المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 06 كانون الثاني/2013

 

رسالة يوحنا الأولى/الفصل الثاني من 18-29 /المسحاء الدجالون

أبنائي الصغار، جاءت الساعة الأخيرة. سمعتم أن مسيحا دجالا سيجيء، وهنا الآن كثير من المسحاء الدجالين. ومن هذا نعرف أن الساعة الأخيرة جاءت. خرجوا من بيننا وما كانوا منا، فلو كانوا منا لبقوا معنا. ولكنهم خرجوا ليتضح أنهم ما كانوا كلهم منا. أما أنتم، فنلتم مسحة من القدوس، والمعرفة لدى جميعك. وأنا أكتب إليكم لا لأنكم تجهلون الحق، بل لأنكم تعرفونه وتعرفون أن ما من كذبة تصدر عن الحق. فمن هو الكذاب إلا الذي ينكر أن يسوع هو المسيح. هذا هو المسيح الدجال الذي ينكر الآب والابن معا. من أنكر الابن لا يكون له الآب، ومن اعترف بالابن يكون له الآب. أما أنتم فليثبت فيكم الكلام الذي سمعتموه من البدء. فإن ثبت فيكم ما سمعتموه من البدء، ثبتم في الابن والآب. وهذا ما وعدنا به، أي الحياة الأبدية. أكتب إليكم بهذا وقصدي أولئك الذين يحاولون تضليلكم. أما أنتم، فالمسحة التي نلتموها منه ثابتة فيكم، فلا حاجة بكم إلى من يعلمكم، لأن مسحته تعلمكم كل شيء، وهي حق لا باطل. فاثبتوا في المسيح، كما علمتكم. نعم يا أبنائي، اثبتوا فيه حتى إذا ظهر المسيح كنا واثقين ولن نخزى في بعدنا عنه عند مجيئه. وإذا كنتم تعرفون أن المسيح بار، فاعرفوا أن كل من يعمل الحق كان مولودا من الله.

 

فادي الشاماتي مقاوم لم يتفق مع د. جعجع لكنه بقي مقاوماً وفياً للبنان وللشهداء ولإيمانه الراسخ ورفض العمل ضد قضيته المقدسة
بالصوت/
قراءة إيمانية للياس بجاني في خطورة المسحاء الدجالون من رجال دين وسياسيين ومسؤولين/أهم أخبار 05 كانون الثاني/13
من عناوين النشرة/موجز أخبار لبنان الحر لليوم/تقرير بالصوت عن المعسكرات السورية تحت العلم الفلسطيني في لبنان من أم تي في/مقالة للمقاوم الشريف والمؤمن فادي الشاماتي وتعليق على وجدانيتها/سليمان الغى الحوار المقرر بعد غد/مقاطع من مقالة علي حماده: حوار بعبدا للسلاح ام للصورة/المفتي الشعار يقول ان الحكم السوري يريد اغتياله على ما جاء في التحقيقات مع ميشال سماحة/الحوار تأجل وغالبية ربع 14 آذار المخصيون سياسياً في شباك بري مجدداً/أحمد الأسعد يستنكر اعتداء شبيحة أمل وحزب الله على انصاره في صور ويذكِّر 14 آذار أن بري عطل تحقيق ثورة الأرز ويعتبر أن جريهم وراء هذا الرجل هو أمر ساذج وخطير/طارق الحميد: لماذا لدينا أمثال حسن نصر الله/عشاء بعبدا خطف الأضواء ولبنان طلب إجتماعاً عربياً للنازحين/الصهر جبران يبث سمومه/جعجع: أفضل قانون هو قانون الدوائر الصغرى وغياب الحريري اسهم بولادة ظواهر متفرقة في طرابلس وصيدا وسواها/ قوى 14 آذار ترى أن معادلة السلاح للدفاع عن النفط تؤكد صوابية مقاطعة الحوار/الياس الزغبي: أَوقفوا سمّ الرابيه/عون يقطع طريق قهوجي الى الرئاسة ويفتح طريق قيادة الجيش أمام صهره شامل روكز/قيادي في حزب الله اعترف بحجم الفساد ومعلومات حول إقالة نصرالله لوفيق صفا/الصفدي يسترد موازنة الـ2013: لا نملك المال/اشتباك الحلفاء في صيدا: قلوب مليانة بين التنظيم الناصري وأنصار مقاومة حزب الله/المعارضة السورية: الحرس الثوري يعمل على حماية القصر الرئاسي/مخططات لتشويه صورة النازحين ونسب أعمالها الى مجموعات متطرفة بما يشبه مخطط سماحة – مملوك/تأملات إيمانية في خطورة المسحاء الدجالون مستوحاة من رسالة القديس يعقوب الأولى 18 حتى 29: "أبنائي الصغار، جاءت الساعة الأخيرة. سمعتم أن مسيحا دجالا سيجيء، وهنا الآن كثير من المسحاء الدجالين. ومن هذا نعرف أن الساعة الأخيرة جاءت. خرجوا من بيننا وما كانوا منا، فلو كانوا منا لبقوا معنا. ولكنهم خرجوا ليتضح أنهم ما كانوا كلهم منا. أما أنتم، فنلتم مسحة من القدوس، والمعرفة لدى جميعك. وأنا أكتب إليكم لا لأنكم تجهلون الحق، بل لأنكم تعرفونه وتعرفون أن ما من كذبة تصدر عن الحق. فمن هو الكذاب إلا الذي ينكر أن يسوع هو المسيح. هذا هو المسيح الدجال الذي ينكر الآب والابن معا. من أنكر الابن لا يكون له الآب، ومن اعترف بالابن يكون له الآب. أما أنتم فليثبت فيكم الكلام الذي سمعتموه من البدء. فإن ثبت فيكم ما سمعتموه من البدء، ثبتم في الابن والآب. وهذا ما وعدنا به، أي الحياة الأبدية. أكتب إليكم بهذا وقصدي أولئك الذين يحاولون تضليلكم. أما أنتم، فالمسحة التي نلتموها منه ثابتة فيكم، فلا حاجة بكم إلى من يعلمكم، لأن مسحته تعلمكم كل شيء، وهي حق لا باطل. فاثبتوا في المسيح، كما علمتكم. نعم يا أبنائي، اثبتوا فيه حتى إذا ظهر المسيح كنا واثقين ولن نخزى في بعدنا عنه عند مجيئه. وإذا كنتم تعرفون أن المسيح بار، فاعرفوا أن كل من يعمل الحق كان مولودا من الله"/   
اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة ومن ضمنها مقالة فادي الشاماتي الوجدانية وتعليقنا عليها، ومقالة علي حمادة لليوم: حوار بعبدا للسلاح ام للصورة، ومقالة الياس الزغبي: أوقفوا سم الرابية، وتقرير عن المعسكرات السورية في لبنان/06 كانون الثاني/13

 

عناوين النشرة

*إلى فادي الشاماتي مع محبتي واحترامي/الياس بجاني

*وقفة ايمان وتقوى ومسامحة مع المقاوم فادي الشماتي من مجلة المسيرة تحت عنوان: "لا رجاء بحريّة لا محبة فيها/05 كانون الثاني/13

*خطف مواطن كويتي في المنصورية ثم تركه لرفض اهله دفع فدية

*حوار بعبدا للسلاح ام للصورة/علي حماده/النهار

*لماذا لدينا أمثال حسن نصر الله؟/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*أَوقفوا سمّ الرابيه/الياس الزغبي/لبنان الآن

*هل تصبح معسكرات الجبهة الشعبية القيادة العامة صاعق النفاذ الى لبنان/مصادر للـmtv: المواقع لا تزال تحت سيطرة النظام السوري وتنسيق مع حزب الله خشية تهريب السلاح للجيش الحرّ

*السيد محمد حسن الأمين المرجع الشيعي اللبناني: الشيعة يتعاطفون في مجالسهم مع سوريا/تعجّب من مساندة حزب الله لنظام الأسد الذي اعتبرها متناقضة مع "طبيعة الإنسان الشيعي"

*هجوم «الثوار» على معاذ/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*سليمان الغى الحوار المقرر بعد غد ونوه بلقاء المصالحة في بلدة بريح

*هكذا تتوزع معسكرات الجبهة الشعبية في لبنان...

*قيادي في "حزب الله" اعترف بحجم الفساد: معلومات حول إقالة نصرالله لوفيق صفا

*احمد الاسعد: لتكن انتخابات 2013 فرصة لإندفاعة جديدة لثورة الأرز

*رئيس الجمهورية يستقبل السلكين الديبلوماسي والقنصلي 15 و16 الجاري

*الجمهورية : عشاء بعبدا خطف الأضواء ولبنان طلب إجتماعاً عربياً للنازحين

*جعجع: أفضل قانون هو قانون الدوائر الصغرى وغياب الحريري اسهم بولادة ظواهر متفرقة في طرابلس وصيدا وسواها

*لأول مرة يكشف مصدر التهديدات الموجهة له المفتي الشعار لموقعنا: حمايتي هي مسؤولية ميقاتي ولن أقبل بالإقامة الجبرية في منزلي/غسان عبدالقادر

*يوسف انتقد موقف باسيل من موضوع اللاجئين السوريين

*ميقاتي استقبل وفدا من المجلس الشرعي الاعلى مسقاوي: الدعوة للانتخابات في هذه الظروف تقع في فخ الانقسامات

*زهرا: على الحكومة الرحيل كي تعيد للحياة السياسية بعض الجدية

*فوز لائحة التوافق النقابي لرابطة اساتذة الثانوي بالتزكية

*انتخابات في موعدها... إلا إذا تأرجح الحل السياسي السوري

*"لقاء وسطي" في بعبدا يبحث عن صيغة لا تغضب جنبلاط وترضي

*قوى «14 آذار»: معادلة «السلاح للدفاع عن النفط» تؤكد صوابية مقاطعة الحوار

*بين «الجنرال» و«البيك»: وقف للنار.. ماذا عن الانتخابات؟

*الصفدي يسترد موازنة الـ2013: لا نملك المال

*الخارجية تستعيد تجارب اللجان مع دمشق وتشجيع أميركي أوروبي لابقاء الحدود المفتوحة أمام النازحين

*اشتباك الحلفاء في صيدا: قلوب مليانة بين التنظيم الناصري وأنصار مقاومة حزب الله

*رئيس سابق لـ"الشين بيت": نتانياهو متقلب وضعيف

*المعارضة السورية: "الحرس الثوري" يعمل على حماية القصر الرئاسي

*المرصد السوري: الثوار يقتلون ويجرحون ويخطفون 3 من أقرباء رستم غزالي

*منصور اتصل بالعربي وابلغه رغبة لبنان بدعوة وزراء الخارجية الى اجتماع لبحث موضوع النازحين السوريين

*سليمان يؤجل الحوار بلا موعد جديد والبدائل رهن نتائج «لجنة الانتخاب»

*خطاب "السيد" في 5 نقاط/مارون حبش/موقع 14 آذار

*الزغبي لـ"المستقبل": واقع عون الشعبي الكارثي جعله يبدأ منذ فترة بإعلاء الصوت الطائفي ولو كان النازحون بمعظمهم من مؤيدي النظام هل كان رفع صوته وسبابته؟

*زهرا لـ"المستقبل": لا استبعد أبداً أن يعمد النظام السوري الى تفخيخ النازحين

*عون يقطع طريق قهوجي الى الرئاسة... ويفتح طريق قيادة الجيش أمام صهره شامل روكز

*هل من خيار اسمه الدولة العلوية/خيرالله خيرالله/ميدل ايست أونلاين

*الولايات المتحدة ليست سبب الفوضى السورية/آرون ديفيد ميلر/الشرق الأوسط

*رحيل الأسد بداية أزمات/عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

*لا ينبغي لبشار الإفلات من المساءلة/داود البصري/السياسة

*توقعات باستدعاء نصر الله ونعيم قاسم إلى لاهاي للشهادة/ضغوط لضم ملفات اغتيال الحسن واستهداف جعجع وحرب للمحكمة الدولية/حميد غريافي/السياسة

*بريح تعود و"بيت ضيعة" جديد بني وقريباً كنيستان ولجنة العودة رحّبت بخطوة جنبلاط

*معلومات أمنية: مخططات لتشويه صورة النازحين ونسب أعمالها الى مجموعات متطرفة بما يشبه مخطط سماحة - مملوك 

*علي عبد الكريم السفير الشبيح  لـ"المنار": أنا لم أتجاوز الأعراف الديبلوماسية وأتمنّى من المنتقدين أن يجلبوا لي دليلا على اتهاماتهم   

*ثورة الرغيف الثانية بوجه الحكومة: السعر إلى ازدياد بدءاً من مطلع شباط 

*كارلوس إده.. آخر العنقود؟

*هكذا انسحب العبسي بعد فشل خطته للسيطرة على الحكمة!

*"الاندبندنت": القاء القبض على محمد الظواهري في سوريا

*النائب السابق صلاح حنين: جهـود خجولة لإنتاج قانون انتخابي جديد

*لقاء بعبدا الثلاثي وضع أسس الحل للانقسام السياسي/حوار الاثنين ألغي الى حين توافر التوافق/لقاء اميركي – روسي في نيويورك يبحث مخارج الازمة السورية

 

تفاصيل النشرة

 

إلى فادي الشاماتي مع محبتي واحترامي

في أسفل رابط لمقالة وجدانية كتبها فادي الشاماتي ونشرتها مجلة المسيرة وهي موضوع تعليقنا

الياس بجاني 05 كانون الثاني/13/لم اتمالك عواطفي وقد انهمرت الدموع من عيني وانا اقرأ ما كتبته. لقد دخلت ودون إذن كل كلمة خطها قلمك المؤمن إلى قلبي ووجداني وضميري وتفاعلت معها وكأنني كنت معك فيما مررت به من غذابات وتجارب ومعاناة. ليس غريباً على من أسلم نفسه ليسوع أن يصبح بهذه الشفافية وبهذا الوضوح وبهذا الكم الكبير من التواضع متمنطقاُ سلاحي المغفرة والمحبة. انت حاربت من أجل قضية مقدسة ولأنك كنت صادقا ولم تطلب أي شيء لنفسك عريت الآخرين ولهذا نبذوك وحاربوك وابتعدوا عنك وأبعدوك. في الواقع الإيماني أنت بقيت في قلب يسوع وفي قلب قضية لبنان المحقة وفي ضمير كل مؤمن وهم خرجوا. تحية لك من القلب وهنيئاً لك هذا الكم الكبير من الإيمان وهذه الثروة من القناعات الإنجيلية. أنت ارتضيت الأبواب الضيقة التي توصل إلى ملكوت الله، وهم اختاروا الأبواب الواسعة. أنت عرّفت معنى المحبة وجوهرها وعملت بها ومارستها وذلك لأن المحبة الحقة كما الإيمان إن لم تقترن بالأفعال فهي ميتة كالجسد بلا روح. هنيئاً لك هذه الزوادة الإيمانية التي لا تقدر بثمن، وهنيئاً للبنان بأمثالك من المؤمنين. اللافت في مقال ومواقف الشاماتي أن هذا المقاوم لم يتفق مع الدكتور جعجع بعد خروجه من السجن ولم ينضم لصفوف حزب القوات لأسباب تبقى ملكه وملك د. جعجع، ولكنه لم يتخلى لا عن إيمانه بقضية المقاومة المسيحية ولا عن هويته وشرفة المقاوماتي ولا هو سقط في التجربة كما فعل  كثر من المقاومين الذين التحقوا بأعداء المقاومة من أمثال ميشال عون والمطران مظلوم ومدير الأمن العام وحزب الله وغيرهم من تجار الهيكل، ولا هو انضم لمقاومين خار رجاؤهم وفقدوا إيمانهم واسسوا تجمعات تعمل عند السوري والإيراني. هذا المقاوم هو نموذج ايماني علينا اكرامه واحترامه

أضغط هنا لقرارة المقالة/وقفة ايمان وتقوى ومسامحة مع المقاوم فادي الشماتي من مجلة المسيرة تحت عنوان: "لا رجاء بحريّة لا محبة فيها/05 كانون الثاني/13

فادي الشاماتي/مجلة المسيرة العدد 1403/7/1/2013

ما كانت رتبتك العسكرية في القوات يا شاماتي؟، الاجابة :”نقيب”، وتنهال على رأسي ضربات ثقيلة موجعة تُريني” نجوم الظهر” وهي نجوم حقيقية تراها في عتمة الألم وليست من صنع الخيال أو الامثال الشعبية.

