المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 08 شباط/2014

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس لوقا12/32 حتى 40/فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم

*الذكرى الثامنة لورقة تفاهم عون - حزب الله: ابليسية وطروادية ونرسيسية وعمى بصر وبصيرة

*بالصوت/قراءة للياس بجاني في ورقة عون -حزب الله، وثيقة بكركي وفي الفدرالية وطائرة معراب/عناوين أخبار اليوم/07 شباط/14

*نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 07 شباط/14

*نشرة أخبار موقعنا الإنكليزية

*تحليل لأسعد بشارة وآخر لعلي حمادة وتعليق للياس بجاني على كل واحد منهما

*الياس بجاني/فاقد الشيء لا يعطيه والمصداقية أصلا كانت إما صفراً كبير أو أقل من ذلك بكثير/08 شباط/14

*التحليل موضوع التعليق/علي حماده/تراجع صدقية سليمان وسلام/08 شباط/14

*الياس بجاني/حلم إبليس بالجنة لن يتحقق ووصول عون إلى بعبدا لن يحصل/08 شباط/14

*التحليل موضوع التعليق/اسعد بشارة/عون ومعركة الفرصة الرئاسية الأخيرة/08 شباط/14

*تحليل سياسي لطوني عيسى وآخر لشارل جبور وتعليق للياس بجاني يتناول الفيدرالية ووثيقة بكركي وعدم مصداقية راعيها!!

*الياس بجاني/الفدرالية أو اللامركزية الموسعة ضمان لإستمرار الوجود المسيحي والدرزي الفاعل في لبنان أما أطنان المذكرات والنداءات والرسائل الورقية فلا فاعلية عملية لها/07 شباط/14

*فاقد الشيء لا يعطيه والمصداقية أصلا كانت إما صفراً كبير أو أقل من ذلك بكثير/الياس بجاني

*تراجع صدقية سليمان وسلام/علي حماده/النهار/08 شباط/14

*حلم إبليس بالجنة لن يتحقق ووصول عون إلى بعبدا لن يحصل/الياس بجاني

*عون ومعركة «الفرصة الرئاسية» الأخيرة/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

*مانشيت جريدة الجمهورية:دوامة التأليف مستمرة واحتمال ولادة الحكومة قائم و«حزب الله» يحذّر من التشاطُر

*حكومة لبنان وشروط الولادة/طوني فرنسيس/الحياة

*ربط تشكيل الحكومة بالإنتخابات الرئاسية يضمر تعطيل إجرائها لإحداث فراغ شامل/اميل خوري/النهار

*رفع جلسة المحكمة الدولية الى يوم الاثنين

*الطاقة تستنفد كل الطاقات وتعطّل التأليف هل يضمن عون الموافقة على تلزيمات النفط/ سابين عويس/النهار

*الولادة الحكومية قريبة ولا موعد نهائياً اليوم الأول من "التمديد" بلا نتائج/خليل فليحان/النهار

*قداس مار مارون الاحد مناسبة وطنيـة للقاء والتشـاور

*مستشار خامنئي: حزب الله العمق الاستراتيجي للدفاع الإيراني واذا اطيح بالاسد يتوجه الاعداء الى لبنان وإيران

*أوباما الى الفاتيكان بعد السعودية ولبنان في صلب المحادثات ووضع المسيحيين أولوية

*مصادر للعربية: حزب الله يجند مزيدا من الشبان لسوريا

*الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون: الضاحية الجنوبية مرعوبة

*سليمان غادر تونس بعد لقائه هولاند ولاريجاني وتأكيدهما الالتزام بدعم لبنان

*من هنا أقلعت طائرة "ياسر" نحو معراب

*الراعي وبري وجنبلاط تدخلوا لتأجيل تشكيل الحكومة

*الجسم الغريب امام جامع الزعتري حزمة بطاريات غير معدة للتفجير

*علوش للبنان الحر: الرئيس الذي أتمناه يجب أن يكون له سلطة وقدرة وخيارات سياديّة حقيقيّة  

*لواء أحرار السُنة-بعلبك يتبنى عملية استهدفت أحد المدربين الإيرانيين النخبة في جرود الهرمل 

*حزب الله" يتخلى عن التزاماته وينقض تعهداته وينكر عهوده ووعوده ويرمي القلم الذي وقّع فيه بيده وبإرادته

*ريفي: محبة أهلي أرفع من كل المواقع ولحكومة حيادية تدير المرحلة الانتقالية وتتبنى اعلان بعبدا ووثيقة بكركي

*الراعي تلقى اتصالا من قهوجي نوه فيه بوثيقة بكركي والتقى شخصيات عصام سليمان: لانتخاب رئيس حتى لو لم يتم تشكيل حكومة

*القصار زار الراعي : المسيحيون جزء أساسي من هذا الشرق وبقاؤهم فيه مصدر حماية للمسلمين

*النائب عماد الحوت: نريد دولة قادرة على حماية أمن المواطن من أي سلاح داخلي أو اعتداء خارجي

*"وثيقة بكركي" فـي عيــون 8 آذار/فنيش: لا تعليق/ديب: لم تتطرق الى الدفاع عن النفس

*عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب كامل الرفاعي: ليخرج سلام من تحت عباءة السنيورة ولا نهمل مذكرة بكركي بل نتأنـى في درسـها"

*منع تجمع النازحين في مساجد النبطية خوفا من استخدام الصـلاة للتحريـض

*من يحمي المواطن من إجراءات الحماية؟

*القطاع المصرفي بين سندان تمويل العجـز ومطرقة استحقاقات دين من دون إصلاحات

*حزب "الوطنيين الأحرار: حكومة بمن حضر أفضل من غيابها

*قهوجي: ماضون في منع الامن الذاتي وملاحقة الخلايا الارهابية و لبنان يعيش مرحلة حرجة من تاريخــه"

*يوسف سعد الله الخوري عمود من القضاء هوى

*رعد في تكريم اساتذة جامعيين: التذاكي في تشكيل الحكومة لإخراج مكون أساسي قد يطيح بها

*نعيم قاسم: لولا تدخّلنا في سوريا لكانت الحرب على حدود البقاع

*الموسوي: الثورة الاسلامية في ايران طليعة الداعمين للمقاومة في لبنان وفلسطين

*ميقاتي: على رئيس الجمهورية العتيد تحقيق انصهار مسيحي اسلامي نحن مع المناصفة الحقيقية لبناء وطن ومصلحة لبنان في توحدنا

*النظام السوري يقرر المشاركة في جولة "جنيف 2" الثانية

*مستشار خامنئي: حزب الله العمق الاستراتيجي للدفاع الإيراني واذا اطيح بالاسد يتوجه الاعداء الى لبنان وإيران

*وفد أميركا ينسحب من حفل برلمان تونس بسبب إيران

*مسؤول اسرائيلي: روسيا تزود "حزب الله" بوسائل قتالية تهدّد قدراتنا الدفاعية

*تحوّلات سعودية ايجابية تنسحب على الاوضاع والامال بحكومة جامعة معلقة لكنها موجودة

*رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني: اسرائيل واميركا حاولتا جعل ثورات الربيع العربي عقيمة

*فتفت لـ"النهار": لا علاقة لهم بتسمية وزرائنا وليرضوا عون من حسابهم/سلام لم يخذلنا وسنسمّيه في أي استشارات جديدة والمداورة مطلب برّي

*وثيقة بكركي تعزّز موقع عون لدى الحزب هل تمّ تفويت اللحظة المناسبة لإعلان الحكومة/روزانا بومنصف/النهار

*الحزب والله/خليل شقير/المستقبل

*سقط "هيدا مش حكي" في فخ "جذب الاعلانات"... "أم تي في" تكافح للاعتذار والحريري تنتظر الجلسة/خالد موسى/موقع 14 آذار

*عودة سليمان تطلق العد العكسي للتأليف

*اعلان التشكيلة يحدد مواقف بري وجنبلاط والمردة والطاشناق

*14 اذار: حـزب الله حقق مطلبا استراتيجيا بسحب "الحيادية"

*8 سنوات على "التفاهم/السفير

*دبلوماسية الحاجة/انطوان سعد/جريدة الجمهورية

*صراع نفوذ بين تشدّد واعتدال واكب اغتيال محمد شطح أربعون يوماً ولا يزال الديبلوماسي النبيل وسط الأحداث/ايلي الحاج/النهار/

*من تحرير جنوب لبنان إلى احتلال كل لبنان/نبيه العاكوم/يقال نت

*عندما تضحي المصالح الدولية بالشعوب/باسم الجسر/الشرق الأوسط/

*المأزق  السوري: الانتصار ممنوع والهزيمة غير واردة لأي "لاعب/أسعد حيدر/المستقبل

*الوزير والنائب السابق ادمون رزق/تفريغ رئاسة الجمهورية جريمة توازي الخيانة وليس في الميثاق والدستور أي تصنيفات سياسية/ريتا شرارة/المستقبل

*عضو المجلس الدستوري الباحث الجامعي الدكتور أنطوان مسرّة: مسيحيون يستغلّون "عقدة الذمّية" للتعبئة الشعبية/جورج بكاسيني/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

 

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس لوقا12/32 حتى 40/فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم

قالَ الربُّ يَسوع: «بِيعُوا مَا تَمْلِكُون، وَتَصَدَّقُوا بِهِ، وٱجْعَلُوا لَكُم أَكْيَاسًا لا تَبْلَى، وَكَنْزًا في السَّماوَاتِ لا يَنفَد، حَيْثُ لا يَقْتَرِبُ سَارِق، ولا يُفْسِدُ سُوس. فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم. لِتَكُنْ أَوْسَاطُكُم مَشْدُودَة، وَسُرْجُكُم مُوقَدَة. وَكُونُوا مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُم مَتَى يَعُودُ مِنَ العُرْس، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَع، فَتَحُوا لَهُ حَالاً. طُوبَى لأُولئِكَ العَبِيدِ الَّذينَ، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُم، يَجِدُهُم مُتَيَقِّظِين. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَشُدُّ وَسْطَهُ، وَيُجْلِسُهُم لِلطَّعَام، وَيَدُورُ يَخْدُمُهُم. وَإِنْ جَاءَ في الهَجْعَةِ الثَّانِيَةِ أَوِ الثَّالِثَة، وَوَجَدَهُم هكذَا، فَطُوبَى لَهُم! وٱعْلَمُوا هذَا: إِنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب. فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَها!».

 

الذكرى الثامنة لورقة تفاهم عون - حزب الله: ابليسية وطروادية ونرسيسية وعمى بصر وبصيرة
بالصوت/قراءة للياس بجاني في ورقة عون -حزب الله، وثيقة بكركي وفي الفدرالية وطائرة معراب/عناوين أخبار اليوم/07 شباط/14

نشرة أخبار موقعنا باللغة العربية ليوم 07 شباط/14
نشرة أخبار موقعنا الإنكليزية
من ضمن عناوين النشرة/ورقة عون-حزب الله والطروادية بابشع صورها/حاجة لبنان للفيدرالية/تشكيل الحكومة والمحكومين بحبال على رقابهم/طائرة معراب وسقوط الأقنعة/الراعي والهرطقات، تابع/سلم الأولويات لدى سليمان وغيره من المسؤولين/ايران وجيشها اللبناني الذي هو حزب الله/متفرقات/تأملات إيمانية في خطورة المعلمين المنافقين وفي المثل الإنجيلي: "عاد الكلب إلى قيئه، والخنزيرة التي اغتسلت عادت إلى التمرغ في الوحل".  مستوحاة من رسالة القديس بطرس الثانية02حتى22/

تحليل لأسعد بشارة وآخر لعلي حمادة وتعليق للياس بجاني على كل واحد منهما
 
الياس بجاني/فاقد الشيء لا يعطيه والمصداقية أصلا كانت إما صفراً كبير أو أقل من ذلك بكثير/08 شباط/14

 التحليل موضوع التعليق/علي حماده/تراجع صدقية سليمان وسلام/08 شباط/14

 
الياس بجاني/حلم إبليس بالجنة لن يتحقق ووصول عون إلى بعبدا لن يحصل/08 شباط/14
 التحليل موضوع التعليق/اسعد بشارة/عون ومعركة الفرصة الرئاسية الأخيرة/08 شباط/14

تحليل سياسي لطوني عيسى وآخر لشارل جبور وتعليق للياس بجاني يتناول الفيدرالية ووثيقة بكركي وعدم مصداقية راعيها!!
الياس بجاني/الفدرالية
أو اللامركزية الموسعة ضمان لإستمرار الوجود المسيحي والدرزي الفاعل في لبنان أما أطنان المذكرات والنداءات والرسائل الورقية فلا فاعلية عملية لها/07 شباط/14

فاقد الشيء لا يعطيه والمصداقية أصلا كانت إما صفراً كبير أو أقل من ذلك بكثير!!

http://newspaper.annahar.com/article/106610-تراجع-صدقية-سليمان-وسلام

الياس بجاني/08 شباط/14/إن فاقد الشيء لا يعطيه، وهنا نعني الرئيس ميشال سليمان بالتحديد. الرجل لم يكن بطلاً ولن يكن تاريخه المديد في سدة المسؤولية أكان في الجيش أو رئاسة الجمهورية يعطي أية انطباع بأنه صاحب مبادرات جريئة وأن لديه قدرة وشجاعة على الوقوف في وجه الصعاب والعواصف. لم يعرّف عن الرجل أنه أخد أية مواقف وطنية وعملية مميزة خلال خدمته الطويلة وهذا ليس تجني بالمرة بل حقيقة. من هنا كثر من السياديين ونحن منهم لم يتوقعوا أن يترجم سليمان خطابه السيادي المستجد العالي السقوف إلى أفعال وهذا ما حصل. أما الرئيس سلام فهو لم يكن قد جرّب بعد في هكذا أوضاع صعبة وهو للأسف لم ينجح كما كان متوقعاً منه رغم فكره السيادي والوطني ونظافة كفه وصدق نواياه ودماثة خلقه وأسلوبه الهادئ والمسالم والمنفتح. ربما حاول سلام بقدر ما هو متوفر لديه إلا أنه للأسف لم ينجح. أما ربع 14 آذار اللاهثين لدخول الحكومة على حساب دماء الشهداء والذين رضخوا وقبلوا بذل أن تشكل الحكومة حتى قبل الاتفاق على بيانها فهؤلاء لعنة في وعلى ثورة الأرز وقد خيبوا آمال اللبنانيين وأكدوا بما لا يقبل الشك أن طينتهم الأنانية والوصولية لا تختلف بالمرة عن طينة ربع 8 آذار. يبقى أن قادة لبنان في سوادهم الأعظم يعانون من آفات النرسيسية والوقاحة والجحود والابتعاد عن الله وهؤلاء كالعليق والشوك والصبير لا يثمرون لا عنباً ولا تيناً ولا برداً ولا سلاماً. في الخلاصة من ثمارهم تعرفونهم وثمارهم نتنة وعفنة... وسامحونا

 

تراجع صدقية سليمان وسلام

علي حماده/النهار/08 شباط/14

تأخر الحكومة مرة جديدة، وتراجع الرئيس ميشال سليمان، ومعه الرئيس المكلف تمام سلام امام تهديدات "حزب الله" بمواجهة الحكومة التي لا يرضى عنها ويسميها زورا بـ"حكومة الامر الواقع" بـ"امر واقع"! بهذا المعنى يفقد الرئيسان زمام المبادرة لأن وعودهما لا تجد ترجمة تنفيذية. وبهذا ايضا يفقد الرئيس ميشال سليمان اندفاعته القوية التي منحته موقعا متقدما في المعادلة اللبنانية في اكثر المراحل حساسية. نعم، لقد تلاشت صدقية الوعود والمواقف التي سمعها اللبنانيون بفعل تراجع سليمان وسلام الدائم امام تهديدات "حزب الله" الذي يثبت مرة جديدة انه المتحكم بمفاصل اللعبة، فيما الاطراف الآخرون يلعبون دور الطرف المنفعل لا الفاعل.

لقد كان على الرئيس ميشال سليمان ان يوقع المراسيم قبل مغادرته الى تونس، وكان على الرئيس تمام سلام ان يتوقف عن التسريب هنا وهناك عن مواعيد لاعلان الحكومة بمن حضر وبمن رغب. وابتداء من الآن دخلنا مرحلة جديدة ترسخت فيها قوة الفرض التي يمارسها "حزب الله" ويجيدها، في مقابل تضعضع القوى الاخرى: قوى ١٤ آذار التي ذهب قسم منها الى تسوية فيما رفض قسم آخر تمسكا بالمبادئ، والرئيس سليمان الذي استنزف قوته الاندفاعية وصدقية مواقفه في ما يتعلق بضرورة تشكيل حكومة بحدود الخامس والعشرين من كانون الثاني الفائت، والرئيس تمام سلام الذي يدفع كل يوم من رصيده فيما هو أحوج ما يكون إلى إثبات قوته في التمرس، وفي ترجمة مواقفه عمليا. إذاً، تأجلت الحكومة، وربحت اللادولة على منطق الدولة في لبنان المتجه بخطى ثابتة نحو كارثة سياسية - امنية - اقتصادية. من هنا الى اين؟ هل نبقى في المسار عينه؟ في احسن التقديرات سيبقى الوضع اللبناني على ما هو من السوء: مزيد من تورط "حزب الله" في الدماء السورية تقابله عمليات انتحارية انتقامية في لبنان، ومزيد من الانقسام الحاد بين اللبنانيين، ومزيد من التدهور في سلطة الدولة والشرعية في مقابل تفريخ حالات خارجة على القانون والشرعية يبررها سلاح "حزب الله" غير الشرعي في سوريا ولبنان والادوار الفتنوية التي يلعبها. واخيرا وليس آخرا مزيد من التدهور الاقتصادي الذي يمثل ضغطا مضاعفا على مالية الدولة، وعلى قطاع المصارف الدائن الاساسي للدولة. يقيننا ان كل المناورات التي حصلت في الاسابيع الاخيرة اثبتت ان "حزب الله" في الاصل لا يريد حكومة. يريدون الفراغ الحكومي والرئاسي ثم النيابي، لانهم يريدون وضع اليد على لبنان. وأخطر ما في الامر ان ثمة قوى سياسية لبنانية خائفة لا تواجه، او متخاذلة مستسلمة، او مشتتة. لا بد من تجميع قوى الاستقلاليين في اطار مشروع واحد لا يتراجع عند اول بادرة تهديد يقدم عليها "حزب الله"؟ هذا هو الشرط الوحيد لمنع سقوط البلد بيد "تكفيريي الضاحية".

 

حلم إبليس بالجنة لن يتحقق ووصول عون إلى بعبدا لن يحصل

http://www.aljoumhouria.com/news/index/119662

الياس بجاني/08 شباط/14/هذا العون لا عون فيه ولا منه لا للبنان ولا للبنانيين ولا لأي قضية محقة لأن فاقد الشيء لا يعطيه. الرجل وكما بينت المواقف والصعاب والأزمات هو نرسيسي بامتياز ولا يرى غير نفسه وفقط نفسه والعالم هو مرتكزه طبقاً لمفاهيمه الموروبة. تاريخه منذ العام 2006 ليس فيه أي شيء وطني ولبناني وقد تميز بالانتهازية الفاقعة والتلون الوقح والفجور الغير مسبوق في تاريخ السياسة اللبنانية وبجحود أين منه جحود الإسخريوتي. الرجل لا يستحق ليس فقط أن يتولى رئاسة الجمهورية بل لا يستحق أن يكون في أي موقع رسمي أو سياسي. من مركبات شخصيته الغريبة والعجيبة الحقد وعدم الوفاء وموت الضمير والفجور والإسخريوتية. بربكم أهكذا رجل بهكذا مواصفات يستحق أن يتولى موقع رئاسة الجمهورية؟ لا وألف لا وهو لن يصل إلى الكرسي الرئاسي  تحت أي ظرف  لأن الجمع من أهل السياسة لا يثقون فيه وفي مقدم هؤلاء حزب الله وبري وجنبلاط وبالطبع لا القوات ولا الأحرار ولا الكتائب ولا المستقبل ولا فرنجية ولا أي عاقل في لبنان... وسامحونا

 

عون ومعركة «الفرصة الرئاسية» الأخيرة

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

بات السؤال المطروح بعد عرقلة تأليف الحكومة غير الجامعة، هل كان «حزب الله» يريد منذ البداية الوصول الى هذه الحكومة، أم أنّها مجرّد مناورة لتعطيل حكومة الرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام التي كادت تبصر النور؟ في بدايات السعي الى حلحلة عقد تأليف الحكومة، أعطى "حزب الله" الى رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط ورقة التراجع عن "الثلث المعطل"، ثم أعطاهما اتفاقاً على المداورة في الحقائب، وبدا أنّ الحزب كلّف برّي تحديداً الوصول الى تأليف الحكومة وفقاً لهذه القواعد. ولم يكن الرئيس فؤاد السنيورة بعيداً عن الأجواء، وهو الذي أيَّد منذ البداية الاتفاق على "حكومة ربط نزاع"، بعد تراجع "حزب الله" عن شروطه التعجيزية. وبالتالي كيف انقلب الحزب على هذا الاتفاق؟ وهل صحيح أنه لم يستطع إقناع رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بالتخلي عن وزارة الطاقة؟ أم أنّه فضل تأجيل تأليف الحكومة لحسابات لا تعلمها إلّا إيران؟ الواضح حسب المتابعين، أنّ الحزب مشتبك مع عون في قضايا تتجاوز وزارة الطاقة. فالحسابات الرئاسية للجنرال لا تنطبق على بيدر الحلفاء في "8 آذار"، وهذه الحسابات التي تُرجمت تغييباً لأيّ موقف جدّي من ترشيح عون، انفجرت في ملف الحكومة، كونه الملف الأهم الذي يسبق الاستحقاق الرئاسي، ويُمهّد له. فعون إن شارك في الحكومة ضعيفاً، أو إن تراجع، سيكون لقمة سائغة على طبق التسويات الرئاسية. وتبدو المواجهة الحكومية، مقدّمة لمعركة الرئاسة، التي لن يقبل فيها عون من حلفائه، اللون الرمادي، وهذا ما يعرفه "حزب الله" جيداً. وكما يبدو فإنّ عون يخوض من خلال هذه المواجهة معركة "الفرصة الرئاسية" الأخيرة، التي من أجلها يمكن أن يلجأ الى الحدّ الأقصى غير المتوقع، وتحديداً في العلاقة مع الحزب. ويقول المتابعون إنّ الحزب يدرك أنّ لا شيء يردع عون عندما يتعلق الأمر بانتخابات الرئاسة، والدليل على ذلك سعيه الى ترتيب العلاقة مع الرئيس سعد الحريري، ومع المملكة العربية السعودية، في رحلة عودة معاكسة الى لحظة العام 2005، علَّ ذلك ينجح في إيصاله الى قصر بعبدا، على حصان إتفاق ثلاثي بين ممثلي السنّة والشيعة والمسيحيين، وعلى منصة تفاهم اقليمي سعودي - ايراني، مدعومة دولياً. هذه الدينامية التي يأمل عون في إطلاقها لتعزيز فرصه الرئاسية، وصلت الى حدّ الايحاء للحريري، بأنه يعمل لإحباط مهمة الرئيس المكلف لكي يستقيل، ثم تصبح الطريق معبدة أمام تسمية الحريري نفسه إذا أراد، أو مَن يُسميه هو، سواء السنيورة أو النائب بهية الحريري، لتأليف حكومة جامعة، بإشراك تيار "المستقبل" والتيار العوني والثنائي الشيعي.

يبقى السؤال، هو، هل سينجح عون في تعطيل تأليف الحكومة الى ما لا نهاية، في حال لم يستطع نيل حقيبة الطاقة، وما هي نتائج ذلك؟ لا يزال أكثر من طرف داخل "14 آذار" يعتقد أنّ "حزب الله" يريد تأليف حكومة، لحاجته الماسة الى تهدئة الاحتقان المذهبي، وهذا ما سيقود الى ولادة الحكومة التي أصبحت مطلباً اقليمياً ودولياً. ومن الآن وحتى بعد غد الاثنين موعد المهلة الجديدة لهذه الولادة، فإنّ نقاشاً يدور داخل قوى "8 آذار" حول الجدوى من الاستمرار في تعطيل فرصة التأليف، التي إذا ما تم إحباطها فإنّ ذلك سيعني، بدء العد العكسي للفراغ الرئاسي، وللتمديد الثاني المتوقع للانتخابات النيابية، وهو ما سيُملي حتماً، اضطرار الجميع للجلوس الى طاولة إعادة البحث في أسس الصيغة والنظام وربما الكيان.

 

مانشيت جريدة الجمهورية:دوامة التأليف مستمرة واحتمال ولادة الحكومة قائم و«حزب الله» يحذّر من التشاطُر

على رغم أنّ الحدث الرياضي في «سوتشي» الروسية حبسَ الأنفاس، واحتفل العالم بافتتاح الألعاب الأولمبية الشتوية بحضور الرئيس فلاديمير بوتين وعدد كبير من رؤساء الدول والحكومات والسياسيين والشخصيات، ظلّت الأنظار شاخصة إلى الساحة السورية، وتحديداً إلى مدينة حلب التي استمرّ قصفها بالبراميل المتفجّرة تزامُناً مع بدء عملية إجلاء المدنيّين من حمص، في وقتٍ قرّرت دمشق المشاركة في الجولة الثانية من محادثات «جنيف 2». أمّا لبنان فظلّ عالقاً في دوّامة تأليف الحكومة العتيدة وهاجس احتمال ولادتها في أيّ وقت.

ظلّت أزمة تأليف الحكومة العتيدة الشغل الشاغل للجميع، وسط ترقّب خطوة الرئيس المكلف تمّام سلام التالية، بعدما عاد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من تونس مساء أمس، وما إذا كانت الساعات المقبلة ستحمل إعلاناً للتشكيلة الوزارية أو إرجاء بتّ الملف الحكومي مجدّداً إلى الأسبوع المقبل، في انتظار جولة اتصالات جديدة بعد التخبّط على مسار التأليف إثر الخلاف المستجدّ على توزيع الحقائب، وخصوصاً حقيبتي الداخلية والدفاع، إضافة إلى العقدة العونية المتمثلة بالتمسّك بحقيبتي الاتصالات والطاقة.

عقدة الداخلية

وأمس، تراجعت حدّة الاتصالات لكنّها لم تتوقف. وقالت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية": "ما دامت الأجواء الدولية سانحة لتأليف الحكومة الجديدة سعياً لحماية المؤسسات الدستورية في البلاد، فإنّ وقف السعي الى تركيبة متوازنة وجامعة قد يُعَدّ جريمة لدى البعض، خصوصاً إذا كان قادراً على حلحلة بعض العقد، وتحديداً المستجدّة منها.وكشفت المصادر أنّ الإتصالات التي أجراها الرئيس سعد الحريري ساهمت في ترتيب زيارة رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة الى المصيطبة ليل امس، في محاولة لفكفكة عقدة الداخلية وتسمية شخصية تتولّاها لا تستفزّ قوى 8 آذار، التزاماً بتعهّد الرئيس المكلف استبعاد كلّ من يستفزّ أو يتسبّب بأجواء من التحدّي، بعدما سقطت بعض الأسماء لتولّي هذه الحقيبة والتي بدأت بالنائب أحمد فتفت وصولاً إلى تسمية اللواء أشرف ريفي. وإذ أكّدت المصادر أنّ المساعي مستمرّة، لم يُعرف ما إذا كانت زيارة السنيورة قد حسمت عقدة الداخلية، في ظلّ حديث عن أسماء جديدة مطروحة في نطاق ضيّق، من بينها إسم يمكن العبور به الى النهاية المقبولة من الجميع، في وقت حُسمت حقيبة الدفاع من حصّة رئيس الجمهورية ويتولّاها الوزير السابق خليل الهراوي.

الحريري وجنبلاط

وكشفت المصادر لـ"الجمهورية" أنّ الحريري الذي تلقّى في الساعات الأخيرة اتصالاً مطوّلاً من النائب وليد جنبلاط الذي أجرى بدوره سلسلة اتصالات، أبرزها مع الرئيس امين الجميّل، وتشاورا مطوّلاً في المقترحات المتداولة وانتهيا إلى أجواء إيجابية، حيث دعا الجميّل الجميع الى التنازل لمصلحة الوطن وليس لمصلحة هذا الفريق أو ذاك. وفي وقت ذكرت معلومات أنّ الحريري اتّصل ايضاً برئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، لم تشأ أيّ جهة تأكيد الاتصال أو نفيَه، علماً أنّ مراجع معنية أكّدت أنّه كان إيجابيّاً وساهم في تطرية الأجواء. وفي هذه الأجواء، قالت المصادر إنّ وساطة الوزير وائل ابو فاعور تجمّدت، وهو توجّه امس الى البقاع الغربي في استراحة، بعدما اصطدمت مساعيه في الساعات الأخيرة بتعدّد واستنساخ العقد.

مصادر سلام

وفي الوقت الذي لم تشهد فيه دارة المصيطبة أيّ نشاط سياسي وحكومي بارز، قالت مصادر سلام إنّه ينتظر عودة رئيس الجمهورية لاستنئناف الإتصالات، وهو ما أدّى الى بقاء الأمور مجمّدة الى اليوم، لاستكشاف حجم الحركة المقبلة وخريطة طريق الرئيس المكلف باتّجاه بعبدا، في حال كانت الإتصالات الأخيرة قد طوّقت العقد المستجدّة على طريق السعي الى الحكومة العتيدة.

باسيل

وفي موقف لافت، قال وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل أمس: "أمّا أنا فأقبل بأيّ وزارة، ونفسي كبيرة"، وذلك في سياق حفل تكريميّ له أكّد فيه أنّه "من حقّنا أن نطالب بوزارات أساسية، وكلّ من ينافسنا ويقول للمسيحيّين إبقوا في أرضكم، يأخذ وزارات دون أن يتقدّم فيها أو يقدّم أيّ جديد، ويقول هذه وزارات غير نافعة. ويجب علينا أن نتنافس مع بعضنا على الأفضل لنأخذ وزارات أفضل ونعطي الأفضل للمواطنين، وعندئذ يمكننا أن ندعوهم للبقاء في أرضهم".

«حزب الله»

وفي الانتظار، عادت الى الواجهة اتّهامات "حزب الله" بلسان عدد من نوّابه لفريق 14 آذار بأنّ مواقفهم المستجدّة تهدف إلى إعاقة تأليف الحكومة الجامعة، بهدف الوصول الى حكومة أمر واقع، رافضاً إسناد الحقائب الأمنية لهم، واتّهمهم كذلك بتغطية التكفيريّين. وفي هذا الإطار، أعلن رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أنّ الحزب يمدّ اليد لتأليف حكومة جامعة، محذّراً من تغييب أحد المكوّنات الوطنيّة عنها. وحذّر من "أنّ التشاطر والتذاكي أثناء عملية التأليف من أجل إخراج مكوّن أساسيّ قد يطيح بما يُراد من هذه الحكومة الجامعة". وقال إنّ المقاومة "كانت بنداً ميثاقيّاً منذ اتّفاق الطائف وحتى آخر حكومة، وباتت جزءاً من الحياة الوطنية في ظلّ التهديدات الإسرائيلية، وحذفُها من قاموس التداول في لبنان يعني أنّ هناك من يريد أن يطرح كلّ البنود الميثاقية على الطاولة للنقاش". ومن جهته، رفض عضو الكتلة النائب علي فيّاض أن يُعهد الأمن، "خصوصاً في هذه المرحلة، إلى من سمّاها شخصيات ميلشيوية أو عصابية أو متطرّفة في انحيازها"، مشدّداً على وضعه "في أيدٍ أمينة متوازنة ومسؤولة، وتقف على مسافة واحدة من الجميع"، وقال: "لا يحاولنَّ أحد ابتزازنا أو التهويل علينا أو التشاطر، لأنّ ذلك نقيضُ الإيجابية والمسؤولية والانفتاح، وهو ما يحتاجه تأليف الحكومة راهناً ميثاقياً ودستورياً وسياسيا". إلّا أنّ الأوساط المراقبة توقّفت عند دعوة نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الى انتظار "إنجازات إضافية تعطِّل المشروع التكفيري"، مؤكّداً أنّ النتائج ستظهر "واحدة تِلو الأخرى".

كتلة «المستقبل»

واعتبرت كتلة "المستقبل" أنّ "الإرادة الوطنية اللبنانية تعاني راهناً من ثغرات متعدّدة، وتعيش مشكلات كبيرة في مواجهة الإرهاب والإرهابيّين، تتسبّب في مفاقمتها وتوسّعها بشكل أساسيّ مشاركةُ "حزب الله" في القتال في سوريا من خارج الإجماع اللبناني"، ودعت الكتلة "إيران الى رفع يدها عن لبنان وعدم جرّ "حزب الله" إلى مزيد من التورّط في المستنقع السوري". ورأت أنّ الحلّ لمواجهة الإرهاب "لن يكون إلّا حلّاً وطنياً وعبر مؤسّسات الدولة الدستورية والأمنية والعسكرية التي تتولّى بسط سلطة الدولة الحصرية على كامل الاراضي اللبنانية، على أن يدعم ذلك ويسانده كلّ الشعب اللبناني بإرادته الجامعة والحاضنة".

