المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 01 شباط/2014

عناوين النشرة

*لبابا فرنسيس: لا لأحد ينال الخلاص بمفرده. فالبُعد الجماعي في الحياة المسيحية هو أساسي

*بين تواضع قداسة البابا فرنسيس واستكبار الراعي الذي يبارك القتلة ويشرّعن اجرامهم/الياس بجاني

*الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس متّى 05/21-26/ َٱذْهَبْ أَوَّلاً وصَالِحْ أَخَاك، وحينَئِذٍ عُدْ وقَدِّمْ قُرْبَانَكَ

*قراءة في مقابلة جبران باسيل مع مرسال غانم/الياس بجاني

*طبخة بحص/الياس بجاني

*القوات: الطائرة المجهولة الهوية عادت لتحلق في أجواء معراب

*إعلاميون ضد العنف: الطائرة فوق معراب تهديد بالقتل وترهيب سياسي

*القوّات» تؤكد والجيش ينفي التحليق فوق معراب/رينا ضوميط/جريدة الجمهورية

*مانشيت: التأليف في سباق بين التوافق وتشكيلة بمن حَضَر وعكّار في مرمى القصف السوري

*انتهت جنيف وابتعدت الحكومة/علي حماده/النهار

*هل عرقلة تشكيل الحكومة محلية أم خارجية؟ مخاوف من فشل ينسحب على الاستحقاق الرئاسي/روزانا بومنصف/النهار

*تقرير/سيناريو الأبواب المقفلة صار أكثر حظاً

*لبنان: سلام يترك لـ«حزب الله» التفاوض مع عون لئلا يفتح الباب للتفلت من التزاماته

*سليمان عرض الاوضاع مع فتفت واوغاسبيان ومع قائد الجيش شؤون المؤسـسة وطرابلس

*سليمان نوه بجهود الجيش في اعتقال محرضين ومشتركين في تنفيذ التفجيرات

*قهوجي غادر الى السعودية بدعوة رسمية للبحث في الهبة الى الجيش

*المحكمة الدولية الى الاثنين وفرانسين مدد مهلة تقديم الدفوع حول القرار الاتهامي في ملف مرعي حتى 15 شباط

*الاحرار: الحكومة الحيادية هي الخيار الافضل

*شمعون للبنان الحرّ: فريق حزب الله لا يحترم الدولة والقوانين والوزير باسيل لم يكتشف البارود

*زهرا: أشباه النظام يحاولون مقايضة دماء الشهداء بالبترول

*اسرائيل: سنضرب قواعد "حزب الله" ولو على حساب المدنيين

*حرب زار الراعي: لانتخاب رئيس للجمهورية

*الشعار: لحكومة تسدّ الفراغ والامن مُرتبط بحضور الدولة"

*تقارير: وثيقة أمنية تكشف مخططاً انتحارياً ضد شخصية سياسية في طرابلس او بيروت

*الادعاء على الأطرش و12شخصا بالإنتماء لتنظيم مسلح

*التحقيقات مع الأطرش: دور في كل التفجيرات

*رويترز" في الضاحية: متاريس تذكّر بالحرب الأهلية

*مروان حمادة: لا حل الا بالحيادية فجمع الماء والنار في وعاء واحد لن يجدي نفعاً

*برسا الكورة طالبت بتحرير ابنها المخطوف جوليان انطون

*لم يعد سراً من الشراع

*غرف "حزب الله" تتحدث عن معركة في يبرود... فماذا عرسال؟

*الاسد يمطر عكار بقذائف ويقتل لبنانيا ويجرح اخرين

*شهيد وجرحى في قصف من الجانب السوري على بلدات عكارية

*اجتماع في دارة ضاهر دان "سيطرة حزب إيران على الدولة" والخوف وإيقاظ الفتنة يخيّمان على أجواء طرابلس

*النائب معين المرعبي: لوقف الاعتداءات على القرى الحدودية

*المسلسل العكاري الدامي.. النظام يضرب و"الخارجية" تغطي

*تبادل لإطلاق النار بين الجيش ومسلحين قرب الحدود السورية

*النائب جمال الجراح: نتخوف من تطيير الانتخابات الرئاسية

*رئيس "طبيعة بلا حدود": مجزرة بيئية طاولت أشجارا معمرة بين محطة بحمدون وشانيه

*شمعون رفض المشاركة في حكومة مع حزب الله قبل الإتفاق على البيان الوزاري

*عضو "كتلة المستقبل" النائب عاطف مجدلاني: اعادة النظر بالمداورة ينسحب على الحكومة الجامعة

*نائب الجماعة الاسلامية الدكتور عماد الحوت:ارباك تشكيل الحكومة مرتبط بجنيف 2 ويجب احترام الأصول في التوقيفات والعدل بين اللبنانيين

*اقتراح جنبلاطي بـ"تمثيل وازن" لعون وسلام يرى أن "الجمود سائد"

*وزيرة خارجية ايطاليا في لبنان الاسبوع المقبل

*وثيقة بكركي: رئيس "جامع" بين اللبنانيين

*كتلة المستقبل: تشكيل الحكومة الجديدة بات امرا ضروريا لا يحتمل المزيد من التأجيل والمراوحة

*معارضون سوريون يشنون هجوما على قريتين علويتين من داخل لبنان

*علي زار منصور: رصيد الأسد في سوريا كبير ويفوق ال60 في المئة

امل وحزب الله:التكفيريون لا يميزون بين طائفة واخرى ولا دين للارهاب

*مجلس البطاركة والاساقفة عين الخوري بول كرم رئيسا لرابطة كاريتاس

*الروم الكاثوليك : للاسراع في تشكيل حكومة جامعة وانتخاب رئيس للجمهورية في المهلة المحددة دستوريا

*بري: الدولة تسبح نحو اللادولة في كل المؤسسات

*ميقاتي شارك في افتتاح مؤتمر ميونيخ للامن ويتحدث مساء في جلسة عن الوضع في المنطقة والازمة السورية

*عون: لم أحسم بعد قرار ترشحي إلى الرئاسة وحكومة الأمر الواقع غير ميثاقية ولن تأخذ الثقة

*باسيل ممثلا عون في افتتاح وصلة غزير: إما ان نكون شركاء حقيقيين في هذا البلد او لا بلد من دوننا

*المعلم: لا نتائج ملموسة في جنيف2 نتيجة عدم جدية الفريق الآخر وحزب الله مجموعة مقاومة تدافع عن وطنها بطريقة إستباقية ضد الارهابيين

*كيري: كل الخيارات مطروحة لاجبار النظام السوري على التخلي عن الكيميائي

*الإبراهيمي يدعو إلى جولة ثانية من المفاوضات بعد جولة "متواضعة جدا" ووفد النظام السوري يرفض التنازل

*المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو: حان الوقت لمعالجة المسائل الاكثر صعوبة في الملف النووي الايراني

*بريطانيا قلقة إزاء تأخير الحكومة السورية تسليم الأسلحة الكيميائية

*مفاوضات جنيف 2 تنتهي اليوم من دون اي تقدم نحو حل الازمة السورية

*الموعد المحدد لتدمير الاسلحة الكيماوية السورية واقعي

*استخبارات كندا جمعت معطيات مسافرين من طريق اتصالهم بالانترنت في المطارات

*تجار "الكبتاغون" السوريون ينقلون مصانعهم الى لبنان بسبب الازمة

*المطران مارون ناصر الجميل: مسيحيو المشرق يطالبون بالحرية الدينية والتعددية الديموقراطية

*طيف رفيق الحريري يلاحق حزب الله/عبد الرحمن عبد المولى الصلح/الحياة

*هل كسب الحريري الرهان؟/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

*ورقة التفاهم بين عون وحزب الله تترنّح أمام رياح التشكيل/كارلا خطار/المستقبل

*هل قصفت الطائرات الإسرائيلية شحنة سلاح لـ "حزب الله"؟!/فادي شامية/المستقبل

*من أجل مقاومة مدنية/فارس سعيد/جريدة الجمهورية

*الأسد «يلعب» بورقة الكيماوي مجددا/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*المالكي والأسد والاستعانة بداعش/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*يا حبيبي.. كفى نفاقاً فأنت مَن أشعلت الفتنة!/مصطفى علوش/المستقبل

*التفاوض في الوضع السوري أصعب من "النووي"/ثريا شاهين/المستقبل

*الحل السياسي في سوريا هو الحل/أسعد حيدر/المستقبل

*بين الانسحاب والانسحاب وضياع البلاد/رضوان السيد/الشرق الأوسط

*تقويم الجلسة الأولى للمحكمة الدولية الخاصة بـ لبنان:حرفية عالية ووقائع مسندة إلى أدلة مقنعة/الشراع

*من الشراع مقابلة مع القيادي في القوات اللبنانية ادي أبي اللمع

*زهرا لـ"النهار": فكّرنا كثيراً في إمكان الاستمرار مع "حزب الله" في المجلس لا مشاركة معه في سلطة واحدة ما دام يجرّ البلد إلى الحروب الإقليمية

 

تفاصيل النشرة

 

البابا فرنسيس: لا لأحد ينال الخلاص بمفرده. فالبُعد الجماعي في الحياة المسيحية هو أساسي.

 

بين تواضع قداسة البابا فرنسيس واستكبار الراعي الذي يبارك القتلة ويشرّعن اجرامهم

الياس بجاني/ربي كم هو التناقض كبير ورهيب بين طريقة تعاطي قداسة البابا فرنسيس مع الأمور الحياتية من منطلق المحبة والتواضع والانفتاح وبين غرق الراعي في أوحال الأنانية والتعالي وعبادة تراب الأرض.

هناك تناقض كبير ورهيب بين طريقة تعاطي قداسة البابا فرنسيس مع الأمور الحياتية من منطلق المحبة والتواضع

 

الزوادة الإيمانية/إنجيل القدّيس متّى 05/21-26/ َٱذْهَبْ أَوَّلاً وصَالِحْ أَخَاك، وحينَئِذٍ عُدْ وقَدِّمْ قُرْبَانَكَ

قَالَ الرَبُّ يَسُوعُ: «سَمِعْتُم أَنَّهُ قِيلَ لِلأَقْدَمِين: لا تَقْتُلْ. ومَنْ يَقْتُلْ يَسْتَوْجِبْ حُكْمَ القَضَاء. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُم: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلى أَخِيهِ يَسْتَوجِبُ حُكْمَ القَضَاء. ومَنْ قَالَ لأَخِيه: يَا أَحْمَق! يَسْتَوجِبُ حُكْمَ المَجْلِس. ومَنْ قَالَ: يَا كَافِر! يَسْتَوجِبُ نَارَ جَهَنَّم. فَإِنْ كُنْتَ تُقَدِّمُ قُرْبَانَكَ عَلى المَذْبَح، وتَذَكَّرْتَ هُنَاكَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْك، فَدَعْ قُرْبَانَكَ هُنَاكَ أَمَامَ المَذْبَح، وَٱذْهَبْ أَوَّلاً وصَالِحْ أَخَاك، وحينَئِذٍ عُدْ وقَدِّمْ قُرْبَانَكَ. بَادِرْ إِلى إِرْضَاءِ خَصْمِكَ مَا دُمْتَ مَعَهُ في الطَّرِيق، لِئَلاَّ يُسْلِمَكَ الخَصْمُ إِلى القَاضي، والقَاضي إِلى الشُّرْطِيّ، وتُلْقَى في السِّجْن. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكَ: لَنْ تَخْرُجَ مَنْ هُنَاكَ حَتَّى تُوفِيَ الفَلْسَ الأَخِير

 

قراءة في مقابلة جبران باسيل مع مرسال غانم

الياس بجاني/31 كانون الثاني/14/أنا الماروني الفخور بمارونيتي وأنا استمع وأشاهد الوزير باسيل الماروني لعنت السياسة والظروف وقوى الأمر الواقع التي أوصلت هذا الشاب إلى ما وصل إليه كممثل للموارنة رغماً عن إرادتهم في الحكومات الأخيرة حيث فرضه عمه الجنرال بسواعد وقوة حزب السلاح وثمناً لورقته المذلة بطرواديتها والشرود عن كل ما هو لبناني وماروني. أما أهل البترون الموارنة الأصايل فقد رفضوا إيصال هذا الجبران إلى مجلس النواب مرتين. بعيداً عن السياسة وما تناوله من قضايا تتمحور كلها حول شخصه وأطماعه الذاتية وعنتريات عمه المون جنرال وتبعيته العمياء لمحور الشر، فإن المقابلة بالإجمال كانت مقززة واستفزازية بامتياز ومهينة لذكاء اللبنانيين. أما الأكثر تقززاً  تجسد في بسمته المصطنعة وتعجرفه الفاضح وصبيانته اللافتة. في السياسة هذا الشاب كارثة وطنية كعمه تماماً وكماروني لا أرى فيه ما يشبه من يفترض أن يمثلوا الموارنة. 

في الخلاصة مع هذا الشاب المزور تمثيل الموارنة يمكن القول براحة ضمير إننا فعلا في زمن محل والعنزة عم تنط ع الفحل. يبقى أن هذا الزمن الزفت والتعتير هو إلى زوال قريباً جداً ومعه كل العنزات الذين يتوهمون كجبران أنهم فحول... وسامحونا

 

طبخة بحص

الياس بجاني/طبخة حكومية يطبخها بري التابع لحزب الله حتى اذنيه وجنبلاط الممتهن الخوف والمقيم على ضفاف الأنهر والسنيورة صاحب العقدة الناصرية هي  طبخة بحص

 

القوات: الطائرة المجهولة الهوية عادت لتحلق في أجواء معراب

وطنية - أعلنت الدائرة الاعلامية في حزب "القوات اللبنانية" في بيان ان "الطائرة المجهولة الهوية عادت لتحلق منذ ايام وعند الرابعة فجرا في أجواء المقر العام للقوات اللبنانية وبيت رئيسها سمير جعجع في معراب وعلى علو منخفض، وبالاضافة الى صوتها المعتاد، فقد شاهدها حرس الحماية بأم العين وبلونها الابيض، لتظهر اقرب ما تكون الى طائرة من دون طيار. وعلى الاثر أخذت قيادة الجيش علما بهذا الامر، ووعدت انها سوف تتابع الموضوع عن كثب".

 

إعلاميون ضد العنف: الطائرة فوق معراب تهديد بالقتل وترهيب سياسي

وطنية - دعت جمعية "إعلاميون ضد العنف" "السلطات المختصة إلى تقديم أجوبة واضحة حول هوية الطائرة من دون طيار التي تحلق في سماء معراب، خصوصا أن الجهات التي تملك هذا النوع من الطائرات معروفة"، واعتبرت أنه من غير المسموح استمرار هذا التحليق وكأن شيئا لم يكن"، وطالبت الدولة بإسقاطها والتعامل معها على قاعدة أنها تنتهك السيادة وتحضر لعملية اغتيال". ورأت الجمعية في بيان أن "هذا التحليق يندرج في سياق الإرهاب المعنوي والترهيب السياسي والتهديد المكشوف بالقتل في رسالة مثلثة الأضلاع إلى رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع: مغادرة لبنان، الخضوع، أو اغتياله". وأكدت أن "هذه الممارسات ليست غريبة عن هذا الفريق الذي امتهن لغة العنف والاغتيالات التي كانت طاولت الدكتور جعجع في محاولة فاشلة يبدو أن أصحابها مصرين على تكرارها".

 

القوّات» تؤكد والجيش ينفي التحليق فوق معراب

رينا ضوميط/جريدة الجمهورية

ليست المرة الاولى التي تحلّق فيها طائرة من دون طيار فوق معراب، فمنذ فترة دأبت هذه الطائرة على القيام بجولات استطلاعية ومتقطعة فوق المقر العام لـ«القوات اللبنانية» ولمنزل رئيسها الدكتور سمير جعجع، حيث بلغ عدد مرّاتها الخمس تقريباً، ما أثار الشبهات حول الهدف المرجو منها.

تُحلّق على علوّ منخفض

أكّد مصدر في "القوات اللبنانية" لـ"الجمهورية" "أنها ليست المرة الأولى التي تحلّق فيها طائرة من دون طيار في معراب، ولكنها المرة الأولى التي تحلّق فيها على علو منخفض جداً، حيث ظهر لونها الأبيض وحجمها وصوتها الذي كان أكثر وضوحاً، ما يجعلنا شبه مؤكدين من انها طائرة من دون طيّار، وعلى الفور تمّ إبلاغ قيادة الجيش بالطائرة". وأكد المصدر انّ "قيادة الجيش تتابع مشكورة الموضوع، بعدما تأكدت بنفسها من معلومات حرس الحماية في معراب". وكانت "القوات اللبنانية" قد اعلنت، في بيان لها، انّ "الطائرة المجهولة الهوية عادت لتحلّق منذ أيام وعند الرابعة فجراً في أجواء المقر العام للقوات ومنزل رئيسها في معراب وعلى علو منخفض، وعلى الاثر أخذت قيادة الجيش علماً بهذا الامر، ووعدت انها سوف تتابع الموضوع عن كثب". وفي المقابل نَفت مصادر عسكرية لـ"الجمهورية" وجود أيّ طائرة كانت قد حلّقت فوق معراب.

الطائرة ونوعها

وأشار مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" وهبة قاطيشا لـ"الجمهورية" إلى أنّ "هذه الطائرات تستخدم إمّا للمراقبة وإمّا للاغتيالات التي هي على نوعين، الاوّل بالصواريخ، أما النوع الثاني فبالمتفجرات"، لافتاً الى انه "وخلال الليل، تلتقط التحركات من خلال الاشعة الحرارية لمعرفة مراكز الحرس والتجوال، أمّا في النهار فهي تعمل على الكاميرات". وأضاف: "للاغتيالات تستخدم الصواريخ، كما انّ الطائرة تحمل المتفجرات وتتوجه نحو الهدف مباشرة وتفجّره". وقال: "منذ لحظة انطلاقها يتمّ التحكم بالطائرة، ويمكنهم إعادتها الى المكان الذي انطلقت منه أو من مكان آخر، أو حتى تفجيرها في الهدف، ولا يمكن تحديدها الّا عبر الرادار".

كيفية تشغيل الطائرات بلا طيار

تشغّل الطائرات بلا طيار وتحلّق بمساعدة شخص يتحكّم بها ويوجهها من على الارض. كما يتمّ تزويد الطائرة قبل إقلاعها ببرنامج يحوي جميع أهداف المهمة والخطة المرسومة، ويمكن تحديث هذا البرنامج أثناء الطيران لتعديل المهمة أو إلغائها او استبدالها او العودة الى القاعدة. بإمكان هذه الطائرات التحليق بلا مساعدة الطيار في حال فقدان الاتصال معها. أكثر الطائرات بلا طيار المنتشرة حالياً في الجيش الأميركي، هي الطائرة المفترسة (THE PREDATOR)، والتي تَزن تقريباً وزن طائرة خاصة صغيرة كطائرة CESSNA 172، علماً أنّ قدرة محركها 110 أحصنة ويبلغ طول أجنحتها 15 متراً، وباستطاعتها البقاء محلقة في الجو لمدة 14 ساعة وقطع مسافة 740 كلم من القاعدة وعلى ارتفاع 8.000 م عن سطح البحر. وتحمل هذه الطائرة نظام رادار متحرك صغير يرسل اشارات راديوية للأرض، ويستقبل الاشارات المرتدة من سطح الارض، ويمكن للرادار اكتشاف الأجسام الصغيرة على الأرض حتى بوجود الغيوم والدخان.وتحدد البيانات نوع الهدف وموقعه، وترسله الى وحدة التحكم على الارض من خلال حواسيب الطائرة، وبعد ذلك يكون بمقدور الطائرات المقاتلة تحديد الهدف ومهاجمته بسهولة.

كما يمكن للبريديتور أن تجَهّز بقنابل وصواريخ هجومية موجهة بالليزر، كما يمكنها ان تحمل تحت الأجنحة زوجاً من صواريخ (HELLFIRE) المخصصة لتدمير الدبابات، والتي تتبع شعاع الليزر الموجّه للهدف.

وأحجامها

أغلب الجيوش تفضّل استخدام الطائرات من دون طيار، وهي أصغر من البريديتور، كالطائرة الفرنسية الصنع (SAGEM SPERWER) والطائرة الإسرائيلية الصنع (IAI SEARCHER) والتي تزن 270 كلغ وطول أجنحتها 4-5 م، هذه الطائرات يتمّ جلبها إلى أرض المعركة بشاحنات صغيرة وتُقلع من هناك ويتمّ الهبوط بواسطة مظلة او احتجازها بالشباك المعلقة، على عكس البريديتور البطيئة نسبياً والتي ربما تحتاج الى موقع هبوط محدد بعيد عن أرض المعركة، وتستخدم الـ IAI في الحالات المستعجلة للحصول على صوَر في أرض المعركة. ومن أكبر الطائرات من دون طيّار حالياً: (GLOBAL HAWK) التي يبلغ طول أجنحتها 35 م وبمحرك نفّاث وتستطيع التحليق على ارتفاع 20.000 م لمدة 24 ساعة لمسافة تبلغ 2.220 كلم من القاعدة. في عام 2001 حلقت هذه الطائرة من جنوب كاليفورنيا الى أوستراليا، وهي أطول مسافة حلّقتها طائرة من دون طيار على الإطلاق.

الطائرات المحمولة من دون طيار (الصغيرة):

في عام 2001 اختبرت البحرية الأميركية طائرة من دون طيار تسمّى عين التنين (DRAGON EYE) يبلغ وزنها 1.9 كلغ مشغّلة بالبطارية بطول أجنحة يبلغ 114 سم، وهي تقلع يدويّاً، ويمكن استخدامها داخل المدن لحراسة المنطقة المحيطة بالقاعدة او لحماية السفن في الموانئ، كما ظهر نوع بالغ الصغر من الطائرات من دون طيار (MICRO - UAV) التي تستطيع الطيران داخل المباني.

الطائرات من دون طيار للأغراض المدنية:

يتم التخطيط حالياً لنوع آخر من الطائرات من دون طيار لأغراض مدنية او للأبحاث العلمية، طائرة (HELIOS) التي بَنتها شركة

(AEROVIRONMENT) في كاليفورنيا تمّ استخدامها من قبل وكالة الفضاء الأميركية NASA عام 2001 ويعمل محركها الكهربائي عن طريق الطاقة الناتجة من الخلايا الشمسية، وطائرة هيليوس مصممة للبقاء في الجو أو الفضاء لأشهُر، كمنصّة للإتصالات والبحوث العلمية.

وباستطاعة طائرات كطائرة هيليوس تزويد خدمات الهاتف النقّال لمناطق بعيدة، وبما أنّ مساحة المنطقة المغطاة بخدمة الإتصالات تعتمد على ارتفاع الشبكة أو البرج، فإنّ طائرة مثل هيليوس تحلّق على ارتفاع 20.000 م تغطي نطاقاً واسعاً ومساحة أكبر بكثير من البرج. من جهتها، دعت جمعية "إعلاميون ضد العنف" السلطات المختصة إلى تقديم أجوبة واضحة حول هوية الطائرة من دون طيار التي تحلّق في سماء معراب، خصوصاً أنّ الجهات التي تملك هذا النوع من الطائرات معروفة، واعتبرت أنه من غير المسموح استمرار هذا التحليق وكأنّ شيئاً لم يكن، وطالبت الدولة بإسقاطها والتعامل معها على قاعدة أنها تنتهِك السيادة وتحضّر لعملية اغتيال.

ورأت الجمعية أنّ هذا التحليق يندرج في سياق الإرهاب المعنوي والترهيب السياسي والتهديد المكشوف بالقتل في رسالة مُثلثة الأضلاع إلى رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع: مغادرة لبنان، أو الخضوع، أو اغتياله. وأكدت أنّ هذه الممارسات ليست غريبة عن هذا الفريق الذي امتهن لغة العنف والاغتيالات التي كانت طاوَلت الدكتور جعجع في محاولة فاشلة يبدو أنّ أصحابها مصرّون على تكرارها.

 

مانشيت: التأليف في سباق بين التوافق وتشكيلة بمن حَضَر وعكّار في مرمى القصف السوري

جريدة الجمهورية

الفلتان الأمني يتنقّل بين الداخل والحدود، والمخاوف تزداد من اتّساع رقعته نتيجة غياب الحلول السياسية والإجراءات الكفيلة بالحدّ من هذا الفلتان، وفي طليعتها ضبط الحدود اللبنانية التي تحوّلت ممرّاً للفوضى وضربِ الاستقرار، فضلاً عن شعور أبناء المناطق الحدودية بأنّهم متروكون لقدَرهم ومصيرهم، مع تعرّض بلداتهم في عكّار وغيرها إلى قصف من الجانب السوري تحوّل إلى مشهد مألوف من يوميّاتهم المأسوية التي تدفعهم للهجرة، أو للبقاء في ظلّ الخطر الوجودي الذي يتهدّدهم، فيما على المجتمع الدولي والدولة اللبنانية العمل سريعاً على تطبيق القرارات التي تحفظ سيادة لبنان وتحمي أهله.

وفي الجانب السياسي بقي التأليف في صدارة الاهتمام والمتابعة، إذ على رغم التعثر لم تتوقف المحاولات عن تحقيق أيّ خرق ممكن في عملية سباق مع الوقت قبل رفع الرئيس المكلف تمام سلام تشكيلته إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان للتوقيع عليها.

وفي معلومات لـ"الجمهورية" أنّ سلام لن ينتظر طويلاً حلحلة العقد المتبقية وفي طليعتها المداورة، خصوصاً بعد تمسّك كتلة "المستقبل" بالمداورة الشاملة والدائمة في الحقائب ردّاً على كلّ التسريبات التي تحدّثت عن تراجعها عن هذا المبدأ، الأمر الذي سيدفع الرئيس المكلف، على ما يبدو، إلى وضع الجميع أمام مسؤولياتهم بتقديم تشكيلة بمن حضر وفق صيغة 8+8+8 المتفق عليها ووفق التوزيعة المبدئية المذهبية والسياسية التي أقرّت بها المداورة.

وفي هذا السياق لم يأتِ تهديد رئيس تكتّل "الإصلاح والتغيير" بعدم الاعتراف بحكومة من هذا النوع عن عبث، إنّما جاء نتيجة معلومات تسرّبت إليه عن توجه سلام إلى إعلان "حكومة بمن حضر"، ولكن وفق التفاهم السياسي الذي تمّت صياغته بين القوى السياسية على اختلافها وتمّ تعطيله بشكل غير محسوب عبر مسألة المداورة.

سقوط المبادرات

وقالت مصادر واسعة الإطلاع ليلاً لـ"الجمهورية": "لقد سقطت كلّ المبادرات التي أطلقها الوسطاء من "حزب الله" الى "الحزب التقدمي الإشتراكي"، الى الأصدقاء المشتركين والوسطاء الذين جالوا في السرّ والعلن في بعبدا والمصيطبة وعين التينة. فأقفلت كل الخطوط ولم تسجّل الوقائع أي زيارة علنية بين المراجع التي عملت على تأليف حكومة جامعة.

وأعلنت المصادر انّ من مهمة الرئيس المكلف وضع المشروع الأساسي للتشكيلة الوزارية التي سيرأسها بعدما تمّ تكليفه بأكثرية جسّدت الإجماع السياسي في البلد.

واعتبرت المصادر أنّ الرئيس المكلف أجرى مشاوراته النيابية، ولم يحاور إلّا من قصده باستثناء رئيس الجمهورية الشريك الأساسي في التشكيلة الوزارية والمسؤول عن الفصل الأخير من ولادتها.

ورأت المصادر أنّ موافقة "المستقبل" وقوى أخرى في 14 آذار رمَت الطابة في ملعب 8 آذار التي لم تنجح بإقناع رئيس تكتّل "الإصلاح والتغيير" العماد ميشال عون بمبدأ المداورة الذي كانت وافقت عليه، ما أعاد تعقيد الأمور وتجميد التأليف، ووضع الجميع أمام إستحقاق "حكومة بمن حضر".

الخارجية لعون

وأكّدت مصادر سياسية وحزبية لـ"الجمهورية" أنّ محاولات البحث عن حلول خارج المداورة لم تتوقف، وكان آخرها معادلة جديدة تقول بإعطاء وزارة الخارجية للعماد عون، على ان يكون المرشّح اليها وزير أرثوذكسي يجري التفاهم مسبقاً على توجّهاته الجامعة، الأمر الذي أدّى إلى إعادة نظر شاملة في توزيع الحقائب بين مختلف القوى، ولا سيّما الحقائب السيادية والخدماتية.

وقالت المصادر إنّ التنويه بهذه الأجواء لا يعني أنّ نتائجها مضمونة ومحسومة، إنّما أهميتها تكمن في الإصرار من كلّ القوى على التأليف، فضلاً عن أنّ هذا الإصرار يترافق مع حركة ديبلوماسية لافتة تريد تحييد لبنان بأيّ ثمن وضمان استقراره، واللافت تزخيم هذه الحركة مع انتهاء الجولة الأولى من "مؤتمر جنيف 2" التي عكست توازناً في القوى من دون ان يتمكّن ايّ فريق من التقدّم على الآخر.

مصادر سلام

وبدا أنّ مصادر الرئيس المكلف متمسكة بعدم التعليق، والعمل في الكواليس لإنضاج الحلول الممكنة، وأكّدت لـ"الجمهورية" انّ الجمود سِمة المرحلة الأخيرة، وأنّه لم يتحقّق ايّ خرق من ايّ جهة كان في الملف الحكومي لغاية الآن.

«المستقبل»

واعتبرت كتلة "المستقبل" بعد اجتماعها في بيت الوسط أنّ "تشكيل الحكومة الجديدة بات امراً ضروريّاً لا يحتمل المزيد من التأجيل والمراوحة، وذلك وفق القواعد التي سبق ان حدّدتها الكتلة، ومن ضمنها رفض وجود الثلث المعطل الظاهر أو المضمر أو أيّ معادلات سياسية تثقل البيان الوزاري وتعطّل الدولة وتتعرّض للسيادة". وشدّدت على "التمسّك بتطبيق مبدأ المداورة الشاملة والدائمة في الحقائب".

موقف عون

وفي هذه الأجواء، أعلن رئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون مساء أمس أنّ بورصة المشاورات الحكومية لم تتوصّل الى أيّ شيء ملموس حتى الآن، معتبراً أنّ رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة طرح جملة عراقيل تنمّ عن الرغبة في استهدافنا، ومنها مسألة المداورة. وعن إصرار "المستقبل" على المداورة قال: "أسير بالمداورة في الحقائب إذا قدّموا لي النصّ القانوني الذي يجيز ذلك"، لافتاً إلى أنّه "لا يحقّ لمن وضع يده على وزارة المالية وأفلسَها أن يضع هكذا شرط". وسأل عون: "لماذا المطلوب منّا ان نضحّي من اجل إنجاح التأليف الحكومي، ولا يُطلب من غيرنا؟

وقال: "إنّهم يحاولون تصوير الأمر على أنّنا نخوض معركة الرئاسة من خلال التأليف الحكومي، وهذا غير صحيح على الإطلاق"، وشدّد على "أن لا ميثاقية لأيّ حكومة امر واقع يتمّ التلويح بها"، رافضاً "الكشف الآن عن ردّة فعله إذا ما تألّفت حكومة كهذه"، وأعلن أنّه لم يقرّر بعد ترشّحه للرئاسة، "ولكنّني سأكون المرشّح الأوّل إذا ارتأيت أنه يمكنني تنفيذ خطّتي للتغيير والإصلاح"، مشيراً إلى انّه "يتلاقى مع الرئيس نبيه برّي ويختلف معه في كثير من القضايا السياسية، وليس هناك اتّفاقات عمياء".

أبي نصر

وفي المواقف، استبعد عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب نعمة الله أبي نصر ولادة قريبة للحكومة. وقال لـ"الجمهورية": "يا للأسف، يبدو أنّ الجميع ينتظر الإيحاء من الخارج، والخارج يعني السعودية وإيران وسوريا والولايات المتحدة الأميركية.

وأضاف: "اعتقدنا أنّ العلّة تكمن في الوصاية السورية، فانتظرنا زوالها لاستعادة حرّيتنا، لكن ثبت أنّنا قاصرون عن إدارة شؤوننا بأنفسنا، ومردّ كلّ ذلك الى نظامنا، لأنّ بلداً ليس فيه رئيس يبتّ النزاعات السياسية والقضايا المصيرية المتعلقة بالدستور ومستقبل المواطنين، تكون صورة الوضع معه على ما هي عليه اليوم في لبنان، لأنه لا يجوز أن تُدار البلاد بثلاثة رؤوس".

ورفض أبي نصر اعتبار أنّ المشكلة تكمن في توزيع الحقائب، "فإذا حُلّت مشكلة معيّنة سيصار الى خلق مشكلة أخرى، لأنّ النزاع وبكلّ أسف، هو بين طائفتين كبيرتين من أجل معرفة من سينفرد بحكم البلاد".

واعتبر أبي نصر "أنّنا لا نعيش فقط أزمة تأليف حكومة بل أزمة نظام، وهذا ثابت منذ الطائف حتى اليوم، ولا بدّ من إعادة قراءة جديدة للدستور لتفسير بعض مواده، خصوصاً المادة 64 المتعلقة بالاستشارات النيابية، حيث يجب ان تُلزم الرئيس المكلف بمدّة زمنية معقولة، حتى إذا انقضت هذه المدة ولم يتمكّن من التأليف تُجرى استشارات جديدة لتكليف رئيس آخر من الطائفة السنّية".

قانصوه

وقال النائب عاصم قانصوه لـ"الجمهورية": "إنّ كلّ طرف ينتظر من سيقول آخ أوّلاً، ولم يرَ أيّ مبرّر لكل ما يجري، مؤكّداً أنه ضدّ المداورة ومع من ستكون هذه الحقيبة او تلك، فنحن نتلهّى بالتأليف، فيما "داعش" وجبهة "النصرة" صاروا عندنا". وتخوّف قانصوه بشدّة من التفلّت الأمني الحاصل، وقال: "نحصد ما زرعناه، وهذه نتيجة سياسة النأي بالنفس ورفعِ بعضِهم الغطاء عن الحركات السلفية في لبنان، فصاروا بين "إيدَينا وإجرَينا" والتفجيرات والإغتيالات لن تتوقف نتيجة تداعيات ما يجري في سوريا". وجدّد قانصوه دعوته سليمان وسلام الى تأليف حكومة من ثلاثين وزيراً يتمثّل فيها الجميع بلا استثناء، "فمن يقبل يقبل ومن يرفض يرفض، لأنّ ما يهمّنا هو ان تحصل الإنتخابات الرئاسية كي لا نقع في الفراغ".وعن تأييده احتفاظ "التيار الوطني الحر" بحقيبة الطاقة، تساءل قانصوه: لماذا؟ وقال: إنّ موضوع النفط قديم، نتحدّث فيه منذ العام 96، أفهم أنّ الإنجازات تمّت في وزارة الإتصالات، "على راسي"، أمّا في الطاقة فما هي إنجازات الوزير جبران باسيل النفطية؟

الملف الأمني

أمنيّاً برز أمس تعرّض عدد من البلدات العكّارية الى قصف من الجانب السوري أدّى الى مقتل شخص وجرح 8 وتضرّر عدد من المنازل.وناشد الأهالي كلّاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي المعنيّين بالتدخّل لوقف هذه الاستهدافات التي تطاول الأهالي الآمنين وتلحق أضراراً بالممتلكات وتوقع ضحايا.

سليمان وقهوجي

في غضون ذلك، زار قهوجي، وقبل سفره الى السعودية يرافقه وفد عسكري للبحث مع كبار المسؤولين في مساعدة الجيش والهبة العسكرية، قصرَ بعبدا، وأطلعَ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على الوضع الأمني في البلاد، وخصوصاً في طرابلس، والتدابير المتّخذة لضبطه، وعلى التحضيرات التي أعدّتها القيادة في موضوع الدعم الإستثنائي السعودي للجيش. ونوّه سليمان بجهود قيادة الجيش على صعيد اعتقال محرّضين ومشتركين في تنفيذ تفجيرات إرهابية، وما أدلى به هؤلاء من اعترافات.

 

انتهت جنيف وابتعدت الحكومة

علي حماده/النهار

انتهت "جنيف 2"، فانهمرت قذائف النظام في سوريا على قرى عكار، وارتفع منسوب التوتر في خطاب قوى 8 آذار، والاهم ان الحكومة ابتعدت اكثر مع تراكم مطالب ميشال عون ("حزب الله") في المحاصصة، مما زاد في تعقيدات التأليف وفق الاتفاق الاساسي الذي جرى التوصل اليه مع رعاة عون الذين يتنصلون الآن من الاتفاق ويحيلون الامر عليه، قائلين لمن راجعهم في الايام القليلة الاخيرة كلاما من نوع ان عون "غير طبيعي"، او "ليقم تمام سلام بزيارة عون بلكي بحلحلها معه مباشرة" على اساس ان عون "بيحب مين بيدللو"! هذا هو لسان حال مرجعية عون في الثنائي الشيعي.

ولكن لا يخفى على احد ان الغاية من هذا الكلام هي التنصل من الاتفاق الاساسي مع "حزب الله" الذي عقده عنه الرئيس نبيه بري، والآن تراهم ينفضون ايديهم من موضوع العرقلة، ويستجدون رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تريثا ومهلا اضافية، وألا يلجأ الرئيسان الى تقديم تشكيلة حكومية "واقعية". حتى النائب وليد جنبلاط يطلب تريثا ومهلا جديدة لعل الثنائي الشيعي يتمكن من حلحلة المشكلة. والحقيقة ان المشكلة التي يتم الحديث عنها غير موجودة. هي لا مشكلة على اساس ان حصة عون موجودة من ضمن سلة 8 آذار، التي يتعين عليها ان تحل المشكلة من ضمن اطرها، وليس على حساب الاتفاق الاساس الذي ينص على المداورة الشاملة.

لا مشكلة مع عون. المشكلة هي مع مرجعية عون: اي "حزب الله" الذي يرى في فقدان وزارتي الطاقة والاتصالات خسارة كبيرة جدا، كما يعرف المطلعون على خلفيات الامور.

