المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 23 كانون الثاني/2013

 

انجيل القديس يوحنا 15/18 حتى 27/العالم ويسوع

إن أبغضكم العالم، فتذكروا أنه أبغضني قبل أن يبغضكم. لو كنتم من العالم، لأحبكم العالم كأهله. ولأني اخترتكم من هذا العالم وما أنتم منه، لذلك أبغضكم العالم. تذكروا ما قلته لكم: ما كان خادم أعظم من سيده. فإذا اضطهدوني يضطهدونكم، وإذا سمعوا كلامي يسمعون كلامكم. هم يفعلون بكم هذا كله من أجل اسمي، لأنهم لا يعرفون الذي أرسلني. لولا أني جئت وكلمتهم، لما كانت عليهم خطيئة. أما الآن، فلا عذر لهم من خطيئتهم. من أبغضني أبغض أبـي. لولا أني عملت بينهم أعمالا ما عمل مثلها أحد، لما كانت لهم خطيئة. لكنهم الآن رأوا، ومع ذلك أبغضوني وأبغضوا أبـي. وكان هذا ليتم ما جاء في شريعتهم: أبغضوني بلا سبب. ومتى جاء المعزي الذي أرسله إليكم من الآب، روح الحق المنبثق من الآب، فهو يشهد لي. وأنتم أيضا ستشهدون، لأنكم من البدء معي.

 

عناوين النشرة

*تجمع لبنان الدولة/إطلالة بحاجة إلى الكثير من التوضيح والشفافية/الياس بجاني

*من مأساة الدامور إلى ملهاة قانون الإنتخاب/بقلم/رئيس تحرير إذاعة لبنان الحرّ أنطوان مراد

*جديد التزوير لدى "حزب الله": ملف علي ياغي

*سلاح قبل الانتخابات/علي حماده/النهار

*المخيمات واليونيفيل والإغتيالات وقصف إسرائيل أوراق متاحة.. الخيار الأمني للأسد في لبنان مرهون بموافقة إيران وحزب الله

*خفض رواتب في حزب الله؟: العاصفة أصابت شبكة إتصالات الدويلة بأضرار

*مسؤول حكومي إيراني ومحجّبة في وضع مخل بالآداب! (شاهدوا الفيديو)

*سفينة عُمانية رست في بندر عباس و"الحرس الثوري" مجدداً: أمن الخليج في يدنا

*استمرار حملة الفجور ضد العدالة والمحكمة الدولية

*المحكمة باطلة ولن نصمت/ابراهيم الأمين/الأخبار

*مروان حماده يحمّل "الأخبار" والأمين مسؤولية تهديده ونقيب الصحافة يستنكر "التحريض الصريح عليه"

*القوات استهجنت تهديد احد الصحافيين للنائب حماده في مقالته

*جمعية إعلاميون ضد العنف استهجنت تهديد حمادة بالقتل

*الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع اليوم و «حكومة المستوطنين» على الأبواب

*انتشال جثتي ارهابيين من كندا بين مجموعة اعتداء الجزائر

*37 اجنبيا وجزائري واحد و29 ارهابيا قتلوا في اعتداء الجزائر

*الاتحاد الاوروبي اقترح مؤتمرا دوليا حول مالي في 5 شباط

*باريس اكدت استعادة الجيش المالي لمدينتي ديابالي ودونتزا

*سوريا تقرّر الحجز على أموال الحريري وصقر

*إحباط محاولة فرار 60 من "فتح الإسلام" من سجن رومية

*شربل لـ"الشرق الأوسط": التأخير قد يفرض تأجيلا تقنيا للانتخابات

*موفد بابويّ في بيروت قريباً لمواكبة الإنتخابات/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

*محمد عبد الحميد بيضون: "حزب الله" لن يذهب الىانتخابات يخسرها

*شمعون استغرب مضي الكتائب والقوات في المشروع الارثوذكسي

*بازار" مشاريع وفيتوات يُغرق الجدل النيابي ومهلة أخيرة قبل الاحتكام إلى اللجان

*اجتماعات مسائية على محوري 14 آذار و8 آذار وسط التأزم

*اجتماع اليوم للشخصيات المسيحية المستقلة في منزل حرب

*رابطة النواب السابقين سألت نواب الطائف عن قانون الانتخاب معلولي: سنطالب الحسيني بالافراج عن المحاضر لنعرف علام تم الاتفاق

*بزّي يؤكد مناقشة النظام المختلط في جلسة بعد الظهر وعون ينعيه و"حزب الله" يضع الفيتو... عدوان بعد اجتماع اللجنة المصغرة: صحة التمثيل أولويتنا

*إنتخابات نبيذ ومي/محمد سلام/الوكالة الإتحادية للأنباء

*سليمان تسلم في روسيا جائزة وحدة الشعوب الارثوذكسية: لا استقرار وسلام في الشرق الأوسط دون حل عادل وشامل لقضية فلسطين

*هيئة التنسيق النقابية أكدت الاضراب العام والتظاهر في 23 الحالي

*كبرى مدن شمال لبنان بين مؤامرات النظام السوري ومخاطر أفكار الجهاديين 

*طرابلس "برميل بارود": قرار بتصفية الصباغ لوأد فكرة الإمارة

*السنّة "والإيدز" العلماني/محمد سلام/الوكالة الإتحادية للأنباء

*وزير خارجية نظام الملالي في إيران يحشر أنفه الطويل في الشأن العراقي/داود البصري/السياسة

*جعجع: لقانون يرتاح إليه اللبنانيون ويؤمن أفضل تمثيل والحكومة مستمرة بفضل وهج سلاح حزب الله

*جنبلاط: ليكن دعم رئيس الجمهورية الزواج المدني منطلقا لاختراق حواجز طائفية ومذهبية تكرسها مصالح دوائر دينية

*لماذا يتنكر مسيحيو لبنان لثقافتهم السياسية/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

*كيف سيرحل الأسد/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*أوباما الجديد: يحارب أم يهادن/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*حرب جهادية/فرنسية بالألوان/غسان الإمام/الشرق الأوسط

*لأ، ما وقفت عليك/راشد فايد/الشرق الأوسط

*المرشد آية الله علي خامنئي يخوض حرباً مكشوفة ليبقى الأسد/أسعد حيدر/المستقبل

*كيف يُنزع سلاح الشوارع في ظل حكومة.. "حزب السلاح"؟/فاطمة حوحو/المستقبل

*المؤتمر الرابع لسكايز بعنوان تغطية العدالة الدولية: والكلمات أكدت دعم وضع حد للافلات من العقاب وادانة القيود على الصحافيين

 

تفاصيل النشرة

تجمع لبنان الدولة/إطلالة بحاجة إلى الكثير من التوضيح والشفافية

http://mtv.com.lb/Beirut_Al_Yawm/General_Nabil_Ghafari_21_Jan_2013

الياس بجاني/21 كانون الثاني/13/لأول مرة اسمع عن تجمع لبنان الدولة، ولأول مرة اسمع وأشاهد الناشط الغفري. تابعت الحلقة لأتمكن من تكوين صورة عن التجمع واعدت مشاهدة بعض المقاطع ولكنني بصراحة لم أتمكن من وضع إطار محدد للأهداف المميزة المفترض أن التجمع يسوّق لها، حيث أن ما طرحه الضيف الغفري كان في أطار العموميات ومن منطلق يغرق في أوحاله كل ربع السياسة الذين ينظرون ويتغنون بالعناوين الكبيرة وكأن لبنان فعلا دولة شعبها متجانس وقوميته واحدة وحضارته واحدة ودين شعبه واحد وهويته واحدة. فالضيف لم يتطرق لصراع المذاهب في لبنان وللأخطار الوجودية التي تتعرض له بعضها، ولا هو طرح أي حل، بمعنى أنه اغفل هذا الواقع كما أن مواقفه من جيش إيران الذي هو حزب الله لم يكن محدداً، ولا موقفه من الأحزاب عموماً. هو انتقد الأحزاب ونؤيده لأن لا أحزاب في لبنان بل شركات عائلية وإقطاعيات وملكيات خاصة وميليشيات مستأجرة من غرباء معظمها حتى لا يعترف بالدستور اللبناني وبكيان لبنان وهويته. نرى أن الواقع اللبناني يختلف عن كل دول العالم، فلا النظام الغربي يمكن تطبيقه فيه بالكامل ولا أنظمة الدول العربية أو الإسلامية تتماشى مع تركيبة مجتمعه. لبنان دولة فعلا مميزة ونظامه يجب أن يفصل على احتياجات تكوينه الاجتماعي والحضاري والإثني والديني.  من هنا نحن نؤمن أن على من يريد أن يطرح نفسه بديلاً عن شركات الأحزاب وتجار الأديان وميليشيات المرتزقة أن يسمي الأشياء بأسمائها ودون مواربة بما يخص العلاقة مع سوريا وكذبة العداء لإسرائيل، وتجارة المقاومة، ونفوذ رجال الدين، والحريات الدينية، وحقوق المذاهب دون خجل، واللامركزية ومن ثم الأسس الحياتية والقضاء والخدمات والخ. مؤسف أن الضيف لم تكن عنده الجرأة ليقول بأن حزب الله ليس لديه علم وخبر لأنه لا يعترف بلبنان ومغمغ الأمر وهذا موقف لا يشجع. أما الشيء الإيجابي في مقاربة الضيف كان موقفه من طاولة الحوار البدعة ونحن معه في دفنها والعودة إلى المؤسسات الدستورية. يبقى إن مطالبته بان يكون لبنان مركز دائم لحوار الحضارات فهذا تنظير وتطيير لفيلة تماما كخزعبلة شعار لبنان حيادي. فالذين يطيرون فيل الحيادية يريدونها ولكن مع الاستمرار بالعداء لإسرائيل مما يكشف خزعبلاتهم وتفاهة طرحهم. فكيف فاقد الشيء يعطيه وكيف يكون لبنان مركز لحوار الحضارات في حين أن مذاهبه غير قادرة على التعايش مع بعضها البعض!! نتمنى للتجمع الجديد التوفيق والنجاح ولكن وهو في بداية الطريق عليه أن يتلحف بالصدق والشفافية والواقعية وأن يقارب مصاعب لبنان بحلول لبنانية قابلة للتطبيق دون أوهام. والأهم أن يكون القيمين على هذا التجمع لا يبغون لا نيابة ولا وزارة لأن من لا يريد أي شيء هو أقوى الجميع. في النهاية يكفي ما في لبنان وبلاد الانتشار من كتبة وفريسيين وتجار هيكل وهو ليس بحاجة لتجمع جديد إن لم يكن فعلاً مميزاً بطروحاته والقيمين عليه.

اضغط هنا لمشاهدة الحلقة مباشرة من موقع تلفزيون المر/21 كانون الثاني/13

 

من مأساة الدامور إلى ملهاة قانون الإنتخاب

بقلم/رئيس تحرير إذاعة لبنان الحرّ أنطوان مراد

في مثل يوم أمس (20/01/13) منذ سبعة وثلاثين عاماً سقطت بلدة الدامور في يد ما كان يسمى بالقوات المشتركة الفلسطينية – اليسارية، بالتكافل والتضامن مع قوات العاصفة وجيش التحرير الفلسطيني المواليين للنظام السوري، ولأن أمس عطلة، ولا حلقة لرأي حر ، فقد حرصت على أن لا تمر الذكرى مرور الكرام.

يقول الاباتي بولس نعمان في الجزء الأول من مذكراته: "قبل أن نستفيق من هول مجزرة دير جنين، إنهارت في ال 20 من كانون الثاني 1976 الخطوط الدفاعية الأخيرة التي أقامها أبناء بلدة الدامور مع وحدة من الجيش اللبناني دفاعاً عن أنفسهم ، وبدأت عملية نزوح هائلة إلى السعديات ومنها إلى جونيه. كانت مأساة الدامور أكبر عملية تهجير طالت المسيحيين حتى ذلك الحين . واستغرقت عملية الإجلاء التي شملت آلاف الداموريين ثلاثة أيام ... ولا أزال أذكر بكثير من التأثر مشهد الزوارق التي تحمل الناس من شاطىء السعديات إلى العبارة ، لأنها لم تكن قادرة على الاقتراب من اليابسة ، ومشهد الناس الذين كانوا يأتون سباحة إلينا في الماء البارد وفي عز الشتاء ، وكيف أن الخوف والبرد والجوع والتعب والألم واليأس قد بلغت منهم حد الإنهيار."

نعم في مثل الأمس، وقعت مجزرة الدامور التي سقط فيها المئات من الشهداء، وما زالت آثارها ماثلة في البلدة وفي نفوس أهلها. يومها كانت الدولة في حالة انهيار وانقسام وكانت الهجمة الفلسطينية اليسارية المدعومة ضمناً وعملياً من النظام السوري في أوجها. إجتياحات، مجازر، قتل على الهوية، تهجير وتدمير. وكان كل يبحث عن غايته: الفلسطينيون عن وطن بديل. اليساريون للإنتقام من اليمين "الإنعزالي" والمارونية السياسية. النظام السوري لإعداد الساحة للدخول العسكري إلى لبنان.

يومها كان المسيحيون في موقف دفاعي. صحيح أن بعض ساستهم "لم يقصِّروا" في الجمهورية الأولى، وصحيح أنهم كانوا شرسين في المواجهة، لكنهم كانوا يدافعون عن وجودهم وحريتهم. يومها كان الجيش مقسوماً، وكان المسيحيون محاصرين، مضطهدين، متهمين، وكأن هذا الشرق المترامي لم يعد يسع ضُمَّة ًمن المسيحيين الذين كانوا وراء فكرة لبنان كياناً ووطناً لكل من من يعشق الحرية والتنوع. يومها لو نجح المتألِّبون على المسيحيين،

لرموهم في البحر، لكن صمود من صمد، بما توافر من سلاح بسيط وإرادة قوية وإيمان قُدّ من صخر أجبر الجميع على إعادة حساباتهم. جاء "دين براون" باسم واشنطن يعرض ترحيل المسيحيين في البواخر، فأجابه كميل شمعون بحضور بيار الجميل: نحن باقون.

معمر القذافي دعا إلى رمي المسيحيين في البحر. أبو أياد اعتبر أن طريق فلسطين تمر في جونية. الفاتيكان مع البطريرك خريش كانا في عالم آخر ما دفع ببشير الجميل إلى رفض التعاطي مع المسيحيين كرعايا في حقل تجارب. حافظ الأسد دخل بجيشه تحت مظلة قوات الردع العربية، ليبقى وحده يتحكم ويهيمن ويقرر، ويصر على إعدام ضباط الجيش اللبناني وجنوده الذين تصدوا لاستفزازات قواته في الفياضية، ولا يتردد في رجم الأشرفية وحصار زحلة وإطلاق مسلسل الاغتيال والتفجير الذي تستمر حلقاته حتى اليوم.

اليوم يستكثر البعض على المسيحيين ان ينتخبوا نوابهم وفق المناصفة التي نص عليها الدستور والطائف، أو على الأقل ان يختاروا أكثرية محترمة من نوابهم. بعض هؤلاء يتحفظ علناً، ونحترم تحفظه، والبعض الآخر يؤيد علناً ويرفض ضمناً، وهو ما يدعونا إلى الحذر، لأن الحقيقة بدأت تظهر مع انتقال الكرة إلى ملعب الرئيس بري الذي لا تسقط شعرة من "رأسه السياسي"  إلا بعلم حزب الله. والحزب بدأ يضع ماء في عصيره، كي لا نقول في نبيذه،

فبالأمس نوّه الوزير حسين الحاج حسن بالنسبية كأفضل خيار، فيما كان نواب الحزب يكررون تأييدهم لمشروع اللقاء الأورثوذكسي. اليوم بدأ حك النوايا والركب. ويبدو أن الجنرال بدأ أيضاً يوحي باستعداد للتخلي عن

" الأورثوذكسي"، بعدما وعد بتأييد حلفائه له وبأن لا بديل عنه! علماً أن الموقف الرسمي لتكتل التغيير والإصلاح كان وما زال مشروع الحكومة بثلاث عشرة دائرة مع النسبية. وخلا ذلك "تعليك وتفليك".

يا سادة، هاتوا لنا بديلاً من "الأورثوذكسي"، أو تكرّموا بتأييد الدوائر المصغرة، طالما أن النسبية تلقى رفضاً من بعض المكوِّنات الوطنية الأساسية لأنها في ظل السلاح تتحول مجرد وهم "فكأننا لا رحنا ولا جينا".

ختاماً التحية للاباتي نعمان الذي خصص فصلاً من مذكراته لولادة "إذاعة لبنان الحر" . والسلام .

 

السلاح قبل الانتخابات

علي حماده/النهار

غرق اللبنانيون أو جرى إغراقهم في جدل بيزنطي حول الانتخابات المقبلة والقانون المقرر ان تجري بموجبه، وغرقوا أكثر بعد أن رمى بعض حلفاء النظام في سوريا السابقين واللاحقين بما سمي "المشروع الارثودكسي" على الطاولة المسيحية أملا في أن يحدث الامر بلبلة بين قوى ١٤ اذار، وان يباغت حزبيها البارزين "القوات" و"الكتائب"، فيقوم  الجنرال ميشال عون المتراجع كثيراً في الشارع المسيحي بحصد المزاج المسيحي المتردد والذي أسهم الى حد بعيد في انتصاره في معركة ٢٠٠٥ إثر لعبة شبيهة لا داعي للعودة اليها. غرق المسيحيون وبقية اللبنانيين في جدل نظنه عقيماً حول قانون انتخابي ما كان ليرى النور أصلاً، وهو معرّض للطعن أمام المجلس الدستوري لكونه منافياً للدستور. ولكن حدث ما حدث وظهر انقسام في بيئة ١٤ آذار، رأى البعض انها دليل على سقوط هذا الفريق الكبير المتنوّع العابر للطوائف. أما نحن فقد قلنا منذ اليوم الاول أن ١٤ اذار لا يسقطها مشروع قانون انتخابات ملغوم، واضح واضح انه طبخة مخابراتية تندرج في سياق معركة كبرى على لبنان بدأت مع انقلاب "حزب الله" واسقاطه الحكومة السابقة في مطلع سنة ٢٠١١، ثم مع قيام حكومة مهما قيل دفاعا عنها تبقى حكومة "حزب الله" والنظام في سوريا، وهي تخدم مصالحهما أولاً وقبل اي شيء آخر. اما الحديث عن وسطية فوهم كبير. جرى إلهاء البلاد بالجدل العقيم، وما زلنا في السياق عينه في ساحة النجمة، في حين أن المشكلة الاساس في لبنان تقع في مكان آخر: المشكلة في لبنان هي سلاح "حزب الله" ومشروعه الإقليمي في بلاد الارز. فالسلاح الذي أدخل عنصراً في لعبة التجاذب السياسي في الداخل وضع لبنان عملياً تحت وصاية "حزب الله" الامنية والسياسية، وهو ينسف يوماً بعد يوم أسس العيش المشترك في البلد، ويفرّغ مؤسسات الدولة، ويرسّخ مناخات مناقضة لمنطق الدولة واحترام القانون، ويحول دون ترجمة  لنتائج الانتخابات في السياسة. بإختصار لقد حول "حزب الله" البلاد الى ساحة حرب متدرّجة ضد كل المكونات اللبنانية، بهدف نسف طبيعة لبنان من أجل وضع اليد عليه. عندما نسمع البعض يدافعون بقوة عن "الارثوذكسي" ندرك حجم الضرر الذي أنزله مشروع "حزب الله" بلبنان: لقد أيقظ بعد اللحظة المشرقة في الرابع عشر من آذار، مناخات الفتنة الاسلامية - الاسلامية، ومناخات الفرز الاسلامي - المسيحي. كل هذا لنقول لكل العاملين والغارقين في الجدل البيرنطي حول قانون انتخاب جديد: عبثاً تبحثون عن قانون يعكس الخيار الشعبي الحقيقي، ويؤسس لوطن جديد ما دام سلاح "حزب الله" غير الشرعي وسيلة من وسائل فرض وصاية تكاد تلامس الاحتلال في بعض ملامحها على حياة اللبنانين المشتركة، على الدولة، وعلى سلطة القانون. من هنا دعوتنا قوى ١٤ آذار الى إعادة التركيز على الأساس أي السلاح أولاً.

 

جديد التزوير لدى "حزب الله": ملف علي ياغي

يقال نت/مرة جديدة يعمد "حزب الله" إلى تزوير الحقائق لإخفاء دوره في مصادرة وظيفة الدولة وفي تحويل القضاء العسكري إلى جهاز تابع له، بكل ما يخالف القوانين. وفي التفاصيل أن "حزب الله" أوقف علي توفيق ياغي لأشهر عدة، بشبهة التجسس لمصلحة إسرائيل. وبعدما أنهى تحقيقاته سلم " المخطوف"( وهذا هو التعريف القانون لتوقيفات "حزب الله" ) إلى مديرية المخابرات مع الجيش اللبناني التي أجرت تحقيقا شكليا مع ياغي، قبل أن تسلمه الى القضاءئ العسكري، الذي ادعى عليه. قناة " المنار" أغفلت الجزء المتعلق بدور "حزب الله" بالتوقيف وادعت في تقرير لها أن مديرية المخابرات هي التي أوقفت ياغي. وعلى الرغم من تكتم المصادر الأمني حول الموضوع، فقد أقدم "حزب الله" على توزيع معلومات نسبها الى مصادر أمنية، في طريقة إشارته الى جهاز الإستخبارات التابع له. ومما جاء في التقرير الآتي:

"أصدر قاضي التحقيق العسكري  في لبنان عماد الزين مذكرة توقيف وجاهية بحق المدعو علي توفيق  ياغي  بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي بعدما أوقفته مخابرات الجيش اللبناني،وياغي هو العميل الأغلى ثمنا في لبنان إلى الآن بحسب ما حصلت المنار من معلومات عبر مصادر أمنية

 

المخيمات واليونيفيل والإغتيالات وقصف إسرائيل أوراق متاحة.. الخيار الأمني للأسد في لبنان مرهون بموافقة إيران وحزب الله

ايلاف/ تتعاظم المخاوف اللبنانية من احتمال لجوء النظام السوري إلى استعمال الورقة الأمنية للتخريب في لبنان، إذا ما تيقّن من أنه وصل إلى نقطة اللاعودة في مواجهة الثورة.

ولهذا القلق مبرراته، فبعد اكتشاف ما بات يعرف بـمخطط سماحة ـ مملوك، الذي كان يهدف إلى زرع عبوات ناسفة في مناطق مختلفة لإحداث فتنة مذهبية وطائفية، تتحسب الأوساط اللبنانية لأن تكون القيادة السوريّة تفكر في ابتداع وسائل جديدة، تسمح لها بإرباك الوضع الأمني اللبناني الهش. إلا أن أي عمل أمني يبقى مرهونًا بثلاث عوامل أساسية، اولها اتخاذ القرار والثاني ذراع التنفيذ والثالث توقيته. إذا كان الشعور السائد في لبنان بأن قرار العبث بالأمن لنقل جزء من المعركة في سوريا إلى الأرض اللبنانية متخذ منذ فترة، فإن التساؤلات تتركز حاليًا على الذراع التي ستتولى التنفيذ. تبدو مروحة الخيارات السورية واسعة. فالمنظمات الموالية لسوريا تنشط في لبنان على أكثر من مستوى، ولا يخفى أن ابرزها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة، التي يتزعمها أحمد جبريل.

الإستقرار مسؤولية الحكومة

يقول المحلل العسكري العميد نزار عبد القادر لـ"إيلاف": "النوايا تظهر من المؤشرات التي رأيناها، وهي خير دليل على ما يخطط له النظام السوري في لبنان"، لافتًا إلى أن هذه المؤشرات لا تقف عند حدود مخطط سماحة ـ مملوك بل تتعداه إلى جملة عمليات الخطف التي طالت معارضين سوريين على الأراضي اللبنانية، وكذلك الخروقات المتكررة للحدود من القوات السورية النظامية. ويتابع: "مخطط سماحة ـ مملوك كان دليلًا ساطعًا على ما يفكر به النظام لزرع الفتنة وتوتير الأجواء لإدخال لبنان في دائرة الصراع، وهذا الأمر ليس محصورًا بالساحة اللبنانية لأنّ النظام يحاول دائمًا على محاور أخرى، لا سيما تركيا". بدوره، يرى العميد المتقاعد في الجيش اللبناني والخبير الإستراتيجي الياس حنا، في حديث مع "إيلاف" أن عنصر الإستقرار الأمني الداخلي في لبنان "له علاقة بالحكومة القائمة التي تعتمد سياسة النأي بالنفس، وهي حكومة حليفة لسوريا وتتبنى حزب الله ويتبناها".

أذرعة كثيرة

يذكّر عبد القادر بأن الرئيس السوري بشار الأسد سبق له، مع بداية الثورة السورية، التهديد بأن إستمرار الأزمة في بلده لن يبقى محصورًا فيها، بل من شأنه أن يتنقل إلى كل المنطقة. أما الوسائل والأذرعة الأمنية السورية في لبنان، بحسب عبد القادر، "فكثيرة ومتنوعة من لبنانية وفلسطينية من الجبهة الشعبية القيادة العامة أو فتح الانتفاضة التابعة لأبو موسى وما تبقى من الصاعقة وغيرها". لكن حنا يرى أن الاستعانة بتنظيم مثل الجبهة الشعبية – القيادة العامة لا يبدو خيارًا منطقيًا بالنسبة إلى النظام السوري. يسأل: "ما الذي يدفع النظام السوري إلى الطلب من الجبهة الشعبية للقيام بعمليات بهدف بلبلة الوضع الامني اللبناني؟ فلهذا النظام وجود أمني في لبنان وترتيبات عمل على ترسيخها طيلة 40 عامًا، ونموذج سماحة ـ مملوك قائم ولو استكمل بتفاصيله لكان قلب الوضع الامني بشكل كامل".

حلفاء مسلحون

يتألف حلفاء النظام السوري في لبنان من أحزاب لا تزال تحتفظ بسلاحها، كحزب الله، وحركة أمل، والحزب السوري القومي الاجتماعي، وحزب البعث العربي الاشتراكي، وقسم من المرابطون بزعامة مصطفى حمدان، وحزب التيار العربي بزعامة شاكر البرجاوي، وتيار التوحيد العربي الذي يقوده الوزير السابق وئام وهاب، بالاضافة إلى الحزب العربي الديموقراطي وعلى رأسه العلوي رفعت علي عيد في الشمال، وحزب الاتحاد بزعامة الوزير السابق عبد الرحيم مراد في البقاع. وقد ترددت معلومات عن أن أحمد جبريل يقيم في منزل مراد بعد خروجه من سوريا. ويشير عبد القادر إلى أن هؤلاء الحلفاء ناشطون، مشددًا على أن ما قيل في الفترة الماضية عن خروج مقاتلين من مخيم عين الحلوة للقتال في سوريا، وما تأكد من أن بعضهم قتل هناك، "من شأنه أن يسلط الضوء على المخيمات الفلسطينية، وعلى الدور الذي يمكن أن تؤديه في اتجاهين، الأول تصدير المقاتلين إلى سوريا، والثاني تلقي الردود من النظام السوري، الذي يمكن أن يعمد إلى إشعال فتائل التفجير داخل المخيمات وبالتالي العبث بأمن لبنان من باب هذه المخيمات".

ليس ذراعًا

أما حنّا فيرى أن لجوء النظام السوري إلى الخريطة الامنية في الداخل اللبناني مرهون بعوامل مختلفة ومتنوعة، لافتًا إلى أن أي قرار سيتخذه النظام في هذا الاتجاه لا بد أن يراعي الوضع الداخلي لحليفه الأبرز وهو حزب الله، الذي لا يريد أن ينغمس حاليًا في متاهات أمنية أو سياسية إضافية. يقول: "خطأ كبير وسم حزب بسمة الذراع الأمنية لسوريا في لبنان، فحزب الله منظمة كبيرة جدًا ولها قدرات ضخمة، أظهرت حرب العام 2006 حجمها، وبالتالي حزب الله ليس منظمة توكل اليها مهمات صغيرة، من خطف وضرب، بل مهماتها كبيرة وإستراتيجية، وبالتالي فإن أي شيء قد يقوم به الحزب سيكون له بعد إستراتيجي وسيفرز تغييرًا على مستوى كبير".

