المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 21 كانون الثاني/2013

 

رسالة كورنثوس الأولى الفصل 12/من 01 حتى 11/المواهب الروحية

وأما المواهب الروحية، أيها الإخوة، فلا أريد أن تجهلوا حقيقتها. تعرفون أنكم، عندما كنتم وثنيين، كنتم تندفعون إلى الأوثان البكم على غير هدى. أما الآن فاعلموا أن ما من أحد إذا ألهمه روح الله يقول إن يسوع ملعون من الله، ولا يقدر أحد أن يقول إن يسوع رب إلا بإلهام من الروح القدس. فالمواهب الروحية على أنواع، ولكن الروح الذي يمنحها واحد. والخدمة على أنواع، ولكن الرب واحد. والأعمال على أنواع، ولكن الله الذي يعمل كل شيء في الجميع واحد. كل واحد ينال موهبة يتجلى فيها الروح للخير العام. فهذا ينال من الروح كلام الحكمة، وذاك ينال من الروح نفسه كلام المعرفة. والروح الواحد نفسه يهب أحدهم الإيمان، والآخر موهبة الشفاء، وسواه القدرة على صنع المعجزات، والآخر النبوءة، وسواه التمييز بين الأرواح، والآخر التكلم بلغات متنوعة، والآخر ترجمتها. وهذا كله يعمله الروح الواحد نفسه موزعا مواهبه على كل واحد كما يشاء.

 

عناوين النشرة

*أمثال الدكتور علوش قلائل في عالم السياسة العفن/الياس بجاني

*مقاتلون شيعة يتصدرون الصفوف الأمامية لمعارك ريف دمشق

*خبير لبناني: هناك معلومات عن 60 ألفا يتدربون في إيران

*مقتل 13 عنصراً من حزب الله في كمين للجيش الحر

*حزب الله مستعد لمقايضة "الارثوذكسي" برئاستي الجمهورية والمجلس النيابي وإطلاق ميشال سماحة

*سمير فرنجية لـ"النهار": 8" آذار في هزيمة موصوفة ولا انتصار لـ14 آذار" ,سلاح "حزب الله" انتهى محلياً وإقليمياً ويجب إهداؤه الى الشعب

*نائب رئيس «القوات اللبنانية» لـ «الشرق الأوسط»: علاقتنا مع تيار المستقبل «ناضجة»

*عدوان رأى أن تحسين التمثيل المسيحي لا يعني تهميش أي مكون آخر وأكد أن الانتخابات في موعدها

*الشيخ حسن سعيد مشيمش يعترض على إرجاء محاكمته والادعاء على موقوف جديد بالتعامل مع اسرائيل

*فضائح قياديي ومسؤولي حزب الله تتوالى بعد تزوير الأدوية وفضيحة الكبتاغون

*قناة "المستقبل": الشقيق الثاني للنائب الموسوي على رأس عصابة لسرقة السيارات

*مارتن يوسف لـ"الحياة": اسماء الشهود التي نشرت سرية والمادة 60 تنص على الاجراءات التي تسمح للمحكمة الدولية باتخاذها

*المحكمة الدولية تحضّر إجراءات للتحقيق في تسرّب أسماء شهود

*مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار : إذا أجمعت المرجعيات على أن اتولى منصب مفتي الجمهورية فلن أتردد ..حسون إتصل بي و هو أبعد ما يكون عن التورط في اغتيالي

*مروان حمادة: الجهازان السوري والإيراني نشيطان في طرابلس بديل المشروع الأرثوذكسي حل يرتكز إلى تطبيق ما لم يطبق من الطائف

*المشنوق: 3 قواسم مشتركة في لقاء المستقبل بري التشاور سيستكمل مع باقي الأطراف لايجاد صيغة لإجراء الانتخابات في موعدها

*تحرك نوعي لإطلاق المخطوفين في سورية

*سامي الجميل: نريد قانونا انتخابيا يحقق تمثيلا صحيحا للجميع ويحافظ على المناصفة

*السعودي تفقد مخمر الموز في حسبة صيدا وعاد الجرحى

*قتيل و5 جرحى في انفجار مخمر موز في صيدا

*تمزيق اطارات سيارات 5 عاملين مع اليونيفيل

*الفرزلي: التهويل بالمثالثة فزاعة وهمية

*الراعي افتتح المؤتمر البيبلي في دير سيدة الجبل ادما: نأمل في ربيع مسيحي يسهم في بزوغ ربيع عربي تنعم فيه شعوبنا بالسلام

*عون: الارثوذكسي يعيد للمسيحيين حقهم ولا يمس حقوق الأخرين سوريا تتجه نحو تسوية وما نشهده حاليا فصول الاخراج

*شمعون: الحزب يؤيد الدائرة الفردية

*ميقاتي في السعودية لترؤس وفد لبنان في القمة العربية التنموية: مجتمعاتنا العربية تواقة للتطور والنمو فعسانا ان نستوعب هذا النداء

*الاحدب: لن نسمح بنزع سلاح فريق واحد لضربه اذا اردنا حماية الوطن علينا مصالحة الجيش مع السنة

*الجوزو: إسرائيل وإيران عدوا الأمة العربية

*العريضي زار منطقة بشري ووضع حجر الاساس لمشروع تحويرة عبدين ودشن تحويرة الارز الاولى وتفقد مركز جرف الثلوج في منطقة الارز

*شطح: لم ندخل مع بري في صلب الموضوع الانتخابي  

*فتفت لـ"السياسة": إذا فرضوا علينا "الأرثوذكسي" سنتصدى لهم بكل الإمكانات والمسيحيون سيدفعون الثمن

*ايلي ماروني لـ"السياسة": "14 آذار" ليست في أحسن حالاتها

*النائب السابق الياس سكاف  يتخبط في زحلة

*مفوضية الأمم المتحدة: اللاجئون السوريون فاقوا ال212 ألفا

*افتتاح المؤتمر الأول لتيار المستقبل في مونتريال أحمد الحريري: نريد قانونا لبنانيا لا أرثوذكسيا أو شيعيا أو سنيا

*عون: جنبلاط رئيس جمعيّات الانعزاليّة في لبنان

*لبنان: حتمية القانون «الأرثوذكسي» واستحالته/سامر فرنجيّة/الحياة

*روسيا تحبط قرار إحالة الجرائم في سوريا على "الجنائية"/ ثريا شاهين/المستقبل

*8 آذار.. قانون باطل يُراد به إبطال الانتخابات/كارلا خطار/المستقبل

*لماذا ذهب المسيحيون الى المقطم... وليس الى ميدان التحرير؟!/ محمد مشموشي/المستقبل

*الأسد لحلفائه: تحضيرات عسكرية لإطاحة نظامي/علي الحسيني/المستقبل

*مستوطنة مسكافعام تعود إلى الواجهة أراضيها لبنانية وأصحابها لن يتراجعوا

*ماذا ينفعنا لو خسرنا 14 آذار؟ /احمد عياش /النهار

*القانون التفاعلي/بقلم :  الياس  الزغبي

*عصيان شامل في سجن حمص المركزي ومخاوف من عملية إبادة جماعية/حميد غريافي: السياسة

*الرئيس المصري نفى السعي إلى دولة دينية  

*السلفيون يحذرون مرسي من الاستبداد بالرأي أو "التكبر والتجبر"

*واشنطن تعرب عن «خيبة أمل كبيرة» إزاء رد إيران على الوكالة

*الباسيج الأسدي!/طارق الحميد/الشرق الأوسط»

*القنصل الذي صار زعيم مسلحين/عبد الرحمن الراشد/ الشرق الأوسط»

 

تفاصيل النشرة

 

أمثال الدكتور علوش قلائل في عالم السياسة العفن

http://mtv.com.lb/Beirut_Al_Yawm/Moustafa_Allouch_19_Jan_2013

الياس بجاني/بداية لا بد وأن نقول للسيدة دنيس رحمة، نهنئك فقد كنت دنيس رحمة وليس أي شخص آخر، وهذا هو المطلوب. كنت كما نريدك هادئة واثقة من نفسها وقد أعطيتي ضيفك كما هو مفروض الوقت الكافي ليعبر عن أرائه ومواقفه دون مقاطعة. المقابلة كانت ناجحة جداً وموفقة جداً. أما بالنسبة للدكتور علوش فهو عزيز وغالي وشهادتنا فيه مجروحة كوننا خبرناه شخصياً ومنذ سنين خطاباً وأفعالاً ومواقف سياسياً منفتحاً وشفافاً وصادقاً وشجاعاً يدافع عن الحق ويسمي الأشياء بأسمائها دون مساومة أو تملق أو خوف من العواقب. بكل صدق ودون مواربة نقول إننا بحاجة لأمثاله في المعترك السياسي والحزبي كون أمثاله في الوقت الرهن قلة. وبمحبة نقول أنه يشبهنا بفكرنا وإيماننا بلبنان وبالتعايش وبمفاهم العدل والمساواة نحن الموارنة البشيريين تحديداً، ونعم يشبهنا حتى التماهي في الكثير من المفاهيم والثوابت وهو السني أكثر ما تشبهنا فلول من السياسيين والعاملين في الشأنين الدنيوي والروحي وهم من مذهبنا "إلا أنهم ليسو منا، لأنهم لو كانوا منا ما كانوا خرجوا عنا". غير أن تيار المستقبل ليس الدكتور علوش وحده وليته كان فلما كان عندنا أي مشكل مع هذا التيار السياسي المفترض أنه عابر للطوائف ورافعاً لشعار لبنان أولاً. علينا هنا أن نبتعد عن التكاذب ونطالب المستقبل بأن يبرهن بالأعمال وليس فقط بالإيمان، أي بالكلام المعسول والمنمق أنه مقتنع بمبدأ المناصفة بين المسيحيين والمسلمين كما نص اتفاق الطائف. وبالتالي عليه اليوم وقبل يوم غد أن لا يكتفي في طرح الشعارات، وفي نفس الوقت يستمر بالامتناع عن طرح مشروع انتخابي صادق يبرهن عملياً من خلاله عن قناعاته الراسخة في المناصفة. للأسف حتى الآن لم يفعل وهذا تصرف لا يريح ولا يطمئن. من جانب آخر علينا كمسيحيين أن نحافظ على هذا التيار ونقويه لأنه يمثل الاعتدال داخل الطائفة السنية، وواجب وطني علينا أن لا نترك أي اختلافات في وجهات النظر مهما كثرت أو عظمت أو استفحلت تضرب تحالفنا معه في اطر 14 آذار. إن قاعدة ما لي هو لي وما لك هو لي ولك لم تعد مقبولة بعد انتهاء حقبة الاحتلال السوري والتي نأمل أن تليها حقبة التحرر الكامل من هيمنة جيش إيران في لبنان (حزب الله) على كل مفاصل ومؤسسات الدولة. هذا ونفس الكلام نقوله بمحبة للنائب وليد جنبلاط، ومن له أذنان للسمع فليسمع!!

 

مقاتلون شيعة يتصدرون الصفوف الأمامية لمعارك ريف دمشق

خبير لبناني: هناك معلومات عن 60 ألفا يتدربون في إيران

 بيروت – لندن: «الشرق الأوسط»

في الأول من يناير (كانون الأول) الحالي، ظهر على موقع «يوتيوب» فيديو لفتى ملثم يعلن فيه عن إنشاء «لواء أبو الفضل العباس»، وهو الظهور الإعلامي الأول لجماعة مقاتلة تتبنى عنوان «الدفاع عن مقام السيدة زينب» الموجود في ريف دمشق. ليحول المعلومات التي تحدثت عن وجود جماعات عراقية ولبنانية تقاتل إلى جانب النظام السوري.

ولخص الفتى الذي كان يتحدث باللهجة العراقية ما سماه «البيان رقم 1» لـلواء أبو الفضل العباس بأن مهمة هذا التشكيل هي «حماية مقام مولاتنا وحبيبتنا السيدة زينب من هجمات التكفيريين والوهابيين وما يسمى بالجيش الحر وأعداء أهل بيت رسول الله». بعدها بأربعة أيام ظهر أول فيديو جدي لمقاتلين قال التعليق المكتوب تحته إنه لمقاتلي هذا اللواء حيث ظهر شبان حسنوا التدريب والتنظيم، يتحركون بطريقة محترفة وبلباس موحد، ويتقنون القنص والقصف بمدفعية المورتر، بينما تظهر صورة أخرى مقاتلا يطلق قذيفة صاروخية من طراز «آر بي جي» وهو يقف بثبات المحترف الفائق التدريب. وترافق مع هذا التقرير إنشاد قصيدة عنوانها «يا زينب» بلهجة عراقية صافية. وتظهر تقارير استخبارية وإعلامية متزايدة، أن مقاتلين شيعة يتصدرون الصفوف الأمامية للمعركة الدائرة في ريف دمشق، بما يتخطى محيط المقام المعروف باجتذابه آلاف الشيعة يوميا. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن هؤلاء المقاتلين يحققون تقدما في مواجهة مقاتلي المعارضة السورية في تلك المناطق. وقد أكدت مصادر سوريا معارضة قيام عناصر ينتمون إلى تنظيمات شيعية عراقية ولبنانية من بينها حزب الله اللبناني في تشكيل اللواء.

وقال تقرير لكريستيان ساينس مونوتورز إن اسم أبو الفضل العباس قد يشير إلى مجموعة صغيرة مدعومة من إيران كانت تكون من قناصة ومتخصصين في المتفجرات التي توضع على جوانب الطرق وشنت هجمات على القوات الأميركية بين 2005 و2008 في العراق، وأدمجت كتائب العباس في كتائب حزب الله في وقت لاحق مما دعا الولايات المتحدة إلى اتهام حزب الله بتدريب المجموعات الإرهابية الخاصة في العراق.

وكان حسن نصر الله، أمين حزب الله، أشار إلى كتائب العباس في 2007 باعتبارها كتائب مقاومة في العراق، وأذاع تلفزيون «المنار» التابع لحزب الله عدة فيديوهات لعمليات لهذه الكتائب في العراق.

وكانت مصادر شيعية سورية تحدثت قبل أسبوعين لـ«الشرق الأوسط»، قد أكدت وجود 1500 من عناصر حزب الله في سوريا عند المقامات الشيعية بالتحديد.

ويؤكد أبو إياد الناطق باسم المجلس العسكري في دمشق لـ«الشرق الأوسط» أن كتائب من الجيش الحر تواجهوا منذ أيام قليلة مع كتيبة تتألف من عناصر شيعية غير سوريين، من إيران ولبنان، في ريف دمشق، كانوا يقومون بحراسة مقام السيدة زينب. مضيفا: «مع العلم أن النظام كان قد عمد في الفترة الأخيرة إلى قطع كل الطرقات التي تؤدي إلى هذا المقام ومنع مرور السيارات، لافتا في الوقت عينه إلى أن المقام يقع في منطقة خاضعة لسيطرة الجيش الحر، والسكان السوريون الأصليون لهذه المنطقة هم من السنة وليس الشيعة، لكن عمد رئيس مكتب الأمن القومي السابق هشام بختيار، إلى القيام بحملة تشييع بين الأهالي كما جاء شيعة آخرون من لبنان وإيران سكنوا في المنطقة لخدمة الحجاج الذين يأتون للزيارة.

وقال محمد علوش المدير التنفيذي لجبهة تحرير سوريا لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذا اللواء مدعوم من نظام بشار الأسد وعناصره يرفعون العلم السوري» مشيرا إلى أن معارك عنيفة تندلع من وقت إلى آخر بين لواء «أبو الفضل العباس» من جهة وكتيبة «أم المؤمنين، عائشة» التابعة للجيش الحر»، من جهة أخرى. لافتا إلى أن «هذا اللواء يجمع بين مقاتلين شيعة ينتمون إلى ميليشيات لبنانية عراقية وإيرانية من أبرزها حزب الله».

في حين، أكد فهد المصري، مسؤول الإعلام في الجيش الحر لـ«الشرق الأوسط» «أن حماية المقامات الدينية لأي مذهب هي من أولويات الجيش السوري الحر»، أكد علوش، إقدام ما أسماه «العصابات» على «ارتكاب الكثير من المذابح بحق أهالي المنطقة من مذاهب أخرى، إما عبر الحواجز الطائفية أو بوضع عبوات ناسفة كما حدث في مسجد الحبيب المصطفى في شارع الحجيرة داخل منطقة الست زينب».

ويقول الكاتب اللبناني، الخبير في الحركات الشيعية، على الأمين لـ«الشرق الأوسط» إن هناك محاولات حثيثة لإظهار الصراع في سوريا على أنه صراع طائفي، والنظام يدفع باتجاه هذا الأمر حتى يظهر الأمر وكأنه حرب أهلية في سوريا لا مواجهة بين نظام وشعب. ويشير إلى أن بينة النظام التي تغلب عليها الصفة الطائفية الأقلية، تخلق ردود فعل طائفية تساعد النظام في مسعاه.

ويوضح الأمين أنه في محيط مقام السيدة زينب في ريف دمشق يقيم الكثير من العراقيين واللبنانيين بصورة دائمة أو منقطعة، وبسبب تكوين المنطقة وطبيعة المصالح الاقتصادية تعزز هذا الوجود في السنوات السابقة. وإذ أشار إلى أن عدد هؤلاء تناقص مع بدء الأزمة السورية، قال إن موضوع المقام استعمل لاستقطاب المزيد من التعاطف الشيعي مع هذا النظام، بحيث يتم إظهار المعركة في سوريا، وكأنها معركة القضاء على الشيعة ورموزهم الدينية، وهذا أمر جذاب بالنسبة للبسطاء من الناس ويخلق لديهم نوع من الحماس والحمية للمشاركة في الحرب للدفاع عن هذه الرموز لا عن النظام السوري الذي يصعب عليهم تبرير القتال للدفاع عنه وحده.

وأوضح الأمين أن المناخات حول النظام، وتلك القريبة من حزب الله والإيرانيين تدفع في هذا الاتجاه، لكن العمل على ذلك يتم بصورة سرية ودعمه الإعلامي عبر مواقع إلكترونية بلا هوية يصعب ربطها بالحزب أو الإيرانيين. ويشير إلى أن هذه الذريعة باتت تستخدم عند سقوط قتلى، فبدلا من أن يقال إنهم سقطوا دفاعا عن النظام يقال إنهم سقطوا دفاعا عن المقامات أو عن القرى الشيعية.

وبالنسبة إلى تدخل «حزب الله»، قال الأمين: «من الواضح أن هناك تدخلا من قبل الحزب، وهناك جهاز (في الحزب) يستطيع العمل على هذا الموضوع بسرية، ونحن نعرف جميعا قدرات هذا الحزب وإمكاناته التي تتيح له القيام بهذا بكل احتراف وسرية، خلافا لبعض الحركات المقابلة من متطوعين يذهبون فرادى أو جماعات من 4 أو 5 أشخاص أحيانا للقتال ضد النظام».

وإذ أشار إلى أن الحزب «لا يريد أن تكون حركته مفضوحة وعلنية، أكد وجود أقراد يقاتلون بطريقة منظمة»، مشيرا إلى أن معلومات عن تدريبات يجريها لحزب لسوريين وأخرى تجريها إيران؛ حيث تحدثت معلومات عن وجود 60 ألف سوري يتدربون في إيران.

في المقابل، نفى العميد المتقاعد أمين حطيط، المقرب من «حزب الله» أن يكون قد تم تشكيل لواء كهذا في سوريا، واضعا الخبر في سياق «الحملة التي تريد أن تقول إن حزب الله وإيران والشيعة يرسلون الرجال إلى سوريا للقتال إلى جانب النظام». وقال لـ«الشرق الأوسط»، «حتى لو فرضنا أن هذه الدول ترسل مقاتلين إلى سوريا لن يصل الأمر إلى حدود تشكيل لواء يحمل هذا الاسم»، معتبرا أن الغاية من إطلاق هذه الشائعات هي إحداث توازن في الأزمة السورية بين داعمي الصراع هناك». ولفت حطيط إلى أن «الأماكن المقدسة الشيعية محدودة العدد ولا تحتاج إلى لواء لحمايتها»، موضحا أن «سوريا قد اعتمدت في الفترة الأخيرة ما يسمى «جيش الدفاع الشعبي» وقد تكون إحدى لجان هذا الجيش من أهالي المنطقة الشيعة الذين يقومون بحماية المزارات، مما دفع المعارضة لاتخاذها ذريعة للقول إن هنالك إيرانيين وعناصر من حزب الله.

ونفى مصدر مقرب من التيار الصدري أن يكون للتيار أي صلة بالعمليات المسلحة التي تجري في سوريا سواء لجهة المعارضة ضد النظام السوري أو بالعكس. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لـ«الشرق الأوسط» إن كل ما يثار عن دور لجيش المهدي أو لجهات تابعة للتيار الصدري تقوم بأنشطة مسلحة في سوريا أمر عار عن الصحة. وردا على سؤال بشأن وجود لواء يحمل اسم «أبو الفضل العباس» في سوريا قوامه مواطنون عراقيون شيعة قال المصدر إن المعلومات التي لدينا تشير إلى أن هذا اللواء تم تشكيله عقب الفتاوى التي صدرت بتدمير الأضرحة الشيعية في سوريا وفي مقدمتها ضريح السيدة زينب مشيرا إلى أن هذا اللواء كلف نفسه بحماية مرقد السيدة زينب. وحول ما إذا كان للعصائب أو حزب الله العراقي دور في ذلك أكد المصدر أنه فيما يتعلق بالتيار الصدري لا توجد صلة رسمية وأنه إذا كان هناك مواطنون عراقيون قد كلفوا أنفسهم للقيام بهذا الدور فهو دور محدود في إطار مهمة محددة.

 

مقتل 13 عنصراً من حزب الله في كمين للجيش الحر

افاد ناشطون سوريون عن مقتل 13 من عناصر حزب الله، في كمين للجيش الحر فى القصير في حمص أثناء محاولتهم التسلل إلى الداخل السوري.

 

حزب الله مستعد لمقايضة "الارثوذكسي" برئاستي الجمهورية والمجلس النيابي وإطلاق ميشال سماحة

قالت مصادر في تيار المستقبل إن تبني الاحزاب المسيحية لما يسمى بـ"قانون اللقاء الارثوذكسي"، للانتخابات المقبلة، تسبب بأضرار فادحة في صفوف قوى ١٤ آذار، من دون ان تستطيع هذه الاحزاب الحصول على الموافقة على القانون، او بمعنى آخر، على 64 نائب مسيحي. وتضيف المصادر ان هناك ضرورة للعمل على لملمة الاضرار التي نتجت عن موجة تبني قانون الانتخابات وإعادة تصويب الامور في مسارها، مشيرة الى ان "تسونامي"، قانون الانتخابات، حرف الحياة السياسية في البلاد عن مسارها. فغاب الحديث عن سلاح حزب الله، وقد يتم الافراج عن ميشال سماحة بين ليلة وضحاها في غفلة عن ضحاياه الذين لم يتمكن منهم، وضاعت دماء اللواء الشهيد وسام الحسن، وغاب مشروع اسقاط الحكومة، وكاد عقد قوى 14 آذار ان ينفرط. وكل ذلك مجانا، حيث لم تنجح هذه الاحزاب في بلوغ مرادها في الحصول على قانون للانتخابات يصلح للمزايدة في الشارع المسيحي.

وتشير المصادر الى ان حزب الله ومعه النائب ميشال عون ومنظومة قوى 8 آذار يريدون ضمانات بالاستمرار في مفاعيل اتفاق الدوحة، والاتفاق على شكل حكومة ما بعد الانتخابات وبيانها الوزاري الذي تريده قوى 8 آذار نسخة عن البيانات الوزارية السابقة، لجهة تضمينه تبني مقولة "جيش وشعب ومقاومة"، إضافة الى رئاسة المجلس النيابي، ورئاسة الجمهورية في العام 2014، وذلك في حال فوز قوى 14 آذار بالاغلبية النيابية. وتالياً، تريد هذه القوى مقايضة مشروع "الفرزلي" للانتخابات بهذه الضمانات.

 

سمير فرنجية لـ"النهار": 8" آذار في هزيمة موصوفة ولا انتصار لـ14 آذار" ,سلاح "حزب الله" انتهى محلياً وإقليمياً ويجب إهداؤه الى الشعب

  النهار”.Lمي عبود ابي عقل

  في 14 آذار 2012  أصدرت قوى 14 آذار وثيقتها السياسية الجديدة معلنة انتقالها من "انتفاضة الاستقلال" الى " انتفاضة السلام "، ومطالبة بـ"اعادة الاعتبار الى الدولة والقيم السياسية الاصيلة"، ومتبنية " التشجيع على نشوء بيئات وتجمعات عابرة للطوائف" لكن ما جمعه شمل المؤتمرات والخطابات، فرقه واقع الافعال وقانون انتخاب. وسرعان ما ظهر الشرخ عند أول استحقاق وامتحان جدي لمدى تغليب المصلحة الحزبية والوجود الكياني، على المصلحة العامة والوجود الوطني... وتجسد ذلك في تجميد اجتماعات الامانة العامة لـقوى 14 آذار الى أجل غير مسمى.

ما تأثير ما يجري داخل "قوى 14 آذار"؟ وما هي تداعياته عليها؟ والى أي مدى يمكن الاحزاب والتكتلات الكبرى ان تصادر قرارها وتفرضه؟ وما هو الحل؟ اسئلة حملناها الى احد ابرز وجوه قوى 14 آذار وعرابيها سمير فرنجية، في مقرها الباقي مفتوحا امام الجميع.

* ماذا يجري داخل الامانة العامة لـ 14 آذار؟ ولماذا علقت اجتماعاتها؟

- فوجئت الامانة العامة بقرارحزب الكتائب و"القوات اللبنانية" تبني مشروع " اللقاء الارثوذكسي"، مما تسبب باشكالات عدة داخل 14 آذار بين مؤيد ومعارض، والأهم ان النقاش تجاوز مسألة الجانب التقني الى ما هو أبعد: هل هناك نظرة موحدة داخل 14 آذار الى ما يجري في المنطقة والعالم؟ اين هي من المواقف التي اعلنتها في وثيقة المؤتمر الذي عقدته في 14 آذار الفائت والتي تعطي الأولوية لمعركة السلام، وتكلمت عن ضرورة تشكيل تيارات سياسية مدنية عابرة للطوائف، أي تجاوز الطائفية وصولا الى الدولة المدنية؟  لكن ما حصل مع القانون الارثوذكسي اعادنا الى الوراء. وبما ان هناك اتصالات جارية، فضلنا تأجيل الاجتماعات حتى التوصل الى نتيجة.

* اذا اصرت الكتل المسيحية الكبيرة، ومن بينها منضوية في 14 آذار، على تمسكها بهذا القانون، كيف ستتصرفون؟

- حظوظ القانون ضعيفة، والاتجاه هو العودة الى قانون فؤاد بطرس معدلاً، وبالتالي اصرار الاحزاب لن يغير كثيراً، وعوض ان تكون 14 آذار في موقف موحد من هذا القانون في المفاوضات الجارية حالياً، ستكون لها مواقف متعددة، وسيظهر للمرة الاولى فرز داخلها على مسألة اساسية، وهذا امر لم يكن موجودا من قبل، ويأتي في وقت دقيق جدا، فقوى 8 آذار في هزيمة موصوفة مع سقوط النظام في سوريا، ولكن ليس هناك من انتصار لـ14 آذار لأن هذا البلد لا يمكن ان يقوم على قاعدة الغالب والمغلوب. هناك غالب واحد هو الدولة، وحتى تكون هذه الدولة وتتمكن ان تكون دولة سيدة، يجب ان تبت مسألة السلاح، وأن تتحرر ايضا من الاكراهات الطائفية التي عطلت مسارها وتسببت ببروز الميليشيات المسلحة منذ عام 1975.