أبادي يكرّم المرّ

أقام السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي مأدبة عشاء في منزله في اليرزة، على شرف رئيس مؤسسة الانتربول الياس المر، حضرها رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، رئيس بلدية الشياح ادمون غاريوس وعدد من اركان السفارة. وتخلل العشاء الذي دام قرابة الثلاث ساعات أحاديث في مجمل التطورات المحلية والإقليمية والدولية والمواقف المطروحة في شأنها، وتم التركيز على الوضع في لبنان والأخطار التي تهدد الاستقرار، وتم التشديد على أهمية التلاقي والحوار بين مختلف القوى السياسية بما يلاقي المعطيات الدولية التي تؤكد وجوب تحصين الاستقرار ومواجهة الأعمال الارهابية. وشدد المر وأبادي على اهمية تحصين الساحة اللبنانية، مؤكدين أنّ تحسين البلد لا يتم الا بالحوار والتعاون الصادق بين جميع الاطراف. وشكر المر لأبادي حضوره العشاء الذي أقامه نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب ميشال المر على شرف رئيس مؤسسة الانتربول والأمين العام للمنظمة، في منزله في الرابية، وعزّاه بالضحايا الذين سقطوا في تفجير السفارة الإيرانية في بيروت. وسئل المر عن إمكان قبول هبة إيرانية لتسليح الجيش اللبناني على غرار الهبة السعودية، فقال إن هذا الأمر يسأل عنه وزير الدفاع الوطني فايز غصن، لكنه شكر للسعودية هذه الهبة وأكد أن الجيش يحتاج الى أضعاف أضعافها، وأن أي مساعدة إيرانية مرحب بها. وفيما حذّر المر من أن «خطر الارهاب سيطاول كل المناطق كما يطاولها اليوم»، رأى أبادي «أننا في امس الحاجة الى الوحدة والحوار والتضامن والتكاتف في مواجهة المخاطر التي تهدد هذه المنطقة».

وزارة الدفاع

أمنياً، ظلّت وزارة الدفاع الوطني عُرضة لتهديدات إرهابية وبشكل يومي، وقد طاولت هذه التهديدات ضبّاطاً رفيعي المستوى في القيادة. وعزت مصادر عسكريّة لـ"الجمهورية" الإجراءات الأمنيّة التي اتُّخذت في محيط مقرّ الوزارة وحولها، الى ورود تقارير أمنيّة تتحدّث عن نيّة المجموعات الإرهابيّة المتطرّفة استهداف مقرّات عسكريّة، ومن بينها وزارة الدفاع، فاتُّخذت على هذا الأساس إجراءات أمنيّة صارمة في محيطها، ومن بينها تفتيش جميع المارّة من دون استثناء. من جهة ثانية، أشارت معلومات الى أنّه تناهت الى مسامع مخابرات الجيش معلومات تفيد بأنّ وفداً من مشايخ البقاع يتحضّر لاعتصام ثانٍ أمام وزارة الدفاع، احتجاجاً على توقيف عمر الأطرش الموجود لدى مخابرات الجيش.

قهوجي

وفي هذه الأجواء، أعلن قائد الجيش العماد جان قهوجي "أنّ الجيش لا يقاتل أحداً بسبب أفكاره إنّما بسبب الاعتداءات التي يرتكبها ضدّ المواطنين والعسكريين"، مشدّداً أنّ "ما يشهده لبنان من عمليات إرهابية وانتحارية يرفضه جميع اللبنانيين"، ومؤكّداً التصميم "على عدم التهاون"، وكاشفاً أنّ "الجيش رفع درجة جهوزيته وكثّف إجراءاته من أجل ملاحقة هذه الخلايا وتضييق الخناق على كلّ مجموعة مشتبه فيها". وإذ لفتَ العماد قهوجي "إلى أنّ لبنان يعيش مرحلة حرجة من تاريخه"، قال: "نحن لا نزال من دون حكومة، والمخاوف تكبر على الاستحقاق الرئاسي، وفي ظلّ التحدّيات الأمنية يبقى الجيش صمام أمان الوطن. فمهما كانت عناوين المرحلة المقبلة سيبقى على قدر الآمال المعلّقة عليه محلّياً ودوليّاً، متحمّلاً مسؤوليته في الدفاع عن المؤسّسات وعن البلد. فالجيش يستمدّ قوّته من شرعيته، وهو لن يتخلّى عن حقّه في فرض الاستقرار، وفي منع الأمن الذاتي". وأكّد قهوجي القرار الحازم "في منع الفتنة في لبنان، مخاطباً الضبّاط بالقول: "ممنوع الاستزلام لأيّ كان والتعاطي بالسياسة، وممنوع على أيّ كان أن يتطاول على الجيش وأن ينسج علاقة مع الضبّاط لمصلحة أيّ فئة سياسية أو حزبية، فمرجعيتكم هي قيادة الجيش وولاؤكم للجيش فحسب".

طائرة معراب

وعلى خط أمنيّ آخر أكّد وزير الداخلية والبلديات في الحكومة المستقيلة مروان شربل أنّ "تحليق الطائرة فوق معراب فعليّ وحقيقيّ ومثبت"، وكشف أنّ "تقريراً للقوى الأمنية أكّد هذا التحليق"، وأشار إلى أنّ "مسؤولاً أمنياً أكّد له بأنّ التحليق حصل فوق جونية ومعراب، وأنّ الطائرة شوهدت بالعين المجرّدة مرّات عدة". واعتبر شربل أنّ "هذا النوع من الطائرات باستطاعته أن يحمل صاروخاً متفجّراً بوزن 200 أو 300 كلغ"، ورجّح أن "تكون هذه الطائرة إسرائيلية".

الحجيري

في الموازاة، أكّد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري لـ"الجمهورية" أنّ "الوضع الأمني في عرسال ما زال على حاله، حيث يفرض "حزب الله" طوقاً على البلدة ويضيّق على أهلها، ولا يحترم الشرعيّة وأجهزة الدولة التي وضعت حواجز على مفارق البلدة"، لافتاً إلى أنّ "الحزب يعمد إلى تفتيش كلّ سيارة عرسالية تتخطّى طريق البلدة، إذ يلاحقها ويجبر المواطنين على الوقوف ويطلب هوياتهم ويسأل عن الجهة التي يقصدونها". إلّا أنّ الحجيري أكّد أنّ "كلّ هذه التصرفات لن تخيف العرساليّين، لأنّهم تعوّدوا على مثل هكذا تجاوزات من الحزب".

 

حكومة لبنان وشروط الولادة

طوني فرنسيس/الحياة

انتهى العام اللبناني 2013 باغتيال رمز سياسي وديبلوماسي يحمل زبدة فريق 14 آذار من أفكار ومبادرات. على الأثر اندفع قادة هذا الفريق إلى التلويح بمقاومة مدنية، فـ «ما كان قبل اغتيال محمد شطح لن يكون بعده». بلغ التوتر السياسي ذروة جديدة مع انسداد أفق الوضع الداخلي بمتاريس الحرب السورية: فريق الشهيد شطح لا يرى مخرجاً إلا بانسحاب حزب الله من سورية، وفريق حزب الله يبحث عن ترجمة لبنانية لصمود محور المقاومة والممانعة في تشكيلة حكومية تضمن له الثلث المعطل واستمرار العمل بثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة»... في سورية. كان مؤتمر جنيف2 يقترب، يسبقه موعدان حساسان لبنانياً وإيرانياً ودولياً: انطلاق المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في 16 كانون الثاني (يناير) وبدء تنفيذ الاتفاق الدولي بشأن الملف النووي الإيراني في العشرين منه.

فجأة، سرت دماء جديدة في عروق الأزمة اللبنانية المستحكمة. قيل إن حزب الله تخلى عن شرط الثلث المعطل في الحكومة، وإنه مستعد لإبداء مرونة في صيغة البيان الوزاري اللاحق ليقترب مرة أخرى من تبني إعلان بعبدا الخاص بتحييد لبنان عن الحالة السورية، على رغم إحالته في وقت سابق هذا الإعلان على التقاعد. وسارع رئيس تيار «المستقبل» الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري إلى ملاقاة الأجواء الجديدة، مرحباً بحكومة «ربط نزاع» تجمعه مع حزب الله. أعلن موقفه في ختام الجلسة الأولى للمحكمة الدولية، ثم فصله في وقت لاحق في حوار متلفز. وبدا في لحظة ما أن ما يشهده اللبنانيون المتشككون أكبر من أن يتصوره عقل: هل قرر طرفا النزاع الأساسيان في لبنان الولوج إلى مرحلة جديدة مختلفة؟ الخلافات السياسية القائمة بين الأحزاب والأطراف والطوائف اللبنانية ليست قليلة الأهمية، لكن ما بدأ يرتسم في عمق هذه الخلافات من صراع مذهبي سني– شيعي، بات يشكل تهديداً حقيقياً للأمن الأهلي اللبناني ولمستقبل البلد على مختلف الصعد، وخطورة هذا الصراع تتأتى من كونه يرتبط بصراع أوسع على مستوى المنطقة يتجذر في سورية ويتفاقم في العراق وينشر روائحه الكريهة على امتداد المشرق العربي. كانت ملامح التهدئة بين الفريقين في لبنان أجمل من أن تصدق، فهي خطوة عكس السير في المنطقة الملتهبة، وعودة إلى الالتزام بثوابت البناء الوطني اللبناني يمكنها أن تؤسس للدفع مرة أخرى نحو إرساء توافقات داخلية تعزز دور المؤسسات تحت سقف الدستور، وتمنع تحول البلد إلى ساحة تتلقى انفجارات المنطقة. وقيل الكثير في الكواليس عن سر التحول في موقف حزب الله وفي موقف الحريري. واجتهد البعض فرأى أن استمرار الحرب في سورية من دون رابح وخاسر كان سبباً كافياً لفرض انكفاء أطراف لبنانية مشاركة في الصراع إلى الداخل. وقال آخرون إن إيران التي تقدم نفسها شريكاً في معالجة أزمات المنطقة عملت على التهدئة لتقديم أوراق اعتمادها إلى مؤتمر جنيف السوري...وأضاف غيرهم الحاجة الإيرانية إلى إثبات حسن نواياها عشية بدء تنفيذ اتفاقها النووي مع الدول العظمى.

وفي المقابل، كانت المملكة العربية السعودية تؤكد حرصها على «تفاهم وطني» في لبنان، وعلى دعم المؤسسات الرسمية فيه، وجاءت المعونة المادية الضخمة المقدمة إلى الجيش اللبناني لتشير إلى وجهة الاهتمام السعودي في السعي إلى استقرار لبنان ومحاربة الأخطار الداخلية والخارجية والإرهابية التي تتهدده، عبر دعم المؤسسة الأمنية الشرعية.

مهما اختلفت التفسيرات، كان لبنان للمرة الأولى منذ اتفاق الدوحة أمام فرصة «ذهبية» تفتح الطريق أمام مرحلة اختبار تتوَّج، إذا حسنت النيات، بتشكيل الحكومة أولاً، ثم بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبعده الإسراع في إجراء انتخابات نيابية. إلا أن العملية كلها تعثرت، ولن يصدق أحد أن المداورة في المناصب الوزارية هي سبب هذا التعثر، وعادت الاجتهادات والتفسيرات السابقة لتحضر في تحليل الخلفيات بعدما حضرت في تفسير «انفراجات» مطلع العام. قيل إن إيران عدلت موقفها من التسهيل إلى العرقلة، لأنها استبعدت عن مؤتمر جنيف-2، وقيل إنه لا بد من الانتظار حتى استئناف المؤتمر السوري في العاشر من شباط (فبراير) الجاري لمعرفة ما إذا كانت طهران ستدعى إلى المشاركة، وعندها يتم تخطي «مؤامرة المداورة» وتولد الحكومة اللبنانية العتيدة، وسيقال المزيد في الأيام الآتية، إلا أن سؤالاً ملحاً سيبقى مطروحاً في رؤوس اللبنانيين المرهقين في الأمن والتوتر والمعيشة، وفي تحملهم أعباء المليون ونصف المليون نازح من سورية، وهو: أليس الأجدى اغتنام الفرصة التي أطلقها سعد الحريري استناداً إلى «تحول في مكان ما» في موقف حزب الله، والسير في اختبار مرحلي لا مفر منه لاستعادة الأمل بدولة لبنانية يحتاجها الجميع؟ هنا يكمن جوهر الموضوع، وليس في الحصص الوزارية. والأمل معقود على أن لا تكون فرصة تقارب بين فئتين أساسيتين مدعوتين إلى الصدام القاتل قد ضاعت مرة أخرى، وأن يعي الآخرون، وفي مقدمهم المسيحيون، أن دورهم في هذه المرحلة أكبر بكثير من حقيبة. إنه في مقدرتهم على تقريب المسافات وحصر الأضرار. هنا دورهم وموقعهم في مستقبل بلدهم.

*صحافي من أسرة «الحياة»

 

ربط تشكيل الحكومة بالإنتخابات الرئاسية يضمر تعطيل إجرائها لإحداث فراغ شامل

اميل خوري/النهار

لم تعد الاوساط الشعبية تولي تشكيل الحكومة الأهمية، لأن عمرها لن يتجاوز الثلاثة أشهر ولا يستطيع خلالها أي وزير تحقيق أي انجاز مهم في وزارته، لذلك فإن الاهتمام ينصب على الانتخابات الرئاسية التي ينبغي ألا يكون لها أي ارتباط بالحكومة كما أعلن الرئيس حسين الحسيني، بقوله "ان لا فراغ في السلطة، إذ في حال تعذر تأليف حكومة، فإن حكومة تصريف الاعمال هي من يشرف على الانتخابات الرئاسية، خلافاً لرأي آخرين، وانه في حال حصل فراغ في الموقع الرئاسي يحق لهذه الحكومة أن تمارس صلاحيات رئاسة الجمهورية في انتظار انتخاب رئيس جديد للبلاد".

لذلك رأت بكركي في مذكرتها الوطنية ان بناء السلطة هي أولوية الاولويات وفي مقدمها الانتخابات الرئاسية، وسبق للبطريرك الراعي أن شَبَّه الفراغ الرئاسي بالموت وتمنى على كل النواب أن يحضروا في الموعد الدستوري لانتخاب من يختارون لتسلم سدة الرئاسة، لأن المهم هو أن ينتخبوا. فإذا كان ثمة عذر للقوى السياسية الأساسية في البلاد إذا ما اختلفت على تشكيل حكومة جديدة، لأن تشكيلها تتداخل فيه اعتبارات سياسية ومذهبية ومحاصصة واختيار حقائب، فإن الانتخابات الرئاسية لا تدخل فيها كل هذه الاعتبارات وليس على النواب سوى أن يحضروا جلسات الانتخاب ولا يغيبوا عنها بدون عذر شرعي.

والسؤال المطروح هو كيف تستطيع بكركي ضمان حضور النواب جلسات الانتخاب ولا يعمد بعضهم الى التغيب عنها بقصد إفقاد النصاب، خصوصاً ان تأمينه يتطلب حضور ثلثي عدد النواب الجلسة عند افتتاحها.

الواقع ان ما يشغل البطريرك الراعي ليس اسم رئيس الجمهورية المقبل انما انتخاب الرئيس وأي آلية ينبغي اعتمادها لضمان ذلك. فهو لن يدخل لعبة وضع لائحة بأسماء المرشحين للرئاسة الاولى، انما كل ما يستطيع عمله هو أن يسعى للاتفاق على مرشح واحد، وهذا يبدو أمراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً في ظل الانقسامات السياسية الحادة عمودياً وأفقياً، لكن ما هو غير مستحيل هو ضمان حضور النواب جلسات الانتخاب تأميناً للنصاب واعتبار كل من يتغيب بدون عذر شرعي خيانة للوطن وتعمداً لاحداث فراغ في أعلى منصب ماروني في الدولة، وجعل صلاحيات الرئيس تنتقل الى الحكومة، وهي سابقة خطيرة جداً من شأنها أن تخل بالتوازنات الداخلية وبتوزيع الصلاحيات على السلطات الثلاث كما بالميثاق الوطني.

الى ذلك يجري البحث في الآلية التي ينبغي اعتمادها لضمان اجراء الانتخابات الرئاسية ضمن المهلة الدستورية. ثمة مَن اقترح أن يوقع النواب المسيحيون تعهداً بحضور كل جلسات الانتخاب، إلاّ أن ثمة مَن عارض ذلك واعتبر التوقيع تقييداً لحرية النائب ولمساحة الديموقراطية. وثمة مَن اقترح صدور بيان عن اجتماع للنواب يعقد في بكركي لهذه الغاية يؤكدون فيه حضورهم الجلسات قياماً بواجب وطني لا يجوز التخلي عنه بدافع سياسي أو حزبي أو شخصي. وثمة مَن اقترح أن يصدر عن كل حزب وتكتل وتيار بيان يلتزم الحضور. لكن يبدو أن نواباً يحاولون أن يمسكوا بورقة تعطيل جلسات الانتخابات إذا لم يضمنوا فوز المرشح المرغوب فيه، وهو تصرف ترفضه بكركي بشدة وسيكون لها موقف ممن يلجأون اليه، وترى أن يجرب المرشحون في كل من قوى 8 و14 آذار حظوظهم في أول جلسة للانتخاب، فإذا لم ينل أي منهم الأكثرية النيابية المطلوبة، فإن عليهم افساح المجال لمرشحين آخرين يستطيعون الحصول على هذه الأكثرية، وهو ما جرى في الماضي بين اركان "الحلف الثلاثي" باتفاق تم بينهم عندما تعذر عليهم الاتفاق على مرشح واحد منهم يواجه المرشح الشهابي. وعندما حاول كل من الرئيس كميل شمعون والشيخ بيار الجميل والعميد ريمون اده الحصول على الأكثرية النيابية المطلوبة، ولم يحصل عليها أي منهم خصوصاً من النواب المسلمين، وقع خيار "تكتل الوسط" الذي انعقد في منزل الرئيس صائب سلام على أحد أركانه هو سليمان فرنجيه الذي استطاع عند احتساب الأصوات المؤيدة له اخذ نائبين من حصة المرشح الياس سركيس هما نائبا الكورة لأسباب مناطقية اكثر منها سياسية. وكان لا بد لنواب "الحلف الثلاثي" أن يصوتوا لفرنجية لأسباب سياسية ولضمان فوزهم على المرشح الشهابي الياس سركيس الذي خسر الانتخابات الرئاسية بصوت واحد.

وتتساءل اوساط بكركي ما المانع بأن يتكرر ذلك في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

لقد اعلن الرئيس سليمان في حديث لمجلة "الأمن العام"، "ان طموحه يتمثل في القاء خطاب المغادرة في قصر بعبدا وقد أعطى التعليمات لتحضيره كي يسلم رئيساً منتخباً بشكل طبيعي".

 

رفع جلسة المحكمة الدولية الى يوم الاثنين

وكالات/رفع رئيس غرفة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان القاضي ديفيد راي جلسة المحكمة الى يوم الاثنين حيث سيتم الاستماع الى شاهدين. وكانت المحكمة استمعت الى الشاهد مالكوم ويلسون وهو مدرب للشرطة في لندن في العام 2005 وتقاعد في العام 2011. يعمل خبيرا في شعبة مكافحة الارهاب. قدم الى بيروت في حزيران في العام 2005 كجزء من مهامه كخبير في مكافحة الارهاب

 

الطاقة تستنفد كل الطاقات وتعطّل التأليف هل يضمن عون الموافقة على تلزيمات النفط؟

 سابين عويس/النهار/ان تبرز عقدة وزارة الداخلية في ربع الساعة الاخير من إتصالات التأليف، لا يعني بالضرورة أن فريق 14 آذار قرر وضع العصي في دواليب حكومة الرئيس تمام سلام. وسيكون مصير هذه العقدة على غرار الشرط المبدئي السابق لهذا الفريق الذي سقط أمام قرار الرئيس سعد الحريري القبول بالحكومة الائتلافية، والذي عد بمثابة إطلاق صفارة الانطلاق نحو الحكومة السياسية الجامعة، خصوصا بعد الترحيب الذي قوبل به من القوى السياسية. فجاء ترحيب "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" ليوحي أن قطار التأليف وضع على السكة. وقد شعر الرئيس المكلف بأنه لا بد من اقتناص الفرصة التي اتاحها المناخ الايجابي.

بدت عقدة تمسك العماد ميشال عون بحقيبة الطاقة بمثابة رفع السقف التفاوضي للتيار البرتقالي للحفاظ على مكاسبه الحكومية، وخصوصا مع قرار "القوات اللبنانية" البقاء خارج الحكومة. وقد سعى إلى "تجميل" المطلب عبر تظهيره على انه حق يحصن التمثيل المسيحي. لم تعن وزارة الخارجية الكثير للجنرال، ولا وزارة التربية التي تجهد قوى مسيحية لاستعادتها. هي وحدها الطاقة المولدة بالنسبة الى التيار لكل الطاقات كما يستدل من الشعار الذي اطلقه الوزير جبران باسيل. بدا من الإتصالات الاخيرة أن المطلب الـ 14 آذاري لن يكون عقدة. وفي رأي مصادر سياسية مواكبة، أن اتصالاً واحدا من باريس كفيل بأن يعيد الامور إلى انتظامها. فالداخلية ستكون في كل الاحوال من حصة 14 آذار. المهم الا يرفع هذا الفريق سقف المناورة بحيث تصبح كرة التعطيل في ملعبه، فيما الحقيقة أن هذه الكرة لا تزال في ملعب عون الذي يزداد تشبثاً بوزارة الطاقة.

ولكن لماذا ربط ملف الحكومة بالطاقة؟ ولماذا ذهب باسيل إلى اعتبار الامر مؤامرة داخلية وخارجية على النفط؟ وهل يملك عون معطيات تطلق يد صهره في الطاقة إذا شكلت الحكومة وبقي على رأس تلك الوزارة؟

ليس ما يؤكد هذه المعطيات، وخصوصا بعد التجربة التي خاضتها حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. فميقاتي ظل لأشهر يعارض إدراج مرسومي النفط اللذين يطالب بهما باسيل لإتمام مناقصة التلزيم، في جدول أعمال مجلس الوزراء. وهو استند الى تفاهم مع رئيس الجمهورية والنائب وليد جنبلاط اللذين لم يجدا موجبا للاستعجال في إقرار المرسومين. استقالت الحكومة وظل إصرار باسيل على عقد جلسة إستثنائية لإقرار المرسومين. وعلى رغم أن تلك الحكومة إتسمت بلونها الواحد، لم ترضخ لطلب باسيل، حتى أن وزيري "حزب الله" لم يضغطا في شكل كاف لعقد الجلسة. فهل تنجح حكومة الرئيس تمام سلام - إذا رأت النور - في القيام بما عجزت عنه حكومة ميقاتي، وهل يأمل عون من سلام ان يدرج مرسومي النفط في جدول اعمال مجلس الوزراء (الامر الذي لم يفعله ميقاتي)؟ وإذا حصل ذلك، هل يأمل بأن يتم إقرار المرسومين بالتصويت؟

 

الولادة الحكومية قريبة ولا موعد نهائياً اليوم الأول من "التمديد" بلا نتائج

خليل فليحان/النهار

مطلع الاسبوع المقبل، قد تولد الحكومة الجديدة. ويبدو ان احداً في الجمهورية، مهما علا شأنه او موقعه السياسي، ليس في وسعه تحديد موعد ولادتها بدليل ما حصل يوم الخميس الماضي. التشكيل متوقع لكنه غير محدد زمنياً، وقد تحول مهزلة تتألف من ألف فصل وفصل، ومسرحها يتنقل بين المصيطبة وعين التينة وكليمنصو والرابية وبعبدا وحارة حريك، ولم تصل بعد الى السرايا.

ولعل اللاعب الأكبر في انضاج الطبخة هو رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الذي برهن أنه لم يستسلم للعقبات التي وضعت من هذا الفريق أو ذاك بالنسبة الى صيغة الحكومة، فاقترح صيغة 9+9+6 وقبلت بها قوى الثامن من آذار، إلا أن قوى 14 آذار رفضتها. لم يعلن "الانتهاء من خدمة عسكريته" كما فعل الرئيس بري إزاء العراقيل التي كانت طرحت، فجدد مساعيه باقتراح حكومة الثلاث ثمانيات، التي قبلت القوتان الآذاريتان المتخاصمتان بها، واستنفر جنبلاط وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور ليتحرك مكوكياً بين الاطراف، فألغى مشاركته في المؤتمر الدولي الثاني لدعم اللاجئين السوريين بدعوة من الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون، والذي استضافته دولة الكويت في قصر "بيان". وألغى أبو فاعور حضوره المؤتمر لتعذّر انتقاله الى الكويت بعدما كان قد عاد من الرياض بمهمة من جنبلاط لدى المسؤولين السعوديين لدعم تسهيل ولادة الحكومة.

أوحت مصادر بعبدا والمصيطبة ان اول يوم من الفرصة الجديدة سجل اتصالات بعيدة من الاضواء أجريت امس مع سلام وعدد من الافرقاء، لم تخرج عن نطاق المعتاد. إلا ان الفرصة التي اعطيت لجنبلاط ليست مفتوحة من ناحية الوقت الى اكثر من نهار الاحد او مطلع الاسبوع المقبل، علماً أنه لم يوقف اتصالاته عبر أبو فاعور بالافرقاء الذين يتقاتلون على نوعية الحقائب وأهميتها وما اذا كانت استراتيجية بالنسبة الى الموارنة في البلاد، متجاوزين أهمية ما هو متعارف عليه بـ"الحقائب السيادية" ومتمسكين بحقائب خدماتية كالطاقة والاتصالات.

تعترف القيادات السياسية المؤثرة ان الرئيس المكلف تمام سلام برهن أنه من اكثر رؤساء الحكومات صبراً بالنسبة الى عملية التأليف. فقد تحمّل الكثير من الانتقادات، من رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، وسمع الكثير من الدعوات الملحة من بعض سفراء الدول الكبرى للاسراع في التأليف، اذ ليس من الجائز ابقاء البلاد من دون حكومة. لكنه اظهر مرونة جديدة في اول يوم من الشهر الحادي عشر على تكليفه، بإعطاء جنبلاط فرصة جديدة لعله يتمكن من اقناع المتخاصمين بتنازلات تفيد البلاد واستقرارها السياسي، وخصوصاً انه نقل عن سلام انه عيل صبره، وكان اتفق مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان على اعلان الحكومة اول من أمس الخميس، غير انه قبل بمهلة جديدة مفسحاً في المجال أمام المساعي الجنبلاطية، لعلها تساعد على تشكيل حكومة لا يستقيل ثمانية وزراء او اكثر من اعضاها فور اعلان المراسيم.

وأكدت مصادر في حزب فاعل أنه "لا بأس ان يتأخر تشكيل الحكومة ثلاثة او اربعة ايام وتكون صيغتها مقبولة من الافرقاء الذين يتهافتون على حقائب معينة دون سواها، على ان تولد حكومة ميتة يستقيل ثلث اعضائها او اكثر، وساعتئذ سيضطر سلام الى الاستقالة".

 

قداس مار مارون الاحد مناسبة وطنيـة للقاء والتشـاور

المركزية – يصادف الاحد المقبل عيد مار مارون تحيي مطرانية بيروت الذكرى بقداس احتفالي يرأسه راعي ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر في كاتدرائية مار مارون – الجميزة، يشارك فيه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعقيلته ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام ويغيب عنه بداعي السفر ولاسباب امنية رئيسا المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي، كما يحضره العديد من الوزراء والنواب والقيادات السياسية والحزبية واعضاء السلك الدبلوماسي يتقدمهم السفير البابوي في لبنان غابريال كاتشا والسلك القنصلي اضافة الى ممثلين للمقامات الروحية الاسلامية والمسيحية واعضاء السلكين القضائي والعسكري. وستشكل المناسبة فرصة للقاء بين القيادات والتشاور في اوضاع البلاد على كل المستويات والاستحقاقات المفترض اتمامها.

 

مستشار خامنئي: حزب الله العمق الاستراتيجي للدفاع الإيراني واذا اطيح بالاسد يتوجه الاعداء الى لبنان وإيران

أكد مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي اللواء يحيى رحيم صفوي ان العمق الاستراتيجي للدفاع الإيراني يمتد إلى البحر المتوسط وان العمق الاستراتيجي للدفاع الإيراني يمتد قرب الكيان الصهيوني، أي حزب الله، معتبرا أنّ دعم إيران لسوريا ولبنان، يكشف العمق الاستراتيجي للدفاع الإيراني. واضاف انه إذا نجح الأعداء بالاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد، حينها سيتوجهون إلى لبنان ومن ثم إلى إيران، على حد تعبيره.

 

أوباما الى الفاتيكان بعد السعودية ولبنان في صلب المحادثات ووضع المسيحيين أولوية

المركزية- محطتان دوليتان يشكل ملف لبنان أحد أبرز بنود مباحثاتهما الشهر المقبل، اللقاء الأميركي – السعودي، والأميركي – الفاتيكاني الذي كشفت عنه مصادر واسعة الإطلاع لـ"المركزية" مؤكدة ان الرئيس الأميركي باراك أوباما سيزور بعد المملكة العربية السعودية الحبر الأعظم البابا فرنسيس. وتقول المصادر إن زيارة أوباما للسعودية التي يتفق كثيرون على طابعها البالغ الأهمية ان لجهة ترميم العلاقات بين الدولتين بعد التصدع الذي أصابها أخيراً أو لتوضيح طبيعة العلاقة المستجدة بين الولايات المتحدة وإيران بعد الاتفاق النووي، لا بد إلا أن تحضر أزمة لبنان السياسية على هامشها ما دامت تشكل أحد امتدادات أزمات المنطقة من العراق الى سوريا وترتبط بها ارتباطاً وثيقاً وفق ما أظهرت المعطيات المتوافرة على مستوى تشكيل الحكومة. واستناداً الى هذا الواقع، تعتبر المصادر ان نتائج هذه المحادثات الواقعة على مفرق زمني حساس نسبة الى الاستحقاقات المرتقبة على مستوى منطقة الشرق الأوسط، من شأنها ان تسهم إيجاباً في دفع الواقع الحكومي قدماً بما يكفل إخراج حكومة الرئيس تمام سلام من عنق الزجاجة. أما المحطة الثانية فيتأثر بها لبنان من زاوية وضع المسيحيين، ذلك ان مصادر المعلومات أكدت لـ"المركزية ان زيارة الرئيس الأميركي الى الفاتيكان تتمحور حول وضع المسيحيين في الشرق الأوسط عموماً وفي لبنان في شكل خاص نسبة الى التنوع الذي يضفيه وجود المسيحيين فيه، وتشير الى ان اوباما كان أطلق مواقف خلال ما يعرف بـBreakfast prayer أقيم مطلع الشهر في الولايات المتحدة في حضور كبار المسؤولين، تركزت بمعظمها على حقوق الطوائف في منطقة الشرق الأوسط إذ أكد عدم تخلي الإدارة الأميركية عن مهمة الدفاع عن حقوق الشعوب في ممارسة شعائرها الدينية في هذه المنطقة من العالم، وشدد على وجوب احترام الديانات السماوية وعدم اتخاذ اي منها ذريعة او مطية لاستباحة الكرامات والقتل والذبح واقتراف الجرائم باسم الدين، وأوضحت ان الرئيس أوباما لم يتوان عن تسمية الديانات بأسمائها. واعتبرت المصادر المشار اليها ان اللقاء الأميركي – الفاتيكاني من شأنه توضيح مسائل دينية حساسة واتخاذ مواقف ذات تأثير وفاعلية على أوضاع مسيحيي الشرق عموماً ولبنان خصوصاً، في ضوء الاهتمام البالغ الذي توليه الدوائر الفاتيكانية لهذا الملف وقد شكلت خلية أزمة خاصة بأوضاعهم وكلفت بعض المطارنة إعداد تقرير يتناول واقعهم في ظل الأزمات وأسباب هجرتهم وكيفية تحديد أطر للمعالجة وتقديم الحلول باعتبارهم حجر رحى في هذا الشرق، علماً ان تقريراً مماثلاً كان أعد في الفاتيكان سابقاً عن وضع المسيحيين الأقباط في مصر، رفع الى المعنيين في الدوائر الفاتيكانية التي تنكب على دراسته لتوفير سبل ترسيخ هؤلاء في أرضهم والحد من هجرتهم. الجدير ذكره ان البطريركية المارونية كانت اعدت بناءً على طلب خلية الأزمة في الفاتيكان، تقريراً عن أوضاع المسيحيين في الشرق تم بحثه بين قداسة البابا فرنسيس والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في زيارته الأخيرة الى الفاتيكان. 

 

مصادر للعربية: حزب الله يجند مزيدا من الشبان لسوريا

دبي - قناة العربية/أفادت مصادر للعربية بأن مجلس شورى القرار التابع لحزب الله اللبناني وافق على طلب القيادة العسكرية للحزب على تجنيد المزيد من الشبان غير المتفرغين تمهيداً لتدريبهم وإرسالهم إلى القتال في سوريا.

وتبدو تهديدات الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله في طريقها للتنفيذ، مع أنباء حصلت عليها "العربية" من مصادر تتحدث عن موافقة مجلس شورى القرار التابع للحزب على طلب بتجنيد المزيد من الشباب للقتال في سوريا. وأفادت المصادر بأن القيادة العسكرية لحزب الله، تقدمت بطلب لمجلس شورى القرار وهو أعلى سلطة في الحزب ويترأسه نصرالله للموافقة على تجنيد المزيد من الشباب غير المتفرغين. وسبق هذا القرار قيام حزب الله منذ فترة وجيزة بتعبئة استمارات لمئات الشباب المؤيدين له في مناطق الجنوب والبقاع تتضمن معلومات شخصية عن كل منتسب تمهيداً لاستدعائهم إلى دورات عسكرية. ومن المرجح أن تكون هذه الخطوة مرتبطة بإرسال مقاتلين جدد إلى سوريا بعد إخضاعهم للتدريب العسكري، الأمر الذي عزاه مراقبون للاستنزاف الكبير الذي يعانيه مقاتلو الحزب في سوريا من حيث عدد القتلى الذي بات يتجاوز وفق إحصائيات متعددة الستمئة قتيل. ويأتي قرار حزب الله بزيادة عدد المنتسبين إلى صفوفه بهدف إرسالهم إلى سوريا، تحديا لكل المطالب وخاصة اللبنانية بوقف التدخل في سوريا خوفاً من انزلاق لبنان بشكل كامل في فتنة طائفية حسب وصف مسؤولييه، لاسيما بعد تأكيد خبراء ومسؤوليين أمنيين على أن عدد المقاتلين إلى جانب النظام السوري يصل إلى ما يقارب أربعين ألف تلقوا تدريبات على أيدي ضباط فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني و حزب الله اللبناني.