يضيف: "على سبيل المثال، هجوم حزب الله مراكز ومؤسسات تابعة لتيار المستقبل في 7 أيار (مايو) 2008 لم يكن عملًا عاديًا، بل إستراتيجيًا بقرار ايراني، حتى أن فبعض فرقاء قوى 14 اذار كان على علم مسبق بما سيجري".

سيناريوهات محتملة

قد يبدو إستشراف ما يمكن أن يلجأ إليه الأسد في لبنان غامضًا، إلا أن الأمور بالنسبة إلى حنّا ترتبط مباشرة بعناصر التسوية. يقول: "وفق الإبراهيمي، أصبح نظام الأسد جزءًا من المشكلة وليس الحل، وبالتالي الحل الذي يجري البحث عنه في سوريا يتوخى تأمين توافق أميركي روسي اوروبي إيراني سعودي قطري، وهنا تكمن الصعوبة، لذلك فإن أي تحرك من حزب الله في لبنان سيأخذ في الحسبان مدى القبول أو الرفض الإيراني للتسوية النهائية، وفي الحالتين يجب أن نرى كيف سيتصرف الحزب". ويذهب عبد القادر أبعد من ذلك، إذ يحذر من أن عمليات الاغتيال والتفجيرات يمكن أن تتكرر وتتطور، منبهًا إلى أن احتمال أن تكون قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) هدفًا للذراع الأمنية للنظام السوري. يقول: "تهديد أمن اليونيفيل يعرّض تنفيذ القرار 1701 للخطر، وبالتالي قد يدعو الدول المنتشرة في إطار اليونيفيل لاعادة النظر في وجودها، كما علينا أن لا نغفل احتمال تسهيل النظام السوري مرور مجموعات موالية له إلى الحدود اللبنانية الاسرائيلية لقصف المستوطنات في شمال اسرائيل، ما من شأنه أن يشعل المنطقة، لكن هذا لن يكون عملًا يحبذه حزب الله، الذي لا يرغب حاليًا في خوض حرب جديدة ستكلفه الكثير". ويختم حنا قائلًا: "سوريا متجهة إلى إنقسامات عمودية داخلية على أسس مذهبية وطائفية ومناطقية، لكن الأسد اليوم هو المقاتل الأقوى داخل سوريا، وما سيفعله في لبنان يرتبط مباشرة بما يرضي إيران وحزب الله".

 

مسؤول حكومي إيراني ومحجّبة في وضع مخل بالآداب! (شاهدوا الفيديو)

 http://www.lebanondebate.com/details.aspx?id=115508&utm_source=Night+Newsletter&utm_campaign=7573146000-_1_21_2013&utm_medium=email

 تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي في إيران بكثافة في اليومين الماضيين شريطا يظهر مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى وهما في وضع مخل بالآداب.

وقالت وسائل إعلام محلية إن بطلي الفضيحة هما وزير التعليم العالي كامران دانشجو ومديرة المتحف الوطني أزادة أردكاني.

ورصدت كاميرا خفية الشخصيتين المعروفتين في الأوساط السياسية والاجتماعية الإيرانية في أحد المصاعد وهما يتبادلان القبل، وفي لقطات من الشريط يظهر الوزير ومديرة المتحف وهما يتعمدان الخروج والدخول من وإلى المصعد أكثر من مرة لمتابعة فعلتهما.

 

خفض رواتب في حزب الله؟: العاصفة أصابت شبكة إتصالات الدويلة بأضرار

أفادت معلومات خاصة بـ"الشفاف" ان شبكة إتصالات حزب الله تعرضت لاضرار كثيرة نتيجة العاصفة التي ضربت لبنان الاسبوع الفائت. وأضافت انه بعد مرور اكثر من اسبوع على العاصفة أحصت الاجهزة الفنية في الحزب اضرارا كبيرة جدا، وما تزال الفرق الفنية تجهد لاصلاحها ووصل ما انقطع منها في اكثر من مكان وليس اخرها ما جرى خلال اليومين الماضيين الى الشرق ببضعة امتار من جسر الزهراني (الصورة المرفقة: قصف جسر الزهراني في حرب ٢٠٠٦) حيث عمل شبان على حفر الطريق العام بواسطة جرافة صغيرة ثم أعادوا طمر الطريق بعدما اعادوا وصل الخطوط التي جرفتها السيول المائية. وفي سياق متصل تحدث عدد من اقرباء وذوي المتفرغين في حزب الله عن خفض مخصصاتهم الشهرية خلال الشهرين الماضيين لافتين الى ان هناك مشكلة مالية لدى الحزب ربما تعود الى معاناة طهران من شح السيولة بسبب العقوبات الاقتصادية عليها.

 

سفينة عُمانية رست في بندر عباس و"الحرس الثوري" مجدداً: أمن الخليج في يدنا

طهران - وكالات: أكد "الحرس الثوري", أمس, أن أمن الخليج العربي بيده, في تكرار للمواقف الإيرانية غير المسؤولة تجاه دول المنطقة, وفي مقدمها دول مجلس التعاون الخليجي.

وقال نائب قائد القوة البحرية التابعة لـ"الحرس الثوري" العميد علي رضا تنكسيري ان قواته "التي تتحلى بأقصى مستويات الجهوزية والاقتدار تحرس عن كثب جميع الحدود البحرية للجمهورية الإسلامية".

وأشار في تصريحات نقلتها وكالة "فارس" للأنباء, إلى القدرات الكبيرة التي يتمتع بها "الحرس الثوري" الذي أكد أنه "هو الذي يقوم بتوفير الأمن للخليج", على حد زعمه. وشدد تنكسيري على ضرورة صون الوحدة بين المسلمين الشيعة والسنة, مضيفاً ان "الإسلام يؤكد دوما على الوحدة, وفي مثل هذه الظروف الحساسة ينبغي علينا جميعا اتخاذ الخطوات في ظل الوحدة من أجل تقدم إيران". من جهة أخرى, رست سفينة "نصر البحر" التابعة للقوة البحرية لسلطنة عمان بالمنطقة الأولى للقوة البحرية للجيش الإيراني في بندر عباس, وعلى متنها مروحية. وذكرت وكالة "مهر" الايرانية للأنباء, أمس, أن رسو السفينة جاء "بهدف تعزيز الاتحاد الإقليمي بين البلدين الجارين ايران وعُمان". وأضافت ان هذه الخطوة تأتي "في إطار توطيد العلاقات الودية والتضامن في ظل الدين الإسلامي الحنيف بين القوات المسلحة في البلدين الجارين المسلمين". واشارت الى ان السفينة "نصر البحر" تحمل مروحية على متنها, ورست بالمنطقة البحرية الأولى في بندر عباس, لافتة إلى أنه من المقرر إقامة برامج متعددة خلال فترة تواجد هذه السفينة في ايران. وفي حادث مسلح نادر في طهران, أصيب خمسة اشخاص بجروح في تبادل اطلاق نار مع الشرطة اثناء عملية لمكافحة الجريمة. ونقلت وسائل الاعلام عن قائد شرطة العاصمة حسين ساجدي نيا قوله, امس, "حصل تبادل عيارات نارية عندما استخدم بعض اللصوص اسلحة نارية ضد الشرطة" مساء اول من امس, مضيفاً ان "خمسة من اللصوص اصيبوا بجروح بيد الشرطة ونقلوا الى المستشفى". واعتقل ما مجموعه 58 شخصاً في هذه العملية, بحسب قائد الشرطة, الذي أوضح أن المعتقلين كانوا دينوا في السابق "بجرائم وسرقات". وتنظم عمليات مكافحة الجريمة بشكل دائم في ايران, لكن من النادر ان يطلق المشبوهون النار على الشرطة. وفي نهاية ديسمبر من العام الماضي, اعتقل نحو مئة من "المارقين" في طهران في اطار عملية امنية واسعة تقرر تنفيذها على اثر الاعتداء الوحشي الذي تعرض له رجل من قبل اربعة رجال ملثمين والتقطت مشاهده كاميرا مراقبة. واثار الاعتداء الذي بث على "يوتيوب" والتلفزيون الوطني, موجة استياء عارمة في وسائل الاعلام ما دفع السلطات القضائية الى المطالبة بتطبيق اقصى درجات التشدد حيال المجرمين. وحكم على اثنين من المعتدين الاربعة بالاعدام وتم تنفيذ الحكم بهما شنقا اول من امس, فيما حكم على الاثنين الآخرين بالسجن عشرة اعوام.

 

استمرار حملة الفجور ضد العدالة والمحكمة الدولية

المستقبل اليوم/حملة الفجور ضد العدالة والمحكمة الدولية الباحثة عنها، تستمر وتأخذ أبعاداً لا تقل خطورة إن لم تكن أخطر من تلك التي استخدمت لمنع الوصول الى الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر الشهداء، والتي طالت مبدئياً وعملياً المحكمة في كل مراحلها. لكن كان يُفترض أن تعرف المحكمة عندما سلمت لوائح الشهود والإفادات الى محامي الدفاع أن هؤلاء جزء من المنظومة الأمنية والحزبية التي فعلت ما فعلته لمنع قطار الحقيقة من الوصول الى غايته، وبالتالي فهي أي المحكمة، تتحمل مسؤولية حماية الشهود من التهديدات التي طالتهم. هذه محكمة تتعلق بجريمة طالت رفيق الحريري ورفاقه الشهداء، والصحيفة الصفراء التي نشرت صور وأسماء من وصفتهم بأنهم شهود فيها إنما فعلت ذلك بعناية. اختارت العاديين ولم تختر وزراء أو نواباً أو شخصيات يعرفون كيف يحمون أنفسهم مثلاً. في حين أن هؤلاء يمكن تهديدهم و"محاسبتهم"، وبالتالي فإن من فعل ذلك يقول للمحكمة إنه غير آبه بها وبعملها وإنها أعجز من أن تحاسبه. هذه حقيقة لا يدحضها إلا تحرّك المحكمة بنفسها للرد. ومن ثمّ التصدي لحملة استهدافها واستهداف صلاحياتها ودورها مرة أخرى.

 

المحكمة باطلة ولن نصمت

ابراهيم الأمين/الأخبار

http://www.al-akhbar.com/node/175921

 «حرية الى حدود القتل». العبارة للنائب مروان حمادة في وصفه عمل الصحافة التي لا تناسبه. حماده يمثّل ــــ على الدوام ــــ فريقاً سياسياً كبيراً في لبنان، يعتقد ان ما تقوم به «الاخبار» في ما يخص ملفات المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، هو استخدام للحرية الى حدود القتل. يعني، بصراحة، هو يقول ان نشر المعلومات المعتبرة سرية عن أعمال المحكمة، تعرّض أشخاصاً للقتل!

عملياً، ما قاله مروان حمادة، مثل الذي قاله الناطق باسم المحكمة مارتن يوسف، ومثل من يقول إن «الاخبار» باتت مسؤولة عن حياة كل الاشخاص الذين لهم صلة بعمل المحكمة، من قضاة وأمنيين وقانونيين واداريين وشهود وخلافه. ما يعني، ايضاً، انه في حال تعرض احد من هؤلاء لاي اذى، فسيتم تحميل «الاخبار» المسؤولية. وهذا التلميح ورد في رسالة بعث بها قلم المحكمة الى ادارة «الاخبار» طالباً وقف نشر لوائح الشهود والمعلومات عنهم.

والمحصلة هي: إما الامتناع عن تناول اعمال المحكمة، او تحمل مسؤولية جزائية. علماً ان قمة «الهضامة» في التعليقات، جاءت من مارتن يوسف الذي منحنا حق نقد أعمال المحكمة، او اي كلام عن التسييس، ما يعني أن الاخ يوسف قال لنا: يحق لكم الصراخ والعويل ان شئتم، ونحن سنستمع اليكم وندرس أبعاد صراخكم!

عن جد، شكراً جزيلاً لك ايها العطوف على الشفافية وحقوق الافراد!

بالمناسبة: هل لك ان تقول لنا، مستر يوسف، كم كلّفت المحكمة، وتالياً المكلّف اللبناني (حبذا لو يكون الرقم دقيقاً) منذ تولّيك منصبك حتى اليوم، وما الذي قدمته من اتعاب لقاء هذا البدل؟

الامر الآخر الذي يندرج في نقاش المعترضين والأوصياء، يتصل بحملة من جانب فريقي الادعاء السياسي والادعاء العام في المحكمة على فريق الدفاع. كالقول ان مجرد وجود احد المحامين في الفريق (يقصد المحامي انطوان قرقماز الذي تولى سابقا الدفاع عن اللواء جميل السيد الذي اعتقل تعسفياً لـ 4 سنوات)، فهذا يعني ان فريق الدفاع مخترق من جانب الفريق السياسي الذي يمثّله اللواء السيد. وهنا تكرّ السبحة، ما يعني في نهاية الامر ان فريق الدفاع مخترق من جانب حزب الله، اي من جانب المتهمين!

هذا الفريق السياسي لا يتحمل، أساساً، وجود فريق دفاع في المحكمة، او ربما يحبّذ ان يكون الفريق برئاسة محمد مطر، مثلاً، حتى يستوي الوضع الذي يناسبه، فكيف اذا سمح رئيس المحكمة لفريق الدفاع بالتعاقد مع الزميل عمر نشابة كخبير يقدم خدماته لفريق الدفاع؟ الله اكبر، هذه جريمة العصر او هي هرطقة العصر؟ اذ كيف يجرؤ احد في المحكمة على مجرد التفكير بالتعاون مع خبير او قانوني او اعلامي ليس على ذوق الشبيبة اياهم؟

والادهى، ان فريق الادعاء السياسي يبادر فورا الى القول ان ما يسرب من أوراق منسوبة الى فريق، يعني حكماً ــ وقطعاً ـــ أنه مسرب من جانب فريق الدفاع. أما كيف وصل هؤلاء الى هذا الاستنتاج فتلك احجية خاصة!

يا جماعة، لماذا لا تكلّفون انفسكم عناء التنسيق مع فريق الادعاء القانوني؟

من قال لكم ان ما نشر في وسائل اعلامية لبنانية وعربية ودولية، ومن بينها «الاخبار»، هو من ضمن الوثائق التي سلمت الى فريق الدفاع؟

هل اتيح لكم الاطلاع على هذه الوثائق حتى تقولوا ما تقولون؟

اذا كنتم مطلعين فهذه كارثة توجب ملاحقتكم قانونياً من قبل المحكمة نفسها (بناءً على ما تُلزمون به أنفسكم). واذا لم تطلعوا، فهذا يعني انكم تستمرون في لعبة الاتهام السياسي التي ادت الى كوارث، فهل تعتقدون انكم لن تلاحقوا امام كل الجهات القضائية في كل العالم لمحاسبتكم على ما ارتكبتموه من أذية بحق مواطنين وبلاد؟

على اي حال، المسألة بالنسبة الينا هي ان على المحكمة نفسها، وعلى فريق الادعاء على وجه الخصوص، المبادرة الى فتح تحقيقات جدية ومن دون اي تحفظات، للوصول الى الجهة المسؤولة عن تسريب المعلومات والوثائق، وعن كيفية وصولها الى وسائل الاعلام، ومنها «الاخبار».

وما يتردد عن مباشرة التحقيقات الجارية الآن مع موظفين (اثنين على الاقل) في المحكمة، بشبهة تسريب وثائق، خطوة جيدة اذا صحّت، وربما تساعد في توضيح حقيقة من هو صاحب مصلحة بالتسريب، وخدمة لمن. كما يجب سؤال الشهود أنفسهم عما اذا كانوا فعلاً موافقين على الادلاء بافادات، بعدما صار معظمهم يعرف انهم يُستخدمون في لعبة قذرة، سيما واننا، في «الاخبار»، تلقينا توضيحات عدة من اشخاص نشرت صورهم واسماؤهم، وآخرين لم تنشر لا صورهم ولا اسماؤهم، بأنهم في صدد اتخاذ الاجراءات القانونية لمنع فريق الادعاء من التصرف بافادات تقدموا بجزء منها طوعاً، واخرى يقول بعضهم انها انتزعت منهم عن طريق الترغيب او الترهيب، وهم بصدد اعلان بطلانها.

أمر آخر يعرفه فريقا الادعاء السياسي والقضائي، وهو ان استراتجية الادعاء صارت معروفة للجميع. فقد جمع حشداً هائلاً من الشهود، يتردد ان عددهم يتجاوز الالف، ممن سيطلب الادعاء مثولهم امام المحكمة تدريجياً، علماً أنه لن يبادر الآن الى الاعلان عنهم جميعاً. والهدف ليس ان لدى هؤلاء معلومات تفيد التحقيق بصورة دراماتيكية، بقدر ما هو تحويل كثافة الشهود الى عنصر ضغط على فريق الدفاع، من جهة، بقصد ارباكه وتعطيل عمله واغراقه، ومن جهة ثانية ايهام الرأي العام بأن المحكمة تعمل، وتستحق ما يُدفع لها من عشرات الملايين الدولارات سنوياً.

كذلك فان فريق الادعاء يسعى الى اقناع بعض الاشخاص بأن يمثلوا امام المحكمة لتقديم معلومات تستهدف، عملياً، رفع مستوى الاتهام من مجموعة المقاومين الاربعة الى قيادة حزب الله نفسه، ومحاولة استغلال كلام الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله عن قراره حماية «المتهمين» بأنه «متورّط ايضاً في العملية»، وبالتالي، المسارعة الى خطوات هدفها المباشرة بحملة جديدة من تشويه صورة السيد نصرالله نفسه، بصفته رمزاً لأكثر حركات المقاومة العربية حضوراً وفعالية.

يبدو ان من الضروري تذكير الناس بأن هذا ملف سياسي بامتياز. و«الاخبار» لا تخفي تقييمها، استناداً الى حجم هائل من الوقائع والوثائق، بأن ما يجري هو اكبر عملية تزوير سياسي وقضائي وأمني في التاريخ المعاصر، وهدفها الحصري هو: النيل من مقاومة ارعبت ولا تزال الارهاب المسيطر على «مؤسسات الشرعية الدولية».

على ان جملة واحدة قد تساعد من يريد ترهيبنا بقصد ان نصمت، عله يفهم مقامنا اليوم: اسع سعيك وناصب جهدك، فما جمعك الا بدد، وما أيامك الا عدد.

 

مروان حماده يحمّل "الأخبار" والأمين مسؤولية تهديده ونقيب الصحافة يستنكر "التحريض الصريح عليه"

النهار/أفاد المكتب الاعلامي للنائب مروان حماده امس ان النائب حماده اتصل برئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ووزير الاعلام وليد الداعوق والمدعي العام التمييزي حاتم ماضي ونقيب الصحافة محمد بعلبكي "لافتا نظرهم الى مقال لابرهيم الامين في صحيفة "الاخبار" تحت عنوان "المحكمة باقية ولن نصمت"، يتضمن تهديدات واضحة بالقتل لمروان حماده بسبب اثارته موضوع خرق سرية التحقيق من الجريدة المذكورة ونشرها اسماء وصورا وعناوين والسير الذاتية لشهود في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه بقصد ترهيبهم. وقد حمل حماده جريدة الاخبار وابرهيم الامين مسؤولية "عدد ايامه" كما ورد في خاتمة المقال". واصدر نقيب الصحافة محمد بعلبكي بيانا علق فيه "على السجال الدائر بين عضو المجلس الاعلى للصحافة اللبنانية الزميل مروان حماده ورئيس تحرير جريدة "الاخبار" ومديرها المسؤول الزميل ابرهيم الامين". فقال انه "لم يكن يتوقع ان يبلغ هذا السجال حول تطور الاجراءات القضائية التي تتخذها وتعلنها المحكمة الدولية في جريمة اغتيال شهيد لبنان المرحوم الرئيس رفيق الحريري هذه الدرجة من الحدة، بحيث تجاوز حدود الحرية المسؤولة التي تضمن ممارستها القوانين اللبنانية التي ترعى ممارسة الصحافة في لبنان، وكان لنضال الصحافة المستمر وتضحيات رجالها الغالية الفضل الاكبر في تكريس مستواها البالغ الرقي منذ نحو عشرين عاما حتى اليوم. فقد انحرف هذا السجال ليغدو وسيلة للمبالغة في الدفاع المستميت عن المتهمين بارتكاب الجريمة بمختلف وسائل الضغط المعنوي بلوغا للهدف المنشود، وليغدو من جانب آخر استباقا لحكم القضاء الدولي الذي يتوقعه العالم كله لا شعب لبنان وحده. لكن اشد ما يدعو للأسف في هذا الوضع ان يقال للزميل الاستاذ مروان حماده "اسع سعيك، وناصب جهدك، فما جمعك الا بدد، وما ايامك الا عدد".

وفي ذلك ما فيه من تهديد صريح بوضع حد عاجل لحياة الاستاذ مروان حماده الذي سبق ان نجاه الله من مثله من قبل، مما يخرج المناقشة عن حدود الحرية المسؤولة ليشكل تحريضا سافرا لا بد من ان يقع تحت طائلة القانون، كما يقع اي تحريض سافر آخر حين تنقلب ممارسة الحرية وسيلة للتحريض على القتل مما هو محل استنكار جميع اهل الصحافة من غير استثناء".

وناشد النقيب البعلبكي "جميع الزملاء في هذه المناسبة الانتباه الشديد في هذه الظروف البالغة الدقة التي يواجهها لبنان، لكل آفاق ما تخطه اقلامهم قبل نشره، اسهاما في التوجه الشعبي نحو اطفاء الحريق العام لا نحو زيادة اشتعاله".وفي السياق نفسه اصدرت جمعية "اعلاميون ضد العنف" بيانا دعت فيه الى "استدعاء الصحافي ابرهيم الامين الذي توقع في مقاله المنشور بتاريخ امس في صحيفة "الاخبار" ان تكون ايام النائب مروان حماده معدودة بقوله "اسع سعيك وناصب جهدك، فما جمعك الا بدد، وما ايامك الا عدد".

واعتبرت الجمعية "ان ما دأب على نشره الامين من معلومات تندرج في باب السرية عن اعمال المحكمة الدولية منذ نحو اسبوعين هدفه لا يخرج عن سياق المهمة التي اخذتها الصحيفة على عاتقها بالتعاون مع الجهات المعلومة لتشويه اعمال هذه المحكمة وترهيب الشهود والقضاة والامنيين والاداريين والقانونيين في محاولة مكشوفة لتضليل الرأي العام واخفاء معالم الجريمة السياسية المنظمة بغية ابقاء لبنان رهينة محور الشر والقتل في المنطقة".

ورأت الجمعية "ان على المؤسسات الامنية والقضائية ان تتحمل مسؤولياتها وتضع حدا لهذا الاسلوب التحريضي والترهيبي والعنفي، وتوفير الحماية المطلوبة لكل ما يتصل بأعمال المحكمة من اجل الوصول الى الحقيقة وكشف القتلة ووقف الجريمة السياسية".كذلك استهجنت الدائرة الاعلامية في حزب "القوات اللبنانية" التهديد وطلبت من الاجهزة المختصة القضائية والامنية اتخاذ التدابير اللازمة في هذا الخصوص، لأنها تتحمل مسؤولية اي ضرر قد يتعرض له النائب حماده". والسير الذاتية لشهود في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه بقصد إرهابهم". وقد حمل حماده في البيان "جريدة الاخبار وابراهيم الامين ومن وراءهما مسؤولية "عدد ايامه" كما ورد في خاتمة المقال".

 

القوات استهجنت تهديد احد الصحافيين للنائب حماده في مقالته

وطنية - استهجنت الدائرة الاعلامية في "القوات اللبنانية" في بيان اليوم، "التهديد الذي أطلقه احد الصحافيين بحق النائب مروان حماده، في ما يحمله من حض على العنف والترهيب"، وطلبت من "الاجهزة المختصة القضائية والامنية اتخاذ التدابير اللازمة في هذا الخصوص، والتي تتحمل بالتكافل مع الوسيلة الاعلامية وكاتب المقال مسؤولية أي ضرر قد يتعرض له النائب حماده".

 

جمعية إعلاميون ضد العنف استهجنت تهديد حمادة بالقتل

وطنية - دعت جمعية "إعلاميون ضد العنف"، في بيان اليوم، إلى "استدعاء الصحافي ابراهيم الأمين الذي توقع في مقاله المنشور بتاريخ اليوم في صحيفة الأخبار أن تكون أيام النائب مروان حمادة معدودة بقوله (اسع سعيك وناصب جهدك، فما جمعك إلا بدد، وما أيامك إلا عدد)". واعتبر أن "ما نشر من معلومات يندرج في باب السرية عن أعمال المحكمة الدولية منذ حوالي الأسبوعين هدفه تشويه أعمال هذه المحكمة وترهيب الشهود والقضاة والأمنيين والإداريين والقانونيين في محاولة مكشوفة لتضليل الرأي العام وإخفاء معالم الجريمة السياسية المنظمة بغية إبقاء لبنان رهينة محور الشر والقتل في المنطقة". ورأى البيان أن "على المؤسسات الأمنية والقضائية أن تتحمل مسؤولياتها وتضع حدا لهذا الأسلوب التحريضي والترهيبي والعنفي، وتوفير الحماية المطلوبة لكل ما يتصل بأعمال المحكمة من أجل الوصول إلى الحقيقة وكشف القتلة ووقف الجريمة السياسية

 

الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع اليوم و «حكومة المستوطنين» على الأبواب

الناصرة - أسعد تلحمي/الحياة

يتوجه الإسرائيليون اليوم إلى صناديق الاقتراع لانتخاب البرلمان (الكنيست) التاسع عشر، وسط توقعات كل استطلاعات الرأي بفوز معسكر اليمين - المتدنيين بغالبية مطلقة من المقاعد الـ 120، تتيح لقائد هذا المعسكر، زعيم «ليكود بيتنا»، رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو تشكيل حكومة جديدة، هي الثالثة له، سيضم إليها كما يبدو الحزب الوسطي الجديد «يش عتيد» برئاسة الإعلامي سابقاً يئير لبيد.

وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية والشرطة الإسرائيلية أنها أتمت استعداداتها لضمان سير العملية الانتخابية. وأعربت عن أملها في ان تتعدى نسبة الاقتراع هذه المرة 70 في المئة، علماً أنها لم تتجاوز 63 في المئة في الانتخابات السابقة قبل أربعة أعوام. ويبلغ عدد أصحاب حق الاقتراع 5 ملايين و650 ألفاً، بينهم نحو 800 ألف عربي. وتتنافس على المقاعد 33 قائمة حزبية يتوقع أن تنجح 11-14 منها في اجتياز نسبة الحسم (2.5 في المئة من المقترعين)، فيما تعتبر كل الأصوات التي لم تصل إلى هذه النسبة أصواتاً لاغية تستفيد منها الأحزاب الكبرى.

وفي حال أصابت الاستطلاعات، فإن الحكومة المقبلة ستكون الأولى في تاريخ الدولة العبرية التي تتمتع بقاعدة برلمانية ذات غالبية من المتدينين الصهيونيين («البيت اليهودي» وداخل «ليكود») الذين يمثلون المستوطنين في الأراضي المحتلة، والمتزمتين و»الحرديم» (شاس ويهدوت هتوراه)، ما يعتبر انتصاراً مدوياً للمستوطنين الذين كانوا في الحكومات السابقة على هامشها ويغدون اليوم في مركزها يشكلون الحكومة الأكثر تطرفاً.