كانت تلك البداية في رواق سجن وزراة الدفاع تحت الارض ليل 21 نيسان عام 1994، يوم إقتيادي من غدراس بعد اعتقال الدكتور جعجع مباشرة، أوقفت الى الحائط طوال الليل، مكبّل اليدين ومعصوب العينان بخرقة بالية عفنة، يقف بجواري كلٌّ من فادي مهنا مرافق ستريدا جعجع ونبيل ابو النصر مسؤول الحماية في غدراس، وكنّا قد أعتقلنا سوية بعد الاخلال بإتفاق حصل بين جعجع ومسؤول أمني اتفق فيه أن نبقى في غدراس.!

متألماً، مقهوراً، واقفٌ أتلّقى ضربات “عطية” وأسئلته الاستفزازية الساخرة، وعطية هو لقب يُطلق على جميع جنود خدمة السجن في وزارة الدفاع إخفاءً لأسماءهم تحسباً لأي إنتقام لاحقاً من المعتقلين السابقين. في خضّم هذا الموقف الذي لم أتعرض طوال حياتي لمثيله، إنتابني شعور جارف من القلق والحقد، قلق من مجهول يختلف كلياً عمّا عايشته خلال الحرب ولحظات إنتظار المعارك، وغضب من تلك اللكمات والاهانات التي حفرت في جسدي ألماً وفي كرامتي مذلّة، وإستمر ذلك طويلاً قبل بدء جولات التحقيق معي والتي كانت اشدّ عنفاً وضراوةً.

في غرفة التحقيق بين الاتهامات بالمشاركة في إغتيال داني شمعون وعائلته، تخبئة السلاح، قتل رائد سوري في بطرام الكورة، محاولة إغتيال سرج بو طابق الذي لم اسمع بإسمه من قبل (علمت لاحقاً من صديق انه كان من عناصر وحدات دفاع ادونيس وعمل لاحقاً مع الياس حبيقة وما زال حياً يرزق)، وجولات التعذيب التي تنوّعت وسائلها، من البلانكو، الكهرباء، والكرسي التي كانت أشدّ الوسائل تعذيباً، مروراً بمواجهتي بجعجع لإتهامه بإعطاء أوامر لتخبئة السلاح وصمودي في إنكار ذلك، وقبل أن افقد الوعي لمدة لم أعلم بالضبط كم طالت، مرّت ببالي أفكار وخواطر كثيرة. هل إنتهت القضية، ماذا يخططون لي، كم سأصمد قبل الانهيار، لماذا وصلنا الى هنا، ماذا يحصل يا ترى لجعجع؟ اسئلة كثيرة ومشاعر متناقضة، ولكن أكثر ما سيطر علي هو الحقد. ولا انكر انه في احلام يقظتي  بين جلسة تحقيق وأخرى، راودتني خطط الانتقام ورد الأذى مضاعفاً لكل من آذاني وتعرّض لي. فهذا الذي سأفجر له سيارته وذلك الذي سأتربّص به وأقتله، وخواطر من أفعال الانتقام لا تنتهي الا بعودتي الى غرفة التحقيق.

بعد 27 يوماً في سجن وزراة الدفاع، أحالوني الى المحكمة العسكرية حيث حوكمت بتهمة حيازة أسلحة!، خرجت بعدها عائداً الى منزلي وعائلتي، منهكاً مريضا متسمماً ( لم أدخل الحمام طوال فترة إعتقالي بسبب الوضع النفسي المتشنج وفترات دخول الحمام التي لم يسمح بها لأكثر من دقيقة، سأكتب عن ذلك لاحقاً ).

في أزمنة الشدّة والقهر، يرتدّ الانسان الى ينابيع الروحانيات ومعاقل الايمان، يستمدّ منها قوّته للصمود في وجه الظلم اللاحق به والظروف البائسة التي تحيطه، فالايمان هو القوة الوحيدة التي تطيح بكل حسابات الربح والخسارة وتجعل من المستحيل ممكناً. الى ايليج عدت انا ورفاق كثر، الى نبع القِيم والتاريخ والصمود، ليس بسلاح الحديد والنار والعدد، بل بالإيمان والتمسّك بالقِيَم والاتكال على الله. في أحضان العذراء تحيط بي هامات البطاركة وقبور رفاق شهداء، لم أجد سوى الانجيل معيناً لي على إستيعاب ما حصل والتحصّن أمام الآتي. غرِفت منه بشغف العطشان الى قطرات مياه تُحييه يرافقني إحساس بالذنب بدايةً، لأننا في العادة لا نلتجىء الى الله الا في أزمنة المحن والويلات، تُحرِقنا حرارة الايمان والصلوات، وبعد ذلك نعود الى برودتنا ووثنيتنا المغلّفة بالصلوات الاسطوانية.

خلال الاحدى عشرة سنة التي أعقبت حلّ حزب القوات اللبنانية، أعتقلت في سجن وزارة الدفاع عشر مرات ولفترات زمنية متفاوتة ما عدا الاستدعاءات والاحتجاز في مراكز المخابرات اللبنانية والسورية، وبين مرة وأخرى كنت ألمس التحوّل في داخلي يدفعني أكثر الى التصلّب في الحق والتمسّك في القيم ولكن على أساس المحبة وليس الحقد، وأيقنت فعلاً ان الحقد لم ينتج عنه الا الشر والمآسي طوال التاريخ وهو خير عدو لحامله، تفاعلت مع ما أتعرّض له من تحقيقات واهانات وضرب، بثقة أكبر وسلام داخلي لم أعرفه من قبل. في وزارة الدفاع وغيرها من امكنة الاعتقال وفي لحظات الصفاء ولو تحت وقع الألم، لم يغرب عن بالي أقوال ذلك المعلّم الذي لا مثيل له، وإكتشفت الانتصار الحقيقي الذي اوصانا أن نصبو اليه، وحينها عرفت معنى البطولة الحقّة. أن تقتل وتدمّر وتحقق نصراً ماديا إن دخلت في تفاصيله ونتائجه سترى أنه يعادل الهزيمة بالكلفة والخسائر، وأن تفعل كل ذلك ليس ذلك بالبطولة الحقّة، ولكن أن تواجه وتصمد أمام كل عوامل الخوف، الموت، العذاب. أعزل من كل شيء متروك لحالك دون مساعدة سلاحك الوحيد هو ما تُفيض به روحك من سلام وإيمان ومحبة حتى تجاه معذبيك ومضطهديك. تلك هي البطولة. في تلك الاروقة الباردة تراءت لي حقيقة ساحات روما نيرون وشهادات الالاف من الأبرار وان بطولة الفضائل أعظم من اي سلاح.

فوق في أروقة الاعتقال تحت الارض، عرفت المغزى من ” اغفر لنا ذنوبنا وخطايانا كما نحن نغفر لمن اساء الينا” وأدركت بكل جوارحي ان لا قيمة لأي إنتصار اذا لم نحقق اولاً إنتصارنا على ذاتنا والسبيل الوحيد الى ذلك هو بالمحبة، وبذلك أخرج من صفوف الجماهير المتشابهة حقداً وتفاهة رغم فوارق اللون والدين والانتماء، الى رحاب الاقي بها ذاتي وربما تهيّئني حقاً لدخول الملكوت.

في تنامي الاحاسيس والتعمّق في معاني تعاليم يسوع، إختلفت رؤيتي لما كنت أعانيه وأتعرض له وأحسّ به. رويداً وبعد تجارب عديدة غلَبَت المحبة الحقد الراسخ في ثنايا قلبي والتوّاق الى ترجمة أحلام يقظتي، رفضت أن أتساوى بالحقد مع الظالم ولو كنت مظلوماً. كل تلك القناعات تعززت بعد معرفتي وإطلاعي على حيثيات أحداث عديدة عاشها جيلنا ولم نُدرك حينها خفاياها، فأيقنت ان خطايا جسيمة ارتكبناها في حق أنفسنا ومجتمعنا، لأننا لم نعرف أن نحب بعضنا بعض حتى رفاقنا في القضية!، ولم نعرف أن نتواضع لنتلافى الكثير الكثير من المكابرة الذي أطاحت بتضحيات ومكتسبات باهظة الأثمان.

في خضّم هذا التحوّل الداخلي، اقرنت القول بالفعل. طرقت ابواب منازل رفاق لي ممن جرفهم حينها الخلاف داخل القوات الى خصومة مجانية معي أطاحت برفقة العمر والقضية وتُرجمت كرهاً وتخويناً ومقاطعة في كل شيء!. تصالحت وإياهم وإعتذرت منهم عن أي إساءة غير مقصودة، فوجئوا، صُدِموا، ولمسوا صفاء قلبي وهنا بالذات شعرت بنكهة الانتصار الحقيقي ولسان حالي يقول: يا رب عملت بما أوصيت به صالحت اخي وها انا جاهز لتقديم قرباني.

حتى قبولي بلقاء الدكتور جعجع في خريف عام 2010 بعد مرور أكثر من خمسة سنوات على خروجه من السجن الذي طالماً عملنا لأجل تحقيق ذلك وبعد مبادرته الى قطيعة لم تقنعنا مبرراتها حتى اليوم، ما كان ليحصل اللقاء لو كنت عاتباً على أسى وحاقداً على ظلامة، أو اسيراً لوهم المواقع التي نخال غالباً ان قدرتنا وقيمتنا نستمدّها منها وليس العكس، ننسى ما قيل ” من له يعطى ويزاد”.

حرّاً كنت في لقاء يتيم دام لساعتين وحريتي لم تأتي سوى من أمرين: المحبة المترسخة في أعماقي وسلوكي، كما تجردي حتى الزهد من كل ما يمّس قناعاتي، وربما بسبب هذا كان جعجع طوال اللقاء محرجاً لأنه انتظرني أشكو من ظلامة، عاتباً مطالباً بحق مسلوب وتأخر ليدرك أني سرت بعيداً عن ما هو عليه وأن المعاناة والسجن علّموني ربما أكثر. ولم أكتفي بذلك بل بادرت بعد نهاية اللقاء وفي طريق العودة بادرت الى أخذ الهاتف من رودريك باسيل الذي كان حاضراً في اللقاء بصفته الوسيط حين طلبت منه الردّ على اتصالات ستريدا زوجة الدكتور جعجع المتكررة لسؤاله عن اللقاء وعدم تجاوبه بسبب وجودي معه. حدثتها لدقائق مطوياً بذلك ومن جانبي صفحة ماضِ إكتفيت بأني تعلّمت منه الكثير وتركت فيه الكثير الكثير.

كثيرون سيقولون علناً وفي سرّهم: ما باله هذا الرجل؟ وكيف لمحارب تماهى مع الحديد والنار، الموت والحياة، أن يصير وديعاً هكذا، ومثالياً في زمن صارت الخطيئة فيه فضيلة؟! في يقيني ان قلة ستعرف أي طريق سلكت وان الوداعة لا تتناقض والصلابة والحرية دون محبة هي عقيمة لا رجاء منها.

أجبرنا على حمل السلاح دفاعاً عن وجودٌ روحيٌ قبل أن يكون مادياً. وجوداً ينتمي في هويته وديمومته وخلاصه الى نبع واحد هو يسوع المسيح، ويعاملنا الآخر على هذا الأساس. والسؤال: كيف يمكن لنا العبور بتاريخنا وحاضرنا والمستقبل، الى الوجود الحر ونحن نسير مبتعدين رويداً رويداً عن نبع الحياة: يسوع.

 

خطف مواطن كويتي في المنصورية ثم تركه لرفض اهله دفع فدية

وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام ان مجهولين اقدموا على خطف احد المقاولين الكويتيين الكبار معين رشاد خورشيد.  وفي التفاصيل ان خورشيد بينما كان يقود سيارته ال "ايكس سيكس" على طريق مصانع المنصورية حين صادفته سيارة فيها 3 مسلحين يرتدون لباس (جيليه) مكتوب عليها "الشرطة" اوقفوه وفتشوا سيارته ثم طلبوا منه النزول من السيارة ومن ثم نقلوه الى سيارة اخرى، وقيدوه في المقعد الخلفي واقتادوه الى جهة مجهولة واخذوا سيارته الى منطقة الرملة البيضاء حيث نزل منها شاب وفتاة، واتصلوا بوالده طالبين فدية قيمتها 500 الف دولار وعندما لم يستجب الاهل للطلب تركوه في منطقة غاليري سمعان قرب افران ابو عرب.

 

حوار بعبدا للسلاح ام للصورة

علي حماده/النهار

بضعة ايام ونكون بلغنا موعد الرئيس ميشال سليمان لطاولة الحوار التي سبق ان تم تأجيلها بسبب مقاطعة قوى ١٤ اذار اثر اغتيال اللواء وسام الحسن. فلقد كانت خلاصة الموقف ان الحوار لا يمكن الاستمرار فيه في ظل حكومة تضم في عدادها "قتلة" او في احسن الاحوال حلفاء اتباع لـ"القتلة". من هنا كان مبدأ مقاطعة الحكومة في مجلس النواب. ثم من المستحيل الاستمرار في تلبية دعوات للمشاركة في جلسات حوارية كل الهدف منها التقاط الصور، وحرف الانظار والنقاشات والبحث الجدي عن الموضوع الاساس للحوار ألا وهو سلاح "حزب الله" وضرورة ايجاد حل له عبر استيعابه من الدولة. هاتان الاشكاليتان ما لقيتا استعدادا من الجهة المعنية اي "حزب الله" للبحث في حل جدي، عميق وسريع ينهي تداخل السلاح غير الشرعي في الحياة العامة والخاصة للبنانيين، ولا سيما لجهة تحوله الى اداة ضغط فعلية على الحياة السياسية والمؤسسات على غرار ما حصل في غزوات ٧ و١١ ايار ٢٠٠٨، ثم في الانقلاب الحكومي في كانون الثاني ٢٠١١. لقد تحول الحوار في بعبدا مناسبة جل ما ينتظره منه القيمون عليه كالرئيس ميشال سليمان وسيلة لخفض التوتر واحتقانات البلد، ولو من الناحية الشكلية. مناسبة من اجل القول ان خطوط التواصل في البلد مفتوحة من جهة، وان رئيس الجمهورية يقوم بدور جامع في وطن منقسم على نفسه الى ابعد الحدود. طبعا نحن لا نريد ان نبخس الرئيس سليمان حقه في الدفع بدوره كرأس للدولة الى الامام، عبر محاولة جمع الاطراف اللبنانيين على طاولته، ولو من اجل التقاط الصورة التذكارية، وذلك ريثما تتغير المعطيات التي حالت وتحول دون تحقق الوفاق لوطني. ولكن نسأل: ايظن الرئيس ان الشكليات التي يتمسك بها هي التي تحمي البلاد من السقوط في محظور ؟ او يظن ان تحاشي البحث الجدي والدفع في اتجاه تعزيز مشروع الدولة بانهاء هرطقة السلاح غير الشرعي المفروض بقوة على اللبنانيين هو العامل الحامي لامن وسلامة لبنان واللبنانيين؟  وهل يعتقد الذين يصرحون صبحاً مساء بأهمية الحوار اكان البطريرك بشارة الراعي او النائب وليد جنبلاط ان ما حصل او يمكن ان يحصل في بعبدا هو حوار حقيقي ؟ ام يعتقدون ان التسليم بمعادلة القوة التي يفرضها "حزب الله" هي مصدر حماية لمستقبل لبنان من الخضات؟ يقيننا ان الاصوات التي تصدح بالحوار هي اول الاصوات العارفة بإن حوار بعبدا مثل الحوار الذي سبقه او الذي سيليه سيبقى مجرد مناسبة لالتقاط الصور التذكارية. وثمة "حكمة" عند البعض تقول : دعونا نمرر الوقت ونحافظ على الحد الادنى من وجود البلد والنظام والمؤسسات. وفي المقابل ثمة رأي اخر يقول: ان الاوطان لا تبنى، والمهادنة التي لا قعر لها.

و في الانتظار لبنان من سيء الى اسوأ.