ولكن من جهة اخرى لا بد من الحديث عن مطلب عوني حقيقي هذه المرة، ويتعدى المسائل النفعية او المادية التي يعشقها: رئاسة الجمهورية. والسؤال: هل ينتظر عون ثمنا بديلا من الوزارتين بترشيحه لرئاسة الجمهورية وخوض المعركة التي يعتبر انها ستكون الفرصة الاخيرة نسبة الى سنه المتقدمة؟ عون الذي حصل على الكثير من علاقته مع "حزب الله" يعتبر انه خُذل اكثر من مرة في المدة الاخيرة من مرجعيته الاستراتيجية في مواضيع استراتيجية مهمة بالنسبة اليه. انه ينتظر ثمنا يقبضه من "حزب الله". فما دخل بقية الافرقاء ليُطلب اليهم ان يسددوا متوجبات "حزب الله"؟ في مطلق الاحوال، كل ما تقدم يبقى نوعا من الرياضة الفكرية الفارغة ما دام اساس ازمة لبنان قائما: سلاح "حزب الله" غير الشرعي، واستمرار الحزب في استخدام الاغتيال السياسي وسيلة لتحصيل أثمان ومكاسب في الداخل. وما دام "حزب الله" يواصل سياسة نسف الكيان، وقتل الخصوم ستبقى المشكلة قائمة وكاملة. لقد دعونا الرئيسين سليمان وسلام الى تحمل مسؤولياتهما وتشكيل الحكومة، وهذا واجبهما، وكلما تأخرا تلاشت صدقيتهما، وبالأخص صدقية الرئيس سليمان الذي أطلق العديد من المواقف التزم من خلالها تشكيل الحكومة قبل الخامس والعشرين من كانون الثاني الذي انقضى البارحة. فهل نفيق على حكومة الرئيسين في الساعات المقبلة؟

 

هل عرقلة تشكيل الحكومة محلية أم خارجية؟ مخاوف من فشل ينسحب على الاستحقاق الرئاسي

روزانا بومنصف/النهار

تجلس قوى 14 آذار الى حد كبير في مقاعد المتفرجين ازاء التخبط التي تعيشه قوى 8 آذار والخلافات بين حلفاء الصف الواحد حول من يفاوض باسم من من اجل المشاركة في الحكومة العتيدة. فالكرة ليست في ملعبها بل في ملعب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف من جهة وفي ملعب قوى 8 آذار من جهة اخرى بعدما وقع الخلاف بين الرئيس نبيه بري الذي كان فوض التفاوض باسم قوى 8 آذار وبين حليفه في التيار العوني. لكن جرت محاولات استدراج لقوى 14 آذار من اجل رمي الكرة في ملعبها والايحاء لها او لداعميها الاقليميين بان تسهيلا ما من جانبهم يمكن ان يفك عقدة الحكومة العتيدة التي يرغبون في رؤية ولادتها اخيرا من خلال التنازل عن مبدأ المداورة وترك بعض الامور على حالها كما هي الحال بالنسبة الى تلبية مطالب التيار الوطني الحر لجهة ابقاء حقيبتي الطاقة والاتصالات من حصته. وبعض المعلومات يتحدث عن محاولات جدية جرت عبر اتصالات مباشرة اجراها مسؤولون من قوى 8 آذار بمسؤولين في دولة اقليمية انفتحوا عليها اخيرا من اجل الحصول على مطالبهم عبر توسل ضغط هذه الدولة على قوى 14 آذار من اجل تقديم المزيد من التنازلات من جانب هذه القوى، علما ان محاولات الاستدراج هذه قد ترمي من بين ما تهدف اليه الى تحميل مسؤولية الفشل في تأليف الحكومة الى هذه القوى وليس لقوى 8 آذار التي رفع احد اركانها سقف مطالبه.

وتقول بعض المصادر في قوى 14 آذار ان الالتباس في الموضوع الحكومي يثير تساؤلات فيما اذا كانت العرقلة محلية ام خارجية نسبة الى جملة ارتباطات للوضع اللبناني بملفات ومسائل خارجية وما اذا كانت العرقلة المحلية يتحمل مسؤوليتها التيار العوني في مطالبه ام انه يشكل واجهة لعرقلة من جانب "حزب الله" في ضوء اقتراحات اخيرة من شأنها ان تبقي بعض الحقائب في معية قوى 8 آذار تحت ستار العمل على تذليل العرقلة التي يضعها العماد ميشال عون امام تأليف الحكومة كما هي الحال بالنسبة الى اعطاء عون وزارة الخارجية بحيث تبقى من ضمن حصة 8 آذار او تستعيدها بالاحرى هذه القوى مع تغيير الوزير ليس الا وان اختلفت طائفته فسيكون ارثوذكسيا في حين يمكن ان يشغل الوزير جبران باسيل وزارة الاشغال . لكن كلا من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام يعطيان الانطباع لزوارهما بان العرقلة محلية وليست خارجية في ضوء ما يتناقله بعض المصادر من اصرار من جانب السفير الايراني في لبنان على ولادة الحكومة وتمنيه على الحزب التجاوب مع هذا المسعى. لكن بالنسبة الى قوى محلية ومن بينها قوى 14 آذار يصعب التمييز ما اذا كانت العرقلة محصورة بالجانب العوني او بدفع من الحزب في ظل اصطفاف كلي الى جانبه بدلا من الضغط عليه من اجل التجاوب وتسهيل تاليف الحكومة بدلا من تعطيلها مما يوحي بان الحزب يحاول ايضا ان يحسن بعض مواقعه عبر الدفع في اتجاه تلبية مطالب عون. هل يعني الفشل في تأليف الحكومة العتيدة ان محاولات عزل لبنان عن مجريات الازمة السورية وعدم ربط استحقاقاته الملحة والضرورية بتطور الوضع هناك قد فشلت وكذلك مساعي الدول الغربية الطامحة لذلك؟ هذا ما تخشاه مصادر ديبلوماسية اجنبية على رغم انها تبقي آمالها مرتفعة بامكان التوصل الى صيغة حكومية تسمح بولادة الحكومة العتيدة لاعتقادها بان ايا من الافرقاء الداخليين لا يستطيع ان يتحمل مسؤولية اجهاض ولادة حكومة في هذه الظروف بالذات خصوصا اذا كان الوضع مرشحا لان يستدرج فراغا في سدة الرئاسة الاولى. ذلك ان الفشل في التوافق على حقيبة وزارية او حصة وزارية يضغط بها احد الاطراف ويبذل المساعي في كل الاتجاهات من اجل الابقاء عليها يخشى ان يعني ان التوافق على اجراء الانتخابات الرئاسية سيكون صعبا ويكاد يكون مستحيلا خصوصا اذا كان المطلوب ايضا انتخاب رئيس توافقي. لكن المصادر تنقل عن رئيس الجمهورية الرغبة في المزيد من الانتظار وعلى الاقل حتى الاسبوع المقبل واعطاء المساعي التي تبذل فرصة اكبر علما انها لمست لديه تصميما على تأليف حكومة على ان تكون حكومة سياسية وليس حيادية كما تم التلويح من قبل لان الحكومة الحيادية قد تعتبر استفزازا لبعض الافرقاء وربما يخسر رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف دعم هؤلاء الافرقاء في هذه الحال فيما هما يرغبان في ابقاء هؤلاء الى جانبهما، ولعلهما يقصدان بذلك النائب وليد جنبلاط الذي لم يحبذ الحكومة الحيادية. في حين يعتقد ان الجهود التي بذلها الرئيس سليمان وسلام قد توفر لهما كل الذرائع لاعلان تأليف الحكومة السياسية الجامعة التي يريانها مناسبة مع احتمال احراج بعض الافرقاء لجهة عدم امكان ان يحتمل الوضع المزيد من الفراغ الحكومي. يضاف الى ذلك الخشية من ان الفشل في عزل لبنان جزئيا عن مجريات الوضع السوري وفق ما تطمح الى ذلك مجموعة الدعم الدولية للبنان يحمل مخاطر كبيرة في طياته لجهة عدم امكان ترجمة الدعم الكبير للجيش اللبناني لمساعدته في حماية الاستقرار الداخلي وسعيه الى عزل المحاولات الارهابية التي تستهدف لبنان وفق ما تخطط هذه الدول. وكذلك الامر بالنسبة الى مساعدة لبنان اقتصاديا وفي موضوع اللاجئين.

 

تقرير/سيناريو الأبواب المقفلة صار أكثر حظاً

بيروت - من وسام أبو حرفوش/الراي

يقصد الرئيس المكلف تمام سلام قصر بعبدا. يعقد اجتماعاً مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان. ينضمّ اليهما رئيس البرلمان نبيه بري ثم ينصرف في وقت لاحق. يخرج المدير العام للرئاسة الى قاعة الصحافة، يتلو ثلاثة مراسيم، واحد عن قبول استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، ثانٍ عن تكليف النائب تمام سلام تأليف الحكومة، وثالث عن تشكيل الحكومة الجديدة من 24 وزيراً.

يخرج زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون متجهماً ليعلن من الرابية استقالة وزراء «تكتل التغيير والاصلاح». يصدر عن «حزب الله» عبر وحدته الاعلامية بيان تضامن مع العماد عون فيستقيل وزيراه. يجاري الرئيس نبيه بري «حزب الله» عبر استقالة وزيري حركة «امل». ينضم زعيم «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط الى القافلة بسحب وزيريه.

يدخل سلام الى السرايا وتذهب حكومته سريعاً الى «تصريف الاعمال»... حكومة بلا بيان وزاري ولا ثقة من البرلمان، وسط بيانات معدة سلفاً للطعن بميثاقيتها. فالمكون المسيحي الوازن غائب عنها مع عزوف «القوات اللبنانية» بزعامة سمير جعجع عن المشاركة فيها، واستقالة المكونين الشيعي والدرزي.

انه السيناريو «الاوفر حظاً» الذي سيصبح حقيقة سياسية في بيروت، في اي لحظة، مع دخول مساعي تشكيل الحكومة الشهر الحادي عشر، وتلاشي المناورات او المبادرات وبالونات الاختبار والوساطات التي كانت «اشتعلت» اخيراً من دون، اما القدرة او الرغبة، على جعل الحكومة الجامعة، التي اتفق عليها، اسماً على مسمى نتيجة «حق النقض» الذي مارسه العماد عون في وجه التفاهم بين المكونات الاخرى، لا سيما حول الحقائب، واعلان «حزب الله» فشله في اقناعه بالتخلي عن شروطه، واضطراره تالياً الى التضامن معه.

ومع بلوغ الوساطات، التي اضطلع بها على نحو خاص، جنبلاط عبر «مكوكية» وزيره وائل ابو فاعور، الطريق المسدود. لم يعد امام سليمان وسلام سوى الذهاب الى تشكيل «حكومة جامعة» وفق التوازنات التي كان اتُفق عليها، وجعلها امراً واقعاً سياسياً، رغم المصير المشؤوم الذي ينتظرها، خصوصاً ان خيار الحكومة الحيادية من غير الحزبيين كان سقط نتيجة رفضها المطلق من «8 آذار» وفي مقدمهم «حزب الله»، ولان سليمان، الذي تنتهي ولايته بعد نحو اربعة اشهر من الآن، مصرّ على تشكيل حكومة جديدة تحسباً لتعذر اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها.

وكشفت اوساط بارزة في قوى «8 آذار» لـ «الراي» عن ان «تشكيل حكومة امر واقع سياسية بات امراً محسوماً بعدما فشل حزب الله في إقناع حليفه العماد عون بتعديل موقفه وخفض مستوى شروطه، على النحو الذي يضمن قيام حكومة جامعة، وتالياً فان الحزب قرر التضامن مع عون والوقوف الى جانبه، الامر الذي يعني ان ما من خيار امام سليمان وسلام الا اعلان حكومة لا تستثني عون بطبيعة الحال، لكنها لن تلبي شروطه».

ورأت هذه الاوساط ان اعلان حكومة امر واقع سياسي يعني تلقائياً كرّ سبحة الاستقالات منها، انطلاقاً من الاتجاه الحاسم لـ «التيار الوطني الحر» للاعلان عن استقالة وزرائه، ومن ثم تضامُن «حزب الله» معه، وتضامن بري مع «حزب الله» و... هكذا دواليك، الامر الذي لن يتيح للحكومة، لا صوغ بيان وزاري ولا المثول امام البرلمان، وسط اتجاه مسبق لاعتبارها غير ميثاقية.

وإزاء هذه المحصلة فان الدوائر المراقبة في بيروت «تتحرى» عن الملابسات الفعلية لهذا «السيناريو الاسوأ» الذي انتهت اليه مساعي تشكيل الحكومة الجديدة، وسط تركيز على حقيقة موقف «حزب الله» الذي يخضع لقراءات متناقضة تراوح بين القول ان الحزب الذي كان اول مَن اطلق اشارات توحي ان من مصلحته تشكيل حكومة جديدة، اصطدم فعلاً بتشدد العماد عون، وتالياً فانه مضطر للتضامن معه كـ «حليف استراتيجي» لا يمكن إدارة الظهر له، وبين الاعتقاد ان «حزب الله» قاد مناورة محسوبة عبر الايحاء بالايجابية لإمرار بعض المحطات، كزيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لبيروت وانعقاد «جنيف - 2»، قبل ان يعود الى «التلطي» خلف العماد عون وتشدُّده لدفع الامور نحو «الخطة - أ» بفرض المزيد من التلاشي في مؤسسات الحكم عشية انتخابات رئاسية من المرجح ان لا تتم.

اوساط واسعة الاطلاع في بيروت تجزم لـ «الراي» ان «حزب الله» الذي يريد الجلوس على طاولة واحدة مع التيار السني الابرز في البلاد، اي «تيار المستقبل» بزعامة الرئيس سعد الحريري، في لحظة تعرُّض بيئته لـ «حرب استنزاف» من التيارات السنية «التكفيرية»، قراره الفعلي هو تشكيل حكومة تتحمل مسؤولياتها في حماية الامن وادارة الشؤون العامة، لان من شأن ذلك ان يريحه ويحمي ظهره في معركته الرئيسية، الوجودية والعقائدية، في سورية. ولفتت الاوساط عينها الى ان «حزب الله» قدّم ما في وسعه لتسهيل تشكيل الحكومة، الا انه ليس في وارد الافتراق عن العماد عون، كحليف مسيحي أمّن له التغطية في المعارك التي يخوضها منذ تفاهم العام 2006، وتالياً سيكون مضطراً لترك الحكومة والبقاء الى جانب عون.

غير ان اوساطاً معنية في «14 آذار» قالت لـ «الراي» ان هذا الفريق، لا سيما «تيار المستقبل» الذي «ردّ التحية بمثلها» عندما ابدى «حزب الله» مرونة في موقفه من تشكيل الحكومة، تعاطى مع ايجابية الحزب على قاعدتين: اذا كانت جدية تكون حظيت منا بايجابية مماثلة، واذا كانت مناورة فتكون انكشفت بعدما أبدينا تجاوباً.

وبدت هذه الاوساط اكثر ميلاً، في ضوء الوصول الى طريق مسدود، الى القول ان ما اظهره «حزب الله» من مرونة مفاجئة في الدفع نحو الاتفاق على الحكومة الجديدة، كان اقرب الى المناورة.

ومهما يكن من امر فان «ما كُتب قد كتب»، اذ تتجه الانظار الى لحظة اعلان حكومة الامر الواقع السياسي، التي قد لا تستثني الذين استثنوا انفسهم كـ «القوات اللبنانية»، وما ستشتمل عليه من ناحية توزيع الحقائب، لا سيما تلك التي ستكون من نصيب تكتل عون.

ولم تستبعد مصادر مهتمة الاخذ في الاعتبار في «الطبخة الحكومية» تخصيص عون بحصة وازنة لتصعيب قرار الاستقالة عليه، او لتطويل مدة حسم خياره افساحاً في المجال امام الاتصالات في محاولة لضمان انطلاق الحكومة الجديدة بنصاب سياسي - طائفي كافٍ، يمكّنها من ملاقاة الاستحقاق الرئاسي، إما بالتحضير لاجراء الانتخابات، او بإدارة الصلاحيات الرئاسية في حال تعذر انتخاب رئيس جديد.

 

لبنان: سلام يترك لـ«حزب الله» التفاوض مع عون لئلا يفتح الباب للتفلت من التزاماته

بيروت - محمد شقير/الحياة

يقول أحد الذين يواكبون من كثب المفاوضات الجارية بين «حزب الله» ورئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون، لإقناعه «بتنعيم» شروطه للاشتراك في حكومة جامعة، تقديراً للظروف الاستثنائية التي يمر فيها البلد، والتي تستدعي توفير حد من الاستقرار لئلا يبقى مرتبطاً بمصير الأزمة في سورية، مع قرب انتخاب رئيس جمهورية جديد خلفاً للرئيس ميشال سليمان الذي تنتهي ولايته في 25 أيار (مايو) المقبل، إن لا مشكلة لدى الرئيس المكلف تمام سلام في التواصل مع قيادة «التيار الوطني الحر»،

ويؤكد: «لو أن حل عقدة عون لا تزال عالقة على التواصل المباشر بينه وبين سلام لكان الأخير أقدم على هذه الخطوة من دون تردد»، الا أن الشروط التي وضعها الوزير جبران باسيل لقاء اشتراك تكتله في الحكومة لا تشجع على التواصل بين الرئيس المكلف وعون، خصوصاً أنه يشترط إسناد حقيبة سيادية إضافة الى حقيبتي الطاقة والاتصالات، كأساس لمشاركة تكتله، وهذا ما يتعارض كلياً مع مذكرة التفاهم التي وضعها رئيس المجلس النيابي نبيه بري والتي تنص على مبدأ المداورة في توزيع الحقائب الوزارية والتي لقيت تأييداً من جميع الأطراف الرئيسة المدعوة للمشاركة في الحكومة ما عدا عون.

ويسأل المصدر المواكب: «لماذا يصر البعض على اعتبار ان تسريع ولادة الحكومة العتيدة عالق عند التواصل المباشر بين عون وسلام الذي التقى أكثر من مرة باسيل، بينما أوصد الأخير الأبواب أمام البحث عن مخارج تحفظ لعون حصة وازنة في الحكومة إنما على أساس المداورة في توزيع الحقائب؟». ويضيف: «إن مجرد التواصل بين سلام وعون من دون أن يبادر الى خفض سقف شروطه يمكن أن يؤدي إلى التشويش على المفاوضات التي يتولاها «حزب الله» مع حليفه والى توفير الذريعة للوسيط للتفلت من التزاماته بمعالجة مطالب عون بعد أن أخذ على عاتقه التدخل لتعديل موقفه بما يسمح بولادة الحكومة»، بذريعة أن الرئيس المكلف قرر أن يفتح بازاراً معه، وبالتالي لا مبرر لحزب الله لمواصلة مساعيه طالما أن المعني الأول بتشكيل الحكومة قرر أن ينوب عنه في مهمة التفاوض». وتعتقد المصادر نفسها أن «تردد سلام في التواصل المباشر مع عون ينطلق من مخاوف لا تقتصر عليه وحده، وإنما تشمل معظم الأطراف المؤيدة لمذكرة التفاهم التي توصل اليها بري كمخرج لتهيئة الأجواء أمام تشكيل حكومة جامعة وهي مخاوف تتعلق بالانقلاب على تشكيل الحكومة من ثلاث ثمانيات وصولاًَ للإطاحة بمبدأ المداورة». وتضيف أن «مجرد التواصل المباشر بين سلام وعون سيعيد المفاوضات إلى المربع الأول، ويوحي بأن التفاهم على تشكيل الحكومة الذي رعاه بري أصبح من الماضي، والرئيس المكلف لن يكون شريكاً في إطلاق رصاصة الرحمة على هذا التفاهم». وتؤكد المصادر نفسها أن «سلام يعتبر أحد أبرز خطوط الدفاع الأخيرة عن مذكرة التفاهم، وأن التفريط بها قد يفتح الباب للبحث عن صيغة جديدة لتسوية مشكلة تأليف الحكومة»، وتقول إن «سلام لن يتردد في التواصل مع عون في حال وصلت المفاوضات التي يتولاها «حزب الله» إلى خواتيمها وتحتاج الى اللمسات الأخيرة لتصبح الطريق الى تأليف الحكومة سالكة».

وتتوقف المصادر أمام الحملة التي شنها عون وبعض نوابه على سلام وتصويره وكأنه «الحاكم بأمره»، وتقول ان سلام «يصر على ممارسة صلاحياته وعدم التنازل عنها قيد أنملة، ومن لديه اعتراض عليه ليس أمامه سوى المبادرة الى سحب تكليفه بتشكيل الحكومة أو أن ينزع الثقة عن حكومته في حال ابصرت النور». كما أن هذه المصادر لم تؤكد ما يروج له أخيراً من أن رئيس «جبهة النضال الوطني» وليد جنبلاط يستعد ليطرح مخرجاً لمعالجة عقدة عون بإعطائه الخارجية، وتنقل عنه قوله إنه لا يخفي عدم ارتياحه للمراوحة التي عادت الى الواجهة وأخرت تشكيل الحكومة، فجنبلاط يؤيد إعطاء حصة وزارية وازنة لعون لكنه في الوقت نفسه يتبرم من الأجواء السائدة التي تدفعه الى القرف من المراوحة، وهو أوكل إلى الوزير وائل أبو فاعور التحرك بحثاً عن مخارج من خلال اتصالات سليمان وبري وسلام و«حزب الله»، إلا أنه لا يحبذ إقحام نفسه في وساطة على قاعدة التسليم بشروط عون، وأولها رفضه المداورة في الحقائب. لكن مصادر على صلة وثيقة بقوى «8 آذار» أخذت تروّج في اليومين الأخيرين إلى أن «حزب الله» لم يقطع الأمل من وساطته مع عون، وهو يقترح إسناد وزارة الخارجية «لتكتل التغيير» ليكون في وسعه الوصول إلى مخرج لإقناعه بالعودة تدريجياً عن جميع شروطه. وتؤكد هذه المصادر أن «حزب الله» يميل إلى أن تكون الخارجية لعون، لما لها من دور مؤثر في ظل استمرار الصراع الدائر في سورية، لكن بري يرفض حتى الساعة التنازل عن حقيبة المالية»، وبالتالي تكون «8 آذار» مجتمعة قد أُعطيت حقيبتين سياديتين شرط تخلي عون عن الاتصالات والطاقة.

وتضيف أن المشكلة عالقة على تفاهم عون وقوى 8 آذار، بينما تقول مصادر قيادية في «14 آذار» إنها آلت على نفسها عدم التدخل مباشرة أو غير مباشرة في مفاوضات الحزب مع عون، وأنه إذا كان لديها من موقف تبحثه مع الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية. ويفهم من كلام المصادر في «14 آذار» أنها خارج المفاوضات الجارية داخل «8 آذار» ولن تقحم نفسها في أي وساطة تفسَّّر وكأنها التفاف على صلاحيات سلام.

وتؤكد أيضاً أن عون من خلال باسيل يحاول أن يبتز «حزب الله» عبر تلويحه بالتقارب مع تيار «المستقبل» في حال لم يُستجَب لشروطه، على رغم أن «تكتل التغيير» كان معتمداً في السابق كرأس حربة بالنيابة عن «8 آذار» ضد «المستقبل» وحلفائه. سواء من خلال الكتاب الذي أعده تحت عنوان «الإبراء المستحيل» أو عبر معارضته الشديدة للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان لجلاء الحقيقة في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، إضافة الى حملاته المنظمة ضده واتهامه بأنه يدعم الإرهاب ويمول المعارضة في سورية ويرسل المقاتلين للقتال إلى جانبها ضد النظام.

وتعتبر أن عون يحاول أن يوحي من خلال باسيل أنه على استعداد لتطبيع علاقته بـ «المستقبل» بغية جر «حزب الله» إلى مربعه السياسي للإطاحة بالمداورة في الحقائب على أمل يكسب وده في معركة انتخابات الرئاسة. وإن كان «المستقبل» لا يمانع الانفتاح على عون ضمن أطر محددة، فهو في المقابل لن يتخلى عن المداورة كما أخذ يشيع «التيار الوطني»، وهو يرفض أن ينوب عن سلام في تشكيل الحكومة، ناهيك عن أن المصادر المواكبة تلحظ رغبة زعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية بعدم الانخراط في المفاوضات الجارية لتشكيل الحكومة، ولا يريد أن يحرق أصابعه فيها اذا أدت الى صدام مع «تكتل التغيير»، لا سيما أن رؤيته لأسباب تشكيل الحكومة تختلف عن حليفه عون. وتعتقد المصادر المواكبة أن «حرد» عون على الإطار السياسي الذي أنتجه بري لتشكيل حكومة جامعة، يقوم على حسابات ورئاسية لا صلة لها بما يتردد من حين الى آخر أن «حزب الله» «غمزه» لينوب عنه في تكبير شروطه. وتؤكد أن هناك ما يشبه الإجماع، يشمل القوى الفاعلة دولياً وإقليمياً، على ضرورة تأليف الحكومة، وان إيران تعتبر أن هناك حاجة لحكومة جامعة تحمي ظهير «حزب الله» في لبنان فيما ينخرط في القتال في سورية، في مقابل رغبة عربية ودولية بعدم ربط مصير لبنان بالأزمة في سورية، لأن ربطها يدفع به إلى المجهول إذا تعذر تشكيل الحكومة وإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وبالتالي لا بد من أن تتضافر الجهود لتزويد لبنان جرعة تلو الأخرى من «الأوكسيجين» السياسي تبقيه على «قيد الحياة» لتقطيع الوقت إلى حين جلاء الوضع في سورية.

 

سليمان عرض الاوضاع مع فتفت واوغاسبيان ومع قائد الجيش شؤون المؤسـسة وطرابلس

المركزية- اطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم من قائد الجيش العماد جان قهوجي على الوضع الامني في البلاد خصوصا في طرابلس والتدابير المتخذة لضبط الوضع، وعلى التحضيرات التي اعدتها القيادة في موضوع الدعم الاستثنائي من المملكة العربية السعودية للجيش اللبناني. ونوّه بالجهود التي تقوم بها القيادة على صعيد اعتقال محرّضين ومشتركين في تنفيذ تفجيرات ارهابية وما ادلى به هؤلاء من اعترافات كانت محط ارتياح شامل لما قامت به الاجهزة الامنية والعسكرية على صعيد تعقب هؤلاء وتوقيفهم. واستقبل رئيس الجمهورية رئيس بلدية باريس برتران دولانويه مع وفد في حضور رئيس بلدية بيروت بلال حمد. ونقل دولانويه محبة الفرنسيين عموماً والباريسيين خصوصاً للشعب اللبناني لافتاً الى العلاقة التاريخية القائمة بين البلدين مشيراً الى ان زيارته لبيروت هي في اطار تعزيز التعاون القائم بين بلديتي العاصمتين اللبنانية والفرنسية. وعرض مع النائبين احمد فتفت وجان اوغاسبيان للاوضاع والمساعي الجارية لتشكيل الحكومة. وزار بعبدا وفد من هيئات المجتمع المدني عرض للرئيس سليمان قضية مطمر الناعمة والمطالبة بإقفاله من خلال مذكرة تضمن خطوات الاقفال وايجاد البدائل. واكد رئيس الجمهورية ان الاهتمام والعمل على الانماء المتوازن يقتضي ومن مبدأ تخفيف الاضرار توازن تحمّل الاعباء بين المناطق.

 

سليمان نوه بجهود الجيش في اعتقال محرضين ومشتركين في تنفيذ التفجيرات

وطنية - اطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم من قائد الجيش العماد جان قهوجي على الوضع الامني في البلاد وخصوصا في طرابلس والتدابير المتخذة لضبط الوضع، وعلى التحضيرات التي اعدتها القيادة في موضوع الدعم الاستثنائي من المملكة العربية السعودية للجيش اللبناني.ونوه الرئيس سليمان بالجهود التي تقوم بها القيادة على صعيد اعتقال محرضين ومشتركين في تنفيذ تفجيرات ارهابية وما ادلى به هؤلاء من اعترافات كانت محط ارتياح شامل لما قامت به الاجهزة الامنية والعسكرية على صعيد تعقب هؤلاء وتوقيفهم.

رئيس بلدية باريس

واستقبل رئيس الجمهورية رئيس بلدية باريس برتران دولانويه مع وفد في حضور رئيس بلدية بيروت بلال حمد. ونقل دولانويه محبة الفرنسيين عموما والباريسيين خصوصا للشعب اللبناني، لافتا الى العلاقة التاريخية القائمة بين البلدين، مشيرا إلى أن زيارته بيروت هي في اطار تعزيز التعاون القائم بين بلديتي العاصمتين اللبنانية والفرنسية.

نواب

وعرض الرئيس سليمان مع النائبين أحمد فتفت وجان أوغاسبيان للاوضاع الراهنة والمساعي الجارية لتشكيل حكومة جديدة.

القصار

وتناول رئيس الجمهورية مع الوزير السابق عدنان القصار التطورات السياسية والحكومية بالاضافة الى الاوضاع الاقتصادية.

هيئات المجتمع المدني

وزار بعبدا وفد من هيئات المجتمع المدني عرض للرئيس سليمان قضية مطمر الناعمة والمطالبة بإقفاله من خلال مذكرة تضمن خطوات الاقفال وايجاد البدائل. وأكد رئيس الجمهورية أن "الاهتمام والعمل على الانماء المتوازن يقتضي ومن مبدأ تخفيف الاضرار توازن تحمل الاعباء بين المناطق".

 

قهوجي غادر الى السعودية بدعوة رسمية للبحث في الهبة الى الجيش

وطنية - غادر قائد الجيش العماد جان قهوجي بيروت اليوم، متوجها الى المملكة العربية السعودية في زيارة عمل، بناء لدعوة رسمية يلتقي خلالها كبار المسؤولين السعوديين. ويرافق قائد الجيش وفد عسكري للبحث في ملف المساعدات العسكرية والهبة السعودية للجيش اللبناني.

 

المحكمة الدولية الى الاثنين وفرانسين مدد مهلة تقديم الدفوع حول القرار الاتهامي في ملف مرعي حتى 15 شباط

وطنية - رفعت جلسة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عند الاولى والثلث من بعد ظهر اليوم بتوقيت بيروت الى يوم الاثنين المقبل. وقد خصصت جلسة اليوم للبحث في ضم قضية حسين مرعي للقضية الاساس.

تفاصيل الجلسة

وكان قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين ترأس الجلسة، وأعلن فريق الادعاء انه تم الكشف عن كل الملفات والادلة المتعلقة في قضية سليم عياش. وأوضح ان هناك شاهدا اضافيا في قضية حسين مرعي، مشيرا الى عملية بحث عن شهود اضافيين في قضية مرعي قد تستغرق اسابيع عدة. من جهته، أعلن فريق الدفاع عن مرعي، اننا "في صدد الاطلاع على ملف السيد مرعي كي نستطيع الدفاع عنه وهناك عناصر غير منظمة في الملف، ونحن لسنا على اطلاع على المرحلة التمهيدية من قضية عياش. واشار الدفاع الى انه ورغم انهاء الادعاء عملية الابلاغ، لكنه استمر في ارسال الوثائق الينا، وقال: "وضعنا صعب وعلينا تنظيم عملنا في الملف الضخم"، طالبا من الادعاء الحد من الابلاغات الاضافية. ورد الادعاء بالقول: "بتنا قريبين من انجاز عملية الابلاغ لجهة الدفاع عن مرعي". وهنا طلب قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين من الادعاء والدفاع عدم الغوص في النقاش التقني في قضية مرعي. ودعاهما للتواصل والتركيز على دراسة ملف مرعي لانجازه. وقال: "لن نعيد التاريخ لجهة الصعوبات التي واجهناها في قضية عياش". وطالب فرانسين الادعاء بتحديد مهلة زمنية لتقديم الاشعارات الجديدة للدفاع. وعرض الادعاء السبل التي يوفرها للدفاع للدخول الى غرفة المعاينة، فرد الدفاع: اننا ما زلنا في بدايات عملنا بشأن غرفة المعاينة. وجرى نقاش بين الدفاع والادعاء حول المهل الزمنية لتقديم الدفوع حول القرار الاتهامي، وقرر فرانسين منح الدفاع تمديدا لمهلة تقديم الدفوع حتى 15 شباط. وطلب الدفاع استمرار الاجراءات التمهيدية عن مرعي امام قاضي الاجراءات التمهيدية حتى لو تم ضم القضيتين. وتحدث رئيس وحدة المتضررين، الذي اعلن "اننا بانتظار قرار الضم لتحديد وجود متضررين جدد".

 

الاحرار: الحكومة الحيادية هي الخيار الافضل

وطنية - عقد المجلس الأعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه النائب دوري شمعون وحضور الأعضاء. وبعد الاجتماع صدر بيان توقف فيه المجتمعون "امام إشكاليات تأليف الحكومة ومسيرته المستمرة منذ عشرة أشهر والتي لا تزال متعثرة حتى الساعة"، مشددا على "ضرورة تحمل فريق 8 آذار كامل المسؤولية عن تأخر تشكيل الحكومة أولا بإصراره لفترة طويلة على صيغة 9-9-6 وجزمه ان لا حكومة الا على أساسها، مما استولد رفضا لدى قوى 14 آذار الرافضة هيمنة الفريق الآخر على الحكومة العتيدة، وثانيا بافتعال اشكاليات لا مبرر لها كما هو معروف". اضاف :"لقد سبق للعماد عون ولتياره ان طالبا بالمداورة في تولي الحقائب الوزارية ورفضا احتفاظ اي فريق سياسي أو طائفي بحقيبة معينة ليعودا اليوم عن التزامها والإصرار على عكس مطالب الأمس". ورفض "ربط مصالح المسيحيين في احتفاظ اي فريق منهم بوزارة محددة كما هو سائد اليوم من خلال تشبث العماد عون وتياره بوزارتي الطاقة والاتصالات"، مؤكدا ان "مصلحة المسيحيين هي في إرساء قواعد دستورية وميثاقية ثابتة للدولة بعيدا من الاستقواء والهيمنة". واعتبر انه "لا مبرر إطلاقا للادعاء ان العماد عون لم يستشر مباشرة في موضوع التركيبة الحكومية التي يتم العمل عليها ما دام أنه أمام واحد من أمرين: فإما كان راضيا عن توكيل الرئيس نبيه بري بالمفاوضة نيابة عن فريق 8 آذار وكان سكوته يعد بمثابة رضى، او انه لم يكن راض وكان عليه بالتالي رفع الصوت للدفاع عن المبدأ لا لتغليب الاحتفاظ بوزارتي الطاقة والاتصالات ولو اعتبر ذلك استثناء لقاعدة المداورة". وأكد "ضرورة شطب مقولة الشعب والجيش والمقاومة أو اي مرادف لغوي لها من البيان الوزاري لما تبطنه من تفلت حزب الله من كل الضوابط الدستورية والقانونية وإمعان في تهميش الدولة لمصلحة دويلته"، مطالبا ب"الإتفاق السياسي المسبق على إدراج إعلان بعبدا في البيان الوزاري مما يشكل قاعدة للانطلاق باتجاه توافق يؤدي في ما يؤدي الى انسحاب حزب الله من رمال سوريا المتحركة، وإلى تحييد لبنان عن صراعات المنطقة، وإلى التوصل إلى استراتيجية وطنية للدفاع لتقوية قدرات الجيش اللبناني خصوصا بعد المبادرة السعودية الكريمة التي تصب في هذا الاتجاه". وختم البيان :"لم يعد جائزا ولا مقبولا، بعد عشرة أشهر من المراوحة، إبقاء لبنان من دون حكومة أصيلة"، مهيبا ب"رئيس الجمهورية وبرئيس الحكومة المكلف حسم أمرهما، مع العلم أننا لا نزال نعتقد ان الخيار الأفضل في ظل الاوضاع الراهنة والمعطيات السائدة هو خيار الحكومة الحيادية التي ستكون انتقالية بإمتياز، وهدفها الاول ملء الفراغ والعمل لتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية".

 

شمعون للبنان الحرّ: فريق حزب الله لا يحترم الدولة والقوانين والوزير باسيل لم يكتشف البارود

أكد رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون للبنان الحرّ ضمن برنامج "إستجواب" أن فريق 14 آذار وافق على الحكومة الحيادية، رافضا فكرة المشاركة في حكومة مع حزب الله قبل الإتفاق على البيان الوزاري. وقال: نريد السلاح الشرعي فقط والإبتعاد عن الإرتباط بالسياسات الخارجية. وأسف شمعون لكون الرئيس المكلف تمام سلام لم يتمكن من تأليف حكومة على مدى تسعة أشهر بسبب الضغوط. وقال: الرئيسيان سليمان وسلام يرضخان لمماطلة التيار الوطني الحر وحزب الله. وشدد على وجوب تأليف حكومة غير خاضعة للأمر الواقع،  وعلى كل طرف تحمّل المسؤولية. ورأى أن فريق حزب الله لا يحترم الدولة والقوانين، داعيا إلى ضرورة تغيير طريقة عمله في السياسة. وقال: طالما أن الوضع في سوريا على حاله والحدود "فلتانة" والوضع الداخلي متأزم فإن الأمور لن تستقيم والسبب يتمثل بإضاعة الوقت وتفشي الفوضى في حكم لبنان وعدم وجود الدولة. ورأى شمعون أن الوزير جبران باسيل لم يكتشف البارود، وهو لم يتمكن من تأمين الكهرباء للبنانيين. أضاف: نريد وزراء "أوادم"، لافتا إلى أن هناك الكثير ممن يفهمون في قطاع الكهرباء أكثر من باسيل.

 

زهرا: أشباه النظام يحاولون مقايضة دماء الشهداء بالبترول

المستقبل/شدّد عضو كتلة القوات اللبنانية النائب أنطوان زهرا، على أن "عدالة الأرض أتية قريباً، ومهما طال انتظارها ستحقق". وأكد أنه "حتى لو كانت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أساسها محاكمة قتلة الشهيد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، إلا أن قاتل الحريري هو عينه قاتل جميع الشهداء، وله وكلاء في لبنان على صورته ومثاله". ورأى أن "أشباه النظام السوري الأقزام في لبنان، يحاولون أن يقايضوا دم الشهداء، وتاريخ وحاضر ومستقبل الوجود المسيحي في لبنان والشرق ببراميل البترول". وقال زهرا في كلمة ألقاها خلال تمثيله رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في الذكرى السنوية السادسة لاستشهاد طوني ضوّ، التي نظمتها دائرة المهنيات في مصلحة طلاب "القوات" أمس: "رغم بدء تحقيق العدالة إلا أن آلة القتل والاغتيالات ما زالت مستمرة. إضافة الى استمرار ادعاءات تجار الهيكل "الفجّار" بتمثيل المسيحيين في لبنان". أضاف: "ما من عبد أفضل من سيده. والسيد هو النظام المجرم في سوريا الذي قتل أجيالاً من المناضلين اللبنانين بشكل مباشر أو غير مباشر عبر أدواته اللبنانية، يستعمل اليوم براميل متفجرة ليقتل شعبه في سوريا، أما أشباه النظام السوري الأقزام في لبنان، فيحاولون اليوم أن يقايضوا دم الشهداء، وتاريخ وحاضر ومستقبل الوجود المسيحي في لبنان والشرق ببراميل البترول". وأشار الى أن "القوات اللبنانية لن تسمح بغياب الدولة من جديد، وتريد بناء دولة باحترام الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها، وبمنطق المؤسسات وعدم رهن الاستحقاقات لمطالب محددة. من هنا، قال: "على الحكومة أن تشكل في أوانها، وعلى رئاسة الجمهورية ان تنتخب خلال مواعيدها الدستورية، فهذا حق لجميع اللبنانيين المتطلعين لبناء الدولة". وسأل زهرا: ما الذي يؤخر الرئيسان سليمان وسلام، عن تشكيل حكومة الواقع؟ فعند استحالة تشكيل غير حكومات وعند تحكم المحاصصة بالمفاوضات، تصبح الحكومة الحيادية ضمانة إجراء انتخابات رئاسية وليس العكس، وهي ضمانة عدم تحكم أحد بثروات الدولة وحقوق الشعب اللبناني. من هنا، ختم زهرا، داعياً الرئيسين بتشكيل حكومة حيادية"، مشدداً انها "الوحيدة المتاحة اليوم، وبالتالي هي حكومة الممكن والواقع".

 

اسرائيل: سنضرب قواعد "حزب الله" ولو على حساب المدنيين

المركزية- أعلن قائد القوات الجوية الاسرائيلية الميجر جنرال عمير ايشيل انه "سيتعين علينا التعامل بقوة مع الآلاف من قواعد "حزب الله" التي تهدد دولة إسرائيل ومناطقها الداخلية"، مشيرا إلى أن بيروت وسهل البقاع وجنوب لبنان من بين المواقع التي تضم هذه القواعد، معتبرا ان "مقاتلي "حزب الله" يحتفظون في بعض الأحيان بطوابق كاملة في المباني السكنية مغلقة وجاهزة للاستخدام في القتال". واشار الى انه "يعيش فوق هذه القواعد وتحتها مدنيون ليس بيننا وبينهم أي عداوة، وهم نوع من الدروع البشرية". وفي كلمة له في معهد فيشر للدراسات الاستراتيجية الجوية والفضائية قرب تل أبيب، قال ايشيل ان "هذا هو المكان الذي ستدور فيه الحرب، هذا هو المكان الذي سيكون علينا ان نقاتل فيه لوقف "حزب الله" والانتصار عليه، من يبقى في هذه القواعد سيصاب وسيعرض حياته للخطر، ومن يخرج منها سينجو بحياته". واعتبر ايشيل ان الجيش الإسرائيلي أقوى من "حزب الله" "عشرات" المرات ويتمتع الآن بقدرات أكبر مما كان لديه في 2006. وأضاف "قدرتنا اليوم على مهاجمة أهداف على نطاق واسع وبدقة عالية تزيد نحو 15 مرة على ما كانت عليه في حرب 2006"، قائلا إن هذه القدرة ضرورية لتقصير أمد القتال "لأنه كلما طال أمد الحرب زاد عدد الصواريخ التي ستضربنا هنا".