السلاح انتهى

* تضعون دائما السلاح حجة، والسلاح موجود منذ عقود، وكل الانتخابات كانت تجرى في ظله. لماذا يخيفكم السلاح هذه المرة الى هذه الدرجة؟

- هذا السلاح لا يخيفنا لأنه في نهايته، وهو غير قابل للاستخدام داخلياً ولا اقليمياً، الظروف تغيرت. لكن كان من المفترض ان تكون هذه الانتخابات خطوة اولى نحو لبنان آخر. بالقانون الارثوذكسي نعود الى لبنان ما قبل المتصرفية، وما قبل قيام لبنان الكبير. مع النسبي كما يعرضه "حزب الله"، يمنع وجود السلاح أي مرشح ان يقوم بمعركة انتخابية في اي منطقة يسيطر عليها الحزب، السلاح عقبة هنا امام الناس لممارسة حقهم الديموقراطي. ورأينا النتائج في 2009 انه في النبطية مثلاً نال نواب "حزب الله" اصواتا اكثر من اصوات الناخبين، ولم يقل احد شيئاً لأن هذا الامر خارج عن امكان الضبط.

السلاح وصل الى نهايته. لكن في امكان "حزب الله" ان يقول اريد تقديم السلاح الذي املكه هدية الى الشعب اللبناني، ويهيىء نفسه للمرحلة المقبلة، فمصيره مثل مصير كل التجارب التي حصلت في الطوائف الاخرى. المستند السياسي لهذا السلاح انتهى داخليا، والاهم انه انتهى اقليمياً.

* لماذا اذاً تخافونه؟

- لسنا خائفين. لكن لا يمكن اجراء انتخابات بطريقة النسبية اذا لم يكن هناك حد ادنى من الضوابط، وهذه غير متوافرة حاليا.

* لا يمكن اجراؤها وفق النسبية في ظل السلاح، لكن يمكن اجراؤها وفق النظام الاكثري في ظل السلاح نفسه؟

- الفارق ان النسبية، وانا معها بالمبدأ، لا توصل كتلاً مهيمنة على اي منطقة، وسيخسر" تيار المستقبل" بعض مقاعده، وجنبلاط ايضا، لكن "حزب الله"  بسبب السلاح لن يخسر شيئاً، لأن احداً لن يجرؤ على الترشح.

* هل تعتقد ان ميشال عون أوقع سمير جعجع وأمين الجميل في الفخ، وتمكن من ايجاد شرخ داخل  "14 آذار "؟

- في هذا الاتفاق حصل توقيع من طرفين لا تتقاطع اهدافهما في اي مكان. التيار العوني دخل على هذا المشروع بالارتباط مع الوضع الداخلي في سوريا. احد المخارج الاخيرة للنظام في سوريا هو التقسيم والكانتونات، والقانون الارثوذكسي يمهد الاجواء في لبنان لاحتمال كهذا. وفي مقابلة جبران باسيل مع "النهار" الاسبوع الفائت، ربط القانون بما هو حاصل في المنطقة. في حين ان الكتائب و"القوات" انطلقا من اعتبارات محض انتخابية، واعتبرا ان القانون يحسن شروط التمثيل، ويعطيها ربما حصة اكبر في المجلس. تلاقوا جميعاً مصادفة: واحد طرحها من باب تكتي، والثاني بخلفية قراره ان هناك وضعاً اقليمياً. الكل شعر ان هناك خسارة تحققت لفريق معين، التيار العوني يدرك ان هذا الرهان الذي يستمر ميشال عون في الدفاع  عنه انتهى، و14 آذار يعرفون ان هذا الرهان انتهى، لكنهم لا يعرفون كيف يضعون خطة لما بعد. المطلوب اليوم هو القول كيف نطوي صفحة نصف قرن من الصراع مع النظام السوري، وليس التأسيس لحرب جديدة وصراع جديد. هذا هو النقص في 14 آذار.

* هل تتلاقون لايجاد الحل وسد هذه الثغرة؟

- هناك اتصالات جارية، لكنها تستلزم وقتا.

* هل نعتبر ان هذه الاحزاب تتجاوزكم وتهمشكم وتخطط لشطبكم من الساحة السياسية؟

- لا اتصور ان هناك تخطيطاً بهذا المعنى. لكن الطريقة التي اتخذ بها القرار لم يتم التشاور معنا فيها. هناك الى حد بعيد نظرة انفصالية داخل 14 آذار بين حزبي وغير حزبي. حاولنا انشاء مجلس وطني يضم الحزبيين والمستقلين، ولم نفلح بسبب اعتراض الاحزاب. هناك صيغة حزبية قديمة اصبحت في نهايتها ولا يمكن ان نكمل فيها، لا الحزب الايديولوجي على نمط "حزب الله" يمكن ان تكمل فيه، ولا جماعتنا، ولا "التيار الوطني" الذي يقوم على شخص. بعد ربيع بيروت والربيع العربي، هناك جيل كامل متعلم منفتح لم يعد يقبل بهذا النمط من الاحزاب، ولا السياسة القائمة على مصالح ضيقة.

الرئيس انقذ الموقف

* هل انتم قادرون على تشكيل لوائح مستقلة اذا اجبرتم على ذلك في النهاية؟

- المستقلون اكثر من الحزبيين اينما كان، واذا لم يأخذ الحزبيون هذه القاعدة في الاعتبار، فهم يخرجون انفسهم من هذه العلاقة. هناك امر يجب ان يتغير في عقلية الحزبيين.  اساسا يجب الا نخوض معركة على مرشحين من "القوات" و"الكتائب" و"المستقبل"، على مرشحي 14 آذار الى اي حزب انتموا. العنوان الذي يجب ان يجمعنا  هو 14 آذار، واساس من صنع هذه الحركة هم الناس لا الاحزاب.

* الرئيس يدعو الى مناقشة مشروع الحكومة، هل توافقونه؟ ولماذا تخطيه والذهاب الى طرح مشاريع اخرى؟

- موقف رئيس الجمهورية من القانون الارثوذكسي جيد، وساعد على تخطي المأزق الذي دخله البلد بين فريق طائفي يريد قانوناً، وكل الباقين الذين  يريدون قانونا  آخر، الى جانب مواقف العديد من الشخصيات المستقلة داخل 14 آذار وخارجها، والتي ساعدت وكانت مهمة ولافتة، وموقف البطريرك الذي وضع حدا للأقاويل في آخر بيان لبكركي. في مكان ما برز الاعتدال المسيحي وهذه ظاهرة سليمة. 

اعتقد ان التوجه الاساسي هو الذي رسمه البابا في زيارته للبنان، ويتلخص بعبارتين هما: العيش المشترك الاسلامي – المسيحي، وسلام لبنان والمنطقة.  والتقاطع الحاصل حول  " المشروع الارثوذكسي"  خارج هذه المسلمة، وخطر على المسيحيين، ويجعلهم كأنهم ينفذون أجندة خارجية. إن المنطقة، وتحديدا النطام في سوريا، ذاهبة في هذا الاتجاه، وكأننا نلاقيها على الطريق. لا اريد ان  اقول ان "القوات" او الكتائب يراعونه، لكن فريق التيار العوني ذاهب في هذا الاتجاه. علينا ان نعود الى بعضنا أولا، وان نبدأ البحث والنقاش ما بعد سقوط النظام في سوريا الذي سيكون بمثابة زلزال سياسي، وفي مصير البلد، وهنا يتغير اطار النقاش ليصبح حول اي  قانون انتخاب يسمح بمرحلة انتقالية وهادئة لبناء سلام هذا البلد، وليس في اطار المغانم والمقاعد لهذا الحزب او التيار.

 

نائب رئيس «القوات اللبنانية» لـ «الشرق الأوسط»: علاقتنا مع تيار المستقبل «ناضجة»

عدوان رأى أن تحسين التمثيل المسيحي لا يعني تهميش أي مكون آخر وأكد أن الانتخابات في موعدها

 ليال أبو رحال /الشرق الأوسط

تعاود اللجنة النيابية الفرعية، المنبثقة عن مجلس النواب اللبناني والمكلفة درس صيغة قانون الانتخاب، اجتماعاتها بدءا من يوم غد الاثنين، لمتابعة المرحلة الثانية من عملها في البحث عن صيغة توافقية بعد أن تعذر تأمين إجماع من الكتل السياسية على اقتراح «اللقاء الأرثوذكسي»، المدعوم من الأحزاب المسيحية الكبرى. لكن عدم تأمين الإجماع الوطني لا يعني وفق النائب في حزب القوات اللبنانية جورج عدوان «تراجع حظوظه»، انطلاقا من أن «أسبابه الموجبة» لن تغيب عن أي صيغة أخرى.

وأكد عدوان، وهو نائب رئيس حزب القوات وعضو في اللجنة النيابية الفرعية، في حوار مع «الشرق الأوسط»، أن «ثمة نافذة، وليس بابا، للتوافق خلال الأسبوع المقبل»، موضحا أن البحث جار في قانون انتخاب مركب، يدمج بين الصيغتين الأكثرية والنسبية، تكون نتائجه غامضة لتوفير الإجماع عليه.

وفي موازاة تأكيده على متانة العلاقة مع تيار المستقبل رغم التباين بشأن قانون الانتخاب، شدد عدوان على وجود الإجماع برفض العودة إلى قانون الستين، وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها. وفيما يأتي نص الحوار:

* رغم التبني المسيحي اللافت لاقتراح «اللقاء الأرثوذكسي»، يبدو أن النقاش قد تخطاه اليوم، فهل تراجعت حظوظه في ظل عدم الإجماع عليه؟

- عند البحث في أي اقتراح، يجب النظر إلى أسبابه الموجبة التي ترتدي الأهمية، ويمكن أن تترجم بطرق عدة. اقتراح «اللقاء الأرثوذكسي» أرسى أسبابا موجبة، وحتى لو يتم اعتماده، إلا أن أسبابه الموجبة ستكون هي الأسباب الموجبة لأي قانون آخر.

الأكثرية الساحقة من المكونات والفرقاء متوافقة على الأسباب الموجبة، لكن الخلاف هو حول طريقة تطبيقها. هذه الأسباب تنطلق بشكل رئيسي من استمرار وجود لبنان في قلب صراعات إقليمية ودولية، ومن مذهبة هذه الصراعات في السنوات الأخيرة، ما أعاد طرح دور المكونات اللبنانية في النظام اللبناني. نحن من دون أدنى شك، نؤمن بأن المسار الطبيعي هو مسار الدولة المدنية والمواطنية، إنما في ظل الواقع المستمر منذ 20 عاما، شعر مكون من المكونات لأسباب عدة، بعضها ذات طابع سياسي وليس مذهبيا فقط، أنه مهمش، وأن مكونا آخر يختار له ممثليه.

وانطلاقا من المناصفة التي ينص عليها اتفاق الطائف، يسعى هذا المكون إلى ترجمة هذه المناصفة بشكلها الحقيقي بعد أن أضعفه نظام الوصاية (السوري) في وقت سابق. ومن هنا تبرز أهمية الأسباب الموجبة لـ«الأرثوذكسي»، وهي التمثيل الصحيح للمكونات كافة، على أن تكون هذه المرحلة تأسيسية للدخول لاحقا في مرحلة الدولة المدنية والمواطنية البحتة.

* كيف تردون على من انتقد توجه «القوات» تحديدا، والأحزاب المسيحية عموما، في زمن الثورات العربية إلى تبني اقتراح قانون «يكرس المذهبية» وينسف «ميثاقية الطائف»؟

- أعتقد أن من أطلق هذه الأحكام لم يفهم جوهر ما يطرح. ينطلق الاقتراح الأرثوذكسي من كونه قانونا مرحليا يخلق حالة تأسيسية وتمثيلا صحيحا للمكونات يمهد للتوجه إلى حالة وطنية؛ لأن التمثيل القائم في المجلس الحالي وطوال السنوات الفائتة هو تمثيل مختل. لم ندعِّ أن القانون لا مثيل له ويجب اعتماده آبد الآبدين، لكننا نطرحه بشكل مؤقت في خضم مرحلة تأسيسية؛ حتى يتمتع ممثلو الشعب بقدرة تمثيلية كبرى داخل المؤسسات تمنعهم من العبور نحو الآخر.

والمؤسف أننا اعتدنا أن نضع غشاوة على أعيننا في لبنان، وهنا أسأل: أليست من هموم حزب الله حسن تمثيل الطائفة الشيعية؟ وماذا يفعل الحزب التقدمي الاشتراكي؟ وما دور تيار المستقبل؟ لا يمكن أن تكون هذه الأطرف بصدد ممارسة ما يحسن تمثيله وعندما يطالب أي طرف علانية توجه أصابع الاتهامات إليه. فإما أن ننتقد جميعنا قواعد اللعبة هذه أو نطبقها جميعا.

أقول كذلك، أين المشكلة في المطالبة بحسن تمثيل المكونات، من دون أن يكون تمثيل طرف على حساب طرف آخر؟ هل التمثيل الصحيح لكل طرف هو بمثابة كفر؟

وفيما يتعلق بعلاقاتنا العربية، نحن نفاخر بها ولا علاقة لها بإدارة حسن التمثيل في الداخل اللبناني. لا، بل على العكس، إذ إننا بتقوية صحة تمثيلنا، نقوي الخيارات التي نمارسها منذ عام 2005 حتى اليوم. نحن على تواصل مع العالم العربي وبأفضل العلاقات مع الدول العربية التي تعتبر قانون الانتخابات شأنا داخليا.

وهنا لا بد من التنويه بالمملكة العربية السعودية وبعلاقتنا المميزة معها، ونقدر لها كثيرا دعمها المتواصل للبنان من دون التدخل في شؤونه.

* عمليا، ألا يزال اقتراح «الأرثوذكسي» الوحيد الحائز أكثرية نيابية حتى اللحظة في اللجنة الفرعية؟

- نعم، الاقتراح يحظى بأكثرية نيابية، وإذا طرح على التصويت فسينال سبعين نائبا (من أصل 128)، لكننا لم نشأ إطلاقا الوصول إلى هذه المرحلة وطرحه على التصويت لأسباب عدة، أبرزها إيماننا بأنه لا ينبغي أن يشعر أي مكون بأنه مغبون أو مهمش. إذا كنا نطالب بإنصاف مكون ما فلن يكون ذلك مقابل أن يشعر مكون آخر بأنه مستبعد أو مهمش.

الاقتراح لا يزال موجودا، لكننا ضمن الوقت الممكن، مع حرصنا على عدم تطيير الانتخابات والعودة إلى قانون الستين، نفتح المجال أمام من عارضه على أن يقدم بدائل تؤمن الأسباب الموجبة للاقتراح الأرثوذكسي.

نحن تماما في هذه النقطة اليوم لأن التوصل إلى قانون بالتوافق أفضل بكثير من تغليب منطق الاستقواء.

* ماذا عن موقف التيار الوطني الحر؟ وهل يشارككم هذا الانفتاح للبحث في صيغة أخرى؟

- لا شك في أن لكل حزب مقارباته وأولوياته، لكن ما أستطيع قوله أنه بعد إنجاز المرحلة الأولى في اللجنة الفرعية، لما كنا لنبدأ مرحلة جديدة لولا إبداء كل الفرقاء استعدادهم للتفتيش عن التوافق.

* ما محور النقاش داخل اللجنة الفرعية اليوم؟ وما أبرز نقاط الاختلاف؟

- الاختلاف الكبير اليوم هو حول مبدأ نظام الانتخاب وتقسيم الدوائر. ثمة فرقاء يرفضون النسبية بشكل جازم، وعلى رأسهم تيار المستقبل، ليس بسبب رفضه للنسبية بحد ذاتها، إنما لاعتباره أنه في ظل السلاح لا إمكانية للتعددية في بيئة حزب الله، وبالتالي ستسري النسبية على الأطراف باستثناء حزب الله، وبالتالي لا يوجد أي توازن. وثمة فرقاء آخرون يرفضون النظام الأكثري بشكل جازم؛ لأنهم يريدون الاحتفاظ بتمثيل مكونات أخرى.

من هذا المنطلق، فإن القانون الوحيد الذي يمكن أن يحظى بالتوافق ينبغي أن يكون مركبا من نظامين؛ أكثري ونسبي، ومن توازنات معينة بحيث يضحي كل فريق قليلا ويأخذ قليلا.

* ماذا عن اعتبار النائب علي فياض خلال اجتماع اللجنة الأخير أن بعض الأطراف تريد قانون انتخاب تعرف نتائج تطبيقه سلفا؟

- أعتقد أنه من الطبيعي في ظل وجود فريقين أساسيين وانتخابات لها من الأهمية الكثير، أن ينظر كل فريق إلى حسابات الربح والخسارة، وأن يرفض الفريق الخاسر أي قانون واضح النتائج؛ لذلك تحدثنا عن «الغموض المسهل»، بمعنى أن التوافق على قانون تبدو نتائجه غامضة يسهل إقراره، بحيث يتأمل كل فريق أن يكون هو الرابح.

* كيف قرأتم رد الرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي دعا الوزراء إلى التقيد بنقاش قانون الحكومة النسبي؟

- هذه الحكومة منذ اليوم الأول هي من عجائب الدنيا الثماني لا السبع، فيها من يوالي ومن يعارض، ومن ينتقدها أكثر من المعارضة. لم ننتظر مناقشة قانون الانتخاب لنتأكد من تفككها. هي حكومة أضداد اجتمعت في لحظة معينة لاعتبارات نعرفها جميعا، لكنها غير متجانسة، ولم تلتزم ببيانها الوزاري.

على كل حال، خلال اجتماعات اللجنة الفرعية حازت كل اقتراحات القوانين ساعات من النقاش، باستثناء اقتراح الحكومة الذي لم يأخذ ثواني من النقاش.

* وماذا عن اعتبار رئيس الجمهورية أنه لا يمكن الحديث عن أي إجماع مسيحي حول «الأرثوذكسي» لم يستشر فيه؟

- لا شك أن الرئيس سليمان يحاول جاهدا خلال الأشهر الماضية أن يستعيد بقدر الإمكان هيبة الدولة ودور المؤسسات، لكن البحث بدستورية الأمور واسع وشامل، وكان يجب أن يطال كل ما جرى ويجري في الدولة اللبنانية، ولا يتوقف عند قانون الانتخاب.

وبرأيي الجدلية في هذا السياق تطرح تساؤلات، لا سيما أن التوافق خرج من بكركي، لكن هذا الموقف يعود لرئيس الجمهورية الذي يتمتع بدور أساسي في حماية الدستور، علما بأننا كنا نتمنى أن تكون هذه الحماية شاكلة وكاملة ومنذ اللحظة الأولى.

شخصيا أحترم كثيرا موقع رئيس الجمهورية، ولكن يجب القبول بالرأي والرأي المخالف، وهو طبيعي في الشأن السياسي.

* كيف تنظرون إلى دور البطريركية المارونية في بكركي؟ وما أولوياتها بالنسبة لقانون الانتخاب؟

- لا شك في أن دور بكركي كان أساسيا في التفتيش عن مساحة مشتركة بين الأحزاب المسيحية الأساسية، وتمكنت من لعب الدور الجامع.

الغياب الأخير للدكتور (سمير) جعجع عن اجتماع بكركي كان لاعتبارات أمنية وليس بسبب عدم رضاه عن مضمون البيان الذي أكدنا في اليوم التالي أنه لم ينطوِ على أي تراجع عن الاقتراح الأرثوذكسي، وأنا كنت خلال الأسبوع الفائت على تواصل دائم ومتابعة مع البطريرك بشارة الراعي من مجلس النواب.

* لكن تيار المستقبل، حليفكم في «14 آذار»، هو أول من قرأ تراجعا مسيحيا في تبني الاقتراح «الأرثوذكسي»، وجابه هذا الاقتراح بالرفض المطلق، ألم يحرجكم ذلك؟

- نحن على تنسيق دائم مع تيار المستقبل، وتحالفنا معه يقوم على مبادئ وطنية أساسية تتمثل في حرية وسيادة لبنان واستقلاله، تأييد المحكمة الدولية، رفض السلاح غير الشرعي، علاقة لبنان بالجامعة العربية وبمحيطه العربي، رفض ارتباط لبنان بمحاور نشأت مؤخرا واستخدام لبنان كورقة في النزاعات الإقليمية... هذه قضايا جوهرية كبيرة.

أن يحصل التباين على الطريق حول بعض القضايا أمر أساسي جدا. نحن نبحث قانون الانتخابات وفي عقلنا تحالفنا مع تيار المستقبل. هذا التحالف لا يمكن أن يمس، وهو أساسي ليس على صعيد القوات والمستقبل فحسب، بل على الصعيدين الوطني والإقليمي.

لا ننسى أن ثمة إنجازا وطنيا تحقق خلال عام 2005، حيث بات العيش المشترك يعتبر أن «لبنان أولا» لا يخفف من عروبة لبنان، كما أن عروبة لبنان تزيده دعما وقوة.

هذه المعادلة برأيي ضمانة كبيرة لاستقلال لبنان ورسالته ولتفاعل الطوائف فيه، ونحن حريصون جدا على الحفاظ عليها ونتفاعل مع الآخر من هذا المنطلق.

أعتقد أن علاقتنا مع المستقبل ناضجة ومتينة. حتى عند حدوث تباين، نحرص على النقاش ويحاول كل طرف أين يقف الآخر ولماذا. وأذكر الجميع بأن حلفاءنا قدموا معنا اقتراح الخمسين دائرة.

* لماذا لم يؤخذ اقتراح الخمسين دائرة المقدم من قبلكم والكتائب على محمل الجد؟

- بالعكس، الاقتراحان اللذان نالا القدر الأكبر من النقاش هما «الأرثوذكسي» والخمسين دائرة، إنما لم يستحوذ على أكثرية؛ لأن اقتراح «اللقاء الأرثوذكسي» خلط الأوراق وكسر الاصطفاف بين فريقي 14 و8 آذار. حدث نقاش حوله وتيار المستقبل أعلن تأييده كليا لاقتراحنا.

* انطلاقا من الواقع الحالي.. هل تتخوفون من تأجيل موعد الانتخابات؟ وهل الوقت ما زال يسمح بإقرار قانون ودعوة الهيئات الناخبة؟

- نحن في سباق مع الوقت، ولكننا لا نضيع أي لحظة. ولدينا قرار بالتصدي لكل من نشعر بأنه يستهلك الوقت. توقفت النقاشات خلال الأيام الأخيرة، لكن الأحزاب تعقد اجتماعات لـ«دوزنة» المقاربات.

ستعاود اللجنة الفرعية غدا الاثنين وأتوقع أن ننهي أعمالنا يوم الخميس المقبل، ثم نذهب إلى مجلس النواب، وتبدأ المناقشات ليخرج الدخان الأبيض من بعدها. وهنا لا بد من كلمة حق تقال؛ إذ إن الرئيس نبيه بري يصر على تحقيق نقاط عدة: لا عودة إلى قانون الستين، الانتخابات في موعدها وعلى أساس قانون جديد يؤيد الإجماع المسيحي، لكنه يفضل الاتفاق على الإجماع المسيحي ويسعى إليه.

* ماذا عن استعداد فريق 14 آذار للمعركة الانتخابية في ظل غياب أحد أبرز أركانه عن الساحة اللبنانية؟

- من دون أدنى شك أن وجود الرئيس سعد الحريري في لبنان يشكل عنصرا دافعا، ومقو لتيار المستقبل. لكن لكل المشككين أقول: ألا يزال بإمكان أحد التشكيك في وضع الشيخ سعد الأمني بعد اغتيال اللواء البطل الشهيد وسام الحسن؟ لكن هذا الغياب لا يمنع استمرار عملية التنظيم الملحوظ على صعيد تيار المستقبل وكتلته النيابية، والأكيد أن الشيخ سعد سيكون معنا في لبنان قبل الانتخابات.

* بالنسبة لدائرة الشوف، خضتم المعركة الأخيرة بالتحالف مع النائب وليد جنبلاط، كيف علاقتكم به اليوم؟ وهل تبلورت صورة التحالفات؟

- خلال السنوات الأخيرة، كانت الأولوية بالنسبة للاستقرار والعيش المشترك في منطقة الشوف، وهو أحد النجاحات التي نفتخر بها بغض النظر عن المواقف السياسية؛ إذ إنه بعد اتخاذ النائب جنبلاط لمواقف جديدة في عام 2009 لم يتأثر المناخ الشعبي، وهذه من الثوابت التي نعمل بها.

حتى اللحظة، المؤكد أننا متحالفون مع تيار المستقبل، الذي يتمتع بثقل في منطقة الشوف، لكن لا يبدو واضحا بعد كيف ستتجه الأمور مع النائب جنبلاط.

 

الشيخ حسن سعيد مشيمش يعترض على إرجاء محاكمته والادعاء على موقوف جديد بالتعامل مع اسرائيل

النهار/ تلقى الشيخ حسن سعيد مشيمش الموقوف بتهمة التعامل مع العدو الاسرائيلي بعصبية قرار المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن الطيار  خليل ابرهيم ارجاء جلسة محاكمته لتكرار دعوة شاهد تغيب عن الحضور وبناء على طلب وكيله المحامي انطوان نعمة الذي استمهل للاطلاع على مستند جديد ورد الى المحكمة لبناء دفاعه في ضوئه. ولم يوفر الرد اعتراضا على قرار المحكمة واستمهال وكيله، مطالبا بالفروغ من محاكمته.

ويحاكم مشيمش موقوفاً باقدامه مع المتهم الفار النمسوي سيغفريد جورج بوشال الملقب بـ"محمود النمساوي" على التعامل مع المخابرات الاسرائيلية ودس الدسائس لديها وتزويدها معلومات عن المقاومة وقيادييها بهدف تسهيل اعمال العدو العدوانية وفوز قواته في مقابل مبالغ مالية.

في بداية الجلسة اعلن العميد ابرهيم ان مستندا جديدا ورد الى المحكمة وفقاً لطلبها يتعلق بلائحة اتصالات اجريت من هاتف كان يستعمله المتهم فاستمهل المحامي نعمه للاطلاع على مضمونه. واعترض مشيمش مطالبا بالسير بمتابعة محاكمته في الجلسة التي كانت مخصصة للاستماع الى افادات شهود تغيب احدهم. وفي ضوء ذلك قرر رئيس المحكمة ارجاء متابعة المحاكمة الى 20 آذار المقبل. عندها طلب مشيمش الكلام، معتبراً ان "داتا" الاتصالات مصنوعة في مطابخ الامن السوري وليس في لبنان على يد الشرعية اللبنانية". وقال: "جئت بدليل قاطع. لماذا لم تستدع المسؤول في حزب ولاية الفقيه الشيخ علي موسى دعموش شاهداً والذي رفعت اليه تقريراً امنياً عما جرى معي في المانيا عام 2005، واوقفت على اساسه، فليس للشهود المدعوين من المحكمة أي دور في كشف الحقيقة. الحقيقة وقف على الشيخ دعموش المسؤول في "حزب الله" يملك كتلة نيابية تمثل الشرعية، ولا يتصل طلبي بإستدعاء مسؤول في ميليشيا". وما ان هم  مشيمش بالانصراف من القاعة حتى عاد وتوجه الى المحكمة ملوحاً بالسبابة: "قال الامام علي يوم لك ويوم عليك". عندها نهره رئيس المحكمة سائلا عن سبب رفع اليد على هذا النحو فرد مشيمش: "ليس ما ذكرته تهديداً، انما اردد ما قاله الامام علي"، مكرراً القول.

وعند هذا الحد رفعت الجلسة الى 20 آذار المقبل.

