالابتعاد عن كل ما من شأنه الإيحاء بأنه ما زال سائراً في أخطائه، وتحاشي كل ما من شأنه دعم الفئات العاملة على تهديم الدولة وتدمير مقوماتها لاستبدالها بدولة "الولي الفقيه-وربّ العلويين"، وقد حصلت بعض عمليات الأخذ والردّ أُفهم الراعي بنتائجها أنه "غير مُخيّر" في صياغة الوثيقة "وغير مطلق اليدين" فيها لأنها تضع خارطة طريق للبنان إلى عشرات السنين المقبلة على أُسس دولة قوية لا مكان فيها للعصابات وقطّاع الطرق والقتلة والمتسلطين والمذهبيين".

"ولأن الوثيقة جاءت بهذا الأسلوب الحاسم والأفكار غير المتزحزحة عن المفهوم الوطني اللبناني الصرف والصافي"، حسب الأوساط تلك، "شنت القوى المارقة في 8 آذار حملة عنيفة عليها فيما التزمت بعض وسائل إعلانها وبعض قادة أحزابها بالصمت المطبق، على اعتبار أنها "متناغمة مع مواقف ومبادئ وأفكار 14 آذار اللبنانية الوطنية"، وقد تكون "قاربت من إلغاء مفاعيل وثيقة التفاهم بين ميشال عون وحسن نصرالله نهائياً"، وهذا ما حمل الراعي على "تطييب خاطر" صديقه الجنرال في بكركي الأحد الماضي، مشجّعاً إياّه على خوض الانتخابات الرئاسية بطرية غير مباشرة عندما قال له "نحنا معك"...

 

مذكرة بكركي تهتز على أيدي أهل الدار! أزمة صامتة بين الرئيس والبطريرك

خاص – "النهار"/قبل ان يجف حبر المذكرة الوطنية لبكركي التي اثارت سباقاً بين القوى المسيحية على اختلافها على تبنيها ولو كل من النظرة التي تحكم موقفه منها ومن الآخرين، بدا المشهد المسيحي عرضة لتجاذبات جديدة من شأنها ان تعرض هذه المذكرة لخضة مبكرة جداً. فعلى رغم أن المناخ الذي تركته المذكرة كان يفترض توظيفه في اتجاهات تخدم تسهيل تأليف الحكومة جاءت مجموعة مواقف اتسمت بالتسرع حيناً وبالارتجال أحياناً لتحدث الهزة الاولى في هذا المناخ، وهي في مجملها على ما يتضح مواقف موصولة بالاحتقانات التي تراكمها التعقيدات الحكومية وأيضاً حسابات القوى المسيحية في شأن الاستحقاق الرئاسي.

من يوم الاحتفال بعيد القديس مارون الى التصريح الذي أدلى به البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي اول من امس في المطار مغادراً الى الفاتيكان، شكلت سلسلة المواقف علامات استفهام وشكوك حول قدرة القوى المسيحية ومراجعها السياسية والدينية على التوظيف الايجابي لما اعتبر انجازاً مهماً شكلته تلك المذكرة. وحملت هذه المواقف أوساطاً معنية على القول إن المذكرة بدأت تشكل لحافاً يشد كل طرف به في اتجاه ينذر بتمزيقه.

أثار رئيس الجمهورية ميشال سليمان بانتقاده السعي الى حقيبة او وزير أكثر من الحفاظ على لبنان حفيظة التيار العوني. وأثارت مزايدة العماد ميشال عون بحضوره الى بكركي في الوقت الذي كان الاحتفال الرسمي بعيد القديس مارون يجري في الجميزة حفيظة الرئاسة وسواها. وأثار تبادل الرسائل الحميمة بين البطريرك وعون في وقت اعتبرت العقدة العونية رصاصة الرحمة على الحكومة الجامعة حفيظة أكثر من طرف. واثار التفسير القواتي لمذكرة بكركي على لسان الدكتور سمير جعجع وتساؤله عن موقف عون ضمناً من المبادئ المناهضة لدولة حزب الله حفيظة العونيين وقوى 8 آذار. وأثار التأييد العوني بنسبة مئة في المئة للمذكرة حفيظة حلفاء وخصوم لم يروا في ذلك سوى محاولة مكشوفة لحمل بكركي على تبني ترشيح الجنرال للرئاسة.ثم جاء كلام البطريرك الراعي في المطار ليشكل ذروة المفارقات التي استعجلت وضع المذكرة أمام اختبار متعجل على يد من وضعها. وجه البطريرك تحذيراً واضحاً الى الرئيس سليمان والرئيس المكلف تمام سلام من مغبة تشكيل حكومة لا تحظى بثقة مجلس النواب كأنه يحصر كل مسؤولية التعقيدات والمناورات بالرئيسين ومضى تاركاً عاصفة من الاستياء المكتوم لدى المعنيين بتشكيل الحكومة ولدى الأوساط المراقبة التي لاحظت ان البطريرك لم يأبه او لم يتنبه الى انعكاسات موقف عد انحيازاً واضحاً الى العماد عون تحديداً. فهل تقصد البطريرك ذلك فعلاً ولاي هدف؟ ثم ماذا بين الرئيس سليمان والبطريرك؟ هل هناك أزمة صامتة بدأت تتكشف عنها المواقف الأخيرة؟ اسئلة وشكوك وغيوم إضافية تتراكم في سماء المشهد المسيحي مع الخشية المبررة من مزيد من انكشافه وتراجعه.

 

سليمان: لوعي خطورة المرحلة وتشكيل حكومة تكون مظلة سياسية للبنان واللبنانيين

وطنية - شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على "ضرورة استمرار الجهود الامنية والاجراءات القضائية في قضية الشبكات والخلايا الارهابية"، مجددا "التنويه بما قامت به مديرية المخابرات امس والارتياح الذي تركه ذلك لدى المواطنين"، مبديا أمله "في أن يعي القادة السياسيون خطورة المرحلة وما يخطط للبنان فيسارعوا الى التعاون في سبيل تشكيل حكومة جديدة تشكل المرجعية التنفيذية والمظلة السياسية للبنان واللبنانيين في هذه المرحلة".

اجتماع امني قضائي

كلام الرئيس سليمان جاء في خلال ترؤسه في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم اجتماعا أمنيا قضائيا حضره رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزراء الداخلية والبلديات مروان شربل والعدل شكيب قرطباوي في هذه الحكومة وقادة الاجهزة العسكرية والامنية ومسؤولون قضائيون.

وتم في خلال الاجتماع عرض لما قام به الجيش والاجهزة الامنية على صعيد اكتشاف الشبكات الارهابية والخلايا التي تحضر لتفجير سيارات واعمال انتحارية وانتقامية والخطوات القضائية المترافقة معها في ضوء الاعترافات التي أدلى بها الموقوفون والمعلومات التي افصحوا عنها.

كذلك تم الاتفاق في خلال الاجتماع على ضرورة ابقاء التنسيق قائما على اعلى درجاته بين الاجهزة الامنية على مستوى التحريات والاستقصاء وتبادل المعلومات والجهوزية في سبيل كشف المجرمين والمحرضين ومن يقف وراءهم ودرء الخطر عن لبنان.

شؤون النازحين

ثم عقد اجتماع ثان إنضم اليه وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال وائل ابو فاعور بعد مغادرة الوزير قرطباوي تم في خلاله البحث في التدابير الواجب اتخاذها في موضوع النازحين في ضوء تطور الاحداث في سوريا وازدياد موجة النزوح.

ميقاتي

وكان الرئيس سليمان عقد قبل الاجتماعين لقاء مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عرضا في خلاله للتطورات السياسية والامنية والحكومية الراهنة.

مسؤول ايطالي

واستقبل الرئيس سليمان وفدا ايطاليا برئاسة نائب رئيس مجلس القضاء الاعلى الايطالي ميكيللي فييتي في حضور رئيس مجلس القضاء الاعلى في لبنان القاضي جان فهد، حيث تم اطلاع رئيس الجمهورية على عدد من اتفاقات التعاون القضائي التي سيتم توقيعها بين المجلسين.

 

اجتماعات في بعبدا لمواجهة الارهاب ومواكبة النازحين وسليمان يأمل ان يعي القادة خطورة المرحلة ويتعاونوا للتشكيل

المركزية- شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على ضرورة استمرار الجهود الامنية والاجراءات القضائية في قضية الشبكات والخلايا الارهابية مجدداً التنويه بما قامت به مديرية المخابرات امس والارتياح الذي تركه لدى المواطنين، معربا عن أمله في أن يعي القادة السياسيون خطورة المرحلة وما يخطط للبنان فيسارعوا الى التعاون في سبيل تشكيل حكومة جديدة تشكل المرجعية التنفيذية والمظلة السياسية للبنان واللبنانيين في هذه المرحلة.

كلام الرئيس سليمان جاء خلال ترؤسه في القصر الجمهوري في بعبدا اجتماعاً أمنياً قضائياً حضره رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزيرا الداخلية والبلديات مروان شربل والعدل شكيب قرطباوي وقادة الاجهزة العسكرية والامنية ومسؤولون قضائيون. وتم في الاجتماع عرض لما قام به الجيش والاجهزة الامنية على صعيد اكتشاف الشبكات الارهابية والخلايا التي تحضر لتفجير سيارات واعمال انتحارية وانتقامية والخطوات القضائية المترافقة معها في ضوء الاعترافات التي أدلى بها الموقوفون والمعلومات التي افصحوا عنها. كذلك تم الاتفاق على ضرورة ابقاء التنسيق قائماً على اعلى درجاته بين الاجهزة الامنية على مستوى التحريات والاستقصاء وتبادل المعلومات والجهوزية في سبيل كشف المجرمين والمحرضين ومن يقف وراءهم ودرء الخطر عن لبنان. ثم عُقد اجتماع ثان إنضم اليه وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال وائل ابو فاعور بعد مغادرة الوزير قرطباوي تم خلاله البحث في التدابير الواجب اتخاذها في موضوع النازحين في ضوء تطور الاحداث في سوريا وازدياد موجة النزوح. وكان الرئيس سليمان عقد قبل الاجتماعين لقاء مع الرئيس ميقاتي عرضا للتطورات السياسية والامنية والحكومية الراهنة. واستقبل الرئيس سليمان نائب رئيس مجلس القضاء الاعلى الايطالي ميكيللي فييتي على رأس وفد في حضور رئيس مجلس القضاء الاعلى في لبنان القاضي جان فهد وتم اطلاع رئيس الجمهورية على عدد من اتفاقات التعاون القضائي التي سيتم توقيعها بين المجلسين.

 

اهالي عرسال أكدوا دعم المؤسسات الامنية والانفتاح والتواصل والعلاقة الجيدة مع المحيط

وطنية - صدر عن اهالي بلدة عرسال بيان جاء فيه:"عقد في دار بلدية عرسال اجتماع، ضم رئيس البلدية علي محمد الحجيري وأعضاء المجلس البلدي والمخاتير وفاعليات البلدة وممثلين عن كل العائلات. واستمر الاجتماع لمدة 3 ساعات، وتوصل المجتمعون إلى الآتي:

- العمل على تشكيل لجنة للبحث في الامور الطارئة والمستجدة والتي قد تطرأ في سياق الواقع والوضع الأمني الذي تشهده عرسال ومحيطها في ظل الأوضاع الحالية في القلمون.

- يتحمل كل شخص يقوم بعمل مخل بالأمن أو يقوم بأي إساءة، المسؤولية الخاصة بنفسه بعيدا عن تحميل أهالي عرسال المسؤولية.

- العمل على تحديد لقاء مع الرؤساء الثلاثة لشرح موقف عرسال الوطني وعلاقته مع المحيط.

- دعم المؤسسات الأمنية وعلى رأسها الجيش اللبناني فى ما تقوم به من حفظ الأمن وبالأخص في منطقة البقاع الشمالي وعرسال، وكان آخرها ضبط السيارة المفخخة بمن فيها.

- أثنى المجتمعون على عمل الجيش اللبناني من خلال القيام بواجبه، تجاه حفظ الأمن في المنطقة بأكملها.

- اتخاذ قرار يتعلق باللاجئين السوريين ومنع أي منهم الظهور بمظاهر مسلحة والاخلال بالأمن داخل أو في محيط عرسال وعدم الاساءة للجيران.

- التأكيد على الانفتاح والتواصل والعلاقة الجيدة التي تربطنا مع المحيط من أبناء المنطقة وغيرها.

- مطالبة القوى الأمنية وعلى رأسها الجيش اللبناني القيام بواجبها تجاه أهالي عرسال والعمل على حفظ أمنهم وأمن أبنائهم، وخصوصا خلال تنقلاتهم على طرق المنطقة.

- تبقى عرسال الشريان الوطني الاساسي في دعم مؤسسات الدولة وتؤكد على انتمائها الوطني والتاريخي".

 

كتلة المستقبل اجتمعت برئاسة السنيورة ونوهت بإنجاز الجيش: نأمل ان تشكل ولادة الحكومة مرحلة جديدة باتجاه الاستقرار والنمو والتطور

وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" اجتماعها، في بيت الوسط، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعرضت الأوضاع في لبنان والمنطقة.

وفي نهاية الاجتماع، أصدرت بيانا تلاه النائب أمين وهبي، وفي ما يلي نصه:

 "أولا: مع حلول الذكرى التاسعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه الأبرار، يستذكر الشعب اللبناني هول هذه الجريمة النكراء التي استهدف المجرمون من خلالها ضرب استقلال لبنان وحريته وضرب نهوضه وتألقه، لكن هذه الذكرى المؤلمة، تحل هذه السنة بالتوازي مع انطلاق اعمال المحكمة الخاصة بلبنان، وهي انطلاقة تدل على أن لبنان يقترب من تحقق العدالة التي عمل وضحى الشعب اللبناني من أجلها، والتي يساهم في عملية الوصول إليها مهنية ودقة عمل هذه المحكمة التي تنال كل يوم تقدير المتابعين والمهتمين. ان وقائع وتفاصيل جريمة اغتيال الرئيس الحريري المروعة التي تعمل المحكمة على تسليط الضوء عليها، تعيد إلى اذهان اللبنانيين وقائع مؤلمة لحقبة النظام الامني السوري - اللبناني الذي كان مسيطرا على لبنان برموزه وأدواته وشخصياته المعروفة، والتي تلطخت أيديها بدماء الابطال من الشهداء الأبرار. إن الذكرى التاسعة لجريمة العصر في لبنان تحمل معها آمالا قوية بأن العدالة آتية، وان الحقيقة على وشك الظهور وأن دماء الشهداء لم ولن تذهب هدرا، بل كانت طريقا إلى حياة متجددة للبنان واللبنانيين.

ثانيا: تنوه الكتلة وتشيد بالانجاز الأمني الكبير الذي حققته الأجهزة الامنية، وعلى وجه الخصوص الجيش اللبناني باعتقاله إرهابيين كانوا يخططون لأعمال اجرامية وارهابية خطيرة كان يمكن أن تهدد حياة مواطنين ابرياء وتضرب استقرار لبنان وصموده وسلمه الأهلي. والكتلة تعتبر ان هذه التجربة تدل على أن الاجهزة الامنية اللبنانية قادرة على تحقيق خطوات متقدمة وانجازات كبيرة حين يسمح لها بذلك، وحين تقرر هي القيام بمهامها بشكل جدي.  إن كتلة المستقبل التي تتوجه بالتهنئة للجيش والاجهزة الامنية على انجازها الكبير بالكشف عن بعض الجرائم الارهابية والمخططين لها، تأمل أن تستمر هذه الحيوية المقدرة والمشكورة بالكشف قريبا عن المجرمين الذين خططوا ونفذوا جريمة اغتيال الشهيد الدكتور محمد شطح في وضح النهار، وفي اعتقال المتهمين بجريمة تفجير مسجدي التقوى والسلام في مدينة طرابلس، وكل الجرائم الأخرى من اغتيال وتفجير، التي حصلت في السنوات الأخيرة. إن الإنجاز المحقق باعتقال الارهابيين وتفكيك السيارات المفخخة والحؤول دون استهداف المواطنين الأبرياء إن دلت على شيء فهي تدل على أمرين مهمين:

أ - إن الأجهزة الأمنية تثبت مرة تلو الأخرى أنها إذا ما دعمت واحتضنت وجهزت وحصنت بقرار سياسي صحيح، فإنه يمكن لها أن تصبح قادرة على حماية اللبنانيين وسلمهم الأهلي.

ب - إن ما حصل البارحة يثبت أيضا، وبما لا يدع مجالا للشك بأن كل أنواع الأمن الذاتي والمربعات الأمنية والسلاح غير الشرعي لا يمكن أن يشكل حماية لا لحامليه ولا للمتمسكين به ولا للوطن ولا للبنانيين بشكل عام.

من جهة أخرى، فإن الكتلة تستمر في تكرار موقفها الثابت بأن الحياة الوطنية لن تستقيم طالما استمر "حزب الله" في قتاله إلى جانب النظام السوري في مواجه شعبه.

وعليه، فإنه يتوجب على الحزب وصونا للسلم الاهلي وحفاظا على أرواح اللبنانيين المبادرة إلى سحب ميليشياته والعودة إلى لبنان، على أن يتولى الجيش اللبناني مدعوما بقوات الطوارىء ضبط الحدود وحماية أمن اللبنانيين في مواجهة الارهاب والارهابيين.

ثالثا: تتابع الكتلة الاتصالات والمساعي الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة التي ينتظرها الشعب اللبناني على امل ان تشكل ولادتها مرحلة جديدة باتجاه الاستقرار والنمو والتطور".

 

الارز الوطني: لتحييد عرسال عن معركة القلمون السورية

وطنية - عقدت حركة الارزالوطني الاجتماع الدوري لمكتبها السياسي في بعلبك في حضور رئيس الحركة عادل بيان واصدرت بيانا، شكرت خلاله "المؤسسة العسكرية الحامية للوطن للكشف عن السيارتين المفخختين في بيروت والبقاع وبالقاء القبض على المجرم نعيم عباس". وطالب "الدولة والمؤسستين العسكرية والامنية بضبط الحدود والانتشار الكثيف لعناصرها ومنع دخول الاليات والعمل على مساعدة وتحييد بلدة عرسال عن نيران معركة القلمون السورية ". وختم البيان :"ان بلدة عرسال اهلها كرام طلاب دولة وهم غير معنيين باي عمل ارهابي يقوم به بعض الاشخاص وتستقبل الالاف من الاخوة النازحين السوريين وهم تحت القانون".

 

جزر مارشال سحبت طلب تعيين السيد سفيرا لها في اليونيسكو

وطنية -اعلنت سلطات جزر مارشال انها "سحبت رسميا طلب تعيين اللواء المتقاعد جميل السيد سفيرا لها في منظمة  اليونيسكو"، مؤكدة "ان لا علم لها اصلا بهذا الترشيح الذي لم يسلك القنوات الرسمية المعهودة". وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية ان مسؤولين في الارخبيل الواقع في المحيط الهادئ اكدوا الخميس "ان هذا الطلب سحب رسميا الاربعاء وانهم يحاولون جلاء ملابسات كيفية وروده اساسا". وقال توني دو بروم، الذي يقوم مقام رئيس جزر مارشال كريستوفر لوك بسبب وجود الاخير في زيارة الى الخارج، "نحن ننشر هذه المعلومة (سحب طلب التعيين) لكي نبرهن اننا شفافون وصادقون بشأن ما نعرفه". واكد مسؤولون كبار في ماجورو "ان ترشيح المسؤول الامني اللبناني السابق لم يسلك الاجراءات الرسمية المعهودة وان الادارات الحكومية، مثل وزارتي العدل والمالية، لم يكن لها اي علم به". اضافوا :"ان ممثلي حكومة جزر مارشال تفاجأوا عندما سئلوا عن هذا الترشيح الاربعاء وانهم ارسلوا في الحال رسالة الى اليونيسكو لالغاء طلب التعيين

 

النائب مروان حمادة: لن امنح الحكومة الثقة لان حزب الله المتهم في لاهاي مشارك فيها 

كشف النائب مروان حمادة انه لن يمنح الحكومة العتيدة الثقة مع ان له حلفاء واصدقاء فيها، 'لأن حزب الله المتهم في لاهاي مشارك فيها”. حمادة وفي حديث إذاعي، اعتبر انه 'في حال ذهبت وزارة الدفاع لرئيس الجمهورية فلا تحفظ عندي على هذا الموضوع لأن لي الثقة بالرئيس”، موضحا أن 'وزارة الداخلية سترسي على شخص موثوق من الجميع”.

 

النائب نديم الجميل علّق عبر "النشرة" على خلافه مع سامي الجميل: لا لادارة حزب الكتائب فرديا فهناك أصول وأخلاقيات يتوجب احترامها

اعتبر عضو كتلة "الكتائب" النائب نديم الجميل أنّ الأجواء الأمنية التي تسيطر على البلاد "غير طبيعية"، لافتا إلى أنّ كلّ المعطيات تؤكد أن التفجيرات والاغتيالات مستمرة، "لذلك نتخذ الاجراءات المناسبة في ظل ضعف الأجهزة الأمنية وعدم قدرتها على حماية كل اللبنانيين".

وأعلن الجميل، في حديث لـ"النشرة"، أنّه اتخذ شخصيا أقصى اجراءات الحماية الأمنية مواكبة للوضع الأمني الذي تمر به البلاد.

