المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 18 كانون الثاني/2013

القديس متى 19/16 حتى 30/الشاب الغتي

"وأقبل إليه شاب وقال له: أيها المعلم، ماذا أعمل من الصلاح لأنال الحياة الأبدية؟ فأجابه يسوع: لماذا تسألني عما هو صالح؟ لا صالح إلا واحد. إذا أردت أن تدخل الحياة فاعمل بالوصايا. فقال له: أي وصايا؟ فقال يسوع: لا تقتل، لا تزن، لا تسرق، لا تشهد بالزور، أكرم أباك وأمك، أحب قريبك مثلما تحب نفسك. فقال له الشاب: عملت بهذه الوصايا كلها، فما يعوزني؟ أجابه يسوع: إذا أردت أن تكون كاملا، فاذهب وبع ما تملكه ووزع ثمنه على الفقراء، فيكون لك كنز في السماوات، وتعال اتبعني! فلما سمع الشاب هذا الكلام. مضى حزينا لأنه كان يملك أموالا كثيرة. وقال يسوع لتلاميذه: الحق أقول لكم: يصعب على الغني أن يدخل ملكوت السماوات. بل أقول لكم: مرور الجمل في ثقب الإبرة أسهل من دخول الغني ملكوت الله. فتعجب التلاميذ كثيرا من هذا الكلام وقالوا: من يمكنه أن يخلص، إذا؟ فنظر إليهم يسوع وقال لهم: هذا شيء غير ممكن عند الناس، أما عند الله فكل شيء ممكن.وقال له بطرس: ها نحن تركنا كل شيء وتبعناك، فماذا يكون نصيبنا؟ فأجاب يسوع: الحق أقول لكم: متى جلس ابن الإنسان على عرش مجده عند تجديد كل شيء، تجلسون أنتم الذين تبعوني على اثني عشر عرشا لتدينوا عشائر إسرائيل الاثني عشر. وكل من ترك بيوتا، أو إخوة أو أخوات، أو أبا، أو أما، أو أبناء، أو حقولا من أجل اسمي، ينال مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية. وكثير من الأولين يصيرون آخرين، ومن الآخرين يصيرون أولين".

 

لحمة ووحدة 14 آذار أولية وواجب وطني في مواجهة مشروع حزب الله الإيراني وديماغوجية ونفاق عون
 
بالصوت/قراءة للياس بجاني في واجب الحفاظ على تماسك 14 آذار والإلتزام بمبادئ ثورة الأرز/أهم أخبار اليوم/17 كانون الثاني/13

 
من ضمن عناوين نشرتنا/نبذة عن حياة ونسك وإيمان القديس انطونيوس الكبير الذي تحتفل الكنيسة اليوم بذكراه السنوية/موجز أخبار اليوم من لبنان الحر/بالصوت تعليق لأنطوان مراد: بين الشهباء والأرثوذكسي/حزب الله لا يريد إعطاء المسيحيين حقوقهم بل السيطرة على البلد/خطف متبادل بين حزب الله والجيش السوري الحرّ/ حزب الله وراء عمليات غش في نتائج التحاليل لإعادة تصدير الأدوية المشبوهة وبيعها في الأسواق/مؤامرة سورية للإفراج عن ميشال سماحة/نجوم السماء أقرب من معرفة مكان إقامة كفوري وهو لن يحضر جلسة سماعه إلا عبر الفيديو/فارس سعيد: لبنان أهم من مصير 14 آذار/إسرائيل تحذر من حصول حزب الله على الترسانة الكيميائية السورية/إيران توجه ملياراتها إلى نظام الأسد وحزب الله/شمعون: الطرح الأرثوذكسي يكرس الطائفية ومخالف للدستور/هل يُطيح الأرثوذكسي ثورة الأرز/الكتلة الوطنية: الأرثوذكسي مشروع بشار الأسد مقدمة لتفكيك أوصال المجتمع اللبناني/تسريب لائحة الشهود بمحاكمة الحريري وصحيفة قريبة من حزب الله بدأت بنشر أسمائهم وصورهم/ماذا يقول الدستور بالنسبة لقانون الانتخاب/إيران ووفد الوكالة الذرية يستأنفان المحادثات في طهران/مشهد مهم لـ14 آذار: السفير الإيراني عند السنيورة والمنار عند الرئيس الجميل/شربل وابراهيم تابعا في الدوحة ملف المخطوفين في سوريا/غبي كل من يتوهم أن الفرج سيأتي عبر الإستيذ نبيه/لجنة فرعية الانتخاب رفعت محضرها إلى بري وتعاود اجتماعاتها الاثنين/سليمان يعزف مجدداً على أوتار طاولة الحوار ويغرق في الزجل والشعر مغرباً نفسه عن الواقع/قانون الانتخاب اللبناني زعزع 14 آذار وباعد بين الوسطيين و8 آذار/المفتي الجوزو يعود لبث السموم المذهبية المذهبية/المفتي قباني يهاجم الحريري ويقول: لن أتعامل مع رئيس وزراء سابق إلا إذا تاب إلى الله/في عدم أرثوذكسية القانون الأرثوذكسي للانتخابات اللبنانية وفي طائفيته/حسن الرفاعي وادمون رزق يشرحان ملابسات عدم إقراره مجلس الشيوخ/14 آذار إلى أين/تأملات في أخطار عبادة المال مستوحاة من إنجيل القديس متى 19/16 حتى 30/"وأقبل إليه شاب وقال له: أيها المعلم، ماذا أعمل من الصلاح لأنال الحياة الأبدية؟ فأجابه يسوع: لماذا تسألني عما هو صالح؟ لا صالح إلا واحد. إذا أردت أن تدخل الحياة فاعمل بالوصايا. فقال له: أي وصايا؟ فقال يسوع: لا تقتل، لا تزن، لا تسرق، لا تشهد بالزور، أكرم أباك وأمك، أحب قريبك مثلما تحب نفسك. فقال له الشاب: عملت بهذه الوصايا كلها، فما يعوزني؟ أجابه يسوع: إذا أردت أن تكون كاملا، فاذهب وبع ما تملكه ووزع ثمنه على الفقراء، فيكون لك كنز في السماوات، وتعال اتبعني! فلما سمع الشاب هذا الكلام. مضى حزينا لأنه كان يملك أموالا كثيرة. وقال يسوع لتلاميذه: الحق أقول لكم: يصعب على الغني أن يدخل ملكوت السماوات. بل أقول لكم: مرور الجمل في ثقب الإبرة أسهل من دخول الغني ملكوت الله. فتعجب التلاميذ كثيرا من هذا الكلام وقالوا: من يمكنه أن يخلص، إذا؟ فنظر إليهم يسوع وقال لهم: هذا شيء غير ممكن عند الناس، أما عند الله فكل شيء ممكن.وقال له بطرس: ها نحن تركنا كل شيء وتبعناك، فماذا يكون نصيبنا؟ فأجاب يسوع: الحق أقول لكم: متى جلس ابن الإنسان على عرش مجده عند تجديد كل شيء، تجلسون أنتم الذين تبعوني على اثني عشر عرشا لتدينوا عشائر إسرائيل الاثني عشر. وكل من ترك بيوتا، أو إخوة أو أخوات، أو أبا، أو أما، أو أبناء، أو حقولا من أجل اسمي، ينال مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية. وكثير من الأولين يصيرون آخرين، ومن الآخرين يصيرون أولين"

عناوين النشرة

*خطف متبادل بين "حزب الله" والجيش السوري الحرّ

*سليمان: على الوزراء عدم الخروج عن الإجماع الحكومي حول قانون الإنتخاب

*الكتلة": "الارثوذكسي" مشروع بشار الأسد مقدمة لتفكيك أوصال المجتمع اللبناني

*شربل وابراهيم تابعا في الدوحة ملف المخطوفين في سوريا

*شمعون:الطرح الارثوذكسي يكرس الطائفية ومخالف للدستور

*نواب زحلة: للاسراع في وضع قانون يحقق التمثيل الصحيح والعادل

*شهيب: الطرح الارثوذكسي لن يمر وبري لن يعرضه على الهيئة العامة

*إيران توجه ملياراتها إلى نظام الأسد وحزب الله/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

*هل يُطيح «الأرثوذكسي» ثورة الأرز؟/فادي عيد/الجمهورية

*بين الشهباء والأرثوذكسي/بقلم/انطوان مراد/لبنان الحر

*الفضيحة الى الواجهة من جديد... عمليات غش في نتائج التحاليل لإعادة تصدير الأدوية المشبوهة وبيعها في الأسواق

*مصادر قانونية لـ «الراي»: تسريب لائحة الشهود بمحاكمة الحريري وصحيفة قريبة من «حزب الله» بدأت بنشر أسمائهم وصورهم

*مصادر أمنية لبنانية: نجوم السما أقرب من معرفة مكان إقامة كفوري وهو لن يحضر جلسة سماعه إلا عبر الفيديو

*السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة يحذر من حصول حزب الله على الترسانة الكيميائية السورية

*سعيد لـ"السياسة": لبنان أهم من مصير "14 آذار"

*شمعون: فوجئت بدعم "القوّات" و"الكتائب" لـ"الأرثوذكسي"

*بري يعمل على مشروع جامع مسيحياً ووطنياً  

*ماذا قال السنيورة للسفير الايراني  

*فياض ، فتفت التيار والتناقض

*ماروني:نتمنى أن يتم التوافق على مشروع قانون يتم التفاهم والإجماع اللبناني حوله  

*طعمة:تيار المستقبل يؤيد هواجس جعجع وهو سار بمشروع الدوائر الصغرى التي طرحها

*تقرير اليوم: ماذا يقول الدستور بالنسبة لقانون الإنتخاب/لبنان الحر

*اللجنة الفرعية ناقشت مشروعا يجمع بين الاكثري والنسبي غانم: السير بقانون يجمع كل الأفرقاء أفضل من اقتراح يعارضه فريق

*النواب باشروا البحث في النظام المختلط بين النسبي والاكثري و"المستقبل" يدرس هذا الدمج

*قانون الانتخاب اللبناني زعزع «14 آذار» وباعد بين الوسطيين و«8 آذار»

*مشهد "مهم"لـ14 آذار: السفير الإيراني عند السنيورة و" المنار" عند الجميل

*الرئيس الجميل: لا نناور في "الأورثذكسي" والتورط في ثورة سوريا يعني حربا في بيروت

*«المستقبل» سيرشح 128 بينهم 64 مسيحياً في حال أقر «الأرثوذكسي»

*حزب الله" لا يريد إعطاء المسيحيين حقوقهم.. بل السيطرة على البلد/صلاح تقي الدين/المستقبل

*حسن الرفاعي وادمون رزق يشرحان للمستقبل ملابسات عدم إقراره مجلس الشيوخ .. إلى أين؟/فاطمة حوحو/المستقبل

*هذه هي الأسباب الحقيقية لاختيار القوّات الأرثوذكسي/الآن سركيس/جريدة الجمهورية

*من يُهدّد بري ولماذا؟/عُدي ضاهر/جريدة الجمهورية

*«14 آذار»: يخطئ من يعتقد أنه يربح الانتخابات منفرداً

*في عدم أرثوذكسية القانون الأرثوذكسي للانتخابات اللبنانية... وفي طائفيته/نسيم ضاهر /الحياة

*قباني ملمحاً إلى الحريري: لن اتعامل مع رئيس وزراء سابق الا اذا تاب الى الله

*الجوزو : اجماع المسيحيين وحدهم لايكفي .. وان حاول البعض استرضاء المسيحيين على حساب المسلمين

*بوارج «اليونيفيل» كشفت مكالمات لأمير «القاعدة في بلاد الشام»

*هولاند يستقبل جنبلاط خلال أيام

*وزير الداخلية اللبناني بحث في الدوحة قضية المخطوفين الـ9 في سورية

*السوري الحر" استأنف وساطته بشأن المخطوفين وصقر يقول أن حزب الله يرفض الإفراج عنهم عبر الحريري

*سلفيّو مالي "أقلية" وتمويلهم قطري وسعودي ومن يموّل الجماعات الإرهابية في شمال مالي؟

*عقاب صقر: لا نبغي سوى انهاء ملف المخطوفين وأذناب نظام الأسد سيطأطئون رؤوسهم اذا نشرنا تسجيلاتنا 

*باولي زار مطر: لانتظار صدور القرار في 28 الجاري بشأن عبد الله

*السنيورة التقى لارسن وباولي وفليتشر أبادي: نحرص على عدم تأثر لبنان بالازمة السورية

*وهاب التقى نعيم قاسم: موقفنا واضح لاعتماد النسبية على صعيد لبنان دائرة واحدة

*أحمد الحريري استقبل سفيرة كندا

*واشنطن تدين وصف مرسي اليهود بـ"أحفاد القردة والخنازير" وطالبته بالتراجع عن تصريحاته في 2010  

*نتانياهو لـ "اوباما": الإسرائيليون يقررون من يدافع عنهم

*مفاوضات بين إيران والقوى الكبرى 28و29 يناير /"الحرس الثوري" يحذر من اضطرابات شعبية ونجاد يدعو لتقليل الاعتماد على عائدات النفط

*14 آذار... إلى أين/نبيل بومنصف/النهار

*المفتي قباني هاجم النظام السوري ودان الدعوة لترحيل النازحين: النظام في سورية نظام ظالم وقاهر ويقهر الشعب السوري

*المطران جورج بو جوده في احتفال بعيد مار انطونيوس الكبير في رشعين: تخلى عن  أمور الارض وتبع مصير حياته

*المحامي يوسف الدويهي : 14آذار حققت انتصارات وتحاول اكمال مسيرة انماء الدولة

*عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد كبارة: الهدف من الإنتخابات إحترام مقدمة الدستور التي تؤكد على الوحدة الوطنية 

*ايران ووفد الوكالة الذرية يستأنفان المحادثات في طهران

*القمة الاقتصادية العربية تنتظر ميشال سليمان/علي حماده/النهار

*تغيير القيادة في "المنطقة الشرقية السعودية": إيران مصدر القلق الرئيسي/سايمون هندرسون

*سليمان التقى السلك القنصلي ووقع مرسوم دعوة مجلس النواب الى عقد استثنائي: لا ستمرار الحوار بغض النظر عن الموقف من الحكومة

*الأسد ينهي فعلياً مهمة الأخضر الإبراهيمي/ربى كبّارة/المستقبل

*ثوار سورية يستعدون لبدء "حرب السجون" انطلاقاً من حمص لتحرير عشرات آلاف المعتقلين/حميد غريافي: السياسة

*الناشط المصري مسعد أبوفجر للسياسة : مرسي لا يصلح للرئاسة وحذر المصريين من انتظار إصلاح يقوده الإخوان المسلمون.. "لأنه لن يحدث" 

 

تفاصيل النشرة

 

خطف متبادل بين "حزب الله" والجيش السوري الحرّ

صحيفة الجمهورية/ُطلق سراح عباس قاسم مسرّة وهو من سكان الهرمل بعدما خُطف منذ أكثر من شهر في قرية أم الدمام داخل الأراضي السورية، على يد عناصر من "الجيش السوري الحرّ" في بلدة القصير السورية الواقعة على الحدود اللبنانية - السورية. وفي التفاصيل التي روَتها مصادر أمنية مواكبة للقضية لـ"الجمهورية"، فإن "حزب الله" كان خطَف شخصين من آل مسرّة على خلفية اتهامه لهما بالانتماء الى "الجيش الحرّ"، وبنتيجة ذلك وقعت اشتباكات مسلحة بين الطرفين أكثر من مرّة ذهب خلالها ضحايا من الفريقين.  ثم أقدمت مجموعة من "الجيش الحرّ" تضم شقيق أحد المخطوفَين، على خطف عباس بهدف الضغط على "الحزب" لإطلاق المخطوفَين اللذين لديه. وعلى الأثر، جرت مفاوضات قادها أحد وجهاء آل زعيتر وعضو في لجنة عشائر بلدة الهرمل، مع من هم على صلة بالأطراف الخاطفة داخل سوريا ولبنان، أثمرت إطلاق سراح المخطوفين الثلاثة، وقد تمت المبادلة داخل الأراضي السورية وفي حضور زعيتر.

 

سليمان: على الوزراء عدم الخروج عن الإجماع الحكومي حول قانون الإنتخاب

نهارنت/رأى رئيس الجمهورية ميشال سليمان انه يجب على مجلس النواب مناقشة مشروع الحكومة حول قانون الانتخاب، مشدداً انه على الوزراء عدم الخروج عن الإجماع الحكومي حول قانون الإنتخاب.

واكد ان الانتخابات النيابية ستجري في موعدها، لافتاً الى انه ولهذه الغاية وقع "مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب لتسهيل إقرار قانون جديد للانتخابات من صنيعة اللبنانيين وليس مفروضا من أحد".

وفي مستهل جلسة الحكومة في القصر الجمهوري في بعبدا، صباح الخميس، قال "لقد رفعت الحكومة مشروع قانون للانتخابات ينص على النسبية الى مجلس النواب الذي عليه مناقشته، وعلى الوزراء عدم الخروج عن الإجماع الحكومي حول قانون الإنتخاب". يُشار ان الحكومة اقرت في السادس من ايلول مشروع قانون انتخاب يعتمد النسبية في 13 دائرة. ولفت سليمان الى ان "هناك كلام ان رئيس الجمهورية خرج عن الإجماع المسيحي وهذا غير صحيح". واوضح "كيف يخرج عن إجماع لم يستشر فيه كما ان هناك غير المسيحيين لم يتم استشارتهم ورئيس الجمهورية لا يخرج عن الإجماع الوطني وإذا خرج عن هذا الإجماع يمكن لومه". وفي حديث الى "النهار" الاحد، وكذلك في مؤتمر صحفي عقده باسيل الاحد ايضاً سئل عن ما نقلته تقارير صحفية عن سليمان انه لن يوقع المشروع الارثوذكسي وسيدعو الى مناقشة مشروع الحكومة، فقال باسيل "انا استغرب، وإن كنت افهم الخلفيات، ان يكون هذا موقف رئيس الجمهورية". وتابع "لا اصدق انه يرفض المشروع، الا اذا سمعت ذلك منه، وانه يتحمل مسؤولية تفويت فرصة مثل هذه، او المس باجماع قلما تحقق عند المسيحيين في موضوع بنيوي وكياني بهذا الحجم، وان يكون ضمناً يريد تخريب هذا الامر، ويلجأ فعلا الى تخريبه". يُذكر ان رئيس الجمهورية اعلن الثلاثاء الفائت في حديث الى موقع "الانباء" الالكتروني انه يعتبر مشروع "اللقاء الارثوذكسي" "مخالفاً للدستور"، مشيرا الى ضرورة "إنشاء لجنة دستورية تدرس قانون الإنتخاب حتى لا يتعرض للطعن في المستقبل".

 

الكتلة": "الارثوذكسي" مشروع بشار الأسد مقدمة لتفكيك أوصال المجتمع اللبناني

المركزية- اعتبر حزب الكتلة الوطنية أن "مشروع "اللقاء الأرثوذكسي" ما هو إلا مشروع بشار الأسد مقترح من أحد السياسيين اللبنانيين والذي هو مقدمة لتفكيك أوصال المجتمع اللبناني". عقدت اللجنة التنفيذية لحزب الكتلة الوطنيّة اللبنانية إجتماعها الدوري في بيروت وأصدرت البيان الآتي: "يتفاجأ حزب الكتلة الوطنيّة من جديد أن هناك مجموعة من السياسيين تأتي بطروحات ومشاريع إنتخابية من دون أن ترى إنعكاساتها اكان من حيث التمثيل او النتيجة بعد الإنتخاب. فما يسمى مشروع "اللقاء الأرثوذكسي" ما هو إلا مشروع بشار الأسد مقترح من أحد السياسيين اللبنانيين والذي هو مقدمة لتفكيك أوصال المجتمع اللبناني. فإذا إعتقدنا للوهلة الأولى أن هذا القانون يعطي تمثيلاً صحيحاً للمسيحيين ولجميع الطوائف، فإن مفاعيله الحتمية ستكون مزايدة دون نهاية ضمن الطائفة الواحدة حيث سيهمش جميع المعتدلين في جميع الطوائف او سيجبرون ان يزايدوا ليكسبوا أصواتا ضمن طائفتهم. وتأتي الإنعكاسات سريعاً، فالخطاب الطائفي الإنتخابي المتطرف ضمن الطائفة الواحدة سيجر ردّا عليه بخطاب متطرف آخر من الطائفة المقابلة، عدا أن النتيجة الأكيدة لهكذا قانون ان التعداد الحقيقي لكل طائفة سيصبح جلياً للجميع، فلا يجب أن نتفاجأ اذا طالبت الطوائف الأخرى بتوزيع جديد للمقاعد نسبة للاعداد ضمن خطابها الفعلي والإنتخابي. إن الأمر الأكيد في كل نقاش يدور حول مشاريع الإنتخاب في الوقت الحالي أن لا أحد يهتم بالتمثيل الشعبي، بل كل فريق يفكر بعدد المقاعد التي سيحصل عليها من دون الأخذ في الإعتبار التمثيل الحقيقي الصحيح. ما يثير الغضب أن هناك مشروعاً قل ما يتم التطرق اليه جدياً ينتج تمثيلاً صحيحاً وهو معمول به في أعرق ديموقراطيات العالم إلا وهو قانون الدائرة الفردية على دورتين، والذي عدا عن تمثيله الصحيح، يعطي العدالة السياسية لكل فرد من أفراد المجتمع الى أي طائفة انتمى، أما السبب الأبرز لرفض الطبقة السياسية الحالية البحث في هذا القانون أنه الوحيد الذي يسمح بالمحاسبة التي هي أكثر ما يخشاها السياسيون اللبنانيون.

 

شربل وابراهيم تابعا في الدوحة ملف المخطوفين في سوريا

وطنية - أنهى وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم جولة من المحادثات في الدوحة على مدى يومين شملت كبار المسؤولين السياسيين والامنيين في دولة قطر، وتركزت على ملف المخطوفين اللبنانيين في سوريا حيث تم التشاور في امكان مساهمة قطر في الحل. وتوج شربل وابراهيم برنامج لقاءاتهما في الدوحة باجتماع مع رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، في حضور السفير اللبناني حسن سعد، بعدما عقدا اجتماعا مع وزير داخلية قطر الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني. وبحث الوفد اللبناني في لقاءين منفصلين مع رئيس هيئة الرقابة الادارية والشفافية عبدالله بن حمد العطية والنائب العام القطري الدكتور علي بن فطيس المري، في قضايا ذات اهتمام مشترك الى جانب مناقشة سبل توثيق التعاون بين البلدين. ووصف شربل اثر عودته الى بيروت اللقاءات في قطر ب"المثمرة"، موضحا ان "الجانب القطري ابدى اهتماما بملف المخطوفين اللبنانيين في سوريا بعد شرح مستفيض لتفاصيل هذه القضية الانسانية وما رافقها من حركة اتصالات"، مشيرا الى "سعي قطر الدائم لتحقيق ما يؤدي الى خير الشعوب". وكشف شربل ان "الاجتماعات أفضت الى تعيين مسؤول أمني قطري لمتابعة هذا الملف مع المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي سيعاود الاجتماع به مطلع الاسبوع المقبل في الدوحة، بعد اعداد وتجهيز ملف كامل يتضمن مختلف جوانب هذا الموضوع وحصيلة الاتصالات والاجتماعات التي قامت بها اللجنة الوزارية في شأن خطف اللبنانيين في سوريا".

 

شمعون:الطرح الارثوذكسي يكرس الطائفية ومخالف للدستور

وطنية - اعتبر رئيس حزب "الوطنيين الاحرار" النائب دوري شمعون، في تصريح اليوم، "ان الطرح الارثوذكسي يكرس سرطان لبنان المتمثل بالطائفية، ويقسم لبنان عموديا بين الطوائف". ورأى ان "القادة المسيحيين الذين يؤيدون هذا الطرح يتجاهلون هذا المرض الطائفي المستشري في الجسم اللبناني، ويكرسونه بتأييد هذا الطرح الهجين كمن يطلب تقسيم لبنان". واشار الى ان "اي قانون يعتمد الطرح الارثوذكسي سيضر بالمسيحيين على المدى البعيد، لأنه مخالف للدستور اللبناني"، وقال: "نحن نعلم ان اي مخالفة للدستور تعني فتح بوابة جهنم علينا كمسيحيين، لأن ثمة قوى سياسية كثيرة لديها مشاريعها الخاصة، منها "حزب الله"، وهذه القوى لم تعد راضية على دستورنا اللبناني وترغب باستبداله بنظام المثالثة"، لافتا الى ان "طرح اللقاء الارثوذكسي يفتح المجال على القبول بمخالفات كثيرة للدستور قد تكون المثالثة احداها". واعتبر شمعون ان "الحديث عن الطرح الارثوذكسي مجرد مضيعة للوقت لأنه يقدم المصالح الطائفية الضيقة على مصلحة لبنان"، مضيفا "يبدو ان جميع المؤيدين لهذا الطرح يتطلعون الى مصالحهم الخاصة، فيما تأتي مصلحة لبنان بالدرجة الثانية".

 

نواب زحلة: للاسراع في وضع قانون يحقق التمثيل الصحيح والعادل

وطنية - شددت كتلة نواب زحلة، في بيان بعد اجتماعها، على "ضرورة الإسراع في الوصول إلى قانون إنتخاب يحقق التمثيل الصحيح والعادل لكل أطياف المجتمع اللبناني وخصوصا المسيحيين، وأن يكون هذا القانون مرتكزا أساسيا للحياة السياسية المستقبلية في لبنان على قاعدة تطبيق إتفاق الطائف وبناء الدولة القوية وتطبيق العدالة الإجتماعية، مما يعزز العيش المشترك ويؤكد دور لبنان الرسالة في محيطه العربي وجسر تواصل بين الشرق والغرب". واضاف البيان: "إيمانا من الكتلة بهذه العناوين سيطلق النواب مبادرة تجاه المرجعيات السياسية والروحية في لبنان خلال الأسبوع الحالي تجسيدا لصيغة العائلة اللبنانية التي ترمز إليها مدينة زحلة وقضاؤها". وتوقف النواب "أمام أزمة النزوح السوري إلى لبنان وخصوصا في البقاع، فأسفوا للمعالجات اللامسؤولة التي اتبعتها الحكومة منذ بداية الأزمة تجاههم، واستذكارها النازحين بعد عامين، فجاءت القرارات باهتة أمام هول المأساة الإنسانية والإجتماعية والتي كان من المفترض أن تعالجها وتطلق النفير العام بالتعاون والتعاضد مع الحكومات العربيّة التي يقع على عاتقهم جميعاً تقديم العون والمساندة للأشقاء السوريين". وحملت الكتلة وزير الطاقة والمياه جبران باسيل "مسؤولية الفيضانات التي حصلت في سهل البقاع"، وسألت: "لماذا لم تقدم وزارته على تنظيف المجاري على رغم المطالبات والمراجعات الملحة من أبناء المنطقة؟"، داعية الحكومة إلى "مسح الأضرار وتعويض المواطنين".

 

شهيب: الطرح الارثوذكسي لن يمر وبري لن يعرضه على الهيئة العامة

وطنية - أعلن عضو "جبهة النضال الوطني" النائب أكرم شهيب في حديث الى مجلتي "الاسبوع العربي" و"ماغازين"، أن "الطرح الارثوذكسي لن يمر في المجلس النيابي، وكلام الرئيس نبيه بري واضح من أنه إذا لم يكن هناك توافق لن يعرض المشروع على الهيئة العامة، وهذا التوافق غير موجود اليوم". وأوضح "أننا لم نجر تصويتا على قانون إنما ناقشنا وفي النقاش كانت مع القانون أعداد 6 الى 3، لكن هذه الاعداد هي لوضع برنامج وأولوية النقاش وليست تصويتا على قانون تم الاتفاق عليه". وأكد "الاستمرار بالبحث عن القواسم المشتركة حتى لو أضطررنا الى ورشة عمل كاملة ويومية من اليوم الى نهاية شهر شباط"، مذكرا باقتراحه حلولا تنطلق من اتفاق الطائف من خلال إنشاء مجلس شيوخ على قاعدة القيد الطائفي ومن ثم انتخاب مجلس نواب على اساس لا طائفي". ولم يوافق على القول إن قانون الانتخاب هو حساب يصفى من الكتائب والقوات اللبنانية مع النائب وليد جنبلاط وقال: "الموضوع هو حفلة مزايدات انتخابية باتت بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية مع الأسف"، مستغربا "أن يدافع حزب الله عن المشروع الارثوذكسي وهو الرافض للفدرالية بشكل علني وسري". واضاف :"بالتأكيد ان التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب لهم موقع سياسي أساسي في البلد وهو موقع معروف، لكن ايضا هناك قيادات أخرى لها موقعها، فلا يمكننا التنكر والقول ان القرار محصور فينا وحدنا، وكل من يدعي وجود تهميش سأعطي مثلا مناطقنا في الشوف وعاليه حيث هناك شراكة كاملة مع القوى الموجودة على الارض ان كان تيار المستقبل أو القوات اللبنانية أو الكتائب أو الاحرار". وفيما لم يستبعد أن يخوض النائب وليد جنبلاط الانتخابات في الشوف وعاليه بلوائح مستقلة عن 8 و14 آذار، استدرك بالقول ان توجه النائب جنبلاط "الدائم حفظ السلم الاهلي ومنع الفتنة والحفاظ على الطائف". ورأى في موضوع نقل مقاعد نيابية "أن الامر لا يتوقف علينا بل يتوقف على أفرقاء عدة، وإذا ما تم التوافق لا نمانع".

 

إيران «توجه» ملياراتها إلى نظام الأسد وحزب الله

هدى الحسيني/الشرق الأوسط

يتفق السياسيون الأوروبيون على أن إيران بفعل المقاطعة الدولية تتآكل من الداخل. ويوم السبت الماضي نشرت صحيفة «التايمز» البريطانية مقالا عن تململ في صفوف الجيش الإيراني بسبب إلغاء الخدمات الأساسية من وجبات طعام ووسائل نقل مجانية (باستثناء كبار الضباط)، وإبلاغ الجنود أن لا يتوقعوا الشهر الثالث عشر الذي كانوا يقبضونه في بداية شهر مارس (آذار) من كل عام بمناسبة عيد النوروز (رأس السنة الفارسية).

صحيفة «الغارديان» كتبت بدورها صباح الاثنين الماضي أن العقوبات أثرت على استيراد إيران للأدوية، في هذه القضية بالذات تنكشف الأولويات الملتوية للنظام الإيراني. إذ على الرغم من الزيادات في الإيرادات السنوية البالغة 30 مليار دولار من صادرات النفط، وأكثر من ثلاثة أضعاف هذا المبلغ في احتياطي العملات الأجنبية، والتصريحات الإيجابية لوزراء الحكومة الإيرانية، فإن النظام الإيراني لا يبذل أي جهد لمساعدة المواطنين. وبدلا من تحديد الأولويات الأساسية للميزانية، فإنه يستغل العقوبات الدولية ككبش محرقة لتعميق معاناة الشعب الإيراني، وآخر نموذج عن أولويات النظام الملتوية، هو الرعاية الصحية في إيران التي تتدهور بسرعة، كما أن الكثير من الناس يجدون أنفسهم عاطلين عن العمل.

في الثامن من الشهر الماضي، طلبت وزيرة الصحة الإيرانية مرضية وحيد دستجردي (طردها الرئيس محمود أحمدي نجاد من منصبها في 28 ديسمبر (كانون الأول)، أي بعد عشرين يوما) من البنك المركزي الإيراني تخصيص مبلغ 2,5 مليار دولار بشكل عاجل، لاستيراد الأدوية لمعالجة ستة ملايين مريض يعانون من أمراض تهدد الحياة، مثل الهيموفيليا (مرض في الدم) والسرطان والتلاسيميا. ومع ذلك وحتى الآن فشلت السلطات الإيرانية في تخصيص الأموال اللازمة لاستيراد الأدوية المنقذة للحياة.

إن سبب عدم استيراد إيران للأدوية الملحة لمرضاها واضح ومباشر، ويكشف عن أسوأ نوع من السياسة المتبعة في ما يتعلق بالشعب الإيراني.

يسعى النظام، في كل منعطف، إلى تضليل الشعب الإيراني وجعله يشعر بأن كل المشكلات التي يواجهها سببها تدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية الإيرانية.

من هنا، إبلاغ فاطمة رفسنجاني رئيسة «رابطة الأمراض المستعصية» أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون بأن النقص في العلاج الطبي هو نتيجة العقوبات الدولية. لكن على الرغم من تصاعد العقوبات الدولية ردا على التعنت الإيراني لا يوجد أي قرار على الإطلاق يمنع النظام من تصدير أو استيراد الأدوية الحيوية.

في الواقع، قد تكون قراءة خاطئة للوضع، إذا كان التصور بأن فشل إيران في تخصيص الأموال اللازمة التي طلبتها وزيرة الصحة المقالة يعود إلى فرض العقوبات الدولية.

في الحقيقة، هناك موارد مالية ضخمة تحت تصرف السلطات الإيرانية، فخلال السنة الماضية فقط، ازدادت عائدات النفط 28 مليار دولار أو 36% (سنة 2011 – 2012 بلغت عائدات النفط 108,9 مليار دولار، مقارنة مع سنة 2010 – 2011 حيث بلغت 80,1 مليار دولار).

علاوة على ذلك، وحسب تقديرات صندوق النقد الدولي، فإن لدى إيران من احتياطي العملات الأجنبية والذهب ما مقداره 101,5 مليار دولار. فكيف يمكن لهذه الزيادات في الإيرادات التي تبلغ 130 مليار دولار أن تعجز عن تخصيص مبلغ 2,5 مليار دولار قيمة أدوية حيوية لتحسين وربما إنقاذ حياة ستة ملايين إيراني؟ إنه تبرير أبعد من أي منطق اقتصادي. وعلى ما يبدو فالمسألة ليست اقتصادية وإنما سياسية.

وفي محاولة للحفاظ على الاستقرار الداخلي، بدأت السلطات الإيرانية نشر البيانات عن الواردات الطبية، مع إبقاء جدار من الصمت المطبق حول انهيار معظم الميزانية الوطنية. على سبيل المثال، أعلن المصرف المركزي الإيراني في أوائل شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عن تخصيص مبلغ 750 مليون دولار للواردات الطبية. بعد عدة أسابيع أعلن حسين علي شهرياري رئيس اللجنة الصحية في مجلس الشورى عن رغبة إيران في استيراد أدوية بقيمة 130 مليون دولار. وفي حين تبدو هذه المبالغ كبيرة فإنها أقل بكثير من المبلغ الذي طالبت به وزيرة الصحة التي أقالها أحمدي نجاد. ثم إنه ليس واضحا ما إذا كانت هذه المبالغ استخدمت فعلا لاستيراد الأدوية. إن انعدام الشفافية حول كيفية تدفق المليارات من الدولارات على خزينة النظام أمر صارخ ويمكن وصفه بـ«الثقب الأسود».

هذا «الثقب الأسود» العملاق يبدو أنه يتكفل برعاية حلفاء إيران وفي طليعتهم نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا و«حزب الله» في لبنان. أما الذين يعانون المعاناة الكبرى فهم الإيرانيون نتيجة حالة يائسة لعدم إيجادهم الرعاية الصحية اللازمة، أو لمحاولتهم البحث عن طريقة لتأمين الاحتياجات الأساسية لأسرهم.

ومع سبعة ملايين عاطل عن العمل في إيران اليوم والبطالة في تصاعد، ومع فقدان الناس ثقتهم بالحكومة إن كان لجهة تأمين الدواء أو إيجاد فرص عمل، تعلو بين حين وآخر ضجة إعلامية عن خطط تضعها الحكومة لإعادة الإيرانيين إلى العمل، آخرها الوعد بتأمين 1,3 مليون وظيفة في شهر مارس المقبل. لكن التصريحات المتضاربة من مختلف المسؤولين الإيرانيين تجعل من الصعب على الإيرانيين أن يصدقوا أن هناك رغبة حقيقية في مساعدتهم. أيضا، في خطوة لتطويق غضب الإيرانيين العاطلين عن العمل، والخوف من امتداده إلى قطاعات أخرى، أعلن داود قادري العضو في المجلس الأعلى للتوظيف، في الثالث من الشهر الماضي، عن تخصيص مبلغ 1,96 تريليون ريال (نحو 160 مليار دولار) لتعزيز فرص العمل في العام المالي الحالي 2012 – 2013. هذا الرقم ومع التشجيع الذي رافقه تم تقويضه من مسؤولين آخرين في حكومة أحمدي نجاد.

هشاشة وعد آخر شبيه بهذا أطلقه العام الماضي (يناير «كانون الثاني» 2012) نائب رئيس المجلس محمد رضا باهونا، إذ قال: «هناك خطة لاستثمار 200 مليار دولار لاستيعاب الملايين من العمال الجدد في السنة، لكن في الواقع ليس في حوزتنا إلا 80 مليار دولار»!