الى ذلك، قررت المحكمة ابلاغ المسؤول في حركة "فتح الاسلام" الفلسطيني اسامة الشهابي لصقاً في ملف متهم فيه مع التلميذ الضابط ع. م. د والفلسطيني احمد رمضان خليل بتأليف جمعية اشرار مسلحة بقصد ارتكاب الجنايات على الناس بهدف القيام بأعمال ارهابية ضد الجيش بإسم الاصولية السلفية والتكفير والجهاد الاسلامي. كما اتهم الاول بمخالفة التعليمات العسكرية .وعينت الجلسة المقبلة في 12 آذار.

* ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر امس على الموقوف علي ي. بجرم التعامل مع العدو الاسرائيلي وإعطائه معلومات عن مواقع عسكرية وشخصيات ودخول بلاده في مقابل مبالغ مالية كبيرة تعدت نصف مليون دولار أميركي. وصار الادعاء عليه بالتعامل  منذ 22 عاماً وسنداً الى المواد 273 و 274 و278 و285 و 463 من قانون العقوبات، وتصل الى عقوبة الاعدام. واحيل الموقوف واوراق الادعاء ومحضر التحقيق الاولي معه على قاضي التحقيق العسكري عماد ازين.

 

فضائح قياديي ومسؤولي حزب الله تتوالى بعد تزوير الأدوية وفضيحة الكبتاغون

 قناة "المستقبل": الشقيق الثاني للنائب الموسوي على رأس عصابة لسرقة السيارات

كشفت معلومات موثقة لقناة "المستقبل" ان شقيق نائب "حزب الله" حسين الموسوي حاتم الموسوي شكّل مع اشخاص آخرين عصابة لسرقة السيارات وتزوير أوراقها، ومن ثم بيعها بطريقة شرعية، وقد أوقفت قوى الامن الداخلي افراد العصابة، في حين توارى الموسوي عن الانظار. يذكر ان الشقيق الثاني للموسوي هاشم فار من وجه القضاء بعد تورطه بتصنيع وبيع حبوب الكبتاغون المخدرة. وفي التفاصيل، انه في الثلاثين من تشرين الثاني من العام الماضي، أوقف ثلاثة أشخاص من أفراد عصابة تقوم بسرقة السيارات من بيروت وجبل لبنان. والأشخاص الثلاثة هم: أ. ز وف. ح وج .م، وقد اعترفوا بالاشتراك مع المدعوين ح. م وهو شقيق الموسوي وض.ع على سرقة ثلاث عشرة سيارة وتسليمها للمدعوين: م. أ وط. ف وح. ص. وبعد ضبط عشر سيارات، أوقف القضاء المختص الأشخاص الستة، فيما سطر بلاغ بحث وتحري لمدة شهر بحق شقيق الموسوي والعمل على توقيف باقي المتورطين وضبط باقي السيارات والتثبت من كل مواصفات السيارات المضبوطة تمهيدا لتسليمها لمالكيها.

 

مارتن يوسف لـ"الحياة": اسماء الشهود التي نشرت سرية والمادة 60 تنص على الاجراءات التي تسمح للمحكمة الدولية باتخاذها

توقعت مصادر لبنانية متصلة بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان أن تتفاعل قضية نشر صور وأسماء 32 شخصاً وردت أسماؤهم كشهود في ملف الادعاء في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وفيما قال الناطق الرسمي باسم المحكمة مارتن يوسف لـ"الحياة" إنه لا يعرف إذا كان من نشرت أسماؤهم في إحدى الصحف اللبنانية هم شهود لأن هذه الأسماء سرية، علمت "الحياة" من مصادر لبنانية متصلة بالمحكمة أنها ستأخذ خلال الأيام المقبلة إجراءات للتحقيق في صحة ما سرب وللتحقيق حول مسؤولية من سرّب. إلا أن يوسف قال رداً على أسئلة "الحياة" إن "الادعاء سبق أن سلّم ملفات 450 شاهداً الى قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين وهي سرية"، وأضاف: "عموماً ومن جهة المحكمة حين يُشار الى شخص على أنه شاهد فهذا يعني وضع حياته في خطر وهذا يهدد أيضاً شهوداً آخرين، سواء جاؤوا من جهة الادعاء أم الدفاع أم من جانب ممثلي الضحايا والمتضررين، وهناك إجراءات تسمح قواعد الإجراءات والأصول في المحكمة باتخاذها، وتنص عليها المادة 60".

 

المحكمة الدولية تحضّر إجراءات للتحقيق في تسرّب أسماء شهود

بيروت – «الحياة»/فيما يُنتظر أن تتفاعل قضية نشر أسماء وصور شهود في جريمة اغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري، واصل آل كرامي في طرابلس أمس استيعاب حادث محاولة استهداف وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي أول من أمس والتي نجا منها بأعجوبة في حين جرح 4 من مرافقيه وآخرون. وأعلن الأخير أن «المستهدف الحقيقي هو أمن طرابلس واستقرارها»، وكرر ما قاله والده الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي بأن ما حصل «غلطة». وأعلن أن وفداً من الهيئات الإسلامية زار الرئيس كرامي ليل أول من أمس وأكد أن الحادث لم يكن ضد الوزير كرامي. وقال الوزير كرامي: «أنا غير مقصود». وفيما واصلت الأجهزة الأمنية تحقيقاتها وصولاً الى كشف الجناة، تصاعدت الدعوات الى ضبط الفلتان الأمني في المدينة، وغادر رئيس الجمهورية ميشال سليمان لبنان أمس الى موسكو في زيارة رسمية تستمر أياماً يلتقي خلالها الرئيس فلاديمير بوتين وكبار المسؤولين . وبينما يعود التركيز بدءاً من الغد على اجتماعات اللجنة النيابية الفرعية المولجة البحث عن جوامع مشتركة لمعالجة الخلاف على قانون الانتخاب، قال وزير البيئة ناظم الخوري المحسوب على الرئيس سليمان، إن مواقفه الأخيرة عن ضرورة التزام الوزراء في الحكومة قرارها الذي صوتوا عليه بإحالة مشروع قانون النسبية على أساس 13 دائرة بأنه «تصويب للنقاش»، وكرر القول إن سليمان يحتفظ لنفسه بحق المراجعة أمام المجلس الدستوري حول مشروع «اللقاء الأرثوذكسي»، واعتبر الخوري أن هذا المشروع (انتخاب كل مذهب لنوابه) «يلغي اتفاق الطائف ولا يؤمن ميثاقية الدستور ولا حياة سياسية سليمة».

وقال عضو اللجنة النيابية الفرعية، التي يتوقع أن تنهي اجتماعاتها الأربعاء المقبل، النائب علي بزي (يمثل رئيس البرلمان نبيه بري في اللجنة) لـ «الحياة» إن اللجنة «قطعت شوطاً كبيراً في النقاشات... والآن نسعى لإيجاد مساحة مشتركة لقانون يحظى بالتوافق». وأوضح بزي أن هناك «حراكاً سياسياً وطنياً كبيراً محوره الرئيس بري... ولا أحد يقبل إمرار قانون للانتخاب تكون نتيجته معروفة سلفاً لا من 8 ولا 14 آذار». وأشار الى أن المرحلة المقبلة «قد تحمل، خلطة توافقية لقانون انتخاب ستحمي لبنان».

وعلمت «الحياة» أن الرئيس بري كرر خلال اليومين الماضيين أمام زواره القول إنه «لن يدعو الى جلسة نيابية عامة من دون حصول توافق حول مشروع قانون الانتخاب الذي يسعى الى تسهيل التوصل إليه عبر اللجنة النيابية الفرعية، خصوصاً أنه سبق أن امتنع عن عقد جلسة نيابية بغياب مكون أساسي من مكونات البلد لأسباب أقل بكثير من قانون الانتخاب». واهتم الوسط السياسي بمعرفة نتائج لقاء بري مع وفد «تيار المستقبل» برئاسة رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة أول من أمس والذي تخلله حوار قالت مصادر الجانبين إ نه «واضح وصريح وشفاف وصادق». وقال عضو وفد «المستقبل» النائب نهاد المشنوق أمس: «لا أستطيع القول إننا اتفقنا إنما نشدد على ضرورة استكمال اللقاء والتشاور للوصول الى قانون يحصل على حد أدنى من التوافق بين الأطراف». وأكد التوافق على حصول الانتخابات في موعدها وأن مشروع «اللقاء الأرثوذكسي» ليس مدخلاً للتوافق والحرص على معالجة الخصوصية المسيحية». وفيما أكدت مصادر الرئيس بري لـ «الحياة» أن اللقاء كان «بداية موفقة وجدية لمرحلة من التواصل يحرص عليها بصفته رئيساً للبرلمان يسعى من خلال اللجنة الفرعية الى التوصل لقانون انتخابات، توقعت مصادر لبنانية متصلة بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان أمس أن تتفاعل قضية نشر صور وأسماء 32 شخصاً وردت أسماؤهم كشهود في ملف الادعاء في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وفيما قال الناطق الرسمي باسم المحكمة مارتن يوسف لـ «الحياة» إنه لا يعرف إذا كان من نشرت أسماؤهم في إحدى الصحف اللبنانية هم شهود لأن هذه الأسماء سرية، علمت «الحياة» من مصادر لبنانية متصلة بالمحكمة أنها ستأخذ خلال الأيام المقبلة إجراءات للتحقيق في صحة ما سرب وللتحقيق حول مسؤولية من سرّب. إلا أن يوسف قال رداً على أسئلة «الحياة» إن الادعاء «سبق أن سلّم ملفات 450 شاهداً الى قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين وهي سرية». وأضاف «عموماً ومن جهة المحكمة حين يُشار الى شخص على أنه شاهد فهذا يعني وضع حياته في خطر وهذا يهدد أيضاً شهوداً آخرين، سواء جاؤوا من جهة الادعاء أم الدفاع أم من جانب ممثلي الضحايا والمتضررين، وهناك إجراءات تسمح قواعد الإجراءات والأصول في المحكمة باتخاذها، وتنص عليها المادة 60». وكان النائب مروان حمادة الذي يشمل اختصاص المحكمة جريمة محاولة اغتياله، قال إن نشر أسماء وصور الشهود «ترهيب»، وزاد أن التسريب «يمكن أن يكون آتياً من موظفي أو أعضاء مكتب الدفاع».

 

مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار : إذا أجمعت المرجعيات على أن اتولى منصب مفتي الجمهورية فلن أتردد ..حسون إتصل بي و هو أبعد ما يكون عن التورط في اغتيالي

بيروت اوبزارفر/اعرب مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار عن رغبته في العودة الى لبنان بأسرع وقت ممكن، إلا أن التعاون والتنسيق القائم بينه وبين المسؤولين الأمنيين حال دون عودته خصوصا بعد ان تمنوا عليه التريث والبقاء حاليا حيث هو في باريس، مشيرا من جهة ثانية الى ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصل به مؤخرا ليعلمه بأنه اتفق مع الرئيس ميشال سليمان وقائد الجيش على انشاء نقطة حماية أمنية أمام منزله في طرابلس شرط عدم خروجه منه، وهو ما اعتبره المفتي الشعار بمثابة الإقامة الجبرية وحال دون قبوله العودة بشروط مماثلة، واستدرك الشعار بالقول ان ميقاتي لم يعطه وعدا بتأمين حماية لحركته داخل وخارج طرابلس إلا أنه وعدا خيرا بذلك، ما يعني من وجهة نظر المفتي الشعار ان عودته من باريس ترتبط بتأمين حمايته أثناء قيامه بواجباته الدينية والاجتماعية وليس فقط أثناء وجوده داخل منزله.

على صعيد آخر وعما إذا كان استقى أي جديد عن هوية الجهة التي تخطط لاغتياله، لفت المفتي الشعار في حديث لصحيفة "الانباء" الكويتية الى عدم امتلاكه أية معلومات جديدة، وان الأجهزة الأمنية تتابع تحرياتها لكشف هوية المتورطين وهي تتواصل معه لتضعه في صورة المستجدات لديها، الا انه وحتى الساعة ليس هناك ما يُذكر على المستوى المشار اليه.

وعما كشف عنه المنشق عن دار الإفتاء في سوريا الشيخ عبدالجليل سعيد بأن مخطط الاغتيال أتى بناء لطلب مفتي الجمهورية السورية الشيخ أحمد حسون بواسطة النقيب السوري محرز ابراهيم حمد وبالترتيب مع مكتب عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" نواف الموسوي وتورط شيخين لبنانيين من دار الفتوى في لبنان، لفت المفتي الشعار الى انه سمع بكلام الشيخ عبدالجليل من الوسائل الإعلامية مؤكدا عدم وجود معرفة سابقة بينهما، ومستغربا زج اسم المفتي حسون في مخطط اغتياله، خصوصا ان هناك ودّا وتواصلا دائما بينهما، معربا بالتالي عن اعتقاده بأن الشيخ حسون أبعد ما يكون عن التورط في هذه القضية، وذلك لثقته الكبيرة في تدين الأخير وكشف ان المفتي حسون بادر الى الاتصال به في باريس، حيث جزم عدم علاقته بذلك، مشيرا بالتالي الى انه لا يمكن أخذ كلام الشيخ عبدالجليل على محمل الجد واليقين حيال ما نسبه الى المفتي السوري العام الشيخ أحمد حسون، تاركا باقي ما ساقه عبدالجليل في كلامه الى استقصاءات الأجهزة الأمنية، ولفت الشعار ردا على سؤال الى ان المنطق القانوني كان يفرض على النيابة العامة التمييزية اعتبار ما جاء في كلام الشيخ عبدالجليل إخبارا والتحرك على أساسه.

وردا على سؤال آخر حول ما إذا كان مخطط الاغتيال يهدف لإبعاده عن انتخابات المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، أكد الشيخ الشعار ان هذا السبب لم يكن واردا في ذهنه، إلا أن الكثير من السياسيين والفعاليات الدينية والزمنية أكدوا له إمكانية وجود هذا الاحتمال بنسبة عالية، كاشفا من جهة ثانية انه غير مرشح لمنصب مفتي الجمهورية وهو بالتالي غير منافس لأية جهة مرشحة، مستدركا بالقول انه إذا أجمع أهل الحل والعقد وأولي الأمر والمرجعيات على ان يتولى هذا المنصب فلن يتردد في تلبية رغبتهم في خدمة بلده ودينه.

وعما آلت إليه أزمة انتخاب المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، أسف المفتي الشعار لوجود أجواء متشنجة، وذلك لاعتباره ان دار الفتوى تمثل مساحة من الأمل الديني والاجتماعي وحضنا يستوعب الجميع وصرحا وطنيا لكل اللبنانيين، معتبرا بالتالي ان الأزمة يجب ان تحل بشكل مغاير لما ظهرت عليه مؤخرا، عبر عودة الجميع الى التعقل والتحلي بالحكمة كي يتمكنوا من إنهاء هذه المشكلة، متمنيا عدم الخروج عن الأدبيات المتعارف عليها داخل دار الفتوى، وان تجري الانتخابات ضمن الأطر المرسومة لها أساسا في أجواء من التسامح والتصالح، بعيدا عن التحدي والنكايات وكسر الخاطر، شرط استباقها بحصول توافق على التعديلات والإصلاحات

 

مروان حمادة: الجهازان السوري والإيراني نشيطان في طرابلس بديل المشروع الأرثوذكسي حل يرتكز إلى تطبيق ما لم يطبق من الطائف

وطنية - اعتبر النائب مروان حمادة في حديث عبر "إذاعة الشرق"، وفي سياق تعليقه على حادثة طرابلس، أنه "ستكون هناك محاولات لتصوير قيادات في 8 آذار وكأنها تستهدف بالاغتيال والكمائن من قبل مجهولين ولكن في بيئة نعرف أنه يعبث بها أكثر من جهاز إستخباراتي"، ورأى أن "الجهازين السوري والإيراني في طرابلس موجودان ونشيطان، ويعملان على تسخين الجبهات بين الأحياء عند الضرورة، وبين القيادات ربما كما بالأمس".

وقال: "نحن على مقربة من انطلاق المحكمة الدولية، وسنشهد كما شهدنا في العامين 2007 و2008 عشية التمويل في لبنان، هجمة شرسة تستهدف المحكمة بدأت بوادرها تظهر في الصحف والتصريحات والمواقف والأحداث. تلك الجهات ستعمل على محاولة إما تأجيل المحاكمات إلى أجل غير مسمى أو إدراج نفسها وكأنها هي أيضا ضحية، ولا بد من مراجعة كل الملفات، وبالتالي إلغائها ربما، وإعادة كل شيء إلى لبنان حيث نعلم أن لا قضاء ولا أمن ولا سلطة سياسية حقيقية". ورد على كلام وزير الداخلية والبلديات مروان شربل حول جعل طرابلس مدينة منزوعة السلاح، قال: "هذه نغمة سمعناها من قبل وتناقضت مع ما طالبت به كتلة المستقبل النيابية بأن ينزع السلاح من كل المدن. ان كلام شربل لن يطبق طالما لا يطبق في المناطق اللبنانية كافة". وسأل "كيف يمكن أن يقال لفئة من اللبنانيين أنه سينزع سلاحهم؟ وكيف يكون البعض تحت سلطة الدولة والبعض الآخر يتمرد ويقول إنه الدولة ولا يناقش حول سلاحه"؟ واعتبر أن هذه المواقف "فيها إهانة، أما لو تم تعميم نزع كل السلاح غير الشرعي فهذا يقوي السلاح الشرعي ويعطي لبنان قوة إضافية وليس قوة في ضعفه".

وعن الاستحقاق الانتخابي، قال: "لا نعرف إذا كانت الانتخابات ستحصل في موعدها، ولكننا سنعمل على احترام هذا الاستحقاق. ان الفريق الآخر يتهمنا أننا نصر على هذا الاستحقاق لنعتمد على قانون الستين لأنه لا يمكن التوافق على غيره، لكن يمكن التوافق على تعديلات لهذا القانون". ورأى أنه "لا يمكن المراهنة على أننا نزيد من المساحة النسبية والأكثرية في أي قانون من دون أن يتم حل المعضلة الكامنة وراء إصرار بعض القوى على تأمين بقاء المحور السوري الإيراني وسيطرته على لبنان بعد انهيار النظام السوري"، مؤكدا أن قوى 14 آذار "باقية وعائدة بكل وفائها لجمهورها، وبكل مكوناتها".

واعتبر أن "الحلول السياسية تكون من خلال فتح أبواب الطائف وتشريعها على المستقبل وليس من خلال إبقائها موصدة بوجه الشباب اللبناني كما كانت على مدى 20 عاما ونيف. ان هذا يعني أن نقارب إلغاء الطائفية السياسية دون أن نقفز إليها". وطرح "بديلا عن اللقاء الأرثوذكسي" عبر "حل سياسي متكامل يرتكز إلى اقتباس الأمور التي لم تطبق في اتفاق الطائف والذهاب إلى تطبيقها، وهي: أولا، اللامركزية الإدارية الموسعة، ثانيا، قيام مجلس شيوخ، وفق ما سمي بالمشروع الأرثوذكسي، حيث كل الدول التي فيها مسحة من الفيدرالية يكون هناك تمثيل إما للمناطق (الولايات المتحدة) وإما للطوائف (كما الواقع في لبنان)، وتمثل الطوائف وهي تضبط الانتظام العام لمقدمة الدستور وللدستور في بنوده الأساسية. وثالثا، مجلس نواب ينتخب على الأساس الطائفي والمذهبي مع بعض التصويب للقانون القائم لتقليل هيمنة مذاهب على أخرى، ولكن لا ينسف العيش المشترك من جذوره، ويمهد عبر اللجنة الوطنية التي نص عليها الطائف والدستور". وعلق على ما نشرته صحيفة "الأخبار" من صور ومعلومات عن الشهود الذين من المقرر أن يدلوا بإفاداتهم أمام المحكمة الدولية، فقال: "إن التسريب يمكن أن يكون آتيا من موظفي أو أعضاء مكتب الدفاع الذين كانوا يصرخون للحصول على الملفات، ولما حصلوا عليها ربما بدأوا بالتصرف بها لينسفوا المحكمة ومصداقيتها كونهم حاولوا سابقا نسف شرعيتها ثم جربوا نسف المحاكمات غير العلنية".

أضاف: "ما نشرته جريدة الأخبار يقوي مصداقية المحكمة الدولية، ولكنه جريمة بحق من ذكرتهم، فهذا ترهيب. وإذا حصل أي شيء مع هؤلاء من يتحمل مسؤولية ذلك ويحميهم"؟

وفي ملف النفط، اعتبر أن الوزير جبران باسيل المسؤول عن متابعة هذا الملف هو "ملك الإخفاقات"، وقال: "كفى بناء مصروف زائد على آمال لا تزال تحت المياه". ودعا الى إلى "تنظيم أنفسنا والعودة لدراسة الموازنات"، مشددا على أنه "لا وجود فعليا لحكومة". وأكد حمادة "تواصل النائب وليد جنبلاط مع المعارضة السورية"، قائلا: "إن جنبلاط يتحدث معهم حول إتفاقية جنيف التي تقول بقيام حكومة كاملة الصلاحية في سوريا وتأخذ صلاحيات الرئيس. بإمكان جنبلاط إقناع أصدقائه في المعارضة. وهو طلب من روسيا إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالموافقة على هذه التسوية، لأنه كان حاول في بداية الثورة إقناع الأسد شخصيا حينما كان لا يزال يلتقيه أن الحل الأمني ليس الحل، وهذا ما أعلنه جنبلاط لوسائل الإعلام".

 

المشنوق: 3 قواسم مشتركة في لقاء المستقبل بري التشاور سيستكمل مع باقي الأطراف لايجاد صيغة لإجراء الانتخابات في موعدها

وطنية - أكد عضو "كتلة المستقبل" النائب نهاد المشنوق إلى أن "تيار المستقبل" هو "من بادر الى طلب الاجتماع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بهدف استكمال مشاورات التيار مع كل الاطراف في شأن قانون الانتخاب".

وقال لقناة "المستقبل": "كثيرون يطالبوننا بأن نقدم اقتراحا بديلا، وأعتقد ان أي اقتراح بديل هو عنوان لاشتباك جديد لا يوجد له أي مبرر". وفضل المشنوق "القيام بمشاورات مع كل الأطراف إما للاتفاق على صيغة موجودة واستكمالها أو تعديلها، وإما لطرح قانون جديد ولكن بالتوافق كي لا تتكرر تجربة القوانين التي وضعت على طاولة اللجنة الفرعية للحوار، سواء مشروع الحكومة الذي تبين انه وهمي حاصل على أكثرية داخل مجلس الوزراء من دون الالتزام من خارج مجلس الوزراء، والمشروع الارثوذكسي الواضح الذي ترفضه قوى أساسية كثيرة في البلد". وأعلن أن "اللقاء مع بري شكل مناسبة للتشاور على قاعدة الصراحة والوضوح والحوار بشكل مباشر حول كل القوانين الانتخابية المطروحة، والتوافق الذي لم يحصل استبدل بالاتفاق على قواسم مشتركة ثلاثة: وجوب حصول الانتخابات في موعدها، القانون الأرثوذكسي ليس المدخل الى توافق بين اللبنانيين، والاتفاق مع الرئيس بري وآخرين على ضرورة تفهم الخصوصية المسيحية ولكن من دون الذهاب الى انتحار دستوري على طريقة قانون اللقاء الأرثوذوكسي". أضاف: "نوقش قانون مختلط بين الأكثرية والنسبية، ونوقش ما قيل إنه مشروع رئيس الجمهورية عن مختلط بين نسبي واكثري بنسبة ربع نسبي وثلاثة أرباع اكثري، ولكننا لم نصل الى اتفاق على اي من هذه العنوانين، واتفقنا على القواسم المشتركة، وأهمهم ضرورة تفهم الخصوصية المسيحية والتعامل معها على اعتبارها انها عنوان لمشكل يجب ان نجد له حلا". وختم المشنوق: "اللا توافق بالجمل لا يعني توقف الحوار، بل ان التشاور سيستمر ويستكمل مع باقي الاطراف لايجاد الصيغة المناسبة لاجراء الانتخابات في موعدها. وعلى لبنان ألا يفوت فرصة انتاج قانون انتخابات محلي الصنع يقوم على مبادئ اتفاق الطائف".

 

تحرك نوعي لإطلاق المخطوفين في سورية

  بيروت - "السياسة": أعادت زيارة وزير الداخلية والبلديات مروان شربل والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى قطر, الأمل وبقوة هذه المرة إلى أهالي المخطوفين اللبنانيين التسعة في أعزاز بسورية, بإمكانية إطلاق سراحهم في وقت قريب, بعد الوعود التي تلقاها الوزير شربل واللواء إبراهيم من المسؤولين القطريين, فيما يستبشر الأهالي خيراً بطلب رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري من "الجيش السوري الحر" التدخل لدى الخاطفين لإطلاق سراح المخطوفين, على ما أشار إليه النائب عقاب صقر الذي أبدى تفاؤلاً بإمكانية حل هذه القضية قريباً. واستناداً إلى المعلومات التي حصلت عليها "السياسة" من مصادر عليمة تسنى لها الاطلاع على أجواء النتائج التي عاد بها الوزير شربل واللواء إبراهيم من قطر, فإن هناك تحركاً جدياً ونوعياً هذه المرة باتجاه الإفراج عن المخطوفين اللبنانيين في أعزاز, بعد دخول قطر على خط المساعي الجارية لإنهاء هذا الملف الإنساني, مشيرة إلى أن الزيارة إلى قطر كانت وفقاً لما قاله أحد أعضاء الوفد اللبناني "ناجحة جداً", حيث تشير التوقعات بإمكانية إحداث خرق في جدار هذه الأزمة, بعد ارتفاع منسوب التفاؤل والطمأنينة بالإفراج عن المخطوفين.

 

سامي الجميل: نريد قانونا انتخابيا يحقق تمثيلا صحيحا للجميع ويحافظ على المناصفة

وطنية - اكد النائب سامي الجميل في مؤتمر صحافي من دارته في بكفيا "ان لا احد لديه مشروع بناء دولة او بناء وطن، ونعيش في هذه الدوامة منذ اكثر من 50 عاما. هناك ازمات كبيرة وفي بعض الاوقات ندفع الثمن دماء وشهداء. اليوم انا سعيد لان اللبنانيين يطرحون الاسئلة الصحيحة وهي كيفية تمثيل اللبنانيين؟ وهل اللامركزية هي الحل؟ وهذا كله يندرج ضمن اطار النقاش. نؤكد اننا متمسكون مع كل القوى السيادية في لبنان من اجل ان يكون لبنان خاليا من كل انواع السلاح، انطلاقا من هنا اؤكد اننا مستمرون في نضالنا مع حلفائنا وهذا الموضوع دفعنا ثمنه شهداء، ولسنا مستعدون للتخلي عن هذه القناعات". وتابع: "لبنان مكون من مجموعات تاريخية لجات اليه، فلبنان وطن لجوء. هدفنا حماية خصوصيات هؤلاء الناس للمحافظة على ثقافتهم وعلى تاريخهم. لدينا هدفان الاول الحفاظ على الخصوصية والثاني تقوية القواسم المشتركة والحفاظ على العيش المشترك. غنى لبنان ياتي من ان كل مجموعة جاءت الى لبنان حاملة معها قيمة اضافية، انطلاقا من هنا نقول ان الحفاظ على التعددية واجب علينا والحفاظ على خصوصية كل مجموعة اساسي بالنسبة الينا. اضاف: "حان الوقت لبناء علاقة مبنية على الاعتراف بالاختلاف واحترام الاخر بخصوصيته، والاعتراف ان لبنان فيه مكونات اساسية يجب المحافظة على تنوعها".وقال: "نريد قانونا انتخابيا يحقق تمثيلا صحيحا للجميع ويحافظ على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين التي ارتضاها جميع اللبنانيين".