 

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون: الضاحية الجنوبية مرعوبة

يقال نت/اكد الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون انّ ما يجري حالياَ في لبنان حرب شيعية ـ سنية وفي كل جمعة تنفجر سيارتان مفخختان بأحياء معينة، مشيراً الى ان "الضاحية الجنوبية تعيش حالة رعب حقيقية ومخيفة ولا أحد يعيش في الضاحية إلا ويفكّر بالخروج منها، وهذا الخوف لا يقتصر على الضاحية إنما أيضاً على المدن الرئيسية التي تحمل صبغة شيعية". اضاف في حديث الى اذاعة "الشرق": "كنا طالبنا "حزب الله" والرئيس نبيه بري بمحو الصبغة الطائفية عن الأحياء السكنية، ولكن الآن فهم الحزب بعد طول عناء ومكابرة أنه لا يمكن إطفاء الفتنة إلاّ بالتعاون مع الإعتدال السنّي، ولكن منذ 8 سنوات كان "حزب الله" يُحارب هذا الإعتدال ويقوّي التطرّف السنّي، فقد كان هاجسه الحقيقي التخلّص من الإعتدال السنّي لأنّه يصلح ليكون نموذجاً لسلطة جديدة بلبنان وسوريا". وعن المداورة رأى بيضون ان "المداورة كذبة اخترعها الرئيس نبيه بري من أجل مصالحه، والرئيس المكلف تمام سلام بما يمثله يريد تشكيل حكومة يجب أن يكون فيها ضوابط تشد عصب البلد والدولة"، وقال: "لو كنت مكان الرئيس سلام وأراد "حزب الله" أن يرشي النائب ميشال عون لأعطيته وزارة الطاقة والإتصالات ولكنت أرسلت طلباَ إلى مدعي عام التمييز ووزير المالية لمراقبة كل الملفات ولا أقبل بعقد أي تلزيم إلا بإشراف هيئة دولية". وسأل: "هل سيقف سلام متفرّجاً على ما يحدث وكل السرقات تحصل تماماَ كما فعل الرئيس نجيب ميقاتي؟".

ورأى ان "المعركة يجب أن تحصل بين الجنرال عون وبين الرئيس بري"، مطالباَ الرئيس المكلف "بإعادة النظر بكل التلزيمات السابقة التي قام بها الوزير باسيل لأنها مشبوهة وكلّها خارجة عن القانون ولا شيء حصل بدائرة المناقصات". وعما يريده الرئيس بري قال بيضون: "إنّ وزارة المالية لا تًعطى للمليشيات، هذا البلد الذي لم يبق له سوى هذا المصرف المركزي الذي يدعم البلد ليستمرّ فهل نأتي بالمليشيات إلى وزارة المالية؟. عندها لنقفل المصرف المركزي ولننعي اليرة اللبنانية

 

سليمان غادر تونس بعد لقائه هولاند ولاريجاني وتأكيدهما الالتزام بدعم لبنان

وطنية - غادر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان العاصمة التونسية عائدا الى بيروت، بعد ان شارك، الى جانب عدد من رؤساء ومسؤولي الدول، في احتفالية الدستور الجديد للجمهورية التونسية.

هولاند

وكان سليمان التقى بعد ظهر اليوم على هامش الاحتفالية، الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وجرى بحث العلاقات الثنائية وآلية تنفيذ الهبة المالية التي اعلن عنها عاهل المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والتي ستخصص لتجهيز الجيش اللبناني بالاسلحة والعتاد التي يحتاجها.

وجدد الرئيس الفرنسي خلال اللقاء، "التزام باريس دعم لبنان"، واعدا ب"العمل بالسرعة اللازمة على تزويد الجيش اللبناني بالاسلحة التي يطلبها ضمن الهبة السعودية".

لاريجاني

كما التقى سليمان رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني، وتم بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، اضافة الى الاوضاع التي تشهدها المنطقة حاليا.

وشدد لاريجاني على "أهمية الامن والاستقرار في لبنان، خصوصا في ظل الاوضاع الدقيقة التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط".

 

من هنا أقلعت طائرة "ياسر" نحو معراب 

لا تزال طائرة "ياسر" التي حلّقت فوق معراب مبعثاً لنقاشات وسجالات، وأخذ وردّ، ودافعاً لاتهامات وتهديدات. "القوات اللبنانية" تتّهم "حزب الله" بالوقوف وراء الطائرة. كثرٌ من القواتيين يطرحون أهدافاً عدّة يعتبرون أن مطلقي الطائرة يريدون تحقيقها، منها تهديد رئيس حزب القوات سمير جعجع، سياسياً وربما جسدياً، ومنها أيضًا القول في حال تم إسقاطها من قبل فريق حماية معراب، إنّ القوات تملك سلاحاً مضاداً للطيران.

ويرى بعض القواتيين أن مكان إقلاع الطائرة قد يكون من الموقعين التاليين لاعتبارات عدة، وهما:

1- طريق الأوزاعي - خلدة المحاذي لمطار رفيق الحريري الدولي:

بالإمكان تأمين انطلاق الطائرة من هناك بأقلّ ضجيج، كون المكان أساساً يشهد حركة إقلاع وهبوط طائرات بشكل متواصل، ومنها ذات الحجم الصغير التابعة لمعهد التدريب على الطيران، ثم تتجه شمالاً نحو معراب.

2- منطقة البقاع:

بالإمكان أيضًا إقلاع الطائرة من أي مكان ناءٍ في البقاع، وأن تتوجه من هناك باتجاه الجبال الغربية، وصولاً إلى أجواء معراب.

 

الراعي وبري وجنبلاط تدخلوا لتأجيل تشكيل الحكومة

أوردت صحيفة “الأنباء” الكويتية معلومات مفادها ان “البطريركية المارونية كما رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس جبهة “النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط دخلوا على خط اقناع رئيس الجمهورية ميشال سليمان بتأجيل التشكيلة لكن الرئيس المكلف تمام سلام ظل مصراً على إصدار الحكومة ولو ان استئخار اجتماع بعبدا اوحى بكثافة المساعي المبذولة لاستدراك المشكلة قبل وقوعها وهو ما عكسته الزيارة المستعجلة التي قام بها موفد جنبلاط الوزير وائل ابو فاعور قبل الظهر للبطريرك الكاردينال بشارة الراعي”.

 

الجسم الغريب امام جامع الزعتري حزمة بطاريات غير معدة للتفجير

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في صيدا عفيف محمودي، ان الجسم الذي تم العثور عليها امام جامع الزعتري عند المدخل الشمالي لصيدا بالقرب من ساحة النجمة، عبارة عن حزمة من البطاريات غير معدة للتفجير، تم سحبها من قبل الخبير العسكري في الجيش اللبناني.

 

علوش للبنان الحر: الرئيس الذي أتمناه يجب أن يكون له سلطة وقدرة وخيارات سياديّة حقيقيّة  

 أكد النائب السابق مصطفى علوش للبنان الحرّ ضمن برنامج "إستجواب" أن المعطيات تشير إلى أن الحكومة ستولد، وبالتالي كل السيناريوات مطروحة، مشددا في الوقت نفسه على أن الحكومة العتيدة لن تأخذ عملياً القرارات. وأكد أن إعلاء السقف لن يغيّر شيئاً. وقال: لن يكون هناك حكومة تضبط الوضع الأمني طالما انّ حزب الله موجود في سوريا. أضاف: نحن في مرحلة تكتيك، وهذه المرحلة لا تدار بلا استراتيجيّة، فالأمور التي قد تحصل في الأشهر المقبلة ستغيّر كلّ المعطيات. وأسف علوش لكون هناك من يقع تحت وطأة وهم خطابات حسن نصرالله العنترية وتهديدات محمد رعد بأنهم فريق كلي القدرة، سائلا: لماذا سكت حزب الله عن ضرب قوافل الأسلحة المرسلة إليه من إيران عبر الأراضي السورية من قبل إسرائيل. ورأى أن كل ما يمكن أن يفعله حزب الله هو قتل المعارضين في القصير، لافتاً إلى أن فتح الحزب لجبهة في الداخل هو مجرد انتحار.

وردا على سؤال حول الرئيس اللبنانيّ الجديد قال: بالمعطيات الحاليّة الرئيس الذي اتمناه غير كطروح حاليا، فمواصفات الرئيس الذي أتمناه يجب أن يكون له سلطة وقدرة وخيارات سياديّة حقيقيّة والرئيس القوي رئيس يحمل رؤي 14 آذار.  وعن وثيقة بكركي قال علوش إنّها لا تتناسب مع تطلّعاتي الكاملة لكنني اوافق أن تكون برنامج الرئيس الجديد. ورأى علوش أنّ بشار الأسد انتهى من تاريخ سوريا وإذا كان لا بد من فترة رئاسيّة ثانية فتكون محدودة وعلى جزء من سوريا.

 

لواء أحرار السُنة-بعلبك يتبنى عملية استهدفت أحد المدربين الإيرانيين النخبة في جرود الهرمل 

اعلن لواء أحرار السُنة-بعلبك عبر تويتر تبنيه عملية استهدفت أحد المدربين الإيرانيين النخبة ليل أمس في معسكر تدريبي تابع لحزب الله في جرود الهرمل. وجاء في البيان عبر تويتر: "لواء أحرار السُنّة بعلبك يتبنى العملية البطولية التي إستهدفت أحد المدربين الإيرانيين النخبة ليل أمس في معسكر تدريبي. ندعو حزب الله لفك حصاره عن الأبرياء في بلدة عرسال البقاعية ونحذّر من شن هجمات وضربات قوية تستهدف الشعبية التابعة للحزب في البقاع وكافة الأراضي اللبنانية". واشار لواء أحرار السُنة-بعلبك الى إرباك في صفوف حزب الله الذي يحاول إخفاء الخبر.

 

حزب الله" يتخلى عن التزاماته وينقض تعهداته وينكر عهوده ووعوده ويرمي القلم الذي وقّع فيه بيده وبإرادته

المستقبل اليوم"/ليست المرّة الأولى التي يتراجع فيها "حزب الله" عن التزاماته وينقض تعهداته وينكر عهوده ووعوده ويرمي القلم الذي وقّع فيه بيده وبإرادته، على تفاهمات واتفاقات محدّدة وواضحة. والأرجح أن الأمر عنده عادةٌ متأصّلة ولن تتغيّر. مذكّرة التفاهم الخاصة بالتشكيلة الحكومية، هي أحدث مثال، لكن الأبلغ من بينها يمكن تأطيره في سياق زمني متسلسل يبدأ من طاولة الحوار ويمر على اتفاق الدوحة ويصل الى إعلان بعبدا. وبين هذه المحطات المعلنة، هناك الكثير غير المعلن والذي طالته أيضاً، لعنة النكران والنكوص والتراجع. والمفارقة الغريبة، هي أن هذا الحزب يتنصّل وينكر ويتراجع عندما يكون قادراً على ذلك، لكن يلتزم عندما يكون صاغراً.. تماماً مثلما هو حاله مع القرار 1701 الذي يشهد العالم من أوّله الى آخره، على دقّة التزامه به. كأنه غير آبه بمصداقيته، لكن فقط إذا كانت في امتحان محلّي داخلي أهلي لبناني.. بل هو واضح الى حدّ النفور، في ذلك وفي تأكيد وتكرار تلك الممارسة المعيبة وذلك الأداء الذي لا يليق بأحد، لا بالأفراد على المستوى الشخصي ولا بالمشتغلين بالشأن السياسي على المستوى العام. علماً أن "السياسة في لبنان ومنذ 14 شباط 2005 وبفضله وبفضل حلفائه، ليست سوى تنغيمات هامشية على أوركسترا العنف والقتل والتفجير والفتن المتنقلة. .. لا يحتمل لبنان، ولا أهله، هذه الهوائية في الأداء. ولا هذا العبث غير الأخلاقي. ولا هذه الممارسة المراهقة، ولا هذا الاسفاف الذي يشبه الجرصة، ولا هذا التنكيل المريض بمكارم الأخلاق وبالثوابت الوطنية وشروط العيش المشترك وضرورات وأد الفتنة وخنق أفاعيها.. عيب.

 

ريفي: محبة أهلي أرفع من كل المواقع ولحكومة حيادية تدير المرحلة الانتقالية وتتبنى اعلان بعبدا ووثيقة بكركي

وطنية - صدر عن اللواء أشرف ريفي البيان الاتي:"فيما كنت أتابع باعتزاز سير المحكمة الدولية، التي اعتمدت، التقرير الذي أعددته عن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كأحد الأدلة الأساسية، توارد إلي ما تم تناقله، بأن حزب الله وحلفاءه وضعوا فيتو، حول تولي وزارة الداخلية، فكان تعليقي البديهي : هزلت".

وقال:"فأنا وخلافا لما يريد الكثير من الأصدقاء والغيارى، ولما يستفز أرباب مشروع الدويلة، أؤمن أن الثقة والمحبة التي أشعر بها بين أهلي، أغلى من كنوز الأرض، وأرفع من كل المواقع. فنحن عندما نشغل أي موقع كان، إنما نشغله ترجمة لمسؤولية أن نكون على قدر آمال أهلنا، وليس سعيا لمجد زائل".

واضاف:"في الحقيقة لا أخفي ارتياحي، بالاستفزاز الذي شعر به هذاالفريق بعد تداول ترشيحي لوزارة الداخلية. فهذا الاستفزاز يشعرني أنني أقوم بواجبي تجاه اهلي ووطني، في مواجهة هؤلاء الذين امتهنوا ممارسة كل ما يؤدي الى إضعاف الدولة، وإفقاد اللبنانيين الأمل بغد أفضل. ولكن ما أرفضه قطعا، هو أن يقوم هذا الفريق بابتزاز من يسعون الى تشكيل الحكومة، بمعادلة توازي بيني، وبين وزراء الفشل والفساد".

وتابع:"لقد ضرب حزب الله الرقم القياسي في الانقلاب على العهود. تشهد عليه طاولات الحوار، واتفاق الدوحة، والقتال الى جانب النظام السوري. واليوم ينقلب حزب الله وحلفاؤه على التعهدات التي التزموا بها لتسهيل تشكيل الحكومة، ويحاولون اختزال صلاحيات المواقع الدستورية، والحلول مكانها".

وختم البيان:"لهذا بات الواجب ملحا بالذهاب فورا إلى تشكيل حكومة حيادية، تدير هذه المرحلة الانتقالية، وتؤسس لمرحلة انقاذية، يتبنى بيانها الوزاري، إعلان بعبدا، والوثيقة التاريخية التي صدرت عن الكنيسة المارونية، وذلك بدل تضييع المزيد من الوقت، في تفاوض لن يؤدي في أفضل الأحوال، إلا الى ولادة حكومة عقيمة، والى المزيد من التعطيل والشلل".

 

الراعي تلقى اتصالا من قهوجي نوه فيه بوثيقة بكركي والتقى شخصيات عصام سليمان: لانتخاب رئيس حتى لو لم يتم تشكيل حكومة

وطنية - تلقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم، اتصالا من قائد الجيش العماد جان قهوجي رحب خلاله بالوثيقة الوطنية، مثنيا على كل ما تضمنه نصها.

رئيس المجلس الدستوري

وكان الراعي استقبل قبل ظهر اليوم في بكركي، رئيس المجلس الدستوري القاضي عصام سليمان الذي رأى ان "الأزمة التي نمر بها، يبدأ حلها بشكل أساسي بانتخاب رئيس للجمهورية، ضمن المهلة الدستورية المحددة".

وأكد القاضي سليمان انه "في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية، سيحصل الفراغ وستزداد الأزمة السياسية تعقيدا، خصوصا إذا لم يتم تشكيل حكومة تحظى بثقة المجلس النيابي."

واعتبر سليمان ان "مذكرة بكركي الوطنية أطلقت لتضع النقاط على الحروف بالنسبة للأزمة التي يمر بها لبنان، والتي تزداد تعقيدا بسبب الصراعات السياسية فيه وارتباطها بتلك الدائرة في المنطقة العربية".

وقال: "ان كل الجهد يجب أن ينصب بشكل اساسي على انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية المحددة، حتى لو لم يتم تشكيل حكومة، لأنه لا يجوز أن تربط إنتخابات رئاسة الجمهورية بتشكيل الحكومة. وإذا كان هناك تعقيدات بالنسبة إلى تشكيل الحكومة أو بالنسبة لأمور ثانية، لا يجوز أن تؤدي هذه التعقيدات وهذه الخلافات الى تعطيل الإستحقاق الرئاسي".

وتابع سليمان: "عندما تعطلت الإنتخابات الرئاسية سنة 2007، لم يكن العالم العربي يعيش هذا النوع من الصراعات، اي انه كان يساعد على إيجاد نوع من التفاهم بين اللبنانيين للخروج من مأزق عدم انتخاب رئيس الجمهورية، كما حصل في اتفاق الدوحة. أما اليوم فلا أعتقد أن الوضع العربي ملائم، ولا أحد من الرؤساء العرب يهمه انتخاب رئيس جمهورية للبنان. لكل مشاكله الخاصة وجميعهم دخلوا في صراعات مع بعضهم البعض، ولذلك يجب على اللبنانيين أن يعودوا إلى ذواتهم ويتفقوا على انتخاب رئيس لجمهوريتهم".

سفير فرسان مالطا

والتقى الراعي سفير منظمة فرسان مالطا في لبنان شارل هنري داراغون، الذي عرض لآخر وابرز نشاطات المنظمة في لبنان وكيفية سير عمل المستوصفات والجمعيات الخيرية التابعة لها والموزعة على الاراضي اللبنانية كافة. وأعرب داراغون عن "تقدير واعجاب بالوثيقة التي أطلقتها بكركي،" لافتا الى انها "اساسية ونصها في غاية الاهمية لما يحمله من بعد تاريخي، فلقد أعلن في الوقت المناسب الذي يعاني منه هذا البلد أزمات كبيرة".

عبيد

كذلك استقبل البطريرك الراعي الوزير السابق جان عبيد الذي رأى ان "الوثيقة الوطنية التي أطلقتها بكركي كانت" بمثابة تحفيز للمعنيين كافة لتحمل مسؤولياتهم والقيام بواجباتهم، لما حملته من ثوابت وتعبير عن دور بكركي التاريخي ورسالتها". وإذ رأى عبيد ان "الوثيقة تنير الطريق امام السائرين ولكنها لا تسير مكانهم"، شدد على "ضرورة ان ينبري الآن كل معني وكل مهتم ومهموم بالشأن الوطني العام الى القيام بدوره وتحمل مسؤوليته بالقدر الذي حرصت فيه البطريركية على الاضاءة والإنارة على الثوابت والهواجس وأسس المستقبل للبنان". وتابع: "يجب ان يتم تشكيل الحكومة، بعيدا عن النزاعات والشروط والشروط المضادة، بحيث تطغى عليه ذهنية التفاهم والإئتلاف وليس ذهنية التناحر والاستئثار. كذلك الأمر بالنسبة للإستحقاق الرئاسي الذي يعني جميع اللبنانيين مقيمين ومنتشرين، إضافة الى المعنيين والقوى والدول التي لها شأنها ووزنها في هذه اللوحة اللبنانية والعربية والإقليمية والدولية".

وختم عبيد: "يبقى الامر الألح، وهو العودة الى روح التنافس والتفاهم لا الى روح التصادم والإلغاء داخل الطائفة المارونية او داخل النسيج اللبناني الوطني الشامل، ومن هنا تبدأ امكانية وفرضية اعادة الدولة وتعزيز مؤسساتها وتنقية اداراتها واقامة الاسس الصلبة المتمثلة بالوفاق الوطني وميثاق العيش المشترك على اساس بناء الدولة وانهاضها. وفي هذا الإطار تبقى الحاجة ضرورية لاطفاء نار الفتنة بالدرجة الاولى، ان لم تكن نار الفتن المتعددة الأبعاد التي تهدد باجتياح لبنان".

زوار

ومن زوار الصرح، رابطة آل صليبا جبيل يرافقهم الأب سيمون صليبا، لإلتماس البركة. وكانت مناسبة لعرض نشاط الرابطة في بلدة سبرين والذي تمثل بافتتاح مستوصف خيري للعموم لقضاء جبيل، وترميم لعدد من المنازل القديمة إضافة الى مشروع بناء متحف التراث المسيحي واعادة ترميم الكنيسة. وفي إطار ردود الفعل على اعلان المذكرة الوطنية الصادرة قبل يومين عن الصرح البطريركي، تلقى البطريرك الراعي سلسلة اتصالات مرحبة بهذه المبادرة ابرزها من نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، وزير العمل في حكومة تصريف الاعمال سليم جريصاتي، النواب نعمة الله ابي نصر، ايلي كيروز واميل رحمة.

 

القصار زار الراعي : المسيحيون جزء أساسي من هذا الشرق وبقاؤهم فيه مصدر حماية للمسلمين

وطنية - بحث البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، مع زواره في الصرح البطريركي في بكركي اليوم، التطورات محليا وإقليميا والمذكرة الوطنية لبكركي، فاستقبل، في هذا الاطار، الوزير السابق جان عبيد الذي أثنى على "المذكرة الوطنية"، معتبرا انها "تحفيز للمعنيين لتحمل مسؤولياتهم والقيام بواجباته"، مشيرا الى ان "هذه المذكرة تحمل ثوابت بكركي وتعبر عن دورها التاريخي ورسالتها وتنير الطريق أمام السائرين ولا تسير مكانهم، وهي شددت على أهمية إطفاء نار الفتنة إن لم تكن نار الفتن المتعددة الأبعاد التي تهدد باجتياح لبنان". ثم استقبل رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان الذي اعتبر ان "مذكرة بكركي مهمة جدا وجاءت في الوقت المناسب لتضع النقاط على الحروف، وخصوصا انها أشارت الى ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الموعد الدستوري، وهذا أمر أساسي لا يجوز التغاضي عنه".

سفير فرسان مالطا

والتقى الراعي سفير منظمة فرسان مالطا هنري داراغون وجرى عرض الأوضاع العامة وما تقدمه المنظمة من مساعدات.

القصار

وظهرا، استقبل البطريرك الماروني رئيس الهيئات الإقتصادية الوزير السابق عدنان القصار وعرض معه المستجدات المحلية لا سيما الإقتصادية منها. وبعد اللقاء، وزع القصار بيانا قال فيه: "التقيت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي وقدمت اليه 500 نسخة من كتاب "يوحنا بولس الثاني هذا البابا الذي عرفته جيدا"، والذي تمت ترجمته من اللغة الفرنسية الى اللغة العربية، بعدما كنت أهدت أكثر من 2400 نسخة منه في وقت سابق الى المطران فرنسيس البيسري". وتأتي هذه الخطوة اللافتة للقصار "قبل شهرين على موعد تطويب قداسة الحبر الأعظم الراحل مار يوحنا بولس الثاني في السابع والعشرين من نيسان المقبل"، مشيرا الى ان "هذه الخطوة بمثابة عربون تقدير لقداسة البابا الراحل مار يوحنا بولس الثاني، الذي نادى وعمل في حياته على تقريب وجهات النظر بين المسلمين والمسيحيين، كإيمان راسخ منه بجوهر الديانات السماوية الداعي الى الوحدة والتعايش ونبذ التطرف الديني بكل أشكاله". اضاف :"إن لقداسة الحبر الأعظم الراحل مكانة خاصة في قلوب جميع اللبنانيين على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم، ولا شك أن زيارته للبنان في العام 1997 شكلت مرحلة مفصلية ومهمة في تلك الفترة التي كانت فيها البلاد خارجة من حرب داخلية مدمرة، الامر الذي بعث الأمل من جديد في نفوس اللبنانيين، الذين خصهم قداسته خلال زيارته التاريخية بإرشاد رسولي رسخ عبره لبنان بلدا للرسالة في المشرق العربي". ولفت الى أن "العالم العربي الذي يمر اليوم في أوضاع مضطربة جدا، أحوج ما يكون الى تعاليم قداسة البابا مار يوحنا بولس الثاني القائمة على التسامح والسلام والانفتاح على الاخر بعيدا من البغضاء والتناحر والاقتتال، الذين نأمل أن تطوى صفحاتها في فلسطين التي لا يزال جرحها ينزف منذ عشرات الاعوام، وفي سوريا التي تعيش واقعا دمويا منذ ثلاث سنوات، والعراق وسائر البلدان العربية التي لطالما شكلت نموذجا يحتذى في التعايش والتآخي". وشدد القصار أمام البطريرك الراعي على "أهمية الوجود المسيحي في المشرق العربي على الرغم من الأوضاع التي يعيشها المسيحيون في السنوات الاخيرة، بفعل تنامي مظاهر التطرف في العديد من البلدان العربية"، مؤكدا أن "لا قيمة للشرق من دون المسيحيين الذين لطالما كانوا جزءا أساسيا في المنطقة العربية ومكونا اساسيا فيها"، معتبرا أن "لا خطر على المسيحيين الذين يشكل وجودهم في المنطقة العربية مصدر حماية للمسلمين والعكس صحيح، ولذلك على المسيحيين التشبث بأرضهم وعدم الهجرة مهما بلغت التحديات والظروف". ونوه بمواقف البطريرك الماروني "التي تصب في خانة الوحدة وتعزيز الوجود المسيحي في لبنان والشرق"، مشيدا ب"المبادرة الوطنية التي أطلقتها البطريركية المارونية قبل يومين لكونها تبعث أملا جديدا من شأنه أن يساعد لبنان واللبنانيين على الخروج من دوامة العنف والفوضى التي زادت وتيرتها في الآونة الاخيرة وبدأت تنذر بالخطر الكبير". وختم القصار :"نتمنى أن تشكل مبادرة بكركي التي تحظى بتأييدنا المطلق منطلقا أساسيا لحوار وطني شامل في أقرب فرصة، وخصوصا في ظل الظروف الاستثنائية والمصيرية التي يمر فيها العالم العربي ولبنان بشكل أساسي، بما من شأنه أن يساعد في تحصين لبنان وترسيخ الاستقرار، وجبه أدوات الفتنة التي تسعى دائما الى بث الشقاق والفرقة بين أبناء الوطن الواحد".

اخلاء سبيل عادل كرم بسند إقامة

ادَّعت ريتا حنا بواسطة وكيلها المحامي أشرف الموسوي على زوجها الممثل عادل كرم، بتاريخ 21 كانون الثاني 2014 (وبرقم محضر 302/176)، بجرائم محاولة تطريح والإهمال بالواجبات العائلية. وبناءً على شكوى حنا، تمَّ التحقيق مع عادل وتُرك بسند إقامة، وأشارت مصادر “الجديد فن” إلى أن القاضي ماهر شعيتو ادَّعى على كرم بجرم المادة 501 من قانون العقوبات، بالإهمال بالواجبات العائلية والموجبات الأبوية. وكان عادل نفى، بواسطة شقيقه طارق، خبر انفصاله عن زوجته بعد مرور نحو شهرٍ على ولادة ابنهما وعدم زيارته في المستشفى رغم خضوعه لعمليتين جراحيتين، بسبب إصابته في قصورٍ بالقلب منذ الولادة.. إلا أن زوجته خرجت عن صمتها حينذاك وغرَّدت على حسابها الخاص على Twitter: “سأقول كل شيء، إن لم تتوقف عن الكذب. بعدني ساكتة كرمال شربل”.

 

النائب عماد الحوت: نريد دولة قادرة على حماية أمن المواطن من أي سلاح داخلي أو اعتداء خارجي

وطنية - رأى النائب عن الجماعة الإسلامية عماد الحوت في خطبة الجمعة "أن ما يمر به لبنان والمنطقة يمثل فتنة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، فنرى المزايدات في الساحة السياسية اللبنانية، كما نرى المجتمع الدولي الذي يضحي بالشعوب ويغطي الجرائم التي ترتكب بحقها وما نموذج انقلاب مصر وبراميل ديناميت النظام السوري عنا ببعيد"، معتبرا أن "التعامل معها ينبغي أن يكون انطلاقا من أربعة قواعد أساسية:القاعدة الأولى: أن الإنتماء للاسلام لا يكون بالأهواء والأمزجة وإنما بما شرعه الله من عقيدة سليمة وعبادة صحيحة، فلا يجوز استباحة الدم الذي جعله الله أشد من أي حرمة أخرى بما فيها حرمة الكعبة، وقد منع الرسول الكريم الاعتداء على المدنيين والنساء والأطفال، فما بال أولئك الذين ألبس على عقولهم فدفعوا لتفجير أنفسهم بين المدنيين، فالمسلم يواجه إذا اضطر في ساحة المعركة فيدافع عن نفسه في وجه من يعتدي عليه ولا يقتل المدنيين من النساء والأطفال". اضاف :"لقد غرر بهؤلاء جاهل مدعي علم، أو عميل لجهاز من هنا أو من هناك ليسخر نتيجة أعمالهم لتقوية موقفه أو تجميل صورته، والتجارب تؤكد أن الإرهاب صنيعة المناخ الأمني، وأن المقاربة الفكرية وإزالة الأسباب واحترام الحقوق وإشاعة أجواء الحرية هي العلاج لتلك التشوهات". وتابع الحوت :"القاعدة الثانية: أن دماء الناس وأموالهم وأعراضهم حرام فلا يجوز الإعتداء عليها أو مساعدة حاكم ظالم على ذلك، فكيف لحزب نسب نفسه لله أن يقبل أن يساهم في سفك دماء الشعب السوري، ويدعم نظاما يقتل عشرات الألوف من المعتقلين بأبشع صور التعذيب، ويزهق أرواح النساء والأطفال ببراميل الديناميت، ثم يخاطب اللبنانيين بعبارات الإتهام والتخوين، ويسعى لتجميل صورته من خلال تشويه صورة الآخرين تحت مسمى إرهاب شارك هو بصناعته من خلال مشاركته في قتال الشعب السوري. دعوتنا لهذا الحزب أن يتوقف عن الخوض في الدماء والأعراض والأموال المحرمة، وأن يلزم جماعة اللبنانيين لنتحاور حوارا صادقا بعيدا عن المناورات، فننقذ وطننا مما يغرق فيه من وحول، ونعين أمتنا على تجاوز ما يحاك لها من مؤامرات".

وقال :"القاعدة الثالثة: أن الإسلام يرفض الفوضى ويدعو الى الانتظام العام والدولة التي تقوم على العدل والحرية وكرامة الإنسان والجيش الذي يحرس الحدود، من هنا تمسكنا بمشروع الدولة وبناء مؤسساتها حتى وإن تخلى عنها الآخرون وفضل عليها الفوضى والفراغ خدمة لاستمرار وجوده واستقواءه على الآخرين.ولكننا نريدها دولة عادلة فلا نقبل أن تستمر بالكيل بمكيالين، فتتعامل بريبة مع أبنائنا إن تفاعلوا مع ثورة الشعب السوري فقاموا بدعم هذا الشعب المظلوم بما يستطيعون، فتتم الاعتقالات بالشبهة وليس بالدليل، ويتم تجاوز الحقوق القانونية في التوقيف والتحقيق والتعذيب، ثم تقوم بتغطية مشاركة فريق آخر يعلن رسميا مشاركته في القتال في سوريا الى جانب النظام القاتل فيقوم باستخدام الأرض اللبنانيين لقصف القرى السورية ويقوم بإدخال السلاح والمقاتلين، كما نريدها دولة قادرة على حماية أمن المواطن من أي سلاح داخلي أو اعتداء خارجي كما يحصل في قرى عكار وعرسال".

وختم الحوت :"القاعدة الرابعة: أننا ينبغي أن نتغلب على المحنة والفتنة بالصبر والأمل والحكمة والوحدة والعزيمة والصبر والثبات على الحق".

 

"وثيقة بكركي" فـي عيــون 8 آذار/فنيش: لا تعليق/ديب: لم تتطرق الى الدفاع عن النفس

المركزية- في ظل غياب اي تعليق لقوى 8 آذار و"التيار الوطني الحرّ" على وثيقة بكركي الوطنية التي أكدت الثوابت التي تؤمن بها الكنيسة المارونية، طارحة الهواجس التي تراود الشعب اللبناني وترسم أسس المستقبل. حاولت "المركزية" استمزاج عدد من اراء هذا الفريق حول الوثيقة إلا انها ووجهت بالصمت المطبّق من نواب "حزب الله"، في حين رفض وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية محمد فنيش "التعليق على الوثيقة مكتفيا بالقول "لن اعلق".

ديب: من جهته، أكد عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب حكمت ديب "ان بكركي مرجع للمسائل الوطنية وكلّ ما يتعلّق بالمكوّنات اللبنانية خصوصا العائلات الروحية، وبالتالي، ان الموقف التاريخي للفاتيكان عالميا ولبكركي محليا كان يتخذ لتصويب مسارات عدّة تهدف الى الحفاظ على لبنان واستمراريته ككيان ودولة واستمرار العائلات الروحية داخله". وقال "كررت بكركي مواقفها التاريخية من خلال الوثيقة الوطنية التي أطلقتها أول من أمس، إضافة الى تصويب بعض الأمور الجديدة كالمطالبة بالانتخابات الرئاسية والحفاظ على الدستور وبناء الدولة والتذكير ببعض القضايا التي لم تأخذ مجرى التنفيذ كاللامركزية وغيرها"، مؤكدا "ان العبرة تكون بتنفيذ هذه الوثيقة واحترامها".  ورأى ديب "ان هذه الوثيقة عبارة عن مجموعة من الثوابت الوطنية التي يجب احترامها من دون الغوص في التفاصيل الأمنية وكيفية الدفاع عن النفس مما يحصل اليوم على الساحة اللبنانية"، لافتا الى "ان الوثيقة لم تتطرق الى مبدأ الدفاع عن النفس الإنساني والحقوقي الذي أقرته الشرعة العالمية لحقوق الإنسان، ولذلك اي شخص يحمل السلاح للدفاع عن عائلته وقريته وبلده هو أمر مشروع". وعن المواعيد المتكررة لاطلاق الحكومة، قال "لننتظر سحب "اللوتو" المقبل، ومن العبث ان يحاول البعض التقليل من حجم الآخرين، واي محاولة لتحجيم فريق أساسي يملك تمثيلا شعبيا واسعا لا يمكن ان تأخذ طابع الشرعية"، مشيرا الى "ان اي محاولة للذهاب بسلطة تجرّ البلاد الى مشاكل جديدة لا يقرّها الدستور اللبناني، من الواجب مقاومتها وعدم إطاعتها. والإعلان العالمي لحقوق الإنسان أقرّ باحترام إرادة الشعوب". وختم ديب "من حقّ الرأي العام محاسبتنا في حال لم نأخذ اي اجراءات تحاسب هذه السلطة غير الشرعية".

