المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 07 كانون الثاني/2013

إنجيل القديس مرقص 1/1-11

بشارة يسوع المسيح ابن الله، بدأت كما كتب النبي إشعيا: ها أنا أرسل رسولي قدامك ليهيـئ طريقك صوت صارخ في البرية:هيئوا طريق الرب، واجعلو سبله مستقيمة. فظهر يوحنا المعمدان في البرية يدعو الناس إلى معمودية التوبة لتغفر خطاياهم. وكانوا يخرجون إليه من جميع بلاد اليهودية وأورشليم فيعمدهم في نهر الأردن، معترفين بخطاياهم. وكان يوحنا يلبس ثوبا من وبر الجمال، وعلى وسطه حزام من جلد، ويقتات من الجراد والعسل البري. وكان يبشر فيقول: يجيء بعدي من هو أقوى مني. من لا أحسب نفسي أهلا لأن أنحني وأحل رباط حذائه.أنا عمدتكم بالماء، وأما هو فيعمدكم بالروح القدس. وفي تلك الأيام جاء يسوع من الناصرة التي في الجليل، وتعمد على يد يوحنا في نهر الأردن. ولما صعد يسوع من الماء رأى السماوات تنفتـح والروح القدس ينزل عليه كأنه حمامة. وقال صوت من السماء: أنت ابني الحبيب، بك رضيت.

 

عناوين النشرة

*قراءة دينية وتاريخية في عيد الغطاس/الياس بجاني/06 كانون الثاني/13/

*بالصوت/قراءة دينية وتاريخية في عيد الغطاس/الياس بجاني/06 كانون الثاني/13

*آرام الأول في قداس الميلاد: لاحترام حقوق المسيحيين نرحب بإصرار رئيس الجمهورية على تفعيل الحوار الوطني

*عيد الميلاد لدى الأرمن الأرثوذكس فرحة ورجاء وتقاليد راسخة

*عودة قاصر قبطية إلى ذويها في الإسكندرية والمجلس الملّي يطالب باثنتين أخريين

*الأسد يطرح مبادرة على معارضة الداخل ويتهم الخارج بالعمالة

*الرئيس السوري أكد أنه لم يجد شريكاً للحل السياسي منذ 21 شهراً

*الإئتلاف السوري المعارض رفض مبادرة الأسد

*ساخرون من خطاب الأسد: معمر القذافي بُعث من جديدشبكات التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" تشتعل بتعليقات على كلمة الرئيس السوري

*نتانياهو: إسرائيل تبني سياجا مكهربا عند الحدود السورية وقال إن "الجيش السوري تراجع من الحدود وحل محله عناصر من الجهاد العالمي"

*بابا الأقباط يعبر عن ألمه إزاء تحريم معايدة مسيحيي مصر

*عادل ونزيه/عمـاد مـوسـى/لبنان الآن

*إشكال بين أهالي عيتا الشعب ودورية ايطاليّة والجيش يتدخل

*مجدلاني توقع الإبقاء على قانون الستين وطالب باعلان حالة طوارىء لسحب الادوية غير المسجلة

*عماد واكيم: العبسي هو من ادخل السياسة في الرياضة

*منصور تبلغ باجتماع طارىء لوزراء الخارجية العرب حول النازحين السوريين الى لبنان

*حوري رد على باسيل:اطلب من حليفك المسلح التوقف عن ارسال من يتعاون مع النظام في قتل الشعب السوري

*الديار: تغيير في الخريطة السياسية يقودها جنبلاط تداركا للازمة 3 كتل تقود الانتخابات 8 و14 وكتلة وسطية كبيرة جنبلاط/اقنع الموحدين الدروز بهدم "بيت الضيعة" في بريح ليؤكد المصالحة

*توسعية إيران تعوِّم عزة الدوري/علي حماده/النهار

*لبنان يتحرك في ملف النازحين وارتياب من تحوّله «دفرسواراً» للنظام السوري

*ترويكا" الوسطية" تعقد " قمة" في القصر الجمهوري: ماذا وراءها وبماذا كلف "حزب الله" ميقاتي؟

*أكد أن حزب الله وعصابات الأسد متهمان بتصفية قيادات 14 آذار /ضاهر لـ"السياسة": السفير السوري يتولى عمليات الاغتيال والخطف باشراف بشار

*أحمد الأسعد: لتكن الانتخابات اندفاعة جديدة لثورة الأرز وأ حمّل بري ونصر الله مسؤولية الاعتداء على شباب "الانتماء"

*أكد أن الحوار مضيعة للوقت في ظل حكومة ميقاتي/أوغاسبيان لـ"السياسة": اقتراح منصور تشكيل لجنة لبنانية-سورية لبحث أوضاع النازحين خطر

مخاوف في لبنان من استخدام معسكرات جبريل لتفجير الوضع

*أول رواية تفصيلية لإسرائيل عن اغتيال مغنية: كان متوجها الى منزل زوجته السرية

*زعيم حزبي يكشف تفاصيل تدخل إيران وحزب الله في اليمن /قائد اللجان الشعبية في أبين لـ"السياسة": نواجه جيشاً من سبعة آلاف إرهابي وسنقضي عليه

*مسرحية" النازحين: تأليف وإخراج النظام في دمشق/محمد مشموشي/المستقبل

*حزب الله" لم يتعلَّم من أخطاء  مَن سبقه ولماذا اعتماده سياسة "فتح" في إضعاف الحلفاء/احمد منتش /النهار

*حل الإبراهيمي في سوريا يخفّف الوطأة عن لبنان/ثريا شاهين/المستقبل

*السياسة" تكشف تفاصيل المخطط الإيراني للتعامل مع العراق بعد سقوط الأسد 

*ابراهيم اتصل بوالدة سرور ووعدها بمتابعة قضية ابنها

*ميقاتي استقبل وفدا من المجلس الشرعي الاعلى مسقاوي: الدعوة للانتخابات في هذه الظروف تقع في فخ الانقسامات

*المهمة الصعبة: اقتلاع المالكي/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*العقدة الساداتية: يتدحرج بشار.. فيتهاوى فلاديمير وينكمش أحمدي نجاد/فؤاد مطر/الشرق الأوسط

*استمع لعلاوي وليس للدوري/طارق الحميد/الشرق الأوسط
*خيارات "حزب الله" بعد سقوط النظام السوري/مهى عون/السياسة

*هيثم المالح لـ"السياسة": السلاح الروسي والإيراني قتل 60 ألف سوري وسأل الزعماء العرب: ماذا تقولون لرب الأشهاد عن هذه المجازر

*الراعي: ايعقل ان لا يتحاور المسؤولون في الامور المصيرية؟ اللبنانيون بحاجة ان يعيشوا الامن لا بالتراضي ولا تحت رحمة السلاح

 

تفاصيل النشرة

 

دايم دايم: ليكن سرورُكم واغتباطكم دائماً
قراءة دينية وتاريخية في عيد الغطاس/الياس بجاني/06 كانون الثاني/13/
بالصوت/قراءة دينية وتاريخية في عيد الغطاس/الياس بجاني/06 كانون الثاني/13
مقدمة/يقع في السادس من كانون الثاني تذكار اعتماد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن.  وقد جاء في إنجيل القدّيس لوقا3/15-22: "وفيمَا كانَ الشَّعْبُ يَنتَظِر، والجَمِيعُ يَتَسَاءَلُونَ في قُلُوبِهِم عَنْ يُوحَنَّا لَعَلَّهُ هُوَ المَسِيح، أَجَابَ يُوحَنَّا قَائِلاً لَهُم أَجْمَعِين: «أَنَا أُعَمِّدُكُم بِالمَاء، ويَأْتي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، مَنْ لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحُلَّ رِبَاطَ حِذَائِهِ. هُوَ يُعَمِّدُكُم بِالرُّوحِ القُدُسِ والنَّار. في يَدِهِ المِذْرَى يُنَقِّي بِهَا بَيْدَرَهُ، فيَجْمَعُ القَمْحَ في أَهْرَائِهِ، وأَمَّا التِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لا تُطْفَأ». وبِأَقْوَالٍ أُخْرَى كَثيرَةٍ كانَ يُوحَنَّا يَعِظُ الشَّعْبَ ويُبَشِّرُهُم. لكِنَّ هِيرُودُسَ رئِيسَ الرُّبْع، وقَد كانَ يُوحَنَّا يُوَبِّخُهُ مِنْ أَجْلِ هِيرُودِيَّا ٱمْرَأَةِ أَخِيه، ومِنْ أَجْلِ كُلِّ الشُّرُورِ الَّتي صَنَعَها، زَادَ على تِلْكَ الشُّرُورِ كُلِّهَا أَنَّهُ أَلقَى يُوحَنَّا في السِّجْن. ولمَّا ٱعْتَمَدَ الشَّعْبُ كُلُّهُ، وٱعْتَمَدَ يَسُوعُ أَيْضًا، وكانَ يُصَلِّي، ٱنفَتَحَتِ السَّمَاء، ونَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ القُدُسُ في صُورَةٍ جَسَديَّةٍ مِثْلِ حَمَامَة، وجَاءَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ يَقُول: «أَنْتَ هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، بِكَ رَضِيت».

 

آرام الأول في قداس الميلاد: لاحترام حقوق المسيحيين نرحب بإصرار رئيس الجمهورية على تفعيل الحوار الوطني

وطنية - ترأس كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس آرام الأول قداس عيدي الميلاد والغطاس في كاتدرائية الأرمن في أنطلياس في حضور النواب هاغوب بقرادونيان وأرتور نازاريان وجان أوغاسبيان وميشال المر ونبيل نقولا وماريو عون، النواب السابقين: آلان طابوريان وهاغوب كاسرجيان وجورج قصارجي وممثلي الأحزاب والفاعليات الأرمنية وحشد من أبناء الطائفة.

وألقى عظة ذكر فيها "بكلمات الرسول يعقوب عن تجسد الرب: ولادته كإنسان صارت كلمة حق جعلتنا باكورة خلائقه (يعقوب ?:18) وقال: "هذه الكلمات الواضحة تلخص معنى ولادة ابن الله يسوع المسيح. لم تكن هذه الكلمات وليدة صدفة وإنما كان الإنسان بألح الحاجة إلى تدخل رباني: فالإنسان مبتعد عن الله، خاضع للموت والخطيئة. لذا، ولد الرب في بيت لحم وتجسد بشخص يسوع المسيح لإعادة ولادة الإنسان ثانية".

أضاف: "ترمز بيت لحم إلى إنتهاء الإنسان القديم ثم ولادته ثانية كإنسان جديد مما يعني أن الرب خلق الكون مجددا. هكذا يجب أن تفهم نعمة خلاص الإنسان؛ إذ أنها هبة من الله للبشرية وللكون عن طريق بيت لحم فالإنسان بتجسد يسوع المسيح مدعو للمشاركة بإعادة خلق الكون وترسيخ ملكوت السماء".

وعن التقلبات الراهنة في الشرق الأوسط قال: "نرحب بالتحركات الشعبية من أجل مصالح الشعوب والقيم العليا ونرحب أيضا بكل المبادرات والجهود الآيلة إلى تحقيق الوحدة بين المواطنين وإحترام حقوق كل الطوائف وترسيخ الحرية والعدالة في المجتمعات وإحترام حقوق الإنسان إلا أن هذه المبادرات يجب أن تتجسد في جو هادىء بعيدا عن شتى مظاهر العنف والتدخلات الخارجية. إن التاريخ يشهد بأن الأشخاص والأنظمة وقتية أما الشعوب والأوطان فهي التي تبقى وتدوم".

وعن وضع المسيحيين في المنطقة قال: "إن وجود المسيحيين في الشرق الأوسط ليس وليدة صدفة كما ليس ظاهرة هامشية أو موقتة. فالمسيحية جزء لا يتجزأ من ثقافة وتاريخ المنطقة. إن الشرق الأوسط مهد المسيحية، لذا، وبالرغم من الصعوبات والتحديات التي تواجهها المنطقة وبالأخص ما تعانيه الطوائف المسيحية تبقى الأخيرة متشبثة بجذورها التاريخية وحقوقها العادلة. إن المسيحية والإسلام عاشا وأبدعا سويا في هذه المنطقة وسوف يستمران في هذا التعايش السلمي بإلتزام متجدد. لذا، تمنياتنا وتوقعاتنا معا بأن تحترم حقوق المسيحيين خاصة في هذه المرحلة عندما تحدث في المنطقة تحولات مصيرية. أن نكون أقلية في المجتمع لا يعني أبدا أن نبقى على هامشه، لذا نحن نرفض أي موقف أو معاملة يهدف إلى تهميش دور الطوائف المسيحية كما ونرفض أي محاولة للتعدي على حقوق الطوائف. إن الطوائف المسيحية كجزء أساسي من المجتمع مستعدة دوما أن تشارك مشاركة فعالة في نهضة وتجدد العالم العربي، وفية لواجباتها من جهة ومتمسكة بحقوقها المدنية والدينية والوطنية من جهة أخرى".

وعن التجربة الأرمنية مع محيطها قال: "هكذا آمنت الشعب الأرمني ومنذ القرن السابع عاش تجربة التعايش السلمي مع المسلمين بدءا من أرمينيا إلى كيليكيا والشرق الأوسط. وتجربتنا هذه أثبتت بأن عمق التعارف والإحترام المتبادل للحقوق والقيم والتقاليد تشكل الحجر الأساس للتعايش البناء والتعاون الوثيق".

بالنسبة إلى الأوضاع في لبنان قال: "نرحب بجهود المسؤولين والقيادات السياسية والروحية الهادفة إلى إبعاد لبنان عن التطورات الإقليمية وتأثيراتها السلبية على هذا الوطن. نرحب خاصة بجهود واصرار فخامة رئيس الجمهورية المستمرة لتفعيل الحوار الوطني من خلال طاولة الحوار، فأيا كانت إختلافاتنا السياسية يبقى الحوار أمر حتمي للوصول إلى التفاهم. وبدل التراشقات والإنتقادات من خلال الإعلام المرئي أو المسموع، يجب أن نلجأ إلى الحوار البناء معتبرين مصالح لبنان العليا هدفنا الأسمى وغير القابل للمساومة. هذا ما ينتظره الشعب من مسؤوليه وهذا ما يحتاجه خاصة وطننا لبنان".

ودعا اللبنانيين إلى "الابتعاد عن محاولات خلق الحساسيات الداخلية في هذه الظروف المصيرية من تاريخ المنطقة والعمل سويا على ترسيخ الوحدة الداخلية".

بعد القداس استقبل آرام الأول المهنئين في صرح الكاثوليكوسية.

 

عيد الميلاد لدى الأرمن الأرثوذكس فرحة ورجاء وتقاليد راسخة

 المستقبل/"شينورافور سورت دزنوت" عبارة باللغة الأرمنية تعني ميلاداً مجيداً سيرددها اليوم كل أبناء الطائفة الأرمنية الارثوذكسية في العالم وتحديداً في لبنان. فهذه الطائفة حافظت على التقاليد القديمة التي اتّبعها المسيحيون حتى العام 350 ميلادي تقريباً، ومنها الإحتفال بيوم ميلاد السيد المسيح في السادس من كانون الثاني الذي يصادف عيد الغطاس لدى الطوائف الكاثوليكية. والواضح أن انخراط الأرمن في المجتمع اللبناني، لم يلغِ عاداتهم ولم يبدّل تقاليدهم، لذا رفضوا أن تذوب أعيادهم في أعياد الطوائف الأخرى على الرغم من أن التاريخ لا يؤثر في رسالة المسيح. أما اختيار 6 كانون الثاني فلأنه يوم معروف بعيد "الظهور الإلهي"، ويشمل عمادة يسوع، زيارة المجوس، وعرس قانا الجليل أولى عجائب يسوع، والقاسم المشترك بين هذه الأحداث هو تجلّي الله وإن بطرق مختلفة. والمعاني الدينية للتقاليد يلتزم بها الأرمن اللبنانيون منذ كانوا في أرضهم قبل ان تشتّتهم الإبادة، وبقيت عادات العيد مترسّخة في احتفالاتهم. أما التعلّق بالتقاليد فليس غريباً خصوصاً أن الشعب الأرمني كان أول من اعتنق المسيحية، وكانت أرمينيا الدولة الأولى التي اتّخذت المسيحية ديانة رسمية لها في العام 301 ميلادي. وقد شاركت الكنيسة الارمنية في كل المجامع التي عقدت في نيقيا وأفسس، ولم تغب الا عن مجمع خلقيدونيا في العام 451 بسبب حرب شنتها على الفرس الذين حاولوا إعادة الدولة الأرمينية الى الزرادشتية. وفي هذه الحرب التي تعرف بحرب الثلاثين سنة استشهد القديس وارطان، وانتهت المعارك بتوقيع اتفاق بين ارمينيا وبلاد الفرس تنص على حرية الارمينيين في ممارسة تقاليدهم المسيحية بكل حرية.

وفي ما يتعلّق بتقاليد الأرمن في لبنان، والتي تحافظ عليها الطائفة لإعتبارها جزءاً أساسياً من تاريخها ومن رسالة الدين المسيحي الداعي الى المحبة والسلام، فإن كاثوليكوس الارمن البطريرك نرسيس الاول الكبير الذي عاش في القرن الرابع هو من وضع شريعة الكنيسة الارمنية في ما يخص الزواج والصوم والوراثة، والكاثوليكوس هو ايضاً حفيد القديس غريغوريوس المنور.

ومن بين العادات التي توارثها الارمن في زمن الميلاد إحياء تذكار الموتى وزيارة القبور، علماً ان توزيع الهدايا يتم في ليلة رأس السنة في 31 كانون الاول وليس في 6 كانون الثاني. ويعللون ذلك بأن المسيح بشر بالخلود، لذا فالحياة الدنيوية هي مجرد مرحلة تؤدي الى الحياة الابدية، وللموتى مكانتهم ليوم الدينونة. ولهذا السبب تفرض شريعة الكنسية إحياء تذكار الموتى بعد الاعياد الكبيرة في التقويم الكنسي، كالميلاد والفصح والصعود، اي الاعياد المتصلة في مفهومها الديني بحياة المسيح وموته وقيامته.

ومن التقاليد التي تمارس في منطقة برج حمود مثلاً، تتذكر الطائفة الأرمنية كيف بشّرت الملائكة في بيت لحم الرعاة بولادة ملك الملوك ورنّمت لولادة المخلص، لذا تزور جوقة الكنيسة في ليلة العيد منازل رعاياها للترنيم والصلاة، وهو تقليد اتّبع في ارمينيا منذ ما يزيد على ألف سنة. وتجول الجوقة مرنّمة بين الأحياء المأهولة منذ الساعة التاسعة مساء حتى ساعات الفجر الأولى.

وبحسب العادات أيضاً، تعد العائلات الارمنية قبل العيد بأسبوع طاولة تضع عليها الجوز واللوز والعنب والمشمش والتين وقمر الدين الارمني (المصنوع من العنب) والمربيات والحلويات التقليدية كالسارمبورما (بقلاوة ارمينية) والغداييف (عثملية) والكاتا (بريوش). اما يوم العيد فيقتصر على القداس وزيارة الاهل والفرح، علماً ان تذكار الموتى هو في اليوم التالي، اي في السابع من كانون الثاني، كي يبقى عيد الميلاد يوماً للفرح.

ويحرص بعض العائلات الأرمنية في ليلة الميلاد على تناول السمك على مختلف أنواعه، لإعتقاده بأنه يجلب البركة والحظ خصوصاً أنه رافق انتشار المسيحية. فيما تفضّل عائلات اخرى أن يشاركها الكاهن العشاء ليبارك المائدة قبل أن يتشارك الطعام مع أهل البيت. أما حلوى العيد فمتعددة منها "بارابورما" وهي كناية عن عجين البقلاوة المحشو بالجوز، إضافة إلى العثملية بالجوز والقشطة. أما الصنف الأكثر إقبالاً عليه في هذا العيد، فهو حلاوة مار سركيس المزيّنة بالجوز والسمسم. وبالنسبة الى كثيرين فإن العيد الذي يتجسد بالسلام والمحبة يكون بمساعدة الفقير ومشاركته معاناته، لذا تعمد الجماعات الشبابية الناشطة في مختلف الرعايا الأرمنية الى جمع التبرّعات وعيّنة من المساعدات الغذائية لتوزيعها على من هم أكثر حاجة إليها. في هذا الإطار، أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب جان أوغاسابيان أن "الأرمن في لبنان هم طائفة كسائر الطوائف الموجودة"، لافتاً الى أن "النقاش حول توحيد يوم العيد لا يزال قائماً في الكنيسة". وأشار الى أن "أبناء الطائفة الأرمنية في لبنان يشاركون جميعاً في الصلاة، ويرفعونها كما اللبنانيين، من أجل لبنان الرجاء والأمل والسلام والمحبة، بحيث أن الديانة المسيحية قائمة على المحبة والسلام وقبول الآخر وإزالة الحواجز من أمام الناس، وهو دين قائم على الثوابت وعلى القيم الإنسانية العظيمة وأبرزها حرية الإنسان واحترام حقوقه".

واعتبر أن الفارق هو في "تمسك الطائفة الأرمنية بلغتها للحفاظ على التاريخ من جهة وعلى التقاليد والأعراف وطبيعة الحياة والإنتماء الى الكنيسة والمبادئ والثوابت والقيم الإنسانية التي رافقتنا في طريقة التربية من جهة اخرى". وقال: "إنها قيمة مضافة من أجل الإنسان اللبناني ليعيش بحرية وكرامة، وفي الوقت نفسه يمكنه من ممارسة دينه والإحتفاظ بقناعاته مهما اختلفت من دون أن يشكّل أي خطر أو تأثيراً سلبياً على اللبناني الآخر مهما اختلف انتماؤه". واستذكر كيف كان والداه يجمعان العائلة في منزلهما، "فيحضر الأقرباء ويكون لقاء عيد فقط، مع تبادل الهدايا ليلة رأس السنة بحسب العادات، إضافة الى أنواع من الأطباق والحلويات المرتبطة بالتقاليد التي ورثناها عن الأجداد". أضاف: "يوم العيد، يجب حضور القداس الإلهي عند قداسة الكاثوليكوس آرام الأول كيشيشيان، الذي نعتبره مرجعية روحية ووطنية كبيرة، خصوصاً أن له مواقع مهمة في الكنائس الشرقية ومجمع الكنائس العالمية، وهو فيلسوف وله الكثير من الكتابات".

 

عودة قاصر قبطية إلى ذويها في الإسكندرية والمجلس الملّي يطالب باثنتين أخريين

الإسكندرية ـ من علي بدر - القاهرة ـ من وفاء وصفي/الراي

أعلنت مصادر قبطية عودة الفتاة المسيحية أغابي جرجس (13 عاما) إلى منزل أسرتها في الإسكندرية بعد اختفاء في ظروف غامضة لـ 9 أيام، وقال سكرتير المجلس الملي بالمحافظة المصرية الساحلية إنهم لن يتحدثوا عن ملابسات اختفاء الطفلة وعودتها، مكتفيا في تصريحات لـ «الراي» بالإشارة إلى أن عودتها جاءت بعد ساعات من الاعلان نية التصعيد. كما رفضت أغابي جرجس الحديث إلى الصحافة عن ملابسات وتفاصيل الاختفاء ولا كيفية العودة، بينما قال سكرتير المجلس الملي التابع للكنيسة الدكتور صديق كميل إنه ليست مصادفة أن يتم العثور على الفتاة القاصر بعد مؤتمر عقدته الكنيسة منذ يومين للإعلان عن عمليات اختفاء فتيات مسيحيات بإبراشية الإسكندرية وضواحيها في الفترة الأخيرة، وكانت أغابي واحدة منهن وبقي 2 هما سارة إسحق عبد الملاك نخلة من منطقة الضبعة في محافظة مطروح ومارلين سمير حبيب من منطقة العارجي في الكليو 30 طريق العامرية، غرب الإسكندرية. وأضاف: «أغابي تخضع حاليا لجلسات تأهيل نفسي، رابطا بين عودتها وبين تهديد الكنيسة بتصعيد مسألة اختفائها إلى أعلى المستويات واتهم أجهزة الأمن بالتقصير في حل لغز اختطاف المسيحيات صغيرات السن» وقال: «رصدنا اختفاء العديد من القاصرات القبطيات بشواهد على عناصر تغريهن على ترك أسرهن وتغيير ديانتهن وحررت أسرهن محاضر في أقسام الشرطة تتهم فيها أشخاصا بعينهم بالضلوع في هذه الجرائم لكن الأمــــن لم يتحرك».  وقال بيان للمجلس الملي بالإسكندرية معلقا على عودة أغابي: «جميع الأديان والأعراف والقوانين ترفض اختطاف الأطفال تحت أي مسمى، سواء بالتحايل أو حتى برضاهم وكذلك ترفض تغيير القاصرات دينهن لأنهن مازلن تحت ولاية ولي أمرهن» واصفا ما اعتبره «ظاهرة» بالكارثة الاجتماعية. من جهة ثانية قدم وفد من الكنيسة الإنجيلية المصرية برئاسة صفوت البياضي، التهنئة بعيد الميلاد المجيد إلى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني خلال زيارة للمقر البابوي في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، تطرق البحث فيها إلى دراسة فكرة إنشاء مجلس الكنائس المصرية، والتي طرحها البابا شنودة الثالث قبيل رحيله.