 

لماذا لدينا أمثال حسن نصر الله؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

السؤال أعلاه سؤال جاد، وليس محاولة استفزازية، فلماذا لدينا في منطقتنا أمثال حسن نصر الله، أو غيره ممن يحاولون اللعب على العواطف الشعبية، أضف لهم خالد مشعل، وكذلك الإخوان المسلمين، وكثرا؟ الإجابة بسيطة جدا، وهي أن مثقفنا حريص على الشارع أكثر من حرصه على وعيه، ولدينا بعض من الساسة الذين يدمرون مفهوم رجل الدولة، ولدينا كذلك إعلام مؤدلج. وقد يقول القارئ: وما الداعي لمثل هذا الحديث؟ السبب بسيط جدا، ففي 19 يناير (كانون الثاني) 2011 أعلن الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، أن بلاده قد رفعت يدها عن الوساطة في لبنان، حيث قال الأمير سعود إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز شخصيا «اتصل مباشرة، الرأس بالرأس، بالرئيس السوري، فكان الموضوع بين الزعيمين للالتزام بإنهاء المشكلة اللبنانية برمتها، لكن عندما لم يحدث ذلك أبدى خادم الحرمين الشريفين رفع يده عن هذه الاتفاقات». ثم أفاض الفيصل وقتها في الحديث عن خطورة الأوضاع في لبنان إلى أن قال، وهنا بيت القصيد: «إذا وصلت الأمور إلى الانفصال وتقسيم لبنان انتهى لبنان كدولة تحتوي على هذا النمط من التعايش السلمي بين الأديان والقوميات والفئات المختلفة، وهذا سيكون خسارة للأمة العربية كلها». على أثر ذلك تصدى زعيم حزب الله، حسن نصر الله، لتعليقات، وتحذيرات وزير الخارجية السعودي بالقول: «يا عمي شو هالحكي.. لبنان كله هالقد!»، مشيرا بكف يده! لكن اليوم، وفي يناير 2013 يخرج لنا حسن نصر الله نفسه ليقول: «في لبنان يجب أن نشدد على تمسكنا بوحدة لبنان، وطنا وأرضا وشعبا ومؤسسات، وإذا أطلت من هنا، أو هناك، مشاريع دويلات، أو إمارات، يجب أن نرفضها جميعا، لأن لبنان أصغر من أن يقسم»! والسؤال هنا لحسن نصر الله، ومن ناصره من قبل، ومن يناصره الآن: كيف كان خطر التقسيم على لبنان موضع تندر من قبلك يوم قالها وزير الخارجية السعودي، والآن أصبح خطر التقسيم على لبنان حقيقيا، وها أنت تخرج بنفسك لتحذر اللبنانيين منه؟ فكم من الخسائر، في الأموال والأرواح قد تكبد لبنان واللبنانيون، منذ تحذير الفيصل وإلى أن أدرك نصر الله أن خطر التقسيم على لبنان حقيقي، ولو كان لبنان «كله هالقد»؟ ومن يتحمل تلك الخسائر؟ بل ومن يحاسب نصر الله نفسه؟ أسئلة جادة، تتطلب وقفة مع النفس، والثقافة السائدة، فلماذا تخدع منطقتنا، طوال عقود، المرة تلو الأخرى من قبل كل من يدغدغ مشاعر الرأي العام، متلحفا بالمقاومة مرة، وبالدين مرة أخرى، سواء من السنة أو الشيعة؟! والقصة ليست قصة نصر الله وحده، بل هناك حماس وما تفعله بالقضية الفلسطينية، وبشار الأسد وأكذوبة الممانعة والمقاومة، والأوضاع الراهنة في العراق، وبالطبع ما يحدث في مصر، حيث ما أشبه الليلة بالبارحة.إشكاليتنا أن لا أحد يرصد، أو يذكر بالحقائق، وما قيل بالأمس، وما يقال اليوم، ولذلك نحن في حفلة مستمرة من التضليل، وكلنا ضحاياها وندفع الثمن من أعمارنا وأعمار أبنائنا، للأسف!

 

أَوقفوا سمّ الرابيه

الياس الزغبي/لبنان الآن

لم تعُدْ المسألة مجرّد زلاّت، أو فلتات لسان، اشتهر بها صاحبها، وأوهموه بأنّها تزيد شعبيّته بشعبويّتها، وتجمع الشارع حوله بلغة الشارع، وتمنحه القرب من الناس وكلامهم اليومي.

المسألة وصلت إلى مرحلة شديدة الخطورة، تضرب قيَم المسيحيّين وحضورهم ورسالتهم، عبر ضرب النسيج الإجتماعي الذي ينتمون إليه في الشرق.

وخطورتها تكمن في دوافعها وعوامل تحريكها المكشوفة، والتي يُمكن تلخيصها بثلاثة:

1 -  المشروع الذي ارتبط به صاحب الخطاب التهديمي، وهو مشروع الأقليّات الكبرى والصغرى، من إيران إلى عائلة الأسد و"حزب الله" وبعض المسيحيّين، ودائماً عبر إسرائيل.

2 -  المنافع والمكتسبات الماديّة والسياسيّة، وليس أقلّها الصفقات والحسابات المفتوحة، وكتلة كبيرة من الوزراء والنوّاب.

3 -  هاجس الإنتخابات الذي يقضّ مضجع صيّاح الرابيه، ويكاد يُفقده السويّة البشريّة، واللغة السياسيّة المقبولة، والإتّزان الإنساني.

لم تعُدْ في قاموسه محرّمات. يلتزم تكليفه بأمانةٍ منقطعة النظير. ما لا يستطيع الثلاثي في الضاحيه ودمشق وطهران قوله، ينبري هو إلى ردحه من منبره. وموقفه من النازحين ليس سوى للإستهلاك.

 يفتّش بالفتيلة والسراج عن موضوع، عن تهمة، عن مسبّة، عن كلمة ساقطة، عن نتعة، عن طفرة، عن زفرة... كي يحكّ على حساسيّة البسطاء من المسيحيّين، لعلّهم يُنجدونه بأصواتهم، وينتشلونه من حفرته.

آخر نتعاته كانت وضع كلّ السُنّة في سلّةٍ واحدة: جميعهم بن لادن وزرقاوي وعبسي... حاضنين ومحضونين. كلّهم "تكفير وهجرة" . إرهابيّون بالجملة وبالسليقة، بشحطة قلم ونزوة منبر!

وكأنّه يدعو المسلمين إلى اعتبار جميع المسيحيّين القسّ جونز، أو رسماً كاريكاتوريّاً في الدنمارك وفرنسا، أو كائناً بدائيّاً في مجاهل أفريقيا. أمّا العيش المشترك والإرشاد الرسولي، فتحت زنّاره.

هكذا طلبوا منه، أن يشتم ويتّهم طائفة بأكملها، مفسّراً القرآن، ومعلّماً المسلمين أصول دينهم!

 وهكذا نصَحَته بطانته الرديئة بتقديم نفسه سيفاً للنصارى، لاسترداد عطف الناس على منعطف الإنتخابات

المعيب أنّ "زعيماً" سياسيّاً مسيحيّاً يتولّى بنفسه الردّ على أصوات نافرة، من الدرجة العاشرة، أطلقت شعاراً ممجوجاً أو أدلت بتصريح متزمّت. ويتجاهل أصواتاً  من الدرجة الأولى، دينيّة وسياسيّة، من الأزهر إلى أئمّة وقادة في لبنان وسوريّا والعالم العربي. لم يقرأ وثائق أحمد الطيّب ورسالة معاذ الخطيب.

والمؤسف أن يقضي هذا "الزعيم" وقته في تصيّد كلمة هنا، أو تصريح متوتّر هناك، أو موقف أرعن هنالك، كي ينهال بالتقريع والتشنيع على دين أو طائفة أو مذهب، وعلى نازحين بسبب مذهبهم ومعارضتهم للنظام، وكأنّه مهووس بالحفر في السلبيّات، مقدار هوسه بحفر القبور.

لكنْ، لا عتَبَ على من ينبش قبر جاره، طالما أنّه نَبَشَ قبر أخيه.

ولا أحد ينتظر منه أن يصحو ويعتذر من المسلمين. فمن كانت هذه حالته لا يُلام، بل يُكافَح.

 إذاً، المشكلة تتطلّب مكافحة وعلاجاً، من أجل منع ضررها على المسيحيّين قبل سواهم

 فمَنْ هي الجهة القادرة على العلاج ولجم هذا الهياج، واحتواء الأذى الذي يسبّبه الهائج بتماديه في  "تكليفه الشرعي"، وربّما بتجاوزه حدود التكليف؟  لعلّه يرقص بأقوى من ضرْب "حزب الله" على الطبل!

بالتأكيد، الجهة المعالِجة ليست مجموعة مؤيّديه والهتّافين له. فهي فاقدة قدرتها على التمييز والموقف النقدي، والتجرّؤ على الخطأ والإنحراف.

وليست كذلك الضوابط الذاتيّة لديه مع حاشيته، ففرامله معطّلة منذ زمن بعيد.

ولا نعتقد أنّ هذه الجهة المُصلحة هي المرجعيّات الروحيّة والسياسيّة المسيحيّة. فبعضها في موقع النقيض غير المؤثّر، وبعضها الآخر في موقع القريب الساكت كشيطان أخرس، أو المراوغ كقطّ أملس.

فلا يبقى أمل في إنقاذ هذا المتورّط من نفسه أوّلاً، وإنقاذ المسيحيّين واللبنانيّين من شرّه ثانياً، إلاّ بإحدى وسيلتيْن أرضيّتين، إذا استأخرنا الوسيلة السماويّة:

-  أنْ يستيقظ ضمير المكلِّف، فيعدّل شيئاً من أوامر التكليف ونواهيه، ويضع بعض الماء في نبيذ المكلَّف     (ولو كان لا يتعاطى هذا النوع من المحرّمات فقط ، علناً على الأقلّ). وهذه الوسيلة قليلة الحظّ.

-  أو وسيلة التأديب الشعبي، في يقظة مسيحيّة استثنائيّة، بدأت طلائعها قبل 4 سنوات، وتكتمل في الربيع المسيحي الآتي.

  وهي الوسيلة الوحيدة الناجعة لمنع سموم الرابيه من التفشّي في الجسم اللبناني والمشرقي.

هذه اليقظة ضروريّة وملحّة، لئلاّ يعصف جموح فرد بمصير جماعة.

 قبل أنْ "يقضي الله أمراً كان مفعولا".

 

هل تصبح معسكرات الجبهة الشعبية القيادة العامة صاعق النفاذ الى لبنان؟

مصادر للـmtv: المواقع لا تزال تحت سيطرة النظام السوري وتنسيق مع حزب الله خشية تهريب السلاح للجيش الحرّ

تخشى السلطات اللبنانية ان تتحول مواقع الجبهة الشعبية القيادة العامة في لبنان الى ورقة تستخدم في تفجير الاوضاع الداخلية نظرا لما لهذه المواقع من اهمية استراتيجية وعسكرية.

ورسمت مصادر رفيعة للـ mtvخريطة وجود هذه المواقع وتوزعها.

ففي محافظة البقاع هناك موقع التل الابيض غرب بلدة الفاعور عناصره بين 30 و35 ويحوي اسلحة خفيفة ومعدات.

موقع عين البيضا كفرزبد مركز مهم للجبهة بداخله انفاق ويحوي اسلحة حربية وذخائر ويتواجد فيه 150 عنصرا.

موقع قوسايا المعروف باسم مركز التسلح هو الاكبر والاهم تكثر فيه الانفاق ويمتد على مساحة 7 كلم في بطن الوادي، عديده اكثر من 300 عنصرا يتلقى الامداد من سوريا مباشرة ويحوي على اسلحة ثقيلة ودبابات وراجمات وصواريخ ومدافع ومضادات للطائرات، ويمكن للعناصر داخله الاكتفاء ذاتيا مدة طويلة.

موقع حشمش يشرف على البقاع الاوسط والمواقع الحساسة التابعة للجيش يتواجد فيه 100 عنصر مدججين بالسلاح.

موقع لوسي السلطان يعقوب محصن وفيه مخازن اسلحة وعديده خمسون عنصرا.

موقع حلوة يرتبط بسوريا عبر طرق فرعية وتفرض عليه حراسة مشددة.

وموقع الناعمة الاستراتيجي المطل على مطار بيروت والطريق نحو الجنوب والشوف, يعرف بموقع الانفاق الموجودة في باطنه عديده اكثر من مئتين ويعتبرون من ابرز قوات الكوموندوس والعمليات في القيادة العامة ومنهم من شارك في تدريب عناصر من حزب الله وهو مجهز بمدافع من عيار 160 ملم ومدافع هاون وراجمات وصواريخ منها 500 صاروخ كاتيوشا.

وتتحدث المصادر للـmtv ان هذه المواقع لا تزال تحت سيطرة النظام السوري حتى الان رغم التصدعات لا سيما بعد انشقاق فراس فضل سرور حفيد امين عام الجبهة الشعبية احمد جبريل. ولكن احتواء الانشقاق مرهون بالتطورات السورية. وتتحدث المصادر عن ارتفاع وتيرة التنسيق مع حزب الله للحفاظ على تماسك المعسكرات ولخشية الحزب من تهريب الاسلحة النوعية التي تملكها الجبهة الى الجيش السوري الحر.

واذا كان النفاذ إلى دمشق مرجح من خاصرة اليرموك عبر خلق تواصل بين منطقتي التضامن والحجر الأسود، هل حان الوقت لاستخدام صاعق معسكرات الجبهة للنفاذ الى الساحة اللبنانية؟

المصدر: MTV

 

السيد محمد حسن الأمين المرجع الشيعي اللبناني: الشيعة يتعاطفون في مجالسهم مع سوريا/تعجّب من مساندة حزب الله لنظام الأسد الذي اعتبرها متناقضة مع "طبيعة الإنسان الشيعي"

العربية.نت /اعتبر السيد محمد حسن الأمين المرجع الشيعي اللبناني أن مساندة حزب الله للنظام السوري متناقضة مع "طبيعة الإنسان الشيعي الذي ينحاز عادة إلى المظلوم ضد الظالمين"، مؤكداً أن "الشيعة يتعاطفون في مجالسهم الخاصة مع الشعب السوري". وقال في حديثه لبرنامج "نقطة نظام" على قناة "العربية": "إني لأعجب من مساندة حزب الله للنظام السوري لأن هذا يتناقض مع ما يعلنه الحزب من مواقف مبدئية إلى جانب الشعوب العربية في مسيرة ثورات الربيع العربي سواء في مصر أو تونس أو اليمن أو غيرها. كما يتناقض مع طبيعة الإنسان الشيعي الذي ينحاز عادة إلى المظلوم ضد الظالمين". وكان السيد الأمين قد أصدر قبل أشهر هو والشخصية الشيعية اللبنانية السيد هاني فحص بياناً دعيا فيه الشيعة إلى الوقوف مع الشعب السوري في صراعه مع نظام الحكم في دمشق. اختزال الطوائف في أحزابوأكد السيد الأمين: أنه "إذا أراد الإعلام أن يتحسس مساندة عامة الشيعة للشعب السوري فلا بد له أن ينزل الى الأرض لأنه لا توجد لدى الشيعة العاديين وسائل للتعبير عن آرائهم في هذا المجال. فهم يتعاطفون في مجالسهم ومواقفهم الخاصة مع الشعب السوري بمعزل عن الأحزاب السياسية".

وشدد على أن الكثير من شيعة لبنان يتعاطفون مع الشعب السوري، قائلاً: "نريد أن نلفت نظر المسلمين والعالم أجمع الى أن الشيعة اللبنانيين لا يمكن اختزالهم في حزب ولا حركة ولا في تيار سياسي. صحيح أن كثيرين يدعمون حزب الله وحركة أمل ولكن بين الشيعة اللبنانيين من لا يؤيدون موقف هذين التنظيمين من المسألة السورية".  وشرح السيد الأمين أن الأحزاب السياسية عادة ما تختزل طائفة بأكملها وتدعي أنها تعبر عن موقفها السياسي. ومضى السيد محمد حسن الأمين بالقول: "لا أعتقد أن ما يجري في سوريا مسألة طائفية بل سياسية. والموقف من النظام السوري الذي يتسم بصورة من صور الدعم والانحياز إليه إنما هو قائم على أساس موقف الجمهورية الإيرانية بمعنى أنه موقف سياسي من الإيرانيين". وتابع قائلاً: "وبوصفي مواطناً ومرجعاً شيعياً لا أعتبر أن هذا الموقف يعبر عن جوهر الرؤية الشيعية أو جوهر الموقف الشيعي الطبيعي في مثل هذه الحالة وهو الانحياز إلى المظلوم ضد الظالم".

 

هجوم «الثوار» على معاذ!