 

حرب زار الراعي: لانتخاب رئيس للجمهورية

المركزية- التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، في اطار برنامج التنشئة المسيحية، طلاب مدرسة مار يوحنا الحبيب العقيبة واعضاء اخوية الحبل بلا دنس في رعية مار الياس القعقور- المتن الشمالي. وكان الراعي التقى مساء امس النائب بطرس حرب في زيارة تم فيها التشاور في عدد من المواضيع ابرزها الإستحقاقان الرئاسي والحكومي. وأكد حرب انه "في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، كان لا بد من التشاور مع صاحب الغبطة، وخصوصا أننا اعتدنا على أن تكون بكركي المرجعية الوطنية، التي من المفترض أن نكون على تشاورٍ دائم معها في هذه المحطات والأزمات". وتابع: "من المعروف أن لبنان يمر في أزمات كبيرة تتجسد باحتمال أن نقع في خطر وقوع البلد في فراغ، وبالتالي سقوط الدولة اللبنانية التي تشكل الحصانة الأكبر لأي مواطن لبناني الى اي طائفة انتمى ولا سيما المسيحيين. وفي هذا المنعطف الخطير، لا بد من التشاور مع صاحب الغبطة للمشاركة أو الإشتراك في طرح القضايا والتفتيش عن المخارج والحلول للأزمات المطروحة". واضاف: "لقد توافقنا مع غبطته على رفض ما يجري، وخلصنا إلى نتيجة، اعتبرنا فيها أن البلد يمر في مأزق خطير، وهناك قلق على واقعه، وبالتالي يجب بذل الجهود لتشكيل الحكومة في أسرع وقت، وإذا كانت جامعة تكون هي الحكومة الأفضل، وبالتالي يجب بذل المساعي لتوفير الأجواء الصالحة، ليصار إلى انتخاب رئيس للجمهورية لئلا نقع في الفراغ الرئاسي الذي يعرض الدولة اللبنانية للسقوط والإنهيار". وختم حرب: "لكي نتمكن من بلوغ هذه الأهداف، لا بد من أن تجتمع هذه القوى المخلصة المؤمنة بهذا البلد لكي نعمل معا لتكريس هذه الإستحقاقات وتشكيل الحكومة، والتنازل عن الشروط التعجيزية المطروحة، تسهيلا لتشكيل الحكومة، وآمل أن يصار في وقت قريب إلى حسم هذه القضية واصدار مراسيم تشكيل حكومة، لذلك على الكتل السياسية أن تتحمل نتائج مواقفها من الحكومة".

 

الشعار: لحكومة تسدّ الفراغ والامن مُرتبط بحضور الدولة"

المركزية- شدد مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار على ضرورة "تشكيل حكومة جديدة تسدّ الفراغ وليس بالضرورة ان تحلّ كل المشاكل". واعتبر في حديث لـ"المركزية" ان "الخطوة الايجابية التي قام بها الرئيس سعد الحريري في شأن قبوله بصيغة (8-8-8) والجلوس مع "حزب الله" في الحكومة ينبغي ان يُبنى عليها، وان يتنازل الجميع عما يرونه حقاً لهم من اجل تقديم مصلحة الوطن وايجاد مخرج للتشكيل وإيجاد ما يُمكن ان يسدّ اي فراغ متوقّع في الرئاسة الاولى". وفي سياق متّصل، اكد الشعار ان "الوضع الامني في اي منطقة في لبنان مُرتبط بحضور الدولة، فكلما "شُغلت" الدولة بأمور جانبية وغابت عن مهمتها عاد القلق من حدوث خلل في الاستقرار".

وعن قضية دار الفتوى والخلاف بين مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني والمجلس الاسلامي الشرعي الاعلى المنتهية ولايته، ختم المفتي الشعار "لا زلت اعوّل على وجود العقلاء والحكماء لحلحلة القضية في وقتها".

 

تقارير: وثيقة أمنية تكشف مخططاً انتحارياً ضد شخصية سياسية في طرابلس او بيروت

نهارنت/نقلت اذاعة "صوت لبنان" (93.3)، الجمعة، "وثيقة أمنية" تفيد بأن انتحارياً سيبنفذ هجوماً في طرابلس أو بيروت، مستهدفاً شخصية سياسية رفيعة. ووفق الوثيقة التي نقلت الاذاعة صورة عنها، فإن شحنة ناسفة وضعت في سيارة جيب من نوع "كيا" لون champagne، يقودها انتحاري يدعى ابو العدنان سيستهدف شخصية رفيعة في طرابلس أو بيروت. ولفتت الوثيقة الى أن "ابو العدنان" يحمل الجنسية السورية، لافتة الى أن السيارة تحركت باتجاه الهدف. وتتابع الوثيقة أن معلومات امنية، كشفت أن سيارة أخرى من نوع "هوندا" سوداء اللون، ستنفجر في طرابلس قرب منزل الشخصية عينها. يُذكر أن آخر اغتيال سياسي وقع في لبنان، استهدف مستشار رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، الوزير السابق محمد شطح في ستاركو في وسط بيروت، في 27 كانون الاول. كما أن انفجارات استهدف مناطق الضاحية الجنوبية لبيروت والهرمل، ما أدى الى ازدياد المخاوف لدى المواطنين في حين يتداول اللبنانيون لوائح بأرقام وأنواع سيارات قيل انها مفخخة وستسهدف مناطق عدة.

 

الادعاء على الأطرش و12شخصا بالإنتماء لتنظيم مسلح

إدعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على الشيخ عمر الاطرش مع 12 شخصا من جنسيات مختلفة لبنانية وفلسطينية وسورية بجرم الانتماء الى تنظيم مسلح بهدف القيام باعمال ارهابية وهي تنظيم "القاعدة" و"كتائب عبدالله عزام".

 

التحقيقات مع الأطرش: دور في كل التفجيرات

الجديد/وصف المحققون مع الشيخ عمر الأطرش ان شخص مثله مستعد للموت قبل أن يفصح عن أسراره، وانه الاخطر من بين المعتقلين. وأفادت مصادر أمنية "الجديد" ان الاطرش لم يعترف تحت الضرب والتعذيب كما أشيع مؤكداً ذلك التقرير الشرعي، مشيرة الى ان استخبارات الجيش لم تستند فقط الى الاستجواب العادي بل أبرزت أدلة أثناء التحقيق منها حركة اتصالات و رسائل نصية و صور و اعترافات، وكلما برز دليل قطعي اعترف الأطرش بالموضوع دون أن يضيف الى المعلومات الموجودة تفاصيل اضافية بارزة.

وقال الأطرش

تقرير يمنة فواز

أثناء التحقيقات أنه تابع لـ"جبهة النصرة"، ولكن عندما استكملت المرحلة الأولى من التحقيقات تبين أن التعاون قائم أيضا مع "كتائب عبدالله عزام" و"الدولة الاسلامية في العراق والشام".  وبحسب ما جاء في التحقيقات، كان الأطرش يسلم الانتحاريين الى "جبهة النصرة" لتجهيزهم و يستلم من "الدولة الاسلامية" السيارات المفخخة ومن "كتائب عبدالله عزام" الصواريخ. وللأطرش دور في كل التفجيرات التي نفذت في الضاحية اضافة الى تفجير السفارة الإيرانية و الاعتداء على الجيش اللبناني في منطقة الأولي على مدخل صيدا و حاجز مجدليون. وعن دور الأطرش في انفجار السفارة الإيرانية، فإنه أوصل السيارة المفخخة والانتحاريين الى بيروت أما تفاصيل حركتهم وصولا الى تفجير الاعتداء فلم يكن الأطرش مسؤولا عنها. وعن دوره في الاعتداء على حاجز الجيش في الأولي و مجدليون حيث كانا شخصين يرتديان حزام ناسف، فإن الأطرش هو من أوصل هؤلاء الأشخاص الى صيدا بسيارة الشيروكي و من ثم عاد الى بيروت حيث ترك السيارة في بيروت ونقل بسيارة أخرى الى البقاع، سيارة الشيروكي التي كان يقودها هي نفسها التي انفجرت في اليوم التالي في الضاحية الجنوبية لبيروت. وبحسب المعلومات، فإنه وأثناء التحقيق ووجه الأطرش بحركة اتصالاته و "الواتس أب" كان قد أرسلها الى أبو خالد السوري المسؤول عن تفخيخ السيارات فإعترف الأطرش أنه ذهب الى منطقة يبرود في سوريا وتحديدا الى مكان تجهيز السيارات المفخخة و التي يتولى تجهيزها أبو خالد السوري حيث استلم السيارات التي أدخلها الى بيروت، ورأى أثناء وجوده سيارات أخرى تجهز. هذه السيارات التي استلمها و أدخلها الى بيروت هي غير السيارات التي استخدمت في السابق فهي لم تنفجر بعد وضائعة في شوارع لبنان. واضافة الى هذه السيارات المفخخة التي أدخلت اعترف الأطرش بادخال ٤ صواريخ لم تطلق بعد و ٣ أحزمة ناسفة والتي كانت ستستخدم في الاعتداء المقبل المخطط له ضد احد المقاهي في الضاحية الجنوبية لبيروت، يكون على الشكل التالي: "أولا يتم اطلاق النار في المنطقة فيتجمع العالم كالعادة لمعرفة السبب و مباشرة يقوم الانتحاري بتفجير نفسه ثم تقترب سيارة مفخخة و تنفجر".

كما عمل الأطرش على نقل الانتحاريين من لبنان الى جبهة النصرة في سوريا لتجهيزهم ومن ثم العودة الى سوريا بعد الانتهاء من تجهيزهم لاصطحابهم الى بيروت لتنفيذ عملياتهم وهو الأمر الأساسي الذي أدى الى القاء القبض عليه، فاستخبارات الجيش و بناء على اشارة من الاستخبارات الأميركية راحت تتبع سعوديين اثنين، تبين أن حركتهم و اتصالاتهم مريبة وأثناء تتبعهم تبين أن الأطرش نقلهما الى سوريا لتجهيزهم وتحضيرهم لدى "جبهة النصرة" حيث تركهم وعاد الى بيروت، و فور عودته قامت استخبارات الجيش بتوقيفه.

 

رويترز" في الضاحية: متاريس تذكّر بالحرب الأهلية

المستقبل/نشرت وكالة "رويترز" للأنباء تقريرا ميدانيا خاصا سلطت فيه الضوء على الهواجس الأمنية والتدابير الإحترازية المشددة في الضاحية الجنوبية لبيروت وعلى تخومها إثر التفجيرات الأمنية التي ضربت "معقل حزب الله" في الآونة الأخيرة. حسان غملوش الذي عرّف عنه التقرير بأنه "مالك متجر مجوهرات دمره الطيران الحربي الإسرائيلي عندما قصف منطقة بئر العبد" في حرب العام 2006، أوضح أنه "يحصن واجهة محله حاليًا بأكياس من الرمل لحمايته مع زبائنه من تهديد جديد بعد موجة السيارات الملغومة"، معربًا عن اعتقاده بأنّ "هذه الاجراءات تحمي (بنسبة) 70 الى 80 بالمئة تقريبا من الشظايا والوهج والضغط."

في الإطار عينه، نقل التقرير مشاهد من التحصينات التي يتخذها أصحاب المتاجر في الضاحية الجنوبية "لمواجهة المزيد من الهجمات" الإرهابية المحتملة، فأورد أنّ "العمال يحاولون تركيب ألواح معدنية في الجزء الأمامي لورشهم، في حين يزرع عمال آخرون الأشجار في شريط يتوسط الشوارع في خطوة تهدف إلى تقييد حركة المفجرين بتقليص المجال المتاح أمام أي شخص لترك سيارته خارج المساحات التي باتت محجوزة بالسلاسل المعدنية للسكان وأصحاب المتاجر بالاضافة إلى زرع العديد من كاميرات المراقبة" في المنطقة. وفي سياق إشارتها إلى "تكثيف الجيش اللبناني و"حزب الله" إجراءاتهم الأمنية" في الضاحية الجنوبية ومحيطها، لفتت "رويترز" إلى أنّ الجيش "يفتش السيارات عند مداخل الضاحية بينما يدقق جندي بأرقام السيارات وفقا لقائمة معه. وفي مطار بيروت على الجهة الجنوبية للعاصمة تعززت إجراءات التفتيش الأمنية في حين عززت إجراءات الحماية لإثنين من المراكز الدينية الشيعية على طريق المطار القديم بوضع كتل خرسانية رسمت عليها خطوط باللونين الأسود والأصفر". أما في المناطق الداخلية للضاحية، فلاحظ التقرير أنّ "حركة المرور خفّت بشكل ملحوظ في شارع هادي نصرالله حيث تم إغلاق أماكن وقوف السيارات تحت الجسر الرئيسي لمنع المفجرين من ركن سياراتهم هناك"، وأوضح أيمن بزون وهو مدير متجر في شارع هادي نصرالله أنّ "الشارع بات فارغا لأنّ الناس متخوفة وتتجنب أن تتحرك كثيرا بل تبقى في بيوتها ونحن نوصل لها طلباتها ديليفري (توصيل)". ولفت التقرير إلى أنه "بالنسبة للكثير من المقيمين (في الضاحية) فإنّ التدابير الأمنية تعيدهم بالذاكرة إلى الحرب الأهلية التي اندلعت في لبنان بين عامي 1975 و1990 عندما امتلأت شوارع بيروت بالمتاريس"، مشيرًا إلى أنه "غالبا ما تتوتر أعصاب الناس بفعل المزيد من التحذيرات التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعية والتي تكون بمعظمها إنذارات كاذبة من هجمات محتملة. فقبل خمسة أيام دعا عناصر من "حزب الله" عبر مكبرات الصوت المواطنين للنزول والتعريف عن سياراتهم بحيث قُطع طريق هادي نصر الله بعد الحصول على معلومات تفيد بأنّ الحزب لديه مواصفات سيارة ملغومة وصلت إلى هذا الشارع". وختمت رويترز تقريرها بالإشارة إلى أنّ "بائع مواد البناء أحمد شرف الدين يكدّس أمام متجره الأكياس الرملية للحماية"، ناقلةً عنه قوله "وهو يجلس في مكتبه على بعد أقل من خمسين مترا من موقع الانفجارين اللذين وقعا في حارة حريك خلال الشهر الجاري: "في اليوم الوحد يأتينا ثلاثة أو اربعة زبائن يشترون أكياس الرمل بغية تحصين محلاتهم".

 

مروان حمادة: لا حل الا بالحيادية فجمع الماء والنار في وعاء واحد لن يجدي نفعاً

لبنان الحر/اكد النائب مروان حمادة أنه لا يرى حسماً للأمور في الملف الحكومي إلا من خلال العودة إلى الحكومة الحيادية لأن جمع الماء والنار في وعاء واحد لن يجدي لبنان نفعاً. وعزا أسباب تمسك العماد عون بوزارة الطاقة لأمور مالية. أما في ما يتصل بوزارة الاتصالات فمن أجل حزب الله ولذلك الحزب يريد أن يبقى مسيطراً على قطاع الاتصالات كما على كل شأن يتعلق بالأمن في لبنان، مشيراً إلى أن تشجيع حزب الله لحليفه عون لا يلتقي مع الوعود التي قطعت للرئيس بري ول14 آذار عن السعي لدى عون بعدم تعطيل تشكيل الحكومة

 

برسا الكورة طالبت بتحرير ابنها المخطوف جوليان انطون

وطنية - استنكر رئيس مجلس بلدية برسا آلان رزق واعضاء المجلس، في بيان اليوم، خطف ابن البلدة جوليان جورج انطون، "على يد زمرة من المرتزقة والمأجورين". وطالبوا الاجهزة الامنية والقضائية المختصة العمل على تحريره فورا واعادته الى أحضان أهله ومحبيه سالما، واحالة الخاطفين الى القضاء المختص للاقتصاص منهم اشد إقتصاص". وقد رفعت في شوارع البلدة اليافطات المستنكرة لعملية الخطف.

 

لم يعد سراً من الشراع

حقيبة الداخلية في الحكومة الجديدة ستكون من نصيب اللواء مروان زين, اما المالية فسيسمي الوزير الذي سيتولاها الرئيس نبيه بري, بينما هناك ما يشبه كباش حول تولي الوزير السابق طارق متري لحقيبة الخارجية, وترك امر تسمية وزير الدفاع للرئيس ميشال سليمان من الطائفة المارونية. اما مستشار الرئيس تمام سلام محمد المشنوق فسيتولى حقيبة الاعلام, في حين ان وزارة الطاقة سيعتمد فيها خيار يشكل كما قيل مفاجأة من العيار الثقيل وسط تكتم حول مآلها والجهة التي ستتولاها في ظل الحديث عن اعتماد مبدأ المداورة الذي يعني في حال صح ذلك انها لن تكون من حصة النائب ميشال عون وصهره الوزير الحالي جبران باسيل. هذه الاسماء حسم الامر بشأنها الا اذا حصل ما هو مستجد وأعاد خلط الاوراق لاستبعاد البعض والإتيان بأسماء اخرى.

 

غرف "حزب الله" تتحدث عن معركة في يبرود... فماذا عرسال؟

موقع 14 آذار/انتهت الجولة الأولى من "جنيف -2" من دون نتائج ملموسة، لتعود الأنظار نحو الحال الميدانية للأزمة، خصوصاً بعدما تراجعت "انجازات" النظام السوري في بعض المناطق واختفت في مناطق أخرى. ويدور الحديث اليوم عن محاولة استغلال الفترة الزمنية بين الجولتين ميدانياً للضغط على المعارضة في الجولة الثانية وايجاد حال جديدة يفاوض عليها المجتمع الدولي. يدور الحديث بين غرف "حزب الله" وفريق "8 آذار" عن معركة تتحضر عند الحدود اللبنانية – السورية، وتحديداً عند يبرود في القلمون، إذ أشارت التقارير إلى احتمال دخول "حزب الله" إلى هذه المنطقة استكمالاً للمخطط السابق الذي يقضي باحتلال كل المناطق السورية الحدودية مع لبنان. ولوحظ في اليومين السابقين ارتفاع حدة القصف السوري على هذه المنطقة، استخدم فيها النظام المدفعية الثقيلة وراجمات الصورايخ، فضلاً عن القاء القنابل العنقودية المحرمة دولياً التي انتشر وجودها في الشوارع والأسطح. وتركز القصف على العريض، حي القامعية، جبال القاعة، طريق يبرود الساحل، رأس المعرة، المجر وريما، كما بدأ العلام بفبركة الأخبار مطلقاً حملته الاعلامية قبل أي معركة، إذا تطرقت بعض الوسائل الاعلامية إلى كمين نفذه "حزب الله" والنظام السوري في محيط يبرود، أدى إلى مقتل 25 مقاتلاً من الجيش السوري الحر وأسر 30 أخرين، الأمر الذي نفته قياد "الجيش الحر" وكل فصائل القلمون العسكرية.

من الناحية اللبنانية، يدور الاهتمام والخوف على منطقة عرسال وارتباطها بمعركة يبرود، إذ يتخوف المراقبون من زج عرسال بمعركة لا شأن لها بها، ودفعها نحو فخ خطير يؤجج الصراع في المنطقة ويضعها على صفيح ساخن. فمن المعروف أن هذه البلدة تبنت رعاية اللاجئين السوريين ودعمت الثورة السورية، إلى أن أصبح عدد اللاجئين فيها يفوق عدد سكان البلدة، نظراً لقربها من الحدود السورية. الخوف يرتكز على محاولة ضرب يبرود واجتياحها بهدف دفع المقاتلين إلى الهروب إلى عرسال والاختباء فيها. وحينها لن يردع أي أحد قصف النظام السوري لهذه المنطقة بعدما قصفها مرات عدة من دون أي عقاب، والخوف الأكبر من تعامل "حزب الله" مع هذا الأمر، خصوصاً بعد الحادثة الاخيرة إذا لا يزال الأهالي يؤكدون أن الصواريخ أتت من مناطق لبنانية يسيطر عليها الحزب ومنهم من تحدث عن اطلاق الصواريخ من رابض مثلث نعمات.

الأمر الأخطر في حال تم ايقاع العرسالين بفخ مع الجيش اللبناني الذي من واجبه أن يسارع إلى حماية البلدة من أي خلل أمني، إذ قد يلاحق أيضاً المقاتلين السوريين. وبين معارك كر وفر تصبح المنطقة منكوبة وبالتالي يتحقق هدف "حزب الله" في توريط المنطقة بما لا دخل به. لتتلخص أسئلة عدة: في حال قرر "حزب الله" احتلال يبرود، كيف سيمنع المقاتلين من الخروج منها والدخول إلى عرسال؟ وكيف سيفرق بين المقاتل واللاجىء الذي يجب توفير له الحماية للوصول إلى مناطق آمنة؟ وفي حال بات "حزب الله" في يبرود، كيف سيتعامل مع قربه إلى عرسال؟ انها اسئلة تضع هذه المنطقة في دائرة الخطر، ولا بد من حمايتها من قبل الأجهزة الأمنية، ولا بد من أجل ابعاد أي خطر عليها نشر الجيش اللبناني على طول الحدود أو طلب مساعدة قوات "اليونيفيل" في ذلك. أهالي عرسال ورغم كل ما اصابهم لا زالوا يستخدمون سياسة ضبط النفس والتعالي على الجراح والصمود بوجه كل الألاعيب التي يصنعها النظام السوري، والأهالي يصرون على منطق الدولة وألا يحميهم سوى الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الشرعية... فماذا لو حصلت المعركة؟

 

الاسد يمطر عكار بقذائف ويقتل لبنانيا ويجرح اخرين

طال قصف مدفعي سوري مناطق في وادي خالد وسقطت قذيفة في بلدة مشتى حمود وأخرى في شدرا وسمعت صفارات سيارات الإسعاف تهرع إلى المنطقة ثم توسع رقعة القصف الذي يستهدف منذ بعض الوقت خراج بلدات العبودية، حكر جانين، العرمة، قبور البيض، بالاضافة الى بلدة مشتى حمود. وبلغ عدد القذائف حتى الآن حدود ال 14 قذيفة. وناشد أهالي القرى والبلدات الحدودية كلا من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي وكل المسؤولين المعنيين التدخل لوقف هذه الاستهدافات التي تطاول الأهالي الآمنين وتلحق اضرارا بالممتلكات وتوقع ضحايا. وافادت "الوكالة الوطنية للاعلام عن مقتل هشام خالد احمد (سوري) واصابة محمود احمد رمضان وجميلة عساف (لبنانيان) في القصف الذي استهدف بلدة مشتى حمود. ونقلوا الى مستشفى سيدة السلام في القبيات.

 

شهيد وجرحى في قصف من الجانب السوري على بلدات عكارية

 استشهد شخص وسقط عدد من الجرحى جراء القصف السوري على القرى الحدودية اللبنانية في عكار. وأفادت 'الوكالة الوطنية للاعلام” عن توسع رقعة القصف الذي استهدف خراج بلدات العبودية، حكر جانين، العرمة، قبور البيض، بالاضافة الى بلدة مشتى حمود حيث سقط هشام خالد الأحمد وجرح عدد من المواطنين. كذلك أصابت إحدى القذائف منزل جرجس الخوري في بلدة شدرا، ما أدى إلى أضرار بالغة من دون وقوع إصابات.

وناشد أهالي القرى والبلدات الحدودية كلا من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي وكل المسؤولين المعنيين التدخل لوقف هذه الاستهدافات التي تطاول الأهالي الآمنين وتلحق اضرارا بالممتلكات وتوقع ضحايا. وكالات

 

اجتماع في دارة ضاهر دان "سيطرة حزب إيران على الدولة" والخوف وإيقاظ الفتنة يخيّمان على أجواء طرابلس

طرابلس ـ "المستقبل"/تتواصل حلقات مسلسل محاولات توتير الاجواء في مدينة طرابلس لجرها الى أتون الفتنة، بحيث ما برحت أحياء التبانة ترزح تحت أعباء ثقيلة جراء استمرار محاولات عودة "المحاور التقليدية" الى المواجهة باعتبار أن عناصر الحزب "العربي الديموقراطي" ما زالوا يعتدون على الابرياء ويهددون بعودة القنص وفتح النار مجدداً على باب التبانة، وسط استمرار اقفال المحال التجارية والمؤسسات جراء القلق السائد فيها، ووقوف الاجهزة الامنية كخط فاصل بين "المتواجهين"، واتخاذهم تدابير استثنائية وخصوصاً في ساعات الليل الاولى، ومنع دخول المواطنين من غير سكان جبل محسن الى المنطقة ولاسيما من جهة البقار والريفا في القبة.

واستيقظ سكان المدينة أمس على بلاغ وزع عبر كل وسائل التواصل يفيد عن توافر معلومات عن وجود شحنة ناسفة في سيارة جيب "كيا" لون شمباني، وهذه السيارة سوف تستهدف شخصية سياسية رفيعة في طرابلس، وقد تحركت باتجاه الهدف، اضافة الى سيارة ثانية "هوندا" سوداء مفخخة ستفجر في طرابلس، ووضع البلاغ ضمن "وثيقة رسمية"، الامر الذي أثار ارباكاً واسعاً في المدينة، واستدعى أن تتخذ الاجهزة الامنية تدابير استثنائية في المدينة وخصوصاً في نطاق دور العبادة. وظهراً، أصيب حسن السمان في قدمه نتيجة خلاف على بسطة في منطقة التل بجانب بناية الروكسي في طرابلس تحول إلى إشكال أدى الى إطلاق نار. ونقل السمان إلى المستشفى للعلاج، وحضرت القوى الأمنية إلى المكان للتحقيق في الحادث. وكان مسلحون أطلقوا النار بعيد منتصف ليل اول من امس على خضر علي خضر ما استدعى نقله الى مستشفى السيدة للمعالجة.  وتسود منذ أيام أحياء عدة في طرابلس وخصوصاً مناطق أبي سمراء والقبة والمئتين، موجة من السرقات تطال المنازل والمحال التجارية كنتيجة للواقع الذي ترزح تحته المدينة. وطالب مسؤول "جمعية حقوق طرابلس" محمد بيروتي المسؤولين بالعمل سريعا لانقاذ طرابلس، لأنها تكاد تفقد قرارها، وقال: "لماذا حتى اليوم لم تعلن مدينة طرابلس منكوبة بكل معنى الكلمة؟ وهي منكوبة فعلاً بالواقع الامني الصعب الذي ترزح تحته، وكذلك برئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي يفترض أن يقف الى جانب أهل طرابلس، ويعمل على تفكيك الالغام الموضوعة في كل الاحياء، بدل أن يغادر الى لندن لقضاء اجازته". وسأل "ماذا فعلت حكومة قولنا والعمل طوال أكثر من عامين؟، وماذا فعل رئيسها ووزراء طرابلس سوى جلب الويلات وإفقار المدينة ووضعها في مهب الريح؟".

اجتماع موسع

على صعيد آخر، عقد في دارة النائب خالد ضاهر في طرابلس اجتماع موسع حضره الى ضاهر أعضاء اللقاء الوطني الإسلامي النائب معين المرعبي، الشيخ زكريا المصري، الشيخ نبيل رحيم، العقيد المتقاعد عميد حمود، رئيس المكتب السياسي لـ "الجماعة الإسلامية" في لبنان عزام الأيوبي ورئيس "هيئة السكينة الإسلامية" أحمد الأيوبي، وعن "هيئة العلماء المسلمين" أمين سر الهيئة في بيروت الشيخ إبراهيم بيضون والشيخ جميل عيتاني والشيخ أحمد عمورة من مكتب الهيئة في صيدا إضافة الى وفد من بلدة عرسال ضم الشيخ سميح عز الدين، أحمد الحجيري، مصطفى عز الدين ومحمد عز الدين، موكل الشيخ عمر الأطرش المحامي طارق شندب والمحامي عبد الرحمن عيد. بعد الإجتماع، تلا النائب ضاهر بياناً باسم المجتمعين، أشار الى "سيطرة حزب ايران على الدولة اللبنانية وخصوصاً المخابرات والقوة الضاربة الجيش اللبناني، واستخدامها في تصفية واعتقالِ شبابِنا بشكل تعسفي وتلفيق التهم لتشويه صورة طائفة بكاملها، وفي غيابِ تامٍّ لمسؤولي الدولة ومرجعياتها الرقابية"، معزياً "أهالي الشهداءِ الأبرياءِ الذين سقطوا ضحيةَ مشاريعَ سياسيةٍ مشبوهةٍ تتعارضُ معَ مصلحةِ الوطنِ، وتخدم النظامين السوري والإيراني". ورأى أنَّ "الأمنَ والأمانَ هما من أوجبِ واجباتِ الدولةِ تجاهَ المواطنِ، وعندما يشعرُ المواطنُ أنَّ بعضَ أجهزةِ الدولةِ قد تحولَّتْ إلى ضابطةٍ اجراميةٍ عند حزبٍ سياسيٍ، فهذا يعني أن الدولة قد انحدرت إلى منزلق خطير يهدد الكيان اللبناني بأكمله"، معتبراً أن "الطريقَ إلى المناصبِ والمراكزِ في الدولةِ، لا يكونُ عن طريق إسالة الدماء وظلم الناس واستهدافِ العلماءِ والناشطينَ والأبرياءِ، وتغطية الممارسات المنحازة، وليكن معلوماً بأننا سوف نقوم بمقاضاة جميعَ المتورطين أمامَ الجهاتِ المختصةِ، حتى لو اضطر الأمر للجوء إلى المحاكم الدولية ومجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة". وحمّل مسؤوليةَ ما يجري لكلِّ مسؤولي الأمة اللبنانية، وخصوصاً "قيادةِ الجيشِ، وعلى رأسِهَا العمادُ جون قهوجي الذي عليه إيقاف جميع هذه الممارسات فوراً، والقيام باستدعاء الاحتياط لمساعدة الجيش اللبناني على الإنتشار على الحدود اللبنانية لمنع التدخلات في الحرب السورية من الأطراف كافة حفاظًا على السلم الأهلي وعلى الأمن والأمان للمواطن اللبناني، وحتى لا يعتبر جزءاً من هذه المؤامرة بحق الشعب اللبناني، وهذا إجراءٌ يضمنُ اجتماعَ اللبنانين حولَ المؤسسةِ العسكريةِ، اضافة الى لجنةِ الدفاعِ النيابيةِ، وعلى رأسِهَا النائبُ سمير الجسر بضرورةِ القيامِ بواجبِهَا، لمساءلة قيادة الجيش وكل الأجهزة الأمنية، والإطلاع على التحقيقات والآليات المتبعة، لضمانِ عدم انحياز المؤسسات العسكرية والأمنية، ولجنةِ العدلِ النيابيةِ، وعلى رأسِهَا النائبُ روبير غانم، بضرورةِ القيامِ بواجبِهَا، للإطلاع على أداء القضاء وخصوصاً العسكري، من أجل طمأنة الشعب اللبناني أن العدالة مصانة وتسير في الإتجاه الصحيح، ولجنةِ حقوقِ الإنسانِ النيابيةِ، وعلى رأسِهَا النائبُ غسان مخيبر، بضرورةِ القيامِ بواجبِهَا، لضمانِ حقوقِ المواطنِ اللبنانيِّ، وأنْ لا تُخْرَق ويُعْتدى عليها لأغراضٍ سياسية". واعتبر أن "استهداف العلماء السنّة والناشطين في نصرة الشعب السوري الحر عبر تصفيتهم وتلفيق التهم لهم، يصب في مشروع شيطنة طائفة بكاملها، وتشويه صورتها خلافًا لكل الحقائق التاريخية"، مؤكداً أن "سكوت القيادات السياسية لهذه الطائفة، والتي ترفع شعار قيام الدولة، عن هذه الممارسات يُشجع على نشوء حالات التطرف والتي لن تبقي مكاناً للإعتدال في أي بقعة من لبنان". وأعلن "رفض الظلم والإهانة"، محذراً من أنه "إذا لم تتوقفْ هذه الممارسات الشاذة فإنَّ المجتمعَ اللبناني الحر سوف يتحركُ على أكثرَ من صعيدٍ من أجل رفع الظلامة منعاً لاسقاط الدولة العادلة ومؤسساتها". وقرر المجتمعون إبقاء اجتماعاتهم مفتوحة لمتابعة كل المستجدات.

 

النائب معين المرعبي: لوقف الاعتداءات على القرى الحدودية

وطنية - استنكر النائب معين المرعبي، في تصريح اليوم، "الانتهاكات السورية المتواصلة التي غالبا ما تطال الابرياء الآمنين وتعطل حياتهم اليومية وتوقع الضحايا". وطالب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "بالعمل على وقف هذه الانتهاكات والاعتداءات التي تستهدف القرى والبلدات الحدودية مع سوريا".

 

المسلسل العكاري الدامي.. النظام يضرب و"الخارجية" تغطي

فاطمة حوحو/المستقبل

مرة بعد أخرى يخرج سفير بشار في لبنان علي عبدالكريم علي ليبرر اعتداءات جيش النظام الكيماوي على الأراضي اللبنانية، من وزارة الخارجية بالتحديد، المفترض بها أن تتحرك لإدانة العدوان السوري على لبنان وتقوم بواجب إبلاغ الأمم المتحدة ومجلس الأمن عنها من أجل اتخاذ التدابير اللازمة بحق المعتدي، كما يحصل بالعادة عندما تتعرض أي دولة لانتهاك أمني من قبل دولة حدودية أخرى، إلا وزير خارجية لبنان المفترض، الذي نراه اليوم، مثل كل يوم يحصل فيه انتهاك سوري على القرى الآمنة في عكار، يترك اسفير النظام الكيماوي منبر وزارته من أجل توجيه الاتهامات لأهالي القرى الحدودية باحتضان "الإرهاب"، لا "النازحين" السوريين الذين هربوا من جحيم النظام المخابراتي ونار رئيسه التي تشعل وتدمر سوريا فوق رؤوس أبنائها.

وبعيداً عن أي خجل، يبث السفير السوري علي عبد الكريم علي "بروباغندا" ممجوجة سأمها اللبنانيون، بهدف تبرير الاعتداءات السورية، فيما الوزير العتيد يقفل عينيه ويصم أذنيه عن أصوات القذائف السورية التي ترهب اللبنانيين في القرى العكارية وتجعل التلامذة ضحايا إرهاب النظام الأسدي وجيشه وضحايا سكوت الوزير وفجور السفير.

ووسط غياب أي موقف رسمي مما جرى أمس على الحدود اللبنانية السورية، واستهداف قرى عكارية عدة بالقصف الهمجي، وحيث كان من المنتظر على الأقل أن يصدر كلام يزيل عن صدور العكاريين هاجس الخوف والموت القادم من خلف الحدود، ويطمئنهم بأن الاعتداءات لن تتكرر وأن هناك من يدافع عنهم وعن أرض لبنان من العدوان ومن الخروق التي تحصل منذ اندلاع الثورة السورية وقيام قوات الأسد بإشعال الحدود شمالاً وشرقاً، إلا أن ذلك لم يحصل ليمر الحدث وكأنه أمر عادي وما من معتد على الأراضي اللبنانية، فيما العدوان السوري بحجمه أمس يؤشر الى تطور خطير نتيجة توسع رقعته وتواصله طوال منذراً على ما يبدو بفتح جبهة وليس مجرد اعتداء عابر. الاعتداءات السورية تنوّعت خلال السنوات الثلاث الماضية في الشمال، ففي 15/9/2011 جرح لبنانيان بالرصاص، وفي 22/10/2012 تم إطلاق النار على مركب صيد لبناني في العريضة أدى الى مقتل الفتى ماهر حمد وإصابة عمه، وفي أول شباط من العام نفسه خطف 3 شبان من وادي خالد، لاحقاً تعرّضت المنطقة في 22 آذار الى قصف ليلي على القرى أدى الى إصابة 11 منزلاً، وأدى توغل كتائب الأسد في الأراضي اللبنانية الى إصابة مواطن في 28/3/2012. أما في 9 نيسان من ذلك العام فقد قُتل مصور قناة "الجديد" الزميل علي شعبان برصاص أطلقه الجيش السوري، والذي عمد بتاريخ 30 أيار 2012 الى خطف مواطنين لبنانيين في منطقة العبودية على الحدود. وفي 18 حزيران أطلقت قذائف من نوع آر.بي.جي على منطقة البقيعة، وقامت قوة سورية بإطلاق النار على مبنى الجمارك في وادي خالد في 2 تموز 2012 واعتقلت عنصرين من داخله، وفي 10/7/2012 تعرّض خراج قرى الدبابية والنورا في عكار الى قصف بالقذائف، وبعد يومين عاودت هذه القوات قصف الدبابية والدوسة والكواشرة، وفي 18/7/2012 أطلقت قوات الأسد نيرانها بكثافة عند معبر جسر القمار في وادي خالد إثر انفجار حصل بمركز سوري حدودي.

وفي عودة الى الاعتداءات البحرية، أطلق زورق حربي سوري النار مقابل شاطئ العريضة على زورق لبناني في 23/7/2012 وتعرّض مجرى النهر الكبير في محيط الدبابية النورا في 27/7/2012 للقصف المدفعي. وتتالت الاعتداءات إذ جرح شخص وأصيب 3 نازحين بالألغام المزروعة على الحدود في البقيعة المقبلة ومجرى النهر الكبير، وسجلت في 18/8/2012 رمايات وقذائف على الحدود الشمالية وفي 29/8/2012 سقطت خمس قذائف في خراج الدبابية والنورا التحتا كما سقط جريح بتاريخ 31/8/2012 من جراء القصف على بلدات عكارية مختلفة.

في أيلول تواصلت الاعتداءات وسجل سقوط قذائف سورية على بلدات عكارية عدة بتاريخ 2/9/2012، وحلق الطيران الحربي السوري في أجواء وادي خالد في 6/9/2012 وجرح مواطن في خراج النورا عكار برصاص سوري في 7/9/2012، كما سجل سقوط قذائف على خراج قرى عكارية عدة بتاريخ21/9/2012، كما سجل إطلاق نار كثيف ورشقات نارية على الحدود الشمالية بتاريخ 8/10/2012 مما دفع سكان بلدة العبودية الى النزوح.

بعد عشرة أيام سقطت قذائف سورية عدة على بلدة حكر جنين وفي 22 تشرين الأول قصفت بلدة الدبابية وقرى أخرى، كذلك تعرضت بلدات النورا وقشلق وحكر جنين والدبابية للقصف المدفعي في 24/10/2012، وفي 15/12/2012 تعرضت منطقة العبودية والقرى المحيطة لإطلاق النار.

وانتهكت طائرات مقاتلة سورية أجواء منطقة مشتى حلو في عكار كما قصفت المنطقة من منطقة الحصن داخل سوريا في 4/1/2013 وتعرضت بلدتا حكرجنين وقشلق للقصف أيضاً.

في 20/1/2013 تساقطت القذائف من الجانب السوري على بلدة منجز وبلدات حدودية أخرى بينما في 31/1/2013 سجلت رشقات نارية من الرشاشات الثقيلة طاولت خراج بلدتي النورا وحكر حانين واطراف العبودية.

في 18 شباط 2013 قطع أهالي العريضة المعبر الحدودي بين لبنان وسوريا احتجاجاً على القصف السوري وفي 22 من الشهر نفسه سُجّل نزوح من البلدة، في وقت تعرضت فيه بلدات العبودية والنورا والدبابية والعريضة الحدودية لرشقات نارية وقذائف.