واذ أثنى على العمليات التي قام بها الجيش مؤخرا لجهة ضبط سيارات مفخخة والقاء القبض على عدد من الارهابيين، اعتبر ان الجيش يعمل بطريقة فعّالة لضبط الأمن، آملا أن يعمل على كل الجبهات بهذا الأسلوب وليس على جبهة واحدة، "فيتم ملاحقة كل الارهابيين دون استثناءات".

واستغرب الجميل التسريبات الامنية التي تخرج عن مصادر في الجيش اللبناني، داعيا لتكون هذه التسريبات باطار رسمي ومعممة على كل وسائل الاعلام دون استثناء.

"حزب الله" لا يريد تشكيل حكومة

وتطرق الجميل للملف الحكومي، لافتا إلى أنّ الطريقة التي تمّت فيها المفاوضات كانت أصلا خاطئة، باعتبار أنّ "حزب الله" كان منذ البداية لا يريد تشكيل حكومة ويسعى لتمرير الوقت، ورأى أنّ "حزب الله يطرح العراقيل حين يريد هو ذلك ويضع رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون في الواجهة حين يرتئي ذلك ايضا".

واعتبر الجميل أنّ "لا مصلحة لحزب الله بقيام حكومة حاليا، لذلك يسعى لتعميم منطق الفراغ على كل مؤسسات الدولة دون استثناء"، وقال: "لقد جربنا حزب الله أكثر من مرة وبتنا نعلم أن نواياه غير صافية، وهو يريد اغراق لبنان في آتون الصراع القائم في المنطقة".

وأشار الى أن لا حكومة في المدى المنظور، وقال:" أصلا لم اكن أتوقع ولادة هذه الحكومة لأن الأجواء الايجابية التي أحاطت بالملف الاسابيع الماضية لم تكن واقعية".

 مخطط "حزب الله" واضح

وشدد الجميل على وجوب الفصل بين استحقاقي تشكيل الحكومة وانتخابات رئاسة الجهورية، لافتا الى ان من يفكر بتشكيل حكومة لتحسين موقعه التفاوضي بالانتخابات الرئاسية "مخطئ".

وأشار إلى أنّ "الاستحقاق الرئاسي يجب أن يحصل في موعده وحسب الأصول الدستورية فالحكومة شيء والانتخابات الرئاسية شيء آخر".

ولم يستبعد الجميل أن ينسحب مخطط حزب الله باحلال الفراغ في مؤسسات الدولة أيضا على موقع الرئاسة الأولى، وقال: "المشكلة أن مخططه واضح ويقضي بتخريب البلد".

 أمين الجميل مرشحنا إذا قرّر خوض المعركة

وعن مرشح حزب الكتائب لرئاسة الجمهورية، أكّد أنّه إذا قرّر الرئيس أمين الجميل خوض معركة الرئاسة "فهو لا شك سيكون مرشحنا بكل فخر"، مشددا على ان الحديث بأسماء مرشحي الرئاسة لا يزال مبكرا.

وعن الخلاف مع النائب سامي الجميل وخاصة بعد اشكال اقليم الرميل، شدّد على وجوب التفرقة ما بين العلاقة الحزبية والعلاقة العائلية، لافتا الى أنّه وبما يتعلق بالشأن الحزبي، "فهناك أصول وأخلاقيات يجب أن تعتمد بالتواصل داخل الحزب وهي نقطة الخلاف الاساسية"، آملا أن تكون "هذه الحادثة قد علمتنا كيفية ادارة الأمور بطريقة بعيدة عن الفردية".

 

رجل دين إيراني يحث الشيعة على عدم تزويج بناتهم للسنة 

  تزامناً مع موجة الهجمات الجديدة ضد أهل السنة بإيران في أعقاب تطاول آية الله مصباح يزدي على الصحابي الراشدي عثمان بن عفان، حث أحد الدعاة ويدعى مصطفى كرمي في كلمة له في حسينية شميرانات في العاصمة طهران، مساء أمس، الشيعة على عدم تزويج بناتهم للمسلمين السنة، قائلاً: "لا يجوز للشيعة تزويج بناتهم لرجال من أهل السنة". ونقل موقع "عقيق"، الناطق بالفارسية، تصريحات كرمي الذي خاطب الحضور بالقول: "يمكنكم أنتم (الشيعة) أن تتزوجوا ببنات من أهل السنة، ولكن لا يحق لكم تزويج بناتكم لهم". هذا ولم يوضح المتحدث المصادر الشيعية التي تمنع الشيعيات من الزواج من أتباع المذهب السني، في حين لا يوجد أي قانون أو تشريع في إيران يمنع الزواج بين أتباع المذاهب الإسلامية. هذا وكان رجل الدين المتشدد، محمد تقي مصباح يزدي، أطلق قبل أسبوعين تصريحات متطرفة ضد أهل السنة، وتطاول على الصحابي الجليل عثمان بن عفان، في حين التزمت السلطات الرسمية الصمت تجاه ذلك. وتحتفل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حسب تقويم المناسبات والاحتفالات الرسمية، كل عام بمناسبة "أسبوع الوحدة"، في إشارة إلى الوحدة بين الشيعة والسنة، وتدعو شخصيات سنية من مختلف بلدان العالم للمشاركة في هذه المناسبة. وتبلغ نسبة السنة 20 إلى 25% من السكان في إيران البالغ عددهم 75 مليون نسمة، حيث يشكلون الأغلبية في كوردستان وبلوشستان وجولستان (تركمن صحرا) وتالش وأقليات في أقاليم خوزستان (عربستان)، الذي يشهد تحولاً واسعاً إلى التسنن والساحلي وبوشهر.

 

هذا هو نعيم عباس وهكذا تدرب في إيران وعمل أمنيا مع "حزب الله" 

ذكر تلفزيون "المستقبل" أن الموقوف نعيم عباس خضع لاكثر من دورة تدريب عسكرية في إيران! ويملك عباس هويات لبنانية وسورية وفلسطينية عدة، وحين اوقفته مخابرات الجيش كان معه ما يقارب 25 الف دولار اميركي.

وأضافت المعلومات أن عباس حين سئل في التحقيق ان كان يعرف الضاحية قال انه يعرفها جيدا بسبب علاقته الامنية بحزب الله ! وفي ما يأتي ما أورده تلفزيون " المستقبل" من معلومات: نعيم عباس يحمل اكثر من اسم وأكثر من لقب ويملك عدة هويات لبنانية وسورية وفلسطينية وكانت علاقته في سوريا مع شخص يدعى ابو خالد الذي كان يرسل له السيارات المفخخة وعندما اوقفته مخابرات الجيش كان بحوزته ما يقارب الخمسة وعشرين الف دولار اميركي. فمن هو نعيم عباس؟ اين ؟واين تلقى تدريباته العسكرية؟ لدى سؤاله عن معرفته بالضاحية اجاب انه يعرفها جيدا من خلال علاقته الامنية مع حزب الله

تخرج من ايران ثم انقلب عليها، في عالم الارهاب هو كنز معلومات ثمين، في العمل العسكري هو خبير متفجرات متخصص في ايران، انه نعيم اسماعيل محمود او نعيم عباس والمعروف باسماء والقاب عدة من بينها ابو اسماعيل او ابو هاني، في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين ولد نعيم عباس الذي عمل في تجارة الاسلحة ليبدا حياته السياسية في حركة الجهاد الاسلامي المدعومة من طهران ومن ثم جند الشام و خضع لاكثر من دورة عسكرية في ايران، تم توقيفه سابقا على خلفية اطلاق صواريخ ثم افرج عنه، كان مساعدا لتوفيق طه المتهم بتفجير السفارة الايرانية لكن تردد انه اصبح على خلاف معه، هو احد كوادر كتائب عبدالله عزام التابعة للقاعدة وقد شارك في القتال في سوريا الى جانب جبهة النصرة. نعيم عباس صيد استثنائي وقد ظهرت نتائج هذا الصيد مباشرة بعد التحقيقات الاولية معه. وهو يُعرف أيضاً بأبو اسماعيل وأبوهاني وبدأ حياته السياسية في "حركة الجهاد الاسلامي" ثم انتقل إلى "جند الشام"

 

ميليشيا حزب الله على أبواب يبرود بتغطية من الأسد

دبي - قناة العربية/تقصف قوات الأسد يبرود بالمدفعية بعد ليلة من القصف الجوي العنيف، ولا يزال الجيش الحر يتصدى لمحاولات الاقتحام من ميليشيا حزب الله. وبين معركة يبرود وقصف المناطق السكنية بالبراميل المتفجرة، يسقط السوريون بالمئات يومياً، والحصيلة منذ مؤتمر جنيف إلى اليوم تخطت الأرقام السابقة بشكل كبير. في الوقت الذي يزداد فيه الحديث عن معركة إسقاط يبرود بيد حزب الله اللبناني والجيش السوري، تواصلت الغارات الجوية على المدينة، إضافة إلى القصف المدفعي وراجمات الصواريخ التي استقدمها حزب الله من لبنان، والتي قال شهود إنها عبرت مناطق في البقاع اللبناني. الاشتباكات العنيفة تواصلت من جهة بلدتي السحل وجراجير إثر محاولات قوات الأسد اقتحامهما بهدف الالتفاف على يبرود، لقطع طريق النازحين ونقل الجرحى إلى عرسال اللبنانية. وتعد معركة يبرود مهمة جداً لحزب الله، حسبما أشار فهد الشليمي، رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلام في مداخلة على نشرة "الرابعة" على شاشة "العربية"، إذ إن يبرود في القلمون تعد من المناطق الهامة استراتيجياً، والتي يفضل حزب الله السيطرة عليها لقربها من مناطق نفوذه في لبنان، ولخوفه من أن تصبح يبرود منطقة لانطلاق عمليات نوعية ضده من قبل الجيش الحر. وأشار الشليمي إلى أن النظام بحاجة لبعض الانتصارات العسكرية على الأرض، إضافة لمحاولته المماطلة في جنيف لتحقيق إنجازات عسكرية. ولفت إلى أن التشتت العسكري للمعارضة يفيد النظام وحزب الله في هذه المنطقة بالذات. وارتفع عدد القتلى في المناطق السورية إلى 236 شخصاً في اليوم، حسبما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار المرصد إلى أن هذا الرقم اليومي يعتبر الأعلى منذ بداية الانتفاضة السورية ضد نظام الأسد.واستمر في حلب الطيران المروحي بإلقاء البراميل المتفجرة على أحياء المدينة، مستهدفاً التجمعات السكانية لإيقاع المزيد من القتلى بين المدنيين، مستهدفاً أحياء مساكن هنانو والشيخ نجار وغيرهما من المناطق. وتعرضت بلدة الزارا في حمص لقصف عنيف من طيران الميغ والبراميل المتفجرة بعد صد هجوم لقوات الأسد.. واستمرت بلدة داريا في دمشق وريفها في تلقي البراميل المتفجرة على المناطق السكنية من قبل مروحيات الأسد. وفي درعا، شهدت أحياء طريق السد ومخيم درعا وأحياء درعا البلد وغرز، شرقي المدينة، معارك عنيفة بين الجيش الحر وقوات الأسد، إضافة إلى استهداف بلدات النعيمة وصيدا بالقصف المدفعي العنيف.

 

نصرالله اعطى الاذن للبدء بمعركة يبرود 

علي الحسيني/ موقع 14 آذار 

تحت وطأة الضغوط التي يعيشها "حزب الله" نتيجة موجة الانتحاريين المتواصلة التي تطال بيئته وجمهوره والصرخات التي تخرج من هذا الجمهور الذي بدأ يُطالب قيادة الحزب بالتحرّك السريع لفعل اي شيء يمنع وقوع تفجيرات جديدة يبدو ان الاخيرة قررت التحرّك لاجراء ما تُسميه هجمات استباقية على مسرح منطقة يبرود في القلمون السورية. عجزت الدولة اللبنانية ومعها "حزب الله" عن ايجاد حل شامل لمعضلة التفجيرات التي ينفذها انتحاريون داخل مناطق محددة وما زال من تعقيد المسألة تلك الابتكارات الجديدة التي يلجأ اليها المنفذون والتي كان اخرها تفجير انتحاري داخل "فان" معد لنقل الركّاب وما اعقبه من سيارت مفخخة ومنصات صواريخ تمكنت مخابرات الجيش من كشفها قبل دخولها حيّز التنفيذ الامر ما اعتبرته الجهات الامنية والسياسية تطوّر خطير يُنذر بما هو اسوأ خصوصا وأن عمليات كهذه لا يُمكن تعقبها باستمرار او رصدها لمنع وقوعها اذ ان كل ما يحتاجه المنفذ هو مجرّد الضغط على زر التفجير بين الناس والتجمعات او داخل المحال التجارية لتقع الكارثة. "القصّة لم تعد تحتمل الانتظار ولا بد من عمل وقائي نبعد من خلاله شبح التفجير عن بيئتنا". كلام لا يحتاج التأويل خرج الاسبوع الفائت عن دائرة القرار السياسي في الحزب لكن السؤال الاهم هو الطريقة التي سيتم من خلالها هذا العمل وما قد ينتج عنه من ردات فعل سلبيّة يمكن ان تؤثر في مجريات الامور على الساحة اللبنانية خصوصا اذا ما قرر "حزب الله" اجتزاز المنبع الذي يستورد السيّارات المسروقة قبل ان يعود ويُصدرها لاحقا مُحملة بمواد متفجرة تحصد ارواح الابرياء من دون النظر الى هويتهم او انتائهم المذهبي.

عين "حزب الله" هذه الفترة على القلمون وتحديدا على منطقة يبرود التي يعتبرها المُصدّر الاساسي لارسال سيارات الموت الى "مناطقه" ومن المعلوم ان الحزب ومعه النظام السوري قد جهدا خلال الاشهر الماضية من أجل بسط سيطرتهما على جبال القلمون لما لهذه المنطقة من اهمية استراتيجية لكلا الحليفين، الا ان الاخفاقات المُضاف اليها بعض حالات التردد حالا يومها دون تحقيق الهدف المنشود الذي عاد اليوم ليحتل واجهة القرارات العسكرية داخل الحلف نفسه لكن بوتيرة اسرع من سابقتها. يقول احد قيادي "حزب الله" امام مجموعة من الكوادر الحزبية المحسوبة على الخط ذاته، ان وضع القلمون كان معقدا في المرحلة السابقة نظرا لحساسية تداخل المنطقة مع بعض البلدات اللبنانية الحدودية وانطلاقا من هنا كانت كل المعطيات تفرض التأجيل بانتظار بعض المبادرات السياسية التي يبدو انها وصلت الى حائط مسدود. لكن ما يحصل منذ فترة على صعيد التفجيرات التي تطال مناطق محددة فرض نفسه بقوّة على بساط البحث الذي ادرج في نهاية الامر الحل العسكري كوسيلة وحيدة من شأنها ان تحد بنسبة عالية من التفجيرات الانتحارية.

وضمن الاحاديث التي تدور في بيئة الحزب أن قرار معركة القلمون هو فقط بيد الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وهو شخصيّاً كان يؤجل حصولها من قبل الى ان اصبحت امر حتمي لا مفرّ منه وان القرار بفتحها كان مرهونا فقط بالاستعدادات العسكرية واللوجستية الى ان دقت ساعة الصفر، لكن الامر المبُهم نوعا ما هو الحديث حول عدم نيّة الحزب أخذ هذه المعركة على عاتقه الشخصي وان دوره فيها سيكون محدودا وقد يقتصر على وضع خطط العسكرية اضافة الى توليّه العمليات التي تسبق الهجوم. والسؤال عن عدم استدعاء الحزب لاحتياطيه لمعركة القلمون اقله حتّى الساعة خصوصا في ظل المعلومات التي بدأت تتحدث عن حشود الاف المقاتلين من الجهتين تُجيب عنه قيادات في "حزب الله" بقولها ان "المعركة لن تُحسم في ظرف ايام او شهر فهي طويلة لكن لا بد من الحسم العسكري في نهاية الامر واستدعاء الاحتياط يبقى واردا في كل وقت، اما عن الخروقات التي تحصل بين الحين والاخر على حدود القصير فيقول هؤلاء انها مجرّد محاولات ميؤسة لن تقدم ولن تؤخر"، ليبقى الخوف كل الخوف ان تتكرر مأساة الاهالي الذين ما عادوا يحتملون رؤية ابنائهم وهم يسقطون في الداخل والخارج.

 

 حرب: أدعو رفول إلى القليل من الحياء والكثير من إحترام 'شعب لبنان العظيم”   

اعتبر النائب بطرس حرب 'إنه لمن المؤسف أن يطل منسق عام التيار الوطني الحر السيد بيار رفول عبر شاشة المنار التلفزيونية ليوجه الإهانة لمواطني قضاء البترون الشرفاء، عندما زعم أن خسارة مرشح التيار العوني في الانتخابات النيابية الأخيرة عائد للأموال الطائلة التي دفعها خصومه لرشوة الناخبين، وعندما سئل هل تقصد بذلك أن أهالي البترون يمكن شراؤهم أجاب 'بالطبع بينشروا”.

أضاف: 'أنا أفهم أن يكون السيد رفول والتيار الذي يمثله حاقدين على أهالي البترون، الذين وقفوا بأكثريتهم الساحقة إلى جانب حاملي لواء السيادة والاستقلال والحرية الذين لم تردعهم جرائم إغتيال القادة السياسيين الأحرار في حركة 14 آذار، والذين صمدوا في مواقفهم محافظين على الثوابت الوطنية وعلى كرامة اللبنانيين وعلى لبنان، وأفهم شدة مرارتهم من مواقف المواطنين الأحرار في البترون، إلا أن ما لا يمكن أن أفهمه أن يعمد السيد رفول والتيار الوطني الحر إلى إهانة المواطنين الذين لا يشاركونهم الرأي في التغطية على موبقاتهم وتقلبهم في المواقف وروح المساومة والصفقات على الثوابت الوطنية، وأهمها رهن سياسة لبنان بمصالحهم السياسية الضيقة والفئوية والحزبية والعائلية، بالإضافة إلى روح الفساد والإفساد التي عمموها على الإدارات والمؤسسات العامة، وإستباحة كل مقدسات الوطن والدولة تأمينا لنفوذ سياسي أو لمكاسب شخصية”.

وتابع حرب: 'إن السيد رفول، والتكتل الذي يمثل، أحرار في إتباع سياسة التنازل عن سيادة الدولة والسلاح الشرعي لمصلحة السلاح غير الشرعي، والسكوت على إقحام لبنان في حروب الآخرين مع كل الانعكاسات المأسوية على أمن شعبه وإقتصاده وواقعه الاجتماعي. إلا أن السيد رفول وتكتله لا يملكون حق رفض الرأي الآخر وتحقير وإهانة أهالي منطقة البترون الذين اشتهروا بوطنيتهم وثقافتهم ووعيهم، كما اشتهروا بأخلاقياتهم ونبلهم وديمقراطيتهم. والمؤسف أكثر، أن التيار الذي ينطق السيد رفول بإسمه ومرشحه عن قضاء البترون الذي حاز على ما يزيد عن أربعة عشر ألف صوتا من مواطني البترون الشرفاء، التزما الصمت، ما يدفعنا إلى إعتبار ما ساقه السيد رفول تعبيرا عن رأي وتقييم التيار السياسي ومرشحه لأهالي البترون، وهو وإن كان كبيرا في تياره ينطبق عليه القول 'تعرفون أسرارهم من صغارهم”.

وقال: 'إذا كان هذا هو نمط سياسة التغيير والإصلاح الذي يدعون اللبنانيين إليه، سيعلم السيد رفول وتكتله لماذا رفضهم أهل منطقة البترون ولماذا سيرفضونهم. ومن هنا دعوتي السيد رفول إلى القليل من الحياء والكثير من إحترام 'شعب لبنان العظيم”.

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب عاصم عراجي: التحالف مع "القوات" ثابت ولا يقتصر فقــط على الملف الحكومي 

أوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب عاصم عراجي ان هناك تقارباً ومفاوضات بين تيار "المستقبل" وتكتل "التغيير والإصلاح"، حيث الأمر لم يعد خفياً على أحد، مشيراً الى أن الحوار انطلق مع اللقاء الذي جمع نواب يمثلون الطرفين في المجلس النيابي في المرحلة السابقة. وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، لفت عراجي الى أن النقاش الحاصل حالياً بين "المستقبل" و"التيار" يهدف الى التوصّل الى حلحلة في الملف الحكومي، خصوصاً وان العماد ميشال عون يطالب بوزارة الطاقة، وفي المقابل حصل توافق بين جميع القوى على مبدأ المداورة. وشدّد على أن تيار "المستقبل" لا يمكنه الخروج عن الإتفاق السياسي الحاصل، وبالتالي تدور المشاورات حول إسناد حقيبة الطاقة الى حزب "الطاشناق" اي لا تكون من حصّة التيار "الوطني الحر" لكنها في الوقت عينه تبقى من حصّة تكتل "التغيير والإصلاح". وعما إذا كانت المفاوضات الدائرة بين تيار "المستقبل" والتيار "الوطني الحر" تتخطى الدور الذي يفترض ان يقوم به رئيسا الجمهورية والمكلف، أكد ان تيار "المستقبل" يكنّ كل الإحترام الى الرئيسين، معتبراً ان ما يحصل هو نقاش بين الكتل وضع الرئيس تمام سلام في أجوائه، لافتاً الى ان الرئيس ميشال سليمان ابدى ارتياحه للمفاوضات الحاصلة بين الكتل السياسية. وعما إذا كانت هذه المفاوضات ستؤثر على العلاقة بين "المستقبل" وحزب "القوات"، أكد عراجي ان لا تأثيرات سلبية، فالتحالف بين "المستقبل" و"القوات" ثابت ولا يقتصر فقط على الملف الحكومي. ولفت عراجي الى دقّة الوضع الأمني وصعوبة الوضع الاقتصادي، وبالتالي تيار "المستقبل" يسعى الى تشكيل حكومة تخفف من الخطر الداهم على البلد وتعالج شيئاً من الأزمة الاقتصادية الحاصلة.