 

الأسد يطرح مبادرة على معارضة الداخل ويتهم الخارج بالعمالة

الرئيس السوري أكد أنه لم يجد شريكاً للحل السياسي منذ 21 شهراً

دبي - قناة العربية، دمشق - رويترز، وفرانس برس

طرح الرئيس السوري، بشار الأسد، في خطابه، الأحد، مبادرة لإنهاء الأزمة، وأكد اقتصارها على معارضة الداخل، وقال إن مبادرته ليست موجهة للمعارضة خارج سوريا. ورفض الأسد الحوار مع المعارضة في الخارج واتهمها بالإرهاب والعمالة، وقال: "لن نحاور المسلحين، بل القوى التي تحركهم". وأكد الأسد أن بلاده كانت منذ البداية مع الحل السياسي للأزمة المستمرة منذ 21 شهراً، لكنها "لم تجد الشريك"، بحسب ما جاء في خطاب ألقاه في دار الأسد للثقافة والفنون وسط دمشق. وقال الأسد في الخطاب، الذي نقل مباشرة عبر التلفزيون السوري الرسمي: "إذا كنا اخترنا الحل السياسي فلا يعني ألا ندافع عن أنفسنا، وإذا كنا اخترنا الحل السياسي، فهذا يعني أننا بحاجة لشريك للسير في عملية سياسية وراغب بالسير في عملية حوار على المستوى الوطني". وأضاف "إذا كنا لم نرَ شريكاً، فهذا لا يعني أننا لسنا راغبين بالحل السياسي، لكننا لم نجد الشريك".

الأسد يدعو لعقد مؤتمر للحوار الوطنيوطرح الأسد بنود حل سياسي يقوم على أن تدعو الحكومة إلى عقد مؤتمر للحوار الوطني بعد وقف العمليات العسكرية في البلاد.

وقال الأسد على وقع تصفيق حشد من الحاضرين إن "الحل السياسي سيكون على الشكل التالي":

المرحلة الأولى- أولا: تلتزم الدول المعنية الإقليمية والدولية بوقف تمويل وتسليح وإيواء المسلحين بالتوازي مع وقف المسلحين كافة العمليات الإرهابية مما يسهل عودة النازخين السوريين إلى أماكن إقامتهم الأصلية بأمن وأمان. بعد ذلك مباشرة يتم وقف العمليات العسكرية من قبل قواتنا المسلحة التي تحتفظ بحق الرد في حال تعرض أمن الوطن أو المواطن أو المنشآت العامة أو الخاصة لأي اعتداء.

- ثانيا: إيجاد آلية التأكد من التزام الجميع بالبند السابق وخاصة ضبط الحدود.

- ثالثا: تبدأ الحكومة القائمة مباشرة بإجراءات اتصالات مكثفة مع كافة أطياف المجتمع السوري بأحزابه وهيئاته لإدارة حوارات مفتوحة لعقد مؤتمر للحوار الوطني تشارك فيه كل القوى الراغبة بحل في سوريا من داخل البلاد وخارجها.

المرحلة الثانية- أولا: تدعو الحكومة القائمة إلى عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل للوصول إلى ميثاق وطني يتمسك بسيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيها، ورفض التدخل في شؤونها ونبذ الإرهاب والعنف بكافة أشكاله. هذا الميثاق هو ما سيرسم المستقبل السياسي لسوريا.

- ثانيا: يعرض الميثاق الوطني على الاستفتاء على الشعب.

- ثالثا: تشكل حكومة موسعة تتمثل فيها مكونات المجتمع السوري، وتكلف بتنفيذ بنود الميثاق الوطني.

- رابعا: يطرح الدستور على الاستفتاء الشعبي. وبعد إقراره، تطرح الحكومة الموسعة باعتماد القوانين المتفق عليها في مؤتمر الحوار وفق الدستور الجديد، ومنها قانون الانتخابات، وبالتالي إجراء انتخابات برلمانية جديدة.

المرحلة الثالثةأولا: تشكل حكومة جديدة وفقاً للدستور.

ثانيا: عقد مؤتمر عام للمصالحة الوطنية، وإصدار عفو عام عن المعتقلين بسبب الأحداث مع الاحتفاظ بالحقوق المدنية لأصحابها.

ثالثا: العمل على تأهيل البنى التحتية وإعادة الإعمار والتعويض على المواطنين المتضررين بالأحداث.

وأكد الأسد أن أي مبادرة من الخارج "يجب أن تستند إلى هذه الرؤية السيادية، وأي مبادرة هي مبادرة مساعدة لما سيقوم به السوريون ولا تحل محلها".

وأشار إلى أن الحكومة السورية ستبلور خلال الأيام المقبلة هذه الأفكار وتطرحها، وأي مبادرة "سوف تستند إلى هذه الأفكار (...) ولا داعي لنضيع وقتنا بأفكار تخرج عن هذا السياق".

الرئيس رفض الحوار مع معارضة الخارجورفض الأسد أي حوار مع "عصابات تؤتمر من الخارج"، في إشارة إلى أطراف معارضة والمقاتلين المعارضين الذين يتهم النظام السوري دولاً إقليمية ودولية بتوفير الدعم المادي والمعنوي لهم.

وسأل: "مع من نتحاور؟ مع أصحاب فكر متطرف لا يؤمنون إلا بلغة الدم والقتل والإرهاب، (...) أم نحاور دمى رسمها الغرب وصنعها وكتب نصوص الرواية عنها؟".

وتابع: "من الأولى أن نحاور الأصيل وليس البديل، نحاور من شكلها (الدمى) وليس من يقوم بتأدية الأدوار المكتوبة له على خشبات المسارح الدولية. نحاور السيد لا العبد".

إلا أن الرئيس السوري أكد على دعوته إلى الحوار مع "كل من خالفنا بالسياسة. سنحاور أحزاباً لم تبع وطنها للغريب، سنحاور من ألقى السلاح (...) سنكون شركاء حقيقيين مخلصين لكل من يعمل لمصلحة سوريا وأمنها واستقرارها".

وشدد الأسد على أنه لن يتخلى عن المقاربة الأمنية والعسكرية في النزاع المستمر منذ منتصف مارس/آذار 2011، معتبراً أن "من كرر كثيرا أن سوريا اختارت الحل الأمني فهو لا يسمع ولا يرى، فنحن لطالما قلنا مرارا وتكرار إن الإصلاح والسياسة بيد، والقضاء على الارهاب باليد الأخرى".

وسأل: "لماذا عندما تدافع الدولة عن الشعب، وعندما يدافع الشعب عن الوطن، نقول إنهم اختاروا الحل الأمني؟"، معتبراً أن "الدفاع عن الوطن واجب وليس قابلاً للنقاش (...) وهو الخيار الوحيد ولا يوجد خيار للحل. الآن هناك خيار وحيد هو الدفاع عن الناس".

وأكد أن الغرب "هو من سد باب الحوار، وليس نحن، لأنه اعتاد إعطاء الأوامر، ونحن اعتدنا على السيادة والاستقلال وحرية القرار".

الأسد: الأمن غاب عن سورياوقال الأسد "إن الأمن والأمان غابا عن شوارع البلاد، وإن المعاناة تعم سوريا".

وأنكر أن "يكون ما يحدث في سوريا ثورة، فالثورة بحسب، ما قال، "تحتاج لمفكرين، ومبدعين".

وألقى باللوم بمجمله على من سماهم "التكفيريين"، واعتبر أنهم "يقفون وراء ما يحدث في سوريا"، وحمّل من نعتهم بـ"الإرهابيين" مسؤولية قطع الكهرباء والاتصالات عن السوريين.

وقبل أن يبدأ الأسد كلامه أكد ناشطون أن شبكات الاتصال والإنترنت مقطوعة بشكل كامل عن سوريا كلها. وقالت لجان التنسيق إنه تم انتشار أمني كثيف في شارع المعرض، كما تم إغلاق طريق المزة الرئيسي، قبيل الخطاب.

والخطاب هو الأول الذي يلقيه الرئيس، البالغ من العمر 47 عاما، منذ أشهر، عندما صرح للتلفزيون الروسي في نوفمبر/تشرين الثاني قائلا إنه "سيعيش ويموت في سوريا".

واقترب مقاتلو المعارضة بشكل أكبر من دمشق، بعد سيطرتهم على سلسلة من الضواحي على شكل قوس من الأطراف الشرقية لدمشق حتى الشمال الغربي. عزز مقاتلو المعارضة مؤخراً سيطرتهم على مساحات من الأراضي عبر شمال سوريا، وقاموا بشن هجوم في محافظة حمص بوسط سوريا، وصمدوا لأسابيع ضد قصف قوات الأسد التي حاولت طردهم من الأحياء الخارجية لدمشق.

 

الإئتلاف السوري المعارض رفض مبادرة الأسد

أ.ف.ب. رفض الائتلاف السوري المعارض اليوم (الأحد) أي مبادرة تعيد الإستقرار لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك ردا على ما طرحه الرئيس السوري في خطابه اليوم حيثُ إقترح مبادرة حلّ سياسي لحلّ الأزمة في سوريا، حيثُ لفت المتحدث باسم الائتلاف وليد البنّي في حديثٍ إلى الوكالة الفرنسيّة "فرانس برس" إلى أنّ الإئتلاف أكّد عند تأسيسه بـ"أننا نرغب بحل سياسي، لكن هناك هدف خرج السوريون من أجله، ودفعوا لأجله حتى الآن أكثر من 60 ألف شهيد"، مؤكّداً أنّ السوريين "لم يقدموا كلّ تلك التضحيات من أجل أن يعيدوا الإستقرار لنظام الطاغية" الذي يحكم سوريا. واعتبر البني أنّ خطاب الأسد موجّه بالدرجة الأولى إلى "المجتمع الدولي والذي من الواضح يقوم بجهود حقيقية لإنضاج حلّ سياسي يؤدي إلى تلبية طموحات الشعب السوري بإنهاء الإستبداد وعلى رأسه إنهاء نظام عائلة الأسد"، مشيراً إلى أنّ طرح الأسد "هو استبعاد إمكانيّة أي حوار مع الثوار (...) هو يريد أن يحاور من يختاره هو، وضمن هذا الحوار لا يقبل أي مبادرة تؤدي الى تلبية طموحات الشعب السوري أو تؤدي في النهاية إلى رحيله وتفكيك نظامه".وأضاف أنّ الدعوة "تستثني الذين يثورون عليه"، وهي موجهة إلى "من لا يثور عليه أو من يمكن أن يقبل بعودة الإستقرار لنظامه بعد كل التضحيات التي قدمها الشعب السوري".

 

ساخرون من خطاب الأسد: معمر القذافي بُعث من جديدشبكات التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" تشتعل بتعليقات على كلمة الرئيس السوري

دبي - علاء المنشاوي العربية/اشتعلت شبكات التواصل الاجتماعي بتعليقات ساخرة على خطاب الرئيس السوري بشار الأسد واصفة إياه بالخطاب الأخير، الذي ذكرهم بخطاب زين العابدين بن علي ومعمر القذافي وحسني مبارك، حيث رفض الأسد الحوار مع المعارضة في الخارج واتهمها بالإرهاب والعمالة. وجاءت أبرز التعليقات من مستخدم على حساب "تويتر" محمد القحطاني، والذي علق بقوله: "هل بُعث معمر القذافي من جديد!! هذا ما شعرت به عندما استمعت لخطاب بشار الأسد، يا إلهي عبارات الاتهام والتخوين نفسها التي استخدمها القذافي". وكتب الكاتب السعودي خلف الحربي في حسابه على "تويتر" تعليقاً على الخطاب: "الشيء الوحيد الصحيح في خطاب بشار هو تشبيهه الربيع العربي بالصابون, نعم إنه الصابون الذي سيزيل هذه الأوساخ المزمنة!". وحول المشهد الأخير من اللقاء عقب انتهاء الخطاب وتجمع الحضور حول الأسد ،قال مستخدم يدعى "الرئيس حافظ الأسد": "شكلوا ابني بشار عم يوزع خبز أو مازوت بعد الخطاب ولذلك الناس هجموا عليه". والتقطت علياء جاد صورة للخطاب من زاوية أخرى، ربما هي الأهم، حيث قالت: "خطاب بشار، يخرب بيتك.. زيرو كاريزما، زيرو محتوى، زيرو إدراك للواقع، زيرو كل حاجة. جبت كم في الثانوية العامة؟". أما عصام الزامل فقال: "الصراحة مني مركز وش يقول. بس جالس أتفرج عليه وهو يخطب وأفكر بأحسن طريقة لإعدامه إذا قبض عليه الثوار. (شنق، سحل، تقطيع، كهرباء؟)". ووصف صاحب الحساب "Dr3aaAl2biaa" خطاب بشار بأنه ركيك، قائلا: "خطاب بشار هو بلية. خطيب غير أديب ولا مصيب، إذا تكلم تلعثم وهمهم، وغمغم وتمتم، إذا بدأ في الكلام اعتذر، لا يدري ما يأتي وما يذر". ورأت ياسمين "rm_sy@" أنه لا فائدة من الخطابات الآن وأن الوقت بات متأخر جدا، وكتبت: "قل ما تشاءُ فإنَّ حكمكَ زائلُ وحصونكم أيامهنَّ قلائلُ ما عادَ في سوريا الأبيةِ موضعاً إلا وفيهِ على ابنِ حافظ بائلُ". وفيما يبدو أن "Khaled Alkarzai" لم يكن مستعداً لسماع بشار لأسباب خاصة، قال "لم أكن مستعداً لسماع نسخة مكررة من الخطب الأخيرة لبن علي ومبارك والقذافي..".

وقال أسعد ظافر إن "خطاب بشار، وإن كان خطاب وداع، فلا يشرفنا هذا الوداع". وكتب المستخدم خالد محمد البواردي ‏أنه في مارس من عام 1982 خطب حافظ الأسد قائلاً: "ما حدث في حماة حدث وانتهى". هكذا لخص شهراً كاملاً من الإبادة، والتاريخ يعيد نفسه".

 

نتانياهو: إسرائيل تبني سياجا مكهربا عند الحدود السورية وقال إن "الجيش السوري تراجع من الحدود وحل محله عناصر من الجهاد العالمي"

القدس - فرانس برس /اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاحد ان اسرائيل ستبني سياجا امنيا جديدا على طول حدودها مع سوريا لحماية الدولة العبرية من "الغارات والارهاب"، على حد تعبيره.

وخلال اجتماع مجلس الوزراء الاسبوعي، قال نتانياهو: "ان السياج المكهرب الذي يجري بناؤه عند الحدود مع مصر قد انتهى تقريبا". وأضاف، حسب بيان أصدره من مكتبه، "اننا نعتزم بناء سياج مماثل مع تغييرات ضرورية بسبب الظروف المختلفة على مرتفعات الجولان". وتابع "على الجانب الآخر من حدودنا مع سوريا، تراجع الجيش السوري وأن عناصر من الجهاد العالمي حلوا محله". وأوضح "وبالتالي فيجب علينا حماية هذه الحدود من الغارات والارهاب، كما نفعل على طول الحدود مع سيناء". وتشهد سوريا منذ مارس/ اذار 2011 حركة معارضة مسلحة تحولت الى حرب اهلية، وتضاعفت الحوادث خلال الاشهر الاخيرة في هضبة الجولان المحتلة واطلق الجيش السوري الرصاص وتوغل فيها مطاردا عناصر من المعارضة. كذلك تحدث نتانياهو عن "مسالة الاسلحة الكيميائية" وقال "اننا ننسق مخابراتنا ومشاريعنا مع الولايات المتحدة ودول اخرى كي نكون مستعدين لاي سيناريو وتطور محتمل". وحذرت واشنطن مرارا نظام دمشق من استخدام ترسانتها الكيميائية ضد مقاتلي المعارضة، وقال مسؤول امني إن "السياج الجديد في الجولان والذي انجز منه عشرة كلم، سيتبع مسار السياج القديم وبقي "نحو ستين كلم" يجب استكمالها على ان تنتهي الاشغال خلال 2013." يذكر أن اسرائيل احتلت هضبة الجولان في 1967 وضمتها في 1981 لكن الاسرة الدولية لم تعترف بهذا القرار.

 

بابا الأقباط يعبر عن ألمه إزاء تحريم معايدة مسيحيي مصر

.أ.ف.ب/عبر بابا الأقباط تواضروس الثاني عن حزنه إزاء الدعوة إلى تحريم معايدة المسيحيين، ودعا إلى الرد عليها وعدم التعامل مع المروّجين لها، ومحملاّ المجتمع ككل مسؤولية المخاوف التي يشعر بها أقباط مصر.

وقال البابا تواضروس في حوار على قناة "ام بي سي مصر" مساء السبت، إن "الفتوى بعدم المعايدة على الأقباط هو أمر يمثل جرحاً كبيرا لنا"، وأضاف "المجتمع لازم يقول لأي حد بيحرّم معايدة الأقباط عيب.. وعلى الأقل اصمت"، وأضاف: "من يشوه صورة المجتمع ومن يقصي الآخر، لابد ألا يتعامل الإعلام معه". وكانت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح في مصر، والتي تضم ممثلين من التيارات السلفية والإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية، أصدرت قبل أسبوعين فتوى بعدم جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم الدينية. وأكد البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن "المخاوف التى يشعر بها البعض هى مسؤولية المجتمع، ويجب أن تكون الرسائل التى تقدم لنا رسائل طمأنينة"، مشيراً إلى أن "جمال مصر فى تنوعها ويجب أن نحرص عليه جميعا". هذا وانسحبت الكنيسة المصرية من الجمعية التأسيسية التي صاغت الدستور المصري وسيطر عليها التيار الإسلامي، وأًقر الدستور المصري في استفتاء شعبي بعدما وافق عليه نحو 64% من الناخبين المشاركين. وقال البابا تواضروس أن "مواد الدستور المصرى لم تأخذ ما تستحقه من مناقشات مجتمعية للوصول إلى اتفاق كامل حولها، وأضاف "إ بعض المواد (..) كانت تسبب إشكالية عند الأقباط"، معتبراً أن "الدستور هو المخزن الذى نستمد منه كل حياتنا كمجتمع، لذلك حينما أضع دستورا فى بلد لابد أن أضعه تحت روح المواطنة، دستور يجمعنا أننا مصريون".

وأوضح البابا تواتضروس أن "الكنيسة انسحبت نتيجة لعدم وجود حوار كاف حول مواد الدستور"، وتابع "ان الأمور تمت على عجلة وعدم احترام للرأي الآخر، وشىء طبيعى أن يحصل الانسحاب".

 

عادل ونزيه

عمـاد مـوسـى/لبنان الآن

عادل ونزيه توأم، وُلدا من ذات الرحم، أخرجا رأسيهما إلى الحياة في لحظة واحدة، كأنهما سياميان. لا يُذكر عادل إلا ويُذكر نزيه معه، لا تعرف أيهما الطنجرة وأيهما الغطاء. عادل ونزيه ذكران ويؤنثان عند الحاجة. على سبيل المثال القضاء عادل ونزيه. والإنتخابات عادلة ونزيهة. من إسمي العلَمِ هذين تفرعت صفتان أو العكس، والثابت أن روائح الخبث والدجل والعفونة تفوح منهما.

يتحدث صنّاع القرار في لبنان عن الحاجة الملحة إلى قانون انتخاب عادل ونزيه يؤمّن صحة التمثيل الشعبي. وهم يقصدون، بوعي منهم أو من دون وعي، أن القانون المثالي هو الذي يؤمن لهم أكثرية واضحة ونقطة على السطر. فقانون الدوحة كان ليكون مثالياً لا تشوبه شائبة لو جاء بأكثرية موالية لـ"حزب الله" في انتخابات العام 2009. وغني عن القول إن المغالين المتمسكين بحذافير الطائف وتلابيبه يسيرون بأي قانون يتعارض مائة بالمائة مع ما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني إذا ما ضمنوا أكثرية مسيحية ـ إسلامية جامعة مقدسة رسولية. بتبسيط أكثر: بات "الديو" الشيعي اليوم مقتنعاً بقانون اللقاء الأرثوذكسي الذي وصفه بالتفتيتي وأنزله من خروم المنخل وذلك لاقتناعه بأن القانون هذا يريح حليفهم العماد عون إلى حد ما. ويُحرج تيار المستقبل الذي سيخسر على الأقل 30 % من مجمل أصوات السنّة ويحفظ تالياً الحصة الشيعية (24 من 27) وفي أسوأ الأحوال لن يخسر أكثر من 10 % من الأصوات. فالتكليف الشرعي من الأسلحة الجاهزة للإستعمال في الإنتخابات كما التحريم والحرم الكنسي الضمني وكل أنواع الفتاوى. وفي المقابل يبدو أن الطرف المسيحي في 14 آذار غير مستعد للتفريط بتحالفه مع تيار المستقبل، والسير بقانون  مذهبي موقت وغير واضح، ويتيح، على سبيل المثال، للماروني انتخاب 34 نائباً وللعلويين بانتخاب نائبين ويفرض على الدروز قوقعة وانعزالاً على الرغم من أن وليد بك يأبى ذلك، وهو إن "فلش" شعره وفكره في الفضاء الإنساني فقد يطاولان حدود القوقاز إذا كانت الرياح مؤاتية.  أما قانون الدوائر الصغرى الذي يقصقص الدوائر الإنتخابية إلى خمسين أو 34، فهو وإن راعى "الأكثريات" الطائفية في كل دائرة، وبمعزل عن كونه نزيهاً وعادلاً وكامل الأوصاف، فذلك لا يجعله مقبولاً من نصف اللبنانيين تقريباً. وأي قانون يرضي النصف فقط  فهو صالح  لتكريس لبنان نصفين إلى أربع سنين قابلة للتجديد. آه نسينا قانون فؤاد بطرس الذي يزاوج بين القانون الأكثري والقانون النسبي. فهو أيضاً عادل ونزيه ويربك قادة البوسطات. "فبلاه" وبلا وجع الرأس.   أما  من يطالب بلبنان دائرة واحدة على قاعدة النسبية، فهو إما مجنون ومصاب بانفصام الشخصية وإما مفلس (شعبياً)، متزلّف لواحدة من البوسطات الكبرى. وعندما نصل إلى هذا الحد يكون "حزب الله" قد تخطى حزب العمال البريطاني في ليبراليته وتنوعه وعلمانيته، وتكون "القوات" قد افتتحت لها مكتباً بجوار الأمانة العامة للحزب الليبرالي الجديد، "حزبُ الله" سابقاً. عبثٌ البحث عن قانون انتخاب عادل ونزيه في ظل دولة تؤمن بمثلّث يمثل قمة الديماغوجية والشعبوية، أي الشعب والجيش والمقاومة. بوجود المقاومة العسكرية الإيديولوجية الدينية الجهادية لا وجود لدولة مدنية ولا حتى لدولة مكشرة عن أنيابها.  الحل: فلتعلّق الإنتخابات إلى أن يموت جحا أو يموت الملك أو يموت الحمار أو يموت عادل أو نزيه بمرض الإيدز.

 

إشكال بين أهالي عيتا الشعب ودورية ايطاليّة والجيش يتدخل

أفادت "الوكالة الوطنيّة للإعلام" أنّه خلال دخول دورية تابعة للوحدة الإيطالية العاملة في اليونيفيل في الجنوب إلى أحد الأحياء في بلدة عيتا الشعب - قضاء بنت جبيل، اعترضها عدد من الأهالي ومنعوها من الدخول وحاصروها في مكانها، وأخذوا من عناصرها كاميرا تصوير لاعتقادهم أنّ العناصر كانوا يقومون بتصوير البلدة. وحضرت الى المكان قوة من مخابرات الجيش وعملت على إعادة الدورية الى مقرها في شمع - قضاء صور، إلا أنّ الأهالي رفضوا إعادة الكاميرا التي اخذوها من الدورية الإيطالية، معترضين على قيام الجنود بتصوير البلدة وتعمل مخابرات الجيش على معالجة الاشكال الحاصل لاعادة الكاميرا.

 

مجدلاني توقع الإبقاء على قانون الستين وطالب باعلان حالة طوارىء لسحب الادوية غير المسجلة

لبنان الآن/النائب عاطف مجدلاني ان "قانون الوزير فؤاد بطرس غير مطروح للنقاش على جدول اعمال لجنة التواصل النيابية عن قانون الانتخاب، واللجنة ستبحث في البندين الاولين أي النظام الانتخابي والتقسيمات الادارية". وجدد موقف تيار "المستقبل الذي يعارض النسبية وخصوصا في ظل وجود السلاح"، واستغرب "كيف ان العماد ميشال عون هلل بعد اقرار قانون الستين في الدوحة وهو اليوم يعارضه على اساس انه قانون ظالم ومجحف".

وأوضح في حديث إلى "صوت لبنان 93,3" ان "الاكثرية الحالية تدعم بالعلن مشروع اللقاء الارثوذكسي اما ضمنا فهي لا تريده"، متوقعا "الابقاء على القانون الحالي عبر تطويره وتعديله". وشدد على "ضرورة إجراء الانتخابات بموعدها الدستوري". وفي موضوع الادوية الفاسدة والمزورة، استغرب "إغلاق هذا الملف بعد ضبط معمل تابع لشقيق الوزير محمد فنيش وعدم تمكن الدولة من بسط سلطتها على كامل الاراضي وكشف كل المزورين ومعاقبتهم"، مشيرا الى "خطورة الحبوب التي ضبطت وتؤدي الى الهلوسة ولاقت انتشارا واسعا لدى الشباب". ودعا "حزب الله الى التوقف عن ازدراء القوانين وتسليم المطلوبين في قضية الادوية المزورة وعدم تغطيتهم"، وأكد ان "قوى الرابع عشر من آذار ترفض تسييس هذا الملف وهي تتعاطى معه من الناحية القانونية البحتة". وسأل: "كيف يتم إدخال الادوية غير المعترف بها الى لبنان باستخدام توقيع الوزير المعني ومن يقف وراء الذين يساهمون في تمريرها؟" وطالب "بالغاء ما يسمى توقيع الوزير الذي يسمح بادخال الادوية من دون اي رقابة وبحصر الموافقة على ادخال الادوية بلجنة واحدة مختصة". ونبه الى ان "نقابة مستوردي الادوية اعتمدت طريقة لطمأنة المواطن الى امكانية استخدامه للدواء عبر وضع علامة فارقة فضية اللون على العلبة". وطالب "باعلان حالة طوارىء دوائية لسحب كل الادوية غير المسجلة في وزارة الصحة من التداول لأنه حتى الساعة لم يتم سحب كل الكميات"، ودعا وزير الصحة الى "تلف كل الادوية التي ضبطت". وفي موضوع سلامة الغذاء، رأى ان "المطلوب اليوم إقرار قانون سلامة الغذاء الموجود في الادراج منذ عام 2003". وردا على سؤال عن قانون منع التدخين في الاماكن العامة المغلقة، اشار مجدلاني الى "وجود بعض التراخي من الاجهزة التنفيذية بتنفيذ القانون ومعاقبة المخالفين وذلك نتيجة عدم اقتناع بعض الوزراء بأهمية هذا القانون وضرورة تطبيقه"، مبديا استغرابه من "طلب البعض تعديل القانون بمراسيم تطبيقية مخالفة". أما في الملف السوري، فقد استغرب مجدلاني الصمت الدولي والعربي من "تدمير سوريا"، مبديا قلقه من "تقوية المجموعات المتطرفة في صفوف مجموعات المعارضة".