ومنذ سنوات، لم تشهد إسرائيل معركة انتخابية محسومة مسبقاً كالمعركة الحالية التي حركتها أساساً استطلاعات الرأي، وبناء للنتائج تصرف رؤساء الأحزاب. ويعزو مراقبون هذه الحقيقة إلى الخطوة الذكية التي اتخذها نتانياهو حين قرر خوض الانتخابات في قائمة مشتركة مع «إسرائيل بيتنا» بزعامة أفيغدور ليبرمان ليضمن فوراً خروج هذا التحالف الأكبر بين الأحزاب المتنافسة، فيكون المرشح الأقوى ليحظى بتكليف رئيس الدولة العبرية له تشكيل حكومة جديدة. وخلافاً لمعارك انتخابية سابقة، غيّبت المعركة المنتهية ملف الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي بعد أن آثر حزب «العمل» الذي تبنى هذا الملف في السابق التمحور في القضايا الاجتماعية السياسية، فيما لم ينشر «ليكود بيتنا» أي برنامج انتخابي، وتمحورت دعايته في وجوب التصدي لـ «الخطر النووي الايراني»، آملاً في ذلك صرف أنظار الناخب عن الضائقة الاقتصادية والمسائل الاجتماعية التي تبنتها أحزاب الوسط.

وكانت زعيمة الحزب الجديد «هتنوعاه» تسيبي ليفني الوحيدة بين قادة الأحزاب الكبرى التي طرحت ملف الصراع في مركز أجندة الحزب، لكن ليس أكيداً أن يخرج الحزب بعدد من المقاعد تكفل له أن يؤثر على تشكيلة الحكومة المقبلة. ورغم أن الانتخابات ليست شخصية، إلا أن المعركة المنتهية تمحورت في الشخصيات التي تقود الأحزاب المتنافسة، لا في أيديولجيتها أو برامجها أو هوية سائر مرشحيها. فتحالف «ليكود بيتنا» ركّز حملته على زعيمه «القوي» نتانياهو «الذي يصغي العالم له عندما يتحدث» و»الذي يصمد في وجه الضغوط الدولية ويواصل الاستيطان». من جهته، نجح زعيم الحزب الديني المتطرف «البيت اليهودي» نفتالي بينيت، الذي اخترق الحلبة السياسية قبل شهرين فقط، في مضاعفة شعبية الحزب بفضل شخصيته الكاريزماتية وسيرته الذاتية كرجل «هاي تك» ناجح يتحدر من أصول أميركية ويطلق تصريحات متشددة تستسيغها آذان الشارع الإسرائيلي المنجرف منذ سنوات نحو اليمين. والأمر ذاته بالنسبة الى مؤسس حزب «يش عتيد» (يوجد مستقبل) يئير لبيد المتوقع أن يحصل على 10-12 مقعداً، وليس بفعل برنامج انتخابي يقوم أساساً على الدعوة إلى «تحمل جميع الإسرائيليين العبء بالتساوي». ولم يتخلف حزب «العمل» عن الركب، إذ محوَر معركته في شخص زعيمة الحزب شيلي يحيموفتش، وهي إعلامية سابقة عرفت خلال دورة الكنيست الأخيرة بسلاطة لسانها.

كذلك، فإن المقاعد المتوقع أن تحصل عليها ليفني (8-10) ترتنبط بشخصها، اذ عرفها الإسرائيليون مستقيمة رفضت ابتزاز الأحزاب الدينية، فخسرت فرصة تشكيل حكومة.

 

انتشال جثتي ارهابيين من كندا بين مجموعة اعتداء الجزائر

وطنية - تم انتشال جثتي ارهابيين من كندا من افراد المجموعة التي نفذت هجوما واحتجزت رهائن في موقع لانتاج الغاز في ان اميناس جنوب شرق الجزائر الاربعاء الماضي، بحسب ما اعلنت وكالة (ا ف ب) .

واشارت والوكالة انه من المقرر ان يعلن رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال في مؤتمر صحافي بعد ظهر اليوم حصيلة نهائية لعملية احتجاز الرهائن التي استمرت اربعة ايام في الجزائر.

 

37 اجنبيا وجزائري واحد و29 ارهابيا قتلوا في اعتداء الجزائر

وطنية - أعلن رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال، اليوم، ان "37 اجنبيا من ثماني جنسيات وجزائريا واحدا و29 ارهابيا قتلوا في الاعتداء على موقع لانتاج الغاز في ان اميناس جنوب شرق الجزائر الاسبوع الماضي".

واوضح في مؤتمر صحافي خصص للحديث عن هذا الهجوم الدامي: "تم القبض على ثلاثة مسلحين في حين لا يزال هناك خمسة اجانب مفقودين"، موضحا ان "قائد المجموعة الخاطفة ارهابي معروف لدى اجهزة الامن، وهو جزائري يدعى محمد بالشنب وقتل في العملية".

 

الاتحاد الاوروبي اقترح مؤتمرا دوليا حول مالي في 5 شباط

وطنية - اقترح الاتحاد الاوروبي، اليوم، تنظيم مؤتمر دولي حول مالي في 5 شباط في بروكسيل. وقال مايكل مان الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون في تصريح صحافي "اقترحنا استضافة اجتماع وزاري في 5 شباط لمجموعة الدعم الدولية والمتابعة للوضع في مالي". واضاف "سينظم بالتعاون مع الاتحاد الافريقي ومجموعة دول غرب افريقيا والامم المتحدة، في بروكسيل" من دون اعطاء توضيحات اضافية.

واعلن ان رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي لتدريب الجيش المالي الجنرال الفرنسي فرنسوا لوكوانتر سيصل الى مالي اليوم للتحضير لانتشار بعثة التدريب. واضاف ان "خبراء فنيين سينتشرون ايضا وسيمكن بدء العمل".

 

باريس اكدت استعادة الجيش المالي لمدينتي ديابالي ودونتزا

وطنية - اعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان، صباح اليوم، استعادة القوات المسلحة في مالي "السيطرة على مدينتي ديابالي ودونتزا" في وسط البلاد.

واوضحت وزارة الدفاع في بيان وقعه مكتب لودريان: "ان وزارة الدفاع تؤكد استعادة الوقات المسلحة في مالي السيطرة على مدينتي ديابالي ودونتزا.

واضاف: "من اجل التوصل الى ذلك، تلقى العسكريون

 

سوريا تقرّر الحجز على أموال الحريري وصقر

النهار/ قررت وزارة المال السورية تنفيذ الحجز الاحتياطي على الاموال المنقولة وغير المنقولة لكل من: الرئيس سعد الدين الحريري والنائب عقاب صقر والناطق الاعلامي باسم "الجيش السوري الحر" لؤي المقداد.

ونص القرار أن سبب الحجز الاحتياطي "قيامهم بتمويل الاعمال الارهابية التي تطال القطر، بمختلف مناطقه والمجرمة افعالهم سندا للفقرة الاولى من المادة 4 من قانون مكافحة الارهاب رقم 19 لعام 2012"، كما جاء حرفيا في نص القرار.

 

إحباط محاولة فرار 60 من "فتح الإسلام" من سجن رومية

بيروت - "السياسة": أحبطت قيادة سرية السجون في سجن رومية, أكبر سجون لبنان, أمس, عملية فرار لمساجين لو حصلت لكانت الأكبر على هذا الصعيد. وتم إحباط المحاولة بعد العثور على 4 حبال كانت نصبت من برج المراقبة بطول 17 متراً حتى السور الخارجي في نزلة مبنى المحكومين, كما تم قطع الحديد الذي يفصل بين المبنى وبرج المراقبة ما يعني أن طريق الفرار كانت جاهزة, وأن العملية كانت في مراحلها الأخيرة.

وحضر إلى مبنى السجن مساعد مفوض الحكومة القاضي داني الزعني وبدأ تحقيقا فورياً مع عدد من المشتبه بهم. وأفادت المعلومات ان "الموقوفين الذين خططوا للفرار هم من تنظيم فتح الاسلام الإرهابي وعددهم 60 شخصاً". من جهة أخرى, يتحرك ملف المخطوفين اللبنانيين في سورية مجدداً مع زيارة هي الثانية لمدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم غداً إلى قطر للبحث في امكان تقديم المساعدة لإطلاق سراحهم, بعدما عينت قطر مسؤولا امنيا لمتابعة الملف مع لبنان. وللغاية بحث وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل, أمس, مع اللواء ابراهيم في مستجدات القضية. وفي سياق متصل, توقعت اوساط متابعة ان يفتح لبنان بعد قطر قنوات الاتصال في هذا الملف مع السعودية وتركيا بحيث تبذل السلطات اللبنانية كل جهد ممكن وتطرق كل الابواب التي من شأنها ان تقدم المساعدة للافراج عن اللبنانين. وفي ملف آخر, استقبل شربل, أمس, وفداً من "الحملة الدولية لاطلاق سراح جورج ابراهيم عبدالله" الناشط اللبناني الموقوف في فرنسا. وأشار جوزف عبدالله شقيق جورج بعد اللقاء الى ان شربل "ابدى تعاطفه الفعلي مع شعورنا حول الظلم اللاحق بهذا الاسير المخطوف ووعدنا بأن يهتم من خلال مجلس الوزراء بتشكيل لجنة وزارية لمتابعة الموضوع مع السلطات الفرنسية".

 

شربل لـ"الشرق الأوسط": التأخير قد يفرض تأجيلا تقنيا للانتخابات

حذر وزير الداخلية والبلديات اللبناني العميد مروان شربل من أن «عدم التوافق على صيغة موحدة لقانون الانتخاب سيعني الإبقاء على القانون المعمول به في الانتخابات السابقة»، مشيرا في الوقت عينه إلى أن التأخير في إقرار قانون جديد قد يفرض «تأخيرا تقنيا» في موعد الانتخابات، المقرر إجراؤها في التاسع من شهر حزيران المقبل. شربل، وفي تصريح لصحيفة «الشرق الأوسط»، اكد أن «الحكومة عازمة على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها وثمة قانون موجود، فإذا تم الاتفاق عليه ستباشر وزارة الداخلية بالاستعداد للانتخابات واتخاذ الإجراءات اللوجيستية المطلوبة، أما إذا تم إقرار قانون آخر فسنرى ما هي المهل المتاحة بموجبه، وقد يصار عندها، إذا تطلب الأمر، إلى تأجيل تقني لموعد الانتخابات». وأوضح أن «القانون النسبي المقدم من الحكومة لم يناقش بعد، والمطلوب من النواب أن يحددوا موقفهم منه خلال اجتماعهم في مجلس النواب»، في حين أكد أحد النواب من أعضاء اللجنة الفرعية التي تبحث في صيغ قانون الانتخاب لـ«الشرق الأوسط» أنه «لم يتم التوقف عند اقتراح الحكومة أكثر من ثوانٍ عدة».

 

موفد بابويّ في بيروت قريباً لمواكبة الإنتخابات

جورج شاهين/جريدة الجمهورية

لا يخفى على أحد الجهد الذي يبذله السفراء الغربيّون في لبنان، فهم يجولون بين المقارّ الرسمية موزّعين النصح بإجراء الإنتخابات النيابية في مواعيدها، وإن لم ينجَز القانون الجديد الذي ستُجرى على أساسه، فبالقانون النافذ. وفي الكواليس الديبلوماسية اهتمام بابويّ قد يتطوّر إلى مبادرة في انتظار موفد خاص سيصل بيروت الشهر المقبل؟ فما الدافع إلى ذلك؟

ليس في ما يُعتبر إصراراً دوليّاً، أوروبّياً وأميركيّاً على إجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها ما يؤدّي إلى كشف أيّ سرّ من أسرار الديبلوماسية الدولية، فالبيانات الرسمية التي صدرت عن حكومات الدول ووزارات الخارجية في الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية وغيرها لم توفّر مناسبة إلّا شدّدت فيها على إحترام مبدأ التداول في السلطة وإجراء الإنتخابات التشريعية في مواعيدها. حتى إنّ مراجع دولية وأممية وضعت كلّ إمكاناتها وخبراتها في هذا الصدد لدعم البرامج الخاصة بها وتمويل الآليات الإدارية التي ستواكبها.

وعلى هامش الرعاية الدولية والأممية لهذا الإستحقاق يدور حديث مستفيض عن الأسباب الموجبة التي تدفع في اتّجاه هذه الخيارات مرفقةً بالتحذير من مخاطر تجاهلها سواءٌ بما هو مقترح - ولو بخجل كبير - من تمديد أو تجديد أو تأجيل تقنيّ أو إداري لهذه الانتخابات، وقد تجلّى ذلك بالتحرّك الدولي الذي اعتاد عليه اللبنانيون مع كلّ حدث يمكن أن يهدّد الأمن والاستقرار في البلاد.

مخاطر تهدّد الاستحقاقات

ويعترف ديبلوماسيون عاملون في لبنان بكثير من المخاطر التي تحوط بالإنتخابات النيابية نتيجة ما يجري في سوريا وانعكاساته على دول الجوار ولا سيّما منها لبنان، بالإضافة الى ما يمكن أن تشهده الساحة اللبنانية من تجاذبات تهدّدها، ومنها ما هو متوقَّع من اغتيالات شبيهة بجريمة اغتيال اللواء وسام الحسن، كذلك بالنسبة الى ما يشبه أحداث طرابلس.

وعلى هذه الخلفيّات رصد المراقبون، تحرّكاً بابويّاً يوازي في أهمّيته التحرّك الدولي لإمرار الاستحقاق الانتخابي وحماية وحدة لبنان ومؤسّساته من كلّ ما يهدّدها. وقد أبلغ البطريرك الراعي قيادات التقاها أخيراً أنّ الغرب، وتحديداً الفاتيكان، يعطيان إشارات جدّية غير قابلة للجدل حول ضرورة إجراء الانتخابات في مواعيدها من دون أيّ حجج تعطّل هذا الاستحقاق الدستوري. ويضيف المراقبون أنّ السفير البابوي غبريال غاتشيا أبلغ إلى جميع من التقاهم أخيراً أنّ الفاتيكان لا يقبل بتأجيل الاستحقاق الدستوري أيّا تكن الذرائع، فأهمّية الاستحقاقات أن تُجرى في مواعيدها الدستورية. وإنّ الكرسيّ الرسولي الذي اطّلع على اقتراحات عدة بالتأجيل أو تلقّاها أجاب صراحةً وبلا تردّد أنّه لن يقبل أيّ اقتراح من هذا النوع، وهو يستعدّ للقيام بالدور المطلوب وممارسة الضغوط التي تسمح بتوفير الأجواء لانتخابات نزيهة وحرّة وديموقراطية من أجل مساعدة لبنان واللبنانيين على إمرار المرحلة بأقلّ الخسائر الممكنة.

ممنوع نسف الديموقراطية

ونُقل عن السفير كاتشيا قوله: "من غير المسموح نسف الديموقراطية في لبنان، خصوصاً في هذه المرحلة بالذات. فالدول التي تنتفض على كلّ أشكال الديكتاتورية وحكم الحزب الواحد تقارب النموذج اللبناني، فهل نقوده إلى ما كانت عليه هذه الدول قبل الثورات؟" وعمّا هو متداول من معلومات مفادُها أنّ قداسة البابا والمراجع المعنية إلى جانبه عبّرت أمام رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والبطريرك الراعي في مناسبات عدة عن قدرتها على التأثير في الدول الكبرى، وأنّها قادرة على حماية هذه الاستحقاقات، وأنّها مستعدّة لهذه المهمّة، لا بل ترغب بها. ولذلك يقول الراعي: "إنّ الإنتخابات ستجري في مواعيدها بقانون عصريّ أو بالقانون الساري المفعول اليوم لا فارق، لأنّ المهمّ أن تجري الإنتخابات منعاً لما قد يكون مخبّأً للبنان من مكائد لإدخال البلد في ما لا تُحمد عقباه".

متابعة فاتيكانية

وعليه تتوقّع المراجع الروحية والسياسية المعنية حركة دبلوماسية ناشطة أوروبّية وأميركية بداية السنة الجارية من أجل هذه الرسالة ولاستكشاف الواقع الحالي. ولذلك فإنّ السفارة البابوية تتابع عبر فريق متخصّص مشاريع قوانين الانتخاب المطروحة وقد درستها، ولها ملاحظاتها وهي تراقب عن كثب أيّ تطوّر يمكن أن يحصل لئلّا تفاجَأ بأيّ حدث غير محسوب سلفاً.

وفي هذا السياق تتبادل مراجع كبرى في دوائرها الضيقة معلومات عن موفد بابوي سيزور بيروت الشهر المقبل لمواكبة المرحلة وتقديم أيّ عون يطلبه اللبنانيّون لتجاوز المطبّات الصعبة ومنع الوصول بالبلاد الى طريق وعر أو مسدود انتخابيّاً.

 

محمد عبد الحميد بيضون: "حزب الله" لن يذهب الىانتخابات يخسرها

لفت الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون، في حديثٍ إلى قناة "المستقبل"، إلى أنَّ رئيس مجلس النواب نبيه بري "خرج عن كل الأصول بتحويل موضوع قانون الانتخابات إلى لجنة فرعية، وكان عليه مطالبة الحكومة بسحب مشروعها الذي قدمته، وبالتالي موافقة أطراف الحكومة على مشروع الحكومة ثم الدفاع عن مشروع آخر يظهر الفشل ومحاولة اللعب على الرأي العام". واعتبر بيضون أنَّ "حزب الله لن يسمح باجراء انتخابات ستفوز بها قوى "14 آذار" وهو يربط مصير لبنان بمصير النظام السوري

 

شمعون استغرب مضي الكتائب والقوات في المشروع الارثوذكسي

وطنية - اكد رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون ان "حزبي الكتائب و"القوات اللبنانية" لديهما الوعي واليقين الكافيان لعدم أخذ البلاد إلى الطائفية التي تتربص بوطننا"، معتبرا أن "الحزبين سيغيران رأيهما من مشروع "اللقاء الأرثوذكسي" لأنه لا يعقل إنتخاب نواب ضمن قانون طائفي كهذا"، مشيرا إلى أن "فريق 14 آذار الذي يرفض هذا القانون لن يفك تحالفه مع حزبي الكتائب والقوات وسنتصالح ونتفاهم معهما من جديد على قانون آخر يرضي الجميع ونعتبرها عاصفة ضياع مرت ثم عادت الأمور إلى مجاريها". وأشار أن النائب سامي الجميل "يطرح مشروع اللقاء الأرثوذكسي لسبب أنه لا يملك أي قانون آخر للمضي به في الإنتخابات النيابية المقبلة"، معتبرا أن "هذا القانون من غير المسموح إعتماده لأنه "مرض سرطان". وأضاف: "يجب ألا نقترحه لأنه يدعو إلى الطائفية التي أصبحت مرضا تربص لبنان ولا يزال حتى اليوم. وهذا القانون يساهم في زيادة هذه الظاهرة التي يجب ألا تستمر الى يومنا هذا". واستغرب "سبب إعتماد هذا القانون"، ولفت إلى أن "حزبي الكتائب والقوات يؤيدان قانونا خارجا عن الدستور بحيث أن هناك مادة في الدستور تدعو إلى إلغاء الطائفية"، مشيرا إلى أن "الحزبين أخطأا بتبنيهما ومستغربا "سبب المضي به". وعارض "ما يطرح عن إعتماد نظام أكثري ضمن "اللقاء الأرثوذكسي" وكل ما يتعلق بهذا المشروع لأنه يرسخ الطائفية في جذور الوطن"، معتبرا أن القانون الأمثل هو القانون الذي يدعو إلى الإبتعاد عن الطائفية ضمن إنشاء مجلس شيوخ يتعامل بكل أمور الطوائف ومجلس نواب غير طائفي وضمن قانون إنتخاب وفق الدائرة الفردية". وأضاف: "علينا أن ننزع سرطان الطائفية من جسمنا"، ومشروع "اللقاء الأرثوكسي" لن يمر ونحن متأكدون من ذلك". ولفت الى انه "نجح في الإنتخابات بسبب أصوات غير مسيحية بنسبة 60 في المئة"، وإعتبر أن "يعمل لأبناء منطقته كافة من كل الطوائف ولا يعمل للماروني فقط، وصداقاته من كل الطوائف مما لا يعقل ولا يجوز أن يدير ظهره لكل من ساهم في إيصاله إلى المجلس من طوائف مختلفة، وأن نقول لهم اليوم: "ما تنتخبوني اليوم إنتخبوا لي من طائفتكم أنا ماروني". وسأل: "لماذا لا نتعلم من الدول المتقدمة للتعايش كأفرقاء حقيقيين من دون إدخال الطوائف والمذاهب في علاقاتنا الإجتماعية".

شمعون: الكتائب و"القوات" سيغيّران رأيهما

 ورأى رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون "ان لدى حزبي الكتائب والقوات اللبنانية الوعي واليقين الكافيين لعدم أخذ البلاد إلى الطائفية التي تتربص بوطننا"، معتبرا أن "الحزبين سيغيران رأيهما من مشروع اللقاء الأرثوذكسي لأنه لا يعقل انتخاب نواب ضمن قانون طائفي مثل هذا القانون"، مشيرا إلى أن "فريق 14 آذار الذي يرفض هذا القانون لن يفك تحالفه مع حزبي الكتائب والقوات وسنتصالح ونتفاهم معهما من جديد على قانون آخر يرضي الجميع، ونعتبرها عاصفة ضياع مرت ثم عادت الأمور إلى مجاريها". وقال إن النائب سامي الجميل "يطرح مشروع اللقاء الأرثوذكسي لأنه لا يملك أي قانون آخر للمضي به في الإنتخابات النيابية المقبلة. هذا القانون من غير المسموح اعتماده لأنه مرض سرطان". وأضاف: "يجب ألا نقترحه لأنه يدعو إلى الطائفية التي أصبحت مرضا تتربص بلبنان ولا يزال حتى اليوم. وهذا القانون يساهم في زيادة هذه الظاهرة التي يجب ألا تستمر الى يومنا هذا"، ولفت إلى أن "حزبي الكتائب والقوات يؤيدان قانونا خارجا عن الدستور بحيث إن هناك مادة في الدستور تدعو إلى إلغاء الطائفية"، مشيرا إلى أن "الحزبين أخطأا في تبنيه (...)".

 

بازار" مشاريع وفيتوات يُغرق الجدل النيابي ومهلة أخيرة قبل الاحتكام إلى اللجان

اجتماعات مسائية على محوري 14 آذار و8 آذار وسط التأزم

اجتماع اليوم للشخصيات المسيحية المستقلة في منزل حرب

النهار/عكست التعبئة السياسية الواسعة التي شهدتها أروقة قوى 14 و8 آذار ومجالسها في اجتماعات انعقدت مساء امس، وصول ملف قانون الانتخاب الى عنق زجاجة التأزيم، عقب جلستين عقدتهما اللجنة النيابية الفرعية المكلفة هذا الملف أمس وبلغت معهما الحائط المسدود، على رغم محاذرة معظم القوى المعنية الاعتراف بذلك. ويمكن القول ان مسار اللجنة النيابية الفرعية بدأ يشارف لحظة القرار المفصلية في الساعات المقبلة، وهي لحظة ستملي على رئيس مجلس النواب نبيه بري والكتل النيابية والقوى السياسية مواجهة واحد من خيارين: اما تمديد مهمة اللجنة بضعة ايام في محاولة اخيرة للتوصل الى ما عجزت عن بلوغه امس اي وضع اساس لصيغة مشروع مختلط من النظامين الاكثري والنسبي لقانون الانتخاب، واما دفع الملف برمته الى اللجان النيابية المشتركة لوضع يدها على كل تعقيداته وتناقضاته. وأبرزت مصادر مواكبة للمشاورات التي اجريت في الساعات الاخيرة، وعشية عودة اللجنة النيابية الفرعية الى الاجتماع اليوم، رؤية قاتمة لاحتمالات التوصل الى مشروع توافقي اذ قالت لـ"النهار" إن الجلسة التي عقدتها اللجنة قبل ظهر امس شهدت بلوغ معركة طرح "الفيتوات" ذروتها وبدت أقرب الى مبارزة بتحديد "الخطوط الحمر" المتبادلة بين الافرقاء. وأشارت الى توتر شديد ساد مناقشات اللجنة زادت حدته مسارعة عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب الان عون الى التفرّد المقصود باعلان "نعي النظام المختلط" امام الصحافيين في مسعى واضح للضغط على رئاسة المجلس وخصوم مشروع "اللقاء الارثوذكسي"، الامر الذي ازعج حلفاء عون أنفسهم. واسترعى الانتباه في هذا السياق ان عضو "كتلة التنمية والتحرير" النائب علي بزي سارع بعد كلام النائب عون الى محاولة تبديد الانطباع عن اخفاق الجهود الساعية الى بلورة مشروع توافقي، فوصف الجلسة بأنها كانت "جيدة خلافاً لما قيل ولما سمعناه منذ قليل".

وعلمت "النهار" ان موقف بزي جاء بايعاز من الرئيس بري الذي كلف عضو كتلته التأكيد ان الامور لا تزال في دائرة البحث ولا شيء نهائياً بعد.

واوضحت المصادر ان الجلسة لم تحرز واقعياً اي تقدم، لكن الجميع اتفقوا على المضي في البحث وعدم اقفاله. وعلم ان الحزب التقدمي الاشتراكي ممثلاً بالنائب اكرم شهيب اقترح في الجلسة صيغة تقوم على انتخاب اكثري بنسبة 70 في المئة وانتخاب نسبي بنسبة 30 في المئة باعتبار ان المناصفة في معادلة الاكثري والنسبي لا تلقى تأييداً واسعاً. كذلك سعى فريق المعارضة كلاً الى تعزيز نسبة الاكثري في المشروع المقترح لكن فريق الاكثرية ولا سيما منه قوى 8 آذار رفضت ذلك. وبادر عضو كتلة "حزب الله" علي فياض الى رفض صيغة الدوائر الفردية رفضاً باتاً، مؤكداً انه طرح "فيتو" على صيغة اقترحت في الجلسة تتعلق بالدوائر الـ 128 (وفق عدد اعضاء مجلس النواب). وحمل على "تيار المستقبل" من غير ان يسميه قائلاً: "من يريد ان يهاجم النسبية باستمرار انما يخاف من انكشاف حجمه السياسي".

وكان النائب احمد فتفت واضحاً في تأكيد رفض فريقه "اي قانون نسبي"، لكنه لمح الى مرونة حيال تطوير النظام الاكثري وعدد الدوائر وكذلك حيال طرح الدائرة الفردية.

واضافت المصادر المواكبة للمناقشات ان تخوفاً كبيراً نشأ من اغراق اللجنة في "بازار" المشاريع الانتخابية، علماً ان هذا "البازار" مرشح للتعاظم والاتساع في ظل التخوف من عدم وجود قرارات سياسية حازمة ونهائية بالتنازل لدى أي فريق لمصلحة مشروع توافقي. ولفت في هذا السياق اعلان النائب سامي الجميل عقب اجتماعه أمس مع الرئيس بري "أن قانون الستين هو القانون الوحيد الذي دفن"، مشدداً في المقابل على أن "الأبواب لن تقفل والتواصل سيستمر بين الجميع". وإذ نقل عن بري انه "ملزم نتائج اللجنة الفرعية"، قال إن المساعي مستمرة للتوصل الى حل وسط بين الفريقين حتى الاربعاء (غداً)، "وإلا فان الرئيس بري سيباشر العملية الديموقراطية من خلال استئناف اجتماعات اللجان المشتركة الاسبوع المقبل".

لقاءات مسائية

وشهدت ساعات المساء لقاءات عدة، إذ زار نائب "القوات اللبنانية" جورج عدوان الرئيس فؤاد السنيورة. وعلم ان اللقاء تركز على عدم تأثر العلاقات بين مكونات 14 آذار بالتباينات حيال ملف قانون الانتخاب. وفي الاطار عينه زار منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، ورفض سعيد التصريح بعد اللقاء ولكن علم أن الأجواء كانت ايجابية.

وفي المقابل عقد لقاء موسع في منزل الوزير علي حسن خليل حضره الوزراء محمد فنيش وجبران باسيل وفايز غصن وعلي قانصو ومروان خير الدين ونقولا فتوش وتناول المجتمعون ملف قانون الانتخاب.