وأدى القنص والقصف العشوائي على قرى وادي خالد الى سقوط قتيلين وجريحين في 24/2/2013 وبعد يومين سقطت قذائف في النورا.

في 12 آذار 2013 أصاب الرصاص السوري المواطن أحمد حمد في العريضة وفي اليوم التالي تعرضت بلدات العبودية وحكر جنين والنورا لقذائف ورشقات نارية، وسجلت رشقات من مضاد الطائرات وقذائف على العبودية والنورا وقشلق وحكر جنين ما ادى الى سقوط جريح في قشلق بتاريخ 5/3/2013.

ونتيجة المعارك في الجانب السوري سقطت قذائف في خراج العرقة والنورا وقشلق وجنين ووادي عكار في 17/3/2013.

في 29/3/2013 اصيب صياد لبناني بنيران البحرية السورية مقابل شواطئ العريضة كما سقطت قذائف على بلدة النورا ما أدى الى انقطاع التيار الكهربائي وفي اليوم التالي تعرضت البلدات العكارية الحدودية لقصف مباشر بالدبابات كما خرقت طائرة حربية سورية اجواء لبنان وأطلقت صاروخا بتاريخ 3/4/2013، وسقطت قذائف سورية كذلك في خراج الدبابية وحكر جنين والنورا بتاريخ 7/4/2013.

وفي 13/4/2013 سجل اطلاق نار كثيف في اتجاه البقيعة ومشتى حمود، وبعد 7 أيام تعرضت بلدات النورا والدبابية وحكر جنين للقصف في ثم خطف راعيان سوريان من بلدة عكارية، وفي 27/4/2013 سجلت رشقات وقصف على النورا والدبابية والفريديس.

في 5 ايار 2013 سقطت 4 قذائف في النورا وحلق الطيران السوري فوق منطقة وادي خالد في 19/5/2013. وفي 21 من الشهر نفسه جرح 8 اشخاص بسقوط قذائف على الخوالصة والنصوب في جبل اكروم ووادي خالد، وفي اليوم التالي توغلت قوة من الجيش السوري في جبل اكروم بمسافة 50 مترا وقامت بحرق مزروعات من الناحيتين اللبنانية والسورية، كما تم قصف خراج قرية حكر جنين وأطراف بلدتي العبودية وقشلق على مجرى النهر الكبير. وتعرضت آلية عسكرية للقوى المشتركة لضبط الحدود لاطلاق نار من الجانب السوري عند نقطة النبي بري في عكار بتاريخ 24/5/2013.

وفي 29/5/2013 سقطت قذائف صاروخية في عكار، وبعد يومين سقطت 12 قذيفة في محيط بلدتي كلخاد رجم بيت خلف في وادي خالد وخراج بلدة حلواص بجبل اكروم.

في 5/6/2013 سقطت قذيفة سورية على منزل محمد دياب في نصوب اكروم كما استهدف موقع القوة المشتركة في دير شيح بقذيفة في 6/6/2013، وأطلقت كتائب الأسد من موقع أبو هريرة القذائف على العوادة والفرض في وادي خالد.

وأدى القصف السوري في 9/6/2013 الى نشوب حريق في احد احراج بلدة عمار البيكات.

وفي 22/6/2013 قصفت المدفعية السورية بلدة الدبابية. أما في 19/7/2013 فأدى القصف على بلدة الكواشرة الى سقوط جريحة.

في 10/9/2013، ادت عمليات القنص السوري الى اقفال أوتوستراد منجز ـ العبودية. وفي 16/9/2013 توزعت القذائف السورية على بلدات قشلق وحكر جنين وعمار البيكات كما تعرضت مناطق الحدود الشمالية لاحقا في 20/9/2013 للرشقات النارية وسجل سقوط 3 قذائف على عكار في 23/9/2013 كما سجل قصف سوري على خراج 3 بلدات عكارية في 28/9/2013.

في 2 تشرين الاول 2013 سقطت قذائف سورية في مشتى حمود وتلة الشيخ محمد كما سقطت قذائف على بلدة حكر جنين، وتعرضت بلدة شربلا للقصف في 15/10/2013 كما تعرض محيط الأمن العام اللبناني في العبودية ومسجد البلدة للقصف بتاريخ 19/10/2013.

وسجلت التقارير الأمنية اطلاق نار وقذائف على بلدات عكارية في 24/10/2013 وفي 10/11/2013 وفي 18/11/2013، و19/11/2013 لا سيما بني صخر كما سجل في 20/11/2013 قصف بالدبابات على النورا والدبابية كذلك طاولت الطلقات النارية في 21/11/2013 وفي 5/12/2013 اطراف الدبابية والنورا وحكر جنين والعرقة وقشلق.

هذه الاعتداءات تجددت في 12/12/2013 وفي 18/12/2013 حيث توسع القصف السوري ليطال مناطق بعيدة عن الحدود وسجلت التقارير الأمنية سقوط 3 قذائف بين عينتبتا وخربة.

في 30/12/2013 تعرض خراج الخالصة والعوينات للقصف من الجانب السوري أيضاً.

ومع بداية السنة الجديدة في 1/1/2014 تعرضت بلدة خربة داوود للقصف السوري كما سجل إطلاق نار كثيف على حي بني صخر في وادي خالد وأغارت مقاتلتان سوريتان على جرد نعمات قرب الحدود في اليوم التالي، وفي 26/1/2014 سقطت قذائف سورية في خراج النورا وطاول الرصاص اوتوستراد العبودية ومنجز من الجانب السوري.

اول من أمس سجل سقوط قتيل وجريح في وادي خالد برمايات رشاشة مصدرها الحدود مع سوريا، وأمس سقط قتيل و8 جرحى باعتداءات سورية طاولت قرى عديدة في المنطقة وغداً ماذا، وأين وكيف؟.

 

تبادل لإطلاق النار بين الجيش ومسلحين قرب الحدود السورية

تبادل جنود من الجيش اليوم الجمعة النار مع مسلحين على الحدود الشمالية مع سوريا وذلك اثر قصف من الاراضي السورية طال لبنان واودى بشخص، وهجوم على الداخل السوري شنه مسلحون من الاراضي اللبنانية. وقال المصدر أمني لوكالة "فرانس برس" مساء الجمعة "تبادل الجيش اللبناني اطلاق النار اليوم مع مسلحين قرب حاجز عسكري في منطقة وادي خالد" في اقصى شمال البلاد. واشار الى ان المسلحين "على الارجح سوريون"، فروا الى جهة مجهولة بعد اطلاق النار "الذي لم يؤد الى وقوع اصابات". واشار المصدر الى ان هذا القصف ادى الى مقتل شخص سوري في وادي خالد واصابة ثلاثة اشخاص آخرين. وكانت قد تعرضت مناطق في الشمال والبقاع مرارا لقصف من الاراضي السورية، يعتقد ان مصدره مواقع للقوات النظامية. وتفيد تقارير امنية أيضا عن عمليات تهريب سلاح ومسلحين عبر المناطق الحدودية الللبنانية الى المعارضة السورية.وكالة الصحافة الفرنسية

 

النائب جمال الجراح: نتخوف من تطيير الانتخابات الرئاسية

وطنية - أشار عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح في حديث لاذاعة صوت لبنان - 100,3,5"الى ان ثمة أمر آخر يعيق تشكيل الحكومة، تولى العماد عون اخراجه الى العلن، عبر التمسك بالطاقة والاتصالات واظهر المشكلة كأنها متعلقة بطبيعة الحقائب". ولفت الى انه "قد يكون الموقف الايراني من جنيف 2، وسحب الدعوة من ايران لحضور المؤتمر، قد بدل الموقف الايراني من تسهيل تشكيل حكومة في لبنان او ان يكون لحزب الله اعتبارات داخلية بعدما اتضح موقف 14 آذار وكيفية مشاركتها في الحكومة وخطة عملها لا سيما اصرارها على تضمين اعلان بعبدا في البيان الوزاري والغاء ما يسمى بالثلاثية الذهبية". ونفى "ان يكون الرئيس سعد الحريري غير معارض لاستثناء وزارة الطاقة من المداورة"، مؤكدا "على المداورة الشاملة في كل الحقائب بما له من نتائج اصلاحية لجهة الرقابة والشفاقية من منطلق تداول السلطة، وهذا ما كان ينادي به التيار الوطني الحر الذي تفاجأنا بموقفه من المداورة بعد شهر ونصف من تداولها اي عندما وصلت الامور الى نهايتها". وتخوف الجراح "من ان يكون هناك نية لدى حزب الله والتيار الوطني من تطيير الانتخابات الرئاسية".

 

رئيس "طبيعة بلا حدود": مجزرة بيئية طاولت أشجارا معمرة بين محطة بحمدون وشانيه

وطنية - أوضح رئيس "جمعية طبيعة بلا حدود" المهندس محمود الاحمدية أن مجهولين قطعوا أشجار دلب معمرة على الطريق الدولية بين محطة بحمدون، رويسات صوفر وصولا إلى شانيه. وإذ عرض لما اعتبره "مجزرة موصوفة"، قال: "كنا قد أثرنا هذا الموضوع منذ حوالي الستة أشهر يوم فوجئنا بقطع عدد من الأشجار على طريق الشام الرئيسية، ينوف عمرها على المئة سنة، وتم القضاء على نصفها أي حوالي 15 شجرة معمرة، فيما بقي النصف الآخر ولم يتحرك أحد لقطعها بعد تسليطنا الضوء على هذه المجزرة البيئية بامتياز، ظنا منا أن العابثين ارتدعوا، ليتبين لنا أن الاهمال والفوضى هما المتسيدان في ظل ما نشهد من فوضى وتسيب، ليجهزوا على ما بقي منها، لتتحول الطريق الدولية جرداء لا أثر فيها لغصن أخضر". وأشار الى أن "القطع تم على الطريق الدولية وليس في أحراج نائية"، معتبرا أنه "مؤشر خطير يستوجب تحركا على مستوى الوزارات المعنية فضلا عن الملاحقة الأمنية". وطالب الاحمدية باسم الجمعية "الجهات الرسمية المعنية اتخاذ التدابير الرادعة لإيقاف هذه المجزرة".

 

شمعون رفض المشاركة في حكومة مع حزب الله قبل الإتفاق على البيان الوزاري

وطنية - أكد رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون في حديث "للبنان الحر" ضمن برنامج "إستجواب"، أن "فريق 14 آذار وافق على الحكومة الحيادية"، رافضا فكرة "المشاركة في حكومة مع حزب الله قبل الإتفاق على البيان الوزاري". وقال: "نريد السلاح الشرعي فقط والإبتعاد عن الإرتباط بالسياسات الخارجية". وأسف شمعون لكون الرئيس المكلف تمام سلام "لم يتمكن من تأليف حكومة على مدى تسعة أشهر بسبب الضغوط". وقال: "الرئيسان ميشال سليمان وسلام يرضخان لمماطلة التيار الوطني الحر وحزب الله. ويجب تأليف حكومة غير خاضعة للأمر الواقع، وعلى كل طرف تحمل المسؤولية". ورأى أن "فريق حزب الله لا يحترم الدولة والقوانين"، داعيا إلى "ضرورة تغيير طريقة عمله في السياسة". وقال: "طالما أن الوضع في سوريا على حاله والحدود منفلتة والوضع الداخلي متأزم، فإن الأمور لن تستقيم والسبب يتمثل بإضاعة الوقت وتفشي الفوضى في حكم لبنان وعدم وجود الدولة". وأشار الى أن "الوزير جبران باسيل لم يكتشف البارود، وهو لم يتمكن من تأمين الكهرباء للبنانيين". وقال: "نريد وزراء "أوادم". وهناك الكثيرون ممن يفهمون في قطاع الكهرباء أكثر من باسيل".

 

عضو "كتلة المستقبل" النائب عاطف مجدلاني: اعادة النظر بالمداورة ينسحب على الحكومة الجامعة

وطنية - أكد عضو "كتلة المستقبل" النائب عاطف مجدلاني أن "قوى 8 آذار تعرقل تشكيل الحكومة"، مشددا على أنه "إذا ما حصل اعادة نظر في المداورة بالتأكيد سنعيد النظر في البحث في ولادة حكومة جامعة". ولفت مجدلاني، في حديث الى إذاعة "صوت لبنان"، الى أنه "كان قد حصل تفاهم بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية وبين 14 و8 آذار على نقاط محددة وهي عدم وجود ثلث معطل، والمداورة في الوزارات، كما أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام وضعا فيتو على بعض الاسماء التي يجدونها مستفزة". وأوضح "أن رئيس مجلس النواب نبيه بري هو من طرح مبدأ المداورة اولا ثم اعتمده سلام ووافقنا"، مؤكدا ان "المداورة مهمة واساسية لكي لا تتحول الوزارات الى ممتلكات". وأشار الى ان "العرقلة ليست في الأسباب المعلنة فقط، خصوصا أن التيار الوطني الحر كان موافقا على المداورة وكان قد اعطى تعليمات بان تنتهي بعض الامور سريعا لانهم سيتركون الوزارة". واعتبر أن ولادة الحكومة أمر يعود لقوى "8 آذار" "وما اذا كان باستطاعتها ان تترفع وترتقي الى مستوى الرئيس سعد الحريري الذي اخذ مواقف وطنية من امام محكمة لاهاي"، مؤكدا ان "أحدا لم ينجح في الإرتقاء الى هذا المستوى من الحس الوطني لانقاذ لبنان".

 

نائب الجماعة الاسلامية الدكتور عماد الحوت:ارباك تشكيل الحكومة مرتبط بجنيف 2 ويجب احترام الأصول في التوقيفات والعدل بين اللبنانيين

وطنية - رأى نائب الجماعة الاسلامية الدكتور عماد الحوت في حديث اليوم، أن "الأجواء المتعلقة بتشكيل الحكومة غير إيجابية، خاصة بعد عودة التيار الوطني الحر عن موافقته على المداورة عشية استبعاد إيران من مؤتمر جنيف 2، وبالتالي فإن كل ما يقدم اليوم من عروضات وطروحات خاضع للمنحى الاقليمي". وعمن يمثل "الجماعة الإسلامية" في الحكومة، قال: "لا أحد يمثلها في الحكومة، وهي لها رأي تعبر عنه ذاتيا أثناء التشكيل او طرح الثقة. ان تسمية الجماعة الاسلامية للرئيس تمام سلام كان من منطلق تشكيل حكومة تؤمن احتياجات المواطن وتتمتع بمواصفات محددة، ولا مانع للجماعة من اجتماع معظم القوى السياسية في حكومة واحدة ولكن المهم ان يكون هذا الاجتماع على جدول أعمال واضح وليس على تقاسم حقائب وأعداد لا نراه صحيا، ونفضل ان يكون الحوار حول دور هذه الحكومة ومهمتها حتى يكون بإمكان المواطن ان يحاسبها، ولكي نطمئن بأنها قادرة على ادارة البلد في هذه المرحلة الحساسة حتى موعد الانتخابات الرئاسية، والا تنقل تناقضات الاحزاب الى داخلها ما يهدد بانفجار الوضع من جديد". وسأل الحوت: "ما الموقف الذي ستتخذه هذه الحكومة من مشاركة حزب الله بالقتال في سوريا، فهل ستوافق او تغطي او تسكت عن هذا التواجد ونقله للازمة من سورية الى داخل لبنان؟ ام ان دورها ان تضع حدا لهذا التدخل وتقفل الحدود بالاتجاهين من والى لبنان حتى نستطيع ان نجنب لبنان تداعيات هذه الأزمة؟". وقال: "سؤال لا يريد احد من المفاوضين اليوم للأسف ان يعطي جوابا عليه". وعن موضوع الشيخ عمر الأطرش، قال: "ان المعترضين غير معنيين بالتدخل في أداء القضاء، فالقضاء له صلاحية بأن يدعي بالشيء الذي يراه مناسبا. ولكن هناك أخطاء ارتكبت في عدد من محاولات التوقيف وأدت الى مقتل عدد من الناس وهذا امر غير مقبول، كما ان هناك أصولا في التحقيقات وفي توقيف الناس، فعمر الأطرش شيخ معمم ويتبع مرجعية دينية، والقانون اللبناني لا يسمح بتوقيفه الا بعد التنسيق مع مرجعيته وهي دار الفتوى، وعمر الاطرش مواطن له حقوق قانونية ايضا، وعندما تمت المطالبة بأن نطمئن أنه لم يكن هناك تعذيب، كان من الواجب إظهار حد ادنى من الشفافية وان تتاح الفرصة لتأكيد هذا الامر". أضاف: "هذه المطالب سببها أولا الحرص على الجيش ونظرة الناس الى دوره، وواجب الجيش ان يكون شفافا الى أبعد مدى في هذه الاجراءات. وسببها أيضا وجود شعور بأن هناك كيلا بمكيالين، فإذا ثبت على عمر الاطرش بأنه يقوم بتهريب سلاح ومسلحين فليحاكم قضائيا، ولكن حزب الله قد أعلن رسميا أنه يقوم بتمرير السلاح والمقاتلين الى داخل سوريا، ولا نرى القضاء يتحرك. كلا الأمرين مدان في القانون اللبناني وينبغي التعامل مع كلا الفريقين بمكيال واحد، ونحن لا اعتراض لنا على القضاء في ممارسة واجبه ولكن بشرط ان يمارس واجبه كاملا وفي كل الاماكن وعلى كل الجبهات".

وعن صعود تيار اسلامي السياسي في لبنان، أكد الحوت أن هذا التيار "موجود منذ سنوات طويلة على الساحة اللبنانية وليس مستجدا"، وقال: "انه تيار كغيره من التيارات السياسية التي تقدم طروحاتها ويستقبلها الناس بالقبول او الرفض، ومن المعيب محاولة تخويف الناس من صعود هكذا تيار هو اصلا موجود ويتفاعل مع الناس". أضاف: "أما عمليات المبايعة التي تعلن هنا وهنالك فهي مشكوك فيها، فنحن نتحدث عن اسماء مجهولة تبايع اسماء مجهولة، وكل امر في اطار المجهول هو امر مشكوك فيه، خصوصا ان هذه المبايعات حصلت عبر الانترنت حيث يمكن لأي شخص ان يضع فيه أي تسجيل. الأهم ان نرفض كلبنانيين ان تنتقل نار الازمة السورية الى داخل لبنان، وان نحصن لبنان بكل الوسائل في وجه هذا الاختراق، ومن هنا تأتي مطالبتنا لحزب الله بالخروج من سوريا لنتعاون جميعا نحن وحزب الله على تحصين لبنان".

 

اقتراح جنبلاطي بـ"تمثيل وازن" لعون وسلام يرى أن "الجمود سائد"

نهارنت/لا يزال الملف الحكومي يراوح مكانه، و"الجمود سيد الموقف"، على الرغم من سعي مختلف الافرقاء لحل "العقدة العونية" والوصول الى صيغة حكومية جامعة، في حين يجري البحث في اعطاء "تمثيل وازن" لرئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون. فقد كشفت صحيفة "النهار"، الجمعة، أن "حركة سرية تحاط بكثير من الكتمان سعياً الى بلورة مخرج مقبول من شأنه ايجاد حل لعقدة المطالب والشروط العونية". وأوضحت أن رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط بدأ سلسلة مشاورات مع مختلف المرجعيات يهدف الى اعطاء "تمثيل وازن" لعون في الحكومة الجديدة. ونقلت "النهار"، عن مصادر مواكبة انه سيتم "التكتم على طبيعة الاقتراح موضع التداول ومضمونه، نافية كل ما جرى الحديث عنه في شأن اسناد "حقيبة الخارجية" الى عون بدلاً من حقيبة "الطاقة والمياه"، رافضة الافصاح عن البديل. يُذكر أن صحيفة "السفير"، كشفت الخميس، أن جنبلاط، قدّم "اقتراح تسوية"، يقوم على منح "التيار الوطني الحر" حقيبة سيادية هي "الخارجية". يُشار الى أن عون يرفض اعتماد مبدأ المداورة في الحكومة العتيدة، مؤكداً تمسكه بحقيبة "الطاقة والمياه"، معتبراً أن لا جدوى من المداورة في حكومة ستشكل لشهرين على أن تواكب الانتخابات الرئاسية. من جهتها، كشفت اوساط الرئيس المكلف تمام سلام، لصحيفة "الجمهورية"، أنه "لم تسجّل الخميس أي "حركة سياسية تُذكر، وبالتالي فإنّ الجمود كان سمة الساعات الماضية".

وأوضحت أن سلام بحث وسليمان حول "بعض الأسماء المتفرقة التي لا يمكن ان تؤدي الى البحث في مرحلة إسقاط الأسماء على الحقائب".

 

وزيرة خارجية ايطاليا في لبنان الاسبوع المقبل

نهارنت/تبدأ وزيرة الخارجية الايطالية إيما بونينو، مطلع الاسبوع المقبل، زيارة رسمية الى لبنان، لاستكمال المحادثات رئيس الحكومة الإيطالية انريكو ليتا في بيروت في كانون الاول الفائت، وفق ما أفادته صحيفة "الجمهورية".

ولفتت الصحيفة، الجمعة، الى أن زيارة بونينو تأتي قبل زيارة مقررة لوفد من القادة العسكريين الإيطاليين الذين يتابعون لبنان في إطار المساعي الإيطالية لترتيب المؤتمر الدولي المقرّر عقدُه منتصف الشهر المقبل في روما لدعم الجيش اللبناني. واوضحت أن الزيارات تأتي "من باب التزام ايطاليا ومعها الدول الكبرى من الإتحاد الأوروبي لتنفيذ المراحل التي تقرّرت في مؤتمر الدول المانحة من اصدقاء لبنان الذي انعقد في 26 أيلول الماضي في الأمم المتحدة على هامش إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة". ومن المفترض أن تلتقي بونينو رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع فايز غصن، على أن تعقد إجتماعات تقنية مع قيادة الجيش من أجل ترتيب برنامج أولويات حاجات الجيش. يُشار الى أن رئيس الوزراء الايطالي انريكو ليتا، كان قد زار لبنان في كانون الاول الفائت، حيث التقى الرؤساء الثلاثة، مشدداً على "دعم لبنان ومساعدته على تحمل عبء اللاجئين السوريين".

 

وثيقة بكركي: رئيس "جامع" بين اللبنانيين

كارلا خطار/المستقبل/أيام قليلة تفصل لبنان عن اجتماع المطارنة الموارنة في وقت بلغ فيه لبنان مفترق طرق جعل معه تشكيل حكومة من سابع المستحيلات. ويسود الخوف الأوساط الدينية المسيحية من عدم التمكّن من إجراء انتخابات الرئاسة الأولى، لذا فإن بكركي تحرص على الحفاظ على الثوابت الميثاقية اللبنانية في إطار لمّ شمل اللبنانيين وتعزيز وحدتهم، في وقت تعاني الدول المجاورة أزمات في الحكم وانقسامات عمودية. بالانتظار، يفترض أن يكون يوم الأربعاء المقبل مفصلياً حيث سيزخر بيان المطارنة الموارنة بثوابت بكركي الوطنية، فهو لن يكتفي هذه المرة بدقّ ناقوس الخطر إنما سيكون بمثابة المستند أو الوثيقة الميثاقية التي ستؤكد أن همّ بكركي ينحصر في إنقاذ لبنان. يوم الأربعاء المقبل، ستفرض بكركي نفسها اللاعب الأبرز على الساحة اللبنانية، حيث سيطلق البيان الذي سيصدر عن اجتماع المطارنة مجموعة مقوّمات، وكان قد شدد على ثلاثة منها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في حديث له قبل أيام. وفي حين بقيت هذه المعلومات العريضة والعامة رهن البيان والاجتماع بالنسبة الى اللبنانيين، فقد كشفت مصادر حزبية مسيحية لـ"المستقبل" الكثير من التفاصيل المتعلّقة بمضمون الوثيقة، حيث وصفت المصادر الوثيقة بـ"التاريخية" وأكّدت أنها "ستحدد الموقف المسيحي والموقع المسيحي في هذه المرحلة". كما أشارت الى أن "معظم القادة المسيحيين اطّلع على هذه الوثيقة وقد نالت الموافقة عليها". ولفتت المصادر الى أن الوثيقة "ستتناول ثوابت وطنية درجت بكركي على احتوائها مثل سيادة لبنان والحفاظ على العيش المشترك وعلى موقع لبنان ودوره في المنطقة وحياده". وأضافت "ستركز الوثيقة على استحقاق رئاسة الجمهورية وتشدد على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها وتدعو الى عدم المساس بها على الإطلاق، على اعتبار موقع الرئاسة مفصلياً في النظام اللبناني". كما ستدعو الوثيقة الى انتخاب رئيس "جامع" بين اللبنانيين، والكلام للمصادر نفسها، لأن دور رئيس الجمهورية هو "تعزيز اللحمة بين اللبنانيين".

 

كتلة المستقبل: تشكيل الحكومة الجديدة بات امرا ضروريا لا يحتمل المزيد من التأجيل والمراوحة

وطنية - عقدت كتلة المستقبل النيابية اجتماعها الاسبوعي برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة وعرضت للاوضاع في لبنان والمنطقة، وفي نهاية الاجتماع اصدرت بيانا تلاه النائب محمد الحجار وفي ما يلي نصه:

اولا: توقفت الكتلة امام المراحل التي قطعتها الاتصالات بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، والكتلة إذ تتابع باهتمام المساعي الجارية للتشكيل مما يساعد على ابعاد لبنان عن تأثيرات وتداعيات الازمات الاقليمية المحيطة، وكذلك على ترتيب الاوضاع السياسية والامنية والمؤسساتية الداخلية ويحد من التأثيرات السلبية على الاقتصاد الوطني وعلى المواطنين ولقمة عيشهم واستقرارهم ويحول دون المزيد من التراجع والتدهور في القطاعات الاقتصادية المختلفة، ولا سيما في ظل التغيرات المالية السلبية على المستوى العالمي، والتي ربما يكون لها تداعياتها وتأثيراتها على لبنان واقتصاده. من هنا ترى الكتلة أن تشكيل الحكومة الجديدة بات امرا ضروريا لا يحتمل المزيد من التأجيل والمراوحة وذلك وفق القواعد التي سبق ان حددتها الكتلة ومن ضمنها رفض وجود الثلث المعطل الظاهر أو المضمر او اي معادلات سياسية تثقل البيان الوزاري وتعطل الدولة وتتعرض للسيادة، اضافة الى التمسك بتطبيق مبدأ المداورة الشاملة والدائمة في الحقائب، بما في ذلك ضرورة ان يتضمن بيان الحكومة الالتزام باعلان بعبدا الذي اجمعت عليه طاولة الحوار.

ثانيا: تستنكر الكتلة اشد الاستنكار الاعتداءات والخروق المتكررة من جانب عصابات النظام السوري ضد القرى اللبنانية الشمالية والشرقية وعلى وجه التحديد القصف العشوائي على قرى عكار وأهاليها المسالمين والصامدين وتجاه بلدة عرسال الابية.

ان الحل المناسب والطبيعي لوقف الاعتداءات وحفظ السيادة وضبط الحدود يكون بنشر الجيش اللبناني والعمل على طلب مساعدة قوات الطوارىء الدولية لضبط الحدود بين البلدين.

ثالثا: توقفت الكتلة امام نجاح القوى الامنية في توقيف متهمين بالاعداد لتفجيرات واعمال ارهابية، والكتلة التي ترفض وتستنكر اي اخلال بالامن تعتبر اي ضلوع بالتسهيل والمشاركة في جرائم التفجير الارهابية ينال من الابرياء هو عمل مستنكر ومدان ويجب محاسبة الضالعين فيه ومن هم وراءهم. كذلك فإن الكتلة تطالب الاجهزة الامنية بالالتزام بالقوانين المرعية الاجراء اثناء التحقيقات التي يجب ان تكون شفافة وتحت سقف القانون، بحيث تكون التحقيقات والاجراءات والاحكام لاحقا عادلة تطال كل المتهمين بالاعمال الاجرامية والارهابية، ولا سيما المتهمين والضالعين بتفجيري مسجدي التقوى والسلام في طرابلس، وذلك دون اي استثناء وبالتالي يجب ان لا تقتصر الملاحقات على البعض ودون باقي المجرمين والضالعين في جميع العمليات الارهابية ومحاولات الاغتيال.

رابعا: تجدد الكتلة مطالبة حزب الله بسحب مقاتليه وميليشياته من سوريا، واعادة شباب لبنان الى عائلاتهم واهليهم لأنه وبمشاركته في القتال الى جانب النظام السوري قد تسبب ويتسبب في فتح ابواب لبنان امام الجحيم والاهوال وباستجلاب الشرور الى لبنان بما يعرضه لكل انواع المخاطر. ان كتلة المستقبل تحمل حزب الله مسؤولية ما يتعرض له لبنان والشعب اللبناني من اضرار ومخاطر وطنية وسياسية واقتصادية جراء مشاركته في القتال الى جانب النظام السوري وعليه العودة عن هذا التورط لكي تعود الحياة الوطنية اللبنانية الى الاستقامة والانتظام.

خامسا: تثمن الكتلة عاليا تتابع اعمال وجلسات المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي والمستوى المهني الرفيع الذي تدار فيه جلسات المحكمة والتي تثبت يوما بعد يوم ان المجرم لن يفلت من العقاب وان العدالة آتية ولا ريب. كذلك فإن الكتلة وفي مناسبة مرور الذكرى السادسة لاستشهاد الرائد وسام عيد ومرافقه اسامة مرعب تتوجه بتحية اكبار واجلال وتقدير لروح الشهيد وسام عيد الذي دفع حياته ثمنا لعمله الوطني في كشف المجرمين الارهابيين الذين خططوا ونفذوا جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الابرار.

ان الانجاز الامني الجبار الذي قدمه الشهيد وسام عيد والذي استكمله باستشهاده يمثل عن حق قصة بطل من ابطال لبنان يجب أن يسجل اسمه باحرف من نور في صفحات تاريخه الوطنية. ان استكمال المحكمة لأعمالها بهذه الطريقة المهنية المتقدمة يرسل رسالة الى المجرمين بان العدالة آتية لا محالة.

سادسا: تتوجه الكتلة بالتهنئة الى الرئيس والحكومة والشعب التونسي على الخطوة الكبيرة المتمثلة بانجاز دستور راق وبتشكيل حكومة حيادية لمرحلة انتقالية تفتح افاق تونس والعالم العربي نحو تحقيق التقدم والازدهار في ظل احترام الحريات والنظام الديمقراطي المدني القائم على احترام حقوق الانسان ومبدأ التداول السلمي للسلطة.

ان التجربة التونسية مثال متقدم يفتخر به كل عربي مخلص على امل تعميم هذه التجربة الرائدة على كل الارجاء العربية. والكتلة تتوجه في الوقت عينه بالتهنئة الى الشعب والمسؤولين المصريين لانجاز الاستفتاء على الدستور الجديد على امل ان تفتح الابواب للتقدم على مسارات الاستقرار والازدهار والنمو.

 

معارضون سوريون يشنون هجوما على قريتين علويتين من داخل لبنان

نهارنت/شن معارضون سوريون مقاتلون هجوما على قريتين علويتين في محافظة حمص من داخل الأراضي اللبنانية وسقط ما لا يقل عن خمسة قتلى. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسانبعد ظهر الجمعة أن "اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني من جهة ومقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة من جهة أخرى في محيط بلدة الحصن وقرية الزارة بريف مدينة تلكلخ" القريبتين من الحدود اللبنانية. وأشار المرصد إلى "معلومات عن سيطرة القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني على منطقة محيط برج الزارة الأثري وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين". كذلك "قتل مالايقل عن 5 من القوات النظامية وقوات حرس الحدود وقوات الدفاع الوطني إثر هجوم للكتائب الإسلامية المقاتلة من داخل الأراضي اللبنانية على قريتي البهلونية والغيضة اللتان يقطنهما مواطنون من الطائفة العلوية على الحدود اللبنانية في ريف مدينة تلكلخ" بحسب المصدر عينه.

يذكر ان أصوات إطلاق نار كثيف سمعت في مناطق عكارية مساء الخميس جراء الإشتباكات. والجمعة تعرضت عدد من البلدات إلى قصف من الجانب السوري ونتج عنه سقوط قتيل وعدة جرحى.

 

علي زار منصور: رصيد الأسد في سوريا كبير ويفوق ال60 في المئة

وطنية - استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عدنان منصور، السفير السوري علي عبد الكريم علي الذي قال بعد اللقاء: "كان مؤتمر جنيف 2 وتداعياته وأصداء الموقف السوري الذي جسده الوفد السوري وخطاب الوزير وليد المعلم وانعكاسها على الرأي العام الاوروبي الإقليمي والمحلي والعربي، محور اللقاء، اضافة الى تقدير ما جسدته سوريا عبر وفدها النوعي والخطاب الذي تحدث به المعلم وشخص هذه الحالة، وتأثير هذا الموقف وارتداده على الساحة الأوروبية والرأي العام الاوروبي على المستوى الإقليمي، وتحديد الجهات الداعمة للارهاب والارتباك الواضح في خطابات هذه القوى، سواء في حفل الافتتاح او في البيانات اللاحقة في تهربها من مسؤولياتها في تحديد معنى الإرهاب ومن يموله ويمده، ومن لا يزال يشكل غطاء له، كل هذا بات أكثر وضوحا، مع انه كان بنسبة ما واضحا، وهذا ما نلمحه الآن في الاعلام الاوروبي وفي كل استطلاعات الرأي في الدوائر الأوروبية، وهذا في ذاته نتيجة نراها مفيدة".

سئل: كيف انعكست المفاوضات بين وفدي النزاع على الارض في سوريا؟ ألا تزال المعارك دائرة هناك؟ ولماذا لم يبحث جديا في وقف النار؟

أجاب: "إن الوفد السوري أولا الذي يرأسه معالي الوزير المعلم قدم رؤية معللة وعميقة لاحترام البند الاول من بيان جنيف، وهو وقف دعم الإرهاب ووقف العنف، وقدم بيانا ومقترحات واضحة وصريحة، أما الوفد المقابل فقد أحضرته الدوائر والإدارات التي مانت على نصف الائتلاف، مع انه لا يمثل أحدا في الداخل السوري من القوى والفصائل المعارضة. لقد تابعتم اعتراضاتها ورفضها لهذا الانحراف في تمثيل أطياف الشعب السوري، كما تظهر استطلاعات الرأي حتى لدى الدوائر الغربية ولدى الاستخبارات الاميركية والمؤسسات الإعلامية غير الصديقة لسوريا والشعب السوري، مع ذلك هي التي تقول بان رصيد الرئيس الأسد هو رصيد كبير، أي أنه يفوق ال 60 في المئة، وبالتالي فإن الذين يتحدثون باسم الشعب السوري فإن كلامهم بلا رصيد، بينما كان ما قاله الوزير المعلم والوزير الزعبي والدكتورة بثينة شعبان او الدكتور المقداد او السفير الجعفري، الجميع سمعوا اصداءه، وأنتم تابعتم ارتدادات هذا الامر على الشارع السوري والمواطن في سوريا وخارجها".

سئل: في هذه الاثناء، تقصف مناطق عكارية بقذائف أدت الى مقتل شخص، كيف تفسر هذا القصف؟

أجاب: "هذا السؤال يجب أن يوجه الى الحكومة اللبنانية والداخل اللبناني، إذ إن القوى الارهابية التي وجدت حاضنة لها عندما فتحت الحدود، ووجدت بالتالي رعاية وتمويلا من جهات خارجية، أصبحت عبئا على لبنان وتنتهك السيادتين اللبنانية والسورية، وتجوب المناطق من صيدا الى بيروت وطرابلس والبقاع، وانتم تتابعون كيف يعترف الجهاديون من كل الجنسيات. ويجب تسليط الضوء كيف ان لبنان مستهدف من هذه المجموعات برعاية قوى معينة او بتمويل خارجي، لذا، إن سوريا بمواجهتها الارهاب وتضامن شعبها مع الحكومة، هي الضمان، ونرجو أن يحصن لبنان واقعه وبنيته الداخلية، وان يتعاون الجيش والمقاومة وكل القوى الشعبية الحريصة. وهذا ما يسعدنا، لأن هناك عدوا هو العدو الاسرائيلي يتربص بسوريا ولبنان معا، ونعرف ما يحشده على الحدود مع سوريا ومع لبنان والدول المجاورة وفي الداخل الفلسطيني. ومثل هذه الامور يجب ان تقرأ بعين واسعة تشخص الخطر وامتدادات الارهاب التي لها جذور ظهرت في سجون لبنانية، ولها بيئات حاضنة في أكثر من منطقة، ولها تفجيرات طالت بيروت وصيدا وطرابلس ومناطق أخرى. هذا ما يجب تسليط الضوء عليه والوضوح في تكامل العمل بين الحكومتين والجيشين. ونحن متفائلون بأن الغيورين على لبنان هم الاكثر عددا".

سئل: هل صحيح أنه سيتم إصدار بطاقات هوية جديدة للشعب السوري؟ وما هو مصير النازحين السوريين في لبنان؟ وكيف سيتم إعطاؤهم هذه البطاقات؟

أجاب: "أولا، إن الشؤون القنصلية او المتعلقة بالأعمال المدنية في سوريا يتم التنسيق فيها. وبين سوريا ولبنان الحدود متداخلة، والمواطن السوري سفارته مفتوحة والحدود أيضا مفتوحة أمامه".

سئل: هل عليهم اذا تقديم الطلبات في السفارة السورية؟

أجاب: "لم يصدر بعد شيء في هذا الخصوص، وعندما يصدر ذلك سيكون هنالك كل التسهيلات. فهذا الامر لا يشكل قلقا للسوريين وحتى في كل المناطق حيث الأخوة، ان كان في لبنان او الأردن او العراق او في تركيا. ان الحكومة في سوريا تؤكد لجميع أبنائها ان ارضهم هي الاكثر احتضانا او أمانا لهم رغم كل المآسي، وان مسؤولية السوريين مواجهة كل هؤلاء الإرهابيين، وهو ما يقوم به السوريون فعلا، كما محاولات التشويش او قلب الحقائق بما يخص السوريين في كل المناطق الشقيقة والصديقة، ونرجو ان يتعاون هؤلاء مع الحكومة السورية لوقف رعاية الإرهاب وتمويله واحتضانه وايوائه. حينها سيكون السوريون متوجهين الى بلدهم، ويجدون في سوريا حكومة منتجة وفاعلة وأرضا فيها معالم الخير وألالفة والأمان".

 

امل وحزب الله:التكفيريون لا يميزون بين طائفة واخرى ولا دين للارهاب

وطنية - عقدت قيادتا حركة امل وحزب الله لقاء دوريا في مكتب قيادة حركة امل في بعلبك بحضور مسؤول الحركة في البقاع مصطفى الفوعاني ومسؤول منطقة البقاع في حزب الله محمد ياغي . وبعد التباحث في قضايا سياسية عامة صدر بيان اكد "الاسراع بتشكيل حكومة جامعة للحفاظ على الوطن ومؤسساته وللبدء بمسيرة معالجة الازمات الداخلية الخانقة والقادمة من انتخاب لرئيس الجمهورية ووضع قانون انتخاب عصري وانتخابات نيابية وكل ذلك يتطلب وجود حكومة ائتلاف وطني تشارك فيه كل الكتل النيابية والقوى الممثلة بالمجلس النيابي". وحيا "الجيش اللبناني قيادة وضباط ورتباء وجنود على الجهود المبذولة للدفاع عن الوطن وحمايته من المخاطر الامنية التي يتعرض لها، لا سيما وانهم يرون في هذا الجيش الحصن المنيع الذي يحمي بعدما اصبح الجميع عرضة لاهداف باتت مكشوفة ومعروفة الاهداف". ورأى "ان الجيش ضمانة"، مؤكدا "على دعم المؤسسة كي تبقى قوية في وجه كل ريح عاتية"، ومعتبرا ان "الخطر التكفيري الذي بدأ يدق ابواب الوطن وينبغي ان يواجه بوحدة ابنائه وتعاونهم وتضامنهم لان التكفيريين لا يميزون بين ابناء طائفة واخرى حيث لا دين للارهاب والوحشية والشرور المتمادية ومن العمليات الانتحارية التي استهدفت اهلنا في الهرمل والضاحية والتي لم تنأى من قصف الصواريخ الهمجية والوحشية".  واكد البيان ان "تحصين مناطقنا يتطلب منا جميعا ان نكون يقظين لما يجري وان تبقى عيوننا ساهرة حتى نخرج هذا الوطن من محنته"، معتبرا انه "لا خلاص للازمة السورية الا بالحل السياسي القائم على مبدأ العدالة وينبغي ان يكون مؤتمر جنيف انطلاقة نحو حل حقيقي يخرج سوريا من محنتها التي دمرت الحجر والبشر".