وبعد المناقشات ما بين وزارة المالية والمصرف المركزي في ما يتعلق بتلك الخطة، تم في شهر يوليو (تموز) الماضي التخلي عن مبلغ 37 مليار دولار للمجلس الأعلى للتوظيف، وفقا لتصريح نائب وزير العمل محمد حسين بوروزانمير. من حق الإيرانيين أن يسألوا عما إذا كانوا سيرون «ثمار» الـ160 مليار دولار أو الثمانين مليارا أو 37 مليارا لتخفيض نسبة البطالة. كثيرون يشعرون بأن التوقعات قاتمة، وأن المليوني إيراني الذين طردوا، أو تم الاستغناء عن خدماتهم، كما قال محمد اتادوريان من جمعية رجال الأعمال في المجلس الأعلى للتوظيف، يعرفون بأن كل وعود الحكومة فارغة، كون معدلات البطالة تنذر بالخطر وهي أعلى كثيرا مما تدعيه الحكومة، بحيث تصل إلى 31% وليس كما تقول إنها ما بين 12 و13%. من خلال مراقبة أوضاع قطاعي العمل والصحة، يبدو حتما أن أولويات القيادة الإيرانية ملتوية جدا. إذ على الرغم من عائدات النفط الكبيرة، واحتياطي العملات الأجنبية، فإن النظام يهمل شرائح كثيرة من الشعب. في الوقت نفسه، يصر الناطقون باسم الحكومة على خداع الناس، وتعزيز أمل كاذب عبر بيانات وهمية وخطط ليس فيها أي مضمون فعلي.

تريد إيران أن تقول للعالم إن العقوبات تطال الشعب وليس النظام. إلى متى يمكن لهذا الوهم أن يستمر؟ هذا هو السؤال الرئيسي الذي ستواجهه إيران هذا العام.

 

 

 هل يُطيح «الأرثوذكسي» ثورة الأرز؟

فادي عيد/الجمهورية

توقفت أوساط سياسية في «14 آذار» عند البلبلة التي تشهدها هذه القوى، في ظل غياب التواصل بين أركانها بعد العاصفة السياسية التي أثارتها موافقة حزبيَ «الكتائب» و«القوات اللبنانية» على المشروع الانتخابي الأرثوذكسي، خصوصاً لجهة حملة إطلاق النار الإعلامية التي استهدفتهما في الأيام العشرة الأخيرة.

واعتبرت هذه الأوساط أنّ الحملة القائمة أقلّ ما يقال فيها إنها جائرة جداً في حق حزبَين قدّما للبنان ولانتفاضة الاستقلال ما لم يقدمه أيّ طرف آخر. فمن جهتها الكتائب قدّمت شهيدَين هما الوزير بيار الجميّل والنائب أنطوان غانم، ومن جهة ثانية كادَ رئيس حزب "القوات" سمير جعجع أن يسقط شهيداً في حديقة منزله في معراب، إضافة إلى نجاة النائب أنطوان زهرا من أكثر من محاولة اغتيال بقيَت طيّ الكتمان.

لكن الأهم يكمن في ما قدّمته "القوات" سياسياً إلى القوى السيادية، وفي طليعتها تيار "المستقبل" في أكثر من محطة، وأهمّها على الإطلاق يومَ خاطَر جعجع بأمنه الشخصي وقصد السراي الحكومي مرّتين للوقوف إلى جانب الرئيس فؤاد السنيورة خلال حوادث 7 أيار 2008، وحين ضحّى في الاستحقاق الانتخابي عام 2009 بترشيح العميد وهبي قاطيشا في عكار والدكتور ريشار قيومجيان في بيروت من أجل الحفاظ على وحدة "14 آذار".

وتسأل هذه المصادر: "أيّهما كان وقعه أسوأ على جمهور "14 آذار"؟ موافقة "القوات" على قانون "اللقاء الأرثوذكسي"؟ أم زيارات الرئيس سعد الحريري الى دمشق ولقاءاته مع الرئيس السوري بشار الأسد ومبيته عنده والسير في الـ "س- س"؟ مما لا شك فيه أن زيارات الحريري الى دمشق أصابت كل جمهور "ثورة الأرز" بإحباط لا يمكن وصفه، ولكن في المقابل وقَفَ جعجع موقفاً شهماً ودعم حليفه في كل الخطوات التي جاءت في إطار تفاهم إقليمي كبير ما لبث أن أطاح النظام السوري به بالتعاون مع "حزب الله".

وحين انتقل رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط سياسياً إلى الضفة الأخرى ونقل الأكثرية النيابية معه إلى قوى "8 آذار" بدءاً من مؤتمر "البوريفاج" في 2 آب 2009، بعد أقل من شهرين على الانتخابات النيابية، وصولاً إلى تسمية الرئيس نجيب ميقاتي في كانون الثاني 2011 بفعل سياسة "القمصان السود" التي مارسها "حزب الله"، عندها حافظ جعجع على كل الخيوط وضبط كل الأوضاع لمنع أيّ هجوم على جنبلاط، حرصاً على التفاهمات داخل "14 آذار"، وكذلك حرصاً منه على وضعية الجبل والعيش المشترك بين مختلف مكوناته.

وتضيف الأوساط أن "سمير جعجع هو من أشد الحريصين على وحدة "14 آذار"، لا بل لطالما شكّل رأس حربتها، تماماً كما حين بادر الى إعلان مقاطعته لطاولة الحوار ورفضه الجلوس مع المتّهمين بعمليات الاغتيال ومحاولات الاغتيال، قبل أن تستلحق كل مكوّنات "14 آذار" نفسها إلى الموقف إياه منعاً لاستنزافها في صوَرٍ غير مجدية".

وتختم الأوساط نفسها بسؤال: "لماذا لم تسلّف بعض القوى داخل "14 آذار" سمير جعجع في موضوع قانون الانتخابات سواء من حيث العمل على تأمين الأكثرية النيابية المطلوبة لقانون الخمسين دائرة، أو من خلال دعمه في موضوع المشروع الأرثوذكسي لتظهير صورة موحّدة لأركان "انتفاضة الاستقلال"، ما كان سيحتّم على الفريق الآخر البحث عن مخارج سريعة للتأييد اللفظي الذي أبدوه للطرح الأرثوذكسي"؟،

لذلك، ترى هذه الأوساط، أن لا بدّ من جلسة مصارحة على مستوى قيادي بين مكوّنات "14 آذار" واتخاذ الخطوات السريعة اللازمة لتأمين توافق على قانون انتخابات، يؤمّن صحة التمثيل ويزيل كل الهواجس المسيحية ويحظى بالأكثرية اللازمة، إضافة الى تحديد معالم المرحلة المقبلة بما يمكّن من مواجهة كل التحديات التي تنتظر "ثورة الأرز" داخلياً وخارجياً. فادي عيد | الجمهورية

 

بين الشهباء والأرثوذكسي

بقلم/انطوان مراد/لبنان الحر

أمس ، هزت حلب وجامعتها تحديداً مجزرة مروعة، إدعى النظام أنها ناجمة عن قذيفتين صاروخيتين أطلقهما الإرهابيون، لكن مشهد المجزرة بالعدد الهائل من الضحايا والجرحى وبالدمار الواسع الذي لحق بموقعها، يوحي بأنها من صنع النظام الذي يملك إلى الطيران، أسلحة تقليدية للدمار الشامل من صواريخ وبراميل متفجرة وذخائر محظرة دولياً. جامعة حلب تدمى. حلب التي يراهن النظام على تحويلها إلى خراب، ليتَّهم المعارضة بانها السبب. وفي جدلية السبب والنتيجة في ما يحصل في سوريا، الأمر واضح. لقد فوّت بشار الأسد، باعتراف بعض أنصاره وحلفائه واتباعه في سوريا وفي لبنان، فرصاً عدة لاحتواء الموقف، فهو بعناده وإصراره على التمسك بالسلطة عبر الترويع والقتل والتدمير، يدفع الكثيرين من معارضيه دفعاً إلى التطرف والتشدد، في لعبة جهنمية هدفها الإدعاء بأنه يحارب الخطر الأصولي التكفيري والمجموعات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة. فهل ننسى أن النظام ، وعلى أكثر من أربعين عاماً، حكّم الأقلية بالاكثرية بخلفيات مذهبية. لقد استمرت الثورة السورية أشهراً عدة ثورة سلمية، ونذكر جيداً الهتاف المدوي:

"سلمية سلمية إسلام ومسيحية". وكان الرد المنهجي محاولة ترهيب المتظاهرين بملاحقة الناشطين وخطف أفراد عائلاتهم إلى قتل عدد من الرموز. لقد ظن النظام أن الأسلوب القديم لإخضاع الشعب السوري وإسكاته سينجح، والنتيجة كانت المزيد من الحراك الشعبي، ومعه المزيد من التنكيل والترويع، حتى اضطر المعارضون إلى حمل السلاح، وصولاً إلى القتال تحت لواء الدين والجهاد. فكلما عاند بشار الأسد، كلما اشتد ساعد التطرف.

ومع ذلك، يصر بعض المضلِّلين والمضلَّلين عندنا على تظهير النتيجة بدلاً من التركيز على السبب، وعلى أبلسة جهاد بعض المعارضين للنظام السوري، وعلى تقديس جهاد عناصر حزب الله الذين يُرسلون للدفاع عن النظام.

ولإنعاش الذاكرة مرة أخرى ، فإن سوريا قبل النظام البعثي الأسدي، كانت نموذجاً للعيش المشترك ولازدهار أبنائها المسيحيين ، ولاسيما في حلب. حلب التي كانت تفخر بتكريم رجالاتها المسيحيين،

كما تفخر بطابعها التعددي المنفتح. وللدلالة: في العام 1934، إنتدبت الجمهورية اللبنانية شاعر شبلي الملاط، في عهد رئيسها حبيب باشا السعد لتمثيل لبنان في مهرجان إزاحة الستار في حلب

عن تمثال المثلث الرحمات المطران جرمانوس فرحات، وحضر المهرجان جمع من رجال الدين والدنيا، وتصدره رئيس جمهورية سوريا محمد علي العابد، وفي هذا المهرجان ألقى الملاط قصيدة "الشهباء" ومطلعها:

الدين مصباح الهدى ومناره والعلمُ ريحان الوجود وغارُه فيا سادة يا كرام  إنها نبذة من احتفال وقصيدة دوّت بها حلب الشهباء لمناسبة تكريم حَبر ماروني قبل حكم البعث وحكم الأسد، فهل تتفكَّرون؟ ما يهمنا اليوم، أن يدرك الجميع وأقول الجميع، بأن التمادي في تهميش الحضور المسيحي والصوت المسيحي في لبنان، سينقلب خسارة لهذا وذاك وذلك، ولن يستقيم البلد إلا بقانون انتخاب يحقق المناصفة الفعلية أو الحد المقبول منها. لا تريدون مشروع اللقاء الأورثوذكسي؟ أو تريدونه جهراً وترفضونه سراً؟ فهيا أقدموا "وفرجونا بضاعتكم". في رأيي اليوم ثلاثة مستحيلات، أو على الأقل ثلاثة لا تجوز:

قانون الـ60 مشروع النسبية مع الدوائر المتوسطة كما أقرته الحكومة وعدم غجراء الإنتخابات في موعدها. إذاً ، تكرّموا وناقشوا مشروع الدوائر الصغرى كبديل. في عين التينة أستاذ يسعى إلى تربيع الدوائر

بدلاً من تدوير الزوايا. عزيزنا دولة الرئيس، لن نقول إيدنا بزنارك، لأن زنارك معقود على خصرين: خصرك وخصرهم! ولكن ثق بأن الآتي من الأيام سيثبت أن إحقاق الحق للمسيحيين ثمنه أقل بكثير من "مودرة" هذا الحق

بحجة السلم الأهلي وتجنب الفتنة وباقي المعزوفة. ما زال عندنا بلد اسمه لبنان، ودولة اسمها الجمهورية اللبنانية والخيار واحد من اثنين لا ثالث لهما: الأورثوذكسي وإلا الدوائر المصغرة. والسلام على من اتبع الهدى!

* أنطوان مراد - رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ"

 

الفضيحة الى الواجهة من جديد... عمليات غش في نتائج التحاليل لإعادة تصدير الأدوية المشبوهة وبيعها في الأسواق

عادت فضيحة الدواء الى الواجهة من جديد بعدما كان تمّ الكشف عنها في أواخر العام الماضي، والمتعلقة بجريمة إدخال أدوية مشبوهة الى لبنان، من خلال تزوير تحاليل مختبرات جامعة بيروت العربية، وتورّط شقيق أحد وزيري "حزب الله" محمد فنيش في القضية وبعض الشركات الكبرى في هذا المجال. وكشف رئيس لجنة الصحة النيابية عاطف مجدلاني في تصريح من مجلس النواب انه "تم سحب الدفعة الأولى من الأدوية المشبوهة من الأسواق، وإيداعها مستودعات قيل انها تابعة لوزارة الصحة. تم ختم مستودعات إحدى الشركات المستوردة لكن من دون فتحها للتحقق مما في داخل هذه المستودعات، وإجراء جردة للموجودات بداخلها. قرار وزير الصحة في هذا الشأن، يقضي بإعادة تصدير هذه الأدوية المشبوهة، وهذا لم يحصل، لماذا؟". وأكد مجدلاني أن "ما يدعو الى القلق في هذا الإطار هو إجراء فحوص جديدة لهذه الأدوية المشبوهة في محاولة لإعادة بيعها في الأسواق. وقد علمنا من مصادر موثوقة ان النتائج أظهرت بنسبة كبيرة عدم تطابق في المواصفات بين التحليل وبين ما كتب في ملف الدواء المحدد. وهذا يدل أن هناك عملية غش توضح أسباب تزوير نتائج التحاليل في مختبر الجامعة العربية". وتابع: "من هنا ندعو الى تنفيذ قرار وزير الصحة بإعادة ترحيل هذه الأدوية والأفضل تلفها طبعا. أما في ما يتعلق بالشق الآخر من الملف وهو تزوير ملفات 376 دواء بالإضافة الى الدفعة الأولى والتي دخلت البلد في الأعوام 2009، 2010 و2011 هذا الملف ما زال عالقا وهو يشكل خطرا على الصحة العامة. نحن لا نعرف ما هي هذه الأدوية، هل استهلكت كلها؟ أم هناك قسم منها ما زال في الصيدليات أو في المستوصفات أو في المستشفيات؟ نعلم أمرا واحدا أنها تعود لنفس الشركات التي زورت الدفعة الأولى".

وقال رئيس لجنة الصحة النيابية: "في عودة الى الشق القضائي لهذه الجريمة الموصوفة في حق الشعب اللبناني، يهمني أن أحيط الرأي العام علما بأن مدعي عام جبل لبنان اطلع على ملف الدعوى، وادعى في قرار أصدره على 11 متهما بالتورط في الجريمة، وأحال الملف على قاضي التحقيق لمتابعته، وقد عقد قاضي التحقيق الجلسة الأولى في حضور محامي الدفاع والإدعاء في 26/12/2012 وعين موعد الجلسة الثانية في 19/3/2013، بعدما طلب الطرفان مهلة لدراسة الملف. هذا النمط من المحاكمات قد يستغرق وقتا طويلا قبل إصدارالأحكام، مما يعني عمليا أن حسم القضية وإغلاق الملف، قد لا يتم قبل عام أو عامين أو أكثر. في هذا الوقت تستمر الشركات المتهمة بالتزوير في ممارسة أعمالها في قطاع تجارة الدواء، لأن القضاء لا يملك صلاحية وقفها قبل صدور الأحكام النهائية في القضية المثارة أمامه".

وطالب مجدلاني وزير الصحة بالإجراءات التالية: "إعلان لوائح اسمية بالأدوية المشبوهة التي دخلت الى البلد منذ العام 2009، لكي يعرفها المواطن ويتوقف عن تناولها، سواء كانت في المستشفيات أو المستوصفات أو الصيدليات أو في المنازل. تنظيم حملة لاكتشاف ما تبقى من هذه الأدوية في التداول وسحبها فورا. بما ان وزير الصحة يملك حصريا صلاحية تجميد أو سحب رخص الشركات المستوردة للأدوية، فإنني أطالب وكتدبير أولي احترازي، بتجميد رخص الشركات المتورطة بالجريمة وإغلاق مستودعاتها في انتظار الأحكام النهائية التي ستصدر عن القضاء، وذلك حماية لصحة الناس وحماية لسمعة لبنان، ولاعادة الثقة في قطاع الدواء وفي مؤسسات الدولة". أكّد مجدلاني "متابعة هذا الملف متابعة حثيثة، وسأواصل الاطلاع على سير القضية، للتصدي لأي محاولات ضغط قد يتعرض لها القضاء، وسأواصل العمل لحث وزير الصحة العامة، وسأطلع الرأي العام دائما على كل المستجدات، لكي يواكب الملف ويساعد في وصوله الى خواتيمه القانونية، لكي ننتهي من هذا النوع من الجرائم المباحة في البلد. نتمنى أن تكون سنة 2013، سنة الحسم الصحي، وسنة معاقبة المجرمين، وسنة تحسين وتحصين صحة الناس، وثقتهم بالدولة ومؤسساتها". وأشار رئيس لجنة الصحة النيابية الى "موضوعين آخرين لا بد من الإشارة اليهما وسيكون لنا موقف مفصل منهما لاحقا، ملف الدعايات الكاذبة لمستحضرات تعطي زورا صفة علاجية خاصة وان وزارة الصحة لم تعط أي ترخيص لها والقانون يمنعها، ملف تزوير شهادات الكولوكيوم لـ17 صيدليا، أين أصبح؟ بعد شهرين من انفضاح امرهم وبعد ان اتخذ معالي الوزير القرارالصائب بحقهم وسحب منهم رخص مزاولة المهنة". وقدم النائب مجدلاني اقتراح قانون معجلاً مكرراً الى مجلس النواب جاء فيه: تعديل المادة 54 من قانون مزاولة مهنة الصيدلة 367.

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام

 

مصادر قانونية لـ «الراي»: تسريب لائحة الشهود بمحاكمة الحريري وصحيفة قريبة من «حزب الله» بدأت بنشر أسمائهم وصورهم

 بيروت - «الراي/مع انطلاق العدّ العكسي لبدء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان المحاكمة الغيابية لاربعة متهمين من «حزب الله» في جريمة اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري في 25 مارس المقبل، باغت الاوساط السياسية والقضائية مباشرة احدى الصحف القريبة من الحزب كشف اسماء بعض الشهود ونشر صور لكلّ منهم ووظيفته ودوره.

وأبلغت مصادر خبيرة في القانون الجزائي الى «الراي» ان نشر معلومات عن الشهود هو أمر خطير للغاية. واعتبر ان مصدر هذه التسريبات واحد من ثلاث جهات: الادعاء، او الدفاع او جهة استخبارية، مستبعدة فرضية تسريب لوائح الشهود من الادعاء لان لا مصلحة له في ذلك على الاطلاق. وأوضحت تلك المصادر ان «قاضي الاجراءات التمهيدية في المحكمة الدولية دانيال فرنسين، حلقة الوصل بين الادعاء ووكلاء الدفاع يقوم بتزويد الدفاع باسماء الشهود استعداداً لبدء المحاكمات»، لكنها لفتت الى ان «وكلاء الدفاع عليهم التكتم بموجب القسم». ورأت المصادر انه لابد من ان تجرى المحكمة الدولية تحقيقاً في عملية تسريب اسماء شهود، ومن ثبتت مسؤوليته لا يطرد فحسب بل تنزل بحقه عقوبات نتيجة الاخطار الجمة التي نجمت عن هذه العملية». وقالت هذه المصادر بان «الاخطار تتجاوز احداث بلبلة تسيء الى سمعة المحكمة الدولية وعملها لتصل الى التأثير على الشهود وترهيبهم وتهديدهم وممارسة الضغوط عليهم وعلى عائلاتهم».

 

مصادر أمنية لبنانية: نجوم السما أقرب من معرفة مكان إقامة كفوري وهو لن يحضر جلسة سماعه إلا عبر الفيديو

بيروت – الراي/تفاعل في بيروت تحديد قاضي التحقيق العسكري اللبناني رياض ابو غيدا 28 من الشهر الجاري لاستدعاء «المخبر الملك» ميلاد كفوري لاستجوابه بصفته شاهداً في قضية الوزير السابق ميشال سماحة المدعى عليه كما على مدير مكتب الامن الوطني السوري اللواء علي مملوك ومدير مكتبه العقيد «عدنان» بتهمة «إقدامهم على تأليف عصابة مسلحة بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والاموال والنيل من سلطة الدولة توصلاً إلى إثارة الاقتتال الطائفي عبر التحضير لتنفيذ اعمال ارهابية بواسطة عبوات ناسفة (في عكار - الشمال)، والتخطيط لقتل شخصيات دينية وسياسية ودس الدسائس لدى مخابرات دولة اجنبية».

وشكّل طلب استدعاء كفوري مفاجأة كبرى باعتبار انه خالف قرارات سابقة اعتبرته «مُخبراً سرّياً» يتمتّع بكلّ أشكال الحصانة والحماية القضائية المادية والامنية، كما اعتُبر «انتصاراً» لفريق الدفاع عن سماحة الذي طالب مراراً بسماع افادة كفوري الذي كان وثّق بالصوت والصورة وبمواكبة من شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي كيف نقل سماحة العبوات الـ 24 من سيّارته العائدة من دمشق (في 7 اغسطس الماضي) في مرآب البناية حيث يقطن في الاشرفية مع «امر العمليات» بالمهمات التفجيرية المطلوبة و«بنك الاهداف» الفتنوي في شمال لبنان.

وفي حين استوقف دوائر مراقبة تضمين وكلاء الدفاع طلب الاستماع الى كفوري ما سمّوه «العنوان الحقيقي» له معتبرين ان صفة السرية عنه سقطت لمجرّد اكتشاف هويته الكاملة بالصوت والصورة ومن خلال محاضر الجلسات التي نشرتها صحف لبنانية، فان الواضح ان هذا الملف سيكون محور تجاذب لن تغيب السياسة طويلاً قبل الدخول اليه من بوابة «الحساسية المفرطة» لقوى «8 آذار» على شعبة المعلومات (محسوبة على «14 آذار») التي تم ربط اغتيال «رأسها» اللواء وسام الحسن في 18 اكتوبر الماضي بكشفه مخطط سماحة - مملوك. وما عزز هذا الانطباع ما نُقل عن مراجع امنية رفيعة معنية بالملف جزمت بانها لن تنقل كفوري إلى دائرة قاضي التحقيق «خشية تعريض حياته للخطر وقوى الامن ملزمة تأمين الحماية الكاملة له ولعائلته وفق القوانين اللبنانية واحتراما لكل الالتزامات للمحافظة على حياته وأمنه»، مؤكدة انها «ستحمي الشاهد أياً كانت هويته، وهو بنظرنا بطل كشف مخططاً كبيراً أنقذ البلاد من الفتنة. وأقصى ما يمكننا فعله هو تأمين اتصال فيديو اي بالصوت والصورة بين القاضي والشاهد، ولن نجازف بحياته، خصوصاً بعد خسارة اللواء وسام الحسن. والأوْلى أن يسوقوا المجرمين إلى القضاء». وأشارت المراجع الى أن قاضي التحقيق «قد يكون أخطأ بذكر اسم الشاهد علنا وتوزيع خبر تحديد الجلسة للاستماع إليه عبر الاعلام، لأن الدولة اللبنانية ملزمة بحياته وحفظ سرية شهادته وعدم تعريض أمنه للخطر». وشددت المراجع على «ان من السهل الوصول الى نجوم السما قبل معرفة مكان إقامة كفوري الذي يتمتّع بالحماية وهو في مكان ما آمن، خارج لبنان أو داخله ليس مهمّاً».

ومعلوم ان وكلاء الدفاع عن سماحة حاولوا مرارًا إثبات فرضية «استدراج» كفوري لسماحة لنقل العبوات بهدف الإيقاع به وضبطه بالجرم المشهود، موحين ان كفوري هو المحرّض وكان صاحب الدور التنفيذي قبل أن يقرّر نقل الأموال والمتفجّرات، بعدما تسلّمها من سماحة، إلى فرع المعلومات في المديرية العامّة لقوى الأمن الداخلي. يذكر ان تقارير تخوّفت من ان يكون استدعاء كفوري وعدم حضوره مقدّمة لتخلية سماحة الموقوف منذ اغسطس الماضي ولم يصدر بعد القرار الاتهامي في ملفه الذي سينتظر حتى 4 فبراير المقبل الموعد الجديد لسماع مملوك والعقيد «عدنان» اللذين تغيّبا عن الجلسة التي كانت محددة لسماعهما كمدعى عليهما اول من امس.

 

السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة يحذر من حصول حزب الله على الترسانة الكيميائية السورية

الامم المتحدة - يو بي أي/حذر السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة رون بروسور من حصول حزب الله على الترسانة الكيميائية التي تملكها سورية. وقال بروسور، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي تحت عنوان "الأخطار التي تهدد السلام والأمن الدوليين نتيجة للأعمال الإرهابية"، إن محاربة "الإرهاب" بشكل حقيقي يجب أن تبدأ بالنهوض بالتعليم الذي يعزز السلام لا الكراهية، والتفاهم المتبادل لا الاستشهاد. وتحدث عن العلاقة بين الجريمة وتهريب المخدرات و"الإرهاب"، فشدد على ان "المجرمين ليسوا وحدهم المؤيدين للإرهابيين، بل ان الكثير من الدول ومنها دول موجودة بهذه القاعة، تعمل يداً بيد معهم". وأضاف بروسور ان "إيران تقف على رأس تلك الدول، وفي أنحاء القارة الأفريقية أصبح السلاح الإيراني أداة يختارها أكثر المتمردين والإرهابيين دموية في المنطقة"، مشيراً إلى انه "في غزة تمول إيران وتدرب وتسلح حركتي حماس والجهاد الإسلامي وغيرهما من الإرهابيين، وتعطيهم قدرات تمكنهم من ضرب أكبر المدن الإسرائيلية". وتابع قائلاً ان إيران ساعدت حزب الله على بناء ترسانته لتصل إلى مستويات غير مسبوقة في لبنان، وهو يقوم بتخزين أسلحته في المناطق المدنية عمداً. وحذر السفير الإسرائيلي من احتمال حصول حزب الله عما قريب على المخزون الهائل من الأسلحة الكيميائية الموجود لدى الرئيس السوري بشار الأسد، وشدد على ضرورة أن يتحرك مجلس الأمن على الفور لمنع حدوث هذا الاحتمال.

 

سعيد لـ"السياسة": لبنان أهم من مصير "14 آذار"

سألت صحيفة "السياسة" الكويتية منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" فارس سعيد المعتصم بالصمت عن أسباب عدم انعقاد جلسات الأمانة العامة الأسبوعية، وما هي قراءته لظهور التباينات بين قوى "14 آذار" من قانون الانتخابات، فأكد أن "هذا الموضوع بحاجة إلى معالجة هادئة بعيداً من الأضواء، وهذا ما دفعنا إلى تعليق اجتماعات الأمانة العامة وتجميد نشاطاتها حالياً". ولفت إلى "أنه ليس المهم في ظل ما يجري مصير "14 آذار" بل الأهم هو لبنان"، نافياً حصول تداعيات سلبية على وحدة "14 آذار" جراء التباين في وجهات النظر بين حزبي "الكتائب" و"القوات اللبنانية" من جهة، وتيار "المستقبل" من جهة ثانية بشأن قانون الانتخابات، مشيراً إلى أن "المرحلة دقيقة وتتطلب مزيداً من الهدوء والاتصالات لتجاوزها بأقل الأضرار".

 

شمعون: فوجئت بدعم "القوّات" و"الكتائب" لـ"الأرثوذكسي"

المستقبل/عبّر رئيس حزب "الوطنيين الاحرار" النائب دوري شمعون، عن صدمته لـ"دعم حزبي "القوات اللبنانية" و"الكتائب" لمشروع اللقاء الأرثوذكسي"، معتبراً أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون "رمى قشرة موز وزحط الجميع عليها"، مشددا على أن "تجمع 14 آذار سيبقى موحدا، ولا يحق لأحد إحداث شرخ بين الطوائف".

وأكد في حديث الى تلفزيون "المستقبل" أمس، ان "مشروع "اللقاء الارثوذكسي" مخالف لاتفاق الطائف والدستور اللبناني، الذي ينص في بدايته على الغاء الطائفية"، مشيرا الى ان "حزب الله" يسعى من خلال دعمه لحلفائه الى الوصول للدولة الشيعية التي يطمح اليها، لذا لا يجب السير بما يحقق له ذلك". وقال: "تفاجأت كثيرا بدعم حزبي "القوات اللبنانية" و"الكتائب" لمشروع "اللقاء الأرثوذكسي"، فالنائب ميشال عون رمى قشرة موز وزحط الجميع عليها"، مشيرا الى ان "الجميع "انبغت" بموقف "الكتائب" و"القوات"، لكن تجمع 14 آذار سيبقى موحدا. ولا يحق لأحد إحداث شرخ بين الطوائف. فـ14 آذار عائلة كبيرة ولن يفرط تجمعها أبدا، على الرغم من اختلاف وجهات النظر في شأن قانون الانتخاب". ولم يستبعد شمعون ان "يكون هناك مماطلة من حلفاء سوريا لتأجيل الانتخابات"، مردفا: "وضع عون في الشارع المسيحي سيتأثر سلبا اذا سقط النظام في سوريا، وحلم عون الوحيد ان يترأس البلاد وأن يديرها كما يريد، واعتقد ان التدخل السوري في الانتخابات الرئاسية هذه المرة سيكون أقل من المرة الماضية".

 

بري يعمل على مشروع جامع مسيحياً ووطنياً  

لبنان الحر/في حين ينتظر ان يلتقي رئيس المجلس النيابي نبيه بري قريباً جداً الرئيس فؤاد السنيورة مع وفد من كتلة المستقبل، تعود

اللجنة النيابية الفرعية الى الاجتماع الاثنين المقبل على وقع تأكيد الرئيس بري، وبحسب ما نقل عنه النواب الذين زاروه في عين التينة، ان مشروع اللقاء الارثوذكسي أدى الى دفن قانون الستين، وان بري يعمل على مشروع يحقق اجماعاً مسيحياً اولاً واجماعاً وطنياً تالياً، ليطرح على اللجان النيابية المشتركة ومن ثم على الهيئة العامة للمجلس. لكنه أوضح انه لن يذهب بأي مشروع الى الهيئة العامة للتصويت عليه في غياب مكون اساسي ككتلتي المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي. كما نقل النواب عن الرئيس بري ان المشروع الارثوذكسي حاز عملياً اكثرية الكتل، لكن البحث ليس مقفلاً على طرح ثالث شرط ان يطمئن المسيحيون في الدرجة الاولى.

مصادر نيابية افادت بان التجاذب حول المشروع الارثوذكسي احدث ثغرات في جدار الازمة، بحيث بدأ الوسطيون العمل على توسيع هذه الثغرات للوصول الى صيغة حل تؤمن نصف رضى للفريق المطالب بالنسبية ونصف رضى للفريق المطالب بالنظام الاكثري. ولذا، اضافت المصادر، يعمل الرئيس بري مع آخرين على صيغة تتفق وهذا المبدأ.

وتردد في هذا السياق ان ثمة طرحاً بتعديل مشروع الوزير السابق فؤاد بطرس بحيث تلحظ الصيغة المعدلة انتخاب 64 نائباً على اساس النسبية و64 نائبا على اساس النظام الاكثري، بدل 77 نائبا على اساس النسبية و51 نائبا على اساس النظام الاكثري وفق صيغة بطرس.

 

ماذا قال السنيورة للسفير الايراني  

لبنان الحر/موضوع قانون الانتخاب حضر في اللقاءات التي عقدها الرئيس فؤاد السنيورة مع سفراء فرنسا وبريطانيا وايران ووزير الدولة للشؤون الخارجية النروجي. واشارت المعلومات الى ان السفير الايراني غضنفر ركن أبادي، الذي تمنى ألا يتأثر لبنان بأحداث سوريا، سمع من الرئيس السنيورة تساؤله كيف سيستقر لبنان بسياسة النأي بالنفس في ظل محاولة اقرار قانون انتخاب يحوله قبائل طائفية ومذهبية متناحرة؟ فهل الاطراف الذين يؤيدون مثل هذا القانون يريدون الاستقرار في لبنان؟

 

فياض ، فتفت التيار والتناقض

لبنان الحر/رفض ممثل حزب الله في اللجنة الفرعية النائب علي فياض صيغة فؤاد بطرس مشيرا الى ان اي قانون نتفق عليه يجب ان يتسم بالغموض البناء أي ان كل صيغة تمكننا سلفاً من امكان احتساب النتائج ستكون محل رفض او قبول ولذا فان الغموض هو القاعدة التي سنعمل على اساسها. وقال النائب فياض: دخلنا في مرحلة جديدة عنوانها استكشاف امكان البحث عن خيار توافقي. وبعدما رفع رئيس اللجنة النائب روبير غانم تقريراً يشير الى اكثرية مؤيدة لمشروع اللقاء الارثوذكسي، اتجه البحث الى امكان ايجاد مشروع توافقي يلتقي عنده جميع الاطراف. ممثل كتلة المستقبل النائب احمد فتفت اكد ان جميع الاطراف يراجعون المعنيين وسط حركة سياسية كثيفة. ورداً على سؤال عن السقف الذي تعتمده كتلة المستقبل قال: لن نقبل بنظام انتخابي يؤدي الى سيطرة حزب الله على البلاد. ووصف فتفت ما يتردد عن حل توافقي بقسمة انتخاب النواب الـ128 بين اكثري ونسبي بانه طريقة ملتوية لفرض الهيمنة من جديد ولا يعالج الامور اطلاقاً. صحيفة السفير نقلت عن أوساط التيار الوطني الحر ان تطبيق النظام المختلط يبدو صعباً من حيث المبدأ، ولكن لن نصدر أحكاماً مسبقة بحقه قبل استكمال البحث فيه وتلقي أجوبة على الاسئلة المطروحة حوله، مشيرة الى ان المعيار في تحديد الموقف النهائي من أي تسوية وطنية توافقية، يكمن في طبيعة التمثيل المسيحي الذي ستحققه هذه التسوية، وإن يكن الانطباع الأولي يوحي بأن ما هو مطروح حتى الآن لا يحقق النتيجة التي يضمنها مشروع اللقاء الارثوذكسي. وشددت الأوساط على انه لا يمكن، حتى هذه اللحظة، ان نساوي بين مشروع يحظى بالأكثرية ويتيح تحقيق تمثيل مسيحي حقيقي، وبين أفكار غائمة تدمج بين النسبي والأكثري ولا تزال تحتاج الى الكثير من البلورة.

   

 ماروني: نتمنى أن يتم التوافق على مشروع قانون يتم التفاهم والإجماع اللبناني حوله  

لبنان الحر/ رأى النائب ايلي ماروني أن الأمور بدأت تأخذ طابعاً دراماتيكياً ومذهبياً في البلد، وتمنى من الجميع التريث وإعادة قراءة المواقف بصورة جيدة، خصوصاً بعدما حققنا الوحدة الوطنية في وقت من الأوقات، لذا لا يمكن التفريط بشيء على حساب شيء آخر. وأشار ماروني "للبنان الحرّ" إلى أن بكركي جمعت القيادات المارونية وقاربوا منذ البداية اللقاء الأرثوذكسي لكنهم تركوا الباب مفتوحا لمناقشة أي مشاريع أخرى، متمنياً أن يتم التوافق على مشروع قانون يتم التفاهم والإجماع اللبناني حوله. وأضاف: "لا يمكن خوض الانتخابات وفقاً لأيِّ قانونٍ جديد في الوقت المتبقي. وسأل: "هل يمكن خوض الانتخابات وفق قانون جديد من الناحية التقنية؟ وهل تسمح المهلة الزمنية لخوض معركة قانون الانتخاب"؟، مؤكداً أن الوجود المسيحي بحاجة إلى برنامج عمل وليس فقط إلى التمثيل النيابي.

ماروني نفى أن تكون العلاقات المستجدة بين الكتائب والتيار الوطني الحر مقدمة لأي تحالفات سياسية في المستقبل.

 

النائب نضال طعمه: تيار المستقبل يؤيد هواجس جعجع وهو سار بمشروع الدوائر الصغرى التي طرحها

لبنان الحر/أشار النائب نضال طعمه إلى أن تيار المستقبل متمسك بموقفه بأن النسبية في ظل وجود السلاح لا تشكل أي خطوة نحو الإصلاح، وتزيد هيمنة حزب الله. وقال: "نؤيد هواجس الدكتور سمير جعجع لكننا سرنا بالمشروع الذي طرحه الدكتور جعجع وهو الدوائر الصغرى، لذا من غير المنطق السير بقانون آخر إذا لم نؤمّن 65 نائباً للسير بمشروع الدوائر الصغرى". واعتبر في حديث "للبنان الحرّ" أن مشروع اللقاء الأرثوذكسي شعاره برّاق لكنه يحمل الكثير من الحرب والاقتتال والتنافر بين اللبنانيين، ويجعلهم مجموعات متقوقعة ضمن المذاهب. وإذ لفت إلى أن هناك إجماعاً على رفض قانون الستين إلا من قبل النائب وليد جنبلاط الذي يطلب إدخال بعض التعديلات عليه، شدد طعمه على وجوب إعادة طرح مشروع الدوائر الصغرى. واعتبر أن كتلة المستقبل هي الوحيدة اليوم التي تطبق اتفاق الطائف، وأضاف: " كل ما يجري اليوم هدفه حشر تيار المستقبل، لذلك نحن حريصون على الشراكة ومصرّون على قانون انتخاب يراعي صحة التمثيل والقواعد التي أكد عليها اتفاق الطائف".