 

عماد واكيم: العبسي هو من ادخل السياسة في الرياضة

وطنية - عقد القيادي في "حزب القوات اللبنانية" عماد واكيم مؤتمرا صحافيا في الاشرفية بعد ظهر اليوم، رد فيه على "مغالطات أطلقها وديع العبسي في شأن نادي الحكمة"، فقال: "العبسي هو من ادخل السياسة في الرياضة عبر رفع شعارات حزبية للتيار الوطني الحر في مناسبات رياضية وتصرفات في نادي الحكمة". واعتبر ان "من يريد ان يعمل في السياسة من خلال الرياضة لا يوقع عقدا مع النادي مدته ثلاث سنوات كما فعلت القوات، وليس كما فعل العبسي من دون اي عقد ووفق المواقف ويحاول ان يضغط على اللجنة الادارية للنادي". ورأى ان العبسي "مارس نوعا من العرقلة لمنع القوات من رعاية نادي الحكمة"، وقال "ان القوات توصلت الى اتفاق مع شركات لتمويل النادي ودفع اجور اللاعبين، وان آخر 3 شيكات وقيمتها 150 الف دولار دفعت في كانون الاول الماضي قبل توقيع العقد مع النادي". ووجه "رسالة ثقة ودعم" الى النادي بهيئتيه الادارية والفنية واللاعبين، معتبرا ان "جمهور الحكمة مستهدف بالتسييس"، ومؤكدا ان "النادي هو لكل شباب الحكمة اينما وجدوا ولكل شباب لبنان، ولأي كان الحق في دخول النادي وحضور المباريات والنادي هو اكبر من كل الاحزاب".

 

منصور تبلغ باجتماع طارىء لوزراء الخارجية العرب حول النازحين السوريين الى لبنان

وطنية - تبلغ وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور من جامعة الدول العربية، انه وبعد الاتصالات التي اجرتها الامانة العامة للجامعة حول طلب لبنان عقد اجتماع طارىء وغير عادي لوزراء الخارجية العرب , تقرر عقد هذا الاجتماع يوم الاحد المقبل في 13 الشهر الجاري لبحث موضوع النازحين السوريين الى اراضيه وما يمكن ان تقدمه دول الجامعة الى لبنان من الدعم اللازم لمواجهة الاعباء الناجمة عن هذا الموضوع.

واشار الوزير منصور الى انه سيقوم خلال اليومين المقبلين وبناء على طلب الجامعة بارسال ملف شامل اليها يتضمن اوضاع النازحين والاحتياجات اللازمة لمعالجة هذا الامر.

 

حوري رد على باسيل:اطلب من حليفك المسلح التوقف عن ارسال من يتعاون مع النظام في قتل الشعب السوري

وطنية - رد النائب عمار حوري على المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الطاقة جبران باسيل امس، وقال: "طالعنا وزير العتمة والصفقات المشبوهة بثرثرة جديدة تجعله ينفرد بلقب العنصري الأول في لبنان، كاشفا عن حجم الحقد الدفين ليس فقط ضد معظم اللبنانيين بل أيضا ضد شقيق يقتله نظامه وضد كل ما يمت للإنسانية بصلة. قلب أسود ومنطق أعمى يعكس سبب فشل هذا العنصري في كل شيء بما في ذلك الفشل في كل المحاولات في الوصول الى عضوية مجلس بلدية البترون أو في الوصول الى الندوة النيابية، فاللبنانيون يميزون جيدا". اضاف: "فليتوجه هذا العنصري الى حليفه المسلح في لبنان ليطلب منه التوقف عن ارسال من يتعاون مع النظام في قتل الشعب السوري مما يضطره للجوء الى لبنان طلبا لأمن كان قد منحه لكثير من اللبنانيين ابان حرب تموز ولجوء اللبنانيين اليه، والوفاء يقتضي أن نبادله الخير بالخير لا بالعنصرية البغيضة وبالتحريض الطائفي الرخيص. ولأنه لا يعلم، بل يدعي معرفة لا يملكها، يناقش هذا العنصري مجددا في الإعلام دقائق جلسات الحكومة، ويطرح مزاعم غير موثقة حول بيروت والمناطق، ثم يكذب حين يقول إن نوابا يصرحون بأنهم يسلحون المعارضة، وهذا ما لم يحصل إلا في خياله الذي يحتاج الى ما يعرفه اللبنانيون". وختم حوري: "هل يتحدث هذا العنصري بطريقة توزيع الأدوار بينه وبين حليفه المسلح، ويقول نيابة عنه ما لا يستطيع الحليف المسلح أن يقوله. ونقول ختاما للشعب السوري الشقيق لا تؤاخذنا بما يقول بعض السفهاء منا".

 

الديار: تغيير في الخريطة السياسية يقودها جنبلاط تداركا للازمة 3 كتل تقود الانتخابات 8 و14 وكتلة وسطية كبيرة جنبلاط/اقنع الموحدين الدروز بهدم "بيت الضيعة" في بريح ليؤكد المصالحة

كتيت الديار: تحرك الوزير وليد جنبلاط خارج الاطار العادي بزيارته للبطريرك الراعي ثم باجتماعه الليلي مساء امس الاول مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان بحضور الرئيس نجيب ميقاتي، وكانوا على اتصال هاتفي مع الرئيس نبيه بري، الذي تداول معهم لمدة ثلث ساعة على الهاتف، بأمور تتعلق بالانتخابات. جنبلاط رأى ان البلد بهذا الشكل سني وشيعي سيدمر الكيان اللبناني، ورأى انه اذا كان جبل لبنان مرتكزا تاريخياً على جبل لبنان كإمارة، فان لبنان الكبير يرتكز الى اجتماع الجنوب والبقاع والشمال، ومن اجل تدارك الازمة، رفع الوزير وليد جنبلاط مستوى اتصالاته على اعلى مستوى، وقام بزيارة بكركي واستقبله البطريرك الراعي وتباحثا في الامر، مع العلم ان البطريرك صفير حضر جزءا من الاجتماع. وبعد زيارته للبطريرك الراعي قام الوزير وليد جنبلاط بالصعود ليلاً الى القصر الرئاسي حيث اجتمع مع الرئيس ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي.

ويبدو ان كتلة وسطية من حوالى 45 نائباً بدأت تظهر ترشيحاً في مجلس النواب، وكان هنالك عقدة كبيرة في بريح بشأن هدم بيت الضيعة، الى ان استطاع جنبلاط حل المشكلة وقام اهالي البلدة بهدمه.

لكن الوزير وليد جنبلاط يتحرك استراتيجياً، واخذ وضع الاقلية الدرزية من موقع الضعف الى موقع القوة، وبعدما كان ملحقاً في 14 آذار قرر تزعّم حركة 14 آذار و8 آذار في الوقت ذاته، عن قصد او غير قصد، الا ان الواقع يقول ان الوزير وليد جنبلاط اليوم هو القادر على الاتصال بكل القوى، فـ14 آذار تحتاج اليه، و8 آذار تحتاج اليه ايضا، ولعب اللعبة بذكاء كبير على المستوى السياسي، فجعل نفسه جزءاً من السلطة التنفيذية في الحكومة، عبر دعم حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وفي ذات الوقت، عندما قرروا محاكمة او محاسبة فؤاد السنيورة والرئيس سعد الحريري عن الـ16 مليار التي تم صرفها وقف في وجههم.

ولا يغيب عن بال احد ان الوزير وليد جنبلاط تحرك هو وبري سوية بتنسيق كامل بكل التفاصيل، ويتباحث جنبلاط مع السيد حسن نصرالله بأمور سياسية، كذلك فان ضغط وليد جنبلاط وحزبه في 14 آذار يجعل 14 اذار مضطرة لمراعاة الوزير وليد جنبلاط وتقديم جزء كبير من مطالبه.

في الساعات الاخيرة، لا بل في الايام الاخيرة، بعدما سمع جنبلاط اجهزة التنصت والمكالمات الهاتفية، وعما يفعله الرئيس سعد الحريري في تركيا، ومن ارسال اسلحة الى سوريا، اضافة الى مقتل اكثر من 20 شابا سنياً طرابلسياً، رحمهم الله، قرر الوزير وليد جنبلاط وقف التعاطي الاستراتيجي مع الرئيس سعد الحريري، وقال له لا نستطيع ان نعمل في هذا الاتجاه، انا لن اقود الطائفة الدرزية للحرب في لبنان ضد النظام السوري، وهذا الكلام قاله منذ حوالى اسبوع ويومين الى الوزير محسن دلول. واذا كان الوزير محسن دلول يريد نفي الموضوع، فرياض رعد يعرف الموضوع.

وحذر الوزير وليد جنبلاط من مغبّة الدخول في حرب سوريا الداخلية، وحذر الرئيس سعد الحريري من انه لا يستطيع ان يدعمه كرئيس للحكومة بأي شكل من الأشكال، طالما انه يدعم محاربة الجيش السوري النظامي، وان رئيس الاركان فهد الجاسم أعطى اوامره بضرب اي مسلح على الحدود مع لبنان دون مراجعة أحد.

على كل حال الوزير وليد جنبلاط يرى الامور استراتيجياً، ويتصل بالدول ولم يعد يريد الاتكال على الامر الروتيني، لانه تلقّى معلومات ان الوضع الاقتصادي والوضع المالي والوضع المعيشي سيكون كارثة في البلاد عن قريب. لذلك كتب مبادرة وارسلها الى رؤساء عرب والى دول خارجية والى كل الاطراف الداخلية. وهو يعمل على تشكيل كتلة وسطية لفك هذا الخلاف بين 8 اذار و14 اذار بدل تركه خلافاً عمودياً ويصبح افقياً واذ ذاك تتداخل الخطوط مع بعضها البعض.

انما في صلب مهمة الوزير وليد جنبلاط، هو الوصول الى نتائج انتخابية، وليس الى قانون انتخاب، اذ انه متى تقرر التوزيع الانتخابي لعدد الكتل وعدد النواب لا يعودون بحاجة الى قانون انتخاب او تعديله او غيره، شرط الاعلان عن الاستعداد في الحزب كم وزيراً يريد في الحكومة وما هو عدد المرشحين من النواب عنده، والرئيس نبيه بري بات يعرف ان المشكلة ليست مشكلة قانون الانتخاب، بل مشكلة عدد نواب والتزام بخط معين.

سنة 2005 جرت انتخابات ان الذي يصوّت ضد 14 اذار يصوّت على انه قاتل للشهداء والرئيس الحريري، وسنة 2009 تقريباً، كانت النغمة ذاتها انه من لا يريد انتخاب 14 آذار فهو ضد المحكمة الدولية وضد العدالة ومع الاغتيالات في لبنان.

المهم الان ان الوزير وليد جنبلاط تجاوز هذه المسألة، وقرر ان يصنع وان يعمل على قيام كتلة وسطية مؤلفة منه ومن حركة أمل، ومن رئيس جمهورية ومن الرئيس نجيب ميقاتي ومن الوزير ميشال المر والوزير السابق ايلي سكاف، على قاعدة الاتفاق على الثوابت، انما في الحد الادنى يخرجون البلاد من روتين 8 اذار و14 آذار.

يشعر الوزير وليد جنبلاط وغير جنبلاط ان الوضع في لبنان خطير، وان الازمة السورية خطيرة جدا، وان موسكو وواشنطن تقفان على الحياد عن تقديم حل للمشكلة، لذلك يجري العمل جدياً على انجاز طبخة حل في فترة قريبة، يكون فيها الوزير جنبلاط صاحب المبادرة، واذا اصرت 14 اذار على تعديل قانون الانتخابات كي يأتي لمصلحتها كما تريد، فان التعديلات مطروحة عندها على نطاق أوسع، وهو تعديل اتفاق الطائف.

ذلك ان تعديل قانون الانتخاب هو جزء من تعديل الطائف وهو جزء دستوري اساسي لانه ورد في مادة خاصة لقانون الانتخاب تقسيم لبنان الى دوائر ادارية يتم رسمه من جديد واقامة انتخابات في هذه المحافظات، اي ان التعديل هو دستوري في صلب الدستور. ومن هنا اذا كان البعض سيمضي في طلب تعديل الدستور فلا مانع من دخول طبخة كبرى تصل الى اعادة البحث في دستور جديد والاهم الغاء الطائف وربما العودة الى الدستور القديم.

الوزير وليد جنبلاط استطاع تأمين افضل علاقة مع الطائفة الشيعية، وهكذا بات من حدود صيدا الى البقاع الغربي الى بر الياس والشوف وعاليه، العلاقة متينة ولا مشكلة بينه وبين حزب الله وحركة امل، وبالتالي لا مشكلة بين الموحدين الدروز والطائفة الشيعية، اما على صعيد الطائفة الدرزية، فالواضح ان الوزير وليد جنبلاط هو احد اهم زعيم للطائفة الدرزية.

على الصعيد المسيحي، قرر الوزير وليد جنبلاط التفاهم مع البطريرك الراعي وان تجري المصالحة على مستوى الكنيسة والرهبان والرهبانيات وان يعودوا لبناء المدارس في الجبل وسيكون العمل في السنوات الثلاث القادمة اذا بقي الوزير غازي العريضي وزيرا للاشغال على اعمار الشوف وعاليه، واقامة مؤسسات في الشوف وعاليه ويكون حزب التقدمي الاشتراكي دافعاً باتجاهها.

وخطوة الوزير وليد جنبلاط باتجاه الكنيسة المارونية على مستوى البطريرك هي للابتعاد عن اي حساسية مسيحية بين عون وجعجع وفرنجية، ذلك انه يعتبر ان دار المختارة كانت مع مطرانية بيت الدين ومطرانية صور والبطريرك المعوشي كانت تحل كل الامور، وانه عندما اجتمع موقف جنبلاط حول تموضع القوات السورية في لبنان مع بيان المطارنة الذي طلب التموضع ايضاً تغير شيء جذري في لبنان.

والان مع تفاهم وليد جنبلاط والبطريرك الراعي، فان جبل لبنان ستحصل فيه مصالحة حقيقية، وجنبلاط سيكون هو والمسيحيون صمام امان لوقف اي اقتتال سني شيعي في لبنان. وجنبلاط اصبح مؤيدا من الطائفة الدرزية ومؤيدا من الطائفة الشيعية، ومؤيدا من المسيحيين الذين هم ضد الدكتور سمير جعجع أو ليس على قاعدة ضد جعجع بل انهم يريدون موقفاً مستقلاً وحلاً حقيق

ياً. وبذلك يكون جنبلاط قد ضمن السلم الاهلي الداخلي في لبنان، من خضّات، حيث خطوط الاشتباك الوحيدة هي بيروت، اما بين الشمال والجنوب فالمسافات واسعة وجبل لبنان يفصل الشمال عن الجنوب اما بالنسبة الى بيروت فطلب الوزير وليد جنبلاط من الرئيس نجيب ميقاتي والرئيس ميشال سليمان على الاقل اتخاذ قرار في مجلس الوزراء بتكليف الجيش اللبناني حماية مدينة بيروت من الاشتباكات بين الشيعة والسنّة ومثلما قام الجيش اللبناني في بعل محسن وباب التبانة بانهاء الصراع جذرياً ومثلما قام الجيش اللبناني بانهاء اعتصام الشيخ احمد الاسير ومن ورائه تيار المستقبل فمن واجبه ان يخصص 25 الف جندي لبيروت الكبرى لمنع اي حوادث من عاليه الى خلده الى نهر الكلب.

حركة الوزير وليد جنبلاط حجّمت حركة الرئيس سعد الحريري في اجتماع كتلة المستقبل، وكلما زاد الوزير وليد جنبلاط من حركته، سيصبح الرئيس سعد الحريري اضعف ولو ان لديه عدداً من النواب اكثر، الا ان حركة الوزير وليد جنبلاط كزعيم شعبي، هي قوة لا يستهان بها، اذ ان قصر المختارة في تاريخ لبنان له تاريخ عريق، حتى في سنّة طرابلس، كان لكمال جنبلاط ولدار المختارة حلفاء ما زالوا حتى اليوم يؤيدون الوزير وليد جنبلاط.

كذلك من الناحية الطائفية مع الطائفة الشيعية، هنالك دعم وتأييد وحماس للوزير وليد جنبلاط. ومسيحياً، رئيس الجمهورية الماروني يدعم الوزير وليد جنبلاط ووليد جنبلاط يدعم رئيس الجمهورية، وهنالك تفاهم كامل، ورغم تحالف العماد ميشال عون مع حركة امل وحزب الله، الا ان علاقة الوزير وليد جنبلاط مع الرئيس العماد ميشال سليمان بالنتيجة ستصبّ ضد العماد ميشال عون. وهنا سيكون على حزب الله دوزنة الصراع من خلال عدد المقاعد الانتخابية. اما موضوع خوض الانتخابات على القاعدة التي خاضتها الاكثرية سنة 2009 بأن إما انت مع السلاح والميليشيات، او انت مع الجيش اللبناني، تماماً كما طرح سنة 2005، إما انت مع المستقبل وإما انت مع القاتلين للرئيس الشهيد رفيق الحريري، فهذه المرة لم يعد لدى المعارضة اوراقاً يفتحونها، ذلك ان مسألة طلب نزع السلاح لم يعد مطروحا كليا، حتى ان اسرائيل لم تعد تطلب نزع سلاح حماس، هل يعقل ان تطلب 14 اذار نزع سلاح المقاومة في لبنان، لذلك لن يكون هنالك قيمة لطرح شعارات 14 اذار بشأن سلاح المقاومة. الموضوع تخطاه الزمن، وطرح 14 اذار قضية سلاح المقاومة حتى اي مواطن لم يعد يهتم بهذه المسألة.

اما على الصعيد السوري، فكما ذكرنا في خبر ان الجيش السوري استعاد مناطق ريف دمشق ولكن هذه المرة بحسم كبير، وحسم مسألة المعظمية وحسم مسألة العزيزية في حلب، وأنهى تحركاً لقوى في القريب العاجل، وقد ابلغ الرئيس بشار الاسد الرئيس فلاديمير بوتين، ان مسألة أي مفاوضات تنتقص من سيادة سوريا ذرّة لا يمكن ان يقبل بها. وانه أخذ خياره وهو يتمنى دعم روسيا له، ولكن بدعم او غير دعم، ايراني وروسي واي شيء، فان سوريا العربية ستقاتل حتى آخر نقطة من دم جنودها، ولن يتراجع الرئيس بشار الاسد عن هذا المبدأ.

الاجتماع الثالث لقوى الاكثرية خلال عشرة ايام

وخلال عشرة ايام عقدت قوى الاكثرية اجتماعها الثالث للبحث في قانون الانتخابات وقد عقد الاجتماع الثالث على مأدبة عشاء امس اقامها وزير الصحة علي حسن خليل في منزله وحضرها وزير الطاقة جبران باسيل عن التيار الوطني الحر ووزير التنمية الادارية محمد فنيش ومعاون السيد نصرالله الحاج حسين خليل ومسؤول لجنة الارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا والحاج احمد البعلبكي عن حركة امل وجرى عرض للتطورات وموضوع قانون الانتخابات قبل اجتماع اللجنة الفرعية نهار الثلاثاء كما تم التنسيق في موضوع التحضير للانتخابات النيابية وعلم ان الاجتماع القادم سيحضره اركان قوى الاكثرية كافة.

 

توسعية إيران تعوِّم عزة الدوري؟

علي حماده/النهار

 ما كان حلم ملايين العراقيين الذين هللوا لسقوط صدام حسين في العام ٢٠٠٣، ان ينتقل العراق من كنف قبضة دكتاتورية عصبوية دموية الى كنف ديكتاتورية مذهبية تديرها من الخارج "ولاية الفقيه". وما كان حلم الأحرار الذين رأوا في سقوط صدام مناسبة لبناء مشرق عربي اكثر انسانية من ذي قبل ان يصير العراق محور المشروع التوسعي الإيراني. اكثر من ذلك بدا واضحا ان ايران ركبت  موجة مذهبية في العراق وفي لبنان وسوريا، ووصل الامر الى مرحلة عادت فيها اشباح النزاعات  المذهبية القديمة الى الواجهة. في لبنان، استقوى المشروع الايراني على بقية مكونات البلد بالسلاح، والاغتيالات وبشعار ما يسمى "مقاومة" فخلق مع الوقت طبقية في المواطنية، أشعرت البعض في لبنان بأنها نوع من التمييز العنصري. وادى ذلك الى احتقان كبير يشعر به كل اللبنانيين، وخوفهم ان يصل الاحتقان المذكور الى حد انفجار، ولا سيما بين اكبر مكونين في البلد، السنة والشيعة. وعند ذلك لا يعود ينفع الكلام على "مقاومة " ولا على "القضية الفلسطينية" كشعارات يتجلبب بها المشروع الايراني في لبنان والمنطقة عموما.

في سوريا، دام الحلف المقدس بين ايران الاسلامية الشيعية والنظام العلوي الطابع أربعة عقود، ولا تزال مفاعيله ظاهرة للعيان من خلال الانخراط الايراني الكامل في الحرب الدموية  التي يخوضها النظام ضد الثورة، وقد ادت الى مقتل ما يزيد على ستين الف سوري منذ اندلاعها في 15 آذار ٢٠١١. في العراق ما عاد استتباع فريق الحاكم الذي يقوده رئيس الوزراء نوري المالكي خافياً على احد. فالمالكي يعتبر في نظر فئات واسعة من العراقيين مذهبياً متحالفاً لا بل تابعا للمشروع الايراني ويخضع لنفوذه في كل ملفات الداخل والاقليم. وقد ادت ممارسات أجهزة أمن الحكومة التي يقودها قريبون من المالكي الى احتقان سياسي اجتماعي ومذهبي كبير انفجر اليوم في تظاهرات ضخمة في المناطق ذات الغالبية السنية. وهي تنذر بالتحول ثورة عارمة سليمة في البداية ومسلحة في ما بعد اذا ما واجهها المالكي وحلفاؤه بالقوة. ومعلوم ان الغلبة الحالية في العراق نسبية وقد لا تدوم. ومن نتائج الاحتقان الذي نتحدث عنه ان يعود عزة ابراهيم الدوري نائب صدام حسين السابق الى واجهة الحدث بخطاب مصور هو الأول من نوعه منذ سنوات طويلة. لقد طوى النسيان بعث العراق اثر انهيار النظام في العراق، وها هو المشروع الإيراني العامل في كل من لبنان وسوريا وخصوصا العراق يعيد إحياء رموز بدت لفترة جزءا من ماض لن يعود. نحن لا نزعم  ان البعث العراقي عائد بالضرورة، بل نقول ان ايران بسياساتها التوسعية في المشرق العربي دفعت الأمور الى مستويات متقدمة من التوتر على قواعد مذهبية تشعر ابناء هذه المنطقة ان التاريخ عاد بهم الفا واربعمئة عام الى الوراء.

اليوم عزة الدوري، اما غدا فمن يدري من سيكون هنا لمنازلة مشروع "ولاية الفقيه"؟

 

لبنان يتحرك في ملف النازحين وارتياب من تحوّله «دفرسواراً» للنظام السوري

بيروت - «الراي/انتقل ملف النازحين من سورية الى لبنان من كونه قضية انسانية أثارت جدلاً سياسياً داخلياً ليتحوّل الى ما يشبه «دفرسوار» لإمرار محاولات تفيد النظام السوري بجعل هذا العنوان «ورقة ضغط» على المحافل العربية والدولية سواء من خلال ما ترتّبه «افواج» النازحين «غير المضبوطة» من مخاطر أمنية لا سيما في ضوء المعلومات عن «تلغيم» هؤلاء بمسلحين تابعين للنظام او عبر استخدامه «بوابة» ديبلوماسية لكسر الطوق عن هذ النظام المتداعي. وقد أثارت الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية في جلستها الخميس لمعالجة ملف النازحين «ريبة» في اوساط سياسية ولا سيما في الشق المتعلق بإطلاق حملة ديبلوماسية على المستويين العربي والدولي لحضّ الدول العربية والصديقة على تقاسم الأعباء على الدولة اللبنانية سواء لجهة التمويل والإعداد لهذا النزوح.

وفي هذا السياق توقفت الأوساط السياسية عند نقطتين:

• الاولى قيام وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور بالبحث مع السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي في «إنشاء لجنة مشتركة لبنانية - سورية تتألف من الأجهزة المعنية في كلا البلدين». وقد برز قلق بإزاء هذه النقطة وامكان تأثيرها سلباً على الخطوات الأخرى المقررة في التحرك اللبناني، خصوصا ان فكرة التنسيق مع السفير السوري في شأن ملف النازحين قوبلت باعتراض عدد من الوزراء نظراً الى التجارب السابقة غير المشجعة في هذا المجال.