 

عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب كامل الرفاعي: ليخرج سلام من تحت عباءة السنيورة ولا نهمل مذكرة بكركي بل نتأنـى في درسـها"

المركزية- كان لافتا في بيان كتلة "الوفاء للمقاومة" أمس، غياب اي تعليق على "مذكرة بكركي"، في وقت يعتبر بعض المحللين صمت "حزب الله" عن الوثيقة، دليلا على عدم رضاه عما ورد فيها.

عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب كامل الرفاعي اشار لـ"المركزية"، الى ان "غياب التعليق عليها، ليس من باب الاهمال، انما لمزيد من الدرس، كاشفا ان "لجنة تدرس الوثيقة بحذافيرها وسيكون "للوفاء للمقاومة" موقف واضح منها" لاحقا، ونحن نقدر ونحترم الصرح البطريركي، لكننا ندرس المذكرة بتأنّ وجدية، وهذا توجهنا". وعمّن يعرقل تأليف الحكومة، قال "هناك سوء تفاهم بين رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون والرئيس المكلف تمام سلام، لان الاخير لم يستشره بمبدأ المداورة واعتبرها دستورية وقانونية ولا ندري من اين أتى بذلك! وهنا بدأ الخلاف بين الرجلين، أضف الى ذلك، غياب اللقاءات المباشرة بينهما". وتابع "حزب الله حريص على التشكيل خصوصاً في هذه الفترة المتفجرة التي تستدعي ان يمسك احد بالقرار الامني، لكن الحزب حريص ايضا على التحالف مع العماد عون. في الوقت عينه، على الرئيس المكلف ان يخرج من تحت عباءة الرئيس فؤاد السنيورة ويحاور مباشرة عون، خصوصا ان بعض اوساطه تقول انه على استعداد لتقديم التنازلات، وإن لاقاه الرئيس سلام، تبصر الحكومة النور بين اليوم والثلثاء". وعما إذا لم يتم الاتفاق على المداورة منذ بداية المشاورات بين الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري والرئيس سلام؟ أوضح الرفاعي ان "بري وافق باسم الثنائي الشيعي على المداورة وليس باسم عون. وحزب الله وعون اشارا في اكثر من محطة الى ان كل طرف يفاوض عن نفسه، واليوم هناك سوء تفاهم بين سلام وعون اليوم ونضيف اليه تشبث السنيورة بالمداورة، وهذا ما يعرقل التشكيل".وعما إذا كانوا يرفضون اسماء معينة من 14 آذار لتولي حقيبة الداخلية، أجاب "كلا، نحن حريصون على ان تكون الوزارات الامنية ومنها الداخلية والدفاع، بيد رئيس الجمهورية والرئيس المكلف لانها مهمة، نحن لا نضع العصي في الدواليب امام هذه الفكرة، بل نريد هذه الوزارات ان تكون فعلا وسطية".

 

منع تجمع النازحين في مساجد النبطية خوفا من استخدام الصـلاة للتحريـض

المركزية- علمت "المركزية" ان بلدية الكفور - النبطية، اصدرت قرارا منعت بموجبه النازحين السوريين من التجمع يوم الجمعة، اثناء الصلاة في احد مساجدها، خوفا من استغلال هذا التجمع لاغراض تحريضية، حفاظا على الطابع الخاص في البلدة التي يقطنها مسيحيون ومسلمون سنة وشيعة من جهة، وبهدف صون العيش المشترك في البلدة ومنع اي غريب من التدخل في شؤونها واستغلال المراكز الدينية لغير اغراضها. وأوضح مصدر في البلدية ان منع تجمع النازحين في المسجد سيكون كل يوم جمعة من الاسبوع، مشيرا الى ان النازحين السوريين وفدوا الى البلدة "فاستقبلناهم في بيوتنا، احساسا منا بمعاناتهم". وهذا النزوح ما زال متواصلا، لكن اشكالات عدة وقعت في ما بين النازحين انفسهم على خلفية ما يجري في سوريا بين من يؤيد النظام ومن يعارضه. كما ان اشكالات عديدة وقعت بين ابناء البلدة والنازحين للسبب نفسه، الى ان وصلت الخلافات الى الجامع يوم الجمعة وخلال الصلاة، ما دفع البلدية الى اتخاذ القرار مع استمراية ايواء النازحين في منازل البلدة وتقديم كل أشكال الدعم لهم بما فيها حملات توعية وفحوصات دورية لاطفالهم ولنسائهم وتقديم الادوية لهم. مصدر امني لـ"المركزية"، الى ان "العديد من البلديات في مناطق النبطية واقليم التفاح والزهراني كانت اصدرت قرارات منعت بموجبها النازحين من التجول ليلا من الثامنة مساء حتى السادسة صباحا، بعد تفاقم المشاكل في ما بين النازحين على خلفيات سياسية، وبعد ارتفاع معدل السرقات التي شهدتها هذه المناطق".

 

من يحمي المواطن من إجراءات الحماية؟

المركزية- تحول التدابير الامنية المتخذة، خصوصا في بيروت الادارية، دون العيش الطبيعي للمواطن والتصريف العادي واليومي لاعماله واموره، الامر الذي يذكر بالايام الغابرة عندما كانت الاحزاب تقدم ومن دون سابق انذار على اقفال الشوارع والطرقات بوجه المواطنين وتجبرهم على سلوك مسرب او طريق بالكاد يكون مفتوحا وسالكا. وضع الطرقات اليوم ، خصوصا تلك التي تقوم على جوانبها مراكز امنية شرعية او حزبية او مؤسسات عامة او اعلامية تعتبر نفسها مستهدفة امنيا شبيه الى حد بعيد بالامس، والمعاناة التي كان يعيشها المواطن امام ما كان يسمى بوابات العبور باتت يومية ومعممة في كل الاحياء في العاصمة والمحيط والطرقات المؤدية اليها، حتى في بعض المناطق التي لم تشهد تفجيرات الا انها تضم مراكز او مؤسسات لبعض القوى ممن يعتبر نفسه مستهدفا من زاوية الحلف او التأييد السياسي لـ"المستهدفين"، حتى ان المواطن الذي يئن تحت وطأة الضغوطات من شتى الانواع السياسية والامنية والاجتماعية بات مضطرا للتعرض الى ضغط اجراءات الحماية فمن يحميه؟

 

القطاع المصرفي بين سندان تمويل العجـز ومطرقة استحقاقات دين من دون إصلاحات

المركزية- تشهد الساحة المصرفية مناقشات مكثفة كان آخرها خلال اجتماع عُقد بين حاكمية مصرف لبنان وجمعية المصارف، تركزت على الإختيار بين الاستمرار في تمويل عجز الموازنة العامة وتأمين احتياجات الدولة في ظل الاوضاع الامنية والسياسية المتأزمة، أو التريّث في ذلك، لمعرفة مدى تأثير ذلك على الاوضاع العامة في البلد، خصوصاً أن رئيس جمعية المصارف الدكتور فرنسوا باسيل سبق أن أعلن اكثر من مرة عدم رغبة القطاع المصرفي اللبناني في الاكتتاب بسندات خزينة جديدة، والابقاء على تجديد سندات الخزينة القديمة، مشترطاً قيام الدولة بالإصلاحات اللازمة وخصوصاً قيام الدولة القادرة والمتمكنة من تطبيق الإصلاحات الموعودة.

وتوقعت مصادر مواكبة لـ"المركزية"، أن يواجه القطاع المصرفي اللبناني استحقاقات في شهر نيسان المقبل تبلغ خلال العام 2014 أكثر من 7 مليارات دولار أميركي، وهو سيقوم بتجديدها تلقائياً، "لكن مع صدور أكثر من تحذير، يطالب الدولة بالإسراع في تشكيل حكومة جديدة وتطبيق الإصلاحات لتتمكن المصارف من القيام بواجباتها تجاه مختلف القطاعات الاقتصادية بما فيها القطاع العام". ويبقى السؤال "كيف ستتمكن الدولة من تغطية العجز المقدّر في العام الماضي بأكثر من 5 آلاف مليار ليرة، في ظل رفض القطاع المصرفي المشاركة في اي تغطية لعجز جديد؟". وليس بعيداً، أظهرت إحصاءات جمعية المصارف ارتفاعاً في حجم الدين العام بنسبة 1,30 في المئة خلال تشرين الثاني الماضي الى 95,349 مليار ليرة (63,25 مليار دولار) من 94,129 مليار ليرة (62,44 مليار دولار) في تشرين الاول، ولا يزال القطاع المصرفي اللبناني مصدر التمويل الرئيسي للقطاع العام بحيث شكلت حصته 53,3 في المئة من اجمالي الدين المعنون بالليرة اللبنانية يتبعه مصرف لبنان (30,1 في المئة) والقطاع غير المصرفي (16,6 في المئة). أما لجهة توزيع الدين العام المعنون بالعملات الاجنبية، فتركزت غالبيته في خانة سندات الخزينة التابعة للحكومة اللبنانية بالعملات الاجنبية (يورو بوند) (90,5 %) تلتها التسهيلات الممنوحة بواسطة الاتفاقات المتعددة الاطراف (4,6%) والاتفاقات الثنائية (3,9%) والقروض الممنوحة خلال مؤتمر باريس2 (0,5%). والجدير ذكره، أن استحقاق سندات دين الحكومة اللبنانية المعنونة بالليرة اللبنانية ارتفعت مدتها إلى 3,56 أعوام خلال تشرين الثاني 2013، مع تسجيل معدل وسطي للفائدة بلغت نسبته 6,87% مقارنة بمدة استحقاق بلغت 3,39 أعوام ومعدل وسطي للفائدة 6,81% في نهاية تشرين الاول 2013. أما لجهة الديون المعنونة بالعملات الاجنبية فتراجع متوسط تاريخ استحقاقها الى 5,66 أعوام مع نهاية تشرين الثاني 2013 في مقابل 5,74 في تشرين الاول، علماً أن متوسط الفائدة استقر على 6,49 في المئة.

 

حزب "الوطنيين الأحرار: حكومة بمن حضر أفضل من غيابها

المستقبل/حمّل حزب "الوطنيين الأحرار" فريق 8 آذار "مسؤولية ما آلت اليه الاوضاع نتيجة مناوراته التي كانت تقفل الابواب أمام جهود رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام"، مؤكداً أن "حكومة قائمة بمن حضر تبقى أفضل من غياب الحكومة، وان التركيز منذ اليوم يجب ان ينصب على رفع العقبات من امام الاستحقاق الرئاسي درءاً للفراغ، على ان يلي ذلك تشكيل حكومة العهد الاولى ومهمتها الاولى إجراء الانتخابات النيابية على أساس قانون انتخاب عادل يضمن صحة التمثيل لكل مقومات المجتمع اللبناني". وأشار في بيان امس بعد الاجتماع الاسبوعي لمجلسه الأعلى برئاسة النائب دوري شمعون، الى أن "فريق 14 آذار قدم تنازلات كثيرة من اجل الوصول الى حكومة سياسية جامعة بعدما كان خياره حكومة حيادية من خارج الفريقين، يكون في صلب مهامها التحضير "لانتخاب رئيس جديد للجمهورية والعمل لرفع التحديات ومواجهة الأخطار"، مذكراً "بشروط فريق 14 آذار، وفي مقدمها التزام إعلان بعبدا وتطبيق المداورة في توزيع الحقائب الوزارية". ورأى أن مذكرة بكركي الوطنية قاربت الهواجس بدءاً من تداعيات الوضع الراهن، مروراً بخطر عدم قيام دولة عادلة وقادرة ومنتجة، وصولاً الى الأمن الذاتي الذي يسمح للقوي بفرض خياراته على الآخرين ويدخل الوطن في دوامة صراع المحاور، لتخلص إلى إبراز أهمية حياد لبنان الإيجابي كأنجع الطرق للحفاظ على التعددية". لافتاً الى أنها "حددت الاولويات من استكمال بناء سلطة الدولة بحصرية السلاح في يد الجيش والقوى الامنية الشرعية الأخرى، الى وضع قانون انتخاب جديد وإقرار اللامركزية الإدارية الموسّعة وتطبيقها، واستكمال تطبيق اتفاق الطائف والتزام القرارات الدولية الى ما عدا ذلك من ثوابت معروفة. وعن الطائرة من دون طيار "المجهولة ـ المعلومة" وتحليقها مرات عدة فوق معراب، دان "هذه الممارسات التي تسعى في حدها الادنى الى الترهيب وفي حدها الاقصى الى القيام بأعمال إجرامية وإرهابية، خصوصاً ان الدكتور سمير جعجع سبق أن استُهدف بمحاولة اغتيال بوسائل تقنية عالية ما يدل على هوية المرتكبين".

 

قهوجي: ماضون في منع الامن الذاتي وملاحقة الخلايا الارهابية و لبنان يعيش مرحلة حرجة من تاريخــه"

المركزية- حدد قائد الجيش العماد جان قهوجي موقع المؤسسة العسكرية ودورها في المرحلة المقبلة، حيث أكد ان "لبنان يعيش مرحلة حرجة من تاريخه، فنحن لا نزال من دون حكومة، والمخاوف تكبر على الاستحقاق الرئاسي، وفي ظلّ التحديات الأمنية يبقى الجيش صمام أمان الوطن. فمهما كانت عناوين المرحلة المقبلة سيبقى على قدر الآمال المعلّقة عليه محلياً ودولياً، متحمّلاً مسؤوليته في الدفاع عن المؤسسات وعن البلد". وأضاف "الجيش يستمد قوته من شرعيته، وهو لن يتخلى عن حقه في فرض الاستقرار، وفي منع الأمن الذاتي. ونحن نؤكّد أن قرارنا حازم في منع الفتنة في لبنان، ولن ندع أي منطقة تحت رحمة التفلّت، لن نترك طرابلس، كما لن نترك أي منطقة أخرى"، مشيرا الى ان "الجيش يرفع درجة جهوزيته ويكثّف إجراءاته من أجل ملاحقة هذه الخلايا الارهابية وتضييق الخناق على كلّ مجموعة مشتبه فيها". موقف قهوجي جاء خلال سلسلة لقاءات موسّعة عقدها مع ضباط الجيش اللبناني جريا عادته في مطلع كلّ عام. لكن قائد الجيش حرص هذه السنة على أن تشمل اللقاءات، جميع الضباط من الرتب كافة، بعدما كانت تقتصر على كبار الضباط وقادة الوحدات، حيث هنّأ قهوجي أولاً الضباط على جهودهم وأدائهم في الأشهر الماضية، لفرض الأمن وضبط بؤر التوتر ومكافحة الإرهاب، وتطبيق القرار الدولي رقم 1701 بالتعاون مع القوات الدولية العاملة في الجنوب، متحدثاً عن استمرار تهديدات العدو الإسرائيلي ضدّ لبنان. كما عرض الإنجازات التي حققها الجيش وتحدث عن التحديات التي يقبل عليها لبنان والجيش، واصفاً وضع الجيش بأنه ممتاز.

وعدّد قهوجي في هذا الإطار النقاط الآتية "المهمّة الأساسية التي اضطلع بها الجيش في الأشهر الأخيرة، هي مكافحة الإرهاب، وتفكيك الخلايا الإرهابية وتسليم المتورطين إلى القضاء المختص". وأضاف "الجيش لا يقاتل أحداً بسبب أفكاره إنما بسبب الاعتداءات التي يرتكبها ضد المواطنين والعسكريين. وما يشهده لبنان من عمليات إرهابية وانتحارية يرفضه جميع اللبنانيين، فهذه العمليات طارئة على بيئتنا اللبنانية. وبقدر ما هي مهمّة صعبة بقدر ما نحن مصممون على عدم التهاون، والجيش يرفع درجة جهوزيته ويكثّف إجراءاته من أجل ملاحقة هذه الخلايا وتضييق الخناق على كلّ مجموعة مشتبه بها".

ورأى ان "الظروف الإقليمية والدولية الراهنة توجب علينا الحذر والمسؤولية، وأن تكونوا على قدر الآمال المعلقة عليكم. وليس بالأمر البسيط أن كلّ الدول المعنية تؤكّد دعمها استقرار لبنان والجيش اللبناني، وتولي أهمية قصوى لعقد المؤتمرات الدولية كما تفعل إيطاليا، أو تقدم الهبات له كما تفعل الولايات المتحدة الأميركية، إلى جانب السعودية التي قدمت مساعدة كبيرة غير مشروطة بالتعاون مع فرنسا التي تعدّ أيضاً مؤتمراً حول لبنان للبحث في عدد من المجالات ومنها دعم الجيش ومعالجة وضع النازحين السوريين. والمفارقة أن في وقت تتحامل فيه بعض القوى على الجيش، يبرز الاهتمام الدولي والعربي به والرغبة في تعزيز قدراته، وذلك هو فعل إيمان بدور المؤسسة العسكرية". وتابع قهوجي "لبنان يعيش مرحلة حرجة من تاريخه، فنحن لا نزال من دون حكومة، والمخاوف تكبر على الاستحقاق الرئاسي، وفي ظلّ التحديات الأمنية يبقى الجيش صمام أمان الوطن. فمهما كانت عناوين المرحلة المقبلة سيبقى على قدر الآمال المعلّقة عليه محلياً ودولياً، متحمّلاً مسؤوليته في الدفاع عن المؤسسات وعن البلد. فالجيش يستمد قوته من شرعيته، وهو لن يتخلى عن حقه في فرض الاستقرار، وفي منع الأمن الذاتي. ونحن نؤكّد أن قرارنا حازم في منع الفتنة في لبنان، ولن ندع أي منطقة تحت رحمة التفلّت، لن نترك طرابلس، كما لن نترك أي منطقة أخرى".

واشار الى "ان دعم المجتمع الدولي للجيش ودوره الكبير في الاستحقاقات المقبلة، يرتّب عليه مسؤولية كبيرة. إن عملكم العسكري والأمني يُشهد له في المحافل الدولية كلّها. وإزاء ذلك، يفترض بكم تنشيط أدائكم عبر الدورات وتعزيز قدراتكم الفكرية والثقافية والأمنية والسياسية. والمطلوب رفع مستوى الأداء العسكري والمهني للضباط، وهذا يتضمن تكثيفاً للعمل وتعزيزاً للقدرات التي تتمتعون بها. إن الثقافة السياسية المحلية والدولية المطلوبة للضباط، لا تعني الارتباط السياسي بأي من الفئات والأحزاب اللبنانية". وأضاف "ممنوع الاستزلام لأي كان والتعاطي بالسياسة، وممنوع على أي كان أن يتطاول على الجيش وأن ينسج علاقة مع الضباط لمصلحة أي فئة سياسية أو حزبية، فمرجعيتكم هي قيادة الجيش وولاؤكم للجيش فحسب، والمطلوب أيضاً مزيد من الشفافية وتعزيز سياسة مكافحة الفساد".

 

يوسف سعد الله الخوري عمود من القضاء هوى

المركزية- غيب الموت، صباح اليوم، القاضي الدكتور يوسف سعدالله الخوري رئيس مجلس شورى الدولة السابق والأستاذ المحاضر في جامعة الحكمة وحامل وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور) عن 81 عاما .

ونعاه رئيس جامعة الحكمة الخورأسقف كميل مبارك الذي قال فيه :"برحيل القاضي الدكتور يوسف سعدالله الخوري يفقد لبنان واحدا من أنزه رجالات القانون فيه، كما خسر رجلا من أخلص الرجال الذين زينوا عالم المعرفة في لبنان. محامون كثر خرجتهم جامعة الحكمة منذ المعهد العالي للحقوق وهم من تلامذته وتعلموا في كتبه حب الوطن والحق والعدالة. يحتفل بالصلاة لراحة نفسه في الثانية عشرة من ظهر الاثنين المقبل 10 الجاري، في كاتدرائية مار جرجس المارونية - وسط بيروت. تقبل التعازي يومي غد وبعد غد 8 و9 الجاري، في صالون الكاتدرائية من الحادية عشرة من قبل الظهر وحتى السادسة مساء. والإثنين قبل الصلاة بدءا من العاشرة قبل الظهر.

ونعى التيار الوطني الحر القاضي الخوري رجل القانون وأحد رموز التيار الوطني الحر ودعا المحازبين والأصدقاء الى المشاركة في الصلاة لراحة نفسه بعد ظهر الاثنين المقبل في كنيسة مار جرجس المارونية في وسط بيروت. "المركزية" التي المها غياب قاض كبير من طرازات الرجال الكبار المشهود له بالكفاية والكف النظيف قضى غالبية عمره في خدمة الحقل العام اللبناني تتقدم من عائلته واصدقائه ومحبيه بأحر التعازي راجية ان يكون سكناه في دنياه الآخرة كما كان في الحياة الارضية في مقدم الابرار والصديقين.

 

رعد في تكريم اساتذة جامعيين: التذاكي في تشكيل الحكومة لإخراج مكون أساسي قد يطيح بها

وطنية - كرمت التعبئة التربوية في "حزب الله" عددا من الأساتذة الجامعيين "تقديرا لجهودهم وعطاءاتهم في خدمة المقاومة والعلم والوطن"، بعشاء في مطعم "الساحة" - طريق المطار، برعاية رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، في حضور وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال حسين الحاج حسن، النائبين علي فياض وبلال فرحات، رئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين، ممثل لسفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان، رئيس بلدية الغبيري محمد سعيد الخنسا وعدد من الأساتذة في الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة.

زيعور

بداية، ألقى مسؤول هيئة التعليم العالي في التعبئة التربوية عبد الله زيعور كلمة قال فيها: "ان الإحتفال يشكل مناسبة أرادتها هيئة التعليم العالي في حزب الله لتكريم عمداء تسلموا زمام المسؤولية، وعمداء أدوا ما عليهم وقاموا بواجباتهم خير قيام، ونكرم بها العلماء العاملين على المواءمة بين الجامعة والحوزة، والأساتذة الجامعيين آباء شهداء المقاومة الإسلامية، وكلهم من أهل الهمة والعمل والتاريخ الجهادي مع التعبئة التربوية ومع هيئة التعليم العالي".

ونوه بخطوة رئيس الجامعة اللبنانية تكليف عمداء للجامعة، معتبرا أنه "تحمل المسؤولية بشجاعة في إصدار قرارات كسرت احتكار طوائف ومذاهب لكليات في الجامعة".

رعد

من جهته، أكد رعد موقف "حزب الله الداعي إلى تشكيل حكومة جامعة تشارك فيها كافة المكونات الوطنية كي تستطيع أن تتصدى لكل المشاكل السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية". وقال: "ان التشاطر والتذاكي أثناء عملية التشكيل من أجل إخراج مكون أساسي قد يطيح بما يراد من هذه الحكومة الجامعة. كما ان حذف المقاومة من قاموس التداول في لبنان يعني أن هناك من يريد أن يطرح كل البنود الميثاقية على الطاولة للنقاش لأن هذا الأمر لا يحصل استنسابا". أضاف: "من يتوهم ان الهجمة الإرهابية التي يشهدها لبنان تستهدف فئة أو طائفة أو حزبا أو جهة فهو مخطىء، لأنها الوجه الآخر للهجمة الإسرائيلية المدعومة دوليا والتي تريد الإطاحة بموقع لبنان المقاوم وصيغته الفريدة والمميزة. ان المقاومة معنية بالتصدي لهذه الهجمة الإرهابية التكفيرية ضمن مشاركة كل المكونات اللبنانية على أساس ان تضع الدولة خطة شاملة ورادعة للتخلص من هذه الأزمة".

السيد حسين

أما السيد حسين فأكد أنه "كسياسي وأكاديمي، لا يقبل أن يساوم على المقاومة، لأنها "انتماء عقائدي وعمل استراتيجي وليست ردة فعل، بل فعل ضد عدو محتل"، مستغربا "من الذين يتحدثون عن السيادة، عدم اشارتهم للانتهاكات الإسرائيلية للبنان"، داعيا الى "اعتماد توجه واضح داخل الجامعة اللبنانية لتثبيت قضية المقاومة من الناحية السياسية والإستراتيجية". وحول شؤون الجامعة اللبنانية، اشار الى وجود "ثلاث تحديات أمامها اليوم، الأول، عدم تفريغ الأساتذة"، مستغربا "الهجوم على الجامعة اللبنانية بعد تطبيق قانون التفرغ والذي يعد انجازا كبيرا"، متسائلا: "لماذا سحب مشروع التفرغ مع وجود حاجة ملحة لأساتذة، في ظل تراجع عدد المتفرغين أمام أعداد المتعاقدين. فالجامعة اليوم، تضم 4000 متعاقد مقابل 1300 متفرغ، والجامعة لا تستطيع تحمل كلفة تفريغ جميع المتعاقدين وهي تفرغ حاجتها فقط". وتطرق إلى "طريقة تعاطي رئيس الجمهورية والحكومة الرئيس نجيب ميقاتي بشكل سلبي تجاه الملف، مع كل المعطيات التي قدمت عن وضع الجامعة والأعداد الحالية، خاصة بعد خسارة 800 استاذ منذ العام2008". اضاف: "التحدي الثاني، هو الأبنية الجامعية"، متسائلا عن "اسباب عدم قيام رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزراء ونواب الشمال الضغط لإكمال مشروع المبنى الجامعي في طرابلس، في الوقت الذي يترافق ذلك مع زيادة منح الترخيص للجامعات الخاصة. اما التحدي الثالث، منع الجامعة من التوظيف منذ حوالي 15عاما، فهل يعقل أن تستمر الجامعة دون توظيف في ظل تراجع الجامعة إداريا بوجود الأعداد الحالية والتي لا تلبي الحاجة المطلوبة". وختم سائلا: "هل يوجد بديل عن الجامعة اللبنانية؟ ومن يستطيع تجاوز كليات الجامعة اللبنانية، خصوصا الطب وطب الأسنان والهندسة؟". وفي الختام، وزعت دروع تكريمية خاصة باسم التعبئة على المكرمين وهم: الشيخ الدكتور أكرم بركات، العميد الدكتور تيسير حمية، العميد الدكتور رفيق يونس، العميد الدكتور طلال عتريسي، الشيخ الدكتور محمد شقير والدكتور هاني شرارة.

 

نعيم قاسم: لولا تدخّلنا في سوريا لكانت الحرب على حدود البقاع

النهار/أكد نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في مجلس عزاء ان "التكفيريين هم مشروع تدميري وإجرامي انطلق من سوريا وشاركت فيه ثلاث جهات: أميركا وإسرائيل والتكفيريون، الذين ارادوا ان يٌسقطوا سوريا ليُسقطوا بعد ذلك دول المنطقة واحدة بعد الأخرى بهدف تدمير المقاومة ولبنان وكل المحيط. وقال: "نحن في حزب الله تدخلنا في سوريا، وتدخلنا ساهم في إسقاط مشروعهم، وجاهرنا بتدخلنا لمواجهة ضرب الجبهة الخلفية المساندة للمقاومة، لأننا نعلم أن ضرب سوريا هو ضرب لمشروع المقاومة، وجاهر المستكبرون أيضاً بأنهم يستهدفون المقاومة في أدبياتهم وأحاديثهم، وانهم يمولون التكفيريين ويقدمون السلاح من اجل القضاء على المقاومة. نحن نعتبر ان عملنا دفاعي مشروع مع جارنا السوري. ولو لم نتدخل في سوريا لكان الخطر علينا على امتداد الحدود البقاعية مع سوريا". واضاف: "قلنا من اليوم الاول ان الحل في سوريا سياسي، والآن سلكوه بعد الهزائم المتتالية التي اصيبوا بها، اي انهم سلكوا الحل السياسي غصبا عنهم بسبب النجاحات التي حققها مشروع المقاومة الذي يستهدف تحرير الارض والانسان من الصهاينة اولا ومن ذل المشاريع الاستكبارية، ونحن مستمرون في هذا المشروع بكل عزيمة وتضحية، ولن يوقفنا شيء، وانتظروا انجازات اضافية".

 

الموسوي: الثورة الاسلامية في ايران طليعة الداعمين للمقاومة في لبنان وفلسطين

وطنية - رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي خلال ندوة اقيمت بمخيم البص في صور بدعوة من منظمة التحرير الفلسطينية في ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في ايران "أن العلاقة الفلسطينية بالثورة الايرانية لم تكن حديثة العهد، فالفلسطينيون يعلمون ان الامام أفتى بجواز دفع الحقوق الشرعية للفدائيين، وقواعد الثورة الفلسطينية لا سيما في لبنان، اتسعت للمجاهدين الراغبين في الاطاحة بنظام الشاه، ومقاتلة اسرائيل".

وأعتبر أن "العلاقة عرفت دفئا وفتورا وبرودة، ونحن الان معنيون في المساهمة برسم آفاق للمستقبل، في لحظة سياسية شديدة المخاطر والتعقيد، سواء ما يتعرض له المشروع الوطني الفلسطيني من خلال الاستيطان والقتل وتهديدا يطال الرئيس ابو مازن. وهنا تأتي زيارة الموفد الرئاسي إلى طهران، وما تحمله من دلالات، لتجدد الأمل بعلاقات سوية، من بوابة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".

واكد الموسوي أن "العلاقة بين الثورة الاسلامية في ايران والثورة الفلسطينية لم تكن وليدة أو حديثة العهد أو التقاء مصالح. فالعلاقة استراتيجية مبنية على ان خسارة الولايات المتحدة الامريكية لأهم قاعدة لها في الشرق الاوسط هو بالتأكيد سيخدم القضية الفلسطينية". وأضاف أن "طليعة الداعمين للمقاومة في لبنان وفلسطين هي الثورة الاسلامية في ايران. فالثورة في ايران الهمت الشعب الفلسطيني وأمدته بالدفع حيوي لمزيد من العمل المقاوم الذي لم يتوقف عنه وكان على شكل مواجهة جديدة مباشرة على ارض فلسطين عبر الانتفاضة المباركة الاولى والثانية". واعتبر النائب الموسوي أن "أكبر التحديات التي تواجه المقاومة في لبنان وفلسطين هي الفكر والارهاب التكفيريان، لأنه ينقل الحرب إلى الزواريب الداخلية بحيث نتحول إلى احتراب داخلي بدل من المواجهة مع العدو الاسرائيلي"، مؤكدا أن "الوقوف في وجه هذا الخطر هو مسؤولية لبنانية فلسطينية مشتركة. ويجب ان نعمل معا من موقع التعاون الوثيق لمواجهته". وختم الموسوي "نحن اليوم في أخطر لحظة تواجهها القضية الفلسطينية، ففي ظل الوضع العربي القائم من انقسام داخلي، تتوجه آلة الضعظ الامريكي باتجاه الشعب الفلسطيني بقيادته وفصائله لحمله على تنفيذ أمور ليست في صالحه. ونحن في حزب الله نقول أننا إلى جانبكم في وجه كل الضغوط التي تواجهونها".

ابو العردات

من جهته اشار أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في لبنان فتحي ابو العردات إلى انه كان " لانتصار الثورة الاسلامية في ايران اثر كبير في نفوس ابناء الشعب الفلسطيني. وكان للرئيس الشهيد ياسر عرفات والشهيد خليل الوزير والثورة الفلسطينية وحركة فتح على وجه الخصوص دور اساسي في دعم الثورة في ايران وفي احتضان وتدريب المجاهدين الايرانيين في معسكرات حركة فتح في لبنان وسوريا".

واكد ابو العردات في ختام كلمته على أن "الفلسطينيين في لبنان لن يكونوا خنجرا في ظهر المقاومة، ونحن نعمل مع كل القوى السياسية اللبنانية والدولة واجهزتها، لنكون يدا واحدة في مواجهة أي خطر يهدد لبنان وشعبه".

 

ميقاتي: على رئيس الجمهورية العتيد تحقيق انصهار مسيحي اسلامي نحن مع المناصفة الحقيقية لبناء وطن ومصلحة لبنان في توحدنا

وطنية -شدد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في مقابلة مع برنامج "الجمهورية 2014"عبر "قناة الميادين" على "أن يكون هناك رئيس وفاقي، يقارب الناس في ما بينها ويمتلك رؤية للبنان"، وذكر بأن "هناك رموزا لبنانية مرت على الرئاسة، لم تكن توافقية، لكن كانت تمتلك رؤية" ورأى "اننا نحتاج إلى رؤية وتاريخ سياسي للرئيس المقبل، ويجب أن يكون مقبولا في الوسط المسيحي ومقبولا من كل الطوائف، وعليه أن يتمكن من تحقيق انصهار مسيحي اسلامي في لبنان، علينا الخروج من لغة الطوائف والوصول إلى رئيس قوي". واعتبر "ان هذا الرئيس موجود وأنا أضع مواصفات، وعلى رئيس الجمهورية العتيد ان يمتلك مشروعا يواكب العصر، ويشكل نوعا من المراقبة الحقيقية للمؤسسات التي يرأسها، وأتمنى أن يكون هناك فؤاد شهاب جديد، ومن الأسماء الحاضرة اليوم"، لافتا الى "ان الطائفة المارونية تمتلك الكثير من الأشخاص المناسبين في يومنا الحالي".