   

تقرير اليوم: ماذا يقول الدستور بالنسبة لقانون الإنتخاب

لبنان الحر/حسمًا لبعض اللغط والإلتباس لا بد من العودة إلى المادة 95 من الدستور اللبناني والتي تمّ تعديلها بتاريخ 21/9/1990 بناء على وثيقة الوفاق الوطني في الطائف. وتنص المادة حرفيا على ما يلي:

على مجلس النواب المنتخب على أساس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين اتخاذ الإجراءات الملائمة لتحقيق إلغاء الطائفية السياسية وفق خطة مرحلية وتشكيل هيئة وطنية برئاسة رئيس الجمهورية تضم بالإضافة الى رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء شخصيات سياسية وفكرية واجتماعية.

الأهم في هذه المادة أمران:

الأول إحترام المناصفة وهي لم ترد مع أي توصيف أو شرح أو شرط ما يعني المناصفة الكاملة والفعلية. والأمر الثاني يتعلق بإطلاق آلية إلغاء الطائفية السياسية وهو استحقاق لم يحدد له أي موعد أو مهلة.

أما التفاصيل فيوردها الدستور في المادة 24 إذ تنص على توزيع المقاعد النيابية وفقا للقواعد الآتية: أ- التساوي بين المسيحيين والمسلمين. ب- نسبيا بين طوائف كل من الفئتين. ج- نسبيا بين المناطق.

وفي استنتاج لا يحتاج إلى كثير تأويل فإن الدستور لم يدخل في طبيعة النظام الإنتخابي وما إذا كان أكثريا أو نسبيا أو مختلطا بل إنه لم يشر إلى أي تقسيمات أو دوائر انتخابية وبالتالي كل الأفكار يجوز طرحها بدءاً بمشروع اللقاء الأورثوذوكسي مرورا بالدوائر المصغرة وصولا الى الدائرة الفردية أو نظام شخص واحد صوت واحد one man one vote.

أما بالعودة إلى اتفاق الطائف فإنه نص على إعادة النظر في المحافظات كدوائر انتخابية من دون أن يشير إلى طبيعة القانون، وبالتالي لا شيء يمنع أن يكون في لبنان أربعون أو خمسون أو ستون محافظة كدوائر انتخابية.

والخلاصة، المهم هو الحفاظ على الوحدة الوطنية وعلى صحة تمثيل الطوائف والمناطق في آن واحد، وإذا كان المسيحيون يشكون من صحة التمثيل فالحري معالجة هذه المسألة بما تلتقي عليه أكثريتهم.

 

 

اللجنة الفرعية ناقشت مشروعا يجمع بين الاكثري والنسبي غانم: السير بقانون يجمع كل الأفرقاء أفضل من اقتراح يعارضه فريق

وطنية - دخلت اللجنة الفرعية المنبثقة عن اللجان المشتركة والمكلفة درس مادتين من قانون الانتخاب اليوم بمنهجية جديدة لعملها لجهة البحث عن قواسم مشتركة بكل الافكار والمشاريع والاقتراحات المحالة لها والمتعلقة بقانون الانتخابات الجديد تمهيدا لايجاد قانون يؤمن صحة التمثيل ويتوافق عليه الجميع. وتركز النقاش في جلسة اليوم على مشروع يجمع بين الاكثري والنسبي وعلى ثلاثة امور في حال التوافق على هذا الطرح وهو الصوت التفضيلي الذي يجمع بين الاكثري والنسبي وحجم الدوائر وشكل المشروع، واكد الجميع على ان النقاش مفتوح على كل الافكار. وستعاود اللجنة اجتماعاتها قبل ظهر الاثنين المقبل، بعدما يكون الاعضاء فيها عادوا بالاجوبة على الاسئلة التي طرحت في اجتماع اليوم بعد استمزاج رأي رؤساء الكتل النيابية الموجودة في اللجنة وقد تخلل جلسة اليوم استراحة لوحظ خلالها لقاءات جانبية منها الخلوة التي جمعت النواب: جورج عدوان، الان عون وسامي الجميل، واخرى جمعت النواب احمد فتفت وسيرج طورسركسيان واجرى كل نائب اتصالات هاتفية مع رؤساء كتلهم النيابية.

غانم

انتهت الجولة الحادية عشرة على التوالي عند الثانية والثلث أدلى بعدها رئيس الجلسة النائب روبير غانم بالتصريح الآتي: "كما كان مقررا في السابق اجتمعت اللجنة الفرعية اليوم لمتابعة البحث في الجوانب المشتركة من أجل إيجاد أرضية تصلح لأن تكون جامعة بين كل الأطراف والأفرقاء. ومن هذا المنطلق باشرنا البحث اليوم في النظام المختلط بين النسبي والأكثري وهي آلية الانتخاب، وجرى بحث معمق وطويل مع أمثلة في هذه الآليات على كل المستويات منها مستوى الدائرة ومستوى حجمها ومستوى ترتيب الأصوات الى ما هنالك. وطرح بعض الزملاء أسئلة معينة يقتضي الإجابة عليها حتى ننطلق مجددا ونتقدم بهذا الموضوع، وهذه الاسئلة تحتاج الى دراسة من قبل الأعضاء الموجودين على طاولة البحث، وبالتالي أرجئت الجلسة بانتظار الأجوبة على تلك الأسئلة يوم الإثنين المقبل العاشرة والنصف صباحا، ومن الآن وحتى الإثنين تكون فرصة للجميع لاستعادة الأنفاس، للاعلام بالدرجة الأولى وللشباب الزملاء ايضا حتى يراجعوا المعنيين ويسترفدوا كل الأسئلة المطروحة ويأتوننا بأجوبة إن شاء الله تكون أجوبة شافية، لنتقدم خطوة الى الأمام في هذا الموضوع".

اضاف: "أود في هذه المناسبة أن أشكر الزملاء الأعضاء على المستوى المسؤول الذي نتبعه في المناقشات وفي البحث المتجرد لإيجاد الحلول التي يمكن أن تفضي الى إيجاد قانون مقبول وعادل ضمن الإمكانية ولا يحجم أي فريق ولا سيما الفريق المسيحي".

سئل: هل تراجعت حظوظ اقتراح اللقاء الأرثوذكسي بعد تزايد طرح صيغة الأكثري مع النسبي؟

اجاب: "موضوع اللقاء الأرثوذكسي قيل عنه الكثير وهناك من يؤيده ولكن الجميع يقول إذا وجدنا شيئا يجمع كل الأفرقاء وكل المكونات الموجودة على الساحة اللبنانية، وله حيثية في التمثيل يكون أفضل من السير باقتراح يعارضه فريق أساسي في البلد، وهو شيء واضح".

سئل: هل تعولون على الإتصالات التي يجريها الرئيس نبيه بري؟

أجاب: "نحن دائما نعول على أي مسعى أو اتصال ولا سيما من دولة الرئيس نبيه بري لأنه له اليد الطولى في عملية إعادة جمع شمل اللبنانيين في الحالات التي كان فيها البلد على خراب كبير، وبالتالي معروف ان الرئيس بري يحاول دائما إيجاد صيغ مقبولة من الجميع وهو أمر واضح وأنا لا أخترع أي جديد".

سئل: هل ستستمر الإجتماعات من دون وضع أي سقف زمني لها خصوصا وانها أعطيت مهلة الأسبوعين للانتهاء من مهمتها؟

أجاب: "لا، ليس هناك سقف زمني ومهلة الأسبوعين لم تنته، الثلاثاء المقبل ينتهي الأسبوع الأول، ونحن نضع سقفا ولكن لا نعلنه حتى لا نبدو اننا نماطل والناس كلها بانتظار الوصول الى نتيجة ولا يجوز أن نقول للعالم نحن خيبنا آمالكم، ومن هنا نأمل بأن تكون الإجتماعات مثمرة ونخرج بنتيجة على الأقل أن لحل هذه المشكلة وهي المشكلة الأساسية في هذا البلد".

عون

بدوره قال النائب آلان عون: "كما تعرفون هناك نقطة محددة يهمنا التأكيد عليها، ومنعا للتشكيك في ما حصل ومنعا لاعتبار ان أي نقاش إضافي هو ضد أو على حساب ما أنجز في المرحلة السابقة، وجميعنا يعرف في ما خص جدول أعمال اللجنة، فنحن انهينا المهمة بدراسة اقتراحات القوانين التي أحيلت على اللجنة من اللجان المشتركة، فتكونت أكثرية معها حول مشروع اللقاء الأرثوذكسي والذي تقدمنا به أنا والزميل نعمة الله ابي نصر، وهذا المشروع لا رجوع عنه، واليوم سلك طريقه الى اللجان المشتركة ومنها الى الهيئة العامة. أما في ما يخص الأفكار الأخرى التي نناقشها الآن، وإفساحا في المجال لتأمين الإجماع إذا توافر حول أية صيغة كانت، فهذا النقاش يمكن أن يفيد ويمكن أن يقنع الجميع، لكي يوصل الى صيغة أخرى تؤمن الهدف الأساسي الا وهو المناصفة الحقيقية".

اضاف: "نحن منفتحون على النقاش، ولكن نحن في النهاية أمام استحقاق نيابي قادم، وكل اللبنانيين ونحن أولهم نريد أن نعرف على أي أساس سنخوض هذا الإستحقاق، وهناك حوار وطني يحصل على مستوى هذه اللجنة الفرعية التي تمثل كل الكتل النيابية، ونحن نسير به بكل إيجابية وله سقف زمني، واليوم عدنا وأكدنا ذلك ووضعنا منهجية حتى لا يطول النقاش، أستطيع من الان ان اطمئن الجميع والمسؤولية تقع على كل هذه الكتل الموجودة وخصوصا الكتل التي كانت خارج اطار الاكثرية التي تكونت حول طرح اللقاء الارثوذكسي ان تؤمن البدائل المقبولة من الجميع وتؤمن هدف الجميع من هذا الاستحقاق فاذا توفر ذلك يكون الموضوع قد حل وكلنا نتعانق حبيا، واذا لم يتوافر هذا الحل عندنا خيار اخر، مع هذا الخيار الذي لا يزال قيد البحث وهناك قوانين موجوده انهينا درسها ونطالب اليوم ان تذهب الى الهيئة العامة للتصويت نكون عند ذلك انجزنا عملنا، وليكن واضحا للجميع ليس هناك من رجوع لما تحقق ولن يكون هناك اي بديل اقل مما تحقق".

سئل: لماذا التمسك بالمشروع الارثوذوكسي علما انكم كفريق في الحكومة كنتم تقدمتم بمشروع فلماذا لا تتمسكون بالمشروع المحال من الحكومة؟

اجاب: "لانه رفض ولم تستطع ان تؤمن له الاكثرية بينما هذا الاقتراح امن الاكثرية وخرق الاصطفافات السياسية وهذا هو الواقع".

الجميل

بدوره قال النائب سامي الجميل بعد الاجتماع: "اولا ما يهمنا بعدما انهينا عملنا الان بدأت تطرح مجموعة كبيرة من الافكار الجديدة، ولكن في هذا الوقت يجب ان تستأنف اللجان المشتركة عملها لانه غير البندين الاول والثاني من قانون الانتخابات اللذين انجزتهما اللجنة هناك باقي المواد المتبقية في القانون وتحتاج الى الدرس والمناقشة ولا تختصر في عمل اللجنة الفرعية المحدد عملها. اما المواد من الثالثة الى المادة التي تتخطى المئة بينها الكوتا النسائية والهيئة المستقلة لمراقبة الانتخابات وسن الاقتراع كل هذه المواضيع تحتاج الى المناقشة والاقرار، ولذلك نطالب الرئيس نبيه بري ان يوجه الدعوة الى اللجان المشتركة لاستئناف عملها لانهاء باقي المواد حتى عندما ننتهي نحن من عملنا كلجنة فرعية نكون وفرنا على انفسنا الوقت وننتقل الى الهيئة العامة للمجلس للتصويت على القانون، خصوصا وانه لم يعد امامنا سوى اربعة اشهر للاستحقاق الانتخابي ولا يظنن احد اننا مرتاحون للوقت، من هنا اقتراحي ان يتزامن عمل اللجنة الفرعية مع جلسة اللجان المشتركة وننتقل بأسرع وقت الى الهيئة العامة لنفسح المجال لوزير الداخلية والبلديات التحضير للانتخابات انطلاقا من القانون الانتخابي الجديد، والا نكون نحن نساهم بعملية التأجيل او ضرب الانتخابات النيابية".

قيل له: هل يعني انكم انهيتم مقاطعة الحكومة وهل ستحضرون جلسة اللجان النيابية بحضور الحكومة؟

اجاب الجميل: "نحن نقول بكل وضوح ان كل شيء له علاقة بقانون الانتخابات نسهله وقد تعهدنا بذلك قبل وبعد بأننا لن نكون من الذين يعرقلون اقرار قانون انتخابات جديد حتى ولو اضطررنا الى حضور جلسة ونتمنى لو ان الرئيس بري يذهب مباشرة الى الهيئة العامة يكون افضل لكن هناك الكثير من المواد تحتاج الى المزيد من النقاش ونتمنى ان لا نضيع الوقت وان ننتقل بسرعة الى التصويت على هذا القانون".

عدوان

اما النائب جورج عدوان فقال: "هذه الفترة التي قضيناها منذ اسبوع الى اليوم وسنعود يوم الاثنين، اؤكد بأننا نعمل في سباق مع الوقت ونحن واعون لذلك وهذا السباق مستمر ولا يظنن احد وتحت اي ذريعة يمكن ان يعيدنا الى الوراء، او يعيدنا الى قانون الستين او يعطل الانتخابات فالسباق مع الوقت مستمر ووضعنا حدا اقصى وهو الاجتماعات التي ستعقد في مطلع الاسبوع المقبل ونأمل ان يذهب هذا الحد الى ابعد من ذلك، فالمعادلة واضحة وهي التالية: هناك قانون استطاع الحصول على اكثرية من المجلس النيابي بغض النظر عن التعليقات على هذا القانون فالقانون الارثوذكسي نال توافق الاكثرية من الكتل، ونحن بتنا امام اما ايجاد قانون آخر يحظى بالاكثرية في الهيئة العامة واما التصويت على هذا القانون هذه هي المعادلة، وضمن فترة زمنية ستنتهي الاسبوع المقبل".

اضاف: "لذلك انا برأيي يجب ان نمضي قدما بهذا النحو، خصوصا وان نقاشات اليوم كانت جدية ومثمرة وقد طرح قانون مختلط، وسيعود الزملاء والفرقاء بأجوبة على الاسئلة التي طرحت حول القانون المختلط، وتكون واضحة وصريحة حول مواضيع محددة وتفاهمنا على العودة بأجوبة عليها وان نطرح هذه الاجوبة الاسبوع المقبل فاذا وجدنا ان القاسم المشترك متوافر حوله نمضي قدما، واذا لم نجد اي قاسم مشترك يؤمن غير الطرح الارثوذكسي اكثرية في الهيئة العامة نمضي بسرعة الى الهيئة اعامة، وآمل ان تكون هذه المعادلة واضحة امام الجميع وان ننظر اليها بكل انفتاح ونحن نسعى وسنواصل سعينا لنتمكن من الوصول الى توافق على قانون يكون الجميع مرتاحين حوله انما هذا التوافق مشروط باجراء انتخابات في مواعيدها المحددة على قانون جديد ويؤمن صحة التمثيل لكل المكونات اللبنانية.

فتفت

وقال النائب أحمد فتقت: "بالأمس واليوم طرحت أفكار جديدة على طاولة البحث في اللجنة النيابية في مجلس النواب، كان هناك بالأمس أربع أفكار، الفكرة التي طرحها النائب الزميل أكرم شهيب من على هذا المنبر وفي اللجنة هي التي تعالج فعلا مشاكل لبنان بالذهاب أبعد، الى مجلس شيوخ وطرح مجلس نيابي بدون إلغاء الطائفية السياسية. في المرحلة الأولى، يا للأسف، كنت اعتبرها فرصة تاريخية، ولذلك أيدنا هذا الطرح، وهذه الفرصة التاريخية لم تستكمل اللجنة بحثها، ونحن كطرف سياسي أيدنا طرح الحزب التقدمي الاشتراكي، ولذلك سقط هذا الموضوع".

أضاف: "النائب سامي الجميل أيضا طرح من على هذا المنبر مشروع القانون الأرثوذكسي وفق النظام الأكثري، ويا للأسف وضع فيتو من بعض الموجودين حول الطاولة، وهم بمجملهم من فريق الثامن من آذار، على مناقشة القانون الأرثوذكسي وفق النظام الأكثري، وهنا لدينا تعليق، إذ يبدو أن الموضوع ليس موضوع حقوق بقدر ما هو محاولة فرض نظام نسبي، فيما هو مرفوض بالنسبة الينا رفضا باتا، لأن هذا النظام النسبي يؤدي الى خلل كبير في تمثيل بعض القوى السياسية. اليوم انطلقنا بنقاش مختلف لقانونين هما One men one vote، ولم نبدأ به حتى الآن، والمفروض ان يأتينا تفصيل عنه، وموضوع آخر استأثر بمناقشة جدية وبناءة هو موضوع إمكان اعتماد نظام مختلط نسبي وأكثري، ونحن ندرس هذا الإحتمال. أخذنا اليوم التعليقات كلها، واطلعنا على كل التفاصيل وعلى كيفية التعديلات التي يمكن أن تجرى عليه، انطلاقا من نظام فؤاد بطرس في موضوع الأعداد، وموضوع الدوائر، هل هناك صوت تفضيلي واحد؟ او هناك صوتان؟ الى ما هنالك، هذا الموضوع نحن ندرسه بروح بناءة لإيجاد قاسم مشترك، وأعتقد ان الرئيس بري أوضح أكثر من مرة، أنه إذا لم يكن هناك توافق على قانون انتخابي فمن الصعب أن يكون هناك قانون يفرض على قوى سياسية غير قابلة، وتعتبر ان الطرح الأرثوذكسي وفق النظام النسبي هو غير ميثاقي وغير دستوري وفق ما شرحنا، لأنه يعتمد النسبية، كما انه مخالف للدستور وللميثاق الوطني".

وتابع: "بدأنا نقاشا نعتبره إيجابيا وبناء، وسنأتي بأجوبة ابتداء من يوم الإثنين المقبل من أجل نقاش واضح المعالم، لمحاولة الخروج بنوع من تلاقي كل الأطراف على نقاط مشتركة. ليس لدينا موقف سلبي أو إيجابي اليوم، هذا الموضوع قيد الدرس من الآن حتى الإثنين، والإثنين يكون لدينا أجوبة واضحة".

وردا على سؤال عن اقتراح الجميل قال: "نحن مستعدون للنقاش، والبارحة اتفقنا على أنه إذا كان هناك أي مشروع عليه فيتو من أحد، ونحن نبحث عن توافق، فلا يعود يبحث. صحيح أنه أجاب عن الشق المتعلق بالنسبية، لكنه لم يجب عن الناحية الميثاقية، ونحن كنا طلبنا تفسيرا لاتخاذ الموقف النهائي، لكننا كنا على استعداد للنقاش".

طورسركيسيان

وتلاه النائب سيرج طورسركيسيان: "التوافق واضح على عدم الرجوع الى قانون الستين، والأمر الثاني هو إجراء الانتخابات في مواعيدها الدستورية، وكذلك تحسين التمثيل المسيحي الذي حكي عنه الكثير. ونحن المسيحيين نعتبر أنفسنا مغبونين في أماكن عدة، وهذا يجب أن يعاد النظر فيه بصورة واضحة، وكلنا نقر بها. أما في ما يتعلق باقتراح الفرزلي، فتطبيق المشروع الأرثوذكسي يجب أن يأتي في مرحلة لاحقة، يجب أن نغير الصيغة اللبنانية بصورة أولية، ونعتمد صيغة دستورية أخرى، وبعدها نتكلم عن الأرثوذكسي صيغة أساسية. أما صيغة بلدنا التي تربينا عليها، فهي أن هناك دستورا معينا وطريقة معينة للعيش".

وأكد "أننا لا نستطيع التوصل الى قانون يكون غامضا لطرف معين، لأن الغموض لا يوصل الى قانون. وما سنتوصل اليه، أيا تكن صيغته، يجب أن يكون واضحا للجميع، لأنه بالنتيجة لا قانون دون توافق، وبالقوة لن يصل أحد الى قانون، والخلاف الأساسي يذهب الى مكان معين. إن فريقا معينا في البلد هو ضد ما يسمى قانون الفرزلي، المشكلة موجودة في هذه الحكومة، مكوناتها متداخلة جميعا وكل واحد لديه مشروع واقتراح قانون، هنا تكمن المشكلة، كما أن المشكلة هي في معارضة القانون من الرئيس ميقاتي ومن معه، فهو متخوف من اللقاء الأرثوذكسي، والناس التي تحكم البلد لديها مشكلة مع اللقاء الأرثوذكسي، هذه المشكلة الأساسية، لأن ميقاتي أو غيره، يجد أنه في المشروع المقدم من الحكومة ينجح بنصف مقعد، بينما في قانون الفرزلي لن يحصل على شيء. علينا أن نكون إيجابيين ونعمل بروح إيجابية في البلد، من أجل ذلك نقول إن المشكلة في مكان آخر".

فياض

بدوره قال النائب علي فياض: "ما حصل اليوم هو الخوض في نقاش تقني في ما يتعلق بالصيغة المختلطة التي لا تعني بالضرورة، أو لا تعني على الإطلاق صيغة فؤاد بطرس، نحن بدأنا بنقاش عام لا يتصل يصيغة محددة، بهدف استكشاف إمكان أن يكون هناك توافق على صيغة مختلطة ما، أما في ما يتعلق بصيغة فؤاد بطرس، فأسجل أننا في 8 آذار، وبتحالفنا مع التيار الوطني الحر، لدينا ملاحظات جوهرية على التقسيمات التي اعتمدت في هذه الصيغة من حيث الدوائر. في ما يتعلق بالنسبية فيها شيء من الاستنسابية، وهي لم تتعاط بمعيار واحد، فضلا عن أن المعايير التي اعتمدت في توزيع المقاعد بين نسبي وأكثري هي معايير غير منسجمة، تعتمد مقاييس مختلفة".

أضاف: "لدينا ملاحظات جوهرية، والنقاش اليوم كان مفتوحا، لكن الأجندة التي نناقشها ليست أجندة التزامات، بل هي أجندة للبحث والدرس والتمحيص".

وتابع: "في ما يتعلق بإحدى القواعد التي اتفقنا عليها، أي قانون نتفق عليه يجب أن يتسم بالغموض البناء، وأعني أن كل صيغة تمكننا سلفا من إمكان احتساب النتائج ستكون محل رفض أو قبول من هذه الجهة أو تلك، لذلك الغموض هو إحدى الإيجابيات التي يجب أن يتسم بها أي قانون انتخابي، وبالتالي هذه القاعدة اتفقنا عليها وسنعمل على أساسها".

وأكد "أننا سنسعى من موقعنا، ما أمكن، الى أن نقنع زملاءنا بأهمية النظام الانتخابي النسبي، وشعارنا في مقاربة هذا الأمر أن البلد يحتاج بحسب فهمنا، إما الى عدالة وطنية وإما الى عدالة طوائفية، العدالة الوطنية تترجم بصيغة النظام الإنتخابي النسبي مع الدائرة الواحدة أو المحافظات، وهو موقفنا التاريخي والمبدئي، أما العدالة الطوائفية فتتجلى في صيغة النظام الأرثوذكسي الذي سجل أعلى نسبة تأييد داخل اللجنة النيابية الفرعية".

 

النواب باشروا البحث في النظام المختلط بين النسبي والاكثري و"المستقبل" يدرس هذا الدمج

نهارنت/أعلن النائب روبير غانم اننا "بحثنا الجوامع المشتركة لايجاد أرضية تصلح لتجمع الاطراف، وباشرنا البحث في النظام المختلط بين النسبي والاكثري، وطرح بعض الزملاء اسئلة يقتضي الاجابة عنها كي نتقدم في هذا الموضوع. وأشار غانم ، بعد اجتماع اللجنة الفرعية النيابية الأربعاء الى "ان الجلسة ارجئت الى يوم الاثنين عند العاشرة والنصف من قبل الظهر. وأضاف "وفي ذلك فرصة للمراجعة والعودة باجابات نأمل ان تكون شافية كي نتقدم الى الأمام بهذا الموضوع". كما أشار إلى أن "موضوع اللقاء الارثوذكسي تم الحديث به كثيرا وكل الاطراف التي تؤيده تقول انه اذا وجد قانون يوافق عليه الجميع فذلك افضل".

بدوره قال عضو تكتل "التغيير والإصلاح" أن "لا رجوع عن الارثوذكسي والموضوع سلك طريقه الى الهيئة العامة، ومنتفتحون على النقاش بشأن قانون يؤمن نفس الهدف الذي يؤمنه الارثوذكسي".

تابع عون "لن يكون هناك أي بديل أقل مما تحقق وهناك مشاريع أحيلت للتصويت". أما عضو كتلة "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل طالب رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن "يستأنف أعمال اللجان المشتركة كي نوفّر الوقت للوصول الى الهيئة العامة لإعطاء بما فيه الكفاية من الوقت لوزير الداخلية كي يحضر نفسه للاستحقاق الانتخابي". وأوضح عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان "أننا أمام إمرين إما استحضار قانون جديد ينال تصويت الأغلبية أو نسير بالمشروع الارثوذكسي". وكان تصريح لعضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت أوضح فيه أن"النقاش سيكون واضح المعالم يوم الاثنين ونحن ندرس موضوع دمج الأرثوذكسي والنسبي".

ورأى النائب سيرج طورسركيسيان بعد انتهاء اجتماع اللجنة الفرعية أن "هناك توافق حول عدم الرجوع الى قانون الستين وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها وتحسين التمثيل المسيحي".

 

قانون الانتخاب اللبناني زعزع «14 آذار» وباعد بين الوسطيين و«8 آذار»

 بيروت - «الراي»/في وقت تترقب الاوساط السياسية اللبنانية ما تردّد عن جولة جديدة من المشاورات والاتصالات الكثيفة التي سيتولى جانباً اساسياً منها رئيس مجلس النواب نبيه بري بحثاً عن قواسم مشتركة توافقية بين مختلف الاطراف لصوغ قانون انتخاب يرضى عنه الجميع، رسمت مصادر مسيحية بارزة تنتمي الى الشخصيات المستقلة في فريق 14 آذار التي تعارض ما سمي «المشروع الارثوذكسي» لوحة معقّدة للوضع الذي نشأ في الاسبوعين الماضيين عن تبني حزبيْ «الكتائب» و»القوات اللبنانية» مع تكتل العماد ميشال عون وتيار «المردة» لهذا المشروع الذي يقوم على ان ينتخب كل مذهب نوابه على قاعدة لبنان دائرة واحدة مع نظام الاقتراع النسبي.

وقالت هذه المصادر لـ «الراي» انه على المستوى السياسي العام، فان تبني هذا المشروع تحت راية لقاءات بكركي ادّى في حصيلته الاولية الى زعزعة وحدة قوى 14 آذار من جهة وانفكاك القوى الوسطية عن قوى 8 آذار من جهة اخرى. ذلك ان 14 آذار تعاني من بروز التباينات الحادة بين مكوناتها حول «المشروع الارثوذكسي» بعدما اطاح تبني «الكتائب» و»القوات اللبنانية « لهذا المشروع بالمشروع الذي وضعه الحزبان نفساهما والذي يقوم على 50 دائرة انتخابية صغيرة مما وضع حلفاء الحزبين في موقع الرفض التلقائي للمشروع الارثوذكسي. كما ان قوى 8 آذار وضعت نفسها في موقع مماثل حين دعم الثنائي الشيعي «امل « و«حزب الله» المشروع الارثوذكسي على حساب مشروع القانون المحال من الحكومة على مجلس النواب اي 13 دائرة مع النسبية.

واذا كانت 14 آذار تشهد تداعيات التباين بين اطرافها الحزبيين والمستقلين على تفرد «الكتائب» و«القوات» في تبني المشروع الارثوذكسي، فان فريق الاكثرية الحكومية يشهد طلائع فراق سياسي بين الرموز الوسطية التي يمثّلها رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط وبين قوى 8 آذار.

والى هذا التطور، تقول المصادر نفسها ان ثمة قلقاً متنامياً لدى المسيحيين المستقلين في قوى 14 آذار من ان يصحّ كلام يكرره الرئيس نجيب ميقاتي، رغم الخصومة القائمة معه، عن وقوع بعض مؤيدي المشروع الارثوذكسي في «فخ» نُصب لهم. ومع ان ميقاتي لا يوضح مَن هي الجهات التي نصبت الفخ او الجهات التي وقعت فيه، فان كلامه يلتقي مع الانطباعات لدى المستقلين في قوى 14 آذار في شأن تفرد «الكتائب» و»القوات» في تأييد هذا المشروع وعدم التمكن من التراجع عن هذا التأييد.

وتضيف المصادر المسيحية المستقلة ان ثمة محاذير بدأت ترتسم في افق هذا التطور وتتمثل في معادلة يكثر الحديث عنها وهي ان القوى المسيحية في 14 آذار لن تربح معركة «المشروع الارثوذكسي» في النهاية في حين تكون قد هزت وحدة قوى 14 آذار. ومع ان هذه المصادر لا تزال تؤثر التريث في تبني هذا الاستنتاج في اللحظة الحالية وتنصح بمزيد من الانتظار لتبين الكثير من النقاط الغامضة التي شابت التطورات الاخيرة، غير انها تكاد تجزم ان الحصيلة التي ذهبت بها اللجنة النيابية الفرعية لقانون الانتخاب الى رئيس مجلس النواب امس لن تؤدي الا الى مزيد من التعقيد.

واضافت: «لسنا امام مفترق حلحلة بل العكس هو الصحيح. والمشروع الارثوذكسي نفسه رغم نيله غالبية ست كتل نيابية توفر له نظرياً 70 نائباً، تحوّل بدوره ام الازمات المتصلة بملف القانون الانتخابي». واشارت في هذا السياق الى ان الحديث عن جولة جديدة من المشاورات عقب المرحلة الاولى من عمل اللجنة النيابية الفرعية، جاء بمثابة اثبات لتجاوز «المشروع الارثوذكسي» والذهاب نحو البحث عن بديل له.

وكانت اللجنة النيابية الفرعية عقدت اجتماعين امس ثبّت اولهما خلاصة النقاشات في نقطتيْ مشاريع واقتراحات القوانين التي كانت معروضة للنقاش والتي حقق فيها المشروع الارثوذكسي تقدما بالنقاط (6 كتل من اصل 8 وافقت عليه) مع اعتراض كتلتيْ «المستقبل» والنائب جنبلاط، ورفعتها الى بري قبل ان تبدأ البحث في موضوع القواسم المشتركة، في اشارة الى ما يمكن تسميته البحث عن مشروع بديل للارثوذكسي يقدّمه المتحفظون عنه.

وشكّلت مفاجاة الاجتماع النهاري ملاقاة جنبلاط عبر ممثله في اللجنة النائب اكرم شهيّب ذهاب مسيحيي 14 آذار خصوصاً الى الحد الاقصى في تحقيق المناصفة عبر دعم «الارثوذكسي» بالدعوة الى تطبيق «الحد الاقصى» في اتفاق الطائف اي تغيير النظام السياسي في هذا الشق عبر انتخاب برلمان خارج القيد الطائفي اي الغاء الطائفية السياسية بالتوازي مع تشكيل مجلس شيوخ على اساس طائفي.

ولاقت هذه الدعوة اعتراض الاطراف المسيحيين في اللجنة الذين اعتبروا ان هذه ليست مهمة اللجنة وان تعديل جدول اعمالها يحتاج الى إجماع غير متوافر، فيما كرر النائب جورج عدوان (عن «القوات اللبنانية») رفض الغاء الطائفية السياسية. اما المفاجأة الثانية فكانت اقتراح النائب سامي الجميّل (عن «الكتائب») اعتماد «الارثوذكسي» على قاعدة نظام الاقتراع الاكثري في محاكاة لهواجس «المستقبل» الرافض للنسبية في المبدأ في ظل سلاح «حزب الله»، الامر الذي ردّ عليه النائب احمد فتفت بان القضية تحتاج الى العودة الى المرجعيات السياسية لدرسه.

 

مشهد "مهم"لـ14 آذار: السفير الإيراني عند السنيورة و" المنار" عند الجميل

 أطل الرئيس أمين الجميل على قناة " المنار" للحديث عن قانون الإنتخابات فيما كان الرئيس فؤاد السنيورة يستقبل السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن ابادي.

إذن، استقبل رئيس كتلة المستقبل النيابية في مكتبه في بلس السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن ابادي بحضور الوزير السابق محمد شطح وقد تركز البحث على استعراض تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة على مدى ساعة ونصف الساعة شرح خلالها السفير الايراني بشكل اساسي مبادرة بلاده للحل في سوريا واثر اللقاء قال السفير ابادي :

تندرج هذه الزيارة في اطار التشاور المستمر مع كل الاطراف السياسية في لبنان، وتحدثنا خلال هذا اللقاء حول آخر التطورات على الساحة الاقليمية واللبنانية وخاصة الازمة السورية وتداعيتها على بلدان الجوار وخصوصاً لبنان، وحرص الجمهورية الايرانية بعدم تأثّر لبنان بهذه الازمة، وقمنا بشرح المبادرة الايرانية بالنسبة للحل السياسي للأزمة السورية ومبادرة الرئيس بشار الاسد التي تتضمن وقف العنف واعادة الهدوء الى سوريا".

سئل،هل تعتقدون بتجدد الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله في المدى المنظور ؟

اجاب : هذه قضايا لبنانية داخلية، ونحن بشكل عام اعلنا موقفنا بضرورة تعزيز التعاون والتكاتف بين كل الفئات اللبنانية وليس فقط بين تيار "المستقبل" و"حزب الله".

وعلى المنار" أطلق الجميل مواقف من قانون الإنتخابات جاء فيها:

نحن لا نناور في هذا المجال ولا نقوم بأي شيء لسنا مقتنعين به، سرنا بالمشروع الارثوذكسي عن قناعة ومتمسكون به، وفي الوقت نفسه هناك النقاش مستمر في مجلس النواب حول قانون الانتخاب،وفي حال تم تقديم اي مشروع انتخابي أفضل من مشروع اللقاء الارثوذكسي فبالامكان اعتماده اذا حظي بأوسع تفاهم لبناني وأحد لن يعترض عليه.

كلام سامي جاء في اطار جدل في اللجنة الفرعية عن البدائ والاقتراحات ونحن ذكرنا ان همنا ان يحظى هذا المشروع بالاكثرية في مجلس النواب وان يحقق الحد الادنى من التوافق ، على ضوء ذلك طرح سامي بعض الاقتراحات، انما كان موقفنا حازم وواضح لجهة وقوفنا بجانب مشروع اللقاء الارثوذوكسي كما هو معروف.

قلنا ونكرر لن نتغيّب عن اي دعوة يوجهها رئيس الجمهورية للحوار.

سئل: لماذا انتم مع الحوار؟

أجاب: لاننا نعتبر ان التواصل ضروري، ولا بد ان نبقي شعرة معاوية بين بعضنا، وان يستمر الحوار الذي هو افضل من اي شيء آخر، فالحوار وراء الطاولة افضل من الحوار وراء الخنادق والمتاريس.

هناك بعض التورط في الثورة السورية،هذا لا يخدم مصلحة لبنان لأن الشارع اللبناني منقسم على نفسه وأي تورط سيؤدي الى صراع ينقل الثورة السورية الى حرب في شوارع لبنان ، في صيدا او طرابلس ونحن بغنى عن هذا الامر. حزب الكتائب ليس مسؤولاً عن تعطيل اجتماعات الأمانة العامة لقوى 14 آذار، نحن اعلنا للامانة العامة اننا سنعاود التواصل معها والكتائب كانت ستتمثل بالاجتماعات لو عقدت، اذا كان هناك غياب في الوقت الحاضر للامانة العامة يجب التفتيش عن الجواب في غير مكان. رئيس حزب الكتائب يؤكد ان خطوط التواصل مفتوحة مع الرئيس ميقاتي الذي تربطه به علاقة ممتازة.

 

الرئيس الجميل: لا نناور في "الأورثذكسي" والتورط في ثورة سوريا يعني حربا في بيروت

نهارنت/أعلن رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" أمين الجميل أن الحزب لا يناور في قضية تيني مشروع "اللقاء الأورثذكسي" كقانون انتخاب معربا عن اعتقاده في سياق آخر أن التورط في الأزمة السورية يجلب الحرب إلى لبنان.

وقال الجميل في حديث إلى قناة "المنار" مساء الأربعاء "نحن لا نناور في ما خص القنون الأورثذكسي ولا نعمل شيئا غير مقتنعين به ومتمسكين به وهناك نقاش في مجلس النوب وإذا تقدم أحد بمشروع أفضل يحظى على أوسع تفاهم لبناني لا يرفض أحد ذلك". ثم عاد الجميل وكرر أنه "كان موقفنا حازم وواضح لجهة وقوفنا بجنب الأورثذكسي".