• الثانية تتصل بالتفويض الذي منحته الحكومة لوزير الخارجية للتفاوض مع الدول الصديقة من اجل تقاسم اعداد النازحين والتكاليف، وهو الامر الذي استهلّه منصور باجراء اتصال بالأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ابلغه فيه رغبة لبنان في دعوة وزراء الخارجية العرب الى اجتماع غير عادي للبحث في هذا الموضوع على ان يوجّه اليه مذكرة بذلك يفترض ان تكون اُرسلت امس.

وفي حين اكد العربي انه فور تلقيه المذكرة سيجري الاتصالات اللازمة مع الوزراء العرب لعقد هذا الاجتماع في غضون أيام، نُقل عن مصادر ديبلوماسية في بيروت ان النظام السوري يحاول عبر لبنان العودة إلى جامعة الدول العربية التي طُرد منها، وذلك من بوابة اللاجئين السوريين، وعلى قاعدة ان اي اجتماع لوزراء الخارجية العرب لبحث هذا الموضوع يفترض وجوده على الطاولة للمساهمة في إيجاد الحلول لهذه القضية، الامرالذي يوفّر له استعادة شرعية عربية يفتقد إليها.

وفيما كان «التيار الوطني الحر» الذي يقوده العماد ميشال عون يردّ بلسان وزير الطاقة جبران باسيل على الاتهامات بـ «العنصرية» التي تمّ توجيهها اليه على خلفية دعوته الى وضع حد لاستقبال النازحين من سورية مؤكداً «ان لا احد تكلم عن اغلاق الحدود»، وموضحاً «ان المطلوب التخفيف من العبء على لبنان ولم يتكلم احد عن طرد النازحين او ترحيلهم»، لوحظ الترحيب الدولي بقرار لبنان الابقاء على حدوده مفتوحة ومواصلة استقبال النازحين وهو ما عبّرت عنه حركة السفيرة الاميركية مورا كونيللي على الرئيسين أمين الجميل وفؤاد السنيورة وباسيل حيث اشادت بقرار مجلس الوزراء «اعتماد خطة شاملة لتلبية حاجات اللاجئين من سوريا، كما أثنت على قرار الحكومة مواصلة الوفاء بالتزاماتها الانسانية الدولية تجاه اللاجئين بما في ذلك المحافظة على حدود مفتوحة وحماية اللاجئين من المضايقات».

وفي ظل الانهماك بملف النازحين، برز قرار رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلغاء الجلسة التي كان دعا اليها غداً في قصر بعبدا لأعضاء هيئة الحوار الوطني وذلك في ضوء إصرار فريق قوى 14 آذار على مقاطعة الحوار الى ان تستقيل الحكومة و»تتوقف آلة القتل».

وكان لافتاً ان سليمان لم يحدّد هذه المرة موعداً جديداً لطاولة الحوار. وقد اعتبرت بعض الاوساط هذا التطور بمثابة رسالة «انزعاج» من قوى 14 آذار باعتبارها «تدير الظهر» له رغم كل مواقفه المتقدّمة في الملف السوري والتي وضعته في «مرمى نار» دمشق وبعض حلفائها في لبنان في حين لم تتوان قوى المعارضة عن «تسليف» رئيس البرلمان نبيه بري «جائزة معنوية» من خلال استجابتها لمساعيه للتوافق على قانون للانتخاب فكسرت قرار المقاطعة وقررت تجاوز المخاطر الامنية والنزول الى مقر البرلمان للمشاركة (وإن مع الاقامة في فندق مجاور) في اجتماعات اللجنة النيابية الفرعية ابتداء من يوم الثلاثاء.

الا ان مصادر أخرى رفضت اعتبار تأجيل الحوار من دون تحديد موعد لاستئنافه دليل رغبة من سليمان في إقفال باب التواصل، واضعة هذا التطور في اطار حرص رئيس الجمهورية على انتظار ما ستؤول إليه اجتماعات اللجنة النيابية الفرعية، وسط تقارير عن ان رئيس الجمهورية بدأ يعدّ مجموعة «خيارات بديلة» تحافظ على الاستقرار العام في ضوء ما ستخرج به اللجنة.

وكان لافتاً ان الغاء جلسة الحوار جاء غداة «عشاء الوسطيين» الذي اقيم ليل الجمعة في القصر الجمهوري وضمّ الى سليمان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط. وقد تخلل اللقاء بحث مستفيض في موضوع الحوار وقانون الانتخاب واستشرف بعض الخيارات التي يمكن بحثها مع اطراف الصراع في الايام المقبلة.

وتقاطعت التقارير عند الاشارة الى ان لقاء بعبدا الثلاثي تناول قانون الانتخاب من زاوية أن ميقاتي يرى ان مشروع الوزير السابق فؤاد بطرس معدلاً، أي المزاوجة بين النظامين النسبي والاكثري، قد يكون الحل الوحيد للخروج من أزمة قانون الانتخاب، ولضمان تشكيل كتلة وسطية وازنة تكون هي بيضة القبان في المجلس النيابي المقبل. 

 

ترويكا" الوسطية" تعقد " قمة" في القصر الجمهوري: ماذا وراءها وبماذا كلف "حزب الله" ميقاتي؟

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا مساء اليوم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط حيث تم التشاور في الاستحقاقات والمواضيع المطروحة ولا سيما منها تلك المتعلقة بالحوار وقانون الانتخاب. وقد استبقى الرئيس سليمان ضيفيه الى مائدة العشاء. ومعلوم أن جنبلاط الذي يتقاطع مع سليمان وميقاتي على وجوب الحوار، يبتعد عن ميقاتي في موضوع قانون الإنتخاب، إذ إن جنبلاط مع الإبقاء على قانون الستين، في حين ميقاتي يعتبر أن إمكان نجاحه في الإنتخابات يفترض اعتماد النسبية التي يرفضها جنبلاط. ويعوّل "حزب الله" على طرح سيقدمه ميقاتي لجنبلاط من  أجل تغيير توجهه حيال قانون الإنتخابات، ولا يمانع "حزب الله" في إعطاء جنبلاط حصة وازنة في التحالفات، إن قبل أن يسير ضد توجهات 14 آذار. وفهم قبيل انعقاد اللقاء أن "حزب الله" كلف ميقاتي إقناع جنبلاط برعاية رئاسية. ويسعى ميقاتي، في ظل موافقة سليمان، أن يعوّم ما سمي بمشروع فؤاد بطرس حيث يختلط النسبي بالأكثري، بنسب متفاوتة. ولوحظ أن الرئيس نبيه بري كان قد أعلن ، قبل ساعات من انعقاد لقاء بعبدا، أن مشروع فؤاد بطرس غير مطروح. ويصر رئيس الجمهورية على وجوب إجراء الإنتخابات في موعدها الدستوري أي في 9 حزيران المقبل.

 

أكد أن حزب الله وعصابات الأسد متهمان بتصفية قيادات 14 آذار /ضاهر لـ"السياسة": السفير السوري يتولى عمليات الاغتيال والخطف باشراف بشار

بيروت - "السياسة": لا يزال الهاجس الأمني يقض مضاجع قوى "14 آذار" التي دفعت غالياً ثمن مواقفها المطالبة بالحرية والسيادة والرافضة للهيمنة والاستئثار بالقرار, حيث اضطر عدد من قيادات ونواب المعارضة إلى مغادرة لبنان أو اتخاذ إجراءات حماية استثنائية, بعد التحذيرات التي تلقوها من وزير الداخلية مروان شربل وأجهزة أمنية من مغبة استهدافهم.

وفي هذا الإطار, شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد ضاهر على أن التحذيرات التي تلقاها وعدد من زملائه في نواب المعارضة من مغبة استهدافهم "لم تعد سراً, بل أصبحت القضية واضحة, وهذا ما حصل باغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن وهناك محاولات لاغتيال عدد من السياسيين, الأمر الذي دفع وزير الداخلية إلى تحذيري والطلب مني اتخاذ إجراءات استثنائية لحماية نفسي, بناء على معطيات موجودة بين يديه, لا بل أكثر من ذلك, فهناك أدلة وبراهين وإثباتات تؤكد وجود هذه الأمور في ما يتعلق بي وبالشخصيات المهددة وبعض رجال الدين, وخاصة أن النظام السوري مستمر في مخططه الإجرامي وبإشراف من الرئيس بشار الأسد نفسه وعبر علي مملوك وميشال سماحة ومن يدور في فلك هذا النظام من الآخرين". وأضاف "في رأيي أن هناك الكثير من عصابة (سماحة-مملوك) في لبنان من الذين اغتالوا اللواء الحسن, وكل الاتهامات تدور حول دور حزب الله والميليشيات والعصابات المؤيدة للنظام السوري وأقولها بصراحة إن السفير السوري في لبنان (علي عبد الكريم علي) يتولى كل عمليات الخطف والاغتيال في لبنان".

واتهم ضاهر قوى "8 آذار" بتطيير الحوار لأنهم لم يلتزموا بالمقررات التي تم التوافق بشأنها, "كان هناك بند وحيد على طاولة الحوار يتعلق بسلاح حزب الله لوضع حل لهذه المشكلة, فرفضوا المس بهذا السلاح لأنهم يعتبرونه مقدساً, وهم من يرفض تسليم المتهمين ولا يحترمون, لا القضاء اللبناني ولا القضاء الدولي, وهم من يرفض إعطاء الدولة حقوقها وبسط مؤسساتها على كامل أراضيها, ومشكلة هذا الفريق أنه لا يرى المستقبل ولا يتطلع إلى الأمام ولا يدرك ما يجري على الساحة اللبنانية وحولها, وهذا الفريق مرتبط بنظام مجرم في سورية وبنظام إرهابي في إيران ويريدون أن يخضعوا اللبنانيين, ولكن مهما جربوا فإن الشعب اللبناني لن يخضع لهم".

وشدد على أن "الانتخابات النيابية ستجري في موعدها ولا يمكن الاستغناء عن هذا الاستحقاق إذا أردنا أن يبقى البلد ومؤسساته, لكن الخوف هو على حياة النواب في المعارضة جراء السلاح المتفلت والتهديدات التي يتعرض إليها قادة المعارضة, ومن غير المستبعد أن يلجأ هذا الفريق إلى تعطيل الانتخابات إذا ما وجدوا أن الأمور تسير في غير مصلحتهم, وقد كان النائب ميشال عون واضحاً عندما قال إن لا مشكلة إذا لم تحصل الانتخابات".

وأكد ضاهر أن "البلد تعرض لانقلاب من حزب الله وبدعم من بشار الأسد وإيران وأوقعوه في مأزق كبير على المستويات كافة, ويريد فريق 8 آذار إلقاء الحمل على غيره في ما وصلت إليه البلاد, فهم يعرقلون الدولة ومؤسساتها ويتهمون الآخرين, فيما يعلم الجميع أن كل شيء بأيديهم, فهل أن المعارضة مسؤولة عن السرقات التي تحصل في مرفأ بيروت?, وهل أن تيار المستقبل وقوى 14 آذار مسؤولان عما يجري في مطار بيروت وما يحصل من تهديد لرعايا الدول العربية? والناس تعلم من هم الذين يمارسون الألعاب القذرة في لبنان, أليس هو فريق 8 آذار الذي يشل البلد ويضعفه على المستويات كافة? هذه محاولات فاشلة لأنهم يدركون أنهم خاسرون في الانتخابات النيابية المقبلة, لذلك فهم يمارسون الكثير من الضغوطات على الداخل وتهديد لبنان, بعدما أصبحت أهدافهم واضحة".

وشدد نائب "المستقبل" على أن "هذه التهديدات لن تفيد وبالتالي فإن سياسة الهروب إلى الأمام لن تفيدهم بشيء, بل عليهم أن يواجهوا الوقائع والحقائق, وأن يحترموا الدولة ويسلموا سلاحهم الذي هو سبب كل مشكلة في لبنان, هذا السلاح غير الشرعي الذي يحمي مافيات الأدوية الفاسدة ومافيات المرفأ والتهرب من الجمارك وسرقة أموال الدولة, وهذا ما يؤكد بوضوح أننا أمام مشكلة تتمثل بفريق مأزوم لا يحسن إدارة البلد ولا يعرف كيفية الحكم ويأخذ لبنان نحو الهاوية".

 

أحمد الأسعد: لتكن الانتخابات اندفاعة جديدة لثورة الأرز وأ حمّل بري ونصر الله مسؤولية الاعتداء على شباب "الانتماء"

المستقبل/اعلن المستشار العام لحزب "الانتماء اللبناني" احمد الاسعد "أن شبح ممارسات الترهيب التي عانى منها الحزب خلال فترة إنتخابات 2009 وما سبقها، عاد اليوم مع بدء العد العكسي للإنتخابات النيابية"، داعياً الى ان "تكون انتخابات 2013 فرصة لإندفاعة جديدة لثورة الأرز، تسحق في طريقها كل المترددين، وكل اللاعبين على حبلين". وقال في مؤتمر صحافي امس: "ان المطالبة بالحوار هو كلام معسول، ولكن الممارسة شيء آخر. لقد سبق وأعلنا قبل أيام تعرض عدد من المسؤولين في حزب الانتماء اللبناني للاعتداء والضرب الشنيع في اليوم الأول من السنة الجديدة، فيما كانوا يوزعون نشرة الانتماء الشهرية في منطقة صور، وأصيب عدد منهم بجروح بالغة، وحصل كل ذلك أمام أنظار عناصر قوى الأمن الداخلي، الذين لم يحركوا ساكناً". أضاف: "انهم لا يعرفون غير العنف طريقة للتعاطي مع أي توجه أو رأي لا يتوافق مع توجهاتهم وآرائهم. يواجهون الإختلاف بالعنف، ويحاولون ترهيب الآخر وقمعه ودفعه إلى الإذعان لتهجمهم وسلطتهم، وهذا ما لم ولن ينجحوا فيه معنا". ورأى أن "طرح فكرة الحوار من أساسها من قبل هؤلاء القوم هي استخفاف بعقول اللبنانيين وتجاهل لذكائهم، هي شتيمة بحد ذاتها لكل صاحب فكر ووجود"، شاكراً رئيس الجمهورية ميشال سليمان على "حسن نيته، وإخلاصه وصدقه في العمل من أجل السلم الأهلي والإستقرار". وتساءل "كيف يكون حوار إذا كان أحد المتحاورين يضيق بالرأي الآخر ولا يتقبل وجوده أصلاً؟ كيف يمكن الحوار مع علم النتيجة مسبقاً؟ كيف يمكن الحوار مع من يهدد حياتك ومعيشتك ووجودك؟ وكيف يمكن الحوار إذ كان المتحاور هو الخصم وهو الحكم في آن معاً؟ طبعاً هو الحكم! فهو الطرف الأقوى، هو صاحب السلاح، هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، هو صاحب 8 أيار".

وحمّل الامين العام لـ "حزب الله" السيّد حسن نصرالله ورئيس مجلس النواب نبيه برّي "معاً ومباشرة مسؤوليّة التصرّف البربري والإعتداء على شبابنا الذي لم يكن عفوياً، بل مخطّط له من قبل عصابة مؤلّفة من 30 بلطجياً ينتمون إلى أمل وحزب الله، ولم يكونوا ليتجرّأوا على القيام بذلك في وضح النهار لو لم يكن لديهم الضوء الأخضر من بري ونصرالله، اللذين يتحملان أيضاً المسؤوليّة المباشرة عن تربية جيل من الطائفة الشيعيّة أُبقي فقيرًا من دون أيّ أفق أمامه أو مستقبل.

 

أكد أن الحوار مضيعة للوقت في ظل حكومة ميقاتي/أوغاسبيان لـ"السياسة": اقتراح منصور تشكيل لجنة لبنانية-سورية لبحث أوضاع النازحين خطر

بيروت - "السياسة": في ضوء التطورات المتصلة بملف النازحين السوريين والفلسطينيين إلى لبنان, بعد قرارات مجلس الوزراء الأخيرة وطلب لبنان مساعدة الدول العربية والمجتمع الدولي للتعامل مع تداعيات هذا الملف, لفت عضو كتلة "المستقبل" النائب جان أوغاسبيان الى أن تيار "المستقبل", كان أول من دعا لعقد مؤتمر عربي دولي لمساعدة لبنان, من أجل تأمين حاجات النازحين. ورأى أوغاسبيان في تصريح ل¯"السياسة" أن هذا المؤتمر ضروري وواجب على الجامعة العربية, لأنه لا يمكن ترك لبنان يواجه هذا الملف لوحده, وهذه المسألة لها بعد إنساني بغض النظر عن المواقف السياسية. وأضاف "لا يجوز أن نقبل كلبنانيين بإغلاق الحدود في وجه هؤلاء النازحين حتى ولو كانت إمكانيات الدولة محدودة بهذا الشأن, وينبغي على العرب الوقوف إلى جانب لبنان ومساعدته في إغاثتهم". وفي رده على اقتراح وزير الخارجية عدنان منصور تشكيل لجنة لدراسة أوضاع النازحين والمساعدة على عودتهم إلى ديارهم, قال أوغاسبيان "هذا الفرز فيه خطورة كبيرة على حياة النازحين, ولا أحد يستطيع تحمل تداعيات هكذا أمر". وتساءل "ماذا ستكون مهام هذه اللجنة التي يريد تشكيلها وزير الخارجية, وهل النظام السوري قادر على إيجاد حلول لمسألة النازحين ويحصل تعاون على حل هذا الموضوع, في وقت يبدو الوضع السوري سائراً إلى مزيد من التفاقم والحدة".ورأى أوغاسبيان أن تشكيل مثل هذه اللجنة في الظرف الراهن مضيعة للوقت وليس فيها أية منفعة لهؤلاء النازحين, كما أنها تتعارض مع توجهات الجامعة العربية, خاصة وأن هناك نحو 135 دولة اعترفت بالثورة السورية, فإذا كان القصد منها دعم النظام القائم حالياً فهل هذا ما زال قابلاً للحياة بعد كل الذي جرى.وفي تعليقه على كلام رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط حول عدم المراهنة على سقوط النظام السوري وترك الأمور معلقة إلى أن تنتهي الأزمة في سورية قال "نحن مع جنبلاط في هذا التوجه بعدم الرهان على سقوط النظام السوري وندعم هذا الموقف". وأكد أن تيار "المستقبل" لم يكن في أي وقت ضد الحوار, ولكن كل الناس بدأت تعرف أن الحوار في ظل هذه الحكومة مضيعة للوقت, لأن هذه الحكومة تأخذ البلد لمزيد من المواجهات والصدامات, "والله يستر لبنان إذا بقيت على سياستها القائمة".

 

مخاوف في لبنان من استخدام معسكرات جبريل لتفجير الوضع

بيروت - «الراي/تتزايد في بيروت المخاوف من «أدوارٍ ما» أمنية قد تناط بالمعسكرات الفلسطينية في لبنان التابعة لما يُعرف بـ «فصائل الشام» ولا سيما الجبهة الشعبية - القيادة العامة التي يتزعّمها احمد جبريل.

ورغم «التفسُّخ» الذي سُجل في صفوف «جبهة جبريل» مع بدء معارك مخيم اليرموك وذلك من خلال انشقاق فراس فضل سرور حفيد الامين العام للجبهة الشعبية - القيادة العامة، فان تقارير عدة تشير الى ان مواقع هذا التنظيم في لبنان لاتزال تحت سيطرة النظام السوري، متحدثة عن ارتفاع وتيرة التنسيق مع «حزب الله» بهدف الحفاظ على تماسك معسكرات الجبهة المنتشرة في اكثر من منطقة لبنانية ولخشية الحزب من تهريب الاسلحة النوعية التي تملكها الجبهة الى «الجيش السوري الحر». وقد اوردت محطة تلفزيون «ام.تي.في» اللبنانية نقلاً عن «مصادر رفيعة» خريطة مواقع جبهة جبريل ذات الأهمية الاستراتيجية والعسكرية وتَوزُّعها والتي تجعلها أكثر «فاعلية» في أداء مهمة «الصاعق» لـ «تفجير الاوضاع اللبنانية».

وبحسب التقرير فان محافظة البقاع «تستضيف»:

• موقع التل الابيض غرب بلدة الفاعور وعناصره بين 30 و35 ويحوي اسلحة خفيفة ومعدات.

• موقع عين البيضا كفرزبد وهو مركز مهم للجبهة بداخله أنفاق ويحوي اسلحة حربية وذخائر ويتواجد فيه 150 عنصراً.

• موقع قوسايا المعروف باسم مركز التسلح وهو الاكبر والاهم تكثر فيه الانفاق ويمتد

على مساحة 7 كيلومترات في بطن الوادي، عديده اكثر من 300 عنصر يتلقى الامداد من سورية مباشرة ويحتوي على اسلحة ثقيلة ودبابات وراجمات وصواريخ ومدافع ومضادات للطائرات، ويمكن للعناصر داخله الاكتفاء ذاتيا مدة طويلة.

• موقع حشمش الذي يشرف على البقاع الاوسط والمواقع الحساسة التابعة للجيش ويتواجد فيه 100 عنصر مدججين بالسلاح.

• موقع لوسي السلطان يعقوب المحصن وفيه مخازن اسلحة وعديده خمسون عنصراً.

• موقع حلوة الذي يرتبط بسورية عبر طرق فرعية وتفرض عليه حراسة مشددة.

ويبقى موقع الناعمة الاستراتيجي (جنوب بيروت) المطل على مطار رفيق الحريري الدولي والطريق نحو الجنوب والشوف. وهو يُعرف بـ «موقع الانفاق» الموجودة في باطنه. عديده أكثر من مئتي عنصر يُعتبرون من أبرز قوات الكوموندوس والعمليات في «القيادة العامة» وبينهم مَن شارك في تدريب عناصر من «حزب الله»، وهو مجهز بمدافع من عيار 160 ميلليمتراً ومدافع هاون وراجمات وصواريخ منها 500 صاروخ كاتيوشا.

 

 أول رواية تفصيلية لإسرائيل عن اغتيال مغنية: كان متوجها الى منزل زوجته السرية

يقال نت/في أول رواية إسرائيلية من نوعها قدم "كتاب العمليات الكبرى لجهاز الموساد الإسرائيلي" لظروف إغتيال القائد العسكري الأبرز في "حزب الله" عماد مغنية في 12 شباط من العام 2008 في منطقة كفرسوسة السورية في إحدى ضواحي العاصمة السورية حيث تتمركز وحدات الإستخبارات السورية وأهم مقراتها القيادية.

زرع الجواسيس

يكشف الكتاب أخطر العمليات وأهمها في تاريخ الموساد خلال ستين سنة من إنشاء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، وطريقة إسهام هذه العمليات النوعية والكبيرة في بنائه، أو قضت على كل العوامل التي يمكن أن تشكل خطراً وتهديداً، ومن بين هذه العمليات زرع جواسيس في دول عربية، وعمليات تخريب وتفجير مثل تدمير المنشأة النووية السورية في محافظة دير الزور، والقضاء على كبار العلماء النوويين الإيرانيين، والعديد من القيادات الفلسطينية واللبنانية الضالعة في تزويد الفلسطينين بالسلاح، وممن شكل خطراً على المصالح الإسرائيلية في العالم . من خلال البحوث المكثفة والمقابلات الحصرية مع القادة الإسرائيليين وعملاء الموساد، يقدم المؤلفان مايكل بارزوهار ونيسيم مشعل هذه المهمات الخاصة بتفصيل أقرب ما يكون إلى القصص البوليسية، ويسلطان الضوء بشكل واضح على حياة منفذي العمليات . يرصدان تفاصيل عمليات الاغتيال، الخطف، التخريب، المراقبة السرية وغيرها من العمليات الخطرة، الناجحة منها والفاشلة، التي أثرت في مصير إسرائيل وعدد من الدول، حتى إن تأثير البعض منها امتد ليشمل العالم كله .

هكذا تمّ الاغتيال

الكتاب صادر عن دار النشر الأميركية "هاربر كولينز" في 388 صفحة من القطع الكبير، 2012. وقال الكتاب في رواية تحت عنوان "هكذا تم اغتيال عماد مغنية في حي كفرسوسة في دمشق، 3 عملاء في العاصمة السورية لتنفيذ المهمة بسيارة ملغومة". وقالت الرواية: "كثيرة هي العمليات التي قام بها الموساد قتلاً وتنكيلاً وإفساداً وتخريباً في الدول التي عادت إسرائيل، وخاصة الدول العربية، حيث عمل بشكل مدروس ودقيق على طريقة التأثير في هذه الدول، والعمل على تدمير بنيتها التحتية خلال سنوات طويلة من العمل مع العملاء في داخل هذه الدول. ولاشك في أن أي رافض لهذا الكيان، سواء أفراداً كانوا أو مؤسسات أو دولاً، فقد كان يتم العمل على التخلص منهم أو تدميرهم، ويتم تصنيفهم في خانة الإرهاب، ويؤازرهم في هذا، الدول الغربية التي لا تكف عن دعم إسرائيل في السر وفي العلن" . يستعرض الكاتبان في الفصل التاسع عشر بعنوان "الحب والموت في الظهيرة" عملية اغتيال عماد مغنية، القيادي في "حزب الله" اللبناني، حينما كان متوجهًا إلى إحدى الشقق السكنية الفخمة في حي كفرسوسة وسط دمشق والمقدمة له من رجل الأعمال السوري رامي مخلوف إبن خال الرئيس السوري بشار الأسد .