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

نظام الأسد وجد، ونجا أربعين عاما، مهيمنا على سوريا وسياسة المنطقة بوسيلتين، أجهزة أمنية سرية تقتل بلا تردد ضمن استراتيجية الردع والإخضاع، والثانية هياكل مزورة تحت عناوين شعبية مختلفة. هكذا بدأ عندما قاد الأب حافظ الأسد انقلابه، متلحفا بشعار البعث «أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة»، الذي كان وقتها براقا ووطنيا لكنه في الحقيقة لم يكن للأسد سوى وسيلة دعائية لمنح الشرعية لانقلابه، وحكمه لاحقا، وتصفية رفاقه وخصومه. كما اخترع الأسد الأب كيانات أخرى لاحقا باسم القومية العربية، للذين كانوا ينفرون من «البعث»، وعندما وجد أن نظام الخميني الإيراني يكسب شعبيته باسم الإسلام، ابتدع الأسد كيانات إسلامية متطرفة بالتعاون مع إيران، زرعها أولا شيعية في جنوب لبنان، وسنية في شمال لبنان، وربط الجماعتين بإيران، من زعامات السنة الراحل الشيخ سعيد شعبان. ولا شك أبدا أن الأسد كان أكثر مصاصي الدماء استغلالا للقضية الفلسطينية، تليه إيران، غرروا بشعوب المنطقة وفرضوا هيمنتهم باسم تحرير فلسطين، في حين كان الفريقان أكثر مَن تاجرَ بحقوق الفلسطينيين واستخدمها للهيمنة على لبنان والقوى الفلسطينية، وضرب الأنظمة العربية التي كانت تختلف معهم لكنها لم تهدد إسرائيل قط.

الذين صدموا اليوم بأفعال أحمد جبريل وجماعته «الجبهة الشعبية - القيادة العامة»، لأنهم شاركوا علانية في قتل الشعب السوري وكذلك أبناء المخيمات الفلسطينية دعما للأسد، لم يدركوا ما كنا نقوله منذ سنوات عن شكوكنا ورفضنا للجماعات التي ارتبطت بإيران وسوريا، وقبلها بصدام في العراق مثل «أبو نضال». والذين يرفضون التصديق اليوم بما نقوله عن آخرين مثلهم، سيكتشفون في الغد ما لا يسرهم، لأن كل الكيانات التي عملت مع النظامين السوري والإيراني تأكدوا أن أيديها ملوثة، ويصعب على مثلي أن يصدق أنها مستقلة وفي نفس الوقت تعمل مع أجهزة الأسد الأمنية. هذا ما كنا نقوله عن حسن نصر الله وحزبه، وإنه عندما كان يرفع شعار فلسطين ولبنان لم يكن إلا مجرد كتيبة إيرانية سورية، وإسرائيل لو أرادت سحقه تماما لما عجزت. والتنظيمات التي تربت في دمشق من قبل، من فلسطينية وتركية وعراقية وحتى خليجية، كانت توظف في نفس الفلك السوري وتحت نفس القيادة، لكن بعضها عندما رأت المياه تتسرب إلى سفينة الأسد فرت منها كالجرذان التي تهرب من السفن الغارقة.

إنما ما علاقة كل هذا بالعنوان ومعاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أي المسؤول الأول اليوم عن الثورة السورية؟

بمجرد ما تسلم القيادة ظهرت بيانات وجماعات ضده، بيانات موجهة للغرب تقول إنه إسلامي متطرف ومرتبط سرا بـ«القاعدة»، وصدرت بيانات معاكسة تحت أسماء إسلامية ووطنية وثورية، تهاجمه وتشكك فيه بأنه عميل لإسرائيل وأميركا. في الواقع مصدرها واحد، النظام السوري محترف الحملات والتزوير. يماثل ما كان يفعله نظام الأسد في العراق، حيث كان يصدر بيانات باسم «القاعدة» والقوى العراقية الوطنية المختلفة، وفي نفس الوقت كان يعمل مع إيران لتعيين نوري المالكي رئيسا للوزراء على الرغم من فوز إياد علاوي في الانتخابات، وهذه قصة موثقة تروى لاحقا. الأسد غرر بقوة عظمى، هي الولايات المتحدة، لسنوات، مدعيا خصومته مع الجماعات الإسلامية المتطرفة، وأنه عدو «القاعدة». وقد أكل الأميركيون الطعم حتى إنهم كانوا يشاركونه معلوماتهم ويرسلون إليه متهمين من «القاعدة» لتحقق أجهزته الأمنية معهم، في حين كان ضباط استخباراته، بلحى كثة مزورة يدعون أنهم قيادات الجهاد تعمل في السر في سوريا، يستقبلون المجندين العرب، الخليجيين والليبيين وغيرهم من المغرر بهم، ويوجهونهم لعمليات قتل وإرهاب لم تعرف منطقتنا مثيلا لها في تاريخها المعاصر.

وللأسد خبرة قديمة في تقمص الجماعات، بدأها في لبنان. فقد كان النظام في الثمانينات يجند جماعات لبنانية تقوم بخطف الدبلوماسيين العرب والأجانب، وتنفذ عمليات انتحارية تحت عناوين شيعية ووطنية وفلسطينية. ومن خلال دكاكين الإجرام تلك تمكن من السيطرة على لبنان لثلاثة عقود. ثم حاول الأسد الابن تقليد أبيه، فقام باغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري وعشرين شخصية لبنانية مختلفة، لإرهاب خصومه والتحكم في كامل الدولة لولا أنها كانت كعب أخيل. فالحريري كان أضعف القيادات اللبنانية عسكريا، لأنه بلا ميليشيات، إلا أن مقتله أصبح بداية النهاية، حيث امتدت النار التي أشعلها الأسد في لبنان والمنطقة إلى داخل سوريا كما نرى اليوم.

الذي يجب أن يقال للمنخرطين في الثورة السورية، وملايين المتعاطفين معها، أن عليهم ألا يحسبوا كل بيضاء شحمة، كما يقول مثلنا. توجد جماعات جهادية ووطنية مزورة، أو مخترقة، هدفها تفكيك نسيج الثورة الضخم، وقلب بنادقه ضد بعضها البعض، وإشغال الشعب السوري بفتنة لسنين طويلة يترحم على أثرها السوريون على أيام الأسد.

علينا أن ندرك من الكم الهائل من الأدلة أن الأسد ليس حمارا، كما يحب أن يصفه البعض، ويدري منذ أكثر من عام أن نظامه ساقط لكنه لم يرد أن يغادر الحكم إلا بعد أن يدمر سوريا، ويخرب مجتمعها المتسامح المتصالح، ويورث الشعب الثائر حربا أهلية بينهم، باسم الدين والهوية والتاريخ والمصالح الفردية المتناقضة. الذين يتهمون الخطيب، الذي يجلس على قيادة الثورة، بالعمالة، ليسوا إلا ثوارا مزورين يستخدمهم الأسد لتكسير خصومه.

 

سليمان الغى الحوار المقرر بعد غد ونوه بلقاء المصالحة في بلدة بريح

وطنية - نوه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بانجاز الخطوات التي تؤدي الى استكمال المصالحات في الجبل وبشكل خاص في بلدة بريح وبالجهود التي بذلت في هذا المجال.

واعتبر أمام زواره في بعبدا اليوم ان لقاء المصالحة يشكل الحلقة الاخيرة من بروتوكول المصالحة الذي رعاه بين لجنة مشتركة من المقيمين والعائدين من ابناء البلدة في حضور رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الذي بذل جهودا مستمرة لتحقيق هذا الانجاز. ولفت الى ان هذا الانجاز يطوي الصفحة الاخيرة من ملف عودة المهجرين ويفتح صفحة جديدة من اهم الصفحات في تاريخ الوحدة الوطنية والعيش المشترك فيكون لها تأثيرها في تصليب الوحدة والتفاهم بين ابناء الجبل وتاليا بين ابناء الوطن.

هيئة الحوار

في مجال آخر، أبلغ سليمان أعضاء هيئة الحوار الوطني قراره الغاء جلسة الحوار المقررة بعد غد الاثنين في القصر الجمهوري في بعبدا.

أوغاسابيان

وفي نشاطه، عرض رئيس الجمهورية مع النائب جان اوغاسابيان للمواضيع المطروحة على الساحة السياسية الداخلية.

أبو جمرا

وتناول مع النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء اللواء عصام ابو جمرا التطورات.

بقرادوني

وبحث مع الوزير السابق كريم بقرادوني في عدد من القضايا السياسية المطروحة.

حنين

ومن زوار بعبدا النائب السابق صلاح حنين.

 

هكذا تتوزع معسكرات الجبهة الشعبية في لبنان...

http://mtv.com.lb/News/150802

تخشى السلطات اللبنانية ان تتحول مواقع الجبهة الشعبية القيادة العامة في لبنان الى ورقة تستخدم في تفجير الاوضاع الداخلية نظرا لما لهذه المواقع من اهمية استراتيجية وعسكرية.

ورسمت مصادر رفيعة للـ  mtvخريطة وجود هذه المواقع وتوزعها.

ففي محافظة البقاع هناك موقع التل الابيض غرب بلدة الفاعور عناصره بين 30 و35 ويحوي اسلحة خفيفة ومعدات.

موقع عين البيضا كفرزبد مركز مهم للجبهة بداخله انفاق ويحوي اسلحة حربية وذخائر ويتواجد فيه 150 عنصرا.

موقع قوسايا المعروف باسم مركز التسلح هو الاكبر والاهم تكثر فيه الانفاق ويمتد على مساحة 7 كلم في بطن الوادي، عديده اكثر من 300 عنصرا يتلقى الامداد من سوريا مباشرة ويحوي على اسلحة ثقيلة ودبابات وراجمات وصواريخ ومدافع ومضادات للطائرات, ويمكن للعناصر داخله الاكتفاء ذاتيا مدة طويلة.

موقع حشمش يشرف على البقاع الاوسط والمواقع الحساسة التابعة للجيش يتواجد فيه 100 عنصر مدججين بالسلاح.

موقع لوسي السلطان يعقوب محصن وفيه مخازن اسلحة وعديده خمسون عنصرا.

موقع حلوة يرتبط بسوريا عبر طرق فرعية وتفرض عليه حراسة مشددة.

وموقع الناعمة الاستراتيجي المطل على مطار بيروت والطريق نحو الجنوب والشوف, يعرف بموقع الانفاق الموجودة في باطنه عديده اكثر من مئتين ويعتبرون من ابرز قوات الكوموندوس والعمليات في القيادة العامة ومنهم من شارك في تدريب عناصر من حزب الله وهو مجهز بمدافع من عيار 160 ملم ومدافع هاون وراجمات وصواريخ منها 500 صاروخ كاتيوشا.

وتتحدث المصادر للـ  mtv ان هذه المواقع لا تزال تحت سيطرة النظام السوري حتى الان رغم التصدعات لا سيما بعد انشقاق فراس فضل سرور حفيد امين عام الجبهة الشعبية احمد جبريل. ولكن احتواء الانشقاق مرهون بالتطورات السورية. وتتحدث المصادر عن ارتفاع وتيرة التنسيق مع حزب الله للحفاظ على تماسك المعسكرات ولخشية الحزب من تهريب الاسلحة النوعية التي تملكها الجبهة الى الجيش السوري الحر.

واذا كان النفاذ إلى دمشق مرجح من خاصرة اليرموك عبر خلق تواصل بين منطقتي التضامن والحجر الأسود، هل حان الوقت لاستخدام صاعق معسكرات الجبهة للنفاذ الى الساحة اللبنانية؟

تقرير نخلة عضيمي

 

تسرّب مريب لعناصر "القيادة العامة" إلى بيروت والبقاع

حيدر الطفيلي/السبت 5 كانون الثاني (يناير) 2013/البقاع – خاص بـ"الشفاف"

رصدت قوى أهلية محلية تسرباً مريباً لعناصر تابعة للجبهة الشعبية "القيادة العامة" من مواقعها في "قوسايا" و"تل الابيض" الى وسط البقاع وبيروت. وأشارت الى خروج منظم لهؤلاء بزي مدني، وعلى فترات زمنية متباعدة، بواسطة سيارات مدنية سياحية تحمل لوحات لبنانية يختفي أثرها بعد بلوغها مستديرة زحلة – شتورة، او مثلث دير زنون – المصنع – برالياس.  وأبدت خشيتها من دور امني ما للمجموعات المتسربة، في البقاع او في المخيمات الفلسطينية، على خلفية الصراع الدائر في سوريا، وبعد الاشتباكات العنيفة بين الجيش النظامي السوري من جهة والجيش الحر وبعض الفصائل الفلسطينية المعارضة في مخيم اليرموك. حيث اصيب فصيل القيادة العامة بزعامة خبير المتفجرات الاول بالنسبة للنظام السوري، احمد جبريل، بتصدعات كبيرة سيكون لها اثرها على استمراريته. وتقاطعت خشية القوى الاهلية مع معلومات أمنية عن "نَفضة" أمنية سريعة بدأها جبريل منذ مدة قصيرة داخل الجسم التنظيمي والعسكري لفصيله، حيث اجرى تغييرات جذرية في قيادة معسكراته ومقراته في سوريا ولبنان تجنبا لحالات انشقاق مشابهة لتلك التي حصلت في مخيم اليرموك. وأشارت المعلومات الى توجه جبريل الى أختيار كادرات عسكرية وأمنية من قوميات غير عربية، خاصة من الشركس والايرانيين، كما بدأ عملية ضبط وربط للهيكلية الجديدة بأمن حزب الله وضباط من الحرس الثوري الايراني. مصادر امنية لبنانية وصفت التحركات الامنية لعناصر جبريل في معسكرات البقاع بالخطرة، استنادا الى شراسة النظام السوري وحلفائه في قصف وتدمير المدن والمرافق السورية وارتكاب مئات المجازر ضد المدنيين السوريين. ما يدفع الى الاعتقاد باستعداد النظام السوري وحلفائه لاطلاق فزاعة جبريل وحلفائه في لبنان قريبا. والمرجح أن السيناريو المتوقع يضع هذه المجموعات في الواجهة الامنية اللبنانية والفلسطينية، وتحييد حزب الله عن المواجهة المباشرة افساحا في المجال امام تكتيكاته السياسية التي يفرضها تطور الامور في سوريا. ورغم خطورة الموقف , تقول المصادر نفسها أن حراك جماعة جبريل ليس بمنأى عن أعين الاجهزة الامنية اللبنانية التي تتابع الموقف عن كثب، وترصد تحركات عناصر "القيادة العامة" من خلال الحواجز الكثيرة المحيطة ببعض مواقعها في قوسايا" و"السلطان يعقوب" و"الوادي الاسود""!

 

قيادي في "حزب الله" اعترف بحجم الفساد: معلومات حول إقالة نصرالله لوفيق صفا

علي الحسيني /السبت 5 كانون الثاني (يناير) 2013

بيروت - خاص بـ"الشفّاف"

"المشكلة داخل "حزب الله" هي أنه لم يعد هناك قوة ردع او حتى حُرم يمنع بعض المنتمين اليه من إرتكاب الأعمال التي تتعارض ليس فقط مع المبادئ التي قام على أساسها الحزب، وإنما مع شريعة الحياة والأديان! وما نراه اليوم داخل حزبنا من ظاهرة العمالة التي تطل علينا من الداخل والخارج، هو نتيجة ابتعادنا عن ديننا وانجرار بعضنا نحو متع الدنيا ومعاصيها!"

الكلام هذا لم يخرج عن لسان أحد أدبائنا أو شعرائنا، إنما خرج عن أحد اهم قياديي الصف الاول في "حزب الله" خلال لقاء جمعه مع كوادر الحزب في منطقة "حارة حريك" في الضاحية الجنوبية بهدف التركيز على مسألة "العمالة" التي أصبحت متفشية داخل بنية الحزب والتي أصبحت تشكل هاجساً يؤرق ليس مضاجع القياديين الكبار وحسب، إنما ايضاً ضباط كبار من الحرس الثوري الإيراني عجزوا عن إعادة روح الإيمان بالعقيدة إلى شبان لم يعودوا يؤمنون بقضية أسمها "المقاومة" بعدما أضحى مسؤولوها متمولين ومختلسين لأموال الفقراء في الطائفة الشيعية.

بكاء نصرالله

اللقاء الذي جرى أمس الاول تطرق خلاله القيادي بداية إلى يوم القي القبض فيه على زميله القيادي في "حزب الله" محمد الحاج "أبو تراب"، بتهمة التعامل مع جهاز المخابرات الاميركية السي اي ايه، حيث أعتبر أن تلك الواقعة مثلت ضربة قوية للحزب لا تمثلها واقعة اخرى، لما يحتله هذا الشخص من مكانة قيادية في جسم المقاومة، كون الرجل كان يُعد من أهم القياديين الذين تسلموا موقع تعزيز قوة المقاومة بعد عماد مغنية.