في سياق آخر تابع الجميل "قلنا ونكرر أننا لن نتغيب عن أي دعوة لللحوار يطلبها رئيس الجمهورية لأننا نعتير التواصل ضروريا ونبقي شعرة معاوية بين بعضنا بعض".

كذلك شدد على أن "الحوار هو أفضل من أي شيء آخر وأفضل من الحوار وراء المتاريس والفنادق وهو مفيد ومن الضروري الإبقاء عليه".

ولم ينف رئيس "الكتائب" أن هناك "بعض التورط في الثورة السورية" قائلا أن الأمر "لا يخدم مصلحة لبنان لأن الشارع منقسم وأس تورط ينقل الصراع السوري إلى حرب في شوارع بيروت ونحن في غنى عن الحرب اللبنانية اللبنانية". عن إرجاء أمانة 14 آذار إجتماعاتها لليوم الثاني على التوالي قال الجميل "ليست الكتائب على الإطلاق المسؤولة عن ذلك وأعلنا أننا سنجتمع معها وإذا هناك غياب للأمانة العامة يقتضي التفتيش عن السؤال في غير مكانه". هذا وأكد رئيس الجمهورية الأسبق التواصل مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي "الذي تربطه به علاقمة ممتازة".

 

«المستقبل» سيرشح 128 بينهم 64 مسيحياً في حال أقر «الأرثوذكسي»

يرى قيادي في تيار المستقبل أن معارضة فريقه السياسي لمشروع قانون اللقاء الأرثوذكسي الذي يقوم على أن تنتخب كل طائفة نوابها وفقا للنظام النسبي لا تنبع من خشية التيار من خسارة مقاعد نيابية، مسيحية خصوصا، بل تنبع من اعتبارات على علاقة بنظرة تيار المستقبل الى التركيبة اللبنانية والى طبيعة النظام السياسي والأطر الميثاقية للعلاقة بين مكونات المجتمع اللبناني.

ويوضح القيادي المذكور لـ"الجريدة" أن التركيبة التنظيمية لتيار المستقبل تقوم على تعددية طائفية ومذهبية، وأن انتشار التيار شعبيا موجود ولو بنسب متفاوتة على مستوى كل الطوائف وكل المناطق اللبنانية من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب ومن البقاع الى الساحل. وبالتالي فإن موقف تيار المستقبل الرافض لمشروع اللقاء الأرثوذكسي الانتخابي ليس نابعا من خشيته من خسارة تمثيله المسيحي كما يشاع.

فعلى مستوى القيادة، هناك ثلاثة نواب لرئيس التيار: ماروني هو النقيب سمير ضومط، وأرثوذكسي هو النائب السابق أنطوان اندراوس، وشيعي هو النائب والوزير السابق باسم السبع، بالإضافة الى أعضاء دروز وكاثوليك ومن الأقليات في المكتب السياسي. وعلى مستوى الكوادر القيادية ينتمي الى تيار المستقبل نواب ووزراء ونقباء حاليون وسابقون وإعلاميون ومثقفون مسيحيون، لا يمكن أن يستقيلوا من الشأن العام، وهم على أتم الاستعداد لخوض الانتخابات النيابية المقبلة وفقا للقانون الأرثوذكسي في حال تم إقراره في مجلس النواب.

وعلى مستوى المناطق، هناك انتشار وشبكة خدمات لتيار المستقبل في الأشرفية وأقضية جبل لبنان والشمال والبقاع والجنوب حيث الارجحية أو الحضور المسيحي، بما يجعل التيار مالكا لمقومات انتخابية لا بأس بها خصوصا إذا "تحرر" من مقتضيات التحالف الانتخابي مع الأحزاب المسيحية الكبرى في "قوى 14 آذار" بموجب الواقع الانتخابي الطائفي الذي يفرضه مشروع اللقاء الأرثوذكسي.

فتيار المستقبل هو التيار الوحيد في "قوى 14 آذار" القادر على تشكيل لوائح من مختلف الطوائف السنية والشيعية والمارونية والأرثوذكسية والكاثوليكية والأرمنية والدرزية والطوائف المسيحية الصغيرة عن الأقليات. في حين أن حضور حزبي القوات اللبنانية والكتائب اللبنانية يقتصر على الطوائف المسيحية.

ويشدد القيادي في تيار المستقبل على أن تمرير مثل هذا الاقتراح الانتخابي سيدفع التيار الى ترشيح 128 شخصا عن 128 مقعدا على المستوى اللبناني. ويشبه سعي البعض من خلال قانون اللقاء الأرثوذكسي إلى إضعاف تيار المستقبل مسيحيا، بمحاولة إضعاف التيار سنيا من خلال تقسيم بيروت الى ثلاث دوائر في قانون الـ 2000. يومئذ فاز تيار المستقبل بكل مقاعد بيروت. أما في ظل مشروع اللقاء الأرثوذكسي، فيؤكد القيادي في تيار المستقبل أنه قادر على تشكيل لوائح من قيادييه وكوادره المسيحيين ومن شخصيات مسيحية مستقلة متحالفة معه على نحو يسمح له بالفوز بعدد لا يستهان به من المقاعد المسيحية. ويتساءل القيادي المذكور، ألا يمكن لتيار المستقبل أن يستقطب من خلال نوابه المسيحيين الحاليين وقيادييه وتحالفاته الممكنة مع المستقلين 10 في المئة على الأقل من المسيحيين في عكار وطرابلس والكورة والبترون وجبيل وكسروان والمتن وبعبدا وعاليه والشوف وجزين وصيدا والزهراني ومرجعيون والبقاع الغربي وزحلة والبقاع الأوسط وغيرها؟ ويتابع القيادي المذكور أن نسبة الحد الأدنى المشار اليها تجعل تيار المستقبل يفوز بنحو سبعة مقاعد مسيحية، في حين أن التقديرات الإحصائية تشير الى أن قدرة التيار وحلفائه الممكنين كالحزب التقدمي الاشتراكي والمستقلين المسيحيين تصل الى نحو 20 في المئة من الأصوات، وهو ما يسمح له بالفوز بخمسة عشر مقعدا تتوزع بينه وبين الحزب التقدمي الاشتراكي.

ويخلص القيادي في تيار المستقبل في ضوء هذا العرض الى تجديد تأكيد أن المسألة بالنسبة الى التيار ليست مسألة حجم كتلته النيابية، ولا مسألة حق مسيحييه في التمثل نيابيا ووزاريا، بل هي مسألة نظرة استراتيجية الى طبيعة الصراع القائم في لبنان، وعناوينه السياسية، وموقعه على الخريطة الإقليمية.

 

حزب الله" لا يريد إعطاء المسيحيين حقوقهم.. بل السيطرة على البلد

صلاح تقي الدين/المستقبل

بعد أن وضع "مشروع الفرزلي" مضناه واستراح، وبانتظار "التنصّل" الرسمي من هذا القانون والسبب الذي دفع فريق الثامن من آذار إلى تبنّيه بشراسة والدفاع عنه إلى حد الاستماتة، يبقى اللافت أن "حزب الله" هو الداعم الرئيس لهذا المشروع، على الرغم من أن ممثله في "لجنة التواصل" النائب علي فياض أعلن في بداية جلسات اللجنة أنه يؤيد هذا المشروع "كرمى لحليفنا النائب ميشال عون" من دون أن يخوض في نقاش فعلي حول السبب الحقيقي لدعمه.

لا بد من العودة قليلاً إلى الوراء من خلال التذكير بمسيرة نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي المروّج الأول للمشروع الذي حمل اسمه، والذي كان نائباً عن دائرة البقاع الغربي الانتخابية وانتخب حينها بأصوات الناخبين السنة الذين يشكلون 45% من مجموع الناخبين في الدائرة، و14% من الناخبين الشيعة، و14% من الناخبين الدروز، مقابل 9% من الناخبين الكاثوليك و5،8 % فقط من الناخبين الأرثوذكس و8% من الناخبين الموارنة في الدائرة. لا يختلف اثنان على الموقع المميز الذي كان يحتله الفرزلي لدى نظام الوصاية وقربه اللصيق من دوائر القرار السوري وبالتالي، لا يستطيع أحد أن يعيّره بولائه المطلق للنظام السوري فهو يجاهر بذلك علناً من دون مواربة بما في ذلك أن من مصلحة النظام الذي لا يزال يدافع عنه أن يضع قانوناً مثل هذا للمجيء بأكثرية نيابية إن لم تكن في الخانة الموالية له، فعلى الأقل لن تعارضه بشراسة أو لن تكون لها فعالية تذكر في مواجهته. غير أن ما لا يقرّ به الفرزلي هو أن المشروع الذي حمل اسمه، ويحاور ويجادل ويضرب في التسويق له كل أنواع الأمثلة، هو مشروع غير ميثاقي ويناقض العيش المشترك، كما أنه غير قابل للحياة أقلّه في المرحلة الحالية الحرجة من تاريخ لبنان والمنطقة، كما أنه لا يعطي المسيحيين التمثيل الصحيح الذي يطمحون إليه، بل على العكس من ذلك، يوقعهم في فخ مواجهة أصوات متطرفة من جميع الطوائف الأخرى التي لن تجد لها دوراً "تشريعياً" إلا من خلال قانون على هذا المثال.

والسؤال الذي يأتي في محله: لماذا لم يعرض الفرزلي في الفترة التي كانت فيها كلمته لا ترد من قبل نظام الوصاية، وأثناء الفترة الحقيقية لتهميش المسيحيين، مشروعه المريب؟

ليس مفاجئاً أن يتبنّى عون هذا المشروع، إذ إنه لرد الجميل الذي سلّفه إياه ولا يزال "حزب الله" من حيث تعطيل كل محاولات تشكيل الحكومات السابقة بهدف توزير صهره جبران باسيل، فإنه على استعداد للسير بأي مشروع يحقق طموح "حزب الله" خصوصاً إذا كان ذلك تحت شعار "إعطاء المسيحيين حقهم في اختيار ممثليهم".

وأشار مصدر معارض إلى أن هذا الواقع تجلّى في مسارعة ممثل "حزب الله" في لجنة التواصل النائب علي فياض، إلى الاعتراض على الاقتراح الذي تقدّم به النائب سامي الجميل لدرس تحويل "مشروع الفرزلي" من النظام النسبي إلى النظام الأكثري لتهدئة مخاوف "تيار المستقبل"، إذ ليس هناك من سبب آخر لهذا الانقلاب المفاجئ في موقف "حزب الله" المؤيد للمشروع استناداً للنظام النسبي إلى المعارضة المطلقة لاعتماده استناداً للنظام الأكثري، سوى عدم ملاءمة النظام الأكثري لطموحات "حزب الله".

ويضيف المصدر أنه استناداً إلى "مشروع الفرزلي" على النظام النسبي، فإن الطائفة السنية ستوصل إلى المجلس النيابي نواباً متطرفين ليسوا في خط "تيار المستقبل" وهذا الأمر سيسهّل على "حزب الله" التعامل معهم وحتى استمالتهم، إذ إن كل مشروع متطرّف يصبّ في خانته، ويساعده على بسط نفوذه على الأرض أكثر وأكثر، وهذه هي الغاية الحقيقية من تأييده للمشروع.

واستناداً للمصدر المعارض فإن "حزب الله" من خلال الإمساك بالقرار الشيعي وجذب المعارضة السنية إلى صفّه إنما يحقق الغاية التي يريدها من خلال "مشروع الفرزلي" ناهيك عن النواب المسيحيين الذين سيصلون في خانة عون، وبالتالي يحقق الأكثرية التي لا ترد له طلباً ولا تخالف له أمراً، وما الحديث عن إعطاء المسيحيين حقوقهم وإيصالهم بأصواتهم نوابهم الذين يختارونهم سوى ذرّ للرماد في العيون، فهذا لم يكن يوماً هدف الحزب ولن يكون أبداً. وليس خافياً على أحد أن "حزب الله" هو من الداعمين والمطالبين باعتماد النسبية في أي قانون انتخابي، وهو ما يرفضه "تيار المستقبل" ورئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، على اعتبار أن النسبية في ظل السلاح لن تحقق صحة التمثيل الشيعي الذي سيرضخ لهيمنته وإن تجرأ على مواجهته فلن يحصل على نسبة 20% الضرورية لفوز أي من المرشحين الذين يخوضون الانتخابات في وجه مرشّحي "حزب الله".

وهذا ربما ما يفسر سبب معارضة الحزب لاقتراح النائب الجميل بدراسة تحويل "مشروع الفرزلي" إلى النظام الأكثري، لأن في ذلك انتكاسة لمشروعه، فالصوت السني الأكثري لن يوصل المعارضين السنة الذين يصبّون في خانته، كما لن يفقد النائب جنبلاط تمثيله الدرزي الجارف، ولن يؤدي إلى زوال الصوت المسيحي المستقل الذي لا يزال يحقق وجوداً فاعلاً في احتساب الأكثرية النيابية.

وبحسب مصدر وسطي، لا يمكن إهمال الأهداف الحقيقية للزيارات المتتالية التي قام بها "حزب الله" والسفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي إلى عاصمة الكثلكة زحلة، والتي تدخل في إطار محاولات الامتداد الجغرافي لوصل البقاع بالجنوب من خلال الإغراءات التي حاول الحزب والسفير تقديمها لاستمالة فاعليات زحلة وتجييرها في الانتخابات المقبلة لمصلحة عون من خلال التوسط لمصالحته مع رئيس "الكتلة الشعبية" النائب السابق إيلي سكاف. لا شك في أن السقوط الوشيك لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، والذي سيفقد "حزب الله" بعضاً من هالته في لبنان وبالتالي يفقد إيران البوابة التي تصل من خلالها إلى ذراعها الأمنية في المنطقة، يدفع "حزب الله" من خلال براغماتيته المشهودة إلى التخطيط لتنفيذ كل ما يراه مناسباً للمحافظة على المكتسبات التي حققها، ولو كان ذلك من خلال دعم صوري لـ"مشروع الفرزلي" تحت شعار إعطاء المسيحيين حقوقهم، لكن ما في نفس يعقوب غير ذلك.       

 

حسن الرفاعي وادمون رزق يشرحان للمستقبل ملابسات عدم إقراره مجلس الشيوخ .. إلى أين؟

فاطمة حوحو/المستقبل

"لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك" هذا ما ورد في اتفاق الطائف، وانطلاقاً من هذا الأمر كان من الواجب مناقشة أي مشروع جديد لقانون الانتخاب، ومع ذلك فإن "مشروع الفرزلي" يقدم طرحاً مناقضاً تلتزمه كتل نيابية وسياسية تدافع عنه، وأخرى تنتقده وتحذّر من مخاطر اعتماده كونه يناقض الدستور، في وقت يقترح فيه البعض اعتماده في انتخاب مجلس الشيوخ وليس مجلس النواب، ومع ذلك فإن مشاركين في وضع "الطائف" لا يوافقون على هذا الرأي، معتبرين أن "مشروع الفرزلي" لا يصلح للاثنين معاً.

لحظ اتفاق الطائف إنشاء مجلس للشيوخ الى جانب مجلس النواب، يعود الى اعتبار أن تأسيس هذا المجلس قد يساهم في تحقيق تنمية الانتماءات الوطنية للأحزاب السياسية ويرفع من مستوى الأداء السياسي ويمنع إلغاء أي طائفة أو مكون من المكونات اللبنانية. وفكرة إنشائه لم تبدأ مع الطائف، فهي تعود الى عهد الانتداب عندما قام المفوض السامي في 26 أيار 1926 بإعلان دستور لبنان والذي حول بموجبه المجلس التمثيلي الذي كان قائماً في حينه الى مجلس نيابي، وأسس الى جانبه مجلساً للشيوخ مؤلف من 16 عضواً بموجب المادة 96 من الدستور وفقاً للآتي: 5 موارنة، 3 سنة، 3 شيعة، 1 أرثوذكس، 1 كاثوليك، 1 درزي، و1 أقليات. ونصت المادة 22 من الدستور على تولي رئيس الحكومة تعيين 7 شيوخ من أصل الـ16 والباقي يتم انتخابهم. وقد أعطي الصلاحيات نفسها تقريباً التي هي للمجلس النيابي حيث تمتع بسلطة واسعة. مما أوجد خلافات عدة بشأن مشاريع القوانين بين المجلسين، قبل أن يتخذ قرار بإلغائه في 17 تشرين الأول العام 1927.

عاد الحديث عن إنشاء مجلس للشيوخ بعد 63 سنة في مؤتمر الطائف الذي انعقد في 22 تشرين الأول 1989 وتكرس في الدستور بتاريخ 21 أيلول 1990. وتطبيقاً تم انتخاب أول مجلس للنواب على أساس المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في العام 1992 من دون تشكيل الهيئة الوطنية المنوط بها درس الطائفية السياسية، ولاحقاً جرت انتخابات 1996 و2000 و2005 و2009 من دون تشكيلها، ما جعل المادة 22 من الدستور التي تنص على انتخاب مجلس للشيوخ مجمدة.

والأسباب التي دعت الى اعتماد تأسيس مجلس للشيوخ تعود الى الحرب اللبنانية، والمطالب التعجيزية التي كان يضعها كل فريق أمام الفريق الآخر، والتي ظهرت في مؤتمري جنيف ولوزان اللذين انعقدا بهدف حل الأزمة اللبنانية، وحيث طرحت الطائفة الدرزية مطالبها بعد مؤتمر عقده وجهاء الطائفة وسياسيوها في قصر الأمير مجيد ارسلان وفي مقدمها إنشاء مجلس للشيوخ، على أمل أن تكون رئاسته للدروز، وزاحمهم في ما بعد على ذلك، أركان الطائفة الأرثوذكسية على أساس أن طائفتهم هي الأكثر عدداً في لبنان بعد الطوائف الثلاث الكبرى المارونية والسنّية والشيعية.

لاحقاً جرى إدراج بند إنشاء مجلس للشيوخ في الاتفاق الثلاثي الذي رعاه النظام السوري بين رئيس حركة "أمل" نبيه بري ورئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" في ذلك الوقت ايلي حبيقة.

ثم طرح النائب الدرزي توفيق عساف الذي شارك في اتفاق الطائف بعد أن كان قد توفي 5 نواب دروز من أصل النواب الستة الممثلين في مجلس الـ1972 الموضوع وجرى تبنيه بعد التوافق على أن يشكل بعد انتخاب أول مجلس نيابي على أساس وطني لا طائفي (وهذا لم يحصل حتى الآن)، من دون تحديد الطائفة التي يمكن أن ترأسه.

الرفاعي: "مشروع الفرزلي" لا ينفع في "النيابية" ومجلس الشيوخ

في هذا المجال، يوضح الخبير الدستوري النائب السابق حسن الرفاعي لـ"المستقبل" أن "الدستور نص على أنه لأول مرة يطبق قانون انتخاب على مجلس وطني لا طائفي ينشأ مجلس شيوخ على أساس طائفي، فالمادة 24 تنص على أنه بانتظار أن يكون الانتخاب على أساس وطني غير طائفي، تطبق المناصفة بين المسلمين والمسيحيين، وعندها ينشأ مجلس للشيوخ يكون انتخابه على أساس المناصفة، لا على أساس أن تنتخب كل طائفة شيخها لأن العيوب عينها التي تذكر في انتخاب مجلس النواب في "مشروع الفرزلي" تطبق إذا طبقنا أن كل طائفة تنتخب شيوخها".

ويقول إن "المقصود هو المناصفة، فعندما يتم الانتخاب في المجلس النيابي على أساس وطني لا يعود هناك مناصفة، تبقى المناصفة في مجلس الشيوخ أي نصف للمسيحيين ونصف للمسلمين ولكن لا يجوز ولا يحق وغير صحيح أن يفهم أن مجلس الشيوخ يمكن أن ينتخب على أساس قواعد "اقتراح الفرزلي".

ويشدد على أن "اقتراح الفرزلي" لا يصلح لا لانتخابات مجلس النواب ولا لانتخابات مجلس الشيوخ إطلاقاً، فمن يقول بتطبيقه في مجلس الشيوخ، أي أن تنتخب كل طائفة شيوخها، المقصود منه الإحالة على المادة 24 أي تطبيق المناصفة، والعدالة بين الطوائف".

ويبرر عدم إنشاء مجلس الشيوخ حتى الآن "بنص دستوري قضى أولاً بانتخابات نيابية على أساس غير طائفي وهذا لم يحصل حتى الآن، إذ إن تأسيس مجلس الشيوخ في هذه الحالة يبقى معلقاً، وإذا بقي الحال كما هو الآن في الانتخابات النيابية فقد لا يكون لدينا مجلس للشيوخ في مئة سنة، وفقاً لدستور الجمهورية الثالثة".

ويجد الرفاعي أن "المزايدات بين المسيحيين وتفكير فئة منهم، بأن هذه الصيغة قد توصل واحداً منهم إلى رئاسة الجمهورية على أساس أن المسيحيين ينتخبونه، أمر بعيد المنال، لكونه لا يوصل لبنان إلى انتخابات رئاسة للجمهورية، بل يجيز التطرف والحزازيات بين الطوائف".

ويرى أن "الخروج من الأزمة الحالية لن يكون سريعاً"، قائلاً: "ليس لدينا سياسيون ينظرون إلى الوطن ومصلحته قبل النظر إلى مصالحهم الخاصة، وكان يمكن أن يُحكى بهذا الطرح في مجلس 72 أما هذا المجلس فلا". ويؤكد أنه من المفترض حصول الانتخابات، "فلا عذر في أن تحصل بأي قانون كان".

ويعتبر أن "رئيس الجمهورية ليس سلطة تقدم اقتراحات، فهذا من صلاحية مجلس الوزراء، وإذا قدمت الحكومة مشروعها فعلى مجلس النواب دراسته".

رزق: المشاريع الانتخابية المطروحة "تخبيص" لاستنساخ المجلس

أما النائب السابق ادمون رزق فيؤكد أن "البلد ليس جاهزاً لإنشاء مجلس للشيوخ، لأن المجتمع اللبناني ليس جاهزاً لتخطي الحالة الطائفية والمذهبية، والانتقال إلى مرحلة جديدة وهو يتخبط في حالة طائفية مذهبية حادة". ويوضح: "عندما كنا في الطائف، اشترطنا أنه عندما ينتخب اللبنانيون مجلساً نيابياً خارج القيد الطائفي، ينشأ مجلس الشيوخ، وهذا التطور لم يحصل كونه مرهوناً بإلغاء الطائفية السياسية وفقاً للمادة 95 في الدستور".

ويعتبر أن "الخلط بين ما يُثار اليوم حول قانون الانتخاب العام وفرضية إنشاء مجلس شيوخ ناتج عن عدم اطلاع على المعطيات الموضوعية لكلا الحالتين"، ويقول: "تطرح بعض الآراء حالياً بمعزل عن صلب الموضوع، وهو تمكين الشعب من اختيار ممثليه، وبرأيي ليس مطلوباً اختراع الديموقراطية في لبنان، بل تطبيقها، أي يجب العودة إلى تجربة الدول العريقة في الديموقراطية لاعتماد قانون أثبت صلاحيته واعتمد في معظم الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية وهو قانون الدائرة الفردية، والأصل في اتفاق الطائف هو تأمين التمثيل الصحيح ولكن داخل الشراكة الوطنية، وهذا يعني عدم فرز الشعب اللبناني، والدائرة الفردية أو صوت واحد لكل ناخب، هما السبيل لتمكين اللبنانيين من اختيار ممثليهم".

ويضيف: "كل هذا "التخبيص" الحاصل اليوم ناتج عن قيام بعض الأفرقاء بالتفتيش عن طريقة للاحتفاظ بمقاعدهم النيابية أو الحصول على مقاعد جديدة وليس لتمكين الشعب اللبناني من الانتخاب، وكل المشاريع الانتخابية المتداولة المقصود منها استنساخ المجلس".

ويعرب عن اعتقاده بأن "الحالة الطائفية والمذهبية الحادة المسيطرة لا تعالج بمزيد من الطائفية والمذهبية، نحن من رعيل عايش الوحدة الوطنية وآمن بها ومتشبث بها وعلى الرغم من أننا دفعنا الثمن في مناطقنا نتيجة التشنج الطائفي والفرز المذهبي، لا يزال رهاننا حتى اليوم على وحدة الشعب ووحدة التمثيل الوطني". ويشدد على أن "كل من يبحث حالياً في موضوع قانون الانتخاب همه ليس كيف تنتخب كل طائفة نوابها بل كيف يبقون هم نواباً، ولا أقول إن "اقتراح الفرزلي" "كارثي" أو "إنقاذي" بل اعتبره خارج الموضوع، وهذه الطروح خارج الموضوع والمقصود منها ليس تمكين الناس من إجراء الانتخابات أو المحافظة على الميثاق".

ويلفت رزق الى أن مجلس الشيوخ يُؤسس عندما يهب الشعب بصفة عامة لكي يسترجع قراره المصادر تحت معادلات سياسية ومذهبية وطائفية، في ظل فئوية السلاح، وعدم تطبيق الدستور اللبناني الذي ينص في المادة 49 على أن رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى لجميع القوات المسلحة التي تخضع لقرار مجلس الوزراء. إذاً، المطلوب البحث في أساس البنية الوطنية ولا يمكن ذلك إلا من خلال الدستور وكل زعم آخر هو ضرب للوفاق وخرق للدستور وبالنتيجة إن الطبقة الحالية التي تتعاطى السياسة في لبنان هي خارج الميثاق وأن المجالس المتعاقبة منذ 1992 منتقصة الشرعية وأعمالها يشوبها البطلان".

وبالنتيجة، يرى رزق أنه "يجب التمديد مدة سنة للمجلس النيابي الحالي لوضع قانون انتخاب ديموقراطي صحيح خارج التداولات الفئوية الراهنة"، ويقول إن "الإصرار الظاهري على حصول الانتخابات من دون تأمين الشروط اللازمة لسلامتها هو تطرف عبثي". ويدين "المجلس النيابي الذي يكاد ينهي ولايته من دون القيام بواجبه في إقرار المهمة الأساسية الموعود بها، أي إقرار قانون الانتخاب". ويسأل "عن جدية الإجراءات المتخذة لتأمين انتخاب المغتربين". ويجد أن "كل الآلية الفاشلة المعتمدة حالياً تدل على سوء نية".

وعن الحل، يرى أن "بوابته في تشكيل حكومة جديدة تحمل مشروعاً واحداً وبرنامجاً واضحاً لتطبيق الطائف".

لم يسمح نظام الوصاية الذي حكم لبنان عشرات السنوات للبنانيين بحكم بلادهم وفقاً لدستورهم، وهو يعمل على خط تعطيل وفاق اللبنانيين بأساليب مختلفة خبرها اللبنانيون جيداً وأطلقوا ثورتهم عليها موحدين، لكن ها هم اليوم يقعون في فخ جديد نصبه ايلي الفرزلي في اقتراحه، فهل يستطيعون بوحدتهم تجاوز هذا الخرق والخروج بقانون انتخاب يضمن الحياة الديموقراطية ويجمع اللبنانيين ولا يفرقهم طوائف ومذاهب ويسعون الى تطبيق الدستور بانتخاب مجلس للشيوخ يقوي الدولة ويحفظ حقوق الطوائف؟!.

 

هذه هي الأسباب الحقيقية لاختيار «القوّات»... «الأرثوذكسي»

الآن سركيس/جريدة الجمهورية

طرَح قبول «القوّات اللبنانية» بالمشروع «الأرثوذكسي» تساؤلات عدّة في الأوساط السياسية، وخصوصاً عند حلفائها الذين يعرفون أنّ هذا المشروع سيعطي النصر إلى «8 آذار» ويسلّم البلاد بطريقة شرعية الى «حزب الله»

قول "القوات" أنه في الإجتماعات الأولية للجنة بكركي، كانت أول من اختار المشروع "الأرثوذكسي"، لأنه يؤمّن في رأيها التمثيل المسيحي بنسبة مئة في المئة، لكنها ذهَبت الى اقتراح الخمسين دائرة الذي لم ينل أكثرية حيث كان الرهان على أن يقبل به رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط.

رفعت "القوات اللبنانية" منذ تأسيسها شعار الدفاع عن الوجود المسيحي في لبنان والشرق. وافقت على إتفاق "الطائف" لإنهاء الحرب الأهلية، ثمّ دخل الدكتور سمير جعجع السجن ليخرج منه بعد انسحاب الاحتلال السوري وثورة الأرز، وينسج تحالفات مع مختلف المكونات الطائفية والمذهبية. وقد انفتحت آفاق "القوات" بعد الربيع العربي. من هنا السؤال الذي يطرح نفسه: ما هو السبب الحقيقي الذي دفعها للسير في الطرح "الأرثوذكسي"؟

يقول مسؤول في "القوات" أن حزبه "فضّل مصلحة المسيحيين على مصلحتها الإنتخابية، على رغم أنّ هذا القانون يشكّل هاجساً كبيراً لحلفائها، وعلى رأسهم تيار "المستقبل"، وتعرف "القوات" تماماً أنّ المشروع الأرثوذكسي هو من أكثر القوانين التي تسهم في خسارة "14 آذار" الانتخابات، أما في حال جرَت الانتخابات على أساس قانون "الستين" أو الدوائر الصغرى، فإنّ عدد المقاعد التي تنالها "القوات" وحلفاؤها سيكون أكبر".

وعند الدخول في الأرقام، فإنّ حسابات "القوات" المبنية على استطلاعات الرأي ونتائج الانتخابات الماضية وانتخابات الكورة الفرعية، تشير الى أنها ستأخذ مع حلفائها، 63 في المئة في الشارع الماروني، وعند الأرثوذكس نحو 50 في المئة، والكاثوليك 50 في المئة، فيما تحصد المقعد الإنجيلي ومقعد الأقليات إذا انتخب السريان معها.

وفي التفاصيل، فإنّ جعجع يتوقع أن يحصل مع حلفائه عند الموارنة على 21 مقعداً مارونياً من أصل 34، أي نحو ثلثيَ الموارنة، وفق الآتي:

• 6 مقاعد في الشمال: اثنان في البترون، واثنان في بشري، وسيخرق في زغرتا بمقعد واحد، وسيربح مقعد طرابلس.

• 10 مقاعد في جبل لبنان: اثنان في الشوف، واحد في عاليه، واحد في بعبدا، اثنان في المتن، ثلاثة في كسروان وواحد في جبيل.

• 4 مقاعد بين الجنوب والبقاع تتوزع كالآتي: واحد في جزين، ومقعد في كل من زحلة والبقاع الغربي وبعلبك، حيث يتكل بشكل أساسي على منطقة دير الاحمر التي تصبّ كتلة واحدة لمصلحته.

• مقعد في بيروت الذي يعتبره جعجع محسوماً.

أما أرثوذكسياً، فإنّ جعجع سيأخذ مع حلفائه نصف المقاعد أي سبعة، وتتوزّع كالآتي: في الشمال ثلاثة مقاعد، اثنان في الكورة، وواحد بين طرابلس وعكار. وفي الجبل مقعدان بين المتن وعاليه، وفي بيروت مقعد واحد، ومقعد واحد في زحلة أيضاً.

على المستوى الكاثوليكي، تشير الأرقام إلى أنّ "القوات"وحلفاءها سيأخذون أيضاً نحو 50 في المئة، أي 4 مقاعد، في كل من زحلة والأشرفية، والزهراني وبعلبك، وسيكون ثلاثة من الكاثوليك حزبيّين. أما لجهة الأرمن، فيراهن جعجع على الخرق بمقعدين من اصل ستة، وسيفوز بالمقعد الإنجيلي ومقعد الأقليات.

وبناء على هذه الأرقام، تحصد "القوات" وحلفاؤها 36 مقعداً مسيحياً مقابل 28 لـ "التيار الوطني الحرّ"، وتنهي بذلك الصراع على الأكثرية المسيحية الذي بدأ منذ العام 2005، وتفتح أبواب بعبدا على مصراعيها أمام جعجع.

وترى "القوّات"، من جهة ثانية، أنّ حليفها "المستقبل"، ونتيجة الشحن المذهبي الموجود، قادر على حصد 20 مقعداً سنّياً، فيما الرهان الأساسي يبقى على خرق الطائفة الشيعيّة بخمسة مقاعد. أما على الساحة الدرزية، فإنّ النائب مروان حمادة سيربح حتماً بما أن جنبلاط لن يتخلّى عنه.

وبذلك تحصد "14 آذار" نحو 62 مقعداً، مقابل 61 لـ"8 آذار" وخمسة مقاعد لجنبلاط. وبذلك يكون جعجع قد ضمن عدم فوز "8 آذار، وحقّق التمثيل المسيحي الصحيح الذي طالما سعت إليه "القوات" لكن ليس بهذه الطريقة.

إلاّ أن مصادر محايدة تؤكد أنه يستحيل أن تكون هذه الأرقام واقعية، واستمرار إنقسام قوى"14آذار"بسبب قانون الإنتخاب سيؤدي حتماً إلى خسارتها جميعاً وتقديم السلطة على طبق من ذهب إلى "حزب الله".

 

من يُهدّد بري ولماذا؟

عُدي ضاهر/جريدة الجمهورية

تسري شائعات وأخبار من هنا وهناك في البلاد منذ فترة ليست ببعيدة، إضافة الى معلومات تحدثت في حينه عن موجة جديدة من الاغتيالات السياسية والأمنية والإعلامية كان آخرها اغتيال اللواء وسام الحسن ومرافقه في انفجار الأشرفية.

يمثل خط الاعتدال في «8آذار».

هذه الشائعات كانت تلتها قبل ذلك وبعده سلسلة من التهديدات المباشرة وغير المباشرة لوزراء سابقين ونواب حاليين في فريق 14 آذار، تلقوها عبر رسائل نصية على هواتفهم الخلوية أو الأرضية، إضافة الى أساليب اخرى اعتمدها المهددون، علمت بها الاجهزة الامنية ولم تفصح عنها مع استمرارها الدائم في المراقبة والمتابعة.

وقد تسرب في حينه ايضاً الى وسائل الإعلام معلومات عن تهديد جدي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، وهو الوحيد خارج فريق 14 آذار الذي تلقى هذه التهديدات. وقد تجدّد الكلام أخيراً عن عودة التهديد لبري ما دفعه الى إتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر في تنقلاته على ندرتها.

من يُهدّد بري؟

قد لا يكون من الصعب طبعاً معرفة الجهة الحقيقية المهددة لبري وغيره من القيادات، الّا ان المتابعة الدقيقة للظروف الموضوعية والسياسية المحيطة به من الداخل والخارج تُبرز الآتي:

1 - ان بري يمثل بالنسبة إلى محبيه ومريديه، وإلى غيرهم ايضاً، خط الاعتدال داخل قوى "8 آذار"، والجهة المهددة كائنة من كانت تريد إلغاء هذا الخط والابقاء على خط التشدد تبعاً لمتطلبات المرحلة المقبلة في لبنان والاقليم.

2 - ان مهندسي ومخططي المشروع الأرثوذكسي مثلاً والمطروح (وليس مسوّقوه المحليين) يريدون من هذا القانون في حال أخذ طريقه الى التنفيذ، إيصال البلد الى التطرف وحكم المتطرفين والمتشددين فيه ولو بعد حين، وفي هذا الاطار لا يعود هناك دور للمعتدلين داخل اي طائفة من الطوائف الاساسية المكونة للكيان اللبناني.

وخير دليل على صحة مثل هذا الكلام هو اغتيال الرمز الاساسي الذي كان يمثل الاعتدال السني في البلد، اي الرئيس رفيق الحريري، ثم محاولات إقصاء وابعاد وريثه الشرعي والشعبي والسياسي نجله الرئيس سعد الحريري الممثل لخط الاعتدال نفسه، عن البلاد بالطريقة التي يعرفها جميع اللبنانيين على إختلاف انتماءاتهم.

3 - إن من يهدد بري هي الجهة التي تقوّي وتغذي التشدد في المنطقة وفي لبنان، تحت اسماء متعددة والتي تريد ان تضع هذا البلد داخل أتون حرب طائفية ومذهبية لا تنتهي، بل يجري تعميمها على بقية الدول العربية في حال نجاحها لا سمح الله.

4 - إن من يهدد بري يريد أن يلغي دوره الذي يلعبه كممتص للصدمات عند كل احتقان مذهبي بين السنّة والشيعة، وتحديداً حيث استطاع مع قيادات كبيرة وكثيرة من الطرف الآخر، امتصاص نقمة الشارع في اكثر من مناسبة وقضية على مدى الاعوام السابقة واثبت جدارته في ذلك.

ماذا يُستنتج من هذه الامور؟

البعض يستنتج ان اسرائيل هي وراء هذه التهديات، خصوصاً أن النقاط المُتَحَدَّث عنها تشير في مضمونها إليها بلا شك، واسرائيل يمكنها أن تفعل ما تريد فعله، سواء في لبنان او في العالم العربي تحديداً، من خلال شبكات أو منظمات أو حتى دول عميلة لها، تأخذ في أحيان كثيرة أشكالاً واسماء وصفات متعددة قد لا يعرفها اللبنانيون في جلّهم، لكن المعنيين يدركونها في سرهم

 

«14 آذار»: يخطئ من يعتقد أنه يربح الانتخابات منفرداً

بيروت - محمد شقير/الحياة

القرار الذي اتخذه المنسق العام للأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد بتعليق اجتماعاتها حتى إشعار آخر كان في محله لاعتبارات أبرزها إبعادها عن التجاذبات القائمة بين قياداتها بسبب الاختلاف على مشروع اللقاء الأرثوذكسي، وحمايتها من أي تصدع سياسي، وترك مؤيدي المشروع يقدّرون، في نهاية المطاف، أن لا إمكان لتسويقه داخل المعارضة أو من خلال الهيئة العامة للبرلمان، وبالتالي سيضطر الجميع الى التسليم بأن أي طرف فيها لا يستطيع أن يربح وحده وإنما بتحالف وطني عريض.