المستقلون

وبدورها تعود الشخصيات المسيحية المستقلة ضمن فريق 14 آذار الى الاجتماع اليوم في منزل النائب بطرس حرب "لوضع خريطة طريق لاتصالاتها تشمل القوى الوسطية وقوى 14 آذار". وأبلغت أوساط هذه الشخصيات "النهار" ان اجتماع اليوم يندرج في اطار "تصحيح أسس الشركة الوطنية باعتباره هدفاً يلتقي عليه الجميع لأن الغبن يلحق بالمسيحيين من وقت طويل وتصحيح الخلل يكون بتطبيق الطائف وقيام مناصفة حقيقية وهو مبدأ يقوم حوله اجماع مسيحي ولكن تبقى المشكلة في الوسيلة". أما "المشروع الارثوذكسي"، فترى الأوساط أن مساوئه كبيرة جداً وأكثر من مكاسبه.

وقال رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض لـ"النهار" عشية الاجتماع: "نريد الوصول الى حلول تراعي هاجس الشركة وتؤدي الى اجراء الانتخابات وهناك مجموعة صيغ ويمكن الانطلاق من الدوائر الصغرى مع بعض التعديلات أو الانطلاق من مشروع يمزج بين الأكثري والنسبي (مثل طرح فؤاد بطرس) ليكون مقبولاً لدى جميع الأطراف وبذلك نؤمن مناصفة حقيقية من دون تدمير الدولة والمساحة المشتركة بين اللبنانيين". وأشار الى ان خطة عمل ستوضع للتواصل بين قوى 14 آذار.

باريس

في سياق آخر، أفاد مراسل "النهار" في باريس سمير تويني أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سيستقبل الاسبوع المقبل تباعاً النائب وليد جنبلاط في 28 كانون الثاني الجاري والرئيس أمين الجميل في 30 منه ليبحث مع كل منهما في التطورات اللبنانية والاقليمية. ويأتي هذان اللقاءان في لحظة مهمة داخلياً واقليمياً، إذ تنظر باريس الى مستقبل الوضع اللبناني بحذر كبير وترى انه سيزداد تعقيداً في الأشهر المقبلة من جراء انعكاسات الأزمة السورية على لبنان. ولذا تقول باريس إنه حان الوقت لكي يتوصل الافرقاء اللبنانيون الى توافق على استحقاقاتهم الداخلية ومنها تأليف حكومة جديدة تكون اكثر تمثيلاً وشمولاً.

 

رابطة النواب السابقين سألت نواب الطائف عن قانون الانتخاب معلولي: سنطالب الحسيني بالافراج عن المحاضر لنعرف علام تم الاتفاق

وطنية - عقدت رابطة النواب السابقين اجتماعا ظهر اليوم في المجلس النيابي، برئاسة رئيسها النائب السابق لرئيس مجلس النواب ميشال معلولي، وحضور: صالح الخير، جاك جوخدريان، طلال المرعبي، عثمان الدنا، زاهر الخطيب، جبران طوق وميشال ساسين. كما حضر النائب عبد اللطيف الزين.

على الاثر، صرح معلولي: "ان عدد النواب السابقين 175 نائبا، ومن اصل هؤلاء هناك 25 شاركوا في وضع وثيقة الوفاق الوطني او ما سمي باتفاق الطائف، ومنهم نائبان حاليان، وفي هذا الموضوع المطروح اليوم وما يثار حول قانون الانتخاب ارتأينا ان نسأل النواب الذين شاركوا في وضع وثيقة الوفاق الوطني ماذا قلتم في الطائف خصوصا ان هناك اليوم خمسة مشاريع مطروحة منها قانون الستين، وما يقال عن اللقاء الارثوذكسي ومشروع الحكومة واقتراح الخمسين دائرة فضلا عن المشروع المقدم من الوزير السابق فؤاد بطرس وما يقال عن اقتراح ناجي البستاني. كل هذه الطروحات دفعتنا لنسأل ماذا قالوا في الطائف في ما يتعلق بقانون الانتخاب. هناك مصدران لا ثالث لهما لمعرفة ماذا قال النواب في الطائف، فهناك المحاضر الموجوة لدى دولة الرئيس حسين الحسيني ولا نعرف لماذا اخفاها دولته فلو كانت هذه المحاضر موجودة لما كان من داع لاجتماع النواب الحاليين، ولان المحاضر غير موجودة اضطررنا لدعوة نواب الطائف لنسألهم ما هو الموضوع الذي اتفقتم عليه في الطائف في ما يتعلق بقانون الانتخابات، ومعلوم ان الطائف قال بوضع قانون جديد للانتخاب وإعادة النظر في التقسيمات الادارية. ماذا تحقق من ذلك، هذا هو الموضوع الذي حاولت اليوم طرحه على نواب الطائف، لكن للاسف لم يكن هناك نصاب فأرجأنا الاجتماع الى موعد آخر سيحدد لاحقا".

اضاف: "اما الأمر الاكيد الذي شدد عليه الحضور، فهو اننا لم نتطرق لا الى موضوع اللقاء الارثوذكسي ولا الى موضوع الدائرة الواحدة الواردة في اتفاق الطائف لانها تقول ان ذلك يتم بعد اعادة التقسيمات الادارية".

وتابع: "انا استمزجت آراء نواب الطائف ولا اخفي عليكم اننا سنتصل بدولة الرئيس حسين الحسيني وسنتمنى عليه ونرجوه ان يفرج عن محاضر الطائف لنرى ما حصل بالتحديد، والاهم من كل ذلك ان اتفاق الطائف اصبح دستورا ولا يوجد دستور في العالم، لا في الديمقراطيات ولا في الديكتاتوريات لا يوجد محاضر فيه. أي موضوع يطرح يلزمه محاضر يستند عليها، ففي المرة الماضية سألوا هل الاستشارات عند رئيس الجمهورية ملزمة بإجرائها او بنتائجها، والجواب هو في محاضر الطائف. انا لا اريد ان اطرح ما هي المواضيع التي تحتاج الى توضيح من خلال المحاضر، اذ لا يوجد دستور في العالم الا ويستند الى محاضر خصوصا عندما يكون هناك اي تساؤل الا في لبنان". وقال: "هذا هو السؤال الرئيسي الذي طرحته. والامر الاخير الذي طرحته ان هناك تزامنا وتلازما بين قانون الانتخاب الجديد وبين اللامركزية الادارية الموسعة التي اقررناها في الطائف، ويجب التنبه الى هذه النقطة المهمة جدا، فإذا أقر مشروع اللامركزية الادارية الموسعة واصبحت لدى هذه الدوائر استقلالية في المواضيع الحياتية والانمائية وفي الصحة والاشغال وحتى في الامن يصبح لمجلسي النواب والوزراء مهام محددة وليس كما الحال اليوم، ولا يعود لهما الاهمية، عندها يفقد مجلس النواب صلاحياته بكل تلك الامور الحياتية التي تعود صلاحياتها للامركزية الادارية الموسعة، وعندئذ يشرع ويراقب ولا يكون هناك كل هذا التصادم وكل هذه الحدة السائدة اليوم. واتفق الحاضرون على عقد اجتماع ثان سنخرج بعده الى الاعلام بوضوح جدا وسننقل لكم جواب دولة الرئيس الحسيني على طلبنا".

وردا على سؤال، قال معلولي: "كان البعض مسافرا واعتذر عن عدم الحضور، والبعض الاخر لم يحضر لدواع صحية، وان شاء الله يتأمن النصاب في الاجتماع المقبل".

 

بزّي يؤكد مناقشة النظام المختلط في جلسة بعد الظهر وعون ينعيه و"حزب الله" يضع الفيتو... عدوان بعد اجتماع اللجنة المصغرة: صحة التمثيل أولويتنا

موقع القوات اللبنانية

استأنفت اللجنة الفرعية المنبثقة عن اللجان النيابية المشتركة والمكلفة درس قانون الانتخابات النيابية جلساتها، برئاسة النائب روبير غانم في قاعة لجنة الادارة والعدل في مجلس النواب، بحضور النواب: نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان، عضو كتلة "الكتائب" سامي الجميل، عضو تكتل "التغيير والإصلاح" الان عون، نائب حزب "الطاشناق" آغوب بقرادونيان، عضو تكتل "لبنان أولا" سيرج طورسركيسيان، عضو كتلة "المستقبل" احمد فتفت، عضو جبهة "النضال الوطني" اكرم شهيب، عضو كتلة "التنمية والتحرير" علي بزي، وعضو كتلة "الوفاء للمقاومة" علي فياض.

وبعد انتهاء الجلسة، نعى عون ما كانت معلومات سابقة تحدثت عنه من مسعى لدمج النظامين الأكثري والنسبي، وقال: "انعي اليكم فقيدنا الغالي النظام المختلط، فالنقاش يجري بين من يريد التمثيل الحقيقي ومن يضع نصب أعينه تمثيل الاخرين في المجلس، وبالتالي، النقاش يجب أن ينتقل الى مرحلة جدية، و"مهما حرنا ودرنا" لن يكون لدينا الا "الأرثوذكسي" في أخر المطاف".

لكن النائب بزّي كان رأيه مخالفا لرأي حليفه في "8 آذار"، إذ أعلن انه "تم الإتفاق على مناقشة القانون المختلط في جلسة بعد ظهر اليوم، والجلسة الصباحية اتسمت بالإيجابية ونأمل أن تحمل الجلسة المسائية أجوبة عن أسئلة التي طُرحت اليوم"، مؤكدا "اننا مؤتمنون جميعا وبمسؤولية وطنية على ايجاد مساحة مشتركة لإجراء الإنتخابات وتطمين الجميع".

بدوره، لفت عدوان الى ان "النقاش كان بين اتجاهين تمسك كل منهما بطرحه رافضا الطرح المقابل، ففريق يريد النظام النسبي وفريق بالمقابل يريد النظام الأكثري"، مؤكدا ان "صحة التمثيل بالنسبة الينا تبقى هي الأولوية في أي قانون سيُعتمد، ولذلك، ما يُتفق عليه بين الجميع ونراه نحن مؤاتيا لصحة التمثيل فسنسير به أكان نسبيا أو أكثريا".

وقال نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية": "نأمل أن نصل الى الحلول المرجوة في اليومين المقبلين ومنفتحون على كل الإقتراحات، أما في ما خص طرح إنشاء مجلس الشيوخ وغيره من الطروحات، فإننا نؤكد الإنفتاح على كل أمر يُطرح بشرط البدء بمجلس نواب يؤمن صحة التمثيل لكل اللبنانيين عبر قانون انتخابي جديد وصحيح واجراء الإنتخابات في موعدها، وبعدها نناقش في الأمور الأخرى".

وفي حين لفت فتفت الى ان المرحلة حساسة وتتطلب بحثا جديا عن الحلول، أكّد عضو كتلة "المستقبل" التمسك برفض النظام النسبي، مشيرا الى ان حزب الله رفض رفضا باتا الدائرة الفردية، الأمر الذي أكّده النائب علي فياض، في وقت لاحق. ودعا عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" الى "التعاطي بشفافية مع الرأي العام اللبناني والإبتعاد عن الإزدواجية"، وقال: "ليشرحوا لي أين هو حق المسيحيين في صيغة الخمسين دائرة مع النظام الأكثري، فهذا النظام سيؤتي بـ14 نائبا مسيحيا فقط فيما يبقى النواب المسيحيون الباقون تحت مظلة الكتل الإسلامية الباقية"، واضاف: "انا وضعت فيتو في الجلسة على الدوائر الصغرى أو الصيغة الفردية، أي انتخاب كل ناخب لمرشح واحد".

أمّا شهيّب، فلفت الى ان "طرحنا بقيام مجلس الشيوخ كان من منطلق تقريب وجهات النظر للإنطلاق من قانون يؤمن صحة التمثيل للجميع والمناصفة الحقيقية"، وأضاف: "بعد نعي "الستين" والنظام المختلط، و"الأرثوذكسي" وُلد ميتا، اؤكد ان المطلوب هو التقدم للوصول الى قواسم مشتركة، ونأمل بالوصول الى قانون عادل للجميع وتبقى الإنتخابات في موعدها".

وكان النائب غانم أكد ان "مواقف كل فريق بالنسبة لقانون الإنتخاب معروفة سلفا وهدف العمل في اللجنة هو السعي للتوافق في هذا الموضوع، قد استمعنا الى أجوبة الزملاء اليوم وبحثنا في العمق وفي ما يمكن استخلاصه وتدوير الزوايا وسنتابع بعد ظهر اليوم المداولات"، مضيفا: "المسيحيون لا يطالبون بحقوقهم لكي يلحقوا الضرر بغيرهم وانشاالله نصل الى قانون ينصف الجميع ويضمن حق تمثل كل المواطنين بالتساوي".

 

إنتخابات نبيذ ومي

محمد سلام/الوكالة الإتحادية للأنباء

ذَكّرتني التسويات المطروحة للاتفاق على قانون للانتخابات على قاعدة خلط النبيذ بالماء بتلك الرواية الشعبية الحكيمة عن مختار إحدى القرى التي تعيش على زراعة الكرمة وأرادت أن تبحث في تغيير زراعتها بعدما تدنى سعر العنب. دعا المختار رعيته إلى اجتماع عام يضم كل أهل القرية، وطلب من كل مدعو أن يحضر معه قنينة نبيذ من محصوله لمزجها مع محتويات كل القناني في برميل واحد وتذوقِها أثناء الاجتماع لتحديد ما إذا كانت نوعية النبيذ المشترك جيدة، أم يجب الاستغناء عن زراعة الكرمة وإختيار منتج زراعي جديد. عُقِدَ الاجتماع، كما تقول الرواية، ومُلِئَت الكؤوس من النبيذ المشترك، ولدى التذوق تبين للجميع أنهم لا يشربون النبيذ بل الماء. العبرة هي في أن كل مدعو اعتقد أنه يستطيع أن يغش في المنتوج المشترك، فأحضر معه قنينة ماء. وتبين لدى التذوق أن الجميع يغشون والجميع أحضروا ماء بدلاً من النبيذ، فخسروا كلهم، ومن دون أي استثناء. المطلوب اليوم قانون إنتخابي على قاعدة نبيذ أو ماء، وليس على قاعدة نبيذ وماء، لسبب بسيط وهو أن اللبنانيين أثبتوا على مدى تاريخهم اللحديث، والقديم يضاً، أن خلطاتهم لا تعتمد معياراً صادقاً وينتهي أمرها إلى تسمُّمِ متذوقيها. فمن أراد نبيذا فليشربه، ومن أراد ماء فليشربه من دون أن يعتدي أحدٌ على مذاق الآخر. الإختلاف يقع عندما نفرض مذاقاتنا على غيرنا، وليس عندما نحترم الآخر وحريته في مذاقه وإختياره وتعبيره عن ذاته. (صوت لبنان (100.5))

 

سليمان تسلم في روسيا جائزة وحدة الشعوب الارثوذكسية: لا استقرار وسلام في الشرق الأوسط دون حل عادل وشامل لقضية فلسطين

وطنية - أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عن "الأمل في أن تؤدي التحولات الجارية في العالم إلى تحقيق ما تتمناه شعوب المنطقة لنفسها من إصلاح وحرية وديموقراطية حقة تحافظ على الحريات الأساسية وتسمح بمشاركة كل المكونات الحضارية لمجتمعاتها في الحياة السياسية وفي إدارة الشأن العام بصورة متكافئة وعادلة، وفي أن يعي العالم بأجمعه بأن لا استقرار ولا سلام فعليا في الشرق الأوسط من دون عدالة اجتماعية في الداخل، ومن دون حل عادل وشامل لقضية فلسطين ولكل أوجه الصراع العربي الإسرائيلي، على قاعدة قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام".  وشدد على أن "الضغط على اسرائيل للسماح للفلسطينيين بإقامة دولتهم يعتبر من مستلزمات تحقيق الديموقراطية في المنطقة، فضلا عن النظر الى ما يجري في سوريا بعين المنطق والتروي والعدالة الدولية والعمل على إطلاق حوار سياسي فيها يمكن مواطنيها من ايجاد نظام يتوافقون عليه". وعبر، خلال لقائه بطريرك موسكو وكل روسيا كيريل، وفي حفل منحه وبطريرك جورجيا ايليا الثاني ورئيس شركة الخطوط الحديدية الروسية فلاديمير ياكونين، جائزة البطريرك الكسي الثاني، عن "سعادته واعتزازه بنيل هذه الجائزة، التي تقدم للمرة الاولى منذ 18 عاما الى شخصية لبنانية"، مقدما مكونها المالي الى ميتمين تابعين لبطريركية موسكو. وإذ أكد الرئيس سليمان أن "هذه الجائزة ستزيده تصميما وعزما في سعيه لتعزيز نهج الحوار والتوافق والاعتدال"، اعتبر أنه "يقع على لبنان والرئيس المسيحي فيه مسؤولية تشكيل الضمانة للمسيحيين في الشرق، لا سيما أن الرئيس مدعوم من الطوائف الاسلامية"، معولا على "الدور الكبير الذي يمكن لروسيا ان تلعبه في هذا الاطار".

وقائع الحفل

وكان الرئيس سليمان وصل الى كنيسة السيد المسيح المخلص في موسكو، ترافقه السيدة الاولى وفاء سليمان، قرابة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (الرابعة بعد الظهر بتوقيت بيروت)، حيث التقطت الصورة التذكارية للفائزين مع البطريرك كيريل، قبل ان ينتقلوا الى صالة المعابد في الكنيسة ويبدأ الحفل، مستهلا بفيلم وثائقي عن الجائزة. وألقى البطريرك كيريل كلمة اشاد فيها بالمكرمين، مثنيا على "الدور الذي يلعبه الرئيس سليمان في مجال التطوير السلمي للبنان ولجهوده في تأييد الحوار المسيحي - الاسلامي، وكذلك في مجال تقديم المساعدات إلى النازحين السوريين وتعزيز الوحدة الوطنية بين اللبنانيين".

وسلم الجائزة للمكرمين الذين ألقى كل منهم كلمة بعد عرض وثائقي عنهم ليختتم الحفل بتراتيل دينية ومقطوعات موسيقية.

لقاء البطريرك كيريل

وزار رئيس الجمهورية الذي وصل، قبل ظهر اليوم، الى موسكو، ترافقه اللبنانية الأولى ونائب رئيس الحكومة سمير مقبل، البطريركية الأرثوذكسية في Danilov Monastery، حيث عقد لقاء مع البطريرك كيريل، حضره مطران الروم الارثوذكس في روسيا نيفون صيقلي ومقبل وقنصل روسيا الفخري في لبنان جاك صراف والسفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين.

في مستهل اللقاء، رحب البطريرك كيريل بالرئيس الضيف في روسيا، مستذكرا زيارته الاخيرة للبنان، منوها ب"العلاقات اللبنانية - الروسية على مر التاريخ".

وإذ تطرق إلى التحديات التي تواجه الوجود المسيحي في منطقة الشرق الاوسط"، حذر من "أن خروج المسيحيين هو بمثابة تهديد للسلام بين مختلف أطياف لبنان بشكل خاص، والمنطقة بشكل عام"، مشيرا إلى أن "الكنيسة الارثوذكسية لا تزال تركز في اتصالاتها على دعم هذا الوجود وضرورة ان تفهم القوى التي تهتم بالاستقرار في المنطقة ببذل الجهود لوقف الاعمال العسكرية وايجاد الحل السلمي في سوريا".

الرئيس سليمان

من جهته، شكر الرئيس سليمان للبطريرك دعوته ومنحه جائزة المؤسسة الدولية لوحدة الشعوب الارثوذكسية، مشددا على "أن الانتصار في الصراع القائم راهنا بين الارهاب والتعصب والانعزال من جهة، والانفتاح من جهة ثانية، سيكون للدول التي تعتمد الانفتاح". وإذ لفت إلى أن "العالم في المستقبل سيكون في حاجة الى نظام شبيه بالنظام اللبناني الذي يعتمد الديموقراطية التوافقية التي تسمح بإشراك كل مكوناته في إدارة الشأن السياسي في البلاد"، شدد على "أن الديموقراطية في العالم العربي لا يمكن ان تكون واقعية ما لم تشرك الدول مكوناتها في إدارة شؤونها". ونوه بأن "أهم مستلزمات هذه الديموقراطية هو تحقيق العدالة في فلسطين، الأمر الذي يتطلب جهدا دوليا للضغط على اسرائيل للسماح للفلسطينيين بإقامة دولتهم والنظر الى ما يجري في سوريا بعين المنطق والتروي والعدالة الدولية والعمل على إطلاق حوار سياسي يمكن مواطنيها من إيجاد نظام ديموقراطي يتفقون عليه".

واعتبر أنه "يقع على لبنان والرئيس المسيحي فيه مسؤولية تشكيل الضمانة للمسيحيين في الشرق، لا سيما أن الرئيس مدعوم من الطوائف الاسلامية فيه"، معولا على "الدور الكبير الذي يمكن لروسيا ان تلعبه في هذا الاطار".

مأدبة المطرن صيقلي

وتكريما للرئيس الضيف في روسيا والوفد المرافق، أقام المطران نيفون صيقلي مأدبة غداء في حضور نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وسفراء عرب واجانب في Archangelsky Pereoulok 15 A، استهلت بتلاوة صلاة مباركة على نية الرئيس سليمان، قبل أن يلقي المطران صيقلي كلمة اكد فيها "القيم الروحية التي نشأ عليها الرئيس وتجسيده الحس الوطني واهتمامه بوحدة اللبنانيين"، مثنيا على "الدور الذي يلعبه من خلال دعوته الافرقاء الى الجلوس الى طاولة الحوار، وسعيه الى الحصول على دعم الدول من خلال رحلاته الى الخارج".وإذ هنأ الرئيس سليمان على "حصوله على جائزة مؤسسة وحدة الشعوب الارثوذكسية"، اعتبر أن "هذه المؤسسة وجدت في شخصه المميز شريكا همه وحدة الشعوب". وفي الختام، قدم المطران صيقلي إلى الرئيس سليمان أيقونة عربون تقدير وشكر.

كلمة الرئيس سليمان

وألقى الرئيس سليمان كلمة قال فيها: "قداسة البطريرك، حضرة رئيس المؤسسة الدولية لوحدة الأمم المسيحية الأرثوذكسية، غبطة البطريرك ايليا الثاني بطريرك جورجيا، حضرة السيد فلاديمير ياكونين رئيس شركة الخطوط الحديدية الروسية، السيدات والسادة، في مثل هذا الصرح المقدس، تبدو جلية عظمة الأمم، وقوة الروح التي تحتضنها. ذلك أن لا عظمة فعلية من دون قيم، وهي قيم صقلت الكيان الروسي منذ أقدم العصور، وأغنت تراثه الوطني وطبعت صفحات مجده. أشكركم قداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وكل روسيا ورئيس مجلس أمناء الصندوق الدولي لوحدة الأمم الأرثوذكسية على تخصيصي بهذه الجائزة القيمة، وأشكر كذلك البروفسور Alexeev رئيس هذا الصندوق، مستذكرا روح قداسة البطريرك الراحل الكبير Alexey مؤسس الصندوق، بعبارات التقدير والمحبة. وإذ أعبر لكم عن سعادتي واعتزازي بنيلها من قبل قداستكم، فهي ستزيدني تصميما وعزما، في سعيي لتعزيز نهج الحوار والتوافق والاعتدال، والعمل على إعادة البريق إلى رسالة الحرية والعيش المشترك التي يتميز بها لبنان. وكنت تكريسا لذلك، دعوت من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى جعل لبنان مركزا دوليا من مراكز الحوار بين الحضارات والديانات والثقافات".

أضاف: "لقد تسنى لي القيام بزيارة رسمية لليونان في الشهر الأخير من العام المنصرم، وها هو العام الجاري ينفتح على زيارة، هي الثانية لبلادكم العظيمة المطبوعة في جوهرها بالتراث والروحانية الأرثوذكسية، لأجد نفسي موضع تكريم من قبل قداستكم. وإذا ما كان مثل هذه الأنشطة يساهم في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين دولنا وشعوبنا على قاعدة المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، فإنها تساهم كذلك في ترسيخ مثل هذه العلاقات بين مؤسساتنا الدينية والاجتماعية والتربوية، وهيئات مجتمعنا المدني على قاعدة التضامن والتكامل والإخاء. وإذا كنتم تسعون لوحدة الأمم الأرثوذكسية على مقاصد الخير، فما هذا السعي، بطبيعة الحال، إلا خطوة على طريق توحيد مختلف الأمم على قاعدة الإيمان بمبادىء ومثل سامية، والسعي المشترك لتحقيق السلام والعدالة والكرامة الإنسانية، في وقت ما زالت آفات الظلم والعوز والمرض والحروب ومخاطرها تهدد البشرية جمعاء. وليس صدفة في هذا السياق أن تكونوا منحتم هذه الجائزة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لما يقوم به من جهد لتغليب ثقافة السلام المبني على العدالة وللدفاع عن قضية فلسطين المحقة. وأن تكون هذه الجائزة منحت كذلك للدكتور بطرس بطرس غالي، تأكيدا من قبلكم على التلاقي بين الأهداف التي تسعى إليها كنيستكم ومؤسستكم والأهداف السامية للأمم المتحدة ومقاصدها في مجال خدمة حقوق الإنسان وقضايا التعاون الدولي والأمن والسلم الدوليين".

وتابع: "تتابعون قداسة البطريرك باهتمام مجرى التحولات الجارية في العالم العربي وطبيعتها لتحديد مدى تأثيرها على حياة الشعوب وكرامة مختلف مكوناتها وهنائها، وانعكاسها على مستقبل العلاقات بين الدول، والحوار الواجب بين الحضارات والديانات. يأمل لبنان من جهته في أن تؤدي هذه التحولات إلى تحقيق ما تتمناه شعوب المنطقة لنفسها من إصلاح وحرية وديموقراطية حقة تحافظ على الحريات الأساسية، ومنها حرية الرأي والمعتقد، وعلى حقوق الإنسان، ومنها حقوق المرأة، وتسمح بمشاركة كل المكونات الحضارية لمجتمعاتها في الحياة السياسية وفي إدارة الشأن العام بصورة متكافئة وعادلة. كذلك، يأمل بشكل خاص في أن يعي العالم بأجمعه بأن لا استقرار ولا سلام فعليا في الشرق الأوسط من دون عدالة اجتماعية في الداخل، ومن دون حل عادل وشامل لقضية فلسطين ولكل أوجه الصراع العربي - الإسرائيلي، على قاعدة قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام". وختم: "قداسة البطريرك، لا يسعني في هذا الصرح، إلا أن أستذكر روح غبطة البطريرك الراحل اغناطيوس الرابع هزيم، الذي أسس جامعة البلمند المرموقة، وغمر كنيسته ومحيطه بكبير محبته وعلمه ونوره. وإذ تنطلق الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية بقيادة بطريركها الجديد والقدير يوحنا العاشر اليازجي، فإني على يقين أن الطائفة الأرثوذكسية اللبنانية الكريمة، التي تشكل مكونا جوهريا من مكونات لبنان والعروبة، سوف تستمر في عطاءاتها ومساهماتها إلى جانب مختلف مكونات العائلة اللبنانية، في إعلاء شأن الوطن، وتعزيز الفكر النهضوي المستنير، من ضمن الحاجة إلى التوفيق بين مستلزمات الحداثة وجوهر قيمنا المشرقية، ومن ضمن ما هي رسالة لبنان وفلسفة كيانه المرتكز إلى الميثاقية والديموقراطية والحرية ونهج الاعتدال والحوار. أشكركم مجددا قداسة البطريرك على الجائزة التي تكرمتم بمنحها إلي، وعلى مكونها المالي الذي يسرني تقديمه كهبة، وبصورة مناصفة، الى ميتم Elizabethan للفتيات وميتم Pavlin للفتيان، التابعين كلاهما لبطريركية موسكو. عشتم، عاشت الصداقة الروسية - اللبنانية، وكل عام وأنتم بخير".