سرّ المرأة الثلاثينية

كانت في انتظاره بالشقة امرأة كان قد تزوجها مغنية سراً تدعى نهاد حيدر في الثلاثينيات من عمرها . كانت نهاد تعلم بمجيئه دائماً قبل وصوله إما من بيروت أو من طهران، ولم يكن مغنية يأخذ أحداً من حراسه الشخصيين أو سائقيه عندما يتوجه إلى المنزل، وكان التعرف إليه صعباً للغاية، حيث كان يتخفى دائماً ولا تظهر له صور حديثة أو ظهور علني ما، خاصة أنه كان قد أجرى عملية جراحية لوجهه، بالتالي صعب الأمر على المخابرات الغربية و"الإسرائيلية" للتعرف عليه، ولكن قبل توجهه إلى دمشق قام أحد عملاء الموساد بتصوير مغنية عبر هاتفه النقال، وأرسل الصور على الفور إلى "تل أبيب" للتأكد من هويته، وكان فريق عملية التنفيذ في دمشق بإنتظار الإشارة كي ينفذوا العملية، وعند خروج مغنية من عند زوجته، ركب سيارة "ميتسوبيشي باجيرو" فضية من النوع الرياضي متعددة الاستخدامات، حيث كان مقرراً أن يلتقي بممثلين عن الاستخبارات السورية والإيرانية .

يبين الكاتبان لائحة من الأعمال المنسوبة إليه، التي جعلته الرجل الأكثر طلباً للمخابرات الأميركية قبل أحداث 11 أيلول، وكذلك للمخابرات الإسرائيلية ومنها:

- تفجير السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ 18 نسيان 1983 وكان عدد الضحايا 63 شخصاً .

- تفجير مقر قوات المارينز الأميركية في بيروت بتاريخ 23 تشرين الأول1983 وكان عدد الضحايا 241 شخصاً .

- تفجير مقر الجنود المظليين الفرنسيين في بيروت بتاريخ 23 تشرين الأول 1983 وكان عدد الضحايا 58 شخصاً .

- إضافة إلى خطف وقتل ويليام باكلي أحد مسؤولي "السي آيه إيه"، وعدد من الهجمات على السفارة الأميركية في الكويت، وخطف طائرة من شركة "توا" الأميركية وطائرتين من الخطوط الجوية الكويتية، وقتل عشرين جنديًا أميركياً في السعودية . وقد أضافت إسرائيل على هذه القائمة بياناتها الخاصة بها نذكر بعضًا منها:

- هجوم على قافلة وزارة الدفاع الإسرائيلية على الحدود الإسرائيلية اللبنانية وقتل خلاله ثمانية جنود بتاريخ 10 آذار 1985 .

- تفجير السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين بتاريخ 17 آذار 1992 وبلغ عدد الضحايا 29 شخصاً .

- تفجير مركز المجتمع اليهودي في بيونس آيرس بتاريخ 18 تموز 1994 وبلغ عدد الضحايا 86 شخصاً .

- إضافة إلى قتل وخطف ثلاثة جنود إسرائيليين في قطاع حدود عند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، وخطف رجل الأعمال الإسرائيلي إيلهانان تانينبوم، وتفجير قرب ماتزوبا كيبوتوز، والأكثر تدميراً من كلهم، خطف وقتل الجنود ريجيف وغولدواسير على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، التي أثارت الحرب اللبنانية الثانية .

كان عماد مغنية بالنسبة للإسرائيليين والأميركيين إرهابياً كبيراً، يقف خلف كل هذه الجرائم، ورغم ذلك لم يستطع أحد أن يقتفي أثره، حيث كان شبحياً، يضيع أثره بعد كل عملية، وهو بدوره كان يتجنب المصورين والحوارات التلفزيونية، وقد كانت الاستخبارات الغربية على اطلاع دائم بنشاطاته، إلا أنها بقيت جاهلة بظهوره العلني، وعاداته، ومخابئه . الشيء الوحيد الذي كان معلوماً بالنسبة إليهم هو أنه ولد عام 1962 في قرية من جنوبي لبنان، من الطائفة الشيعية، كان في مراهقته قد انتقل إلى حي فقير في بيروت أغلب ساكنيه من الفلسطينيين، ومن أنصار منظمة "التحرير الفلسطينية" . كان مغنية قد ترك المدرسة والتحق بحركة "فتح"، وثم أصبح أحد عناصر الحرس الشخصي لأبو إياد نائب عرفات، وأصبح أحد أفراد "القوة 17" وهي وحدة الأمن الخاصة لحركة "فتح"، تشكلت في منتصف السبعينيات، وترأسها على حسن سلامة الملقب بالأمير الأحمر . وعندما شنت إسرائيل الحرب على لبنان في الثمانينيات، تم نفي من بقي حياً أو غير معتقل من منظمة التحرير إلى تونس، إلا أن مغنية فضل البقاء والانضمام إلى صفوف "حزب الله" اللبناني .

عندما علمت الموساد بأن مغنية سيكون في دمشق، بدأت بنشاط هائل المستوى للحصول على التفاصيل من كل مصادرها بما فيها المخابرات الأجنبية وطرحت أسئلة مثل: هل سيأتي مغنية حقاً إلى دمشق؟ وإذا ما كان سيأتي فعلاً، ما الهوية التي سيختارها؟ في أي سيارة سيأتي؟ أين سوف يقيم؟ من سيرافقه؟ أي وقت سيصل إلى الاجتماع المرتقب للقاء المسؤولين السوريين والإيرانيين؟ هل السلطات السورية ستكون على علم بوصوله؟ هل "حزب الله" يعلم برحلته المخططة؟

ليلة قبل العملية

في الليلة التي سبقت العملية، سافر عملاء الموساد الثلاثة إلى دمشق من عدة مدن مختلفة: أحدهم جاء من باريس، والثاني من ميلانو، والثالث من عمان، وكان الثلاثة يحملون جوازات سفر مزورة تشير إلى أنهم رجال أعمال ووكلاء سياحة . وهناك التقوا مع بعض عملاء الموساد من دمشق حيث أخذوهم إلى كاراج مخفي، ووضعوا المتفجرات في سيارة أجرة . وكانت في انتظار مغنية فرقة من العملاء مهمتهم إخطار الرجال الثلاثة بخروجه من شقة زوجته السرية . وكان الرجال الثلاثة قد وصلوا إلى المطار بعد تجهيز السيارة التي من المقرر أن يتم تفجيرها من مسافة بعيدة عبر وسائل إلكترونية بعد أن أوقفوها في المكان الذي من المفترض أن يوقف مغنية فيه سيارته، وفعلاً تم تفجير السيارة عند خروجه بتاريخ 12 شباط 2008. ويشير الكاتب إلى أن "المخابرات السورية بالتعاون مع نظيرتها اللبنانية قد ألقت القبض على العميل الذي كان يعمل لصالح الموساد لمدة عشرين سنة براتب سبعة آلاف دولار، وقد كان في الخمسينيات من عمره، كان يزور سوريا بين الفترة والأخرى في مهمات للموساد، وقد تبين أنه كان يحمل أدوات تصوير دقيقة، كان يستخدمها لملاحقة مغنية وجمع معلومات عنه"، حسبما يرد في الكتاب

والمبحوح أيضاً

ويتحدث الكاتبان عن تفاصيل عملية إغتيال محمود المبحوح القيادي في حركة "حماس" في إمارة دبي، المولود في عام 1960 في مخيم جباليا للاجئين في شمالي قطاع غزة . إنضم في أواخر السبعينيات إلى جماعة الإخوان المسلمين، اعتقلته السلطات الإسرائيلية بتهمة حيازة "الكلاشينكوف"، وقد أطلق في أقل من سنة، ثم انضم لـ"كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لـ"حماس" .

"شاشة بلازما"

يشير الكاتبان إلى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتمع في تل أبيب مع مائير داغان، رئيس الموساد السابق، الذي كان يشعر بثقة عالية بعد تفجير المفاعل النووي في سوريا، وبعد اغتيال الضابط السوري محمد سليمان وعماد مغنية، وذلك للتباحث حول طريقة التخلص من المبحوح الذي لقبه الإسرائيليون بـ"شاشة بلازما" .

كان المبحوح يؤمّن تهريب الأسلحة من إيران عبر السودان، إلى شبه جزيرة سيناء ثم قطاع غزة . وحين الاجتماع تم الإجماع على اغتياله في فندق ينزل فيه بدبي، وقام حينها فريق العملية بالتدريب على فندق في "تل أبيب" من دون أن تلاحظ إدارة الفندق ذلك . كان المبحوح يعمل تحت إمرة صالح شحادة، الذي كلّف بمهمة مع عدد من عناصر "حماس" بعملية خطف وقتل جنديين إسرائيليين، هما آفي ساسبورتاس، وبعده بفترة إيلان سادون، إلا أنه في العملية الثانية اضطر للذهاب إلى مصر ثم إلى الأردن مستمراً في نشاطاته في تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة . إلا أنه تعرض للاعتقال في مصر في ،2003 ثم هرب إلى سوريا، وأصبح في تلك الفترة مطلوباً من أجهزة الاستخبارات المصرية والأردنية والإسرائيلية.

كان المبحوح حذراً في تحركاته، متوقعاً ظهور عملاء "الموساد" في أي لحظة، لكن في مقابلة له مع قناة "الجزيرة"، أقر بأن "الموساد" حاول اغتياله في دبي وبغداد وسوريا، وكانت المقابلة ضد إرادة المبحوح، الذي وافق على الظهور ووجهه مغطى بالأسود، ولم تبث المقابلة إلا بعد وفاته، ويذكر الكاتب أن نسخة من المقابلة وصلت إلى يد عملاء "الموساد" عندما أرسل إلى غزة للتدقيق فيها، وكانت سبباً في تحديد مكانه في ما بعد .

يتحدث الكاتبان عن تفاصيل خطة "الموساد" في اغتيال المبحوح، الذي كان مقرراً أن يجري صفقة سلاح، وكان يحمل جواز سفر لرجل أعمال عراقي، وصل الى مطار دبي الساعة الثالثة والربع بعد الظهر، ثم توجه إلى فندق "روتانا البستان"، وعند التوجه إلى غرفته رقم 230 التي اغتيل فيها بسم يسبب أزمة قلبية ثم بوسادة، وكان منفذو العملية يحملون جنسيات مزوّرة لعدد من الدول الأوروبية، وسبق أن زاروا دبي أكثر من مرة لأجل العملية" .

وقد أعلنت شرطة دبي بعد إجراء الفحوص اللازمة للجثة أن "المبحوح اغتيل من قبل "الموساد"، الذين ظهرت أحماضهم النووية وبصماتهم، كما كانت الكاميرات قد التقطت صورهم في دبي . وبسبب حالة تزوير جوازات السفر، طردت بريطانيا، أستراليا وإيرلندا ممثلي إسرائيل من أراضيها، ويبين الكاتب أن إمارة دبي عصية على الموساد، بسبب قوتها التكنولوجية في كشف الجرائم وأمنها الصارم.

 

زعيم حزبي يكشف تفاصيل تدخل إيران وحزب الله في اليمن /قائد اللجان الشعبية في أبين لـ"السياسة": نواجه جيشاً من سبعة آلاف إرهابي وسنقضي عليه

 صنعاء - من يحيى السدمي: السياسة

أعلن قائد اللجان الشعبية في أبين جنوب اليمن عبد اللطيف السيد, أمس, أن اللجان الموالية للحكومة وقوات الجيش تواجه حاليا جيشا إرهابيا لتنظيم "القاعدة" مكون من نحو سبعة آلاف مقاتل.

وقال السيد في تصريح لـ"السياسة" هو أول عقب رحلة علاج في الأردن إثر إصابته في هجوم انتحاري لـ "القاعدة" بمدينة عدن في سبتمبر الماضي, إن كتيبة من الجيش وعشرات المسلحين من اللجان الشعبية طردوا 150 من قيادات وعناصر "القاعدة" من منطقة ضيقة بمديرية المحفد الستراتيجية بمحافظة أبين.

وأشار إلى أن عناصر "القاعدة" الذين يتزعمهم الإرهابي لعور بن لكرع فروا باتجاه المناطق القريبة بمحافظة شبوة, مؤكداً أنه "مايزال للقاعدة تواجد في مديريتي الوضيع وأحور ومنطقة يافع".

وأضاف أن اللجان الشعبية وقوات الجيش تواجه حاليا جيشا إرهابيا للقاعدة مكون من نحو سبعة آلاف مقاتل بينهم ألف أجنبي من جنسيات مختلفة يشكلون عصابات ويتمركزون في مناطق مختلفة في كل المحافظات اليمنية, وعدد كبير من الأطفال الذين جندوهم في مدرستين عندما كانوا مسيطرين على مدينة جعار وعلموهم الإرهاب والأعمال القتالية ولقنوهم فكر التنظيم المتطرف ودربوهم على التفجيرات والهجمات الانتحارية".

وكشف أن عدد قتلى اللجان في المواجهات مع تنظيم "القاعدة" منذ سيطرتهم على محافظة أبين العام 2011 وحتى طردهم منها في 2012 بلغ نحو 700 شخص, في حين أن قتلى وجرحى التنظيم نحو خمسة آلاف بينهم 400 أجنبي ومئة قيادي.

من جهة أخرى, قال الأمين العام لـ"الحزب الديمقراطي اليمني" أحمد صالح الفقيه إن حزبه "ليبرالي يمني, تأسس في ألمانيا, وسعى مع قيام الثورة للعمل بنشاط وجد في الداخل, وكنت أمينا عاما مساعدا واتضح لي بعد أن توليت أمانته العامة أن إيران تموله ب¯20 ألف دولار شهريا, أي 240 ألف دولار سنويا".

وأشار إلى أن "زعيم الحزب السابق سيف الوشلي قام بفصل عدد من قيادات الحزب ممن تم استقطابهم إلى خلايا إيران الاستخباراتية وأن أجهزة استخباراتية تابعة لإيران ظلت تضغط عليه لإعادتهم إلى الحزب ما دفعه إلى الاستقالة".

وأضاف "اكتشفت أن ستراتيجية الإيرانيين في ما يتعلق بالمكونات اليمنية التي يدعمونها, هي استخدامها كوسط أو بيئة يتمكنون من خلالها تجنيد عملاء لهم عن طريق بناء علاقات شخصية مع أفراد من الحزب أو المكون, فمن خلال الدعوات والزيارات إلى دمشق أو بيروت أو طهران يتم التقاط قليلي الوعي أو ضعاف النفوس الذين لا يمانعون من التحول إلى عملاء لإيران, والإيرانيون وحلفاؤهم من اللبنانيين في حزب الله لا يهتمون إطلاقا بغير ذلك, فجميع الممسكين بملف اليمن من أجهزة الاستخبارات وليس بينهم سياسي ومن خلال هذا السيل من الزيارات والدعوات يمارس فساد مالي بأبعاد كبيرة ولا أدري إن كان يتم لحساب حزب الله أو لحساب القائمين على العمل من إيرانيين ولبنانيين وإن كنت أرجح الاحتمال الثاني".

وأضاف "كان المال يأتي من الأمين العام وهو لاجئ مقيم في ألمانيا لكنه استقال, وذهبت إلى بيروت للقائه قبل شهرين تقريبا وهناك التقيت جماعة من أعضاء حزب الله اللبناني, هذا اسمه أبوعلي, وذاك أبوحسن, وآخر أبوحسين, والآخر أبومصطفى, وقد كان معي مجموعة من أعضاء الأمانة العامة للحزب, وكان سؤالي للجميع من أنتم? فلم يجيبوا إلا بأسمائهم الحركية, ورفضت التعامل معهم أو أن يكون الحزب الذي أنا أمينه العام تحت وصاية أي جهاز استخباراتي ووجدت أن الذي يدير الملف اليمني رجل من المخابرات الإيرانية أظنه تابعا للحرس الثوري يتكلم العربية الفصحى ويدعى الحجي عبدالله وينوبه شخص من حزب الله اسمه خليل حرب".

وأوضح أنه "إذا قامت دولة مستقلة في الجنوب فسيكون لإيران مركز ستراتيجي مهم ومباشر من مضيق هرمز إلى بحر العرب, أما الشمال فهم يهتمون أساسا بإيجاد خلايا مرتبطة بأجهزة استخباراتهم فيه ربما لاستغلالها مستقبلا في عمليات تخريبية ذات بعد إقليمي".

 

مسرحية" النازحين: تأليف وإخراج النظام في دمشق!

محمد مشموشي/المستقبل

لا معنى للحملة العنصرية من بعض قوى 8 آذار على النازحين السوريين الى لبنان، بعد الموقف المشبوه من قبل السفير السوري علي عبدالكريم علي ضد وزارة الشؤون الاجتماعية بدعوى "تحيزها" في التعامل معهم وتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين منهم، وصولاً الى "الخطة" الوهمية التي فشل مجلس الوزراء في اعتمادها لكيفية استضافتهم، إلا أن نية مبيتة وربما مخططاً مرسوماً بدقة يكمنان وراء تعاطي نظامي الحكم في لبنان وسوريا مع هذه المسألة في الفترة المقبلة... تلك التي وصفها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قبل يومين بأنها تهدد بتقسيم سوريا أكثر من أي وقت آخر.

وليس الأمر جديداً في كل حال، لكن ما كان مقبولاً من لبنان خلال العامين الماضيين (النأي بالنفس) يبدو جلياً الآن أنه بات مرفوضاً من قبل النظام في دمشق. تسييس مسألة النازحين الى لبنان هو جزء من كل مما يطلبه النظام السوري من حكومته في بيروت في هذه المرحلة، ليس لدعم النظام ومساعدته على حل مشكلته الراهنة فقط، انما أولاً وقبل ذلك لإعانته على رسم صورة مستقبله أيضاً. كانت سياسة "النأي بالنفس" مقبولة من هذا النظام، وإن على مضض، في سياق قناعته بأن في إمكانه، بدعم من حلفائه، إنهاء الثورة الشعبية ضده خلال أسابيع أو شهور، وبأن التغطية السياسية التي توفرها له روسيا والصين في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي تحميه عملياً من أي تدخل خارجي. واذاً، فلا يحتاج من حكومته في لبنان ومن أدواته وحلفائه فيه الى أكثر من "النأي بالنفس" هذا.

ولم تعد الحال كذلك في المدة الأخيرة.

انتهى وهم "الحل الأمني"، أقله بشهادة حليف هذا النظام في موسكو إذا كان الكلام الذي أطلقه نائب رئيسه فاروق الشرع في هذا المجال مجرد قنبلة دخان سياسية، كما انتهت معه الدعاوى بأن شريحة واسعة من الشعب السوري تدعم النظام ورئيسه، ليس شعبياً وسياسياً فقط إنما في القتال دفاعاً عنه أيضاً، فيما بدأت أصوات حتى بين الحلفاء الآخرين (هاشمي رفسنجاني في طهران) تتحدث علناً عن قرب انهيار النظام من جهة أولى، وعن أنه لا مكان لرئيسه بشار الأسد في أي نظام سوري جديد من جهة ثانية.

وانتهى كذلك، بالرغم مما يشوب بعض الأعمال القتالية في سوريا من سلبيات طائفية ومذهبية وعرقية، رهان النظام على إدخال سوريا في حرب أهلية شاملة بين مكونات شعبها، كما انتهت مساعيه المكشوفة لنقل أسلحة وعبوات متفجرة الى لبنان لزوم إعادة الطوائف والمذاهب الى التقاتل في ما بينها (مؤامرة علي المملوك/ميشال سماحة)، فضلاً عن شائعاته حول وجود قواعد تدريب وانطلاق لتنظيم "القاعدة" وغيره من الجماعات التكفيرية المتطرفة بهدف إقامة إمارات إسلامية (حديث الرئيس نجيب ميقاتي عن جولة القتال الأخيرة في طرابلس، ثم عودته عنه!) مع ما يوفره ذلك كله من تبريرات لحرب الإبادة الشنيعة التي يشنها ضد الشعب السوري من جهة، وتصدير مشكلته الى لبنان ودول الجوار من جهة ثانية، ليبدأ كما يبدو جلياً فصل جديد من حروب هذا النظام في الخارج... وفي لبنان بالذات، للدفاع عن نفسه في الداخل.

ما هو هذا الفصل الجديد من حرب النظام السوري في لبنان؟. أولاً، تحويل قضية النازحين الإنسانية (بحملة اتهامات مغرضة من دمشق، وأخرى عنصرية من الحلفاء) الى مسألة خلافية جديدة تضاف الى الخلافات المتعددة بين اللبنانيين، مع ما يحمله ذلك من عوامل توتير وحتى تكاره بين مكونات لبنان الطائفية والمذهبية والجهوية وليس بين قواه السياسية فحسب. وليس الكلام الخالي من أي شعور إنساني على النازحين الفلسطينيين من مخيمات سوريا في جانب، وعلى "رقعة لبنان الضيقة" و"الضائقة الاقتصادية والحياتية" فيه و"عجز المحتاج عن إغاثة الغير" في جانب آخر، إلا الجزء الظاهر من جبل الجليد الذي يجري انشاؤه إعلامياً وبين الناس منذ أيام.

وإذا كان مستهجناً الى حد بعيد لجوء بعض هؤلاء الحلفاء ("التيار الوطني الحر" و"الحزب السوري القومي الاجتماعي") الى حمل لواء الحملة على النازحين، واعتبارهم كما نقل عن أحد الوزراء مجرد "إرهابيين" و"قتلة" لا يجوز حتى استقبالهم في لبنان، فلا يمكن إلا أن يكون مستهجناً بدوره الصمت المطبق للحلفاء الآخرين ("حزب الله" وحركة "أمل") على حملة زملائهم في الحلف الواحد... الحلف الاستراتيجي الممتد من إيران الى فنزويلا تحت عنوان الانتصار للمستضعفين والمظلومين والمحرومين، فضلاً عن محاربة الاستكبار العالمي. أما إذا أضيف الى ذلك "غرام" وزير الخارجية عدنان منصور بالنظام السوري وسفيره في بيروت، وما بدأ يتداوله الحلفاء هؤلاء في إعلامهم عن زيادة جرائم السرقة وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية وايجار الشقق والمنافسة في بعض قطاعات الأعمال، وإحالة ذلك كله الى تواجد النازحين من سوريا، فلا يبقى للحملة من البعض وللصمت عليها من البعض الآخر إلا معنى التكامل.

ثانياً، دس عناصر من الاستخبارات السورية و"الشبيحة" بين النازحين، كما حدث في الأردن وتركيا وأدى الى اعتقال الضابط المنشق حسين هرموش وتصفية آخرين، من أجل إثارة مشاحنات (وربما عمليات قتال) بينهم، وتظهير ذلك باعتباره تأكيداً لاتهامات النظام حول تواجد "جيش سوريا الحر" والجماعات الإرهابية والتكفيرية بين النازحين وحاجة دمشق وبيروت معاً الى الوقوف في وجههم وربما إبعادهم وإعادتهم الى سوريا بالقوة.

وللبنانيين المتعاطفين بغالبيتهم مع النازحين، وحتى للمؤسسات الإنسانية العربية والدولية، أن يتصوروا في ظل ذلك شكل لبنان واستقطاباته السياسية وحتى الفئوية والشعبية.

ثالثاً، وربما الأهم، ايجاد أرضية سياسية تبريرية، ولكن "وطنية" هذه المرة، لوجود قوات من "حزب الله" في سوريا وقتالها الى جانب قوات النظام بدعوى العمل على حماية سوريا من خطر التقسيم من جهة ومن الجماعات التكفيرية وهدفها في إقامة إمارة إسلامية متطرفة فيه من جهة ثانية. هل هي "الخطة ب"، التي طالما تحدث عنها النظام السوري وحلفاؤه في لبنان وإيران وغيرهما، ووصفها البعض بأنها "حرب كونية" مضادة، في حال تهديد النظام في دمشق بالسقوط؟. ربما تشكل "مسرحية" النظام حول النازحين الى لبنان، والتي تترى فصولاً في الوقت الحاضر، إشارة الى ما ستكون عليه الحال في داخل سوريا... وحتى في داخل لبنان أيضاً.