 

السعودي تفقد مخمر الموز في حسبة صيدا وعاد الجرحى

وطنية - تفقد رئيس بلدية صيدا محمد السعودي مكان الإنفجار الذي وقع في مخمر موز في حسبة صيدا، على رأس وفد من البلدية ضم أعضاء المجلس البلدي: المهندسان محمد البابا وعلي دالي بلطة، السيد محمد السيد، مستشار السعودي المهندس محمد الزين ورئيس الدائرة الهندسة في البلدية الدكتور زياد الحكواتي. والتقى السعودي مع عدد من أصحاب المحال المتضررة وبعض المصابين الذين تمت معالجتهم وعادوا لتفقد اضرار محالهم، واستمع منهم لظروف ما حصل وملابساته، كما أعرب عن أسفه لسقوط الضحايا البريئة، متقدما بالتعزية من عائلة المرحوم يحيي الصياد. كذلك عاد السعودي عددا من الجرحى اللبنانيين والمصريين والسوريين، في بعض المستشفيات في منطقة صيدا، وتمنى لهم الشفاءالعاجل لهم. ودعا، في تصريح، أصحاب المؤسسات والمحال ضمن نطاق صيدا البلدي الى "إتخاذ كل التدابير والإحتياطات من أجل حفظ السلامة العامة ومنع تكرار مثل هذا الحادث المؤسف".

وكان السعودي أوفد فور وقوع الإنفجار لجنة الطوراىء والهندسة وفرق الإطفاء والشرطة البلدية لمد يد المساعدة للمتضررين، فكشفت اللجنة المختصة على المكان والمحال المتضررة بينما عملت فرق الطوارىء على إزالة الأجزاء الآيلة للسقوط ورفعت الأنقاض والركام. يذكر ان الانفجار كان قد وقع قرابة الواحدة من بعد ظهر اليوم وأدى الى جرح 5 أشخاص.

 

قتيل و5 جرحى في انفجار مخمر موز في صيدا

وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في صيدا عفيف محمودي ان انفجارا وقع منذ بعض الوقت في مخمر موز لصاحبه عبدالله الحريري في داخل حسبة صيدا، مما ادى الى وفاة يحيى الصياد واصابة 5 اشخاص هم: ابراهيم عبد الرحمن عثمان، سامر الزعتري، حسن غدار، ذيب النمار واشرف خليفة تم نقلهم الى مستشفى لبيب الطبي للمعالجة.

 

تمزيق اطارات سيارات 5 عاملين مع اليونيفيل

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في صور حسين معنى، ان مجهولين أقدموا ليل أمس على تمزيق اطارات خمس سيارات تابعة لموظفين مدنيين يعملون لدى قوات اليونيفيل، في منطقة الحوش جنوب مدينة صور، وحضرت القوى الأمنية وفتحت تحقيقا بالحادث.

 

الفرزلي: التهويل بالمثالثة فزاعة وهمية

وطنية - فند النائب السابق لرئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي الأسباب الموجبة للمشروع الإنتخابي ل"اللقاء الأرثوذكسي"، خلال ندوة نظمتها هيئة قضاء زحلة في "التيار الوطني الحر" بعنوان "الأسباب الموجبة لقانون المناصفة"، مفتتحة بها سلسلة لقاءاتها السياسية للعام 2013. ودعا الفرزلي إلى "رفض التهويل بالمثالثة الوهمية التي يلوح بها معارضو المشروع لتخويف المسيحيين"، مذكرا بأن "الطائف نص على المناصفة الحقيقية". وأبدى استغرابه من "موقف رئيس الجمهورية المستعجل من المشروع"، مؤكدا في المقابل أن "النسبية داخل كل طائفة على مستوى لبنان تقلص إلى حد كبير تأثير البترودولار الذي يبرز تأثيره في الأقضية على أساس قانون الستين في محاولة لتكريس التبعية والتهميش، وهذا ما يشكل خطرا كبيرا على هويتنا ووجودنا الحر في هذه المحطة المفصلية في تاريخ المشرق والصراعات المذهبية الإقليمية". واستعرض جهود اللقاء الأرثوذكسي مع المرجعيات السياسية والروحية "التي أيدت وتفهمت هذا المشروع". وشدد، ردا على القول إن المشروع يغذي الطائفية، على أنه "ينقل الصراع إلى داخل كل طائفة، مما يتيح تشكيل تيارات سياسية متعددة تسهم لاحقا في تشكيل تحالفات سياسية عابرة للطوائف والمذاهب في المجلس النيابي، لأن أيا منها لن يكون قادرا على نيل الأكثرية". وأكد الفرزلي أن مشروع القانون "يحسن نوعية التمثيل السياسي بإخراجه الإنتخابات والترشيح من العلاقات الشخصية والزبائنية، سعيا للانتقال إلى عمل سياسي جدي قائم على البرامج الوطنية والإجتماعية والإقتصادية".

 

الراعي افتتح المؤتمر البيبلي في دير سيدة الجبل ادما: نأمل في ربيع مسيحي يسهم في بزوغ ربيع عربي تنعم فيه شعوبنا بالسلام

وطنية - افتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، في دير سيدة الجبل - ادما، المؤتمر البيبلي الثالث عشر، والذي تستمر أعماله من 20 الى 24 كانون الثاني الحالي، ويشارك فيه محاضرون لبنانيون وعرب وأجانب.وألقى الراعي كلمة استهلها بالقول: "يسعدني أن أفتتح معكم، باسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، المؤتمر البيبلي الثالث عشر، في رحاب دير سيدة الجبل - أدما لراهبات العائلة المقدسة المارونيات، بموضوع: سفر أشعيا، وشعار "روح الرب عليَّ مسحني وأرسلني لأبشر المساكين". مؤتمر يدوم خمسة أيام، تتناولون خلالها أيها المحاضرون، وأنتم باحثون معروفون وبينكم شرق أوسطيون وغربيون، قراءات علمية ولاهوتية وروحية لسفر أشعيا. إنني أحييكم وأشكركم على مساهماتكم العلمية والكتابية، وبخاصة المحاضر الرئيسي البروفسور الأب جاك فارمايلان (Vermeylen). ويطيب لي أن احييكم أنتم أعضاء الرابطة الكتابية في أقليم الشرق الأوسط، الآتون من مصر وسوريا والأردن والأراضي المقدسة وفلسطين والعراق وإيران ولبنان، والمعاهد البيبلية المشاركة، بخاصة جامعة الروح القدس الكسليك حيث تتخذ الرابطة مركزا لها، ومعهد القديس يوحنا الدمشقي في جامعة البلمند الذي يستضيف يوما من أيام كل مؤتمر.

وأحيي بنوع خاص الأب أيوب شهوان منسق الرابطة الكتابية في لبنان والشرق الأوسط، الذي يقوم بمهمته هذه منذ عشر سنوات بكثير من الجهد والتفاني والمعرفة. إنك تستحق حقا كل الشكر والتكريم من الرابطة الكتابية ومنا جميعا. ويطيب لي أيضا أن أوجه كلمة تقدير وشكر للعزيزين الخوراسقف بولس فغالي والأب بيوس عفاص، اللذين تكرمهما الرابطة في مناسبة يوبيلهما الكهنوتي الذهبي. نسأل الله أن يبارك خدمتهما الكهنوتية، ولاسيما خدمة الكلمة، للكثير من السنين، نحو اليوبيل الماسي، إن شاء الله".

وتابع: "إني، باسم مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، أود الإعراب عن الامتنان والشكر لكل ما تقدمه الرابطة الكتابية من بحث وتعليم وتبشير ونشاط راعوي من اجل إعلان كلمة الله. كما نقدر كل التقدير الدورات الكتابية التي تنظمها في بلداننا الشرق أوسطية، ومنشوراتها المتعددة ذاكرين منها محاضرات المؤتمرات البيبلية المنشورة في سلسلة "دراسات بيبلية"، ومحاضرات الأيام البيبلية في سلسلتي "محطات كتابية" و "دراسات بيبلية"، فضلا عن مؤلفات الخوراسقف بولس الفغالي ضمن سلسلة الدراسات البيبلية، وسلسلة على هامش الكتاب، وسلسلة امتداد، وسلسلة الآباء، وسلسلة القراءة الربية، ويفوق عدد هذه التآليف المئة. ويزاد عليها أعداد جريدة بيبليا منذ سنة 1990، وعلى مدى اثنتين وعشرين سنة. وإن لأعضاء الرابطة مقالات قيمة فيها وفي غيرها من المجلات المسيحية. ولا ننسى محتويات موقع الرابطة الالكتروني الذي للسيد رولان سعد أتعاب مجانية يشكر عليها من الصميم، وما لأعضائها من منشورات في كل من جامعة الكسليك والبلمند والانطونية وسيدة اللويزة والحكمة، وفي معهد القديس بولس حريصا، وكلية اللاهوت للشرق الأوسط. إننا نشكر الله معكم على هذا الإنتاج الكبير في نشر كلمة الله وتفسيرها باللغة العربية، التي أصبحت كمعين فياض يغرف منه المسيحيون والمسلمون وسواهم".

واردف الراعي: "إن الرابطة الكتابية تحقق، في نشاطاتها المتنوعة ومنشوراتها، مثل الزارع في الإنجيل إذ تزرع كلمة الله في كل اتجاه، فتقع في كل بيئة ومجتمع ومحيط، وتفعل فعلها الخلاصيِّ في النفوس، وهو معروف من الله. بل أنتم تواصلون عمل أشعيا النبي، وهو موضوع مؤتمركم الثالث عشر، أعني عمل "خلاص الله" الذي يعنيه أيضا اسمه "يشعيهو" وقد دعاه الله لإعلان كلمته الخلاصية في رؤياه. فمن بعد أن أعلن أشعيا خطيئته، ومس الرب بالجمرة شفتيه فأزيل اثمه وكفرت خطيئته، نادى الله بصوته العظيم: "من أرسل ومن ينطلق لنا؟". فأجاب أشعيا: "هاءنذا فأرسلني". فقال له الرب: إذهب وكلم هذا الشعب بهذا الكلام"(أش 6: 5-9).

إنكم مثل أشعيا تصغون لكلمة الله، فيرسلكم لتعلنوها نورا وهداية في الظلمة والضياع، وتعزية في الكآبة والحزن، ورجاء في اليأس والقنوط، وإيمانا في الشك والتردد، وتأنيبا في الخطأ، وتهديدا في ارتكاب المعاصي، وخلاصا للتائبين، وتشديدا للركب الواهنة. والكلمة هي أياها يسوع المسيح فادي الإنسان ومخلص العالم الذي أعلنه أشعيا قبل التجسد بسبعماية سنة مولودا من العذراء البتول، فكان عمانوئيل "الله معنا". فاستحق هذا النبي من كبار أنبياء العهد القديم لقب "اول الانجيليين"، كما سماه القديس إيرونيموس.

أنتم مثل أشعيا، في كتاباتكم ونشاطاتكم البيبلية، ترسمون لشعب الشرق الأوسط، وبخاصة في سنة الإيمان التي نعيشها، وفي زمن الإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط شركة وشهادة" التي نعمل على تطبيقها، ترسمون الطريق المؤدي الى الله، وبالتالي الى التآخي والسلام، والى المحبة والغفران، وإلى الحقيقة والحرية، فإلى العدالة والإنصاف.

أجل، أنتم كلكم بمسحة المعمودية والميرون، وبعضكم بمسحة الكهنوت، والبعض الآخر بتكريس النذور الرهبانية، تلتزمون بمسحتكم مثل أشعيا الذي أعلن: "روح الرب عليَّ مسحني وأرسلني لأبشر المساكين، وأجبر منكسري القلوب، وأنادي للأسرى بالإفراج، وللنازحين بالعودة، وأعلن زمنا مرضيا للرب"(أش 61: 1).

وأضاف: "ففي زمن الانحرافات والكبرياء والنزاعات والفساد والالتواء، أنتم مثل أشعيا صوت مناد: "في البرية أعدوا طريق الرب واجعلوا سبله في الصحراء قويمة، فالمنخفض يرتفع، والمنعرج يتقوم، والطريق الوعر يصير سهلا، فيتجلى مجد الرب، ويعاينه كل بشر"(أش 40: 3-5). ووسط الحروب وموجات العنف والقتل والدمار التي تجتاح بعضا من بلدان هذا الشرق العربي، أنتم تواصلون كلمة أشعيا المعزية لشعبه المبدد: "عزوا، عزوا شعبي، قولوا لمدنه: هوذا إلهكم، يرعى قطيعه كالراعي، يجمع الحملان بذراعه، ويحملها في حضنه، ويسوق المرضعات رويدا، كل شيء يفنى وييبس كالعشب، أما كلمة إلهنا فتبقى إلى الأبد"(أش 40: 1، 6-11).

أما الذين يتمادون في الخطيئة والشر من دون رادع ولا من صوت الضمير، فتنذرونهم مثل أشعيا: "يا جميع موقدي النار، أدخلوا في لهيب ناركم، وفي اللهيب الذي أضرمتم. هذا لكم من يدي، إنكم في الألم تضجعون"(أش 50: 11). وفي الوقت عينه تدعونهم للتوبة، بكلمات أشعيا: إن المسيح خادم الفداء طعن بسبب معاصينا، وسحق بسبب آثامنا، ونزل به العقاب من اجل سلامنا، وبجرحه شفينا، لقد حمل خطايا الكثيرين، وشفع في معاصيهم"(أش 53: 5 و 12). وتدعونهم "لينظروا إلى الذي طعنوه"(زك 12: 10، يو 19: 37).

وللذين من شعوب بلداننا المشرقية وقعوا ضحايا الحرب والعنف والإرهاب، ويتألمون من جراء التهجير والنزوح، تقولون لهم، مثل أشعيا، أن آلامهم تحمل قوة خلاص وفداء، فليتعزوا ويتشجعوا وليشركوها بآلام المسيح الفادي، "المزدرى والمتروك من الناس، رجل الأوجاع والعارف بالألم، الذي حمل آلامنا واحتمل أوجاعنا" (أشعيا 53: 3و4). وتقولون لهم مع بولس الرسول أنهم "يكملون في أجسادهم ما نقص من آلام المسيح، من أجل الكنيسة" (كولوسي1: 24)، وتكشفون لهم أن آلامهم، مثل آلام المسيح، أصبحت "آلام مخاض" (يو16: 21)، ولا بد من أن يولد منها الخير والسلام".

وختم الراعي: "إننا لعلى يقين من أن ثمار مؤتمركم ستكون وافرة، وستشكل سندا مقويا لأبناء كنائسنا في سنة الإيمان، ومصدرا للشركة يبنونها في ما بينهم وللشهادة، يؤدونها في بلدان الشرق الأوسط. ونرجو من الله أن يجعل منها ربيعا مسيحيا، يسهم في بزوغ ربيع عربي تنعم فيه الشعوب العربية بالسلام والعدالة والإخاء، وتتحول أنظمتها إلى أنظمة ديموقراطية تفصل بين الدين والدولة، وتعزز الحريات العامة وحقوق الإنسان، وتحترم الآخر المختلف، وتعتمد التنوع في الوحدة. وعندئذ تتم نبوءة أشعيا: "إهتفي أيتها السماوات، وابتهجي أيتها الأرض، واندفعي بالهتاف أيتها الجبال، فإن الرب قد عزى شعبه، ورحم بائسيه" (أشعيا 49: 31).

 

عون: الارثوذكسي يعيد للمسيحيين حقهم ولا يمس حقوق الأخرين سوريا تتجه نحو تسوية وما نشهده حاليا فصول الاخراج

وطنية - اكد رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون ان "قانون الإنتخابات يجب ان يكون منصفا وعادلا، وأن يوزع المقاعد وفقا للدستور، الذي ينص على توزيع المقاعد النيابية على الطوائف" . مشيرا الى ان "القانون الارثوذكسي يعيد للمسيحيين حقوقهم ولا يمس بحقوق الطوائف الاخرى".

واشار في مقابلة مع "قناة العالم" الى ان "هناك أكثرية من 70 نائبا على الأقل تؤيد القانون الارثوذكسي، وقانون الانتخاب يقر بالأكثرية المطلقة أي 65 نائبا" .

ورأى ان المعارضة تخاف هذا القانون "لأنهم يبغون وضع اليد على السلطة وليس استفتاء الشعب اللبناني حول من يريد منحه ثقته للوصول إلى سدة الحكم" .

وردا على سؤال عن موقف النائب وليد جنبلاط من القانون الارثوذكسي الذي يصف هذا السجال المحتدم بأنه حفلة مزايدات انعزالية قال عون: " إذا أردنا أن نتكلم عن الإنعزالية فهو رئيس الجمعية الإنعزالية في لبنان، هل يريد أن يكون المسيحيون في المنطقة التي يترشح فيها مستعمرة له؟! هناك 110 آلاف مسيحي في قضاءي الشوف وعاليه لا يستطيعون إيصال نائب إلى المقاعد النيابية المخصصة لهم، بسبب تجمع الدروز في منطقة واحدة والتحالف مع أطراف أخرى غير مسيحية" .

وشدد على ان "لا يحق لأحد أن يخاف من هذا القانون لانه يعطي الجميع حقوقهم المنصوص عليها في الدستور، ولكن ما قاموا به لغاية الآن هو وضع اليد على حقوق المسيحيين، فيما هو يعيد للمسيحيين حقهم، ولكن من دون أن يمس بحقوق الطوائف الأخرى. في هذا القانون سيتمثل كل إنسان حسب حجمه لأن كل صوت في لبنان تصبح له قيمته، فالأقليات ضمن الطوائف ستكون ممثلة والأحزاب الصغيرة ستكون ممثلة، كل حسب حجمه" .وردا على سؤال عن امكان إقامة مجلس شيوخ قال عون: " هناك شروط للوصول إلى مجلس الشيوخ. عندما تستوفى شروط تعيين مجلس الشيوخ، سيعين مجلس شيوخ، ولكن صارت الأمور تسير بعكس إزالة الطائفية من لبنان. لم يقتنع أحد بها وقسم كل واحد منهم الدولة حصصا له. ما داموا يريدون أن يلغوا الطائفية هل أنا أستطيع أن أعين موظفا درزيا من حزبي في وظيفة؟! كيف سيلغون الطائفية؟! الطائفية تلغى عندما نبدأ نتعامل بتوافق أكثر" .

وعن التلاقي بينه وبين النائب جنبلاط رد عون: " التلاقي الاجتماعي هو غير التلاقي السياسي، التلاقي السياسي غير موجود، أما التلاقي الاجتماعي فيمكن أن نلتقي في أي وقت على طاولة غداء سويا، نتحادث، لا يوجد مشكلة. في الأيام الصعبة لم ينقطع الكلام بيننا، ليست هنا المشكلة، المشكلة هي ضرورة إيجاد رؤية واحدة على مفهوم الدولة" .

وقال: "الدولة اللبنانية اليوم شركة مساهمة، كل واحد يريد أن يضع يده على أسهم الآخر، لأنه لم يحصل إصلاح في الطائف، ومن يقول إن هناك إصلاحا في الطائف فكلامه كذب، لأن الإصلاح يأتي لمصلحة الدولة ولمصلحة كل الناس ولا يأتي لمصلحة مذاهب وطوائف" .

وردا على سؤال عن موقف رئيس الجمهورية الذي "أخذ عليكم في جلسة مجلس الوزراء السابقة أنكم لم تستشيروه في هذا القانون" قال:" نحن نواب ولدينا حق اقتراح قوانين. النواب لا يستشيرون رئيس الجمهورية. هم يقترحون ويقدمون القانون إلى مجلس النواب. هذه هي التقاليد البرلمانية وهكذا هي القواعد البرلمانية. هذا القانون لا يتعارض مع الدستور، بينما جميع القوانين المقترحة من الآخرين غير دستورية" .

وعن موقف حزب الله وحركة أمل من القانون الارثوذكسي قال: " نحن مطمئنون، ولم علينا أن نشكك بهم؟ أيدوا القانون أثناء المفاوضات الأولى وتبين أن هذا القانون حظي بأصواتهم وكان موقفهم لصالحه. أما إذا أراد أحدهم أن يسحب في المداولات توقيعه، فهذا شأنه" .

وعن امكانية اسقاط تيار المستقبل هذا المشروع اجاب: " كم مرة لم يسأل تيار المستقبل عن أحد خلال السنوات الماضية؟ هل سأل عنا عندما كنا نمثل المسيحيين في حكومة بنسبة 70% في العام 2005؟ لم يسأل عنا ولا عن رأينا، وبمن كان المسيحيون ممثلين؟ كل نواب "المستقبل" والنواب المسيحيين الذين لم يكونوا معنا، لم يكونوا ممثلين ل30% من المسيحيين.. لقد حكموا بدون تمثيل الشعب اللبناني، حكموا بدعم من الخارج" .

واكد عون تمسكه بهذا القانون وقال: "إن لم يقر القانون أكون قد طبقت رغبتهم لأنهم لا يريدون أن تحصل الإنتخابات..!! هل من السهل أن يقول أحد إنه لا يقبل القانون الذي نقدمه ولا يقدم قانونا جديدا؟! أهل هذا هو التفاوض والأصول؟! كل شيء نقدمه يهاجمونه.. هل هذا معقول؟!

بالنسبة لهم، إما أن يقر قانون للسطو علينا وعلى حقوقنا وإما أن لا يقر قانون!".

وردا على سؤال عن التقارب المسيحي نتيجة هذا القانون قال: "هذا موضوع لا يستطيع أحد الوقوف ضده من المسيحيين، لأنه يعيد لهم حقوقهم، القوات اللبنانية سيكون لها عدد أكبر من النواب مما لديها الآن، وإذا استمروا في التحالف مع تيار المستقبل ستزداد حصة المستقبل معهم. هذا هو الأمر. من قال إن المسيحيين سيكونون كتلة واحدة؟! سيكون بينهم أكثرية وأقلية، فإذا أخذت القوات اللبنانية والكتائب الأكثرية فيكون تيار المستقبل قد أخذ الأكثرية، وإذا أخذوا الأقلية فنكون نحن الأكثرية مع تحالفاتنا" .

الوضع في طرابلس

وتطرق عون الى الوضع الامني في مدينة طرابلس ومحاولة اغتيال الوزير فيصل كرامي وقال: "طرابلس منطقة غير آمنة حاليا، الرئيس عمر كرامي والوزير كرامي استطاعا السيطرة على الموقف واستوعبا الموضوع، ولكن حدث من هذا النوع لو حصل مع أشخاص غير مدركين للوضع ولم يستطيعوا استيعابه لفجر الأزمة. محاولة الإغتيال التي تعرض لها الوزير كرامي اليوم ليست بسيطة، ومفاعيلها قد تكون خطيرة، فالرئيس كرامي ليس شخصا عاديا في طرابلس، فهو الزعيم الوحيد الذي يتمتع بشعبية غير مستعارة وهو أيضا زعيم قديم وعريق في طرابلس، لقد استوعب محاولة الإغتيال وإلا لكان اختلف الوضع" .

النأي بالنفس

وعن موقف لبنان مما يحدث في سوريا ومن سياسة النأي بالنفس قال:" نبهت مرارا وتكرارا إلى أن سياسة النأي بالنفس تكون بعدم التدخل عند الآخر، ولكن الانسان لا يستطيع النأي بنفسه عن أحداث تحصل على أرضه، حيث يمارس سيادته ومسؤولياته كاملة. النأي بالنفس يعني عدم السماح بالتسلل إلى سوريا، وعدم السماح بنقل السلاح إليها، والتأكد من العناصر الآتية من سوريا إلى لبنان، إذ كانت تنتمي للجيش السوري الحر كما أطلقوا على أنفسهم، أم أنها مجموعات من أناس أغراب يأتون من مختلف الدول العربية، وخصوصا المجموعات التكفيرية منها، التي لا تحترم حرية المعتقد عند الآخرين. هذا ما كنت أطالب به، أردت التأكد من الهويات لضبط الداخلين إلى لبنان، ودراسة قدرة لبنان على الإستيعاب، وفي حال لم يكن قادرا، معرفة كيف يمكن التعامل مع هذا الملف. الدولة اللبنانية لم تقم بدورها في هذا الموضوع، فنأت بنفسها عن عكار وعن طرابلس، وما نعانيه من أحداث اليوم هو خير دليل على أن مطالبنا كانت محقة، وهذا الموضوع بدأ مع بداية الأحداث في سوريا. علينا أن نضبط حدودنا مع سوريا لأن هناك إتفاقيات بين البلدين لا تسمح بأي بند منها بالعمل مع عناصر تحاول ضرب الإستقرار في بلد إنطلاقا من البلد الآخر، أو مساعدتها على الإنقلاب ضد دولة البلد الآخر. هذا منصوص عليه في الإتفاقية مع سوريا، ومنصوص عليه في المادة الثامنة من ميثاق الدول العربية التي لا تسمح بتدخل من بلد لآخر. كل الدول العربية تتدخل اليوم، وهذا العمل هو نقض فاضح للميثاق. أي بلد يستطيع أن يخرج الآن عن ميثاق الدول العربية لأن هذا الميثاق لم يحترم، لا اليوم في سوريا، ولا في العام 1975 في لبنان، لأن أموال الدول العربية كانت تمول دائما الأحداث اللبنانية" .

واشار عون الى ان "سوريا مستعدة اليوم للتعديل في نظامها لكي يصبح نظاما ديمقراطيا، فيما الديمقراطية مفقودة عند الدول الأخرى. عندما يكون هناك نموذج للديمقراطية في إحدى الدول العربية، فمن المؤكد أن شعوب الدول العربية الأخرى ستنظر إليها على أنها نموذج، وبالتالي ستحاول إقامة ما يشبه هذا النظام في دولها. سوريا دولة قوية، كانت تحتاج الى تعديل مادة واحدة من دستورها وهي المادة الثامنة، أي عدم حصرية حكم الدولة لحزب البعث، فتطلق حرية الأحزاب، وهذا أمر سيحصل في سوريا، ومع تعدد الأحزاب السياسية، ستسقط فكرة الحزب الواحد، ويتحول البرلمان ليكون وفقا لرغبات ومشيئة الشعب السوري" .

وقال: "الكفة العسكرية قد مالت لصالح الجيش السوري الوفي لدولته بمقابل المسلحين الفوضويين. ستتم السيطرة بشكل أكبر وأكثر سهولة. هذا من جهة، أما من جهة ثانية، هناك إدراك الغرب أنه في حال سقوط النظام الحالي - وهو أمر مستحيل وقد قلت ذلك منذ بداية الحرب - سيسود نظام إسلامي متطرف وهو النظام التكفيري، وسينتقل بعد ذلك إلى الغرب وإلى كل أقاصي العالم، لأنه لا حدود للتكفيريين. ولربما وصلوا الآن إلى شمالي إفريقيا. حاولنا إقناع الغرب بأن ما يقوم به خاطئ لأنه لا يجوز دعم التطرف، طالما أن الأنظمة مستعدة للقيام بتعديلات ديمقراطية، ومنح مواطنيها حق المواطنة. ولكن المؤسف هو أن الدول التي كانت أقرب إلى الديقراطية هي التي أسقطت أنظمتها وقد ساعد الغرب على انهيارها، في حين أن الدول التي لا تعرف الديمقراطية وليس لها دستور، بدت صديقة للغرب، وما شعار الديمقراطية الذي يتحفنا به الغرب إلا سلعة تجارية يتكلم عنها من دون أن يكون لها أي ركائز" .

واكد عون ان "كل من يمول ومن يغذي بالرجال والعتاد مشارك في الحرب على سوريا. جميع هؤلاء معروفون. هم لا يحاولون إخفاء مشاركتهم التي تظهر جليا في وسائلهم الإعلامية ومواقفهم السياسية" .