وفي هذا السياق يؤكد قيادي بارز في قوى 14 آذار لـ «الحياة»، أن ما يشهده لبنان حالياً هو أخطر من الاختلاف على قانون الانتخاب الجديد طالما أن أزمة النظام مفتوحة على كل الاحتمالات وتتطلب الدخول في نقاش هادئ ومرن بعيداً من الأضواء وعلى قاعدة التمسك باتفاق الطائف وضرورة السعي من أجل استكمال تطبيقه، وفي ضوء ذلك يمكن أن يتبين إن كانت هناك ثغرات تستدعي العمل لتصحيحها.

ويضيف القيادي نفسه، أن قانون الانتخاب الجديد يمت بصلة مباشرة الى إعادة إنتاج النظام السياسي في لبنان، وبالتالي لا يؤيد ما قاله رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، من أن لا اتزان عند من يفكر في أن قانون الانتخاب يمكنه أن يفكك قوى 14 آذار، باعتبار أن ما يجمع هذه القوى أكبر بكثير مما يفرقها.

ويسأل: هل إن قانون الانتخاب الجديد لا يعتبر من القضايا الكبرى التي تستدعي من قيادات 14 آذار التوافق عليها، وإلا فما هي هذه القضايا إذا استثنينا منها القانون؟

ويكشف أن ما قاله جعجع في هذا الخصوص كان أبلغه قبل أيام الى مستشار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح، فيما يؤكد أن الرئيس السابق رئيس حزب الكتائب أمين الجميل حاول أن يخفف من التداعيات السلبية المترتبة على الاختلاف حول قانون الانتخاب وتأثيرها على الوضع الداخلي في قوى 14 آذار.

ويتعامل القيادي مع الموقف الذي سمعه من الرئيس الجميل على أن الأخير يصر على طمأنة حلفائه إلى أن المشروع الأرثوذكسي سيواجه صعوبة في تسويقه على رغم أن نجله النائب سامي الجميل يدافع عنه بضراوة وبالتضامن مع النائب في «القوات» جورج عدوان.

ويرى القيادي نفسه أن الجميل وجعجع لم يكونا مضطرين للانخراط في لعبة المزايدة حول «الأرثوذكسي» التي تولاها رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون حتى ولو كانا يرغبان في المناورة في هذا الشأن.

ويعزو السبب الى أن التنافس على تأييد «الأرثوذكسي» قاد حتماً إلى تظهير مشهد سياسي من نوع آخر، عنوانه أن عون نجح في أن ينتزع من حلفائه تأييد المشروع بينما أخفق الجميل وجعجع في تأمين تأييد حلفائهما الذين لم يلوذوا بالصمت كتعبير عن رفضهم له وإنما بادروا الى معارضته في العلن.

ويضيف أن عون نسق مع حلفائه بينما لم يأخذ الجميل وجعجع برأي حلفائهما، لا سيما أن المشاورات التي جرت لاحقاً بين قيادات 14 آذار أعقبت إصرارهما على تأييد المشروع في العلن ومحاولتهما حشر حلفائهما ظناً منهما بأنهما سيضعانهم أمام أمر واقع لا مفر لهم سوى تأييده ولو من باب المناورة.

ويؤكد القيادي أن قيادة «المستقبل» وغيرها من الشخصيات المستقلة في 14 آذار فوجئت بإصرار الجميل وجعجع على إظهار تأييدهما المشروع الأرثوذكسي في العلن من دون التنسيق معها، وأن المشاورات التي شارك فيها رئيس كتلة «المستقبل» رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة كانت خجولة ولم تحقق أي تقدم طالما أن حزبي «الكتائب» و «القوات» قالا نعم للمشروع.

ويستغرب القيادي تفرد الجميل وجعجع في موقفهما من «الأرثوذكسي»، ويسأل كيف يوفق الأخير بين تأييده المشروع وبين ما ورد في خطابه في 14 شباط (فبراير) الماضي في مناسبة ذكرى استشهاد رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري؟ وأين يمكن أن يصرفه ما دام أن تأييده إياه كان عن قناعة وليس من باب المناورة.

ويتجنب القيادي الدخول في رد فعل الرئيس الحريري على موافقة حليفيه على «الأرثوذكسي» مع أنه لم يكن مطلعاً على موقفهما قبل الإعلان عن تأييدهما له.

لكنه يرى أن «الأرباح» التي حققها الجميل وجعجع من خلال مناورتهما في تأييدهما المشروع الأرثوذكسي، لا تقارن بحجم الأضرار السياسية التي أصابت قوى 14 آذار مجتمعة، إضافة الى أن معظم حلفائهما فضلوا أن يكونوا في عداد المتفرجين ولم يتدخلوا في المزايدات المسيحية - المسيحية.

ويضيف أن اللقاء الأخير الذي عقد في جدة بين الحريري وجعجع لم يتطرق الى «الأرثوذكسي»، لأن موقف الأول حاسم في رفضه إياه، وهو لذلك يفضل ألا يكون طرفاً في «نشر غسيل» 14 آذار أمام القاصي والداني، ويصر الآن على تدوير الزوايا حرصاً منه على وحدة قوى المعارضة. لكن الى متى سيبقى صامتاً؟

لذلك، فإن المناورات في تأييد «الأرثوذكسي» بلغت المدى المرسوم لها، ولعلها ستدفع بمؤيديه إلى مراجعة حساباتهم، وهذا ما يراهن عليه المستقلون في 14 آذار الذين ينتظرون من الجميل وجعجع الإقرار بأن هذا المشروع غير قابل للحياة وأن لا مفر من انتظام الجميع بحثاً عن قواسم مشتركة للتوافق داخل المعارضة على قانون انتخاب يؤمِّن إعادة إنتاج السلطة السياسية في لبنان على رغم أن أكثر من مسؤول كبير أخذ يردد مجدداً احتمال تأجيل إجراء الانتخابات بين حزيران (يونيو) وأيلول (سبتمبر)، بذريعة أن هناك عوائق قانونية لا بد من حلها.

 

في عدم أرثوذكسية القانون الأرثوذكسي للانتخابات اللبنانية... وفي طائفيته

نسيم ضاهر /الحياة

انقسم النادي السياسي اللبناني إزاء مشروع القانون الخاص بالانتخابات النيابية، وقد أراد واضعوه إسباغ اللون الأرثوذكسي عليه. الحال أن من تلقَّفهُ وعمل على تسويقه (مع غلاظة هذا القول كونه يجعل من القانون سلعة) تحت جناح بكركي وعباءة البطريركية المارونية. لربما فاته غربة الصيغة المطروحة عن معنى الأرثوذكسية، وضعف انتمائها إلى المغزى الأصيل. وهذا ما يدفعنا إلى مزيد من التنقيب عن الدوافع، وتعقّب الغاية الأصلية الكامنة وراء الزجّ بالهرطقة في مجال سياسي بامتياز.

نسارع إلى القول إن الأرثوذكسية براء من تهمة التوظيف المتمادي لعنوانها في غير محلِّهِ، ولو طُلب من الطائفة الاستفتاء لما أقرّت نسْبَ المشروع إليها أو تبنَّت منطلقاته. فكيف لأبنائها، ومنهم طليعة العلمانيين القائلين بالتواصل بوحدة المجتمع تاريخياً، التماهي مع مخلوق مذهبي، والانقياد وراء ترسيمة مخالفة قناعاتهم وتموضعهم الوطني، لا سيما أن مصدر الإيحاء مطعون في مرجعيته، والظنّ ملحوظ في استنسابيته وفي خروج مفاده وخواصه إلى العلن في ظرف تاريخي محدّد، ليس ببعيد من مأساة سورية وأزمة نظامها المستفحلة.

بهذا، لا عُذر يأتي مثابة المحلّ لأصحابه، ولا ينطبق على نقده ورفضه القاطع التذرّع بأحكام من مثل أن بعض الظن إثم، لأنه عارٍ من المقدمات المعنوية المقبولة، وهو يطيح في نهاية المطاف، العرفَ والثابت دستورياً في آن، مشتبهاً في قاعدة خير هذا بشرّ ذاك، على سبيل النفي المغلوط للمساوئ المقارنة، والفكاك الآني انتهازياً على حساب المبدئي كيفما تقلّبت الأحداث وبدت الضرورات.

إن أبسط معايير النزاهة تدعو إلى الاحتراز من مشروع تقسيمي الطابع، قصير النظر، ستقود محصلته، في المدى المنظور، إلى هزَّات ارتدادية ومطالب فئوية؛ مكتومة راهناً، يستحيل إغفالها وإنكار مفاعيلها لناحية التوازن الداخلي الهشّ.

دليلنا على هذا المنحى الخطر، مسارعة الثنائي المكوّن من «حزب الله» وأمل إلى تعضيد موقف الحليف المُدلَّل (التيار الوطني الحرّ)، علماً أن السؤال البدهي يتجاوز تحفظ حركة أمل لاحقاً، وهو غير مستبعد وقد يُفاجئ بعملية التفافيّة، ويتناول مسألة التضامن في السرّاء والضرّاء، على قاعدة تحديد الأهم عبر تصليب الموقف المؤيّد لمحور طهران - دمشق. ففي قراءة «موضوعية» لما هو آت عطفاً على تصدّع أركان نظام الأسد، وبالأخص وضع الساحة اللبنانية بعد ذاك، أضحى غطاء العماد عون المسيحي حاجة لا استغناء عنها عند ما هو آت من تحولات، تعزّز رصيد «حزب الله» المتآكل، وتحيي الممانعة على وجه عام، فيما تقابلها أريحية خيرية بلبوس طرف شيعي لا شأن له بالمجاملة، بل يرى فيها سنداً للسيطرة الأحادية ضمن بيئته، ومنفذاً نحو تشذيب الشجرة السنّية واقتطاع ما أمكن منها وفق النظام النسبي. هنا جوهر الحماسة، وهنا مكمَنْ القطبة المخفية تحت ستار من الدخان.

يسعى «حزب الله» إلى التحوّط الوقائي، وله في ذلك، أسباب وجيهة تخدم منظومته في إطار حِلف الأقليات، وتفرط مسرحياً في الدفاع عن مسيحية وظيفية تابعة، شرطها الاستقواء بسلاحه على الخصوم لتسجيل النقاط والإلهاء عن الملفات الأساسية المقوِّضة للنهوض. فقد درج التيار الوطني الحر على حرب الطواحين، وهو لا يتوانى عن استخدام الهبات والإيفاء بدوره كاملاً في خضم التطورات العاصفة بالإقليم السائرة على ما لا يشتهيه المشغّل الإيراني الأساس. ولا يمكن فصل عناق الثامن من آذار لمشروع مذهبي صرف باسم المسيحيين يُعتقد بوفرة ثماره النيابية، عن التهديد الدائم بعدم إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري، ناهيك بالتغطية التي يمنحها مجّاناً لتوليفات مذهبية مقبلة ويفتح باب الاجتهاد واسعاً في شأنها ردّاً للجميل، ودفعاً للالتباس، وتجمع التوقعات على أن «حزب الله» المواكب للمُستجدّات غير السارة في المحيط، ملتزم إيقاف عجلة المصاعب التي تلوح في الأفق، والتهيؤ لامتصاص، أو أقلّهُ استيعاب المحمول السلبي المرتقب. لذلك، فهو يعمل حثيثاً على إبقاء مواقع النفوذ في المجتمع وعلى صعيد السلطة، ولن يعدم وسيلة لاستمرار محاصرة الحياة السياسية في لبنان، وصولاً إلى تجميد تداول السلطة بكل الوسائل الممكنة، إن لم يجد سبيلاً إلى كسب السباق الانتخابي كما يشتهيه عبر قانون مفصّل على مقاسه، يفي بغايات حلفائه ويبقي على أكثرية تتحكم بالبلاد والعباد. ومن النافل أنه قد وجد ضالته، على ما يعتقد، من دون مجهود يُذكر، في الفذلكة الأرثوذكسية، تاركاً لسطوة سلاحه انتزاع الهيمنة المطلقة ضمن الطائفة الشيعية وإبعاد المنافسين عن حلبة الانتخابات.

بين المكوِّنات الحزبية الممثلة في البرلمان الحالي، يُفهم انحياز بعضها المأزوم «وجودياً» إلى قانون ماضوي فاقد الأهلية الدستورية وفق المعمول به من محدّدات وثيقة الطائف.

إنما لبنان ليس على هذا الوجه على رغم التردِّي الحاصل، ولم يكتب له الانحدار إلى هذا الدرك المعيب، المنافي لقواعد الانصهار والانعتاق من مخلَّفات العصبيات والهويات القاتلة. الحاصل، إذا ما أقرَّ القانون «الأرثوذكسي»، وهو أمرٌ مستبعد ومستغرب في الحقل السياسي، هو استبدال الطائفية بالطوائف، وتغليب مفهوم تمييزي بين أبناء الوطن، يُغيِّب المواطن ويقضي على المنهج الديموقراطي السليم. فمهما تضرّع الفريق السيادي إلى 14 آذار، فلا مناص من الإقرار بأن انضمام القوات اللبنانية إلى مريديه، وإن بالالتحاق خشية مزايدة الفريق العوني، أم للمناورة، شكّل مفاجأة مؤلمة لامست خيبة الأمل لدى شطر واسع من المدنيين المجدّدين. لسان حال المعاصرة ينادي بالنقيض، وبعض الرصيد المعنوي يُصْرف ولا يتبيّن المرء جدواه ومنافع الاقتباس من الرجعيين والطائفيين المتحجّرين. كذلك الحيرة بالغة، وسيعوز الحركة الاستقلالية الكثير لمعالجة الندوب والعودة إلى جادة الصواب بالمعنى الحداثي والمساواتي بسواء.

كان من المستحسن والمفيد تجنب هذه الزلّات رأفةً بسُمعة دعاة السيادة وبوحدتهم، كما بالتراث الأرثوذكسي العميق. يقول المثل الشائع: «غلطة الشاطر بألف غلطة»، وقصارى مطلب اللبنانيين عودة الفرقاء كافة عن خطأ جرح كرامتهم في الصميم. وما زالت نافذة العودة عنه ممكنة إرادياً للذين تورّطوا، لبرهان عدم القصد وحسن النيّة والشفافية، لئلا يودي المجلس الدستوري بالقانون المقترح إلى محفظة الإبطال، ويُسجِّل التاريخ علامة سلبية تطاول الذين ضلُّوا الطريق. لغير هؤلاء التغنِّي بالردّة والتقوقع المذهبي والتصويب القبلي. وفي هكذا حقل، لا وجوب للمنافسة ولا منفعة يُعوَّل عليها ذوو الحكمة العاملون على التغيير.

 

قباني ملمحاً إلى الحريري: لن اتعامل مع رئيس وزراء سابق الا اذا تاب الى الله

أكد مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني أن الخلاف في دار الفتوى ليس خلافاً سياسياً ولا من أجل قضية وطنية بل هو فقط خلاف على التعديلات المطروحة لتعديل القانون الذي ينظم شؤون المسلمين الدينية والوقفية والإجتماعية، مشيراً إلى أن "هذه التعديلات مطروحة من بعض الجهات وهذا يعني الاتيان بمفتٍ قراره ليس بيده وانما بيد المجلس الشرعي وحده"، موضحاً أن المجلس الشرعي ينظم ولكن لا يمارس العمل فهو تشريعي وليس تنفيذي، فمفتي الجمهورية هو السلطة التنفيذية ورأى مفتي الجمهورية خلال إحتفال مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية الذي تكفلت فيه رعاية أيتام صندوق الزكاة، أنه "يراد بهذه التعديلات علمنة دار الفتوى، فهي اخطر من الزواج المدني"وقال: "معركتي الان هي معركة اسقاط هذه التعديلات، ولا ابالي لا بمنصب ولا بقراربة ولا بصداقة"، وأضاف: "بعض السياسون كذابون، لن اتعامل مع رئيس وزراء سابق الا اذا تاب الى الله

 

الجوزو : اجماع المسيحيين وحدهم لايكفي .. وان حاول البعض استرضاء المسيحيين على حساب المسلمين

رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح ان "مشروع اللقاء الارثوذكسي لن يمر"، معتبرا ان "اجماع المسيحيين وحدهم لايكفي، وان حاول البعض استرضاء المسيحيين على حساب المسلمين وارادة المسلمين"، مبديا اسفه "لان هذا البعض يلعب دورا في لبنان يستند الى الكيد والمخادعة وليس لمصلحة الوطن". وشدد الجوزو على ضرورة "التوافق على اي قانون انتخابي"،لافتا الى أن "تكون المناصفة وسيلة لابتزاز الاخرين، فان هذا ينسف المعادلة اللبنانية من اساسها"، مشيرا الى ان "المناصفة تمت بارادتنا الخيرة ورغبتنا في العيش المشترك، وقدمنا فيها الوطن على الطائفة، من اجل ان يكون انتماء اللبنانيين جميعا الى ارضهم وابناء جلدتهم، ومن اجل ان نتحرر من التطلع الى الخارج، والاستعانة بالخارج على الداخل، ومن اجل ان يكون الوطن وطنا لجميع ابنائه بدون استثناء

 

بوارج «اليونيفيل» كشفت مكالمات لأمير «القاعدة في بلاد الشام»

بيروت ـ من محمد دهشة/الراي/علمت «الراي» ان القوى الفلسطينية في مخيم عين الحلوة تبلغت من اجهزة امنية لبنانية ان بوارج ألمانية حربية تابعة لقوة «اليونيفيل» البحرية رصدت مكالمات هاتفية تفيد بمحاولات لتوتير الاجواء الامنية في المخيمات الفلسطينية ومع جوارها اللبناني، في اطار مخطط يتصل بالصراع الدائر في سورية. وكشفت مصادر فلسطينية لـ «الراي» انها أُبلغت من الاجهزة اللبنانية ان من اجرى هذه الاتصالات هو على الارجح امير تنظيم «القاعدة» في بلاد الشام ماجد الماجد، الذي اكدت الاجهزة اللبنانية انه كان موجوداً في فترة سابقة في مخيم عين الحلوة، وهو ما نفته القوى الفلسطينية. وكشفت المصادر ان القوى الفلسطينية تتجه الى تشكيل اطار امني فلسطيني موحد في كافة المخيمات لقطع الطريق على اي لعب بأمنها، ومن المرجح ان يتولى رئاسة هذا الاطار قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب، الذي يتمتع بصدقية عند كل القوى الفلسطينية.

 

هولاند يستقبل جنبلاط خلال أيام

الراي/يبدأ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في الايام المقبلة سلسلة لقاءات مع قادة لبنانيين يطلّ من خلالها على الوضع اللبناني. ويستهلّ هولاند هذه الاجتماعات بلقاء رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، على ان يستقبل لاحقاً رئيس «حزب الكتائب» أمين الجميل آخر يناير، في حين اشارت تقارير الى تحضيرات للقاء مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

 

وزير الداخلية اللبناني بحث في الدوحة قضية المخطوفين الـ9 في سورية

بيروت - «الراي/اتجهت الانظار في بيروت امس الى الدوحة حيث كان وزير الداخلية اللبناني مروان شربل والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم يجريان لقاءات في مع كبار المسؤولين محورها اللبنانيون التسعة الذين ما زالوا رهائن في سورية والدور الذي يمكن ان تضطلع به قطر للمساهمة في الافراج عنهم في أسرع وقت.

وترافقت زيارة شربل مع قراءتين في بيروت:

* الاولى راهنت على نتائج ايجابية لـ «توسيط» قطر بعد صفقة اطلاق الاسرى الايرانيين لدى المعارضة السورية في مقابل الافراج عن اكثر من الفيْ معتقل سوري وعدد من الاتراك لدى النظام، وسط معلومات عن ان الدوحة قامت على امتداد ثلاثة اشهر برعاية مفاوضات ايرانية - تركية افضت الى قيام طهران بممارسة ضغط على النظام السوري ليوافق على اطلاق 2126 معتقلاً ومعتقلة سوريين إضافة الى الاتراك الاربعة في مقابل اطلاق الايرانيين الـ48.

* والثانية اتكأت على تقارير في صحف قريبة من 8 آذار اشارت الى ترقّب حصول صفقة سورية ـ سعودية تؤدي الى اطلاق الرهائن اللبنانيين التسعة وذلك عبر قنوات امنية قيل انه اعيد فتحها بين دمشق والرياض، وعلى قاعدة تجيير إطلاق الرهائن اللبنانيين الى رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري «بتدبير سعودي لتكون عملية تحريرهم عبر الحريري نفسه».

في موازاة ذلك، اعلن سعيد صالح نجل الأسير اللبناني في أعزاز جميل صالح أن «أهالي المخطوفين والدولة اللبنانية أمهلوا العالم ما فيه الكفاية حتى ينهوا هذا الملف»، مشيراً إلى أن «الأتراك طلبوا في البداية وقف الإعلام حتى ينهوا الملف والتزمنا، وعند خطف التركييْن في لبنان طلبوا تسليمهما مقابل إنهاء الملف، لكنهم خذلونا للمرة الثانية».

ولفت إلى أن «أشهرا مرت ونحن صامتون وصابرون افساحاً في المجال أمام المفاوضات، وأخيراً يتصل أحد الخاطفين بالدولة اللبنانية مدافعاً عن الدولة التركية»، مشيراً إلى أن «هذا الأمر وضع علامات استفهام على تركيا أن تجيب عليها». وشدد على «أننا بحاجة إلى مفاوضين ديبلوماسيين كبار، ونؤكد نحن أهالي المخطوفين محبتنا وتقديرنا لجهود وزير الداخلية مروان شربل، لكننا نقول له عذراً معالي الوزير فايران تملك الكثير من نقاط الضغط على الدول التي تمون على الخاطفين، ولبنان لا يملك شيئا»، داعياً إلى «الإستفادة من تحرك الأهالي كورقة ضغط لإنهاء هذا الملف».

 

السوري الحر" استأنف وساطته بشأن المخطوفين وصقر يقول أن حزب الله يرفض الإفراج عنهم عبر الحريري

نهارنت/أعلن الجيش السوري أنه استأنف نشاطه للإفراج عن المخطوفين اللبنانيين في أعزاز في حين كشف عضو كتلة "المستقبل" النائب عقاب صقر أن حزب الله لا يريد الإفراج عنهم عبر وساطة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. وقال المنسق الإعلامي للجيش السوري الحر لؤي المقداد مساء الأربعاء أثناء حديث لصقر "الجيش السوري الحر استأنف نشاطه بشأن المخطوفين في أعزاز بطلب من الحريري ووفد من قياداته سيتوجه غدا (الخميس) إلى أعزاز لمتابعة الوضع. إلى ذلك تحدث صقر عن قضية المخطوفين فشرح ان "رياض الأسعد هذا الضابط السوري الشريف عمل من أجلهم وكتيبة الفاروق في الجيش الحر عرض عليها أن تسلم سلاحها ويطلق المخطوفون اللبنانيون فسلمته ولم يطلق سراحهم". وعرضت القناة تسجيلا سمعت فيه مفاوضات بين الأسعد وصقر لإطلاق سراح المخطوفني

واعلن صقر أن "حزب الله لا يريد أن يخرج المخطوفون اللبنانيون عن طريقنا ولكن نحن استمرينا في الوساطة".

إلى ذلك كشف صقر عن اجتماعات عقدت في السعودية حضر هو بعضا منها لعدم سفك الدم في سوريا إلا أن النظام "استمر بقتل شعبه" متحدثا عن مفاوضات بينه وبين النظام السوري لإطلاق سراح عقيد.

أضاف "الجيش السوري الحر هو من يدخل جميع المساعدات الإنسانية إلى سوريا وحتى المنظمات الدولية يشرف عليها الجيش الحر واتصالاتي مع القادة الميدانيين فيه لا أنكرها لأنها تندرج في الإطار الإنساني".

وتابع "طلبت أجهزة اتصال للتشاور مع خاطفي اللبنانيين في أعزاز لأنه ليس لديهم "سكايب" وكلما أوصلنا الأجهزة إلى منطقة معينة يمسحها النظام ويجعلها كالحقل من جراء القصف".

كما أكد صقر أن "من يؤمن الأسلحة للجيش الحر بنسبة كبيرة وهم منشقون ومن هم مجوعون من قبل الجيش العربي السوري وفضيحة تسليم جهات من 8 آذار للجيش الحر السلاح".

عن دوره في سوريا قال صقر "أنا أعمل في قضايا تخص الشأن اللبناني أي المخطوفين والشأن الإنساني في سوريا ومفاوضات لإطلاق سراح صحافيين أجانب".

وكشف صقر في سياق حديثه أن "السلطات السورية من أعلى المناصب في سوريا طلبوا مني ومن الشيخ سعد عبر صحافي صديق لإطلاق العميد السوري شبيلي وهو أسير لدى الجيش الحر".

وإذا كشفت المزيد من التسجيلات عنه "سأكشف كل شيء وكنت أفضل أن نحافظ على شعرة معاوية مع حلفاء النظام السوري في لبنان ولكنهم لم يسكتوا "أذنابهم" تابع صقر.

هذا وأعلن عضو كتلة "المستقبل" عن "إجتماعات متعددة وأحدها عقد في السعودية وكل فحواها نرفض أن يسقط النظام بالدم في سوريا ولكن أوقفوا قتل الشعب السوري ورفض النظام".

 

سلفيّو مالي "أقلية" وتمويلهم قطري وسعودي ومن يموّل الجماعات الإرهابية في شمال مالي؟

"المقاتلون الإسلاميون ليسوا كلهم من السلفيين المتعصبين. والسلفيون ينتمون إلى عدة تيارات لكنهم يظلون أقلية. وقد انضم كثير من المقاتلين إلى هذه الجماعات لأسباب مالية." حسب الباحث "بيار بوالي" في مقابلة أجرتها معه جريدة "لوموند" الفرنسية. أما عن التمويل "فإن القاعدة في شمال إفريقيا تتموّل من عمليات خطف الرهائن، في حين تومّن الجزائر قسماً من تمويل جماعة "أنصار الدين"! أما "حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا" (موجاو)، فإن تمويلها يأتي من "الهلال الأحمر القطري" ومن شبكات تمويل سعودية (خاصة).

(هنالك جانب "عربي" آخر لحرب مالي: فالقاعدة الفرنسية في "أبو ظبي" تضم ٦ طائرات "رافال" يمكن أن تشارك في الضربات الجوية على شمال مالي خلال الأسابيع المقبلة. وحسب جريدة "الفيغارو"، فقد طلب الرئيس أولاند من السلطات الإماراتية أن تقدّم دعماً إنسانياً، ولوجستياً، ومالياً للعمليات في مالي.).

ويضيف: "إن ولاء المقاتلين الإسلاميين ليس دينياً بحتاً، ولذا فإنه يمكن أن يتبخّر"!

ماذا كانت أهداف الحملة التي شنّتها الجماعات الإسلامية باتجاه جنوب "مالي" ونحو العاصمة؟

"أحد الأسباب كان تحقيق التقدم باتجاه الإلتقاء مع القوى الأصولية الأخرى في المنطقة، وخصوصاً جماعة "بوكو حرام" في نيجيريا.

هل الطوارق كلهم إسلاميون؟

"كلا، إن "الحركة الوطنية لتحرير الأزواد" لم تقم بعمليات خطف، ولم تقم بتفجير أهداف مدنية. والرئاسة المالية السابقة هي التي تحالفت مع "القاعدة في غرب إفريقيا" ضدها، أي ضد الطوارق! ومن المعروف أن الطوارق يتعرضون للإضطهاد على أيدي الجنود الماليين."

ويضيف: "طالما أن الجيش الفرنسي موجود على الأرض المالية، فينبغي عليه أن يتحمل مسؤولية اعماله حتى النهاية. وهذا بحد ذاته يشكل ضمانة. لأنه لا ينبغي أن يُسمح للجيش المالي بأن يفعل كل ما يرغب به. والخطر هو أن تستفيد سلطات "باماكو"، مدعومة من جيش إنقلابي"، من الوجود العسكري الفرنسي في مالي للقيام بعمليات إنتقامية ضد الطوارق بذريعة "مكافحة الإرهاب"."

"وتقيم فرنسا علاقات مع "الحركة الوطنية لتحرير الأزواد"، وهي حركة علمانية، وهي لا تخلط بينها وبين الإسلاميين. ولا سبيل لتحقيق الإستقرار في مالي بدون التوصل إلى حل لمشكلة الطوارق ولمشكلة "تهميش" الشمال المالي بصورة عامة". ذرائع إنسانية ودينية!: هل تدعم قطر "القاعدة وأخواتها" في شمال مالي؟ خاص بـ"الشفاف"

 

عقاب صقر: لا نبغي سوى انهاء ملف المخطوفين وأذناب نظام الأسد سيطأطئون رؤوسهم اذا نشرنا تسجيلاتنا 

سأل عضو كتلة "المستقبل" النائب عقاب صقر "هل هناك أسخف من أولئك الّذين انتقدوا ارسال الحليب والمواد الغذائية للشعب السوري في حين أن هذا الشعب يموت من قلة الغذاء؟"، داعيا "تلفزيون ميشال عون الى ارسال جبران باسيل في الصليب الأحمر ليدعم السوريين بالغذاء طالما انهم ينظّرون علينا في حصرية المساعدة بالمنظمات الإنسانية، فالأكيد أن أحدا لا يُدخل الغذاء الى الشعب السوري الى الجيش الحرّ والقوى السورية المعارضة".

وأشار صقر في حديث لبرنامج "انترفيوز" مع الإعلامية بولا يعقوبيان عبر قناة "المستقبل"، إلى أن "تقريرين أميركي وبريطاني، يُضافان إلى التقرير الّذي قام به تلفزيون "الجديد"، أظهرت جميعها ان التسجيلات التي أعلنتها في المؤتمر الصحافي في اسطنبول هي الحقيقية، وان تلك التسجيلات التي عرضتها شاشة ميشال عون هي الإفتراء والكذب، مع الإشارة الى أن "الجديد" في خط سياسي معارض لخطّي وكنا قد انتظرنا منه منذ 3 سنوات التحقيق الذي وعدنا أن يقوم به في التسجيل الذي عرضه زهير الصّديق ويبرز فيه مكالمة جرت بين رستم غزالي وجميل السيد عن "أبو العدس" وتورطه في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري".

أضاف: "التسجيلات التي بحوزتي هي الصحيحة بطريقة مثبتة وعلمية ما يؤكد يثبت كذب إعلام ميشال عون والتلفزيون السوري الذي ما زال يتمادى في تلفيقاته، وهو أعطى أخيرا جميل السيد تلك التسجيلات المزورة لتقديمه للقضاء اللبناني، وهنيئا لجميل السيد انتقاله من رتبة لواء الى رتبة مخبر لدى ذلك التلفزيون".

وتابع صقر: "كيف يمكن لشخص يريد ادخال السلاح الى المعارضة السورية وينسّق لذلك عبر خطّ سوري، هذا ان لم يكن رأس هذا النظام بعينه من يتكلم؟"، مضيفا: "كل التسجيلات عبر "سكايب" مسجلة عندي، والكلام عن أن تركيا تدعم المعارضين بالسلاح أمر تركي وليس من شأني".

وشدد على ان "اتصالاتنا كانت ولا تزال لغايات انسانية وحتى من أجل التنسيق صحافيا من الداخل السوري، وكل الأمور مسجّلة، والتسجيلات التي سأبثّها والمعلومات التي سأتكلّم عنها ستجعل البعض في لبنان يطأطئون رؤوسهم خجلا، من قصة حسان المقداد الى غيرها من القصص التي سنكشفها وصولا الى التوسّط من قبل أعلى النظام السوري للإفراج عن العميد السوري شبيلي، حتى محاولة قتل اللبنانيين في أعزاز وكيف تسربت المعلومات عن مكان وجودهم... كل الأمور ستنشر اذا لم يربط حلفاء النظام أذنابهم وإلا سيرون العجب من المعلومات".

واعتبر صقر انه "من المعيب ان يكون كل الهجوم على سعد الحريري في حين ان هناك الكثير من الوساطات التي رجوها منه وهل يجوز ذلك الكلام الذي نسمعه من أذناب النظام؟"، مضيفا: "التوصيفات التي كنا سمعناها في الزمن الماضي من النظام بحق توابعه أكبر من أن تُقال على الهواء، فليكفوا عنا اذا ولن نقول الآن أكثر من ذلك... فمعركتنا ضدهم معركة حق ومعركتهم ضدنا معركة إغتيال"، وقال: "بشار الأسد يرسل المتفجرات الى لبنان مع ميشال سماحة فيصبح بطلا، ونحن نرسل المساعدات الى الشعب السوري فيسخرون منا ومن السوريين... هذا أمر معيب جدا".

وأكّد ان "حسان المقداد كان لدى مجموعة أمنية تابعة للنظام السوري، ولم يكن عند المعارضة لأن النظام قام بالخطف من أجل الفتنة، ولماذا عند خطف المقداد واستنفار عائلته، سُرّبت معلومة عن مقتل اللبنانيين الـ11 في أعزاز، فهل كان موعد هذه المعلومة صدفة وبريء؟"، مضيفا: "هذا النظام لن يتناوى عن قتل اللبنانيين عبر جعلهم يتقاتلون بين بعضهم البعض، والسؤال للمقاومين الأشاوس "لماذا قررت اسرائيل اليوم بناء جدار مع سوريا وتصريحها ان بعد الأسد لن يكون كما قبله؟ فلماذا لم يبنِ الإسرائيليون هذا الجدار في ظل نظام الممانعة؟".

وتابع: "يبجلون بثورة مصر ويهنئون الإخوان المسلمين بفوزهم بالإنتخابات المصرية ويخيفون الجميع من "الإخوان" في سوريا، ولماذا يحرقون لبنان من أجل سمير القنطار ويصمت ميشال عون عن مئات المعتقلين في سجون النظام؟"، مضيفا ردا على سؤال: "لا شيعي ولا سني عند وجود العدالة، فالحسين وقف بوجه الظلم وثار من أجل الحقّ، قهل تأييدنا للشعب والديمقراطية في سوريا هي جرم وعدواتنا لنظام قاتل هو الحق؟"، مؤكدا عودته الى لبنان "ومن يقول عكس ذلك يضرب الإعتدال الشيعي".

وشدد صقر على ان "الرئيس سعد الحريري صمّم مع الشبان في الجيش السوري الحرّ على متابعة الوساطات من أجل الإفراج عن المخطوفين اللبنانيين في سوريا"، وقال: "النظام السوري لا يريد الإفراج عن أي لبناني، فهو من أجل 48 ايرانيا أفرج عن آلاف معارضيه في حين أنه لا يحرك ساكنا من أجل اللبنانيين المخطوفين لا بل يعرقل عملية الإفراج عنهم بقدر ما يستطيع".

وأكّد ان "لا جميل لنا عند الإفراج عن المخطوفين لأننا لا نبغي سوى انهاء الملف، فمن حق هؤلاء الأشخاص أن يخرجوا يعودوا الى الحرية والى أهلهم"، وقال: "فليتذكر الجميع إسم "هلال الأسد" من اليوم وحتى سقوط النظام بعدما ثبت ضلوعه في الكثير من عمليات الخطف التي تحصل في سوريا".

وكان المتحدث باسم الجيش السوري الحرّ أعلن في أثناء كلام صقر عن استئناف وساطة الجيش الحرّ لتحريك ملف المخطوفين اللبنانيين في أعزاز بناء على طلب من الرئيس سعد الحريري، لافتا الى أن وفدا من قيادات الجيش الحرّ ستتوجه قريبا الى أعزاز للقاء الخاطفين.

كما تمّ بثّ اتصال مسجّل سابقا في خلال الحلقة جرى بين النائب صقر وقائد الجيش السوري الحرّ رياض الأسعد، يظهر فيه كيفية التنسيق بين الطرفين والمساعي من أجل إنهاء ملف المخطوفين في سوريا.

 

باولي زار مطر: لانتظار صدور القرار في 28 الجاري بشأن عبد الله

وطنية - إستقبل رئيس أساقفة بيروت للموارنة سيادة المطران بولس مطر بعد ظهر اليوم، السفير الفرنسي باتريس باولي، في دار مطرانية بيروت المارونية في الأشرفية، وجرى بحث في عدة مواضيع مشتركة بين لبنان وفرنسا، في حضور أمين سر مطران بيروت الخوري جو دكاش. بعد اللقاء قال باولي للصحافيين إن "زيارة الصداقة لرئيس أساقفة بيروت تناولت العلاقات الفرنسية-اللبنانية، التي نأمل أن تتعاظم من خلال الثقة المتبادلة".