وعما إذا كانت ولادة الحكومة قريبة، أجاب عراجي: إذا لم تتألف الحكومة خلال اليومين المقبلين فهي لن تتألف، لأن البحث سينتقل الى ملف الإستحقاق الرئاسي.

 

رئيس مصلحة النقابات في حزب القوات اللبنانية شربل عيد: القوات ستتقدم باقتراح قانون يتعلق بهيكلية جديدة لما يسمى بالاتحاد العمالي العام 

أعلن رئيس مصلحة النقابات في حزب 'القوات اللبنانية” شربل عيد 'اننا نريد مسؤولين يسهرون على هموم مواطنيهم وليس هناك أي بلد في العالم يعيش في حالة الدولة والدولية وفي لبنان مسؤولين لا يهمهم معيشة المواطن والبعض يريدون ان يبنوا دولة لهم فقط”. ولفت في حديث لـ”لبنان الحر” إلى ان 'لا وجود لسلطة سياسية واحدة في لبنان فلا يمكننا التحدث بالموضوع الاقتصادي فكيف إذا بسلطة عسكرية أمنية؟” مشيراً إلى ان 'أكبر وصفة لتهشيل الاقتصاد تبدأ باعلان الحروب واقفال المطار وتدني نسبة الحجوزات في الفنادق، فالوضع الأمني يؤثر سلبا على الاقتصاد ومرتبط به بشكل مباشر. فمن المسؤول عن هذا التسيب الأمني؟ الحكومة الحالية هي التي تسمح لهذه الدولية بالتحكم بلبنان”. وأكد عيد أن 'السياسة تقف بوجه العمال من التوحد والمطالبة بمعيشة أفضل فكل شيء يندرج تحت اسم السياسة ويسيّس”. ولفت الى ان 'القوات ستتقدم عندما يفتح المجلس النيابي باقتراح قانون يتعلق بهيكلية جديدة بكل ما يسمى بالاتحاد العمالي العام”. مشيراً الى انه 'بعدما أنشأ الاتحاد العمالي العام من العام 1992 لليوم لم يسعى الى الاهتمام بحقوق العمال وأطلب من المواطنين من كافة الأحزاب ان يضغطوا على كل الكتل النيابة لكي ينجح القانون الذي سنتقدم به بشأن الاتحاد العمالي العام”.

 

النائب نهاد المشنوق في ندوة عن "السعودية والنظام الإقليمي الجديد": سياسة إيران خطر على الامن السعودي

وطنية - أقام "مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية" ندوة بعنوان "السعودية والنظام الإقليمي الجديد"، شارك فيها النائب نهاد المشنوق المحلل السياسي في صحيفة "النهار" أمين قمورية. بداية كلمة لمدير المركز السفير عبد الله بو حبيب أشار فيها الى أن "السعودية كانت وما زالت حاضرة بقوة في المشهد الإقليمي والعربي وركيزة أساسية في النظام الإقليمي". وقال: "إن السياسة الخارجية السعودية اتسمت عامة بالهدوء والحذر والمحافظة والتمسك بالثوابت العربية في الموقف من الصراع العربي والفلسطيني مع إسرائيل، لكنها بدأت باتخاذ منحى أكثر ديناميكية بعد اجتياح العراق العام 2003 وتمدد النفوذ الإيراني". ولفت إلى أن "الولايات المتحدة تسعى إلى طمأنتها خاصة في الزيارة القريبة للرئيس أوباما إلى الرياض، بعد سوء التفاهم الذي برز إثر التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي".

المشنوق

من جهته، أكد المشنوق أن "السياسة الإيرانية الإقليمية تجاه المجتمعات العربية تؤدي إلى تعزيز الإنقسام المذهبي نتيجة استناد النظام الإيراني السياسي إلى مرجعية دينية، وهذا ما يشكل بحسب السعودية خطرا على أمنها القومي والداخلي ولا بد لها أن تواجه هذا الدور الإيراني". وقال: "ان النظام الاقليمي العربي تعطل منذ غزو الكويت، ثم مات عند غزو اميركا للعراق وشهدت السنوات السابقة على قيام حركات التغيير العربية بروز دور اسرائيل وايران وتركيا، وكان على السعودية بمفردها ان تقرر الانكفاء على نفسها ومجلس التعاون الخليجي، او ان تعمل على البقاء حاضرة في المشرق العربي. ان السلطات السعودية لم ترحب بالثورات العربية، ليس لانها بطبيعتها محافظة وتكره التغييرات الجذرية فقط، بل ولخوفها على بقايا الاستقرار ولان التغيير بدأ في بلدين كانت قياداتهما صديقة للمملكة وهما تونس ومصر، فضلا عن ان الاطراف الاخرى تدخلت بسرعة وهي الولايات المتحدة وتركيا ومن ورائهما قطر من جهة، وايران من الجهة الأخرى". أضاف: "إن السعودية تواجه تحديات مهولة ولا يستهان بها لكن المملكة استعدت وتستعد لها، في حين تحاول بعض الدول تخبئة رؤوسها نتيجة انشغالها بملفاتها الداخلية. وإن نجاح أو عدم نجاح السعودية في مواجهة هذه التحديات ليست قضية خاصة بل هي القضية العربية الاولى الآن. وأول التحديات هو اضطراب العلاقة مع الولايات المتحدة الاميركية، بسبب الموقف الاميركي من الحرب في سورية، ومن الاسلام السياسي، واخيرا من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران". وتابع: "أما ثاني تلك التحديات فهو الهجوم الايراني المستمر في المشرق العربي والخليج، وليس على الدول والانظمة فقط، بل وعلى المجتمعات، ففي كل الاماكن التي تدخلت فيها ايران ما تعرضت الانظمة العربية للتهديد فقط، بل عملت على تقسيم المجتمعات الى شيعة وسنة. ان ايران تراهن الآن كما فعلت في العقد الماضي، على الاتفاق السابق الذي حققته مع الولايات المتحدة عام 2010 عندما بدأ الجيش الاميركي بالانسحاب من العراق، وهي تراهن على الولايات المتحدة لانقاذ الاتفاقات حول النووي". وقال: "التحدي الثالث هو تحديث اعادة بناء النظام العربي، أما التحدي الرابع فهو تحدي الاسلام السياسي وليس الجهادي او القاعدي، لانه تحد استراتيجي ويريد تغيير وجهة العالم العربي في اتجاهين: تغيير الهوية والانتماء نحو الدولة الدينية، وأولوية الاسلام السياسي على العروبة السياسية".

قمورية

بدوره، رأى قمورية أن "السعودية تعيش أسوأ مراحلها لخسارتها محيطا إقليميا كان قبل سنوات متصالحا معها"، لافتا في المقابل إلى أنه "يبقى للمملكة قدرات لا تملكها اي قوة اقليمية اخرى، إضافة إلى انه على رغم خلافها الواضح مع واشنطن، الا انها تظل الشريك الاقوى لاميركا في المنطقة". ولفت الى أنه "من غير المعقول أن تبقى السعودية بمنأى عن تطوير علاقتها بطهران وأن تستمر سياستها الخارجية أداة تعطيل فاعلة للتسويات الكبرى التي يجري الحديث عنها"، داعيا إلى "عملية إصلاح واسعة في الممكلة تطال مؤسستي السياسة الخارجية والأمن القومي". ورأى أن "السياسة السعودية في مواجهة إيران قامت على شد العصب السني في وجه العصب الشيعي المدعوم إيرانيا، مما أحدث مفعولا عكسيا وزاد التوترات الطائفية والاتنية عموما واقلق الاقليات وجعلها تخاف من المجهول الاتي فجعلها تلتف على بعضها البعض وتتقوقع وتكشر عن انيابها"، مشيرا إلى "ثغرة في الدور السعودي تتمثل في عدم التأثير بالملف الفلسطيني بقدر ما تفعل إيران، وذلك بعد إقفال الابواب في وجه "حماس" وعدم إنقاذ فتح والسلطة من عثرتهما". وعدد "أخطاء المملكة في البحرين واليمن والعراق، وعدم مرونتها الكافية لسحب الأوراق في هذه البلدان من يد إيران"، معتبرا أن "قطع حبل الصرة السعودية مع بغداد هو الذي مكَن ايران هناك، وخصوصا أن العشائر الشيعية في جنوب العراق هي من اصول عربية اصيلة وتربطها بعشائر المملكة علاقات ود عمرها مئات السنين". واعتبر أن "الوقت الحالي مناسب لاتفاق ايراني - سعودي على تسوية في سوريا، فالرياض لم تكسب شيئا في سوريا وترفض القبول بالنتيجة حتى الان، وخصوصا بعدما فشلت في جر القوى الغربية الى الصراع العسكري في سوريا وايران وحصل التقارب الأميركي - الإيراني"، لافتا الى أن "التطورات الأخيرة أفقدت الديبلوماسية السعودية ميزتها الاساسية وهي الهدوء وضبط النفس، ورفعت شعار المقاومة والممانعة لايران وحلفائها في المنطقة".

 

وهاب زار عون: المداورة تقوم اذا كان هناك توازن ولن يقبل احد بأن تؤخذ من المسيحيين حقائبهم مقابل حقائب عادية

وطنية - إلتقى رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون صباح اليوم في دارته في الرابية، الوزير السابق وئام وهاب الذي صرح قائلا: "لقد بحثنا اليوم موضوع تشكيل الحكومة الذي تصدر كل المواضيع بالاضافة الى الوضع الامني، ولكن لا بد من ان ننوه منذ البدء على الانجاز الذي حققته قيادة الجيش ومديرية المخابرات وهي صفحة بيضاء تضاف الى الصفحات البيضاء الكثيرة لهذه المؤسسة التي يجب ان نلتف حولها، فهي تظهر كل يوم انها الضامن الاساسي لأمن وكرامة واستقرار اللبنانيين". أضاف: "اما موضوع الحكومة، فأعتقد ان احلام رئيس ميشال سليمان في تحقيق حكومة امر واقع قد تلاشت مع تصريح صاحب الغبطة البطريرك الراعي الذي اثبت انه صمام امان في القضايا الاساسية ووضع حدا لهذه التمثيلية السمجة التي اسمها حكومة امر واقع الذي كان يحاول البعض تهديدنا بها. فحكومة الامر الواقع لا يمكن ان تعيش بل عمرها ايام قليلة. الامور الآن ربما متجهة الى تشكيل حكومة وطنية جامعة. لا شك ان الحوار الذي يجري ما بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر هو حوار مفيد وهو حوار، اذا صفت النيات، قد يصل الى تشكيل حكومة وهو امر مفيد. نحن لم نكن يوما الا داعمين الاعتدال في كل الطوائف والمناطق". وتابع: "الجميع شعر ان الاستمرار في النهج السابق هو الذي حضر البيئة لكثير من الارهابيين والى ما نشهده اليوم في الموضوع الامني. عملية تشكيل الحكومة لديها فرصة جدية اليوم يمكن ان يظهر شيء في الاسبوع المقبل اذا استمرت الامور بالطريقة الايجابية التي نشهدها اليوم ربما يمهد هذا التشكيل الى اجراء انتخابات رئاسية في موعدها بعد ان سقط كامل خيار التمديد الذي كان يسعى اليه البعض او التجديد وهذا امر ممتاز".

سئل: هل سقط اليوم موضوع المداورة؟

اجاب: "اصلا هي "ليخة" اعطيت للوزير جبران باسيل، والرجل عرف كيف يعمل في الوزارة. اعطوه "ليخة" اولا كي يورط ان بالماء او الكهرباء، لكن عرف كيف ينجح اليوم واصبحت الوزارة سيادية".

سئل: ولكن اليوم المعلومات الصحافية تقول ان وزارة الطاقة لن تبقى بيد الوزير باسيل ولكن ستبقى مع التكتل وتعطى للوزير نظاريان، هل تكون المداورة لا زالت قائمة؟

اجاب: "المداورة تقوم اذا كان هناك توازن. لا تقوم اذا لم يكن هناك توازن في الحقائب التي تعطى للفريق. لا تستطيع ان تأخذ المالية وتعطي السياحة مقابلها. التوازن ليس ان آخذ ما اريده واعطيك ما اريده انا".

سئل: هل الحكومة الجديدة سترعى مبدأ التساوي بين الجميع؟

اجاب: "يبدو انه لن تكون إلا حكومة متوازنة والاهم ان تؤسس لانتخاب رئيس جمهورية. لقد اضعنا ست سنوات واننا منذ السنة الأولى من عهد رئيس الجمهورية سليمان ومن هذا المنبر دعيت الى استقالة رئيس الجمهورية وقامت القيامة علي. لقد رأينا ماذا حصل بعد 6 سنوات. لم نستطع تعيين مدير عام لأن هناك اشخاصا قرروا استعمال مبدأ النكايات وهكذا تعطلت الدولة والقضاء ولم يقوموا بتشكيلات امنية وتعطل الامن.

منذ سنتين ونصف عندما تحدثنا عن تنظيم النزوح السوري او مراقبة هذا النزوح، قامت القيامة ايضا، واتهمنا اننا مع النظام السوري. نحن لسنا مع النظام السوري نحن مع لبنان. وكيف تدخلون مليون سوري الى لبنان لا نعرف عنهم شيئا. واليوم نرى ماذا يحصل في لبنان".

سئل: سربت امس معلومات عن ان هناك شخصيات مهددة بالاغتيالات منها العماد ميشال عون والرئيس ميقاتي؟

أجاب: "تهديد العماد عون ليس جديدا. وهو قديم متجدد لأن العماد عون منذ عودته لعب دورا مهما لصيانة الوحدة الوطنية لا سيما بالتفاهم مع "حزب الله" وكل الادوار التي لعبها في حفظ الاستقرار هي تعيق دور الآخرين".

سئل: هل الرئيس الحريري يخاف من اغتياله لذا لا يريد العودة الى لبنان؟

اجاب: "نحن ندعو الرئيس الحريري للعودة الى لبنان. كل الناس في خطر ولكن له اسبابا خاصة اكثر منها اسبابا امنية".

سئل: ما هي الاجواء الايجابية التي تحدثت عنها في تأليف الحكومة، هل لمستها من العماد عون؟

أجاب: "الاجواء الايجابية موجودة اليوم والعماد عون لم يكن يوما غير ايجابي. جرت محاولة للاعتداء السياسي على العماد عون. واليوم بردت الرؤوس الحامية ومن كانوا ينظرون لحكومة الامر الواقع عرفوا انهم لا يستطيعون السير بها. لذا اصبحت الامور ايجابية".

سئل: هل لديكم اطلاع على اي مبادرة سيقوم بها الرئيس الحريري؟

اجاب: "الرئيس الحريري قام بمبادرة ايجابية وذلك يسجل له. ونتمنى عليه ان يكمل بالايجابية لا سيما بموضوع المداورة.

اما المداورة التي تستهدف شخصا واحدا فلن يقبلها احد بل اصبحت تعديا. المداورة لا تجوز الا اذا حفظت التوازن ولن يقبل احد بأن تؤخذ من المسيحيين حقائبهم مقابل حقائب عادية فهذا سيخلق عدم توازن".

 

مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في ذكرى اغتيال الحريري: رحم الله أياما كان فيها رئيسا للحكومة وهدى الله من بعده الى التخلق بأخلاقه ودرايته وسياسته

وطنية - وجه مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني كلمة لمناسبة ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قال فيها: "ان اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله تعالى في اكبر جريمة اغتيال عرفها العالم هي اغتيال للسياسة التي كان يتحلى بها الشهيد ويحرص عليها في علاقته وتعامله مع الاحداث". اضاف: "لقد كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالنسبة لي نعم الاخ الذي حفظ معي عهد الدين والاخلاق والوفاء الذي بين المسؤول الديني والمسؤول السياسي، وما فرط معي يوما في امر خالفته فيه الرأي فكان رمزا للوفاء والصدق والامانة والتعامل، وما تخلف يوما عن رأب الصدع في القضايا الوطنية الكبرى لوطنه لبنان، فكان يبذل قصارى جهده مع هذا الفريق او ذاك لتحقيق المصلحة الوطنية بتفاهم ووفاق دون ان يحمل في نفسه عداوة او حقدا او بغضا او كرها لأي طرف وكان متسامحا في تعامله مع جمهور الناس وعامتهم ومحسنا اليهم وجابرا لخواطرهم، الامر الذي غاب بغيابه وافتقدناه في كثير من السياسيين وخصوصا المسلمين السنة الذين تداولوا على السلطة من بعد غيابه حتى اليوم، ربما لان يد الاجرام التي خططت لاغتياله واخوان له كانت لا ترغب في قيادة لبنانية مسلمة تتمتع بالمثال الذي كان يتمتع به في اتصالاته ومهاراته السياسية اللبنانية والعربية والاسلامية والدولية حتى كاد يتفوق على كثير من ساسة العالم في معرفته وحكمته ودرايته ودوره وتأثيره". وتابع: "رحم الله أياما كان فيها الرئيس الشهيد رفيق الحريري رئيسا للحكومة في لبنان، وهدى الله من بعده الى التخلق بأخلاقه ودرايته وسياسته وحكمته ووفائه، لعل الظلام ينقشع باذن الله تعالى عن وطننا لبنان وعن اللبنانيين اليوم قبل الغد، رحم الله رفيق الحريري الذي نفتقر الى حكمته اليوم رحمة واسعة، وأجزل له المثوبة على ما قدم في هذه الدنيا من عمل صالح، إن ربنا لرؤوف رحيم".

 

مقابلات

 

من دافوس.. إلى ميونخ

 الأمير تركي الفيصل/العربية

http://www.alarabiya.net/ar/politics/2014/02/13/من-دافوس-إلى-ميونخ.html

تتناقل بعض وسائل الإعلام مشاركاتي المستمرة في المنتديات والمؤتمرات العالمية، لا سيما المنتدى الاقتصادي الدولي الذي يعقد كل عام في مدينة دافوس في سويسرا، والمؤتمر الأمني الدولي الذي يعقد في مدينة ميونخ الألمانية كل عام بعد مؤتمر دافوس. ولأنها مؤتمرات دولية مفتوحة أمام الجميع، فإنني أحياناً أدخل في نقاش أو أجيب على أسئلة يطرحها علي بعض الحضور من الإسرائيليين سواءً كانوا موظفين حكوميين أو ليسوا كذلك. وقد أثارت هذه المشاركات ردود أفعال مختلفة حول جدواها وصحتها. لذا فإني أحب في هذه المقالة إيضاح وجهة نظري، فإن كانت صواباً فهي من الله –عز وجل- وإن كانت خطأً فهي مني ومن الشيطان.

فلا يخفى على الجميع المعاناة والظلم الواقعين على إخواننا الفلسطينيين، من حروب غاشمة واحتلال ظالم وتهجير واستيطان غير مشروعين، وقد بذلت المملكة العربية السعودية جهوداً حثيثة في دعم القضية الفلسطينية منذ عهد المغفور له الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - وحتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –يحفظه الله- وذلك ضمن رؤية واضحة وصادقة وشاملة تضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة، كحق تقرير المصير، وعودة اللاجئين، وإيقاف الاستيطان، وإلغاء الاحتلال والاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة استقلالاً كاملاً وعاصمتها القدس الشريف. ولهذا كانت مبادرة سيدي خادم الحرمين الشريفين عندما كان ولياً للعهد، والتي أطلقها عام 2002م وتبنتها الدول العربية جميعاً، وأصبحت تعرف بمبادرة السلام العربية، ممثلة لهذه الرؤية الاستراتيجية السعودية، ولحكمة سيدي خادم الحرمين ورؤيته الاستراتيجية وشجاعته الأخلاقية في الدفاع عن الحق الفلسطيني.

إن المبادرة العربية، كما أؤمن بذلك، هي المخرج الوحيد للمأساة الفلسطينية، فهي تضمن الحقوق الأساسية للفلسطينيين من إقامة دولة مستقلة، عاصمتها القدس، وعودة اللاجئين، وفي المقابل فهي تقدم السلام الشامل والتطبيع مع إسرائيل. وقد أخذت هذه المبادرة أهميتها الكبرى كونها انطلقت من المملكة العربية السعودية، التي لا يمكن أن يكون هناك حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية إلا بدعم كامل ومباشر منها، لأن المملكة العربية السعودية بقيادتها الحكيمة هي الدولة الوحيدة التي تستطيع توفير المشروعية لهذا الاتفاق مع ضمان حق الفلسطينيين. وأنا أستحضر في هذا المقام كلمة لكبير المفاوضين الفلسطينيين السيد صائب عريقات، عندما كنا مشاركين معاً في إحدى جلسات منتدى دافوس، حيث التفت نحوي وقال –أمام الجميع ومن ضمنهم إسرائيليون-: "نحن الفلسطينيين نشكر خادم الحرمين الشريفين على مبادرته، لأنها الحل الوحيد لضمان قيام دولة فلسطينية مستقلة".