 

هيئة التنسيق النقابية أكدت الاضراب العام والتظاهر في 23 الحالي

 وطنية - اجتمعت هيئة التنسيق النقابية في مقر نقابة المعلمين الخاصة وعرضت نتائج الجمعيات العامة للمعلمين والموظفين ونتائج اللقاءات التي اجرتها مع الوزراء مروان خير الدين، ناظم الخوري وبانوس مانجيان، وأكدت على الاضراب الشامل في المدارس والثانويات الرسمية والخاصة وفي الوزارات والادارات والمؤسسات العامة والبلديات، وحددت خط سير التظاهرة المركزية التي ستنطلق عند الحادية عشرة من قبل ظهر الاربعاء المقبل في 23 الحالي من امام وزارة الاعلام. وأصدرت الهيئة البيان الآتي: "إزاء استمرار الحكومة في تمنعها عن إحالة مشروع سلسلة الرتب والرواتب التي اقرها مجلس الوزراء الى المجلس النيابي، بما يخالف الدستور اللبناني الذي نص على ان السلطة التنفيذية هي بيد الوزراء مجتمعا وليس بيد رئيسه فقط، وبعد ان اكد اكثر من وزير في الحكومة الحالية ان لا مبرر اقتصاديا حقيقيا يمنع احالة مشروع السلسلة الى المجلس النيابي، فإن هيئة التنسيق النقابية تؤكد على:

1- تنفيذ الاضراب العام والشامل يوم الاربعاء المقبل في 23-1-2013 في المدارس والثانويات الخاصة والرسمية ومعاهد التعليم المهني والتقني، وفي الوزارات والادارات والمؤسسات العامة والبلديات.

2- انطلاق تظاهرة مركزية في اليوم عينه من امام وزارة الاعلام - تقاطع شارعي الحمراء والصنائع في بيروت - عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر مرورا بالاسواق التجارية ووصولا الى السراي الحكومي.

3- رفض الهيئة التصرف اللادستوري الذي اقدمت عليه الحكومة بعدم احالة قرار مجلس الوزراء - موضوع مشروع السلسلة - الى المجلس النيابي وقد مضى على هذا الاقرار اكثر من ثلاثة اشهر.

4- تطلب الهيئة سحب المشروع الخطير المتعلق بسلب حقوق المتقاعدين، الذي قدمه وزير المالية محمد الصفدي واعتباره بمثابة الانقضاض على فلس الارملة، والتأكيد على ان حقوق المتقاعدين ليست منة من احد انما هي محسومات تجمعت من رواتبهم على امتداد سني خدماتهم في الوظيفة العامة وفي السلك العسكري.

5- تؤكد الهيئة انه في حال عدم استجابة الحكومة لمطلب احالة مشروع السلسلة بصفة المعجل وبدون تقسيط وتعديل درجات المعلمين وانصاف المتقاعدين والمتعاقدين والاجراء، فإنه لا بديل من الاضراب المفتوح والشامل والذي لا يشل المدارس العامة والخاصة والمهنيات فقط، انما يشل في الدرجة الاولى الوزارات والادارات والمؤسسات العامة والبلديات على امتداد الاراضي اللبنانية وذلك خلال شهر شباط المقبل.

6- تطالب الهيئة جميع القوى السياسية في المعارضة والموالاة ممارسة اقصى الضغوط على الحكومة لإحالة مشروع سلسلة الرتب والرواتب الى المجلس النيابي، فهذه السلسلة تطال ثلث الشعب اللبناني ومن شأنها تحريك الاقتصاد الوطني في ظل الظروف القائمة.

7- تدعو الهيئة جميع المعلمين والموظفين الى المشاركة الكثيفة في التظاهرة يوم الاربعاء المقبل، رغم الظروف المناخية الصعبة، فبقدر المشاركة يكون الضغط على الحكومة وتكون ايضا الخطوات التصعيدية المقبلة".

 

كبرى مدن شمال لبنان بين مؤامرات النظام السوري ومخاطر أفكار الجهاديين 

طرابلس "برميل بارود": قرار بتصفية الصباغ لوأد فكرة الإمارة

السياسة" - خاص: تعيش مدينة طرابلس في شمال لبنان على وقع ما يجري في سورية المجاورة, منذ اندلاع الثورة قبل 22 شهراً, وعلى وقع الخلافات المذهبية والاشتباكات الاقليمية منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الشهيد رفيق الحريري في فبراير 2005 . بعد جولات المعارك المتكررة منذ العام 2007 بين منطقتي باب التبانة التي يقطنها السنة وجبل محسن المجاور الذي يقطنه علويون موالون لنظام الأسد, تحولت مدينة طرابلس إلى مخزن كبير للأسلحة وموئل للمسلحين القادمين من المناطق الريفية المجاورة ومن سورية أيضاً. وإذا كان الجرح النازف بين المنطقتين يعود إلى الثمانينات بسبب المجازر التي ارتكبها الجيش السوري آنذاك في التبانة, فإن تغيراً خطيراً طرأ على الأوضاع في الأشهر القليلة الماضية, سيما خلال المعارك التي اندلعت بعد الثورة السورية وعلى خلفيتها وكنتيجة حتمية لتداعياتها على لبنان.

يتمثل هذا التغير بدخول الجهاديين بقوة على خط الأزمة, وفي مقدمهم زعيمهم الشيخ حسام الصباغ.

من هو الصباغ?

الصباغ المعروف باسم "أبو الحسن" هو ابن مدينة التبانة, يحمل الجنسية الأسترالية إلى جانب الجنسية اللبنانية, وهو مطلوب من السلطات في البلدين بتهمة الانتماء إلى تنظيم "القاعدة", وخصوصاً "فتح الإسلام" الذي قاتل الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين العام 2007 . انتمى الصباغ في بداياته إلى "حزب البعث" العراقي ثم انتقل للعمل في صفوف الجماعة الإسلامية, قبل أن يتأثر في العام 2001 بفكر "القاعدة" اثر الغزو الأميركي لأفغانستان, فشارك في القتال ضد الأميركيين في هذا البلد, ثم شارك في إرسال العناصر اللبنانية, عبر الأراضي السورية, للقتال في العراق إلى جانب "القاعدة" بعد الاحتلال الأميركي العام 2003 .

توارى عن الأنظار سنوات عدة وعاد للظهور بعد اندلاع الأزمة السورية, حيث سجل أول حضور علني له في ساحة النور عند المدخل الجنوبي لمدينة طرابلس خلال تظاهرة على خلفية توقيف جهاز الأمن العام الشاب الإسلامي شادي المولوي, في مايو من العام الماضي. بعد هذا الظهور, دخل الصباغ بقوة على خط المعارك بين جبل محسن والتبانة, وبات يقود تنظيماً يتكون من نحو 300 مسلح, ظهروا خلال الجولة الأخيرة من الاشتباكات في ديسمبر الماضي, وهم يضعون عصبات سوداء ويرتدون لباساً موحداً ويحملون أنواعاً مختلفة من الأسلحة المتطورة.

العلاقة مع التبانة

منذ عودته إلى طرابلس, سعى حسام الصباغ إلى قيادة العمل المسلح في التبانة ضد جبل محسن, إلا أنه اصطدم بتنوع المجموعات, سواء لجهة الايديولوجية أو لجهة الولاء للقوى السياسية.

أفكار الصباغ لم ترُق للكثير من أهالي التبانة وفعاليتها, سيما بعد اقتراحه القاضي بتنصيبه "أميراً" على المجموعات المسلحة بعد توحيدها, وهو الأمر الذي تم رفضه خلال اجتماع للفعاليات والمشايخ والعلماء إبان الجولة الأخيرة من المعارك مطلع ديسمبر الماضي. أمر آخر تم رفضه خلال الاجتماع الذي عقد في أحد مساجد التبانة, وهو "اقتحام جبل محسن" لإسقاط زعيم "الحزب العربي الديمقراطي" رفعت عيد, الموالي لـ"حزب الله" ونظامي دمشق وطهران.

تداعيات الاقتحام

وعزت أوساط فاعلة في طرابلس أسباب الرفض إلى جملة أسباب أبرزها:

- المخاوف من أن يكون اقتحام جبل محسن مقدمة للسيطرة الكاملة على طرابلس وإعلانها إمارة إسلامية.

- الكلفة البشرية لاقتحام الجبل, بحسب المقاتلين المخضرمين في التبانة, قد تصل إلى خمسة آلاف قتيل, أو في أضعف الإيمان إلى ثلاثة آلاف, وهو أمر لا يمكن لطرابلس أن تتحمل نتائجه.

- الشرخ الطائفي بين السنة والعلويين الذي سينتج عن عملية الاقتحام, وما قد يليه من تداعيات مذهبية وصدامات بين السنة والشيعة في مناطق أخرى من لبنان, سيما في بيروت, الأمر الذي يهدد بانفجار حرب أهلية.

رغم كل هذه المخاوف, أصر الصباغ, بحسب الأوساط, على تطبيق نظرية "اقتلاع جبل محسن" أو "اقتحام جبل محسن", وبدأ يبتعد تدريجياً عن القوى الإسلامية في طرابلس, سواء من السلفيين أو غيرهم, مقابل جمع أكبر عدد من المسلحين تحت إمرته. وتطبيقاً لهذا المشروع, عمد الصباغ إلى "أخذ البيعة" من مجموعات مسلحة عدة, في إحدى الليالي مطلع ديسمبر الماضي, عندما كانت المعارك على أشدها بين جبل محسن وباب التبانة, وكان من أشد المعارضين لوقف إطلاق النار. أكبر هذه المجموعات وأكثرها فاعلية على الأرض, بحسب الأوساط الطرابلسية, هي مجموعة سعد المصري, شقيق خضر المصري الذي قتل خلال إحدى جولات المعارك في يونيو من العام 2011 .وأوضحت الأوساط أن الفارق الجوهري بين المجموعة التي يقودها الصباغ والمجموعة التي يقودها المصري, هو أن الثانية رغم أنها تتكون من نحو 70 إلى 80 مسلحاً إلا أنهم جميعاً من منطقة التبانة, فيما تتكون الأولى من نحو 300 غالبيتهم الساحقة من خارج المنطقة, وتحديداً من مناطق عكار والضنية وأبي سمرا والمنكوبين والبداوي وغيرها, إضافة إلى بعض السوريين.

وأشارت إلى أن انضمام مجموعة المصري إلى المجموعات العاملة تحت إمرة الصباغ, أعطت الأخير زخماً وفاعلية على الأرض في المنطقة, مقابل تزويدها السلاح والمال.

ويتردد أن المصري يعتبر من "رجال" رئيس الحكومة نجيب ميقاتي, الذي ينتمي إلى طرابلس, وأنه يتقاضى منه راتباً شهرياً, علماً أنه أقر في مداخلة هاتفية عبر فضائية لبنانية الشهر الماضي, أنه يتقاضى الأموال من رئيس الحكومة للقيام بـ"أعمال اجتماعية وخيرية" في التبانة. وبحسب المعلومات المتوافرة لـ"السياسة", شارك الصباغ في اجتماعات مع مسؤولين سياسيين وأمنيين خلال المعارك الأخيرة بين التبانة وجبل محسن, وكان عالي النبرة ومتمسكاً بمواقفه لجهة رفض وقف إطلاق النار, الأمر الذي أدى إلى تلاسن بينه وبين مدير استخبارات الجيش اللبناني في الشمال العميد عامر الحسن. نظرية الصباغ تنصيبه "أميراً" على التبانة أثارت مخاوف واسعة من أن تكون تمهيداً لإقامة إمارة إسلامية في طرابلس, سيما في ظل تمسك غالبية فاعليات المدينة بدور الدولة, من خلال الجيش والقوى الأمنية, في ضبط الأمن والسلاح المنتشر فيها, سيما في التبانة التي يؤكد أهلها ضرورته لمواجهة جبل محسن الذي قد يفتعل معركة في أي وقت تنفيذاً لأوامر النظام السوري.

قرار التصفية

وفي ظل هذه الأجواء المقلقة, كشفت معلومات خاصة توافرت لـ"السياسة" من مصادر متقاطعة عن اتخاذ قرار رسمي عالي المستوى بتصفية الصباغ, كونه بات يشكل خطراً على طرابلس, لايقل عن خطر زعيم تنظيم "فتح الإسلام" شاكر العبسي الذي يتردد أنه فر إلى سورية بعد معارك مخيم نهر البارد في ,2007 حيث يقيم بحماية الاستخبارات السورية. المصادر أكدت أيضاً وجود قرار مماثل بتصفية سعد المصري, كاشفة عن محاولة لاغتياله مطلع الشهر الحالي أثناء وجوده في أحد أحياء التبانة, حيث توقفت سيارة أمامه وترجل منها شخصان وأطلقا النار عليه مباشرة, إلا أنه نجح في الفرار بعد تبادل لإطلاق النار مع المسلحين الذين يشتبه بأنهم تابعون لجهاز أمني لبناني. ووضعت المصادر التقرير الذي بثته قناة فضائية لبنانية عن الصباغ, مطلع الشهر الجاري, في إطار إبراز خطره أمام الرأي العام من قبل أجهزة أمنية تمهيداً لتصفيته.

 

السنّة "والإيدز" العلماني

محمد سلام/الوكالة الإتحادية للأنباء

اللبنانيون المسلمون السنّة مصابون سياسياً-ثقافياً-إجتماعياً وحتى دينياً بداء العوز المناعي (الإيدز بلغة الأنغلوفونيين أو السيدا وفق قاموس الفرانكوفونيين).

 نتائج الفحوص المخبرية كلها تثبت هذه الإصابة، تماماً كما تثبت تجاهل السنّة لحقيقة إصابتهم، وتجهيلهم بحقيقة إصابتهم، وكما يثبت ذلك أيضاً الجهد الدؤوب المبذول لإبعادهم عن أي سعي ... للشفاء، عبر إشغالهم بعلك القشور كي لا يلامسوا الجذور.

 = سياسياً: 

لا يستطيع أحد أن ينكر بأن السنّة هم الطائفة اللبنانية الكبرى الوحيدة غير الممثلة على طاولة البحث عن قانون جديد للانتخابات النيابية.

 هل يستطيع أحد أن يحدد إسماً لشخص، طبيعي أو اعتباري،  يقول "أنا أمثل طموح ومصلحة اللبنانيين المسلمين السنّة" على طاولة البحث عن قانون إنتخابي؟

 المسيحيون ممثلون بحيثيات تقول بوضوح وعلانية وفخر "أنا أمثل المسيحيين." وكذلك الدروز، وكذلك الشيعة. وهذا حق لا اعتراض عليه لممثلي الشرائح التي ذكرناها.

-س- ولكن. أين السنّة؟

 -ج – غير ممثلين.

- س – هل يعني ذلك أن السنّة غير موجودين في لبنان؟

 - ج – نعم. في النتيجة والمحصّلة، الجواب المؤلم هو: لو كان السنّة موجودين لكانوا قد تمثلوا.

- س   ولكن على الورق، سجلات النفوس ولوائح الشطب، السنّة موجودون. فلماذا هم على أرض الواقع غير ممثّلين؟

 - ج – لأن السنّة لا يعلمون بأن العلمانيين قد ابتلعوهم واقعياً، وبأدوات سنية على الورق ... فقط.

إستوقفني تصريح لنائب رئيس حزب القوات اللبنانية جورج عدوان قال فيه: "إن تحسين التمثيل المسيحي لا يعني تهميش أي مكون آخر."

كلام النائب عدوان صحيح مائة بالمائة، ما يطرح أكثر من سؤال:

- س – هل إستعادة السنّة لسنيتهم السياسية تعني أنهم يحاولون تهميش مكوّن آخر طالما أنهم لا يطالبون بأكثر من "حصتهم"؟

-س – هل إستمرار تنازل السنّة عن حق تمثيل أهلهم في الكورة، وجبيل، والبترون، ومروحين ومحيطها بنواب سنّة يعني أن السنة "معتدلين" ومقبولين؟

-س - هل الاعتدال السني المزعوم يعني إستمرار قبول السنّة بتزوير تمثيل أهلهم في عرسال، والفاكهة، وبعلبك، وشبعا، والهبارية، وكفرحمام، وكفرشوبا بنواب سنةّ ورقيين يختارهم ناخبون شيعة فعليون؟

-س – هل يعني ذلك أن السني لا يكون مقبولاً سياسياً إلا إذا تنازل عن سنيته واقعياً؟ علماً بأن السني "لا يتحسس" من سعي أي مكون لبناني للمحافظة على حيثيته الواقعية؟

السني، ببساطة، لا يريد أن يكون جلاداً ولا يريد أن يكون ضحية. لا يريد أن يسرق نواب أي مكون لبناني آخر، ولا يريد أن يسرق أي مكون آخر نواب السنة.

ولكن، ما يُطرح الآن على السنّة هو أن يقبلوا بأن يُسرَق تمثيلهم النيابي لقاء أن يقبلوا بأن يصيروا لصوصاً يسرقون نواب المكونات الأخرى. هذه وصفة لفناء السنّة سياسياً وواقعياً.

=  ثقافياً-إجتماعياً-دينياً:

 اللبنانيون المسلمون السنّة يعانون من ضرب ممنهج لثقافتهم السنّية. ليس المطلوب في هذا المجال إقفال السنّة على أحادية ثقافتهم، بل المطلوب هو تعليمهم ثقافتهم أساساً وتعليمهم كيف تُفهم الثقافات الأخرى إنطلاقاً من فهمهم لثقافتهم، وليس إنطلاقاً من علمنة السنّة بهدف إلغاء البيئة السنيّة القائمة على ثقافة سنيّة.

الأمثلة، في هذا المجال، أكثر من أن تُحصى وتُعدّ. وجميعها يقود إلى نهاية واحدة: إلغاء السنّة.

تسرّبت العلمنة، بخطة ممنهجة، إلى المؤسسات التربوية الأساسية للسنّة فاخترقتها حتى ضربت جذورها ... أو كادت.

 جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، وهي من أعرق المؤسسات التربوية السنيّة في البلد، تكاد تختصر مشهد المأساة: ضُرِبَ تمويلها تسلسلياً –وإداراتها لا تستثنى من توفير مبررات ضرب التمويل – "فاستقالت" شريحة كبيرة من موظفيها وتشردت، ثم بدأ إقفال "بعض" مدارسها، فتسيّب تلامذتها وبعض معلميها، ومن تم الإبقاء عليهم من المعلّمين نقلوا إلى مدارس أخرى "بعقود جديدة" وغير دائمة.

نام التلامذة الصغار في مدرسة "عائشة" بالطريق الجديدة، واستفاقوا من دون "أم المؤمنين."

 ناموا وهم يؤدون صلاتهم إعتباراً من الصف الإبتدائي الثالث، واستفاقوا في التعليم الرسمي العلماني، حيث لا صلاة ولا من يصلون.

حتى في مدارس المقاصد صارت الصلاة تؤدى في غير مواقيتها، يصلون في "حصة الدين" مرة في الأسبوع. بقية الأسبوع يتبارى التلامذة في "النشاطات غير الصفيّة" وهي الوصفة العلمانية لضرب الصلاة.

نام تلامذة عائشة أم المؤمنين وهم يدرسون التاريخ الإسلامي، واستفاقوا على دراسة تاريخ الثورة الفرنسية والثورة البولشيفية.

ناموا على تاريخ النبي عيسى بن مريم كما ورد ذكره وأمه في القرآن الكريم واستفاقوا على "بابا نويل" أو سانتا كلوز فضاع منهم النبي عيسى والطفل الذي نطق في "المهد صبيا"، كما جاء في القرآن الكريم، ليتربّع على صدر ثقافتهم ملتحِ بثوب أحمر أطاح بكل الرسل والأنبياء لصالح ثقافة سوق الهدايا والعلمنة.

أما مستشفى المقاصد في بيروت فحدث بحرج ... وليس بلا حرج.

كم عدد الموظفين غير السنّة فيه؟

كم عدد الإداريين غير السنّة فيه؟

كم عدد السنّة الورقيين والعلمانيين الفعليين في مجلس أمناء جمعية المقاصد؟

الجسم الطبي في مستشفى المقاصد حصة السنّة فيه 50% فقطقطاع التمريض في مستشفى المقاصد حصة السنّة فيه لا تتجاوز ال 45%، وقد تكون

علمأ بأن المستشفى يدير كلية للتمريض ليس للطلبة السنّة أفضلية في الإنتساب إليها.

ما هي نسب السنّة في المؤسسات غير السنيّة؟ هل تتجاوز 2 بالمائة إذا وجدت

من خارج القطاع التربوي نتساءل عن حال المجالس البلدية المنتخبة للبلدات السنيّة أو ذات الأكثرية السنية:

كم عدد الأعضاء السنّة الفعليين في مجالس البلديات هذه قياساً إلى السنّة الورقيين من العلمانيين وسماسرة العقارات، الذين ما أن يتولوا مسؤولياتهم حتى يتهافتوا على بيع أراضي السنّة ... لغير السنّة’!!!!!؟؟؟؟؟

من هذه المجالس التمثيلية البلدية والنيابية والحكومية، كما من القطاع العام بشقيه القضائي والإداري، قفز السنّة الورقيون العلمانيون إلى حيث يوجهون ضربتهم القاضية للطائفة السنية. استقروا في الهيئة الناخبة التي تختار أعضاء المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى. وعبره بدأوا بتسديد الضربات القاضية للطائفة السنية، بدءاً بتمرير قانون مشبوه لتنظيم الأسرة السنية.

الأسرة، اي العائلة، هي أساس الطائفة التي هي أساس الوطن.

فماذا فعل هؤلاء الخبثاء؟

حقنوا مرض العوز المناعي (الأيدز أو السيدا) في جسد العائلة السنيّة عبر إقرار "نظام أحكام الأسرة" بموجب القرار رقم 46 الصادر عن المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في الأول من تشرين الأول العام 2011 والمنشور في العدد رقم 2 من الجريدة الرسمية بتاريخ 12 كانون الثاني العام 2012 الصفحة 85 وما يتبعها.

أعطى النظام المذكور في المادة 15 باب "إنتهاء مدة الحضانة" للأم المطلّقة أو الأرملة  حق حضانة الذكر والأنثى من أولادها حتى "إتمام المحضون الصغير أو الصغيرة الثانية عشرة من عمرهما بالسنين الشمسية." (الفقرة –أ- من المادة 15 ص 87).

هنا، خالف المشرّع (العلماني-السني-الورقي)  قاعدة علم النفس الاجتماعي كما خالف قاعدة الدين. 

في مخالفة علم النفس الاجتماعي:

يتفق علماء النفس وعلماء الاجتماع على أن حاجة الطفل الذكر لأبيه الرجل تبدأ فعلياً مع بلوغه بداية سن التحول الهرموني، وهو ما كان محدداً في سنته السابعة، وذلك لسببين: لتنمية حسن إدارة شخصيته  الذكورية ولتنمية معرفته بتحولاته الهرمونية الذكورية.

لذلك، يضيف علماء النفس والاجتماع، فإن حرمان الطفل من مواكبة ذكورية أبوية بعد سن السابعة ووضعه في رعاية أنثوية يمكن، بل يرجّح، أن تؤدي إلى إنزلاقه إلى الخناثة أو إلى الإصابة بعقدة أوديب  (أي العشق الغرائزي غير الواعي لجسد الأنثى-الأم)، خصوصاً إذا كان ينام في سرير أمه، بالقرب من دفء جسدها نظراً لغياب الأب.

يبدو واضحاً في هذا المجال أن "مشرّعنا السني-الورقي-العلماني" جاهل بأصول علمي النفس والاجتماع، وليس جاهلاً بامور الدين فقط، ما يعني أننا بتنا نسلم صبياً في عمر الخامسة مثلاً لإمرأة هي أمه ونستعيده لأبيه أو وليّه الرجل بعد سبع سنوات –في سن ال 12 عاما التي لحظها القانون – مخنثاً ومريضاً نفسياً.

ستبدأ الإرتدادات النفسية لهذا النظام العلماني الغبي بالظهور بعد أربع أو خمس سنوات، وسيعاني من إنعكاساتها قضاة المحاكم الشرعية، الذين ناضل النزهاء المتدينون منهم لمنع قانون العلمنة من اختراق العائلة السنيّة لكنهم ما تمكنوا لأن بعض نواب السنة الورقيين من أعضاء الهيئة الناخبة للمجلس الإسلامي الشرعي الأعلى مرروه بخبث تحت عناوين زائفة زائغة كالحداثة وإعطاء المرأة حقوقها.

لا أحد يريد أن يحرم المرأة من حقوقها، ولكن هل فكر أحد في التآمر على مستقبل طفل حرمه القدر من أبيه، وحرمه نظام الأسرة من رجولته؟

في مخالفة قاعدة الدين:

هل لاحظ ذلك المشرع السني-الورقي العلماني أن غالبية الطلاقات، وبنسبة 60% وفق تقدير أكثر من قاض شرعي، هي من نصيب الزيجات المختلطة، أي زيجات بين رجل سني وإمرأة غير سنيّة.

هل لاحظ المشرع السنّي-الورقي-العلماني أنه بنظامه هذا يسلّم طفلاً سنياً لأم غير سنية كي يستعيده لأب سنيّ أو وليّ سنيّ وقد بلغ ال 12 عاما  وتربى على شتم السنة وأهل السنة وثقافة السنة؟

بتقديري أن المشرّع العلماني إياه قد أدرك الخطر على العائلة السنية، ولم يغفله. لذلك شرّع نظامه هذا كي يضرب العائلة السنية، عندها يرتاح باله لأنه بذلك يضرب الطائفة بكاملها.

هل لاحظتم أن أول شخصين قررا إنجاز معاملة زواج مدني في لبنان هما سنيّة وشيعي، علماً بأنهما لا يحتاجان إليه للإقتران دينياً؟

لماذا؟

لأن الهدف الحقيقي هو ضرب الزواج الديني، والسنّي منه تحديداً، فلم أسمع أو أقرأ عن اعتراض مسيحي على هذا المدني ولا عن اعتراض درزي أو اعتراض شيعي.

 الطائفة اللبنانية المسلمة السنية مصابة بداء الإيدز أو السيدا سياسياً-ثقافياً- إجتماعياً ... وحتى دينياً فيما تتلهى بعلك قشور صراع وهمي لأختيار شخصية تكون تابعة لولّي فارس أو لكبير العلمانيين كي تُوَلّى  "كرسي" مفتي ... السنّة. أي سنّة. سنّة الورق أو سنة الأرض؟

 

وزير خارجية نظام الملالي في إيران يحشر أنفه الطويل في الشأن العراقي

داود البصري/السياسة

هل تتذكرون علي أكبر ولايتي ? إنه وزير خارجية نظام الملالي في إيران طيلة فترة الحرب العراقية الإيرانية (1980 - 1988 ) وهو الوزير الذي دخل مفاوضات جنيف بعد قبول النظام الإيراني لقرار وقف إطلاق النار المرقم 598 و الذي انتهت تلك الحرب الضروس بموجبه , وهو اليوم مستشار الولي الإيراني الفقيه علي خامنئي , أي إن إختصاصاته ديبلوماسية وسياسة دولية محضة , ولكنه إخترق جدران الصمت المستمر منذ عقود و نطق أخيرا كفرا بواحا صريحا بتدخله الفظ في الشأن المحلي العراقي و دفاعه المستميت عن الحكومة العراقية الحالية ( حكومة الدعوي نوري القانوني ) , و معارضته الفظة للخيار الشعبي العراقي و لإنتفاضة الجماهير العراقية و التي وصفها بصفات مريعة وغير مقبولة و قليلة الأدب بربطها بما سماه أعداء العراق الذين يحاربون حكومته القوية!!  ولا أدري عن المسوغ الذي دفع ولايتي وهو الغريب عن العراق و كان عدوا لشعبه طيلة سنين طويلة لكي يحشر أنفه الفارسي الطويل في أدق خصوصياته ? ولا أدري أيضا كيف يسمح لنفسه أو تسمح له حكومة العراق ذاتها بالتطاول على الشعب العراقي ووصف المنتفضين بكونهم أعداء العراق ويخدمون الإمبريالية وهي نكتة ثقيلة للغاية , ترى عن أي إمبريالية يتحدث مستشار الولي الفقيه ? وهو يعلم بإن الإمبريالية الأميركية أو الشيطان الأكبر حسب الوصف الإيراني هو من جاء بحكومة العراق (القوية) لسدة السلطة ! و إن حزب الدعوة الذي كان صناعة مشتركة بين إيران الشاه وبريطانيا اللذان صنعاه أواخر خمسينات القرن الماضي هو اليوم يحظى بحماية (شيطان بزرك ) أو الشيطان الأكبر? و إن الرفيق المناضل (جوزيف بايدن) قدس سره نائب الرئيس الأميركي هو المكلف بالسهر على حماية حزب الدعوة الطائفي ? و لا أدري عن أي قوة يتحدث ولايتي بعد أن بلغ من العتو و العنجهية مبلغا لا يطاق ? أهي قوة الإنجازات الميدانية في مجال الخدمات كالماء النظيف و الكهرباء المشتعلة و القضاء على الفقر الفظيع الذي يدفع بالعراقيات للإنتحار! , أم هي القوة في نهب الدولة وفي التغطية على اللصوص , وفي محاولة بناء نظام إستبدادي تأسيا بالنهج الإيراني , هل هي القوة في شتم الشعب العراقي ووصفه بالفقاعة و النتانة ! ام في تسليط الميليشات المسلحة من قبل الحرس الثوري لإغتيال أحرار العراق و وإرهاب الآخرين , من الواضح إن الآغا ولايتي قد فقد إتزانه وهو يتابع تهاوي عملاء النظام الإيراني في المنطقة بدءا من رئيس النظام السوري بشار الاسد , وليس إنتهاء بالفقاعات الطائفية العميلة للنظام الإيراني في الشرق الأوسط وتهاوي قواعدها الساكنة ورموزها المنافقة في المنطقة وهي معروفة و مكشوفة للجميع.