النازحون السوريون

واوضح عون موقفه من النازحين السوريين وقال: " في أول تصريح لي عن هذا الموضوع تحدثت عن ضبط الحدود، وقلت إنه علينا أن نميز منذ لحظة دخول النازحين، بين من هم الذين يحتاجون مساعدة إنسانية، ومن هم الآخرون. التصاريح مكتوبة وهي لا تزال موجودة في الصحف. أنا مع الواجب الإنساني، ولكني لست مع مخيمات تدريب كما يحصل في عكار، ثم إن السوريين أصبحوا منتشرين في كل مكان دون أن يعرف أحد هوياتهم أو أين يسكنون. هذه هي الفوضى بحد ذاتها. ونحن الآن نريد أن نطلب تدخل الأمم المتحدة، فالدول المجاورة أقفلت حدودها ولبنان الذي هو أصغر دولة يلقى عليه الثقل كله" .

اضاف: " هناك طاقة استيعاب وهذا ما نتحدث عنه نحن، وليس إقفال الحدود ورمي الناس. هناك مسؤوليات تطال جميع الدول المجاورة والأمم المتحدة، وثورتي هي على هذا الأمر، إذ يقولون لنا قوموا بواجباتكم الإنسانية، ولكن إذا لم نكن قادرين على القيام بواجباتنا الإنسانية تجاه جميع هؤلاء الناس، ألا يستطيعون هم إيقاف الذخيرة والأسلحة والحرب وويلاتها؟!

هم من يمولون الحرب ويلقون أعباءها علينا. أليس لنا حق الإعتراض لقضية عادلة؟! من ناحية ثانية، عندما تأتي كتلة بشرية كبيرة الى مجتمع ما فهي تهزه".

وتابع: "الأمر ليس سوريا أو فلسطينيا، إنما الأمر هو أن كتلة بشرية كبيرة غير لبنانية ضمن المجتمع تخل بتوازناته، ولو كانوا حتى سنة مع سنة وشيعة مع شيعة ومسيحيين مع مسيحيين، فإن العادات والتقاليد هي التي تصنع الإستقرار ضمن البيئة الواحدة. وكذلك فإن هذه الفئة التي أتت بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، وقد تكون المساعدات التي تأتيها لا تكفيها، فتقع السرقات وعمليات القتل. انظروا كم زاد معدل الجريمة في لبنان في ظل هذه المرحلة التي نمر بها.

إذا لا يمكن لأحد أن يتحدث من منطلق عاطفي. من منا إذا رأى طفلا يرتجف بردا على الطريق بمفرده ولا يحضنه ويأتي به إلى منزله؟! هذا الكلام عن أن موقفنا عنصري هو استغلال سياسي رخيص" .

تركيا والمختطفون اللبنانيون

وحمل عون تركيا مسؤولية المختطفين اللبنانيين، "فحتى ولو سلمنا أن المخطوفين لم يدخلوا إلى الأراضي التركية، ولكن تستطيع تركيا أن تطالب بهم إن أرادت ذلك، إذ يكفي أن تهدد الخاطفين بقطع المساعدات التي ترسلها إليهم، ليستجيبوا لها. المساعدات كبيرة جدا وهي تؤمن استمرارية المقاومة في سوريا بأكملها، وإن تم قطعها عنها تنهار. من هنا، عندما تطالب دولة بهذا الموقع بالمخطوفين فسيسلمونها إياهم شاؤوا أم أبوا. نحن لا نريد الدخول في هذا الجدل ولكن هذا رأيي في الموضوع، وقد قلت ذلك على طاولة الحوار أيضا وقدمت اقتراحا بهذا الشأن ولكنه لم ينفذ.. هم ملزمون بالمساعدة أو تقع على عاتقهم مسؤولية قانونية دولية" .

اسرائيل ولبنان

واكد عون انه "لن تكتب لإسرائيل الغلبة بعد حرب تموز، ولن تقوم بأي محاولة. جميع مزايداتها هي فقط لرفع المعنويات في اسرائيل، لأن القوة الرادعة في لبنان أصبحت كافية لمنعها من القيام بمغامرة عسكرية، إذا كانت قادرة على القيام بحرب، فلتقم بها، برأيي إنه ليس بقدرتها أن تقوم بها، ولكن الجنون بالطبع ليس له ضوابط، عندها فليتحملوا مسؤولية جنونهم" . وختم عون مبديا تفاؤله في موضوع الملف السوري الذي "بدأ بالانتهاء وما نشهده حاليا هو فصول الإخراج. هناك محاولات لرسم إخراج نهاية المعارك على الأرض السورية، لأن ما توصلت إليه الحرب هو تكاليف باهظة على الصعيدين الاقتصادي والإنساني، وثمة جرائم ترتكب يتم تغطيتها بالدعايات وهم غير أبرياء ويتهمون النظام بها والنظام يتهمهم. ولكن الحقائق ستظهر جميعها في المستقبل القريب، فالتاريخ لا يرحم وهو في أحيان كثيرة يضع ثقله على السياسة" .

 

شمعون: الحزب يؤيد الدائرة الفردية

وطنية - أكد رئيس حزب "الوطنيين الاحرار" النائب دوري شمعون ان "المرض الاساسي في لبنان هو الطائفية، وهذا ما يجعل أبناء الطائفة يحملون بطاقة هوية غير عن اللبنانيين"، مشددا على أن "الغاء الطائفية في الانتخابات يؤمن المساواة وليس تكريس الطائفية من خلال قانون انتخابي طائفي". وأوضح في حديث إلى "صوت لبنان 100,5" ان "الحزب يؤيد الدائرة الفردية ايone man one vote"، مؤكدا ان "قانون الستين ليس قانونا صحيحا ولكن البديل عنه لا يكون قانونا طائفيا". وختم: "لن نذهب الى أي اجتماع يكون النقاش فيه طائفيا الا اذا كان هناك استعداد جدي للبحث بطريقة جدية".

 

ميقاتي في السعودية لترؤس وفد لبنان في القمة العربية التنموية: مجتمعاتنا العربية تواقة للتطور والنمو فعسانا ان نستوعب هذا النداء

وطنية - وصل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، ظهر اليوم، الى المملكة العربية السعودية لترؤس وفد لبنان الى الدورة الثالثة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي تبدأ أعمالها غدا في الرياض.

ويضم الوفد اللبناني وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، وزير المالية محمد الصفدي، وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس، وزير الصناعة فريج صابونجيان والقائم بأعمال السفارة اللبنانية في الرياض سلام الأشقر.

وقد أقيمت لميقاتي، في مطار قاعدة الرياض الجوية، مراسم الاستقبال الرسمية المقررة لرؤساء الوفود، وكان في استقباله نائب أمير منطقة الرياض الأمير محمد بن سعد، سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان علي عواض عسيري، القائم بالاعمال اللبناني سلام الأشقر، وكيل أمين منطقة الرياض إبراهيم الدجين، قائد القاعدة الجوية اللواء فهد الحرير وعدد من المسؤولين. وقال ميقاتي في تصريح صحافي فور وصوله: "إن القمة تشكل في الظروف الراهنة حدثا، ربما هو الأهم، لما لتطوير المجتمعات العربية من أولويات مطلقة في تأمين رخاء مجتمعاتنا وتقدمها. إن التحديات التي تواجهنا جميعا كبيرة جدا كما أشار إليها سمو الأمير فيصل في كلمته الإفتتاحية أمام وزراء الخارجية والإقتصاد العرب. اننا مدعوون جميعا الى أن نعي أهمية أن نعطي لشعوبنا نتائج ملموسة تتعدى الوعود أو القرارات التي لا تجد لها الإطارات التنفيذية الفاعلة والمنتجة. إن مجتمعاتنا العربية أمام تحديات كبيرة وهي تعطي الإشارة تلو الاخرى بأنها تواقة الى اللحاق بالتطور والنمو واحترام القيم الانسانية فعسانا أن نستوعب هذا النداء وأن نكون على قدر من المسؤولية التاريخية". أضاف: "إن هذه القمة برئاسة خادم الحرمين الشريفين وبتوجيهاته الحكيمة هي الفرصة السانحة لننتقل بأمتنا من التباطؤ الى زمن النمو الفاعل والأمل بمستقبل واعد لكافة أبنائه".

 

الاحدب: لن نسمح بنزع سلاح فريق واحد لضربه اذا اردنا حماية الوطن علينا مصالحة الجيش مع السنة

وطنية - اكد رئيس لقاء الاعتدال المدني النائب السابق مصباح الاحدب، " اننا لن نسمح بنزع سلاح فريق واحد تلفقون له بتركيباتكم الأمنية تهم الإرهاب لتضربوه وتبقوا على سلاح الفريق الأخر المرتبط بنظام بشار الأسد، الذي ارتكب خلال سنتين مجازر بحق شعبه فاقت بكثير إرهاب القاعدة". واشار الى " اننا اذا اردنا حماية الوطن علينا مصالحة الجيش مع السنة". وقال الاحدب في مؤتمر صحافي: "إن سيناريو الأحداث الأمنية المتكررة في طرابلس والفوضى المسلحة التي تنتشر في المدينة، والمعلومات التي نملكها، تجعلنا نرتاب مما يحضر، خصوصا بعد التصريحات التي سمعناها من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن إمارة في طرابلس، والتي تتلاقى مع كلام رفعت عيد عن شمالستان وكلام بشار الأسد عن ان طرابلس تصدر الإرهابيين إلى سوريا فضلا عن المحاولات المستمرة لحلفاء نظام الأسد لدى الدول المعنية بالقرار في الأمم المتحدة لإقناعهم بان شمال لبنان بات ملاذا للارهابيين وبات من الضروري تقويضهم وضربهم" .

اضاف: "كل هذا يدفعنا إلى مصارحة اللبنانيين والطرابلسيين بأن طرابلس مستهدفة بأمنها وقوتها ومصيرها من الحكومة نفسها، وما يحدث في المدينة ليس عبثيا بل خطط له ودبر ومول.. وينفذ الآن وهو ما بات يعرف بالخطة "ب" والتي تقضي بان يقوم نظام الاسد بتدمير كل المناطق السنية في سوريا يضاف اليها مدينة طرابلس تمهيدا لإعلان الدولة العلوية، كل ذلك يحصل بشراكة السلطة السياسية اللبنانية المتآمرة والتي عبر بالأمس وزراؤها من منزل الرئيس عمر كرامي عن استنكارهم للفلتان الأمني في طرابلس، وهنا نقول ونتساءل اذا كان الوزراء يستنكرون ويعجزون عن اخذ القرارات فاصبح واضحا ان بشار الاسد وحزب الله هم من يقررون عن الحكومة اللبنانية

وتابع: "طرابلس مستهدفة بعشرات جولات العنف الدموية التي خلفت عشرات الشهداء ومئات الجرحى في معارك عبثية، فضلا عن الاضرار المادية" ، وانتقد الهيئة العليا للاغاثة "التابعة لرئيس الحكومة الطرابلسي والتي تدفع التعويضات لاهالي حي السلم والاشرفية وتنسى طرابلس وكأنها ليست على الخارطة اللبنانية".

وقال: "نعم طرابلس مستهدفة حين يهدد مفتي المسلمين فيها بأمنه وسلامته ويغادر للخارج خوفا على حياته وتعجز الحكومة عن تأمين حمايته ليعود ويمارس مهامه بشكل طبيعي في مدينته. نعم طرابلس مستهدفة من السلطة السياسية بحرمانها من المشاريع الإنمائية حين تلغى مناقصة مشروع كهرباء دير عمار وتحرم المنطقة من استثمار بقيمة 300 مليون دولار وما يقارب 3000 وظيفة فضلا عن عرقلة مشاريع استثمارية خاصة من شأنها أن تؤمن ألاف فرص العمل لتزداد المدينة فوق فقرها فقرا، فيدعمون بعض أبنائها بالمال والسلاح ويغطونهم أمنيا ثم يتهمونهم بالإرهاب لضربهم وضرب المدينة من ورائهم وتسليمها لمن يملك السلاح غير الشرعي، وهذا ما لن نسمح به في طرابلس، ولنكون واضحين أكثر، لن نسمح بنزع سلاح فريق واحد تلفقون له بتركيباتكم الأمنية تهم الإرهاب لتضربوه وتبقوا على سلاح الفريق الأخر المرتبط بنظام بشار الأسد الذي ارتكب خلال سنتين مجازر بحق شعبه فاقت بكثير إرهاب القاعدة".

وتابع :"نعم طرابلس مستهدفة، والكل يعلم كيف تعاملت الحكومة مع ملف المخطوفين في اعزاز، حيث جندت كل طاقاتها وعلاقاتها وتفاوض اليوم كما يجب لمعالجة هذا الملف، في حين أننا لم نر أي تحرك لرئيس الحكومة الطرابلسي تجاه صديقه بشار الأسد لمتابعة ملف أبناء مدينته حسان سرور ومحمد الرفاعي اللذين فقدا في تلكلخ بعد أن أسرهم نظام بشار الأسد هناك. فمن المسؤول عنهم أليسوا مواطنين لبنانيين؟!

نعم طرابلس مستهدفة والجميع يعلم بان معظم المسلحين في المدينة على تنسيق مع بعض الأجهزة الأمنية تحركهم متى تشاء وكيفما تشاء لأجندات خارجية بغطاء من السلطة السياسية التي تتهم بعد ذلك المسلحين وأهل المدينة بالإرهاب والإمارة". وقال: "نعم طرابلس مستهدفة، وعلى أهلها ان يعوا ما يحاك لهم من فتن لضربهم ببعضهم البعض، وبالأمس الحمد لله تجاوزنا حادثة خطيرة، وعليهم ايضا ان يتنبهوا لمحاولات استدراجهم لمواجهات مع الجيش اللبناني، فهؤلاء اهلنا وعليهم حمايتنا وعلينا احتضانهم لا مواجهتم لان السلطة السياسية نعم السلطة السياسية ومن وراءها يريدون مواجهة سنية سنية في طرابلس، خصوصا مع الجيش اللبناني، لذلك نقول بصراحة لقائد الجيش طالما ان سياسيينا متآمرون علينا، يا جنرال ثمة تراكمات عمرها اكثر من اربعين عاما، وانت لست مسؤول عنها وهي تكرست في اتفاق الدوحة حيث اصبح الانطباع العام بان الجيش لفريق واحد من اللبنانيين. واذا اردنا ان نحمي الوطن علينا مصالحة الجيش مع السنة في لبنان ونقولها والجميع يعلم باننا لسنا بطائفيين وعلينا اجراء اصلاحات في المؤسسة العسكرية لتصبح على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين. ومن افضل من قائد الجيش ليقوم بهذه الاصلاحات التي من شأنها ان تحمي بلدنا من الفتن والعواصف الاقليمية التي تستهدفه؟. وتابع الاحدب: "نعم طرابلس مستهدفة، والجميع يعلم بان لا ارهاب ولا قاعدة ولا امارة في طرابلس، بل كل الارهاب في عقول ومخيلة وافعال سلطتنا السياسية التي تعتبر جرائم ومذابح وبطش بشار الاسد اصلاحا، وثورة الشعب السوري المظلوم المقهور ارهابا، لذلك علينا تحييد المؤسسة العسكرية عن عقول سياسيينا المريضة وتحييد لبنان عمليا عن الصراع في سوريا، والاسراع في نزع كل فتيل زرعوه بين المؤسسة العسكرية واهل السنة في لبنان، فعلى المؤسسة العسكرية حماية الآمنين غير المسلحين ووضع حد لهذا الانزلاق الذي نعيشه، واتخاذ ما يلزم من قرارات لإعطاء الضباط السنة في المؤسسة العسكرية حقهم وتسريع المحاكمات في المحكمة العسكرية، لا سيما في ملف الموقوفين الاسلاميين واجراء التحقيقات اللازمة في الحوادث التي وقعت بين مواطنين وعناصر من الجيش في طرابلس، فاذا كان التحقيق مسموحا في مار مخايل فلماذا يمنع في طرابلس؟".

وختم: "الحل واضح، ولكن ليس ثمة من يريد حلا في هذه الحكومة، واذا كنتم صادقين واشك بذلك لأنكم فريق مرتبط بنظام ظالم، عليكم العودة الى مجلس الوزراء واتخاذ القرارات اللازمة التي لطالما طالبناكم بها ضمن مبادرة تقدمنا بها منذ أشهر في لقاء الإعتدال المدني تحت عنوان "إنقاذ طرابلس" للوصول لحلول جذرية، وذلك بدعم وتغطية المؤسسات العسكرية والأمنية لتقوم بالإصلاحات اللازمة التي من شأنها منع الفتنة وحماية البلد من العواصف الإقليمية" .

 

الجوزو: إسرائيل وإيران عدوا الأمة العربية

وطنية - رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو أن "فرنسا ومعها أميركا وبريطانيا والمانيا وجميع الدول الحريصة على الحرية والديموقراطية هبوا لمواجهة الإرهاب الإسلامي في مالي ونسوا أن هناك إرهابا أكبر، وهم كانوا يعتبرون أنفسهم أصدقاء الشعب السوري وأسرفوا في وعودهم بمساعدة الجيش السوري الحر". وقال في تصريح اليوم: "60 ألف قتيل حتى اليوم، وأصدقاء سوريا مشغولون بتحرير مالي، وأسلحتهم الثقيلة والخفيفة تتجه إلى أعداء الحرية في مالي أما الجيش السوري الحر فلم يصله شيء من السلاح الذي يدافع به عن نفسه بعد". وتابع: "أميركا تخضع خضوعا تاما لإرادة إسرائيل التي هي صديقة حميمة للنظام السوري، فأمن إسرائيل من أمن سوريا وأمن سوريا من أمن إسرائيل، وما شعار المقاومة والممانعة إلا الغطاء لهذا الاتفاق العلني والقديم بين الأسد وإسرائيل، حتى إيران ليست بعيدة عن هذا الحلف الشيطاني ما دام يؤذي المسلمين والعرب، فهي تعمل على إثارة النزاعات والخلافات بين السنة والشيعة. لقد أصبح للأمة العربية والإسلامية عدوان اثنان إسرائيل وإيران". وختم: "نحن أمام حالة من موت الضمير وعداوات مستحكمة لا تريد للعرب أن يحرروا أنفسهم من الديكتاتوريات التي تحكمهم، وكأنه كتب علينا أن نرضي هذا الفريق أو ذاك من أجل أن يسمح لنا بتحرير بلادنا من الظلم والاستبداد والاستعمار".

 

العريضي زار منطقة بشري ووضع حجر الاساس لمشروع تحويرة عبدين ودشن تحويرة الارز الاولى وتفقد مركز جرف الثلوج في منطقة الارز

 والنقل غازي العريضي منطقة بشري تلبية لدعوة نائبي المنطقة ستريدا جعجع وايلي كيروز، لوضع حجر الاساس لمشروع تحويرة عبدين، وتدشين تحويرة الارز الاولى التي انتهى العمل فيها، وتفقد مركز الثلوج في منطقة الارز. المحطة الاولى كانت في بلدة عبدين، حيث كان في استقباله اضافة الى نائبي المنطقة، النائب البطريركي على جبة بشري المطران مارون العمار، قائمقام قضاء بشري السيدة رولا البايع، رئيس اتحاد ورؤساء بلديات القضاء، رئيس رابطة مخاتير القضاء والمخاتير، منسقو القوات اللبنانية، كهنة، راهبات وفاعليات البلدات التي سيطالها الاوتستراد وهي عبدين، برحليون ومغر الاحول وبلا، وحشد من أهاليها.

بعد ازاحة الستارة عن حجر الاساس، توجه الجميع الى قاعة عبدين بلازا، حيث كان في استقبالهم فرقة فولكلورية على ايقاع لوحة راقصة، وقدمت الاعلامية منى سكر الاحتفال والمتكلمين، كما رفع اتحاد البلديات لافتات ترحب بالعريضي في كل بلدات القضاء.  ثم قدمت لجنة الاستقبال الورود الى العريضي والى النائبين جعجع وكيروز، بعدها انشدت جوقة مدرسة مار سابا لراهبات الوردية النشيد الوطني، ومقطع من أغنية "تعلى وتتعمر يا دار" ثم كلمة الترحيب بالحضور ألقاها منسق القوات اللبنانية في بلدة عبدين جان أبو النصر، تلاه رئيس البلدية السيد نبيل ابو النصر الذي قال: "يشرفني أن أتحدث بأسم أهلنا في هذه البلدات. إننا نعتقد يا معالي الوزير أن المشاريع الإنمائية هي حق مكتسب لكل مدينة وقرية في لبنان، أو هكذا يجب أن تكون. فالحياة ليست توسلا، ولا استجداء، ولا استعطافا، إنها قوة خالقة وفعالة باستمرار، هذا ما قاله وآمن به المغفور له كمال بيك جنبلاط، ونحن متأكدون انكم يا معالي الوزير مقتنعون بهذا الفكر والمبدأ قولا وفعلا". وتابع: "فمنطقتنا التي تعرضت للإهمال لعقود من الزمن، نسعى بكل ما أوتينا من قوة لإلحاقها بباقي المناطق اللبنانية النامية طبعا. واليوم، وبمشيئة ربنا، وبمساعدة نائبينا اللذين يعملان ليل نهار لتأمين مشاريع إنمائية لمنطقتنا، وبشق النفس أحيانا، وبحضوركم بيننا طبعا، بدأنا نشعر أننا نسير في الإتجاه الصحيح".

بدوره، شكر العريضي لنائبي بشري واهالي عبدين الاستقبال، مؤكدا "ان ما تقوم به الدولة من اعمال ليست منة من احد بل تقوم بواجبها"، اضاف: "ان الدولة ورجالاتها وقياداتها يجب ان تؤمن لمواطنيها بالعدل والمساواة ما يجب تأمينه وما هم بحاجة اليه من طرقات ومشاريع انمائية واجتماعية وتربوية وان تؤمن لهم حقوقهم"، معتبرا "أن العمل السياسي هو لخدمة الشأن العام"، مستشهدا بالمعلم الاول كمال جنبلاط "ان السياسة هي شرف قيادة الرجال".

في الارز

واختتم الاحتفال بشرب نخب المناسبة، وتوجه الجميع الى منطقة الارز التي تكللها الثلوج، وعند مدخل تحويرة الارز الاولى تمت إزاحة الستارة عن البلاطة التذكارية، ثم دشنت الوصلة، وأكمل الحضور طريقهم الى مركز جرف الثلوج، وكان في استقبالهم رئيس المركز داني الفخري والعاملون فيه، وبعد جولة تفقدية داخل المركز عرض رئيس المركز امام الوزير الحاجات والتجهيزات التي تنقص المركز، وهي: جرافة عدد 2، جرافة ناسفة (Turbine) عدد 2، شاحنة مجهزة لرش الملح مجهزة برفش لازالة الثلوج، اضافة الى ذلك فان البناء يحتاج الى صيانة عامة، والى أثاث (موكيت - أسرة - أغطية - تلفون - و تلفزيون). كما أن الساحة الخارجية بحاجة الى تأهيل. وقد وعد العريضي بتلبية هذه الطلبات نظرا لضرورتها وحاجتها الملحة. بعد انتهاء الجولة، دعت النائب جعجع العريضي الى حفل غداء على شرفه، حضره حوالى المئتي مدعو من بينهم المطران مارون العمار والسيدة روز الشويري، قائمقام المنطقة السيدة رولا البايع، والسادة عيد الشدراوي، انياس كيروز، حبيب الشدياق وتادي رحمه، اضافة الى منسقي القوات اللبنانية.

وبالمناسبة، ألقى كيروز كلمة ركز فيها على "أهمية تحرير الانسان من كل العبوديات الاجتماعية والثقافية والسياسية، وعلى السياسة التي يتبعها نائبي المنطقة لناحية الاهتمام بوضع القضاء ووضعه على السكة الحقيقية للانماء والنهوض"، كما قدم جردة بالانجازات التي تمت بالتعاون مع العريضي. وقال: "في الواقع، اننا زميلتي ستريدا وأنا، مهجوسون بالهم الانمائي في منطقتنا، وبخاصة بهم تحرير الانسان من كل العبوديات الاجتماعية والثقافية والسياسية. فمنذ نجاحنا في الانتخابات النيابية، رفضنا أن تستحوذ خطورة اللحظة السياسية على كل اهتماماتنا، بل أردنا وعلى خط مواز ان نضع بشري والجبة على السكة الحقيقية للانماء والنهوض. فنحن جئنا من المعاناة الطويلة ومن هموم الناس، لاحداث التغيير النوعي المنشود. ان غياب الخدمات الاساسية عن بشري وجبتها يعود الى الحرمان والى الاهمال المتمادي وما تعرضنا له من عقاب رسمي بحجة موقفنا السيادي الواضح والصريح. لقد عملنا على اختراق جدار الاهمال والتغييب على رغم كل الصعوبات والمعوقات، وحرصنا على اطلاق دينامية انمائية في مختلف قطاعاتنا الحياتية. وفي هذا الاطار أنجزنا معكم خطوات عدة: انجزنا معكم توسيع مدخل بشري، وتحويرة الأرز الأولى، وننجز اليوم تحويرة الأرز الثانية وتحويرة عبدين وتحويرة المغر. اضافة الى أعمال التعبيد والتزفيت التي شملت الطرقات الرئيسية والداخلية في الجبة، في تجاوب مشكور مع حاجات الأهالي. ونتطلع الى فصل مركز بشري وتعزيزه، والى اعادة تأهيل وتجهيز مركز جرف الثلوج في الأرز".

وختم قائلا: "نعم يا معالي الوزير، بشري وجبتها تنوه باهتمامكم الدائم، فالانماء وتوفير البنى التحتية بالحد الأدنى ليس له طائفة او انتماء، ولا علاقة له بالاصطفاف السياسي، وأنتم خير من يجسد هذا التوجه. أهلا بكم في بشري والجبة. عشتم وعاش لبنان".

من جهته، اكد العريضي "ان عملية بناء الدولة لا تقوم على اساس فئوي على حساب الدولة والمواطنين فأموالها هي من المواطنين ولهم وكل من يقوم بعكس ذلك يضر بمصالحه ومصالح الناس".

وتابع: "المسؤول الذي يقوم بتنفيذ اي عمل في لبنان سواء أكان طريقا ام مستشفى ام غير ذلك انما ينفذ لكل الناس، فالمسؤولون يتغيرون ام الاعمال المنجزة هي لكل الناس، وعندما نتحدث عن الدولة والمسؤولية فيها فالشعارات جميلة ولكن الامتحان هو في العمل فعندما نكون رجال دولة نعمل ونبني اما عندما نكون رجال سلطة فقط فهذا يكون تسلطا، ونحن في وزارة الاشغال ننفذ المشاريع لكل الناس وهذه شهادة لنا في عمل وزارة الاشغال وعندما نكون قد قدمنا اي عمل من جيوبنا واموالنا عندها من حقنا ان نقول اننا قدمنا وانجزنا، ولكن عندما يكون العمل منفذا من قبل اي مسؤول في الدولة ومن مالها فهذا واجب ولا منة من احد، وكل ما نعمله ونفعله هو من مالكم ومال المواطنين وسيعود بالخير عليكم. فقد بدانا المسيرة في منطقة بشري بالتعاون مع نائبيها ستريدا جعجع وايلي كيروز، وانجزنا المشاريع وننفذ اليوم مشاريع اخرى دون تمييز بين منطقة ومنطقة. كل المشاريع وضعت على السكة الصحيحة ونأمل تنفيذها تباعا". وشارك المطران العمار في الترحيب بالعريضي، وقال: "كل شخص أسهم ويسهم في تنمية الوادي المقدس وصمود ابنائه يعتبر من القديسين الذين عاشوا فيه، والذين يعملون ويخدمون في هذه الدنيا يستحقون المكافاة كالقديسين في السماء". ختاما، وقبل أن يقدم رئيس اتحاد بلديات المنطقة السيد ايلي مخلوف هدية تذكارية الى العريضي باسم نائبي المنطقة، قدم له كتابا يتضمن مطلبا ملحا لمواجهة فصل الشتاء، وانقطاع الطرقات نتيجة العواصف والثلوج، وهو "فصل مركز جرف الثلوج في بشري عن مركز الارز، وتعزيزه بالعناصر البشرية والتجهيزات الفنية من جرافات وآليات وسواها".