وردا على سؤال حول ما إذا كانت فرنسا ستطلق سراح جورج عبدالله، قال: "أعلنت أمس أننا ننتظر جلسة 28 كانون الثاني". وتعليقا على الإعتصام الحاصل أمام السفارة الفرنسية إعتراضا على القرار الوزاري الفرنسي في قضية عبدالله، أوضح أن "فرنسا احترمت دائما حرية التعبير والتظاهر شرط حصولها من دون تعد"، وقال: "نحن نحترم كل رأي و نحترم رأي الآخر، وأدعو الجميع في لبنان إلى الصبر حتى يصدر القرار في 28 الجاري".

 

السنيورة التقى لارسن وباولي وفليتشر أبادي: نحرص على عدم تأثر لبنان بالازمة السورية

وطنية - إستقبل رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة بعد ظهر اليوم في مكتبه في بلس، السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن ابادي في حضور الوزير السابق محمد شطح وقد تركز البحث على استعراض تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة على مدى ساعة ونصف الساعة، شرح خلالها السفير الايراني بشكل اساسي مبادرة بلاده للحل في سوريا. وإثر اللقاء، قال أبادي: "تندرج هذه الزيارة في اطار التشاور المستمر مع كل الاطراف السياسية في لبنان، وتحدثنا خلال هذا اللقاء حول آخر التطورات على الساحة الاقليمية واللبنانية وخاصة الازمة السورية وتداعيتها على بلدان الجوار وخصوصا لبنان، وحرص الجمهورية الايرانية بعدم تأثر لبنان بهذه الازمة، وقمنا بشرح المبادرة الايرانية بالنسبة للحل السياسي للأزمة السورية ومبادرة الرئيس بشار الاسد التي تتضمن وقف العنف واعادة الهدوء الى سوريا.

كما تطرقنا الى أزمة النازحين السوريين من منطلق انساني وتأثيراته على لبنان وكذلك الامر بالنسبة للنازحين الفلسطينيين".

سئل: كيف تترجمون على أرض الواقع كلامكم عن وقوف ايران على ذات المسافة من كل الاطراف كما تقولون؟

أجاب: "لقد قمنا بترجمة هذا الموقف عمليا إما من جهة لقاءات وزيارات وتوجيه دعوات لكل الاحتفالات من جانب الجمهورية الايرانية واما من خلال تنفيذ المشاريع في مختلف المناطق اللبنانية وعدم حصرها بمنطقة محددة، واما من جهة متابعة الاحداث مع كل الافرقاء والتأكيد على تعزيز التكاتف والتضامن بين كل فئات الشعب اللبناني وطوائفه ومذاهبه. من هذا المنطلق نحن نأمل الخير لجميع اللبنانيين. ونأمل من الله سبحانه وتعالى ان تكون هذه السنة سنة خير وهدوء لكل اللبنانيين".

سئل: هل تعتقدون بتجدد الحوار بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" في المدى المنظور؟

أجاب: "هذه قضايا لبنانية داخلية، ونحن بشكل عام أعلنا موقفنا بضرورة تعزيز التعاون والتكاتف بين كل الفئات اللبنانية وليس فقط بين تيار "المستقبل" و"حزب الله".

لقاءات

وكان السنيورة قد استقبل صباحا في مكتبه في بلس، وزير الدولة للشؤون الخارجية النروجي تورغير لارسن وبحث معه في تطورات الاوضاع في لبنان والمنطقة.

باولي

كما استقبل السنيورة الحادية عشرة قبل الظهر، السفير الفرنسي في لبنان باتريك باولي.

فليتشر

واستقبل بعدها، السفير البريطاني في لبنان توم فليتشر.

 

وهاب التقى نعيم قاسم: موقفنا واضح لاعتماد النسبية على صعيد لبنان دائرة واحدة

وطنية - زار رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، في حضور محمود قماطي والدكتور علي ضاهر ومستشار وهاب ياسر الصفدي. بعد اللقاء قال وهاب: بحثنا مجمل التطورات في القضايا اللبنانية والاقليمية خاصة على الساحتين اللبنانية والسورية. في الموضوع اللبناني قانون الانتخاب كان هو الاساسي في النقاش والبحث. وطبعا نحن موقفنا واضح لجهة اعتماد النسبية على صعيد الدائرة الكبرى او على صعيد لبنان دائرة واحدة، طبعا هذا القانون يحقق صحة وعدالة التمثيل ولكن اليوم في ظل غياب هذه النية في الوصول الى عدالة كاملة في التمثيل، فإن قانون اللقاء الارثوذكسي الذي حصل على اجماع مسيحي، فريق 8 آذار ملتزم بهذا الاجماع المسيحي اذا لم يتم التوافق على قانون آخر". اضاف: "هناك جدية في النقاش حول عدة قوانين فقد سمعت ان فخامة الرئيس لديه اقتراح قانون قد يكون مدخلا لاعتماد النسبية في المستقبل، ولكن هذا القانون طبعا يلحظ اجراء انتخابات على اساس النسبية وعلى اساس لبنان دائرة واحدة لعدد معين من النواب. واعتقد ان هذا جيد وبداية طيبة اذا تم الاتفاق عليه. هناك قوانين اخرى يحاول العمل عليها الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس نبيه بري ولكن قانون فخامة الرئيس واضح بأنه قانون اكثر قابلية للبحث لان فخامة الرئيس تحدث عن موضوع النسبية في البداية وبقي ملتزما به وانا رأيي ان هذا الامر جد ايجابي ان يكون هناك تمسك بموضوع النسبية". وتابع: "بكل الحالات هناك اسابيع قليلة للاستمرار في هذا النقاش واذا لم يتم التوصل الى امر فأنا اعتقد ان القرار الارثوذكسي سيصبح قرارا واقعا نتيجة حصوله على اكثرية في مجلس النواب عند الوصول الى التصويت". واردف: "الامر الاخر الذي تحدثنا فيه هو حول الوضع في سوريا. طبعا نحن مرتاحون الى التطورات الحاصلة على الارض في سوريا في المرحلة الماضية، وواضح بأن الارهاب في سوريا اصيب بانتكاسات جدية في المرحلة الماضية، لكن المطلوب تجفيف منابع الارهاب ومنابع التمويل بالسلاح والمال، عندها تصبح التسوية في سوريا واردة". وسأل: "كيف يحق لفرنسا ان تحارب في مالي الارهاب ولا يحق للدولة السورية وللجيش السوري ان يحارب نفس الارهابيين على ارضه. نستغرب هذه الازدواجية في المعايير واعتقد بأنه يجب اعادة النظر في هذه الازدواجية لان الارهابيين في مالي هم انفسهم وبأعداد اكثر موجودون في سوريا". وختم وهاب: "نرفض بأن تتحول سوريا الى مالي جديدة او الى افغانستان جديدة واعتقد بأن مصلحة الغرب بأن لا تتحول سوريا الى ذلك، فعلى كل الداعمين للارهاب في سوريا ان يعيدوا النظر في مواقفهم".

 

أحمد الحريري استقبل سفيرة كندا

وطنية - استقبل الأمين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري، بعد ظهر اليوم في قصر القنطاري، سفيرة كندا هيلاري تشايلدز أدامز، في حضور مدير مكتب القدس خليل شقير.

وتناول البحث الزيارة المرتقبة للحريري على رأس وفد من "تيار المستقبل" إلى كندا، والعلاقات الثنائية والمستجدات على الساحة المحلية والإقليمية والدولية.

 

واشنطن تدين وصف مرسي اليهود بـ"أحفاد القردة والخنازير" وطالبته بالتراجع عن تصريحاته في 2010  

واشنطن - رويترز, ا ف ب: دانت الولايات المتحدة بقوة تصريحات تحط من شأن اليهود, أدلى بها الرئيس المصري محمد مرسي, قبل ثلاث سنوات, حين كان قياديا في جماعة "الإخوان المسلمين" وحضته على أن يتبرأ من تلك التصريحات. وكان مرسي لازال قيادياً إسلامياً في 2010 حين حض المصريين حسب فيديو نشرت مضامينه صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية على ان "نرضع ابناءنا واحفادنا كراهية لهؤلاء للصهاينة اليهود, يجب ان يرضعوا الكراهية, يجب ان تستمر الكراهية". واضافت الصحيفة انه في مقابلة تلفزيونية بعد ذلك بشهور وصف الصهاينة بأنهم "مصاصي الدماء مشعلي الحروب, احفاد القردة والخنازير".

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني للصحافيين, مساء أول من أمس, إن اللغة التي استخدمها مرسي "مهينة بشدة" وأن المسؤولين الأميركيين عبروا للحكومة المصرية عن القلق في هذا الشأن.

واثناء اللقاء اليومي مع الصحافيين في البيت الابيض, قال كارني لدى سؤاله عن تعليقات مرسي "نحن نرفض تماما هذه التصريحات مثلما نفعل مع اي لغة تتبنى الكراهية الدينية".

ودعا كارني, الرئيس الذي انتخب في يونيو الماضي, بعد انتفاضة شعبية أطاحت الرئيس السابق حسني مبارك ان "يوضح انه يحترم اتباع كل الاديان وان هذا الاسلوب في الكلام ليس مقبولا ولا مجديا في مصر الديمقراطية".

لكنه اشار الى ان مرسي كرئيس ساعد في التوسط في وقف لإطلاق النار بين اسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية في غزة, وتعهد دعم اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل.

بدورها, قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند للصحافيين ان "اللغة التي سمعناها مسيئة للغاية, ونعتقد انه يجب ان يتم التراجع عن هذه التصريحات وبشكل حازم".

واضافت "نريد ان نرى الرئيس مرسي وهو يقول بشكل واضح جدا لشعبه وللمجتمع الدولي بأنه يحترم الناس من كل الديانات وان هذا النوع من الخطابات غير مقبول, وهو غير بناء من قبل رئيس في مصر ديمقراطية".

واوضحت نولاند ان الادارة الاميركية ابلغت القاهرة بـ"قلقها" ازاء هذه التصريحات. كما قالت أنها تحكم على مرسي "ليس على ما يقوله فحسب بل ايضا على ما يفعله". وأشارت إلى أنه "منذ اصبح رئيسا, كرر الرئيس مرسي مرارا التزام مصر بمعاهدة السلام مع اسرائيل والتزامه بالعمل معنا ومعها على اهداف مشتركة وبينها وقف اطلاق النار في غزة" الذي تم التوصل اليه في نوفمبر الماضي. ويمكن للجدل بشأن اهانة مرسي لليهود ان يثير توترات ديبلوماسية مع واشنطن في حين تسعى حكومته حديثة العهد الى انتهاج خط معتدل تجاه الغرب والفوز بمزيد من المساعدات الدولية لاقتصادها المعتل. وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما قلقا في البداية من جذور مرسي المرتبطة بجماعة "الإخوان المسلمين" لكن الزعيمين اقاما علاقة بناءة في جولة من المكالمات الهاتفية التي ادت في نهاية الامر الى دور مصر في قمع الازمة في غزة.

 

نتانياهو لـ "اوباما": الإسرائيليون يقررون من يدافع عنهم

القدس المحتلة - يو بي أي/رد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، على الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي وجه انتقادات شديدة لسياسته فيما يتعلق بالاستيطان والسلام. ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية عن نتانياهو، قوله خلال جولة في قاعدة عسكرية بجنوب إسرائيل إن "مواطني إسرائيل فقط سيقررون من يمثل بإخلاص مصالح الدولة". وأضاف أن حكومته صدّت ضغوطاً كثيرةً خلال السنوات الـ 4 الماضية وبينها مطالبتها "بجعل مواجهتها للقضية النووية الإيرانية أكثر اعتدالاً والانسحاب إلى حدود العام 1967 وعدم البناء في القدس الشرقية

 

مفاوضات بين إيران والقوى الكبرى 28و29 يناير /"الحرس الثوري" يحذر من اضطرابات شعبية ونجاد يدعو لتقليل الاعتماد على عائدات النفط

 طهران - وكالات: حذر "الحرس الثوري" الإيراني من اندلاع اضطرابات في مدن إيرانية قريباً, بسبب تردي الحالة المعيشية وانعكاسات العقوبات الدولية على الاقتصاد, في حين دعا الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى تقليل الاعتماد على عائدات النفط. ونقلت صحيفة "أذرنيوز" الإيرانية عن رئيس كلية "الحرس الثوري" العميد ناصر شعباني أنه يتوقع ظهور قلاقل في بعض المدن بعيداً عن طهران, مشيراً إلى أن قضايا المعيشة وسوء أحوال الطبقة العاملة يمكن أن تطلق شرارة الاضطرابات. وأوضح شعباني, وفقاً لما نقلت عنه قناة "العربية" الفضائية استناداً إلى الصحيفة, أن قيادة "الحرس الثوري" تدرس حاليا احتمالات الاضطراب الذي قد تفجره قضايا اقتصادية مثل سوء الإدارة وتأثير العقوبات, وكيف يمكن أن تؤثر هذه القضايا على المرحلة المقبلة مع قرب انطلاق الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو المقبل.

في سياق متصل, اعتبر الرئيس محمود أحمدي نجاد, في كلمة أمام مجلس الشورى (البرلمان), أمس, إنه يتعين أن تعالج بلاده تأثيرات العقوبات الدولية بتقليل اعتمادها على العائدات من تصدير النفط وتوسيع قطاعها غير النفطي. وقال "لا يمكن أن نقول إن الحظر على (استيراد) النفط (الإيراني) لم يسبب أي مشكلات وضغوط على بلادنا وشعبنا, لكن يتعين علينا تحويل العقوبات إلى فرص جديدة وإبطال مفعول العقوبات بتقليل الاعتماد على العائد النفطي". وحض النواب على السماح لخطط الحكومة بخفض الدعم بالمضي قدماً كوسيلة لإنعاش الاقتصاد, مشيراً إلى أن هذه الخطط قلصت الاختلالات في الدخل بين الاغنياء والفقراء وتعد أساسية في مواجهة تأثير العقوبات. واضاف نجاد "تشكل خطة الدعم المستهدف واحدا من أفضل الاجراءات لضمان نمو مستدام والالتفاف حول العقوبات وتحييد ضغوط العدو, وإذا نفذت الخطة بالكامل فسيتم توزيع الثروة بشكل عادل وحماية رأس المال الوطني وزيادة الكفاءة الإنتاجية". وتهدف الإصلاحات الى تخفيف الضغوط على المالية العامة من خلال توفير عشرات المليارات من الدولارات تدفعها الحكومة لدعم الغذاء والوقود, فيما يتم تعويض المواطنين الإيرانيين المتضررين من تأثير خفض الدعم بمنحهم مدفوعات نقدية شهرية. ويعاني اقتصاد إيران بشدة ويرجع ذلك جزئيا الى تأثير العقوبات الاميركية والاوروبية التي تستهدف حرمان ايران من أموال ربما توجهها نحو برامج لإنتاج أسلحة نووية. وفي طهران, أجرى وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية, أمس, محادثات مع المسؤولين الايرانيين بهدف التوصل إلى اتفاق يهدف الى حل المسائل العالقة بشأن البرنامج النووي الايراني.

وكان في استقبال الوفد المؤلف من ثمانية خبراء برئاسة الرجل الثاني في الوكالة هرمان ناكرتس, ممثل ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية.

وتريد وكالة الطاقة التوصل الى اتفاق مع ايران لتسوية المسائل العالقة بشأن وجود بعد عسكري محتمل لبرنامجها النووي, ويتعلق الأمر بالوصول بسهولة أكبر الى عدد من المواقع والوثائق والافراد لمساعدة الوكالة في تحقيقها. وقد يشمل الاتفاق ايضا زيارة الى قاعدة بارتشن العسكرية حيث تشتبه الوكالة في ان ايران اجرت تجارب لتفجيرات يمكن تطبيقها في النووي. في غضون ذلك, أعلنت مصادر إيرانية أنه تم الاتفاق بين طهران والقوى الكبرى على مفاوضات جديدة بشأن البرنامج النووي الإيراني في 28 و29 من يناير الحالي. وذكرت وكالة أنباء الطلبة الايرانية ان مكان الاجتماع لم يحدد بعد, وتحدثت عن اسطنبول وجنيف ومدن أخرى كمكان محتمل للمحادثات, مشيرة إلى أن الموعد قد يتغير استناداً الى المكان الذي سيعقد فيه الاجتماع. بدوره, قال ديبلوماسي في جنيف "هذا ما سمعناه أيضاً. الجدول الزمني هو 28-29 يناير مازلنا نعمل على تحديد المكان".

ومجموعة "5+1" التي تفاوض ايران بشأن ملفها النووي منذ 2009 تضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) الى جانب ألمانيا. وعقدت ثلاث جولات مفاوضات غير مثمرة مع طهران في 2012: في اسطنبول في ابريل الماضي, وفي بغداد في مايو الماضي, ثم في موسكو في يونيو الماضي.

 

14 آذار... إلى أين؟

نبيل بومنصف/النهار

لم يمر تحالف قوى 14 آذار بمكوناته الحزبية والمستقلة بتجربة "كيانية" كتلك التي يواجهها راهنا. قام هذا التحالف العريض اساسا على ظروف وحيثيات سيادية واستقلالية خالصة، ولم تكن مسائل النظام السياسي سوى المكمل الطبيعي لشعاره "العبور الى الدولة". بذلك ابحر التحالف في دورتين انتخابيتين عامي 2005 و2009 نحو نتيجة طبيعية مكنته من حصد الاكثرية النيابية. هي المرة الاولى الآن، التي يواجه فيها التحالف السيادي "خطره" الداخلي الصرف، بما يجعل هذه التجربة مصيرية حاسمة بالكامل. ولا تقف خطورة الاختبار عند اختلاف بين مكوناته الحزبية الاساسية التي تعد عموده الفقري، بل تتمدد الى تهديد آخر يقلل كثر اثره وحجمه ودلالاته المعنوية في احتمال تهميش المستقلين او استنفارهم بعدما ابرزت المعركة الطالعة على قانون الانتخاب بعدا جديدا لا يمكن ادارة الظهر له في المكانة التي يحتلها المستقلون في تحالف 14 آذار. وبصرف النظر عن اتجاهات المخاض الصعب والمعقد والغامض لملف قانون الانتخاب، يتعين على تحالف 14 آذار الغارق حتى اذنيه، اسوة بسائر الافرقاء اللبنانيين، في الجدل المستفيض حول "المشروع الارثوذكسي" ان يواجه في اختباره مجموعة حقائق – ثوابت لا جدل حولها.

ابرز هذه الحقائق هي ان "ذعرا" يسود قواعد هذا التحالف من امكان انفراطه، سواء اعترف اركانه وشخصياته بذلك ام كابروا عن الاعتراف. وذعر كهذا سيؤسس لا محالة الى وهن في صفوفه قد يصعب كثيرا احتواء تداعياته لاحقا. ثم ان اقسى المفارقات التي قد ترتسم على انقاض فشل محتمل في ادارة الخلاف على قانون الانتخاب ستتمثل في انهيار مبكر "قبل الاوان" للتحالف السيادي في حين يركز خصومه كل معركتهم معه على اتهامه بالرهان على انهيار النظام السوري نفسه. واذا كانت "الرومنسية" في السياسة تظلم كثيرا القوى الحزبية التي لا وجود قويا لها سوى بتمثيل نيابي قوي، فان تحالف 14 آذار صنع لنفسه في السنوات السبع الماضية "هالة" مبدئية تقدمت معها الحالة السيادية على كل الاولويات الاخرى بما فيها مسألة قانون الانتخاب. والاختبار الراهن يضع التحالف الآذاري للمرة الاولى امام محك يتسم معياره بقسوة بالغة، هو معيار الامتناع عن الانهيار في ذروة الخلاف الداخلي بين مكوناته. اما الحقيقة الاخيرة المتصلة بهذه المعضلة والتي تبقى الاشد تعبيرا عن كل ما سبق، فهي ان ثمة حاجة لا جدل فيها مرة بعد، وربما اخيرة، لبقاء هذا التحالف والا ذهب لبنان الى "الضفة الاخرى" او اي ضفة اخرى غامضة بلا رجوع.

 

المفتي قباني هاجم النظام السوري ودان الدعوة لترحيل النازحين: النظام في سورية نظام ظالم وقاهر ويقهر الشعب السوري

وطنية - أطلق مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني حملة لمساعدة النازحين السوريين الى لبنان بعنوان "يحبون من هاجر اليهم" والتي تتزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في دار الفتوى، في حضور مفتين وعلماء ورؤساء جمعيات وهيئات ومراكز اسلامية وممثلين عن الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية في دولة الكويت المدير العام الدكتور سليمان شمس الدين وممثل عن هيئة الاغاثة الاسلامية العالمية في رابطة العالم الاسلامي في المملكة العربية السعودية عبد الكريم الموسى وحشد من الشخصيات. عيتاني استهل الحفل بكلمة لرئيس هيئة الاغاثة والمساعدات الانسانية في دار الفتوى رياض عيتاني الذي تحدث عن مصدر المساعدات التي تتلقها الهيئة وكيفية توزيع المساعدات وقال: لقد أكرمنا صاحب السماحة بإطلاق شعار يحبون من هاجر إليهم على برنامجنا الإغاثي، وهذا الشعار من الآية الكريمة في سورة الحشر التي توصف الواقع الحالي حيث تقول: "يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون". أضاف: "لا يخفى عليكم عمق الأزمة الإنسانية والاجتماعية التي يمر بها أهلنا النازحون، بعد أن خرجت العمليات العسكرية عن كل الضوابط الشرعية والإنسانية. فقد تحالف القهر والظلم والاستبداد مع التشرد والجوع والبرد لتشكيل مأساة إنسانية قل نظيرها. لذلك بادرت دار الفتوى وكعادتها إلى مد يد العون لإغاثة الملهوفين من أهلنا النازحين، بصرف النظر عن الدين و المعتقد والانتماء السياسي أو المناطقي، وهذا ما يميز عملنا الإغاثي؛ لأن البؤس والفقر لا هوية لهما ولا عنوان". وأشار الى "ان للعمل الإغاثي في دار الفتوى تاريخ مديد من التكافل الاجتماعي والعطاء الإنساني. وقد انطلق مع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 من خلال مؤسساتها، بعد أن شعر الجميع بوطأة الأزمة وضرورة البدء بتحصين المجتمع الإسلامي، وسط تصاعد حالات التهجير والقتل فكانت دار الفتوى من أوائل المبادرين لرعاية المهجرين القادمين من الكرنتينا وتل الزعتر، ولم تتأخر عن إغاثة المهجرين القادمين من الجنوب على أثر عدوان عام 1978، كما كان دورها محوري بدعم صمود أهل بيروت حين حاصرهم الجيش الصهيوني عام 1982، وحاولت بلسمة جراح الأخوة الفلسطينيين عقب مجزرة صبرا وشاتيلا، وكانت الجهود واضحة على أثر عدوان تموز 2006، حيث أصدر صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانية قرارا بإنشاء هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية - في دار الفتوى. وهذا القرار الذي أسس البنية الإدراية التي عملت على احتضان العمل الإغاثي على قاعدة مؤسساتية سليمة امتد عملها ليشمل تقديمات ومساعدات للمسلمين في غزة والصومال، ويستمر مداد الخير متواصلا من خلال إغاثة الأخوة السوريين الذين نزحوا إلى لبنان بسبب تصاعد القتال. وسيصل عددهم في الأشهر المقبلة إلى 300 الف نازح". وأعلن انه "بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف تطلق هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية في دار الفتوى برنامجها الإغاثي "يحبون من هاجر إليهم" على مستوى الجمهورية اللبنانية، وتبلغ قيمة هذا البرنامج مليون وخمسمائة ألف دولار أميركي 1.500.000$ ويعتبر هذا البرنامج الإغاثي الأوسع والأشمل على صعيد الجمعيات والهيئات الأهلية العاملة في لبنان، حيث سيتم تقديم المساعدات إلى 15.000 ألف عائلة من العائلات الأكثر فقرا وحاجة بين النازحين". وأكد "ان هذا البرنامج لم يكن ليبصر النور لولا المساهمات الكريمة من أهلنا في الكويت والمملكة العربية السعودية، الذين ترجموا معاني الأخوة الصادقة بأبهى صورها منذ بداية الأزمة عام 2011"، وقال: "ونحن لا يسعنا في هذة المناسبة سوى شكر بيت الزكاة والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في دولة الكويت على دعمهما من خلال تقديم عشرة آلاف حصة غذائية، وعشرة آلاف فرشة و 600 مدفأة و80000 ألف ليتر مازوت و15000 ربطة خبز، وتمويل استئجار مدرسة لإسكان العائلات النازحة في منطقة جبل لبنان، اضافة إلى إسكان عائلات نازحة في بعلبك وبرقايل عكار وتقديم 2000 وحدة ألبسة كاملة للنساء والرجال، وإضافة الى المساهمة في تمويل علاج الجرحى بـ 200.000 ألف دولار. كما نخص بالشكر "وقف طيبة" في المملكة العربية السعودية الذي ساهم بتقديم 35000 ألف حرام لهذا البرنامج. والشكر موصول لرابطة العالم الإسلامي وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في المملكة العربية السعودية للمساهمة في تقديم 5.000 حصة غذائية". واشار الى "ان الهيئة بحثت عن القوي الأمين في عملها، وتعاونت مع هذا كمقياس للتعامل مع الهيئات والجمعيات، ولهذا السبب كانت قوافل الخير تعم الأراضي اللبنانية ببركة الإخلاص والصدق. لم تتجاوز تقديماتنا عام 2011 مليون دولار، وفي عام 2012 بلغت مليوني دولار، وأسال المولى عز وجل أن يلهم أهل الخير بإمداد أهلنا النازحين بما يكفيهم في عام 2013 بإذن الله تعالى". وختم مؤكدا "ان هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية على عتبة مرحلة جديدة من العمل المؤسساتي، وتدعو الجميع الى مد يد العون لمساعدة النازحين المنكوبين، خصوصا وأن المشهد الإنساني بات صعبا للغاية، فالجرحى والمرضى بالآلاف، والأطفال يئنون من الجوع والبرد والنساء الثكلى تصرخ: أما من مغيث؟.. أما من مغيث؟؟". قباني ثم القى المفتي قباني الكلمة الاتية: "ان حملة اغاثة الشعب السوري التي تطلقها اليوم دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية تأتي بعد حملات سابقة لإغاثة اخواننا الشعب السوري النازحين الى لبنان وفي كل مناطق لبنان، سوف نطلق على هذه الحملة الحالية التي يشارك فيها اللبنانيون والاخوة السعوديون والاخوة الكويتيون، حملة "يحبون من هاجر اليهم" أخذا من وصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم لاهل المدينة المنورة الذين آووا ونصروا. اعود فأقول كما قال الله تعالى: "الذين آووا ونصروا اخوانهم المهاجرين من مكة"، ونحن ايضا نأوي اخواننا السوريين، الشعب السوري، وننصرهم، وابدأ بقول الله تعالى: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا". اضاف: "إخواني الكرام، حين نلتقي اليوم معكم في دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية لنعمل من اجل اغاثة اخواننا الشعب السوري النازح الكثير منه الى لبنان، اذا كنا نلتقي من اجل تقديم لقمة العيش فقط، فما قمنا بواجبنا، نحن نريد ان نطلقها، خلافا لكل ما يزعم الزاعمون، ولكل ما يروج المرجفون، هم يأخذون بالظاهر ولكننا نحن مع الله، والله يعلم السر واخفى، وهؤلاء الذين يطلقون الاراجيف نحو دار الفتوى ومفتي الجمهورية اللبنانية لا يعلمون الا ظاهرا من القول، ان الشعب السوري هو الشعب اللبناني، والشعب اللبناني هو الشعب السوري، انطلاقا من ديننا ومن اسلامنا ومن ايماننا ونقول بان النظام في سورية هو نظام ظالم، وهو نظام قاهر، وهو يقهر الشعب السوري، ما سمعنا ابدا في التاريخ ان نظاما يقتل شعبه، وان الطائرات التي مولها الشعب السوري بضرائبه يقتل فيها الشعب السوري على ايدي حكامه". وتابع: "ايها الاخوة، هذه الصرخة هي التي اطلقناها منذ اول يوم تحرك فيه الشعب السوري، ولكن الناس يستعجلون، نعم يستعجلون، واقول لكم: عندما جاء خباب لما كان يعذب في مكة، جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وجاء معه المؤمنون المعذبون المضطهدون في مكة المكرمة، وقالوا يا رسول الله: ألا تدعوا لنا؟ ألا تستنصر لنا؟ أي تدعو الله لنا، فقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "يا خباب، إنه كان من قبلكم (أي من الظالمين) كان يؤتى بالرجل فيحفر له حفرة فيوضع فيها، ثم يؤتى بالمنشار فيوضع فوق رأسه، فيجعل نصفين، يا خباب، والله ليتمن الله هذا الأمر (أي النصر الاسلامي) حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت (وهي مسافات بعيدة) لا يخشى الا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون"؛ السر ايها الاخوة هو في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ولكنكم تستعجلون"، الناس يحبون النصر، يحبون استعجال النصر، ينطلقون من ايمانهم هم يحبون ولكن الله عز وجل يستجيب لك في ما يريد، لا في ما تريد، وفي الوقت الذي يريد، لا في الوقت الذي تريد". واضاف: "ان الله سبحانه وتعالى الذي خلق السموات والارض هو اعلم بخلقه، واعلم بما يصلحهم، كثير من الناس يزعمون انهم مصلحون، كثير من الناس يظنون انهم يعملون من اجل هذا وهذا، ولكنهم في الاكثر يخالطهم الرياء، ويخالطهم العداء، ولذلك نحن ننطلق من كتاب الله عز وجل ونقول للشعب السوري كما قال النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان يعذب ياسر والمسلمون في اول الاسلام، قال: "صبرا آل ياسر فان موعدكم الجنة"، هناك قال صلى الله عليه وسلم لخباب "ولكنكم تستعجلون"، وهنا قال صلى الله عليه وسلم "صبرا"، اذا لا بد ان يأخذ الامر وقته الذي اراد الله له، اما الظالمون في سورية فنوجه اليهم هذه الآية الكريمة، ايا كانوا نظاما او حكاما او داعمين لهم، نقول لهم، قال الله تعالى في القرآن الكريم: "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون، انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار" ، ايها الاخوة سيأتي اليوم الذي تشخص فيه ابصار النظام في سورية، نحن منذ البداية هذه عقيدتنا، ولكن تمهلنا حتى يكشف الله اصحاب النوايا السيئة الذين يريدون بالآخرين سوءا، وبعضهم يتاجرون بالشعب السوري". وتابع: "ايها الاخوة، ديننا وايماننا بالله عز وجل علمنا الجهاد، علمنا كيف نواجه الظالم، واعلموا ايها الاخوة ان كلمة الحق لا تقدم اجلا ولا ترفع رزقا، فلا تخشوا ايها الاخوة الا الله وسترون مصارع الظالمين، والنبي صلى الله عليه وسلم عندما انتهت معركة بدر، وكان عدد المسلمين فيها ثلاثمائة وكان عدد اعداء الاسلام يقارب الالف، وانتصر المسلمون ونصر الله تعالى المسلمين في بدر، وقال الله تعالى في القرآن الكريم: "لقد نصركم الله في بدر وانتم اذلة" (ليس المقصود من الذلة الإذلال إطلاقا، يعني قلة، كنتم قلة)، وقال تعالى: "وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله". وحيا المفتي قباني "الشعب السوري البطل، ونقول له كما قال صلى الله عليه وسلم: "والله ليتمن الله هذا الامر لشعب سورية"، "والله ليتمن الله هذا الامر لشعب سورية"، "والله ليتمن الله هذا الامر لشعب سورية"، وسترون بأم اعينكم مصارع الظالمين في سورية من النظام السوري واتباعه، كان يجب ان اقول هذا، وهو عقيدتي وايماني، قبل ان اتحدث عن لقمة العيش التي ينبغي ان نقدمها الى اخواننا والى ابنائنا السوريين، نحن في الاسلام وفي كل رسالات الله سبحانه وتعالى الانبياء والرسل جاؤوا من اجل اغاثة الانسان".

وسأل: "كيف ينهض قوم في لبنان ويقولون: "نحن نخشى من الشعب السوري النازح"، "نحن نخشى ان يزداد عددهم"، "لبنان لا يتحمل"؛ أأنتم تتحملون ايها المخلوقين؟ أم الله عز وجل الذي خلق لبنان وغير لبنان هو الضامن لعباده، لذلك نحن ندين كل من يتكلم في لبنان ويقول: "باننا علينا ان نجد الطرق لترحيل الشعب السوري النازح من لبنان"، ان الشعب السوري في لبنان هو نحن، ونحن هو هذا الشعب، الا يخشى الشعب اللبناني وخصوصا الذين يطلقون مثل هذه الاراجيف وهم المرجفون في هذه المدينة، في لبنان، الا يخشون ان تحدث الاحداث وتكبر، وان يزلزل الله الارض من تحت اقدام الجميع ويشردون ويصبحون هم النازحون الى بلاد غيرهم؟". وقال: "ينبغي ان نتق الله عز وجل، الشعب اللبناني مسلمين ومسيحيين يد واحدة من اجل الشعب السوري، ولكن المرجفين هؤلاء نسأل الله عز وجل ان يكفي لبنان شرهم الذي ينغصون فيه على الشعب السوري فوق التنغيص الظالم الذي ينغصه عليه نظامهم". وشكر مفتي الجمهورية "خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الذي قدم ما قدم من اجل الشعب السوري في كل البلدان النازح اليها، وأيضا اشكر مع كل التقدير الى صاحب السمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح كل ما قدمه وقدمه الشعب الكويتي الشقيق الى الاخوة النازحين في سورية، ونسأل الله تعالى ان نمسك بأيدي اخواننا الشعب السوري يدا بيد لنذهب معهم الى سورية ونحتفل هناك بنصرهم وانتصارهم على الظالمين". شمس الدين ثم ألقى المدير العام للهيئة الخيرية الاسلامية العالمية في دولة الكويت الدكتور سليمان شمس الدين كلمة تحدث فيه عن تجربة الكويت في العمل الاغاثي الكويتي وقال: "انا سعيد ان أكون في لبنان الشقيق، فالشعبان الكويتي واللبناني لديهما تقارب كبير. اباؤنا واجدادنا يحبون لبنان ومتواجدون فيه منذ سنوات طويلة، والشعبان اللبناني والكويتي يتميزان بانهما سياسيون الى اقصى الدرجات، وسماحة المفتي يمثل الابعاد الشاملة للعمل الخيري لان الدين كامل وشامل، وهذا ما جعل صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ان يدعو الى مؤتمر للمانحين سيعقد في 30 يناير هذا العام. فالدول المانحة ستأتي الى الكويت لمساعدة هذا الشعب المنكوب من جميع الابعاد. وللأمانة، انا لدي ثقافة شرعية نضيف على ما ذكره سماحة المفتي الجانب العلمي في هذه القضية، نحن في الهيئة الخيرية العالمية الاسلامية والتي سماحة المفتي هو من مؤسسيها، والتي عمرها 28 سنة، وكما ذكر سماحة المفتي يحبون من هاجر اليهم، فالقضية في الواقع ليست فقط لاجئ احتاج الى أكل وغذاء بل القضية ان تحب هذا الشخص وتفرح بذلك، فالنازحون خرجوا لان الامان غير متوفر ولذلك لجأوا إلى الدول العربية المجاورة".

 

المطران جورج بو جوده في احتفال بعيد مار انطونيوس الكبير في رشعين: تخلى عن  أمور الارض وتبع مصير حياته

وطنية - احتفلت رعية بيادر رشعين في قضاء زغرتا، بعيد شفيعها القديس انطونيوس الكبير، وذلك في كنيسة مار انطونيوس، خلال قداس احتفالي ترأسه راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، عاونه خادم الرعية الخوري انطوان الذاعوق والخوري جوزيف عويس، ومشاركة عدد من كهنة الرعايا المجاورة، وحضور حشد من ابناء البلدة والبلدات المجاورة.

وألقى المطران بو جوده بعد الإنجيل المقدس عظة في المناسبة قال فيها :" في احتفالنا اليوم بعيد القديس انطونيوس الكبير نتذكر الامور الكثيرة التي عاشها في حياته، هو انسان كان لديه املاك وثروة وترك كل شيء والاموال والاراضي وعاش في صحراء قاحلة في مصر، ومن يزور تلك الاماكن يتعجب كيف استطاع القديس انطونيوس ان يعيش في منطقة قاحلة لا ماء فيها".

وتابع :"من يترك أمه وأهله وأحباءه وكل ما يملك له أضعاف ما ترك، من هنا نحن نتساءل الاولوية لمن لحياتنا على الارض، ام للملكوت السماوي، من هنا عرف القديس انطونيوس ما هو الهدف من حياته، وان كلمة الرب قد غيرت مجرى حياته جذريا، ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه، في النهاية مصيرنا العودة الى الملكوت".

أضاف :"إن كل ما يهم الانسان اليوم هو تكديس الثروات وجمع الاموال بطريقة شرعية أو غير شرعية، وان كل ما جمعه الانسان لمن سيكون، وقد سمع القديس انطونيوس كلام الله فغير مجرى حياته، وكانت كلمة الله بالنسبة اليه كحبة القمح التي رميت في ارض خصبة فاعطت ثمارا جيدة".