في تعدي ولايتي على حرمة العراقيين و سيادتهم بوادر جزع حقيقية من تداعيات الإنتفاضة العراقية التي قويت شوكتها و ترسخت جذورها , وحركت كل السواكن , وقلبت كل التوقعات , و أسست لواقع تغييري جديد لم يكن يتصوره المعسكر الإيراني المنتشي بإنتصاراته الموقتة التي تهاوت مع رياح التغيير و الثورة العاصفة في الشرق القديم.

ليحتفظ ولايتي بالرموز التي يحبها نظامه و يستدعيهم لإيران ليكونوا تحت ولايته وولاية سيده وفقيهه ,  أما دس أنفه الطويل فيما لايخصه , و إنتقاصه من إنتفاضات الشعوب الحرة ووصفها بما ليس فيها , فهو نكسة أخلاقية حقيقية , وتعبير فظ عن هزيمة نفسية ساحقة ماحقة أحاقت بالنظام الإيراني المتأزم وهو يحاول فك الحصار و الطوق الشعبي الحر عن عملائه و حلفائه... لا ولاية لولايتي على العراقيين و العرب الأحرار , وليتهيأ و نظامه للتعامل مع الربيع الإيراني الساخن الكبير المقبل الذي سيغير معادلات الشرق القديم بالكامل , إنها رفسات الإحتضار لكل العنجهيين و الدجالين و المتطاولين على الشعوب الحرة العريقة التي لا تحتاج لشهادة حسن سير وسلوك من نظام قمعي إرهابي سيعرف شعبه الحر كيف يتعامل معه.. و العاقبة للأحرار و المتقين , أما الآغا ولايتي فهو ونظامه في الصيف قد ضيعا اللبن.

 

جعجع: لقانون يرتاح إليه اللبنانيون ويؤمن أفضل تمثيل والحكومة مستمرة بفضل وهج سلاح حزب الله

وطنية - أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، خلال مقابلة مع قناة الـ CBC المصرية ضمن برنامج "بهدوء"، "ان هناك محاولة جدية للتوصل الى قانون انتخابات جديد من قبل كل الأفرقاء السياسيين في لبنان ولكن من غير المقبول إضاعة الوقت أكثر بهدف البقاء على القانون الحالي، فنحن مع إقرار قانون يرتاح إليه كل اللبنانيين ويؤمن أفضل تمثيل". واعتبر ان "الحكومة اللبنانية الحالية أثبتت فشلها في المجالات كافة من أمنية، سياسية، اقتصادية وحتى في السياسة الخارجية، ولبنان يعيش حاليا في عز أزمة اقتصادية وصل فيها النمو الى ما دون الواحد في المئة، ولكن هذه الحكومة مستمرة بفضل وهج سلاح حزب الله". وإذ أبدى خشيته من عودة الاغتيالات السياسية الى الساحة اللبنانية، سأل "ماذا استفاد الفريق الآخر من اغتيال الرئيس رفيق الحريري أو جبران تويني أو بيار الجميل أو سمير قصير أو وسام الحسن؟ لقد كان الهدف من كل هذه الاغتيالات تصحير الساحة السياسية من القيادات ومن كل شخصية مؤثرة على الرأي العام".

ودعا جامعة الدول العربية الى إيجاد حل لملف اللاجئين والنازحين السوريين الى لبنان من الناحية الإنسانية "ولأنها مسألة تفوق طاقة وقدرة لبنان على تحملها".

وتحدث عن "تجربة الاعتقال" على مدى 11 عاما وثلاثة اشهر، فقال: "ان الانسان حين يولد يكون مشروع إنسان ولا يصبح إنسانا بالمعنى الكامل للكلمة إلا حين يخوض غمار هذه الحياة بحلوها ومرها وبصعوباتها، فالتاريخ يضع أمام كل انسان صعوبات عدة وعليه أن يخرج منها بصلابة وبعمق أكبر". واضاف: "لم أقتنع ولو للحظة بأن أغادر لبنان هربا من السجن، بل قررت الذهاب الى الاعتقال بكامل إرادتي الحرة وكان ذلك بمثابة تحد كبير بالنسبة لي، لأنهم لم يتركوا وسيلة لكسري نفسيا إلا وقاموا بها في تلك المرحلة، فعلى سبيل المثال كان حرس الزنزانة يجردونني من ملابسي كلما كان لدي جلسة في المحكمة بحجة التفتيش، مع العلم أنني كنت دائما في الزنزانة ولا أخرج منها، أو مثلا كانوا يوقفونني معصوب العينين على الحائط في انتظار الحافلة التي ستقلني الى المحكمة كل ذلك بهدف وضع ضغوط نفسية أكثر فأكثر علي قبل بدء أي جلسة محاكمة".

وتابع: "خلال فترة الاعتقال استحضرت في فكري أشخاصا عدة منهم على سبيل المثال لا الحصر نيلسون مانديلا وتجربته ولكنني تعمقت أكثر بتجارب وحياة النساك والقديسين، وأجريت مراجعة شاملة ولا سيما ان الحرب الأهلية في لبنان كانت شنيعة جدا واستمرت طيلة 15 عاما، فخرجت بقناعة أن الحرب هي أسوأ ما يمكن ان يقع به الانسان والمجتمعات".

وقال: "في المعتقل، كنت في حالة تحليل نفسي ذاتي Auto-analysis وكان شعاري دوما: "انسان واحد، قضية واحدة، في كل زمان ومكان"، وصراحة لم أعد أعتبر أحدا عدوا لي، لدي خصوم في السياسة ولكنهم ليسوا بأعدائي، لقد طهرت نفسي كليا من الشعور بالثأر والكراهية لأن الثأر هو أسوأ الطاقات السلبية في الإنسان، وبالتالي لا أكره من أخاصمه في السياسة وليس لدي بغض ضد أحد".

وعن الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي، اعتبر جعجع "ان هذه الثورات هي أحداث تاريخية بكل ما للكلمة من معنى، وقال: "أعتقد ان الربيع العربي ما زال في بداياته على عكس ما يعتقده البعض بأنه انتهى في بعض البلدان، وبالتالي نحن لا نستطيع تقييمه حاليا، فعلى الرغم من كل الثغرات في كل الثورات يبقى ان الديموقراطية هي التي تصحح نفسها بنفسها، فالشعوب العربية هي كالمارد الذي خرج من القمقم ولا عودة الى الوراء مجددا، ومن يقوم بالثورة هو الذي يحصد ثمارها وقد يأتي من يحصد هذه الثمار دون أن يستحقها، لكن الثورة تستمر في نهاية المطاف لتحقيق كامل أهدافها".

وعن ظهور التيارات الإسلامية التي تسيطر على الحكم والسلطة في بلدان الربيع العربي، شرح أنه "في ظل الأنظمة القمعية والديكتاتورية التي كانت قائمة وفي غياب الحريات العامة لم يكن من ملجأ لدى رواد التغيير سوى الجوامع ودور العبادة والتيارات الدينية للتعبير عن رأيهم، ولكن تجدر الاشارة الى ان القادة الذين يثبت انهم غير مؤهلين للقيادة واستلام السلطة سيلفظهم التاريخ عاجلا أم آجلا، فللتاريخ اتجاه ومسار واحد والنجاح يكون فقط باتجاه هذا الخط أي أن كل نظام ليستمر وينجح يجب عليه إرساء الحرية والديمقراطية وتأمين الحقوق لشعبه وإلا مصيره الفشل".

وعما وصل اليه الوضع في سوريا، رأى "ان الشعب السوري أظهر بأنه شعب مناضل ومقاوم ويجب التذكير أن الثورة السورية في بداياتها أي في الأشهر الخمسة الأولى لانطلاقتها كانت ثورة سلمية ولكن النظام كان يرد على المتظاهرين بإطلاق الرصاص عليهم وقتلهم ما أدى بالتالي الى تطور الأحداث والانتقال الى الثورة المسلحة، وربما نستطيع القول أن الإسلاميين في سوريا يحاولون قطف ثمار هذه الثورة".

ورأى ان "سبب عدم التدخل الأميركي في حل الأزمة السورية على غرار ما حصل في ليبيا أو العراق مثلا يعود الى أن ادارة الرئيس باراك أوباما لا تريد ان تكون في الواجهة في أي عمل عسكري ولذلك لا تتدخل عسكريا إلا بعد أن يتدخل الجميع كما فعل حلف شمال الأطلسي في ليبيا، ولكنها حين تتدخل تساهم مساهمة فعالة الى حد كبير".

وكشف أنه "كان هناك اتصالات أميركية وأوروبية مع آصف شوكت قبل اغتياله وكان يطرح نفسه كبديل لفترة انتقالية، ولا أستبعد أن تكون عملية اغتياله قد تمت من داخل النظام ولا يجب اسقاط هذه الفرضية حتى تبيان الحقائق". واذ أكد ان "هناك قسما من اللبنانيين من فريق 8 آذار لا زالوا يراهنون على استمرار النظام في سوريا، أي أنهم لا زالوا يتأملون بانتصار الأسد ويمكن توصيف حالتهم بأنهم في حالة إنكار للوضع"، لفت الى ان "صبيحة سقوط النظام في سوريا فإن الصورة في بيروت ستكون على الشكل التالي: سيشكل هذا السقوط انتصارا معنويا للفريق السيادي من جهة، وانكسارا معنويا لجماعات سوريا في لبنان من جهة اخرى".

وردا على سؤال، قال: "لو كنت في مكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حاليا لحليت الجناح العسكري للحزب وسلمت السلاح الى الدولة اللبنانية وأكملت فقط في العمل السياسي".

ولفت الى ان "سقوط الأسد سيجعل حزب الله أكثر تشددا لأنه لا يعمل في السياسة إلا انطلاقا من إيديولوجية وعقيدة واضحة جدا، فهو لا يسعى وراء مكاسب ومقاعد نيابية بل لديه مشروع أكبر هو قيام أمة إسلامية تحت خلافة الولي الفقيه وأهل البيت". واعتبر "ان سوريا كانت بالنسبة لحزب الله مجرد ممر ليس أكثر لتحقيق أهدافه وخططه، وقد استبدل الحزب هذا الممر في الوقت الراهن ولكن تأجيل مشروعه لا يعني بالضرورة التخلي عن سلاحه، لا بل على العكس فإن هذا السلاح هو أهم عامل قوة لدى الحزب راهنا وسيصبح أكثر تمسكا به بعد سقوط النظام في سوريا وسيعمل على تدعيمه أكثر فأكثر من مصادر أخرى".

ورأى ان "انتقال النائب ميشال عون من معسكر مواجهة النظام السوري في لبنان خلال الحرب اللبنانية وفترة نفيه في فرنسا الى مساعدته ومساندته حاليا قد كلفته خسارة الرأي العام المسيحي، وبالتالي فإن أي إعادة تموضع جديدة أو نقلة أخرى ضد النظام السوري ستجعله يخسر مجددا المزيد من المؤيدين"، مشيرا الى "ان كل جماعة سوريا في لبنان بدأوا يتكوكبون حول حزب الله لأنه يؤمن لهم دعما ماليا وسياسيا."

وعن إمكانية ولادة نظام في سوريا قد يكون له مطامع في لبنان، استشهد جعجع بما ورد في رسالة المجلس الوطني السوري المعارض التي نصت على احترام سيادة واستقلال لبنان والتعامل الندي بين البلدين، لافتا الى انه "لا نستطيع الحكم على النوايا وإن صح هذا الأمر فهو لا يبرر بقاء النظام الحالي".

 

جنبلاط: ليكن دعم رئيس الجمهورية الزواج المدني منطلقا لاختراق حواجز طائفية ومذهبية تكرسها مصالح دوائر دينية

وطنية - أدلى رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الالكترونية، وقال:"مع دخول الأزمة السورية منعطفات جديدة بفعل إستمرار العنف والدمار والقتل، وبعد سقوط ما يزيد على ستين ألف قتيل ومئات الآلاف من الجرحى وأكثر من مليون مهجر ونازح في داخل سوريا وخارجها، وفي ظل تفاقم المشاكل الانسانية والاجتماعية والطبية، لا مناص من الذهاب نحو بحث جدي لتوحيد الرؤية الدولية والعربية لمفهوم الحل السياسي الذي لا يزال يخضع لتفسيرات وتأويلات متباينة بين الأقطاب الدوليين والأطراف الاقليميين الفاعلين.

فبقدر ما يتأخر بناء هذا الفهم المشترك للحل السياسي بين مكونات المجتمع الدولي والعربي، يتأخر إنقاذ الشعب السوري المناضل الذي يقدم تضحيات هائلة في سبيل حريته وكرامته، ويقع المزيد من الخسائر البشرية والمادية والمعنوية وحتى التراثية والمعمارية. لقد سبق أن شكل تفاهم جنيف أرضية مقبولة للخروج من الأزمة، إلا أن الخلافات في شرح مضامينه وسبل تطبيقها حال دون أن ينال أي فرصة جدية في التنفيذ. لذلك، بدل التصارع على سوريا، من الأفضل توحيد الرؤية الانقاذية لتوفير المزيد من المآسي المتلاحقة على الشعب السوري، وما الخلاف حول تشكيل الحكومة الانتقالية إلا أحد فصول غياب هذه الرؤية الدولية الموحدة".

وأضاف: "بالحديث عن الشؤون العربية، ولمناسبة انعقاد القمة الاقتصادية العربية، فلقد آن الأوان للاستفادة من المال العربي ورسم خطة تنموية شاملة تنطلق من وضع خطوات تنفيذية تؤدي إلى قيام السوق العربية المشتركة وتطلق برامج لمحو الأمية ومكافحة الفقر وتطوير البحث العلمي ورفع مستويات التجارة البينية، وهذا طموح كبير لكنه يبقى أفضل من الغرق في شراء السلاح وتكديسه في المستودعات خصوصا مع تنامي المعلومات لبدعة شراء منظومة الدرع الصاروخية من قبل إحدى الدول العربية وهي ستكلف مليارات الدولارات ودائما على حساب الشعوب العربية ونهضتها وتقدمها. ثم ألا تستحق السلطة الوطنية الفلسطينية أن تنال ما تحتاج اليه من دعم مادي، وقد تأخر تسديد مستحقاتها لفترة طويلة وهي التي تكاد تنهار ماليا بالكامل؟ فمن سيكون المستفيد من هذا الانهيار في حال حصوله؟"

وتابع: "لبنانيا، تحية إلى الرئيس عمر كرامي ونجله الوزير فيصل كرامي، والموقف الوطني الذي اتخذاه ليس غريبا على هذا البيت العروبي الذي قدم تضحيات ثمينة في سبيل لبنان ووحدته الوطنية، وهو يذكر بالشهيد الرشيد الذي كانت مواقفه تصب دوما في المصلحة الوطنية اللبنانية العليا، وهو دفع حياته ثمنا لمواقفه السياسية والوطنية. ونضم صوتنا إلى صوت الرئيس كرامي والأصوات الأخرى المطالبة بنزع السلاح من مدينة طرابلس كي تنعم هذه المدينة بعد طول عناء بالاستقرار وتنفيذ ما تحتاج اليه من مشاريع تنموية لرفع الحرمان المزمن عنها".

ووجه التحية إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "على موقفه المتقدم في دعم مشروع الزواج المدني، عل هذه الخطوة تكون منطلقا لاختراق الحواجز الطائفية والمذهبية التي تكرسها مصالح بعض الدوائر الدينية في مختلف الطوائف وتقف عائقا أمام إسقاطها، وتكون مدخلا لتطبيق إتفاق الطائف الذي قال بإنشاء مجلس للشيوخ كضامن لتمثيل مختلف المكونات اللبنانية بدل الدخول في فلسفة مفاهيم الانغلاق التي وردت في ما سمي مشروع القانون الارثوذكسي أو بمناظرات تلفزيونية حامية تذكرنا بالأيام السوداء لخلوات سيدة البير التي قالت بالتعددية الحضارية والثقافية. أليس من الأفضل تأكيد التنوع والاختلاط والعيش المشترك بدل تكريس الانقسام والقطيعة والانفصام؟ قد تكون فكرة العودة لقراءة دستور 23 أيار 1936 فكرة سديدة، ذلك أن الانتداب الفرنسي، رغم كل شيء، ربما ساهم في تقديم بعض الأفكار الاصلاحية وبعضها أكثر تقدما مما نسمعه اليوم!"

وأكد "أن الحزب التقدمي الاشتراكي سيقدم موقفا واضحا من القانون الانتخابي، وهو يدرس صيغا إنتخابية معينة لهذه الغاية، ولكن إذا ظن أحد الأفرقاء أنه سيستطيع الانتصار على الآخر أو القضاء عليه من خلال الانتخابات، فهذا وهم خاطئ. الانتخابات النيابية مجرد مرحلة تعبر وعلينا أن نعود بعدها إلى الحوار والثوابت الأساسية التي طرحها الرئيس ميشال سليمان وفي طليعتها الأفكار المتقدمة حول الخطة الدفاعية ومن المستحسن السعي لتأليف حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات النيابية. وحبذا لو أن بعضهم، بدل أن يبذل جهدا في إثارة الخطاب الغرائزي، يخصص هذا الجهد للاهتمام بشؤون المواطن اللبناني الذي ينتظر الكهرباء دون جدوى، ويعول على وصول بواخر تبدو كأنها تجول في رحلات استكشافية حول العالم وعبر القارات الخمس قبل أن تحط رحالها على الشواطئ اللبنانية وتنير شيئا من عتمة الليل في قرى ومدن وأرياف لبنان. ولكن إذا وصلت البواخر المنتظرة والمرتجاة ونجحت في إنارة الظلام، فمن سيتولى يا ترى مهمة إنارة العقول المظلمة التي تتلاقى مع بعضها البعض وكان آخر تجلياتها التهديدات المبطنة وغير المفهومة تجاه المحكمة الدولية في ظل تناسي مبدأ أساسي يقول بأن العدالة ستأخذ مجراها في نهاية المطاف، عاجلا أم آجلا؟"

 

لماذا يتنكر مسيحيو لبنان لثقافتهم السياسية؟

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

يقول المثل الشائع «غلطة الشاطر بألف غلطة»، وفي عالم السياسة من أكبر الأخطاء تعذر التمييز بين التكتيك والاستراتيجية. واليوم، مع احتدام الجدل في لبنان حول قانون الانتخابات الجديد، تشهد الساحة السياسية اللبنانية عبثية غريبة في التعامل مع قضية تعتبر في بلد يمارس الديمقراطية الحقيقية، أي بخلاف لبنان، قضية مصيرية.

الجدل بدأ مع سيل من المقترحات والمشاريع الغريبة العجيبة التي تخالف كلها تقريبا «اتفاق الطائف»، الذي هو جزء أساسي من الدستور، سواء من حيث النص أو من حيث الروح. ذلك أنه في صميم روح «اتفاق الطائف» المحافظة على الوحدة الوطنية والعيش المشترك. وهذا يعني أولا المحافظة على كيان الوطن وإبقاء اللحمة بين مكوناته، وفي الوقت ذاته احترام التنوع في إطار وطني جامع يتساوى فيه جميع اللبنانيين من حيث الحقوق أو الواجبات.كي لا ننسى، توصل اللبنانيون إلى هذا الاتفاق لإنهاء حرب ضروس أهلية - إقليمية طالت نحو 15 سنة، وحصدت نحو 150 ألف قتيل ومئات الألوف من الجرحى والنازحين، ودمرت عمليا البنية الاقتصادية للبنان، وحرمت البلاد من الاستفادة من فورة اقتصادية غير مسبوقة في منطقة الشرق الأوسط.

في أي ظرف آخر ومع أي شعب غير الشعب اللبناني يستحيل لتجربة بهذه المرارة والتكلفة أن تغيب عن أذهان المواطن الذي مر بها وعانى منها. لكن الشعب اللبناني - مع الأسف - لم يتعلم شيئا، وأسوأ ما رفض تعلمه استحالة إلغاء طرف لطرف آخر شريك في الوطن. وهذه الأيام في خضم الجدل البيزنطي الدائر تتزايد المناورات الرخيصة بشأن قوانين الانتخابات المقترحة، التي ما إن يقترحها زيد حتى يعترض عليها عمرو، كما يصوت لها «فلان» لمجرد أنه يدرك سلفا أنها ستحرج «علتان». اللبنانيون، بغالبيتهم، وافقوا على «اتفاق الطائف» وأقروه في أواخر عام 1989. وكان العقلاء منهم يدركون أنه كان خطوة ضرورية ولو أنها غير كافية لإعادة بناء دولة مؤسسات عصرية مستقلة تستند على مفاهيم المواطنة وفصل السلطات واللامركزية الإدارية والمساواة في التمثيل بين المسلمين والمسيحيين - من دون الحاجة إلى إجراء إحصاء - ومن ثم، السعي إلى تأمين التلاقي الوطني عن طريق إزالة شعور الغبن عند المسلمين وإزالة شعور الخوف عند المسيحيين.

في تلك الفترة وقف فريق لبناني واحد صراحة ضد «اتفاق الطائف»، هو ميشال عون ومَن كان معه. غير أن الأحداث أظهرت لاحقا أن ثمة جهات أقوى من عون وأكثر كياسة منه وافقت على «الطائف» فقط كمجرد خطوة تفيدها مرحليا وتتيح لها تعزيز مواقعها في لبنان ما بعد الحرب، تمهيدا للاستحواذ على السلطة لاحقا. وهذا، بالضبط، ما يفسر تحالف حزب الله وتيار عون بدعم مباشر من محور طهران - دمشق.

اغتيال رينيه معوض، أول رئيس لبناني ينتخب بعد توقيع «اتفاق الطائف»، كان مؤشرا مبكرا إلى أن ثمة اتجاها في لبنان وخارجه يرى في «الطائف» جولة عابرة لا أكثر. وحقا، عمل رموز الهيمنة السورية شبه المطلقة على لبنان بين عامي 1990 و2005 على تجاهل تنفيذ نقاط أساسية في الاتفاق، بينها قانون الانتخاب وإقرار اللامركزية الإدارية، ناهيك عن نزع أسلحة «جميع» الأفرقاء اللبنانيين.

وما يُذكر هنا أنه بخلاف جميع القوى الحزبية والطائفية اللبنانية المسلحة، التي سلمت أسلحتها، احتفظ «حزب الله» بسلاحه باعتباره «سلاح مقاومة» ضد الاحتلال الإسرائيلي. لكن حتى بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان في مايو (أيار) 2000 أبقى الحزب على سلاحه، ثم استخدمه لتعزيز مواقعه السياسية في هرم السلطة اللبنانية. ومن جهة ثانية، عقد الحزب صفقة مع عون حقق معها اختراقا استراتيجيا في صفوف المسيحيين الذين قام منطقهم السياسي منذ عهد الانتداب الفرنسي على فكرة الكيان اللبناني السيد المستقل، وكان الغلاة منهم يخوّنون كل من يشكك في الكيان وديمومته. لكن فجأة تغير كل شيء.

عون، المستقوي بسلاح حزب الله بأمل إلحاق الهزيمة بالسنة واستعادة ما يراه امتيازات سلبوها من المسيحيين الموارنة عبر «الطائف»، أيّد في بادئ الأمر طروحات حزب الله القائمة على فكرة التمثيل النسبي. وهذه طروحات تستغل احتكار الحزب السلاح، مما يسمح له بفرض سيطرته المطلقة على مناطق نفوذه مقابل تحقيقه اختراقات كبرى في مناطق خصومه.

لكن قبول عون بالتمثيل النسبي اصطدم بتحفظ مسيحي خائف من الهيمنة الشيعية. ثم طرحت قوى مسيحية، بعضها محسوب سياسيا على دمشق، ما عُرف بمشروع «اللقاء الأرثوذكسي» القائم على فكرة أن تختار كل طائفة نوابها، وهو ما يشكل نسفا لمفهوم التعايش بين الطوائف، وبالتالي خرقا للدستور. وهنا أيد عون المشروع الأرثوذكسي، غير أن المفاجأة تمثلت في موفقين آخرين: إذ أعلن حزب الله تأييده لعون، وهرع بعض مسيحيي «14 آذار» أيضا إلى تأييد المشروع قطعا للطريق على خصمهم.. في محاولة منهم لطمأنة متشددي الشارع المسيحي إلى أن عون ليس أكثر مسيحية منهم.

وهكذا، وسط المزايدة والمزايدة المضادة يتبين أن فريقا لا بأس به من مسيحيي لبنان، مع الأسف، تخلى عن إيمانه بلبنان الواحد.. بعكس ما يدعيه وما ادعاه طويلا.

إن تخلي مسيحيي لبنان عن حجر الزاوية في ثقافتهم السياسية ينم عن خلل مقلق في قراءتهم السياسية، واستطرادا، يشكل تطورا مهددا أولا لمصير لبنان، وثانيا لمصير المسيحيين.. بينما يتأجج جمر الراديكالية الطائفية على امتداد المنطقة العربية.