ولأن هذه المبادرة هي الحل الوحيد والشامل والقابل للتطبيق، فقد سببت إحراجاً دولياً كبيراً للإسرائيليين، فهم لا يستطيعون إعلانهم لرفضها، ولكنهم استمروا على تجاهلها، لأن الحديث عنها سيلزمهم بقبولها. ولهذا كانت مشاركاتي الدولية دائماً هي للدعوة لتطبيق هذه المبادرة، وبيان تهرب الإسرائيليين وعدم جديتهم في إيجاد حل للقضية الفلسطينية، وهو ما يسبب للإسرئيليين الحرج، ويضعهم تحت ضغط دولي كبير.

وفي جميع كلماتي ولقاءاتي فإني ملتزم بالمبادئ الشرعية والوطنية والعربية في الدعوة إلى رفع الظلم عن الإخوة الفلسطينيين، والتأكيد على أن المبادرة العربية هي الحل الوحيد الممكن لمصلحة الفلسطينيين وكذلك الإسرائيليين الذين يجب أن يعلموا أن مستقبلهم مرهون بقبولهم بالدولة الفلسطينية وكافة الحقوق المشروعة للفلسطينيين كما أوضحتها المبادرة العربية.

ولأن لصاحب الحق مقالاً، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كانت جميع حواراتي ونقاشاتي مع الشخصيات الإسرائيلية التي يصدف أن ألتقيها في المؤتمرات الدولية، هي لقاءات علنية أمام الناس، وأرفض دائماً أي لقاء أو حوار يكون وراء أبواب مغلقة، لأننا أصحاب حق وسلام، وقوتنا مستمدة من إيماننا بالله –عز وجل- ومن إيماننا بعدالة قضيتنا.

وهذا الحوار والنقاش ضمن المبادرة العربية، لا يخرج عن الثوابت الشرعية والوطنية ولنا في تحاور نبيي الله موسى وهارون –عليهما السلام- مع عدوهما فرعون وتفاوضهما معه لرفع الظلم عن قومهما، وكذلك أنبياء الله ورسله جميعاً الأسوة الحسنة والمثال الأمثل لكيفية التحاور مع الأعداء والمناوئين. وقال الإمام ابن حزم: "وقد أمرنا الله –تعالى- في نصَ القرآن باتباع ملة إبراهيم –عليه السلام- وخبرنا –تعالى- أن من ملة إبراهيم المحاجّة والمناظرة.. والاستدلال، كما أخبرنا تعالى عنه. ففرض علينا المناظرة لنصرف أهل الباطل إلى الحق، وأن نطلب الصواب بالاستدلال فيما اختلف فيه المختلفون.. فمن نهى عن المناظرة والحجة فليعلم أنه عاصٍ لله –عز وجل- ومخالف لملة إبراهيم ومحمد –صلى الله عليهما-".

وكانت سيرة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- خير مثال في الحوار مع شتى الطوائف والتفاوض معهم على رفع الظلم وتحقيق العدل ما أمكن ذلك، مع جنوحه الدائم إلى مبدأ السلم، التزاماً بقوله تعلى: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها). وعندما كانت عملية المفاوضات للوصول إلى السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أشدها عام 1414ه، أفتى بعض الناس بتحريم المشاركة في هذه المفاوضات، ورد عليهم الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله- بأكثر من فتوى، قدم نصحه لجميع الفصائل الفلسطينية بقبول المفاوضات للوصول إلى الصلح، فقال: "ننصح الفلسطينيين جميعاً بأن يتفقوا على الصلح، ويتعاونوا على البر والتقوى، حقناً للدماء، وجمعاً للكلمة على الحق، وإرغاماً للأعداء الذين يدعون إلى الفرقة والاختلاف"، وكذلك رد على الذين زعموا أنه لا يجوز التفاوض ولا الحوار ولا الصلح مع العدو الذي يغتصب الأموال والأرض، فقال: "إن قريشاً قد أخذت أموال المهاجرين ودورهم، كما قال الله سبحانه في سورة الحشر: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) ومع ذلك صالح النبي -صلى الله عليه وسلم قريشاً- يوم الحديبية سنة ست من الهجرة، ولم يمنع هذا الصلح ما فعلته قريش من ظلم المهاجرين في دورهم وأموالهم؛ مراعاة للمصلحة العامة التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم".

وفي إشهاري لمبادرة سيدي خادم الحرمين الشريفين أمام الإسرائيليين في المحافل الدولية أداة لتسليط الضوء على رفضهم للسلام، وأنه لا تطبيع معهم إلا بعد أن يقبلوا المبادرة، ويعيدوا الحق الذي سلبوه إلى الشعب الفلسطيني وإلى لبنان وسوريا. وهنا أختم بنصيحة الإمام ابن باز التي كتبها في فتواه، حيث دعا الجميع إلى النظر في هذا الأمر بناء على الأدلة الشرعية، لا على العاطفة والاستحسان.

*نقلاً عن "الرياض" السعودية.

 

ريفي: مناورة حزب الله الحكومية طبخة بحص وخلصنا بقا من الصهر الدلّوع 

لفت اللواء أشرف ريفي عبر تلفزيون المستقبل إلى أن نعيم عباس أحد أهم المطلوبين بعد فتح بشار الأسد اي فتح الاسلام في نهر البارد، مؤكدا أن جريمة إغتيال الشهيد فرانسوا الحاج تختلف عن جرائم باقي الشهداء وأن الإسراع في إعطاء المعلومات في جريمة إغتيال الشهيد وليد عيدو تدعونا إلى التريث بإنتظار نتائج التحقيقات. واذ اوضح أن حزب الله يدفع ثمن إندفاعه في سوريا على الأراضي اللبنانية، لاحظ أن الحزب يناور ولا يريد تشكيل الحكومة وهو يختلق الأعذار لعدم التشكيل الحكومة وخلصنا بقا من الصهر الدلّوع وعلى الحزب أن يعلم أنه لا يستطيع أن يكون وصياً على لبنان. وشدد ريفي على أن مناورة حزب الله الحكومية طبخة بحص معتبرا ان الرئيس نجيب ميقاتي دمية بيد حزب الله وخلصنا بقا من الصهر الدلّوع.

 

أمن وقضاء

 

حين أطلق نعيم عباس صواريخ حزب الله من الجنوب

طارق نجم/موقع 14 آذار

أشارت مصادر أمنية مطّلعة أنّ نعيم عباس (43 عاماً) يعتبر من العناصر الأكثر تشدداً، وقد انتمى لسنوات مضت الى حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، والتي تربطها علاقات ممتازة مع الحرس الثوري الإيراني، وبالتالي فإنّ التنسيق دام لأكثر من عشر سنوات مع الجهات الإيرانية. وقد أفادت هذه المصادر أنّه تلّقى تدريبات عسكرية وأمنية في الجمهورية الإسلامية في إيران على الأقل مرة واحدة على يد خبراء إيرانيين. كما أنّ الشيخ كمال عباس هو ابن عم نعيم عباس من المحسوبين بشكل مباشر على الجهاد الإسلامي ومن المرجعيات الأساسية في أوساط الإسلاميين الجهاديين.

وكان نعيم ممن انشق عن حركة الجهاد الإسلامي بعيد اغتيال الشقيقين محمود ونضال المجذوب في صيدا في العام 2006 والتي كان وراءها العميل المدان محمود رافع، ومع هذا فقد ظلوا على تعاون مع حزب الله.

وتنقل تلك المصادر أنّ هذا الرجل أي نعيم عباس كان يحصل على أسلحة متنوعة من حزب الله ومن بينها صواريخ الكاتيوشا التي أطلقها لاحقاً من الجنوب اللبناني نحو فلسطين المحتلة تحت راية كتائب عبدالله عزام وكذلك العبوات الناسفة والمتفجرات التي استهدفت دوريات اليونيفيل. وقد وصلت هذه الصواريخ والأسلحة الى يد عباس ورفاقه من الجهاديين بالتحديد من مخزن أسلحة موجود في بلدة بدعال الجنوبية التابع لحزب الله.

وسبق لنعيم أن أوقف من قبل الجيش في منتصف التسعينات لاطلاقه الصواريخ على الجليل المحتل مع رفيقه وقريبه ابراهيم صالح قبلاوي (المعروف بأبي جعفر المقدسي) والذي قتل في الغارة الأمريكية التي استهدفت ابا مصعب الزرقاوي في العراق بصفته مساعده ومسؤول الأمن الخاص لدى الزرقاوي. نعيم عباس، بات مطلوباً منذ العام 2007 لأجهزة الأمن اللبنانية وبرغبة أجهزة استخبارات غربية لورود اسمه عدة مرات في قضايا ترتبط بفتح الإسلام وباغتيال اللواء فرانسوا الحاج وتنظيم القاعدة وارسال مقاتلين الى العراق وما شابه. كما أنّ اسم نعيم عباس ورد لمرات عدة في ملفات التعامل مع اسرائيل خصوصاً عندما قبضت شعبة المعلومات على كل من العميلين محمد عوض (وهو قريب نعيم) وشريكه روبير كفوري. وقد افضت التحقيقات التي أجرتها شعبة المعلومات مع عوض أنّه كان من المفترض كان ان يسلّم لنعيم صندوق خشبي قد يكون عبوة ناسفة معدّة لقتل عباس ولكن الأخير لم يستلمها. لكن المصادر الأمنية تضيف أنّه خلال الفترة التي سبقت بداية الثورة السورية وانخراط الإسلاميين في المعركة الدائرة هناك، كان نعيم عباس يصنّف من قبل المعسكر التابع لإيران بأنّه لا يشكل أي خطر على أمن المقاومة ولا يعتبر مصدر قلق، بل على العكس هو كما يُقال "ممسوك وتحت اليد" وبالتالي فلا ضير من وجوده على الساحة الإسلامية الجهادية وقد يُستعمل بطريقة معينة في وقت لاحق نظراً لحاجة الإيراني وحزب الله له.

ومع بداية الثورة السورية وتغيّر خارطة المعادلات القائمة بين حماس والجهاد الإسلامي وغيرها من الجماعات الإسلامية من جهة وبين إيران وحزب الله من جهة أخرى نظراً لتورّط الأخير مباشرة في الصراع السوري، رُفِع الغطاء الذي كان ممنوحاً لنعيم عباس. وتوضح المصادر أنّ حزب الله لم يعدّ بامكانه تحمّل التفجيرات التي ضربت مناطقه وخزانه البشري في البقاع وكذلك تلك التي طالت عمق منطقته الأمنية في الضاحية الجنوبية من دون أن يكون هناك ردة فعل من جانبه خصوصاً أنّه هذه التفجيرات أدت دورها لجهة "شيطنة" الثورة السورية والإسلاميين، وبالتالي أصبح لازماً تسليم نعيم عباس والتخلص من العبء الذي بات يشكلّه.

 

ربيع الربعة: طارق بريء من التهمة المنسوبة اليه بأدلة رسمية قانونية

وطنية - عقد المهندس ربيع الربعة مؤتمرا صحافيا شرح فيه ما وصلت اليه التحقيقات في قضية شقيقه طارق الربعة، وقال: "اذا اشتبهت الاجهزة الامنية بطارق بناء على خبريات واهمة، فإن هذه الشبهة تسقط بعد ان تبين بالدليل والمستندات ان هذه الشبهة لا اساس لها، وبناء عليه يخلى سبيل طارق ولا يستمر في توقيفه منذ 3 سنوات و7 اشهر، واخلاء السبيل ليس بسابقة وانما المحكمة العسكرية أخلت سبيل العشرات في مراحل التحقيق والمحاكمات كافة". اضاف:"أدلتنا كثيرة وتقدمنا بها الى المراجع المختصة بهدف الحصول على اخلاء سبيل لطارق الموقوف وهو بريء اصلا من التهمة المنسوبة اليه من دون دليل ولا اعتراف. وبالرغم من ذلك، ما زال طارق موقوفا تعسفيا منذ 12 تموز 2010 اي منذ اكثر من 3 سنوات و7 اشهر". واشار الى "ان أدلتنا الصلبة التي ستعرض بعضها هي ليست لتحدي المحكمة او الجهاز الامني الذي اوقف طارق بل هدفنا تبيان الحقيقة امام الرأي العام اللبناني للحصول على اخلاء سبيل طارق واسقاط الاتهام الذي بني على تعريف خاطىء لرقم فرنسي دولي ثبت بأنه لشركة تاكسي وهذا الرقم ما زال في الخدمة اليوم". وطالب الربعة "المحكمة العسكرية كما كل الاوفياء والشرفاء باخلاء سبيل طارق فورا ومن دون تأخير لان طارق بريء من التهمة المنسوبة اليه بعشرات الادلة الرسمية والقانونية ومطلبنا قانوني عملا بمبدأ قرينة البراءة في قضية طارق والمدعمة بالادلة التي لا نقبل الشك". وختم: "اما من ناحية ما يسمى بقرينة الادانة فهي لا تنطبق على طارق نهائيا وهم يعلمون وهذا مخالف اصلا للمعاهدات الدولية وليس دورنا ان نقدم ادلة البراءة وانما دور النيابة العامة ان تقدم ادلة على اتهامها، فيا شعب لبنان انظر الى بعض الادلة ولن نقبل بحكم مسبق على طارق ولن نقبل بإبقاءه موقوفا وهو البريء مهما اتهموه ظلما وحقدا".

 

الادعاء على الموقوف نواف حسين لانتمائه إلى تنظيم إرهابي مسلح

وطنية - ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على الموقوف نواف حسين، تبعا لملف عمر الأطرش أي الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح أي كتائب العزام سرايا زياد الجراح والقاعدة والاشتراك في جريمتي تفجير حارة حريك، وأحاله إلى قاضي التحقيق العسكري نبيل وهبه.

 

جريصاتي وشخصيات اعلامية وهيئات مدنية دانت الاعتداء على الزميل حسين زلغوط ووزير الداخلية وعد بمتابعة التحقيق وتوقيف الفاعلين

وطنية - إستنكر وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي ما تعرض له المستشار الاعلامي للوزارة حسين زلغوط. وطلب في بيان، من "الاجهزة الامنية المختصة والقضاء التحرك فورا لتوقيف المعتدين الذين تعرضوا له بالضرب المبرح اثناء مروره باتجاه منطقة السلطان ابراهيم". وقال: "ان اي تعرض بالايذاء الجسدي لأي اعلامي سواء في معرض عمله او في معرض حادث فردي هو تعد على الحريات العامة والفردية التي كفلها الدستور ولا يجب ان يمر دون عقاب زاجر". وأهاب جريصاتي بالاجهزة المعنية "التحرك الفوري لكشف المعتدين واعتقالهم".

اتصالات مستنكرة/وتلقى الزميل حسين زلغوط، سلسلة اتصالات مستنكرة الاعتداء الذي تعرض له، وابرزها : من وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل الذي اكد "انه سيتابع شخصيا مجريات التحقيق في الحادث وتوقيف الفاعلين، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام السيدة لور سليمان صعب، المستشار الاعلامي للرئيس نجيب ميقاتي الزميل فارس الجميل، الزميل نافذ قواص نقل استنكار وادانة الرئيس المكلف تمام سلام للاعتداء، اضافة الى اتصالات من عدد كبير من الاعلاميين ومؤسسات المجتمع المدني والهيئات الاهلية .

 

العثور على جثة يوسف ماروني محروقة في موقع الاحتلال السابق في الزفاتة

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في النبطية علي داود أن القوى الامنية عثرت على جثة المواطن يوسف علي ماروني محروقة في غرفة داخل موقع الاحتلال الاسرائيلي السابق في الزفاتة على طريق النبطية - مرجعيون. وحضر الطبيب الشرعي علي ذيب لتحديد ظروف الوفاة، كما حضرت عناصر من مخابرات الجيش في النبطية وقوى الامن الداخلي. ويشار الى أن ماروني من ارنون، وقد غادر منزل ذويه منذ يوم أمس ولم تعرف الظروف المحيطة باختفائه ووفاته. والتحقيقات جارية.

 

خطف المواطن اديب المر في سهل الفرزل

وطنية - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في زحلة ماريان الحاج عن خطف المواطن اديب جورج المر، منذ بعض الوقت في سهل الفرزل.ولم تعرف التفاصيل.

 

دوليات

 

اجتماع روسي أميركي لكسر جليد مفاوضات جنيف 2

دبي - قناة العربية/يجتمع الإبراهيمي بالروس والأميركيين قبل أن يبت في إمكانية استئناف المفاوضات بين الفرقاء السوريين. وقالت موفدة "العربية" إلى جنيف، ريما مكتبي، إن الأجواء بين الروس والأميركيين ليست واضحة حتى الآن، وإن ظلت الأمور على ما هي عليه دون تغيير فسيكون اليومان القادمان هادئين تماماً. وجدد سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، التزام بلاده بما تضمنته وثيقة "جنيف 1"، لكنه أشار إلى أن وفد المعارضة يسعى إلى تهميش بنود "جنيف 2" التي تتضمن وقف العنف وإيصال المساعدة الإنسانية، موضحاً أن المعارضة تركز على تشكيل حكومة انتقالية فقط. وتعليقاً على تصريحات لافروف قالت مكتبي إنه في حال بقيت هذه التصريحات للإعلام فقط فإنه من الممكن أن تكون الأجواء أكثر إيجابية. وأشارت إلى أنه من المتوقع أن يتمخض الاجتماع الثلاثي عن اختراقات، حيث من المفترض أن يضغط الروس على وفد النظام، وبالمقابل يضغط الأميركيون على وفد الممعارضة لتقديم بعض التنازلات. وبحسب مصدر غربي، فإن الروس لن يسمحوا بانهيار المفاوضات، ولن يقبلوا أن ينسحب وفد النظام ويتحمل نتيجة الفشل، لذا من المحتمل أن يقدم الروس شيئاً ولو بسيطاً. واعتبر وفد النظام أن الائتلاف خالف القواعد الإجرائية بإصراره على بحث الهيئة الانتقالية أولاً، مضيفاً أن مناقشة الإرهاب يجب أن تتم قبل بحث أي قضية أخرى.

 

بوتين يؤيد ترشح المشير السيسي لرئاسة مصر

فلاديمير بوتين وعبد الفتاح السيسي   موسكو - مازن عباس/العربية

فيما يشبه الإعلان عن ترشح المشير عبدالفتاح السيسي لمنصب رئيس الجمهورية، جاءت تصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لتدعم بشكل صريح ترشح وزير الدفاع المصري لهذا المنصب، والإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية في هذا الشأن. بوتين أعرب عن تمنياته للنائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع المصري، المشير عبدالفتاح السيسي، بالنجاح في الانتخابات الرئاسية القادمة في مصر. وأضاف أن قرار الترشح لمنصب الرئاسة صعب جداً، لأنه يضع على عاتق السيسي المسؤولية الكاملة عن مصير الشعب المصري، ثم أعرب عن تمنياته بالنجاح، باسمه شخصياً وباسم الشعب الروسي. وأكد بوتين أن الاستقرار في الشرق الأوسط مرتبط إلى حد كبير بالاستقرار في مصر.

وكانت العاصمة موسكو قد شهدت مباحثات وزيري الخارجية والدفاع الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو مع نظيريهما المصريين نبيل فهمي وعبدالفتاح السيسي في إطار صيغة "2+2"، أسفرت عن التوصل إلى أهم محاور اتفاقية تعاون مشترك بين القوات المسلحة الروسية والمصرية، تتضمن تعزيز التعاون في مجال تعليم العسكريين وتدريب الكوادر للقوات المسلحة، وإجراء مناورات تكتيكية مشتركة لمكافحة الإرهاب والقرصنة وتبادل وفود مشتركة للقوات البحرية والجوية بين البلدين. واعتبر لافروف أن الاجتماعات الروسية المصرية في إطار "2+2" تسمح للبلدين بتطوير التعاون الثنائي بشكل أفضل. وأعرب عن أمله في تحقيق هذه اللقاءات نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين إلى إطار آخر، يسمح ببحث جميع مسائل الأمن والتعاون في هذه المنطقة. وأضاف لافروف أن الجانبين اتفقا على سبل صياغة العلاقات الثنائية بين البلدين، بما يشمل انعقاد جلسة اللجنة الروسية المصرية الحكومية المشتركة للتعاون أواخر مارس المقبل، كما اتفقا على الإسراع في إعداد الوثائق التي من شأنها دفع تطور التعاون التقني العسكري بين روسيا ومصر.

كما بحث الجانبان ملفات الأمن والتعاون في المنطقة، والقضايا الملحة على الصعيدين الدولي والإقليمي، ومواصلة تعميق التعاون الروسي - المصري متعدد الاتجاهات. وتم تحديد مهمات التعاون في المجالات التجاري-الاقتصادي، والعسكري-التقني والاستثمارات والطاقة والصناعة الثقيلة.

لقاء وزراء خارجية ودفاع مصر وروسيا في موسكو كان استكمالاً لمحادثات جرت في القاهرة وفق صيغة "2+2" نوفمبر الماضي، وضعت أسساً للتعاون بين البلدين في مجال التعاون الثنائي في المجال العسكري وتنسيق المواقف في سبل تسوية وحل القضايا الملحة على الصعيدين الدولي والإقليمي، وقام الخبراء من الجانبين ببحثها وبلورتها على مدار الشهور الماضية.