واشار الى "ان الاساس هو اتفاق الطائف، الاتفاق بتنفيذه ذهب إلى تركيبات طائفية، في وقت الاتفاق يمهد للخروج من الطائفية"، مضيفا " لا يمكن بشكل فوري إحداث هذا الإنتقال، أنا مع تنفيذ اتفاق الطائف، فهو يمتلك مشروعا يشرف ويؤمن مشاريع إنمائية لكل لبنان، وخصوصا للمناطق النائية، والبيئة المناسبة لنمو التطرف هي الفقر وانعدام المعرفة والتعليم، يجب صياغة خطة للنهوض بالمناطق النائية".

وسأل "هل نريد إمارات طائفية مسلحة أم وطنا نهائيا سيدا حرا مستقلا اسمه لبنان"؟، موضحا "المادة 95 من الدستور أصبحت تشكل مخاوف عند البعض، في وقت إذا تم تسليم لبنان إلى حكماء لإجراء تعديلات قانونية وفق الدستور يمكن أن يقوموا بإلغاء الطائفية، لبنان اول بلد اعتنق الديمقراطية في الشرق الأوسط، ولا يجب أن يظن أحد أنه بمعارضته الطائفية يحمي طائفته وذاته، إنه يضع حبل المشنقة حول رقبته ورقبة طائفته، ونحن إن لم نفكر أن لبنان وطن نهائي لكل اللبنانيين، يؤمن الحرية الحقيقية، ونظاما قائما على قانون انتخابات على أساس دوائر موسعة ونسبية، ولا احد يجب أن يلغي أحدا ويجب تمثيل الجميع في مجلس النواب".

وفي رد على سؤال حول الزواج المدني الاختياري قال:" بصفتي رئيس وزارة أمثل الطائفة السنية، وهذه الطائفة ترفض بعلمائها ومشايخها قانون الزواج المدني الاختياري، ويجب أن نبدأ إلغاء الطائفية بسلة كاملة، والزواج المدني لا يختلف عن الزواج الإسلامي، ونحن في مجال الزواج نحتاج إلى شاهدين، وهذه الفكرة لا أقبل بأن تكون جزئية في الوقت الحالي، وكل الطوائف ترفض هذا الموضوع، ولا أقبل الحديث عن المسائل بالمفرق، وبشكل مجتزأ بل يجب أن تصاغ لكل الوطن". وعن عناوين الاصلاحات المطلوبة قال :"مبدأ النسبية والدوائر أمر يبحث به، الموضوع الثاني خطة إنمائية كاملة لكل لبنان، الموضوع الثالث قانون جديد للادارة العامة، نحن نحكم وفق قانون انشئ عام 1959 وفق مرسوم اشتراعي، واليوم يجب صوغ قوانين تضرب الفساد، وهذا الموضوع أساسي، لسوء الحظ في المواضيع الثلاثة نحن نسير عكس السير".

واوضح "المشكلة هي مسألة الثقة، وهناك معارك وهمية تخوضها الطوائف، وتحاول أن تدافع عن نفسها ومصالحها، والبعض يرفض إعطاء بعض الأشخاص حقائب معينة بسبب طوائفهم. وهذا تشكيك بالطوائف وولائها الوطني، هذا بالإضافة إلى مشاكل الخارج التي تنعكس على لبنان". وعن رأيه في فصل النيابة عن الوزارة قال:"نعم ولكن ليس رئيس الوزراء، لأن رئيس الوزراء يجب أن يمتلك قدرة تمثيلية حتى يقود البلاد، لكني أفضل أن يكون هناك فصل بين الوزارة والنيابة، بناء على التجربة، أنا مع الفصل كي يمارس الوزير دوره لكل لبنان، بينما النائب يهتم بأمور منطقته أكثر".

وقال في موضوع النازحين السوريين:"نأى لبنان بنفسه عن الوضع السوري لكن الوضع السوري لم ينأى بنفسه عن لبنان، وبالشأن الإنساني لا يستطيع لبنان أن ينأى بنفسه، ومن واجبنا أن نتحمل مسؤولية الشعب السوري الشقيق، أما لماذا لم ننشئ مخيمات، بسبب رفض داخل الحكومة نتيجة التجربة الفلسطينية، وإذا انتشروا داخل المجتمع اللبناني عند انتهاء الأزمة سيعودون، فهم يدفعون الإيجارات واجتماعهم في مكان واحد قد يشكل خطرا أمنيا. في المؤتمرات الدولية أقول أن سوريا واسعة جدا، لماذا لا ينتقل النازحون إلى مناطق آمنة في الداخل السوري، وهناك ترعى المنظمات الدولية رعايتهم وناقشت الموضوع مع الحكومة السورية".

وعن الحل في طرابلس قال: "موضوع جبل محسن وباب التبانة يعود إلى عشرات السنين في السابق، وهناك مجازر ولم تتحقق اللحمة، ولكن هناك خيوط لإنفجارات جرت في طرابلس أودت بحياة 50 قتيلاً في مسجدين، وهذه الخيوط مرتبطة بمنطقة في طرابلس، العمل يحتاج إلى مصالحة ضخمة وقبل المصالحة يجب التوصل إلى كامل الحقائق، ولا نستطيع أن نقول لأهالي الشهداء أننا نريد تجاوز هذه المرحلة الصعبة على دماء أبنائهم. وكل ما يحصل في سوريا ينعكس على طرابلس، والآن طرابلس تريد أن تنتهي من المسائل، ونحن لا نريد أن نصنف الطائفة العلوية الكريمة كمشكلة في طرابلس، ولكن بعض القوى الموجودة في طرابلس تسبب مشاكل. وهناك بعض الشباب العلويين عندما نستمع إليهم نفاجأ بعمق طرحهم. إذا عدنا إلى البيان الذي صدر بعد الإنفجارين، الوعي عند كل العلماء قالوا إنهم لا يريدون أمنا ذاتيا وطالبوا بأمن الدولة، وهذا الخيار مستمر، ونحن نريد من الأجهزة الأمنية أن تأخذ خياراتها كاملة". وعن سبب استقالته قال:"السبب الحقيقي قلته في كتاب الاستقالة، قلت أنه بسبب تراكمات وعوائق، أهمها عائق تمويل المحكمة الدولية، فتم تمويلها ولم استقل، ثم اغتيال الشهيد وسام الحسن، وزرت مبنى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وخرجت أريد الاستقالة وأرسلت رسالة نصية إلى مستشاري الإعلامي لصياغة استقالتي ولكن تطورات خطيرة خلال الليل وضغوطا دولية قد نتحدث عنها في المستقبل منعتني من الاستقالة، وفي المرة الثالثة بشأن موضوع أشرف ريفي، وأنا شعرت بهذا المؤشر أن استقالتي قد تنقذ البلد. يجب أن نذكر كل ما كتب في الصحف وعلى ألسنة السياسيين، وكان همي حماية لبنان، وقلت لمجلس الوزراء كيف سأمدد لقائد الجيش ولم أمدد للولاء أشرف ريفي؟ والحمد الله لست نادما على أي شيء قمت به، لا قبولي بالحكم ولا خروجي منه. أنا دخلت في فترة انقاذية معينة واستطعت تجنيب لبنان أمورا صعبة".

ولفت ميقاتي الى "ان إعلان بعبدا وضع كل نقاط وثيقة بكركي ونحن ندعم غبطة البطريرك في هذا الموضوع، ونحن مع المناصفة الحقيقية لبناء وطن وليس المناصفة لتوزيع غنائم، لأن مصلحة لبنان في توحدنا، وموضوع الحياد هي سياسة متطورة عن النأي بالنفس، أنا مع الحياد ولبنان ليس من مصلحته إلا أن يكون واد يشرب مياه كل الجبال، لماذا نتدخل بشأن لا نتمكن من تغييره ولكنه يؤثر سلباً على نسيجنا اللبناني؟ والجيش مازال المؤسسة الوحيدة التي تجمع كافة أطياف الشعب اللبناني وإن لم نحافظ عليه ماذا يبقى لنا؟ وردا على سؤال حول موضوع المطرانين المخطوفين قال:"طرحته في قطر وتركيا، وطرحته في ميونيخ مع وزير خارجية قطر، وتعهد وزير خارجية قطر بحل أزمة الراهبات في القريب العاجل، وكل المؤشرات لا تقول أنهما تعرضا لسوء". وفي الازمة اللبنانية قال:" اليوم يوجد ضوء أخضر إيراني للأطراف لتقديم تنازلات وتحصين الوضع الداخلي، وضوء أخضر مقابل للأطراف التي تتناغم مع السعودية، ولكن هذا التفاهم ينعكس في طريقة تركيبة الحكومة، التفاهم لم يصل إلى نهاياته لبنانيا، وعلينا أن نكون يدا واحدة، وأرى أن طريقة التأليف لا تحمل أفقا".

 

دوليات

 

النظام السوري يقرر المشاركة في جولة "جنيف 2" الثانية

دمشق - فرانس برس/أعلن فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، أن الحكومة قررت المشاركة في الجولة الثانية لمحادثات "جنيف 2" المقررة يوم الاثنين القادم. ونقل التلفزيون الرسمي السوري في شريط عاجل عن المقداد قرار مشاركة وفد الحكومة في الجولة التالية لمحادثات السلام في مدينة جنيف السويسرية، لاستكمال البحث في التوصل إلى حل سياسي للأزمة. وأضاف المقداد أن الوفد الرسمي "يؤكد متابعة الجهود التي بذلها في الجولة الأولى من أعمال المؤتمر، بالتشديد على مناقشة بيان "جنيف 1" بنداً بنداً وبالتسلسل الذي ورد في هذا البيان". وينص هذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه في يونيو 2012، وفي غياب أي تمثيل لطرفي النزاع، على تشكيل حكومة من ممثلين عن النظام والمعارضة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية. كما ينص على "وقف فوري للعنف بكل أشكاله" وإدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق المعتقلين والحفاظ على مؤسسات الدولة.

وشكل البيان نقطة الخلاف الأساسية في المفاوضات بين وفد نظام الرئيس بشار الأسد والوفد المعارض في إشراف الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي، والتي اختتمت الجمعة الماضي في جنيف. وشدد الوفد الرسمي على أولوية "مكافحة الإرهاب"، في حين طالب الوفد المعارض بالبحث في "هيئة الحكم الانتقالية". وتعتبر المعارضة أن نقل الصلاحيات يعني تنحي الرئيس الأسد، وهو ما يرفض النظام التطرق إليه، مؤكداً أن مصير الرئيس يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع. واعتبر المقداد أن "إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع سوريا تحتم مناقشة وضع حد للإرهاب والعنف كما ورد في بيان جنيف، وضرورة اتفاق الجانبين السوريين على ذلك صيانة لأرواح المواطنين السوريين ووقف سفك دمائهم من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة". وكان الإبراهيمي حدد في ختام "جنيف 2"، العاشر من الشهر الجاري موعداً مبدئياً للجولة الثانية، وأكدت المعارضة مباشرة مشاركتها في الجولة المقبلة، في حين تريث الوفد الرسمي في تأكيد ذلك بانتظار مزيد من "التشاور" مع الرئيس الأسد. وتسعى هذه المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي للنزاع المستمر منذ منتصف مارس 2011، وأدى إلى مقتل أكثر من 136 ألف شخص، وتهجير ملايين السوريين داخل سوريا وإلى الدول المجاورة.

 

مستشار خامنئي: حزب الله العمق الاستراتيجي للدفاع الإيراني واذا اطيح بالاسد يتوجه الاعداء الى لبنان وإيران

أكد مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي اللواء يحيى رحيم صفوي ان العمق الاستراتيجي للدفاع الإيراني يمتد إلى البحر المتوسط وان العمق الاستراتيجي للدفاع الإيراني يمتد قرب الكيان الصهيوني، أي حزب الله، معتبرا أنّ دعم إيران لسوريا ولبنان، يكشف العمق الاستراتيجي للدفاع الإيراني. واضاف انه إذا نجح الأعداء بالاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد، حينها سيتوجهون إلى لبنان ومن ثم إلى إيران، على حد تعبيره.

 

وفد أميركا ينسحب من حفل برلمان تونس بسبب إيران

تونس - أحمد النظيف/العربية/انسحب الوفد الأميركي من جلسة المجلس الوطني التأسيسي التونسي المخصصة للاحتفال بالدستور التونسي الجديد، بعد ظهر الجمعة، احتجاجاً على كلمة رئيس الوفد الإيراني علي لاريجاني. وقالت السفارة الأميركية بتونس في بيان "لقد وقع استخدام ما كان يفترض أن يكون حفلاً لتكريم إنجازات تونس من قبل ممثل إيران كمنبر للتنديد بالولايات المتحدة". وأضاف البلاغ: "وقد غادر ممثلو الولايات المتحدة الحاضرون في المجلس التأسيسي حفل الدستور بسبب الاتهامات الباطلة والتعليقات غير اللائقة التي أدلى بها ممثل إيران تجاه الولايات المتحدة".

رئيس الوفد الإيراني علي لاريجاني

وقال لاريجاني، في كلمة له أمام نواب التأسيسي وضيوف المجلس: "الدول الكبرى لم تتركنا بعد الثورة بسلام وفرضت علينا حرباً لـ8 سنوات"، في إشارة إلى حرب الثمانينيات مع نظام صدام حسين في العراق.

وأضاف: "قاموا بخلق مغامرات ضد إيران بما في ذلك الموضوع النووي، وعرقلوا مسيرة الشعب الإيراني". ومن جانبها، نقلت وسائل إعلام محلية تونسية أن انسحاب الوفد الأميركي المشارك في الجلسة الممتازة بالمجلس التأسيسي من الجلسة، جاء احتجاجاً على كلمة لاريجاني التي تهجم فيها على إسرائيل، واصفاً إياها بالسرطان. وانطلقت في مقر المجلس الوطني التأسيسي، الجمعة، الجلسة العامة الممتازة التي عقدها المجلس للاحتفال بالمصادقة على الدستور التونسي الجديد، وذلك بحضور الرؤساء الثلاثة، وبمشاركة عدد كبير من الضيوف الأجانب، من بينهم ثمانية رؤساء دول وحكومات وصلوا العاصمة التونسية، وكان في مقدمة مستقبليهم الرئيس التونسي المؤقت محمد المنصف المرزوقي، وهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، والموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، واللبناني ميشال سليمان، والمالي إبراهيم بوبكر كاتيا، والتشادي إدريس ديبي، والسينغالي ماكي سال، والغابوني علي بنجو، والغيني ألفا كوندي.

فيما اكتفت كل من المغرب والكويت وقطر والبحرين بإرسال ممثلين عنها.

كما وصل للمشاركة في هذه التظاهرة ولي العهد الإسباني الأمير فيليب، ورئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال، وعدد من رؤساء الوفود يمثلون برلمانات الأردن ومالطا وإيطاليا وبلجيكيا وألمانيا .

 

مسؤول اسرائيلي: روسيا تزود "حزب الله" بوسائل قتالية تهدّد قدراتنا الدفاعية

المركزية- أكد مستشار الامن القومي الاسرائيلي السابق اللواء يعقوب عميدرور أن "كمية كبيرة من منظومات الصواريخ الروسية المتطورة شقت طريقها بالفعل الى لبنان، لكن الجزء الاكبر منها، لم يصل اليه"، مشيراً في حديث الى موقع "تابليت مغازين" الى ان "اسرائيل حريصة على تنفيذ وعودها واتخاذ قراراتها، وسنقوم بما يلزم لوقف نقل السلاح الى لبنان". وأوضح أن مواجهة تسلح حزب الله بسلاح نوعي روسي "لا تعني ان نتجاهل الروس او الا نجري حواراً معهم". وقال: اسرائيل دولة صغيرة في المنطقة، وهم لا يعملون ضد مصالحنا في شكل مباشر، ونحن حريصون على افهامهم بصورة مسبقة انه في حال تزويد سوريا بمنظومات اسلحة، ومن بينها ما سيُنقل الى حزب الله في لبنان، فإننا حريصون على القيام بما يلزم، فلا نريد ان نباغت الروس او نفاجئهم، لكن من المهم ان يفهموا وجهة نظرنا. واكد عميدرور أن "معظم" الوسائل القتالية الروسية النوعية لم تصل الى لبنان، مشيرا الى ان "هذا المنع لم يكن حادثاً عرضياً، اذ انها السياسة المتبعة من قبل اسرائيل، برغم ان الروس لا يوافقون عليها. الا ان الحد الادنى هو أنهم على علم مسبق بتفاصيل هذه السياسة". ولفت عميدرور الى ان موسكو "تزوّد الجهة الاكثر عداءً وخطورة تجاه الولايات المتحدة واسرائيل، خصوصا حزب الله، بوسائل قتالية وقدرات تهدّد قدرة اسرائيل على الدفاع عن نفسها، وهو ما لا يمكن ان نسمح به".

 

تحوّلات سعودية ايجابية تنسحب على الاوضاع والامال بحكومة جامعة معلقة لكنها موجودة

المركزية- اعتبرت مصادر دبلوماسية عربية في معرض قراءتها لمسار تشكيل الحكومة والولادة القيصرية التي كانت مفترضة امس، ان الامال في ولادة طبيعية لحكومة جامعة تمثل كل الاطياف والقوى السياسية والحزبية لم تسقط نهائيا بعد، وان من المؤمل كثيرا تذليل ما تبقى من عقبات لا تتعدى الاثنين او الثلاثة من امام التركيبة التي كانت موضع تداول في اليومين الماضيين.

وقالت في هذا السياق ان "تمني رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان التريث اياما قبل اصدار مراسيم التشكيلة الحكومية الجديدة لاستكمال مساعيهما التقريبية وحل ما تبقى من ُعقد حالت دون رؤية الحكومة النور، هذا التمني لم يكن ليصدر عن الجانبين (بري وجنبلاط) لو لم يكن يرتكز الى اساس او معطيات يملكانها ومن شأنها تسهيل التشكيل.

ولفتت المصادر الى تحولات في مواقف المملكة العربية السعودية من القضايا الداخلية والاقليمية من شأنها ان تدفع بها الى الامام في اتجاه الحل قبل زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما المتوقعة الى الرياض منتصف شهر اذار المقبل، ومنها بالطبع ما يتعلق بالوضع اللبناني المأزوم على اكثر من مستوى سياسي وامني واقتصادي.

والى القرار السعودي للملك عبد الله بن عبد العزيز بمعاقبة المواطنين المتدخلين في القتال والحروب على ارض الغير والممولين والمساعدين للارهاب وهو موقف متقدم حتى على المواقف الاوروبية، تلفت المصادر الى جملة مؤشرات ايجابية لا يستبعد ان تستكملها المملكة بما يدفع بالوضعية الحكومية الى الخروج من مخاضها المتعثر نحو حكومة مقبولة على غرار ما تم تداوله في اليومين الماضيين.

وبالنسبة الى موقف رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري من الجلوس مع "حزب الله" الى طاولة واحدة بعدما كان ذلك مرفوضا، الصمت شبه الكلي والتام خصوصا النقدي منه لنواب المستقبل مما يجري على خط التشكيل الحكومي وغيرها من المواقف المسهلة للولادة الحكومية ، لم تستبعد المصادر المزيد من هذه المواقف الايجابية المدفوعة سعوديا وحتى من قبل المملكة نفسها باتجاه فريقي الثامن والرابع عشر من اذار وحيال لبنان ككل، بما يؤدي الى اخراج الامور من عنق الزجاجة، وهذا ما تحدث عنه اكثر من مرجع ووسيط عندما دعا الى توقع مفاجآت خلال الايام والاسابيع المقبلة.

السؤال هنا "هل يزور رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، صاحب العقدة الاكبر في التشكيلة الحكومية، الرياض بعد ان توجه اليه المملكة الدعوة التي طال انتظارها وتوقعها؟ ام يعقد لقاء بين رئيس المجلس النيابي والرئيس الحريري في احدى الدول القريبة؟ ام ان اللقاء العلني بين الحريري وعون قد يحصل؟ الايام وما ستتكشف عنه المواقف والمشاورات الدائرة بعيدا من الاعلام كفيلان بتقديم الجواب.

 

رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني: اسرائيل واميركا حاولتا جعل ثورات الربيع العربي عقيمة

وطنية - اتهم رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني، في تونس خلال مشاركته اليوم في احتفال رسمي في مناسبة المصادقة على الدستور الجديد لهذا البلد الذي انطلقت منه ثوارت "الربيع العربي"، الولايات المتحدة واسرائيل بالسعي الى جعل هذه الثورات "عقيمة". وقال لاريجاني، وفق الترجمة العربية لخطاب ألقاه باللغة الفارسية خلال الاحتفال الذي أقيم في مقر البرلمان: "علينا ان نراقب الدول التي تحصل فيها ثورات، وقطع يد الدول المستكبرة". أضاف: "هناك أيادي اميركا واسرائيل اللتان حاولتا جعل هذه الثورات عقيمة، وتحريفها لكي فيد اسرائيل". وختم: "الحل هو المقاومة والوحدة بين الأمة الاسلامية".

 

مقالات، تعليقات ومقابلات

 

فتفت لـ"النهار": لا علاقة لهم بتسمية وزرائنا وليرضوا عون من حسابهم/سلام لم يخذلنا وسنسمّيه في أي استشارات جديدة والمداورة مطلب برّي

النائب فتفت: الاستحقاق الرئاسي في حينه، واليوم نحتاج الى حكومة.

مي عبود ابي عقل

كلما استبشر اللبنانيون خيرا بولادة الحكومة العتيدة، برزت عراقيل جديدة تعيد الامور الى نقطة الانطلاق التي يبدو ان قطار التأليف سيبقى رابضا عندها الى اجل غير مسمى. وفي كل مرة اسباب واعذار وحجج، لا يتورع اصحابها عن طرحها في ظل المآسي والازمات التي يمر بها البلد، ولا يخجلون امام دماء الابرياء الذين يسقطون، وكأن الحقيبة او الاسم او حتى الميثاقية التي يدعون حمل لوائها، اهم واكبر من الوطن والانسان. ماذا حصل لتعود الامور الى البدايات؟ ولماذا عاد "تيار المستقبل" الى وضع الشروط؟ وأسئلة كثيرة حملناها الى عضو "كتلة المستقبل" النائب احمد فتفت.

- هل صحيح ان العماد عون هو العقدة الحقيقية في تشكيل الحكومة؟

- كلا. حصل اتفاق سياسي في البداية يستند الى توافق على أساس حكومة جامعة من 3 ثمانات، ومن دون ثلث معطل، وبتوازن بين الحقائب، وبالمداورة الكاملة والشاملة والمستمرة. حين كان الرئيس بري يفاوض، كان "حزب الله" حاضرا ويقول لا مشكلة، ويتواصل مع العماد عون. وعندما وصلوا الى مرحلة الاتفاق على المبدأ، قال ممثل الحزب للرئيس سلام يلزمنا يومان للتفاهم مع عون و"يمشي الحال". وتبين اليوم انه لم يكن هناك تواصل كاف مع عون من الحزب، وهذا الامر ليس مصادفة بل هو مقصود. اضطر الحزب في البداية، نزولا عند رغبات اقليمية وتحديدا ايرانية، ان يقول انه يريد حكومة جامعة، وحتى السفير الايراني كان يتحدث في الاتجاه نفسه، وانه مستعد للتنازل عن 9،9،6 الى 3 ثمانات والمداورة الشاملة والتوازن بالحقائب، بينما ضمنيا لا يريد حكومة ولا رئاسة جمهورية، ويرى الفراغ آتيا، وفي ظل هذا الفراغ يفضل بقاء الحكومة الحالية التي يسيطر عليها، لتستمر بإدارة شؤون البلد حتى أجل معين، تتغير فيه المعادلات الاقليمية والمحلية.

- لكن العرقلة تأتي من عون وليس من "حزب الله".

- المعرقل في الظاهر هو ميشال عون، ويفعل ذلك لحساب "حزب الله" منذ البداية، وتبين انه بعدما خفت العرقلة من جهته عند بدء الكلام عن اعطائه وزارة الخارجية ووزارات اخرى، بدأنا نسمع من جهة الحزب كلاما عن الحقائب الامنية وأهميتها، بعدما كان هناك تفاهم واضح على توزيع الحقائب السيادية واحدة لـ"8 آذار" وواحدة لـ"14 آذار" و2 للوسطيين، ولا يرضون باسماء ووجوه معينة ... "حزب الله" يخترع كل يوم سببا جديدا كي يؤكد انه لا يريد حكومة.

- لماذا عاد " المستقبل" الى طرح شروط جديدة وتعجيزية ، ومن بينها تسمية اللواء أشرف ريفي للداخلية؟

- مثلما من حقهم ان يسموا من يريدون، نحن ايضا من حقنا ان نسمي من نشاء.

- لكنكم لم تستعملوا هذا الحق قبلا؟

- لم تكن الاسماء مطروحة قبلا. عندما وصلنا الى هذه المرحلة طرح الرئيس الحريري الاسماء المناسبة. لا أعلم اذا كان قد طرح اسم ريفي ام لا، سمعت من الاعلام. وفي كل الاحوال هو مؤهل جدا لهذا الموقع، ولا افهم لماذا ريفي شرط تعجيزي، علما أنني لا أراه استفزازيا بقدر جبران باسيل الاستفزازي بالشكل والمضمون والتاريخ. اذا كانت هذه الحقيبة من حق "المستقبل" و"قوى 14 آذار" فلها الحق ان تطرح من تريد. لماذا لا يرضى عون الا ان يطرح من يريده؟

- ولكن معروف ان ريفي غير مقبول من 8 آذار، وكانوا يريدون اقالته ولم يقبلوا بالتمديد له اضافة الى ارتباطه بالمحكمة الدولية.

- لا دخل لهم. اذا كان عون، وخلفه "حزب الله" يعتبران ان من حق كل طرف ان يسمي وزراءه، فكيف يفرضون على الآخرين شروطهم بالتسمية؟ هل يقبلون ان نرفض جبران باسيل؟ نحن لا نريد نهائيا جبران باسيل وزيرا، هل يقبلون بذلك؟

- الطرفان يعرقلان تشكيل الحكومة بسبب أسماء محددة. هل يستحق البلد هذه المواقف؟

- لا نحن ولا هم نعرقل بسبب أسماء. أخذنا قرارا جريئا ومتقدما ان نقبل بالحكومة الجامعة وبالشروط، وعندما قبلنا حشرناهم. نحن ننفذ الاتفاق الذي تم، بينما هم يتراجعون عنه. يريدون ارضاء عون، فليكن على حسابهم وليس على حساب الباقين.

- جنبلاط هو من اقترح اسناد الخارجية الى عون.

- جنبلاط وبري. المداورة هي مطلب الرئيس بري، في رأيه أنه يجب ان يوجد، على الاقل في مرحلة معينة، شيعي في وزارة المال من اجل التوقيع الثالث او الرابع الرسمي. من هنا بدأت فكرة المداورة، وليس من فريقنا السياسي، وكانت سابقا مطلب عون الكبير. وعندما طرحت وافقنا كون بري وعون يريدانها. وتبين انه، اما ان الرئيس بري لم يكن مدركا الى اين كان عون يريد الوصول بهذه القصة، او أنه لم يكن هناك تواصل كاف معه في هذه المرحلة. وهذه ليست مسؤوليتنا بل مسؤولية الطرف الاخر.

- هل بشروطكم الجديدة تسعون الى اسقاط هذه الحكومة سعيا الى تشكيل حكومة حيادية، الامر الذي كنتم تريدونه منذ البداية؟

- نحن نريد الحكومة الجامعة بصيغة 3 ثمانات وبشروط الاتفاق السياسي الاساسي. ولا نريد ابدا اسقاطها، بل بالعكس الطرف الاخر هو من يسعى الى ذلك، ونريد بالتأكيد اسقاط حكومة نجيب ميقاتي. ولكن نحن من الاساس نعتبر ان الحكومة الحيادية قد تكون هي الحل للبلد في ازمة كهذه. ولكن بدأت تحصل عملية ابتزاز، عندما رأوا اننا مشينا وقدمنا بعض التنازلات، صاروا يضغطون للحصول على تنازلات اضافية. نتعرض لابتزاز كبير من "حزب الله" في هذا الموضوع، وأصبحنا مقتنعين انه مهما قدمنا من تنازلات، سيجد الحزب المعوقات لكي لا تتشكل الحكومة.

- هل خذلكم الرئيس سلام وتودون العودة الى استشارات جديدة وتسمية الرئيس الحريري او السنيورة؟

- بالتأكيد لم يخذلنا الرئيس سلام. وفي حال حصول استشارات جديدة، سيسمي "تيار المستقبل" الرئيس سلام مجددا، لانه رجل المرحلة، والمؤهل ان يكون فيها رئيس حكومة، قادر ان يجمع، أكثر من ان يكون أي طرف سياسي آخر.

- ربط "التيار الوطني" الحكومة بالاستحقاق الرئاسي لتسهيل تشكيلها. ما رأيكم؟

- نحن نعتبر الاستحقاق الرئاسي اساسيا، وعدم وجود حكومة حاليا، إما جامعة وإما حيادية، يعني انهم لا يريدون الرئاسة. "حزب الله" مرتاح جدا بحكومة الرئيس ميقاتي التي يسيطر عليها، وعندما يستمر بهذه الحكومة فهذا يعني انه لا يفكر برئيس جمهورية جديد ولا في رئاسة، وسيأخذ السلطة. بالنسبة الينا الاستحقاق الرئاسي أمر أساسي، ولكن كل شيء في حينه. اليوم نحن في حاجة الى حكومة.

- يخشى "التيار الوطني" تفاهما رباعيا على الحكومة ينسحب على الاستحقاق الرئاسي مستثنيا المسيحيين. فكيف تطمئنونه؟

- الكل يدرك تماما ان لا استحقاق رئاسيا او حكوميا من دون المسيحيين. ولكن من ناحية ثانية لا ينبغي لـ "التيار الوطني الحر" ان يعتبر نفسه الممثل الوحيد للمسيحيين، وليس صحيحا انه اذا لم يشارك بالحكومة لا تكون ميثاقية، واذا شارك تكون ميثاقية. والدليل على ذلك ان "تيار المستقبل" بقي 3 سنوات خارج الحكومة، ولم نتكلم مرة بميثاقيتها، بل ذهبنا الى المجلس وتعاملنا معها كمعارضة. الميثاقية تعني ان تكون هناك مناصفة بين المسيحيين والمسلمين في الحكومة، وان تكون كل المذاهب ممثلة وفق نسبية معينة، ويجب ألا نخترع أبعادا أخرى للميثاقية لغايات سياسية. وفي موضوع الرئاسة الامر اصعب اكثر، بمعنى ان الدور المسيحي يجب ان يكون فعالا اكثر، ويجب ان تكون هناك شراكة مسيحية حقيقية، لانه يتعلق بالممثل المسيحي الاول في الدولة اللبنانية. نحن لا نريد حكومة مبنية على وفاق رباعي، بل نريد حكومة تضم كل الشركاء.

- لكن كيف يمكن السير بحكومة لا تضم وزراء من "التيار" و"القوات" وهما الكتلتان الأوسع تمثيلا للمسيحيين؟

- مثلما مشت الحكومة السابقة من دون الكتلة الكبيرة الوحيدة الممثلة للسنة اي "تيار المستقبل"، مشت كمعارضة وأكثرية وأقلية. ثم أليس الكتائب وبطرس حرب ورئيس الجمهورية و"المردة" مسيحيين؟ حتى "القوات" لا يتكلمون اليوم بالميثاقية، لانهم يدركون انه كلام بالسياسة وليس بالميثاقية. كان على العماد عون ان يرفض تأليف الحكومة السابقة لانها لم تضم "تيار المستقبل" اذا كان يحكي بالميثاقية، ام الميثاقية عندما تكون على قياسه وليس على قياس الباقين؟

- اعتبرت كتلة "الوفاء للمقاومة" ان الفرصة الراهنة لا تسمح بأي تشاطر يوفر مادة طعن في ميثاقية الحكومة.

- هذا تشاطر "حزب الله" بالكلام. الميثاقية ليست بتمثيل الاحزاب والاطراف، بل بتمثيل الطوائف والمذاهب. عندما يتطرق الحزب الى هذا الموضوع فهو يلجأ الى الابتزاز، يبتز بواسطة عون الاتفاق السياسي الذي حصل، ليرجع عنه. كل ما شاهدناه هو تمثيلية وخدعة من "حزب الله"، لأنه يريد التنصل من الاتفاق الذي حصل، اضطر الى ان يعطيه بناء على وضع اقليمي معين بالشكل، ولكن بالمضمون يعود لاسترجاعه.

- اين وصلت الاتصالات بين تياري "المستقبل" و"الوطني الحر"؟

- حصل لقاء واحد في مجلس النواب بين نواب التيارين، وانقطع التواصل لاننا شعرنا في حينه بأن "التيار الحر" يريد امرا واحدا هو اعطاء الخارج انطباعا انه ليس طرفا في الصراع الداخلي، وليس جزءا من أي محور اقليمي بينما هو كذلك. ما عدا ذلك لا علم لي باي لقاء.

- لكن في المدة الاخيرة لاحظنا غزلا من العماد عون بالرئيس الحريري.

- هذا الغزل مرتبط بالاستحقاق الرئاسي، وعون يريد ان يصبح رئيسا للجمهورية، ويعرف ان هناك قوة سياسية اساسية وبرلمانية اسمها "تيار المستقبل"، ويحاول ان يوحي انه قادر ان يكون وسطيا. حتى الان لم نر شيئا استراتيجيا من "التيار الحر" يوحي استقلاليته، بل بالعكس ربط نفسه اكثر بـ"حزب الله" من خلال المفاوضات لتأليف الحكومة، كما ان ممارساته منذ 2006 حتى الان، وتوقيع "وثيقة التفاهم" يؤكد انه صار طرفا مع "حزب الله" وفي التحالف الايراني في المنطقة. لا يستطيع ميشال عون ان يكمل في هذه الخطة ويكون مستقلا

كليا.