 

حزب الله" لم يتعلَّم من أخطاء  مَن سبقه ولماذا اعتماده سياسة "فتح" في إضعاف الحلفاء؟

احمد منتش /النهار

 لا يبدو اطلاقاً ان "حزب الله" استفاد حتى اليوم من خبراته وتجاربه المعقدة  والمريرة احياناً، ولا من كل قوته وقدراته الهائلة في شكل ايجابي، وكما يفترض مع حلفائه الرئيسين في مدنهم وبلداتهم كما يبدو ايضاً انه لم يتعلم ابداً من اخطاء من سبقه في رفع لواء الثورة والمقاومة وحمل السلاح وتخزينه وتوزيعه في شكل عبثي ومن دون اي مراعاة للاصول وللحلفاء الاصليين. اعاد الاشتباك المسلح الذي وقع قبل ايام في نزلة صيدون في صيدا بين انصار "التنظيم الشعبي الناصري" وما يسمى "انصار سرايا المقاومة اللبنانية" التي أنشأها "حزب الله" قبل 14 عاماً الى اذهان الناس عموماً  وابناء صيدا خصوصاً الحوادث المؤلمة التي كانت تحصل بعد منتصف السبعينات والثمانينات، بين اطراف ما كان يعرف بالصف الواحد والقضية المقدسة الواحدة ايضا وتحديداً بين حركة "فتح" الطرف الفلسطيني الاقوى آنذاك في لبنان واكثر من طرف لبناني حزبي مؤيد في الاساس لحركة "فتح" وداعم لها ويكافح من اجل قضية فلسطين، وعلى رغم ذلك كانت "فتح" تمارس في تلك المرحلة سياسة اضعاف القوى الحليفة لها  بغية اخضاعها كلياً لمشروعها السياسي والامني والعسكري ولتوجهاتها حتى لو كانت على حساب البلد المضيف، وذلك من خلال ممارسة التدخل في مجمل الامور المتعلقة بالآخرين وممارسة العديد من اساليب الإغراء والضغوط وانشاء حركات وتنظيمات وجمعيات رديفة تكون معظم كوادرها وعناصرها من هذه القوى الحليفة حتى اصبحت تسمية " دكا كين ـ فتح" مألوفة لدى غالبية الاحزاب ومنها حركة "امل" التي كان لها النصيب الاكبر من تدخلات "فتح" في بيئتها وساحتها الجنوبية تحديداً. ولا بد اليوم والحديث عن صيدا من تذكير من يجب تذكيرهم بما حصل قبل فترة وجيزة من الاحتلال الاسرائيلي للبنان عام 1982  من إحراق جزء كبير من سوق صيدا القديمة على اثر اشتباكات عنيفة بين انصار "التنظيم الشعبي الناصري" ومسؤول الامن الموحد التابع لحركة "فتح" محمد الغرمتي الملقب بـ"ابي عريضة" والذي تحول بعد ايام معدودة من الاجتياح وبعد احتلال صيدا من مناضل "فتحاوي" ووطني  الى عميل اسرائيلي من الدرجة الاولى  كانت له صولات وجولات في افتعال الحوادث والتعديات قبل الاحتلال، وابرزها مهاجمته بالرشاشات الثقيلة مقر مطرانية صيدا المارونية واقتحامه كنيستها والاعتداء على كاهنها الخورأسقف المرحوم يوحنا الحلو. حبذا لو مارست "فتح" آنذاك سياسة عدم التدخل في الشأن اللبناني المحلي، وخصوصاً  في الشؤون الداخلية  لاحزاب وتنظيمات كانت في صلب عقيدتها ونهجها مناصرة الثورة الفلسطينية ودعم قضيتها. وبالعودة الى اشتباك نزلة صيدون بدأت تسود الشارع الصيداوي اسئلة عدة بينها مــــاذا يريد "حزب الله" من صيدا؟ ولماذا يدعم جهات واشخاصاً ورجال دين كا نوا سابقا في تنظيمات مارست المقاومة  ضد اسرائيل ولم تتخلَّ عنها حتى اليوم كالتنظيم الشعبي الناصري والجماعة الاسلامية الخ؟ وما الفائدة مما  يسمى "سرايا المقاومة"؟ وما هو الدور المنوط بها؟ وكيف يسمح "حزب الله" لاشخاص فصلوا من تنظيماتهم نتيجة سلوكياتهم ومشاكلهم الانضمام الى السرايا؟ ثم كيف يسمح "الحزب" لنفسه بأن يعين مسؤولاً عن هذه السرايا  شخصا شيعيا من خارج صيدا  اذا كان فعلا يرفض الخطاب المذهبي لخصومه؟ ولماذا يستمر في دعم احد المسؤولين العسكريين عن "قوات الفجر" في "الجماعة الاسلامية" بعد فترة على خروجه من بيت الجماعة؟ ثم لماذا هذا الاستخفاف بالحلفاء في حين انهم يتلقون السهام من داخل بيئتهم نتيجة تمسكهم بنهج المقاومة  ودفاعهم عن "حزب الله"؟

 

حل الإبراهيمي في سوريا يخفّف الوطأة عن لبنان

 ثريا شاهين/المستقبل

يواصل الموفد العربي والدولي لحل الأزمة السورية الأخضر الابراهيمي مساعيه توصلاً إلى ما يمكن أن يقنع به الطرفان المعارضة السورية والنظام بالدخول في عملية سياسية تؤدي إلى وقف العنف، وهو سيلتقي مسؤولين من الخارجيتين الأميركية والروسية معاً، خلال الأيام المقبلة. الطرح الذي قدمه الابراهيمي أخيراً، لا سيما لدى زيارته لروسيا حول تشكيل حكومة ائتلافية وطنية تمسك بكل الصلاحيات مع بقاء للرئيس السوري بشار الأسد في السلطة حتى موعد الانتخابات الرئاسية في سنة 2014 المقبلة، لم يوافق عليه الأسد نفسه ولم توافق عليه المعارضة ولا الغرب.

والأسد لم يقبل، ولو قبل، لكان المحيطون به عارضوا هذا الطرح، وفقاً لمصادر ديبلوماسية غربية بارزة. والرفض يعود سببه الى أن ذلك يعني نهاية النظام، وأنه إذا كانت لديه سلطة مطلقة فلماذا يشارك بها أفرقاء آخرين؟. إذ إنه يعتقد أن الوقائع تسير لمصلحته، وأن الدعم الإيراني في مجال السلاح والمال مستمر، والدعم الروسي في مجلس الأمن، حيث يمنع استصدار أي قرار دولي حول النظام، مستمر. وإذا ما استمر هذا الدعم فهذا يعني أن الأسد ليس خائفاً، والمعارضة لا تقبل بأي حل مع استمرار الأسد في السلطة. وبالتالي، فإن مصير الأسد، وما إذا كان سيبقى أو سيرحل هو عقدة العقد. وهو الأمر الذي حال دون اعتماد وثيقة جنيف في مجلس الأمن الدولي بقرار.

مهمة الابراهيمي صعبة لكنها ليست مستحيلة. وهو يتحدث عن حل سياسي يبقى أفضل من حل عسكري لا يربح فيه أحد، وهناك تخوف من صوملة سوريا. كما يحذّر من تدهور الوضع الأمني وانعكاسات ذلك على المنطقة والعالم. مهمة الابراهيمي هي في أن يطرح أفكاراً للحل وفي أن يقرّب وجهات النظر بين الأطراف السوريين الذين يمسكون الأرض، وبين الرعاة الإقليميين والدوليين. وسيسعى مجدداً الى تبادل أفكار وبلورتها، ضمن الأطر الممكنة لانتاج الحل، وينطلق في ذلك، من النقاط الست التي وضعها سلفه كوفي أنان، ويُفترض أن يعمل لبلورتها أكثر. وكان الابراهيمي تحدث عن خطة متكاملة لحكومة انتقالية حيادية وعملية انتخابية وحماية أمنية من الأمم المتحدة تصل إلى ما بين 3000 و5000 جندي. وطالما لدى الابراهيمي تكليف من الأمم المتحدة والجامعة العربية، وطالما أن الأطراف المعنية تستطيع التحدث معه، فهو باقٍ في موقعه ومهمته.

وتصطدم الحلول بوجود أطياف للمعارضة إن كان على مستوى الداخل أو الخارج السوري. وهذا سبب من الأسباب التي لا تساهم في أن يقوم الرعاة الدوليون بأي عمل من أجل الوضع السوري.

الآن ما يقوم به الابراهيمي والأسرة الدولية هو لعب دور مع روسيا لكي تكوّن قناعة بأن الحكومة السورية لا تقوم بدورها في حماية المدنيين.

وإذا لم يصر إلى الاتفاق على مصير الأسد والإطار الزمني لذلك، فستبقى الأمور تراوح مكانها وسط تصاعد الأزمة عسكرياً، وطرف في النزاع بدأ يخسر وآخر بدأ يكسب على الأرض، وهذا ما يفترض ترجمته في المعنى السياسي وإنتاج الحل. لبنان يشجع الابراهيمي على الاستمرار في محاولاته للحل، وفقاً للمصادر، لأن أي تهدئة أو حل في سوريا من شأنهما أن ينعكسا ايجاباً على الوضع اللبناني، في ضوء التخوف الدولي الدائم من تداعيات الأزمة السورية على لبنان خصوصاً من الناحية الأمنية. فهناك الوضع على الحدود اللبنانية ـ السورية الذي يتأثر بالموضوع السوري، وكذلك الوضع في طرابلس ولو أن الاستقرار حالياً موجود، لكن ما مرّت به المدينة والخوف الدائم من أي تجدد للاشتباكات كان في شكل أساسي من جراء الوضع السوري. ثم هناك النازحون، والتداعيات الأمنية التي قد يحملها هذا الوضع.

وإذا ما وجد الابراهيمي الحل لسوريا فإن من شأن ذلك تخفيف الضغط عن لبنان. فالوضع اللبناني لا يُفترض أن ينفلت أمنياً، ولكن لا يمكن إنكار وجود ضغط أمني، وشحن سياسي وخصام بين الأفرقاء. الوضع اللبناني غير مريح، والدول تضغط في اتجاه أن يحافظ القادة اللبنانيون على الاستقرار.

والمهم اتضاح صورة الموقف لمرحلة ما بعد الأسد، في لبنان، ومصير الأفرقاء الحلفاء له وللإقليميين.

 

"السياسة" تكشف تفاصيل المخطط الإيراني للتعامل مع العراق بعد سقوط الأسد 

طهران توعز للمالكي بإعلان دولة شيعية للاستحواذ على النفط

 الكيان المرتقب يشمل النجف وكربلاء وميسان وذي قار والديوانية وواسط والبصرة وبابل

 تركيا وضعت دول "الخليجي" والاتحاد الأوروبي وأميركا ومصر في صورة التطورات

 بغداد - من باسل محمد: السياسة

مع امتداد التظاهرات الى مدن جديدة في العراق ضد رئيس الوزراء نوري المالكي, ربط مصدر رفيع في حزب "العدالة والتنمية" التركي بين ما يجري في المدن السنية الكبيرة وبين التطورات المتسارعة في الوضع الميداني في سورية. وكشف المصدر المقرب من رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ل¯"السياسة", ان القيادة الايرانية اقترحت على التحالف الشيعي الذي يقود الحكومة العراقية برئاسة المالكي التوجه الى إقامة دولة شيعية كبيرة تضم محافظات, النجف وكربلاء وميسان وذي قار والديوانية وواسط والبصرة وبابل والقادسية وقسم الرصافة من العاصمة بغداد بعد سقوط نظام بشار الاسد في سورية.

وقال المصدر التركي إن المالكي من ابرز المتحمسين لدعم مشروع الدولة الشيعية, لأنه يعتقد ان سقوط الاسد سيؤدي الى قيام تحالف اقليمي قوي يضم تركيا ومصر ودول الخليج العربي والاردن, والحكم الجديد في سورية, لدعم السنة في العراق والعمل على اطاحته, ولذلك فهو على قناعة انه يجب القيام بخطوة استباقية وبالتالي التصعيد ضد السنة والذي أخذ شكل اعتقال اكثر من 200 عنصر من فوج حماية وزير المالية رافع العيساوي.

وأضاف ان القيادة الايرانية وفي مقدمها المرشد الاعلى علي خامنئي, تعتبر قيام دولة شيعية قوية في العراق افضل بكثير من حكم شيعي ضعيف, بعد سقوط الاسد لأن التحليل السياسي في طهران يعتبر ان انتصار الثورة السورية سيؤدي الى تقوية شوكة سنة العراق واضعاف حكم الاغلبية الشيعية في بغداد, ولذلك من الافضل للشيعة ولإيران "تقسيم العراق". واشار المصدر التركي وثيق الاطلاع الى ان اهم اهداف القيادة الايرانية من تقسيم العراق وقيام دولة شيعية قوية, ان هذه الدولة ستحصل على اكثر من 70 في المئة من الثروة النفطية في العراق بمعنى انها إلى جانب إيران ستشكلان خزاناً نفطياً ومحوراً بارزاً لتصدير الطاقة في العالم.

وحسب المصدر التركي, فإن القيادة الايرانية تريد من قيام دولة شيعية في العراق اقامة اتحاد كونفدرالي بين الدولة المرتقبة, وبين ايران, وبالتأكيد ستكون الاخيرة من الناحيتين العملية والستراتيجية هي زعيمة الاتحاد وصاحبة القرار فيه. وأشار المصدر إلى ان القيادة الايرانية تفكر بهذه الطريقة منذ سنوات, وكانت الخطة في البداية تقضي بدعم ايراني سوري لهيمنة شيعية مطلقة بزعامة المالكي على العراق, بعدها يتم اقامة هلال شيعي اقليمي يضم العراق وسورية وايران بقيادة طهران, غير ان التطورات المتسارعة في سورية, دفعت الى تغيير هذه الخطة والسعي لإقامة دولة شيعية في العراق واتحاد كونفدرالي مع ايران.

وافاد المصدر أن القيادة التركية التقت زعماء شيعة عراقيين بينهم مقتدى الصدر وعمار الحكيم في انقرة وبحثت معهم مخاطر الانخراط في المشروع الايراني, لتشكيل دولة شيعية بعد سقوط الاسد, غير ان الزعماء العراقيين كانوا دائماً غير جادين في التعامل مع التدخل الايراني بحزم في العراق.

ورأى ان القيادة الايرانية تريد من قيام دولة شيعية في العراق قوية وغنية بالبترول تحصين نفسها من ما تسميه طهران "المد الاسلامي السني" في المنطقة الذي اسسه الربيع العربي وبالتالي هناك خشية من وصول هذا المد الى مناطق الاحواز التي تسكنها غالبية من العرب السنة في ايران وهذا معناه ان القيادة الايرانية تريد تأمين امنها الداخلي والقومي والاقليمي من خلال وجود دولة شيعية في العراق.

واشار الى ان الحكومة التركية ناقشت الخطة الايرانية لتقسيم العراق مع دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الاوروبي, وأن واشنطن بالفعل فاتحت المالكي بشأن خطة اقامة دولة شيعية عراقية واتحاد كونفدرالي مع ايران الا ان رئيس الوزراء العراقي انكر هذا التوجه لكن بعد التصعيد المتعمد مع الاكراد والسنة أيقنت قنوات مهمة في الادارة الاميركية أن المالكي اصبح جزءاً اساسياً من المشروع الايراني الاقليمي الجديد الذي سيقوم على انقاض سقوط الاسد والذي يتضمن تقسيم العراق ودولة شيعية وكونفدرالية مع ايران.

ووفقاً للمصدر التركي, فإن المعارضة داخل "التحالف الوطني" الشيعي العراقي للمشروع الايراني, تبدو ضئيلة ومحدودة وضعيفة, وعلى هذا الأساس يتجه الرهان في المرحلة الحالية على القوى الليبرالية الشيعية والقوى العشائرية العربية في الجنوب التي لن تقبل بتقسيم العراق لصالح اتحاد كونفدرالي مع ايران, وبالتالي هناك مخاوف من اندلاع اقتتال شيعي - شيعي اذا اصر المالكي على التصدي للسنة والاكراد ودفع الامور الى التقسيم, فرئيس الوزراء يعتقد ان هذه السياسة ربما تقنع الشارع الشيعي وبالتحديد الشيعة المعارضين بحتمية خيار اقامة دولة شيعية في العراق والوحدة مع ايران.

 

ابراهيم اتصل بوالدة سرور ووعدها بمتابعة قضية ابنها

وطنية - بادر المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وفور معرفته بنداء آمنة تركي العبود سرور، له، إلى الاتصال بها شاكرا لها ثقتها به، ووعدها بمتابعة موضوع ابنها الموقوف في سوريا حسان سرور، وبأن يلتقيها في وقت قريب. وكانت سرور قد وجهت نداء عبر الوكالة الوطنية للاعلام، إلى جميع المسؤولين اللبنانيين، للعمل على الافراج عن ابنها واستعادته. وخصت بندائها المدير العام للأمن العام "الذي سبق له مشكورا أن قام بجهود في استعادة جثمان ولدي حسين سرور من ضمن جثامين ضحايا تلكلخ"، معلنة تفويضها اياه "وراجية منه بذل الجهود، وهو رجل الخير، لاطلاق سراح ولدي الثاني حسان سرور الموقوف في سوريا، مؤكدة له ان حسان لم يكن في يوم من الأيام ملتزما بأي تنظيم ديني، وانما هو قد سارع خلف شقيقه حسين حين علم انه ذهب الى تلكلخ، وذلك بقصد استعادته خشية على حياته فأضاع طريقه في منطقة لا يعرفها ووقع اسيرا". وختمت متوجهة إلى ابراهيم بالقول: "انني يا سيادة اللواء ارجوكم ان تتولوا قضية ابني والعمل على اطلاق سراحه، وهو معيلي الوحيد، ونحن لكم من الشاكرين، وارجو ان تتفضلوا بتحديد موعد للقاء بكم".

 

ميقاتي استقبل وفدا من المجلس الشرعي الاعلى مسقاوي: الدعوة للانتخابات في هذه الظروف تقع في فخ الانقسامات

 وطنية - أمضى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي يومه في طرابلس حيث عقد سلسلة من الاجتماعات السياسية والأمنية في دارته تناولت أوضاع المدينة والشمال عموما. واستقبل ميقاتي وفدا من المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى ضم نائب الرئيس الوزير الاسبق عمر مسقاوي والأعضاء السادة : جلال حلواني، رشيد ميقاتي ، خلدون نجا ،محمد فواز، محمد الصميلي، بسام برغوت وعبد الحليم الزين، وتم البحث في موضوع إنتخابات المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى. وقد أبلغ ميقاتي الوفد أنه سيدعو رؤساء الحكومة السابقين الى إجتماع قريبا في السرايا للبحث في هذا الموضوع.

بعد اللقاء قال مسقاوي: "قمنا اليوم بزيارة دولة الرئيس ميقاتي، الذي يعتبر المفصل الاساسي في إيجاد حل للازمة القائمة في ما خص إنتخابات المجلس الاسلامي الشرعي. قمنا اليوم بزيارة الرئيس سليم الحص والآن نزور الرئيس ميقاتي، وسننتقل لزيارة الرئيس كرامي، ونحمل اليهم جميعا أمر الازمة القائمة الآن بيننا وبين سماحة مفتي الجمهورية. إن المطلوب في هذه المرحلة تحقيق إنتخابات فاعلة وقادرة على ايجاد ضوابط أساسية للمجلس الذي يعد المرجعية الاساسية التي تضبط كل اداء هذه المؤسسة، من مفتي الجمهورية الى المدير العام للاوقاف، الى كل ما له علاقة بالوقف او بالافتاء بحد ذاته في كل لبنان". أضاف: "إن هذه الضوابط وضع لها القانون قواعد اساسية أوضحناها في مختلف تصريحاتنا في هذا المجال، وإن القيام بالدعوة الى الانتخابات من دون ان يكون هذا الامر برقابة المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى، هو امر خطير جدا على هذه المؤسسة بالذات، وعلى كل ما يتعلق بمستقبلها، لذلك جئنا الى دولته، لأنه رئيس السلطة والمرجع الاساس في هذا الاطار. من هذا المنطلق أردنا ان نعبر له بأن موقفه كان الموقف القانوني المسؤول عن هذه المشكلة، ومنذ مراجعة السلطة في مجلس شورى الدولة كان موقفه متناغما مع حقيقة أساس المشكلة، وهي أنها مشكلة إدارية مرهونة بضوابط قانونية تمنع اي مسؤول من تجاوز حدوده، وإن المجلس الشرعي هو الوحيد المخول دعوة الهيئة الناخبة لأنتخاب أعضائه الجدد بعد انتهاء مدته، وهذا واجب عليه، اضافة الى أن على المجلس أن يحضر للعملية الانتخابية، كما انه المرجع في أي شكوى أو مراجعة. نحن اليوم بانتظار إهتمام أصحاب الدولة رؤساء الحكومة السابقين، وقد تمنينا على دولة الرئيس ميقاتي دعوتهم جميعا من اجل أن يرسموا الطريق الصحيح لاجراء انتخابات صحيحة".وردا على سؤال عن رأي ميقاتي في الموضوع قال: "لقد أبدى الرئيس ميقاتي إستعداده الكبير لحل هذه القضية ، ونحن نتوقع دائما جوابه الايجابي، لاننا نعلم أنه يشدد ، منذ البداية، على ضرورة إجراء إنتخابات صحيحة وعقد إجتماع لأصحاب الدولة جميعا، وبذلك تحفظ وحدة الطائفة ومرجعيتها بعيدا عن أي خلافات سياسية وخصوصا أن الدعوة للانتخابات في هذه الظروف تقع في فخ الخلافات والانقسامات السياسية، وهذا شيء خطير جدا".

 

المهمة الصعبة: اقتلاع المالكي

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

عندما سئل نوري المالكي، رئيس الوزراء، عندما خرجت مظاهرة احتجاجية ضده في بغداد العام الماضي، أجاب: «نحن في العراق من بدأنا الربيع العربي». ويذكرنا ذلك بما قاله بشار الأسد لصحيفة «وول ستريت» قبل أسابيع من بداية الثورة السورية: «نحن لا نخشى من ربيع في سوريا لأننا جبهة الممانعة ضد العدو الإسرائيلي». لا العراق بدأ ربيعا، ولا بشار ممانعة، ولا يهم حتى لو كان الرأيان صحيحين.. السؤال: ما الذي يظنه الناس هناك؟

المالكي همه الوحيد البقاء في الحكم، لكنه يواجه جملة أزمات؛ أولاها أن هذه رئاسته الثانية والأخيرة، وقد سعى لتعديل الدستور للسماح لنفسه برئاسة ثالثة ولم يفلح بعد، وقد لا يكمل رئاسته الحالية، لهذا يسعى الآن لمخرج مختلف مثل حل البرلمان قبل أن يصوت ضده، ويجري انتخابات قبل موعدها. اليوم الأحد قد يكون بداية المعركة الأولى، فالمالكي الذي فشل في جمع أصوات كافية في الانتخابات تم تنصيبه ضمن ائتلاف فأعطته الأحزاب الشيعية أصواتها والأكراد السُنة أيضا. هذه الخريطة تغيرت تحالفاتها، ومن أجل ذلك فإنه مستعد للتحالف مع خصومه سواء الصدريون الشيعة أو السُنة العرب، وهم يتكتلون ضده في المظاهرات والبيانات التي اشتعلت في الأيام الماضية في أعقاب ملاحقته لزعيم سني آخر، هو وزير المالية رافع العيساوي، بعد أن أقصى تقريبا كل قيادات السُنة، ودخل في مواجهات مع الأكراد في شمال العراق لسبب يبدو مرتبطا برغبة إيران في فتح طريق إلى سوريا لإنقاذ نظام الأسد المحاصر. المالكي همه الوحيد الحكم، وقد أبعد قيادات شيعية مثل إبراهيم الجعفري الأحق منه برئاسة الحكومة، وقطع الطريق على سياسي عاقل هو عادل عبد المهدي، والآن ملتصق بالإيرانيين ومستعد لفعل أي شيء لهم من أجل البقاء في منصبه. ومنصب المالكي لا يماثله ملك أو رئيس، ربما في العالم، فصلاحياته مباشرة على كل الوزارات السيادية، الأمن والاستخبارات والقوات المسلحة والمالية والبنك المركزي والإعلام والقضاء وتصفية «البعث»، ويحاول الهيمنة على الجهة المسؤولة عن مكافحة الفساد، والقائمة تطول. وعندما قال نائب رئيس الوزراء إن المالكي ديكتاتور في لقائه بمحطة «سي إن إن» طرده على الفور من منصبه، وعندما اختلف مع الهاشمي، نائب الرئيس، أيضا، لاحقه بتهم التآمر والإرهاب وسجن حراسه الشخصيين! لن يكون سهلا اقتلاع المالكي من منصبه سواء بالطرق الدستورية، عبر البرلمان، أو من خلال المظاهرات والعصيان، ونحن في بداية طريق طويل لن يكون سهلا على كل العراقيين، وسيعيد العراق إلى المربع الأول، حيث صدام حسين ديكتاتور العراق الذي كلف الولايات المتحدة نحو تريليون دولار وأربعة آلاف قتيل منها في سبيل التخلص منه ومن تركته. سيخرج المالكي لكن بعد أن يدمر البلد كما فعل الأسد.

 

العقدة الساداتية: يتدحرج بشار.. فيتهاوى فلاديمير وينكمش أحمدي نجاد

فؤاد مطر/الشرق الأوسط

تتعامل روسيا في الموضوع السوري وبما يتعلق برأس النظام مثل التعامل الذي تقوم به شركة كبرى إزاء أحد أهم المديرين فيها الذي تصافق على ظهر الشركة طمعا بمردود الصفقة التي أبرمها لمصلحته أو تجاوز الأصول متسببا للشركة بخسائر ضخمة وسمعة بالغة السوء، فتجد نفسها تقرر إعطاء هذا المدير إجازة مفتوحة بحيث إما تهدأ العاصفة فيستأنف هذا المدير عمله وإما تكون خلال هذه الإجازة استنبطت أسلوب إدارة يعوضها ما خسرته ويملأ هذا الأسلوب فراغ ذلك المدير. وما نعنيه بالإجازة المفتوحة بالنسبة إلى الرئيس بشار الأسد هو تحويله إلى شخص يترأس إنما لا يحكم فلا يمارس بالتالي كل هذه الممارسات التي حولت النظام إلى مجموعة منتقمين تعكس المشاهد التي تبثها الفضائيات بالصوت والصورة مدى البغضاء المتبادلة بين أهل النظام والشعب. أما الذي يدير شؤون البلاد والعباد فإنها الحكومة الانتقالية بصلاحيات رئيس الدولة.. مما يجعل روسيا تجترح هذا الحل العجيب من دون أن يستوقف رئيسها أن ما كان جائزا في الأشهر الثلاثة الأولى للأزمة السورية لم يعد ممكنا بعد انقضاء سنتين من الفواجع المتتالية وبلوغ عدد الضحايا ستين ألفا وفق تقرير أممي موثوق لا يشمل أعداد اللاجئين والمشردين ولا الخسائر المادية، كما أن الذي يجعل روسيا تجترح هذا الحل العجيب هو أن الحضور الوحيد المؤثر لها خارج حدودها يقتصر على الورقة السورية وبالذات العلاقة مع النظام وهي بعد السنوات الثلاث الأولى من تسلم الرئيس بشار الحكم وارثا والده الرئيس حافظ الأسد لاحظت أن الالتفاف الأميركي - الأوروبي حول الرئيس بشار ثم كثرة الزيارات المتبادلة بينه وبين الدول الأوروبية ذات التأثير وبالذات بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا يمكن أن يتطور بحيث يقلص من أهميتها، كما لاحظت الترويض اللافت من جانب الإدارة الأميركية لاستقطاب الرئيس بشار وذلك من خلال إيفاد أكثر من مسؤول أميركي إلى دمشق للتمهيد لزيارة يقوم بها إلى البيت الأبيض استكمالا للقاءات منتصف الطريق في جنيف بين والده والرئيس الأسبق بيل كلينتون.