تعاون عسكري بين مصر وروسيا

وكان وزير الخارجية الروسي قد أعلن في وقت سابق أن تعزيز التعاون في المجال العسكري بين البلدين لم يكن خطوة مفاجئة، وهو ليس تصادماً مع مصالح الولايات المتحدة. وأشار لافروف إلى أن المصريين يدركون جيداً أن واشنطن لن تفقد نفوذها في المنطقة، إلا أن الحكومة المصرية الجديدة تريد أن تتوقف الولايات المتحدة من اعتبار علاقات مصر مع روسيا أو غيرها من الدول تهديداً لمصالحها، بينما أعلنت الدبلوماسية المصرية أن القاهرة تسعى لتعدد وتنوع علاقات التعاون، وأن انفتاح القاهرة على موسكو ليس موجهاً ضد أي طرف، ولن يكون بديلاً عن علاقات التعاون بين مصر والولايات المتحدة.

وكشفت مصادر روسية من مؤسسة "روس ابارون إكسبورت" في وقت سابق عن حرص موسكو التوصل لاتفاق مع القاهرة يتضمن منح الحكومة المصرية قرضاً لشراء الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية. وأكدت مصادر مصرية أن السعودية والإمارات ستقومان بتمويل اتفاق توريد المعدات العسكرية للجيش المصري، والذي تقدر قيمته بنحو ملياري دولار، ويشمل مروحيات عسكرية من طراز "مي"، ومنظومات صاروخية دفاعية من طراز "اسكندر"، ومقاتلات "ميغ-29"، وصواريخ مضادة للدبابات.

ومن المتوقع أن تبدأ روسيا بتوريد شحنات الأسلحة وفق العقد المذكور منتصف العام الحالي. وتجدر الإشارة إلى أن حجم التعاون العسكري الروسي-المصري خلال السنوات الماضية بلغ أكثر من مليار و800 مليون دولار، واحتلت روسيا المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة بين موردي الأسلحة والمعدات العسكرية للقوات المسلحة المصرية.

واعتبر مراقبون أن لقاء بوتين – السيسي كان من أبرز إنجازات زيارة وزيري الخارجية والدفاع المصريين، لما حمله من دعم صريح لتولي السيسي رئاسة مصر، والإفصاح عن استعداد موسكو لدعم نظام الحكم في القاهرة، خلافاً للموقف الأميركي الذي وجه انتقادات حادة للسلطة المصرية، واتخذ إجراءات عقابية، كان أبرزها تجميد المعونة العسكرية الأميركية، وإيقاف تسليم صفقة طائرات "إف-16"، فيما ألمحت واشنطن لعدم رضاها عن ترشح وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي لمنصب رئيس الجمهورية.

 

هل تولد الحكومة قبل سفر بري الى الكويت غـــدا؟

لمسات اخيرة على تشكيلة سلام بعد تذليل عقدة "الطاقة"

الغزل العوني – المستقبلي: لكل اهدافــه ومصالحـه

المركزية- هل ينسحب الانفراج الامني الذي أحدثه القاء القبض على الارهابي نعيم عباس وما تمخض عنه من معلومات بالغة الاهمية انفراجا سياسيا على مستوى الافراج عن حكومة الرئيس تمام سلام واخراجها من عنق الزجاجة بعد احد عشر شهرا؟ وهل يدفع الواقع الامني الذي لم يعد خافيا على اي قيادي سياسي مدى خطورته بما بات يهدد بتحول البلاد الى انقاض دولة حيث لا سلطة ولا مؤسسات، المعنيين بالتشكيل الى تقديم تسهيلات اضافية تكفل ولادة الحكومة خلال ساعات وفق ما يتوقع بعض غلاة التفاؤل؟

كل المعطيات المتجمعة في افق التشكيل في الساعات الاخيرة، تعزز الاعتقاد بان الايجابيات الطارئة قد تكفل تتويج المساعي برفع تشكيلة الى رئيس الجمهورية متضمنة حكومة سياسية جامعة توافق عليها كل الاطراف وتحظى بمباركة اقليمية ورعاية دولية، اذا لم يكمن الشيطان في التفاصيل الجاري البحث فيها راهنا، علما ان اوساطا مواكبة للمشاورات اكدت لـ"المركزية" ان الجواب المنتظر ان يقدمه رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون عصر اليوم والمتصل بالصيغة القاضية باسناد حقيبة الطاقة الى احد مكونات التكتل والارجح لحزب الطاشناق على ان تسند وزارة الخارجية للوزير جبران باسيل بعد موافقة تيار المستقبل على المداورة المحدودة، من شأنه توضيح المشهد الحكومي وأفقه، وتبقى بعض العقد المرتبطة بالتوزيع الطائفي للحقائب في طور المعالجة، ويعمل الوزير وائل ابو فاعور الذي يشكل صلة الوصل بين القوى السياسية على نقل الصيغ والاقتراحات المطروحة وقد زار الرئيس سليمان اليوم في اطار هذه المشاورات.

المشاورات الرئاسية: وبحسب المصادر المشار اليها، فان التوافق والاتفاق بين القوى السياسية حول المخارج الحكومية لا يعني بالضرورة ولادة الحكومة، ذلك ان الاتفاق، ولئن كان المساهم الاكبر في حل العقد الحائلة دون ابصار الحكومة النور حتى الساعة، لا يكفل وصول الامور الى خواتيمها لان قرار التأليف وتوزيع الحقائب رهن مشاورات يجريها الرئيسان ميشال سليمان وتمام سلام ويصدر في ضوئها رئيس الجمهورية مراسيم التشكيل، وليس اي فريق سياسي مهما علا شأنه، وشددت على ان اي تشكيلة يجب ان تراعي التسوية التفاهم التي وافق عليها الرئيس المكلف والمستندة الى صيغة ثلاث ثمانيات مع المداورة وتدوير زوايا البيان الوزاري بعد التأليف، باعتبار انها باتت ثوابت لا عودة عنها وتحدثت في هذا المجال عن ان توزيع الحقائب السيادية يجب ان يراعي التوازنات والتلاعب بها غير جائز.

وقالت المصادر ان الايجابيات الحكومية انبثقت من الانفتاح بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل نتيجة الاتصالات التي تسارعت وتيرتها في اليومين الاخيرين وافضت الى موافقة المستقبل على المداورة المحدودة بمعنى ان يحتفظ التكتل بحقيبة الطاقة على ان تسند الى احد مكوناته من خارج التيار الوطني الحر وكان اتفاق على ان تكون من حصة الطاشناق.

لـ"المستقبل" اسبابه: وعزت مصادر في قوى 14 اذار قبول "المستقبل" بالصيغة الجديدة الى جملة اعتبارات يأتي في مقدمها:

1- الرغبة بفصل ازمة لبنان عن ازمات المنطقة حرصا على عدم انزلاقه الى قعر الهاوية، وقطع الطريق على محاولة توظيف ورقة تشكيل الحكومة في بازار المفاوضات الاقليمية او استخدامها من اللاعبين الخارجيين او الدوليين لتعزيز مواقعهم.

2- جس نبض مكونات 8 اذار لا سيما حزب الله لمعرفة ما اذا كان راغبا حقا في تشكيل حكومة ام انه يناور ويدفع بالحجج للوصول الى الفراغ.

3- اثبات رغبته في تشكيل الحكومة وابعاد تهم التعطيل عنه، لان وجود حكومة اصلية يريح الاجواء ويمهد الطريق للانتخابات الرئاسية ويقطعها على الفراغ.

الغزل السياسي: واعتبرت مصادر مراقبة ان انفتاح المستقبل – التيار الذي لم يعد خافيا على احد من شأنه ان يحقق اكثر من هدف للجانبين، فالعماد عون يعتبر ان المستقبل قد يوفر ما لم يوفره حليفه الشيعي بالنسبة الى رفع حظوظه بانتخابه رئيسا للجمهورية، بما يدفع هذا الحليف الى تحديد موقفه غير الواضح حتى الساعة بالنسبة الى مرشحه الرئاسي، في حين ان المستقبل يسدد ضربة مثلثة الاهداف في مرمى حزب الله باحداث شرخ بين التيار والحزب وفصل مسارهما وحشر الاخير الى درجة قد تضطره الى تقديم تنازلات كبيرة يحتاجها تيار المستقبل راهنا.

وفي مطلق الاحوال، اعربت المصادر عن اعتقادها ان الغزل العوني – المستقبلي، ايا كانت مراميه يصب في مصلحة تشكيل الحكومة، وهو ما اكدته اوساط قريبة من المصيطبة تحدثت عن تقدم كبير على صعيد التشكيل وشبه اجماع من القوى السياسية على المضي قدما نحو اعلان الولادة، رافضة الدخول في تحديد مواعيد في انتظار وضع اللمسات الاخيرة او "الروتوش" النهائي على الحقائب والاسماء، باعتبار ان ثمة امور ما زالت تحتاج الى بعض المعالجة قبل ان يحمل سلام تشكيلته الى بعبدا، علما ان اوساطا مواكبة عن كثب لهذا المسار توقعت عبر "المركزية" ان تولد الحكومة قبل سفر رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الكويت ثم ايران والبانيا غدا.

الامن: وسط هذه الاجواء، بقي الانجاز الامني النوعي للجيش بتوقيف الارهابي عباس متصدرا واجهة الاهتمامات، نسبة للكم الهائل من المعلومات التي قدمها في اعترافاته المستمرة، والتي ادت الى الكشف عن سيارات مفخخة ومخازن متفجرات، في ما البحث ما زال جاريا عن سيارة مفخخة تردد انها قد تكون وصلت الى العاصمة. واتخذ الجيش تدابير امنية مشددة في معظم المناطق لا سيما حول ثكنة محمد زغيب في صيدا واقفل كل الطرق المؤدية اليها بعد توافر معلومات عن احتمال حصول عمل امني، في حين اشارت مصادر امنية الى ان ما تردد عن تورط عباس باغتيال اللواء فرانسوا الحاج والنائب وليد عيدو غير دقيق ما دام اي دليل لم يقدم في التحقيقات معه. وليس بعيدا ذكرت المصادر ان السيارة التي فككها الجيش امس كانت معدة للتفجير امام السفارة الروسية.

معاونو عباس: وفي السياق، اوضحت مصادر امنية جنوبية لـ"المركزية" ان ثلاثة من معاوني عباس الذين كانوا يشاهدون في مخيم عين الحلوة، من المنتمين الى فكر "القاعدة" المتشدد ومطلوبين للقضاء بتهم الاعتداء على الجيش واليونيفيل تواروا عن الانظار اثر توقيفه. كما ان عناصر جند الشام وفتح الاسلام اختفوا بدورهم من المخيم والتزموا مراكزهم في حي الطوارئ في المخيم.

 

 هل نودع ميقاتي اليوم؟

مارون حبش/موقع 14 آذار

بعد الانجاز النوعي الذي سطره الجيش اللبناني ما أدى إلى ارتياح مؤقت لدى اللبنانيين، عادت الانفراجات السياسية على أكثر من خط لتذليل العقبات الحكومية، فمن المتوقع أن تولد اليوم حكومة من عنق الزجاجة، إلا أن مصادر قيادية في "14 آذار" متابعة للملف، أكدت حصول المؤشر الايجابي لولادة الحكومة لكن من دون تحديد موعد محدد، ولم تستبعد ولادتها قبل ظهر اليوم قبل سفر الرئيس نبيه بري إلى الكويت، وإلا فالأمر سيتأخر حتى عودته بعد اسبوع. ولا تخفي المصادر امكانية عرقلتها من جديد خلال الساعات المقبلة، وقالت: "الطبخة استوت، لكن من غير المستبعد أن تظهر عقبة جديدة تتعلق بتوزيع الحقائب تؤخر التشكيل من جديد، ففي الـ 24 ساعة المقبلة الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، ويبقى تحديد ساعة الصفر بيد الرئيس المكلف تمام سلام ورئيس الجمهورية ميشال سليمان". وأضافت: "الاتصالات الاخيرة حلّت عقدة الجنرال ميشال عون باسناد وزارة الطاقة والمياه إلى تكتل التغير والإصلاح، بيد حزب "الطاشناق"، ما يعني اعتماد نصف مداورة بابعادها عن التيار الوطني الحر وفي الوقت نفسه ابقائها في كنف الرابية، لكن الاتصالات توقفت عند عقدة جديدة يطالب بها عون وهي وزارة الأشغال، لكن هذا المطلب اصطدم من جديد برفض بري، والمعلومات أشارت إلى امكانية حل الموضوع خلال ساعات الصباح الأولى".

وأكدت ان "الرئيس سعد الحريري يتابع الملف في شكل دقيق ومتواصل، نظراً إلى تقديره حال البلد والوضع الأمني الذي يسيطر عليها لناحية التفجيرات والانتحاريين، فضلاً عن محاولات اشعال الفتنة الطائفية، خصوصاً بين السنة والشيعة، وهذا سيناريو يرفضه الحريري ويرى أن تشكيل الحكومة سيكون إحدى الوسائل لمواجهته والاعتراف بالاعتدال الذي يتمتع به "تيار المستقبل" أمام ظاهرة التكفير الحديثة". وأضافت: "تشكيل الحكومة أفضل من لا تشكيل، إذ لا بد من التخلص من الحكومة الميقاتية التي دفعت لبنان نحو الهاوية، وتشكيلها في الساعات المقبلة يساعد لبنان في أكثر من ملف، ومنها تقويم موقفه من "جنيف – 2" ليتطابق مع مواقف الرئيس ميشال سليمان الأخيرة، وتزامناً مع زمن العدالة الذي فرضته المحكمة الدولية الخاصة بلبنان". واشارت إلى "أهمية تغيير الحكومة الحالية في ظل اشتداد المعارك في سوريا، وبالتحديد المعركة القريبة من لبنان والتي يحاول فيها النظام وحزب الله السيطرة على يبرود ما قد تؤثر على بلدة عرسال الصامدة بوجه الاعتداءات المتواصلة".

ولفتت إلى "أن الحكومة التي ستتشكل، لن يكون عمرها طويل، وانجاح ولادتها يساعد في انجاح الانتخابات الرئاسية المقبلة التي من شأنها الدفع نحو استشارات جديدة وولادة حكومة جديدة، خصوصاً بعدما ظهر سيناريو تفريغ الرئاسة من موقعها للسيطرة على البلد بحكومة الرئيس نجيب ميقاتي". وشدت على أن "الكرة في ملعب "8 آذار" للتوافق قبل فوات الأوان، وإذا لم يتفقوا فليشكل الرئيس المكلف حكومة وفق رؤيته". وختمت: "مجرد اعلان التشكيلة وصدور المراسيم نودع الرئيس نجيب ميقاتي".

 

معركة يبرود" وارتداداتها اللبنانية

الأنباء الكويتية

في موازاة الجولة الثانية من مفاوضات «جنيف 2»، بدأت المرحلة الثانية من معركة يبرود في منطقة القلمون، التي تهدف إلى عزل هذه البلدة السورية عن امتدادها اللبناني وقطع التواصل بين بلدات القلمون وبلدة عرسال، وبالتالي فإن الهدف المباشر لـ «معركة يبرود» هو قطع خط السيارات المفخخة المتجهة إلى الداخل اللبناني (خط رنكوس عسال الورد عرسال)، إضافة إلى وصل ريف حمص بريف دمشق الشمالي وتأمين التواصل الكامل بين دمشق والساحل السوري، وتعطى معركة يبرود أهمية استراتيجية شبيهة بتلك التي أعطيت لـ «معركة القصير». تعتبر يبرود آخر المعاقل الفعلية والقوية للمعارضة والمجموعات المسلحة في النصف الشمالي من القلمون وأكبر البلدات القلمونية التي تتحصن فيها هذه المجموعات وأبرزها: مجموعات الجيش الحر التي انسحبت من مدينة القصير العام الماضي (الجبهة الإسلامية، كتائب القلمون، كتيبة الفاروق، حركة أحرار الشام، أسود السنة، لواء القادسية...)، ومجموعات اخرى ترتبط بالقاعدة. كل الدلائل تشير إلى أن معركة يبرود فتحت ابتداء من اليوم، وأن الجيش السوري انطلق في عملياته العسكرية ليسيطر إلى حد كبير على «مزارع ريما» المتاخمة ليبرود من جهة الشمال، مركزا هجومه على «تلة الكويتي» الاستراتيجية ويتقدم من جهة بلدة القسطل في الجنوب الشرقي ويسيطر على المساحات التي تفصلها عن يبرود ويصل إلى مشارفها.

ولكن لم يعرف بعد الهدف النهائي للمرحلة الثانية من هذه المعركة:

٭ هل الهدف محاصرة يبرود وعزلها من دون اقتحامها؟ وهذا يعني حسم معركة فليطا قبل معركة يبرود والسيطرة على التلال المتاخمة للحدود السورية اللبنانية بعدما حصل تقدم في «معركة الجراجير» الواقعة في هذا النطاق.

٭ أم الهدف هو استعادة مدينة يبرود بالكامل والإطباق عليها بعد محاصرتها وإقفال هذه «الجبهة الثغرة»؟ بعدما كثرت عبرها عمليات التسلل في اتجاه ريف القصير في حمص وارتفعت وتيرة الهجمات الانتحارية من القلمون ويبرود، تحديدا نحو لبنان عبر عرسال، على أن تكون معركة يبرود نقطة انطلاق باتجاه إنهاء وجود المسلحين في كامل مناطق القلمون ومنها سيكون التوجه غربا نحو «رأس المعرة» وجنوبا نحو معلولا وتلفيتا ورنكوس وعسال الورد، وهذه البلدات ستكون ساقطة عسكريا بعد سقوط يبرود.

أما القسم الجنوبي من منطقة القلمون (الزبداني، مضايا وبلودان) فالمعركة فيها أسهل من القسم الشمالي واتصالها مع الحدود اللبنانية لا يشكل عامل قوة أو خطورة كتلك الحدود مع عرسال.

الأنظار تتجه إلى «معركة يبرود» ليس فقط لأنها معركة مفصلية في معادلة القلمون وفي «حرب النقاط» الدائرة في سورية والتي لا مجال فيها لـ «الضربة القاضية»، وإنما أيضا لأنها معركة تعني لبنان في ارتداداتها وامتداداتها وتطرح سؤالين:

1- ما هو موقع حزب الله في معركة يبرود وهل يشارك فيها عسكريا كما فعل في «معركة القصير»؟ حزب الله معني مباشرة بمعركة يبرود والقلمون.

هذه معركة تخصه بقدر ما تهم النظام السوري باعتبار أنها تخفف الضغط والمخاطر الناتجة حول إمكانية تسلل مجموعات سورية إلى القرى المجاورة في السلسلة الشرقية في جبال لبنان والتي هي حاضنة لـ «حزب الله» إجمالا، كما أنها تؤمن أمن الطرق في البقاع الشمالي وتتيح للحزب التحكم في كل المداخل غير الشرعية من سورية إلى لبنان التي عبرها تحصل عمليات تسلل لمقاتلين وانتحاريين وسيارات مفخخة، إضافة إلى تأمين منطقة آمنة كليا في البقاع الشمالي ما يسمح بمعبر بديل وآمن باتجاه ريف حمص الجنوبي والساحل السوري عبر القاع في حال انقطاع الطريق السريع الذي يصل دمشق بحمص لسبب ما.

ويرى خبراء عسكريون أن حزب الله الذي لديه قدرة عسكرية على المشاركة في معركة يبرود ليس متحمسا لخوضها على طريقة معركة القصير وأن يكون رأس حربة فيها، وإنما يفضل الاكتفاء بدور الداعم لجيش النظام السوري ويركز جهوده على السيطرة على خط الحدود اللبنانية السورية الفاصلة بين القلمون وعرسال، وهذه مهمة ليست سهلة في مناطق جردية شاسعة ومكشوفة.

ويضاف إلى ذلك أن احتجاز راهبات معلولا في يبرود وانسحاب المجموعات المقاتلة إلى الداخل اللبناني في حال اقتحام يبرود يشكلان عاملا «مفرملا» لمشاركة مباشرة من جهة حزب الله الذي ليس لديه أيضا أي توجه إلى فتح جبهة عرسال مكتفيا بالحصار الأمني المضروب حولها، في إطار قرار استراتيجي اتخذه بعدم نقل الحرب السورية إلى لبنان وعدم فتح أي معركة على أرضه، خصوصا في عرسال، حيث خطر الانزلاق إلى الفتنة السنية الشيعية وتعد الطريق الأسرع إليها.

2- كيف سيكون عليه الوضع في عرسال في خلال معركة يبرود وبعدها؟ بعد سيطرة الجيش السوري على القصير وقارة والنبك حصل نزوح لمئات العائلات المؤيدة للمعارضة إلى يبرود.

والآن بدأت حركة نزوح مشابهة باتجاه لبنان وتحديدا إلى عرسال وبدأت قوافل النازحين السوريين بالوصول إليها.

إن اشتداد الصراع العسكري في سورية والاتجاه إلى حسم معركة القلمون يفترض جهوزية لبنانية كون هذه المنطقة محاذية للحدود مع لبنان ومنها انطلقت العمليات الإرهابية إلى الداخل اللبناني.

ولذلك فإن هذا الوضع العسكري الأمني يفترض من جهة، إجراءات وقائية واستثنائية لسد الممرات الحدودية الأساسية عبر الحدود الشرقية وكل الطرق غير الشرعية في الجرود.