وختم :"ان القديس انطونيوس عرف ان امور الارض لها اهميتها، ولكنه عرف ايضا ان امور السماء اهميتها اكبر، وعندما تخلى عن امور الارض كان يفكر بمصير حياته، ولانه ابتعد عن كل امور الارض انتشر اسمه فكل اقطاع الارض".  بعد القداس أقيم كوكتيل في قاعة الكنيسة، شارك فيه جميع المشاركين في القداس.

 

المحامي يوسف الدويهي : 14آذار حققت انتصارات وتحاول اكمال مسيرة انماء الدولة

وطنية - سدني حاضر عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار المحامي يوسف الدويهي حول"الربيع العربي وانعكاساته على لبنان والمنطقة" في حضور عدد من قيادات وجمهور 14 آذار في سيدني.

وبعد تقديم من منسقة الامانة العامة لقوى14 آذار مي بولس الشدياق تحدث الدويهي عن الثورات العربية منذ انطلاقتها في تونس فاعتبر "ان الثورات لا تحقق اهدافها الا من خلال القانون والأطر الديمقراطية وان الربيع العربي انطلق من لبنان مع ثورة 14 آذار في العام 2005.".

اضاف :"ان الثورة في سوريا تحولت الى مجزرة حقيقية يقودها النظام ضد الشعب السوري"، وسأل :" كيف لا ندعم كقوى 14 آذار الثورة في سوريا بعد كل اعمال هذا النظام في لبنان وفي سوريا".مؤكدا "ان قوى 14 آذار حاولت ان تحول ثورة الارز الى مشروع دولة يقوم على المؤسسات والعدالة واحترام القانون"، ومعتبرا "ان هذه القوى حققت انتصارات وستحاول ان تكمل المسيرة".

ورأى "ان الربيع العربي ليس حركة جهادية"،ودعا الى "التمييز بين الاسلاميين والاسلام كدين"، كما تحدث عن التجربة التركية".

وختم الدويهي :" لا خوف على لبنان سوى من اللبنانيين انفسهم".

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد كبارة: الهدف من الإنتخابات إحترام مقدمة الدستور التي تؤكد على الوحدة الوطنية 

دعا عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد كبارة، في تصريح، الى "إعتماد قانون إنتخاب يحترم مقدمة الدستور اللبناني والثوابت الوطنية ويمتن أواصر العيش الواحد ما بين اللبنانيين ويوفر السبل والوسائل المؤاتية لتعزيز الولاء للمواطنية على حساب الإنتماءات المذهبية والطائفية". وقال: "في الوقت الذي بذلنا ولا نزال جهودا جبارة وتضحيات مكلفة للحفاظ على الهوية الوطنية لمدينتنا طرابلس وعلى صيغة العيش الواحد ما بين أبنائها من مسلمين ومسيحيين متكاتفين متضامنين متعاونين في السراء والضراء لمواجهة أي إنحراف يؤدي الى الخروج على ما ألفناه وعشناه من وحدة الصف في الموقف من القضايا الحساسة، تطالعنا بعض الأصوات الداعية الى إعتماد قانون تفتيتي تحت شعار صحة التمثيل وحق الإختيار والإيحاء الى غبن مزعوم ما كان يوما إلا عند بعض العقول المريضة التي تحاول تعميق المذهبية والطائفية، والوصول الى الندوة النيابية بأكبر كتلة يمكن توظيفها لتحقيق المآرب الشخصية ومضاعفة المصالح الخاصة عن طريق الإمعان بالفساد والإفساد".

أضاف: "إن الهدف من الإنتخابات إحترام مقدمة الدستور التي تؤكد على الوحدة الوطنية وصيغة العيش المشترك وإحترام الثوابت الوطنية ومعها الإستحقاقات الدستورية في مواعيدها وإحداث التغيير الديموقراطي عبر صندوقة الإقتراع، وفي أجواء من الحرية والأمن والإستقرار بهدف الرفع من شأن التمثيل عن طريق توفير الظروف الملائمة أمام الناخب كي يختار بملء ضميره وحريته وقناعته من هو أهل لتمثيله في الندوة النيابية ليشرع بإسم الشعب وإرادة الشعب ما هو لخير الشعب. ولتحقيق مثل هذه الأهداف النبيلة لا بد من قانون إنتخاب يأخذ لبنان الى مصاف الإستقرار والإزدهار والتقدم والتنوع ضمن بوتقة وطنية إجتماعية واحدة، وليس الى قانون يودي به الى الإنتحار، او الى الإنحدار والإنزلاق نحو التقوقع والإنغلاق ضمن مربعات مذهبية وطائفية متنابذة متناحرة مستنفر بعضها ضد البعض الآخر. وما نراه في طروحات عند البعض يشكل صدمة لا يوازيها إلا صدمة القرف والغضب والإحباط عند سماع النشاز الصادر عن بعض جماعات الإستفزاز".

ورأى ان "المثير للشفقة والإستغراب في آن أن بعض الداعين الى قانون يؤمن صحة التمثيل هم من شوهوا التمثيل لشدة ما مثلوا بالشعب وعلى الشعب للوصول الى حيث هم الآن، او حيث ما هم عليه الآن من أموال منقولة وغير منقولة وثروات وإستثمارات في أصول الفساد وأوصاله. وإذا كان هناك من غيارى فعليين على صحة التمثيل، فإن ذلك يتحقق من خلال الدولة ومؤسساتها، وليس من خلال قانون نتائجه واضحة لجهة القضاء على البقية الباقية من دولة واحدة ومؤسسات موحدة. ولعل التحدي الكبير يكمن في كيفية العودة الى كنف الدولة القوية القادرة والعادلة، وهي لن تكون إلا عندما يصبح السلاح اللاشرعي شرعيا، وتعود الدويلات المقتطعة الى كنف الدولة، وهي التي تأكل اليوم من رصيدها، وتنمو على حساب مصالحها لخدمة مصالح ومآرب وأهداف مستوردة يصار الى تسويقها تحت مظلة من الشعارات المكشوفة شكلا ومضمونا". وختم: "أخيرا، إنها الصرخة الموجعة: تريدون صحة التمثيل،، نريد صحة لبنان.. طبقوا دستور الطائف!".

 

ايران ووفد الوكالة الذرية يستأنفان المحادثات في طهران

نهارنت/استأنف خبراء وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية محادثاتهم في طهران الخميس حول البرنامج النووي الايراني المثير للجدل. والمحادثات تأتي في اطار جولة ثانية من مفاوضات بدأت قبل اكثر من شهر بقليل بين فريق يقوده كبير المفتشين في الوكالة، هرمان ناكرتس، وممثل ايران لدى الوكالة علي اصغر سلطانية بحسب ما ذكرته وكالة ايسنا للانباء. واجرى الجانبان "محادثات فنية" الاربعاء "لايجاد حل للمخاوف والتساؤلات لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية" بحسب ايسنا. وحث ناكرتس ايران في تصريحات الثلاثاء قبيل توجهه الى طهران على ان تكون "بناءة". واعرب مجددا عن "الامل" في ان تسمح ايران بالدخول الى موقع بارتشين، القاعدة العسكرية قرب طهران حيث يشتبه خبراء الوكالة في ان ايران ربما اجرت تجارب على متفجرات تدخل في صناعة سلاح نووي. غير ان آمال الوكالة في التوصل الى اتفاق ليس عالية. فقد قال الامين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو انه "ليس متفائلا بالضرورة" فيما قال دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس "لا تزال هناك بعض الخلافات الكبيرة" مع طهران. وفي منتصف كانون الاول الماضي فشلت الوكالة في التوصل الى اتفاق "لمقاربة محددة" لايران للرد على ما تصفه بادلة "شاملة ذات مصداقية" على اجراء ابحاث متعلقة بالاسلحة النووية حتى عام 2003، وربما منذ ذلك التاريخ. وتنفي ايران جملة وتفصيلا سعيها لامتلاك قنبلة ذرية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبرست ان الحكومة املت في التوصل الى اتفاقية شاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الاربعاء. الا انه اضاف ان ذلك ليس ممكنا الا اذا اقرت الوكالة "بالحقوق النووية" لايران مقللا في نفس الوقت من احتمالات دخول فريق الوكالة منشأة بارتشين. وقال مهمانبرست "ليس لبارتشين علاقة بنشاطات ايران النووية". يمكن مناقشة الدخول للموقع لكن فقط في اطار اتفاق محتمل. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اشارت الى معلومات جديدة تم الكشف عنها منذ زيارتها الاخيرة للموقع في 2005. وتشمل تلك المعلومات صورا بالاقمار الاصطناعية تظهر حفر الارض وازالة الحفريات على مساحة 25 هكتار مما ادى الى اتهامات الغرب بان ايران تتخلص من ادلة.

وتراقب المحادثات عن كثب مجموعة 5+1 التي تضم بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة والمانيا. والمحدثات الموازية التي تجريها هذه الدول مع طهران بشأن برنامجها النووي متوقفة حاليا. وفي اجتماعهم الاخير في موسكو في حزيران الماضي رفضت ايران دعوات مجموعة 5+1 لتقليص نشاطاتها المتعلقة بالتخصيب النووي فيما طلبت تخفيفا كبيرا للعقوبات المفروضة عليها. ويجهد الاقتصاد الايراني للتغلب على العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وتستهدف ايرادات ايران النفطية الحيوية ووصولها الى الانظمة المالية العالمية. وفي خطاب امام البرلمان الاربعاء قال الرئيس محمود احمدي نجاد ان على ايران تكييف اقتصادها من اجل تجاوز العقوبات الغربية لان المقاربة الحالية لايران استراتيجية خاسرة.

وكالة الصحافة الفرنسية

 

القمة الاقتصادية العربية تنتظر ميشال سليمان

علي حماده/النهار

كنت في الرياض في الايام القليلة الماضية، وقد التقيت العديد من رجال الاعمال العرب، ولا سيما منهم الخليجيين. وكان واضحا حزنهم بسبب استحالة قدومهم الى لبنان. اكثر من ذلك قال لي العديد منهم ان عائلاتهم هي التي يغمرها الحزن بسبب الحظر على السفر الى لبنان. فقد اشتاقوا الى لبنان والى جو لبنان، والى ضيافة اللبناني وروحه. كنت اسمع هذا الكلام الطيب في الوقت الذي كانت عبقرية فادي  عبود تتفتق عن مذمة العرب والخليجيين بشكل خاص، متناسيا ان اكثر من نصف مليون لبناني يعيشون هناك ويسترزقون من خيرات الخليج مساهمين في بناء بلدان تتقدم فيما نحن نتأخر، ونعود الى الخلف. وليس ادل على تراجعنا الى الخلف سوى ما سمي بالمشروع "الارثوذكسي" المتخلف الذي يتوهم المسيحيون انه سيحميهم من غلبة العدد في منطقة لا تحتمل "اقليات" اسيرة قلاع وهمية. في كل الاحوال ثمة من يصرون على السير بعكس منطق التاريخ هذا شأنهم.

في الرياض كان الحديث مع القادة الاقتصاديين الذين حضروا "مندى القطاع الخاص العربي"، وهو منتدى تحضيري تمهيدي يهدف الى رفع توصيات الى مؤسسة القمة العربية التي ستنعقد في نهاية الاسبوع الحالي. كان الحديث واضحا لجهة تقويمهم للاوضاع في لبنان: طالما "حزب الله" يسيطر على الحكم في لبنان، لن يعود العرب اليه. وطالما بقيت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي فلا كلام جديا مع السلطات اللبنانية.

هذا التقويم السلبي للرئيس ميقاتي ولقيامه بتغطية انقلاب "حزب الله" للاستيلاء على الحكم، هو اكثر ما يلفت المراقب اللبناني في نظرة الخليجيين الى الرئيس ميقاتي.

انطلاقا من هنا كان السؤال الاساس الذي واجهتني به اكثر من شخصية اقتصادية خليجية: لماذا يغيب رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن قمة عربية وان تكن اقتصادية؟ كان جوابي كالآتي: الرئيس ميشال سليمان هو رأس الدولة، وكان سيحضر لولا ارتباطه بمواعيد سابقة: زيارة رسمية الى روسيا الاتحادية، واجتماع ثنائي مع الرئيس فلاديمير بوتين مقرر في الثاني  والعشرين من الشهر الحالي، ومن الصعب تأجيله اما بالنسبة الى الرئيس نجيب ميقاتي كان جوابي: بصرف النظر عن موقفنا السياسي منه، وهو حاسم وقاس جدا، فانه يبقى رئيس حكومة لبنان وان تابعة لـ"حزب الله"، وحضوره الى الرياض واجب لكي يبرز لبنان اهتمامه على اعلى مستوى بالحدث الكبير الذي ستشهده العاصمة السعودية. كم تمنينا لو ان الرئيس سليمان وجد طريقة لجمع الحدثين معا: زيارة موسكو، وقمة الرياض، وخصوصا انهم في الرياض يقدرونه اعلى تقدير، ويشاركهم بقية الخليجيين النظرة نفسها.

 

تغيير القيادة في "المنطقة الشرقية السعودية": إيران مصدر القلق الرئيسي

سايمون هندرسون

المنطقة الشرقية هي الأكبر من بين المناطق الإدارية الثلاثة عشر في المملكة العربية السعودية كما قد تكون الأكثر أهمية. فهي تحتوي على معظم احتياطي النفط في المملكة — الأكبر في العالم — وكذلك يسكنها معظم السكان الشيعة في البلاد الذين يقدر عددهم بمليوني شخص، حيث يشكلون أغلبية محلية. بالإضافة إلى ذلك، أنها المحافظة الأقرب إلى إيران (التي تقع على الجانب الآخر من الخليج الفارسي) كما أنها الوحيدة في المملكة التي تشترك في حدودها مع حدود الدول الأعضاء في "مجلس التعاون الخليجي" وهي الكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان.

وربما يكون الحاكم السابق لهذه المنطقة — الأمير محمد بن فهد — قد استقال "بناءً على طلبه"، ولكن تشير التكهنات الراهنة إلى أن الرياض تتطلع إلى تولي حاكم أكثر قوة وحزماً للسيطرة على الاحتجاجات الشيعية المتزايدة. فالشباب المحلي يقوم بتظاهرات بانتظام في مدن قريبة من منشآت تصدير النفط مما أدى إلى وقوع مصادمات مسلحة متفرقة مع قوات الأمن المحلية. وليس هناك شك في أن الرياض ينتابها القلق من احتمالية العدوى من الاحتجاجات الشيعية شبه اليومية في البحرين المجاورة، التي ترتبط براً بالمملكة العربية السعودية عن طريق جسر الملك فهد.

والجدير بالذكر أن المحافظ الجديد الأمير سعود بن نايف هو الأخ الأكبر لوزير الداخلية الأمير محمد بن نايف الذي عُيّن مؤخراً. وكلاهما أبناء ولي العهد الراحل ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز، الذي توفي العام الماضي. وكان والدهما يشتهر باعتقاده في نظريات المؤامرات الهمجية وعدم الثقة في الشيعة؛ ورغم احتمالية أن يكون الأبناء أكثر حنكة ومهارة، إلا أنه يُنظر إلى تعيين الأمير سعود على أنه خطوة نحو اتخاذ إجراءات أكثر صرامة. (ومن جانبه، التقى محمد بن نايف مع الرئيس أوباما في البيت الأبيض في 14 كانون الثاني/يناير، بعد أسبوع من قيامه بزيارة إلى لندن وبحثه التعاون الأمني ​​مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وغيره من كبار المسؤولين البريطانيين.) وبالإضافة إلى ذلك، تم تعيين حاكم جديد لمحافظة المدينة المنورة: وهو الأمير فيصل بن سلمان، الذي يحمل شهادة الدكتوراه من جامعة أكسفورد، واختصاصه هو العلاقات السعودية- الإيرانية. ويقال عنه إنه الأكثر ذكاءً وتفضيلاً لدى والده، ولي العهد الأمير سلمان. ومع أن هذه التعيينات جاءت باسم الملك عبدلله، إلا أن العاهل السعودي كان بعيداً عن المشهد العام إلى حدٍ كبير منذ أن أجريت له عملية جراحية في الظهر في تشرين الثاني/نوفمبر المنصرم. وقد ترأس الأمير سلمان اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي في الرابع عشر من كانون الثاني/يناير. ولعل كان ذلك مدهشاً بسبب صدور مرسوم ملكي الأسبوع الماضي نص بتعيين أعضاء جدد في تلك الهيئة الاستشارية من بينهم — ولأول مرة — نساء يمثلون عشرين في المائة من الأعضاء البالغ عددهم 150 شخصاً، وهو تقدم ملحوظ يُعرف عن الملك تفضيله الشخصي له.

ويتضح من المرسومين وجود انقسام في السياسة السعودية حول التحديات الراهنة، ومن ثم فإن اتباع نهج أمريكي دقيق وحساس يعد أمراً ضرورياً. أولاً، يعكس التغيير الذي حدث في المحافظة الشرقية الفكرة بأن البواعث الأولية للقلق عند الرياض هي إيران والولاء الشيعي. ورغم الاعتراف بتركيز المملكة على حماية منشآتها النفطية، إلا أنه من المحتمل أن تكون واشنطن قلقة من أن الأساليب القاسية المتخذة تجاه الشيعة المتظاهرين المطالبين بالمزيد من الحقوق قد يؤدي إلى نتائج عكسية. ثانياً، سوف يعكس تعيين النساء في المجلس الوزاري إحراز تقدم على الصعيد السعودي ويرضي المسؤولين الأمريكيين، ولكن سيكون من دواعي الخجل إذا كان هذا التقدم المتواضع سيضع حداً محدوداً للتقدم في المستقبل. سايمون هندرسون هو زميل بيكر ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن

 

 سليمان التقى السلك القنصلي ووقع مرسوم دعوة مجلس النواب الى عقد استثنائي: لا ستمرار الحوار بغض النظر عن الموقف من الحكومة

الأربعاء 16 كانون الثاني 2013 /وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان "عام 2012 تميز بالحوار، رغم المقاطعة لهذا الحوار لاسباب اعتبرها غير محقة، لانه بغض النظر عن الموقف من الحكومة اكان مع او ضد، يجب على الحوار ان يستمر"، وقال: "إذا كنا ضد الحكومة ووجدنا انها لا تستحق ان تحكم، فهو سبب اضافي يدفعنا الى المشاركة بالحوار".

وشدد على "ضرورة أن تكون سياستنا لبنانية فقط ومنسجمة مع سياسة الجامعة العربية في الامور التي تهم العرب"، مؤكدا "ضرورة متابعة التحضير لإجراء الانتخابات النيابية، ورفع مشروع قانون اللامركزية الادارية الى مجلس النواب، اضافة الى النظر في بعض الاصلاحات الدستورية"، مؤكدا ان "المبدأ هو توزيع المسؤوليات للخروج من المآزق والأزمات وليس تنازع الصلاحيات".

وأمل سليمان أن "يشهد عام 2013 تحرير المخطوفين اللبنانيين في سوريا"، مؤكدا انه "لا فائدة للخاطفين من وراء هذا الخطف سياسيا او عسكريا".

ووجه من جهة ثانية، "تقديرا كبيرا للصحافة اللبنانية لأن معظم مقالات الصحافيين المخضرمين والجدد ورؤساء التحرير، أي 96 في المئة منها، تقول الحق بموضوع قانون الانتخاب"، لافتا الى أنه "أمر مميز يستحق التقدير".

مواقف رئيس الجمهورية جاءت في الكلمة التي ألقاها خلال استقباله أعضاء السلك القنصلي المعتمد في لبنان لمناسبة تقديم التهاني بحلول العام الجديد.

وكان سليمان وقع مرسوم دعوة مجلس النواب الى عقد استثنائي يفتتح بتاريخ 17/1/2013 ويختتم بتاريخ 18/3/2013 ضمنا.

نص الكلمة

وهنا نص كلمة رئيس الجمهورية: "كل عام وانتم بخير، اشكر جهودكم التي بذلتموها العام الفائت، واتمنى ان تكون السنة الجديدة بابا للعمل والجهد لتأمين مصلحة لبنان واللبنانيين. التقيت بالامس اعضاء السلك الديبلوماسي وتحدثت اليهم، ولكن الكلام معكم سيتناول الشق اللبناني بصورة اوسع بطبيعة الحال. مر عام 2012، مع الاضطرابات التي تشهدها سوريا وتنعكس على لبنان، استطاع لبنان المحافظة على وضعه بشكل معقول رغم التوترات الامنية التي حصلت من وقت الى آخر وضبطتها القوى الامنية، وعملية اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، وضبط المتفجرات المنقولة الى الداخل اللبناني. وبالتالي، لم تنتقل التوترات الامنية التي كانت تشهدها مناطق لبنانية الى الشمولية او ان تتحول الى حالة عامة، وقامت القوى الامنية بواجبها كما يجب".

أضاف: "حمل عام 2012 علامة فارقة بالنسبة الى لبنان، وهي زيارة قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر الاراضي اللبنانية والتفاف اللبنانيين حول هذه الزيارة والذي عزز الانطباع في العالم ان لبنان دولة يتوفر فيها الامن والمواطنة نسبة الى المشهد الذي ظهر حول قداسة البابا، وهو المشهد الذي يجب ان نسعى للحفاظ عليه في كل خطوة لنا، وقد ذكرنا القاصد الرسولي بالوصية الاخيرة التي اودعها ايانا قداسته قبل مغادرته لبنان: اتخذوا كل الخطوات لتمتين الوحدة اللبنانية وتجنبوا كل ما يضعفها ويضعف لبنان".

وتابع: "تميز ايضا عام 2012 بالحوار، رغم المقاطعة لهذا الحوار لاسباب اعتبرها غير محقة، لانه بغض النظر عن الموقف من الحكومة اكان مع او ضد، يجب على الحوار ان يستمر. فإذا كنا ضد الحكومة ووجدنا انها لا تستحق ان تحكم، فهو سبب اضافي يدفعنا الى المشاركة بالحوار. والعملية ليست في شخص رئيس الحكومة، فهو عضو في هيئة الحوار اكان رئيسا للحكومة ام لم يكن. ورغم كل ذلك، اعطى الحوار نتيجتين مهمتين هما "اعلان بعبدا" الذي ينص على حياد لبنان عن تداعيات الازمات والمحاور في العالم، ما عدا القضية الفلسطينية، واعطى ايضا التصور الاستراتيجي الذي قدمته بحيث اصبح هناك وللمرة الاولى ورقة فعلية تنص على المخاطر التي تحيط بلبنان: المخاطر الاسرائيلية على الارض، والطمع بالمياه والنفط اللبناني، ومخاطر الارهاب والسلاح المنتشر في الداخل".

وقال: "ان اهم مرتكزات الاستراتيجية المطروحة من قبلي كانت وضع استراتيجية للدفاع عن بحر لبنان (أي النفط) وسمائه وارضه. ويضع الجيش استراتيجية لهذا الهدف، ويجب تأمين المستلزمات للجيش لتنفيذ هذه الاستراتيجية، مع الاستفادة من سلاح المقاومة من الآن والى ان يتم تأمين المستلزمات للجيش، وذلك بهدف دعم الجيش فقط ضد أي اعتداء على الاراضي اللبنانية، وفقا لحاجة الجيش ولقرار سياسي، كنت دعوت الى الاتفاق على آلية حوله. وبالتالي، شكل الامر منطلقا مهما للبحث في الاستراتيجية الدفاعية انما بعد هذا الامر، توقفت اجتماعات هيئة الحوار ليس بسبب هذا التصور انما بسبب حادث اغتيال اللواء الحسن والموقف من الحكومة ومقاطعة الجلسات حتى اسقاط الحكومة، وهو امر غير محق برأيي. والتكامل كان واضحا في بندي الحوار المطروحين، واذا اعتقدنا التصرف الجيد بـ"اعلان بعبدا" ووفق روحية التصور الذي طرحته، اعتقد انه يمكن للبنان تجاوز المراحل المقبلة وسنة 2013 كما تجاوزنا عامي 2011 و 2012".

أضاف: "على المستوى السياسي، استمرت علاقة لبنان بالخارج كما كانت عليه من خلال مشاركته بالندوات العالمية واستقباله كبار الزائرين وزيارات التبادل مع الخارج على مستوى رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ووزير الخارجية والوزراء المختصين، وهذا امر لا غنى للبنان او أي دولة عنه، فالسياسة الديبلوماسية باتت توضع من قبل رؤساء الدول والحكومات وليس فقط الاعتماد على السفراء. كان حضورنا مميزا ايضا في قمة بغداد، وألقيت خطابا تضمن الحديث عن الديموقراطية في المنطقة العربية وضرورة نجاحها واشراك مكونات البلدان العربية واعني بها الاقليات من الطوائف كافة، في ادارة الشأن السياسي في هذه الديموقراطيات الحديثة وليس على قاعدة العدد بل على قاعدة الحضارة والقيم التي تحملها هذه الاقليات، لانه اذا لم تأخذ دورها في هذا المجال، فهي ستنتهي باعتماد الهجرة، وهو امر لا اعتقد انه يناسب الديموقراطيات الحديثة".

وتابع: "قدمنا توصية كفيلة بإنجاح هذه الديموقراطيات في المنطقة العربية تقضي بإرساء الديموقراطية في فلسطين لانه اذا بقي ظلم وخروج عن الديموقراطية في منطقة، فلا يمكن ان تعم الديموقراطية في الدول العربية، وتتحول عندها الديموقراطيات الجديدة الى حكومات او انظمة متطرفة لانه في غياب الاعتدال، تغيب الديموقراطية، وهذان شرطان اساسيان طرحتهما في قمة بغداد لتسمع الدول التي تعلن انها تدعم الديموقراطيات في العالم العربي. اعتقد انه مع استتباب هذه الديموقراطيات، فإن لبنان يملك حظوظا جيدة لتطبيق افضل للديموقراطية التي يملكها وهي مميزة وتصلح لمستقبل عالم الغد، وتشرك كل مكونات المجتمع في ادارة الشأن السياسي، وهو امر مطلوب لدول المستقبل بعد التطور العلمي الذي ينتشر في كل اصقاع الارض، وينعكس تعددية في الدول".

وقال رئيس الجمهورية: "لكن الاوضاع في المنطقة اثرت بشكل سلبي على الاقتصاد اللبناني الذي واجه صعوبات كبيرة بسبب الاحداث الاقليمية، اضافة الى التوتر الامني الذي حصل داخل البلد، اضافة الى جزء اكبر بسبب ارتدادات الازمة المالية العالمية التي ضربت اوروبا وبعض الدول ومفعولها كأحجار الدومينو لا بد ان تعطي انعكاسات معينة. وكان النمو السنة ضعيفا (نحو 2 %)، كما ان جزءا من السبب يعود الى عدم مجيء السواح كالعادة الذين كانوا ينفقون في الربوع اللبنانية. ولكن بالرغم من كل ذلك، هناك نوع من الاطمئنان الى امكان ان نشهد تقدما في النمو الاقتصادي خلال العام الحالي اذا حافظنا على الحد الادنى من الاستقرار الامني".

أضاف: "على صعيد الحكومة، مارست عملها في هذه الاثناء بالقدر الذي كان بإمكانها ممارسته وهو امر لا بأس به، ورغم الاجواء السائدة تم متابعة التعيينات وفق الآلية المتبعة، واهمها السفراء في الخارج وهو امر ستتم متابعته، والتعيينات القضائية التي كانت اصبحت ملحة بشكل كبير. وواكبت الحكومة الوضع الامني وامنت المستلزمات للجيش والقوى الامنية للقيام بالمهام الامنية وعقد المجلس الاعلى اجتماعات عدة. واحالت الحكومة قانونا انتخابيا مرتكزا الى النسبية الى مجلس النواب، والمطلوب اليوم من المجلس مناقشة القانون وادخال التعديلات المناسبة عليه لتطمين بعض الهواجس عند بعض الفئات في كل الاماكن، ولا يمكن ايجاد قانون افضل من النسبية يصلح للبنان. قد يكون من الممكن المباشرة بالقانون عبر اعتماد النسبية المختلطة بمقدار معين وبدوائر معينة تناقش في مجلس النواب، وصولا الى النسبية التامة في المستقبل بعد انشاء مجلس الشيوخ".

وتابع: "ان اهمية النسبية تكمن في انها تلغي الاحادية عند الطوائف، والشكوى اليوم تقوم على ان المسيحيين يتمتعون بالتعددية على عكس الطوائف الاخرى. النسبية تخلق التعددية لدى الطوائف الاخرى، وقد تختلف النسب بالطبع، ولكنها ستزداد بشكل مضطرد، وهذا امر مهم يتناسب مع صيغة لبنان. للاسف ان المشاريع الاخرى المطروحة لا تؤدي الى الغاية نفسها، وهي قد تخلق تعددية لدى الطوائف الاخرى، ولكنها ستكون ايضا لصالح التطرف وكذلك لدى الطوائف المسيحية. ان صيغة لبنان بنيت على الصيغة التعددية، ومن الصعب جدا على الاجيال المخضرمة التأقلم مع افكار جديدة غير معتادة عليها. فحين كنت شابا، كان العهد الشهابي سائدا ولم اسمع بأمور كما نسمعها اليوم، وحتى خلال ممارستي مهامي على مدى 41 عاما كضابط وقائد للجيش، لم اسمع ما اسمعه اليوم، علما انني ماروني وكان الجيش بكامله ينفذ قراري، كما ان القوى السياسية كلها كانت تتجاوب معها. وقد انتخبت منذ خمس سنوات رئيسا للجمهورية، وعشت ضمن الصيغة اللبنانية، فكيف يمكن المحافظة على الصيغة والذهاب الى انظمة انتخابية تلغيها وتخلق مخاطر جديدة؟ لن ادخل في مساوىء وحسنات كل قانون فهي عديدة ويطول البحث فيها، لذلك اطلب مجددا من مجلس النواب مناقشة القانون المحال اليه من قبل الحكومة وان يسد الثغرات تمهيدا لاقراره".

وقال: "أخذت الحكومة أيضا اجراءات متعلقة بالتنقيب عن النفط وباستخراجه. وتم تعيين هيئة وفقا لآلية التعيينات وتأخذ أيضا بعض القرارات والمراسيم التي تتعلق بالاجراءات. ويجب ان تتابع هذه العملية لأن النفط هو ثروة لبنان المدفونة والحمد لله أنها مدفونة وإلا لكانت ضاعت ويجب أن نستفيد منها بالشكل المناسب لصالح أولادنا وأحفادنا وليس فقط لسد الديون وما شابه. كما اتخذت الحكومة قرارا مهما يعزز الانماء البلدي يتعلق بتوزيع العائدات المالية من الاتصالات المخصصة للبلديات. وهذا أمر مفيد للمواطنين وللمناطق وللاتحادات البلدية. وتولت الحكومة أيضا إستقبال النازحين السوريين، ولبنان وفقا للشرائع الدولية ولا سيما شرعة حقوق الانسان والتي كان لبنان اساسيا فيها عبر أحد واضعيها وهو شارل مالك، ووفقا لحسن الجوار والتقاليد العربية لا يستطيع رفض لاجىء خائف او جائع او مريض او مصاب. وتحاول الحكومة أن تؤمن المستلزمات لايوائهم لكن الوضع أصبح ثقيلا على القدرة اللبنانية، مما يفرض معالجته، لذلك وضعت خطة لمواكبة استقبال النازحين ترتكز على ضبط عمليات النزوح، إن كانت صحيحة أم لا، وهذا أمر مشروع ويتطلب تعاطيا مسؤولا، وتأمين التمويل لتلبية حاجات النازحين من قبل الدول والتواصل والحوار مع الدول القادرة الشقيقة والصديقة لاستيعاب الاعداد التي تفوق قدرة لبنان. وكل ذلك يجري تحت عنوان عدم إقفال الباب أمام أي نازح. والمعالجات تتم تحت عنوان تقاسم الاعباء".

أضاف: "المطلوب في سنة 2013 متابعة الإجراءات التي كنا قد بدأناها في عام 2012 لجهة متابعة التحضير للانتخابات النيابية على صعيد إجراءات وزارتي الداخلية والخارجية وعلى مستوى المجلس النيابي لمناقشة القانون المناسب واقراره، ومتابعة عملية إستقبال النازحين وضبطها، والاستمرار بسياسة الحياد. وأجدد القول ان هذه الفرصة هي الفرصة الذهبية لتطبيق الديموقراطية اللبنانية بشكل صحيح، لأننا لم نمارس هذه الديموقراطية بالشكل الصحيح، لأن محيطنا غير ديموقراطي وتحولنا الى ساحة للمنافسة والتجاذب، كما أن أحزابنا وكتلنا السياسية ربطت نفسها بالخارج. وأعني الخارج كله من دون إستثناء. وعملنا على ربط سياستنا بهؤلاء ربما لأنهم أقوى. وهم أيضا اعتمدوا عندنا نقاط ارتكاز ومحاور سياسية. وأنا اقول في ظل المناخ الديموقراطي الجديد، فإن فرصتنا ذهبية لكي تكون سياستنا لبنانية فقط ومنسجمة مع سياسة الجامعة العربية في الامور التي تهم الجامعة. ولكن على الصعيد الداخلي يجب أن تكون سياستنا لبنانية صافية مئة في المئة وهذه الفرصة متاحة لأن لبنان دفع غاليا ثمنا لديموقراطيته، لأنه كان هو ديموقراطيا ومحيطه غير ديموقراطي، فدفعنا ثمنا في السياسة وفي الاقتصاد وفي الهجرة".

وتابع: "هذا يكفي، إذ يجب ألا ندفع الآن ثمن ديموقراطية الآخرين. ولا يظنن أحد أنه اذا ابتلينا أنفسنا طوعا بالاضطراب والخلاف والانقسام والطائفية نخدم أي طرف في سوريا إن كان معارضة او موالاة وأي طرف آخر في الدول الاخرى. بل على العكس، إن لبنان المستقر هو المفيد لجيرانه ومفيد لسوريا أكثر من غيره. لذلك مع تمنياتي وتمنياتنا أن تنتهي الازمة في سوريا عبر حوار سياسي يوصل الشعب السوري الى مبتغاه عبر الاتفاق والتفاهم والتوافق لأن أحدا لا يستطيع إلغاء الآخر في ظل الحالة القائمة، لا سبيل إلا بالحوار والاتفاق على نوع النظام الذي يريده السوريون عبر عقد إجتماعي جديد. والمطلوب من الامم المتحدة رعاية هذه العملية السياسية من دون أي تدخل خارجي، حتى لا تؤدي هكذا تدخلات الى التطرف والمجيء بأنظمة متطرفة تسيء أيضا الى العقيدة اللبنانية".

وقال رئيس الجمهورية: "يجب أن نرفع هذا العام، مشروع قانون اللامركزية الادارية الى مجلس النواب. وهناك لجنة قاربت على الانتهاء من هذا الملف تمهيدا لعرضه على مجلس الوزراء ومن ثم رفعه الى المجلس النيابي تطبيقا للطائف. كذلك هناك سلة إصلاحات دستورية، وكلما تناولنا هذا الامر يتبادر الى الذهن وكأن المقصود تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية. هذا ليس صحيحا، إذ هناك بعض البنود في الدستور لا تقدم حلولا لبعض الامور. ويظهر ذلك من خلال الممارسة، وظهرت أكثر بعد خروج الجيش السوري من لبنان. فهناك محطات نقف أمامها ولا نستطيع التحرك، وتحتاج الى حلول ومفاتيح، وربما بعض هذه المفاتيح تصبح مع رئيس الجمهورية. ولكن ليس المقصود بها تعزيز صلاحيات على حساب صلاحيات الآخرين".

أضاف: "إن المبدأ هو توزيع المسؤوليات للخروج من المآزق والأزمات وليس تنازع الصلاحيات. لأن الطائف وضع تركيبة جيدة للبنان لا زلنا نعيش في ظلها ولا يجب المس بهذه المعادلة إطلاقا. لا عبر قانون إنتخاب ولا عبر تعديل صلاحيات. لكن تصحيح بعض الثغرات الدستورية يفي بالغرض ويمكن أن تناقش، ويجب طرحها للنقاش بعد الانتخابات النيابية. وهناك ملف تم تحضيره بهذا الشأن لطرحه على التوافق والنقاش الهادىء داخل السلطة التشريعية. ونأمل أن تتابع اليونيفيل مهمتها في لبنان وأن يستمر الدعم الدولي لهذه المهمة لأنها ليست فقط لتأمين الحدود اللبنانية، إنما موضوع الهدوء على الجبهة اللبنانية الجنوبية له إنعكاس على السلام العالمي. لذلك، لقوات اليونيفيل تأثير عالمي ويجب على الدول أن تبقي على إلتزاماتها تجاهها".

وختم: "يجب أيضا دعم الجيش اللبناني، وهذا أمر مهم جدا عبر تزويده بالامكانات اللازمة ليستطيع أن يدافع بكامل أسلحته عن الارض والاجواء والمياه اللبنانية. وآمل أن يشهد عام 2013 تحرير المخطوفين اللبنانيين في سوريا والى الآن لم نفهم ما هي الفائدة للخاطفين من وراء هذا الخطف سياسيا او عسكريا، فلا يوجد أي فائدة. لذلك إن الجهود المكثفة تتابع لتحريرهم لانه لا مبرر اطلاقا لاحتجاز حريتهم. وبالنسبة لقانون الانتخاب، أوجه تقديرا كبيرا جدا للصحافة اللبنانية لأن معظم المقالات، أي 96 في المئة منها، تقول الحق بهذا الموضوع. وهذا ما عبر عنه صحافيون جدد، وكبار ورؤساء تحرير. وهذا أمر مميز، بأن تتحدث الصحافة اللبنانية بشكل وطني وهذا أمر يستحق التقدير".