 

كيف سيرحل الأسد؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

ندد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بالوضع الذي وصفه بالـ«مقيت» في سوريا حيث يقتل يوميا قرابة مائة سوري على يد طاغية دمشق، بحسب ما قاله فابيوس الذي أضاف قائلا: «الوضع مروع ولا بد أن يرحل بشار في أسرع وقت ممكن»، وهذا كلام مهم، لكن كيف؟ نقول «كلام مهم»، لكن الأزمة السورية، ووقف العنف الأسدي، لا يمكن أن يتحقق من خلال الأحاديث، والتصريحات، خصوصا أن كل شيء قد قيل تجاه الأزمة السورية، ومن قبل الجميع، إلا أن الأمر الوحيد الذي لم يحدث هو الأفعال الحقيقية، دبلوماسيا، وعسكريا، من أجل وقف إرهاب الأسد. فلا مجلس الأمن تحرك لاتخاذ قرارات جادة لوقف آلة القتل الأسدية التي قتلت ما يفوق 60 ألف سوري. ولا القوى العالمية تحركت لدعم الثوار الذين يواجهون قوات طاغية دمشق قرابة عامين وبلا تكافؤ. الأسد تجاوز كل ما فعله معمر القذافي إبان انطلاق الثورة الليبية، من قتل، ودمار، واغتصابات، وقتل أطفال، بل إنه قيل وقتها إن التحرك الدولي في ليبيا كان خشية استخدام القذافي للطائرات الحربية، وها هو الأسد يستخدمها بشكل يومي ضد المدنيين السوريين! ولذا، فصحيح أن حديث الوزير الفرنسي مهم، خصوصا أنه يبدو أن العالم قد تناسى الثورة السورية، وحجم الجرائم التي تقع بحق السوريين، مع انطلاق العملية العسكرية في مالي، وبعدها وقوع العملية الإرهابية في الجزائر، إلا أن حديث السيد فابيوس لا يعد كافيا، والأهم أنه لا يوقف جرائم النظام الأسدي بحق السوريين. رحيل الأسد أمر واقع، وهو قادم لا محالة، لكن كيف؟ وما هو الثمن على سوريا، والمنطقة ككل؟ هذا هو السؤال الجوهري، وهذا هو بيت القصيد. فإذا كان الهدف هو أن يترك السوريون لشأنهم حتى يسقطوا الأسد فهذا خطر حقيقي، ولعدة أسباب؛ فإيران، مثلا، لا تتورع عن دعم النظام الأسدي، ومعها حزب الله، ومتطرفو العراق الطائفيون، وسوريا كلها تتفتت، ويتمزق نسيجها بشكل ممنهج سواء من قبل النظام الأسدي أو حلفائه. يحدث كل ذلك والثوار السوريون لا يجدون من يدعمهم بشكل كاف، سواء بالذخيرة والسلاح، أو بالمواقف السياسية الصارمة تجاه نظام دمشق. والقصة هنا ليست قصة تشجيع التدخل الخارجي، فالتدخل الخارجي واقع في سوريا ومن قبل الثورة وذلك حين جعل الأسد سوريا كلها مسرحا إيرانيا، هذا عدا عن التدخلات الإيرانية الحالية في الأزمة السورية دفاعا عن الأسد، فالمقصود بالدعوة للتدخل الخارجي في سوريا عسكريا، وسياسيا، من خلال مجلس الأمن، هو لوقف آلة القتل الأسدية، والحيلولة دون انهيار الدولة ككل، والحيلولة دون أن تتحول سوريا ما بعد الأسد إلى ماكينة تفريخ للإرهاب في المنطقة مما يعرض أمن المنطقة ككل للخطر. ولذا، فإن السؤال المتكرر هو كيف سيرحل الأسد، وبأي ثمن؟ وهذا ما يجب أن يفكر فيه الغرب، وفرنسا بالطبع، وقبلهم العرب، فكلما طال أمد الأزمة، كان الخطر على الجميع أكبر. عليه، فإن المطلوب الآن الأفعال وليس الأقوال.

 

أوباما الجديد: يحارب أم يهادن؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

صحيح أنه الرئيس باراك أوباما نفسه، وفي البيت الأبيض نفسه، لكن التحديات لن تظل نفسها، بل ستكبر بأسرع مما ينمو أطفاله. وأتصور أنه سيواجه تحديات خارجية أخطر مما واجهها في الفترة الأولى من حكمه، وأعظم مما واجهه رؤساء سبقوه منذ بوش الأب وحتى بوش الابن. في هذه الظروف الصعبة من الجيد أننا لسنا أمام رئيس جديد يحتاج إلى «كورس» في سياسة منطقة الشرق الأوسط، لأنها كانت أحد نشاطات أوباما شبه اليومية، مع قهوته كل صباح في السنوات الأربع الماضية، وشبه مؤكد أنها ستكون جزءا من فطوره للأعوام الأربعة الجديدة. الفارق أنها ستكون سنوات قهوة مُرة أكثر من الماضي. مثلا، في التعاطي مع الخطر النووي الإيراني، فقد كان كل الرؤساء الأميركيين السابقين يؤجلون حسم القضية النووية الإيرانية للرئيس التالي، وهكذا. الآن أوباما لا يستطيع تأجيلها، فبرنامج إيران على وشك الولادة، وعلى أوباما أن يواجه إيران حربا أو تفاوضا.. فخلال أربع سنوات من المؤكد أن إيران تكون قد امتلكت سلاحا نوويا، أو تكون قد تراجعت، وبالتالي نحن أمام احتمال حرب أميركية ضخمة أو أمام إيران أكثر شراسة.

سوريا الأسد كانت دائما عقبة مزعجة لكنها صغيرة، في الحسابات الدولية، وحتى الإقليمية. خلال السنوات الأربع المقبلة قد تكون أخطر دولة في المنطقة، سيكون العراق وأفغانستان مجتمعين في أخطارها وتهديداتها المحتملة إن لم يتم السيطرة على الأرض مبكرا ونقل السلطة مدنيا بسلاسة، وعلى تراب دولة موحدة مستقرة.

وفي إطار الصراع مع إيران وسوريا توجد «القاعدة»، التي يدري أوباما أنه قتل معظم قياداتها، لكن آلافا من أتباعها يعملون بلا كلل للمرحلة الثانية من الحرب مع الإرهاب. سيكون زمنا أكثر دموية في العالم حيث يتجه التنظيم.. صار متعدد الجنسيات الدولية، وأكثر مهارة، وأوسع انتشارا، رغم ما أصابه من نكسات في ساحات المواجهة في العراق والسعودية وأفغانستان.. فالفكر المتطرف ينتشر وسط حاضنات جديدة، والحكومات بعد ثورات الربيع العربي أقل قدرة وربما أقل رغبة في المواجهة. وما مواجهات شمال مالي الحالية إلا مجرد تمرين صغير مقارنة بما قد نراه في ساحات أخرى أكثر جاذبية للإرهابيين.

وتبعات الزلزال لما جرى في تونس ومصر وليبيا واليمن لا تزال مستمرة، راح عامان ومن يدري كم بقي من سنين، وكم من اضطرابات سواء في نفس دائرة الربيع أو خارجها.

عهد أوباما الثاني قد يكون تصالحيا بالتحاق كيري وهيغل كوزيرين محتملين، وهذا أمر إيجابي، إنما من قال إن المنطقة ستكون في مزاج تصالحي؟!

 

حرب جهادية/فرنسية بالألوان

غسان الإمام/الشرق الأوسط

1961: أمضيت أربعة أيام في مالي. كنت الصحافي الوحيد من الإقليم الشمالي (سوريا) في عداد وفد صحافي زائر من الجمهورية العربية المتحدة. لم أعد أتذكر لماذا «غزونا» هذا البلد الأفريقي المسالم. كل ما أذكره أن الاحتفاء بنا كان كبيرا. يكفي أننا كنا لديهم عربا من بلد جمال عبد الناصر. ولم تكن أفريقيا سيكوتوري. موديبو كيتا. نكروما، قد فقدت، بعد، براءة الحرية والاستقلال، لتنغمس في الاستبداد والفساد. كان أفارقة مالي يقبلون على العرب. ولم يكونوا ينفرون منهم، كما يفعلون هذه الأيام، بعدما قطع عرب الجهاد الحربي المتزمت أيديهم.

وكان الزميل إحسان عبد القدوس يسخر من زميله حسين فهمي. فقد فسر رحمه الله ترحيب الماليين بنا، بأنهم يريدون الانضمام، إلى دولة الوحدة المصرية / السورية التي لم يبق من عمرها آنذاك، سوى شهور قليلة. فقد فصم ضباط مدينتي دمشق (قلب العروبة النابض) الوحدة مع مصر. ولم يكونوا يعرفون أن العقوبة ستكون وحدة إجبارية (ما يغلبها غلاب) مع الأسد الأب والابن، لمدة 42 سنة.

«مالي» هذه الأيام شاشة ميدانية لفيلم حربي فرنسي. أميركي. عربي مشترك، بالألوان الأبيض. الأزرق. الأسود. السيناريو فذ. ومدهش. بطل الفيلم. ومخرجه. ومنتجه الرئيس فرنسوا أولاند أوقف الحروب بين الفرنسيين حول زواج المثليين. وهادن جيرار دوبارديو الذي يرفض دفع الضرائب. وأعلن الحرب على الجهادي (المسمى الأعور) المختار بلمختار الجزائري. فقد تسلل من باب الحارة في شمال مالي، ليبيع سجائر مارلبورو في العاصمة باماكو، حيث يقيم ستة آلاف فرنسي ممنوعين من التدخين في فرنسا.

أدهش فرنسوا أولاند الفرنسيين. والماليين. وسبعة مليارات إنسان في العالم. فهذا الفرنسي الإنسان. المهذب. الناعم. المحظوظ الذي لم يطمح أن يدخل قصر الإليزيه، أدخل الفرنسيين حربا يؤيدونه فيها بحماسة.

في أية حرب، أنت بحاجة إلى صديق تحالفه. وعدو تحاربه. وجد أولاند دول أفريقيا الغربية كلها معه. وأميركا على يمينه. وبريطانيا على يساره. وفي كل حرب، عليك أن تسجل نصرك بسرعة. وتسحب بسرعة أكبر. بعد ساعات من دخوله الحرب، فوجئ أولاند بمعركة دموية لم يكن يتوقعها. وإن كان بعض حلفائه وأعدائه يتهمونه، من تحت لتحت، بالتسبب بنشوبها.

في الحرب، ليست البطولة أن يموت المقاتل قبل عدوه، وإنما أن يمنح نفسه فرصة للحياة، لكي يعيش المبدأ الذي يقاتل من أجله. في كل حروب الإسلام «الجهادي»، مات «المجاهدون» قبل الأوان. فقد منحوا الآخرين الفرصة لصيدهم أفرادا وجماعات. ولم يبكهم أحد. فقد جعلوا مهمتهم قتل الأبرياء عندما مارسوا الانتحار.

تحدى عرب «أنصار الدين» فرنسا في شمال مالي. ثم فروا إلى الجزائر. ارتهنوا مئات الجزائريين والغرباء العاملين في مصنع للغاز. قتلوا العمال اليابانيين. علقوا الأحزمة الناسفة في أعناق الأوروبيين والأميركيين. هددوا بنسفهم إذا اقتحمت القوات الجزائرية المصنع. وإذا لم يفرجوا عن عمر عبد الرحمن مفتي الإسلام «الجهادي» المحبوس في نيويورك. الجزائريون لا يعرفون المزاح. هاجمت قوات الأمن المصنع. حاول الخاطفون الفرار بالمخطوفين. فقتلوا معهم. هل تسرع النظام الجزائري في اقتحام مصنع الغاز؟ ربما، كي يفوت الفرصة على الخاطفين لاستغلال المخطوفين دعائيا. ولكي يحول دون أن تدفع الدول المخطوفة الفدية. ثم تُنْكِر أداءها. ثم تضطر الجزائر إلى إطلاق الخاطفين والمخطوفين.

رسم الاستعمار الحدود بالخطوط المستقيمة. ضاقت قبائل الطوارق بتمزيق خطوط القبيلة والعشيرة بلا رحمة. وهي التي جابت الصحارى طوال التاريخ حرة. فتمردت الألوان على الألوان. تمردت قبائل الطوارق الزرق على الدولة السوداء. تعذبت مالي بالطوارق. وعذبت الطوارق. تمردت القبائل مرارا. طالبت بحكم ذاتي. فجابتها دولة اللون الأسود في باماكو بالممانعة دائما وأبدا.

التحالف مع «الجهاديين» انتحار. في تمرد الطوارق الأخير، تحالفوا مع «الجهاديين» في أزاواد (موطن الطوارق في شمال مالي). فخطف «الجهاديون» العرب الحلم. أقاموا باسم الطوارق المخطوفين دولة في الشمال بحجم العراق (نصف مليون كيلومتر مربع). عجز جيش مالي عن استرداد الأرض. فقلب النظام الديمقراطي في باماكو! كانت هشاشة الدولة فخا للجهاديين والطوارق. أكل الطموح والطمع الجهاديين. فزحفوا إلى باماكو بسلاح القذافي القتيل ومال العرب الوفير. فاصطدموا بالفرنسيين. في معارك الحب، فتش عن المرأة. في حروب السياسة، فتش عن أميركا. استشعرت أميركا خطر الإسلام «الجهادي» باكرا. فشكلت قيادة عسكرية في أفريقيا. دربت. وسلحت الطوارق المنخرطين في الجيش المالي، فانضموا إلى إخوتهم المتحالفين مع «المجاهدين». كان أولاند أشجع وأسرع من باراك أوباما المتردد. فتغدى بدولة «المجاهدين» في الشمال، قبل أن يتعشى «المجاهدون» بالدولة السوداء في الجنوب. هل الإسلام «الجهادي» في انحسار، أم في انتشار؟! خسرت «القاعدة» القدرة على المبادرة. فسبقها الإسلام السياسي والإخواني، إلى خطف الانتفاضة والسلطة من شباب الإنترنت.

اغتالت النحلة الأميركية (درون) «القاعدة». فحاولت تنظيماتها الأخطبوطية مشاركة «الإخوان» في الغنيمة. فتعثر الشركاء، في غياب القدرة على تكييف الدين مع الحداثة. لكي يحكم، صالح الإسلام السياسي أميركا. وبقي دون كيشوت «الحربي» يحارب طواحين الهواء الأميركية والعربية. ولا يدرك أن قسوة التطبيق التراثي لا يطيقها مجتمع مؤمن. فقير. فقد بات عاشقا للحرية. برهنت الانتفاضة العربية على أن النضال السلمي أكثر نجاحا في الوصول إلى الضمير الاجتماعي. والوطني. والإنساني.

 

لأ، ما وقفت عليك

راشد فايد/الشرق الأوسط

 والقول موجه الى قادة الاحزاب المسيحية في "14 آذار" ممن يستفظعون عدم رضى جمهور هذا اليوم التاريخي عن دخولهم سباق "التعرية الوطنية" مع الجنرال الشهير.

لكن ما فات هؤلاء، لا سيما الدكتور سمير جعجع، ان عتب الناس ليس تشكيكاً في مبدئيتهم الآذارية، ولا في انشدادهم الى العبور الى الدولة، بل هو عتب لقبولهم النزول الى تنافس مع خصم لا حدود لتنازلاته، حتى ولو بلغت انقلابه على نفسه، وهو القائل "إنبذوني ان تحدثت طائفياً" و"انا قائد لا يترك جنوده، بل يكون آخر المغادرين"، ثم رأيناه كيف هرول من بعبدا، حتى قبل عائلته، ثم سمعناه لا يتحدث سوى عن المسيحيين، ولولا بعض التردد، لما نافح إلا عن الموارنة دون غيرهم. ولا ننسى زجلياته عن الفساد، الذي يتفنن في رميه على الحريرية ولا يلفته في مجلس الجنوب، ولا في الكابتاغون والادوية المزورة، والمعابر الآمنة في المرفأ والمطار وغيرها.

ولرب قائل إن سعد الحريري زار دمشق 5 مرات، ولم تتزعزع ثقة جعجع والتزم تمرير اللحظة. والرد أن هذا انطبق على بعض منابر "القوات"، لكن جمهور "14 آذار" لم يصمت على ذلك من جهة، ومن جهة اخرى، كان عبور الحدود من ضمن تسوية عنوانها المصالحة والمسامحة لفتح الطريق امام دولة بلا سلاح خارج قرارها. فهل ان التسابق مع عون سيحمله على قراءة جديدة للوثيقة "الذمية" العصرية مع حزب ولاية الفقيه، ووعي الاهداف الاستراتيجية لسلاحه وهي ليست من اجل لبنان الا في الخطب، تماماً كما طائرة "ايوب" الشهيرة!

يعتب شعب 14 آذار على قيادات تولت ادارة العملية السياسية منذ 2008، اي منذ 5 سنوات، لم تستطع خلالها سوى وضع عناوين استراتيجية من دون مخطط: تريد الدولة من دون ان ترسم خطوط هذه الدولة. وتريد الديموقراطية من دون معرفة كيف. وتريد انتصار السيادة والاستقلال والحرية، ولا تتردد في قبول تسويات لحظية، من الامتناع عن حصار بعبدا - لحود، الى "الحلف الرباعي" فـ"تسوية الدوحة" التي كانت جس نبض لضرب اتفاق الطائف الذي تهدده اليوم ضربة أكبر. ليست الثقة في "القوات اللبنانية" والكتائب ما انفجر لدى 14 آذار، بل هو السخط على قصور الادارة السياسية في استنباط مشروع قانون انتخابي يشعر كل مواطن بأنه يترجم آمال ذلك اليوم التاريخي. فهل يعقل ان يواجه النظام الاسدي السقوط، فيما حلفاؤه واتباعهم في لبنان، يوحون بإنتصارهم في جرنا الى تجذر طائفي اعتقدنا ان دماء شهدائنا، ليس الـ12 وحدهم بل كل من أودى به الغدر، قد طهرتنا من رجسه؟ يبقى أن العتب واللوم على قدر الآمال.

 

المرشد آية الله علي خامنئي يخوض حرباً مكشوفة ليبقى الأسد

أسعد حيدر/المستقبل

تخوض الجمهورية الإسلامية في إيران، حرباً مكشوفة من أجل بقاء بشار الأسد رئيساً إلى الأبد، لأنّ بقاءه مصلحة استراتيجية للنظام الإيراني وتأكيد للخط السياسي الذي رسمه المرشد آية الله علي خامنئي ويتابع تنفيذه مباشرة. منذ اليوم الأوّل للثورة في سوريا، دعمت طهران النظام الأسدي بإسم حماية المقاومة ومواجهة المؤامرة الأميركية. بقي الدعم الإيراني، "مشودراً" بالكثير من المواقف الملتبسة، لكن ميدانياً، يعلم الجميع أنّ طهران لم تترك وسيلة إلاّ واستعملتها لمصلحة الأسد، سواء مادّية أو سياسية أو خبرات عسكرية، خصوصاً في حرب المعلوماتية. تحوّلت سوريا، إلى ساحة مكشوفة للدعم الإيراني المتداخل بالروسي.

التصعيد العسكري والسياسي في فترة ربع الساعة الأخير، دفع طهران إلى نزع "التشادور" عن موقفها. كشف علي ولايتي مستشار الشؤون الخارجية للمرشد الموقف الإيراني. أعلن ولايتي: "إنّ بقاء الأسد خط أحمر". طبعاً، لم ينسَ ولايتي، طبيب الأطفال السابق، تزيين هذا الخط الأحمر بأخضر الديموقراطية الخارجة من التجربة الإيرانية الواسعة، فأقرّ بوجوب إجراء إصلاحات في النظام الأسدي، علماّ أنّ د. ولايتي كان باستطاعته، وبإشارة من المرشد، أن يدفع الأسد قبل سنوات لإجراء الإصلاحات الملحّة والضرورية وأن لا يحوِّل "ربيع دمشق" إلى سجن كبير للمثقفين والمعارضين بهدوء، وأن لا يسخر من كبير هؤلاء ميشال كيلو فيقول لمَن طالب بإطلاق سراحه: "تقصد ميشال أوقية؟". فما الذي تغيّر في شخص الأسد حتى يغيّر عاداته التي شبّ عليها ولينظر إلى السوريين صنواً له، ويقبل بخياراتهم؟

لا أحد يمكنه تقديم ضمانات بأنّ الأسد سينفّذ أي اتفاق حتى لو وقّعته موسكو وطهران وواشنطن. مجرّد أن يشعر الأسد بالقوّة سينظر إلى الجميع وكأنّهم "أشباه الرجال". آخر تجلياته، أنّه فور تحسّن وضعه ميدانياً، عاد واستأسد وتكلم من موقع المنتصر، رغم أنّ الثورة ما زالت مشتعلة والضحايا يتساقطون بالآلاف. يشعر الأسد بالقوّة لأنّ لديه حلفاء يخوضون معه المعركة وكأنّها معركة المربّع الأخير، في حين أنّ حلفاء الثورة يجفّفون عنها المال والسلاح لتقبل بما يريدونه لهم ولسوريا.

إيران المأزومة اقتصادياً باعتراف الرئيس أحمدي نجاد أمام البرلمان أعلنت أنّها قدّمت مليار دولار لسوريا الأسد. هذا الإعلان ليس إلا "غيضاً من فيض". على الأقل قدّمت طهران أكثر من ستة مليارات دولار في السنتين الماضيتين، وفرضت على العراق دفع مليارات عدّة إضافية من النفط والمشتريات التي لا حاجة للعراقيين لها. أما الإعلان عن المليار فإنّه إعلان عن استعداد إيران للتضحية بحاجات الشعب الإيراني طلباً منها لنجاة الأسد، لأنّها تعرف أنّ المال هو "عقدة اخيل" النظام الأسدي. طهران تكرّر نسخ تجربة الاتحاد السوفياتي بأمانة. النظام السوفياتي استمر في الدفع لحلفائه الأوروبيين الشرقيين حتى إنهار من الداخل. لا يمكن لأيّ شعب في العالم أن يرى الصواريخ تصعد إلى الفضاء، وأمواله تطير خارج الحدود، وهو بحاجة إلى هذا المال الطائر لسد حاجاته اليومية الملحّة.

الرئيس بشار الأسد يتعامل مع الثورة بأنّها حرب إرهابية عربية دولية ضدّه، إمّا أن ينتصر عليها وإمّا أن يخسرها ومعه حلفاؤه. لذلك يحارب الأسد دون رحمة وهو يستعد للأسوأ. بالنسبة للأسد الحرب الأهلية الشاملة هي الحل. توحيد "اللجان الشعبية" و"الشبّيحة" و"شبيبة البعث"، في ميليشيا رسمية هي "جيش الدفاع الوطني"، مقدّمة لا بد منها للحرب الأهلية. الذين يعرفون الأسد عن قُرب يقولون إنّه مزدوج الشخصية في أفعاله وانفعالاته. إمّا أنّ "يستأسد" وإمّا أن يضعف وينهار. في الحالتين يبقى خطيراً جداً، لأنّ مَنْ يحرق سوريا ويعمل للحرب الأهلية، قادر على تفجير المنطقة على طريقة "شمشون"، أي "عليّ وعلى أعدائي يا رب".

سوريا أصبحت مشكلة إيرانية داخلية. الانقسام حولها يزداد عمقاً في النسيج السياسي الإيراني. موقف المرشد المتصلّب هو الذي يضبط الإيقاعات حتى الآن. آية الله علي خامنئي يريد بأيّ ثمن أن يبقى الأسد إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية، حتى لا يؤثّر التغيير في سوريا على الانتخابات، خصوصاً في تحريك الشارع الإيراني، وحتى لا يجلس إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن فيما بعد وهو ضعيف.

مشكلة المرشد آية الله علي خامنئي، أنّه دخل الحرب إلى جانب الأسد وأغلق الأبواب على كل الخيارات الأخرى، في وقت يُقاتل فيه فلاديمير بوتين إلى جانب النظام في سوريا وهو يؤكد أنّ ما يهمّه النظام وليس الأسد لأنّه كما قال في 20/12/2012: "نحن ندرك أنّ هذه العائلة (أي الأسد) في السلطة منذ 40 سنة، ولا ريب أنّ التغيير لا بدّ منه".

قيصر روسيا وضع نقطة بداية لنهاية الأسد في السلطة. يبقى متى وكيف؟

 

كيف يُنزع سلاح الشوارع في ظل حكومة.. "حزب السلاح"؟

فاطمة حوحو/المستقبل

نص اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية عام 1989 على حل الميليشيات، وتم تسليم أسلحتها إلى الدولة اللبنانية، وألحق مقاتلو الأحزاب التي انخرطت في جبهات القتال منذ العام 1975 بالجيش، وآخرون انخرطوا في قوى الأمن وبعضهم أدخل إلى ملاك الوزارات التي تسلمتها قيادات حزبية تحولت لدى تشكيل حكومات ما بعد الطائف لتصبح جزءاً من سلطة الوفاق الوطني.

نجحت هذه التجربة على الأقل في وقف الحرب وإخراج المقاتلين من زواريب المدن وإنهاء هيمنتها على الشوارع والمناطق المختلفة، وعادت هيبة الدولة، إلا أن النظام السوري الذي كان يهيمن عسكرياً عمد بعد ذلك إلى فرض هيمنة سياسية وأمنية عانى خلالها لبنان الأمرّين وكان على اللبنانيين المشي بين الألغام من أجل الحفاظ على بلدهم والنهوض به، على الرغم من الوصاية التي مارسها نظام الأسد الأب والابن في ما بعد، والتي كانت أبرز مساوئها، هيمنة "حزب الله" بمرجعيته الإيرانية على قرار الجنوب اللبناني تحت عنوان "المقاومة"، ليتبين بعد ذلك بسنوات سر تلك "التركة الثقيلة" التي لزمت قرار الدفاع عن لبنان لميليشيا "ولاية الفقيه" وأضعفت الجيش الذي علّق اللبنانيون آمالهم عليه في توحيد لبنان والدفاع عن أرضه وشعبه.

لم يكن أحد في وارد أن يفرخ "حزب الله" ميليشيات أخرى في السنوات الأخيرة، لا سيما بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتحويل وجهة مقاتليه من الحدود مع إسرائيل إلى قلب العاصمة بيروت لإحداث انقلابات على الأكثرية النيابية الديموقراطية بواسطة نشر عناصر "القمصان السود" لإرهاب أهل بيروت، ومن ثم تفريخ ميليشيات في الشمال ودعمها بالمال "النظيف" والسلاح لصالح النظام السوري ودعم دويلته بعد فقدان سيطرته على سوريا. لكن ها هو هذا السلاح يقلب السحر على الساحر ويطال أقرب المقربين في حادثة طرابلس الأخيرة التي طاولت وزير الشباب فيصل كرامي، وأدت الاتصالات إلى لجم تداعياتها، لأن ما جرى كان بين أهل البيت ولكن ليس "في كل مرة تسلم الجرة" كما يُقال، ومن أجل ذلك تحرك المجتمع المدني الطرابلسي لإعلاء صوته والمطالبة بطرابلس منزوعة السلاح، كما كانت مطالبة نواب بيروت ومبادرتهم إلى إطلاق الصرخة ضد الميليشيات الذين ظهروا في شوارع بيروت في "بروفة" لاحتلالها ومسك قرارها من قبل ميليشيات 8 آذار لترهيب أهل المدينة المتمردين على السلاح والمسلحين، فهل تحصل المعجزة ويسحب السلاح من المدن وهل يقتنع "حزب الله" ومؤيدوه بأن سياسة الاستقواء بالسلاح لم تعد تجدي نفعاً لأن الأمور باتت مفضوحة وغطاء "المقاومة" أصبح مكشوفاً؟.

يؤكد النائب الطرابلسي محمد كبارة لـ"المستقبل" "إننا ضد السلاح وحملة السلاح"، مستدركاً: "المشكلة ليست أهل طرابلس بالذات، وإنما السلاح المنتشر على كل الأراضي اللبنانية والذي تحول من سلاح مقاومة إلى سلاح ميليشيوي موجه إلى الداخل".

ويقول: "اليوم في طرابلس، السلاح الفعلي والمتوفر بكميات كبيرة، موجود في منطقة جبل محسن وعند جماعات "حزب الله" من خلال مجموعات عسكرية تابعة له في طرابلس"، موضحاً "في جبل محسن هناك ثكنة عسكرية تابعة للنظام السوري ولـ"حزب الله"، وفي أبو سمرا هناك مجموعات تابعة للشيخ بلال شعبان المدعوم من "حزب الله" والنظام الإيراني، وهناك مجموعات من مناطق عدة في طرابلس تتبع النظام السوري ويدعمها "حزب الله" أيضاً".

ويشدد على أنه "من المفترض حل هذه المشكلة، عبر نزع سلاح الحزب الذي تحول من حزب "مقاوم" في الجنوب إلى حزب يفرض هيمنته وسيطرته في الداخل اللبناني، سواء كان ذلك في بيروت أو في بقية المناطق اللبنانية. اليوم سلاح "حزب الله" سيطر على اقتصاد لبنان وأمنه وسياسته، لأنه في كل منعطف يضعه على الطاولة ويهدد به".