ويفترض من جهة ثانية، «حماية عرسال» لإبقائها في منأى عن شظايا معركة القلمون لأن في ذلك حماية لكل لبنان ودرءا للفتنة التي تطل برأسها من هناك.

 

إيران توكّل «ذراعيها» بشؤون لبنان 

ثريا شاهين/المستقبل

برزت في الساعات الأخيرة الماضية، تطورات في نتيجة المساعي السياسية لتشكيل الحكومة، أفضت الى ايجابية كبيرة في إمكان التوصل الى تفاهم نهائي حول التشكيلة اليوم أو غداً، ليصبح في ضوء ذلك إمكان إعلان الحكومة قريباً جداً. بعض المطّلعين على الاتصالات والمشاورات أكدوا ان العرقلة الأخيرة كانت لأسباب داخلية لأن الأمور كانت معقّدة على هذا المستوى أكثر بكثير مما هي عليه انعكاسات الأوضاع الاقليمية. لذلك، جاءت الحلحلة من الأفرقاء ذاتهم. في حين أن أوساطاً سياسية أخرى، اعتبرت ان العرقلة الأخيرة انعكاس لوضع خارجي متصل بالأداء الايراني مع الغرب، وأن ايران تريد في موضوع لبنان أن تعطي في الشكل وليس في المضمون. الى أن جاءت الحلحلة عشية اجتماع مرتقب بين ايران والغرب الثلاثاء المقبل حول برنامجها النووي، ومن أجل إعطاء رسائل واضحة للغرب حول تأثيرها في لبنان.

وفي اعتقاد هذه الأوساط، انه كانت هناك حلحلة سابقة بدأت مع دعوة ايران الى «جنيف2»، ما لبثت أن عادت العرقلة لدى سحب الدعوة منها. وعبّر عن ذلك موقف رافض للمداورة من «التيار الوطني الحر»، وبدا الحزب وكأنه عاجز عن تغيير موقفه، أو إيجاد حل له. هذا فضلاً عن مواقف للحزب تعد تراجعاً عن «الثلاث ثمانات».

وكان واضحاً ان الحزب هو من يعرقل التأليف ربطاً بموقف ايران، التي تريد السعي الى إبقاء لبنان ورقة في يدها عشية توقع تفاهمها نهائياً مع الغرب بعد أشهر قليلة أي من الآن وحتى حزيران، على برنامجها النووي.

وبالتالي، وفقاً للأوساط، فإن أية عرقلة جديدة للتأليف لن تكون خسارة للحزب، حيث انه اذا لم تحصل انتخابات رئاسية، تأخذ الحكومة الحالية التي تتأثر بالحزب مقدرات وصلاحيات رئيس الجمهورية، لذلك لماذا يتخلى الحزب عنها وعن السلطة من خلالها؟ ولماذا يقبل أن تشارك 14 آذار، إذا كان قادراً على أن يكمل بحكومة تصريف الأعمال هذه؟ وتبعاً لذلك يستطيع الحزب من خلال الحكومة الحالية، ومن ورائه ايران، التحكم بالسلطة، فلماذا يتم التخلي عنها؟ وطرحت مبادرات لم تكن، سوى لكسب الوقت للوصول الى مهلة الشهرين ابتداء من 25 آذار المقبل حين تبدأ مهلة الدعوة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. الآن تضغط 14 آذار من أجل تشكيل حكومة، وقد بذلت قياداتها جهوداً كبيرة في هذا السياق. الى ذلك، تؤكد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع على العلاقات اللبنانية الايرانية، ان ايران «لم تتدخل حتى الآن بعملية تشكيل الحكومة». ولفتت الى ان «ايران مرتاحة اذ إنها أوكلت الموضوع اللبناني ولزّمته في هذه المرحلة الى الطرفين اللبنانيين اللذين تتمتع هي بنفوذ مباشر عليهما، أي «حزب الله» و»حركة أمل»، اللذين يُعدّان «ذراعيها» فيه اليوم. وبالتالي هي تعتبر أن ما يحصل في لبنان من معوقات أمام التشكيل، أمور داخلية لبنانية ومناكفات في السياسة الداخلية، ولكنها ليست على علاقة بالتشكيل». وأوضحت أن «الدليل على ذلك أن وزير خارجيتها محمد جواد ظريف عندما زار بيروت الشهر الماضي، كان في أجواء التشكيل وباركها. وهو لم يعد أي إشارة ايرانية في هذا الشأن، ولم يتدخل بالتفاصيل الحكومية، وثمة حرص إيراني على عدم التدخل مباشرة، وعلى ترك الأمر للحليفين اللبنانيين، على أساس أن «أهل مكة أدرى بمشاكلها».

وأفادت المصادر، أن إيران مشغولة في العمل لتوقيع اتفاق نهائي مع الغرب حول برنامجها النووي، وانه بعد أسبوع ستبدأ اجتماعات لها مع الغرب حول التحضيرات لذلك، وان ايران تريد علاقات وطيدة بالغرب، كما تريد علاقات وطيدة بالدول المجاورة لها، وان أداءها في ظل عهد الرئيس حسن روحاني على مستوى السياسة الخارجية يختلف عما كان عليه الوضع سابقاً، وان ايران ستبادل الغرب بالقدر الذي يبادلها.

 

في الذكرى التاسعة لاستشهاد الحريري: تطور البلاد توقف هناك لبنان مهدد بخفض غير مسبوق لتصنيفه بفعل تعاظم مخاطره السياسية

سابين عويس/النهار

تحل الذكرى التاسعة لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري وسط مخاطر غير مسبوقة تهدد مستقبله السياسي والاقتصادي، في ظل الإنقسام الحاد الذي عطّل الحياة السياسية والنشاط الاقتصادي في البلاد.

وإذا كانت الاعوام الثمانية التي تلت زلزال 14 شباط قد غرقت في أتون الاغتيالات والمواجهات الدامية معطوفة على تعطيل سياسي ممنهج، على خلفية قيام المحكمة الخاصة بلبنان، وصدور قرارها الظني في حق عناصر تابعة لـ"حزب الله"، فإن الانتقال من معركة الحقيقة إلى معركة العدالة مع إنطلاق المحاكمات أخيراً، لم يكن أقل كلفة، بما أنه تزامن مع تفجر الاحتقان السني الشيعي بفعل إمتداد نار الازمة السورية الى الداخل اللبناني.

أكثر من 11 شهراً، وتحديداً منذ إستقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وتكليف الرئيس تمام سلام تأليف حكومة جديدة، عاشتها البلاد في أوضاع مضطربة سياسيا وامنيا، متفلتة من أي ضوابط أو معايير تحكم العمل السياسي. فتعطل العمل الحكومي وشل النشاط البرلماني وغرق الاقتصاد والمالية العامة للدولة في متاهات التجاذبات السياسية، بحيث لم تلق صرخة اقتصادية أطلقها أكثر من مرة مجتمع الاعمال أي صدى، رغم التحذيرات الجدية والمتنامية من مخاطر استمرار الفراغ في السلطة التنفيذية وانعكاسه على السلطة التشريعية.

وتأسف مراجع مالية بارزة لما آلت اليه أوضاع لبنان، كاشفة أنها المرة الاولى تصل الامور إلى هذا المستوى من الاستسهال والاهمال لمصالح البلاد والمواطنين.

لا تجد تفسيرا لعدم إنهيار لبنان الا بالاستقلالية التي تتمتع بها السلطة النقدية وقدرتها على التحكم في السوق المالية والاستجابة التي تلاقيها من القطاع المصرفي الذي يشكل العمود الفقري للمناعة المالية.

أما على مستوى الناس، فلدى هذه المراجع اقتناع تام بحالة الطلاق الحاصلة بين هؤلاء والطبقة السياسية، نتيجة تراجع ثقتهم وإقتناعهم بأن السياسيين يعملون من أجل مصالحهم وحساباتهم الخاصة، ولو على حساب قواعدهم الشعبية. وتتساءل هذه المراجع عن مستوى الافلاس السياسي الذي بلغته البلاد عندما يتعطل تاليف حكومة بسبب حقائب وأشخاص، أو عندما تنحصر لائحة المرشحين لرئاسة الجمهورية على أبواب الاستحقاق الرئاسي بين قائد للجيش أو حاكم لمصرف مركزي، والا فتمديد لرئيس حالي، مع العلم ان مثل هذه الامور لا تحصل الا في لبنان!

لكن أكثر ما يثير قلق هذه المراجع، يتمثل في خطر خفض تصنيف لبنان بسبب مخاطره السياسية. وتعزو المراجع مخاوفها هذه إلى التنبيهات والتحذيرات التي تتلقاها السلطات النقدية والمالية، وحتى الرسمية من إحتمال لجوء مؤسسات التصنيف الدولية إلى خفض التصنيف بعد إجراء سابق في نهاية العام الماضي. فبعدما خفضت وكالة "ستاندرد اند بورز" في تشرين الثاني الماضي التصنيف الائتماني السيادي الطويل الأجل للبنان إلى "B-"، خفضت الوكالة نفسها التصنيف الائتماني الطويل الأمد لثلاثة مصارف لبنانية، وفي كانون الأوّل، خفّضت وكالة التصنيف الدولية "فيتش" نظرتها المستقبليّة الى لبنان من "مستقرّة" إلى "سلبيّة"، لتنضم بذلك الى وكالة "موديز" التي سبق ان خفضت نظرتها الى "سلبية". وخطر أي خفض جديد للتصنيف نابع من أنه سيكون الاول من نوعه وغير مسبوق منذ أول تصنيف للبنان. إذ سيخفض لبنان من درجة "B-" إلى "CCC" (للدول المتخلفة). وتصف المراجع مثل هذا الخفض بأنه بمثابة توجيه ضربة كبرى للبنان لأنه سيدفع المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في علاقاته المالية مع لبنان.وتؤكد المراجع أن المصرف المركزي يعمل حالياً على إتخاذ كل الاجراءات الكفيلة بحماية المصارف من أي خفض مماثل، ومنع تعرضها لتأثيراته. لكن المراجع تأمل في أن تأخذ مؤسسات التصنيف الدولية عاملين في الاعتبار، قبل اللجوء الى مثل هذا الاجراء: أولهما متانة القطاع المصرفي الذي يؤمن التوازن ضد المخاطر السياسية في البلاد ويوفر الصمود الاقتصادي للقطاعات الاخرى، وقرار المجتمع الدولي بحماية إستقرار لبنان ومنع زعزعته، آملة في الوقت عينه أن تنجح جهود تشكيل الحكومة الجديدة التي من شأنها إذا حصلت أن تقلص من إحتمالات الاجراء، وخصوصا أن أحد اسبابه الرئيسية يعود الى تسيب الوضع السياسي والامني ومخاطر إمتداد الازمة السورية الى الداخل اللبناني وتأثيره السلبي على المناخ الاستثماري وثقة المستثمرين.

وفي حين يبدو مستغرباً تسليط الضوء على مخاطر مالية محدقة بلبنان بفعل الاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية المتردية في خضم السخونة المحيطة بموضوع تشكيل الحكومة والإحتمالات الكبيرة بولادة قريبة، تعيد المعطيات التي برزت مساء حيال بروز عقد جديدة وشروط ومقايضات حول توزيع الحقائب، طرح السؤال عن موقع مصالح لبنان واللبنانيين على أجندة القوى السياسية.

في مثل هذا اليوم، وبعد 9 أعوام على غياب الرئيس رفيق الحريري، يفتقد لبنان رجل المبادرات والرؤية الذي كان يتمتع بقدرة فائقة على الاحاطة بكل الملفات الساخنة والعمل على إحتوائها ضمن برنامج ورؤية مستقبلية وأفكار ومشاريع. وغني عن القول إن لبنان لم يحظ بموازنة عامة للسنة التاسعة إذ اقرت آخر موازنة عن عام 2005، وهو لم يحظ بأي مشاريع بنى تحتية جديدة من خارج ما تم التخطيط له وإعداده، بما فيها مشاريع التنقيب عن النفط والغاز. فهل تحمل طريق العدالة التي بدأ لبنان يسلكها مع إنطلاق عمل المحكمة الدولية في الذكرى التاسعة لغياب الحريري، حكومة جديدة قد لا تعقد عليها الآمال الكبار ولكنها على الاقل تجنب لبنان الفراغ التام على ابواب استحقاق الرئاسة؟

 

إيران عينها على الرئاسة في لبنان وتحاول مقايضة تشكيل الحكومة بها

 اميل خوري/النهار

هل يمكن القول إن إيران تكمل ما بدأته سوريا في لبنان بحيث انها لا تقدم على حل أي أزمة فيه من دون ثمن، وإلا لما كانت الأزمة الوزارية تستمر 11 شهراً وهو ما كانت تفعله سوريا في أزمات مماثلة إلى أن توصلت إلى قبض ثمن وقف الاقتتال فيه وصاية عليه دامت 30 عاماً. وعندما انتهت تلك الوصاية عملت سوريا على أن تحكم لبنان بوصاية مقنعة بواسطة حلفائها في قوى 8 آذار أو تجعل هذه القوى تتحكم بمن سيحكم. وعندما فازت قوى 14 آذار بالاكثرية في الانتخابات النيابية عام 2005 وعام 2009 طلبت سوريا من حلفائها في لبنان الإصرار على تشكيل حكومة وحدة وطنية يكون لهم فيها الثلث المعطل بحجة أنه لا يحق للأكثرية أن تستأثر باتخاذ القرارات المهمة من دون مشاركة الطرف الآخر، وإن كان أقلية، لأن سوريا كان يهمها عرقلة إنشاء المحكمة الدولية للنظر في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه. ومذذاك بدأت تنفيذ هذا المخطط الجهنمي بحيث لم يعد في الامكان تشكيل أي حكومة إلا إذا كانت أقلية 8 آذار ممثلة فيها بثلث معطل كان كافياً لعرقلة صدور أي قرار مهم. وإذا صدر عطّله وزراء 8 آذار بالاستقالة أو بتحريك الشارع كما فعلت بمحاصرة السرايا الحكومية باعتصامات دامت وقتاً طويلاً فألحقت أضراراً مادية جسيمة بالحركة التجارية في وسط بيروت من دون أن تتمكن من إسقاط الحكومة ولا الحؤول دون إنشاء المحكمة الدولية إنما استطاعت تأخير إنشائها، كما استطاعت منع تنفيذ قرار صدر عن مجلس الوزراء في شأن وقف العمل بشبكة الاتصالات الخاصة بـ"حزب الله" بافتعال أحداث 7 أيار الشهيرة ومن ثم نقل الأكثرية النيابية من 14 آذار إلى 8 آذار بالتهويل على كتلة النائب وليد جنبلاط بعراضة القمصان السود، بحيث انها استطاعت فرض حكومة اللون الواحد بتخليها عن المقعد الشيعي للسنّة تسهيلاً لتشكيلها، وبعدما تجرأت على اتفاق الدوحة بمخالفة أهم بنوده وذلك باستقالة وزراء 8 آذار من حكومة "الوحدة الوطنية" التي كانت برئاسة سعد الحريري، خلافاً لما نص عليه ذاك الاتفاق، كما خالفت قوى 8 آذار سياسة النأي بالنفس عما يجري في سوريا وكذلك مضمون "إعلان بعبدا"، ما جعل الرئيس نجيب ميقاتي يضطر الى الاستقالة والاستمرار في تصريف الاعمال حتى اليوم لأن إيران، كما سوريا، لم تساعد على تشكيل حكومة جديدة.

والسؤال المطروح هو: لماذا لا تساعد إيران على حل عقد تشكيل حكومة سياسية جامعة كما كانت تفعل سوريا ولكن بعد أن تقبض الثمن، وأي ثمن تطلبه ايران لتقديم هذه المساعدة؟

ثمة من يقول ان ايران هي مع بقاء الحكومة المستقيلة الى حين موعد اجراء الانتخابات الرئاسية. فإذا كان لها كلمتها في اختيار المرشح لرئاسة الجمهورية فثمن فوز هذا المرشح يكون ثمنا للتخلص من حكومة الفريق الواحد، وإلا انتقلت صلاحيات الرئاسة الى هذه الحكومة. وهو ما يرفضه الرئيس ميشال سليمان وقوى 14 آذار بشدة، إذ ان هذه الصلاحيات ينبغي ان تنتقل إما إلى حكومة حيادية، وإما إلى حكومة سياسية جامعة لا يفرقها خلاف على أي موضوع.

وثمة من يقول إن إيران التي يهمها أن يكون لها كلمتها في اختيار رئيس جمهورية لبنان كما كان لسوريا من قبل، تحاول وضع قوى 14 آذار أمام الخيارات الصعبة وهي:

أولاً: القبول بتشكيل حكومة جامعة بشروط قوى 8 آذار وإلا استمرت الحكومة الحالية المستقيلة لتصبح ورقة ضغط في يد إيران على قوى 14 آذار، فإما أن تقبل بالمرشح الرئاسي الذي ترضى به، أو يكون فراغ تسده حكومة ميقاتي المستقيلة والتي لا سبيل للتخلص منها الا بقبول هذا المرشح.

ثانياً: رفض تشكيل حكومة حيادية لئلا تنتقل صلاحيات الرئاسة الأولى إليها إذا تعذر انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا ليس في مصلحة إيران ولا في مصلحة قوى 8 آذار، عدا أن رفض تشكيلها لا يقتصر على إحداث أزمة سياسية إنما على إحداث هزة أمنية تفوق تلك التي أحدثتها 7 أيار.

ثالثاً: أن تستمر أزمة تشكيل الحكومة حتى موعد الانتخابات الرئاسية بحيث تشكل عامل ضغط على قوى 14 آذار وتضعها بين خيارين: إما القبول بمرشح رئاسي مقبول من إيران ومن 8 آذار، وإما بقاء حكومة ميقاتي ومعها الفراغ المفتوح على فوضى عارمة.

هذه هي خطة إيران في لبنان وقد تعلمتها من سوريا وقد لا تعود عنها إلا إذا قبضت الثمن وهو غير معروف حتى الآن كي يتم فصل الأزمة اللبنانية عن الأزمة السورية وإلا ظلتا متلازمتين بكل تداعياتها على وضع لبنان الهش سياسياً وأمنياً واقتصادياً.

 

هل تكفي الصلاة؟

نبيل بومنصف/النهار

لم تتنبه قوى ١٤ آذار على الارجح الى تأصل نظرية "التلزيم" التاريخية التي تستوطن ما يوازي العقيدة لدى خصومها في معسكر ٨ آذار في كل ما يتصل بالتطورات الميدانية والديبلوماسية في الازمة السورية الى ان اصيبت عملية تشكيل الحكومة بسكتة دماغية استلزمت جراحات قيصرية متعاقبة. ولمن فاتته مراجعة الخط البياني لهذه النظرية فهي ترقى في اصولها الاولى الى دخول القوات السورية الى لبنان "رسميا" في العام ١٩٧٦ والتي اقترنت آنذاك بنشوء الخط الاحمر عند نهر الاولي في اتفاق ضمني بين سوريا واسرائيل هندسه هنري كيسينجر. لم يقف الامر عند هذا الحد بل كان اتفاق الطائف نفسه ذروة نظرية التلزيم بتفويض الوصاية السورية ادارة مرحلة ما بعد الحرب اللبنانية الى ان انفجرت ثورة ١٤ آذار ٢٠٠٥ واطاحت عصر الوصاية. شيء كثير من هذا يعود الآن الى سوريا نفسها ويتفشى في الاتجاه اللبناني مع ما يتجاوز رهانات الحلفاء منذ انعقاد الجولة الاولى من مؤتمر جنيف - ٢. بتباه لا يخفيه كثر من الحلفاء يتصاعد الكلام عن "تعليق" اللحظة اللبنانية وربطها بكل استحقاقاتها حتى الرئاسية على بت "الحسم" العسكري في سوريا المعقود اللواء للنظام، في نظر ٨ آذار. وبصرف النظر عما يمكن ان تسفر عنه معركة يبرود يستيقظ حلم التلزيم بقوة، وهذه المرة على قاعدة محاربة الارهاب والتكفيريين، كأولوية دولية ستقيم زلزالا في الحسابات اللبنانية.

برفة جفن تعود الازمة اللبنانية الى ما قبل بداية البدايات كأن حقبة عهد ونصف عهد منذ اندلاع شرارة ازمة التمديد للرئيس اميل لحود لم تمر. تعود الازمة الى مصاف رهانات مدمرة يغرق السوريون انفسهم في بحر دمائها ويتقلب لبنان على شظايا انعكاساتها الامنية والسياسية والاقتصادية وموجات الفتنة التي تتصاعد منها. لن يسأل احد بطبيعة الحال عن "اعلان بعبدا" الشهيد ولا عن سائر الشهداء البشريين ومشاريع الشهداء المتراصفين. ولكنه مجرد سؤال يمليه عقم الانتظار بعد ١١ شهرا من ازمة حكومية حجر عليها جفاف وتعطيل حتى لو ولدت الحكومة بعد طول انحباس: هل ترانا امام يأس مطبق من امكان الفصل النسبي بين مصير النظام السوري والاستحقاقات اللبنانية المتراكمة؟ وتاليا هل ترانا ربطنا ربطا قسريا لا فكاك منه الى ما بعد بعد يبرود وحمص وحلب وحزيران السوري الحاسم في تقرير مصير الرئيس السوري ما دام العالم اعتاد تجارب الفراغ في لبنان الذي يمكنه الانتظار الابدي؟ بالامس طلب احد المراجع الدينيين صلاة الاستسقاء لمطر هرب من لبنان وتركه نهبا لجفاف مخيف. لعلنا في حاجة الى صلاة مماثلة لاستسقاء الشفاء من عقائد متيبسة.