وفي ضوء تحليل لما يمكن أن يحدث مستقبلا وضع الرئيس بوتين في الحسبان احتمال أن يتطور هذا الالتفاف الأوروبي - الأميركي حول الرئيس بشار إلى لحظة مفاجئة وبقرار «بشار الصديق» اعتماد لعبة الرئيس أنور السادات عندما فاجأ قادة الكرملين وهم في ذروة الحرب الباردة مع الولايات المتحدة ويملكون ورقة الوجود العسكري في مصر نتيجة العلاقة الوثيقة مع عبد الناصر (بضع طائرات مقاتلة ميغ متطورة ومائة طيار من النخبة في سلاح الجو السوفياتي ونحو ألف خبير دفاع جوي وصاروخي وبضع محطات إطلاق صواريخ ورادار وكلها من النوع المتطور على أساس أنها في عهدة السوفيات) بأنه وتجاوبا مع مغريات جاءته من وزير خارجية الولايات المتحدة زمنذاك الدكتور هنري كيسنجر أبلغ وزير الدفاع الفريق محمد أحمد صادق يوم 7 يوليو (تموز) 1972 بأمر إخراج الخبراء السوفيات (أي قبل أربعة عشر شهرا من موعد قرره من دون الإفصاح عنه لخوض حرب تحرير سيناء وإنهاء احتلال إسرائيل للضفة الشرقية من قناة السويس الشريان الاقتصادي المهم الذي عطلته إسرائيل متسببة في فقدان مصر عوائد مليارية). وبلغت المفاجأة ذروتها عندما قال السادات للسفير السوفياتي، الذي جاءه مستفسرا عما سيحدث متمنيا عليه إعادة النظر فيما سيقوم به، إنه في موضوع الخبراء لن يعيد النظر لكنه على استعداد لاستبقاء الوحدات العسكرية السوفياتية التي تتولى تشغيل محطات الصواريخ والرادار والدفاع الجوي، إنما تحت القيادة المصرية أي بما معناه ينفذ العسكري الروسي أوامر القائد المصري، وفي حال الرفض تغادر هذه الوحدات الأراضي المصرية قبل 17 يوليو 1972 (أي أمام هؤلاء عشرة أيام فقط للترحيل وهو قرار في غاية الإذلال لدولة عظمى).

واستكمالا من جانبه لورقة الضغط على الاتحاد السوفياتي فإنه من باب الإبقاء على خيط رفيع يربط العلاقات خشية أن ينتهي ملعوب كيسنجر إلى أن السادات فقد جحيم العلاقة مع الاتحاد السوفياتي من دون أن يربح نعيم العلاقة مع الولايات المتحدة (هذا حصل إلى حد ما بعد ذلك) فإنه ارتأى إيفاد الدكتور عزيز صدقي أحد أركان نظامه المطلع منذ عهد عبد الناصر على خصوصية العلاقة المصرية – السوفياتية إلى موسكو ليقترح على قادة الكرملين فكرة إصدار بيان مشترك يخفف من صدمة قرار إنهاء عمل الخبراء السوفيات وذلك بتضمين البيان تسجيل الشكر من جانب القيادة المصرية للدور الذي أداه هؤلاء الخبراء. لكن (والعهدة على الراوي الأمين العام للجامعة العربية محمود رياض) الزعيم السوفياتي الأهم في «ترويكا» الكرملين ليونيد بريجنيف والمصدوم - المخذول مما فعله السادات به رد على الاقتراح الساداتي بما معناه أن مصر هي التي قررت وهي وحدها تسجل الشكر وليس من خلال بيان مشترك. وتدليلا على حدة الغضب والصدمة فإن تعليمات لقائد الخبراء المرحلين وجهت بعدم تسليم المعدات الإلكترونية المتطورة للجيش المصري.

وهذه الثقة بالنفس من جانب السادات تشبه في بعض ملامحها الثقة الملموسة في نفس الرئيس بشار والفريق المحيط به من بعثيين وأمنيين ويعبرون عنها بكلام لا يوحي بالطمأنينة معتمدين في شعورهم بالثقة على أن الكرملين في عهدة الرئيس بوتين لن يكون مع سوريا البشارية مثل الكرملين الشيوعي بزعامة بريجنيف مع مصر الساداتية وأنه لا بد سيأخذ العبرة مما جرى زمنذاك، خصوصا أن علاقة سوريا مع روسيا أكثر ارتباطا من علاقة مصر مع روسيا. وعندما يقرر الرئيس بوتين خلال زيارة الرئيس بشار إلى موسكو في يناير (كانون الثاني) 2005 شطْب أربعة عشر مليار دولار ديونا مستحقة بفعل التراكم على سوريا فإنه يفعل ذلك لقطع الطريق على السعي الأميركي – الأوروبي لاستقطاب الرئيس بشار، ولكي يؤكد أن سوريا هي حصة روسيا في الخارطة المرسومة للشرق الأوسط لتحقيق مخططه الرامي إلى أن يكون «فلاديمير الأكبر» مثل «بطرس الأكبر» أو كما كان الكرملين في عهود «الترويكا» كوابيس على نحو ما حدث في زمن مصر الساداتية التي تسببت خطوة محسوبة من جانب الرئيس السادات (إخراج الخبراء السوفيات وكأنهم مطرودون) في أن أعمدة الهيكل الشيوعي تداعت ثم تهاوت بالتتابع على أيدي غورباتشوف ثم يلتسين ثم بوتين. وأيا كانت طبيعة مخطط الرئيس بوتين فإن الحلم مرشح لأن يصبح كابوسا، ذلك أن روسيا بوتين تفتقد إلى الشعبية في سوريا كما سابقا في مصر.

وبالنسبة إلى سوريا فإن عدم استيعابها لما هو حاصل وكيف أنها في نظر الناس شريكة للنظام في العلاج الأمني التدميري، سيجعل النظام البديل الآتي عاجلا أم آجلا، يفعل ربما أكثر مما فعله السادات، ذلك أن الكرملين الشيوعي تباطأ في تحقيق إصرار النظام المصري على تحرير الأرض ولم يتسبب عمليا في إراقة دم مواطن، لكن كرملين بوتين يشارك النظام البشاري عمليا فيما يمارسه منذ سنتين، حيث إن كل نقطة دم أريقت لطفل أو امرأة أو عجائز أو فتية وشبان وشابات تواقين إلى التغيير وكل تدمير لمنازل ومؤسسات، يتحمل مسؤوليتها الموقف الروسي ومعه الموقف الإيراني كون الاثنين يستطيعان على الأقل إحراج المعارضة أو تشقق صفوفها ووضْع حد لجولات القتل وصولات التدمير جوا وأرضا ومن دون خفقة قلب إشفاقا على أرواح حرم الله قتْلها، لكنهما لا يفعلان ذلك خشية من تغيير سيكون رموزه غير مستعدين لاستمرار العلاقة الحالية معهما وبحيث ينزع التغيير ورقة المعاهدة من كتاب العلاقات ويرحل الخبراء ويودع الأسطول ومن دون أن يعترض الجمْع السوري على ذلك. وعلى هذا الأساس يصبح جائزا القول إن العقدة الساداتية هي التي تتحكم في موقف الطرفين ويمكن تلخيصها بالمعادلة الآتية: يتدحرج بشار... فيتهاوى فلاديمير وينكمش محمود أحمدي نجاد. والله أعلم.

 

استمع لعلاوي وليس للدوري

طارق الحميد/الشرق الأوسط

تلقت الساحة العراقية خطابين في اليومين الماضيين، كلاهما على طرفي نقيض، وذلك على أثر المظاهرات التي تكبر يوما بعد الآخر ضد نوري المالكي.. فهناك خطاب طائفي بامتياز، وهو خطاب عزة الدوري الفار منذ سقوط صدام حسين، والخطاب الثاني الذي يمثل وجهة نظر رجل دولة هو خطاب الدكتور إياد علاوي، فلمن يجب أن يستمع العراقيون؟

بالطبع فإن الخطاب الذي يجب أن يحظى بالاستماع، والاهتمام، هو خطاب إياد علاوي الذي يهدف إلى تصحيح المسار السياسي، ووضع حد لانزلاق العراق ككل إلى أتون الطائفية، والفشل السياسي وسط صراعات عطلت البلاد ككل، وألحقت الأذى بجميع مكوناتها. خطاب علاوي هو خطاب من يبحث عن مخرج للأزمة، ويقدم حلولا، أما خطاب الدوري الذي بث بشريط مسرب فهو خطاب طائفي مقيت لا يقدم إلا الدمار للعراق. خطاب الدوري وصفة خراب، أما خطاب علاوي فهو وصفة دواء، والفارق كبير. وعليه، فإن سُنّة العراق تحديدا، وعلى المستويات كافة، عليهم أن يتعلموا من أخطاء السنوات السبع الماضية بكل ما فيها؛ فالظلم لا يرفع بالطائفية، والعنف، والمقاطعة، ولو كان الخصم يمارس كل ذلك، ويتعنت به. صحيح أنها نصيحة قاسية، لكن لا بد أن يستمع لها سُنّة العراق اليوم، وخصوصا أنهم لا يقفون وحيدين أمام تصرفات الحكومة العراقية الحالية، بل إن هناك مجاميع عريضة في العراق تقف معهم، سواء من الأكراد، أو الشيعة، أو القوى المدنية السياسية، والتي يمثل خطاب علاوي مظلة لها، أما خطاب الدوري، وحديثه عن الصفوية، والخمينية، والهيمنة الفارسية، فإنه سيعيد العراق كله إلى المربع الأول بعد سقوط صدام حسين، حيث يتحزب كل طرف لجماعته، أو طائفته، وهذا خطأ قاتل. المفروض على جميع العراقيين، وتحديدا السُنّة الآن، الاستجابة لكل يد ممدودة للمساعدة على خروج العراق من مأزقه، وتفويت الفرصة على كل أعداء العراق، سواء الطائفيون مثل الدوري، أو إيران وأتباعها، وذلك من أجل تصحيح مسار العملية السياسية، وتنقيتها من الطائفية المقيتة، وإفشال مشروع الديكتاتورية الجديدة في العراق اليوم. فطالما أن مقتدى الصدر، رغم كل المآخذ عليه، قد صلى في مسجد السنّة، ومد اليد لهم لإفشال مشروع الديكتاتورية الجديدة، فالواجب، سياسيا، هو الرد على التحية بأفضل منها، وهذا يعني مزيدا من الوعي السياسي؛ فالدرس الذي لم تتعلمه منطقتنا كلها، وليس العراق وحده، للأسف، أنه في معركة الإقصاء لم ينجح أحد. فلن ينجح السنّة في إقصاء الشيعة، كما لن ينجح الشيعة في إقصاء السنّة، ولو استعانوا بإيران، وإنما سينجح الجميع عندما يتم بناء عراق واحد موحد لكل العراقيين، وبعدها فإن ما لله لله وما لقيصر لقيصر، وإن أغضبت هذه العبارة الشتّيمة، بكل مستوياتهم، حيث إن الشتامين باتوا على كل المستويات الآن في منطقتنا. وكما قلنا في مقال سابق، فقد تسعى إيران لإخراج المالكي، وقبل الأسد، لتفويت الفرصة على من يريدون إبعاد بغداد عن طهران، وأفضل وسيلة لقطع الطريق على الإيرانيين، وغيرهم، هي التصرف بوعي سياسي عقلاني بعيدا عن الطائفية، والطائفيين، وهذا لا يتحقق إلا إذا تذكرنا أن خطاب الدوري هو وصفة خراب، بينما خطاب علاوي هو وصفة دواء.

 

خيارات "حزب الله" بعد سقوط النظام السوري

مهى عون/السياسة

إن فرضية سقوط النظام السوري, التي هي حالياً في طور التحول إلى واقع ملموس ميدانياً, باتت تثير الكثير من التوقعات حول تداعيات هذا السقوط على الصعيدين الإقليمي والدولي, يأتي في مقدمها تلك التي ستطاول ستراتيجية "حزب الله" المتعلقة مباشرة بالمشروع الإيراني التوسعي المعروف أو ما كان يسمى"الهلال الشيعي".

 ومن الطبيعي ألا تكون فرضية هذا السقوط الوشيك خفية على إيران و"حزب الله", بدليل ما نحن بصدد مشاهدته اليوم من تحول تدريجي ملموس في مقاربته لمختلف المسائل الداخلية والخارجية, تحول يظهر بشكل تأقلم وتماشي سلس لسياسة الحزب مع المستجدات في سورية ربما بهدف الوصول في نهاية المطاف إلى التخلي, ولو مرحليا عن غالبية ستراتيجيته السابقة, بانتظار إعادة التمكن من الساحة اللبنانية من جديد. وقد يكون التوصل إلى فرض قانون انتخابي مناسب, هو المدخل الذي يراهن عليه الحزب حالياً ويجهد من أجله بواسطة تحريك بوقه الجنرال عون, حيث إن إعادة التموضع فالاستمرار بممارسة القبضة الحديدية على النظام اللبناني الركيك أصلاً, لن تؤمنها سوى غالبية برلمانية تمهد للتحكم بنوعية وشكل الحكومة المقبلة. بمعنى آخر من الوارد تخلي الحزب مرحلياً عن تدخله في السياسات الإقليمية, والانكفاء عن دوره التخريبي المعهود, لاسيما في البحرين وفلسطين والعراق ومصر واليمن وسواها من البلدان, إلى حين يؤسس لمرحلة جديدة في لبنان تكون أرضية صلبة له لانطلاقة إقليمية متجددة.

بمعنى آخر قد تكون "اللبننة" أو التركيز على التمكن من الداخل اللبناني هي الوسيلة الوحيدة المتاحة اليوم أمام "حزب الله" للخروج من مأزق سقوط النظام السوري الحليف الستراتيجي الأول. وهو ما بات يرشح تدريجيا من خلال خطب نصر الله الأخيرة المتسمة بطابع الترشيد والاعتدال, وقد تكون مبادرة "حماية الرأس" هذه مرحلية على خلفية انتظار حصول متغيرات إقليمية ما. إن الليونة والنعومة في خطاب نصر الله منذ يومين لهما خير دليل على نهج جديد في الخطابة والسياسة, عنوانه الحد من أضرار سقوط النظام السوري.

إلا أن ذلك لا يعني ان الحزب والمخططين في داخله ليسوا على دراية باحتمال عدم حصولهم على الأكثرية في الانتخابات البرلمانية في لبنان, لذا قد لا يكون مستبعداً, والعقل الإيراني على ما نعرفه من الدهاء والحيلة, أن يكون مخططو ستراتيجيات الحزب بصدد التحضير لسيناريو آخر يشكل نوعاً من الهروب إلى الأمام لعدم مواجهة تداعيات هذا السقوط, وذلك طبعاً إن التهديد ليس فقط من الداخل اللبناني, بل وأيضاً من يقينهم بأن الحزب وحلفاءه, يشكلون "الرقم 2" على لائحة التصفيات المدرجة من قبل المعارضة السورية. من هذا المنطلق تذهب بعض النظريات إلى ان الحزب قد يلجأ لافتعال حرب إقليمية انطلاقاً من الجنوب اللبناني, ربما بانتظار حلول سيناريو يشابه السيناريو الذي حصل في العراق بعد سقوط النظام ومكن إيران من استعادة نفوذها وسيطرتها عليه غداة الانسحاب الأميركي.

كما تذهب هذه النظريات إلى ان فترة الانتظار هذه قبل افتعال الحرب قد لا تطول, بسبب أن إيران لا يمكنها البقاء طويلاً في حالة من التراجع والإحباط, وهي بحاجة إلى الورقة اللبنانية, وخصوصاً لإحكام السيطرة على الجنوب في سياق عملية تفاوضها مع المجتمع الدولي بخصوص برنامجها النووي. وفي هذا السياق تأتي مؤشرات التحضير لهذا الخيار البديل, عبر بعض المصادر الاستخباراتية, التي كشفت في الآونة الأخيرة عن عملية وصول صواريخ روسية وكورية شمالية أرض-أرض من سورية إلى جنوب لبنان, كما أشارت المصادر نفسها إلى عملية نقل رؤوس كيماوية من قبل مخازن الجيش السوري إلى مخازن "حزب الله" في لبنان , وتميل الترجيحات إلى احتمال تفادي "حزب الله" التورط في قتال داخلي يخسر بسببه المزيد من رصيده على الصعيد اللبناني, مؤثراً الحرب المفتوحة مع إسرائيل التي هي أسلم وأضمن لصورته المقاومة.

والمتوقع بالتالي هو لجوء "حزب الله" إلى حالة الهدوء والانكفاء النسبي بانتظار الضوء الأخضر من إيران قبل المضي بأي مشروع قتالي. فسقوط النظام السوري سيغير مجمل المعادلة الخارجية المتعلقة بالسياسة الإيرانية في المنطقة. يبقى أنها ما زالت حتى الساعة مرتاحة لوضعها على الساحتين اللبنانية والعراقية. ورغم زعزعة قبضتها في لبنان, بسبب دنو مرحلة سقوط النظام السوري فهي ما زالت تتمتع بالقبضة على العراق, وإلى حين تغيير المعادلة في العراق تظل احتمالات الصمود الإيراني قائمة بوجه "تسونامي" سقوط النظام السوري.

يبقى سؤال ألا وهو: هل إسرائيل هي على استعداد لخوض معركة حربية فقط لتأمين استمرار صورة الحزب المقاوم? هل ستؤمن تحقيق هذا السيناريو البديل خدمة له ولإيران فتخوض معركة يفرض توقيتها عليها فرضاً? هل إسرائيل هي على استعداد وقابلة أن تقدم للحزب لتخليصه من مأزقه هدية مجانية تكون على حسابها خراباً وتدميراً? الجواب سهل, وهو أن إسرائيل لم تظهر يوماً بمظهر الجمعية الخيرية التي تعمل فقط لتأمين صورة "حزب الله" المقاوم, ولم تسع يوماً لتأمين استمرار هيمنة إيران الستراتيجية, بل على العكس, تعتبرها العدو اللدود الأول.

 *كاتبة لبنانية

 

هيثم المالح لـ"السياسة": السلاح الروسي والإيراني قتل 60 ألف سوري وسأل الزعماء العرب: ماذا تقولون لرب الأشهاد عن هذه المجازر

القاهرة - عاطف عبد الرحمن: السياسة

يلقب بشيخ الحقوقيين السوريين, ويشغل منصب الأمين العام لمجلس أمناء الثورة السورية, وهو عضو الجمعية السورية لحقوق الانسان ورئيسها السابق, ورئيس مؤسسة المالح لحقوق الانسان, تتنوع أفكاره ما بين الليبرالية والدينية, وبسبب خلفيته الدينية, فانه غير مرغوب فيه من النظام العالمي. أصدرت السلطات السورية في العام 1966 قانونًا خاصًا سرح بسببه من عمله كقاض, فعمل محاميا وما زال حتى الآن, كما اعتقل 6 سنًوات في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد بسبب مطالباته بالاصلاحات الدستورية, وبسببها أيضًا اعتقل في عهد الرئيس بشار.

حول مستجدات الأوضاع في الأراضي السورية, ومستقبل السوريين وانتهاكات حقوق الانسان ومصير نظام بشار الأسد ورؤيته لكيفية التعامل مع الأزمة في المرحلة المقبلة التقت "السياسة" مع المستشار "هيثم المالح" المحامي, وكان هذا الحوار.

 لم أشكل الحكومة حتى يقال عنها انها "ولدت ميتة"

  أدعو الى اختطاف رعايا الدول التي تساند النظام الأسدي

  لا حل لرحيل بشار سوى استخدام القوة ضده

 كيف ترى موقف الدول العربية من مصالح الاستعمار وأجنداته بالمنطقة العربية?

  معلوم أن الاستعمار يمرر مصالحه من خلال الأنظمة الاستبدادية السلطوية, فبعد الوحدة بين مصر وسورية عام 1958 اشترط آنذاك الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حل جميع الأحزاب السياسية, لأنه تأكد أن أمنه يقوم على فكرة الاستبداد السياسي, وهو ما كرس لميلاد المصالح الاستعمارية في المنطقة التي كانت وقتها مقسمة بين الاتحاد السوفيتي وأميركا.

  ماذا عن خلفيات الاستبداد في سورية وكيف بدأ?

  بدأ النظام البوليسي عهده الحقيقي في سورية عقب تولي عبد الحميد السراج وزارة الداخلية والذي أذاب المعتقلين في غياهب المعتقلات والسجون بأحماض الأسيد وحمض النيتريك, وبعد فشل وحدة استمرت 3 سنوات بين مصر وسورية تولى ناظم القدسي رئاسة الدولة وقتها, ثم حدث انقلاب جديد عليه وآلت الأمور الى حكم البعث في عام 1963 والذي أعلن بدوره حالة الطوارئ في البلاد وصادر الحريات وقمع كل الأصوات المعارضة المطالبة بالتغيير نحو الأفضل, وفي عام 1964 بدأت أحداث حماة وعصيان مدني تم بعده قصف مسجد السلطان الذي يعد أقدم الجوامع بالمدينة.

  هل استمر القمع بعد ذلك?

  نعم, ففي عام 1965 تم قصف المصلين داخل المسجد الأموي بقيادة "سليم حاطوم" الضابط البعثي الشهير, ثم استفحل الأمر بعد تولي حافظ الأسد وزارة الدفاع عام 1967 وبيعه الجولان لاسرائيل بأرخص الأثمان نظير أن يهادنوه ويتركوه ومن يخلفه على رأس سدة الحكم السوري, وبعد تولي بشار طالبته كثير من القوى السياسية والوطنية بالاصلاحات والغاء القوانين الخاصة باعدام المخالفين مثل المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين, الا أنه لم يستجب لهم, ومع "ثورات" الربيع العربي انفجرت شرارات الثورة على الحكم البعثي الأسدي.

 أمن اسرائيل

   لماذا استمر النظام السوري في الحكم حتى هذه اللحظة?

  يعد نظام بشار الأسد من أفضل الأنظمة السياسية لأمن اسرائيل وأكثرها فائدة سياسية ومنفعة عسكرية, ففي العام 2005 أراد جورج بوش رئيس أميركا السابق اسقاط النظام السوري, وكان أول من تصدى له وقتها رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون, كما حدث استفتاء محلي وداخلي في الجولان مع المستوطنين أكدوا خلالها أنهم يريدون بقاء نظام بشار في الحكم.

   لماذا تريد اسرائيل بقاء بشار في الحكم?

  كان "ليبرمان" وزير الخارجية الاسرائيلي, قد صرح منذ فترة بقوله: "أي تغيير في النظام السوري يجب أن يحافظ على بقاء الجولان تحت سيطرتنا", وهذا هو الهدف من بقاء بشار.

   كيف ترى الوضع الدولي?

  ساعد على بقاء النظام السوري حتى الآن الدعم الدولي له من قبل ايران وروسيا والصين, فروسيا تزوده بكل أنواع الأسلحة وايران تمده بأجهزة تنصت وبالرجال والعتاد, فقد صرح المرشد الأعلى للثورة الاسلامية علي خامنئي أن ايران تؤيد خطة بشار لانهاء الأزمة, أي أنها تؤيد القتل الممنهج والارهاب المشرعن.

   ما رأيك في مساندة روسيا لنظام بشار?

  اعتبر كل مواطن روسي يدب بقدميه على الأراضي السورية هدفا مشروعا للثورة السورية ضد نظام الأسد, خاصة أن روسيا تحارب الشعب السوري وتمد نظام بشار بكل أنواع الأسلحة ومنها ما هو محرم دوليا, وبفضل الفيتو الروسي في مجلس الأمن الدولي قتل أكثر من 60 ألف شخص في سورية.

   لماذا تدعو ليكون الروس أهدافا للثورة?

  حينما أدعو الى اختطاف رعايا الدول التي تساند النظام الأسدي, فلا يعتبر هذا خرقا لحقوق الانسان لأنه طبقا لمعاهدة "جنيف" يعتبر كل مدني يساند الاحتلال والارهاب هدفا مشروعا, وروسيا لا تعتبر ما يحدث ثورة وتطلق على قوى الثورة عصابات وتدعم النظام لوجيستيا وتمده بالعتاد وتسانده في مجلس الأمن وكذلك ايران, وقد أنشئ ائتلاف المحامين الأحرار في سورية واخترت رئيسا له بالانتخاب, ومن موقعي أدعو كل محام حر في سورية للانضمام الى هذا الائتلاف, ومحاربة روسيا وايران وكل من يقف خلف نظام بشار.

 احتواء الأزمة

    هل هناك محاولات ايرانية وروسية لاحتواء الأزمة في سورية?

  تلقيت دعوة لزيارة "موسكو" من سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي ورفضتها كما رفضت دعوة ايرانية مماثلة لأنهم قتلة ويمدون بشار بتكنولوجيا متطورة في مجالي الاتصالات والأسلحة, كما أن ايران تمد النظام برجال الحرس الثوري الذين دخلوا البلاد وارتكبوا جرائم قتل وارهاب, بخلاف مد النظام الايراني لنظام بشار بمبلغ 10 مليارات دولار حتى يمكنه الانفاق على تنفيذ جرائمه ويستمر في مقاومة الثورة السورية.

   هل تؤيد اللجنة الرباعية لحل الأزمة السورية وكون ايران طرفا فيها?

  لا أقبل لايران أي دور في حل أزمة سورية, فهذه الدولة التي ثارت على ظلم نظام الشاه أصبحت هي التي يقودها مجموعة "آيات" أيدوا نظام حافظ الأسد وما زالوا يدعمون بشار رغم قتله أكثر من 70 ألف سوري, بل وتتكتم على جرائمه.

   كيف تقيم تصريح رئيس الوزراء العراقي أن سقوط بشار يعني حربا في المنطقة?