ولا يبدو أن النائب كبارة متفائل بتطبيق شعار نزع السلاح من طرابلس "طالما هناك جيش خارج سلطة الدولة، وطالما هناك فئة تهدد بالسلاح وتفرض هيمنتها بالسياسة والأمن والاقتصاد، حيث تقع كل المرافئ تحت سيطرة حزب الله والبضائع تدخل من دون أن تخضع للجمارك. من هنا، إن البلد لن يرتاح بوجود السلاح ولن يستقر الأمن في لبنان".

وإذ ينفي وجود سلاح في طرابلس مقابل سلاح "حزب الله" سوى سلاح فردي وشخصي "وهو أمر موجود في كل منزل لبناني، لا سلاح ميليشيوياً وحزبياً"، يقول رداً على الحادث الأخير الذي وقع أثناء مرور موكب الوزير فيصل كرامي "كان إشكالاً غير مخطط له وكان يمكن أن يحصل مثله في أي منطقة من المناطق اللبنانية الأخرى".

ويذكّر كبارة بزيارة الرئيس سعد الحريري لطرابلس وطرحه شعار نزع السلاح، مؤكداً "خيارنا الدولة والمؤسسات والجيش اللبناني والأجهزة الأمنية ولا خيار آخر أمامنا ولكن من لديهم خيار ثانٍ آخر مرتبطين بالخارج وإيران وسوريا، والسلاح موجود عندهم، هم العائق أمام تنفيذ شعار طرابلس منزوعة السلاح وهم المشكلة. اجتماعاتنا مع كل الفرقاء تشدد على التوجه نفسه وهو أن وجود الثكنة العسكرية في جبل محسن والتي تورد المشكلات، كما المجموعات التابعة لـ"حزب الله" في أبي سمرا والأسواق وفي مناطق أخرى هو أصل المشكلة وسحب سلاحها يحتاج إلى قرار من الحكومة، والحكومة في النهاية هي حكومة "حزب الله" وسوريا".

ويختم مؤكداً أن "الوضع حالياً مستقر وآمن في طرابلس وهناك وعي لدى الناس وأهل المدينة وسياسييها بأن لا مصلحة لأحد بإحداث فتنة أو "خربطة" أمنية، فالمدينة بحاجة إلى الأمن من أجل النهوض بوضعها الاقتصادي".

بالنسبة إلى نائب بيروت عمار حوري فإن الوصول إلى مرحلة تنفيذ شعار بيروت منزوعة السلاح أو طرابلس منزوعة السلاح يحتاج إلى إرادة دولة وإرادة حكومة، ومن الواضح أن مثل هذا القرار غير موجود الآن"، معرباً عن اعتقاده "بأننا اقتربنا من الوقت الذي اقتنع فيه "حزب الله" وحلفاؤه بأن هذا السلاح أصبح يشكل عبئاً كبيراً عليه وأصبح سبباً لكثير من هزائمه السياسية. لذلك فإن مفتاح الحل في هذا الموضوع هو استكمال اقتناع "حزب الله" بأن البديل الآخر، هو معركة لا أحد يطرحها. "حزب الله" أصبح قريباً جداً من هذه القناعة وأعتقد في مرحلة لاحقة أنه لا بد من أن يصل إلى هذه القناعة وأن يسلم سلاحه إلى الدولة ليصبح قرار السلم والحرب حصراً بيد الدولة اللبنانية".

ويؤكد أن "هذا السلاح ينعكس سلباً على حزب الله وعلى حلفائه أينما حصلت الأحداث، في طرابلس سلاح متفلت وليس بالضرورة أن يكون هذا السلاح سلاح حزب الله ولكن هو ساعد في ايجاد بيئة حاضنة للسلاح خارج إطار الشرعية وخارج إطار الدولة".

وعن علاقة أحداث سوريا في تطور قناعة "حزب الله" بشأن السلاح، يرى حوري أنه "مع تطور الأزمة السورية وظهور النتائج سيقتنع "حزب الله" بأن هذا السلاح الذي استعمله في الداخل فقد كل مبررات وجوده وأصبح يشكل عبئاً عليه، كذلك أعتقد أن الأمور مناطة ببعض الوقت وستصل إلى هكذا نتائج".

وعن الخطط التنفيذية يلفت حوري الى أن "بوابة نزع السلاح غير الشرعي هي معالجة سلاح "حزب الله" وأي معالجة أخرى تبقى تفاصيل وطبعاً ما من أحد يتحدث عن نزع السلاح بالقوة وإلا فإن ذلك سيؤدي إلى مجازر وهذا غير مطروح، المطلوب حل سياسي لهذا الموضوع مقدمته قبول "حزب الله" بأن هذا السلاح أصبح مصدراً لهزائم سياسية".

وعن المكان الذي وصلت إليه الدعوات لجعل بيروت منزوعة السلاح يقول: "الكرة أصبحت في ملعب هذه الحكومة العاجزة وغير القادرة على اتخاذ القرارات وتقف متفرجة وربما تكون متواطئة في بعض الأحيان".

بانتظار أن تتحرك الحكومة في خطة واضحة لنزع السلاح، يعيش اللبنانيون أينما كانوا وأيديهم على قلوبهم من المظاهر الميليشيوية المخيفة وواقع حالهم يسأل "وينيي الدولة".

لا يختلف موقف النائب السابق مصباح الأحدب عن موقف كبارة في تحميل حزب السلاح مسؤولية ما يجري في الساحة الطرابلسية ويقول لـ"المستقبل": "قبل الحديث عن نزع السلاح، فلنقل إننا نريد جمع السلاح، ولكن إذا ظهرت "بارودة" وقالوا لنا عنها إن هذه "البارودة" للمقاومة، ماذا يمكن أن نفعل بالنسبة إلى "البارودة" التي يحملها مسلح آخر"؟.

هل هذا يعني القبول بمعادلة السلاح مقابل السلاح؟ يجيب نافياً ويؤكد "بالطبع لا، نحن نقول إننا نريد الدولة اللبنانية، ولكن نريد دولة تنزع السلاح من الجميع، اليوم يقولون أن هناك سلاحاً للقاعدة ونحن نقول يمكن ولكن ماذا نقول عن سلاح "بشار الأسد"؟ "القاعدة" خطيرة وإرهابية ولكن "بشار الأسد" وسلاحه في طرابلس إرهابي أيضاً، فإما أن يتم نزع السلاح من الطرفين، لا أن ينزعوا سلاح طرف واحد ويقولوا لنا إن السلاح الآخر باقٍ وكأن المطلوب أن يمسكونا من رقبتنا لثلاثين سنة مقبلة ولن نقبل بذلك".

وعن تحرك المجتمع المدني لجعل طرابلس منزوعة السلاح يقول: "برافو ولكن.. لا نريد الحديث عن طرابلس منزوعة السلاح، يجب المطالبة بجمع السلاح، إذا لم تطلبوا تجميع السلاح فلا يمكن أن ننزعه، والحل أن لا يخرج أحد ويقول إن سلاحي للمقاومة لأن في مقابله سيكون هناك من يخرج ويقول أنا سلفي، يجب أن نجمع السلاح من الجميع، وعلى الحكومة أن تتخذ قراراً بذلك كما قال وزير الداخلية مروان شربل، الذي أعلن أن علينا معرفة الدولة اللبنانية ماذا تريد".

ويؤكد "نحن كأبناء طرابلس نريد الأمن ولا نريد أن يأتي أحد ويقول لنا لا يمكن لكم الاقتراب من السلاح المحمي من قبل بشار الأسد وبالمقابل إذا كان هناك سلاح للسلفيين عليكم مصادرته ونزعه ونحن نتمنى نزع سلاح "السلفيين" ولكن مقابله يجب نزع سلاح بشار وإيران".

 

المؤتمر الرابع لسكايز بعنوان تغطية العدالة الدولية: والكلمات أكدت دعم وضع حد للافلات من العقاب وادانة القيود على الصحافيين

وطنية - نظم مركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والثقافية "سكايز" (عيون سمير قصير) مؤتمره الدولي الرابع، تحت عنوان "التغطية الاعلامية للعدالة الدولية"، وذلك في فندق "ريفييرا" في بيروت، بالشراكة مع "المركز العالمي للصحافة والديمقراطية"، على مدى ثلاثة أيام متتالية في 18 و19 و20 كانون الثاني/يناير 2013، في حضور وزير الاعلام وليد الداعوق، النائبين مروان حمادة ونبيل دو فريج وأمين سر حركة التجدد الديمقراطي انطوان حداد، ونخبة من الصحافيين المختصين بالمحاكم الدولية، وعدد كبير من المهتمين، من رجال قانون وممثلين لهيئات وجمعيات من المجتمع المدني، ومتابعين لقضايا العدالة الدولية.

واوضح المركز ان المؤتمر قد تضمن عددا من المحاضرات في يومه الأول عن الاستراتيجية الاعلامية للمحاكم الدولية، والتغطية الاعلامية للمحاكمات الدولية، والعدالة الدولية والاعلام ومؤسسات حقوق الانسان، ثم ورش عمل تدريبية في يوميه الثاني والثالث عن المصطلحات القانونية، والمصادر والموارد حول العدالة الدولية، وتغطية العدالة الدولية في الصحافة المكتوبة، اضافة الى تصوير الجرائم الدولية، والعدالة الدولية ووسائل التواصل الاجتماعي، وحماية قرينة البراءة في تغطية العدالة الدولية.

الافتتاح

افتتح المؤتمر بكلمة ترحيب من المدير التنفيذي لمركز "سكايز" أيمن مهنا، ثم ألقت رئيسة "مؤسسة سمير قصير" الاعلامية جيزيل خوري كلمة أشارت فيها الى ان "مركز "سكايز" أُنشئ لحماية الصحافيين والمثقفين في المشرق العربي وقد غطى في العام 2012 حوالى 1500 قضية، ورصد سقوط 75 قتيلا في سوريا من نشطاء إعلاميين وصحافيين، وثلاثة في فلسطين وواحد في لبنان.

وتابعت ان "مؤسسة سمير قصير" و"عبر امكاناتها المتواضعة تحاول أن تكون في خدمة مجتمع حلم به سمير قصير، وناضلنا له جميعا"، شاكرة كل من ساهم في إقامة هذا المؤتمر.

بعد ذلك، تحدثت القائمة بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان إلسا فنيت، فلفتت الى ان "الاتحاد الأوروبي يدعم وضع حد للافلات من العقاب لضمان حكم القانون وهو يقدم على المستوى الدولي الدعم الى المحاكم الدولية، كما انه يدين القيود غير المبررة على الصحافيين، ويؤيد المبادرات التي تهدف الى حماية حرية التعبير" متوجهة بالشكر لمركز "سكايز" الذي "يدخل عمله في هذا السياق".

ورأت انه على "الصحافة تقديم العدالة الدولية بشكل واضح وشرح عمل المحاكم الدولية بشكل مناسب"، موضحة أن "طرق عمل المحاكم تختلف عن نظام المحاكم التي تركز على الاجراءات والنتيجة النهائية".

حمزة

أما رئيسة "مؤسسة المستقبل" نبيلة حمزة، فأشارت الى ان موضوع مؤتمر "سكايز" الذي يتناول "التغطية الاعلامية للعدلة الدولية، من أدق مواضيع الساعة في ظل التحولات السياسية في المنطقة"، معتبرة أنه "من الواجب بناء جيل يعي المهمة الخطيرة التي يضطلع بها في هذه المرحلة الحساسة، لكن لا يمكن أن نتوقع من الاعلام العربي ان يلعب دورا حاسما وعادلا في الرقابة على العدالة الدولية في ظل ضعف الثقافة القانونية لدى الاعلاميين العرب حول قضايا العدالة والعدالة الدولية، وضعف الصحافة الاستقصائية التي تكشف الفساد".

وأكدت أن "مجتمعاتنا تعاني من أعمال الحكومات السابقة التي فرضت تكريس طاقات الصحافي في التعبئة وتزييف الحقائق، فكانت النتيجة حرمان المواطن من حقه في المعلومات الحقيقية"، مشيرة الى ان "ارتفاع هامش الديمقراطية سمح في تحفيز الصحافة والفضائيات الخاصة والاعلام الجديد، وتحرير جزء كبير من الجمهور من سطوة الاعلام الذي كان سائدا".

وتابعت: "يواجه الاعلام اليوم وفي ظل الثورات التي حصلت في المنطقة تحديات أكبر، ومن الأهمية بمكان تهيئة الاعلام للاسهام في عملية الانتقال الديمقراطي في المجتمع"، مؤكدة ان "الصحافة لم تعد السلطة الرابعة بل أصبحت السلطة الأولى كما تجلى ذلك بوضوح عبر دورها في الاطاحة بالانظمة الاستبدادية وتسهيل صعود أحزاب الى السلطة والحكم".

أرينا

أما المديرة التنفيذية للمركز العالمي للصحافة والديمقراطية كيلي أرينا، فأشارت في كلمتها في الجلسة الافتتاحية الى "ان المركز الذي تعمل به يركز على تدريب الصحافيين من مختلف أنحاء العالم وهو يعمل مع الحكومات والمجتمع المدني للمساعدة في فهم دور الصحافة، ومن مهام الصحافي في قضية العدالة الدولية، عدم تزييف الوقائع وجمع الأدلة والبراهين". وعن اسباب شراكة المركز العالمي للصحافة والديمقراطية، مع مركز "سكايز"، قالت: "صحيح اننا متباعدون من حيث المسافة الجغرافية، لكننا نتشابه من حيث شفافية التمويل والأنشطة والقيم".

يذكر أن المركز العالمي للصحافة والديمقراطية قد افتتح العام الماضي في جامعة "سام هيوستن" في ولاية تكساس الأميركية.

الجلسة الأولى

الجلسة الأولى من اليوم الأول كانت بعنوان: "الاستراتيجية الاعلامية للمحاكم الدولية"، وأدارها أمين سر مؤسسة سمير قصير الدكتور وليد قصير، أستاذ القانون الدولي المقارن في جامعة القديس يوسف.

بداية الحديث كانت مع الناطق باسم المحكمة الخاصة بلبنان مارتن يوسف الذي قال: "نكتفي بضخ المعلومات، فوابل المعلومت غير مفيد. هناك كم هائل من المصطلحات القانونية، والسؤال هو كيف نوصل المعلومات بقالب يلبي حاجات كل شريحة من الشرائح بشكل دقيق وواضح وعاكس لطبيعة الأمور؟". وأشار الى ان دور العاملين في وحدة التواصل والإعلام في المحكمة "ليس مجرد قناة لبث المعلومات بل ان تكون المعلومة مفهومة للجمهور، وان نشرح المعلومات ومصادرها".

وتابع: "بدأنا الجهود للعمل على جعل وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي مرآة لنا ونحن في صدد اطلاق صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" (Facebook)، كما لاحظنا ان العديد من اللبنانيين يستخدمون "تويتر" (Twitter) ما يسمح بتواصل مباشر وبتفاعل ما بين المحكمة والجمهور"، مؤكدا أن "الصحافيين بحاجة الى مساحة مفتوحة لكن لا يجب استخدامها لاطلاق التكهنات عند اعداد التقارير السياسية، اذ كيف سينعكس هذ الأمر على الرأي العام؟".

ثم تحدثت مديرة التواصل في المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة نيرما يلاسيتش التي أشارت الى "مواجهة انشاء المحكمة الجنائية الدولية تحديات عدة لا سيما خلال محاكمة المتهمين"، واستعرضت عمل المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة فقالت: "فكرنا في عرض الأدلة لكن يجب ألا ننسى ان هناك ملايين الوثائق الاستخباراتية وستة آلاف شاهد مثلوا أمام المحكمة، لكن كان يجب اعطاء فكرة عما يحدث واتاحة الوثائق أمام الصحافيين، وكلما كان يتم عرض براهين في قاعة المحكمة كنا نضعها على موقعنا الالكتروني، لكن لاسباب الأمن وسلامة الشهود حرصنا على الحفاظ على سرية المناقشات. أما بالنسبة الى مضمون الشهادات أو هوية الشهود فقد تم التحفظ عليها لا سيما هؤلاء الذين أدت شهادتهم الى إدانة المتهمين"، مضيفة "اليوم هناك بوابات الكترونية لاتاحة الاطلاع وهذا ما يصب في مصلحة الصحافيين ويسهل حياتهم".

ورأت انه "اذا كان المجتمع فائق الانقسام فيجب إجادة التعاطي مع الموضوع ومساعدة الرأي العام على تقبل الحكم الصادر بحق أحد أفراد مجموعتهم، وفي يوغوسلافيا واجهنا سياسيين كانوا يشككون بقرار المحكمة".

أما الناطق الرسمي ومدير وحدة العلاقات العامة في المحكمة الجنائية الدولية فادي العبدالله فقال: "ننشر كل ما يقرر القضاة نشره، أما ما لا ننشره فهو ما يعرض الشهود للخطر او بعض المعلومات الحساسة تجاه بعض الدول، في حين يمكن نشر اجراءات المحكمة".

وفي النقاش مع الحضور الذي تلى المحاضرة كانت أسئلة عدة حول ما نشر في جريدة "الأخبار" مؤخرا عن الشهود واذا ما كان الامر بمثابة نوع من الارهاب بحقهم، أكد يوسف ان الأمر لا يتعلق برقابة ولكن يجب عدم تعريض الناس للخطر وهو كناطق باسم المحكمة يدين ذلك ويعتبره أمرا غير مسؤول ويشكل تهديدا، سواء كان الذين تم نشر اسمائهم من الشهود أم لا، فلم علينا تعريض حياة اناس للخطر، لاثبات وجود تسريبات؟"، مؤكدا "ليس كل ما يسمى تسريبا هو تسريب، او ان التسريب اتى من المحكمة".

أما يلاسيتش فاشارت في هذا الموضوع، الى ان حالات مشابهة حصلت وقد أدين بعض الصحافيين فيه بتحقير لمحكمة.

وتحدث المشاركون عن وجود دوافع سياسية وراء الوقوف ضد المحكمة في بعض الحالات "فنصف الاشخاص يكونون ضد القاضي حتى لو كان عادلا لأن بينهم متهمين"، واشاروا الى ان "السياسة موجودة بقوة في حياة كل منا، وكل المتهمين لديهم ارتباطات سياسية، لذلك على المحاكم البناء على البراهين".

اما عن التأخير بالنسبة الى المحكمة الخاصة بلبنان، فقد أقروا به "لكن ذلك لن يؤثر سلبا بالضرورة على نوعية عمل المحكمة، إلا انه ذات تأثير اجتماعي، لكن العدالة تحتاج الى الوقت للتحقق من البراهين والحقائق واتخاذ القرار، ومن ثم استئنافه، فللجميع الحق بمحاكمة عادلة. كما ان هناك مشاكل لوجستية وأمنية في بعض البلدان مما يستدعي آلاف البراهين والاثباتات كما وجمعها وتحليلها من قبل المعنيين" .

الجلسة الثانية

الجلسة الثانية كانت بعنوان: "التغطية الاعلامية للمحاكمات الدولية"، وشارك فيها كل من المسؤولة عن الأخبار القضائية في إذاعة "فرانس كولتور" (France Culture) لور دو فولبيان، وكبيرة المراسلين في تلفزيون "العربية" عليا ابراهيم، ومدير وكالة "سنس" (Sense News) ميركو كلارين، ومديرة مركز "جي جي سي" للقانون والاعلام (GCC Law&Media) جيرالدين كوغلان، وأدارتها مديرة شبكة "نيوز ديبلي" (News Deeply) لارا ستراكيان.

وشددت فولبيان على ان "العدالة نظرة شاملة لا بد ان نرنو اليها ولا يجب تكريس سياسة الافلات من العقاب". وقالت:"خلال عملي الصحافي في الأعوام الستة عشرة الماضية، كنت أهتم بالعدالة المحلية ولاحقا الدولية. لديكم اجراءات قضائية في لبنان مشابهة لنظامنا القضائي الفرنسي. اما بالنسبة الى محكمة رواندا فالامر كان اصعب، اذ ان افريقيا تفتقر الى المستوى التعليمي والوسائل كما ان المحاكمة اُقيمت في ظل عدم اهتمام بها، اذ ارسل القليل من الصحافيين للتغطية، وعندما لا تتابع الصحافة اجراءات المحاكمة فانها بذلك لا تمارس حقها النقدي، ولا تسمح للمحكمة أن تحسن أداءها".

أما ابراهيم فأشارت الى انها عملت على محكمتي يوغوسلافيا ولبنان. وقالت: "نعمل في مؤسسات اعلامية تفتقر الى الخلفية القانونية. لدي آرائي وآتي من بلد مسيس أيضا، لكن في المرة الاولى التي وصلت فيها الى لاهاي شعرت ان الاولويات فيها هي للنظام القضائي، كنت مضطرة الى التعاطي مع المحكمة فاطلعت على المحاكم ووجدت تشابها بين محكمتي لبنان ويوغوسلافيا". واعتبرت انه "حتى وان كان اللبنانيون يعتبرون ان عمل المحكمة بطيء لكن ما من طريقة أخرى سوى اللجوء اليها".

أما كلارين فأشار الى اننا "نحتاج الى جيلين لنشهد نتيجة المحكمة، الجيل الذي عاش المأساة والجيل الثاني الذي يسأل عن المسؤول وعما حدث بالفعل". واعتبر ان "انشاء المحكمة الجنائية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة كان أفضل ما حصل خلال العشرين عاما الماضية، فرغم الخيبات ما زلت أؤمن بها، لانه من دون محكمة دولية ما كنا لنتمكن من التحقق من الاحداث التي حصلت، وذلك من أجل الحؤول دون تكرار تلك التراجيدية، وما يهمني هو معرفة الاحداث الحقيقية التي خلفت آلاف الضحايا".

من جهتها، قالت كوغلان: "عملت صحافية خلال عقد ونصف على مواضيع العدالة الدولية، وكنت اشدد على اعادة سرد الوقائع في مختلف اجراءات المحكمة الدولية واحاول نقل منظور المتهمين وليس الضحايا فحسب، وذلك ضمن برامج إذاعية وتلفزيونية تهدف الى بلسمة جراح المجتمع الذي عانى. واحيانا يكون لدينا بضع ثوان أو دقائق لقول ما نريده لذلك يحتاج الصحافي الى الذكاء".

الجلسة الثالثة

الجلسة الثالثة كانت بعنوان: "العدالة الدولية، الاعلام ومؤسسات حقوق الانسان"، وشارك فيها كل من نائب مدير الشرق الاوسط وشمال إفريقيا في منظمة "هيومن رايتس واتش" (Human Rights Watch) نديم حوري، ومسؤولة برامج الاعلام وتكنولوجيا الاتصالات في "هيفوس" (Hivos) مونيك دوبرت، ومدير القانون والسياسات في "منظمة العفو الدولية" مايكل بوهينك، وأدارها المدير التنفيذي لمركز "سكايز" أيمن مهنا.

وقال حوري: "في سوريا أو مالي، نسأل عن توفر المعلومات، وعندما نعطي المعلومات الى الادعاء العام يقوم بعمله ولا يكتفي بها. وما نقوم به في حال حدوث احالة الى المحكمة الجنائية الدولية، فاننا نفيدها بوجود أدلة أو شهود. نحصل على اثباتات كثيرة لكن القضاة هم من يقررون ان كان يمكن الأخذ بالاثباتات او لا. كما اننا نرسل خلاصاتنا الى الادعاء العام حول اشخاص نظن انهم ارتكبوا انتهاكات لحقوق الانسان ونطلب من وحدات العدلة الدولية مراقبتهم".

وعن دور الصحافة، أوضح انه "يجب الاعتراف ان الصحافة جزء من منظومة العدالة من حيث دقة المعلومات وإرث المحاكم وغيرها، الى جانب ذلك هناك دور تثقيفي يجب الاضطلاع به، فالصحافيون سيطلعون المجتمع على حقائق مهمة لذلك يجب تدريبهم، وفي العديد من البلدان نحصل على المعلومات حول الانتهاكات من الصحافيين المحليين".

وشدد في سياق آخر، على انه "يجب ان تشرح الصحافة أسباب بطء العدالة الدولية، الى جانب اعطاء خلفية عن المحاكم الدولية للجمهور، فالمحاكم الدولية وإن كانت تبت بالجرائم الاكثر بشاعة فهي ترسم التاريخ".

أما دوبرت فأشارت الى ان "وجود تطبيقات إلكترونية للمصادقة على هوية السائل وذلك لاتاحة إرسال المعلومات حول الجرائم من دون الافصاح عن هوية بعض المعلومات السرية، لكن التحدي الحالي أمامنا مثلا ايجاد أشخاص يعملون على الموضوع السوري، ورغم صعوبة الظروف فنحن نعمل على تدريب اشخاص للعمل على هذا الملف". وقالت "بما اننا نتكلم عن اجرءات طويلة وبطيئة في المحاكم الدولية ولغة قانونية معقدة، وبروز تخصصية في مجال القانون والعدالة الدولية، كأن يكون هناك صحافة تقوم بسرد الوقائع ورصد التغيرات من أجل بث الوعي في صفوف الجمهور".

من جهته، أشار بوهينك الى ان "أكثر ما يهمنا هو التركيز على المحاكم الجنائية لتكون قوية، والعمل دبلوماسيا لتكون أسرع"، مضيفا "من المهم اضطلاع الدول بمسؤولية المعاقبة على الجرائم التي ترتكب، مما يجعل المحاكم الدولية تنظر في عدد أقل من الحالات".

وعن توثيق الحالات التي تتحول الى أدلة أو مفتاح دخول الى العدالة الدولية، قال: "ان منظمة العفو الدولية تبدأ برصد الأوضاع في أي بلد من البلدان ولا نعرف اذا ما كانت بعض الحالات ستتحول الى آلية العدالة الدولية، نقوم بتوثيق الحالات بشكل مفصل ومقاربتنا تكون بجمع أكبر قدر من البيانات لاستخدامها في المحاكم، لكننا نتعاطى كناشطين وحقوقيين وصحفيين، مع ضحايا تعرضوا للصعوبات ويصعب عليهم تأكيد شهاداتهم، أو الادلاء بها".

وعن حق وحماية الضحايا في المحاكم الجنائية، وحساسية موقف الشهود لدى تعرضهم للضغوط، قال: "نطالب بنظام أكثر فعلية لحماية الشهود، انه أمر غاية في الاهمية". وشدد على ضرورة "إلقاء الضوء على ما يحدث من عنف متعلق بالنوع الاجتماعي ولا سيما عندما يستخدم الاغتصاب كسلاح، ويجب توثيق هذه الاعتداءات وتشجيع المترددين لتخطي التردد والمطالبة بالمساءلة".

اليوم الثاني

تضمن اليوم الثاني ثلاث ورش عمل تدريبية تمحورت الاولى حول "المصطلحات القانونية" المستخدمة والمتعارف عليها في إطار المحاكمات الدولية، مع المحاميين اللبنانيين الدوليين انطوان سعد وجورج غصن. وأضاءت الورشة الثانية على "المصادر والموارد حول العدالة الدولية" وكان المدرب فيها ميتشل روث من جامعة سام هيوستن الاميركية. أما الثالثة فركزت على "تغطية العدالة الدولية في الصحافة المكتوبة" وكانت المدربة فيها الصحافية المتابعة للدعاوى في المحاكم الدولية لحوالى عشرين عاما والعاملة في صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) مارليز سيمونز.

اليوم الثالث

وفي اليوم الثالث كان المدعوون والحضورعلى موعد مع ثلاث ورش تدريبية جديدة تدخل في الاطار نفسه، فسلط المدرب الفلسطيني خليل عبدالله من محطة "سي.ان.ان." (CNN) الاضواء في الورشة الاولى على "تصوير الجرائم والأزمات الدولية"، في حين تحدث المدرب روبن جونسون من المركز العالمي للصحافة والديمقراطية في الورشة الثانية عن "العدالة الدولية ووسائل التواصل الاجتماعي"، وركزت المحامية الجنائية الدولية آبي جولس، العاملة منذ سنوات في مجال حقوق الانسان، في الثالثة على "حماية قرينة البراءة، والتغطية المحايدة للعدالة الدولية".