 

مجلس البطاركة والاساقفة عين الخوري بول كرم رئيسا لرابطة كاريتاس

وطنية - عقد مجلس الرئاسة لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان، بدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، إجتماعا قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي. وترأس الراعي الإجتماع في حضور بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، مار بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي إغناطيوس يوسف الثالث يونان، كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك نرسيس بيدروس التاسع عشر، وشارك في الإجتماع رئيس الهيئة التنفيذية لمجلس البطاركة والأساقفة المطران بولس الصياح، والأمين العام للمجلس الخوراسقف وهيب الخواجة.

وصدر عن المجتمعين البيان الآتي: "بداية رفعت الصلاة، ثم رحب رئيس المجلس بالحضور ودعاهم إلى مناقشة الموضوعين المطروحين على جدول الأعمال.

بحث الآباء في مسألة تعيين رئيس لرابطة كاريتاس لبنان بعد شغور المنصب بتعيين رئيس الرابطة الحالي الخوراسقف سيمون فضول، إكسرخوسا على إفريقيا للموارنة وذلك وفقا للمادة 84 من نظام رابطة كاريتاس الداخلي، فاطلعوا على أسماء الأشخاص المقترحين مع سيَرهم الذاتية، وتداولوا دور الرابطة في المرحلة الراهنة وما تفرضه من حاجات واهتمامات، وخصوصا أن المتطلبات الاجتماعية تتضاعف بوجود النازحين السوريين على أرض الوطن. وبعد التداول قرروا تعيين الخوري بول كرم المدير الوطني للأعمال الرسولية البابوية، رئيسا لرابطة كاريتاس لبنان بدءا من أول نيسان 2014 حتى انعقاد دورة المجلس العادية للعام 2017.

بعد ذلك، نظر الآباء في المواضيع التي اقترحها أعضاء المجلس في استطلاع الرأي المعمول به في ختام الدورة الماضية بهدف اختيار موضوع الدورة المقبلة. وبعد التداول، قرروا اختيار موضوع "العائلة" عنوانا لدورة المجلس العادية السنوية للعام 2014، وهو: "العائلة في لبنان: رسالتها واقعها وخدمة الكنيسة".

وهنا نبذة عن سيرة الخوري بول كرم:

من مواليد قرطبا - قضاء جبيل في 24 شباط 1967.

درس الحقوق والعلوم السياسية في جامعة الحكمة - بيروت، والجامعة اللبنانية - جل الديب.

أنهى دراسة اللاهوت والفلسفة في المدرسة البطريركية المارونية - غزير، وفي جامعة الروح القدس - الكسليك. (1998-1994).

سيم كاهنا في 5 آب 1995. وخدم عدة رعايا في أبرشية جبيل المارونية ثم في عدد من بلدان الإنتشار، وأسس رعية الجاليات الشرقية في نيجيريا وبنين والسويد.

حاز ماجيستير في التعليم المسيحي ورعوية الشبيبة في الجامعة الساليزيانية الحبرية - روما (2001) ودراسات عليا للدكتوراه في اللاهوت الرعوي من المعهد الكاثوليكي - باريس (2003) وجامعة مارك بلوخ - ستراسبورغ (2004).

أستاذ ومنسق التعليم المسيحي ومرشد روحي في عدة مدارس.

أستاذ محاضر في جامعة الحكمة - بيروت، وفي العديد من مراكز التنشئة المسيحية منذ 2006.

شغل عدة مناصب في أبرشية جبيل، وانتخب عضوا في عدة لجان أسقفية، ومديرا وطنيا للأعمال الرسولية البابوية في لبنان. منذ 2006.

وكان الراعي ترأس اجتماعا لعدد من مكاتب الدائرة البطريركية، في حضور المطارنة بولس صياح، حنا علوان، جوزف معوض، رولان ابوجودة وشكرالله حرب والأمين العام الأباتي انطوان خليفة.

 

الروم الكاثوليك : للاسراع في تشكيل حكومة جامعة وانتخاب رئيس للجمهورية في المهلة المحددة دستوريا

وطنية - عقدت الهيئة التنفيذية للمجلس الأعلى لطائفة الروم الكاثوليك إجتماعا في المقر البطريركي بالربوة، برئاسة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، وحضور نائبيه المطران يوحنا حداد وروجيه نسناس والأعضاء.

ودعا المجلس في بيان الى "تعاون الجميع وتضامنهم على قاعدة الحرص على الثوابت الوطنية الميثاقية والدستور". ورأى ان "صون حقوق المسيحيين فيه صون لحقوق كل مكونات الوطن"، معتبرا "ان الوضع الدقيق القائم في البلاد يتطلب الإسراع في التوافق على تشكيل حكومة جامعة، تتولى مسؤولياتها تجاه الوطن والمواطنين، وتعمل على تحصين لبنان تجاه ما يتهدده من مخاطر وفتن وأحداث وتفجيرات واغتيالات، وتعالج الملفات الحياتية الملحة للمواطنين". واكد على "وجوب احترام الاستحقاقات الدستورية، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية في المهلة المحددة بالدستور نظرا لما يمثله هذا الموقع الأول في الجمهورية، كونه رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن والمحافظ على استقلاله ووحدته وسلامة أراضيه، وكذلك ضرورة إنجاز قانون الإنتخابات النيابية كي تجري الإنتخابات في الموعد المقرر لها". وندد "باستهداف الجيش اللبناني الذي يحصل في بعض المناطق"، مشيدا "بالدور الوطني الكبير الذي يقوم به الى جانب بقية القوى الأمنية في حفظ الأمن والاستقرار"، داعيا "للالتفاف حول المؤسسة العسكرية وإبعادها عن التجاذبات كونها العمود الفقري للوطن"، مشددا على ان "استتباب الاستقرار يتطلب معالجات اجتماعية وانمائية تؤازر الجهود الامنية". واعتبر "ان الاغتيال الآثم الذي طال الوزير السابق محمد شطح والتفجيرات الإرهابية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت وطرابلس وغيرها من المناطق، وأعمال الخطف مقابل فدية، تتطلب من اللبنانيين الالتفاف حول مؤسساتهم الشرعية وتمتين وحدتهم وتفويت الفرص على العابثين بالأمن والاستقرار وإبعاد لبنان عن الصراعات والحروب المحيطة به". ونبه الى "تزايد مخاطر انعكاس الوضع السوري على لبنان، وخصوصا المناطق المحاذية للحدود السورية في البقاع والشمال، وما تسببه من اضطرابات وحوادث عسكرية وأمنية وفلتان، تجعل سكان هذه المناطق يعيشون حالة قلق وخوف، وتدفع العديد منهم الى ترك قراهم وأرزاقهم ومواسمهم"، داعيا "المعنيين الى الالتفات الى هذا الوضع ومعالجته وطمأنة المواطنين". وأمل المجلس "النجاح لمؤتمر جنيف 2 الذي يعقد برعاية الأمم المتحدة"، معتبرا ان "الحوار واللقاء هو السبيل الأفضل لبلوغ السلام والاستقرار"، مطالبا "الجهات المعنية وعلى رأسها الامم المتحدة العمل على إطلاق سراح المطرانين المخطوفين ابراهيم واليازجي وراهبات دير معلولا ووضع حد لمعاناة الشعب السوري ومآسيه". كما طالب "بالعمل الجاد لحل سريع لملف اللاجئين السوريين في لبنان" .

 

بري: الدولة تسبح نحو اللادولة في كل المؤسسات

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم في عين التينة، وفدا كبيرا من الموظفين والعمال المياومين في إدارة حصر التبغ والتنباك (الريجي) برئاسة المدير العام ناصيف سقلاوي.وضم الوفد رئيس نقابة الموظفين والعمال كمال يتيم ونحو 250 عاملا وفنيا لشكره على جهوده ورعايته ودعمه الدائم للقطاع ولتحسين ظروف ولديمومة عمال الريجي. وبعد تقديم باقات من الزهر، تكلم رئيس النقابة يتيم مشيدا "بما قدمه ويقدمه الرئيس بري للوطن، وبدعمه لإدارة وعمال الريجي ولقطاع التبغ بصورة عامة". في مستهل كلمته، رحب بري بمجلس الإدارة والموظفين وعمال الريجي، وقال: "سأبدأ من حيث انتهى الأخ رئيس النقابة، وأود أن أضع بداية عنوانا هو أن هذه المؤسسة، التي أنتم الدم الذي يجري في عروقها، تسبح عكس تيار الدولة، فالدولة، يا للأسف، تسبح نحو اللادولة، وهذا واقع نراه في كل المؤسسات. أما هذه المؤسسة فهي إحدى العلائق التي تعكس الإنشداد الى الدولة، تماما كالطفل الذي يرى أن أمه بخطر فيتعلق بأهدابها، وبالتالي هي إحدى المؤسسات الأساسية". وأضاف: "كثر من الإقتصاديين في لبنان رأوا أن الB.O.T أو الخصخصة هي الحل للاقتصاد اللبناني، ودعوا الى خصخصة هذه الإدارة أو تلك، ولعل هناك الآن من يفكر في خصخصة الحكومة والمجلس النيابي وكل شيء، المهم أن هذه المؤسسة هي التي قالت لا. وسأكون شاهدا على دور هذه المؤسسة، ففي عام 1992، على ما أعتقد، كنت في المصيلح وزارني وفد من الإدارة السابقة للريجي يطالب بأن أتوسط لدى وزارة المال لدفع معاشات العمال والمستخدمين والإدارة أيضا، لأن المؤسسة كانت في حالة إفلاس. ويومها لم تكن هناك زراعة تبغ لا في عكار المحرومة أيضا أكثر من الجنوب، ولا في البقاع، وفي ذلك اليوم كانت على سبيل المثال عائلة واحدة تملك مئتي ألف دونم، وكان الناس يعملون ب"المرابعة"، أي أنهم يعملون بأرض الإقطاعي مقابل الربع أو الثلث. وأنتم تعلمون حجم المعاناة وتعب مزارع التبغ، فمزارع التبغ يعمل 14 شهرا في السنة وليس 12 شهرا، لأنه قبل أن يسلم المحصول بشهرين عليه أن يبدأ بزرع المشاتل. كانت "المرابعة" هي السائدة وكانت الأرض محصورة بقلة من الأشخاص".

وتابع بري: "في ذلك الوضع كان العاملون في إدارة الريجي لا ضمان لهم ولا ديمومة ولا استفادة من طبابة أو إجازات أو تدرج أو تعويض خدمة أو شيء آخر. كانوا مجرد أجراء لا حقوق لهم، كانوا مستخدمين لدى رجال السلطة وليسوا موظفين في الدولة، هكذا كان واقع العاملين في إدارة الريجي. ويومها كما قلت استمعت الى شكوى الإدارة السابقة للريجي، ثم جاء مجلس الإدارة الحالي، فانتقل بالمؤسسة من مرحلة التفكير في خصخصتها الى مؤسسة تغذي خزينة الدولة بالمال. فخلال السنوات الثلاث الماضية قدمت الريجي للخزينة ربحا صافيا نحو ملياري دولار. وهذا العام، بحسب معلوماتي، قدمت للخزينة 790 مليون دولار. هذه المؤسسة هي إحدى المؤسسات التي تبرهن ان مؤسسات الدولة قابلة للنجاح عندما يكون لها إدارة وطنية ناجحة وتقوم بعملها، ولكن كما يقول المثل "الفرس من الفارس". ولو طبق هذا النموذج على شركات الهاتف الخليوي أو الشركات الوطنية الأخرى، أؤكد لكم أننا كنا حصدنا النتائج نفسها التي حققتها وتحققها الريجي".

وأكد أن "من يزرع ويحقق هذا الحصاد هو أنتم، والآن لا أريد أن أعدد الفوائد التي تحققت بفضل عملكم وعمل الإدارة ودعم وزير المال، ولكن يكفي أن أختصرها بعبارة واحدة هي أنه أصبح لكم الحقوق نفسها التي يتمتع بها الأستاذ ناصيف سقلاوي. لكم حقوق الموظف نفسها، من إجازات وضمانات وطبابة وغيرها. وكما قلت، فإن الريجي تغذي الخزينة بالمليارات، بينما نرى مليارات هاتف الخليوي لا نستطيع أن نوزعها لأصحابها أو للبلديات نتيجة التشابك السياسي في البلد". وأضاف: "اسمحوا لي التطرق الى نقطتين، لقد قلت إن عائلة واحدة على سبيل المثال كانت تملك مئتي ألف دونم، وقد اجتمعت مع مجلس الإدارة الجديد برئاسة الأستاذ ناصيف، وقلت لها إننا لا نستطيع في لبنان أن نطبق الإشتراكية ولكن فلنطبق قاعدة معينة تأخذ في الإعتبار إعطاء الحق للعائلة بزراعة عدد معين من الدونمات وفقا لعددها، وان يتم وضع اليد على الأراضي التي يزرعها أصحابها، فمثلا هناك أشخاص ونواب لهم مئات الدونمات لا يتفقدونها وكأنها على سطح القمر. كل هذه الأراضي تم تطبيق القاعدة عليها، ووزعت، ومن هنا عممت زراعة التبغ الى عكار والبقاع، أي أننا عممنا قطاع زراعة التبغ لكي تستفيد منه أوسع فئة ممكنة من اللبنانيين. النقطة الثانية، هناك موضوع آخر أهم يتعلق بقيمة شتلة التبغ، وهذه الزراعة بالنسبة الى الوطن. فيا للاسف، اليوم في لبنان ننقسم حتى على موضوع الدفاع عنه وحول موضوع المقاومة. كما قلت، أنا من بلدة اسمها تبنين، وهي تقريبا على الحدود، منذ عام 1948 مثل باقي قرى الجنوب والبقاع الغربي وحتى بيروت كنا "عم ناكل قتل ونزرع شتل" كما يقول المثل، منذ العام 1948 مرورا بالاعوام 1982، 1993، 1996، 1999 و2006 تقوم اسرائيل بإعتداءاتها فتدمر كل مرة. ولكن ما الذي لم تستطع اسرائيل ان تحققه؟ هو تهجير الجنوبيين. ففي العام 1996 عندما كانت اسرائيل تقصف الجنوب في عدوان ما يسمى "عناقيد الغضب" كنت يومها هناك، وقد اخذت طائراتها ترمي "المنشورات" ووسائل اعلامها يبث البيانات التي تدلنا على الطرق التي يجب ان يسلكها الناس الى بيروت، كانت تريد تهجير الجنوبيين كما فعلت بإخواننا الفلسطنيين. كان يهمها ان تهجر الجنوبيين، يا للاسف الشديد، نتيجة عدم عدالة الدولة تجاهه وتجاه ابن عكار وتجاه ما يسمى المناطق الملحقة. ولم يكن هناك انماء متوازن الذي ايضا لم نعرف ان نطبقه حتى الأن كما يجب. اذن كان هدف اسرائيل الحقيقي هو اخلاء الجنوب من أهله لتحويل ارض الجنوب الى ارض محروقة تماما كما فعلت بفلسطين للسيطرة عليها. من وقف ضد اسرائيل؟"  وقال: "نعم الشعب اللبناني، ونعم المقاومة، ولكن هناك ما جعل ويجعل الجنوبي مزروعا في ارضه، هو شتلة التبغ. لذلك سميتها شتلة المقاومة، وهنا اود ان اعطي امثلة. فرميش بلدة جنوبية مارونية يجني أهلها سنويا، بحسب معلومات منذ سنتين، اكثر من اربعة مليارات ليرة. وهذه القرية هي على الحدود، حتى ان فيها منزلا نصفه في فلسطين المحتلة ونصفه في لبنان ويدعى البيت الابيض، وفق تعبير أهل القرية. هذه البلدة التي يقف العدو على حدودها تماما، ما الذي يجهل اهلها ثابتين في ارضهم؟ او يجعلها قاعدة من قواعد الصمود لولا شتلة التبغ؟ وهناك قرى آخرى شيعية وسنية ودرزية مشابهة لكي لا "يزعل" احد منكم، لأنه يا للأسف اليوم كل شيء يوزع على هذا الشكل. صدقوني هناك على سبيل المثال 330 عائلة من أصل 350 عائلة في قرية جنوبية تزرع التبغ. على الرغم من كل ذلك فإن القانون الذي وضع لمجلس الجنوب لا تتيح له أن يدفع التعويض عن الأراضي المزروعة بالتبغ إذا ما تعرضت للحريق جراء الإعتداءات الإسرائيلية.

هذه الشتلة (شتلة التبغ) هي شريكتنا، هي المرضع رغم مرارتها، هذه الشتلة هي في المقاومة كعين المقاومة التي جعلت الناس يبقوا على أرضهم وجعلت اللبناني يصمد في الجنوب ويقاوم إسرائيل، ولا تزال حتى الآن على هذا الشكل. لولا هذه الشتلة كان اللبناني ترك الجنوب الى بيروت أو الى مكان آخر أو الى خارج لبنان الى الأبد".وختم بري: "أريد أن أقول لكم إن ما قدمناه هو جزء، ولم أقدم أنا بل أنا ساعدت وساهمت، وما قدم لكم هو قسم من حقوقكم على الدولة وعلى الوطن. وأهلا وسهلا بكم وشكرا لكم ولمجلس الإدارة ولمعالي الأستاذ محمد الصفدي، وشكرا لكل مؤسسة وطنية كمؤسسة الريجي". ثم قدم رئيس نقابة الموظفين والعمال درع شكر وتقدير لدوره في دعم إدارة الريجي والعاملين فيها.

 

ميقاتي شارك في افتتاح مؤتمر ميونيخ للامن ويتحدث مساء في جلسة عن الوضع في المنطقة والازمة السورية

وطنية - بدأ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي زيارة لالمانيا للمشاركة في "مؤتمر ميونيخ الدولي للامن" الذي يعقد على مدى يومين في مدينة ميونيخ، بمشاركة نحو عشرين رئيس دولة أو حكومة وخمسين وزير دفاع وخارجية. ويرافق الرئيس ميقاتي الوزير نقولا نحاس وسفير لبنان في المانيا مصطفى اديب . وشارك ميقاتي بعد ظهر اليوم في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، والتي استهلت بكلمة لرئيس الموتمر السفير ولفغانغ ايشنغر، أعقبتها كلمة للرئيس الالماني يواكيم غاوك. وستكون للرئيس ميقاتي ليلا كلمة في الجلسة التي ستخصص لبحث الوضع في الشرق الاوسط والازمة السورية تحديدا. كما ستكون له سلسلة من اللقاءات السياسية على هامش جلسات المؤتمر.

 

عون: لم أحسم بعد قرار ترشحي إلى الرئاسة وحكومة الأمر الواقع غير ميثاقية ولن تأخذ الثقة

وطنية - أكد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون في حديث تلفزيوني أن "حقيبة الطاقة لها جذور تاريخية منذ قيام لبنان"، وقال: "كانت هناك مواقف سياسية قبل الاستشارات الحكومية عن أنهم لا يريدون ان يعطونا وزارة الاتصالات ولا وزارة الطاقة، ثم قالوا انهم لا يريدون حكومة سياسيين، وأتوا بموضوع المداورة. وإن الرئيس فؤاد السنيورة قال انهم لا يريدون حكومة سياسيين عند بدء المشاورات، وطرح سلسلة عراقيل تنم عن الرغبة في استهدافنا". أضاف: "بالنسبة إلينا كل شيء مهم، بدءا بوزارة الثقافة، ولكن في لبنان منذ عام 1926 ونحن نتحدث عن وجود النفط، ولم يفكر احد في التحرك في هذا المجال، وحقيبة الطاقة لها جذور تاريخية منذ قيام لبنان". وتابع: "إن المسار الطبيعي لتشكيل الحكومة هو التكليف، ثم استشارات الكتل النيابية، أو النواب المنفردون، ثم محاولات التأليف. وبعد التأليف، تذهب الحكومة الى مجلس النواب لنيل الثقة. وفي وضعنا هذا، تم التكليف منذ 10 اشهر، ولكن لم يحصل التأليف، ونحن لم يتصل بنا أحد رسميا بالنسبة إلى موضوع تشكيل الحكومة. كل فريق يستشار وحده، ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام لم يزرنا إلا مرة واحدة، وهي زيارة تقليدية، ولم يتصل بنا هاتفيا حتى". وأردف: "لا نطلب التضحية، ولكن نطلب ألا نكون مستهدفين بهذه الطريقة، فهناك استهتار كبير لجهة أنه لا يتم استشارتنا. ولا يمكننا أن نكافئ رئيسا فشل في تأليف حكومة، وحكومة الأمر الواقع غير ميثاقية، ولن تأخذ الثقة، وفي حينه نتخذ القرار المناسب إذا تم تشكيل حكومة كهذه. إنهم يحاولون تصوير الموضوع على اننا نخوض الرئاسة من خلال التأليف الحكومي، وهذا غير صحيح، فلا يمكن ادارة البلد من خلال ضرب القوانين والدستور بعرض الحائط". وقال: "إن لم يؤلف سلام الحكومة فيجب أن يعتبر انه معتذر، وهو من يتحمل المسؤولية في حال عدم التأليف، فالاستشارات جارية على اساس حكومة سياسية".

وعن الترشح لرئاسة الجمهورية، قال: "لم أحسم بعد قرار ترشحي إلى الرئاسة، فالفراغ لن يحصل في الرئاسة لان مجلس النواب موجود ويمكنه الانتخاب. سأكون المرشح الأول للرئاسة إذا ارتأيت انه يمكنني تنفيذ خطتي للتغيير والاصلاح، فهناك من يعرقل لنا خطط الاصلاح لدرجة أنه تتم عرقلة القوانين في اللجان النيابية". وعن العلاقة مع السنة، قال: "في الأساس، نحن نتحدث عن علاقة ثلاثية، ولكن نجحنا بالعلاقة الثنائية. واليوم، الكل مقتنعون بالعلاقة الثلاثية". وفي حديث تلفزيوني، لفت عون إلى انه لا "علم له إن كان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية يريد الترشح للرئاسة، موضحا انه "لا يوجد برودة في العلاقة مع فرنجية وتحدثت معه منذ يومين"،

وقال: "عندما اقرر الترشح للرئاسة اخوض معركتي ضد اخصامي". وعن العلاقة مع السنة، أوضح أننا "بالاساس نتكلم عن علاقة ثلاثية ولكن نجحنا بالعلاقة الثنائية واليوم الكل مقتنع بالعلاقة الثلاثية".

ومن جهة أخرى، أشار إلى انه "في العام 2006 حصل التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر وقلنا للجهات اللبنانية ان يقرأوه وان ينضموا ولكن امتنع قسم كبير وتيار المستقبل لم يوافق على الفكرة واعتبر بعض الصحافيين ان هذا حلف ماروني شيعي ضد السنة واليوم بعد ان مررنا في هذه المرحلة الصعبة جدا ادعو الى تفاهم ثلاثي قد يكون بغير بنود".

ولفت إلى ان "اللبنانيين يؤمنون بأن الجيش هو المخلص الوحيد للبنان ولجميع اللبنانيين وهذه تنشئة الجيش ولا يمكن له ان يقتل شخصا بريئا او ان يوقف بريئا".

وعن مواصفات الرئيس القوي، قال: "لا يمكنني ان اصف نفسي ان كنت قويا ام لا"، لافتا إلى ان " الرئيس القوي يحترم النصوص ويطبقها وان لا يكون مجردا من كل شيء وهو يحترم الدستور ويسهر على تنفيذه".

وفي ما خص الاستراتيجية الدفاعية، أوضح عون انها "مختلطة بالشكل وتكون استراتيجية لداخل لبنان وان كان هناك خلاف خارجي او اذا احتلت البلاد وتقوم على قسم من الجيش النظامي والقوى الامنية النظامية والشعب المقاوم وهذا الشعب كله سيقاوم وهنا تحصل قواعد عسكرية نظامية تساعد القوى الامنية ضد الارهاب والشغب او الخلاف الداخلي وفي حال المشكلة الخارجية تدخل المقاومة الشعبية فيها".

وعن وثيقة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المرتقبة، أشار إلى اننا "على اطلاع عليها ولكن لم ندرسها بالتفاصيل بعد بل رأينا الخطوط الكبرى".

وفي ما خص الخلاف مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال: "انا لست في صلب قوى 8 آذار ولكن انا التيار الوطني الحر الذي اجرى تفاهما مع حزب الله ونحن احرار، رغم وجود التزامات علينا"، لافتا إلى اننا "نختلف بالسياسة، والسياسة ان لم يكن فيها حق الاختلاف فلا تعد سياسة، وأنا لست مختلفا طول الوقت مع بري ولست متوافقا معه دائما". وشدد على انه يثق بالجيش اللبناني و"الاتهامات غير صحيحة ولكن لا يخلو الامر من أفراد يرتكبون اخطاء جسيمة احيانا".وعن زيارته لسوريا، أكد عون انه زار سوريا بناء لدعوة رسمية يوم انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان و"قدمها لي وزير الخارجية وليد المعلم وبنفس الوقت قدم لي السفير الايراني دعوة الى طهران فذهبنا الى طهران وسوريا"، معتبرا ان "ما يحصل في سوريا هو حرب دولية على الارض السورية"، آملا "ان تتوصل مفاوضات جنيف 2 الى توفير السلام في سوريا وهناك تسلسل للاحداث فيجب ان يكون هناك وقف اطلاق نار كبداية وتوقيف امدادات السلاح والمال". ورأى ان "هناك احتمالا كبيرا ان يترشح الرئيس السوري بشار الاسد للرئاسة ويحصد شعبية كبيرة".

ولفت إلى ان "سياسة النأي بالنفس كلمة حصل عليها الكثير من الالتباس"، مشيرا إلى ان "هناك اتصالات مع الاسد في المناسبات الدينية والرسمية".

وشدد على ان "أهم سلاح للدفاع عن الوطن هي الوحدة الوطنية وعندما يكون هناك وحدة وطنية يصبح الشعب هو الحارس الاول لبيته وهويته ووطنه".

وردا على سؤال، أكد عون ان هناك خطرا على المسيحيين، معتبرا ان "ايقاف الخطر هو بالثبات في بيوتهم ولا يمكنهم البقاء ببيوتهم في حال بقاء الحرب وعند ضرب شعار الانسان الديني هذا يعني انه مستهدف والتعمد بقصف الكنيسة وتدميرها يعني ان المسيحيين مستهدفون".

 

باسيل ممثلا عون في افتتاح وصلة غزير: إما ان نكون شركاء حقيقيين في هذا البلد او لا بلد من دوننا

وطنية - مثل وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال المهندس جبران باسيل رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون في افتتاح وصلة بلدة غزير لربطها بالطرق الرئيسية في فتوح كسروان، في حضور المدير العام لوزارة الاشغال جوزف بو سمره ممثلا الوزير بالوكالة احمد كرامي، والنواب: فريد الخازن، يوسف خليل، نعمة الله ابي نصر، فيفيان مهنا خليل ممثلة النائبة جبيلرت زوين، قائمقام كسروان بالانابة جوزف منصور، رئيس بلدية غزير ابراهيم الحداد والاعضاء، رئيس لجنة انماء الفتوح لويس سمعان، مدير الطرق حاتم العسيمي، منسق هيئة "التيار الوطني الحر" غزير جوزف حداد، والقيادي في التيار جوزف جبرايل، هيئات مدنية ورؤساء بلديات ومخاتير.

باسيل

بعد جولة تفقدية على الطريق الجديد اقيم غداء في نبع القطين، تخلله كلمة ترحيبية من منسق التيار في كسروان جوزف فهد اعقبها كلمة باسيل الذي قال: "في هذا اللقاء امثل العماد ميشال عون وهذا التمثيل ليس له اي تفسير سياسي الا اهتمامه في هذا المشروع في منطقة كسروان الفتوح، لانني تابعت عن قرب اهتمام العماد ميشال عون بالمشاريع الانمائية والحياتية في كسروان، ومن متابعته لامور وطنية ودولية كنت استغرب كيف يتصل بموظف في وزارة وبكل من يقوم بمساهمة ايجابية لتنفيذ مشروع ما ويأسف لحصول هذا اللقاء في غيابه وتتفهمون الاسباب التي تحول دون حضوره كما ونتوجه بكلمة شكر الى نواب منطقة كسروان الذين ساهموا في هذا المشروع وبخاصة النائبة جيلبرت زوين ورؤساء البلديات". اضاف: "لست غريبا عن كسروان وهذه الطريق هي بداية لمبلغ عشرة مليارات ل.ل ولاستكمالها بمبلغ سبعة مليارات ل.ل وهناك مشاريع نهتم بها في قضاء كسروان ومنها اعمدة دخان محطة الزوق الذي بدأناه في العام 2011 والمرحلة الرابعة الاخيرة انجزت وبدء العمل اخر شباط للمعالجة النهائية؟ فضلا عن اعمال اخرى عامة في معمل الزوق. مما ادى الى زيادة 200 ميغاوات في الانتاج والقدرة الانتاجية مع البواخر المنتجة للطاقة، وبعد انتهاء المعمل في الصيف القادم تصبح القدرة الانتاجية 1000 ميغاوات، وهذا استراتيجي واساسي لكسروان وللبنان ولم يعد المعمل في الذوق عبئا انما اصبح حاجة كبيرة لنا".

وتابع باسيل: "هناك مشروع المضيق وقد بلغت الاعمال مرحلة متقدمة في انجاز النفق وتركيب خزانات على ساحل ووسط كسروان وايضا مشروع الصرف الصحي ونتابعة مع مصادر التمويل والدراسات التي هي قيد الاعداد مع تركيب 1700 لمبة اقتصادية في قرى كسروان بالتزامن مع مشروع تركيب 150 لمبة على الطاقة الشمسية على المستديرات الاساسية الموجودة في المنطقة وتأهيل شبكات المياه في كسروان وقد بلغت الكلفة 60 مليار ليرة لبنانية. وان المشاريع التي عددها 11، اربعة منها انتهت والسبعة الاخرى تنجز في السنة القادمة مع تمديد شبكات كهربائية ومحطات منها محطة فيطرون". ولفت باسيل الى ان "عندما كنا خارج السلطة لان كل لبنان كبلد كان مهددا بسيادته واستقلاله وحريته، والعمل الانمائي الناقص لمناطقنا كان بسبب غيابنا ولخدمات خاصة تجعل من المواطنين زبائن سياسيين عند السياسيين، والعمل الانمائي يجري اليوم دون اي شرط سياسي على اي رئيس بلدية معنا او ضدنا او اي بلدة، وبهذه الطريقة كل الناس تأخذ حقوقها في كل العهود والظروف وهذا المنطق العام هو الذي يعطينا التداول الطبيعي في السلطة ويؤمن لنا حقوقنا في كل الظروف".

وتابع: "عندما كانت الحرية والسيادة والاستقلال مفقودة كنا نعمل على تأمينها وفي ظل الظروف الصعبة التي كانت سائدة كنا الوحيدين الذي وقفوا وجاهروا مع الطلاب وفي الشوارع والبقية كانت تسعى وراء مصالحها وآخرى لاعتبارات اخرى خائفة ولا تجرؤ على المطالبة بالحرية والسيادة والاستقلال. ولما تحققت هذه المطالب عدنا لبناء الدولة ولبنائها يجب ان نكون فاعلين فيها، ونطالب بوزارات مهمة فيها وعدد نواب كبير لنحصل على وزارات مهمة، وليس مطلبا بسيطا وسخيفا لفريق سياسي في البلد ان يطالب بحقيبة او اثنتين او عشر لانه يستطيع ان يحقق برنامجه السياسي ويعطي الناس حقوقها، والذي يتعفف ويزعم ان الحقيبة ليست مهمة فهو مقصر بحق الناس وهو يرفع شعارات ليس لها ترجمة سياسية ولا تطبق، لانه يطالب بشيء يفتقده على المستوى الداخلي والخارجي، واحدهم يتهم آخر بأنه مجرم ويدرس في آن احتمال مشاركته في مجلس الوزراء، وينتظر توفر امكانية مقعد له فيشارك في مجلس الوزراء، وهذا الكذب والنفاق السياسي الذي تعودنا عليه في المشاركة في الحكومة مثل المشاركة في الانتخابات في العام 1992 و1996 وفي حال لن يكون له مقعد في الحكومة يقول لن اجلس مع هذا الوزير، ان دورنا يتحدد بحجمنا وبالوظيفة التي نقوم فيها بالبلد التي تحافظ على الاستقرار السياسي في لبنان والدخول الى دولة نسعى فيها الى الاصلاح لترعى المواطنين ويكون لنا فيها الوظائف الامنية والانمائية والسياسية والوطنية".

وقال: "ان من يسخف مبلغ 1700 مليار دولار مدخول نفط وغاز فهو لا يدرك ولا يفهم اهمية هذا المبلغ للوطن من تأمين الاستقرار والطمأنينة والبحبوحة والامر ليس مجرد تعلق بحقائب انها استخفاف بعقول الناس ونحن نقول الحقيقة المجردة، ونحن اما شركاء كاملون وحقيقيون في هذا البلد او لا بلد بدوننا، ولا يظن احد انه يستطيع القيام بمعادلة من دون وجودنا ولن نتهاون في هذا الموضوع لا في استحقاق صغير ولا في استحقاق كبير وهذه قاعدة ثابتة لان كل اتفاق يغيب المسحيين هو اتفاق غير وطني وغير ميثاقي ولاشرعي وساقط وسوف نسقطه بكل الوسائل الشرعية المتاحة لنا، لكي يعلموا انه في هذا البلد لا اعراف ولا مواثيق ولا قوانين ولا دساتير دون نصف اللبنانيين ميثاقا وعرفا وصيغة ووطنا وكيانا".

ممثل كرامي

بدوره القى جوزف بو سمره ممثلا الوزير احمد كرامي الكلمة التالية: "شرفني الوزير كرامي تمثيله في افتتاح مشروع تحويرة غزير ووصلها بالطريق الرئيسية لمنطقة فتوح كسروان، نظرا لأهميتها في تسهيل حركة السير واختصار المسافات والوقت". اضاف: "يدعو إلى السرور وجود نواب ومسؤولين ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات قضاء كسروان تأييدا لمسيرة وزارة الأشغال العامة والنقل في سلوك درب الإعمار". ورأى "أن الطرق في لبنان كانت ولا تزال وستبقى صلة الوصل الصامتة التي تربط جميع المناطق ببعضها البعض مهما كانت توجهاتها السياسية والعقائدية دون أي اعتراض أو تذمر من أحد"، مشيرا إلى أن "دور وزارة الأشغال العامة والنقل المساعدة في النهوض الإنمائي والاعماري بلبنان، كل لبنان، والسهر على سلامة المواطنين في تنقلاتهم، خصوصا في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا والمنطقة ككل". وقال: "بتوجيهات من معالي وزير الأشغال العامة والنقل أحمد كرامي نأمل أن يتم التعاون بين هذه الوزارة وبين جميع الجهات المسؤولة من نواب ومسؤولين وبلديات وفاعليات لما فيه مصلحة وسلامة المواطنين". وأكد أن "الوزير كرامي وبالإمكانيات المتوافرة لديه لن يألو جهدا في تلبية الحاجات الإنمائية خدمة للوطن والمواطن وتثبيته في وطننا الحبيب لبنان".

الحداد

وفي الختام القى رئيس بلدية غزير ابراهيم الحداد كلمة رحب فيها بباسيل متمنيا "اتمام البنى التحتية من ارصفة وانارة لبلدة غزير"، مشيرا الى ان "منطقة كسروان الفتوح حرمت من الانماء عقودا من السنين في حين نعمت مناطق اخرى بالكثير من مشاريع التنمية". اضاف: "انتم اليوم في رحاب عروس الفتوح - غزير الكرامة والاباء حيث تقطن الحرية والوفاء ولا وجود حرا كريما ولا حقوق لشعب آمن مستقر وسط غابة من المتآمرين والطارئين والتكفيريين المجرمين المتربصين شرا بهذا الوطن الذين يحاولون القضاء على كيانه وانسانه، ولولا العماد ميشال عون وحكمته وارادته الصلبة لما شعر المسيحيون، لا سيما الموارنة، بدورهم الريادي الذي كان لهم في لبنان والمشرق ويحاول البعض تحجيمه وتجاهله، ولما شعر المسيحيون بحقوقهم الضائعة في الحكم والادارة والمشاركة الحقيقية في المواطنة، لو لم يهب مطالبا بحق الدور والوجود والمصير من مبدأ العدالة والمساواة واستنادا الى الثوابت والحقائق التاريخية التي تشهد على ان هذا الوطن بناه المسيحيون وقبلوا بمشاركة الاخرين في حمايته ورعايته".

 

دوليات

 

المعلم: لا نتائج ملموسة في جنيف2 نتيجة عدم جدية الفريق الآخر وحزب الله مجموعة مقاومة تدافع عن وطنها بطريقة إستباقية ضد الارهابيين

وطنية - رأى وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان "الإئتلاف الوطني السوري غير جاد في السعي الى حل الأزمة السورية"، محملا إياه "مسؤولية تعثر مفاوضات جنيف 2"، لافتا إلى "اننا لم نتوصل إلى نتائج ملموسة في جنيف 2 نتيجة عدم جدية الفريق الآخر"، قائلا: "ما جرى أننا حضرنا إلى جنيف منفتحون على كل شيء ووافقنا على النقاش في كل شيء لكن الفريق الآخر يبدو لي أنه لم يقرأ بيان جنيف 1 جيدا وإنما جرت برمجته على بند واحد لا يخرج عنه". ولفت في مؤتمر صحافي عقده بعد مفاوضات جنيف إلى أنه "تحدث إلى المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وقال له الأفضل في مثل هذه الحالة أن نسير في خطوات لا يختلف حولها السوريون، خطوات من شأنها أن تشكل أرضا مشتركة تساهم في التقدم، لذلك بدأنا بتقديم مشروع إعلان سياسي يؤكد وحدة الأراضي السورية وسيادتها والتزام تحرير الأراضي السورية المحتلة وتحدثنا عن صورة لسوريا الديموقراطية والتعددية والتي تحترم التنوع الفكري وعن رفض التدخل الخارجي بشكليه المباشر وغير المباشر ومع الأسف رفضت هذه الورقة مباشرة". واضاف: "إذا كانت أميركا تعتبر الجماعات الإرهابية معتدلة فهنيئا لها"، لافتا إلى "صدور قرار أميركي بتمويل تسليح المعارضة وهم يعلمون أنه لا يوجد معارضة معتدلة بل تنظيمات إرهابية". وأضاف: "من يقرأ جنيف 1، يجد نصا على ضرورة أن يسود الهدوء والإستقرار في سوريا لكي يفتح الباب أمام الحل السياسي، ولكن مع الاسف لا أميركا ولا أنصار هؤلاء اشاعوا أجواء إيجابية تساعد على التقدم في الحوار"، لافتا إلى أنه "قال للابراهيمي أنه يجب دعوة أوسع فئة من المعارضة ومنظمات المجتمع المدني إلى الحوار لكي يكون بناء ويشعر الجميع بأنهم مشاركون في صنع المستقبل". ورد الإبراهيمي أن هذه مسؤولية الدولتين المبادرتين إلى هذ الحوار، ولكن مسؤولية عدم دعوة كل أطياف المعارضة الى المشاركة في الحوار تقع على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون"، مشددا على "اننا ما زلنا نصر على الحوار مع أوسع فئة ممكنة ومقنعة من شعبنا". وقال: "نحن وفد الجمهورية العربية السورية عائدون الى وطننا لنضع الشعب والحكومة في تفاصيل ما حدث، وإذا وجدنا أن العودة الى المفاوضات مطلب وكان التوجيه أن نعود فسنعود"، مشيرا إلى أن "وثيقة جنيف 1 لم تذكر تنحي الرئيس السوري بشار الأسد ولا أحد يستطيع أن ينوب عن الشعب السوري في تقرير من يقوده"، مضيفا أن "مصير من يقود سوريا في يد الشعب السوري". وأشار إلى "اننا عندما نجد شريكا حقيقيا للمستقبل يمكن أن ينضم الى الحكومة ووثيقة، جنيف 1 تحدثت عن 3 فئات في التشكيل، عن الحكومة الحالية والمعارضة ومستقلين وهيئات أخرى"، سائلا: "من سيمثل المعارضة في الحكومة المقبلة؟". وأشار إلى أنه "جرت محاولات لإخراج المدنيين من حمص القديمة وفشلت، وأراد أحد قادة المجموعات المسلحة الخروج مع المدنيين عبر ممر آمن"، لافتا إلى "أننا جاهزون لإخراج المدنيين من حمص القديمة ومن يريد من المسلحين الخروج وتسليم نفسه وسلاحه فسوف تشمله التسوية". وقال: "حزب الله مجموعة مقاومة تدافع عن وطنها بطريقة إستباقية ضد الارهابيين".