 

شطح: لم ندخل مع بري في صلب الموضوع الانتخابي  

فتفت لـ"السياسة": إذا فرضوا علينا "الأرثوذكسي" سنتصدى لهم بكل الإمكانات والمسيحيون سيدفعون الثمن

 بيروت - "السياسة": شكل اللقاء الذي جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة مع وفد كتلة "المستقبل" برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة وعضوية النائب نهاد المشنوق والمستشار السياسي لرئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح, الحدث السياسي الأبرز في الساعات الماضية الذي يأتي في أعقاب انتهاء عمل اللجنة النيابية الفرعية, من دون التوصل إلى نتيجة حاسمة في موضوع قانون الانتخابات, يمكن أن تؤسس إلى اقتراح قانون يتفق حوله الجميع وتجري الانتخابات النيابية المقبلة بموجبه, وفي الوقت الذي ترزح فيه القوى السياسية تحت وطأة مشروع "اللقاء الأرثوذكسي" الذي شكل صدمة لعدد من هذه القوى في مقدمها تيار "المستقبل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" والنواب المسيحيين المستقلين, من دون أن يكون رئيس المجلس متحمساً له إلا بما يجمع المسيحيون عليه, وهذا ما لم يحصل, ما ساهم بتسريع هذا اللقاء بين الرئيسين بري والسنيورة.

وأكدت مصادر المجتمعين من الطرفين ل¯"السياسة" أن اللقاء يؤكد أن لا قطيعة بين رئيس مجلس النواب وتيار "المستقبل", كما أن كتلة "المستقبل" تمايز بين الرئيس بري كرئيس لحركة "أمل", وحلفائه في "حزب الله" و"التيار الوطني الحر". وأشار إلى أنه لم يسجل على الرئيس بري برغم التباين السياسي معه أي خرق للدستور ولاتفاق "الطائف" في غالبية المواقف السياسية التي يتخذها. وفي هذا السياق, أوضح الوزير شطح ل¯"السياسة" أن المحادثات مع رئيس المجلس اقتصرت على العموميات ولم تدخل في صلب الموضوع الانتخابي لأنها ليست جلسة مفاوضات على أمور محددة. ولفت إلى أن الرئيس السنيورة وضع الرئيس بري بأجوائنا, وكان رئيس المجلس مستمعاً أكثر مما كان متحدثاً, لكن التباين كان واضحاً بيننا وبينه, وبجميع الحالات فإن الزيارة كانت إيجابية لأن لا مقاطعة مع الرئيس بري. بدوره, وصف عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت الزيارة في اتصال مع "السياسة" بأنها "كانت زيارة تواصل أولى, عبر فيها كل فريق عن هواجسه, وكانت تأكيدا على أهمية التواصل في المستقبل". وأشار إلى أن الرئيس بري حاول أن يكون مستمعاً أكثر مما كان متحدثاً, وهو يسعى لإيجاد مخرج لكل الطروحات التي على ما يبدو ليست فيها مخارج يمكن الاعتماد عليها.  وأضاف فتفت "حتى عندما يطرح مشروع الوزير فؤاد بطرس على أساس النسبية فسيكون أسوأ من المشروع الأرثوذكسي", معتبراً أن المعركة سياسية بامتياز, فإذا كانوا مصممين على فرض "الأرثوذكس" بقوة الأعداد فليتحملوا النتائج, لأننا سنتصدى له بكل إمكاناتنا. وأوضح أن "حزب الله" يقود هذه المعركة بهدف الحصول على مكاسب إضافية تمكنه من السيطرة سياسياً على البلد بعد أن نجح بالسيطرة عليه أمنياً. وأشار إلى أن "المعركة المقبلة تندرج تحت عنوان هل سيسمح لحزب الله بالسيطرة السياسية?", مضيفاً "للأسف بعض حلفائنا في 14 آذار ليسوا متنبهين لهذا الأمر لأنهم ضحوا بالستراتيجية من أجل التكتيك, لكن المسيحيين سيدفعون الثمن غالياً على المدى البعيد بعد أن يكتمل مشروع حزب الله بالسيطرة السياسية".

 

ايلي ماروني لـ"السياسة": "14 آذار" ليست في أحسن حالاتها

بيروت - "السياسة": بعد انتقال الكرة إلى ملعب رئيس مجلس النواب نبيه بري وغداة وصول اللجنة الكلفة دراسة مشاريع قوانين الانتخاب إلى أفق مسدود, لأن خيار اعتماد اقتراح "اللقاء الأرثوذكسي" كان بمثابة فخ وقع الجميع به, يبدو أن الخسارة التي مُني بها فريق "14 آذار" من خلال استدراج حزبي "الكتائب" و"القوات اللبنانية" للسير بالمشروع "الأرثوذكسي", رغم معارضة تكتل "المستقبل" والنواب المسيحيين المستقين له, انعكس سلباً على بنيته التنظيمية التي حافظت على تماسكها منذ العام 2005 حتى اليوم, ولم تعش هذه اللحظات المؤثرة من تاريخها السياسي حتى عند خروج النائب وليد جنبلاط منها. وفي هذا السياق, أكد عضو كتلة حزب "الكتائب" النائب إيلي ماروني ل¯"السياسة" أن "الأكيد وبكل صراحة أن "14 آذار" ليست بأحسن حالاتها مع حرص الجميع على تأكيد استمرار هذا التحالف, خاصة وأنه تحالف معمد بالدم, لكن الإشكالية نشأت عن قانون الانتخابات", مشدداً على أن "مسيحيي "14 آذار" لهم الحق بالمطالبة بالتمثيل الصحيح, كما أن تيار "المستقبل" لم ينكر عليهم هذا الحق لكنه لا يرى ذلك بالاقتراح "الأرثوذكسي" وهذا ما أوصلنا إلى الخلل". وعن نجاح فريق "8 آذار" باستدراج "14 آذار" وإدخلها في مأزق, قال ماروني: "بالتأكيد "8 آذار" بحالة فرح وسعادة مما يحصل داخل "14 آذار", لكننا نؤكد لهم أن فرحتهم هذه لن تطول, لأن "14 آذار" ستعود متماسكة أكثر من الماضي وما يجمع بين القوى التي تتشكل منها أكثر بكثير مما يفرقهم", متوقعاً أن يتم البحث في قانون الدوائر والقانون المقدم من الوزير فؤاد بطرس.

 

النائب السابق الياس سكاف  يتخبط في زحلة

بيروت - "السياسة": لم تنجح مساعي النائب السابق الياس سكاف في حشد التحالفات اللازمة لخوض المعركة الانتخابية التي قد يضطر إلى خوضها ضد فريقي "8 و14 آذار" في زحلة. والسبب في هذا الإخفاق أن سكاف يشترط على كل طرف يتفاوض معه أن تكون له اليد الطولى في تشكيل اللائحة الانتخابية باعتباره الرجل الأقوى في المدينة, في حين تعوزه أصوات الفرقاء الآخرين في قرى القضاء. وأكد مصدر مطلع أن شكل التحالفات في زحلة لم يتضح بعد, إلا أن المؤكد أن سكاف لن يتحالف مع قوى "8 آذار", وخصوصاً مع النائب ميشال عون, بعد أن فشل "حزب الله" والسفير الإيراني في إقناعه بذلك.

 

مفوضية الأمم المتحدة: اللاجئون السوريون فاقوا ال212 ألفا

وطنية - عكار - أفاد التقرير الأسبوعي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، إلى أن "أكثر من 212,000 لاجىء سوري، باتوا اليوم في لبنان يتلقون الحماية والمساعدة من الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة والمنظمات الشريكة المهتمة برعاية واغاثة اللاجئين". وأشارت المفوضية إلى أن هذا الرقم هو الأعلى حتى الآن، وإلى انه من هذا العدد، قد تم تسجيل 147,000 لاجىء، وهناك أكثر من 64,000 لاجىء من المقرر أن يتم تسجيلهم سريعا، وأن غالبية اللاجئين قدموا من حمص وادلب ودمشق وحلب. وأعلنت المفوضية أنها تواصل تسجيل حوالى 1500 لاجىء يوميا، عن طريق مراكز التسجيل الأربعة في مختلف المناطق اللبنانية، مشيرة في هذا السياق الى ان المسجلين يوميا بلغوا رقما قياسيا خلال الأسبوع الماضي بحدود 1800 شخص. ووعدت بمضاعفة الجهود، وبأن مراكز تسجيل جديدة ستفتتح بما يسهل عمليات تسجيل اللاجئين ويقلل من فترات الانتظار.

وتضمن التقرير، احصاء عن توزع اللاجئين على المناطق اللبنانية، وبلغت النسبة الأعلى في الشمال 73,970، يليه البقاع ب56,284، وبيروت وجنوب لبنان: 17,404.

 

افتتاح المؤتمر الأول لتيار المستقبل في مونتريال أحمد الحريري: نريد قانونا لبنانيا لا أرثوذكسيا أو شيعيا أو سنيا

وطنية - أكد الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري "ثبات مبادىء 14 أذار وتحالفاتها على الرغم من التباينات حول قانون الانتخاب"، مشددا على أن "تيار المستقبل يريد قانونا لبنانيا لا أرثوذكسيا ولا شيعيا ولا سنيا، قانون لبنان اولا، بما يحمي صيغة لبنان وتنوعه واعتداله".

كلام الحريري جاء في إفتتاح "تيار المستقبل" مؤتمره الاغترابي الاول لـ"شمال أميركا"، أمس، في قاعة "شاتو رويال" في مدينة مونتريال الكندية، والذي يختتم أعماله يوم غد الأحد (في 20 كانون الثاني الجاري)، بمشاركة منسقي التيار وأعضاء الهيئات والفاعليات في كندا وأميركا.

الحريري

استهل المؤتمر بكلمة عن نشاط التيار لمنسق مونتريال نزار بدران، ثم تحدث الحريري فقال: "لكم من وطن الأرز تحية اعتزاز. من بيروت والشمال والجنوب تحية إكبار، ومن الجبل والبقاع تحية اصرار، ومن الرئيس سعد الحريري الف تحية وتحية لكل منكم، يا معشر الأحرار. يسرني ان أنقل اليكم من الوطن الحبيب تحية وفاء للأوفياء، حافظي العهد، الحريصين على وحدة كرسها شعب لبنان يوم حول ساحة الشهداء الى ساحة للحرية فانتصر دم الشهادة على القتلة وأزهر ربيع الاستقلال الثاني من دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء الاستقلال".

أضاف: "تحية لمغتربي لبنان المقيمين دائما في قلوبنا، الذين يختزنون حب وطن ينبض في عروقهم، وايمانا بنضال ملأ ساحات العز في الوطن والمهجر. تحية لكم أيها الاحرار، يا من نقلتم ربيع لبنان الى دنيا الانتشار لننتصر على قوى الردة ويزهر الربيع مجددا معكم في كل ساعة وفي كل ساحة. جئنا الى هنا لنطمئنكم ان ساحة الحرية والسيادة والاستقلال ما زالت ساحتنا، ما زالت ساحتكم، وان هتاف الربيع الذي ارتفع من جموع اللبنانيين في تلك الساحة ما زال عاليا، وان شباب "تيار المستقبل" و 14 آذار الذين عقدوا العزم وأناروا الشعلة التي اخرجت جيش الوصاية من لبنان، مستمرون اليوم بانارة هذه الشعلة لاسقاط حكومة الوصاية، حكومة حزب السلاح والفساد والافساد، حكومة جزار دمشق ودرعا وحمص وحلب وحرستا ودير الزور، وقبلها جزار طرابلس والاشرفية والقاع وزحلة، الذي ما زال بعض اصحاب القمصان السود ينطقون باسمه، وبعض القيادات البرتقاليه يروج لبقائه، وهو الساقط حتما حتما حتما".

وقال الحريري: "جئنا اليكم أولا عربون شكر لكل واحد منكم على كل ما قمتم وتقومون به، بعواطفكم ومحبتكم للبنان، وبسعيكم المستمر من أجل رفعة لبنان وانتصاره على اهل الظلم والظلام. عربون شكر على اصراركم على البقاء في قلب قضايا لبنان واللبنانيين، وعلى سكة تحرير لبنان مما تبقى من الوصايتين السورية والايرانية. فلم تبخلوا يوما في الدفاع عن لبنان، ولم تترددوا يوما في تكبد المشقات على انواعها من أجل نصرة ثورة الارز، التي تكبر فيكم وتحقق المزيد والمزيد من النجاحات رغم العواصف والغيوم الملبدة في سمائنا الزرقاء. لكننا على ثقة أننا معكم سنبدد هذه الغيوم والعواصف وستعود سماء لبنان زرقاء زرقاء زرقاء".

أضاف: "لست راغبا في نقل السجال الدائر في لبنان إلى هنا لكنكم تتابعون طبعا ما يدور في الوسط السياسي هذه الايام من نقاشات حول قانون الانتخاب، التي ربما أوحت أن البوصلة السياسية أو الاولويات قد ضاعت، لكن على أهمية هذا العنوان فإن أولوياتنا لم تتبدل، من مواجهة السلاح غير الشرعي مرورا بحكومة حزب الله وصولا إلى بناء الدولة.أما في موضوع القانون فموقف تيار المستقبل واضح وهو أن يضمن أي قانون جديد للانتخاب وحدتنا الوطنية.نريد قانونا لبنانيا ، لا أرثوذوكسيا ولا شيعيا ولا سنيا،نريد قانونا اولويته لبنان،قانون لبنان اولا،قانونا يحمي الصيغة اللبنانية الفريدة والتوازن الشهير كما سماه قداسة البابا اثناء زيارته للبنان، معتبرا هذه الصيغة نموذجا يصلح لاعتماده في كل دول العالم".

وأكد أن "الهواجس التي ينطلق منها بعض اللبنانيين خوفا من نماذج ظهرت في المنطقة مشروعة، أما المطالبة بقوانين انتخابية تفتح الباب امام احياء هذه النماذج في لبنان فامر يستدعي التبصر ولا يتطابق مع التقاليد اللبنانية ومع نموذج الاعتدال الذي طالما ميز لبنان عن باقي دول المنطقة.في اي حال السجال حول قانون الانتخاب ليس جديدا، دائما تبرز تباينات إما حول القانون أو حول المقاعد، لكن 14 آذار ليست تحالفا انتخابيا، وإنما هي تحالف سياسي بامتياز يقوم على مبادئ سياسية تجمع أطرافه، وهذه المبادئ لم تتغير، وتحالفاتنا لم تتغير أيضا، وبالتأكيد سيتم التوصل إلى قانون للانتخاب وستجري الانتخابات وسننتصر في هذه الانتخابات بدعمكم وبإذن الله".

واعتبر أن "لبنان واللبنانيون ما زالوا يواجهون صراعا مريرا مع قوى الظلام، قوى السلاح التي تنجب اكثريات مزورة من بيروت الى دمشق. نعم انها أكثرية السلاح نفسها التي تدك القرى السورية والأطفال السوريين بالصواريخ البالستية، وتفرض حكومة بواسطة غلبة السلاح في بيروت، بعد ان دكت شوارعها برصاص وقذائف الممانعة. هذه هي الأكثرية التي تحكم لبنان وسوريا اليوم، اما نحن فلا خيار أمامنا سوى النضال من اجل أكثرية ديموقراطية، أكثرية التنوع، أكثرية الاعتدال، التي تحمي لبنان وتحمي صيغته ليبقى نموذجا لنا ولمحيطنا وللعالم أجمع".

وختم بالقول: "لا شك اننا نواجه اليوم وأكثر من أي يوم مضى، تحديات سياسية وأمنية كبيرة في لبنان وعلى حدوده مع النظام الأسدي الذي ما زال يعربد ويفتك بالاطفال والنساء والرجال والشيوخ، لكنه بالتأكيد بلغ مرحلة النزاع الاخير، لتطوى بعدها صفحة سوداء من تاريخ سوريا ولبنان معا، فهذه سنة التاريخ مع الطغاة، وفرصة الجغرافيا لوطن طالما حلم بالاستقلال، نعم ايها الأحباء سينتهي قريبا زمن الديكتاتورية في دمشق، ويزهر زمن الحرية في بيروت لتعود عاصمة رفيق الحريري لؤلؤة الشرق بهمتكم وهمة المقيمين، سنلتقي باذن الله قريبا في ساحات بيروت ساحات الحرية والسيادة والاستقلال".

بعد كلمة الحريري، دار نقاش بينه وبين المشاركين في المؤتمر حول الشؤون المحلية والعربية وقضايا المغتربين.

لقاءات

وكان الحريري استهل لقاءاته في مونتريال بزيارة لقنصل عام لبنان في مونتريال فادي زيادة، في مقر القنصلية، يرافقه منسق عام الانتخابات خالد شهاب والمنسقة العامة للاغتراب ميرنا منيمنه ومنسق البترون وجبيل جورج بكاسيني، ومنسق مونتريال نزار بدران، حيث جرى الحديث في أوضاع الجالية اللبنانية في المدينة. وقد تخلل الزيارة غداء أقامه زيادة على شرف الحريري والوفد المرافق.

تلا ذلك زيارة قام بها الحريري والوفد المرافق لرئيس الحزب الليبرالي في كيبيك جان مارك فورنييه، حيث قدم له درعا تقديرية لدعمه المستمر لابناء الجالية اللبنانية، قبل أن يلتقي النائبة الكندية من أصل لبناني ماريا موراني في مكتبها، حيث جرى التداول في أوضاع لبنان.

 

عون: جنبلاط رئيس جمعيّات الانعزاليّة في لبنان

لبنان الآن/عون: جنبلاط رئيس جمعيّات الانعزاليّة في لبنان إعتبر رئيس تكتّل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون أنّه "إذا أردنا أن نتكلّم عن الانعزاليّات فهو (رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط) رئيس جمعيّات الانعزاليّة في لبنان"، وسأل: "فمتى لم يكن جنبلاط انعزاليًا؟". عون، وفي حديث لقناة "العالم"، قال: "هناك حوالي 110 آلاف مسيحي في منطقة الشوف لا يستطيعون الوصول إلى المجلس النيابي بسبب تجمّع الدروز في منطقة واحدة"، وأضاف: جنبلاط "هجّر المسيحيّين ولا أحد غيره فعل ذلك، ونحن نحاول أن ننسى ذلك فيعودوا ليذكّروننا بما حصل".

 

لبنان: حتمية القانون «الأرثوذكسي» واستحالته

سامر فرنجيّة/الحياة

صعد اقتراح «القانون الأرثوذكسي» إلى الواجهة فجأة، ليصبح الخيار المفضل، إن لم يكن الوحيد، عند القوى المسيحية الرئيسة، بعدما كان وضع جانباً كنكتة سمجة من جانب بعض أيتام النظام البعثي في لبنان. غير أن صعوده المفاجئ كان مرتكزاً على عاملين متناقضين، حتميته واستحالته. فالقانون الأرثوذكسي بات حتمياً لمن يراقب تطور الساحة المسيحية منذ ٢٠٠٥. فصعود الظاهرة العونية لم يكن مجرّد خطأ يصححه التاريخ، بل نمت الظاهرة وتطورت لتتعدى خصومها، الذين باتوا مقتنعين بأن لا سبيل إلاّ بتجييش طائفي مضاد لمحاربتها. والمثل على ذلك، الإثارة العنصرية لموضوع النازحين السوريين من جانب التيار العوني والتي التحق بها بعض الوجوه الشابة لقوى «١٤ آذار»، متخوفة من أن «تكون الفرصة سانحة أمام السوري للتخلص من عبئه»، أي «الفلسطيني» (نايلة تويني، النهار، ٣١-١٢-٢٠١٢)، أو موضوع بيع الأراضي الذي أثاره البطريرك الماروني وقوننه المعارض الأول للقانون الأرثوذكسي. وهذا الاقتراح ليس إلاّ التجسيد لهذا التنافس الابتزازي. فقد ابتز عون «حزب الله»، مهدداً بسحب دعمه للمقاومة، وحاول جعجع ابتزاز «تيار المستقبل» باسم محاربة ابتزاز عون، وابتزت «الكتائب» الطرفين، مهددة بسحب دعمها لكليهما. بهذا المعنى، القانون الأرثوذكسي ليس إلا مباراة في الابتزاز، ربحها التيار العوني.

كما أنّ حتمية هذا القانون كامنة في الكلام اليومي المتنامي منذ التسعينات، والذي تفاقم منذ ٢٠٠٥، عن تهميش المسيحيين وسيطرة المسلمين. فبعيداً من الخطابات السياسية الرسمية، هـناك ثقـافـة ندب وخوف انتشرت عبر وسائل الإعلام كافة، خـلقت أو مأســست لحالة هلع لا يعبّر عنها إلا هذا القانون الانتخابي. فالأخبار عن تـسـلل «الغريب» إلى المناطق المـسيـحية لم تعد تحصى، من أخبار معاناة سـكان بـعض المـناطق المسـيحـية من كـتل الـعمال السـوريين أو الأكراد إلى أخـبار اسـتبدال سائقين لبنانيين بغـيرهم من سـوريين وأكـراد، والصدامات بينهم، «ما أدخـل الذعر إلى نفوس الركاب الذين سرعان ما يترجلون من الباصات» (وفق جريدة «النهار» في ٥-١-٢٠١٣)، وصولاً إلى التقرير عن قمع المسيحيين على إحدى شركات الطائرات لمجرّد كونهم مسيحيين، وهو تقرير من إخراج جو معلوف، كان الرد من محطة «أم تي في» على منافستها العونية. وإذا كان هذا التلميح عن الخطر الداهم لم يكف، فقد قالتها بصراحة المحطة العونية في إعلانها المدافع عن القانون باسم بقاء المسيحيين.

بهذا المعنى، فالقانون الأرثوذكسي لم يأت من خارج كل سياق، بل بالعكس، يمتد تاريخه لعقود حضّرت لهذا الانحدار. وهكذا فالمشروع يجسّد النزعات الخفية للطوائف اللبنانية في البحث عن صفاء مذهبي لا يعكّره تدخل الشريك وإغراء حالة الطلاق التي لا يتجرأ أحد على المطالبة بها. وعلى رغم الصدمة التي شكّلتها المطالبة المسيحية بهذا القانون، فإن تاريخه يعود إلى مرحلة تهميش المسيحيين بعد الحرب، كما أنه يستكمل الاحتقانات الطائفية التي بدأت منذ ٢٠٠٥، ويعبّر عن صعود الإحساس الأقلوي مع انطلاق الثورات العربية.

لكن حتمية هذا القانون جاءت مقرونة باستحالته. فالقانون لم يأت كنتيجة لعملية مزايدات طائفية مكشوفـة وصريحة فحـسبـ، بل لـكونـه مـستحـيلاً. هكذا قـام فرض هذا الـقانون من جانب القوى المسيحية الرئيسة على إدراكها أن الحليف المـسلم سـيرفضه، هذا إن لم تكن هي تتمنى هذه النتيجة. وهذه الاستحالة ليست مجرّد تكـتيك سـياسي، بل الـشرط الأسـاسـي لتـلك المــطالب الجنـونية. ففي وجه اعتراض سياسي، لم تتراجع تلك القوى وتسـاوم على قانون قد يحـظى بتأييد أوسع، بل تصلّبت في مطالبها، ذاهبة نحو المثالثة أو خيارات أكثر جنونية. في هذا السياق، ينمّ سؤال النائب عون عن سبب خفض عدد النواب ونزع الصلاحيات في اتفاق الطائف إمّا عن إرادوية تعتبر التاريخ مجرّد إزعاج، أو عن إدراك أن لا معنى للكلام ولا سقف للمطالب كونها لن تتحقق.

بهذا المعنى، فالقانون الأرثوذكسي هو «لا-حدث»، قائم على استحالته وتعبير عن هذه الحالة، و «الحدث»، بات يُحضّر له منذ سنوات إن لم يكن عقوداً. وتناقضات هذا القانون ليست إلاّ انعكاساً لهاتين الميزتين المتناقضتين. فهو هروب من الهاجس الديموغرافي من خلال ضرب المناصفة بإسم المثالثة. وهو هروب من الانقسام المسيحي من خلال تكريسه قانونياً من خلال النسبية. وهو ابتزاز للشريك المسلم من خلال قطـع أي علاقة ممكنة معه، بالتالي أي ابتزاز مستقبلي. وهو محاولة لاسـترجاع الهيـمنة من خـلال ابتـزاز يمارسه الضعيف.

لم يفضح هذا القانون «طائفية» المسيحيين أو «استكبار» المسلمين، أو عملية تهميش المسيحيين أو تجييشهم الطائفي فحسب، بل فضح رخاوة الخطاب السياسي في لبنان. فتحول قانون كهذا إلى مقترح أساسي لخوض الانتخابات ينطوي على دلالة مفادها أن الخطاب السياسي أفلت من الواقع، ليصبح محرراً من أي قيد تفرضه الأخلاق أو الفعالية أو الواقعية، ومن أي محاسبة، أكانت انتخابية أم سياسية.

«القانون الأرثوذكسي» أخذ مكانه في متحف الخطاب السياسي الفارغ، إلى جانب «تلازم المسارين» بعد اغتيال الحريري أو «المقاومة» بعد الثورة السورية أو «العيش المشترك» بعد ٧ أيار أو «العبور إلى الدولة» بعد «الكتائب» اللبنانية، كإشارة لحالة الانفصام السياسي وكاعتراف بأن الواقع أصبح محكوماً بمعايير لم تعد تضبطها السياسة المحلية.

وهـذا القـانـون إنـما هـو الترجـمـة الـسـياسـية لـ «مـريم كلـينك»، أي أنـه نـوع مـن «الـنـقد الاجـتماعي» المـعاكس. فكـما كـان صـعود كليـنـك الفـنـي إدانـة ونـقـداً لعالم الفن، وإن كانت المغنية لا تقصد هذا النقد، فصعود هذا القانون نقد لعالم السياسة. ففي لحظة إبداع أصبح الواقع يشبه الفن، وتعرّت القوى المسيحية، مستقوية بالرخاوة السـياسية لتقدم عرضاً لعوراتها وعورات السياسة في هذا البـلد. وكون الخـطاب انـفصل عـن الـواقع، لم تبـق لهـذا التعري حدود.

 

روسيا تحبط قرار إحالة الجرائم في سوريا على "الجنائية"

 ثريا شاهين/المستقبل

لم تتمكن الديبلوماسية بأشكالها المختلفة العربية أو الدولية، من أن تجد حلاً للوضع السوري، والذي تتفاقم أحداثه ووصلت إلى مرحلة خطرة. الأمر الذي بات ضاغطاً عليها في ظل أجوبة أكثر إلحاحاً مطلوبة منها.

رد فعل النظام السوري على تفصيل الموفد العربي والدولي الأخضر الابراهيمي له الموقف الدولي للمرحلة الانتقالية كان واضحاً. وهذا التفصيل لم يرق للنظام لا سيما وأن الحكومة الانتقالية كاملة الصلاحيات تحتاج إلى جهاز انتقالي أمني وعسكري. ما أدى إلى نسف النظام للمباردة، لأن الأمن يساوي شخص رئيس النظام ويساوي العائلة الحاكمة، والعائلة تساوي الأمن، استناداً إلى مصادر سياسية واسعة الاطلاع.