 

ماذا وراء تسهيلات "المستقبل" للتيار العوني؟ الحكومة العتيدة اختبار لاحتضان الخط المعتدل

روزانا بومنصف/النهار

في انتظار ولادة الحكومة العتيدة التي بدت وشيكة في الساعات الأخيرة على وقع تسهيلات قدمها "تيار المستقبل" مجدداً، لم يبد انه قد يكون سهلاً استيعاب، والبعض يقول فهم، التسهيلات من هذا التيار الى "التيار الوطني الحر" من خلال ارضاء هذا الاخير باعطائه غالبية مطالبه في الحكومة العتيدة التي عطلتها الشروط المرتفعة للجنرال ميشال عون. فالمفاوضات التي أجراها الفريقان اظهرت رغبة قوية لدى "المستقبل" في انهاء الحال المأسوية التي ينزلق اليها البلد وفقاً للاوضاع الامنية المكشوفة من جهة وتبعاً لاوضاع اقتصادية متدهورة وخطيرة جداً من جهة اخرى قد يكون من الصعب تفاديها من دون حكومة جديدة تخرج الى العلن ايا تكن التنازلات والاثمان على ان تكون الحكومة العتيدة شاملة للجميع، فتحظى بالثقة في الحد الادنى لادارة البلد. وتقول مصادر سياسية ان البلد وصل الى مأزق كبير بعد تمسك عون بسقف شروطه المرتفع من جهة ودفعه حلفاءه الى التضامن معه من جهة اخرى تحت وطأة تهديده بخروجه من التحالف او التفاهم الذي عقده معهم رافعاً شعاراً مفاده انه "اذا تركتموني ولم تدعموني في شروطي، فأنا أترككم بعد دقيقة" وفق ما سرب قريبون منه مستنداً الى الحاجة الملحة لقوى 8 آذار الى غطاء سياسي وتحديداً مسيحي لم يعد يوفره سوى عون وحده لهذا الفريق. ويتردد على الهامش في بعض الاوساط دخول الاميركيين بقوة على الخط من خلال الاشادة بالوزير جبران باسيل من أجل حض الفريق الآخر على عدم تجاهل حصة رئيسية تعطى له، وهذه الحصة قد تكون الابرز يقطفها التيار الوطني عبره.

ما يثير التساؤلات على رغم تصرف "تيار المستقبل" وزعيمه خصوصاً الرئيس سعد الحريري على انه ام الصبي، وفق ما تقول مصادر سياسية، اضافة الى واقع ان البلد مكشوف أمنياً في الوقت الذي تشهد الساحة السنية خصوصا محاولات لخطفها من جهات عدة، انه يفترض بالآخرين تقديم التنازلات من اجل احتضان الفريق السني المعتدل في الحكومة العتيدة ومشاركته بقوة في مؤسسات الدولة وحمايته وعدم كشفه امام الرأي العام الداعم له او امام المتطرفين الذين يحاولون اخذ البلد الى مكان آخر. الا ان المعادلة التي تقول هذه المصادر بان العمل يجري على ارسائها تكمن أولاً في ان تأليف الحكومة أياً تكن مكوناتها افضل من غياب الحكومة او ابقاء حكومة تصريف الاعمال في ظل التحديات التي يواجهها البلد والتي لا يرغب لا الداخل ولا الخارج في ان تتولى هذه الحكومة صلاحيات رئيس الجمهورية في حال عدم الوصول الى انجاز الانتخابات الرئاسية في موعدها خصوصا انها تعود لتحالف سياسي من لون واحد، من دون اهمال عامل الحساسيات الشخصية أيضاً على بعض المستويات. وثانياً ان "تيار المستقبل" يملك زمام المبادرة من الجانب السني وهو له كلمة اساسية في هذا الاطار من أجل العمل على دفع الامور الى الامام في الوقت الذي يستشعر هذا التيار مخاطر كبيرة نتيجة للدخول على خط الطائفة ومحاولة البعض أخذها الى مكان آخر. ثالثاً ان هذه الحكومة ليس مقدراً لها ان تعيش طويلا من حيث المبدأ وتالياً لا داعي لمزيد من المراوحة في الحصص. ذلك ان النجاح في تأليف الحكومة قد يساهم في تعبيد الطريق أمام التوافق على اجراء الانتخابات الرئاسية مما يؤدي حكماً الى استقالة الحكومة العتيدة تمهيداً لوصول أخرى جديدة مع الرئيس الجديد. كما ان تأليف الحكومة قد يساعد نسبياً في عزل الاستحقاقات اللبنانية عن التطورات في سوريا فلا يبقى تأليف الحكومة مرتبطاً بمؤتمر جنيف 2 او 3 او بالتطورات الميدانية في سوريا سلباً أو ايجاباً، ما بات يؤذي البلد الى حد كبير، علماً ان ثمة من يعتبر ان تسلم "تيار المستقبل" حقيبة الداخلية ومساهمته في صناعة القرار الامني في البلد وحمايته يساهم ايجابا في حماية المؤسسات وطمأنة أبناء الطائفة السنية الى الكثير من المخاوف التي تراودهم في ضوء تطورات أو اجراءات يرى هؤلاء انها باتت تأتي على حسابهم. وتضيف هذه المصادر ان هناك توازناً في الحكومة ترعاه راهناً مواقف لرئيس الجمهورية ولرئيس الحكومة المكلف ومجمل الكتلة الوسطية في الحكومة والتي تلتقي في جوهرها خصوصا لجهة دعم مشروع الدولة وتحييد لبنان عن الازمة السورية مع مواقف "تيار المستقبل" وقوى 14 آذار في هذا الشأن.

ما يتحفظ عليه بعض المصادر هو ما قد يبدو انه سيصب في منطق ان تلبية شروط العماد عون في غالبيتها او في جوهرها هي تقوية لموقعه وشروطه مما قد يعزز مواقفه في وجه خصومه لا سيما منهم المسيحيين. في حين تقول المصادر ان انكفاء قوى 8 آذار ورمي كرة حلحلة العقد الحكومية على الآخرين اذا شاؤوا رؤية ولادة الحكومة العتيدة ترسل اشارات قوية الى عون تحديدا الى دور "تيار المستقبل" في استيعاب الآخرين من جهة في وقت يتردد ان انفتاح عون على "المستقبل" والسعودية يعود لادراكه ان انجاز الاستحقاقات لا يتحقق عبر الانتماء الى محور وحيد راهن عليه لسنوات وهو يحاول توسيع هامشه منذ بضعة أشهر في اتجاه مناقض لتحالفاته الداخلية على قاعدة انه هو من يسعى بدوره الى استيعاب الآخرين في الدور الذي يتطلع اليه.

 

 6 عوامل تُمهّد... للتغيير

شارل جبور/جريدة الجمهورية

الرهان كان وسيبقى على تحسين شروط المواجهة الخارجية والداخلية من أجل دفع «حزب الله» إلى التراجع عن مشروعه الإقليمي والتنازل للدولة اللبنانية، لأنّ الرهان على الضربة القاضية في السياسة مستحيل، فضلاً عن أنه غير مطلوب، كونه يؤسس لمشروع غلبة يُبقي النار تحت الرماد، ويجعل الطرف المغلوب يتحيّن الفرصة المؤاتية للانقلاب على الواقع المستجد.

هل «14 آذار» على مستوى المرحلة؟

من هذا المنطلق المطلوب من القوى الداخلية عدم الاستقالة من دورها باتّباع سياسات انتظارية كارثية، إنما تحمّل مسؤولياتها في قيادة المواجهة السياسية لتهيئة الظروف الداخلية وإنضاجها تمهيداً للتقاطع والشبك مع اللحظة الخارجية المؤاتية من أجل إسقاط الستاتيكو وإعادة خلط الأوراق ودفع الخصم إلى الانكفاء أمام المعطيات الجديدة، وهذا تحديداً ما حصل في العام 2005، حيث أدى تقاطع العوامل الخارجية والداخلية إلى إخراج الجيش السوري من لبنان، ولولا الأخطاء التي ارتكبت لكانت دينامية هذا التقاطع أفضَت، ربما، إلى إيصال لبنان إلى شاطئ الأمان.

فالأولوية اليوم لمواكبة التحولات الخارجية المتصلة بالأزمتين السورية والنووية الإيرانية بعمل سياسي داخلي تراكمي، بدلاً من الاكتفاء بالتفرّج على هذه التحولات، لأنّ كل من يعتقد أن المجتمع الدولي ينتظر اللحظة لتحقيق تطلعات قسم من اللبنانيين هو واهم، لأنه عدا عن أنّ هذا المجتمع يريد أزمة بالناقص، دَلّت الأزمة السورية أنه فقد أيّ حِس انساني أو قيمي يدفعه للدفاع عن حرية جماعة أو سيادة بلد، فضلاً عن أنه لو لم تكن البيئة اللبنانية مهيئة للتغيّر في العام 2005 لكان الجيش السوري ما زال في لبنان.

فالأساس يبقى في ملاقاة التحولات الخارجية ببيئة حاضنة داخلية، ولا مبالغة بالقول إنّ الوضع في لبنان اليوم بات مهيئاً للتغيير أكثر من أي وقت مضى، ويكفي في هذا السياق التدليل على المؤشرات الآتية:

أولاً، "حزب الله": لم يسبق أن شعرت البيئة الحاضنة للحزب بهذا القلق على الوجود والمصير كما اليوم، فهي باتت مهددة من داخلها وليس فقط من الخارج العربي والدولي، الأمر الذي يجعلها أكثر تقبّلاً لتنازلات سياسية تتصل بالسلاح ودور الحزب الفوق لبناني.

ثانياً، "التيار الوطني الحر": إنّ تخلّي التيار، للمرة الأولى منذ وثيقة التفاهم في العام 2006، عن دوره كرأس حربة في الدفاع عن "حزب الله" يُسقط الغطاء المسيحي واستطراداً الوطني عن الحزب ولو جزئياً، ومن الواضح أن حسابات التيار، بمعزل عمّا إذا كانت شخصية أو غيره، تبدلت في هذه المرحلة، وهذا التبدّل يؤدي إلى تسهيل عملية التغيير.

ثالثاً، الوضع السنّي: محاولة "حزب الله" استتباع القيادات السنية على طريقة النظام السوري من دون الأخذ في الاعتبار طبيعة المرحلة والصراع السني-الشيعي والمواجهة السعودية-الإيرانية أدت إلى حشر حلفائه في الطائفة السنية وإرباكهم، ما أدى إلى انكفائهم وبالتالي خسارته الغطاء السني الجزئي الذي كان يحظى به.

رابعاً، الحزب الاشتراكي: ميزان القوى الذي نشأ مع الثورة السورية والتموضع الحاسم للمملكة العربية السعودية لن يسمحا للنائب وليد جنبلاط بتكرار تجربة تزكية خيار "حزب الله" داخل الطائفة السنية، أو اعتماد خيارات تتناقض وتتعارض مع البيئة السنية، ما يفقد الحزب أي غطاء درزي مُحتمل لخياراته.

خامساً، بعبدا: بمعزل عن المواقف السيادية التي يتخذها الرئيس ميشال سليمان، أو التحوّل في دوره ومواقفه في السنتين الأخيرتين، وعودة بعبدا إلى تأدية دورها المؤتمَن على السيادة والاستقلال، إلّا أن الأساس يبقى في رفع رئاسة الجمهورية عنوان تحييد لبنان الذي يؤدي إلى حل معضلة سلاح "حزب الله"، في حال توافرت له المقومات المطلوبة والأرضية الخصبة.

سادساً، بكركي: وضعت الوثيقة الصادرة عن البطريرك الماروني ومجلس المطارنة حداً نهائياً لكلّ محاولات استغلال موقع بكركي التاريخي، وأعادت هذا الصرح إلى دوره الوطني في تصدر المواجهة دفاعاً عن معنى لبنان وسيادته واستقلاله.وأهمية وثيقة بكركي تكمن في تقاطعها مع بعبدا بالدعوة إلى الحياد، أي حَمل المرجعيّتين الروحية والزمنية للموارنة مشروعاً سياسياً انقاذياً للبنان.

لكل هذه الأسباب وغيرها بات الوضع مهيئاً للتغيير، الأمر الذي يرتّب على 14 آذار مسؤولية تاريخية، كونه يفترض بها أن تشكّل الرافعة لهذا التغيير، والحاضنة لهذا التحوّل، وأن تؤدي الدور الذي لعبته القوى السيادية بين عامي 2000 و2005، وذلك بتبدية خيار المواجهة على السلطة، ومبدأ الثورة على السياسة الواقعية، وتدفع الوضع قُدماً باتجاه حل معضلة سلاح "حزب الله"، على غرار حل معضلة الوجود السوري... فهل 14 آذار على مستوى المرحلة؟ بالتأكيد كلا، ومشاركة البعض منها في الحكومة أكبر دليل، لأنّ هذه المشاركة تؤدي إلى تَرييح "حزب الله" وتُجهض كل العوامل المساعدة لعزله والمؤاتية لدفعه إلى التنازل... لمصلحة لبنان.

 

حزب الله» يترك للحريري مهمَّة إحراق عون

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

يلتقي الساكنان للتعذُّر. الحريري تتعذّر عليه السراي، وعون يتعذّر عليه القصر. وأمّا الأحلام بالرفاه والبنين فتحترق ما إن تلامس أرض الواقع.

الغزل بين عون والحريري لن ينتهي باكتمال الأفراح

قد يكون صحيحاً أنّ حلفاء الرئيس سعد الحريري "آخر مَن يَعلم" في تقاربه مع العماد ميشال عون. فالحريري يمتلك هامشاً "فضفاضاً" للمناورة، في غفلة من الحلفاء. والتجارب شاهدة. أمّا القول إنّ حلفاء عون "آخر مَن يَعلم" بالتقارب مع الحريري، فهذا يصعب تصديقه. الهامش الذي يتحرّك فيه عون، خارج الدائرة، لا يتّسع للقاء "سرّي" في إيطاليا، أو "مراسيل" إلى دبي، أو حتى مكالمات ذات طابع إجتماعي. و"تفاهم" الحريري - جعجع لا يشبه "تفاهم" عون - "حزب الله". ولو كانت التحالفات في "8 آذار"، كما في "14 آذار"، "ليبرالية" إلى حدِّ التناقض والمخادعة أحياناً، لما حقّق "الحزب" مكاسبه. حتى اليوم، كان هامش عون مع حلفائه كالآتي: أنتَ تحصل على المكاسب، والباقي لنا، ووفقاً للمقولة الشهيرة، "أنت لا تفكِّر، نِحنا منفكِّر عنَّك. كولْ وشْراب ونام و... طَنِّش! ولذلك، حصل عون على الحصص في المجلس والحكومات فوق حجمه. وتبرَّع "الحزب" له بمقاعده، وبوزارات "دسمة"، لكي "يطنِّش". فليس له أن يتدخّل في القرارات "الإستراتيجية"، المحصورة بـ"الكبار" السنّة والشيعة، تحت غطاء سعودي - سوري وإيراني.

لذلك، لم تتحقّق طموحات عون "الوجودية". ومرّت رئاسة الجمهورية عليه في 2005 و2008، وعلى الأرجح ستمرّ في 2014... إمّا بسبب تطيير الإستحقاق وإمّا بسبب إختيار "توافقي". فالطبخة الكاملة للحكومة والرئاسة والمجلس النيابي أكبر من أن ينجزها ضوء أخضر من عون والحريري. إنّها لعبة الإقليميّين و"حزب الله".

لذلك، إنّ الغزل بين عون والحريري لن ينتهي باكتمال الأفراح. والأفراح تعني للثنائي أن يكون عون رئيساً للجمهورية 6 سنوات، ومعه الحريري رئيساً للحكومة... وهذا لا يتحقّق إلّا ضمن سلّة واحدة، تشمل تركيبة حكومية يرضى عنها "حزب الله"، ومجلساً نيابياً يبقى الرئيس نبيه برّي على رأسه أيضاً، أي في اتّفاق دوحة جديد.

لا ملامح لصفقة حاليّاً. ولكن حتى ولو حصلت معجزة الصفقة، فهي على الأرجح ستأتي برئيس توافقي على غرار التوافقي الحالي، ولا مكان فيها للجنرال عون. وأمّا رئاسة الحكومة فقد تُعرَض على الحريري، ولكن هل يَسمح له خوفه على سلامته الشخصية بأن يتسلّمها؟ وهل سيغامر، ويكتفي بالإتفاق السياسي، لكي يعود مطمئناً إلى بيروت وسراياها؟

الواضح أن لا عودة الحريري إلى السراي متوقّعة في المدى المنظور، ولا وصول عون إلى بعبدا ممكن أيضاً. وهناك مفارقة مثيرة: كيف يريد عون بلوغ بعبدا لمجرّد الاتّفاق مع الحريري، فيما الحريري لا يستطيع بلوغ السراي؟

ما يجري بين عون والحريري لا يعدو كونه دوراناً في الهواء، في الوقت الضائع نحو التسوية الشاملة أو الفوضى الشاملة. وفي الحالين، ليست الكلمة لا للحريري ولا لعون. وفي أيّ حال، بعد الطائف، تبيّن أنّ المرشّح لرئاسة الجمهورية "قوّتُه في ضعفه"، وأنّ الظروف السياسية والأمنية هي الناخب الأكبر للرئيس.

فعلى رغم عرض القوّة الذي أظهره "حزب الله" في 7 أيّار 2008، فإنّ حرب نهر البارد 2007 هي التي رجّحت وصول الرئيس ميشال سليمان. واليوم، يبدو لبنان أمام تطوّرات خطرة جدّاً قد تمزج بين 7 أيّار جديدة ونهر بارد جديد، يلعب فيها الجيش دوراً أساسيّاً. وإذا جرت الانتخابات الرئاسية، فقد تفرض التطوّرات رئيساً، ويخسر عون فرصته الأخيرة في الوصول إلى القصر.

وثمّة اعتقاد بأنّ "حزب الله" أعطى حليفه المسيحي ضوءاً أخضر لمفاوضة الحريري، وينفِّس احتقانه المتزايد في الفترة الأخيرة. وعندما تفشل المفاوضات ويحترق عون، سيكون قد احترق على يد الحريري. وسيكون "الحزب" قد أنقذ نفسه، للمرّة الأخيرة، من ورطة الوعد المقطوع لعون بإيصاله إلى الرئاسة، وتجنّب أن يسجِّل على نفسه أنّه هو الذي أحرق الحليف المسيحي المدلّل، والسريع الزعَل، ووفّر على نفسه تبعات هذا الموقف.

وهذا ما فعله "الحزب" قبل أشهر، عندما بقي يعلن "دعماً غامضاً" لعون في مشروع "اللقاء الأرثوذكسي"، إلى أن سقط المشروع بنيران غير صديقة. عندئذٍ، رَجِع عون إلى "نسبية" "حزب الله" وأحضانِه راضياً مَرْضِيّاً.

 

تعاونٌ إستخباري خليجي وراءَ الإنجاز الأمني اللبناني

جاد يوسف/جريدة الجمهورية

هل يمكن اعتبار «اليوم الأمني» الذي شهده لبنان أمس الأول إنجازاً معزولاً عن الأحداث الجارية فيه وحوله، والتي تعبّر عن دلالاتٍ سياسية بالغة الأهمية على رغم طابعها العلني الأمني؟

كيري أبلغ وزير الداخلية السعودية التزامَ واشنطن إزاحة الأسد عن السلطة (رويترز)

تُصنّف بعض الأوساط الديبلوماسية العربية في واشنطن ما جرى في خانة الإيجابية، لكنها تؤكّد في الوقت نفسه أنّ الأمر متّصل بتطورات سياسية، وبتنسيقٍ أمني واستخباري شاركت فيه جهات عربية نافذة، ما عُدّ رسالة إيجابية تجاه لبنان عموماً وإعادة رسم خريطة سياسية من مدخل أمني للأحداث الجارية فيه وحوله. فانهيار الموقوفين على هذا النحو، واعترافاتهم التي قادت الى كشف السيارات المفخخة والأسلحة والصواريخ التي قيل إنها كانت مُعدّة للإطلاق على منطقة لبنانية، لا يمكن تفسيره إنجازاً "جنائياً" فقط، بمقدار ما هو عملية إستخبارية أُوكل تنفيذها الى الجيش اللبناني. ولعلّ هوية الموقوف نعيم عباس تطرح علامات استفهام كثيرة حول أصوله ودوره والمهمات السابقة التي نفّذها في العراق وسوريا وصولاً الى لبنان. والأهم من كلّ ذلك أصوله السياسية، فهو من حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية المعروفة بارتباطاتها السياسية والإستخبارية مع دولة إقليمية، تؤدّي دوراً أساسياً في دعم النظام السوري في حربه على المعارضة.

بات شبه مؤكد أنّ الحديث عن تنسيق عربي ـ خليجي ـ غربي، وتحديداً مع الولايات المتحدة الأميركية، في تطويق الحركات الجهادية التي تمثّل خطراً وجودياً ليس على المعارضة السورية فحسب، وإنما على دول المنطقة عموماً وواشنطن خصوصاً، يُترجم عملياً على الأرض بغية تهيئة الظروف الملائمة عشية استحقاق التغيير السياسي المقبل في سوريا، قبيل موعد الإنتخابات الرئاسية فيها.