 

كيري: كل الخيارات مطروحة لاجبار النظام السوري على التخلي عن الكيميائي

اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مؤتمر صحافي مع نظيره الالماني فرانك شتانماير، ان "بلاده تعمل مع المانيا في الملفات السورية والافغانية والايرانية"، مشيرا الى ان "الاتفاق النووي مع إيران جاء نتيجة العقوبات المفروضة عليها"، لافتا الى انه على الرئيس السوري بشار الأسد الالتزام بالجدول الزمني المحدد لتدمير الأسلحة الكيمائي السورية، وكل الخيرارات متاحة إذا لم يلتزم بهذا الاتفاق". وكشف كيري بانه "سيلتقي ممثلين عن المعارضة الاوكرانية كخطوة دعم للحريات وحقوق الانسان"، داعيا الى وقف اعنف واللجوء الى الحوار واخراج السجناء السياسيين".

 

الإبراهيمي يدعو إلى جولة ثانية من المفاوضات بعد جولة "متواضعة جدا" ووفد النظام السوري يرفض التنازل

أعلن الوسيط الدولي في مفاوضات جنيف-2 اليوم الجمعة ان الجولة الاولى من المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريين تشكل "بداية متواضعة جدا" في اتجاه ايجاد حل للازمة السورية المستمرة منذ حوالى ثلاث سنوات. واعلن الابراهيمي في مؤتمر صحافي عقده في ختام جلسات التفاوض في قصر الامم في جنيف ان الجولة المقبلة من المحادثات ستعقد "مبدئيا" في العاشر من شباط. وقال الابراهيمي "انها بداية متواضعة، لكنها بداية يمكن ان نبني عليها". واضاف ان التقدم بطيء جدا بالفعل، الا ان الطرفين تكلما بطريقة مقبولة. هذه بداية متواضعة جدا يمكن البناء عليها". وتابع الابراهيمي "خلال الايام الثمانية الماضية في جنيف، كان الطرفان يتحدثان بواسطتي. كانت بداية صعبة. لكن الطرفين اعتادا الجلوس في غرفة واحدة". وقال الابراهيمي انه اقترح ان تستانف المفاوضات "بالاستناد الى اجندة واضحة، وان نلتقي في العاشر من شباط"، مشيرا الى ان وفد الحكومة قال انه "يحتاج الى التشاور مع دمشق اولا". وكان قد أكد وزير الاعلام السوري عمران الزعبي ان الوفد الحكومي لن يقدم اي تنازل في هذه المفاوضات، مضيفا "لن يأخذوا في السياسة ما لم ياخذوه بالقوة". وقال الزعبي متوجها الى حوالى 250 متظاهرا من انصار النظام تجمعوا امام قصر الامم في جنيف حيث كانت تنعقد آخر جلسة تفاوض بين وفدي المعارضة والحكومة "في الايام القادمة، ستكون هناك جولة جديدة من حيث المبدأ، لكن لا في هذه الجولة ولا في اي جولة قادمة يمكن ان يحصلوا من الوفد السوري (...) على اي تنازل". واضاف "لن يحصلوا على اي تنازل لم تستطع اسرائيل ان تحصل عليه طوال نصف قرن، ولن يستطيعوا الحصول على اي تنازل لم يستطع الارهاب الحصول عليه خلال ثلاث سنوات، ولن يحصلوا على اي تنازل لم تستطع تركيا وقطر والسعودية والاردن والمتامرون في لبنان ان يحصلوا عليه منا بالقوة".

وتابع "لن ياخذوا في السياسة ما لم ياخذوه بالقوة". وقوطع الزعبي مرارا بالتصفيق والهتافات "الله، سوريا، بشار وبس". ولم يتمكن وفدا الحكومة والنظام السوريان على مدى ستة ايام من التفاوض باشراف الوسيط المكلف من الامم المتحدة وجامعة الدول العربية التوصل الى اي تقدم في مواضيع البحث التي طرحوها. وتعتبر المعارضة ان الهدف من جنيف-2 تشكيل هيئة الحكم الانتقالي التي تضم ممثلين عن النظام وعن المعارضة، ما يعني برايها تنحي الرئيس بشار الاسد. في المقابل، يرفض النظام مجرد البحث في هذه المسالة معتبرا انه امر يقرره السوريون من خلال صناديق الاقتراع، ويطالب بالتركيز في جنيف-2 على مسالة مكافحة الارهاب في سوريا.

وتقول السلطات السورية منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضدها قبل حوالى ثلاث سنوات انها تخوض معركة ضد الارهاب ممولة من الخارج، لا سيما من قطر والسعودية وتركيا والولايات المتحدة. وتتهم الدول المجاورة لا سيما الاردن وبعض الاطراف في لبنان بتسهيل تمرير مسلحين وسلاح الى مجموعات المعارضة المسلحة. وكالة الصحافة الفرنسية

 

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو: حان الوقت لمعالجة المسائل الاكثر صعوبة في الملف النووي الايراني

وطنية - اعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو في مقابلة حصرية اجرتها معه "وكالة فرانس برس" انه "بعد التقدم الذي تحقق مؤخرا في الملف النووي الايراني حان الوقت لمعالجة مسائل اكثر صعوبة مثل الشق العسكري المحتمل لهذا البرنامج". وقال :"باشرنا بإتخاذ تدابير عملية يسهل تنفيذها، ثم ننتقل الى مسائل اكثر صعوبة"، مضيفا :"نود بالتأكيد ضم المسائل المتعلقة بالبعد العسكري المحتمل في المراحل المقبلة".

 

بريطانيا قلقة إزاء تأخير الحكومة السورية تسليم الأسلحة الكيميائية

وطنية - اعربت بريطانيا عن قلقها إزاء ما اعتبرته "تأخير الحكومة السورية تسليم مواد الأسلحة الكيميائية المقرر تدميرها بموجب اتفاق دولي". ونسبت صحيفة الغارديان اليوم إلى وزارة الخارجية البريطانية قولها:"نشعر بقلق متزايد بشأن التأخير والإستمرار على هذه الوتيرة يعني أن عملية إزالة الأسلحة الكيميائية قد يستغرق سنوات". وأضافت الخارجية البريطانية أن "وقت الأعذار انتهى ونحن في حاجة إلى العمل الآن".وأشارت الصحيفة إلى أن "استمرار الحرب وسوء الأحوال الجوية والمسائل البيروقراطية والمالية والفنية في سوريا يعني عدم التقيد بالموعد النهائي لإزالة المواد الكيميائية الأكثر فتكا والمحدد يوم 31 كانون الثاني الحالي".وتم شحن أول دفعة من مواد الأسلحة الكيميائية من سوريا على متن سفينة تجارية دنماركية في 7 كانون الثاني الحالي وتحديد 30 حزيران المقبل موعدا نهائيا لإزالة ترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية برمتها. وكان وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل كشف الخميس أنه طلب من نظيره الروسي سيرغي شويغو الضغط على دمشق من أجل الإمتثال لاتفاق نزع أسلحتها الكيميائية ودعا الحكومة السورية إلى تكثيف الجهود لنقل هذه الأسلحة إلى ميناء اللاذقية لتدميرها لاحقا.

 

مفاوضات جنيف 2 تنتهي اليوم من دون اي تقدم نحو حل الازمة السورية

وطنية - يلتقي وفدا الحكومة والمعارضة السوريان قبل ظهر اليوم للمرة الاخيرة في جنيف حيث لا يتوقع ان يحققا اي تقدم في اتجاه حل الازمة في بلادهم التي اوقعت خلال ثلاث سنوات تقريبا اكثر من 130 الف قتيل.

وفي انتظار انعقاد الجولة الثانية المقررة، حسب ما هو معلن حتى الآن، في غضون اسبوع، ستنشط الحركة الديبلوماسية الموازية، ومحورها خصوصا عرابا المفاوضات روسيا، حليفة النظام، والولايات المتحدة الداعمة للمعارضة. وقد اعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية امس ان رئيسه احمد الجربا سيزور موسكو في الرابع من شباط المقبل. كما اعلن ان "الجربا سيشارك في مؤتمر ميونيخ حول الامن الذي سيجمع في نهاية الاسبوع مسؤولي الدفاع والديبلوماسية في عدد كبير من الدول وابرزهم وزيرا الخارجية والدفاع الاميركيان جون كيري وتشاك هيغل ووزيرا الخارجية الايراني محمد جواد ظريف والروسي سيرغي لافروف".

وفي جنيف، اعلن الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي ان "جلسة مشتركة اخيرة ستعقد اليوم من دون ان يحدد مضمونها"، مشيرا الى انه "سيعلن بعد انتهائها بعض الخلاصات"، معربا عن امله في ان " نستخلص دروسا مما فعلنا وان نقوم بعمل افضل في الجولة المقبلة".

 

الموعد المحدد لتدمير الاسلحة الكيماوية السورية واقعي

وطنية - نقلت وكالة انترفاكس عن ديبلوماسي روسي قوله اليوم ان "الموعد المحدد لتدمير الترسانة الكيماوية السورية بموجب اتفاق دولي وهو 30 حزيران لا يزال واقعيا جدا رغم بعض التأخير".

والقى ميخائيل يوليانوف رئيس ادارة الامن ونزع السلاح في وزارة الخارجية الروسية بالمسؤولية عن التأخير على مسائل امنية على الطريق المؤدي الى ميناء اللاذقية وعدم كفاية الدعم الفني من المجتمع الدولي.

 

استخبارات كندا جمعت معطيات مسافرين من طريق اتصالهم بالانترنت في المطارات

وطنية - ذكرت شبكة التلفزيون الكندية "سي.بي.سي" مساء ان جهاز الاستخبارات الكندي اجرى لحساب وكالة الامن القومي الاميركية، تجربة لجمع معطيات مسافرين من طريق اتصالهم بشبكة الانترنت ("واي فاي") في المطارات مما سمح بتتبع كل تحركاتهم لايام. واستنادا الى وثائق كشفها المستشار السابق لدى الاستخبارات الاميركية ادوارد سنودن، قالت الشبكة ان "مركز الامن والاتصالات في كندا كان قادرا على متابعة تحركات كل المسافرين الذين دخلوا المطارات واجروا اتصالات عبر "الواي فاي" باأجهزتهم النقالة من هواتف والواح وكومبيوترات. وأمكن بعد ذلك متابعة هؤلاء الاشخاص في تحركاتهم بفضل اتصالاتهم من طريق شبكات الانترنت العامة (واي فاي) في المقاهي والمكتبات والفنادق واجهزة النقل المشترك، داخل كندا وفي المطارات الكندية.

 

تجار "الكبتاغون" السوريون ينقلون مصانعهم الى لبنان بسبب الازمة

نهارنت/نقل تجار المخدرات السوريون، "مصانعهم" الى لبنان الذي يستخدمونه كبلد "ترانزيت" لنقل حبوب الكبتاغون الى الخليج العربي، بعد انسداد الابواب أمامهم جراء الازمة الدائرة في سوريا. فقد نشرت صحيفة "الجمهورية"، الجمعة، تحقيقاً يشير الى ان التجار السوريين انتقلوا الى لبنان "بعدما أُقفلت الطرق والمنافذ والمعابر التي اشتروها في سوريا بسبب تشدّد النظام في المراقبة والتفتيش في المرافئ والمطارات خوفاً من تهريب الأسلحة". ولفت الى انهم نقلوا معدّاتهم ومصانعهم الى لبنان، وبالتحديد الى منطقة البقاع، موضحاً أن تصنيع الكبتاغون لا يحتاج الى معدّات ضخمة. ووفق التحقيق فإن آلة تصنيع حبوب "الكبتاغون" هي عبارة عن ماكينة للشوكولا، "يُخرط لها قالب خاص بالحبوب بدلاً من القالب المخصّص للشوكولا، وتصبح صالحة للصناعة، فتنتج نحو 700 حبّة كبتاغون في الدقيقة". ويجري توضيب هذه الحبوب في مخازن في منطقة عاليه، تمهيداً لتصديرها الى دول عدة، بالاخص دول الخليج وتحديداً المملكة العربية السعودية. يُذكر أنه وفي مطلع الجاري، تمكن مكتب مكافحة المخدرات الاقليمي في البقاع من ضبط مواد لتصنيع حبوب "الكبتاغون"، في البقاع الشمالي، وتوقيف ستة اشخاص: 4 لبنانيين و2 سوريين.

 

المطران مارون ناصر الجميل: مسيحيو المشرق يطالبون بالحرية الدينية والتعددية الديموقراطية

وطنية - أكد راعي أبرشية الموارنة في فرنسا الزائر الرسولي على أوروبا المطران مارون ناصر الجميل "ضرورة إيجاد قضية يرفعها مسيحيو المشرق في بلاد الانتشار، للاسهام في النهضة الاصلاحية داخل الوطن- الأم، وإلا فسيكون مصيرهم الاضمحلال". وقال: "يمكن لهؤلاء لعب هذا الدور لأنهم دعاة للحرية الدينية والتنوع والديموقراطية وثقافة "العيش معا". كلام المطران الجميل جاء في ندوة بعنوان "مسيحيو المشرق: صوت يجب أن يسمع"، نظمها المونسنيور شربل معلوف كبداية لسلسلة احتفالات بمناسبة ذكرى مرور 125 عاما على تكريس كنيسة سان جوليان لوبوفر في باريس بحسب طقس الروم الملكيين الانطاكيين. وألقى معلوف والكاتب فرنسوا سورو والمونسنيور باسكال غولنيش، المدير الحالي لأعمال الشرق، مداخلات عن الموضوع، في حضور سفيري لبنان في الأونيسكو خليل كرم وسوريا لمياء شكور، وأركان السفارة اللبنانية في باريس المستشارين رولا نور الدين ووليد منقارة والقنصل ماجدة كركي، وديبلوماسيين آخرين، والوكيل العام لدى الكنيسة اللاتينية عن الكاثوليك المشرقيين في فرنسا المونسنيور كلود بروسوليت، ورجال دين وراهبات وأعضاء في منسقية الدفاع عن مسيحي المشرق وفي مقدمهم المستشار الوزاري السابق في فرنسا باتريك كرم والنائبين كلود غوسغوين وفيليب كوجون، ومثقفين وكتاب ورؤساء جمعيات وناشطين عرب وفرنسيين مهتمين بمتابعة موضوع مسيحيي المشرق. وأشار المطران الجميل إلى ما لمسه أثناء زيارته الأخيرة للبنان لجهة "قلق المسيحيين وغير المسيحيين جراء الوضع السياسي الراهن في منطقة الشرق الأوسط، وتنامي الأصولية والراديكالية والطروحات الذمية وأعمال العنف والتفجير، وما تجره من انعكاسات على الحياة اليومية للمواطنين سواء على المستوى الاجتماعي والعائلي أو التعليمي". ولفت إلى أن "المسيحيين لا يمكنهم السير خلف الطغاة، ذلك أنهم منفتحون منذ عقود على الحداثة والأفكار الديموقراطية، وإذا استمرت هذه الأحوال فسيضطرون مكرهين لمغادرة وطنهم الأم".  وإذ اعتبر أن المسيحيين المشرقيين يشعرون اليوم بتهديدات تطاول وجودهم الديموغرافي في هذه المنطقة، ولاسيما على مشارف عام 2020"، ذكر بأن "الأمر قد بدأ فعلا قبل أكثر من قرن مع ما حدث من ويلات للأرمن والأشوريين والكلدانيين والموارنة إثر المذابح والاضطهاد والمجاعة والهجرة". ورأى المطران الجميل "الترياق" من خلال مسارين: "الأول، الغوص في المعنى الأصيل لهويتنا المشرقية، التي هي بشكل أساسي، إيمان واحد تجلى في أنطاكية والاسكندرية والقدس، الأمر الذي يقتضي لم شملنا لكي نتوحد، أي الإيمان بالانتماء إلى يسوع المسيح وإنجيله، وكذلك إلى أصولنا السريانية والآرامية واليونانية والقبطية أو الأرمنية التي تتشارك التراث والإرث نفسهما". كما شدد على "أهمية الرجاء والأمل لاستعادة المبادرة من خلال الاعتماد على شفاعة القديسين شربل ورفقة والحرديني وبشارة أبو مراد وغيرهم ... فضلا عن الاعتماد على الدور الفاعل لمستقيمي الرأي وهم كثر، ولاسيما الجيل الشاب الذي نشأ على قيم الإنجيل". أما المسار الثاني، فهو في "إيجاد قضية يرفع لواءها مسيحيو الانتشار، لكي تنقذهم وتحافظ على وجودهم، وإلا سيكون مصيرهم الاندثار". ولفت إلى أن "للكنيسة وكذلك لمسيحيي الانتشار دورا يتعين عليهم القيام به في النهضة الاصلاحية سواء الروحية والثقافية والسياسية أو الاقتصادية". وقال: "ما يطالب به مسيحيو المشرق هو الحرية الدينية والتعددية الديموقراطية والتنوع، وما يطلبونه من الغرب ومن الأوروبيين هو التالي: ساعدونا على البقاء في المشرق لزرع ثقافة "العيش معا" مع الاسلام واليهودية. هذه هي رسالتنا. وكونوا على يقين بأنه بفضل مسيحيي المشرق، الذين تبنوا اللغة العربية ونطقوا بها، يمكن التبشير بملكوت السماوات على نحو أفضل".

 

مقالات ومقابلات

 

طيف رفيق الحريري يلاحق حزب الله

عبد الرحمن عبد المولى الصلح/الحياة

انطلاق جلسات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أعاد الوهج إلى الرئيس الراحل رفيق الحريري، ذلك الوهج، الذي، لم ينطفئ حتى بعد 9 سنوات على استشهاده، فسواءً كنت مع الحريري أو ضده، أحببته أو كرهته، عارضته أو عضدته، شكّل الحريري ظاهرة، من الصعب أن تُنسخ أو تُمحى من الحياة السياسية اللبنانية وحتى العربية، إن لم نقل الدولية. ولعلّ بدء أعمال المحكمة الدولية، يطرح سؤالاً افتراضياً: ماذا لو نجا الحريري – كما نجا اثنان من مرافقيه - من محاولة الاغتيال في 14 شباط (فبراير) 2005؟ أحد الأجوبة، وهو جوابٌ ساخر، أنّه، لو بقي الحريري حيّاً، لكانت قوات النظام السوري، انسحبت من المحافظات اللبنانية، وأعادت تمركزها في البقاع(!!)، أي بمعنى آخر، تطبيق أحد بنود وثيقة الطائف، كما كانت القوى السياسية، الذي كان الحريري رأس حربتها، تُطالب! لكنّ صَلَفْ النظام السوري، حجب ويحجب الرؤية السياسية، فاعتمد التصفية الجسدية، عبر خمسة عناصر، ثبت انتماءهم إلى «حزب الله»، وهو الأسلوب نفسه في تعاطيه مع الثورة السورية (أشارت «الغارديان» إلى أن 50 ألف سوري قضوا في المعتقلات بسبب التعذيب...). ولو تمكن النظام السوري من احتواء أحداث درعا لأعيد انتخاب الرئيس السوري بغالبية مطلقة!! إنّ التشكيك بصدقية المحكمة الذي تطلقه جماعات الممانعة والمقاومة (وآخرها من الرئيس السوري أثناء مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، قائلاً إنّ الهدف من المحكمة الضغط على «حزب الله» الذي يساعد نظامه)... لن يجدي نفعاً. فالثابت أنّ المحكمة تتمتع بصدقية لا يرقى لها الشك. والواضح أنّ الجناة، من مخططين ومنفذين، لم يخطر في بالهم، أنّ تحقيقاً دولياً، تتبعه محكمة دولية، سوف يتوليان الأمر، وأنّ الاتصالات سوف تُشكل العصب الرئيس في تحديد هوية الجناة. قصد الرئيس سعد الحريري، قصر المهاجرين في دمشق. حين سئل يومها عن خلفيات الزيارة، قال ما معناه أنّ الهدف هو لطي صفحة الماضي. فُهم أيضاً أنّه كان من المتوقع أن يتبع ذلك اجتماع مصالحة في الرياض يجمع الحريري وأركان «حزب الله»، لكنّ هذه التحية، لم يُرد عليها بمثلها أو بأحسن منها! بل كان هنالك عرضُ القمصان السود ثم استقالة وزراء «حزب الله» والتيار الوطني الحر من الحكومة أثناء لقاء الحريري أوباما. سبق كل ذلك استعلاء من «حزب الله» من خلال تصريح أمينه العام، بأنّه لن يُسلّم المشتبه بهم (واصفاً إياهم بالقديسين) ولو بعد 300 سنة.

كان على «حزب الله»، حرصاً على وحدة البلد واستقراره، أنّ يتلقف مبادرة الحريري الابن، ويقدم على «صلح الشجعان» (أو تجرع كأس السم، كما فعل ملهمه الإمام الخميني في قبوله وقف الحرب مع العراق...)، علماً أنّ الاتهام ليس موجهاً للحزب، بل لأفرادٍ ينتمون إليه. فالحقيقة ستظهر عاجلاً أم آجلاً، وسواء ثبتت إدانة المشتبه بهم ولم يتم توقيفهم، فالمحكمة بحد ذاتها، تشكل رمزاً قضائياً – يرتقي إلى مستوى الحدث-، يحمل في طياته أكثر من معنى، وإذا ثبتت إدانة المتهمين فذلك سوف يُشكل وصمة عار على جبين الحزب، الذي اندحر من النجاح في دحر إسرائيل من الجنوب اللبناني، إلى مستوى الفشل عبر شرك الاغتيالات السياسية. كان من المؤملّ أن يرد «حزب الله» التحية ويعقد (الصفقة «Deal») من خلال إدراكه أنّ عدم تعاونه مع المحكمة الدولية، واستمرار الجدال حول دوره في اغتيال الحريري ومن ثمّ استمرار صراعه مع الأطراف اللبنانية الأخرى حول موضوع المحكمة وقضايا أخرى، هو أكثر كلفة وأكثر وطأةً ليس فقط على البلاد، بل عليه، وعلى الطائفة الشيعية الكريمة. وإلى أن يفعل «حزب الله» ذلك، سيظل طيف الحريري الأب يُلاحق «حزب الله» حتى في خنادقه ومقراته، مذكراً الحزب بما فعل! ولو كنت مكان الحزب، لكنتُ التقيت الحريري الأب، فيوقف آنذاك ملاحقته لي. أما كيف يتم ذلك، فالجواب عند «حزب الله»!

 * كاتب ليناني

 

هل كسب الحريري الرهان؟

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

في لاهاي كان اهتمام الرئيس سعد الحريري منصبّاً على المحكمة، وفقط على المحكمة. مساء اليوم الأوّل لوصول الوفد الإعلامي لمواكبة بدء المحاكمة، التقى الصحافيين في جلسة «أهليّه بمحليّه» وقطع الطريق على أي سؤال عن الحكومة. المحكمة في نظر الحريري هي الأهم، ولكن لا يمكن وَقف البلد في انتظار انتهاء المحاكمات

قال الحريري: "لا أريد التحدث عن الحكومة، بل عن المحكمة"، لكنّ سؤالاً يتيماً وجِّه اليه عن تأليف الحكومة، وكانت الإجابة عليه كافية، لفهم قراره الذي أُعلن عنه بعد يومين، في حديثه الى وكالة "رويترز".

أكّد الحريري في تلك الجلسة مَدّ اليد الى رئيس الجمهورية بإيجابية لتأليف الحكومة، ومَحض الرئيس فؤاد السنيورة ثقته، في عملية التفاوض التي كانت جارية آنذاك، وأوحى بأنّ أيّ حكومة ستؤلّف لن تكون أكثر من حكومة "ربط نزاع". المحكمة في نظر الحريري هي الأهم، ولكن لا يمكن وَقف كل ما يمكن حصوله في البلد في انتظار انتهاء المحاكمات.

وبغضّ النظر عن سوء الإخراج والتوقيت الذي أعلن فيه الحريري موقفه، والذي أدى في ما بعد الى هبوب عاصفة، استطاع استيعابها في مقابلته التلفزيونية، فإنّ جملة اعتبارات ونتائج يمكن استخلاصها من موقفه هذا، الذي سلّط، عن قصد أو غير قصد، الضوء على جملة من الملفات النائمة، التي لم يكن ممكناً رؤيتها عن كثب، لو لم يصدر الضوء الأخضر من الحريري للسير في تأليف الحكومة.

في طليعة هذه النتائج، ما أدى اليه قرار تسهيل تأليف الحكومة داخل فريق "حزب الله". فهذا الفريق الذي اهتزّ بعنف، ولكن بصمت، بعد تفاقم الخلاف بين الحزب والنائب ميشال عون، على "تقريش" المكاسب المتبادلة لتفاهم الـ 2006، بحيث بَدا عون في وضع المغبون، بعد أن قرّر الحزب رفض تعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش، وبعد أن ترك الحزب لرئيس مجلس النواب نبيه بري أن يقارع عون في كل الملفات وأوّلها وليس آخرها النفط، وهي مقارعة تمتد حكماً كما يعرف عون الى الملف الحكومي، والرئاسي، حيث يعرف الجميع أن عون لم يرشحه حلفاؤه مرشحاً وحيداً لفريق 8 آذار، تماماً مثلما يعرف أن رئيس مجلس النواب نبيه بري سيُسارع، اذا نجحت مساعي تأليف الحكومة، الى استنساخ التجربة بمرشّح رئاسي وسطي، وكل ذلك لن ينتظر موعد 25 أيار.

لقد نقلت موافقة الحريري على المشاركة في الحكومة، المشكلة الى فريق 8 آذار. لكنها، وهذا الأهمّ، سلّطت الضوء على الاهتراء الذي بدأ يصيب التفاهم الهجين، وعلى التفاوت في تبادل المنافع الاستراتيجية منها والمصلحية، وإذا كان الاهتزاز الذي عاشته قوى 14 آذار خلال أزمة القانون الارثوذكسي، يمكن وصفه بالخلاف الجوهري الأول الذي أصاب هذه المكوّنات منذ العام 2005، فإنّ ما يجري اليوم في العلاقة بين "حزب الله" وعون، لا يمكن احتسابه الّا في خانة كشف حقيقة التفاهم المصلحي الذي تم توقيعه في كنيسة مار مخايل، حيث بدا أنّ كل الشيكات التي لا رصيد لها دخلت في أوان استحقاقها، ولن تكون محطة 25 أيار خارجة عن هذه الاستحقاقات.

يمكن القول إنّ الحريري دفع ثمناً باهظاً من رصيده الشخصي لتغطية قرار غير شعبي، ويمكن القول أيضاً إنه دفع ثمناً في العلاقة مع حلفائه، لكن قراره تغطية المشاركة في الحكومة بالتشارك مع رئيسي الجمهورية والحكومة المكلّف، الذي أتى بعد انطلاق عمل المحكمة، أدى الى إرباك فريق 8 آذار، والى انكشاف الخلل في العلاقة بين مكوّناته.

وإذا كان من المُبكر الحكم على خطوة الحريري هذه منذ الآن على الأقل في انتظار "الجواب النهائي" لحزب الله بالنسبة الى تأليف الحكومة، فإنّ من الواقعي طرح السؤال عمّا إذا كان الحريري قد كسب رهاناً ثميناً، عندما مَرّ باحتراف في حقل مزروعة بالألغام.

 

ورقة التفاهم بين عون وحزب الله تترنّح أمام رياح التشكيل

كارلا خطار/المستقبل/"لا أحد يفاوض باسمنا". هكذا يقطع وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل الطريق على حليفه كل السبل الآيلة الى إمكان أن يقرر الحزب المسلّح نيابة عن من يحمي له هذا السلاح منذ العام 2006 وربّما قبل، فيما يفاوض باسيل عن كل المسيحيين، ولهؤلاء الحق أيضاً في أن يقطعوا له طريق التفاوض على حقوقهم. مرّت ثماني سنوات على اتفاق التفاهم بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحرّ" ويبدو أن نهاية المسلسل، الخالي من الأبطال، تصل إلى حائط مسدود، والكل مقبل على خاتمة حزينة، أو هي بالأحرى خاتمة الأحزان.

عند هذا الحدّ، صار لزاماً على "حزب الله" أن يعي تحذيرات صهر الجنرال الحليف، فالصهر "سند الظهر"، يشعر اليوم بأنه لم تعد هناك من إمكان للسكوت على ما يقرّره الحزب نيابة على "التيار"، فشهر في وجهه سنَد أسهمه المتراجعة في بورصة التفاهمات. فالوقت ليس مناسباً اليوم للعب بالحقائب أو التبرّع بالمناصب، فالبلد مقبل على محطات متعاقبة من إنتاج النفط، مع كل ما يعنيه استخراج الذهب الأسود من استقرار وعيش هانئ، ولا تتحقّق هذه الشروط إذا ما فاوض "حزب الله" هذه المرة عن "التيار".

ففي العام 2006، قدّم "التيار" الغالي والنفيس لإرضاء "حزب الله". ومرّت العلاقة بالعديد من المطبّات التي ظهر فيها "التيار" وكأنه لم يقدّم الغالي والنفيس لقناعة في نفسه بأن هذا هو الخيار الوطني الصائب، أو هو القرار الذي ترتأيه المصلحة العامة للبنانيين... فالقصة اقتصرت على "النوم في العسل" في كل مراحل المفاوضات السياسية المفصليّة التي تتحكّم بسمعة لبنان ومصير اللبنانيين وإشعال الضوء الأخضر للسلاح غير الشرعي، في المقابل يستفيق "التيار" عند أول مفترق يشعر فيه بأن هناك من سيسلبه حصّته أو أن هناك من يفاوض بالنيابة عنه لتسوية أمر المحاصصة... وكما كان "نهر البارد" خطاً أحمر بالنسبة الى "حزب الله" فإن الحقائب والحصص هي الخط الأحمر بالنسبة الى "التيار". ليس بالحصص والحقائب وحدها يحيا الإنسان... فبين "حزب الله" الذي يستجرّ التنازل تلو التنازل من "التيار" منذ العام 2006، والأخير الذي يطالب بحصص مقابل انبطاحه المستدام، يضيع حقّ المواطن اللبناني بالسلم والسلام وبتلقّيه الخدمات الحياتية اليومية والكماليات، وتطيير المبادئ المنشورة، ويصبح كلام "التيار" ورئيسه عن الدستور والميثاق والقانون مجرّد تنظير وكلام شاعري وعناوين برّاقة وشعارات ملتبسة يسعى من خلالها الى شدّ عصب جمهوره وإعادة توجيه انتباههم الى ما تبتغيه مصالحه ليتبنّاها الجمهور. ففي كل مرة كانت تهتزّ العلاقة بين الطرفين يعود تسليط الضوء على "ورقة التفاهم" ويتم تبادل الاتهامات بين هذا غير الملتزم بها وذاك الذي يخرق بنودها، تماماً كما حصل حين اختلفا في موضوع المياومين في "مؤسسة كهرباء لبنان"، ثم في التمديد لمجلس النواب، ثم التمديد للقادة العسكريين والأمنيين واليوم في الموضوع الحكومي...

قصة المثل المعروف "وافق شنّ طبقة" قد تنطبق على ثنائي متماثل ومتشابه، وليس بالضرورة أن يتميّزا بالفطنة والعقل كما هي حال شنّ وطبقة... إنما يكمن السؤال المحوري في ما إذا كان الطرفان توافقا فعلاً أو ترافقا فقط؟ ويمكن أن ترسو الخلاصة على قاعدة "ترافقوا بس ما توافقوا" على أساس أن العلاقة المبنية منذ "النظرة الأولى" على المصالح الشخصية أو الحزبية الضيقة لا يمكن لها أن تثبت عند الضرورات الوطنية وأن تأخذ بالشروط الميثاقية. إن أبرز ما تميّزت به حكومة بشار الأسد في لبنان هو تعدّد المواضيع الخلافية التي ظنّ "التيار" والحزب أن التفاهم بينهما سيرغمهما على تذليلها... وعلى الرغم من أن الحياة "أخذ وعطاء" غير أن الحليفين "على الورق" صمّما على أن تكون الحياة التي جمعتهما تحت سقف النظام السوري مبنية على الأخذ من دون العطاء، الى أن كاد الأخذ المبني على الأطماع يسلب منهما ما اعتقدا أنه حقّ لهما في ما هو من حقّ الشعب اللبناني فقط.

العلاقة المشتركة بين الحزب و"التيار" جمعتها المصلحة ويبدو أن المصلحة تلك لم تُصلح علاقتهما... تفرّق العشاق، عشّاق السلاح والاجتياح من جهة وعشّاق المناصب والكراسي والحقائب من جهة أخرى. في النهاية لم يضحِّ أي منهما من أجل الآخر لأن في التضحية بذل الذات للآخر، ومعروف أن العلاقة الثنائية الخالية من التضحيات لا تدوم، كذلك فإن السلاح لا يدوم، و"شماعة" الحقوق لا تدوم، واللعب على أوتار الطائفية لا يدوم، وربط الاستقرار بالنفط لا يدوم... برهنت العلاقة بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحرّ" أن ورقة التفاهم من دون غيرها يصحّ فيها القول إنها حبر على ورق، وأن لا الأول يحق له أن يقرر عن الطائفة الشيعية ولا الثاني يحقّ له التفاوض باسم الطائفة المسيحية. أثبتت هذه العلاقة، لأصحاب العلاقة فقط، أن الوطنية وحدها تدوم والتسابق على الخدمة العامة هو ما يجدي... الأدلة كثيرة فهل من يتّعظ؟

 

هل قصفت الطائرات الإسرائيلية شحنة سلاح لـ "حزب الله"؟!

فادي شامية/المستقبل/بما أن الأمر وصل إلى حد الإحراج الشديد؛ فإن السلوك الأوْلى لمن باع وما زال يبيع- شعبه انتصارات وهمية هو الصمت. إنها الغارة السادسة بعد الثورة السورية التي تشنها الطائرات الإسرائيلية على أهداف ثابتة أو متحركة داخل الأراضي السورية، وفق الصحافة العبرية، مع الإشارة إلى أن السياسة الإسرائيلية تجاه هذه الغارات بالذات تقوم على أساس عدم الإعلان مباشرة.

توالي الغارات يؤشر الى حجم الاختراق الأمني من جهة، والعجز عن الردع من جهة أخرى، علماً أنه سبق لأبواق النظام السوري أن روجت في أيار الماضي لسيناريوهات "مرعبة" عن الرد الذي ستقوم به دمشق في حال شنت "إسرائيل" غارة جديدة على أهداف داخل الأراضي السورية. بدوره قال الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله في التاسع من أيار الماضي؛ إن الغارة الإسرائيلية على دمشق هدفها "إخراج سوريا من معادلة الصراع مع العدو الإسرائيلي"، وبما أن الهدف إستراتيجي، فإن الرد وفق نصر الله - سيكون استراتيجياً أيضاً، لا مجرد رمي بضعة صواريخ سورية على فلسطين المحتلة رداً على الغارة الأخيرة. ولهذا الرد، وفق نصر الله، ثلاثة عناوين:

" النظام السوري سيعطي حزب الله سلاحاً نوعياً لم يحصل عليه من قبل".

"إعلان فتح الباب للمقاومة الشعبية في جبهة الجولان".

"جيش النظام "جهّز منصات صواريخ ووجّهها باتجاه أهداف في فلسطين"، للرد الفوري بعد أي غارة جديدة.

في 30 تشرين الأول الماضي نفّذ العدو الإسرائيلي غارة جديدة على موقع سوري يحتوي على صواريخ مضادة للطائرات؛ قيل إن النظام السوري كان ينوي نقلها إلى "حزب الله"، أو أنها كانت في طريقها إليه. تكتمت "إسرائيل" عن الغارة (الخامسة على التوالي في العام 2013)، إلى أن تسرب الخبر عبر محطة (CNN) الأميركية. صحيفة "يديعوت أحرونوت" أقرت بالغارة، ونقلت عن القيادة الإسرائيلية أن تسريب الخبر لم يكن مفيداً.

لم يصدر عقب الغارة تلك أي رد! بالعكس من ذلك؛ أوردت صحيفة "الرأي" الكويتية نقلاً عن قياديين في "حزب الله" (3/11/2013) أن "خط الممانعة يحتفظ بتوقيته هو في الرد وليس بالتوقيت الإسرائيلي، ما دامت الضربة الإسرائيلية لم تستهدف رأس النظام وعقله وأدواته"!.

يوم الأحد الماضي تكرر الأمر، بالتزامن مع موجة تقارير إسرائيلية وتهديدات تتعلق بإمكان حصول الحزب على أسلحة متطورة من النظام السوري، وما لبثت أن نقلت الإذاعة الإسرائيلية خبر "الغارة على منصات لإطلاق الصواريخ الروسية S300في حي الشيخ ضاهر في مدينة اللاذقية"، لكن الإذاعة لم تنسب الخبر إلى المصادر الإسرائيلية وإنما إلى مصادر سورية!.

وأوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن أسباب الانفجارات التي ضربت مدينة اللاذقية "غير واضحة... وأن الجيش الإسرائيلي رفض التعليق"، فيما أوردت صحيفة "هآرتس" أن "قاعدة عسكرية سورية في مدينة اللاذقية تعرضت لقصف من قبل طائرات إسرائيلية." مع الإشارة إلى أن الليلة نفسها، وما تلاها، شهدت تحليقاً مكثفاً لطيران العدو الإسرائيلي فوق مناطق بعلبك والهرمل والحدود السورية.

أياً يكن ما قد حصل، فإن الواضح أن الخطابات عالية النبرة تجاه العدو الإسرائيلي ليست إلا للاستهلاك الداخلي، أقله في هذه المرحلة، وأن "حزب الله" بات مشغولاً بما أسماه أمينه العام مؤخراً صراعاً "وجودياً"؛ هذه الملاحظة المحزنة في جانب، وفي الجانب الآخر حزن على واقعنا المتأرجح بين طغاة وبائعي انتصارات وهمية، وبين عدو يتربص بنا الدوائر!