- هل سينسحب التفاهم بين "المستقبل" والحزب على بقية الامور السياسية؟

- ليس بالضرورة. التفاهم نتج لان الوضع الاقتصادي والامني خطير جدا، ورأينا ان "حزب الله" تراجع للمرة الاولى خطوة الى الوراء اعتبرناها ايجابية، فخطونا مقابلها خطوة لمصلحة البلد. لكن هذا الاتجاه هدفه ادارة شؤون البلد في ظل ازمة. اما في المواضيع الرئيسية فما زلنا نعتبر ان سلاحه غير شرعي، ويجب ان يكون سحبه بندا اساسيا في اي تفاهم سياسي، وان الانسحاب من سوريا مهمة وطنية اساسية. في ما عدا ذلك يمكن ان تحصل التفاهمات الداخلية على امور كثيرة.

 

وثيقة بكركي تعزّز موقع عون لدى الحزب هل تمّ تفويت اللحظة المناسبة لإعلان الحكومة؟

روزانا بومنصف/النهار

على رغم ما ينقله زوار كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام من اقتناع لدى كل منهما بان الازمة الحكومية هي ازمة داخلية ولا صلة لها باي عرقلة اقليمية لعملية تأليف الحكومة وكذلك الامر بالنسبة الى الرئيس نبيه بري، فان هذا الاقتناع لا ينتقل بسهولة الى الاوساط السياسية عموما التي تغلب اعتقادها بان للازمة ارتباطا اقليميا مبنيا على واقع تأكيد مسلمتين بالنسبة الى هذه الاوساط: احدى هاتين المسلمتين ان الرئيس المكلف قد يكون فوت اللحظة الاقليمية المناسبة التي توافرت من اجل الاسراع في اقتناصها واعلان الحكومة العتيدة بالصيغة التي يراها مناسبة وهي لحظة تقرب من تاريخ زيارة وزير الخارجية الايراني جواد ظريف الى لبنان. والاعتقاد بتفويت قطف هذه اللحظة الاقليمية، علما ان القول اسهل من الفعل، يغذي الاقتناع بان هذه اللحظة قد لا تتكرر بسهولة او في المدى المنظور في ظل عوامل اقليمية قد تعود فتظهر وتطغى على مسار الامور في لبنان. وهو الامر الذي يدفع بهذه الاوساط الى الاعتقاد بان رئيس الحكومة المكلف قد يكون بات على اقتناع هو الآخر بعدم احتمال تمكينه من تأليف الحكومة وهو ما يعتقد هؤلاء انه ما يدفع الرئيس المكلف سلام الى الرغبة في الاسراع في تقديم صيغة حكومية حتى لو استقال وزراء 8 آذار بحيث يتوافر له مخرج مناسب للتخلي او التراجع عن تكليفه رئاسة الحكومة العتيدة.

المسلمة الاخرى تتصل بالاعتقاد بان اللحظة الاقليمية المناسبة انهارت على اثر سحب الدعوة التي وجهتها الامم المتحدة لايران من اجل المشاركة في مؤتمر جنيف 2 في 22 من الشهر المنصرم. وكثر يسمعون ما يقوله بري في شكل خاص من تحفظات ازاء اداء رئيس التيار الوطني الحر وخروج التوتر بينهما الى العلن وتبرئته "حزب الله" من عرقلة العماد ميشال عون لولادة الحكومة العتيدة ما لم تعهد وزارة الطاقة الى الوزير جبران باسيل على قاعدة ان الحزب غير قادر على الضغط على حليفه في هذا الاطار ولا يرغب في ذلك في ظل فقدانه لاي غطاء داخلي سواه بالاضافة الى كونه الغطاء المسيحي الوحيد مما يساهم في التمسك بارضائه من جهة وعدم انزعاج الحزب فعلا من بقاء حكومة تصريف الاعمال برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي في ظل حكومة تبقى حصصها كاملة لـ8 آذار فيها ولا ضير اذا تسلمت صلاحيات رئيس الجمهورية في حال عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية كما يرجح. وفي رأي مصادر في قوى 8 آذار فان الوثيقة الوطنية التي صدرت عن بكركي منتصف الاسبوع المنصرم تساهم في دفع الحزب الى التمسك اكثرفاكثر بالغطاء الذي يوفره عون داخليا والحرص على ربط مصير الحكومة العتيدة بتلبية شروطه وطلباته في ظل الثوابت التي اعلنتها بكركي عن التمسك باعلان بعبدا وحياد لبنان وسائر الثوابت التي وجدت لها صدى ايجابيا لدى الرئيس سليمان والرئيس سلام واكثر لدى الرئيس سعد الحريري الذي كان سباقا في اعتبار وثيقة بكركي خارطة طريق يفترض العمل بهديها في المستقبل. في حين ان كتلة الوفاء للمقاومة كما التيار الوطني الحر لم يصدر اي منهما موقفا ايجابيا من هذه الوثيقة. اذ تسجل بكركي عبر مضمون الوثيقة التي قدمتها التقاءها او دعمها لرئيس الجمهورية الذي يصر بدوره على اعلان بعبدا وحياد لبنان منتقدا تدخل الحزب في الحرب في سوريا.

الا انه يثار في هذا الاطار التساؤل حول التوازن الذي يحتاج اليه الحزب بين تقويم الحاجة الى حليفه المسيحي والمحافظة عليه او الى الانفتاح والتطبيع مع الخصم السني في ظل ما يواجهه من تحديات على مستواه شخصيا في الداخل وفي الخارج. وترجح الاوساط المتابعة على هذا الصعيد ان الحزب قد يكون فضل المحافظة على قوة حليفه المسيحي بعدما ثبت له عدم رغبة الفريق السني المعتدل بالاشتباك في لبنان لا سياسيا ولا امنيا مما يجعله مطمئنا الى خياراته في الموضوع الحكومي. لكن الحسابات الداخلية حول الحكومة واثرهذه الحسابات في تعطيل ولادتها لا تلغي العوامل الخارجية من خلال الاعتقاد بان ثمة متضررين من احتمال نجاح فصل لبنان عن ازمة سوريا عبر تأليف الحكومة العتيدة والدفع نجو اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها تمهيدا لاجراء الانتخابات النيابية ايضا في الخريف المقبل. وهذا لا يلغي واقع ان حلول ايران مكان النظام السوري في ممارسة النفوذ في لبنان لم يقض على قدرة النظام السوري على العرقلة وان كان يعجز عن فرض نفوذه كما في السابق والذي يرى كثران هذا ما يتم اللجوء اليه او ما يعبر عنه حاليا على رغم اعتقاد معاكس يفيد بان النظام يخوض معركة انقاذ نفسه مما لا يتيح له الالتفات الى ما يجري في لبنان. في اي حال فان خربطة الامور من جانب قوى 8 آذار عبر تضامنها يفيد بالنسبة الى الاوساط المعنية بامكان استخدام لبنان من خلال ربط اي تطور او تقدم ايجابي فيه بحصول النظام على ما يطمح اليه مما يثبت استمرار وجود اوراق لديه من خلال حلفائه في لبنان فيما تظهر ايران انها اظهرت حسن نية في الرغبة في المساعدة على استقرار لبنان والموافقة على عزل الاستحقاقات فيه عن الوضع السوري والتمهيد لمد جسور مع المملكة العربية السعودية عبر تهدئة الساحة الداخلية في لبنان وابداء الاستعداد للمساهمة في استقراره.

 

الحزب والله

خليل شقير/المستقبل

كان المشهد مغايراً. علقت صوره على الجدران وفي البيوت. كان آنذاك بطلاً قومياً يواجه إسرائيل حصراً ويسجل الانتصارات تلو الانتصارات على عدو الدنيا والدين. ورغم الحالة السنية الناقمة على الوجود السوري في لبنان سراً تارةً وعلنيةً تارةً أخرى،إلا أنه لم يوضع الحزب في خانة واحدة مع النظام السوري. النقمة على السوري قابلها التفاف شعبي، وتحديداً سني، حول الحزب ومقاومته، اعتبر ركيزة أساسية في تحقيق انتصاراته بحسب أدبيات الحزب. الربط بين الحزب وسوريا بدأ في العام 2005 في سقطة سياسية مقصودة أو غير مقصودة. سجل على الحزب، أنه بالنسبة للغالبية السنية، إلى جانب قتلة الرئيس رفيق الحريري، وإن كان حينها اتهاماً سياسياً. ورغم ذلك، وقفت الغالبية السنية إلى جانب المقاومة في حرب تموز 2006 التي يبدو أنها كانت آخر فصول الصراع الإيراني ـ الإسرائيلي. وبدل أن ينتهز الحزب هذه الفرصة لإطلاق ديناميكية تعيد اللحمة الوطنية، قرر تجيير النصر إلى سوريا وحاصر السرايا الحكومية من بعدها. لم يكتف الحزب بسياساته الكيدية، انتقل ولأول مرة إلى العمل العسكري الداخلي، فأتى اليوم المجيد الذي أفرز اتفاق الدوحة بناءً على معادلة السين ـ سين. فرض شروطه. عاد إلى بيروت. شكلت حكومة وحدة وطنية، سرعان ما أسقطها عند أول مفرق تحت ذريعة شهود الزور. ليأتي نجيب ميقاتي "ممثلاً للسنة" وفق شروطه. كل ذلك كان خاضعاً لـ"اللعبة" السياسية الداخلية. كان مقدوراً لجم "الغضب السني" وإيجاد مساحة تلاق ٍ في ما بعد. كان ممكناً اجتراح الحلول وإقناع أي طائفة، لكن الحزب أراد أن يوسع من دائرة استهدافه للطائفة، فربط سنة لبنان بسنة سوريا وإلى ما بعد بعد سوريا. أصبح الشرح يتعدى الإطار الطائفي ضمن حدود لبنان، فأنزلت الصور، وأصبح سنة المنطقة العربية متعاطفين مع سنة لبنان "المضطهدين" ومعادين للحزب وحتى للطائفة الشيعية أحياناً. حدد الحزب والنظام السوري أطر المعركة، كل من ضدهم إرهابي تكفيري حتى لو كان المسيحي وسام فايز سارة. لا شيء يخسره النظام السوري، لكن الحزب خسر كل شيء من أجل النظام في سوريا حتى إنه لم يأخذ بحساباته لحظة العودة إلى لبنان ولبنانيته. يرفض الحزب حتى الاعتراف بأخطائه القاتلة. يرفض قبول نظرية إسقاط لبنان. عودة السنة إلى "لبنان أولاً" أسقطت من خلال الحزب، فوضعهم في خانة "السنة أولاً" لمواجهة "الشيعة أولاً" التي نشأت في طهران في عام 1979 وصدّرت في ما بعد إلى لبنان. جاء الاتفاق التمهيدي النووي في جنيف ليكشف المستور ويختم بالشمع الأحمر مرحلة الصراع الإيراني ـ الإسرائيلي، فبات الحزب بحاجة إلى عدو وتطرف يستمد شرعيته من خلاله، فكان أن أيقظ التنظيمات الإرهابية التكفيرية من ثباتها وعدل بوصلتها ليتحول لبنان من أرض نصرة إلى أرض جهاد. قد يتعدى إطار "الله" الفلسفي السنة والشيعة وحتى الإسلام. إلا أن ممارسات الحزب خرقت كل المحرمات الدينية والإنسانية خدمةً للشيطان الصغير والكبير. وبعد... ماذا بقي من "حزب الله"؟ ماذا لو اكتشف الحزب أنه لم يعد "حزب الله" وأنه يفعل ما لا يرضي الله؟ على أي صورة سيرسو ما تبقى من الكيان اللبناني؟ سؤال يبقى برسم "حزب الله" وقادته بعد أن أخرجوا المارد من قمقمه. وإسرائيل "تتفرج"...

 

سقط "هيدا مش حكي" في فخ "جذب الاعلانات"... "أم تي في" تكافح للاعتذار والحريري تنتظر الجلسة  

خالد موسى/موقع 14 آذار

في بلد ينعم بحرية الإعلام والديموقراطية، يبدو أن مسلسل التعرض بالإساءة للحرمات الدينية لم يتوقف بعد في العديد من البرامج الفكاهية الجديدة كـ"بسمات وطن" الذي يعرض على المؤسسة اللبنانية للإرسال "LBCI" و برنامج "إربت تنحل" على قناة "الجديد" وبرنامج "هيدا حكي" الجديد في أفكاره والذي يقدمه عادل كرم على قناة الـ"MTV". يحصل ذلك في ظل عدم وجود قانون للبث المرئي والمسموع ينظم عمل هذه المؤسسات والبرامج التي تبثها ويبرز المسلمات والمحرمات بها.

جديد التعدي على الحرمات الدينية والتعرض لبعض الشخصيات والرموز السياسية، ما بثته قناة الـ "mtv" أمس الأول، المعروفة بموضوعيتها ومصداقيتها وبجمهورها العريض، عبر برنامج "هيدا حكي" الذي يقدمه عادل كرم وبإخراج ناصر فقيه، من صورة مسيئة لشقيقة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورئيسة لجنة التربية والتعليم النيابية النائب بهية الحريري، عبر تركيب صورة لها وهي ترقص مع عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، ما أثار غضب الشارع الصيداوي حيث أقدم مناصرو النائب الحريري على قطع طريق صيدا - بيروت عند نهر الأولي بالإطارت المشتعلة عشية بث الحلقة، كخطوة احتجاجية على الإساءة التي تعرضت لها نائب المدينة، مطالبين كرم وقناة الـ "أم.تي.في" بالإعتذار فوراً وعلى الهواء مباشرة عن هذه الإساءة التي أقدموا عليها بحق النائب الحريري.

وبعد الاحتجاج، تقدّم كرم فوراً بالاعتذار من السيدة بهية، وأكّد إنه لم يتعمد الاساءة للحرمة الدينية أبداً وما حدث كان مجرد غلطة من المونتاج، وكتب عادل في صفحته الشخصية على تويتر: "الست بهية بتمون وقلبها كبير والاعتذار واجب على هفوة الحرمة الدينية غير المقصودة في المونتاج ولشخص السيدة الفاضلة بهية الحريري". كما تقدم المخرج فقيه باسم كل فريق العمل بالاعتذار للنائبة، معتبراً أن ما حصل "هفوة" بالمونتاج، وكتب قائلاً: "ما كان مقصود الإساءة للست بهية الحريري بأي طريقة وأسرة البرنامج بتعتذر عن هالهفوة بالمونتاج".

من المتوقع أن يحضر كرم اليوم الى قصر العدل للإدلاء بإفادته حول الحادثة أمام مدعي عام التمييز سمير حمود، بعد أن تقدمت الحريري بدعوى شخصية أمام القضاء المختص ضدّ محطة "أم.تي.في" والقيّمين على برنامج "هيدا حكي" على خلفية بث الصورة المسيئة.

الحافي: لا يجوز تعرية الناس من أجل إستجلاب الضحكة والإعلان

الإعلامي في تلفزيون "المستقبل" الزميل منير الحافي، وفي حديث خاص لموقع "14 آذار"، رأى أن "ما قامت به "ام تي في" غلطة ويجب ألا تتكرر أبداً، ولا يجوز بسبب هذا الغلط أن نعري قناة الـ "أم.تي. في" وإدارتها بسبب غلطة لمعد البرنامج الذي لا يفقه لتاريخ هذه الشخصيات المرموقة والمميزة والإنسانية، وفي الوقت نفسه أصبح البعض في هذه البرامج الفكاهية وبرامج إضحاك المشاهدين يزايدون في المشاهد التي يقومون بها من أجل إضحاك الناس أو إستدراج الضحكة أو الإعلان، وكلا هذا لا يستدعي تعرية المقامات الدينية والسياسية والأمنية والإجتماعية والإستهزاء بهم عبر طرق لا تحتمل وهناك وسائل إخرى لإضحاك الناس وهناك وسائل إخرى لإستجلاب ضحكة من الناس، ولست مضطراً للإساءة لأشخاص ومقامات وتعرية الناس لإستجلاب الضحكة".

ورأى الحافي أن "لبنان في وضع ضاغط أمنياً وسياسياً وإجتماعياً وجميع الناس على اعصابها، "ما بتستاهل" هذا النوع من التعري"، لافتاً الى أن "من قام بتقليد السيدة بهية الحريري أو إظهارها بصورة منافية للآداب العامة والحشمة، لا يفقه أي شيء عن الوضع الأجتماعي لمثل هذه الشخصيات، وتعري أي امرأة شيء خطأ وخطيئة لا تغتفر، وهذا الأمر يجب أن لا يتكرر ليس على الـ "أم .تي .في" فحسب، إنما في أي محطة لبنانية أخرى، ونحتاج اليوم في مجتمعنا العربي واللبناني الى حرية إعلامية مراقبة ومسؤولة من قبل إدارة التلفزيون ومن قبل أي زميل من الزملاء مسؤول على مثل هذه البرامج، خصوصاً على فريق الإعداد الذي يجب أن يحذف هذه الأفكار التي تستجلب الضحكة عبر تعرية الآخرين من رأسه ومن شاشات التلفزة، لانها ليست بحرية إنما هي إساءة للآخرين وللمقامات الدينية والروحية والسياسية والإجتماعية".

إساءة لصيدا بأكملها

"النائب الحريري أول من وقفت الى جانب الحرية الإعلامية ولطالما تضامنت مع الإعلاميين ودافعت عن الحريات، وتصدر دائماً بيانات داعمة للإعلاميين والصحافيين، خصوصاً الذين يتعرضون لأي إعتداء أو حادث مؤلم"، بحسب ما أكدته مصادر صيداوية مقربة من النائب الحريري، في حديث خاص لموقع "14 آذار". لفتت الى أن "ما أقدمت عليه قناة الـ"أم.تي.في"، اعتبرته النائب الحريري موجه لها بالشخصي، وهي ليست ضد حرية الإعلام والتعبير، لكن في النهاية ما عرض من إساءة يمس شخص النائب الحريري وكرامتها"، كاشفة عن أن الحريري "تلقت اتصالات عدة من إدارة الـ "أم.تي.في" ومن المعنيين بالموضوع لإمكانية زيارتها في وقت تحدده هي لتقديم الإعتذار المباشر، لكنها أجّلت الموضوع لإنتظار ما سيصدر عن جلسة اليوم، وعلى اساس ما سيصدر عن الجلسة سيبنى على الشيء مقتضاه، وهي لا ترى اي مبرر لما عرضه كرم في برنامجه "هيدا حكي" أمس الأول".

وأشارت المصادر الى أن "الأوضاع في صيدا متشنجة جداً، والجميع يعتبر أن الإساءة للنائب الحريري هي إساءة لصيدا بأكملها ولجميع مكونات المدينة، وهي إساءة بالدرجة الأولى للحرمات الدينية وفي مقدمها للحجاب الذي يشكل رمزية لدى المسلميين، ومن هذا المنطلق صدرت عن العديد من الفعاليات الصيداوية ومن بينهم المعادين للحريري قبل الموالين لها، بيانات تستنكر ما جرى وتتضامن مع الحريري ومجدليون بما تشكل من رمزية لدى الصيداويين والتي غصت في اليوميين الماضيين بالمتضامنيين مع السيدة الحريري".

 

عودة سليمان تطلق العد العكسي للتأليف

اعلان التشكيلة يحدد مواقف بري وجنبلاط والمردة والطاشناق

14 اذار: حـزب الله حقق مطلبا استراتيجيا بسحب "الحيادية"

المركزية- يبدو المشهد السياسي اللبناني قابعا تحت وطأة مناخ الاضطراب والتوتر المتحكم بالساحة اللبنانية بفعل عقم المعالجات الحكومية من جهة، والتفجيرات الارهابية والانتحارية المتناسلة الى درجة بات لزاما على اللبناني لا سيما في مناطق الاستهدافات ان يعد وصيته قبل التوجه الى مقر عمله او جامعته او مدرسته.

كل ذلك والمؤسسات الدستورية في عطلة قسرية والتشكيلة الحكومية معلقة بعدما علقت في دوامة الشروط وتوزيع المغانم والحصص والمناورات في الداخل، وعدم نضوج الوفاق الاقليمي في الخارج وسط عامل الوقت الضاغط الذي قد يحمل الرئيس المكلف تمام سلام على الاقدام على خطوته خلال ايام وتجاوز التمنيات اللامتناهية بالتريث مرارا وتكرارا.

واكدت مصادر مواكبة للمشاورات على خط التشكيل ان الاتصالات لم تنقطع على رغم السوداوية التي تغلف ملف تشكيل الحكومة الجامعة، واوضحت ان الوزير وائل ابو فاعور لم يهدأ طوال الساعات الاخيرة حاملا عرضا من هنا وسؤالا من هناك بهدف تقريب وجهات النظر وتبديد الاجواء السلبية التي فرملت الاندفاع نحو التشكيل. وقالت ان هامش المساحة الزمنية يضيق على جميع القوى ولا سيما الرئيس سلام الذي ينتظر عودة رئيس الجمهورية ليبدأ العد العكسي للتأليف. وتوقعت ان تشهد الساعات المقبلة ولادة للحكومة اذا ما تم تجاوز عقدة "الداخلية" الطارئة التي نتجت عن اصرار العماد عون على رفض مبدأ المداورة ورمي اقتراحات في سوق المداولات الحكومية حول اعتماد المداورة في الطاقة ولكن ضمن تكتل "التغيير والاصلاح"، واوضحت المصادر ان تيار المستقبل رفض تدخل قوى 8 اذار في تسمية وزرائه بعدما اعترض على اسم مدير عام قوى الامن الداخلي سابقا اللواء اشرف ريفي كمرشح لـ"الداخلية" باعتباره يشكل استفزازا لها، وتحدثت عن ان سلام اذا ما تمكن من اقتراح اسم آخر لتولي هذه الوزارة لا يستفز اي فريق سيرفع تشكيلة حكومة سياسية جامعة تنطبق عليها تسمية حكومة بمن يرغب.

مطلب استراتيجي: وفي السياق، اعتبرت اوساط سياسية في قوى 14 اذار ان حزب الله تمكن من خلال التفاهم – التسوية الذي اعده واخرجه واوكل الى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط تسويقه من تحقيق مطلب استراتيجي تمثل بتعطيل ولادة الحكومة الحيادية التي كانت على قاب قوسين مطلع الشهر الفائت، وسحب كل اسسها ومبرراتها، باعتبارها كانت ستضعه خارج المعادلة الحكومية وتعزله سياسيا. وهو اليوم بعدما اطمأن الى قطع طريق "الحياد والحيادية" على اي تشكيلة دفع بحليفه النائب ميشال عون الى واجهة العرقلة ووجد من باب اولى مساندته انطلاقا من الحلف القائم بينهما والذي يشكل حاجة وضرورة له في المرحلة الراهنة لا يمكن التفريط بها، وشرحت المصادر كيفية تحقيق الحزب هدفه بتعميم سياسة الهلع والرعب السياسي من بوابة وجوب تشكيل حكومة سياسية جامعة لضمان اجراء الاستحقاق الرئاسي الاهم من اي استحقاق آخر في هذه المرحلة الحرجة محليا واقليميا، نسبة للمخاطر المترتبة على الفراغ في الرئاسة الاولى، خصوصا اذا ما تم تشكيل حكومة حيادية، يعتبرها فريق من اللبنانيين استفزازا له قد يفجر الصراع السني – الشيعي ليس في لبنان فحسب بل في المنطقة كلها، ما دفع الغرب الى تشغيل كل محركاته في اتجاه اقناع المعنيين بالملف في الداخل والخارج بوجوب القبول بالمشاركة في حكومة سياسية جامعة الى جانب حزب الله تداركا للاسوأ.

وتبعا لذلك، قالت الاوساط ان حزب الله تمكن من قطع الطريق على عزله واطمأن من خلال التسوية- التفاهم الى ان الثلث المعطل ليس في متناول اي طرف وانتقل الى مرحلة تحصين تحالفه مع عون بتأييد مطالبه الحصصية البعيدة عن اي مطلب او منطق وطني.

بري وجنبلاط: في المقابل نقلت اوساط مواكبة انزعاج بري وجنبلاط مما يعتبرانه ضربا لمصداقيتهما بعدما تعهدا لسليمان وسلام تسويق التفاهم باسم 8 اذار ولم يتمكنا من تنفيذ التزاماتهما بفعل التعثر من داخل الفريق نفسه، واشارت الى ان الرجلين يلتزمان التفاهم على ان يحددا موقفهما النهائي في ضوء اعلان التشكيلة الى جانب الطاشناق والمردة.

المحلي والخارجي: لكن اوساطا مراقبة عن كثب للوضع اللبناني قالت لـ"المركزية" ان للازمة الحكومية وجهين محلي يتمثل بالشروط العونية واستتباعاتها وما نتج عنها من عقد، خصوصا بعد رفض عون عرض سلام وانتظار الاخير اجوبة لم تصله من عون، كما رفض 8 اذار اسناد حقيبتين امنيتين لقوى 14 اذار ووضع فيتو على اسماء وزراء 14 لا سيما لـ"الداخلية" مقابل رفض قادة هذا الفريق التدخل في تسمية وزرائه والتلويح بحقه بوضع فيتو من جانبه على وزراء الفريق الاخر الذين يعتبرهم "استفزازيين".

اما الوجه الخارجي، فترى الاوساط انه الاشد تأثيرا نسبة لحاجة القوى الاقليمية اللاعبة على المسرح الدولي لاستخدام ورقة لبنان في تعزيز شروطها، عشية استئناف مؤتمر جنيف وترقب مفاعيل الحراك الدولي الناشط خلال الفترة المقبلة ولا سيما زيارة الرئيس باراك اوباما الى المملكة العربية السعودية، بحيث تبدو الحاجة الايرانية ملحة لفرملة الخطوات التسهيلية في الملف اللبناني، تأكيدا على دور ايران الفاعل والمؤثر في المنطقة من بوابة ورقة لبنان وتوجيه رسالة الى من يعنيهم الامر بان تغييبها عما يدور من معالجات في المنطقة سيرتد سلبا على من يغيبها.

لا حكومة: وتوازيا، نقل سياسي لبناني عن مرجع غربي تأكيده ان مجمل المعطيات الظاهرة في الافق المحلي والاقليمي والدولي تؤشر الى ان لا حكومة في المدى المنظور، لان الوضع معقد اكثر بأشواط مما يعتقد البعض لكونه ما زال مرتبطا ارتباطا عضويا بازمات المنطقة وتحديدا سوريا لان محاولات فصل مساره عنها باءت بالفشل.

واعرب عن خشيته من ان تشهد المرحلة القليلة الفاصلة عن استئناف مؤتمر جنيف تصعيدا ومواجهات في لبنان خصوصا في ضوء المعلومات الواردة عن معركة القلمون عبر يبرود التي يحاول النظام السوري ان يوظف انتصاره فيها لتعزيز وضعه التفاوضي.

دعم لبنان: على خط آخر، اشارت بعض المعلومات الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي شارك في احتفالية الدستور الجديد للجمهورية التونسية التقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وبحث معه في مبادرة فرنسا الهادفة الى دعوة مجموعة العمل الدولية لدعم لبنان والمتوقع ان تجتمع مجددا في 5 اذار المقبل في باريس بهدف مساعدة لبنان على انشاء صندوق ائتمان وآخر لمساعدة الجيش اللبناني مواكبة للهبة السعودية وقبيل مؤتمر روما المرجح عقده نهاية اذار المقبل، اضافة الى صندوق لدعم النازحين استباقا لمؤتمر ستدعو اليه المانيا بعد مؤتمري الكويت. وقالت مصادر مواكبة ان هيئات واجهزة ستخصص لهذه الصناديق لتنظيم الانفاق وهو ما يتوجب قيام حكومة مسؤولة تشرف عليها.

 

8 سنوات على "التفاهم"

الجمعة, 07 شباط/2014

كتب بواسطة: المحرر السياسي- السفير صحيح أن "حزب الله" قوة إقليمية، لا بل انه شريك في تقرير مصائر المنطقة، ونموذج قلّ مثيله في العقود العربية الأخيرة، لكنه عندما ينخرط في اللعبة المحلية، خاصة في الزمن السوري غير المسبوق، يبدو أكثر تواضعا من أي وقت مضى وحساباته مختلفة. هنا يتقدم دور شريكه وحليفه نبيه بري. لا يريد "الثنائي" أي مسّ بالبيت المشترك. هذا عنصر أول من عناصر قوتهما معا. من بعده، تأتي عناصر أخرى. العلاقة بالدولة وبمؤسساتها وخاصة الجيش. العلاقة بالمكونات السياسية والطائفية اللبنانية كلها وخاصة ميشال عون. العلاقة بقوى اقليمية وخاصة ســوريا وايران.

محليا، لم يتمكن "حزب الله" من إيجاد شريك سنّي يعوض خسارته لـ"المستقبل" منذ لحظة انهيار "التحالف الرباعي". كل مشاريع "الشراكات" ظلت أضعف من رهان التعويل عليها.. حتى أن هؤلاء يأخذون على الحزب أنه لم يتعامل معهم يوما بوصفهم حيثية قائمة بذاتها، بل مجرد بديل عن ضائع.. لا بد وأن يجمعهما "بيت الطاعة" معا في يوم من الأيام.

بهذا المعنى، شكّل ميشال عون، بالفائض المسيحي الذي يمثله منذ 2005 حتى اليوم، أفضل تعويض، فكان توازن لبناني، أرساه "تفاهم شباط 2006"، ولو أن "حزب الله" قد فرّط به، لبدا مكشوفا.. في الداخل، لكن للمعادلة وجها آخر، فقد أفاد "الجنرال" من رصيد حليفه ونفوذه الممتد من بيروت الى طهران، بأكثر مما تبيح له معادلات الداخل اللبناني، ولو أنه لم يحسن الاستثمار دائما.

برغم ذلك وغيره، تبدو علاقتهما أحيانا مشوبة بمنظومة حسابات ومصالح متضاربة. بعد السابع من أيار 2008، توجه وزير خارجية قطر السابق حمد بن جاسم بسؤال محدد إلى السيد حسن نصرالله: ما هي لائحة مطالبكم؟ فأجابه نصرالله: التراجع عن القرارين (إقالة العميد وفيق شقير وتفكيك شبكة اتصالات الحزب). قال له بن جاسم: فقط تريد التراجع عن القرارين؟ وكان جواب "السيد": نعم. فقط. فقط. فقط.

كان مناخ الوسيط القطري يشي بأن لبنان على عتبة "ميني طائف"، وأن المطالب ستتجاوز قرارين سقطا بمجرد أن أحكم "حزب الله" قبضته على العاصمة ومرافقها ومؤسساتها الأساسية.. غير أن الجواب كان أوضح من الواضح.

برغم كل الاتهامات التي تكال له، بدا أن "حزب الله" لم يغادر مربع التواضع السياسي. هو مربع لطالما أزعج ميشال عون الذي بدا متحمسا في غير مرة للقتال بزنود حلفائه وعضلاتهم.. من نظرية "اقتحام السرايا الكبير" في لحظة بدء اعتصام رياض الصلح.. إلى يومنا هذا. يوم الوزارة والرئاسة والطاقة.

كان بمقدور عون أن يكون مقررا أساسيا في تحديد هوية رئيس جمهورية لبنان في العام 2008، لو أنه عمل بنصيحة الوفد الأوروبي الذي زاره في الرابية، وأفضى إليه بأن حظوظه معدومة.. ولكنه يستطيع أن يكون اللاعب الأول في مسرح الرئاسة الأولى.

راهن ميشال عون قبل ست سنوات على الرئاسة، وخاصة بعد أيار 2008، فأوصل ميشال سليمان على حصان أبيض.. ولو أنه استطاع إدارة العلاقة مع سيد بعبدا الآتي من مضارب مؤسسة عسكرية واحدة، بطريقة مختلفة، لتبدلت معطيات كثيرة على مستوى حضور "التيار" في إدارات الدولة ومؤسساتها.. ولكن حصل العكس.. والمسؤولية تقع على الاثنين معا!

يسجل للحزب أنه ساهم في تكريس حضور وازن لميشال عون في حكومات ما بعد انتخابات 2009، ولكنه في مفاصل أساسية، لم يكن قادرا على المسايرة. نموذج التمديد لقادة الأجهزة الأمنية (العماد جان قهوجي تحديدا) أو تعيين قادة جدد (نموذج "فيتو" الرابية على اللواء عباس ابراهيم بعنوان أنه موقع ماروني). نموذج التمديد للمجلس النيابي الحالي. نموذج الانخراط في الحرب السورية. صحيح أنه يدين له الى "يوم الدين" وقوفه الى جانب المقاومة في تموز 2006، يوم وقف العالم كله في وجهها، وحماية جمهورها بالتوازن الذي أنتجه "التفاهم"، ولكنه لا يساير في قضايا استراتيجية، مثل العلاقة مع نبيه بري.

ولطالما أخذ الحزب على "الجنرال" أنه يملك هوامش أوسع من هوامشه، في ما يخص العلاقات الداخلية والخارجية. نصحه بالانفتاح على سعد الحريري ووليد جنبلاط، في عز خصومته معهما، كما في لحظات الالتقاء. يسري الأمر على علاقات عون مع السعودية والأميركيين، غير أن عون، كان يضيّق على نفسه، ليختار فجأة، وبتوقيته هو، قرارا بالانفتاح، على السعوديين، في خضم حربهم "السورية" المفتوحة على "حزب الله".

لم يرفع الحزب الصوت.. لا بل زاد الطين بلة بأن عبّر "الجنرال" عن رغبة بالانفتاح على الحريري. بدا الرجل مهتما بتعبيد طرق محلية وإقليمية، تساعد في رفع حظوظه الرئاسية، فكان له ما أراد. حاور السعوديين، وكاد يزور الرياض لولا إشكال بروتوكولي ـ سياسي. التقى سعد الحريري، بمشيئة "مقاولين" في السياسة والأعمال. راهن على الرجل أكثر مما يمكن أن تبيح له خبرته السياسية. جزم بـ"الثقة المتبادلة" و"النضج" و"وجود قواسم مشتركة". وضع نفسه لساعات وأيام على سكة الرئاسة، قبل أن يسارع سعد الحريري إلى تبديد تلك الأحلام بقوله انه لن يفصل بينه وبين سمير جعجع.. إلا الموت.