عميد السلك القنصلي

من جهته، لفت عميد السلك القنصلي في لبنان جوزف حبيس الى ان "الجهود التي يقوم بها الرئيس سليمان من اجل المحافظة على استقرار لبنان ووحدة ابنائه وخصائصه المميزة والفريدة، تلقى من الدول التي يمثلها القناصل، ومن المجتمع الدولي ككل، كل تقدير ودعم"، مشيرا الى ان "هذه الجهود تحتاج ايضا الى مؤازرة داخلية يعمل الرئيس سليمان على توفيرها من خلال مبادرات متتالية".

واوضح ان "المسيرة التي انطلقت بقيادة رئيس الجمهورية منذ خمس سنوات، ستوصل السفينة اللبنانية الى شاطىء الامان"، واضعا "امكانات القناصل في لبنان في تصرف الرئيس سليمان والدولة اللبنانية لتحقيق الاهداف المنشودة".

وزير الداخلية الفلسطيني

من ناحية ثانية، استقبل سليمان وزير الداخلية الفلسطيني سعيد ابو علي في حضور سفير فلسطين لدى لبنان اشرف دبور، وكان عرض للعلاقات اللبنانية - الفلسطينية، واطلع منه على الاوضاع الفلسطينية في مواجهة التحديات الاسرائيلية.

الجسر

وتناول رئيس الجمهورية مع النائب سمير الجسر المشاريع الانتخابية المطروحة راهنا والوضع في طرابلس.

حاكم مصرف لبنان

واطلع من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على الاوضاع النقدية والتدابير التي يتخذها المصرف لحماية النقد الوطني.

سفراء في الخارج

واستقبل سليمان السفراء الجدد المعتمدين في بعض الدول الخارجية، وهم: يوسف صياح (البرازيل)، غسان المعلم (الجزائر)، شوقي نصار (روسيا)، حسام دياب (سلطنة عمان) وخليل كرم (الاونيسكو)، وزودهم ثوابت الموقف اللبناني الرسمي من عدد من القضايا الاقليمية والداخلية واهمية التقيد بها وشرحها للجاليات ولمسؤولي الدول التي تم اعتمادهم لديها.

رئيس حزب الوعد

وتسلم رئيس الجمهورية من رئيس حزب "الوعد" جوزف حبيقة دعوة للمشاركة في ذكرى الوزير والنائب السابق الياس حبيقة التي تقام في السابع والعشرين من الجاري.

دورة استثنائية للمجلس

على صعيد آخر، وقع رئيس الجمهورية مرسوم دعوة مجلس النواب الى عقد استثنائي يفتتح بتاريخ 17/1/2013 ويختتم بتاريخ 18/3/2013 ضمنا، ويحدد برنامج هذا العقد الاستثنائي بالآتي:

1- مشروع قانون يتعلق بالانتخابات النيابية.

2- مشاريع قوانين الموازنة العامة.

3- سائر مشاريع القوانين والاقتراحات والنصوص التي يقرر مكتب المجلس طرحها على المجلس النيابي.

 

الأسد ينهي فعلياً مهمة الأخضر الإبراهيمي

 ربى كبّارة/المستقبل

أنهى النظام الأسدي فعلياً مهمة المبعوث الأممي ـ العربي، باعتباره الأخضر الإبراهيمي وسيطاً مزيفا يقوم بمهمة فاشلة" و"وسيطا بات في كل الاحوال خارج الحل السوري"، كما طرحه بشار الاسد في خطابه الاخير، رغم استمرار الاجماع الدولي والعربي اللفظي على دعم مهمة الابراهيمي في التوصل الى حلّ للازمة السورية المستمرة منذ اكثر من 22 شهراً حصدت خلالها عشرات آلاف الضحايا.

وقد ظهر الاسد في الخطاب الذي ألقاه في السادس من الجاري من على مسرح دار الاوبرا في دمشق خارج أي علاقة فعلية بواقع بلاده، في مرحلة شديدة التعقيد تتمحور خصوصا حول نفوذ حليفه الايراني مع كل ما يتعرض له مؤيدو طهران في المنطقة: من نوري المالكي الذي يواجه انتفاضة داخلية الى "حزب الله" الذي يتعرض سلاحه لمواجهة سياسية الى النظام السوري الذي يواجه انتفاضة شعبية.

فأولويات الحلّ الذي طرحه، وأبرزها اقفاله الباب على أي مبادرة سياسية تتضمن تنحيه، سدّ الاسد الأفق أمام جهود الابراهيمي خصوصا ان المبادرة التي يسعى المبعوث الدولي الى إنضاجها ترتكزعلى مساع للتوصل الى تفاهم اميركي- روسي على الحل بمعزل عن العامل الايراني.

اضافة الى انه بنبرته وهدوئه المصطنع اراد رفع معنويات ما تبقى من فريقه عبر الكلام الذي اطلقه قبيل دخول الثورة عامها الثالث ليؤكد صموده رغم فشله في القضاء عليها ونجاحها في السيطرة على مناطق شاسعة رغم الفارق الكبير في الامكانات، وان عبر عمليات كرّ وفرّ بين الطرفين.

فما إن تمسك الابراهيمي بعد لقائه الاخير مع الاسد بطرح قيام حكومة انتقالية تمسك بكامل الصلاحيات، حتى تناوبت صحف النظام على مهاجمته واتهامه بالتبعية للغرب وبالتواطؤ على النظام وسط توقعات متقاطعة بأن مهمته انتهت. فهو لم يعد وسيطا بين الاميركيين والروس في صراعهما على شكل الحل النهائي، اذ تخشى الولايات المتحدة تكرار تجربة دعم المجاهدين في افغانستان، وروسيا تريد الوصول الى صفقة متكاملة تعوضهم خسارة الأسد.

ومن المتوقع ان يتضح هذا المآل عند تقديم الابراهيمي احاطته امام مجلس الامن في 29 الجاري ليلحق بسابقه كوفي انان. ويترافق ذلك مع مطالبة الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي بقوة حفظ سلام تحت البند السابع واعلانه ان المحادثات الاميركية الروسية مع الابراهيمي هدفها "اعداد قرار يصدر عن مجلس الامن" والتي حدت بصحف النظام الى اعتباره "اجيرا" عند الدوحة والرياض.

وفي حال انتهاء مهمة الابراهيمي يزداد مآل الامور في سوريا غموضا مع استحالتين: التسوية السلمية التي ستكون قد سقطت، والحسم العسكري الممنوع اذا ما بقي المجتمع الدولي على تخاذله في مساندة الثوار فعليا عبر مدّهم باسلحة نوعية وتامين منطقة حظر جوي لذرائع مختلفة من التلطي امام الرفض الروسي الى الخوف من وصول الاسلحة الى "الارهابيين" الذين يبالغ الاسد بتظهيرهم في اطار مساعيه لاسترضاء الغرب في مرحلة لاحقة.

لكن التدخل العسكري الفرنسي في مالي الافريقية يفتح الباب امام احتمالات مستجدة. فإرهاب نظام الاسد، الذي يقصف بوحشية غير مسبوقة ويرتكب مجازر فظيعة، يتساوى مع ارهاب الاصوليين الذين لم تتردد فرنسا في مواجهتهم تلبية لطلب السلطات المحلية وبضوء اخضر ضمني من مجلس الامن وبرضى دول الجوار من الجزائر الى المغرب وحتى برضى المعارضة الفرنسية. فتأخر المجتمع الدولي في دعم حقيقي للثوار ادى الى تصدر الجهاديين الواجهة في مقابل المعارضة المتنوعة التي يحتاج ذراعها العسكري "الجيش السوري الحر" الى مساندة فعلية حتى يتمكن "الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" من تشكيل حكومة انتقالية تضم الاقليات جميعها بما يطمئن السوريين الخائفين من مرحلة ما بعد الاسد كما يطمئن الخارج المرتعب من البعبع الاصولي السني.

وتبقى الخشية من ان يبعد ما تشهده مالي أي احتمال بتدخل عسكري خارجي في سوريا بما يؤكد ازدواجية المعايير الدولية.

فالتدخل الغربي السريع في مالي، حيث لفرنسا جالية كبيرة ومصالح اقتصادية واسعة، وغض الطرف عما يجري منذ اكثر من عامين في سوريا وادى الى وقوع اكثر من 60 الف ضحية والى ملايين المهجرين والنازحين والى مئات آلاف المعتقلين يندرج بوضوح في اطار المعايير المزدوجة.

وللامم المتحدة والغرب بمجمله سوابق في هذا المجال لن نستذكر منها سوى الاحتلال الاميركي للعراق الذي موهته الولايات المتحدة بتحالف شبه وهمي متذرعة بتوفر اسلحة دمار شامل بين ايدي الرئيس الراحل صدام حسين، وهو ما تبين لاحقا كذبه. وستدفع ازدواجية المعايير خصوصا بما يتعلق باسرائيل كل الشعوب العربية والاسلامية الى استحضار عشرات القرارات الاممية التي صدرت بحق الدولة العبرية ان بسبب احتلالاتها او بسبب مجازرها سواء ضد الفلسطينيين او اللبنانيين، فيما الولايات المتحدة والغرب كما الامم المتحدة تتجاهل الامر ولا تدينه فعليا.

 

ثوار سورية يستعدون لبدء "حرب السجون" انطلاقاً من حمص لتحرير عشرات آلاف المعتقلين 

حميد غريافي: السياسة

تستعد أجنحة مقاتلي الثورة السورية في حمص وريفها والمناطق المحيطة بها لبدء "حرب السجون" وإطلاق عشرات آلاف المعتقلين المدنيين الذين تم اعتقالهم خلال التظاهرات السلمية منذ ما يقارب العامين, ومن ثم بعد اقتحام قوات النظام المدن والقرى وتدميرها واخذ معظم سكانها ممن لم يبرحوها ويهجروها رهائن في تلك السجون القديمة الشهيرة والمستحدثة منذ اندلاع الثورة في مارس 2011.

وقال الناطق باسم المكتب العسكري لـ"حزب الوطنيين الاحرار السوريين" من حمص لـ"السياسة" في لندن أمس ان سقوط 80 في المئة من محافظة حمص وضواحيها والقرى المحيطة بها في أيدي الثوار و"الجيش السوري الحر" حتى الآن "بات يسمح باتخاذ الخطوة التالية بعد اقتراب إقفال ملف "حرب المطارات" في شمال سورية التي سقط الواحد منها تلو الآخر, للبدء بـ"حرب السجون" واقتحام خمسة عشر سجناً ومعتقلاً تضم, حسب تقديرات بعض المنشقين من اجهزة الاستخبارات الجوية التابعة للنظام, نحو 60 ألف سجين فقط في محافظة حمص وضواحيها, بما فيها السجون المستحدثة لدى الاستخبارات والقيادات العسكرية والامن القومي وغيرها".

وأضاف الناطق العسكري "ان قيادات في الثورة في اربع مناطق, تكاد تنزلق كلياً خارج سيطرة القوات النظامية خلال الاسابيع القليلة المقبلة, وفي طليعتها منطقة حلب وادلب الواسعتين اللتين فقدتا كل مطاراتهما المهمة من عسكرية ومدنية لصالح الثوار, باتت تروج لبدء "حرب السجون" في مختلف المحافظات التي تعتقد انها تضم في كل انحاء سورية أكثر من ربع مليون مواطن ومواطنة سوريين جميعهم من الطائفة السنية والقليل القليل منهم من مذاهب اخرى غير العلوية, نصفهم على الاقل تعرض للتعذيب, فيما التقديرات والمعلومات المستقاة من منشقين امنيين عن النظام تتحدث عن اكثر من 20 الف سجين قتلوا تحت التعذيب او في عمليات اعدام ميدانية, كما تتحدث عن عشرات القبور الجماعية التي أنشأها النظام في المناطق المؤيدة له ذات الكثافة السكانية العلوية في بعض محافظات الساحل الشمالي".

وعدد الناطق لـ"السياسة" أسماء ومواقع السجون الخمسة عشر في محافظة حمص وضواحيها, على النحو التالي:

1 - سجن حمص المركزي القديم يحتوي على عشرة آلاف أسير سني.

2 - سجن حمص المركزي الجديد يحتوي على ثلاثة عشرة ألف أسير.

3 - سجن فرع الاستخبارات الجوية (القبو) يضم نحو 8 آلاف أسير.

4 - سجن الدفاع المدني يحتوي على خمس آلاف أسير.

5 - الملعب البلدي (المسلخ البلدي) يضم نحو ثلاثين ألفاً.

6 - سجن الامن العسكري (فرع المخابرات العسكرية) يضم نحو 8 آلاف معتقل.

7 - فرع الامن السياسي (القبو) يضم نحو 9 آلاف معتقل.

8 - معتقل أمن الدولة (القبو) يضم نحو 3 آلاف أسير.

9 - سجن تدمر العسكري (سجن مذبحة حماة) يضم نحو 100 ألف أسير ما بين عسكري ومدني, منهم من هو معتقل منذ الثمانينات. ويعتبر هذا السجن رمزاً للتعذيب في ذاكرة السنة السوريين.

10 - سجن البالونة (محكمة عسكرية) يضم نحو ألفي أسير.

11 - سجن فرع الشرطة العسكرية (القبو + الابنية) يضم نحو 5 آلاف أسير.

12 - قيادة شرطة حمص الجديدة والقديمة تحتوي على 5 آلاف معتقل.

13 - مبنى المحافظة والسرايا يحتوي على ألفي أسير سني.

14 - مقرا قيادة الفرقة 11 والفرقة 18 يضمان نحو خمس آلاف عسكري من ضباط وضباط صف ومجندين منشقين.

15 - مهاجع الكلية الحربية على طريق الوعر غرب حمص, تضم نحو 1500 طالب ضابط سني يتم احتجازهم كأسرى منذ بداية الثورة.

وأكد الناطق العسكري ان بدء "حرب السجون" لتحرير عشرات آلاف المعتقلين "سيشكل المرحلة النهائية من وجود النظام خصوصاً بعدما انتزع الثوار من بين براثنه المطارات المدنية والعسكرية الاهم في سورية وخصوصاً مطارات دمشق (المزة) وحلب وادلب, وبعدما سيطروا على ثلثي مساحة البلاد, وها هم ينهون خطوات الهيمنة الكاملة على حلب وحمص وحماة وادلب بحيث يصبح كل الشمال محررا امام إنشاء مناطق محررة يمكن تحويلها الى مناطق حظر جوي انطلاقا من الحدود التركية بعمق أكثر من 60 كيلومترا, وكذلك في الجنوب من حدود الجولان حتى ريف دمشق مرورا بمحافظة درعا تمهيدا لبلوغ معركة دمشق الحاسمة التي قد توضع موضع التنفيذ خلال اسابيع لا تتجاوز مطلع الربيع المقبل".

 

الناشط المصري مسعد أبوفجر للسياسة : مرسي لا يصلح للرئاسة وحذر المصريين من انتظار إصلاح يقوده الإخوان المسلمون.. "لأنه لن يحدث" 

والشاطر يسعى لتوطين الفلسطينيين في سيناء

القاهرة - محمود خليل:

مسعد سليمان حسن, الشهير بـ "مسعد أبو فجر", روائي مصري من سكان سيناء, ناشط سياسي في حركة "ودنا نعيش" المعنية بهموم ومشكلات السيناويين, ولد لأسرة بدوية تخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة, شارك في النضال من أجل حقوق أهل سيناء السياسية والاجتماعية, ألقي القبض عليه في 26 ديسمبر العام 2007, بتهمة "اثارة الشغب", وقضت محكمة العريش الجزئية باطلاق سراحه بعد معركة سياسية طويلة, خاضتها القوى المدنية والحقوقية المصرية والعالمية, أجبرت الحكومة على اتخاذ قرار الافراج عنه يوم 13يوليو2010, بعد قضاء ثلاثين شهرا و18 يوما في المعتقل.

 تعلم كبدوي أن الحياة لها سياق تمشي فيه, ودوره هو ادراك هذا السياق. ولكن بحس أبناء المدينة, يطالب بالتغيير في مصر, التغيير الذي يؤدي الى وطن ديمقراطي وحديث, على أسس التقدم والسلام والعدالة والحرية, لتكون نموذجا تحتذي به الدول المجاورة.

التقت "السياسة" أبو فجر في حوار حول مشكلات سيناء وأهلها, وما يقع على أرضها من أحداث, وتأثير الدستور الذي استفتي عليه الشعب المصري وقرار وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي بشأن تملك أراضي سيناء, وحقيقة وجود أجهزة انذار أميركية في سيناء, وشراء الفلسطينيين لأراضي سيناء, ورؤيته ليوم 25 يناير المقبل, ورأيه في حكم "الإخوان" لمصر, وعلاقتهم ب"حماس" والولايات المتحدة وفي ما يلي نص الحوار:

 "حماس" تطمع في سيناء وتسعى الى تكوين دولة تمتد حتى وادي العريش طمعا في حقول الغاز لتكون أغنى من قطر

  نظام الإخوان المسلمين هزيل وفوضوي ومثير للشفقة والجماعة لا تستطيع قيادة دولة

 وجود "الإخوان" في السلطة خطر كبير على مصر نتيجته فوضى اجتماعية في الداخل و"انبطاح" أمام الخارج

 مرسي يحاول التمكن من دولة أصبحت "هشة" وسيغرقها وستغرق به

الجماعة وعدت سامي عنان بالرئاسة لكنهم "زحلقوه" بعد أن وجدوا أنه ليس له قوة في الجيش

 خيرت الشاطر يريد بناء جيش مواز للجيش المصري في سيناء من عناصر القاعدة و"حماس" وميليشيات "الإخوان" والجهاد

 ما رأيك في عملية "نسر" التي نفذها الجيش في سيناء وهل حققت أهدافها?

  الجيش كان يحارب "كثبانا رملية", لأن دخوله في صراع مع الجماعات الارهابية كان أكبر خطيئة, وهذا أمر في منتهى الخطورة, وعلى الرئيس محمد مرسي أن يجيب عن تساؤلات المصريين, لماذا أدخل الجيش الى سيناء ولماذا سحبها? وماذا فعلت منذ دخولها وحتى انسحابها? وهل سحب الجيش بسبب الاتفاقيات مع اسرائيل? أم لشيء آخر?

  ما تقييمك لقرار السيسي بمنع بيع الأراضي في سيناء وكيف تراه?

  قرار الفريق أول عبدالفتاح السيسي معني بالدرجة الأولى بتأمين خط الحدود بعمق خمسة كيلومترات, والقرار يأتي في اطار الاتفاقيات بين "الحليفين" -"الإخوان" و"الجيش"- فقد حصل "الإخوان" على السلطة, بينما حصل الجيش -بعد أن سلم مصر الى "الإخوان"- على وضع خاص في الدستور. ولكن المماحكات والصراع الخفي بين الجيش و"الإخوان" مازال قائما, وقرار السيسي يأتي في هذا الاطار فقد ظهر الشاطر على خريطة سيناء لاقتناص ثروات ومشاريع موجودة على أرض الواقع قيمتها أكثر من 200 مليار دولار اميركي, ويخطط لوضع يده على المنطقة الممتدة من طابا الى نويبع والجيش لن يتركه يحصل عليها, فنحن أمام صراع ارادات من الجانبين, ومحاولة كل طرف فرض سيطرته على الطرف الآخر.

 جيش مواز

   هل "القاعدة" موجود في سيناء?

  نعم, موجود, فهو أداة في يد "حماس" و"الإخوان" وأجهزة المخابرات في الخارج, وأتصور أن وجود التنظيم يخدم "الإخوان" لأن خيرت الشاطر أو التيار المهيمن داخل الجماعة يريد بناء جيش موازياً للجيش المصري, و"الإخوان" لا يهمهم تنمية سيناء بقدر أن تكون قاعدة أو مأوى لمقاتليهم تساعدهم في بناء دولتهم بعد هدم الدولة المصرية بمؤسساتها.

  هل يستطيع "الإخوان" حل مشكلات السيناويين?

   لا أعتقد, لأنهم لا يفكرون سوى في تثبيت حكمهم ويتشبثون بالسلطة, فهو يقيل مسؤولا ويضع مكانه اخوانياً, من دون أن يكون لديه مؤهلات شغل المنصب, هذه احدى جوانب المشكلة, ولكن مشكلة "الإخوان" الأكبر, أنهم يرون أنفسهم أكثر طهارة وتدينا من غيرهم, وهذا غير صحيح.

  كيف ترى الحل اذن?

  لقد بدأ المسؤولون بالحل الأمني, وهو ما يشبه دخولهم حقلا للكثبان الرملية فالنتيجة الطبيعية تكون الغرق فيه, وبدلا من ذلك كان عليهم التواصل مع السيناويين وتلبية حاجاتهم الأساسية لأن المواطن السيناوي بالنسبة اليهم خارج المعادلة.

  هل ترى أن "حماس" تطمع في سيناء?

  كثيرون يطمعون في سيناء, التي صارت ملعبا للكثير من الدول وأجهزة المخابرات, وتمثل "حماس" أحد اللاعبين في سيناء, وتسعى الى تكوين دولة تمتد حتى وادي العريش, طمعا في حقول الغاز الموجودة في المنطقة والتي تحولها الى دولة أغنى من قطر.

  هل تم بيع أراضي من سيناء لفلسطينيين? وهل حدث توافق من أهالي سيناء على ذلك?

  نعم, تم هذا البيع, ولكننا ضد ذلك لأننا ندعو الفلسطينيين للثبات على أراضيهم للحفاظ عليها, ونحن لسنا ضد وجود الفلسطينيين أو أي عربي على أرض مصر, لكن على الفلسطينيين الدفاع عن أراضيهم والتمسك بها.

  هل هذا البيع ضمن بنود اتفاقية وقف اطلاق النار بين اسرائيل و"حماس"?

  اسرائيل تريد حل قضية غزة وفق مصلحتها, وهي تبحث عن الخلاص منها بتوطين الفلسطينيين في سيناء وهو مخطط سيتم تنفيذه خلال عامين سواء برضا المصريين أو رغما عنهم, لأنه اتفاق رباعي بين "الإخوان" والولايات المتحدة الأميركية و"حماس" واسرائيل, ولذلك يقوم المركز الاعلامي الذي يترأسه خيرت الشاطر بالتمهيد لهذا الأمر وتهيئة الرأي العام المصري له, ولاستقبال الفلسطينيين في سيناء.

 أطماع "حماس"

   هل انشاء منطقة حرة على الحدود يساهم في غلق الانفاق ويخفف من معاناة الفلسطينيين في غزة ويمنع طمع "حماس" في سيناء?

  أهالي سيناء يوافقون على انشاء المنطقة الحرة التي يسعى "الإخوان" اليها ولكن داخل غزة وليس على الأرض المصرية, لأن انشاء هذه المنطقة الحرة على الحدود يعني بداية التوطين الفلسطيني على أرض سيناء ومن ثم ضياعها الى الأبد, لذا نرفض أي مشاريع من هذا النوع وعلى "الإخوان" تقديم المساعدات للفلسطينيين داخل أراضيهم وليس على الأرض المصرية.

  كيف تقيم سياسة "الإخوان" في سيناء?

  خيرت الشاطر يخطط لمصالحه فقط كي يعمل أهالي سيناء في مزارعه, ويستولي على ثروات سيناء, مبارك نفسه لم يفكر في ذلك.

  كيف ترى حل مشكلة فلسطين التي صارت مشكلة قطاع غزة في المقام الأول?

  لابد من حل لمشكلة قطاع غزة, وهناك اقتراحات ثلاثة للحل, الأول بفتح غزة على سيناء, وفتح الضفة على الأردن, وهذا الحل هو الذي يسعى اليه الغرب الذي لم يعد يحتمل مشكلات اسرائيل ويريد انهاء تلك المشكلة.

  ماذا عن الحلين الآخرين?

  الحل الثاني هو ربط الضفة بغزة عن طريق جسر يمر عبر أراضي اسرائيل والثالث بربط غزة والضفة عبر نفق, وهذان الحلان لن توافق عليهما اسرائيل لأنها  لن تسمح للفلسطينيين بالعبور خلالها "أراضيها".

  لكن هناك حل رابع ُطرح في اسرائيل ورفضه الرئيس السابق حسني مبارك?

  نعم, لقد صرح رئيس وزراء اسرائيل الراحل اسحق رابين أنه يود لو استيقظ صباحا ولم يجد غزة على الخريطة, ثم طرح في التسعينات من هذا القرن, حلا بأن تتولى مصر مسؤولية قطاع غزة, بينما يتولى الأردن مسؤولية الضفة الغربية, وهذا الحل أصبح على الأبواب, ولاسيما بالنسبة الى قطاع غزة, فسوف يُفتح القطاع على سيناء ويصل الى العريش. وبعد أن كانوا يطالبون بحل مشكلة الفلسطينيين على حساب سيناء, صاروا يطالبون بالحاق غزة بمصر.

  لكن هذا الحل يعد تهديدا للأمن القومي المصري?

  المصريون جميعا يرون هذا تهديدا بالفعل للأمن القومي, لكن "الإخوان" لا ينظرون الى الأمر كذلك, ولا يفكرون كما يفكر المصريون, ولا يخشون على سيناء خشية المصريين وأهلها عليها, كما أن الأميركيين والاسرائيليين يتفقون مع "الإخوان" في نظرتهم الى الأمن القومي المصري, ولا يرون تهديدا له في حال توسعة قطاع غزة على حساب أرض سيناء. ولا يرون الصراع مع اسرائيل كما نراه, ويكفي أنهم طالبوا بعودة اليهود الى مصر.

  أين أهل سيناء من كل تلك المخططات?

  أهل سيناء أضعف أطراف المعادلة, ف"الإخوان" والجيش من العناصر الفاعلة على الأرض في مصر عموماً وسيناء خصوصاً, وأهل سيناء وحدهم لا يمكنهم منع بناء جدار على أراضيهم, لذا يجب تقويتهم بعناصر أخرى في مقدمتها قوة وتضامن الشعب المصري في الوادي, ولو حدث هذا فسوف يمكنهم الوقوف في وجه كل مشارع "التخريب" ومنعها, وبالتالي انقاذ مصر جنوبا وشمالا وشرقا وغربا.

 الضغط على "الإخوان"

   ما المطلوب من الشعب المصري تحديدا?

  عليه أن يدخل في المعادلة ودائرة صنع القرار, ووجوده في الميادين والضغط على "الإخوان" سوف يدخله دائرة القرار, وبالتالي على الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني دعمه حتى يستطيع الصمود في وجه "الإخوان", وساعتها يمكن حماية مصر وأراضيها من التغييرات الدراماتيكية المقبلة.

  هل تعتقد أن الشارع المصري يمكنه دخول المعادلة?

  اذا رفض المصريون بيع سيناء ووقفوا بقوة ضده, وتمكنوا من تكوين معارضة قوية داخل مجلس الشعب المقبل والحصول على أكثر من أربعين في المئة من كراسي المجلس, فسوف يشكلون قوة ضغط لا يستهان بها في مواجهة "الإخوان", ما يشكل عقبة تمنع تحميل غزة على مصر وفقا لتفكير وفلسفة "الإخوان".كذلك مطلوب النضال في الميادين ضد الدولة العميقة التي تعمل في الخفاء وحسن استخدام سلاح الاعلام لكشف هذه المخططات.

  لكن ماذا اذا استخدم "الإخوان" السلاح ضد المصريين?

  اذا استخدموا السلاح فسوف يستخدم الشعب السلاح أيضا, وسوف ينتصر الشعب في النهاية. فالتيار الفاشي اليميني في كل دول العالم يحصل على نحو 30 في المئة في الانتخابات, ويجب على المصريين ألا يسمحوا للاخوان وحلفائهم بالحصول على أكثر من تلك النسبة لأنه سيكون خطرا على مصر حصولهم على نسبة اكبر. كما عليهم أيضا ايجاد آليات جديدة ومبتكرة تحد من التزوير ان لم تمنعه نهائيا.

  كم من الوقت تريد حتى يصل الشعب الى مبتغاه?

  قريبا جدا, فهناك مجهودات كبيرة على الأرض تبذل ليكون للشعب صوت داخل دوائر صنع القرار, وأعتقد أنه خلال خمس سنوات سوف يحصل الشعب على حقه في صنع القرار, لكن السؤال: خلال تلك الفترة ما الأخطار التي سوف تتعرض لها مصر على يد "الإخوان"?

  هل يمكن أن يلجأ "الإخوان" أو ميليشياتهم للعنف في الفترة المقبلة?

   هذه الميليشيات لا يمكنها فعل شيء سوى ضرب شخص أو ناشط, أو تفجير هنا أو هناك, أو تنفيذ عمليات نوعية, أما أن تواجه الشعب المصري فلا يمكنها ذلك, لان ذلك فوق طاقتها, وأسلوبها وتدريباتها التي تعتمد على الكر والفر.

  ما تقديرك لمطالب "الإخوان" بالغاء اتفاقية "كامب ديفيد"?

  هذه مناورات مكشوفة, هم لن يجرءوا على الغائها واذا تم الغاء الاتفاقية, فسوف يتعين على الجيش توفير 250 ألف جندي في سيناء لحمايتها, بما يتطلبه ذلك من توفير سبل الاعاشة الكاملة لهم في سيناء, فهل تتحمل ميزانية مصر تلك النفقات? لذلك يجب تنمية سيناء حقيقة وتوفير ملياري دولار لأهل سيناء لاقامة مشاريع لهم وهم قادرون على حماية أراضيهم.

  هل ترى أن "الإخوان" سينجحون في تنفيذ مشروعهم?

  "الإخوان" نظام يميني ديني فاش متطرف, وفوضوي هزيل جدا لدرجة تثير الشفقة, ومستحيل أن يستمر, ولا يمكن أن يحكم مصر, ووجودهم في السلطة خطر كبير على مصر لأنه سوف ينتج فوضى اجتماعية, وكلما استمر أكثر ستكون فوضى أكبر, وما صرح به عصام العريان عن اليهود يدل على انبطاحهم أمام الخارج, حتى انهم لا يملكون أدوات الفاشية الألمانية والايطالية والايرانية, فمصر تعيش على موارد الخارج وليس مواردها الداخلية, وحاليا تعيش على تحويلات المصريين بعد تراجع الموارد الاخرى, كما أن اقتصادها مرتبط بالخارج, والقمح يأتي من الخارج, وبالتالي فلا يمكن للاخوان بناء نظام فاش كما يرغبون, وحتى يستمروا في الحكم فهم في حاجة الى أكثر من خمسين مليار دولار, ومصر لا يمكنها الحصول على هذا المبلغ.

  إذن ماذا ينقصهم في تقديرك?

   أي مشروع شمولي للحكم -مثل مشروع "الإخوان"- يحتاج حتى ينجح الى عناصر ثلاثة يفتقدها "الإخوان" ولا يمكن جمعها معا في زماننا, وهي الكاريزما, التحكم الكامل في منظومة المعلومات, ومنظومة قمعية جبارة ولذا فسوف يفشلون.

  لكنهم "يأخونون" كل شيء للسيطرة على مفاصل الحكم?

  لن يستمروا في الحكم, بسبب مشروع التمكين الذي يقوده خيرت الشاطر, ويتعامل مع مصر كسلعة, والسياسة ليست تجارة خردة. أنهم يعتمدون على مبدأ "بيع واشتر", دمر المصانع واشتريها, أوقف السياحة واشتر الفنادق, دمر السكة الحديد واشتريها, ويريد شراء المنطقة من طابا حتى نويبع حسب ما يردده "الإخوان", وقد اشترى بالفعل مصانع في سيناء, فمأزق "الإخوان" هو الشاطر, كما أنهم غير قادرين على تقديم أنفسهم كحزب سياسي.

 اسرائيل و"الإخوان"

   ما دور اسرائيل في تمكين "الإخوان"?

  لا يوجد نظام يخدم اسرائيل كما يخدمهم "الإخوان" في القاهرة, ونظام الأسد, فهذا نظام ديني والآخر فاش, فالمطلوب تحويل المنطقة الى طائفية ودينية وفاشية حتى يمكن لاسرائيل أن تحكمها, وتقودها, واعتقد ان التهديدات الستراتيجية لوجود اسرائيل على وشك التصفية, والدور المصري انتهى, ومن سيخلف مصر في قيادة المنطقة ستكون اسرائيل.

  كيف يمكن منع هذا المخطط?

  أن تكون مصر دولة مدنية ديمقراطية, تكون نموذجا لباقي دول المنطقة, لقد قال بيريز في الدار البيضاء "جربتم مصر في قيادة المنطقة ثلاثين عاما, فلماذا لا تجربوا قيادة اسرائيل لعشر سنوات?", ولا يمكن لاسرائيل أن تقود المنطقة من دون تقسيمها الى طوائف وعرقيات اثنية, بطبيعة تكوين اسرائيل. لهذا فالدولة المصرية الديمقراطية المدنية هو الحل.

  لماذا لا يتم تدمير خطوط الغاز المتجهة الى الخارج منذ تولي مرسي السلطة?

  أتصور أن كل الحوادث منذ 11 فبراير2011 وحتى اليوم من تدبير وصنع وتنفيذ "الإخوان", فقد أثاروا المشكلات ودبروا الحوادث لارهاق الجيش, فبعد خروج المشير اتضح كم كان مرهقا, وقد روى لي عزازي علي عزازي محافظ الشرقية السابق, كم أرهق "الإخوان" المشير فكان يتصل بوزير التموين لارسال حصص الغاز الى المحافظات فكان "الإخوان" يعترضون طريق السيارات, ويستولون عليها, ويوزعونها بمعرفتهم أو يخزنوها بمعرفتهم فلا تصل الى المواطنين, وهو ما حدث مع المواد التموينية الأخرى وكذلك البنزين والسولار, فهم كانوا يثيرون المشكلات ويفتعلون الأزمات لتشتيت المجلس العسكري وارهاقه, كما كانوا يفتعلون الأزمات السياسية والأمنية والمظاهرات الفئوية للسبب نفسه. لقد أرهقوا الدولة على كل المستويات ولابد ان يأتي يوم تفتح فيه كل هذه الملفات.

  كيف ترى علاقة المجلس العسكري و"الإخوان"?

  لقد كان رئيس الأركان السابق الفريق سامي عنان جزء من الصفقة مع "الإخوان", وكان "يلعب" ويعقد صفقات معهم من خلف ظهر المشير طنطاوي, وقد وعدوا عنان بأن يأتوا به رئيسا وتكون لهم رئاسة الوزراء لكنهم اكتشفوا أنه ليس له قوة داخل الجيش وغير مقبول, فـ "زحلقوه". لكن الأكيد أن البلاء وما تعانيه مصر منذ يوم 28 يناير عام 2011 وحتى اليوم سببه الأساسي والرئيسي هم جماعة "الإخوان" الفاشية اليمينية المتطرفة.

 "الإخوان" وواشنطن

   ما تقييمك للعلاقة بين "الإخوان" والأميركيين?

  أن يكون المفكر الستراتيجي لنظام حكم "الإخوان" شخص مثل البلتاجي, أو الشاطر أو العريان, فهو أمر يخرجني عن شعوري, هم مجموعة من "الهواة" لا يستطيعون ادارة "محل بقالة" فما بالنا بدولة في حجم مصر? وأنا أسمعهم كلهم في الفضائيات وهم أناس في غاية الضعف على المستوى الفكري والسياسي, فهل يمكن أن يطلب مصريا من اليهود العودة الى مصر كما فعل العريان? لقد كان تصريحا اثار سخرية الجميع بما فيهم اليهود أنفسهم, لقد فوجئ الأميركيون أيضا بهذا المستوى الهزيل للاخوان, لقد كانوا يريدون من "الإخوان" صنع حزب شبيه بحزب اردوغان في تركيا, لكنهم صدموا في ادائهم.

  كيف ترى التحالف المصري القطري التركي?

  كلها محاولات فاشلة لملأ فراغ الدور المصري الذي لا يستطيع "الإخوان" ملأه حتى اليوم, ولن يستطيعوا. وكل ما يعنيني هو الشعب المصري, واعتقد أنه قادر على كسر "الإخوان" وقريبا جدا.

  ما تقييمك لأداء مرسي الفترة السابقة?

  مرسي يحصل هو و"العشيرة" التي عينها حوله, على رواتبهم من الضرائب التي أدفعها أنا وباقي أفراد الشعب. كما ارتكب الكثير من الأخطاء منذ توليه منصبه, أكبرها تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور من التيار الذي ينتمي اليه فكرا وتنظيما, وهو شخص لا يصلح رئيسا بأي حال من الأحوال, ومن ينتظر منه أي اصلاحات واهم لأنه خرج من تنظيم تعود على العمل السري طوال حياته, وهذا التنظيم حينما يخرج للنور لا يعمل الا لحسابه فقط, وخصوصاً حين تكتشف أن الواقع أكبر من امكانياته. إنه يحاول التمكن من دولة أصبحت هشة, وسيغرقها وستغرق به اذا ترك لهم الحبل على الغارب.