 

من أجل مقاومة مدنية

فارس سعيد/جريدة الجمهورية

منذ تورّط "حزب الله" في القتال الدائر في سوريا، إرتفع منسوب العنف في لبنان، وبلغ ذروته في جريمة اغتيال الوزير محمد شطح وفي العمليات الإنتحارية التي طاولت مناطق نفوذ "حزب الله"، بما في ذلك السفارة الإيرانية.

ناهيك عن الجرح المفتوح في طرابلس، التي شهدت أبشع الجرائم في صيف 2013، وصيدا التي لا تزال تداوي متعلّقات أحمد الأسير، وكذلك عرسال التي تتعرّض منذ اندلاع الثورة السورية لشتّى أنواع المغامرات والإفتراءات والعنف. تعبّر الطوائف والجماعات كما الأفراد عن قلقها من تردّي الأوضاع الأمنية المتنقّلة. وتقدّم كل جماعة "قراءة" لواقع الحال ومآل الأمور، وفقاً لمنظومة حساسياتها وانفعالاتها وحساباتها "الخاصة"...

فالشعور السنّي بالغبن واضح منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واستهداف قيادات أمنية وروحية سنّية، فضلاً عن استباحة 7 أيار 2008 وصولاً إلى أحداث سوريا. ومن الطبيعي أن تعبّر الطائفة السنّية عن غضبها عندما ترى أنها مستهدَفة من كل حدبٍ وصوب، كما يستسهل البعض رَميَها بالإرهاب رغم الجهود التي تبذلها القوى السنّية في معظم الأماكن: من الأنبار حيث تخوض العشائر وقوى المعارضة مواجهة مزدوجة ضد "داعش" وحكومة بغداد، إلى سوريا حيث يخوض الإئتلاف السوري المعارض معركة على جبهتين ضد نظام الأسد و"داعش" وصولاً إلى حال تيار "المستقبل" في لبنان الذي طلب من أهل السنّة أن لا يكونوا وقوداً في معارك "حزب الله" و"القاعدة". هذا الشعور بالغبن، المتنقّل من بلدٍ إلى آخر، يخلق أزمة حقيقية داخل البيئة السنّية لأنه يولّد بعض التيارات المتشدّدة التي ترفض الذلّ وتعتبر أنّ جهود التيارات "المعتدلة" غير كافية من أجل مواجهة "الآخرين".

من جهةٍ أخرى فإنّ الشعور بالخوف لدى الطائفة الشيعية في لبنان واضحٌ جداً. إذ تتكاثر في الآونة الأخيرة مشاهد الدشم وأكياس الرمل خوفاً من تفجيرات وافدة وغدٍ في مهبّ الريح، رغم الجهود المبذولة من قبل "حزب الله" لطمأنة البيئة الحاضنة، تارةً من خلال تدابير أمنية مكثّفة وطوراً من خلال الإستنهاض السياسي وإيهام الجماعة بانتصارات تتحقق وأخرى قادمة على طريق المفاوضات الإيرانية - الاميركية. والحال أنّ الناس باتت لا تصدّق كل هذه الأمور. وهي تعبّر عن أزمتها من خلال الإلتفاف "القسري" حول "حزب الله"، الذي لا مجال للتفلّت من حالته العسكرية التي "تحميها" في هكذا ظروف، ومن خلال تعبيرها الضمني في المجالس الخاصة عن القلق مما يطالها في افريقيا ودول الخليج، ناهيك عن المواجهة المفتوحة مع السنّة في العراق وسوريا واليوم في لبنان.

أما الشعور بالخوف لدى المسيحيين فيكاد يصبح "متلازمة" أيّ ساندروم. فبعد أن حلّت "ثورة الأرز" الإحباط الذي أصاب هذه الطائفة منذ نهاية الحرب الأهلية، وتمكّنت رموزها وقياداتها من العودة إلى لبنان والخروج من السجن واسترجاع أحزابها التاريخية، دخلت الطائفة المسيحية مجدّداً في حالة من "الإكتئاب السياسي" يصل إلى حدود "النقّ".

المسيحيون يخيفهم المشهد العام، وعن حقّ ينظرون بعين القلق إلى ما يجري من حولهم وينقسمون بين غالبية تعتبر أنّ الأحداث تتجاوزها وتتجاوز قدرتها على التفاعل معها، وعليه هم يمارسون سياسة "الإنسحاب" من الحياة الوطنية سواء في العراق أوسوريا ويكادون يفعلون في لبنان. وهناك أقليّة بينهم تحاول الإحتفاظ بالأمل وروح المبادرة، في بيئة أصبحت تستأنس باكتآبها المزمن!

هذه الأزمات المتنقّلة لا تقتصر على الجماعات. فالأفراد - المواطنون أيضاً في أزمة، سببها الرئيس فقدان قدرة "الدولة"، بمفهومها السياسي والإداري، على تأمين حاجات المواطن الفرد. فالدولة في العراق متعثّرة رغم انسحاب الولايات المتحدة، وفي سوريا حربٌ مدمّرة، كانت ولا تزال تنتج عنفاً وتهجيراً وتشريداً وسجوناً وموتاً ودموعاً، وفي لبنان دولة معلّقة تصطدم منذ العام 1969 بالسلاح غير الشرعي.

في ظلّ هذه الإنقسامات يحاول الجميع، أكانوا سنّة وشيعة ومسيحيين أم دروزاً (هؤلاء اختاروا أيضاً "الإنسحاب" كما المسيحيون)، كلّ واحدٍ بمعزلٍ عن الآخر، تقديم حلٍ لأزمتهم ظنّاً منهم أنهم قادرون على تجنّب العنف من خلال فصل مصيرهم عن مصير الآخر. إنّ تجربة الحرب الأهلية اللبنانية التي امتدّت على مدى 16 عاماً كافية من أجل التأكيد أننا حاولنا جميعاً "اختراع" حلول طائفية لأزماتنا المتنقّلة وفشلنا جميعاً.

فلا "كفرشيما - المدفون" حمت المسيحيين من العنف بل العكس تماماً، دخل العنف إلى كل منزلٍ، ولا "دعم الثورة الفلسطينية" كان انتصاراً للسنّة في لبنان، وبالتأكيد فإنّ تجربة "حزب الله" بالمغامرة تارةً في وجه اسرائيل وطوراً في وجه الشعب السوري لم تجلُب إلى بيئته إلّا الكوارث ولا تعدها إلاّ بالكوارث. إنّ الحلّ الوحيد يكمن في عودة الجميع إلى الدولة بشروط الدولة اللبنانية أي شروط العيش المشترك. والحال أنّ العيش معاً لم يكن يوماً نتيجة اتفاق بين الطوائف، وإنما كان نتيجةً لاستحالة اللاعيش معاً بعد قيام لبنان الكبير. وعليه فإنّ الحلّ الوحيد يكون بتزويد واقع العيش معاً بـ"إرادة العيش معاً"، بدلاً من الهرب سواء إلى الوراء أو إلى الأمام.

وإنّ هذه الإرادة - القناعة هي الأساس الذي تقوم عليه فكرة المقاومة المدنية... ولا حلّ خارج هذه "المقاومة البنّاءة الشجاعة المسؤولة". فلا تراهنوا - أيها اللبنانيون - إلّا على أنفسكم ومعاً. فخلاصكم يكون بكم جميعاً أو لا يكون، ولجميعكم أو لا يكون.

 

الأسد «يلعب» بورقة الكيماوي مجددا

طارق الحميد/الشرق الأوسط

كما كان متوقعا، فها هو نظام الأسد يتلاعب بالمجتمع الدولي، وتحديدا أميركا، حيث لم يلتزم بتسليم ما بحوزته من أسلحة كيماوية ووفق المواعيد المقررة، مما دعا واشنطن إلى اتهام نظام الأسد بالتلكؤ، حيث الواضح الآن أن ليس بمقدور النظام الالتزام بالموعد النهائي لإرسال جميع المركبات الكيماوية السامة إلى خارج سوريا لتدميرها. البيان الأميركي لم يكتف فقط باتهام الأسد بعدم الالتزام، بل إنه ذكر بأن أعذار النظام، والمطالب التي تقدم بها وأدت إلى تأخر التزامه بالمواعيد المحددة هي «مطالب لا تستحق الانتباه وتظهر عقلية مساومة، وليس عقلية أمنية»، وهذا المتوقع بالطبع، وهو ما تم التحذير منه، فنهج نظام الأسد ومنذ وصوله للحكم هو محاولة الانحناء أمام كل عاصفة سياسية تتبع تصرفا إجراميا من قبل النظام، سواء في سوريا نفسها، أو العراق، ولبنان، حيث لا يرفض نظام الأسد القرارات الدولية والمبادرات، بل إنه يوافق ثم يقوم بتفريغ تلك القرارات والاتفاقات، والمبادرات، من محتواها، وفعل نظام الأسد ذلك مرارا منذ اندلاع الثورة، ولا يزال يفعل نفس الأمر للآن، وحتى في «جنيف 2». وكان واضحا منذ البداية أن موافقة الأسد في سبتمبر (أيلول) الماضي على التخلي عن الأسلحة الكيماوية لم تكن إلا لعبة مكنت الأسد من تفادي الضربة العسكرية التي هددت بها الإدارة الأميركية وقتها ردا على هجوم بالغاز السام قامت به قوات الأسد ضد ضواح قرب دمشق في 21 أغسطس (آب) الماضي وقتل فيه ما يزيد على الألف سوري بين نساء وأطفال. وعليه فبعد أن لعب الأسد تلك اللعبة، أي الموافقة على تسليم ما لديه من أسلحة كيماوية، فها هو الآن لا يلتزم، وإنما يريد استخدام ورقة الكيماوي هذه مرة أخرى الآن لمساومة الغرب، وتحديدا واشنطن، وخصوصا مع الضغوط الغربية على ضرورة انتقال السلطة في سوريا. وبالطبع فإن عدم التزام الأسد بمواعيد تسليم الكيماوي لا يقول لنا إن الأسد يتذاكى أو يمارس المساومة وحسب، بل إنه يظهر قناعة الأسد نفسه بأن ليس لدى المجتمع الدولي الرغبة الحقيقية في اتخاذ مواقف جادة لإسقاطه، أو لجم آلة قتله التي لم تتوقف لحظة حتى ووفده يفاوض المعارضة في «جنيف 2». ولذا فإن الأسد لا يكترث الآن خصوصا، وكما قلنا مرارا، إن الأسد لا يؤمن إلا بمنطق القوة، وهو يدرك تماما الآن أن كل التحركات الغربية، وتحديدا تحركات واشنطن، لا تشي بأن هناك أفعالا جادة تدل على الرغبة في استخدام القوة ضده، ومن هنا فإن السؤال حاليا هو: ما الذي ستفعله إدارة أوباما حيال عدم التزام الأسد بتسليم الكيماوي، وتلاعبه ومساوماته، خصوصا أن الرئيس أوباما قد قال قبل أيام في خطاب حالة الاتحاد إن «الدبلوماسية الأميركية يساندها التهديد بالقوة هي السبب في التخلص من الأسلحة الكيماوية» لدى الأسد، فما الذي ستفعله واشنطن الآن مع تلاعب الأسد وعدم التزامه بمواعيد تسليم الكيماوي؟.

 

المالكي والأسد والاستعانة بداعش

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

حدثان متشابهان في بلدين متجاورين، ونظامين متحالفين، وزعيمين على وشك الغروب؛ العراق وسوريا. رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرئيس بشار الأسد، يواجهان نفس المصير؛ الخروج من الحكم، وهما متحالفان في الحرب حيث كرر المالكي بأنه لن يسمح بسقوط حليفه نظام الأسد رغم جرائمه المروعة. وهذه ليست قصتي أو قصدي، بل تشابه الاثنان في ظهور ومحاربة ما يسمى بدولة العراق والشام الإسلامية، المعروفة بـ«داعش». ولا يوجد هناك ما يثير الشبهة في مقاتلة «داعش» كونها إرهابية لولا أنه ترافق ظهورها مع أزمة النظامين، ونشطت في مناطق المعارضة، واستخدمها النظامان، المالكي والأسد، في تأليب الرأي العام الغربي والمحلي، وارتبطت محاربة «داعش» ببقاء الرئيسين اللذين يفترض أنهما في آخر أيامهما في الحكم! المالكي، حاكم شرعي انتخب عبر الصناديق، لكنه لا يريد ترك الحكم وقد بقي شهران فقط على الموعد النظامي لانتخابات البرلمان، التي تحسم رئاسة الحكومة. وحظه في الفوز مستبعد، إن لم يكن مستحيلا. المالكي اليوم بات منبوذا، ومقاطعا من معظم القوى السياسية، بمن فيهم حلفاؤه الذين بأصواتهم صار رئيسا للوزراء قبل نحو أربع سنوات لأنه لم يفز بأغلبية الأصوات. فاز بأصوات الصدريين، والمجلس الأعلى بقيادة عمار الحكيم، والأكراد. الآن بات شبه مؤكد أن الصدريين ومجلس الحكيم صاروا ضده، وبالتالي سيخسر أغلبية أصوات الشيعة. وهو على خلاف مع حكومة إقليم كردستان كذلك، وبالتالي خسر أصوات الأكراد. والأسوأ له أن مرشحيه خسروا بشكل مخجل في الانتخابات البلدية الأخيرة، التي عبرت عن رفض أغلبية الشعب العراقي للمالكي الذي أمضى ثماني سنوات، مزق العراق خلال حكمه بين الفساد والإرهاب. وعندما زار المالكي واشنطن، حذرته الحكومة الأميركية من استخدام ورقة محاربة الإرهاب لإلغاء الانتخابات، كما قالوا الشيء نفسه لأسامة النجيفي رئيس البرلمان العراقي، إنهم يخشون أن يوسع المالكي معركته ضد «داعش» في محافظة الأنبار حتى يعلن تأجيل الانتخابات ليبقى في الحكم! وقد يكون هذا مخطط المالكي، التصعيد باستفزاز العشائر والأهالي في الأنبار بحجة مقاتلة تنظيم «داعش» الإرهابي واستدراج الأهالي هناك في حرب طائفية، ويريد أن يظهر نفسه بقتاله الأنبار، ذات الغالبية السنية، مدافعا عن الشيعة، حتى تتحول أصوات الناخبين من الصدر والحكيم إليه، أي المالكي! وإذا شعر أنه لن يقدر على استمالة الشيعة، خاصة أن الصدريين حذروه صراحة ألا يفتعل معارك «داعش» للفوز الانتخابي. الاحتمال الأسوأ والأرجح، أن المالكي بالفعل سيستخدم المواجهات في الأنبار ضد «داعش» والمسلحين لإعلان حالة الطوارئ، ومن ثم تأجيل الانتخابات، حتى يتجاوز شهر يوليو (تموز)، أي عندما تنتهي فترة البرلمان العراقي وتنتهي معها صلاحياته التشريعية، وبالتالي يصبح المالكي وحده فقط من يقرر متى وكيف الانتخابات بعد عام أو اثنين، ويبقى جاثما على صدر الشعب العراقي. المالكي هنا يستنسخ خطة أسد سوريا. يستخدم «داعش» لتخويف العراقيين وتحذير الغرب، وكل ذلك من أجل البقاء في الحكم. والمالكي، مثل الأسد، ارتباطه بإيران يجعل القصة مكررة.

 

يا حبيبي.. كفى نفاقاً فأنت مَن أشعلت الفتنة!

مصطفى علوش/المستقبل

'إن الحقيقة أمر محسوم، فقد يستاء منها الرعب، ويسخر منها الجهل، ويحرفها الحقد، ولكنها موجودة” (تشرشل)

بعد أشهر من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ظهر الأمين العام لـ”حزب الله”حسن نصر الله في يوم القدس العالمي لينصحنا لوجه الله بأن نحافظ على ذكرى الشهيد الكبير، وأن نخرجها من لائحة الإستثمار السياسي، وبأن نترك القضية 'لأصحاب الدم”، أي آل الحريري. هكذا، وبكل بساطة، فقد استفاد نصر الله من اللحظة الضبابية التي تلت الجريمة، وحاول إقناعنا بقبول مبدأ تحويل قضية اغتيال رجل بحجم رفيق الحريري إلى مجرد مسألة عائلية. في تلك الأيام كانت خدعة 'براءة بيلاطس من دم الصديق” هي السائدة، وكان السائد أيضا حصر الإتهام بنظام بشار الأسد دون غيره. بعضنا كان له شك منطقي بأن مخابرات 'حزب الله” علمت ولو ملحقاً بمن قام بالعملية، وبعض الغلاة منا قالوا بأن جزءًا من 'حزب الله” اخترقته المخابرات السورية شارك في جزءٍ من العملية. كان ذلك زمن البراءة السياسية التي وصلت إلى حد الطوباوية التي حكمت أصحاب الدم الذين رفضوا حتى مجرد احتمال أن يكون لحزب ينضح 'بالقداسة”، أي دور في اغتيال الوالد والزوج والأخ، صديق السيد حسن، الذي شرع المقاومة في حرب 'عناقيد الغضب”، وتكفل بأبناء شهداء مجزرة قانا!.

لم يأخذ أحد منا شريط 'أبو عدس” على محمل الجد حول كون التطرف الإسلامي هو من قتل رفيق الحريري، واعتبرنا أنه مجرد فبركة من مخابرات بشار، ولكننا تأثرنا إلى حد البكاء على مشهد لقاء الرئيس الشهيد مع حسن نصر الله الذي أعادته محطة 'المنار” مرات مكررة. ذهبنا إلى حكومة الوحدة الوطنية الأولى بتلك الخلفية، ولم يدخل الشك إلينا حتى بعد استمرار عمليات الإغتيال بعد خروج النظام السوري، وقلنا إن مجموعات نائمة تركها هذا النظام في مواقع مختلفة هي من تقوم بتلك العمليات 'باحترافية ودقة عاليتين”. الإحترافية والدقة لم تكن من صفات مخابرات نظام تشبه قيادته في اعتباطيتها وحمقها، وهو ما يعرفه اللبنانيون حق المعرفة. حتى نصر الله ذاته كان يتندر عن قصور تلك المخابرات وعدم قدرتها على 'تنفيذ عملية كبيرة مثل اغتيال الشهيد رفيق الحريري”.

عندما استمر نصر الله بالدفاع عن نظام بشار، وانطلاق جماعة آذار في تلغيم مسار المحكمة الدولية، باعتكاف الوزراء في آخر سنة عند طلب الحكومة إنشاء المحكمة، استنتجنا بأن نظام الأسد يبتز 'حزب الله” لكون سوريا مداه الاستراتيجي الوحيد، ووسيلة اتصاله مع إيران، وممر أسلحته الضرورية لمواجهة إسرائيل. يعني ببساطة كنا نخلق له الأعذار تفادياً للصدام المفتوح، أي تفادياً للفتنة.

كان ذلك إلى أن اكتشفت شبكة الإتصالات الإجرامية، واكتشف من خلالها مصادفة أن أحد قياديي 'حزب الله” متورط بقضية الإغتيال. عندما عُرضت القضية على الرئيس سعد الحريري، كانت قناعته في تلك الايام بأن مخابرات الأسد هي التي اخترقت أمن الحزب وجندت عناصر منه للجريمة من دون علم قيادته!. اتصل وقتها 'صاحب الدم” سعد الحريري بنصر الله وأخبره بالأمر ليحذره من اختراق حصل في حزبه. بدأت بعدها مماطلات جهاز أمن الحزب الذي أعلن في البداية أقصى درجات التعاون، ومن بعدها بدأ التشكيك بالمعلومة ثم اتهام من وثّق المعلومات بالتآمر والفبركة، إلى أن أتت حرب تموز، وتوقف بعدها التعاون الظاهري بشكل كامل، وأتت بعدها استقالة الوزراء احتجاجاً على إقرار قانون المحكمة، واحتل 'حزب الله” الوسط التجاري، وجرت في تلك الأثناء عملية اغتيال الرائد وسام عيد، إلى أن حصلت غزوة السابع من أيار ومن بعدها اتفاق الدوحة.

لماذا هذا الكلام؟ لأن خطاب 'حزب الله” من أمينه العام إلى أصغر موظف أو موكل بالكلام عند الحزب، لم يتوقفوا عن اتهام تيار 'المستقبل” بالسعي إلى الفتنة المذهبية. ولو راجعنا بدقة ما سبق لكان واضحاً أن قيادة هذا التيار سعت جهدها على مدى سنوات، ورغم تمادي 'حزب الله” في سلبياته، الى تجنب الفتنة المذهبية من خلال إعطاء الفرص المتوالية للحزب الممثل للطائفة الشيعية لكي يخرج من جريمة اغتيال رفيق الحريري، أو أن يدخل في تسويات وطنية تسمح بالوصول إلى الإستقرار والسلام وبالتالي منع الفتنة المذهبية. كل ذلك كان ممكناً قبل غزوة السابع من أيار، وقبل إعلان قداسة المتهمين باغتيال الحريري، وقبل انقلاب حكومة القمصان السود، وقبل دخول 'حزب الله” إلى سوريا. والواضح أن كل هذه الأفعال كانت من نتاج عبقرية حزب الله، وكل واحد من هذه الأفعال كان قادراً على افتعال الفتنة لوحده. يعني ذلك ببساطة أن أفعال حزب الله هي التي أنتجت الفتنة، ويريد بالبهتان أن ينسبها الى تيار 'المستقبل”!. اليوم يدفع كل لبنان، شيعة وسنّة ودروزاً وعلويين ومسيحيين، ثمن تصرفات 'حزب الله”، ولا يتورع أصحاب هذا المشروع الهستيري عن التمادي في تدفيع الناس بأجمعهم ثمن مغامراته ومؤامراته داخل لبنان وخارجه. إن درب الخروج من الفتنة معروف وواضح، وفيه الخلاص للشيعة ولجمهور 'حزب الله” قبل غيرهم. يبدأ المسار بالخروج من سوريا والتزام إعلان بعبدا كخطوة أولى. المرحلة الثانية تقضي بالذهاب إلى حوار حول كيفية تسليم قرار السلاح للدولة والإلتزام بمنطق الدولة ومرجعيتها الوحيدة. المرحلة الثالثة مؤجلة إلى ما بعد صدور الأحكام في المحكمة الدولية، فإما يتبرأ 'حزب الله” من المرتكبين، أو يعتذر عن حماقة ارتكاب الجريمة ويسلّم المدانين.

 

التفاوض في الوضع السوري أصعب من "النووي"

ثريا شاهين/المستقبل

تعقد الدول الست المعنية بالتفاوض الغربي مع إيران اجتماعات في ما بينها، تحضيراً للقاءات المرتقبة مع إيران، من أجل الإعداد لإطار اتفاق نهائي بين الطرفين من أجل إزالة البرنامج النووي الإيراني. المرحلة المقبلة دقيقة بالنسبة إلى إيران، وما يمكن أن يكون لهذه الاستعدادات من انعكاسات على أوضاع المنطقة وملفاتها المفتوحة, وفي مقدمها الملفان اللبناني والسوري.

في العشرين من كانون الثاني الحالي بدأ العمل بمهلة الأشهر الستة من تنفيذ الاتفاق الأولي الموقّع بين الفريقين، وهو يطبّق الآن بحسب خطة تنفيذية وضعت أخيراً. وعلى هذا الأساس رفعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بعض العقوبات التي كانت مفروضة، وذلك في إطار تبادل تطبيق ما هو مطلوب من كل من إيران والغرب. وسيجري في نهاية الأشهر الستة تقويم ما إذا كان الاتفاق قد جرى تنفيذه بشكل دقيقٍ وكافٍ. والإعداد للاتفاق النهائي مرتبط بصورة أساسية بتطبيق الاتفاق الأولي. فإذا جرى تنفيذه بالكامل سيصار إلى وضع الاتفاق النهائي موضع التنفيذ ويكون بعد ثلاثة أشهر قد تبيّن مسار التنفيذ لكي يتم تزخيم العمل لإعداد الاتفاق النهائي. وإذا لم يتم التطبيق بالكامل، قد يتم تمديد تنفيذ الاتفاق الأولي لأشهر ستة جديدة. وأي خيار لا بد أنه يتوقف على تنفيذ الأولي، لا سيما وأنّ هناك مراقبة غربية إذا ما كان التنفيذ سيتم بشكل سريع وسلس، ومن دون مشكلات.

وتفيد المصادر الديبلوماسية البارزة أن الاتفاق الغربي الإيراني خلق إيجابيات وتهدئة على مستوى الملفات كافة. إنّما المباحثات الغربية الإيرانية لا تزال محصورة بالملف النووي، ولم تتطرّق حتى الآن إلى ملفات المنطقة ولا إلى أي مسألة أخرى. التهدئة موجودة لكن في كل ملف في المنطقة قضايا تفصيلية ومعقدة، نظراً إلى تداخل مسائل عدة. وتؤكد المصادر أن التفاوض في الموضوع السوري أصعب من التفاوض حول البرنامج النووي الإيراني. وهذا ما ينطبق على مسألة الإرهاب التي باتت جزءاً أساسياً من الملف السوري. ورجّحت المصادر، في حال توصل الفريقان السوريان الى اتفاق أو شبه اتفاق أولي، أن تنصبّ الجهود بينهما على ضبط الإرهاب. ذلك أنّه كلما استعرت الحرب السورية كلما كان الأمر مساحة واسعة للإرهاب، وكلما خف الاقتتال الداخلي كلما تراجعت البيئة الحاضنة لهذا الإرهاب، وقد يتم التنسيق بين المعارضة والموالاة في مرحلة لاحقة لمعالجة هذا الملف.

لكن محاربة الإرهاب في سوريا يجب أن يسبقها حل سياسي، ومن ضمن ذلك تكون هناك استراتيجية شاملة ضدّ الإرهاب لأنّ المشكلة الكبرى هي فلتان الإرهاب في سوريا، وهذا يطاول كل دول المحيط من لبنان إلى الأردن والعراق وتركيا، وينطبق ذلك أيضاً على إيران. الإرهاب في لبنان لا يتحرك بحرية كاملة وكذلك في الاردن وتركيا حيث لا مناطق خاضعة له مثلما هو الحال داخل سوريا، ويجري في مناطق سيطرته في سوريا تدريب وإقامة مخيمات وتسليح وبيع نفط مثلما كان واقع الحال في أفغانستان عندما انفرطت مقومات الدولة في بداية التسعينات اثر اتفاق 1992. وتفيد المصادر أنه بغض النظر عن أين أصبح مسار التفاوض الدولي مع إيران، فإنه انعكس إيجاباً على لبنان، ولبنان يشجّع ويدعم أية تفاهمات دولية إيرانية، وسورية سورية وغيرها، إنما الملف الثالث لم يتحرّك بعد. كل المنطقة مربوطة ببعضها البعض، فضلاً عن أنه لدى لبنان لاجئون سوريون، والحل يكون مشتركاً وإقليمياً وليس محلياً. لكن في الوقت نفسه، تستغرب المصادر الربط المباشر بين أي عرقلة لتشكيل الحكومة بتفاصيل في العلاقة الغربية مع إيران، مشيرة إلى أنّ مثل هذا الربط غير واقعي، وأنه إذا وجدت إيران نفسها راغبة في تسهيل ما في ملف ما في المنطقة، فهي ستعمل على ذلك، إنما مسار التفاوض بينها وبين الدول الكبرى لم يتطرّق حتى الآن الى ملفات إقليمية، وإن كانت إيران ترغب في التطرّق إلى مثل هذه الملفات.

 

الحل السياسي في سوريا هو الحل

أسعد حيدر/المستقبل

لا يمكن فصل ما يجري في سوريا عمّا يجري في مصر وتونس. الساحات واحدة، رغم الاختلاف الشاسع في التشكلات والتردّدات المتفاعلة يومياً.

جنيف-2 ليس "الطائف السوري". ما زال إنقاذ سوريا بعيداً، ومعلّقاً على الكثير من الحروب الدامية، التي تشكّل مزيجاً غريباً واستثنائياً، للماضي بكل أحداثه وأساطيره وخرافاته والحاضر بكل دموية المشاركين في صناعته. رغم أنّ جنيف-2 كان مجرّد "صورة" للمشاركين في المأساة السورية ما عدا إيران المغيّبة، و"داعش" القاتلة، فإنّه يشكّل فاصلة مهمّة جداً في المسارات السورية. أهم ما في هذا المؤتمر أنّ الجميع أصبحوا مقتنعين، أنّ الحل هو في الحل السياسي. هذه القناعة لا تمنع رغبة كل الأطراف في تحسين مواقعه، لرفع منسوب مطالبه. لا شك في أنّ القناعة تتعمّق بأن لا مكان لبشار الأسد في مستقبل سوريا. المهم كيفية بلورة هذه القناعة، المترافقة بقناعة أخرى لا يمكن لأحد إلغاء الآخر. مجرّد الكلام عن "قوّة سلام دولية" وميزانية أولية بمبلغ خمسين مليون دولار، يعني أنّ المقترحات تتوالى في الغرف المغلقة والبعيدة عن الأنظار حيث يتفاوض القادرون على حسم الأمور أي الأميركيون والروس. شيء من عالم الحرب الباردة، يطوف في أرجاء سوريا الملعب. أما أبشع ما يحصل في ذلك كله هذا الإصرار من الممانِعين على بقاء الأسد، بعد أن أطاح حتى الآن، كما تقرّ دراسة للإسكوا، بـ37 سنة من التنمية. أيضاً وهو الكارثة الأكبر، أنّ الشعب السوري ليس أكثر من مجموعة "بيادق" يتمّ نقلها والتضحية بها تبعاً لمجريات "اللعبة".  في مصر، حيث يصعد المشير السيسي سلّم السلطة بسرعة كبيرة، فإنّ ذلك لا يمنحه تفويضاً مفتوحاً بلا رقابة. الشباب والمجتمع المدني المصري سيبقيان "نوبة صاحي"، قادران على إسقاط التفويض للمشير الرئيس في الميادين. محاولة "أخونة" ومن ثم "سورنة" مصر، فرضتا تفويض المشير، أي محاولة للعب مع هذا التفويض تعني اللعب بمصيره وبمستقبل مصر. مصر مقبلة على خيارات صعبة والنظام القادم مضطر لأن يسير في وسط حقول من الألغام سواء كانت إرهابية أم اقتصادية. كيفية تعامل النظام القادم مع هذه الألغام المتفجّرة مهم جداً والأهم، كيفية تعامله مع المجتمع المدني الصاعد والنامي بسواعد الشباب في مصر سيظهّر فوراً "خريطة طريقه". في تونس، أثبتت التطورّات، أنّ عوامل ذاتية داخلية, وموضوعية خارجية ساهمت كلها في إنتاج الحدث التونسي الاستثنائي. من ذلك:

* رغم كل ما يُقال عن سلبيات التجربة "البورقيبية" فإنّ أهمّ إيجابياتها، نمو المجتمع المدني المتزاوج مع نشاط نقابي استثنائي على مساحة الوطن العربي. فتح بورقيبة أمام تونس منافذ التطوّر خصوصاً بالنسبة للمرأة والحقوق التي مُنحت لها والتي تبدو حتى الآن الأكثر تقدّماً بالنسبة للمرأة العربية.

* إنّ حزب "النهضة" الإسلامي بزعامة الغنوشي استفاد رغم الحملة القمعية التي تناولته خصوصاً في مرحلة بن علي، من انفتاحه على أوروبا وخصوصاً فرنسا، فأصبح أكثر وعياً إلى درجة أنّه استوعب بسرعة تطوّرات مصر وسوريا، فعمل على تحصين نفسه ومعه تونس حتى لا يسقطا.

خارجياً، فإنّ الضغط الجزائري الأمني لمنع "أسلمة" النظام من جهة والخوف من التجربة الليبية والاستناد إلى التجربة الديموقراطية المعتدلة والبطيئة في المغرب قد دفع التوانسة وخصوصاً "النهضة" إلى الإسراع في تحصين أنفسهم من رياح التجربة المصرية، أي تسلم "لواء" راية السلطة.

وما زالت المسارات أمام هذه الحوادث وغيرها في الوطن العربي طويلة ومليئة بالمفاجآت.

 

بين الانسحاب والانسحاب وضياع البلاد

رضوان السيد/الشرق الأوسط

شهدت قبل أيام ندوة على «العربية» جمعت وزراء خارجية إيران وتركيا والأردن وخبراء استراتيجيين عربا وأجانب. وفوجئت مفاجأة إيجابية بدعوة وزير الخارجية الإيراني ظريف لانسحاب كل القوى الأجنبية من سوريا. بيد أن المفاجأة لم تكتمل لأنه ما لبث أن أدلى برأيين متناقضين في سياق واحد. قال من جهة إن حزب الله اتخذ قرارا ذاتيا بالتدخل في سوريا ولا شأن لإيران بذلك، ثم إن من حق الحزب التدخل دفاعا عن المقدسات الشيعية! وهنا انتقلت مفاجأتي ومفاجأة المشاهدين إلى الوزير التركي الذي كان يؤكد على العلاقات الممتازة بين إيران وتركيا منذ 350 عاما، لكنه لا يستطيع الموافقة على كلام الوزير الإيراني بشأن المزارات والتدخل لحمايتها، وذلك لأن مزار السيدة زينب ليس مزارا شيعيا، والسنة مثل الشيعة في احترامه، وهم الذين بنوه في الأصل، والشعب والدولة في سوريا، وكلنا معهم في الرعاية والحماية، وإلا فلو كان من حق كل أحد يعتقد أن مقدساته تتعرض للانتهاك القيام بتدخل عسكري، لكان من حق المسيحيين الروس والغربيين إرسال الجيوش إلى سوريا، ثم إن قوات الأسد دمرت 1500 مسجد، ومن ضمنها مسجد خالد بن الوليد بحمص، فهل يتدخل أهل السنة من تركيا وغيرها بإرسال الجيوش لحماية المقدسات؟! الكلام العاقل هو ما قاله الزميل ظريف، أولا: انسحاب سائر الأطراف الخارجية من سوريا، ودخول السوريين في مرحلة انتقالية توقف القتل، وتعيد ترميم العلاقات بين الناس والتي دمرها الحل العسكري الذي انتهجه النظام طوال ثلاث سنوات!

إن الظريف أن «الانسحاب» لا يجري الحديث عنه في الندوات، بل في اجتماعات الطرفين السوريين في «جنيف 2» أيضا، لكنه في «جنيف 2»: انسحاب السوريين من بلادهم! ففي الأيام الثلاثة الأولى دار الحديث عن الإنسانيات المتعلقة بإدخال الأغذية والأدوية إلى المحاصرين بحمص، والنظر في شأن المعتقلين عند النظام والمعارضة. وبدلا من أن ينتهي التفاوض بإدخال المساعدة إلى الحمصيين، صار المطلوب والمرغوب: إخراج النساء والأطفال من أحياء حمص القديمة المحاصرة، ليضافوا إلى عشرة ملايين مهجر بالداخل والخارج! وهذا منطق عجيب أفهم أن تفكر فيه المعارضة للحد من هول الخسائر في بعض فئات الشعب السوري، لكن ما الذي يفكر فيه الدوليون والنظام بالفعل؟ هل كان الذهاب إلى التفاوض بجنيف من أجل حل الأزمة وعودة المهجرين، أم هو تفاوض على وقف للنار يسمح بتهجير بقية أهل حمص القديمة منها؟!

إن هذه الشكوك والشكاوى ليست متأتية من الهجاس تجاه النظام السوري، فهو تحصيل حاصل، لكنها متأتية من «جنيف 2» باعتباره المكان الذي اقتاد الدوليون إليه النظام والمعارضة من أجل الدخول في حل للأزمة، يبدأ بوقف للنار، ورعاية دولية للشؤون الإنسانية، وخلال ذلك تنشأ وإن بصعوبة هيئة انتقالية أو حكومة تجمع غير العسكريين والأمنيين من الطرفين، وتعمل على إنهاء الأزمة، وإعادة السوريين إلى بلادهم ومساكنهم، تمهيدا للانتخابات من كل الأشكال، وإعادة للبلاد إلى حالتها الطبيعية بعد أن أدخل عليها الأسد وابنه الدمار والخراب والقتل والطغيان خلال عدة عقود!

ما شعرت بالسخط والذعر واحتقار إنسانية الإنسان، كما شعرت وأنا أشهد على التلفزيون دفن الأطفال الذين ماتوا جوعا في مخيم اليرموك، وكلام عضو وفد النظام في تفسير نص «جنيف 1»، والذي عنى بالنسبة له: «الإبقاء على النظام المدني الديمقراطي» في سوريا كما هو عليه الحال الآن! بحجة أن المقصود من «المؤامرة» الكونية على سوريا إنما هو إحلال حكم الإرهاب، محل دولة التنوير الأسدية! وهذا كلام سخيف وعبثي بالفعل، لكن خطورته تأتي ليس من وجود أناس مستعدين لتكراره كأنما هو حق وصدق، بل تأتي الخطورة من التعب الهائل والفظيع الذي أصاب الشعوب العربية خلال الأعوام الماضية من أربعة أمور: استمرار الأزمة والقتل والتخريب نتيجة استقواء المتسلطين بالإيرانيين والدوليين، مما أحدث ويحدث مرارة ويأسا وانسداد أفق وميلا للاستسلام رغم أهوال التضحيات أو بسببها، وعدم وجود أو بروز قيادات جامعة ومبادرة في بلدان التغيير تملك الشجاعة والقدرة على اجتراح البدائل، وإعطاء الأمل، ويلتف حولها الناس، وميل الفئات الصغيرة والأقليات التي ما شاركت في حركات التغيير للبحث عن سقوف ومظلات أخرى أكثرها خارجي مما يفاقم المخاوف على وحدة البلدان واحترام إنسانية الإنسان، وعودة التطرف العنيف إلى الاندلاع مفيدا من العوامل الثلاثة السالفة الذكر.

إن العقود الماضية من عمر الدولة الوطنية العربية، انقضت على أسوأ ما يكون، بعد أن استولى فيها وعليها العسكريون والأمنيون. وقد كان هم هؤلاء بعد منتصف السبعينات من القرن الماضي: الخلود في السلطة. ولأنهم أقليات إثنية أو دينية أو جغرافية أو عسكرية أو مصلحية، فقد كان همهم تفتيت الأكثريات الداخلية، والاستناد إلى الخارج الذي يبقيهم في السلطة بأي ثمن. ما كان هناك وازع من وطنية، ولا وازع من أخلاق أو رحمة. وحيال هذا السيناريو الذي اتضحت ملامحه منذ أواخر السبعينات، انصرفت الفئات المرتاحة إلى الهجرة أو الانضواء في أكناف التبعية للنظام. وقاوم السياسيون أو المسيسون أكثر، لكنهم تحطموا في النهاية. وما بقي في الشارع غير بعض الشبان الذين جرى توجيههم لمواجهة الأنظمة بالدين. فكانوا في البداية هما عند النظام، ثم صاروا ضرورة لوجوده ومسوغات لبقائه. إن أخطر ما أصاب جمهور الأكثرية المسيس هو تحطم نخبته السياسية والثقافية، والعجز عن البروز والعودة أو اجتراح نخبة أو نخب جديدة إبان اندلاع حركات التغيير. ولذلك كان الجمهور، ولا يزال، يواجه العسكريين والإيرانيين والدوليين باللحم الحي، فيقول له هؤلاء وهم يقتلونه: أين هم روادك لنتحدث ونتفاوض معهم؟! بل إن الأنظمة المنقضية بادرت - إذا صح التعبير - ولزيادة إحباط الجمهور إلى دفع ثلاث مجموعات نحو الواجهة: مجموعة المسيسين المنكسرين بسبب السجون، ومجموعة المثقفين الجالسين في بيوتهم تحت وطأة الخوف والعجز أو الأمرين معا، ومجموعة الشبان الضائعين الذين يعتنقون خطابات وتصرفات المتطرفين السابقين والذين صاروا كاريكاتيرا لهم وحسب!