محمود قماطي نائب رئيس المكتب السياسي القيادي أكد أيضاً انه لحظة وصول خبر عمالة "أبو تراب" إلى الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، دخل الرجل إلى غرفته لوقت قصير بكى خلاله بكاء لم يحصل عندما رثى ولده هادي نصرالله الذي قتلته اسرائيل، وأن اول ما فعله لحظة خروجه عن صمته هو الإتصال بالخامنئي ليشرح له ما تعرض له الحزب من خيانة على يد رجل يعرفه الخامنئي جيدا وقد سبق أن التقاه مرات عدة في طهرانً، ويضيف أن الخامنئي هدء من روع نصرالله وذكره بالخيانات التي تعرض لها اهل بيت النبي، وخصوصاً تلك التي حصلت مع الحسين بن علي بن ابي طالب.

الشيخ محمد يزبك، وكيل السيد الخامنئي في لبنان أبناء قماطي ويزبك وصفا.. رجال أعمال!

ويعترف القيادي خلال اللقاء بأن حجم الفساد المالي داخل "حزب الله" هو الذي شجع "ابو تراب" وغيره من الاشخاص المنتمين الى الحزب على الإنجرار نحو العمالة! فهؤلاء يرون بأم أعينهم كيف أن بعض القياديين الكبار قد تحولوا بين ليلة وضحاها إلى رجال اعمال وأصحاب مال من الطراز الاول، واعداً الحاضرين بملاحقة الحزب لكل الفاسدين مهما علا شأنهم أو منصبهم. وأكد لهم ان نصرالله دعا منذ فترة وجيزة عدداً من قياديي الصف الأول إلى إجتماع في غاية الاهمية بعدما سرت اليه اخبار تتعلق يطبيعة حياتهم مع عائلاتهم والتي اصبحت محط انظار الجميع من عناصر وكوادر داخل الحزب.

واعترف القيادي أن هناك أبناء لمسؤولين كبار معروفين في الحزب أمثال مسؤول لجنة التنسيق والارتباط في الحزب "وفيق صفا"، وأبناء الشيخ "محمد يزبك" والقيادي "محمود قماطي"، باتوا يمتلكون ثروات هائلة جرّاء الاختلاسات والاتجار بالممنوعات والسيارات المسروقة والتي تُهرّب إلى لبنان من دون خضوعها للجمرك. ولفت إلى أن نصرالله سأل هؤلاء عن مصدر مالهم هذا في وقت ينتظر فيه بعض المجاهدين على جبهة الجنوب رواتب اخر الشهر لكي يعيلوا عائلاتهم.

وفيق صفا: أقيل أم لا؟

ويتابع القيادي حديثه حول أسئلة نصرالله لهؤلاء القياديون حيث سألهم: هل انتم افضل من نعال هؤلاء المقاومون؟ وهل قدمتم للحزب ما قدمه هؤلاء المجاهدون؟ والسؤال الاهم الذي طرحه نصرالله هو: اين هم ابناؤكم الان، هل هم على الجبهة ام في علب الليل؟". وفي معلومات خاصة بـ"الشفاف" أن نصرالله قرر خلال ذالك الاجتماع نصرالله إقالة "وفيق صفا" بعدما تبين تورطه في الفساد المالي، لكنه عاد وارتأى مع مجموعة من الهيئة المقربة منه أن يغض الطرف عن الموضوع اقله في الوقت الراهن إلى حين تتبلور الامور مع الايراني. علماً أن اوساطاً اخرى اكدت ان قرار إقالة ضفا قد اتخذ فعلاً وهناك رجل اخر يمارس المهام الامنية من دون الكشف عن اسمه، وأن تداول أسم "صفا" كـ"رئيس للجنة التنسيق والارتباط" رغم إقالته، ما هو الا واجهة متحركة يديرها الرجل الجديد".

 

احمد الاسعد: لتكن انتخابات 2013 فرصة لإندفاعة جديدة لثورة الأرز

 وطنية - عقد المستشار العام لحزب الانتماء اللبناني احمد الاسعد مؤتمرا صحافيا اعلن فيه "أن شبح ممارسات الترهيب التي عانى منها الحزب في خلال فترة إنتخابات 2009 وما سبقها، عاد اليوم مع بدء العد العكسي للإنتخابات النيابية". وقال: "أن المطالبة بالحوار هو كلام معسول، ولكن الممارسة فشيء آخر. لقد سبق وأعلنا قبل أيام، تعرض عدد من المسؤولين في حزب الانتماء اللبناني للاعتداء والضرب الشنيع في اليوم الأول من السنة الجديدة، في ما كانوا يوزعون "نشرة الانتماء" الشهرية في منطقة صور، وأصيب عدد منهم بجروح بالغة، وحصل كل ذلك أمام أنظار عناصر قوى الأمن الداخلي، الذين لم يحركوا ساكنا". وتابع: "هم لا يعرفون غير العنف طريقة للتعاطي مع أي توجه أو رأي لا يتوافق مع توجهاتهم وآرائهم. يواجهون الإختلاف بالعنف، ويحاولون ترهيب الآخر وقمعه ودفعه إلى الإذعان لتهجهم وسلطتهم، وهذا ما لم ولن ينجحوا فيه معنا. اضاف: "لا بد لي من أن أتوجه بالسؤال إلى قوى "14 آذار" الذين لا يزالون يؤمنون بثقافة الحوار مع "حزب الله" و"أمل" ما هو النفع من الحوار مع من لا يؤمنون بثقافة الحوار؟ ما هو النفع من الحوار مع الذين لا يترددون في استخدام العنف ضد مواطنيهم اللبنانيين في أي لحظة إذا رأوا أن ذلك مناسبا ومفيدا لهم؟ وختم: "أوجه ندائي إلى قوى 14 آذار راهنوا هذه المرة على غضب شعبكم، شعب ثورة الأرز، ولا تسببوا له إحباطات جديدة. افهموا أن الكيل طفح، ولم يعد مقبولا السير في حلول وسط، أو في تسويات. فلتكن انتخابات 2013 فرصة لإندفاعة جديدة لثورة الأرز، تسحق في طريقها كل المترددين، وكل اللاعبين على حبلين".

 

رئيس الجمهورية يستقبل السلكين الديبلوماسي والقنصلي 15 و16 الجاري

وطنية - صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية البيان الآتي:

"يعلن فرع المراسم في المديرية العامة لرئاسة الجمهورية انّ موعد استقبال فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان لأعضاء السلكين الديبلوماسي والقنصلي محدد سابقا في 15 و16 كانون الثاني الجاري، وذلك بسبب موعد هيئة الحوار الوطني من جهة وزيارة الرئيس القبرصي ديميتريس كريستوفياس للبنان في 9 و10 و11 الجاري من جهة ثانية".

 

الجمهورية : عشاء بعبدا خطف الأضواء ولبنان طلب إجتماعاً عربياً للنازحين

كتبت "الجمهورية " تقول : طغى عشاء رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط بعنوانه السياسي على سائر العناوين، سواء لجهة شكله بجمعه أركان الحلف الوسطي، أو لجهة توقيته عشية تأجيل جلسة الحوار والتئام اللجنة النيابية الفرعية لمتابعة البحث في قانون الانتخاب، واستمرار التباينات الحكومية في ملف النازحين، أو لناحية مضمونه الذي شكل رسالة أراد المشاركون فيه توجيهها إلى من يعنيهم الأمر من أن لهذا الحلف الوسطي خياراته السياسية في هذه المرحلة إلى جانب خيارات الآخرين. وفي المعلومات الرسمية أن المجتمعين بحثوا في الاستحقاقات والمواضيع المطروحة ولا سيما منها تلك المتعلقة بالحوار وقانون الانتخاب"، واستبقى سليمان ضيفيه الى مائدة العشاء.  وعلمت "الجمهورية" أنه تم في هذا اللقاء-العشاء "استشراف المستقبل من خلال موقف مشترك لإحداث كوة في الجدار القائم بين فريقي "8 و 14 آذار". واضافت المعلومات أنَّ المُجتمعين تطرّقوا إلى مجموعة من الأفكار التي يُمكن طرحها كحلول للملفّات الخلافيّة المطروحة، في ضوء تعذُّر انعقاد طاولة الحوار. وقال مُطّلعون على الأجواء الرئاسيَّة، إنَّ "اللقاء تطرّق إلى كُلّ القضايا المطروحة. وأشاروا إلى أنَّ "المُجتمعين أرادوا من الإجتماع، بلورة خيارات سياسيَّة تُعبِّر عَن مواقفهم الوسطيَّة، يُمكن مُناقشتها مع مُختلف الأطراف السياسيّين في قابل الأيَّام".

وفي سياق متصل قالت مصادر واسعة الإطلاع لـ "الجمهورية" ان سليمان رحب بما تحقق في بريح الشوفية، خصوصا انه ساهم في جانب من المساعي التي انتهت الى تسريع المصالحة. وقد شكر جنبلاط رئيس الجمهورية على المساعي التي بذلها لحل هذه العقدة المتمثلة بمصير البيت الدرزي الذي بني على ارض مسيحية الى ان تم الإتفاق على بناء بيت بديل انتهى تشييده قبل ثلاثة اشهر ليزال البيت القديم ليل الخميس - الجمعة بإشراف الجيش اللبناني وحضور اعضاء لجنة العودة من ابناء البلدة. وأجرى جنبلاط عرضا للمراحل اللاحقة لإتمام المصالحة على مستوى التعويض على شاغلي الأملاك المبنية والحقول والأراضي الزراعية وتقدير الأضرار التي لحقت باصحاب الأملاك والبيوت المدمرة وكيفية اعادة البناء لرصد التعويضات الضرورية . كما عبر الرئيس ميقاتي عن سروره بما تحقق، وهنأ سليمان وجنبلاط على تكلل مساعيهما بالإيجابية.

من إرجاء الى إرجاء

وفي موازاة ذلك علمت "الجمهورية" ان رئيس الجمهورية قد أرجا الاستقبال السنوي التقليدي للسلك الديبلوماسي الذي يعقد كل عام في 6 كانون الثاني الى 15 منه، لمصادفته عيد الميلاد المجيد لدى الطوائف الأرمنية، من جهة، وريثما تتبلور لديه بعض القضايا والعناصر ليتوجه في ضوئهما بخطابه امام الديبلوماسيين بموقف أوضح وفي مقدمها، رغبته في تلمس اجواء اجتماع اللجنة الفرعية المصغرة للبحث في قانون الانتخابات في 8 كانون الثاني المقبل في مجلس النواب، وانتظار ما ستسفر عنه نتائج اتصالاته الهادفة الى خلق آلية مالية لمعالجة موضوع النازحين، كما انتظاره نتائج الاتصالات الرامية إلى طرح صيغة جديدة للحوار.

وتأكيدا لما نشرته "الجمهورية" امس، سيصدر عن دوائر قصر بعبدا اليوم بيان بتأجيل جولة الحوار المقررة في السابع من الجاري لكن من دون تحديد أي موعد جديد هذه المرة.

مصادر بعبدا ومواقف نصر الله

في موازاة ذلك، بقيت مواقف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله مثار نقاش في الكثير من المواقع الرسمية، وتوقفت مصادر قصر بعبدا امام بعض الملاحظات، وقالت لـ"الجمهورية" ان مطالبة الأمين العام بخطة دفاعية للمياه والثروة البترولية جاءت لتؤكد اهمية ورقة رئيس الجمهورية في الاستراتيجية الدفاعية المقترحة والتي تقدم بها امام طاولة الحوار في الصيف الفائت والتي لم توفر اي ملاحظة من هذا الشان على أهميتها.

وقالت المصادر ان إشارة نصر الله جاءت مطابقة لما جاء في الورقة الرئاسية وتحديدا في الفقرة "دال" من مرتكزات الخطة التي تضمنت بندا خاصا يتناول ضرورة ان توفر الاستراتيجية الدفاعية التي يريدها بالإستناد الى القوى اللبنانية العسكرية "الدفاع عن الأراضي اللبنانية والمجال الجوي والبحري والبري والمياه بما فيها الثروات البحرية ضمنا". ولفتت المصادر الى انه في مكان آخر، تناولت ورقة رئيس الجمهورية وفي مقدمتها، تحديدا هذا الأمر عندما أكدت الخطة على حجم المخاطر الإسرائيلية التي تهدد لبنان في كل المجالات.

جنبلاط وجرح الجبل

في غضون ذلك، انتقل الحدث الى بكركي مع ختم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط جرحا قديما من حرب الجبل بعد واحد وثلاثين عاما، بإعلانه من بكركي أمس انه وبمبادرة من اهالي بريح تمت ازالة التعدي على ارض المسيحيين في البلدة، وأن احتفالا رسميا سيقام في المناسبة برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس الجمهورية للمصالحة، مشددا من جهة أخرى على انه "لا مجال الا للتلاقي والحوار". وتركت خطوة جنبلاط في بريح ارتياحا لدى الاهالي. وفي وقت نفى الدروز في البلدة حصول اي توتر بعد هدم المنزل، رحبت لجنة العودة لاهالي بريح بالخطوة آملة في ان تترافق مع تأمين الاموال اللازمة لوزارة المهجرين لاعادة الاعمار.

وجرح النازحين

في هذا الوقت ما تزال قضية النازحين السوريين والفلسطينيين الى لبنان الشغل الشاغل، في ضوء استمرار التباين حيال كيفية التعامل معها. ودخلت الولايات المتحدة الأميركية على خط دعم خطة الحكومة، وأثنت عبر سفيرتها في لبنان مورا كونيللي على قرار الحكومة بمواصلة الوفاء بالتزاماتها الإنسانية الدولية تجاه اللاجئين، بما في ذلك المحافظة على حدود مفتوحة وحماية اللاجئين من المضايقات. وأكدت كونيللي التي جالت على رئيس حزب الكتائب اللبنانية امين الجميل ورئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة ووزير الطاقة جبران باسيل إدراكها الحاجة الماسة إلى المساعدة الدولية بسبب الأزمة الإنسانية الناجمة عن تدفق اللاجئين المتزايد، وأعادت التأكيد على التزام بلادها الاستجابة إيجابا لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين والمجتمعات التي تستضيفهم. مشيرة الى تقديمها حتى اليوم ما يقارب 210 مليون دولار من المساعدات الانسانية الى الناس داخل سوريا والذين فروا إلى البلدان المجاورة. في الموازاة، ظلّ"تكتل التغيير والاصلاح" على موقفه الداعي الى وقف تدفق النازحين الى لبنان واقفال الحدود مع سوريا، مبررا رفضه الخطة الحكومية "لانها دعوة الى مجيء المزيد من النازحين السوريين"، مؤكدا ان موضوع النازحين ليس سياسيا او مرتبطا بمسألة الانتخابات "بل هو شأن وطني وله تأثير على الوضع اللبناني العام". وفي هذا الإطار يعقد باسيل مؤتمرا صحافيا اليوم يتناول فيه هذا الموضوع . في المقابل، وفي رد غير مباشرعلى"التكتل "، لفت موقف مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الذي أكد فيه انه ليس لأحد في لبنان أن يتعرض للنازحين أو أن يطالب برحيلهم عن لبنان، وانه من الواجب "استقبالهم وتوفير الأمان لهم وتلبية حاجاتهم ومساعدتهم في شؤونهم المعيشية من المسكن والملبس والمأكل والمشرب".

تحرك وزير الخارجية

ومن ضمن القرارات التي اتخذها مجلس الوزراء امس الأول، اطلع وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور هاتفيا، الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، على اوضاع النازحين ويوجه اليوم مذكرة للأمانة العامة للجامعة العربية لدعوة وزراء الخارجية العرب الى عقد اجتماع غير عادي لبحث هذا الموضوع. وفي هذا السياق قالت مصادر ديبلوماسية لـ"الجمهورية" إن النظام يحاول عبر لبنان العودة إلى الجامعة العربية، التي طرد منها، من بوابة اللاجئين على قاعدة أن مناقشة هذا الملف تفترض وجوده على الطاولة للمساهمة في إيجاد الحلول لهذه القضية، وبالتالي هذه المشاركة في حال حصولها توفر لهذا النظام شرعية عربية يفتقد إليها. وكشفت المصادر نفسها أن الدخول اللبناني على هذا الخط جاء بطلب سوري، وأن الجامعة العربية ليست بوارد إعادة الاعتبار لهذا النظام تحت أي عنوان، خصوصا أن قضية النازحين يتحمل هو مسؤوليتها بالكامل بفعل آلة القتل التي تنفذ تهجيرا منهجيا ومبرمجا. وقالت المصادر أنه كان أولى بوزير الخارجية اللبناني قبل أن يطلب اجتماعا طارئا لوزراء الخارجية العرب أن تخرج حكومته بتصور موحد لملف النازحين وتعمل على عرضه في هذا الاجتماع لتسجيل الملاحظات عليه أو إقراره، فيما طلب منصور يؤشر وكأنه يريد عرض وجهة نظره بمعزل عن وجهة نظر الحكومة التي عجزت عن الخروج بتصور ومقررات رسمية. وعلى خط آخر، استدعى منصور السفير السوري علي عبد الكريم علي وابلغ اليه قرارات مجلس الوزراء مشيرا الى أن "الغرض من الاستدعاء هو البحث بما يمكن القيام به من عمل مشترك لتسهيل عودة النازحين السوريين إلى بلادهم وإنشاء لجنة مشتركة لبنانية ـ سورية لتولي ذلك، تتألف من الأجهزة الأمنية في هذا الملف في كلا البلدين". واعلن علي ان النازحين السوريين الى لبنان باشروا العودة الى مدنهم وقراهم السورية بعدما اعاد النظام السيطرة عليها. وفي حديث لـ"الجمهورية" أكّد منصور أن موضوع اقفال الحدود أمر غير وارد على الاطلاق، انما المطروح هو ضبط الحدود مقارنة بالدول الأخرى خصوصا وأن لبنان لم يعد يحتمل أي زيادة سكانية حاليّة أو على المدى الطويل" وشدد على ان الاجتماع مع علي "كان مثمراً جدّا على صعيد تحديد النقاط للوصول الى الأهداف المرجوّة وسنلمس النتائج الايجابية لهذه المشكلة في الأيّام القليلة المقبلة". وأوضح منصور من جهة أخرى ان الاجتماع الذي عقده مع وزيري المال محمد الصفدي والداخلية مروان شربل، لم يكن مخصصا لموضوع اللاجئين انما للبحث في إتفاق تعاون بين لبنان وهيئة دولية .