الولايات المتحدة تتمسك بالمعادلة التالية: سلامة العائلة الحاكمة في منفى يقابلها التخلي عن السلطة، ما يعني أن واشنطن تقبل بعدم القبض على الرئيس بشار الأسد بل أن يمكث في منفى ليكون هذا الثمن لخروجه من السلطة، لكن حتى الآن لم يتحقق ذلك خلال الاجتماع الأخير الذي ضم الابراهيمي ومسؤولين أميركيين وروس في جنيف، أكدت مصادر ديبلوماسية غربية مطلعة، أن موسكو لا تزال على موقفها في الموضوع السوري، لا سيما وأن البحث تناول البدء بتطبيق وثيقة جنيف حول حكومة انتقالية تتسلم كل السلطات تمهيداً لانتخابات رئاسية في 2014. الولايات المتحدة تريد أن يغادر الرئيس السوري بشار الأسد السلطة، خصوصاً وأن المعارضة لا تقبل بمرحلة انتقالية في ظل وجوده، وواشنطن تدعم هذا الموقف. والحكومة الانتقالية يجب أن تتم بتوافق الطرفين، الروس يريدون أن يغادر الأسد السلطة نتيجة الانتخابات. ما يعني أن هناك خلافاً مستمراً بين الأميركيين والروس على توقيت خروجه من السلطة وظروف ذلك. الأسد رفض المبادرة التي شرحها له الابراهيمي والروس داعمين لموقف الأسد الذي اتخذه كردة فعل على العرض الذي قدمه الابراهيمي، لكن واشنطن طلبت من الابراهيمي ان يكمل جهوده، على الرغم من عدم قدرته على تنفيذ وثيقة جنيف. وموسكو لم تغير إطلاقاً في موقفها، مع أن واشنطن كانت تأمل حصول هذا التغيير حالياً.

ورجحت المصادر، أن يبقى الوضع على الأرض في سوريا على حاله من دون أفق، طالما لا يوجد تغيير في الوضع العملاني حيث التوازن بين النظام والمعارضة، أو الموقف الدولي حيث التوازن بين الموقف الغربي وموقف كل من روسيا والصين. والولايات المتحدة لا تميل إلى انعقاد مؤتمر "جنيف 2" والسبب يعود إلى أنه إذا كان الهدف منه القبول ببقاء الأسد، فإنها لن تقبل بذلك، وإذا كان الهدف الحديث في تفاصيل أكثر عمقاً، فإن الاتصالات الأميركية الروسية واللقاءات مستمرة، ويمكنها أن تتناول كل التفاصيل. حتى أن الأميركيين لم يكونوا متحمسين للمشاركة في اجتماع جنيف الأخير مع الابراهيمي، والروس فكروا مراراً قبل الحضور. بالنسبة اليهم يجب أن يكون هناك تغيير، وأن يخرج الاجتماع بتقدم جوهري.

المسار الديبلوماسي مقفل بسبب روسيا. فلن يكون هناك خطوة من مجلس الأمن الدولي. التدخل العسكري الدولي غير وارد. وتسليح الأميركيين للمعارضة أيضاً غير وارد. هذا ما يجعل الوضع السوري يراوح مكانه. والسلاح الذي يقدم من بعض الدول إلى المعارضة، يُقدم على الأغلب إلى الحركات الإسلامية المتطرفة، وليس إلى المعارضة الشعبية العارمة. الأمر الذي يزيد الأمور تعقيداً، من حيث أن ذلك يساعد الرئيس للقول إنه يبقى أفضل من التطرف، أو هو أو التطرف، وحيث أن أطراف دوليين تفضله هو على التطرف الذي يخيفها، أو أن تعادلاً سلبياً يحصل في مثل هذه الحالة.

الولايات المتحدة تريد من الدول التي تسلح المعارضة، أن تسلحها عبر الائتلاف الوطني السوري، لأنها تعتبره الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري وهو يوزع بالعدل السلاح على المعارضة. وهذا ما تسعى إليه واشنطن، لكن حتى الآن لم يُصار إلى تحقيق تقدم. في نهاية هذا الشهر سيقدم الابراهيمي تقريراً إلى مجلس الأمن حول ما آلت إليه مهمته. وثمة انتظار للغة التقرير ولرد فعل المجلس، اللغة يفترض بحسب المصادر، أن تكون عالية اللهجة، وهو سبقها أساساً بالقول إن الأسد لا مكان له في الحل، وهذا يعني أنه اتخذ موقفاً ما أدى إلى انزعاج النظام منه. ولدى مجلس الأمن أمر آخر محور ترقب وهو تلقيه من 57 دولة، طلب إحالة الجرائم في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية. إجرائياً، الإحالة يجب أن تتم بقرار صادر عن مجلس الأمن، لكن في ظل الموقف الروسي الحالي، لن يستطيع المجلس استصدار مثل هذا القرار. لكن طلب الإحالة يبقى في إطار الضغوط السياسية التي تُمارس دولياً على النظام السوري. هناك أصول للإحالة إلى المحكمة الجنائية، أما مجلس الأمن يطلب ذلك، أو الدولة المعنية بالجرائم، أو أي حكومة جديدة قد تشكل في سوريا، وإذا كانت الدولة المعنية عضو في المحكمة. سوريا ليست عضو في المحكمة، وكذلك لبنان، والولايات المتحدة أيضاً خوفاً من أي محاكمة يتعرض لها جنودها في العالم. وتُحال الجرائم عادة إلى المحكمة التي بدورها تحدد من مِنْ المسؤولين تستدعيهم وتحاكمهم من جراء هذه الجرائم. وهذا ما حصل بالنسبة إلى ملف السودان حيث طلبت المحكمة الرئيس عمر البشير للمحاكمة.

 

8 آذار.. قانون باطل يُراد به إبطال الانتخابات

كارلا خطار/المستقبل

خيار من اثنين تعرضه قوى 8 آذار: إما قانون انتخابي مفخخ، وإما نسف الانتخابات.. هكذا تكشف قوى 8 آذار عن مكنوناتها وهي لا توفّر وسيلة إلا وتجرّبها للإطباق على السيادة اللبنانية، لكنها في كل مرة تجد المعارضة الوطنية لها بالمرصاد. فبين كل قانون انتخابي "تعجيزي" وجولة مناقشة في لجنة التواصل يطلّ أحد "المغرّدين" في سرب المحور السوري الإيراني، مهدداً بتأجيل الانتخابات.

واضح أن قوى 8 آذار لم تعتد على الصراحة وعلى الجرأة في إطلاق المواقف، لأنها حتماً تخفي ما تُخطط له، وإن بات مكشوفاً للعالم كلّه، وبالتالي فهي دائماً "تضمر" قانوناً لا دستورياً وتصرّح بالتهديد. فحينما اتّجه نواب الأقطاب كافة الى طاولة "التوصل" بادرت قوى 8 آذار، وتحديداً "التيار الوطني الحرّ"، الى إقناع اللبنانيين بأن الحلفاء كلّهم يجمعون على "قانون الفرزلي".

ولم تكن التجربة الأولى لقوى 8 آذار في إقناع اللبنانيين بما هو باطل. فالمهمة بدأت منذ انقلابها على الشرعية والدستور مزوّرة الديموقراطية، ثم راحت تقنع اللبنانيين بقانون الدوائر الـ13 مع اعتماد النسبية الذي بدا لاحقاً، ومع مناقشة قانون "الفرزلي"، أنها أقرّته من دون أن تكون الحكومة نفسها مقتنعة به. وإنه لأمر عجيب أن تكون هذه الحكومة غير مقنعة بممارسات وزرائها وغير معجبة بأدائها، فكيف سيكون إذاً موقف اللبنانيين منها؟.

أما عند عرض القوانين والدخول في تفاصيلها فالموقف يتبدّل.. فإن اعترض القانون أي طرف نيابي أو حزبي أو رئاسي، تذهب قوى 8 آذار الى حدّ التهديد بنسف الانتخابات النيابية. وتكاد تهديداتها في هذا الإطار لا تعدّ ولا تحصى، فتستخدم هذه الأحزاب التهديد سلاحاً لها، أو ورقة ابتزاز لإجراء الانتخابات بقانون يناسبها. ويمكن تفسير كل تهديد بحسب الزمان والظروف والحزب المهدّد، فإن هدد الجنرال العوني يكون قد بلغه أن أرقام ناخبيه تنحدر، ما يدفع به الى بلوغ عصبية لا تُقاس بالأرقام، أما إن هدد "حزب السلاح" فيكون قد وصله من خارج الحدود بأن زمن الطاغية بشار الأسد انتهى وأن "تطهير" البلاد من اللاشرعية سينطلق بدءاً من السلاح.

ينطبق على هؤلاء "المقاومين والممانعين" و"أشرف الناس" المثل اللبناني القائل "ما بيحلّو وما بيخلو بركة الله تحلّ".. حتى معادلتهم ليست عادلة: ففي "أيام السلم" أي حين لا ينطقون بالتهديد والوعيد، يكون التحضير جارياً لقانون أو تعيين أو إجراء يشتت اللبنانيين ويضرب العيش المشترك. أما في الأيام التي تلي فيكون عليهم إما إقناع اللبنانيين بقوانين باطلة وإما إخضاعهم بقوة السلاح حيناً والتهديد غالب الأحيان.. لكن في كل الحالات، وفي المستقبل كما في الماضي، فإن سياستهم فارغة من أي مصلحة وطنية لا تجسّدها في لبنان إلا ثورة الأرز. مع تغييب قانون الحكومة ورفض "الفرزلي" والاستقواء بالتهديد.. هل تنقلب "حكومة السلاح" على نفسها؟

في هذا الإطار، يشير عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار الحوري الى أن "فريق 8 آذار معتاد على سياسة الإلغاء ويمارسها بمختلف الوسائل ولا يحتمل الرأي الآخر، لذا فهو حين يخيّر اللبنانيين بين قانون انتخاب كما يريد أو نسف هذه الانتخابات، فهو يحملنا على طرح أسئلة عدة: كيف سيمنع إجراء الانتخابات؟ هل سيمنعها بالإقناع أم بطريقة 7 أيار؟".

ويشرح الحوري "الفريق الآخر يحاول دائماً أن يتّبع هذه السياسة الإلغائية في محاولة للقول إن الأمور لا تسير إلا كما أريد أو أقلب الطاولة على رؤوس الجميع". لكن برأيكم هل الطرف الآخر يؤيد القانون المقدّم من الحكومة أو "الفرزلي" أم يفضّل التهديد؟ يوضح الحوري "قبل كل موسم انتخابي، يحسب الفريق الآخر أنه سيفوز في الانتخابات، ففي العام 2005 اعتقد بأن القانون سيكسبهم الأغلبية النيابية، وكذلك حصل في العام 2009 بعد 7 أيار مع فرض الدوحة قانون ميشال عون وكلّنا نذكر عبارته "رجع الحقّ لأصحابه" لكن عون وحلفاءه لم يوفّقوا في الدورتين في تأمين الأكثرية".

وختم الحوري "الفريق الآخر يريد الأكثرية النيابية ولكن هذه الأكثرية لا تجامله حتى ولا تواكبه في طروحاته، لذلك فأحزابه تتخبّط بأفكارها وبكل ما تريده".

وهل الظروف اليوم مؤاتية لانقلاب أو تهديد فعلي بنسف الانتخابات؟ يجيب عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب طوني أبو خاطر قائلاً "نسف الانتخابات يعني تجاوزاً لكل الأعراف والقوانين والدساتير. اليوم هناك قانون انتخابي قائم وهو قانون الستين والمحاولات مستمرة من كل الأطراف لإيجاد قوانين بديلة والكل أجمع على أن قانون الستين غير صالح". وتابع "الأجواء مريحة والانتخابات ستحصل في وقتها وإن لم يتوصّلوا الى قانون جديد فقانون الستين موجود". وماذا عن تهديد رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" والانقلاب والسلاح؟ يردّ أبو خاطر "اعتدنا على تهديدات عون، فهو دائماً يرفع السقف لكن في النهاية ليس هو من يقرر مصير البلد". وتابع "لا أريد أن أربط الانتخابات بالتهديدات بنسفها، لأن الأمور واضحة حيث أن شعبية الجنرال عون، وبحسب مكاتب الإحصائيات، تدنّت كثيراً ومن واجب حلفائه أن يشدّوا عصبه، خصوصاً وأنه وافق على قانون "الفرزلي" فيما لم يخفِ حلفاؤه ترددهم بهذا الشأن خصوصاً الرئيس نبيه بري، بينما "حزب الله" يضمر شيئاً ويقوم بالنقيض.. كل هذا لشدّ عصب ميشال عون".

وخلص أبو خاطر الى أن "حلفاء عون لن ينساقوا معه ليهددوا بالسلاح، في وقت من المفترض بهم أن يكونوا حريصين على الهدوء في الوطن لتسيير الاستحقاق الدستوري.." وعقّب "ليست شريعة غاب".

 

لماذا ذهب المسيحيون الى المقطم... وليس الى ميدان التحرير؟!

 محمد مشموشي/المستقبل

إذا كان صحيحاً أن بين هواجس المسيحيين في لبنان، وتالياً وراء مشروع ما يسمى "القانون الأرثوذكسي" للانتخابات النيابية، ما تشهده بعض المجتمعات العربية من صعود حركات إسلامية متطرفة وصل بعضها الى سدة الحكم كما في مصر وتونس، فكان الحري باللبنانيين جميعاً، وبالمسيحيين منهم بشكل خاص، أن يتوجهوا بأنظارهم على الأقل - وربما بأجسادهم أيضاً - الى ميدان التحرير في القاهرة وشارع الحبيب بورقيبة في تونس للوقوف الى جانب الشعبين المصري والتونسي اللذين يرفضان هذا الواقع ويشجبانه، لا أن يذهبوا الى عزل أنفسهم في زاوية ضيقة تعيدهم، وتعيد بلدهم الذي يحلو لهم أن يصفوه بـ"الرسالة"، سنوات وعقوداً الى الوراء.

لكنهم فعلوا العكس تماماً. فبدلاً من الذهاب الى ميدان التحرير اختاروا التوجه الى منطقة المقطم حيث مقر مرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، وبدلاً من الحبيب بورقيبة تحلقوا حول مبنى حركة "النهضة" ومقر زعيمها راشد الغنوشي. فالضد يظهر حسنه (هنا قبحه) الضد، كما يقول الشاعر. والمسألة هنا ليست فكرية أو ثقافية، إنما سياسية بامتياز، في ضوء ما تحفل به دول المنطقة من تغيرات على المستويات كلها، الفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية، لا بد أن تدخلها في عصر جديد ومختلف جذرياً عما كانت عليه ولو طال الزمن. وفي مفهوم "رسالة" لبنان التي تحدث عنها بابا الكثلكة في العالم ورددها بعده مسيحيو البلد ومسلموه، كما في تعدديته الطائفية والمذهبية والفكرية والثقافية، فضلاً عن السياسية، أن يكون في صلب العصر العربي الجديد لا على الهامش منه.

هل في مشروع "القانون الأرثوذكسي"، وفي لبنان المذهبي (الدويلاتي، كما يريدونه) الذي يفترض أن ينشأ عنه في ما لو قيض له أن يرى النور، ما يوفر للمسيحيين اللبنانيين شيئاً من هذا الدور؟. بل هل في مجرد طرحه من قبلهم والقول إنه يشكل علاجاً لهواجسهم، وحتى لمسألة الأقليات في المنطقة كما يذهب البعض الى القول، ما يبقي للبنان شيئاً من الرسالة الحضارية التي يُراد له أن يوجهها الى العالم... أو حتى الى المنطقة وحدها؟.

من نافل القول إن ما انشغل به اللبنانيون طيلة شهور تحت عنوان ما سمي "القانون الأرثوذكسي"، وضعهم في صف من يقررون السباحة عكس التيار ليس في المنطقة العربية فقط بل على مساحة العالم كله أيضاً. ويكفي أن يُقال إنه فيما هذا العالم يراقب الاشتباك المحتدم على أكثر من مستوى، وبأكثر من وسيلة، بين المجتمع المدني في مصر وتونس والحركات الإسلامية والسلفية والتكفيرية فيهما، كان لبنان غارقاً الى ما فوق أذنيه في اشتباكه الضيق الأفق... بين من يستغل هواجس الطوائف والمذاهب، ويعمل على تضخيمها ليدافع عنها، ومن يدافع عنها بقوة أكثر!.

هذا من جهة، ثم أنه لا حاجة الى القول إن الثورات الشعبية العربية على الأنظمة الاستبدادية التي تحكمت ببلدانها طيلة نصف قرن، كانت نتيجة فشل هذه الأنظمة في كل شيء، بما في ذلك حل مشكلة التعاطي مع مسألة الأقليات في بلدانها (بعض الأنظمة كان يفتعلها، عندما لا تكون موجودة) سواء منها ما أقام سلطته باسم الأكثرية في بلده أو بأي اسم آخر، بعثي أو قومي أو علماني أو اشتراكي إلخ...، وإن كان أقلوياً في جوهره وممارساته على الأرض.

وبعد ذلك، بل قبله لبنانياً، هل وقف أحد من الذين تبنوا المشروع، أو الذين أيدوه في اللجنة النيابية المعنية بمناقشته، أمام المرآة ليسأل نفسه عن الفارق بينه وبين أي من سابقيه من ساسة البلاد القدامى الذين قرروا قبل نصف قرن كذلك أن النص على الطائفية السياسية في الدستور هو نص مؤقت، أو أمام واضعي اتفاق الطائف الذي أنهى حرباً دامت خمس عشرة سنة ورسم خريطة طريق لإلغاء هذا النص عبر إنشاء مجلس شيوخ يراعي التعدد الطائفي، الى جانب مجلس نواب يأخذ المواطنة فقط ومن دون غيرها في الاعتبار؟. أم أن أذهان الساسة الجدد كانت مشغولة بكيفية استبدال مادة الدستور الخاصة بـ"مراعاة التوزيع الطائفي" بمادة جديدة تنص على "مراعاة التوزيع المذهبي"؟. وماذا عن العيش المشترك الذي يصر البعض على تسميته بـ"العيش الواحد"، و"لا شرعية" كل ما يتناقض مع ميثاق هذا العيش، ومستقبل لبنان الوطن واللبنانيين كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات، في ظل ذلك كله؟. قد لا نظلم هؤلاء إن قلنا إن أحداً منهم لم يسأل نفسه هذه الأسئلة، أو أن بعضهم تجاهلها عن سابق تصور وتصميم لأن نواياه وخططه تذهب في الاتجاه الذي يصب في قناتها.

 

الأسد لحلفائه: تحضيرات عسكرية لإطاحة نظامي

علي الحسيني/المستقبل

لا إيجابيات تلوح في الأفق تدّل على انتهاء أو حتى إيجاد حل ما للأزمة السورية في القريب العاجل، فكل التسريبات التي تخرج عن أروقة دول القرار في العالم الغربي ومعه عدد من الدول العربية الفاعلة والمعنية تماماً بالأزمة، جميعها تنذر بدخول سوريا في نفق الصراعات المذهبية خصوصاً في ظل المعلومات الواردة من الداخل السوري والتي تتحدث عن تحصينات عسكرية لجيش الأسد تعاونه فيها مجموعات من "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني حول دمشق وحلب إضافة إلى معظم مناطق الساحل حيث التواجد العلوي.

المؤكد أن "الربيع العربي" قد أفاد الشعوب العربية التي أطلت من خلاله للمطالبة بإصلاحات أو للإطاحة بأنظمة بعدما كسر هذا الربيع حاجز الخوف بداخلها بعد سنين طوال من القمع والاضطهاد، وما يجري اليوم في سوريا يبدو من الصعب إيقافه عند أي قرار أو تسوية يبحث عنها البعض في ظل إصرار الثوار على إنهاء حكم الأسد وما رافقه من استنفاد للوقت المتقطّع الذي لم ينجح النظام السوري في كسبه من أجل تمرير المرحلة بأقلّ أضرار ممكنة.

حلفاء سوريا في لبنان وايران يُشيعون داخل أوساطهم، أن ما يُحكى اليوم عن سيناريو حرب محتملة قد تشنّها بعض الدول الغربيّة وعلى رأسها الولايات المتّحدة الأميركيّة ضد سوريا، ليس إلا زوبعة في فنجان، فباعتقادهم أنّ هذا الغرب يدرك تماماً مدى أهمّية العلاقات أو الخيوط التي نسجها الأسد الأب ومن بعده الابن مع بعض الخارج المسمّى بـ"حلف الممانعة" على مدى أربعين عاماً، والذي يبدو برأيهم أنّه العامل الوحيد الذي يمنع هذه الحرب، أقلّه حتى اليوم.

لكن في المنظور الآخر وخصوصاً لدى الدول الإقليمية الفاعلة، فهناك أمور قد تبدّلت مع بدء "الربيع العربي"، حيث أصبح للصوت البشريّ وقع أكبر وأقوى من صوت الرصاصة أو القذيفة، فالشعوب المقهورة والمضطهدة لم تعد تؤمن بالعيش في ظلّ أنظمة مستبدّة، بيد، أن كل هذه الشعوب ومنذ بدء الثورات، لم يكن الرغيف أو لقمة عيشهم عنواناً للتحرك، بل إنهم خرجوا ثأراً لكراماتهم وحريتهم وتحريرها من فروع المخابرات وسجونها الممتلئة بالمفكرين وأصحاب الرأي الحر.

وبعيداً عن أنوف حلفاء سوريا والتي لا تبلغ رؤيتهم أبعد منها، عبر مصدر إقليمي لـ"المستقبل" عن استياء بلاده وامتعاض شعبه مما يجري في الداخل السوري، فشدد على أن "الوضع هناك لم يعد يُطاق، وعلى الجميع أن يدرك مدى خطورة ما يحصل من مذابح تُرتكب يوميّاً بحقّ الأطفال والنساء خصوصاً أن بشار الأسد لم يأخذ بنصائحنا ولا بنصائح المجتمع الدولي لجهة ضرورة التخلّي عن العنف واتّباع الحوار سبيلاً لمعالجة الأوضاع التي يبدو أنها مكملة في اتساع رقعتها"، وأكد أنه "إذا لم يتوقف الأسد عن إجرامه في قمع شعبه، فإنّ نهايته لن تكون بعيدة عن نهاية الرئيسين العراقي أو الليبي". وتابع المصدر: "إنّ الدول العربيّة قد خبرت الأسد في السلطة على مدى سنوات، أقلّه منذ رحيل والده، وهو تمّيز بالمناورات والتهرّب من الالتزامات التي كان يتعهّد بها أمامهم. لكن الأسد اليوم، لم يعد في موقع يؤهّله قيادة بلد بحجم سوريا، لأنّه أصبح رئيساً لكتيبة عسكريّة أسمها الفرقة الرابعة، وليس رئيساً لدولة"، كاشفاً عن معلومات تقول "إن الأسد أوعز منذ فترة قصيرة إلى جميع حلفائه في الخارج بضرورة التنبه على ضربة عسكرية يتم التحضير لها للإطاحة بنظامه، ودعاهم إلى الجهوزية للمرحلة المقبلة التي، وبحسب المصدر، تبدو مرحلة حاسمة للانتهاء من هذا النظام في حال لم يُقدم على خطوات جادّة وملموسة من شأنها أن توقف إزهاق أرواح المواطنين الأبرياء، وتنتقل بهم الى حياة سياسية جديدة أكثر حرّية وديموقراطية". وإذ تطرق المصدر الى موضوع إقامة مناطق عازلة لافتاً الى أنّ "هذا الأمر مطروح بشدّة في ظلّ غياب بوادر حسن نيّة قد يقدّمها النظام السوريّ تجاه معارضيه، على أن تكون تحت إشراف الأمم المتّحدة"، دعا الحكومة اللبنانيّة الى "اعتماد سياسة النأي بلبنان عن جميع الصراعات الحاصلة من حوله، من خلال التعاون الوثيق بين الحكومة وبين مجلس الأمن الدولي، وتطبيق جميع القرارات الدوليّة لا سيّما القرار 1701"، معتبراً أنّ "استمرار التعاون مع المحكمة الدوليّة الخاصة باستشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه يبقى المعيار الأوّل والوحيد لتطبيق العدالة في لبنان وإبعاد شبح الاغتيال السياسي عنه".

وطمأن المصدر أن "بلاده لا تسعى لكي تكون بديلاً عن أيّ قوى في المنطقة، بل العكس، نحن وبحكم العلاقات الطيّبة التي تربطنا بالدول الشقيقة، نعمل لتمتين الروابط الأخويّة لما فيه مصلحة لبلادنا وشعوبنا على حدّ سواء". وختم حديثه بالرهان على تغيير موقف كلّ من روسيا والصين الداعمتين لنظام الأسد، فرأى أن "ما من عاقل يستطيع أن يتّخذ موقف المتفرّج أمام هذه الأرواح التي تُزهق يوميّاً وذنبها الوحيد أنها طالبت بالحرّية والعيش بكرامة".

 

مستوطنة مسكافعام تعود إلى الواجهة أراضيها لبنانية وأصحابها لن يتراجعوا

 مرجعيون - "النهار"/تطلّ مسألة احتلال اسرائيل لأراض لبنانية مجدداً، ولكن هذه المرة من الجانب الاسرائيلي، "فشهد شاهد من أهله". فما ذُكر عن طلب وزارة الداخلية الاسرائيلية من السلطة المحلية في مستوطنة مسكافعام المتاخمة لبلدة عديسة الانسحاب الى حدود اسرائيل شرطاً للبحث في خطط التطوير العمراني التي رُفعت اليها، أثار مجدداً هذه القضية العالقة منذ عقود، والمعلّقة منذ ترسيم الحدود عام 2000، بعد رفض الجانب اللبناني ترسيم الخط الأزرق، فبقيت منطقة متنازعاً عليها تُثار قضيتها بين الحين والآخر. ومعلوم أن تلّة مسكافعام يتمسّك بها الاسرائيليون لأهمية موقعها الجغرافي الاستراتيجي المشرف على الجانبين اللبناني والاسرائيلي، لكنها بالأساس أراض لبنانية لمواطنين من بلدة عديسة ويملك أصحابها أوراقاً ثبوتية بذلك. ويتناقل الأهالي أن قضية هذه التلّة وما يحوطها يعود الى زمن أيام آل الأسعد الذين باعوا أجزاء منها، اضافة الى منطقة المنارة المجاورة، من اليهود قبيل 1948، لتقوم اسرائيل لاحقاً بالاستيلاء على ما تبقّى منها وتكريس أمر واقع في الـ2000 حين وضعت السياج التقني لتحديد أراضيها، إلاّ أن الجانب اللبناني رفض هذا التحديد ويطالب باستمرار المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيلي للانسحاب من تلك المنطقة واعادتها الى أصحابها. ويذكر رئيس البلدية علي محمد رمال أن اسرائيل تحتل في مسكافعام حوالى 2500 دونم تعود ملكيتها الى أهالي بلدته، مطالباً الدولة بـ"التحرّك الفوري والضغط على المجتمع الدولي للمساعدة ما دام الاسرائيليون اعترفوا بأنفسهم بهذا الامر".