  النظام العراقي يقوم على كتل سياسية متناحرة, فهناك الأكراد والشيعة الذين يقودهم نوري المالكي وهو أحد عملاء ايران في المنطقة العربية, وهناك السنة الذين يؤيدون الشعب, فتصريحات المالكي لا تدل على نظام كامل له السيطرة, لكنه توجه أيديولوجي تابع لايران الراضية عن نظام الحكم.

   هل ترى أن هناك قوى تريد اطالة أمد المعركة في سورية وتمد الأطراف المختلفة بالأسلحة?

  تقع كل يوم الكثير من الجرائم ونفقد المئات من المدنيين العزل جراء القصف والقتل واستهداف الأبرياء وهناك ما يزيد على 2700 طفل شهيد دون سن 12 عاما, و2500 سيدة مقتولة, و1700 حالة اغتصاب لفتيات أقل من 12 عاما, والتساؤل: الى متى الصبر عليه من المجتمع الدولي? لهذا نطالب العالم أجمع بتقديم الحلول للأزمة السورية, لكن الحل لا يكون في تزويد النظام بالأسلحة.

   هل يمكن للمعارضة طلب تزويدها بالأسلحة من الدول العربية?

  طلبنا وما زلنا نطلب من مصر ودول الخليج العربي وغيرها امدادنا بأسلحة نوعية مضادة للطائرات والدبابات حتى يتمكن الجيش السوري الحر من انهاء هذه المشكلة, فليس هناك حل سوى استخدام القوة ضد النظام خاصة بعد تصريح مصطفى طلاس: "اننا أخذنا الحكم بالقوة, ولن نخرج منه الا بالقوة".

   ما تقييمك للدور المصري حيال الأزمة السورية?

  كان دور الرئيس المصري رائعا, عندما قام بتوجيه رسالة الى المعارضة من أجل التوحد على كلمة واحدة في وجه النظام في مؤتمر دول عدم الانحياز الأخير والتي حرفها التلفزيون الايراني لصالح أهدافه وبما يخدم بشار الأسد, كما كانت كلمات الرئيس المصري في مؤتمر وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية, وأوامره بمساواة الطلاب السوريين بالمصريين في الدراسة بمصر تمثل سعيا مصريا لحل الأزمة السورية.

   هل تكفي المؤتمرات المنددة بالنظام لحل الأزمة?

  أنها خطوات غير كافية فالعرب منذ وقت بعيد وهم يجيدون كلمات الشجب والاستنكار والرفض والادانة, وقد طالبت بوقف التمثيل الديبلوماسي وسحب السفراء من العاصمة دمشق وطرد السفراء السوريين من دول أوروبا والعالم العربي, لمحاصرة النظام سياسيا وكشفه ديبلوماسيا وسياسيا كما تم كشفه اعلاميا, وهو ما رفضته دول أوروبا وتبين بعد ذلك مدى خطورة ذلك وفاعليته, وهو ما أكدته احدى العضوات في البرلمان الأوروبي والتي قالت "لو استمعنا الى هيثم المالح من قبل ما كنا وصلنا الى هذه المرحلة من تفاقم الأوضاع في سورية".

  ما الأسباب التي تحول دون توحيد صفوف المعارضة السورية?

  النظام الاسدي استفحل واستبد وطغى وتجبر طيلة 50 عاما وأكثر حتى أن أوامر الاعتقال باتت تصدر بالشبهة, وأصبح هناك حالة أشبه بالتصحر السياسي بسبب غياب القيادات الفاعلة على أرض الواقع, فقبضة الحكم القاسية أشعرت الجميع بالخوف وقضت على فكرة التجمع والتوحد.

   البعض يرى أن الجيش الوطني متآمر على الجيش الحر?

  لا أؤيد فكرة التآمر على الاطلاق لكنها من الأخطاء التي وقعت فيها الثورة, لأن من ينشق الآن لا يمكن مساواته بصاحب السبق والمساعدة في قدح شرارة الثورة ضد نظام بشار, لذا أطالب الجميع بأن يركب قطار الثورة وعلى رياض الأسعد أن يقرب وجهات النظر مع الجيش الوطني من أجل الصالح السوري العام.

  هل انشق مجلس أمناء الثورة عن المعارضة السورية, تحديدا المجلس الوطني?

  تشكل مجلس أمناء الثورة من 45 شخصية مستقلة لا تنتمي لتنظيم سياسي, معظمهم يعيشون في الخارج بجنسياتهم الأصلية, ما يجعلهم أكثر تحررا من التبعية السياسية, كما أن أكثرهم حقوقيون وسياسيون واقتصاديون, تمكنوا من قيادة هذه المرحلة الفارقة بشفافية, على عكس المجلس الوطني الذي تتعدد به التجاذبات السياسية وتجعلهم غير مؤهلين لقيادة المرحلة.

   هل تعتقد أن المجلس الوطني السوري خذل الثورة?

  نعم خذل الثورة لأنه لم ينفذ مطالبها, وبسبب فرقة المعارضة وكثرة مشكلاتها استمر شلال الدم في البلاد, وقد طلبت من برهان غليون رئيس المجلس - وقتها - أكثر من مرة الاجتماع في القاهرة والاتصال بقادة وأنظمة العالم واتخاذ القرارات الفاعلة لوقف نزيف الدماء اليومي الا أنهم أصروا على التفرق والتشرذم والبقاء متناحرين في دول أوروبا وغيرها.

   ألهذا السبب قدمت استقالتك منه?

  أحب العمل وخدمة وطني جدا بشفافية ونزاهة واخلاص, ولا أقبل أنصاف الحلول في أزمة كهذه, والمجلس الوطني - للأسف الشديد - لا يعمل بنفس المستوى من الشفافية والنزاهة, حيث يفضلون طريقة المحاصصة والتجاذبات السياسية والحزبية, كما أن المكتب التنفيذي للمجلس الوطني استولى على كل شيء, وعطل كل الاجتماعات كما أنهم لم يقدروني وأنا أقدمهم في العمل وأكبرهم سنا, واختاروا برهان غليون بدلا مني لرئاسة المجلس, وقد يكون السبب أني غير مرضي عني دوليًا بسبب خلفيتي الاسلامية.

   هل كان ذلك سببا في محاولة تكوين الحكومة الانتقالية في القاهرة?

  لم يتم تكوين حكومة انتقالية, فقط طرحنا الفكرة وبعد تكوين مجلس الأمناء كلفت من قبل المجلس لاجراء مشاورات مع كثير من القوى السياسية والشخصيات الفاعلة مثل برهان غليون ورياض شقفي المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين, كذلك تناقشت بشأنها مع الأخضر الابراهيمي والدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية وبعض المسؤولين المصريين, لكن مازالت المشاورات تجري حتى الآن لتشتت المعارضة في عدد من دول العالم.

  لماذا قال الجيش الحر ان حكومة المالح ولدت ميتة?

  لم أشكل الحكومة حتى يقال عنها أنها "ولدت ميتة", والجيش الحر لم يقل ذلك, لكن رياض الأسعد تحدث عن الحكومة التي شكلتها بعض الكتائب الجيش بالداخل ووضعوا اسمي بها.

 تنظيم القاعدة

   هل تعتقد أن تنظيم القاعدة تمكن من سورية?

  لم يعد للتنظيم بعد رحيل أسامة بن لادن وضع قوي على الأرض, فقد أصبح منظومة مخترقة ومنقسمة على نفسها ومشتتة على أكثر من دولة, وذلك لا يعني أننا نمنع دخول المجاهدين الى سورية, بل نرحب بكل يد تساعدنا في ردع الظلم الأسدي وحماية الشعب السوري من القتل والتخريب والتدمير, وان كنا لا نحتاج الى الرجال والسواعد بقدر ما نحتاج الى السلاح الرادع لقوات النظام السوري, فلا حل سوى استخدام القوة ضد هذا النظام.

  ما الرسالة التي توجهها الى حكام العرب والمسلمين?

  اذكر كل حاكم عربي ومسلم بالآية الكريمة "فَاِنَهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَتِي فِي الصُدُورِ", ألا تتابعون المجازر في سورية وقصف المآذن وهدم المساجد على رؤوس المصلين ووطء المصاحف وتمزيقها?! انكم مسؤولون أمام الله عز وجل وشعوبكم, ماذا ستقولون لرب الأشهاد يوم الحساب?! خاصة أن الشعب السوري يذبح على يد عصابة لا تخشى الله تعالى وهو ما يعكس أيادي ايران واذكرهم بقول الله تعالى "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".

 

الراعي: ايعقل ان لا يتحاور المسؤولون في الامور المصيرية؟ اللبنانيون بحاجة ان يعيشوا الامن لا بالتراضي ولا تحت رحمة السلاح

وطنية - دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي المؤمنين والمشاركين في القداس واللبنانيين جميعا الى العيش بسلام مع الله والذات، ومع بعضنا البعض وتعزيز روح الاخاء والوحدة، ونبذ العداوة والانقسام"، لافتا الى "ان لبنان بحكم تكوينه ونسيجيه الاجتماعي المتنوع، يمتاز بانه وطن حوار، وان اللبنانيين محكومون بالحوار"، مشددا على "اهمية الحوار، لان اللبنانيين بحاجة الى حوار على الصعيد الوطني، حوار حقيقي ينهي الانقسام السياسي الذي يشطر البلاد الى شطرين متناقضين، وان يعيشوا الامن لا بالتراضي ولا تحت رحمة السلاح الذي هو خارج لسلطة الدولة".

وسأل الراعي: "ايعقل ان لا يجلس المسؤولون السياسيون الى طاولة الحوار للبحث في الامور المصيرية؟ وناشد المثقفين ومعلمي الجامعات وذوي الاختصاصات الى تنظيم "ندوة دائمة للحوار الوطني تطرح المشاكل الوطنية وتساعد على تكوين راي عام موضوعي وسليم يوفر حلولا وثقافة وطنية للشعب اللبناني".

وكان الراعي تراس قداس عيد "الدنح" اي الغطاس في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطرانان بولس الصياح وسمير مظلوم، امين سر البطريرك المونسنيور نبيه الترس والقيم البطريركي العام المونسنيور جوزف البواري، في حضور قائمقام كسروان - الفتوح جوزف منصور، وفد من عائلة آل كلاسي، اعضاء من هيئة قضاء كسروان في التيار الوطني الحر ومنسقيه برئاسة جورج دغفل وعدد من المؤمنين .

العظة

بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان "لما اعتمد للشعب كله، اعتمد يسوع ايضا"، هذا نصها: "عيد الغطاس الذي تحتفل به الكنيسة اليوم هو تذكار معمودية يسوع في نهر الأردنّ على يد يوحنّا المعمدان، ونبارك فيه الماء بركة لبيوتنا وتذكاراً لمعموديتنا بالماء والروح. ويُسمّى أيضاً عيد الدنح، واللفظة سريانية تعني الظهور الإلهي. فساعة اعتماد يسوع ظهر الله الواحد والثالوث: الآب بالصوت، والابن يسوع المسيح الذي سمّاه الصوت "الابن الحبيب"، والروح القدس الذي نزل في صورة جسديّة مثل حمامة. لكن الظهور الإلهي الأول كان في الميلاد. ولذلك ما زالت الكنيستان الأرمنية والقبطيّة تُعيِّدان الميلاد والغطاس معًا، كما كانت العادة القديمة. فإنّنا نُهنّئهما بالعيد مع أخلص التمنّيات. يوجد رابط لاهوتي بين معمودية يسوع والظهور الإلهي الثالوثي. فكان الظهور الإلهي إعلاناً لألوهية يسوع وقدسيته البريئة من أي خطيئة شخصية، هو الذي مشى مع الخطأة لقبول معمودية يوحنا كعلامة للإقرار بحالة الخطيئة وللتوبة. "فلمّا اعتمد الشعب كلّه، اعتمد يسوع أيضاً. وفيما كان يصلّي، نزل عليه الروح القدس، وجاء صوت من السماء يقول: "أنت هو ابني الحبيب، بك رضيت" (لو3: 22).

2. إنّنا نرحّب بكم جميعاً، ونُحيّي بنوعٍ خاص عائلة آل كلاّسي وهيئة قضاء كسروان ومنسّقي التيار الوطني الحر. ونشكر الله على إنهاء ما كان عالقًا من أجل عودة أهالي بريح، واستكمال المصالحة في الجبل. إنّنا نهنّئكم جميعًا بعيد معمودية يسوع التي تذكّرنا بمعموديتنا، التي منها هويتنا المسيحية ورسالتنا. الهوية هي ولادتنا الثانية من الماء والروح، وقد جُعلنا خلقاً جديداً إذ صوّرنا الروح القدس على شبه المسيح، فدُعينا "مسيحيين". بهذه الولادة الجديدة أصبحنا أعضاء في جسد المسيح الذي هو الكنيسة، ما يعني أنّ المسيح حاضر في المجتمع من خلالنا، نحن أعضاء جسده الروحيّين، ويواصل عمله الخلاصي بواسطتنا. كما تعني عضويتنا في جسد المسيح الالتزام بالشركة في بُعدَيها: العمودي أي الاتّحاد مع الله بالمسيح، والأفقي الوحدة بين جميع الناس. أمّا الرسالة فهي الشهادة لمحبة المسيح بالأفعال والمبادرات والمواقف.

3. الهوية والرسالة هما الشركة والشهادة، موضوع الإرشاد الرسولي الذي تسلّمناه من يد قداسة البابا بندكتوس السادس عشر، أثناء زيارته التاريخية إلى لبنان في شهر أيلول الماضي، وعنوانه: "الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة". يؤكّد هذا الإرشاد الرسولي أنّ هوية الشركة تقتضي منا، نحن اللّبنانيين وأبناء هذا الشرق أن نعيش بسلام مع الله والذات ومع بعضنا البعض. وهذا يقتضي منّا الإرتداد إلى الله، من أجل أن نعيش الغفران والمصالحة في محيطنا الاجتماعي، فنصبح هكذا أبناء الله بحكم المعمودية ومسحة الميرون، وبالعيش في سلام مع الآخر المختلف بتواضع وصبر. وحدهم المتواضعون الودعاء ينعمون بوفرة السلام الذي لا يُسبر غوره، كما نقرأ في المزمور 37: 11. إنّ المسيح، الذي دشّن بميلاده حالة الشركة، قد أسّس الأخوّة الحقيقيّة بين الناس، التي تنبذ الانقسام والعداوة. كتب بولس الرسول: "المسيح هو سلامنا، فقد جعل من الجماعتَين، بعدما أحلّ السلام بينهما، إنساناً جديداً واحداً، وأصلح بينهما وبين الله إذ جعلهما جسداً واحداً بالصليب، وبه قضى على العداوة" (أفسس2: 14-16) (الإرشاد الرسولي، 10).

4. هذه هي ثقافتنا المسيحية، أن نعزّز روح الإخاء والوحدة، وننبذ العداوة والانقسام. ثقافة نعمل على تطبيقها، كرسالة يحتاج إليها مجتمعنا اللبناني ومجتمعاتنا في الشّرق الأوسط. إنّنا ندعو المسيحيّين، ولا سيّما الذين يتعاطون الشأن السياسي أن يعملوا بمقتضيات معموديتهم، بشجاعة ومن دون خوف من الناس، أو من التضحية ببعض المصالح الشخصية والفئوية التي تبقى صغيرة جدّاً أمام كبر نتائج المصالحة والتلاقي والحوار وتوطيد أواصر الشركة والوحدة. كيف يمكن أن أكون مسيحيّاً، وأعيش في حالة الانقسام والعداوة، أو أحرّض عليهما، أو لا أعمل على إصلاحهما؟

العمل السياسي هو "الطريق الصعب لعيش الالتزام المسيحي في خدمة الآخرين"، على ما قال المكرّم البابا بولس السادس. فهو يقتضي الوحدة في حياة رجل السياسة بحيث يجمع بين الإيمان المسيحي والحياة، بين العلم والوحي الإلهي، ويتمّم واجباته الزمنية منقاداً لروح الإنجيل (شرعة العمل السياسي في ضوء تعليم الكنيسة وخصوصية لبنان، ص 23).

5. إنّ يسوع المسيح، ابن الله القدّوس المجهول من الناس في ألوهيته، مشى مع الخطأة المعروفين نحو يوحنا المعمدان في نهر الاردن، ملتمساً معمودية التوبة، وهو لم يرتكب أي خطيئة. لكنّه فعل ذلك لكي يتضامن مع الخطأة ويحمل خطاياهم، ويتفهّمهم، ويحاورهم حوار الحقيقة والمحبة، من أجل أن يهديهم إلى نور الله الخلاصي، وسيموت على الصليب فدىً عنهم وعن البشرية الخاطئة. فكان الحوار بين السماء والأرض، بين الله والبشر بالظهور الإلهي الذي سمعناه في الإنجيل، وكانت الدعوة إلى الحوار مع الله والناس.

6. لقد أقام يسوع حوار الحقيقة والمحبة مع العديدين كما يروي الإنجيل. تحاور مع نيقوديمس رئيس اليهود الذي قصده ليلاً خوفاً من انتقاد الفريسيين وملامتهم. كان حوارًا وجدانيًّا إلتماسًا للحقيقة. فطلب نيقوديموس من يسوع التعليم الصحيح "لأنّ الله أرسله معلّماً". فحاوره يسوع عن الولادة الثانية من الماء والروح من أجل الدخول في شركة مع الله والناس (يو3: 1-6).

تحاور مع زكا العشار الخاطي العمومي المعروف، الغارق في ثروته وظلمه، فدخل بيته وجلس إلى مائدته، مرتضياً انتقاد الفرّيسيين في الخارج وتذمّرهم. فكان حوار توبة كاملة بلغها زكّا، ما جعل يسوع يقول: "اليوم دخل الخلاص هذا البيت" (لو19: 9).

تحاور مع المرأة الكنعانية في نواحي صور، حواراً قاسياً وجارحاً ولكن بطوليًّا، إذ اندهش يسوع من إيمان هذه المرأة الوثنيّة التي أصرّت على أنّه قادر على شفاء ابنتها، فكان الشفاء(متى 15: 21-28 ).

تحاور مع السامرية على بئر يعقوب، حوارًا صبورًا بالرغم من أنَّ المرأة رفضت أن تسقيَه ماء من جرّتها بسبب العداوة بين السامريين واليهود. وبدأت الحوار معه بشيء من السخرية والكذب. لكنَّ يسوع واصل الحوار بصبر فأدّى إلى اكتشافها أنه هو النّبي والمسيح المنتظر، وراحت تشهد عنه أمام أهل السامرة، فتقاطروا إليه وآمن به الكثيرون.

تحاور مع الأعمى والأبرص، حوار رحمة وشفاء، وكلاهما منبوذان من المجتمع، فأدرك الأعمى أنّ يسوع يستطيع أن ينعم عليه بالنظر. فلمّا ناداه الأعمى: "يا ابن داود ارحمني"، سأله يسوع: "ماذا تريد أن أصنع لك"؟ فأجاب: "يا معلّم، أن أبصر"! فقال له "أبصرْ، وانفتحت عيناه وسار معه في طريق جديد" (مر10: 51-52). والأبرص التمس منه: "يا معلم، إن شئت فأنت قادر أن تشفيني". فطهّره من برصه وأعاده إلى حياة الشركة مع الجماعة (مر1: 41).

7. ربُّنا يسوع المسيح يدعونا إلى حوار الحقيقة والمحبة، على مثاله فلنسمع له. فالحوار يؤدّي إلى الخلاص ممّا نعاني منه في الحياة الزوجية والعائلية، في الكنيسة والمجتمع، وفي الدولة وبين الشعوب والأمم. هذا الحوار لا يتمّ بالعنف والحرب والإرهاب، بل عبر الحوار بالفكر والقلب واللسان. عالم اليوم الذي أصبح مع العولمة والتقنيّات الإعلاميّة "قرية كبيرة"، أصبح في الواقع العكسي في مسافات نفسية بعيدة، وغير قادر على التخاطب وجهاً لوجه. إنّه لفي حاجة ماسّة إلى حوار الحقيقة والمحبة.

إنّ لبنان، بحكم تكوينه ونسيجه الاجتماعي المتنوّع، يمتاز بأنّه وطن الحوار في الأساس. ثمّة مقولة أصبحت "ثابتة لبنانية أن اللّبنانيين محكومون بالحوار". وقد اختبرنا في الواقع أنّ حروب لبنان ودورات العنف، التي عرفناها في جيلنا، أثبتت أن لا بديل عن الحوار. وبسبب انقطاعه اليوم نحن مهدّدون بالعودة إليها، ونشهد في كلّ حال شللاً في الحياة السياسية والاقتصادية، وفي السياحة والتجارة، وتفشي الفساد والعنف والسلاح.

8. اللّبنانيون بحاجة إلى حوار على الصعيد الوطني. فمن حقّهم أن تقوم حكومة قادرة وفاعلة تبني الوحدة وتُحقّق المصالحة الوطنية، وأن يُوضع قانونٌ جديد للانتخابات عادلٌ ومنصف يضمن لهم حقّ الاقتراع الحرّ وانتخاب ممثِّليهم وإمكانيّة مساءلتهم ومحاسبتهم من دون أن يُفرضوا عليهم فرضاً. ومن حقّ اللّبنانيين أن ينتهي الانقسام السياسي الذي يشطر البلاد شطرَين متناقضَين يعطّلان وحدة اللبنانيين وشؤون البلاد العامّة، وأن تتأمّن لهم المخارج من الأزمة الاقتصاديّة والاجتماعيّة والمعيشيّة الخانقة، وتتوفر فرص العمل والعيش الكريم مع الحدّ من نزيف الهجرة. ومن حقّهم أن يعيشوا الأمن لا بالتراضي ولا تحت رحمة السلاح الثقيل والخفيف الذي هو خارج سلطة الدولة، بل أن يكون هذا السلاح محصوراً في الجيش والمؤسسات العسكرية والأمنية الدستورية، التي وحدها تضمن الأمن الثابت والعادل. من حقّ اللبنانيين أن يفهموا حقيقة ما يجري في سوريا وبلدان الشّرق الأوسط من حرب وعنف وإرهاب وأسبابها وأهدافها، وأن يدركوا كيف يتحصّنون بوجه تداعياتها ويحافظون على ذواتهم ووحدتهم وعلى وطنهم ودوره ورسالته. ومن حقّهم أن يعرفوا كيف تجنّبهم الدولة المخاطر السياسية والأمنيّة والاجتماعيّة التي قد تنشأ من استقبال النازحين من سوريا، سوريّين وفلسطينيّين، بالمئات والألوف، مع استقبالهم استقبالاً إنسانياً وتضامنيّاً.

أيُعقل أن لا يجلس المسؤولون السياسيّون على طاولة الحوار التي يدعو إليها مرارًا وتكرارًا رئيس البلاد المؤتمن على الدستور ووحدة الوطن وهو رمزها(المادّة 49)، للبحث في كلّ هذه الأمور المصيريّة؟ فإذا كانوا عاجزين عن تلبية هذا الواجب الوطني الخطير، لاعتبارات شخصيّة نحن نتفهّمها، ولكن على أهميتها وخطورتها تبقى دون ما تنذر الأوضاع به من انهيار للوطن وإهمالٍ لشعبه وتركه لوحده في مهب الريح وقلب العاصفة.

فلا بدَّ في هذه الحالة من أن نوجّه الدعوة إلى المثقَّفين ومعلِّمي الجامعات وذوي الاختصاصات إلى تنظيم ندوة دائمة للحوار الوطني، على غرار الندوة اللّبنانية في بيروت التي راحت تطرح في الستّينات مواضيع سياسيّة واقتصاديّة وثقافيّة واجتماعيّة، ساعدت على تكوين رأي عام موضوعي وسليم، وتوفير ثقافة وطنية للشعب اللبناني. وقد شارك فيها نخبة من الشخصيات اللّبنانية والعربيّة والأجنبيّة. فكانت تلك الندوة التجربة الأولى في لبنان والعالم العربي لخوض مواضيع حيويّة حسّاسة. أجل ينبغي تنظيم مثل هذه "الندوة الدائمة"، لكي يأخذ الشعب اللبناني مصيره بيده، ويخرج من حالة التهميش والإهمال. من شأن هذه الندوة أن تطرح كلّ القضايا الوطنية الشائكة، لتنوير الرأي العام وحث المسؤولين السياسيين ورفض تقاعسهم.

9. نرفع صلاتنا اليوم إلى الله، في تذكار معموديّة يسوع والظهور الإلهي، من أجل المسيحيّين لكي يعيشوا مقتضيات معموديتهم، هوية ورسالة، "شركة وشهادة"؛ ومن أجل المسؤولين المدنيّين والسياسيّين لكي يمارسوا عملهم في خدمة الخير العام بتجرد وشفافية وإخلاص؛ ومن اجل اللّبنانيين لكي يحافظوا على وحدتهم ويعيشوا مزيداً من التضامن لمواجهة الأخطار المحدقة بهم، ويدعو إلى نبذ العنف والحرب في سوريا وحلّ أمورهم بالحوار والوفاق. أعطنا أيها المسيح الإله أن نقتدي بك ونسمع صوتك الداعي إلى مواصلة حوار الحقيقة والمحبة الذي بدأته ووضعت أسسه. ومعاً نرفع نشيد التسبيح للثالوث المجيد الآب والابن والروح القدس، آمين".

استقبالات

بعد القداس، استقبل الراعي في الصالون الكبير للصرح قائمقام كسروان - الفتوح جوزف منصور، وفد ال كلاسي برئاسة جاك كلاسي الذي جاء شاكرا للراعي مواساته لهم بفقيدهم بشاره وايفاده ممثلا له ورقيما بطريركيا.

كما، التقى الراعي ايضا المهندس عبدالله الزاخم، الزميلين فؤاد دعبول وجاك واكيم، وفدا من ال نمور، اضافة الى اعضاء من هيئة قضاء كسروان في التيار الوطني الحر، ولفيف من المؤمنين المشاركين في القداس