اعتصام وتصعيد عند الحدود غداً

الى ذلك، نفذ أهالي"تلكلخ "والموقوفون الاسلاميون اعتصاما امس امام منزل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في طرابلس مهددين بالتصعيد الأحد عبر اعتصامهم على الحدود. وشن المعتصمون هجوما على الحكومة اللبنانية ورئيسها مهددين بقطع طريق العريضة الحدودي في التاسعة صباح غد الاحد مرددين هتافات معادية للدولة وميقاتي والنظام السوري. في هذا الوقت، أوضح السفير السوري رداً على سؤال عما اذا كانت السلطات السورية مستعدة لتسليم من بقي حيا من مكمن تلكلخ، الى انه بقي هناك جثة واحدة او اثنتان لم يتم التعرف اليهما. أما الاحياء فقد قاموا بالاجرام على سوريا، وبالتالي من غير المنطق أن تتم المطالبة بهؤلاء فهم يخضعون للمحاكمة إذا كانوا موجودين، والأمر معلن أنهم ذهبوا للتفجير والقتال ضد وطن وضد آمنين، ومن غير المنطق أن يقال لدولة ألا تدافع عن ابنائها وعن مواطنيها وعن بنيتها".

قانون الانتخاب

وعشية التئام اللجنة النيابية الفرعية لمتابعة البحث في قانون الانتخاب استمر التجاذب بشأنه، في حين أكد رئيس لجنة الادارة والعدل النائب روبير غانم أن "الفشل من خلال اللجنة وارد كما التوصل إلى أرضية مشتركة وارد، فلنرَ إن كان هناك ارادة طيبة لدى الفرقاء اللبنانيين للتوصل إلى قانون انتخابي". وشدد على ان "الحد الادنى المطلوب هو التوافق، لأن التوافق داخل اللجنة قد ينسحب على امور أخرى"، لافتا إلى ان "الاتفاق على قانون هو مدخل إلى استقالة الحكومة وتأليف أخرى حيادية".

الأزمة السورية

في انتظار اللقاء الاميركي- الروسي المرتقب على مستوى وزيري الخارجية مع الموفد الاممي ـ العربي الاخضر الابراهيمي، والنتائج التي يمكن ان تتمخض عنه، ظلت سوريا تحت وطأة العنف في ضوء استمرار دورة الدم فيها وتفشي ظاهرة حرب المطارات، فيما بدأ حلف شمال الاطلسي نشر صواريخ الباتريوت في تركيا. وحذّر الإبراهيمي بقوة من مخاطر التطورات المرتقبة في سوريا على الوضع في دول الجوار وفي لبنان تحديدا.

ونقلت مصادر واسعة الاطلاع عنه قوله لـ"الجمهورية" انه ليس هناك حتى هذه اللحظة اي خطة او مشروع تفاهم دولي حول الوضع في سوريا وان الصراع فيها ما يزال على اشده.

وفي حين حذّر الابراهيمي مما هو آت قبل اللقاء الأميركي ـ الروسي المرتقب، أمل في التوصل الى تفاهم ما يؤدي الى بداية تغيير في المواقف او ما يشبه تقاربا مطلوبا بقوة، لوضع حد لتدهور الوضع في سوريا. ?

 

جعجع: أفضل قانون هو قانون الدوائر الصغرى وغياب الحريري اسهم بولادة ظواهر متفرقة في طرابلس وصيدا وسواها

وطنية - رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن "هدف قوى الرابع عشر من آذار هو التوصل الى صيغة نهائية ومتفق عليها لقانون الانتخابات قبل نهاية شهر كانون الثاني الحالي، وفي حال لم تتوصل اللجنة النيابية المكلفة البحث في قانون الانتخاب الى حل، سنطالب رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن يعقد جلسة للبرلمان للتصويت على اقتراحات القوانين الثلاثة المطروحة".

وجدد التأكيد ان "قانون الستين هو قانون مجحف لا يؤمن المناصفة الفعلية التي نص عليها اتفاق الطائف، وبالتالي فإن أفضل قانون هو قانون الدوائر الصغرى (50 دائرة)"، لافتا الى ان "النائب ميشال عون عاد منذ فترة لطرح مشروع اللقاء الأرثوذكسي من باب المزايدة فقط لا غير".

واذ حذر من "محاولات الفريق الآخر تطيير الاستحقاق الانتخابي المقبل تحت أي ذريعة كانت"، شدد جعجع على وجوب احترام المواعيد الدستورية، وكشف ان "هدف قوى الرابع عشر من آذار هو ربح أكثرية نيابية في الانتخابات المقبلة لتشكيل حكومة أكثرية" .

كلام جعجع جاء خلال مقابلة مع صحيفة "لوريان لو جور" (L'Orient Le Jour)، حيث قال "إذا خُيرتُ بين قانون فؤاد بطرس وقانون الستين، أختار قانون فؤاد بطرس، ولكن بين قانون فؤاد بطرس وقانون الدوائر الصغرى، فطبعاً سأختار قانون الدوائر الصغرى"، مشيراً الى أنه " في أميركا وبريطانيا وفرنسا تُعتمد الدائرة الفردية التي تعطي إمكانية أكبر لمحاسبة المرشح بشكل أفضل".

وعن عودة الاغتيالات ومحاولات الاغتيال في العام 2012، اعتبر جعجع "ان الفريق الآخر اعتمد أسلوب القتل منذ العام 2005 أي بعد خروج السوريين من لبنان ليحقق المكاسب في السياسة، ولكنه أخذ فترة راحة ما بين العامين 2008 و2011 بعد أن نال هذا الفريق الثلث المعطل في الحكومة، ولكنه اليوم وبعد ان استولى على كامل الحكومة، وبعد ان أدرك أن النظام السوري في طريقه الى الانهيار التام، وبعد أن اكتشف ان استطلاعات الرأي تظهر تقدما واضحا لقوى 14 آذار لدى الرأي العام اللبناني، عاد هذا الفريق الى أسلوبه القديم وهو الاغتيالات لتحقيق مكاسب سياسية تُمكّنه من تحضير الساحة ليفوز في الانتخابات النيابية المقبلة".

ورفض مقولة أن "قوى 14 آذار تراهن على سقوط نظام الأسد في سوريا، الأمر الذي سيؤثر على سلوكية حزب الله في الداخل"، فشرح "أنا لا أراهن على سقوط الأسد لإحداث تغيير في الداخل اللبناني، ولكن هذا لا يمنع أنه سيسقط عاجلا أم آجلا، وبالتالي سيكون لهذا السقوط تداعياته على الساحة الداخلية، صحيح ان نظام الأسد هو داعم أساسي لفريق 8 آذار لا بل هو صانعه، ولكن هذا الفريق لديه نقطة ارتكاز أخرى هي إيران التي تعاني بدورها أيضا من مشاكلها الخاصة".

وعن رأيه بقيام كتلة وسطية ما بين 8 و14 آذار، أوضح جعجع "اذا كانت الوسطية تعني عدم اتخاذ موقف من الأحداث وطرح حلول لمشاكل البلد بل مجرد الوقوف على الحياد من الأحداث، فأنا أرفض هذه الوسطية لأنها غش للرأي العام، إنما في الوقت ذاته لا يمنع أن يكون أي شخص مستقلا ولكن عليه أن يملك رأيا وموقفا من الأحداث" .

وعن تأثير غياب الرئيس سعد الحريري عن لبنان قبيل الانتخابات، أجاب جعجع: "ان غياب الحريري ترك فراغا كبيرا وبالأخص على الساحة السنية، الأمر الذي ساهم بولادة ظواهر متفرقة في طرابلس وصيدا وسواها، فلو كان متواجدا في لبنان لما كنا رأيناها، من هنا إن محاربة القيادات المعتدلة أمثال الرئيس الحريري هي بمثابة دعم مباشر للحركات والمظاهر المتطرفة في لبنان" .

وفي ملف النازحين السوريين والفلسطينيين الى لبنان، اعتبر جعجع ان "هذا الموضوع إنساني بكل تأكيد، ولكن يجب ألا يستمر الوضع على ما هو عليه، لأنه سيصبح خارج سيطرة الدولة اللبنانية، من هنا على الحكومة ضبط الوضع اذ لا يمكن أن نترك أرضنا سائبة تحت غطاء أو هدف إنساني، يجب على الحكومة إحصاء عدد النازحين وتأمين المساعدات الانسانية اللازمة لهم لحين مغادرتهم الأراضي اللبنانية سريعا فور انتهاء الأزمة في سوريا".

وعن مصير المسيحيين في الشرق الأوسط، رأى جعجع "ان مصير المسيحيين مرتبط بما يقررونه هم لأنفسهم، فإما يكونون مشاركين في الأحداث ويلعبون دورا هاما فيها وإما يبقون على الهامش، وأنا أدعوهم الى تنظيم أنفسهم في بلدان ثورات الربيع العربي ليكونوا فاعلين في مجتمعاتهم، ومن هنا دورنا كمسيحيين في لبنان هو دعمهم وإعطاؤهم المعنويات اللازمة ليستمروا".

وفي جديد التحقيقات في محاولة الاغتيال التي تعرض لها في معراب، قال جعجع: "لا جديد حتى الآن وكأن ملف القضية قد أُقفل أو أُهمل، مع العلم أن لدي شكوكي الخاصة بالجهة التي تقف وراء هذه المحاولة ولكنني لن أُفصح عنها وأفضّل تركها لنفسي".

 

لأول مرة يكشف مصدر التهديدات الموجهة له...المفتي الشعار لموقعنا: حمايتي هي مسؤولية ميقاتي...ولن أقبل بالإقامة الجبرية في منزلي

 غسان عبدالقادر

هو ليس الحديث الأول الذي يجريه موقع 14 آذار الإلكتروني مع سماحة مفتي الشمال الشيخ مالك الشعار وبالتحديد من باريس. ولكن حديث المفتي الشعار كانت له نكهة مختلفة هذه المرة كون سماحته يتكلم من شبه اقامة جبرية فرضت عليه نتيجة التهديدات الأمنية التي وجّهت إليه. من باريس تحدث إلينا المفتي الشعار في حديث صريح الطابع الغالب عليه هو الدعوة الدائمة للتعقل والتعايش بين أبناء الوطن.

السؤال الأول، وربما الأهم، من يقف وراء التهديدات التي وجهت لسماحتكم ؟

في الحقيقة، الأجهزة الأمنية التي حذرتني من التهديدات لم تطلعني على وجه التحديد وبشكل واضح من الذي يقف وراء هذا الأمر إلا أنّ القرائن تشير أن اسمي قد ورد عدة مرات خلال جلسات التحقيق التي أجراها المحققون مع الوزير والنائب السابق الموقوف ميشال سماحة. ولكن هذه الجهات الرسمية أكّدت لي بالفعل أنّ اسمي كان مندرجاً ضمن قائمة المستهدفين والتي كان يحملها ميشال سماحة معه عندما ألقي القبض عليه إثر عودته من سوريا.

إذاّ التهديدات مرتبطة بما يجري في سوريا. وبالتالي كيف تقيمون مستقبل نظام بشار الأسد؟ وما انعكاسات ذلك على الوضع في لبنان وطرابلس بالتحديد؟

إن الوضع في سوريا هو مسألة وقت ليس إلا لأنّ مقومات الدولة والنظام قد انتهت. وما يجري حالياً هو محاولة تمديد للأزمة من خلال فترات زمنية معينة من أجل إيجاد تسويات ومخارج بالنسبة للرئيس بشار الأسد ومن حوله. الوضع في سوريا لن يعود إلى ما كان عليه قبل بدأ الحراك الشعبي. ولذا أخشى أن يحدث الكثير من قبل الأشرار في طرابلس خصوصاً عندما تؤول الأُمور في سوريا الى النهاية، وأتوقع ان تصدر إلينا مجموعة من المشاكل التي احذر منها. ولكن هنا أدعوا العقلاء في الشمال وما أكثرهم كي يقوموا بواجبهم لناحية زيادة الوعي الوطني.

بالنسبة لطرابلس، فإنّي أولاً استنكر الحادث الذي جرى مع الكاهن سكاف وأحيي فيه موقفه الوطني الذي أعلنه وقال فيه أن القضية لا تتعلق بأي بعد سياسي وهو قام بالتالي بنزع فتيل الفتنة الطائفية التي يحاول الكثير اشعالها خصوصاً في فترة الأعياد لدى أخواننا المسيحيين. كما واتوجه الى الأخوة العلويين في الشمال بأن يتعاملوا مع اخوانهم على أنهم عائلة واحدة في وطن واحد وأن يتركوا خلفهم كل الحزازيات في سبيل التعايش الوطني من دون تفرقة.

رئيس الحكومة اتّصل بكم وابلغكم انه على استعداده لتأمين الحماية. فما جرى بالتحديد بينكم وبين ميقاتي؟ ومن هو المقصر بحمايتكم؟

ما جرى هو أنّ دولة الرئيس نجيب ميقاتي قد اتصل بي مشكوراً أكثر من مرة طالباً مني العودة قائلاً أنّ طرابلس اشتاقت اليك ونحن بحاجة ان تكون موجوداً معنا. وكان جوابي أنني ارغب اليوم قبل الغد بالعودة الى طرابلس ولكن الجو الذي تعيشه المدينة فيه نوع من الرعب والتهديد. وكان جواب دولته أنه بالتنسيق مع الوزراء المختصين والجهات المعنية قد اتفق مع الجيش اللبناني على تأمين نقطة عسكرية ثابتة عند منزلي من اجل حمايتي طالباً مني التزام البيت وأنّ من يرغب بمقابلتي عليه أن يأتي إليّ.

بالنسبة لحمايتي، فأنا أعتقد ان مسؤولية الأمن الخاص بي يجب يتولاها بطريقة مباشرة دولة رئيس مجلس الوزراء من خلال الأجهزة الأمنية الخاضعة له بوصفه رأس السلطة التنفيذية. ومن هنا آمل أن يتخذ الإجرآت اللازمة بهذا الخصوص.

هل نفهم هنا أنّه بات المطلوب وضع مفتي الشمال تحت الاقامة الجبرية؟

في الوقع، قلت للجميع أنني أتفهم أن يُطلب من الشخص ان يُخفف حركته في الخروج وأنا على استعداد للالتزام بهذا الأمر. ولكن أن يقال له أن لا يخرج وأن أكون تحت الإقامة الجبرية فهذا معناه أنّ الخطر بات حول بيته وهذا ما لا يليق أبداً بالمفتي. إنّ طبيعة عملي ووظيفتي وواجباتي تجاه أهلي وأخواني، تجعلني لا أستغني عن الخروج من المنزل وأن أذهب الى منزلي والى بيروت وإلى لقاءات وإجتماعات هنا وهناك.

بالتالي أنا لا أجد مسوغاً أو مبرراً كما نصحني الكثيرون لأعود بهذه السرعة الى لبنان وفي ظلّ هذه الظروف. وكنت تمنيت على الرئيس ميقاتي أن يكون معي نوع من المرافقة الأمنية الكافية. وكان جوابه أنّ الحامي هو الله سبحانه وتعالى. وهنا أقول أن الحامي هو الله ليس فقط لمالك الشعار ولكن لكل لبنان بأسره ومع هذا أرى أنّ جميع الشخصيات تحظى بحماية أمنية ذاتية.