وهكذا، فإن لدينا وسط الهول الأعظم من القتل والتشريد والإنكار الإقليمي والدولي، انسحابين متلازمين: انسحاب الجمهور من الشارع تحت وطأة القصف والكيماوي والبراميل المتفجرة، وانسحاب المحاصرين من المقاتلين وعائلاتهم من أحياء مدنهم القديمة التي حولوها إلى حصون، إلى خارج بلادهم بسبب فتح «ممرات آمنة» لهم، وحتى لا تموت بقيتهم تحت وطأة الجوع والقصف. وهذا في الوقت الذي يتفاوض فيه حكامهم القتلة مع الدوليين على «إقامة حكم مدني ديمقراطي»، ويا للهول! لا يريد كثير من المحللين اعتبار الموقف يائسا إلى هذا الحد. وهم يشيرون إلى متغيرات كثيرة. أما عندي، فهناك استنتاج لن أخرج منه إلا ببرهان قاطع: لقد كان يقال إن المشكلة الوطنية والقومية تتمثل في أن تعتبر أقلية وطنية مسيطرة نفسها محتاجة إلى ضمانات للأمن والحقوق. وأنا الآن أرى أن المشكلة الأكبر علينا نحن العرب أننا أكثريات في الدين والقومية، فبالله عليكم، أخبرونا بالضمانات التي ينبغي أن نقدمها لحكامنا وجوارنا لكي يطمئنوا إلى خلود ملكهم! وإن لم تعتبروا كلامي جديا، فإن عليكم أيها المنكرون أن تطلعوني على سبب تخريب جامع خالد بن الوليد بحمص! ولله الأمر من قبل ومن بعد.

 

تقويم الجلسة الأولى للمحكمة الدولية الخاصة بـ لبنان:حرفية عالية ووقائع مسندة إلى أدلة مقنعة   

الشراع

نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري: المحكمة أثبتت أن كل كلمة في قرارها الاتهامي لها مسندها من الأدلة

*النائب بطرس حرب معجب باستخدام المحكمة خلال التحقيق عناصر التكنولوجيا الحديثة

*الصحافي فارس خشان: - جملة معطيات مهمة قدمها المدعي العام

*المحلل السياسي خيرالله خيرالله: المحكمة تعمدت عدم الربط العلني بين الجريمة وانتماء المتهمين

- ما صدر عن المدعي العام يكشف البعد الاقليمي للجريمة

- هل دفع الحريري ثمن الدور الذي أداه في التوصل إلى اتفاق الطائف؟

يتابع لبنان والعالم باهتمام وقائع جلسات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وتسلسلها القضائي لأكثر الجرائم الإرهابية الموصوفة في تاريخ لبنان. ويعلّق قانوني متابع لأعمال المحكمة ان عجلة العدالة التي حاول كثيرون وما زالوا يحاولون تعطيلها وكبحها من شدة خوفهم، انطلقت. المحامي فؤاد شبقلو اعتبر انه من السابق لأوانه التعليق على كل الأدلة التي وردت في قرار الاتهام قبل أن نتفحّصها مرات عدة لنجمع الخريطة التي رسمها المدعي العام. ورأى ان الأدلة قوية ومقنعة. ومعروف بأن المرتكبين أرادوا إقحام كل مناطق لبنان في عدائية مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري خصوصاً طرابلس، وشدد على ان الهدف من ذلك هو ((الإيهام))، فمن قتل لجأ إلى الشبهة والتعميات وإلا فما هو الهدف من شراء الهواتف وبطاقات الشحن من طرابلس؟ الصحافي فارس خشان يقول ان ما قدمه المدعي العام في عرض ملفه في اليوم الأول يحمل جملة معطيات مهمة ومنها:

أولاً: قدم بالدليل المستقى من الساعات التي كانت بمعصم رفيق الحريري ومن مرّ عليهم في مجلس النواب وفي مقهى ((الإتوال))، كما في ساعة ساحة النجمة التي انعكست على زجاج سيارة الحريري، تحركات الرئيس الشهيد الأخيرة بالثانية، ليربط بينها وبين تحرك فان الميتسوبيتشي المفخخ، وحركة الاتصالات للمجموعة القاتلة.

ثانياً: جزم بأن المادة المتفجرة التي اغتيل بها رفيق الحريري هي مادة ((آر. دي. أكس)) شديدة الانفجار، وان السيارة فخخت بطنّين منها، (توازي 2500 كلغ من مادة تي. ان. تي) وهي مادة تستعمل في العمليات العسكرية، في إشارة إلى انها تتوافر لدى أنظمة وليس لدى أفراد، وبالتالي فمصدرها دولة مرتبطة بالمجموعة القاتلة.

ثالثاً: أكد ان المجموعة التي اغتالت الحريري محترفة وصاحبة خبرة كبيرة في هذه العمليات، بدليل ان اختيارها للطريق العابرة من السان جورج ليست مصادفة، بل هي خيار، لأن هذه الطريق تكاد تكون مثل واد محاط بجدران، في إشارة إلى ان الطريق تنخفض ليتم ضبطها ببناية سان جورج وبناية بيبلوس التي في مقابلها.

رابعاً: تأكيد بصور لم يسبق ان ظهرت ان الفان المفخخ كان آتياً من الضاحية الجنوبية إلى منطقة سان جورج عبر نفق الرئيس سليمان فرنجية، في هذا النفق أخذت صور للفان، الضاحية الجنوبية التي يظهر بالدليل انها مقر إدارة عملية الاغتيال، ولو حاول المنفذون التضليل من خلال توسل طرابلس لشراء السيارة وشرائح الهاتف الخلوي.

خامساً: الجزم بناء للمعطيات العلمية، بأن التفجير حصل من فوق الأرض، وليس من أي مكان آخر، في ظل محاولات البعض للتشكيك بأصل التحقيق.

سادساً: التأكيد ان دليل الاتصالات على أهميته، توجد لدعمه أدلة كثيرة، تجعل الملف صلباً ولا يرقى إليه أي شك.

سابعاً: كشف لأول مرة سبب ربط ملف النائب مروان حماده بملف الرئيس الحريري عندما قال إن أربعة خطوط من هواتف المجموعة التي اغتالت الحريري أقفلت في أول ت1/نوفمبر 2004، وهو تاريخ محاولة اغتيال حماده.

مواقف من الجلسة

نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري اعتبر ان اليوم الاول من المحاكمة كان مؤثراً، ((وما رأيناه خلاله يبشر بأن العدالة ستتحقق في نهاية هذه المحاكمة، وان الحقيقة ستظهر، وانه ليس يوماً للإنتقام من احد، لكنه يوم الثأر للعدالة))، وأضاف: ((لقد أثبتت المحكمة الدولية ان كل كلمة في قرارها الاتهامي لها سندها من الادلة، وهي نتيجة عمل دقيق ومهني ومذهل، وما نأمله بعد اليوم ألا تبقى وجوه المسؤولين عن الاغتيالات السياسية في لبنان مجهولة ومخبأة، وان لا يطمئن من يتبعون هذا الاسلوب الى انهم سيفلتون من العقاب.

النائب بطرس حرب أكد ان ما سمعه يوم الخميس تاريخ انعقاد الجلسة الاولى اثناء مواكبته أعمالها، يدل على جدية كبيرة جداً في التعاطي مع الملف وفي عرض الادلة التي استند اليها الاتهام. وأبدى حرب اعجابه باستخدام المحكمة خلال التحقيق عناصر عالم التكنولوجيا الحديثة وغير التقليدية، وأشار الى ان ذلك يدخل عالم القانون الجزائي مرحلة جديدة متطورة، تفرض مهنياً احترامها على كل ناظر او متابع لما يجري هناك، وتسقط كل الاتهامات التي تذرع بها بعض الاطراف السياسيين رفضاً للعدالة الدولية.

وأكد حرب ان ((من السابق لأوانه إبداء رأي في المضمون، لأنه لم يتسن لنا بعد الاطلاع على محتوى هذا الملف)).

الكاتب والمحلل السياسي خيرالله خيرالله رأى ان الاهم من كل ما حدث هو ان المحكمة سـمّـت المتهمين ودور كل واحد منهم. وتعمدت عدم الربط العلني والمباشر بين الجريمة والجهة التي ينتمي اليها هؤلاء المتهمون، علماً بأن كل لبناني يعرف كل ما يلزم عن العلاقة بين المتهمين والذين كلفوهم بتنفيذ الجريمة. وكان ذلك دليلاً على ان المحكمة الدولية لا تسعى الى الاثارة بقدر سعيها الى العدالة التي يتعطش اليها اللبنانيون الذين يعرفون جيداً من قتل رفيق الحريري ولماذا قتل بالطريقة التي لجأ اليها المجرمون، ولماذا كانت تلك الوسائل التي استخدمت من اجل تغطية الجريمة وجعل التحقيق يسير في اتجاه معين، اي في اتجاه التكفيريين.

ويضيف خيرالله، اما الامر اللافت في ما صدر عن الادعاء العام، فإنه يتمثل بكشف البعد الاقليمي للجريمة التي استهدفت في نهاية المطاف كل لبنان، وصيغة العيش في لبنان، واقتصاد لبنان ونظامه السياسي، فضلاً عن مدينة اسمها بيروت. وسأل ((هل دفع رفيق الحريري ثمن اعادة الحياة الى بيروت بصفتها مدينة لكل اللبنانيين؟ هل دفع ثمن الدور الكبير الذي أداه في التوصل الى اتفاق الطائف المطلوب إحلال المثالثة مكانه الآن؟)).

ويضيف: ((الجواب، نعم كبيرة، هناك من يريد الانتقام من رفيق الحريري لأنه أعاد الحياة الى بيروت، فالحياة في بيروت هي بداية الحياة في كل لبنان)).

هلا بلوط

تحاشي ذكر ((حزب الله))

تحاشى الإدعاء، خلال الجلسة، في تقديمه للقرار الاتهامي، ان يذكر انتماء المتهمين الخمسة الى ((حزب الله)) كلياً، عندما قدم نبذة عما يجمعهم، فتحدث عن صلة نسب بالمصاهرة بين مصطفى بدرالدين وسليم عياش، وصلة صداقة بين أسد صبرا وحسين العنيسي، وعن صلة طائفية بين المتهمين الخمسة الذين كانوا يعملون في اطار مجموعة لها هرميتها ولديها ممولون.

 

من الشراع مقابلة مع القيادي في القوات اللبنانية ادي أبي اللمع

*لنا الشرف بعرقلة تأليف الحكومة     

*عندما يشعر الفريق الآخر بالضغوط يطالب بالشراكة

*الاستحقاقات ممكن أن تمر من دون شراكة

*هناك ثلاثة مفاهيم يجب أن نتفق عليها وإلا ستتجه الأمور نحو الأسوأ

*هذه الحكومة لن ((تشيل الزير من البير))

*من يقتل في السياسة هو الذي أرسل الطائرة إلى معراب

*المحكمة الدولية تبشر بالخير ولا ((يضحكوا)) على عقول الناس في البيان الوزاري

*لن يدخل لبنان في فراغ الرئاسة الأولى

*في لبنان مواطنون بسمنة ومواطنون بزيت

*14 آذار ليست نزوة بل مبادىء ومفاهيم

يعتبر القيادي في القوات اللبنانية ادي أبي اللمع ان مسألة تشكيل الحكومة يجب ألا تحسم قبل أن يحصل تغيراً في السياسة اللبنانية، خصوصاً فيما يتعلق بالتخلي عن ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة واعتماد إعلان بعبدا والانسحاب من الحرب السورية، وإلا فإن هذه الحكومة لن تحدث تغيراً وسيبقى الوضع على حاله.. وأشار إلى ان من يقتل في السياسة هو الذي أرسل طائرة بدون طيار إلى معراب في محاولة قد تدخل في خانة اغتيال الدكتور سمير جعجع، ولهذا السبب يعوّل على المحكمة الدولية التي تبشر بالخير بسبب المهنية العالية التي تتمتع بها. وبالرغم من الصورة السوداوية التي رسمها أبي اللمع إلا انه يعتبر ان لبنان لن يدخل في الفراغ في الرئاسة الأولى، الاستحقاق الذي يمكن أن يمر من دون ان يكون هناك شراكة.

هذه المواضيع وسواها تحدث عنها أبي اللمع في هذا الحوار.

# ماذا تتوقع للحكومة هل سيتم تشكيلها في القريب العاجل أم لا؟

-يمكن أن تشكل الحكومة ويبدو ان الحديث أصبح متقدماً في هذا الاتجاه، ولكن طبعاً نحن لدينا ملاحظات بهذا الموضوع ورأينا معلوم.

نريد أن نتفاهم قبل ان تشكل الحكومة يعني يجب أن يحصل تغيير في السياسة بشكل فعلي كي نغير للمستقبل أو ربما يتغير موقف 8 آذار/مارس، وعملياً لم يبد حتى الآن أي نية في التغيير على المستوى السياسي.

فالمداورة والتفاصيل التي تم الحديث فيها لا نعتبرها تغييراً في السياسة إنما تفاصيل وليست الموضوع الأساسي فالتغيير في السياسة يكون عبر التخلي عن ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة واعتماد إعلان بعبدا، عندها نشعر انه جرى تغيير في السياسة.

أما ان نعتبر اليوم ان هذه الحكومة بعد كل ما حصل يجب أن تكون قائمة، ولا سيما المشهد الذي نراه في المحكمة من أجواء لا تدل ان هناك فريقاً يعتبر ان هناك مرحلة طويت في السياسة وأصبح هناك مرحلة جديدة.

لذا نحن غير قادرين ان ندخل في حكومة كهذه قبل أن يكون هناك أمور واضحة.

# على هذا الأساس اعتبرتم ان هذه الحكومة هي حكومة ((التناقضات)) كما سماها الدكتور جعجع؟

-نعم لأن التجارب التي حصلت في موضوع الحكومة تجعلنا نعتبرها هكذا، خصوصاً عندما تحدث د. جعجع عن الحصانين اللذين يجران العربة من جهتين واحد يجر العربة نحو الأعلى وآخر نحو الأسفل أي باتجاهين معاكسين، وهذا ما يحصل بشكل فعلي.

يلفتني حرصهم على الشراكة التي يتحدثون عنها في الوقت الذي لم يكونوا حريصين عليها في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي حيث أثبتوا انهم حين يكونون قادرين لا يأبهون لأحد. وعندما يكونون في موقف مضغوط عندها يطالبون بالشراكة.

حرصهم على الشراكة لافت، الشراكة التي لهم مصلحة فيها فقط. فماذا حصل في الحكومات التي كان فيها شراكة حيث كان الوزراء يفتحون هواتفهم للإعلام داخل مجلس الوزراء حيث كان يحصل شجار وشتائم وصراخ، ولا يتخذ أي قرار بأي موضوع، أين مصلحة لبنان وأين حكومته سوف تُصلح أو تؤمن الشراكة للانتقال من مرحلة إلى أخرى.

اي مرحلة هذه هل هي الاستحقاقات؟ الاستحقاقات يمكن أن نقطعها دون شراكة، فنحن نرى بأن هذه الحكومة عندما تشكل بهذه الطريقة سوف تضر لبنان ولن تنفعه.

((خردقة)) المؤسسات

# هناك من يتهمكم بأنكم تعملون على عرقلة تشكيل الحكومة، كيف تردون على هذا الكلام؟

-نريد أن نذكرهم انهم هم من عرقلوا الأمور وشدوا بالعربة نزولاً، ولم يؤمنوا بالشراكة عندما كانت حكومة سعد الحريري التي أسقطوها.

أي شراكة يتكلمون عنها وأي عرقلة، هل نحن من ذهب إلى سورية ليحارب هناك، هل نحن نفصّل المؤسسات على قياسنا، هل نحن من يحاول أن ((يخردقها)) كي تكون تحت إمرتنا، هل نحن من يحمل السلاح في لبنان؟

ماذا نعرقل في لبنان؟ هل الحياة الجميلة التي نعيشها أو الحياة السياسية التي تؤمن استقرار اللبنانيين.

فليشرحوا لي ما هو الشيء الجيد الذي حققوه ونحن نعرقله.. ماذا تعني العرقلة؟ هل إذا أردنا الأفضل للبنان نكون قد عرقلنا. فإذا لم نقبل الدخول في المتاهات التي سبق ودخلنا بها ولم تؤد إلا إلى كوارث في لبنان على مستوى الاداء الحكومي، نكون عندها قد عرقلنا.

فلماذا تناسوا الشراكة منذ عامين أو ثلاثة أعوام واليوم تذكروها.. كانوا ضاربين هذا الأمر عرض الحائط ولم يأبهوا لهذا الأمر ويحكمون البلد كما يريدون. فالبلد حينها كان بلا فصيل أساسي حتى ان الحكومة لم تكن على مستوى التوزيع المذهبـي والطائفي واعتبروا انهم قادرون على تأمين السقف لهذه الحكومة واستمرت حتى اليوم. هذا الأداء العظيم الذي نعرقله، إذاً لنا الشرف في ذلك.

فهل يعتبرون اننا نعرقل ما هو إيجابي قادم إلى لبنان، فحتى الآن لم يظهر شيء جيد ولا يبدو ان هناك بوادر إيجابية، لأن هذه البوادر تبدأ من خلال أدائهم.

من هنا عليهم أن يغيروا أداءهم ويتخلوا عن سلاحهم لمصلحة الدولة اللبنانية والجيش.. هم من عليهم الانسحاب من سورية بعد ان تكلموا عن النأي بالنفس وبعدها ذهبوا إلى سورية للقتال. وما زلنا حتى الآن نتكلم عن النأي بالنفس.

نحن نقاطع السلاح غير الشرعي والقتال في سورية والاداء الحكومي والفساد المستشري الذي شهده لبنان.

دولة حزب الله

# لديك صورة سوداوية عن لبنان، ما السبب، هل تعتبر ان الأمور تتجه نحو الأسوأ؟

-اعتبر انه طالما ان هناك ثلاثة مفاهيم لم يتم التوافق عليها الأمر سيبقى هكذا وهذه المفاهيم هي:

*مفهوم الدولة وكيفية إدارتها وكيفية قيامها. نحن لسنا متفقين عليها، في لبنان هناك دولتان: الدولة اللبنانية ودولة حزب الله. حزب الله مسيطر على دولة ومتمكن من الأخرى.

*في لبنان ليس هناك مواطن بنجمة ومواطن بغير نجمة. فاللبنانيون ليسوا متساوين في حقوقهم وواجباتهم. نشعر ان هناك أناساً بسمنة وأناساً بزيت لا يعقل ان يوضع انسان في خانة الاتهام والتخوين وأناس لديهم درجة عالية وراقية لا يمكن لأحد أن يقبل بالعيش هكذا.

وضع لبنان ساحة إقليمية لفض المشاكل واستعمالها وإدخال لبنان في معارك سواء كانت عبر ما يحصل في سورية أو لبنان. فنحن نتكلم عن تحييد لبنان.

وهذه المفاهيم الثلاثة لم نتفق عليها حتى الآن.. فليقولوا لنا أي من هذه المفاهيم هم مستعدون كي يحسنوها.

فالكرة في ملعبهم لأننا أعلنا عن نوايانا. نحن مستعدون للشراكة ولكن على الأقل يعطونا شيئاً من هذه المواضيع الثلاثة.

# يتردد ان هناك مشاكل بينكم وبين تيار المستقبل حول تشكيل الحكومة، ولا سيما ان تيار المستقبل قد حسم أمره بهذا الموضوع؟

-لا أبداً لا يوجد مشاكل بيننا وبين المستقبل. علاقتنا بهذا الموضوع كالتالي: ان المبادىء والمفاهيم التي بنيت عليها 14 آذار/مارس ما زالت كما هي ونحن والمستقبل متمسكون بها.

وفي هذا الموضوع لا يوجد أي شائبة أو خلاف ولكن ربما في الحكومة لن نشارك والسبب لا يعود إلى خلاف مع حلفائنا لا بل على خلاف مع أخصامنا في 8 آذار/مارس لأننا نعتبر انه في السياسة لم نحصل على شيء. بالنسبة للمفاهيم العامة ونظرتنا إلى لبنان نحن وتيار المستقبل واحد.

14 آذار وطائرة معراب

# كيف تصف وضع 14 آذار/مارس.. هل التنسيق مستمر بين قياداتها؟

- طبعاً التنسيق قائم ومبني على المبادىء التي اتفقنا عليها وغير مستعدين للتخلي عنها وناضلنا سوياً 9 سنوات، ومستعدون لنستمر لأن لبنان بحاجة إلى 14 آذار/مارس، و14 آذار ليست نزوة بل هي مبادىء ومفاهيم وثوابت ناضلنا ودفعنا الدم لأجلها وماضون فيها. طبعاً هناك لقاءات علنية واخرى غير علنية بسبب الاوضاع الامنية، فبالأمس دفعنا الثمن غالياً باستشهاد د. محمد شطح.

# فيما يتعلق بالوضع الامني والاغتيالات التي تحصل، هل تخشى من ذلك ولأي مدى تتخذ احتياطاتك؟

-مثل كل الناس نتخذ الاحتياطات، فالمستهدف الاول هو د. جعجع. تكلمنا عن طائرة كانت تحوم فوق معراب، ومنذ عامين تعرض د. جعجع لمحاولة قتل بعد مراقبة له على مدى اشهر الى ان نفذوا هذه المحاولة التي فشلت.

ما يزالون يراقبون ويطيرون طائرات فوق معراب، لأننا فريق لن يكون موقفنا مع الفريق الآخر الا بعد الحصول على تفاهم سياسي معه، نحن ذاهبون الى ابعد من ذلك ونريد اموراً ملموسة يمكن ان تقدم قيمة مضافة الى البلد كي نحصل على الاستقرار وتتحسن أمور الناس.

الناس تظن ان هذه الحكومة سوف ((تشيل الزير من البير))، انا اقول لهم لا، انها لن تقدم الاستقرار لأن الناس كلها تعيش في اللااستقرار بسبب الانغماس في حرب سورية والسلاح غير الشرعي. والامور الاقتصادية تتراجع بسبب عرقلتهم للحكومات التي تشكل.

# هل لديك معلومات عن الطائرة التي حلقت فوق معراب؟

-هذا الموضوع ليس لدي تفاصيل حوله وليس في اطار عملي وهناك أناس معنية بهذا الموضوع.

# من المسؤول عن ذلك؟

-الجهة التي حاولت اغتيال جعجع من قبل والتي تغتال في لبنان، وهي الجهة التي تمارس القتل السياسي كي تتقدم في السياسة، من يقتل في السياسة يكون لديه هدف سياسي في البلد، من يُقتل هو من 14 آذار/ مارس ومن يقوم بذلك ولا اريد ان أسمي فهناك محكمة تتكلم وهناك طرف لديه مصلحة بذلك.

لذا القاتل له مصلحة سياسية في قتلنا.

# هل يمكنك ان تسمي هذا الفريق؟

-لا اريد الدخول بتسميات، ولكن الفريق الذي يقوم بذلك هو قادر على ذلك بشكل فعلي، اليوم يحاولون ان يستخدموا وسائل اكبر وهي الطيران، فالموضوع ليس عبارة عن مجموعة صغيرة تقوم بهذه العمليات لا بل طرف ذو وزن.

# أشرت الى ان الاحداث الامنية التي تحصل في لبنان سببها انغماس حزب الله في الحرب السورية، ولكن هناك قرى لبنانية لا يوجد فيها مؤيدون لحزب الله ومنها قرى مسيحية وسنية تتعرض لسقوط صواريخ وتفجيرات، كيف تفسر ذلك؟

-هناك مسؤولية يتحملها حزب الله الذي جر لبنان الى الاتون السوري، ما يجري في سورية هو جريمة ضد الانسانية.

هناك نظام اصبح ملطخاً بالدماء ومسؤولاً عن المجازر في سورية، وهذا الامر ليس عبارة عن حرب عابرة لا بل شيء كبير، فالإجرام الذي نشهده وعدد الضحايا والشهداء اصبح مخيفاً، من يجر لبنان الى هذا الاتون لا يحسب عواقب ما يقوم به. لذلك هناك طرف لا يعنيه لبنان كي يذهب الى هكذا حرب. من هنا اصبحنا نشعر بترددات ذلك من تفجير سيارات وقصف مناطق لبنانية حدودية واتهامات.

فمجزرة عرسال ليست مسألة بسيطة وسهلة، حتى اصبح هناك سوء توصيف لما يجري والناس اعتادت على ذلك.

# هل تشعر ان لبنان يتجه نحو الفراغ الرئاسي؟

-ليس بالضرورة، فالشراكة بالفعل وان لم يكن هناك شراكة فعلية نعتبر ان هذا الامر يفترض ألا يحصل. لذا هناك حلول عديدة وممكنة تجنبنا الفراغ.

المحكمة الدولية

# كيف تقرأ الادلة التي قدمتها المحكمة الدولية على تورط المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري؟

-المحكمة الدولية تبشر بالخير من حيث مستوى المهنية في عرض الامور. فالوقت الذي مر طويلاً دليل على العمل الدقيق، وهذا الامر أربك بعض الفرقاء بعد ان رأوا كيف ذهبت الامور الى أبعد من ذلك، يبدو ان المحكمة واعدة لكشف الحقيقة فيما يتعلق بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

# هل تعتبر البيان الوزاري هو سبب عدم موافقتكم على تشكيل الحكومة، وبحال النفي، هل يمكن ان يقف عائقاً امامكم؟

-اذا كان البيان الوزاري ليس على ذوقنا قلنا اننا نريد الاتفاق حول هذه المواضيع، ومنها موضوع التخلي عن ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة وتبني اعلان بعبدا. فلا يقولوا لنا ان اللغة العربية مليئة بالمفردات وبالتالي بالامكان ايجاد صيغة فلا يضحكوا علينا وعلى عقول الناس. هذه الامور لا يمكن ان تمر علينا هكذا.

# فيما يتعلق بالوضع السوري، ماذا تتوقع له؟

-هناك حتمية سقوط النظام، مهما استلم السلاح وتلقى الدعم لن يستمر بالعودة الى الديكتاتورية والظلم. برأيي لا عودة الى الوراء ولكن المسار صعب جداً، فالقوى الاقليمية والدولية تساعد النظام بقوة وشراسة ومع ذلك لا نستطيع ان نغير النظام، فلم نعد بزمن الجبارين، الجبار الذي يقتل نصف الشعب حيث كان في عهد الشيوعية يضطر اي ديكتاتور الى ان يقتل نصف الشعب في البلد كي يحافظ على قوته.

# هل تتوقع ان تتجه سورية نحو التقسيم؟

-حتى الآن لا يبدو ان الامور تتجه بهذا المسار لأنه لا يوجد مقومات خصبة، ومع ذلك لا يمكنني ان اقول ماذا سيحصل وان كانت ستحل الامور ولكن الموضوع بحاجة الى وقت وسيتطلب الموضوع المزيد من الشهداء..

حوار: فاطمة فصاعي

 

زهرا لـ"النهار": فكّرنا كثيراً في إمكان الاستمرار مع "حزب الله" في المجلس لا مشاركة معه في سلطة واحدة ما دام يجرّ البلد إلى الحروب الإقليمية

النائب زهرا: التسوية الحكومية مقدمة لعدم اجراء الانتخابات الرئاسية. (اميل عيد)

مي عبود ابي عقل/النهار

منذ البداية اعلنت "القوات اللبنانية" عزوفها عن المشاركة في الحكومة الجامعة، التي تمر ولادتها بمخاض عسير قد يودي بها، وطرحت فكرة الحكومة الحيادية التي تعتبرها غالبية القوى السياسية، في العلن، مشروع مشكل يهدد البلد، وإن كانت تهمس في السر، انها قد تكون "الخرطوشة" الاخيرة التي يمكن اللجوء اليها.

- ما الفائدة من عدم مشاركتكم في الحكومة سوى "قطف" الشعبية المسيحية؟

- الفائدة الاساسية هي ان نكون منسجمين مع طروحاتنا وصادقين مع انفسنا، وان لا نقبل بتحويل الحياة السياسية اللبنانية مجرد تقاسم مراكز سلطوية، كذلك لسنا في وارد الاستسلام لنتحول جزءا من التركيبة السياسية التقليدية، وهذا لا يؤثر سلبا ولا ايجابا. ولأن هذه التركيبة الحكومية، كما تطرح، تتنافى مع كل ما طرحناه في قوى 14 آذار و"القوات اللبنانية"، من ضرورة العودة الى الدولة بشروط الدولة، اي ان نعود ونقيم ائتلافا بين المؤمنين بالدولة والساعين الى قيامها، ومدمرين لمؤسسات الدولة، فقط من اجل ادارة الازمة، فاعتبرنا ان هذا لا يعنينا بشيء.

قبل تشكيل الحكومة كان الشعار اولا الانسحاب من سوريا، ثم رحنا الى نقطة اعلانهم التزام "اعلان بعبدا" الذي شاركوا في وضعه، فنعتبر ذلك التزاما سياسيا لعدم الاستمرار في الوجود في سوريا ويكفي كمرحلة اولى لتشكيل حكومة مشتركة، وعدم التمسك بما يعتبرونه تشريعا لسلاحهم تحت شعار "جيش وشعب ومقاومة". واعتبرنا ان اعلان النيات كاف لنعود ونجلس ونتكلم معا. حتى هذا رفضوه، فقررت "القوات اللبنانية" عدم المشاركة، وهذا ليس لعبة مزايدة سياسية، ولا تذاكيا، بل انسجام مع المبادئ المطروحة والاهداف المطلوبة واحترام للذات.

- هل البقاء خارح الحكومة هو الحل؟

- هذه الحكومة يجب ان تكون انتقالية موقتة، لاننا على مشارف انتخابات رئاسية. وامتناعنا عن المشاركة ليس طوباويا، بل هو امتناع مع توصية وتمنٍّ ان تشكل حكومة تستطيع ان تحكم. للناس شؤون ضرورية وملحة، ولا يمكن ان نبقى من دون حكومة، وهم بحاجة الى حلحلة الوضع الاقتصادي. الوضع الأمني ليس مرتبطا بالحكومة او عدمها، فالصراع الحاصل في سوريا والممتد الى لبنان لا يقيم وزنا اذا كان ثمة حكومة أو لا، أو من يشارك فيها، اذ هناك تكفيريات تصارع بعضها في سوريا وعلى الارض اللبنانية، ونذهب نحن وقودا وضحية لهذا الصراع، ليس كمسيحيين بل كلبنانيين. فليأتوا بفريق عمل يستطيع ان يقدم شيئا للناس. ماذا يمكن ان تؤمن حكومة التناقضات والصراعات والخطوط المتوازية التي لا تلتقي، باعتراف الجميع؟ لا شيء ايجابيا. انها فرصة ليحسّن الشعب اللبناني وضعه الاقتصادي والمعيشي والسياحي وغيره، وهم يتسببون له باحباط اضافي. لن نشارك في حكومة تعيد جلوس الاضداد مع بعضهم، من دون تفاهم على الحد الادنى انطلاقا من "اعلان بعبدا"، الذي ليس مجرد تحييد للبنان، بل هو توصية لاقرار استراتيجية دفاعية، بناء على ما اقترحه رئيس الجمهورية، وحل لثلاثية "جيش وشعب ومقاومة"، ولوضع السلاح في اطار الشرعية اللبنانية وتحت سلطتها، وهو الحل الفعلي للمشكلة اللبنانية التي تكمن في السلاح ودوره، في الخارج وفي الداخل. اذا تم الاتفاق السياسي على هذا الاساس، فلا مانع من المشاركة، مع معرفتنا ان هذه الحكومة لن تؤدي الى حلول، ونصيحتنا الدائمة منذ شهور هي الذهاب الى حكومة الممكن والواقع.

3 اسابيع من الحركة المكوكية للوسطاء، وكلام عن الحصص، وكأن مصير لبنان والمسيحيين كله متعلق بحصة وبحقيبة معينة، الامر الذي حاولنا ان لا ندخل فيه، وقلنا منذ البداية لا لهكذا حكومة، بغض النظر عن التفاصيل. لا ندري من اين جاءت الشروط، رغم انه كان ثمة تفاهم لينطلقوا بهذه الحكومة، وحلت العقد ليتبين لاحقا ان فريق 8 آذار ورط فريق 14 آذار باستدراجه للتنازل عن كل ما يمكن لدخول الحكومة، ليقول له لاحقا نحن لسنا متفاهمين بعد وعندنا اطراف يجب مناقشتها. وتوقفت الامور عند هذه العقدة.

خطان لا يلتقيان

- ماذا لو بقي "حزب الله" لسنوات في سوريا، هل تبقون خارج الحكومات؟

- نعم، ولا مشكلة لدينا في ذلك. لكن السؤال: هل يبقى البلد اذا بقي "حزب الله" سنوات في سوريا؟ الانسحاب من سوريا جزء من سياسة يجب التزامها من اجل احترام سيادة لبنان، لذلك قلنا فليلتزم الحزب "اعلان بعبدا" كاعلان نيات سياسي.

- لكنكم تجتمعون معا في مجلس النواب، وتلتقون في اللجان النيابية وتضعون المشاريع وتتفقون على القوانين. هل يتوقف الامر على المشاركة بوزير في الحكومة؟

- مجلس النواب معطل حاليا، وهو غير مرشح للعودة الى نشاطه قبل حل هذه المسألة. وبعد التمديد له توقفت الامور عند جدول الاعمال وهو رأس جبل الجليد الطافح على السطح. هناك تعطيل لكل المؤسسات في لبنان، ومصلحة "حزب الله"، ليسهل مشروعه بوضع اليد على البلد، ان تكون المؤسسات معطلة وغير منتجة، بخلاف ما يعلن. نحن في ازمة فعلية في البلد. العلاقة بين قوى 8 و14 آذار تسير على خطين متوازيين لا يلتقيان. يجب ان يحصل تغيير في الاتجاهات. اذا ظل "حزب الله" يجر لبنان الى الحروب الاقليمية، فلسنا قادرين على ان نكون شركاء معه في سلطة واحدة. من ناحية اخرى، فكرنا كثيرا: هل يجب ان نستمر معهم في مجلس النواب؟ هم مصرون، وعلى لسان اعلى مرجع في الحزب السيد حسن نصرالله، انهم ليسوا جناحين: حزب سياسي وجناح عسكري. ونحن ندرك انه حزب عقائدي وعنده اعلاناته السياسية وكتبه وادبياته وخطابه. ولكن اذا تخلى هذا الحزب السياسي المسلح عن السلاح وعن استعماله للغلبة السياسية، فنتعامل معه مثله مثل بقية اللبنانيين بالوسائل السلمية، لكنه ما دام حاملا السلاح، فلا يمكننا ان نشاركه العمل السياسي.

- تصرون على الاعتراف بـ"اعلان بعبدا"وتطبيقه، وانتم الفريق الوحيد الذي لم يوقعه. كيف؟

- هذا يظهر حسن نيتنا. نحن نعتبر ان الحوار غير مجد لأن "حزب الله" يتفلت ويتهرب من كل الالتزامات بالحوار، ويعمل حساباته لكل مرحلة بمرحلتها. "اعلان بعبدا" الذي مر مصادفة، لأن الحزب لم يمانع في حينه ولم يكن يتدخل مباشرة وعلنا بالحرب السورية، ثم عندما قرر التدخل بشكل كامل عديدا وعتادا صار يناقض مصالحه فتبرأ منه، نرى فيه ايجابية، لأنه يؤكد مرجعية الدولة، وضرورة ضبط الحدود بين لبنان وسوريا، وتحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية وخصوصا الصراع في سوريا، وضرورة اقرار الاستراتيجية الدفاعية التي اقترحها رئيس الجمهورية على طاولة الحوار، ولم يتعامل معها المعنيون بالسلاح بجدية. وكان الدكتور جعجع سبق ان اقترح، قبل آخر جلسة حوار شارك فيها، ان احتفظوا بسلاحكم ولكن لا تستعملوه الا بأمر من الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني، لكنهم رفضوا هذا الكلام. هؤلاء الجماعة لا يتعاملون بجدية مع سيادة الدولة اللبنانية، وعندما يعلنون نيتهم التزام سيادة الدولة الفعلية، لا يعود من مشكلة معهم.

الاستحقاق الرئاسي

- يربط "التيار الوطني" بين تشكيل الحكومة والاستحقاق الرئاسي، ويطلب ضمانات لاجراء هذا الاستحقاق. ما رأيكم؟

- لم يبادر احد الى الكلام على الاستحقاق الرئاسي وحتمية اجرائه في موعده من دون شروط وتسويات مفروضة من الخارج على لبنان قبل "القوات اللبنانية". لا نقاش حول ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية في مواعيدها كحق شرعي ودستوري واخلاقي ومبدئي وقانوني لكل اللبنانيين، وخصوصا المسيحيين، الذين يعتبرون هذا المركز من حصتهم. بالنسبة الينا هذه اولوية مطلقة. اذا جرت اليوم تسوية على هذه الحكومة، وكانت هناك رعاية او عدم ممانعة اقليمية ودولية لها، نخاف ان تكون هذه التسوية مقدمة لعدم اجراء الاستحقاق الرئاسي، باعتبار ان الجميع مشاركون في الحكومة، الى حين حلول الظروف التي تلائمهم.

* وهذا ما يقوله ويخشاه التيار ايضا؟

- هم يقولون اعطونا حصة لنحل مكان الرئيس. نحن نقول شكلوا حكومة حيادية ليضطر الجميع الى الذهاب الى انتخابات رئاسية لأنهم غير موجودين في السلطة. هذا هو الفارق بيننا وبينهم. بالنسبة الينا الحكومة الحيادية ضمان لاجراء الانتخابات الرئاسية، بينما حكومة توزيع الحصص مقدمة للقبول بالفراغ وأنه في الامكان تحمله ما دام الجميع حاصلين على حصتهم. هناك فارق في الطرح.

- هل تؤيدون طرح اجراء انتخابات رئاسية مبكرة؟

- من يحترم الدستور عليه ان يحترمه بكل بنوده، ولا يقرب المواعيد. لسنا في حالة حرب، ومفروض علينا احترام الدستور، وأن تبدأ الانتخابات في 25 آذار وتنتهي في 30 آذار على الاكثر، والمواظبة على عقد الجلسات حتى انتخاب رئيس.

- البعض يخشى ان تسري المداورة في الحكومة على بقية المناصب والمواقع.

- هذا الطرح غير صحيح. اتفق على المداورة في التسوية التي تم التفاهم عليها من اجل تشكيل هذه الحكومة، ومن وصل الى هذه التسوية مسؤول عن تطبيقها، وإلا يكونون ينسفون تسوية هم ساهموا فيها. اي عندما يكلف الرئيس بري ان يتفاوض مع رئيس الحكومة المكلف ومع فريق 14 آذار على شروط محددة لتسهيل تشكيل الحكومة، ويوافق الفريقان على طرح اعلنه رئيس الحكومة المكلف منذ اول يوم لتعيينه وهو المداورة في الحقائب، يصبح من يصرّ على عدم تطبيق هذا المبدأ، مسؤولا عن العرقلة، ومن يسايره ويقف عند خاطره ويرى كيف يرضيه، مسؤولا اكثر.

كل ما يحصل يؤكد وجهة نظر "القوات اللبنانية" ان المشكلة لا تكمن هنا، بل في ان بسبب وجود السلاح وهيمنته في هذا البلد، ليس ممسوكا قانونيا ودستوريا بشكل جيد، وبالتالي تحولت الوزارات حسابات للاستفادة منها. الحصص طائفية نعم، لكنها لخدمة كل الناس وليس لخدمة الطوائف، وإلا وفق هذا المنطق، لا اعود اقبل انا المسيحي الا بالوزارات التي تقرر سياسات الدولة الداخلية والخارجية والمالية و"يصطفلوا" بالباقي. السلاح هو المشكلة، ويرتب هذه الازمات، ويسمح في الوقت نفسه بحماية مصالح خاصة معيبة بحق الجميع.