ماذا بعد، هل هي معركة تلزيم النفط أم رئاسة جمهورية؟

على الأرجح، أنها معركة الاثنتين معا، لكن واحدة منهما تحتمل التأجيل ويمكن تعويضها، أي الطاقة، الا اذا كنا قد بلغنا ما يتجاوز مرحلة التلزيم، لكن الثانية (الرئاسة)، مصيرية، ولا تحتمل التأجيل لست سنوات جديدة. هي الفرصة الأخيرة لـ"الجنرال"، وهذا حقه المشروع كآت من خارج النادي التقليدي وكعابر استثنائي لن يتكرر في تاريخ المارونية السياسية في لبنان ورجالاتها..

لو أن عقلا سياسيا قادرا على المناورة والأخذ والرد، لاستعار عبارة ارتجلها أحد كبار المصرفيين في لبنان بقوله "لو كنت مكان سعد الحريري.. لن أتردد بإيصال "الجنرال" إلى بعبدا. انه الرجل الوحيد في الجمهورية.. الذي يستطيع أن يأخذ من السيد نصرالله.. أما غيره.. على الأرجح سيعطون ولن يأخذوا منه شيئا"!

لن يرتجل سعد الحريري هكذا عبارة.. وهو الذي أقسم يمينا بترك لبنان واعتزال السياسة غداة 14 آذار 2005 اذا ألزمه أحد بالتعاون أو التحالف مع ميشال عون.

أيضا لن يكون ميشال عون صاحب فرصة رئاسية حقيقية إلا إذا "انتصر" بشار الأسد في سوريا.. لكن الزمن الحالي، ليس زمن انتصارات.. وثمة سنوات ضوئية قبل أن ترتسم الخريطة الجديدة لسوريا.. والمنطقة، لا بل العالم، فهل يمكن لقيادة "حزب الله" و"التيار الوطني" أن يجلسا للمرة الأولى الى طاولة الصراحة والشراكة، لقياس حسابات الربح والخسارة الوطنية. أن يضعا خريطة طريق لجعل ميشال عون مقررا في الرئاسة اذا تعذر عليه أن يكون رئيسا. أن يرسما تصورا حول مستقبل قطاع النفط والغاز في لبنان، بعيدا عن صفقات تجري في الغرف المغلقة. تصور يمكن أن يلزم أوسع دائرة من المتماهين معه على الصعيد الوطني.. على قاعدة الاقرار بأن ما صنعه "تكتل التغيير" في هذه الوزارة مختلف جذريا عما فعله كل من احتلها من قبل، بمن فيهم وزير "حزب الله".

لـ"الجنرال" أن يطمح.. لكن من حق "حزب الله" وجمهوره أن يكونوا واقعيين.

الواقعية تقول اليوم بأن لا أولوية تتقدم على تخفيف منسوب الدم ومحاصرة الفتنة.

ليذهب "الجنرال" في عيد "التفاهم" الثامن الى حارة حريك مسقط رأسه. هناك وقع انفجاران متتاليان أمام منزل ذويه حيث انتصبت اليوم أبنية فارهة. هناك سيجد جمهورا متوجسا لا يطلب شيئا الا الأمان. لا يطلب شيئا الا الأمان.

 

دبلوماسية الحاجة!

انطوان سعد/جريدة الجمهورية

عندما قال معاوية إنه "لو أنّ بيني وبين الناس شعرة لما قطعتها، إن أرخوها شددتها وإن شدّوها أرخيتها"، كان قوله ينطبق على حال جميع السوريين المجتمعين في "جنيف ـ 2"، لكنّ ذلك لا ينطبق على طرفَي المحادثات النووية بين إيران ودول (5+1) بزعامة الولايات المتحدة الأميركية التي لم تستَجب بعد إلى عرض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف حول الفرصة السانحة لإقامة علاقات ديبلوماسية بينهما بعد قطيعة استمرّت قرابة 35 عاماً إثر خطف رجال ثورة الخميني أعضاء البعثة الديبلوماسية التابعين للولايات المتحدة. تدّعي إيران بأنها لا تفاوض بسبب تأثرها بنتائج العقوبات المفروضة عليها، لكنها لا تعطي مبرّراً آخر لرغبتها في المفاوضات أو قبولها السير بها، في حين لفتت الولايات المتحدة الأميركية، طهران، إلى وجوب التفاوض بحسن نية مع استمرار فرض العقوبات عليها وعدم الإفراج عن الأموال المجمدة، في مقابل تمسّك المتضررين من هذه المفاوضات بوجهة النظر القائلة بوجوب الأخذ في الإعتبار مصالح إسرائيل التي ترغب في منع إيران من الحصول على سلاح نووي بأيّ ثمن واعتراض دول الجوار الايراني لجهة وجوب الوقوف على رأيها بالنسبة الى التفاوض.

فالإتفاق بالأحرف انطلقت مدته التجريبية في 20 كانون الثاني 2014 وتنتهي في 20 تموز المقبل، وستعقد في هذا الإطار جولة جديدة من المحادثات في 18 الجاري للتوصل إلى اتفاق شامل يضمن الطبيعة السلمية البحتة للبرنامج النووي الإيراني، إذ إنّ تجارب أخرى، منها العراق وكوريا الشمالية أثبتتا أنه لا يمكن تضليل الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي في هذا الصدد.

إلى هذا، تأتي المفاوضات السورية في "جنيف - 2" لتؤكد حاجة الطرفين إلى الحوار، وإن اختلف البعد السياسي لكلا الطرفين اللذين، على أساس الحاجة، إستمرّا في حضور المؤتمر حتى التقيا وجهاً لوجه.

ولأنّ روسيا تدعم النظام، فقد استقبلت رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا قبل معاودة هذه المفاوضات في 10 الجاري، في دليل الى المسار الذي سيأخذه هذا المؤتمر أقلّه لجهة تأمين ممرات إنسانية أو الإفراج عن بعض المعتقلين وهم عشرات الألوف، كمرحلة أولية، في التوازي مع استمرار نزع السلاح الكيماوي كاملاً لأنّ احتمال بقاء جزء منه تحت سيطرة النظام سيدفع مجلس الأمن الى البحث في فرض عقوبات إضافية، إذا خالف النظام ما تعهد به في الإتفاق الروسي - الأميركي. كل ذلك والتدمير المبرمج لحلب وحمص مستمرّ بغية أن تقتحمها قوات النظام الذي يقاتل على جبهة واحدة بأدوات متعددة (إيران والعراق وحزب الله) فيما يقاتل الثوار جميع هؤلاء إضافة الى مواجهتهم المجموعات التكفيرية من "داعش" و"جبهة النصرة" و"القاعدة" الذين لا يقاتلون النظام إلّا نادراً! أمام واقع السوريين المرير، وواقع المنطقة العالق بين فالقَي إسرائيل وطهران، تغدو الديبلوماسية حاجة للجميع حيث يستحيل خوض الحروب في ظلّ عدم ترك الهامش مفتوحاً أمام الديبلوماسية على حدّ قول نابليون بونابرت.

 

صراع نفوذ بين تشدّد واعتدال واكب اغتيال محمد شطح أربعون يوماً ولا يزال الديبلوماسي النبيل وسط الأحداث

ايلي الحاج/النهار/أربعون يوماً على الإغتيال الوحشي للوزير السابق محمد شطح ولا يزال حاضراً حتى في الحدث السياسي اليومي. العاطفة موضوع آخر، من عرفوه وصادقوه لم يترك لهم مجالاً غير أن يحبوه ويعجبوا بوطنيته، بنبل أخلاقه وشخصيته وذكائه. يعطي سياسي بارز من تيار شطح في سياق عرض للأوضاع لمحة عن ظروف أدت إلى بث الآمال في ولادة حكومة الرئيس تمام سلام قبل أن يتبين أنها آمال جهيضة، ظروف تقاطعت فوق الوزير السابق، الديبلوماسي الدمث والودود. يشير السياسي إلى الورقة التي كتبها شطح إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني ونُشرت في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية بعد يومين من الجريمة. في مجالسه الخاصة والعلنية كان شطح يقول إن الدعم الإيراني لـ"حزب الله" هو تدخل في الشأن الداخلي اللبناني يرقى إلى مستوى الإعتداء على السيادة اللبنانية، كما يدمر العلاقات بين الطوائف والمكوّنات التي تشكل شعب لبنان.

كتب شطح ما يشبه ذلك في ورقته إلى روحاني في حقبة كانت تشبه تجاذباً شديداً بين تياره الذي يوصف بأنه معتدل، وبين تيار "الحرس الثوري" المتشدد، مع وجوب وضع صفتي المعتدل والمتشدد بين مزدوجين لانضواء الجانبين تحت راية مرشد الجمهورية السيد علي خامنئي. كان روحاني ومن معه يراهنون على نجاح العملية الإنفتاحية على الغرب والمجتمع الدولي وكذلك على العالم العربي، دول الخليج خصوصاً. يهمهم جيداً تهدئة الصراع الشيعي- السني الدائر بضراوة في المنطقة، بدموية في بعض البلدان كسوريا والعراق، وعلى حافة الدم كما في لبنان.

تلاقت بين هلالين هذه المصلحة الإيرانية العليا ومصلحة محلية آنية لـ "حزب الله"- لبنان في ان تجمعه حكومة مع "ولي الدم" الرئيس سعد الحريري وتياره "المستقبل" خصوصاً، قبل افتتاح جلسات المحاكمة في قضية اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري. كان المقصود توفير جاهز لمن يسأل الحزب عن الإتهامات ، أنها ليست بذات أهمية والرئيس الحريري بتياره الذي يمثل غالبية سُنة لبنان ها هو معنا في حكومة واحدة. فوّت عليهم الحريري الإبن الفرصة هذه من غير أن يدع الطابة في ملعبه بعدما أعلن الحزب تراجعه عن معادلة كاد أمينه العام السيد حسن نصرالله يرفعها إلى مرتبة القداسة، على غرار المتهمين بقتل الرئيس رفيق الحريري. صرنا في 8-8-8 بدل 9-6-9. تجدد الأمل في رؤية حكومة برئاسة سلام، ولكن التجاذب بين اعتدال وتشدد في إيران حُسِمَ وفق معادلة جديدة بعد إخراج طهران من مفاوضات جنيف- 2 لحل الأزمة السورية ورفض دول الخليج ولا سيما السعودية التجاوب مع رسائل التودد التي أرسلها روحاني إليها. جديرة بالذكر هنا واقعة أن وزير خارجيته محمد جواد ظريف عندما أبدى رغبة في زيارة المملكة أراد أن يلتقي الملك ولم يكن ذلك ممكنا. في النهاية أفضى الأمر إلى اتفاق على تقاسم للمسؤوليات يتولى بموجبه التيار "المعتدل" قضايا تحسين الإقتصاد ومستوى المعيشة في إيران، بينما يهتم تيار "التشدد" بالسياسة والقضايا الخارجية. يُفسر ذلك أنهار دم سالت بزخم متجدد لاحقاً في سوريا والعراق، وتراجع "حزب الله" اللبناني عن التفاهم على معايير تأليف الحكومة الجديدة. اعتبر على الأرجح، والرأي للسياسي المتكلم، أنه نال غايته من مشاركة "المستقبل" وقوى 14 آذار في حكومة واحدة من دون أن تشارك. مرّ موعد افتتاح جلسات المحكمة الدولية أهدأ ما يكون. أما الوزير السابق محمد شطح فكان يتوجب إزاحته لأنه زوّد فريقاً في إيران مستنداً كان في إمكان هذا الفريق استخدامه أمام المرشد في ذروة الصراع على القرار. اغتياله أيضاً مرّ بأهدأ ما يكون. انتقل شطح بكل تواضع إلى ضفة الشهداء وقلوب من أحبوه.

 

من تحرير جنوب لبنان إلى احتلال كل لبنان

نبيه العاكوم/يقال نت

لم أذكر أن الجيش اللبناني قام بشن طلعات جوية إلا لإخماد الحرائق، بيد أن ميليشيا "حزب الله" لم يقتصر الأمر بها على تجربة إرسال طائرة مراقبة دون طيار، إيرانية الصنع، إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل وصل وبكل وقاحة، إلى العربدة في سماء لبنان وتحليقها لمراقبة رموز وطنية، وربما تسهيلاً لاغتيالها فيما بعد. منذ أن أُعطِيت هذه الميلشيا جواز مقاتلة العدو الإسرائيلي، حُكراً لها باتفاق سوري إيراني أميركي، وهي تنمي قدراتها العسكرية. وبإسم معادلة "المقاومة الجيش الشعب"، قتلت قواتها الطيار اللبناني سامر حنا، لاختراقه أجواء فضائه، وأيضاً إستباحت بيروت في ٧ أيار، وصيدا في صيف ٢٠١٣، وجميعها تحت عنوان "سنقطع كل يد تمتد لسلاحنا". قبل أن تطأ قدم المغترب أو السائح أرض لبنان، تسرح عينه من السماء على الجبال المكسوة ببياض الثلج، الذي لا يمكن ليد البشر الإصلاح أو الإفساد فيه، ولكنني أتجرأ على قول  أن ميليشيا "حزب الله" سبب لعدم وصول الأبيض إلينا، والله أعلم، لغطرستها وعربدتها واستباحة دماء الأبرياء من اللبنانيين، هو الغضب الإلهي على من يدّعي دائما النصر الإلهي. وقبل أن تحط الطائرة على مدرج المطار، ترى الفوضى ومخالفات البناء في منطقة الأوزاعي التي حاول الرئيس رفيق الحريري تنظيمها ولكن قُوبِل حينها بالمظاهرات وإحراق صوره ودوسها تحت الأقدام تحت عناوين ابتدعها سياسيو "حزب الله" ووصفه بالمشروع الإمبريالي الأميركي... الخ. فضلاً عن طريق المطار الذي يجب أن يكون نافذة لبنان، فترى نفسك كالداخل إلى إيران بالأعلام السوداء ورايات "يا لثارات الحسين" و "يا زينب" وصور قتلى "الواجب الجهادي"، مشهد لم يعتد للبنان مثله حتى أبان الحرب الأهلية!

هذا الوصف ينطبق على كل المناطق التي تُشكل مأوى لميليشيا "حزب الله"، ذات الطابع الطائفي، هكذا أرادوه، وإن لم يكن ل"حزب الله" حضور في منطقة، ولكن تجد راياته على كثير من الساحات رغماً عن أصحاب الأرض، صيدا مثال. وأيضاً عبر زرع خلاياه في مناطق غير نفوذه، كجبل محسن المطل على طرابلس، و"سرايا المقاومة" المنتشرة في صيدا وطرابلس.

لم يقتصر الأمر عند هذا الحد، وأصبح يأخذ منحى إحتلال أبيض للأراضي في لبنان، وسلبها من أصحابها الأصليين. في بلدة لاسا في جبيل، تحاول الكنيسة المارونية أن تمسح العقارات التابعة للمطرانية، ولكنها جوبهت باعتراض أهالي المنطقة، عائلات "شيعية"، الذين تعدّوا على أملاك الوقف الماروني (المساحات قيد الاشكال تفوق 4 ملايين متر مربّع)، رغم امتلاك الكنيسة للأوراق القانونية الضرورية تُؤكد ملكيتها للاراضي.

هذه المحاولات الحثيثة والممنهجة لإحداث تحولات ديموغرافية وجغرافية في منطقة كسروان وجبيل هدفها إيجاد نوع من الهلال الشيعي الصغير الذي يربط البقاع بكسروان مروراً بجبل لبنان، وهذا ما صرح به زعيم "حزب الله" حسن نصر الله قديماً أن المسيحيين أتوا إلى لبنان كغزاة! في المقابل، ترى من السياسيين الذين يحاربون هذه الهيمنة ويقفون في وجهها ضعف وإهمال، ويتجلى ذلك في عدم الإحتفاظ بالمراكز الموكلة إليهم حسب إتفاق الطائف، فزعماء السنة لا يستطيعون التمديد لرجالاتهم في الأجهزة الأمنية، كالجنرال ريفي، فضلاً عن عدم الإحتفاظ برئاسة الوزراء للفائز بالإنتخابات النيابية! أيضاً المساعدة بشكل غير مقصود على الهجرة لشبابهم، وابتعاثهم إلى الخارج لعدم قدرتهم على توظيفهم في المؤسسات الحكومية. وفي المقلب الآخر، ترى المسيحيين أيضاً، يتآكل وجودهم ومناصبهم أمام أعينهم، واليوم الرئاسة الأولى في خطر أمام الصِدام الحاصل بين أحزابهم على المحاصصة الشعبية وعلى الزعامة! وكل هذا يصب في مصلحة إحتلال لبنان من قِبل ميليشيا "حزب الله"، التي تعتمد منهج الخميني في قوله "والاهداف العليا انما تبدأ من نقاط اولى وعن طريق الدعوة والتبليغ...وهكذا كانت تتزايد انصار الفكرة على مر الزمان حتى تتسرب في اعماق المجتمع وفي اعضاء الدولة من اداريين وعسكريين".نعم، نَكُنّ ل"حزب الله" الشكر لتحرير الجنوب، حتى لو كان فخاً نصبه العدو الإسرائيلي لزعيمه الذي يُوصف بالمراهق، كونه يجيد تحويل الإنتصارات إلى هزائم. ففي حين كان اللبناني محروم من جنوبه المطل على الأراضي الفلسطينية، تراه اليوم بإمكانه السهر على قمة قلعة شقيف والعِبّاد والسباحة على شاطئ الناقورة واصطياد الأسماك. ولكن سقوط القناع عن الحزب الذي ادّعى لبننته، وارتهانه لأجندة إيران، جعله يسقط في فخ إحتلال لبنان بأسره، فإن لم يكن بجنده، فاليوم يسرح ويمرح بطائراته، وغداً سيجعلها منصات لصواريخ تصطاد معارضيه.

 

عندما تضحي المصالح الدولية بالشعوب

باسم الجسر/الشرق الأوسط/طرحت مجلة «نوفيل أوبسرفاتور» الفرنسية بصدد مؤتمر «جنيف 2» والسياسة الأميركية الجديدة في الشرق الأوسط سؤالا بالغ الخطورة وهو: هل اختارت واشنطن إيران والشيعة حليفا تكتيكيا لها ضد السلفية السنية الجهادية وما ينسب إليها من إرهاب في سوريا والعراق وغيرها من دول العالم؟

كاتب المقال لم ينطلق من فراغ، ولا كان تساؤله منطلقا من افتراض أو أمنية، بل استند إلى وقائع ملموسة ومواقف رسمية مخابراتية ودراسات مراكز أبحاث أميركية نشرت بعد عملية 11 سبتمبر (أيلول) عام 2001.

وأذكر في ما أذكر دراسة وضعت في معهد بروكنغز في واشنطن، بعد عملية 11 سبتمبر، يحذر واضعوها من السلفية السنية و«القاعدة»، ويقترحون لذلك تقسيم دول المنطقة لإنهاك اقتصاداتها بحجة أن بعضها يستخدم في تمويل الإرهاب. كما أذكر حديثا للجنرال والترز المبعوث المخابراتي الأميركي الجوال عبر ندوة تلفزيونية في باريس، غداة نجاح الثورة الخمينية في إيران، أجاب فيها عن سؤال مدير الندوة قائلا: «تتحدثون عن العالم الإسلامي وكأنه كتلة واحدة وتنسون أنه منقسم إلى عالمين، سني وشيعي، وأن الخصام بينهما قديم، وأن المتشددين السنة لا يشكلون أكثرية المسلمين في العالم، وهم بدورهم منقسمون إلى تيارات وأحزاب وتنظيمات متنافسة إن لم نقل متعادية».

إن أي مراقب للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط لا يحتاج إلى مزيد من الشهادات والأدلة على تذبذب هذه السياسة وتقلب مواقفها السلبية أو الإيجابية والحيادية بين الأنظمة العربية الحاكمة وبالنسبة للحرب على الإرهاب التي امتدت إلى باكستان وأفغانستان وأفريقيا قبل «الربيع العربي» وبعده، والتي تميزت، مؤخرا، بنوع من التقليص لتدخلها في ما يحدث من ثورات عربية وبنوع من القبول بالأمر الواقع، ممثلا هنا بوصول «الإخوان المسلمين» إلى الحكم في مصر وتسلقهم إليه هناك، واختيار الدبلوماسية والمفاوضات في تصفية النزاعات بدلا من التدخل المسلح.

إلا أن المفاجأة الحقيقية في المنحى الجديد للسياسة الأميركية كانت موقفها من الثورة السورية وتفاهمها مع إيران حول المسألة النووية توصلا إلى التنسيق والتعاون مع روسيا الذي تجلى في صفقة الأسلحة الكيماوية السورية وحول مؤتمر «جنيف 2». والسؤال الجدي المطروح اليوم هو حول النوايا الحقيقية أو الأهداف السياسية التي تسعى إليها واشنطن من وراء هذه التحولات أو الانحرافات السياسية في الشرق الأوسط.. هل هي فقط تكتيكية مرافقة ومنسجمة مع سياسة الانسحاب العسكري من العراق وأفغانستان؟ أم هي استراتيجية تشكل بداية انعزالية أميركية جديدة؟ أم هي مرتبطة بمصالح إسرائيل في المنطقة التي لا تنكر واشنطن تأثرها بها إن لم نقل خدمتها لها؟

إن محاربة «الإرهاب الإسلاموي» وجماعاته المنتشرة في العالم مسألة متفق عليها بين موسكو وواشنطن بل وجميع الدول الكبرى والوسطى الغربية والشرقية، ومعظم الدول العربية والإسلامية رسميا. لكن المشكلة هي في تحديد الإرهاب والإرهابيين وفي تصنيف الجماعات والأحزاب الإسلامية السلفية أو الإخوانية المتطرفة والمعتدلة، ومروحتها واسعة جدا، بل إن بعضها - كما يؤكد البعض - هو من صنع أنظمة حكم تتظاهر بمحاربة الإرهاب وهي في الحقيقة تستخدم هذه الصورة البشعة والدامية للمقاومة أو «الجهاد»، لتستجلب تعاطف الرأي العام الدولي إليها أو للسكوت عن قمعها القاسي لانتفاضة الشعب عليها، أو لأغراض سياسية داخلية أو إقليمية.

لا شك في أن تفاهما أميركيا - روسيا صادقا سيساعد كثيرا على إنهاء المحنة السورية، لكن موقف إيران من هذا التفاهم يبقى، لسوء الحظ، ضروريا. والسؤال الحقيقي هو: ما هو الثمن الذي تطلبه إيران؟ وما هو الثمن الذي تقدر واشنطن على دفعه في إطار استراتيجيتها الجديدة في الشرق الأوسط؟ ما هو الثمن الذي ستدفعه الشعوب العربية، والشعب السوري خاصة؟ ولا ننسى موقف إسرائيل التي يهمها استمرار الوضع الثوري في سوريا، وفي كل الدول العربية لأطول مدة، لأنه يصب في مصلحتها. قد يكون من الصعب جدا تلاقي نظرة واشنطن وموسكو وطهران وتل أبيب حول ما يجري في سوريا وباب الخروج منه، لكن في انتظار العثور على حل وقبول كل من النظام والشعب السوريين به، تتعدى المأساة المصيرية سوريا وغيرها من الدول العربية التي مسها الربيع العربي، إلى العالمين العربي والإسلامي الممزقين بصراعات داخلية شديدة الخطورة، ونعني صراع الديمقراطيين الإصلاحيين الحديثين المجددين ضد التيارات الدينية - السياسية والصراع السياسي المتجدد بين أهل السنة والشيعة، بالإضافة إلى اعتماد العنف والإرهاب أسلوبا للوصول إلى الحكم.. وهي صراعات تستطيع الدول الكبرى وإسرائيل الاستفادة منها لكنها لا تستطيع معالجتها وحسمها بسهولة، حتى ولو كانت راغبة في ذلك وصادقة!.. وليس ذلك بأكيد.

 

المأزق  السوري: الانتصار ممنوع والهزيمة غير واردة لأي "لاعب

أسعد حيدر/المستقبل

وصل "اللاعبون"، في "الملعب" السوري، بعد سنوات ثلاث، من الثورة و"الحروب"، الى مأزِق، تعددت أسبابه والنتيجة واحدة. قِمة هذا المأزق، أن الانتصار ممنوع والهزيمة غير واردة لأي "لاعب". النتيجة الاولى لذلك، ضرورة التفاهم والعمل بالتكافل والتضامن، لصوغ حل مُرضٍ للجميع. الخاسر الوحيد والكبير هو الشعب السوري الذي أضاع 37 سنة من التنمية، واصبح بحاجة الى اكثر من مئة مليار لإعادة البناء. اما الخسارة الكبرى فهي في عدم امكانية تعويض الخسائر البشرية سواء الذين قتلوا او تشوهوا جسدياً او نفسياً..

اللاعبان الكبيران واشنطن وموسكو، استثمرا "الحروب" في سوريا، لكن مؤخراً اخذت تسحب من رصيدهما. باراك اوباما، وهو "اخبث" رئيس عرفته الولايات المتحدة الاميركية ترك الجميع يقاتلون بعضهم بعضاً. هم يخسرون بالمال والرجال، وهو يكسب من خسائرهم. الآن إطالة الحرب اصبحت تعني تضخم التطرف والارهاب وتمددهما خارج سوريا. السؤال الملح للجميع وليس لواشنطن: ما العمل بالآلاف من مقاتلي "القاعدة"؟ الذين يتضاعفون في كل يوم حرب جديدة. كيفية العثور على حل ينهي الحرب ويقيم نظاماً جديداً، وإبعاد الارهاب والارهابيين وضمان عدم اختراقهم لدوائر النار هو الشغل الشاغل للادارة الاوبامية".

موسكو، استثمرت الكثير في سوريا. حتى الآن بدا ذلك كثير الربح. "القيصر" بوتين قال: "من كان يقول ان هذا "الصبي" اي الاسد، سيؤمن لي مجيء كل القيادات الدولية الى موسكو لسؤالي عن الحل". الآن بدأ العد التنازلي. لا يمكن الاستمرار في حرب بلا نهاية. يجب العثور على حل يؤمن "للقيصر" مردوداً يوازي ما استثمره سياسياً وعسكرياً. موسكو قلقة من نمو التطرف والارهاب في سوريا، وتحولها الى "مختبر" ميداني أهم من افغانستان (بسبب موقعها الجيو- ستراتيجي) للارهاب خصوصا القادمين من الشيشان. لا شك ان الهمّ الكبير "للقيصر" حالياً، هو انتهاء الاولمبياد الذي كلفه 37 مليار دولار سالماً خصوصاً وان الخوف من الارهاب "يتزلج" في سوتشي.

إيران، هي "اللاعب" الأبرز بلا منازع. المرشد آية الله علي خامنئي وضع كل ثقله، ومعه أموال ايران وخبراتها الميدانية لانقاذ الرئيس بشار الاسد. سقوط الأسد بأي صيغة من الصيغ، يشكل ضربة مباشرة للمرشد في وقت فاصل وحساس في قلبِ السلطة وأيضاً الجنرال قاسم سليماني القائد الميداني الحقيقي للحرب. "الفيلق الشيعي" الذي شكله يضم عشرات الآلاف من العراقيين و"حزب الله" و"الحوثيين" اليمنيين، وباكستانيين وغيرهم. استمرار الحرب في سوريا يشكل لايران عملية استنزاف مبرمجة في وقت خزينتها اصبحت فارغة. غضب الصفوف الطويلة للايرانيين طلباً "للاعاشة" من الرز والبيض والسكر والشاي وشعورهم بالاهانة، في وقت تصرف المليارات في سوريا، يرفع من منسوب الغضب الشعبي والقلق الرسمي.

مأزق القيادة الايرانية خصوصاً المرشد والجنرال؟ (قال جواد ظريف بوضوح ان لا علاقة له بالملف السوري) ان الاستنزاف المالي وحتى البشري مستمران بقوة ودون افق لنهايتهما، وان الانسحاب الفوري من سوريا مستحيل. لا أحد يسلّم "سلاحه" أثناء المفاوضات.

يبقى "حزب الله" المأزوم الكبير. انخرط "حزب الله" بكل قواه، في "الحروب" السورية، مهما كابر فإن خسائره البشرية من المقاتلين هي استنزاف مستمر. خسائره السياسية والمعنوية اكبر بكثير. تحول من مقاومة الى "سلاح" في حرب مذهبية، تهدد الجميع سواء اراد او رفض. لبنان تحول من ارض "نصرة" الى ارض "جهاد". المطلب الكبير "لحاضنته الشعبية" اليوم، "الأمان". الارهابيون وخطرهم اصبحوا جزءاً من يوميات الضاحية والبقاع اما الجنوب اي القطاع 1701، فليس مضموناً استمرار تحييده. اما المأزق الحقيقي للحزب، انه ليس بإمكانه الانسحاب بقرار ذاتي، لأنه يبقى جزءاً من ملفات التفاوض. وهذا كله ينسحب على لبنان وفي النهاية على حاضنته الشعبية أي الشيعة.

 

الوزير والنائب السابق ادمون رزق/تفريغ رئاسة الجمهورية جريمة توازي الخيانة وليس في الميثاق والدستور أي تصنيفات سياسية

ريتا شرارة/المستقبل

حتى لا تضيع معاني المفردات الدستورية التي قام عليها النظام السياسي اللبناني منذ العام 1943 في بازار تشكيل حكومة تأخرت ولادتها 11 شهراً، وفي ضوء تغييب مستمر لمجلس النواب ودوره، سألت "المستقبل" المرجع الدستوري والقانوني الوزير والنائب السابق ادمون رزق، أحد المشاركين في مؤتمر الطائف وواضع مشروع تعديل دستور الجمهورية الثانية، عن ماهية "الميثاقية" التي يكثر تناولها اليوم، لا سيما بعد ادخالها في الزواريب الحزبية من هنا وهناك.

فرأى أن:

1- الميثاقية هي صيغة نسبة الى "الميثاق" واستطراداً الى الوثيقة. المقصود بالميثاق الاتفاق الذي سمّاه الرئيس فؤاد شهاب "شرعة الكيان غير المكتوبة"، ذاك الذي وضع في العام 1943 ويصف لبنان بأنه "بلد عزيز وحر، وليس ممراً ولا مقراً لأي استعمار بمعنى الارتهان بكل معانيه. ولبنان المستقل، والعزيز والحر ذو وجه عربي، وبلد العيش المشترك بين الطوائف مسلمين ومسيحيين وغيرهم". ولأن الحال على هذا النحو، فان هذا العيش المشترك "كان يقوم على نسبة معينة في مجلس النواب، 6 للمسيحيين و5 للمسلمين، ومناصفة في الحقائب الوزارية وفي الوظائف العامة على مستوياتها كلها".

في العام 1989، بعد تفريغ رئاسة الجمهورية وتفسيخ الدولة، كانت الوثيقة (وثيقة الوفاق الوطني اللبناني)، أضاف رزق، وفيها أن لبنان وطن نهائي حر مستقل سيد عربي الهوية والانتماء تأكيداً لعروبة معيوشة. "وخصّصنا، في الوقت نفسه، العلاقة العربية والدولية وعضوية الجامعة العربية والامم المتحدة والتزام مواثيقهما والاعلان العالمي لحقوق الانسان. أقمنا المناصفة في مجلس النواب كما في الحكومة، وفي وظائف الفئة الاولى، من دون تخصيص اي وظيفة لأي طائفة. الامر نفسه ينسحب على الوزارات لأن الوزارة هي وظيفة عامة ايضاً". وهذا يعني، بحسب رزق، أن "ليس هناك احتكار لأي وظيفة من اي طائفة او حزب. فالوثيقة لم تتطرق الى اي تصنيفات حزبية او سياسية على الاطلاق". وميز: "الميثاق في البدء كان بين "المسلمين والمسيحيين في لبنان"، في حين ان الوثيقة هي "بين اللبنانيين، مسلمين ومسيحيين"، من دون اي تصنيف سياسي او تمايز او أفضليات".

وقال: "إنّ التنسيب المذهبي في الحكومة هو عرفي، فعدد الوزراء الشيعة والسنة والموارنة في الحكومة متساوٍ، ضمن المناصفة العامة بين مجموع المسلمين والمسيحيين. واتفقنا في الطائف على السعي إلى تخطي الطائفية بعد انشاء هيئة وطنية تقترح الغاءها من أساسها توصلاً الى الغاء الطائفية السياسية. فمن غير الممكن أن تلغى الطائفية السياسية في وقت لا تزال الحياة العامة والسياسة كلها تقوم على الطائفية والمذهبية. لذا، كان يفترض ان تشكل الهيئة الوطنية في العام 1992، وان تضم، الى رئيس الجمهورية ورئيسي المجلس والحكومة، شخصيات سياسية واجتماعية وفكرية لاقتراح الغاء الطائفية، اي تحقيق المجتمع المدني العلماني". وهذا هو جوهر المادة 95 من الدستور: "فلا الطائف ولا الدستور ولا الميثاق الوطني ولا وثيقة الوفاق الوطني بحثت في اي فرز سياسي او محاصصة سياسية. ولا علاقة للوثيقة ولا للميثاق بهذه البازارات التسييسية التحزبية والفئوية التي تعزف على الوتر الديني والاثارة الشعبوية وهي، بالنتيجة، شخصانية تنطلق من اعتبارات انانية وليس من انتماءات فكرية حضارية". لذا، فان استخدام "الميثاق" او "الميثاقية" راهناً ينم "اما عن جهالة لمعانيها او عن نية التضليل لزعزعة أسس الشراكة الوطنية". فالطائف كان "عهد حياة وعقد شراكة في المسؤولية. الحكم هو شراكة مسؤولية وليس تقاسم حصص وتوزيع مغانم. فالميثاقية، اذاً هي العيش المشترك وكل إقحام للتصنيفات السياسية والحزبية فيها يخرج عن روح الميثاق وطبيعته".