هل تعتقدون انه كُتِب على القادة الوطنيين، أمثالكم، أن يعيشوا خارج البلاد كنوع من النفي الاختياري خصوصاً بعد اغتيال اللواء وسام الحسن؟

إنّ أصحاب العقل الحي والمستنير والعاملين في الإطار الوطني للحفاظ على وحدة لبنان وتماسك بنيانه وللحيلولة دون وقوع أي فتنة، فإنّ عليهم أن يواجهوا ظروفاً صعبة كما جرى معي. ولكن أملي بالله كبير أنّ هذه الغمة ستنكشف وستنقضي هذه الظروف المعاكسة ونعمل من أجل بناء هذا الوطن. ولذا اربط عودتي الى لبنان بتأمين نوع مقبول من الحماية لحركة تنقلاتي.

في حديث سابق لموقعنا يعود لمطلع السنة الماضية، قلتم أن ولاية الفقيه تهدد وحدة لبنان. فما وضع هذا التهديد حالياً؟

بحسب الملتزمين بفكر ولاية الفقيه، فإنه جرى على ألسنتهم أنهم يعملون لاقامة دولة تابعة لدولة الفقيه في ايران. وهذا كلام لم أقله بل سمعته على السنتهم مراراً من على شاشات التلفزة. وهنا أنبه أن غالبية الشيعة لا يأخذون بهذا الكلام بل يقتصر الأمر على قيادات حزب الله وليس جميع أنصار الحزب. وأنا لا أرضى أن يكون لأي لبناني ولاءً خارج حدود الوطنسواء كان ذلك حزب الله او الكتائب او المستقبل أو غيرهم. ولذا الجميع مطالب بأن يعملوا في سبيل لبنان اولاً وأن لا يكونوا في خدمة السياسات الخارجية لدول أخرى وإلا وضعوا في خانة العمالة والخيانة للبنان.

شهدنا تقارباً واضحاً بينكم وبين الرئيس سعد الحريري. فهل يمكن أن تطلعنا على طبيعة العلاقة التي تربطكم به؟

في الحقيقة تربطني بالشيخ سعد روابط عميقة على رأسها أنّ الرئيس سعد قد حمل راية الشهيد رفيق الحريري التي اعتبرها أهمّ راية رفعت لبناء وحدة لبنان بشكل صحيح. وبالتالي حظي الشيخ سعد بالمكانة التي اكنّها للشيخ رفيق الحريري رحمه الله. الرئيس سعد الحريري قال فيي كلاماً عالياً في مناسبات متعددة وكان ردي مراراً أنه بالرغم من أني أسنّ منك في العمر، ولكني أقف معك لأنّ مشروعك الجامع للكل هو المشروع الذي نريد ونطمح. وقد لمست دائماً لدى سعد الحريري حرصه الوطني وبعده تماماً عن الاطار المذهبي الضيق القائم على اثارة النعرات والغرائز الطائفية. كما أكبر بالرئيس الحريري اعتزازه بانتمائه الديني وبتمسكه بعباداته كما أعلم.

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

يوسف انتقد موقف باسيل من موضوع اللاجئين السوريين

وطنية - علق النائب غازي يوسف على موقف وزير الطاقة جبران باسيل من موضوع اللاجئين السوريين، وقال: "لا افهم الموقف العنصري لباسيل من هذا الموضوع". وسأل في حديث الى اذاعة "لبنان الحر": "هل إذا كانوا فرنسيين نقبل بهم لأن فرنسا أوت العماد عون؟" لافتا الى أن "التيار الوطني الحر جماعة تعودنا أن نسمع منهم حركة تضليل". وردا على الامين العام لحزب الله حسن نصرالله رأى يوسف أن "العجيب انتقاده الحكومة وهي حكومتهم أي حكومة حزب الله و8 آذار" معتبرا من جهة ثانية، ان "الاقتصاد يتجه الى أماكن مظلمة جدا في ال 2013".

 

ميقاتي استقبل وفدا من المجلس الشرعي الاعلى مسقاوي: الدعوة للانتخابات في هذه الظروف تقع في فخ الانقسامات

وطنية - أمضى رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي يومه في طرابلس حيث عقد سلسلة من الاجتماعات السياسية والأمنية في دارته تناولت أوضاع المدينة والشمال عموما.

واستقبل ميقاتي وفدا من المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى ضم نائب الرئيس الوزير الاسبق عمر مسقاوي والأعضاء السادة : جلال حلواني، رشيد ميقاتي ، خلدون نجا ،محمد فواز، محمد الصميلي، بسام برغوت وعبد الحليم الزين، وتم البحث في موضوع إنتخابات المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى. وقد أبلغ ميقاتي الوفد أنه سيدعو رؤساء الحكومة السابقين الى إجتماع قريبا في السرايا للبحث في هذا الموضوع.

مسقاوي

بعد اللقاء قال مسقاوي: "قمنا اليوم بزيارة دولة الرئيس ميقاتي، الذي يعتبر المفصل الاساسي في إيجاد حل للازمة القائمة في ما خص إنتخابات المجلس الاسلامي الشرعي. قمنا اليوم بزيارة الرئيس سليم الحص والآن نزور الرئيس ميقاتي، وسننتقل لزيارة الرئيس كرامي، ونحمل اليهم جميعا أمر الازمة القائمة الآن بيننا وبين سماحة مفتي الجمهورية. إن المطلوب في هذه المرحلة تحقيق إنتخابات فاعلة وقادرة على ايجاد ضوابط أساسية للمجلس الذي يعد المرجعية الاساسية التي تضبط كل اداء هذه المؤسسة، من مفتي الجمهورية الى المدير العام للاوقاف، الى كل ما له علاقة بالوقف او بالافتاء بحد ذاته في كل لبنان".

أضاف: "إن هذه الضوابط وضع لها القانون قواعد اساسية أوضحناها في مختلف تصريحاتنا في هذا المجال، وإن القيام بالدعوة الى الانتخابات من دون ان يكون هذا الامر برقابة المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى، هو امر خطير جدا على هذه المؤسسة بالذات، وعلى كل ما يتعلق بمستقبلها، لذلك جئنا الى دولته، لأنه رئيس السلطة والمرجع الاساس في هذا الاطار. من هذا المنطلق أردنا ان نعبر له بأن موقفه كان الموقف القانوني المسؤول عن هذه المشكلة، ومنذ مراجعة السلطة في مجلس شورى الدولة كان موقفه متناغما مع حقيقة أساس المشكلة، وهي أنها مشكلة إدارية مرهونة بضوابط قانونية تمنع اي مسؤول من تجاوز حدوده، وإن المجلس الشرعي هو الوحيد المخول دعوة الهيئة الناخبة لأنتخاب أعضائه الجدد بعد انتهاء مدته، وهذا واجب عليه، اضافة الى أن على المجلس أن يحضر للعملية الانتخابية، كما انه المرجع في أي شكوى أو مراجعة. نحن اليوم بانتظار إهتمام أصحاب الدولة رؤساء الحكومة السابقين، وقد تمنينا على دولة الرئيس ميقاتي دعوتهم جميعا من اجل أن يرسموا الطريق الصحيح لاجراء انتخابات صحيحة".

وردا على سؤال عن رأي ميقاتي في الموضوع قال: "لقد أبدى الرئيس ميقاتي إستعداده الكبير لحل هذه القضية ، ونحن نتوقع دائما جوابه الايجابي، لاننا نعلم أنه يشدد ، منذ البداية، على ضرورة إجراء إنتخابات صحيحة وعقد إجتماع لأصحاب الدولة جميعا، وبذلك تحفظ وحدة الطائفة ومرجعيتها بعيدا عن أي خلافات سياسية وخصوصا أن الدعوة للانتخابات في هذه الظروف تقع في فخ الخلافات والانقسامات السياسية، وهذا شيء خطير جدا".

 

زهرا: على الحكومة الرحيل كي تعيد للحياة السياسية بعض الجدية

وطنية - جدد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا تأكيده "احترام "14 آذار" لرئيس الجمهورية وامتناعها عن الحوار هو نتيجة لتصرفات الآخر لأنه لا يقيم وزنا للفريق المدعو الى محاورته ولا يطبق الإلتزامات المتفق عليها سابقا"، معتبرا أن "هذه الحكومة لا تسأل عن الرأي الآخر ولا القانون ولا الدستور وعليها كخطوة أولى أن ترحل لكي تعيد للحياة السياسية اللبنانية البعض من الجدية والإحترام".

وشدد زهرا في حديث ل"LBCI" أن "التعاطي مع ملف النازحين يتم من المنطلقات الإنسانية" منبها لعدم تحويله الى موضوع متفجر، لافتا الى ان "نظرية وزير الداخلية بهذا الخصوص كانت منطقية في جلسة مجلس الوزراء، وكان الأجدى بالحكومة الإستعداد لإحصاء النازحين من أجل عدم حصول الإرتدادات الأمنية". وتابع: "اذا اعتبر وزراء عون ان الحكومة لا يجب أن تتعاطى بهذا الشكل مع ملف النازحين ويعتبرون هذا الأمر يشكل خطرا على الوطن فلماذا يبقون في الحكومة؟ فهذا دليل على تمسكهم بالسلطة والسعي للحفاظ على مكاسبهم". وفي موضوع وجود مسلحين سوريين في مناطق مسيحية في الشمال، أشار زهرا الى اننا "شهدنا أكثر من سيناريو في الشمال وفي مناطق مسيحية لتفجير الوضع ومنها ما له علاقة بتدريب "حزب الله" لعناصر تخريبية من أجل خلق فتن".  وقال: "في ما حكي عن مناطق مسيحية تأوي موالين للأسد فقد سمعنا بعض المعلومات عن التحضير لإيواء أولئك في الضيع التي فيها الطائفة الشيعية بين البترون والكورة كبلدات حبوش، داعل ورشكيدا، وعمليا لم يتبين انهم دخلوا الى البترون مع الإشارة الى ان هناك تحضيرات لاستقبالهم".

 

فوز لائحة التوافق النقابي لرابطة اساتذة الثانوي بالتزكية

وطنية - أعلنت الهيئة الإدارية لرابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي فوز لائحة التوافق النقابي بالتزكية بعد انسحاب جميع المرشحين الآخرين. وبناء على ذلك، قررت الهيئة الادارية للرابطة، إلغاء الإنتخابات المقرر إجراؤها يوم غد الأحد في ثانوية عمر فروخ الرسمية - الكولا، ودعوة جميع المندوبين إلى عدم الحضور إذ لم يعد هناك أي مبرر لذلك. وأوضحت أن أعضاء لائحة التوافق النقابي هم أعضاء الهيئة الإدارية الجديدة للرابطة لدورة 2012 - 2014 وهم: حنا غريب، نزيه الجباوي، أحمد الخير، يوسف زلغوط، ليديا كرم، نظام الحلبي، جورج سعادة، بركات طالب، جوزيف هيدموس، بهية بعلبكي، ازمرد الحداد، جعفر عساف، غادة الزعتري، حيدر خليفة، مرتا دحدح، يوسف كنعان، جوسلين الحصري وعبدالرؤوف إيعالي.

 

انتخابات في موعدها... إلا إذا تأرجح الحل السياسي السوري

السفير - ايلي الفرزلي: كلما تباعدت مواقف الأطراف من قانون الانتخاب، يعود مشروع «الهيئة الوطنية الخاصة بقانون الانتخابات النيابية» (مشروع فؤاد بطرس) إلى الواجهة. يوحى دائماً بأنه وحده القادر على إيجاد القواسم المشتركة بين المتباعدين. قبل أيام من عودة اللجنة الفرعية المنبثقة عن اللجان المشتركة لمناقشة قانون الانتخاب (الثلاثاء المقبل)، عاد الأمل في إمكانية أن تجرى الانتخابات في موعدها في الربيع المقبل. أمل يرتبط بمعادلة أساسية تساوي بين إسقاط «قانون الستين» وإجراء الانتخابات. ليس «مشروع بطرس» بالضرورة هو الحل المنتظر، ولكنه حكماً فتح كوة في جدار التصلب في المواقف. وأوحى باستعداد الجميع لبحث مخرج وسطي يؤدي إلى عدم كسر أحد. التقط كل من يهمه أن تجري الانتخابات في موعدها، داخلياً وخارجياً، إشارات الأكثرية الواضحة بأن لا انتخابات وفق القانون الحالي. يجزم مصدر مطلع على كواليس المشاورات الانتخابية أن سلوك المعارضة شكّل في الفترة الماضية رجعاً للصدى الإقليمي والدولي بالتعامل مع الأزمة السورية. قبل أن يوضح وجهة نظره بشكل أدق، يدعو المصدر إلى متابعة تطور الأحداث في سوريا، وتحديداً التفاؤل الذي لاح في أفق الأزمة بعد حديث المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي عن الحل السياسي. أي إشارات من هذا النوع لا يمكن أن لا يكون لها تداعياتها في لبنان، وفي هذه الحالة، فإن عودة اللجنة الفرعية للاجتماع هي صدى «الحل السوري»، تماماً كما كانت مقاطعتها صدى للتأكيدات الغربية بقرب سقوط النظام السوري. بكلام أدق، يؤكد المصدر أن العودة إلى الاجتماع هي صدى الحديث عن الحل، وليس الحل نفسه. وعليه، فإن أي انتكاسة في الوضع السوري لناحية فشل الحل السياسي، والذي اتفق أميركياً وروسياً، أن يكون وفق مرجعية جنيف، سيعيد الأزمة اللبنانية إلى نقطة الصفر، بما يعني عدم التوافق على قانون جديد للانتخابات، وبالتالي تأجيل الاستحقاق. الحديث عن احتمال كهذا صار أبعد حالياً، إذ أن الإرادة الدولية التي عبر عنها السفراء الغربيون أكثر من مرة، وتنطلق من الرغبة في إيجاد مخرج في سوريا، تؤكد أن الأولوية حالياً هي لإجراء الانتخابات وفق أي قانون. في الوقت نفسه، يحذر المصدر المتابع من الإكثار في التفاؤل، مشيراً إلى أن محاولات شراء الوقت ستستمر خلال الأسبوعين الأولين من عمل اللجنة، واضعاً بداية الشهر المقبل موعداً لظهور معالم المرحلة المقبلة: إن كانت الإشارات إيجابية فسيكون هناك قانون جديد للانتخابات. علماً أن لهذا التاريخ رمزية مستمدة من كونه موعد الانطلاقة الفعلية للولاية الثانية للرئيس الأميركي. حتى ذلك الحين، يبدو أن المشاورات التي تكثفت بعد تراجع «14 آذار» عن مقاطعة المجلس، نحت سريعاً نحو «مشروع بطرس» الانتخابي، على اعتبار أنه يرضي الأكثرية والمعارضة على السواء، لجمعه بين النظامين الأكثري والنسبي، والأهم أنه لا يسمح بحسم النتائج سلفاً. وللمفارقة، فإن الطرفين يركزان النقاش على تقسيم الدوائر والنظام الانتخابي، متجاهلين الاصلاحات الفعلية التي وضعتها الهيئة، ومن شأنها، بغض النظر عن النظام المعتمد، أن تحدث نقلة نوعية على طريق الديموقراطية. وللتذكير، فإن مشروع «الهيئة الوطنية» كان قد اقترح اعتماد نظام انتخابي مختلط بحيث يصار إلى انتخاب 77 نائبا على مستوى القضاء، وفقا للنظام الاكثري، و51 نائبا على مستوى المحافظة، وفقا للنظام النسبي. واعتمد التقسيم الإداري الحالي للمحافظات والأقضية كدوائر انتخابية مع بعض الاستثناءات كبيروت التي قسمت الى ثلاث وحدات انتخابية، كي تكون بمثابة أقضية، وجبل لبنان الذي قسم إلى محافظتين... وقد أوضحت الهيئة في التقرير الذي صدر عنها في الأول من حزيران 2006، الأسباب التي جعلتها تصل إلى هذه الخلاصة بعد دراسة ومناقشة 121 مشروعاً انتخابياً مقدماً من الهيئات والأحزاب والشخصيات المهتمة بالشأن الانتخابي، وهي: أولاً لأنه يوفق بين الذين يطالبون بالدائرة الصغرى على اساس النظام الاكثري وبين الذين يطالبون بالدائرة الكبرى على اساس النظام النسبي، ثانياً لانه يحقق مبدأ العيش المشترك ولانه يحول دون طغيان فئة وتهميش فئة اخرى، وثالثاً لانه يتضمن ديناميكية من شأنها ان تؤمن، مع الوقت، تغليب الخطاب الوطني على الخطاب الطائفي، ورابعاً لأنه معمول به في عدد كبير من البلدان العريقة في ديموقراطيتها مثل المانيا واليابان، ويجمع بين حسنات النظامين الأكثري والنسبي ويخفف من مساوئ كل نظام في حال كان مطبقا بصورة كلية. أكثر المؤيدين للجمع بين النظامين الأكثري والنسبي، بغض النظر عن تقسيم الدوائر، هو الرئيس نجيب ميقاتي، الذي يرى فيه توفيقاً بين المطالب المتعددة. في المقابل، فإن «المستقبل» يرفضه سريعاً انطلاقاً من رفضه لأي مشروع يعتمد على النسبية جزئياً أو كلياً، في ظل السلاح، وتحديداً «في ظل توجيهه إلى الداخل». يرد «التيار» على كل من يذكره بأن المشروع هو أحد إنجازات حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الأولى، بالتأكيد أنه «في ذلك الوقت لم يكن السلاح موجهاً إلى الداخل». تقنياً، يصر نائب معارض في اللجنة الفرعية على عدم صلاحيتها البحث في المشروع المذكور انطلاقاً من أن تكليفها من قبل اللجان المشتركة يقتصر على بندين محددين في المشروع المرسل من الحكومة واقتراحي القانون المقدمين من «تكتل التغيير» والمعارضة (الارثوذوكسي والـ50 دائرة). في المقابل، ثمة من تلقى إشارة إيجابية من «المستقبل» من خلال تصريح النائب محمد قباني الذي أكد أن المشروع «ليس مشروعنا ولكن قد يكون له فرصة لكي يتلاقى حوله الجميع». بالرغم من أن الأكثرية سبق وأعلنت ترحيبها بأي قانون يتم الاتفاق عليه، بعيداً عن قانون «الستين»، إلا أن موقفها من مشروع بطرس يبدو سلبياً، انطلاقاً من تحفظها على تقسيم الدوائر فيه. في المحصلة، وبعيداً عن الوسطيين، الذين يمكن أن يكونوا أكثر المستفيدين من المشروع، فإن طرفي الخلاف ليسا بوارد تبنيه بصيغته الحالية. ليس «مشروع بطرس» هو الحل الوحيد المطروح، يقول مصدر وسطي، معتبراً أن التوافق ممكن أن ينتج من خلال طريقين: إما قانون يصعب معه تحديد الفائز مسبقاً وإما قانون يحفظ التوازنات كما هي، وهو ما يمكن أن يتحقق من خلال قانون أكثري يعتمد على الدوائر الكبيرة. أي قانون يعتمد على النظام الأكثري يمكن أن يكون مفتاح النقاش بحسب مصدر في «المستقبل»، «وبالتالي إذا كانت الأكثرية ترفض تقسيمات «الستين» فلا مانع لدينا من إعادة ترسيم الدوائر، تكبيراً أو تصغيراً»، مبدياً ترحيبه باقتراح مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق ناجي البستاني.