 

ماذا ينفعنا لو خسرنا 14 آذار؟

احمد عياش /النهار

 اللحظة التاريخية التي وقفت فيها أكثرية اللبنانيين في 14 آذار 2005 لتعلن ايمانها بوحدة لبنان واستقلاله وحريته ورفضاً لهيمنة نظام الوصاية والاغتيال وتابعه المحلي لم تكن عابرة إلاّ عند كارهي يقظة اللبنانيين وأيضاً للأسف عند ناقصي الايمان بها عند بعض من قرر قيادة نتائجها. عندما صنع اللبنانيون هذه الإشراقة في ظلام العالم العربي قبل ان ينطلق ربيعهم بعد أعوام لم يكن عدد من قادة 14 آذار الذين نعرفهم اليوم قد اعتلوا المنابر. فسعد الحريري كان وعائلته يلملمون جراحهم بعد اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري العملاق الذي فجّر استشهاده ثورة الأرز. وسمير جعجع كان قابعاً في غياهب سجن الوصاية يجرجر الاعوام في أقبيته. أما ميشال عون فكان بمنفاه الباريسي لم يحلم بأن من نفاه سيهرع اليه يفاوضه على صفقة العودة. غير ان 14 آذار 2005 قلب الأمور رأساً على عقب. فهل ينتبه قادته اليوم الى ما يدور من حولهم؟

في نص مشروع "اللقاء الارثوذكسي" عبارة تقول ان مبدأ "تحقيق العدالة بين الطوائف (…) سبق ان اعتمد في النظام الاساسي لمتصرفية جبل لبنان عام 1864". ومنذ أيام وقعت على كتاب صدر حديثاً بقلم أحد منظّري ثورة الارز يمتدح فيه "نظام الملل في السلطنة العثمانية". وهكذا نجد انفسنا فجأة أمام دفاتر التاريخ ينتقي فيه البعض أعذاره ليدفن لحظة 14 آذار التاريخية. وفي المقلب الآخر، أي 8 آذار تروج روايات التاريخ التي تخلط بين عودة الامام المهدي وبين بقاء نظام الطاغية بشار الاسد!

من يدقق في أبعاد الإنحدار الى أفكار المتصرفية والملل والخرافات يجد أن أول الضحايا هم الموارنة، الطائفة المؤسسة لكيان لبنان الكبير. فبعدما كانوا قادة وطن صاروا رقماً على لائحة طويلة من المذاهب المسيحية. أما الشيعة الذين أفسدهم ولي الفقيه وطاغية الشام فهم يضعون أنفسهم طواعية في الجانب الخطأ من تحولات العالم العربي. ولعل من يريد أن يسمع حكايات التاريخ عليه بواحدة جرت مع العلاّمة الكبير محسن الأمين مع مؤسس دولة الاستقلال السوري الرئيس شكري القوتلي الذي رغب في ان يكون للشيعة ممثل في البرلمان الجديد. فبعث برسول الى الأمين يعرض عليه اقتراح من يشاء على لائحة المرشحين. فما كان من العلاّمة إلا أن اجاب بأنه يرضى بمن يفوز وهو أهل للفوز حتى ولو كان جميع الفائزين من أهل السنّة. لم يرق للقوتلي هذا الجواب وكرر المحاولة وجاء جواب الامين ذاته. وشاعت الحكاية في دمشق فأكبر الدمشقيون قاطبة موقف المرجع الشيعي. وتشاء الصدف أن مرشحاً شيعياً من آل حيدر يحمل الهوية السورية وهو في الأصل من بلدة بدنايل البقاعية كان دخل السباق الانتخابي. ولما جاء يوم الإقتراع، وإكراماً للأمين نال المرشح حيدر الرقم الأعلى من الأصوات. هل يدرك أرباب 14 آذار أن ذكراها الثامنة على الابواب؟ ليعدوا العدة لبحر جماهيري في ساحة الحرية يقف فيه اللبنانيون في مربع وطني واحد قبل فوات الأوان.

 

القانون التفاعلي

بقلم :  الياس  الزغبي

أمّا وقد انطوى، عمليّاً، "المشروع المذهبي" بعد انكشاف خلفيّاته وخطورته، وتبيّن أنّ لبنان لا يُمكن أن يعيش في معازل تتربّص ببعضها، تعود العقول الهادئة إلى دورها، على أساس القول المعروف:" العقل كالمظلّة لا ينفع ويعمل إلاّ إذا كان مفتوحاً". والعقل المفتوح يبحث عن حلّ قائم على الركيزتيْن الألماسيّتيْن: إرادة العيش معاً،  وصدق المناصفة. فما ينفع أن نتناصف ونتصادم؟ وأيّ معنى يبقى للبنان إذا تشرذم نهائيّاً إلى طوائف ومذاهب وأجباب وبطون وأفخاذ ، في هبّة قَبَليّة رجعيّة مقيتة ؟ليس صحيحاً أنّ زمن العقل اللبناني الخلاّق انتهى بانتهاء عصر كباره في السياسة والثقافة والفكر والإنفتاح والإبداع. فالسَلَف الذي أطلق النهضة في القرن التاسع عشر، وجَعَل المسيحيّين روّاد التجدّد والتفاعل  خلّف جيلاً رائداً في مطالع القرن العشرين أطلق الديمقراطيّة الأولى في الشرق وفلسفة الميثاق ، ولم تنقطع ذريّته في مطلع ال 21، وإنْ تَسَيّد ناقصو الأهليّة على بعض المسيحيّين، في غفلة من الوعي .لا يسمح المسيحيّون بأن يقعوا ضحايا حالة موتورة تجعلهم مطيّة لتبرير مشاريع دويلات مذهبيّة ، كما يخطَّط له في شمال غرب سوريّا، وجنوب العراق، على المثَل والمثال الإسرائيلي .

واحدٌ من الذين استولدهم نظام الأسد " في كنَف المكوّنات الأخرى"، وهو التعبير المعلوك الأحبّ إليه، يرفع عقيرته إلى الحدّ الأقصى، من منبر إلى منبر ، في أسوأ عرْض انغلاقي في التاريخ المسيحي اللبناني والمشرقي، ولو أنّ بعض الخاضعين لهاجس الأقليّات سَبَقَه إلى "الإختراع " قبل 3 عقود ولا يصدّق أنّ رقصته انتهت على مسرح هياجه، وأنّ ضحاياه بدأوا ينهضون من غفلتهم، وأنّ السمّ الذي طبَخَه يرتدّ إلى حلْقه، ف " طابخ السمّ آكله". تكفي معاينة عصبيّته وتخبّطه وتهافت دفاعاته، على الشاشات، في اليوميْن الأخيريْن، كي نلمس مدى السقوط العظيم للمشروع الذميم. طبعا، لا يكفي أن نفرح بسقوطه . فعقلانيّة العقلاء هي الآن أمام تحدّي البديل. الذين طالبوا بالبديل هم على حقّ . ولكنّهم غير معفيّين من السعي والبحث . ولا يُمكن تجاهل البديل الذي قدّموه، أي مشروع الدوائر الصغرى، وهو الأقرب إلى تحقيق المناصفة .

وأيّ فريق سياسي معني ، فعلاً لا قولاً ، بصحّة التمثيل المسيحي ، لا يستطيع تجاهل مشروع الدوائر الصغرى. وانطلاقاً منه ، يُمكن البناء على تطويره وجعله أكثر توازناً ، في أحد اتجاهيْن :

-  إمّا توسيعه وتفريعه كي يبلغ مشروع الدائرة الفرديّة ، أي جعل لبنان 128 دائرة.-  وإمّا إعادة ترسيم الدوائر الصغرى بما يسمح بتأثير متبادل على 10 مقاعد، أو أقلّ، لكلّ من المسلمين والمسيحيّن. وهذا ما تجوز تسميته ب " القانون التفاعلي " الذي يحفظ حالة التفاعل بين الطوائف ويضمن تأثيراً متوازناً بالتساوي وفقاً لحسن تقسيم الدوائر. فمثلاً، يؤثّر الصوت المسيحي على مقاعد غير مسيحيّة في عكّار وجبيل وبعبدا وبيروت وزحلة والبقاع الغربي ، مقابل تأثير الصوت المسلم على مقاعد مسيحيّة في طرابلس وعكّار وبيروت والجنوب وبعض الجبل والبقاع. وهذا التوزيع للدوائر ليس مستحيلاً ، بحيث يبقى فيها التأثير المتبادل فاعلاً وحيويّاً ومتوازياً.

ولا يغيب التفاعل في الوقت نفسه عن سائر الدوائر ذات الغالبيّة الطائفيّة الحاسمة ، مثل البترون والكورة والضنيّة وزغرتا في الشمال، والنبطيّة وصور وبنت جبيل في الجنوب، ومعظم دوائر جبل لبنان وبيروت. ففيها نسيج مختلط ، لا يجوز التفريط به تحت الغلوّ في النعرة المذهبيّة. إذا كان المطلوب فعلاً تمثيل حقيقي وحرّ وسليم للطوائف كما تقول بكركي، فليعكف الجميع على تكريس معادلة التفاعل، والتأثير المتوازن. ولا يضير المسلمين والمسيحيّين أن يأتوا مثلاً ب 54 نائباً لكلّ منهم بأكثريّة أصواتهم، والعشرة الباقين (مع العدد المضاف) بتأثير فاعل من أصوات سواهم . ولا يقولنّ قائل إنّ المسيحيّين لا يستطيعون التأثير على مقاعد للمسلمين، فهم بحسب القانون الراهن يؤثّرون في جبيل وبعبدا وزحلة على الأقلّ، وشكواهم من أنّهم غير موحّدين ترتد عليهم. والسؤال هنا، كيف يستطيعون الإتفاق في القانون ويعجزون في اللوائح ؟! فقليل من التبصّر يجعلهم يُدركون أساس المشكلة . صحيح أنّ التنوّع المسيحي دليل غنى وديمقراطيّة ، ولكنْ ، في زمن الأحاديّات، مؤشّر تفكّك. ولا يجوز دائماً التبرّؤ من المسؤوليّة وقذف التهمة على الآخرين. إذاً، قانون تفاعلي، إلى أن يحين الزمن المدني، والفصل بين الدين والدولة . ويتحقّق " حلم " الدستور  ب " مجلس نوّاب خارج القيد الطائفي " !

 

المعتقلون سيطروا على المباني واحتجزوا رهائن من كتائب الأسد 

عصيان شامل في سجن حمص المركزي ومخاوف من عملية إبادة جماعية

حميد غريافي: السياسة

تأكدت أمس, المعلومات التي نشرتها "السياسة" الخميس الماضي عن "استعدادات قوى الثورة السورية لبدء حرب تحرير السجون" في محافظة حمص التي بات نحو ثمانين في المئة من اراضيها محررا, وذلك عندما اعلن آلاف السجناء في السجن المركزي لعاصمة الثورة, العصيان, حيث سيطروا على مباني السجن بكاملها واخذوا عددا من رجال الامن رهائن فيما فر الباقون الى الخارج.

وقال أحد قادة الجناح العسكري في "حزب الوطنيين الاحرار السوريين" في حمص ل¯"السياسة", إن خمسة آلاف سجين في السجن المركزي في المحافظة سيطروا على مباني السجن وأسروا خمسة عناصر من "الشبيحة" المشرفين عليه وطردوا جميع العناصر الاخرى الى خارج الاسوار, وبعد ذلك استقدمت قوات النظام وحدة عسكرية لتطويق السجن وبدأ عناصرها بإطلاق قنابل الغازات السامة داخل السجن ما حمل اكثر من 500 سجين على تسلق اسطح المباني فيما وجهت جهات ثورية مقاتلة نداء عاجلا الى قوات "الجيش السوري الحر" في منطقة حمص, دعتها فيه الى ارسال تعزيزات عسكرية فورا لفك الحصار عن السجن والسجناء قبل اقتحامه بالدبابات والطائرات ووقوع مجازر يذهب ضحيتها مئات المعتقلين. وقال قيادي المعارضة من حمص, ان قوى الثورة هناك تلقت اتصالات من السجناء المحاصرين اكدت نفاد المواد الغذائية داخل السجن, بعدما قطعت كتائب بشار الأسد التي تحاصره المياه والكهرباء عن مبانيه, مشيرا إلى أن هناك حالات مرضية عدة يجب علاجها بشكل عاجل. واماط رئيس "حزب الوطنيين الاحرار السوريين" احمد جمعة اللثام عن ان "تحركات مكثفة بدأت للجيش السوري الحر, ولقوى الثورة المساندة له باتجاه تحرير اهم سجون دمشق واريافها وخصوصا فرع الاستخبارات الجوية في حرستا - المزة, فرع الخطيب مقابل مستشفى الهلال الأحمر, فرع الأمن السياسي على اوتو ستراد العدوي, سجن صيدنايا, سجن عددا المركزي, فرع الاستخبارات العسكرية في المزة, آمرية الطيران في المزة". وقال جمعة إن أحد أهم أسباب تشكيل نظام الاسد "جيش الدفاع الوطني" المؤلف من نحو 17 الف من الشبيحة العلويين, الذين جرى تجنيدهم من القرى والمدن الشمالية الساحلية خلال الاسابيع الثلاثة الماضية, وبينهم من شارك في ارتكاب مجازر في ارياف حماة وحمص وحلب وريف دمشق وادلب ودرعا, هو دعم المطارات والسجون بعناصر حماية اضافية لم يعد يمتلكها الاسد وعصاباته, ما يعني انه يستخدم بذلك آخر طلقة بحوزته, لإطالة عمر النظام بعض الشيء وقد تبين له انه غير قادر على تجنيد اكثر من هذا العدد من العلويين وبعض المذاهب الاخرى, بعكس ما كان يعتقد ويدعي ان باستطاعته تجنيد مئة الف مقاتل علوي من مناطق الساحل الشمالي السوري ذات الوجود العلوي الكبير. وأضاف جمعة ان قوات الثورة المقاتلة في حمص وحلب وادلب, للاستيلاء على المطارات "شاهدت خلال الايام القليلة الماضية وصول دعم عسكري وامني خصوصا من الشبيحة الذين شرعنهم الاسد بإطلاق اسم "جيش الدفاع الوطني" عليهم نزولا عند رغبة موسكو, ولكن بأعداد قليلة قد لا تقدم او تؤخر في سير المعارك, كما ان اعتصام مساجين حمص شهد حشدا من شبيحة الجيش الوطني, في محاولة لوأد ثورة السجناء في مهدها".

 

الرئيس المصري نفى السعي إلى دولة دينية  

السلفيون يحذرون مرسي من الاستبداد بالرأي أو "التكبر والتجبر"

 القاهرة - وكالات: وجه الداعية السلفي الشهير الشيخ محمد حسان, تحذيرا إلى الرئيس محمد مرسي ووزراء حكومته وذلك للمرة الأولى منذ تولي الرئيس الآتي من صفوف "الإخوان المسلمين" منصبه في 30 يونيو من العام الماضي. ونقل موقع "العربية نت" الإلكتروني عن حسان قوله خلال خطبة الجمعة بمسجد النور في منطقة برج العرب بالإسكندرية, أول من أمس, "أيها العاقل إذا تنكرت لك الجماهير, فافزع إلى رأي ومشورة العلماء, وإياك أن تتكبر أو تتجبر, فإنك إن تسأل العقلاء, خير لك من أن تستبد برأيك فتندم بعد ذلك", ما يشير إلى وجود تحول في مواقف بعض قيادات التيار السلفي من مرسي. وكان عدد من قيادات "جبهة الإنقاذ الوطني", أكبر كتلة معارضة لحكم جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر التقوا الخميس الماضي عددا من الدعاة السلفيين, ما أدى إلى خلافات داخل الجبهة. من جهة أخرى, أكد الرئيس مرسي أنه لا يسعى إلى تحويل مصر إلى دولة دينية. وقال مرسي في تصريح لصحيفة "فرانكفورتر الجماينه تسايتونغ" الألمانية "نحن لا نؤمن بالدولة الدينية لكن الدولة التي نؤمن بها هي دولة حديثة يتم فيها تداول السلطة بشكل سلمي وتسود فيها الديمقراطية والحريات ويتم فيها احترام المعارضة ومراعاة العدالة الاجتماعية". وأضاف أن كل المصريين سواسية أمام القانون "فلهم الحقوق نفسها وعليهم الواجبات نفسها بغض النظر عن عقائدهم ودياناتهم", لافتاً إلى أن الدستور الجديد أكد على الحرية للجميع وأنه ساوى "بنسبة 100 في المئة" بين الرجال والنساء. ورأى معارضو الدستور المصري الجديد الذي تم إقراره نهاية ديسمبر الماضي أنه يمهد الطريق أمام إقامة دولة دينية في مصر. على صعيد آخر, قررت محكمة جنايات القاهرة, وقف اجراءات قضية المصادمات بين المتظاهرين وقوات الأمن التي شهدها شارع محمد محمود وسط القاهرة والمتهم فيها 379 شخصا. وجاء قرار المحكمة في ضوء عفو رئاسي عن المحكوم عليهم والمتهمين في الأحداث التي جرت أثناء ثورة 25 يناير العام 2011 وما تلاها بهدف مناصرة الثورة وأيضا في اطار قرار النائب العام تحديد كشوف من شملهم العفو الرئاسي. وترجع وقائع القضية الى 19 نوفمبر 2011 حيث وجه قاضي التحقيقات الى المتهمين تهمة التجمهر وارتكاب جرائم الاعتداء على رجال السلطة العامة والخاصة.

 

 

واشنطن تعرب عن «خيبة أمل كبيرة» إزاء رد إيران على الوكالة

لندن: «الشرق الأوسط»

استبعد مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية زيارة موقع بارشين العسكري الإيراني قبل الانتهاء من وضع آلية عمل يتفق عليها الطرفان عبر المفاوضات، طبقا لوكالة «فارس» الإيرانية للأنباء أمس. ونفى سلطانية ما تناقلته وسائل إعلام غربية حول اتفاق الجانبين خلال المفاوضات التي جرت في طهران يومي 16 و17 يناير (كانون الثاني) الحالي على زيارة موقع بارشين العسكري، مؤكدا أن المفاوضات النووية التي أجريت تناولت كيفية التوصل إلى هذه الآلية ولم تتطرق إلى أمور أخرى مثل موضوع زيارة موقع بارشين العسكري. وأضاف: «أجرينا مباحثات فنية وتقنية مكثفة خلال هذين اليومين أدت إلى تقريب وجهات النظر وإزالة بعض نقاط الخلاف بينما لا تزال هناك نقاط خلاف أخرى قائمة». وتابع أن «الإيجابية سادت المفاوضات وطهران أعربت خلالها عن استعدادها الكامل لمواصلة المفاوضات ليوم آخر وتبديد أي غموض يعتري المباحثات، ولكن بسبب ارتباط عضوين من فريق الوكالة بمواعيد مسبقة تم تأجيل المفاوضات إلى 12 فبراير (شباط) المقبل». من جهتها، قالت الولايات المتحدة أول من أمس إنها تشعر بـ«خيبة أمل كبيرة» من الرد الإيراني على فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، منتقدة تردد طهران في السماح للفريق بالدخول إلى موقع حساس. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند «نحن بالتأكيد نشعر بخيبة أمل كبيرة لأن إيران أضاعت مرة أخرى فرصة للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وقالت إنه كان أمام إيران فرصة «لتقدم للمجتمع الدولي الشفافية التي نسعى إليها جميعا من أجل تبديد مخاوفنا بشأن برنامج إيران النووي». كما انتقدت نولاند طهران لعدم توصلها إلى اتفاق حول «مقاربة مهيكلة» حول الدبلوماسية النووية أو السماح بدخول موقع بارشين العسكري المختلف عليه.

 

الباسيج الأسدي!

طارق الحميد/الشرق الأوسط»

يبدو أن نصائح الجنرال الإيراني قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، قد بدأت تتبلور في سوريا؛ حيث أعلن النظام الأسدي عن تشكيل فصيل عسكري جديد سماه «جيش الدفاع الوطني» يأتي كرديف للقوات الأسدية. وبحسب ما نقلته الصحيفة عن موقع «روسيا اليوم» فإن هذا الفصيل «سيتم تشكيله من عناصر مدنية أدت الخدمة العسكرية إلى جانب أفراد اللجان الشعبية التي تشكّلت تلقائيا مع تطور النزاع القائم في سوريا»، وأن مهام هذا الفصيل «ستقتصر على حماية الأحياء من هجمات مسلحي المعارضة، وسيتقاضون رواتب شهرية كما سيكون لهم زِي موحد». وسيناهز عدد هذا الفصيل العشرة آلاف شاب من مختلف محافظات البلاد.

وبالطبع سارعت المعارضة لوصف هذا الفصيل بأنه تسمية جديدة للشبيحة، والحقيقة أن هذا الفصيل هو أقرب لميليشيات الباسيج الإيراني والتي تعني التعبئة، وأسسها الإمام مصطفى أحمد الموسوي الخميني في نوفمبر (تشرين الثاني) 1979، وتتبع الحرس الثوري الإيراني. ويقوم الباسيج الإيراني على تشكيلات متطوعة من موالين لا يشك في تبعيتهم للولي الفقيه. ولعب الباسيج دورا مهما في وأد الثورة الخضراء في إيران إبان الانتخابات الرئاسية الأخيرة. ومن هنا فإن تشكيل فصيل «جيش الدفاع الوطني»، أو الباسيج الأسدي، ما هو إلا دليل على أن الأسد قد بدأ يفقد ثقته بالجيش، أو ما يعرف بالقوات النظامية إعلاميا، خصوصا مع كثرة الانشقاقات، وهو ما أجبر النظام الأسدي على تجنب تسليح أفراد قواته بالأسلحة الثقيلة أو العتاد المتكامل وذلك خشية انشقاقهم ونقل الأسلحة للجيش الحر الذي بات يسعى لتدمير الدبابات، مثلا، لأنه كان يجد أن عدد القاذفات فيها لا يتجاوز الخمس، وعليه فإن التدمير أسهل من جهود الاستيلاء عليها.

كما أن من دلالات تشكيل الباسيج الأسدي أن النظام بدأ يعيد تموضعه طائفيا بشكل واضح، حيث بات يسعى لاستقطاب أهل المصير، وليس الولاء، خصوصا أن كثيرا من الموالين للأسد باتوا مقتنعين بنهايته المحتومة، لذا فإن النظام يريد ضمان أن تكون ذراعه العسكرية الأخيرة مكونة من مقاتلين يعون أن مصيرهم من مصير الأسد، ولذا فإنهم سيقومون بالدفاع عنه حتى الموت.

ونقول إن هذا الفصيل الجديد، الباسيج الأسدي، هو فكرة إيرانية لأنه يأتي في توقيت لا يجد فيه الأسد أموالا حتى يدفع الرواتب، أو ينقذ اقتصاده، خصوصا أن الثورة تكلفه شهريا مليار دولار، ولذا فإن الواضح أن الباسيج الأسدي يأتي بدعم وتنظيم إيراني، وهو ما يتماشى مع الخطة الأمنية المتبعة في دمشق حيث تقسم العاصمة إلى مربعات أمنية وهو النهج الذي استخدم لقمع الثورة الخضراء في إيران يوم قسمت العاصمة طهران لتفريق الحشود، ومنع اهتزاز الأمن فيها. الباسيج الأسدي يفضح مدى تورط إيران، وعمق أزمة الأسد الذي لم يعد يثق بقواته، ويظهر حجم الدمار الذي يلحقه الأسد بسوريا، كما أن الباسيج الأسدي يدل على خطورة مرحلة ما بعد الأسد حيث يصار الآن لخلق مجاميع إرهابية، وميليشيات طائفية ستكون مهمتها منع استقرار سوريا.

 

القنصل الذي صار زعيم مسلحين

عبد الرحمن الراشد/ الشرق الأوسط»

ما إن سمعت الاسم، إياد غالي، مصحوبا بأحداث مالي، بدأت أتساءل إن كان هو نفس الاسم ونفس الرجل ونفس الدولة، كلها متطابقة؟ إياد غالي يقود العمليات العسكرية للجماعات المسلحة الإرهابية في شمال مالي، وكان هناك شخص بنفس الاسم يعمل قنصلا لبلاده في جدة، وهاتفت أحد الأصدقاء، الذي أكد أنه هو نفس الرجل الذي التقيناه في فندق الهيلتون بمدينة جدة قبل أقل من ثلاث سنوات! فإن كان ظنه في محله، فإننا أمام عالم غريب متشابك؛ من هم شرعيون اليوم، قد تجدهم ملاحقين في صباح الغد! والحقيقة ما كنت عرفت عنه حينها من الذين تعاملوا معه كزعيم قبلي للطوارق، وقنصل دبلوماسي، أنه خير صديق يعين الآخرين للتوسط وإطلاق سراح المخطوفين في فيافي أزواد وصحاريها. الآن يقال إنه من يقود القتال زعيما لـ«حركة أنصار الدين»، ويواجه المعارك ضد قوات مالي، والدولية من فرنسية وأفريقية! وعندما قرأت «بروفايل» عنه أمس في «الشرق الأوسط» زادني حيرة، حيث يذكر أنه كان مقربا لديكتاتور ليبيا الراحل معمر القذافي، وسبق أن أرسله للقتال مرة في لبنان، لكن لم يعرف عنه الفكر المتشدد إلا حديثا. وهذه الالتباسات والغموض أصبحت سمة ولم يعد هناك شيء غريب بدليل ظهور متشددين، مثل طارق الزمر ومحمد الظواهري، في العمل السياسي في مصر. وكيف تحول رجل مثل إياد غالي من مالكي سني معتدل إلى مقاتل متطرف، وهل يعقل أن التشدد طرأ على هذا الرجل الخمسيني فجأة؟! أمر يصعب عليّ تصديقه، فأنا أشم هنا رائحة المناورة السياسية، حيث يركب السياسيون مطية التطرف الديني لأنها تمولهم بجنود شباب صغار مجانين، يبذلون أرواحهم فداء لقضايا كاذبة، وتجد من يمولهم بالمال ضمن الواجب الديني، من صدقة وزكاة، وهم بدورهم «يهبون» المتطوعين والمتبرعين مكانا لهم في الجنة، في الحياة الأخرى! ولأنه لا توجد هناك شهية دولية للقتال في أي مكان بالعالم، فإن الفرنسيين سيقاتلون وحدهم مع بضع دول أفريقية مستأجرة، ثم ينسحب الجميع عندما يجدون أن حروب الصحراء لا تنتهي. والأكثر صعوبة أن القتال تحت الرايات الدينية، وصد التجمعات القبلية، لا يوجد فيهما مهزوم، بل مسألة قابلة للاستمرار لعقود طويلة.

ومشكلتنا مع المتحمسين لقتال المتطرفين، مثل الفرنسيين اليوم والأميركيين أمس في أفغانستان وربما سوريا لاحقا، أنهم غير قادرين على إدراك طبيعة المشكلة؛ فالمتطرفون هم أهون أطراف المعادلة، لكن الأصعب، والأهم، هو محاربة الفكر المتطرف. ولو أن الغرب، والعرب المهتمين، وبقية القوى المعنية، استثمرت أموالها وجهودها في محاربة الفكر المتطرف لربما انتهت الأزمة. لكن، هم بذلوا مليارات الدولارات على عشرات الآلاف من المقاتلين، والأسلحة المتطورة، وطائرات الدرون بلا طيار، ونجحوا في اقتناص الكثير من الرؤوس المتطرفة من «القاعدة»، لكن الفكر بقي مكانه، ينتشر مثل البكتيريا. وأكثرهم يركن للاستنتاجات السهلة، برمي اللوم على طائفة مثل الشيعة، أو السنة، أو فرع فيها، أو كبار رجال الدين، أو الدين نفسه، في حين أن هذه العوامل كلها كانت موجودة ولم تسبب أذى في الماضي. نحن نعيش في عالم مختلف، فيه قوى سياسية تقوم بغرس وتربية أفكار وأجيال متطرفة، لديها المشروع والتجربة والإرادة، وتكاد تكون في مأمن من العقوبة بسبب اتجاه الجميع لاستهداف الاتجاهات الأخرى الخاطئة. من كان يتصور أن مالي ستكون أرض معركة عالمية، بعد أفغانستان؟!

نفس الخطأ يكرره الغرب في التعامل مع سوريا، يتركها ضحية للمتطرفين يستولون على مشاعر الناس بحجة أنهم النصير الوحيد لهم من بطش نظام الأسد، وهم بالفعل النصير النشط لأن البقية تركت الساحة لهم.