2- ان تفريغ الرئاسة الاولى في العام 1988 أدى الى اعادة النظر في الميثاق. وما يجري الآن هو تكرار "للجريمة، لأن كل اثارة تفتعل لاعادة النظر في الوثيقة وتالياً في الدستور، هي تشكيك في العيش المشترك". وساق رزق الى المعنيين مثالاً على عدم الميثاقية في الحكومات: "في العام 1988، قامت حكومتا أمر واقع، واحدة بلا مسلمين والثانية من دون العدد الموازي للمسيحيين مما شكّل اخلالاً بصيغة العيش المشترك والميثاق الوطني. فكان وجود الحكومتين جريمة ناشئة عن خطأ فادح، وطني وسياسي، أقرب الى الخيانة". وأعاد نقض الميثاق الى أسبابه: "كان أول هذا النقض تمرّد قيادة الجيش بعدم ضمان أمن مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية، لمنع الشغور، ثم عدم تسليم السلطة لرئيس الجمهورية المنتخب (الشهيد رينيه معوض). فحكومتا 1988 كانتا تفتقران الى الميثاقية". وأضاف: "لا يمكن فصل مبدأ الميثاق والوثيقة عن الدستور. ان الميثاق يشمل أولاً بسط سيادة الدولة بقواها الذاتية على الاراضي اللبنانية. فالسيادة هي المظلة لكل ما يسمى دستوراً او ميثاقاً او وثيقة، او وطناً وكياناً حراً مستقلاً".

وتابع: "لا يجوز الخلط بين "الميثاقية والزبائنية"، لأن المحاصصة السياسية تنطلق من عقدة الزبائنية". لذا، رأى رزق وجوب "العودة الى ثقافة الديموقراطية الحقيقية والانتماء الى دولة مكتملة السيادة والمقومات بمؤسساتها. ويقتضي وفقاً للدستور ووثيقة الوفاق اعادة بناء المؤسسات انطلاقاً من اعلان بعبدا الذي يندرج في خط وثيقة الوفاق. وهذا كله يحتاج الى من يعرف ويميز، ولديه الخبرة والادراك وثقافة الوحدة الوطنية الحقيقية، التي هي أبعد ما تكون عن فكرة المحاصصة والمصالح الآنية".

وفي الاولويات التي حددها رزق "اعادة احياء دور رئاسة الجمهورية بقدر من المعرفة والخبرة والأهلية". فثمة وجوب "لاعادة الاعتبار الى الكلمات فلا تفقد معانيها، لأنه لا يجوز استعمال التعابير والمصطلحات بما يتعارض مع معناها اللغوي ومدلولها العلمي. وما نراه اليوم خبطاً عشوائياً في استخدام هذه الكلمات مما يهين اللغة أولاً، ومن ثم مستخدمها فضلاً عن القارئ والسامع". وطالب بـ"وجوب اخضاع متعاطي الشأن العام الى دورات تدريبية لمعرفة أصول استخدام الكلمات المناسبة في الخطاب السياسي لتركيب جمل مفيدة!".

وفي الخلاصة التي يراها رزق: "يجب التماس الحلول بالاساليب الديموقراطية، فيصدر رئيس الجمهورية بالتوافق مع الرئيس المكلّف، بعد تعيينه، حكومة "انقاذ وطني" من أشخاص غير ضالعين في العدائية، مؤهلين أخلاقياً وعلمياً، لهم الخبرة والصدقية، وليس في سجلاتهم ما يقلق... وعلى الجميع ان يقتنعوا بعبثيّة هذا التدافع الانتحاري، فنبدأ بتطبيق المحاسبة: الشعب للنواب، والنواب للحكومة. لأنه، كما يتألف فريق لعبة من لاعبين يتقنونها، فان فريق الحكم يجب ان يتألف من رجال دولة... يشعرون بمسؤولية العمل معاً لخدمة المواطن ومصلحة الوطن!".

عضو المجلس الدستوري الباحث الجامعي الدكتور أنطوان مسرّة: مسيحيون يستغلّون "عقدة الذمّية" للتعبئة الشعبية

جورج بكاسيني/المستقبل

يناقش عضو المجلس الدستوري الباحث الجامعي الدكتور أنطوان مسرّة في هذه الحلقة تجربة الاعتدال في لبنان وخصوصاً دور المسيحيين في هذه التجربة. ويستنتج أنّ المسيحيين يشهدون في هذه المرحلة "ظاهرة انحطاط لا مثيل لها في تاريخ المسيحيين العرب عنوانها استغلال الخوف لديهم وسعيهم إلى الحماية من أنظمة توليتارية"، مع العلم أنّ هذا "الاستغلال" يتنافى مع التراث المسيحي المدافع عن الاعتدال. ويعتبر أنّ بعض السياسيين المسيحيين يلعبون على وتر الغرائز المكبوتة "ويوهمون المسيحيين بأنّهم يدافعون عنهم كأقليات لتبرير تحالفات مشبوهة وخارجة عن الطبيعة".

ويرى مسرّة أنّ لبنان بلد الانتصارات "المستحيلة والمفخّخة والوهمية"، وأنّ "الميثاق والدستور والطائف والاعتدال مصطلحات تعرّضت للتلوث"، مشيراً إلى أنّ كل تطرّف ديني بمعنى التعصّب هو "صهينة عند المسيحيين وعند المسلمين"... وأنّ في لبنان تجارب عدّة من الاستقواء كان ضحيتها المستقوي نفسه.

وقال مسرّة إنّ التسوية كما يقول الفيلسوف الألماني جورج سيميل هي "أهم اختراع للفكر البشري, لكنْ هناك فرق بينها وبين المساومة"، مؤكداً انّ عبارة "على مسافة واحدة من الجميع" الشائعة في لبنان هي العبارة "الأكثر انتهازية وانحطاطاً". وشدّد على أنّ لبنان أنجز مرحلته التأسيسية دستورياً "ولا يمكن إعادة تأسيسه من جديد"، مشبّهاً إعادة التأسيس بـ"زوجين يعيدان النظر يومياً في عقد زواجهما".

ورأى مسرّة أنّ أهم نموذج للاعتدال في الذاكرة التاريخية في لبنان هي الطائفة الأرمنية "لأنّها تعلّمت من ذاكرتها وأصبحت داعمة للدولة"، مستشهداً بعبارة قالها له النائب الراحل خاتشيك بابيكيان العام 1975، رداً على الانتقادات التي كانت توجَّه للأرمن بسبب عدم انخراطهم في الميليشيات: "لا نريد أن نتهجّر مرّة ثانية".

يتوقف الدكتور مسرّة بداية أمام بعض المصطلحات التي أفرغت من معناها : "كل العبارات والمصطلحات في لبنان تعرّضت للتلوث: الميثاق، الدستور، الطائف، الحكومة، التوافق، كلها من دون استثناء. حتى بعض القضايا المتعلقة بالله تعرّضت للتلوث. هذه ظاهرة تشبه الحالة التي عرفتها ألمانيا خلال النازية لأنّ الأنظمة الديكتاتورية التي تسعى إلى السيطرة، تبدأ بتخريب النفوس والعقول. يقول كونفوشيوس: "عندما تفقد الكلمات معانيها يفقد الناس حرياتهم"، يعني أن المعاني إذا لم تعد واضحة يمكن التلاعب بعقول الناس وجرّها واستغلالها. أكثر العبارات التي تعرضت للتلوث عبارة "الاعتدال"، وذلك لسببين؛ الأول أنّ لدى اللبناني تقاليد عريقة جداً في التسوية، وهذه ظاهرة إيجابية جداً. يقول الفيلسوف الالماني جورج سيميل: "التسوية هي أهم اختراع للفكر البشري"، لأنّ الحيوان غير قادر على التسوية وكلما كان الإنسان ذكياً كلما توجّب عليه مواجهة عدة احتمالات لقضية متشابكة، لكن بين التسوية والمساومة فرق شاسع والبعض عندنا يميل غالباً إلى المساومة وليس إلى التسوية. التسوية قائمة على حقوق وتنازلات متبادلة.

أما المساومات التي فيها قهر واستسلام فتنجح لفترة وجيزة وسرعان ما تنفجر فجأة كما حصل مراراً في لبنان، فيبدو ذلك مفاجئاً للوهلة الأولى. المثال الأبرز هو اتفاق القاهرة سنة 1969. لم نكن مخيّرين بين الجيّد والسيئ بل بين السيئ والأسوأ. خلال السنوات العشرين الأخيرة على الأقل ومع تراجع رجال الدولة في لبنان انتشرت الانتهازية لدرجة لا مثيل لها في كل تاريخ لبنان، وطالت جماعات من الناس من قضاة ومن أساتذة جامعات ورجال دين ولا أقول جميع الناس، طبعاً هناك أشخاص محصّنون وليسوا في حالة استسلام كامل وتموضع وانتظار مَن سيربح للاصطفاف. هذه الانتهازية انتشرت كثيراً حول أمور جوهرية تتعلق بالسيادة والاستقلال بالرغم من بطولات عديدة في الدفاع عن الحرية وشهداء الحرية وما إلى ذلك.

لكن عندما تطال "الانتهازية" و"التموضع" و"التكتيك" و"المساومة" أموراً جوهرية وفي ظلّ هذا النوع من القيادات تكون البلاد في عصر من الانحطاط. الاعتدال هو في جوهر التكوين اللبناني وفي صلب الثقافة الميثاقية في لبنان. وهنا لا أعني الاعتدال ضدّ كل التطرّف، لأني في بعض الأحيان أحب التطرّف في الأمور الجوهرية، التطرّف مطلوب في الأمور الجوهرية وهي قليلة ونادرة. أعني بالقضايا الجوهرية: الميثاق والدستور واحترام التقيّد بمسار المؤسسات، الاستقلال والعلاقات في ما بيننا".

مفهوم العدل و الاعتدال

[ يعني العيش المشترك؟

ـ "طبعاً، طبعاً، الرئيس حسين الحسيني يقول إنّ لبنان ليس مجرد أرض بل علاقات في ما بيننا وهذه صارت أموراً اختبارية، يعني في السابق كان فيها نوع من الأدلجة مثل "لبنان ذو وجه عربي" ولبنان "موحّد" أو "فدرالي" وما إلى ذلك، كل هذا تجرّب عملياً ولم يعد هناك تنظير حول هذه المسائل. هنا نعود إلى عبارة الاعتدال في اللغة العربية. يجب أن نعيد الاعتدال إلى أصالته، كلمة اعتدال بحسب "لسان العرب" مشتقة من "عدل" و"العدل" يتطلب موقفاً حقوقياً ويتطلب مجموعة مبادئ وهو خارج أي مساومة. الاعتدال هو الذي يؤثر على العدالة بين الناس والتقيّد بحقوق الجميع وفي العلاقات البشرية بين الناس.

ما يعني عدْل وعَدَلَ واعتدال، كم هذه العبارة غنية خصوصاً في الفقه الإسلامي، نعم يجب أن نعود إلى مفهوم العدل والاعتدال، وأن نشجّع على المواقف المبدئية في الشؤون اللبنانية الأساسية. إذا كنت تريد نموذجاً عن هذا الموضوع يوجد لديك نموذجان، نموذج الرئيس فؤاد شهاب صاحب شعار "ماذا يقول الكتاب" وهذا ذروة الاعتدال، وكتاب وزير الخارجية السابق فؤاد بطرس (مذكراتي) الذي يجسّد أيضاً ذروة الاعتدال.

أين نجد اليوم هذا النوع من الاعتدال؟ هو غير موجود لدى بعض العاملين في الحقل العام وهذا يعني ان المعتدل يجب أن يكون قاضياً معنوياً ويجب أن يكون عادلاً بروحيته ولديه احترام لقواعد اللعبة في لبنان. درجت في الفترة الأخيرة عبارة كان يردّدها كثيرون "على مسافة واحدة من الجميع". لا يوجد عبارة أكثر انتهازية وانحطاطاً من هذه العبارة. ماذا تعني انني "على مسافة واحدة من الجميع؟".

وهذه العبارة كانت تُستخدم بشيء من التفاخر، وهي تعني في علم النفس أنّ مَن يكون على مسافة واحدة من الجميع هو أساساً لا يعطي رأيه. يتجنّب إبداء رأي تجاه الآخرين ما يعني باللغة الفرنسية "equidistant" التي لا تُستعمل إلاّ في علم الهندسة. لأنّها تتطلب الكثير من الحسابات ولا تُستعمل إلا في علم الهندسة. هؤلاء الذين يكونون على مسافة واحدة من الجميع ليس لديهم موقف ويتموضعون ولا يقولون ماذا يريدون وفي غالب الأحيان يسعون إلى التموضع وهذه تتطلب منهم الكثير من الحسابات ولا شيء إلا الحسابات لمصلحتهم وليس لمصلحة المبدأ والحقيقة والموقف. أقول ذلك مع شيء من الابتسامة لأنني أنا أيضاً ظُلمت في هذا الموضوع".

[ كيف؟

ـ أنا لست منتمياً إلى حزب. أنا من حزب الدولة ولكن ككل كائن بشري عندي أفضليات عند هذا الحزب وأفضليات عند ذاك الحزب. وهذا يعبّر عن التزام بالشأن العام ولكن عندما تتخذ في لبنان موقفاً مبدئياً في بعض الشؤون يصنّفونك مع انك لم تتبنَّ لا حزباً ولا فئة ولا أي جهة معينة".

[ يصنّفونك منحازاً؟

ـ "نعم، يصنّفونك منحازاً لأن معايير الجمهورية تلوّثت ورجال الدولة موجودون اليوم في الحكم وترى كيف يصنّفون البعض في هذه الجهة أو تلك، لأنّهم يتبنّون: ماذا يقول الكتاب".

[ أفهم من كلامك أنك تنعى تجربة الاعتدال في لبنان؟

ـ "أريد تصويب الاعتدال، نحن نمر في مرحلة بالغة الخطورة في قضايا العلاقات الإسلامية المسيحية. العلاقات بين الأديان استقطبت العديد من الحوارات، وكانت مجدية ومفيدة ولكنها تجنّبت الأمور الصعبة، ليس في سبيل العداء بل في سبيل معالجة بنّاءة. نحن في لبنان نحتاج إلى مواقف واضحة لتجنّب الفراغ، ونحتاج إلى مزيد من التصويب للعودة إلى مفهوم الاعتدال أي طرح المواضيع بروحية غير عدائية بهدف المعالجة وثانياً في القضايا الوطنية السياسية نحن بحاجة إلى التصويب أيضاً والأصالة هي بالعودة إلى قواعد اللعبة في ما يتعلق بالدستور وما اتفق عليه في الميثاق الوطني، لأنّ الميثاق في اللغة العربية هو ما يربط ويوثّق، والمواثيق لا يعاد النظر فيها كل فترة كأننا شعوب متخلّفة.

أنا معتدل بمعنى العدل وبمعنى الحقوق، بهذا المعنى أنا معتدل وأسعى إلى الاعتدال".

[ بناء على تجربتك وخبرتك في الميثاق والدستور، في التجربة اللبنانية إذا رجعنا إلى مرحلة الاستقلال أو ما قبله أو ما بعده عرف لبنان باعتداله ربما بسبب تعددية الطوائف، ولعب المسيحيون دوراً في هذا الخصوص، وقد استشهدت بالرئيس الراحل فؤاد شهاب كنموذج لهذا الاعتدال، ماذا عن جذور هذا الاعتدال عند المسيحيين في لبنان؟

جذور الاعتدال عند المسيحيين

ـ "كل عصر النهضة في المنطقة العربية والفكر اللبناني الميثاقي ووثيقة الوفاق الوطني (الطائف) تمثّل فلسفة الاعتدال. تقاليدنا في التسوية بالمعنى الراقي تؤسس لثقافة الاعتدال، لكن برزت عدوى صهيونية. في علم النفس يقال: "غالباً إنّ الضحية تسعى إلى التمثّل بالجلاد"، وكل تطرّف ديني بمعنى التعصّب هو صهينة إن كان عند المسيحيين أو عند غير المسيحيين، ما يجري بالنسبة إلى بعض المسيحيين خلال السنوات الأخيرة انه تم استغلال عقد نفسية لديهم موروثة من التاريخ حول "عقدة الذمّية" واستغلها بعض السياسيين المسيحيين لتعبئة النفوس والانخراط في توجّهات محددة مناهضة للاعتدال وتتنافى مع كل التراث المسيحي في الدفاع عن الحريات والاعتدال. في علم النفس العيادي لدى بعض المسيحيين عقدة الذمّية بمعنى نحن أقلية مضطهدة، نحن نتكلم في علم النفس وليس في الواقع وهذه العقدة لم تتم معالجتها من خلال تنقية الذاكرة التاريخية. والخطورة أن يستغل بعض السياسيين "imposteurs" هذه الغرائز المكبوتة لدى بعض المسيحيين في سبيل تعبئتهم وإيهامهم بأنّهم يدافعون عنهم كأقلّيات ويدافعون عنهم ضمن تحالف أقلّيات ليبرّروا تحالفات مشبوهة وخارجة عن الطبيعة تتنافى مع مصلحة المسيحيين. أما لدى المسلمين فأوهمت أنظمة استبدادية الديبلوماسية العالمية بأنّها أقل سوءاً من البديل عنها، وانها رمز الاعتدال وانها حامية لما يسمّى الأقلّيات في المنطقة. وظهرت تيّارات "إسلام سياسي"، "إسلام متطرّف"، "إرهاب إسلامي"، كل هذه العبارات أنا لا استخدمها لأنها تعني بالفعل انهم مسلمون متصهينون، لأنّ المسلمين الذين يحرقون الكنائس ويضطهدون مسيحيين هؤلاء خارج كل التراث العربي والإسلامي وهم يريدون بالفعل العيش لوحدهم، أي كما فعل اليهود الصهاينة في إسرائيل. كل تطرّف بمعنى التعصّب هو صهينة ونحن اليوم بحاجة للعودة إلى الاعتدال الإسلامي والمسيحي اللبناني بمعنى العدل والحقوق والعيش معاً بمساواة، لأنّ المنطقة مهدّدة بالصهينة، ولحماية النسيج التعدّدي العربي ضدّ تيّارات الصهينة. هذا يعني اننا أدركنا بالعمق ماذا يعني الصراع العربي الإسرائيلي من الناحية العسكرية، لكن لم ندرك الأبعاد الثقافية للصراع العربي الإسرائيلي. كما وُجد عند المسيحيين في أميركا مسيحية متصهينة، اليوم يوجد إسلام متصهين. يجب أن نواجه مخاطر الصهينة في المجتمعات العربية التي كانت على مدى قرون نموذجاً في إدارة التعدّد الديني والمذهبي في المنطقة".

[ شكّل الاعتدال رصيداً لكل قوى الاعتدال في البلد مسيحيين ومسلمين وخصوصاً للمسيحيين، حيث "وفّر لهم تفاعلاً مع الآخر، وخصوصاً في عصر النهضة. هل يمكن أن تؤثّر صحوة التطرّف اليوم أو استنهاض "عقدة الذمّية" على المزاج التاريخي المرتبط بالاعتدال عند المسيحيين؟

ـ "نواجه خطورة اليوم في قضية الاستقواء. هناك تطرّف يرتدي لباساً دينياً وهذا صهينة، وهناك منحى في الاستقواء منذ العام 1975 حتى العام 1990. كانت هناك مساع من الطوائف الكبرى للاستقواء على بعضها البعض. هذا تطرّف لكن اسمه استقواء وعادة في لبنان هناك تجارب عديدة في الاستقواء وكان ضحيتها المستقوي بذاته لأنّ لبنان بلد الانتصارات المستحيلة والانتصارات المفخخة والمجيّرة للخارج والوهمية، والذي ينتصر بالاستقواء بالخارج يضطر الى دفع فاتورة الاستقواء.

لو كان يستقوي بالداخل بقدرته الذاتية يمكن الحديث عن لعبة ديموقراطية طبيعية، لكن يستقوي بالخارج وهذه تكلّف فواتير في ما بعد. وفي تاريخ لبنان بعض القياديين الوطنيين الذين لم يكونوا انتهازيين بشكل مشبوه مع الخارج، عندما طُلب منهم دفع فواتير تتنافى مع الاستقلال والسيادة تعرّضوا للاغتيال. يجب أن ننمّي الذاكرة لدى اللبناني بأنّه انتهى عهد الاستقواء.

هناك الطوائف الكبرى والطوائف الصغرى. الطوائف الكبرى يعني الموارنة والسنّة والشيعة كان لديهم تجارب بالاستقواء في فترات مختلفة. ظننت بعد العام 1990 أي بعد اتفاق الطائف أنّ هؤلاء أخذوا العبرة ولن يلجأوا إلى سياسة الاستقواء، لكن تبين أن اللبناني لم يتعلّم، ويحتاج إلى عِبَر، هذا عدم اعتدال يأخذ طابع الاستقواء وهو أسوأ من التطرّف ويحوّل لبنان إلى ساحة"، الأقلّيات الصغرى ليست أقل ذكاء لكنها تعرف حجمها".

[ يعني أنت تقول إنّ بعض المسيحيين يستقوون بالطرف الذي يستخدم الاستقواء، إلى أين يؤدي ذلك بالمسيحيين؟

ـ "طبعاً، هناك عند المسيحيين ظاهرة انحطاط لا مثيل لها في كل تاريخ المسيحيين العرب عنوانها استغلال الخوف لديهم وسعيهم إلى الحماية، وهذا أكبر انحطاط في كل دور المسيحيين في العالم العربي. نحن نشهد الآن أكبر مرحلة انحطاطية في تاريخ المسيحيين في المنطقة العربية بسبب استغلال خوفهم واستجدائهم الحماية من أنظمة توتاليتارية بينما كانوا دائماً روّاد الحريات وحقوق الإنسان والديموقراطية في المنطقة. وهذا لا يعني أنّ عليهم المواجهة والعدائية مع الأنظمة ولكن على الأقل الحكمة والحذر وعدم التنظير للخوف واستغلاله، حصل عندنا تنظير للخوف واستغلال للخوف وتلاعب بغرائز الناس حول قضية الخوف. لكن اليقظة قريبة ولكن بكلفة عالية ربما".

[ كيف؟ ولماذا؟

ـ "لأنّه عملياً لا أحد يحمي المسيحيين والمسلمين إلاّ الدولة اللبنانية. يحمينا القانون لا نظام معيّن يحمينا، وإذا قام نظام بحمايتي فيكون ذلك بكلفة مرتفعة. الذين يقومون بتعبئة الناس بحجّة الحماية لا يقولون لهم ما هي كلفة هذه الحماية وهي عالية، والآن يعيش الكثير من المسيحيين العرب كلفة الحماية".

[ نعود إلى تجربة الاعتدال عند المسيحيين، الرئيس فؤاد شهاب هو الرمز الأبرز لهذه التجربة. برأيك، هل هناك نماذج أخرى في التاريخ الحديث؟

ـ "نعم، طبعاً، أنا دائماً أنتقد كل تعميم ضدّ الطبقة السياسية. هذا تعميم ظالم. الحديث عن الطبقة السياسية في ظل التعميم فيه أظلم. لبنان شهد في كل تاريخه رجال دولة ذات مستوى عالمي. فؤاد شهاب، كاظم الصلح، رياض الصلح، بشارة الخوري، كمال جنبلاط، هؤلاء لم يساوموا على قضايا الاستقلال والسيادة، الإمام موسى الصدر وجورج افرام وصولاً إلى رفيق الحريري الذي تعرّض للاغتيال عندما قال لا".

اعادة التأسيس تعني المجهول

[ إذاً الاعتدال عند المسيحيين يشهد مرحلة انحطاط في الوقت الحاضر لكنه ليس في خطر؟

ـ "مرحلة انحطاط نعم، لكنْ هناك خوف كبير الآن من إعادة لبنان إلى مرحلة تأسيسية استنفدت. لبنان أنجز مرحلته التأسيسية دستورياً، لا يمكن إعادة تأسيسه من جديد. يُراد عودتنا إلى مرحلة تأسيسية كباقي الأنظمة العربية ونحن تخطينا هذه المرحلة. عقدنا مؤتمراً منذ أيام في فندق "مونرو" كرّرنا فيه قول الرئيس رشيد كرامي كنموذج في الاعتدال. ففي سنة 1976 طرحت مقولات من مثقفين ورجال سياسة مثل "مات الميثاق وقبرناه" و"الآن بدأت معركة الجبل" و"لينتصر مَن ينتصر". هذه عبارات استُعملت لكن الرئيس كرامي قال عن ميثاق 43 "لنعمل لما يغنيه ولا يلغيه". إذا أعادونا اليوم إلى مرحلة تأسيسية نكون قد دخلنا في المجهول. إعادة التأسيس تشبه زوجين يعيدان النظر يومياً في عقد الزواج. يمكن إعادة النظر في تربية الأولاد أو في أثاث البيت أو إدارة أموال العائلة، لكن لا يمكن إعادة النظر في عقد الزواج كل يوم".

[ ما هي الغاية من هذا الطرح برأيك؟

ـ "ثمّة غاية اقليمية لا علاقة لها بلبنان القصد منها ربط لبنان بالصراعات في المنطقة وتغيير هويته السياسية، وهذه المرّة هناك خطورة كبرى تحدث عنها عباس الحلبي في المؤتمر بقوله: هناك خطر جدّي على وحدة لبنان هذه المرة، هناك خطر من فدرلته وهي فدرلة مستحيلة بالفعل.

منذ حوالى 5 سنوات كان الوضع صعباً في البلد، الصحافية جيزيل خوري سألت الرئيس فؤاد السنيورة في مقابلة تلفزيونية "هل نحن ذاهبون إلى المجهول؟"، فأجابها: "كلا نحن ذاهبون إلى المعلوم، لأن الكلفة باهظة ولكن عبثية". كل الأفكار الأساسية جرّبت في لبنان من ناحية التنظيم الدستوري. الفدرالية الجغرافية جربناها سنة 1860 وجرّبناها في الحرب، والاستقواء جربناه في الحرب، لأنّ النظام اللبناني في مرتكزاته الأساسية ليس قضية لبنانية وحسب، إذ إننا إذا أقمنا نظاماً فيدرالياً في لبنان فسيكون هناك موقف للمنطقة. وإذا قسّم لبنان يقود ذلك إلى تداعيات في المنطقة، وإذا صار لبنان ذات أرجحية إسلامية أيضاً يكون لذلك تداعيات في المنطقة، أو أرجحية مسيحية أيضاً. لبنان في مرتكزاته الأساسية ليس قضية لبنانية، لدينا مجال واسع جداً ولم نعمل عليه في تنظيم البيت اللبناني، فكرة يستعملها ميشال أسمر. لكن الامور الجوهرية كلها قمنا بتجربتها وسنعود إلى المعلوم في النهاية ولكن بكلفة عالية".

الاعتدال و التعددية

[ استنتاجاً، يمكن القول إنّ المطلوب اعتدال داخل الطوائف مثلما هو مطلوب بين الطوائف؟

ـ "طبعاً، المطلوب اعتدال داخل الطوائف والتعددية داخل الطوائف هي التي تصنع الاعتدال. للأسف حصل إلغاء للتعددية داخل بعض الطوائف وهذه تشجّع التطرّف والتعصّب، وكل تعصّب هو صهينة. وأحلى عبارة تتردّد حول ذلك أرددها دائماً عن لسان الإمام موسى الصدر وهي ان "السلام في لبنان هو أفضل وجوه الحرب تجاه إسرائيل".

[ التطرّف له جذور عند المسيحيين في لبنان؟

ـ "التطرّف الذي يتعلق بسيادة لبنان واستقلال لبنان ليس تطرّفاً، هو تطرّف على طريقة "ماذا يقول الكتاب"، أمّا التطرّف بمعنى التعصّب له جذور طبعاً منذ العام 1943 ولم نعالجه، وأبرز تجلياته عقدة الذمّية وعقدة الأقلية وعقدة "لبنان الصغير". عندما نشأ لبنان الكبير تغيّرت الذهنية. قبل ذلك عاش الدروز وبعض الموارنة في لبنان الصغير. ذُكر في كتاب التاريخ المدرسي "هنيئاً لمَن له مرقد عنزة في جبل لبنان"، فليجدوا الآن مرقد عنزة في جبل لبنان. لبنان الكبير كان يتطلب تغيير الذهنية وتفسيراً لجوهر لبنان الكبير، حيث أصبحنا كلنا متساوين، لا يوجد هيمنة لأي طائفة. كان يتطلب معالجة في الذاكرة التاريخية. كل بلدان العالم عرفت هذا النوع من المعضلات لكنها خضعت لمعالجة من خلال كتابة واقعية للتاريخ، وليس توجيه التاريخ. نحن في لبنان الكبير لم نعد "هنيئاً لمَن له مرقد عنزة في جبل لبنان"، ولم يعد هناك تحالف ماروني درزي، هناك ذاكرة تاريخية لجميع الطوائف، لكل طائفة ذاكرة تاريخية، ليست في حالة تناقض مع الذاكرات الأخرى، مثلاً الروم الكاثوليك والروم الارثوذكس عاشوا في المدن وفي تفاعل يومي مع السنّة. موارنة جبل لبنان عاشوا بأقل تفاعل ولكن بانفتاح ثقافي طبعاً. السنّة كان لهم دور خلال العهد العثماني في إدارة الشأن العام. بعض الطوائف الأخرى لديها ذاكرة أخرى وبعض الجهات أتت إلى السلطة كأنّها في حالة غزو، ليس لأنّها سيئة أو فاسدة، لكن لذلك علاقة بالذاكرة التاريخية. أهم نموذج للذاكرة التاريخية في ما يتعلق بالاعتدال هي الطائفة الأرمنية لأنّها تعلّمت من ذاكرتها وأصبحت داعمة للدولة ومدركة ان مصدر حمايتها هي الدولة اللبنانية. أذكر سنة 1975 عندما وجّهت انتقادات عديدة للأرمن بسبب عدم انخراطهم في الميليشيات ولماذا وقفوا على الحياد، أذكر ما قاله لي النائب الراحل خاتشيك بابكيان عندما قال: "لا نريد أن نتهجّر مرّة ثانية". هذه الذاكرة التاريخية تربّى عليها أهل سويسرا، لأنّ تاريخ سويسرا شبيه بتاريخ لبنان، فيه مقاطعات وصراعات وتدخّلات أجنبية، وتعلّم السويسريون من تاريخهم أن لا يفتحوا نوافذهم وابوابهم إلى الخارج. أخبرني سفير سويسرا السابق في لبنان فرنسوا باراس انه إذا ذهب نائب سويسري إلى بروكسل، أي إلى الاتحاد الأوروبي يعزله ناخبوه ويمتنعون عن انتخابه، لأنّ التفاوض مع الاتحاد من اختصاص الدولة وليس النواب. يمكن أن تقابل صديقاً لك في الاتحاد الأوروبي ليست مشكلة، أكثر من ذلك لا يجوز، هذه ثقافة الحياد.

يجب أن نحيّد اللبناني، لأنّه بحاجة إلى حياد ديبلوماسي لأنه أيضاً في علم النفس العيادي السياسي لدى اللبناني عقدة "الباب العالي"، هو بحاجة غرائزياً لباب عالٍ, تعوّد على الباب العالي في تاريخه لحل مشاكله. واللبنانيون الآن ينتظرون الباب العالي.

في أي حال، الباب العالي في الماضي لم يكن يعالج قضيتنا اللبنانية عملياً، كان يجري مساومات يستفيد منها هو وليس اللبنانيين".

[ في الخلاصة، هذا الاعتدال بما يعنيه من أهمية في وجه ما يسمّى الإرهاب والتطرّف وقد أصبحا آفة عالمية، ما هي الخلاصة التي يمكن الوصول إليها لإعادة تظهير هذا الاعتدال وتمتينه؟

ـ "للبنان تراث ضخم جداً على مستوى عالمي في فكر العيش المشترك والميثاقية، ومساهمة في النهضة العربية والديموقراطية والاعتدال بالمعنى الراقي. الجيل الجديد يفتقده. نحن بحاجة لإحياء هذا التراث، وهو موجود لدى "الندوة اللبنانية" (ميشال أسمر)، ولدى القياديين الكبار وفي تراثنا العميق. الجيل الجديد لم يعشه والخطورة لدى الجيل الجديد. قال لي النائب السابق ادمون رزق في إحدى المرات طالما أن البذور موجودة يعني هناك أمل. الفلاحون كانوا يقولون في أيام المجاعة طالما لدينا بذور ليس هناك خطر ولكن إذا فُقدت البذور فماذا نزرع؟".

[ يعني رصيد الاعتدال أكبر من رصيد التطرّف؟

ـ "نعم رصيد متراكم جداً. التجارب التاريخية أثبتت أنك لا تستطيع ضرب تراث بلد، تستطيع ضربه 10 20 30 50 70 سنة ولكن لا تستطيع تدميره. الاتحاد السوفياتي مثلاً شهد على مدى 70 سنة تدميراً منظماً ممنهجاً ضدّ الأديان وانهارت العقيدة الشيوعية بعد 70 سنة. لم تستطع تغيير التراث شرط أن يبقى حياً. غورباتشوف قال في مقابلة مع "لوموند" منذ سنوات إنّ أفكاره الإصلاحية استمدها من جدّه وجدّته اللذين كانا يخبرانه عن روسيا القديمة والأديان وعظمة روسيا. في النهاية تبين أنّ جدّة غورباتشوف كانت أهم من لينين وستالين و70 سنة من الأدلجة المنظّمة في المدارس والجامعات والإلحاد والفكر السوفياتي. لا بد من إعداد برامج مع الجيل الجديد، هناك برنامج مباراة مع ألف تلميذ في كل لبنان حول وجوه ميثاقية والميثاق اللبناني. ميثاقنا بخطر والمطلوب يقظة وطنية عارمة تعيد يقظة انتفاضة الاستقلال و"ثورة الأرز". المطلوب من المواطن أن يقول كفى. أكثر الأشياء تعبيراً لفتت انتباهي في ثورة الأرز وانتفاضة الاستقلال لافتة رُسم عليها خمسة خراف وكتب عليها: إلى متى؟ إلى أين؟".