ولعلّ زيارة وزير الداخلية السعودية الأمير نايف بن سلطان لواشنطن تكتسب أهمية خاصة، ليس فقط استعداداً لزيارة الرئيس الأميركي باراك اوباما للسعودية الشهر المقبل، بل لترجمة البحث في ملفات إقليمية عدّة، وفي مقدّمها الأزمة السورية والعلاقة مع إيران. وفي هذا السياق، كشف مسؤول في الخارجية الأميركية أمس الأول انّ "الوزير جون كيري أبلغ الى الوزير السعودي التزامَ واشنطن إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، وتنسيق الدعم للمعارضة الديموقراطية السورية في مواجهة النظام والحركات الجهادية المتطرّفة".

والبارز في الحركة السياسية الناشطة، سواء في واشنطن أو نيويورك، هو اللغة المختلفة التي بدأت تطغى على الخطاب الأميركي، خصوصاً لدى دوائر صنع القرار، حول الآفاق المحتملة للوضع في سوريا. ولفت هنا تأكيد المتحدثة بإسم الخارجية ماري هارف أنه "على رغم أنّ التركيز منصبّ على حلّ ديبلوماسي في سوريا، إلاّ أنّ كلّ الخيارات مطروحة على الطاولة لوقف البراميل المتفجرة..." وتشديدها على دعم بلادها القوي لمسودة القرار المتداوَل في مجلس الأمن حول الوضع الإنساني فيها، ودعوتها الروس الذين عبّروا عن قلقهم إلى أن يُقرنوا أقوالهم بأفعال ويتّخذوا خطوات لتحسين الوضع الإنساني على الأرض.

وقالت هارف: "إنّ القلق الروسي من استخدام القرار الإنساني لأغراضٍ عسكرية يقتضي من موسكو تمرير القرار الإنساني أولاً، في حين أنّ نقاش المسائل الأخرى ينبغي أن يحصل في مكان آخر وليس في مجلس الأمن"، في اشارة الى الأزمة الأوكرانية. وتُنبّئ المعطيات المتوافرة بحصول مواجهة سياسية قاسية في أروقة الأمم المتحدة خلال الأيام المقبلة، خصوصاً انّ الإدارة الأميركية رفعت درجة ضغوطها السياسية ولهجتها، سواء حيال إيران او روسيا، فضلاً عن النقاشات المتواصلة في أجهزة الأمن والإستخبارات الأميركية حول الوضع في سوريا. فالأميركيون يدركون أنّ الطريق الى تقديم الأطراف المعنية تنازلاتٍ لا يستقيم بمعزل عن التلويح بإجراءات آحادية.

هذا ما حصل مجدداً في ملف السلاح الكيماوي قبل يومين، عند الإعلان عن تسليم دمشق شحنة جديدة من مخزونها قبيل بدء جلسة المفاوضات الثانية في جنيف، بعد التحذير الصارم الذي تلقته عبر موسكو.

وتعتقد أوساط أميركية انّ على رغم عدم امكان الحديث عن حلّ سريع للأزمة السورية، الّا انه يُمكن القول إنّ مسار البحث السياسي ماضٍ نحو أهدافه، وقدرة الأطراف، خصوصاً الروس، على تعطيله ستضعف يوماً بعد يوم، حين تشعر أنّ هامش المناورات بدأ يضيق أكثر فأكثر، بفعل عوامل كثيرة سيدركها الروس شيئاً فشيئاً.

 

وداعاً أيتها الطائرة الشبح

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

في معراب إغلاقٌ كامل لكلّ احتمالات تعرّض الدكتور سمير جعجع لمحاولة اغتيال. الستائر في قاعات الاجتماعات مغلقة، والجدران التي رُفعت في مواجهة التلال المطلة على القنّاصة مغلقة.

انصرف جعجع بعد فشل اغتياله الى تحصين معراب

وحدها العيون مفتوحة، ترقباً لشيء ما من داخل الأرض أو من البحر، ذلك بعد أن أصبحت السماء غير آمنة.

هل هي نكتةٌ من هزليات قديمة، أم أنها حقيقة؟ اللحاق بسمير جعجع الى غرفة نومه بات أمراً متوقعاً. قنّاصٌ محترفٌ على تلة، وطائرةٌ لا بل طيّارٌ في السماء، ورصدٌ ومتابعة، كأنّ الهدف بات مطلوباً اصطياده، إلى درجة وظفت للمهمة، كلّ ملكات أرباب الاغتيال وعبقرياتهم.  بعد محاولة الاغتيال الأولى بالقنص، ورواية جعجع عن الزهرة، التبس المشهد في زحام من التصديق والنكران والسخرية. وحدها الأجهزة الأمنية التي حققت في الاغتيال، اكتشفت كم أنّ تلك العملية كانت محترفة. قيل يومها إنّ أمن معراب قام بفعل الارتباك، بتضييع بعض آثار على التلة، كان يمكن أن تساعد التحقيق، لكن في المحصلة، انكفأ القنّاص (أو فريق القنص) بسرعة الى مكان آمن دون أن يترك ما يدلّ على هويته. انصرف جعجع بعد فشل اغتياله الى تحصين معراب. أسوارٌ للحماية، تحصيناتٌ لمواجهة قصف البوارج والطائرات. لا شيء متروكاً للمصادفة. إجراءات تفتيش صارمة، لا تستثني حتى الأقربين من الزوار. أسئلة من الحلفاء عما يفعله هذا الرجل لحماية نفسه. أحدهم قال على سبيل المزاح: "لم يعد ينقص جعجع إلاّ أن يبني ملجأ للحماية من ضربة نووية".

في الرابعة صباح أحد الأيام لاحظ أمن معراب أنّ "طائرةً بلا طيار تحوم على ارتفاعٍ عال. في اليوم التالي وما بعد بعد اليوم التالي، أصبحت الطائرة الشبح أكثر من طائرة. وزادت مدة التحليق في إحدى المرات لأكثر من ساعتين. مراجعة المعنيين لم تعطِ نتائج واضحة. إيحاءٌ لمعراب بأن "أسقطوا الطائرة إذا كنتم تمتلكون ما يسقطها". التحليق يتكرر، والغموض يتكرر، ولا أحد يعتمد الوضوح لشرح ما يحصل. هل هي اسرائيلية؟ أم سعودية؟ أم أميركية؟ أم أنّ الحلف الأطلسي لا ينام الّا قبل أن يتأكد من أنّ سمير جعجع قد خلد الى النوم؟ أم أنّ الطائرة تنتمي لأشرف الطائرات؟

لم يتأخر كلام "القوات" عبر النائب أنطوان زهرا الذي كشف أنها "ايرانية من طراز ياسر". هذه الطائرة مهمتها الاستطلاع، والتصوير، ومباني معراب القليلة، سواء منزل جعجع أو قاعات الاجتماعات التي يستعملها هي الهدف. الرصد والتحديد، تمهيداً لتنفيذ عملية ما. التحليقُ مستمرّ، والوضع لم يعد يُطاق. لم يصدر أيّ بيان رسمي يحدّد هوية الطائرة، ولكن بدا أنّ هناك مَن انتفض على هذه المهزلة، ضارباً اليد على الطاولة، في اشارة الى أنّ أيّ تحليقٍ جديد سيؤدي الى إسقاط الطائرة، وليكن ما يكون. وجدت معراب أنّ ما حصل كافٍ، فما من حق يموت ووراءه مطالب. وغابت الطائرة من السماء وإلى الآن لم تعد. لكن هل تعود؟

في معراب تُقفل الستائر، وساكنُ معراب الذي تحدّى محاولات الاغتيال بالرقص في جبيل، يعرف انّ لا ضرورة لمغامراتٍ أخرى. زياراتٌ سياسيةٌ الى الخارج، كان يُفترض أن يقوم بها أُلغيت، لأنّ السفر عبر مطار بيروت والعودة عبره، أمرٌ لا يمكن ضمان نتائجه، مهما كانت إجراءات الحماية والسرية مشدّدة. دولة عربية كبرى تنتظر قدوم جعجع وملكها يشيد به، أما هو فتكبّله إجراءاتُ الحماية المشددة، في مشهدٍ يوحي بأنّ هذا الرصد المستمرّ لجعجع وإن لم يؤدِ الى اغتياله، فإنه نجح في التأثير في حركته، لكن من يعرف جعجع جيداً، يدرك أنّ قناصاً من هنا وطائرة من هناك، أو بارجة من هنالك، لن تؤدي في أسوأ الحالات إلاّ الى وهم تحويل معراب سجناً، مع التذكير بأنّ 11 عاماً، كانت كافية كتمرين للدخول في تجارب أقسى من مجرّد التعرّض لعزلة اصطناعية.

 

سوريا والمسؤولية العالمية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

في جنيف يتفاوض الجميع بلا شهية ولا أمل. جاء فريق النظام فقط لتخريب المؤتمر الذي هدفه إزاحة رئيسه بشار الأسد وإقامة حكم انتقالي. ستخفق المفاوضات لأنه لا يوجد ضغط حقيقي يمارس على حكومة دمشق للقبول بالحل السياسي، كما لا يوجد دعم عسكري يسقطها إن رفضت. الإخفاق في التعامل بجدية، تحديدا من قبل الولايات المتحدة، مع الأزمة السورية، جعلها جهنم تهدد العالم بأعظم من جهنم أفغانستان. فقد شاهدت كميات هائلة من الصور لأطفال، وصغار الشباب، يتم تدريبهم من قبل تنظيمي «داعش» و«النصرة»، في المناطق الخاضعة لسيطرتهما. هذا إلى جانب آلاف المقاتلين الذين تم تجنيدهم من سوريين وأجانب جاءوا على وقع الظلم الرهيب للشعب السوري. إن إهمال الحل في سوريا هو السبب، لأنه منح الإرهابيين الوقت الكافي والمكان الحر خلال ثلاثة أعوام. لقد نجحت إيران وحزب الله في تخريب سوريا، وتحويلها إلى بلد مدمر يكاد يكون مستحيلا إعادة بنائه، وأوقعا ظلما مروعا بحق غالبية الشعب السوري الذي عاش سنوات من التقتيل والتشريد والترهيب والآن التجويع. هل بعد هذا الظلم نستغرب لماذا ينضم الشباب إلى «القاعدة»؟ على الذين يعتقدون أن سوريا مزرعة فجل، لأنها لا تنتج نفطا، أن يقلقوا كثيرا لأنها أصبحت مزرعة للإرهاب في العالم ستجعل هذه المنطقة والعالم جحيما لسنوات مقبلة. النظامان الإيراني والسوري دفعا بـ«القاعدة» لتخريب الوضع في سوريا وتخويف الغرب من استبدال نظام الأسد، ونجحا في ذلك، لكن هذه هي النتيجة، بلد مدمر ومزرعة عالمية لتفريخ الإرهابيين. مفاوضات جنيف تمثل مخرجا مهما للجميع، إخراج الأسد وإقامة حكم انتقالي يستوعب بعض مؤسسات النظام الحالي، وبعض رجاله غير المتورطين في دماء السوريين، وتقديم حماية للأقليات، وتأمين دعم النظام الجديد. دون استغلال فرصة إطار جنيف التي تتم تحت علم الأمم المتحدة، ستبقى الحرب مفتوحة، وستتسع الفوضى، وستنتقل إلى العراق ولبنان وربما تركيا.

 

«جنيف 2» مقدمة لمزيد من إراقة الدماء في سوريا

امير طاهري/الشرق الأوسط

في قضايا النزاعات بين البشر، تبدو محاولة التفريق الواضح بين ما هو خطأ وما هو صواب أمرا من النادر أن يكون سهلا، إذ دائما ما تظهر منطقة رمادية في خضم الأقوال والأفعال المتصارعة. أما عندما يتعلق الأمر بالحروب الأهلية، فإن الأمر يبدو أكثر صعوبة. غير أنه وفي كل الأحوال تكون هناك بعض المواقف التي تتغلب فيها فكرة التدخل الفوري لوقف المأساة على إغراء توزيع نسب المشاركة في تحمل إثم تلك المأساة.

وبين الحين والآخر، نواجه نوعا من الصراعات التي تبدو فيها فكرة الوقوف بجانب أحد الطرفين احتمالا نظريا وضرورة أخلاقية في الوقت ذاته. وإلى تلك الفئة من الصراعات ينتمي النزاع الذي اندلع في سوريا وكان السبب وراء الزج بالبلاد في أتون المأساة القائمة منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وهذا ما يجعل المرء يشعر بغضب عارم عندما يجد بعض الأطراف الدولية يتبنون مواقف تقوم على نظريتي «نعم ولكن» أو «إما أو» للهروب من معضلة الوقوف بجانب أحد طرفي النزاع. وغالبا ما يؤدي تبني أي من النظريتين إلى الوقوف بجانب الطرف المخطئ.

قبل عامين، قال لي أحد الأعضاء البارزين في إدارة الرئيس أوباما إنه كان «من غير الوارد السماح للأسد بقتل شعبه». جاء هذا الرأي في الوقت الذي كانت فيه قضية «الخطوط الحمراء» ما زالت تنبض بالحياة، لكن اللون الأحمر بدأ يضمحل بمرور الوقت إلى أن تلاشى نهائيا. وفي العام الماضي، أخبرني مسؤول فرنسي كبير أن الرئيس فرانسوا هولاند مستعد لاتخاذ أي إجراء لإنهاء المذابح في سوريا «حتى إذا تطلب الأمر القيام بعمل عسكري». لكن ذلك كان بالطبع قبل قرار أوباما بالتراجع عن التدخل في سوريا الذي وضع هولاند في موقف محرج للغاية.

وعلى الرغم من أنني شاركت في الكثير من الحملات التي تهدف إلى تحفيز القيام بعمل دولي لوضع حد لإراقة الدماء في سوريا، لم يتسرب إلى نفسي مطلقا الاعتقاد بأن الولايات المتحدة - في عهد أوباما - أو فرنسا - في عهد هولاند - ستقدمان على فعل أي شيء مفيد لمساعدة الشعب السوري في الحصول على حريته.

لكنني على الجانب الآخر توقعت وكنت آمل أن «الديمقراطيات الغربية الكبيرة»، رغم عدم قدرتها أو استعدادها لفعل أي شيء مفيد، لن تحاول فعل ما يضر بالصراع في سوريا. إلا أنه، للأسف، ثبت خطأ ما توقعت وما كنت آمل حدوثه. فقد وافق وزير الخارجية الأميركي جون كيري - من دون شك بناء على أوامر أوباما - على اختصار القضية برمتها في مسألة الأسلحة الكيماوية التي يمتلكها نظام الأسد. ثم جاء الدور على هولاند ليترجل من على صهوة حصانه، الذي كان يمتطيه خلال مطالباته بالقيام بعمل عسكري ضد الأسد، ليبدأ في تسويق ما يطلق عليه «جنيف 2». وبالتدريج، تقلصت مسألة الأسلحة الكيماوية لتشير فقط إلى المخزون الذي أعلن عنه النظام السوري نفسه، وهذا يعني أنه لن يجري اتخاذ أي إجراء من شأنه توفير قائمة مستقلة بالمواقع الأخرى المشتبه في احتوائها على مزيد من مخزون الأسلحة الكيماوية. كما لم يجر طرح أي اقتراحات لتدمير مصانع ومعامل ومراكز أبحاث ما يقول عنه الخبراء إنه أكبر برنامج لإنتاج الأسلحة الكيماوية في منطقة الشرق الأوسط. وغني عن القول إن الصفقة - التي توسط لإنجازها وزير الخارجية الأميركي جون كيري - لم تتضمن التعامل مع الأسلحة البيولوجية التي يمتلكها نظام الأسد.

خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، تفاخر كيري بنجاحه في عقد اجتماع «جنيف 2» بخصوص الأوضاع في سوريا. غير أن هذا الاجتماع يبدو وكأنه خطوة باتجاه تكرار المأساة التي شهدها العالم في البوسنة والهرسك في تسعينات القرن الماضي. فنظام الأسد يطرح وعودا بالسماح للنساء والأطفال بمغادرة عدد من المدن المحاصرة - بدءا من حمص - تحت إشراف الأمم المتحدة. وكان نفس هذا السيناريو قد تكرر في البوسنة في يوليو (تموز) عام 1995، عندما جرى السماح للنساء والأطفال في سربرنيتشا - التي كانت تخضع لحماية الأمم المتحدة منذ عام 1993 - بالمغادرة، ثم تحركت فرق الموت الصربية وذبحت ثمانية آلاف شخص بقوا في المدينة المحاصرة بعد مغادرة النساء والأطفال. وتغاضت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة حتى انتهت فرق الموت الصربية من تنفيذ المجزرة الجماعية، التي وصفها مجلس الأمن فيما بعد بـ«الإبادة الجماعية».

وبعد تلك المجزرة، سمح الدبلوماسي الأميركي ريتشارد هولبروك للصرب بجني فوائد التطهير العرقي من خلال إنشاء «جمهورية» خاصة بهم على ثلث مساحة البوسنة والهرسك التي استولوا عليها.

جرى الكشف عن حقيقة الأجندة السورية - الروسية الخفية جزئيا خلال الأسبوع الماضي عندما سُمِح لمئات الأشخاص بمغادرة حمص ثم اعتقلوا على الفور من قبل قوات الأسد وجرى اقتيادهم إلى جهات مجهولة. وإذا تكرر نفس هذا السيناريو في مناطق أخرى من سوريا، فسيكون نظام الأسد قادرا على تنفيذ اعتقالات جماعية بأقل تكلفة ممكنة وتحت سمع وبصر مراقبي الأمم المتحدة.

تُعد اجتماعات جنيف في الأصل حيلة روسية تهدف إلى الزج بالولايات المتحدة في محادثات لا نهاية لها بينما تساعد موسكو وطهران الأسد على سحق المعارضة باستخدام آلته العسكرية الضخمة. وبالتالي، يبدو أن خلاصة «النجاح الدبلوماسي»، الذي حققه كيري، هي ببساطة نجاح الخطة الإيرانية - الروسية في استعادة السيطرة على سوريا من خلال تنفيذ إبادات جماعية. وربما يستبدلون بالأسد سفاحا آخر، وهو السيناريو الذي طبقه فلاديمير بوتين في الشيشان عندما روج لتولي رمضان قديروف رئاسة ذلك البلد التعيس.

ولنتذكر معا أنه كان من المفترض أن اجتماعات «جنيف 1» تهدف إلى تشكيل «حكومة انتقالية» لقيادة سوريا للخروج من مأزقها القاتل. ثم بعد ذلك، كان المفترض أن يناقش «جنيف 2» تحديد جدول زمني للمرحلة الانتقالية والتوافق حول عناصر هذا الجدول. والآن، يخبرنا فيتالي تشوركين، سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، أنه ليس هناك أي حديث عن جدول زمني للمرحلة الانتقالية وأن «جنيف 2» سيركز فقط على «القضايا الإنسانية» المتعلقة بالصراع في سوريا.

في هذه الأثناء، ستواصل روسيا وحلفاؤها في طهران تمويل وتسليح قوات الأسد، بينما يوفرون الحماية للنظام حتى ضد الضغوط الدبلوماسية. وكانت آخر الإشارات الدالة على المضي قدما في تنفيذ ذلك السيناريو قد جاءت في السادس من فبراير (شباط) الماضي عندما قامت أستراليا والأردن ولوكسمبورغ بتوزيع مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول ضمان توصيل المساعدات الإنسانية إلى المناطق النائية والأجزاء التي يصعب الوصول إليها في سوريا. ولم يكلف تشوركين نفسه عناء تخصيص الوقت اللازم لدارسة مسودة القرار المقترح، مشيرا إلى أنه «لن يجري دراسة ذلك (القرار) بالأساس، ناهيك عن تمريره». وكان السبب وراء موقف تشوركين هذا أن مسودة القرار - دون تسمية نظام الأسد - تتضمن تهديدا بفرض عقوبات ضد أولئك الذين يضعون المعوقات في طريق توصيل المساعدات الإنسانية. كما يتحدث مشروع القرار عن مهلة خمسة عشر يوما لتنفيذ قائمة بالمطالب تتضمن وضع حد لجميع أشكال العنف والتعدي على القانون الدولي، بما في ذلك قصف المناطق المأهولة بالسكان والهجوم على قوافل المساعدات الإنسانية، وكذلك رفع الحصار عن المدن. وهذه هي الأشياء التي قام بها الأسد على مدار ثلاثة أعوام، وما زال ينفذها حتى يومنا هذا.

بعبارة أخرى، نجحت روسيا في الحصول على ضوء أخضر للأسد، في حين يحاول أوباما وكيري استغلال نفوذهما الضعيف لدى جماعات المعارضة السورية لإقناعهم بالسير بهدوء نحو المذبحة.

بوضوح أكثر، روسيا تستغل «جنيف 2» كحيلة لضمان تحقيق النصر - إن لم يكن للأسد شخصيا الذي ربما يجري إسقاطه وإرساله إلى المنفى في مدينة قم الإيرانية - فسيكون لفصيل دمشق الذي يأمل في إطالة عمر النظام المستبد، الذي يحكم منذ 43 عاما، بدعم من طهران وموسكو. لكن ذلك من الممكن أن ينطوي على المزيد من إراقة الدماء، الذي ربما لن يستطيع كيري تسويقه على أنه «نصر دبلوماسي» لفريقه.