 

"لقاء وسطي" في بعبدا يبحث عن صيغة لا تغضب جنبلاط وترضي

اللواء -  اذا كانت مسألة تأجيل جلسة الحوار تحتاج فقط الى قرار من الرئيس ميشال سليمان، بعد اجراء المشاورات الضرورية لذلك، وقد يكون اللقاء الذي جمعه الى حليفيه الوسطيين: الرئيس نجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط واحداً من هذه المشاورات، فإن المسألة الضاغطة على الوضع اللبناني بأكمله، والتي باتت تعرف بمسألة استيعاب وايواء واغاثة النازحين السوريين، قد لا تحتاج فقط الى خطة ولدت يتيمة، او اجتماعاً لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، وهو ما يزال في طور التمني، او حتى الى مواكبة يومية من السفيرة الاميركية مورا كونيللي، او السفير السوري علي عبد الكريم علي، حيث يتبارى كلاهما على تسجيل المواقف والايحاء بأنه يتحكم بقواعد اللعبة الداخلية، لا سيما في الشق المتعلق منها بقضية اللاجئين.  ومن المرجح ان تكون الازمة السورية وارتباط الاستحقاقات الداخلية اللبنانية بها، قد طغت على اللقاء المسائي الذي أعقبه عشاء بين سليمان وضيفيه ميقاتي وجنبلاط، الذي يبحث - وفقاً لمصدر حزبي في 8 آذار - عن شبكة امان، ومروحة تحالفات تحرره نسبياً من الضغط الاستقطابي لفريقي 8 و14 آذار. واضاف المصدر ان جنبلاط الذي زار بكركي، امس، معلناً عن انهاء التعديات على املاك المسيحيين في الشوف، انطلاقاً من بلدة بريح، ومعلناً ايضاً طي صفحة حرب الجبل الدامية وفتح صفحة جديدة. وزف بشرى الاحتفال بالمصالحة برعاية الرئيس سليمان وحضور الرئيس ميقاتي والبطريرك بشارة الراعي، اراد ان يفتح مشروع المصالحة، باطلاع الرئيسين عليه والتفاهم على موعد قريب كما اعلن في بكركي. وبالتزامن، قالت مصادر مقربة من بعبدا ان الظروف التي احاطت بالحوار والمواقف منه، لا سيما مطالب 14 آذار حضرت بقوة على الطاولة، فضلاً عمّا يمكن ان يطرحه ممثل الحزب التقدمي الاشتراكي في اللجنة النيابية الفرعية، في اجتماع الثلاثاء والذي يحرص جنبلاط على التشاور فيه مع حليفيه، وبالتنسيق مع الرئيس نبيه بري، وفقاً لمصدر نيابي اشتراكي، حيث من الثابت ان المداولة تطرقت الى مشروع الحكومة المرفوض من 14 آذار والمتحفظ عليه من الحزب الاشتراكي، بالاضافة الى موقف الرئيسين سليمان وميقاتي اللذين يلتقيان على اعتبار قانون الستين لم يعد يصلح لانتخاب مجلس جديد ينسجم مع التحولات الجارية في المنطقة ويصحح الخلل في التمثيل المسيحي.

بدورها توقعت مصادر مقربة من "حزب الله" ان يكون رئيس الحكومة عرض في الاجتماع مشروعاً معدلاً يوازن بين صيغتي النسبي والاكثري، بحيث لا تغضب جنبلاط وترضي 14 آذار، ويمكن تسويقها لدى 8 آذار.

اما البيان الرسمي الذي صدر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية، فقد حصر المداولات بين الاقطاب الوسطيين الثلاثة، "بالاستحقاقات والمواضيع المطروحة، ولا سيما منها تلك المتعلقة بالحوار وقانون الانتخاب، وكذلك استكمال المصالحات في الجبل وبشكل خاص في بريح".

وقال ان الرئيس سليمان استبقى ضيفيه الى مائدة العشاء.

ولم يشأ، ليلاً، مصدر مطلع على موقف رئيس جبهة النضال أن يكشف الموقف الأخير لرئيس الجبهة، بانتظار جلاء المزيد من المشاورات التي تجريها قيادة الحزب الاشتراكي مع الأطراف اللبنانية، ولو تحت عنوان المبادرة الحوارية التي كان لها محطة أمس في لقاء مع الحزب السوري القومي الاجتماعي، والاثنين مع رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية. لكن النائب مروان حمادة أكد لـ "اللواء" بالنسبة لاجتماع اللجنة الفرعية، بأن "قوى 14 آذار ذاهبة بنوايا طيبة رغبة في إقرار قانون متوازن لا يكرّس هيمنة حزب الله على ما تبقى من البلد، ومن المؤكد أن القانون المتوازن ليس هو قانون النسبية ولا القانون الأرثوذكسي المطروح من قبل النائب ميشال عون لتفتيت البلد". وأوضح أنه لم يتم الاتفاق بعد على آلية الاجتماعات، بانتظار الجلسة الأولى التي سيصار فيها إلى وضع تلك الآلية، ومبدئياً سيكون هناك أكثر من جلسة في اليوم الواحد.

إلى ذلك توقع مصدر مطلع أن يصدر عن رئاسة الجمهورية اليوم بيان بتأجيل جلسة الحوار المقررة يوم الاثنين المقبل، من دون تحديد موعد جديد لجلسة مقبلة. وعزا مصدر ترجيح هذا التوقع بأنه بات أمراً معيباً أن يحدد رئيس الجمهورية موعداً لحوار مرتين من دون أن يلتزم به أحد، لافتاً إلى أن هذا العيب في هذا الشأن ليس للرئيس سليمان بقدر ما هو معيب بأهل الحوار، والمقصود هنا طبعاً قوى 14 آذار، التي لامها نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم لمقاطعتها جلسات الحوار، قائلاً: "أنتم الخاسرون أولاً وأخيراً بمقاطعتكم".

 

قوى «14 آذار»: معادلة «السلاح للدفاع عن النفط» تؤكد صوابية مقاطعة الحوار

رأت قوى «14 آذار» في ضوء الخطاب الأخير للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله أنها كانت محقة في قرارها مقاطعة جلسات الحوار التي دعا إليها رئيس الجمهورية ميشال سليمان، خصوصاً لناحية اعتبارها أن «حزب الله» يسعى إلى تشتيت البحث في مواضيع وملفات لا علاقة لها بالملف الأساسي المتمثل في وضع سلاحه تحت إمرة الدولة اللبنانية.

واعتبر مرجع قيادي في قوى «14 آذار» أن الالتفاف على جوهر المشكلة، المتمثلة في تفرد «حزب الله» بقرارات السلم والحرب وفي استخدام سلاحه وفقاً لمصالحه السياسية الداخلية ولاعتبارات إقليمية سورية وإيرانية، مستمر منذ عام 2006، من خلال التلاعب بمفهوم «الاستراتيجية الدفاعية» والاجتهاد في تفسيرها على نحو يسمح للحزب بالإبقاء على سلاحه خارجاً عن سلطة الدولة ومؤسساتها الشرعية والدستورية إلى ما لا نهاية.

ويشير المرجع المذكور في هذا المجال إلى أن «حزب الله» تدرج في تبرير دور سلاحه تبعاً لتطور الظروف السياسية وخدمة لاستراتيجيته الخاصة المرتبطة باستراتيجية المصالح الإقليمية الإيرانية والسورية.

فقبل الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000 حدد «حزب الله» وظيفة «تحرير الأراضي المحتلة» لسلاحه، لكنه بعد التحرير غيَّر الوظيفة من «تحرير الأرض» إلى «الدفاع عن الأرض المحررة». وفي وقت لاحق، وبعد حرب يوليو 2006، استبدل «حزب الله» وظيفتي «التحرير والدفاع» بوظيفة «الردع» بحجة منع إسرائيل من الاعتداء على لبنان قبل أن يحدد في 7 مايو 2008 وظيفة جديدة لسلاحه لتبرير استخدامه في الداخل وهي «الدفاع عن السلاح بالسلاح». أما الخطاب الأخير للأمين العام لـ»حزب الله» فقد حمل وظيفة جديدة للسلاح تمثلت في ما وصفه بأنه «الدفاع عن نفط لبنان». وترى جهات قيادية في قوى «14 آذار» هذا التدرج في وظائف السلاح التي يحددها «حزب الله» لنفسه إعلاناً صريحاً وواضحاً عن عدم استعداده للتخلي عن دوره العسكري المستقل عن الدولة اللبنانية والسياسات التي ترسمها الحكومة الشرعية ومؤسساتها الدستورية، وبحثاً مستمراً عن الحجج والذرائع التي تسمح له بالاحتفاظ بسلاحه كقوة مؤثرة وفاعلة في الحياة السياسية اللبنانية بمعزل عن المخاطر التي تشكلها إسرائيل. وفي اعتقاد قوى «14 آذار» فإن «حزب الله» يعمل على المضي قدماً في مصادرة جزء أساسي وسيادي من مسؤولية الدولة اللبنانية ومؤسساتها، وهو جزء غير قابل للتفاوض، لأنه لا علاقة له بالتفاصيل السياسية بل يرتبط عضوياً بمبدأ قيام الدولة، وبمفهوم سيادة المؤسسات الشرعية، وبمرجعية النظام السياسي اللبناني والدستور المنبثق عنه والقوانين المتفرعة. وتخلص قيادات في قوى «14 آذار»، في ضوء هذه القراءة، إلى تأكيد أنها كانت على حق في قرارها مقاطعة الحوار انطلاقاً من سعي «حزب الله» إلى استغلال طاولة الحوار من أجل تكريس الأمر الواقع القائم، وليس من أجل الانتقال من حالة السلاح غير الشرعي إلى حالة الشرعية الكاملة. فـ»حزب الله» في رأي هذه القيادات يسعى إلى الاستفادة من لعبة الوقت لتأمين الغطاء السياسي اللبناني لممارساته الخارجة عن الدستور والقوانين وإجماع اللبنانيين. من هنا يأتي التمسك بقرار مقاطعة جلسات الحوار إلى أن يتراجع الحزب عن مناوراته ويترجم حسن نواياه باستقالة الحكومة الحالية التي تعتبرها قوى «14 آذار» ترجمة فاضحة للمفاعيل الداخلية لسلاح «حزب الله» وتأثيراته في الحياة السياسية اللبنانية وتركيبة السلطة، خصوصاً عشية الانتخابات النيابية المقررة في حزيران المقبل.

 

بين «الجنرال» و«البيك»: وقف للنار.. ماذا عن الانتخابات؟

السفير - مارون ناصيف: ليس من باب الصدفة أن تتوقف الهجومات السياسية المتبادلة بين الرابية والمختارة. ليست الحسابات الانتخابية فقط هي التي فرضت هذه الهدنة بين «الجنرال» و«البيك» لأن ما من شيء محسوم على صعيد التحالفات في العام 2013 وما من اتفاق بعد على القانون الإنتخابي العتيد، كل ذلك وسط عدم استبعاد الطرفين لفرضية التحالف فيما لو سمحت أو فرضت الظروف ذلك. بالتأكيد لعبت الطاولة الحكومية دوراً بارزاً على صعيد التقارب وهذا ما تجمع عليه أوساط الفريقين. فمنذ مدة طويلة لم يتعرض رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون لرئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط خلال إطلالات الثلاثاء التي تلي اجتماع التكتل خصوصاً في الموضوع الإنتخابي، على رغم أن «البيك» قال علناً وبصراحة تامة «أريد قانون الستين» بينما لا يفوت الجنرال فرصة إلا وينتقد فيها «تيار المستقبل» على قراره غير المعلن بعدم تغيير القانون المذكور لأن أي قانون عصري آخر قد يخسر التيار الازرق ما يزيد عن عشرين نائباً مسيحياً.

وكذلك تناسى الزعيم الدرزي خلال إطلاقه مبادرته الأخيرة في المختارة، من وصفه يوماً بالـ«تسونامي» وغاب التكتل البرتقالي عن مواقف «البيك» الأسبوعية لجريدة «الأنباء»..

وسط هذه الأجواء، يبدو لافتاً للنظر التنسيق المستجد بين وزراء الطرفين. فالصورة جاءت جامعة عندما رافق الوزير غازي العريضي «الجنرال» جنباً الى جنب من مستديرة زوق مصبح الى فاريا لتدشين الأوتوستراد الذي يربط الساحل الكسرواني بجرده بعدما رصدت له وزارة الأشغال الأموال اللازمة ( كلفته 17 مليار ليرة). وما لهذه الخطوة من دلالات خصوصاً أن شخصيات كسروانية عدة حاولت تجيير هذا المشروع لمصلحتها وذلك ضمن سياق محاربة عون في كسروان. وها هو العريضي نفسه يتعاون مع روجيه عازار المكلف من قبل عون بمتابعة ملف كسروان - الفتوح الإنمائي في الوزارة. وهنا تشير المعلومات الى أن وزير الأشغال رصد مبلغ 3 مليارات و300 مليون ليرة لتزفيت الطرقات الرئيسة في القرى والبلدات الكسروانية، إضافة الى أربعة مليارات ونصف لتكملة وصلة جديدة غزير القطين، من دون نسيان مبلغ العشرة مليارات ونصف التي خصصها الوزير الجنبلاطي لطرقات نهر أبراهيم يحشوش، فتقا الكسور، عرمون حياطة، والعصف - دلبتا.

مليارات العريضي هذه انسحبت أيضاً على المتن الشمالي، وخير دليل على ذلك أربعة مليارات ليرة في طريق الدكوانه - عين سعاده، وأربعة مليارات للوادي الصناعي في نهر الموت إضافة الى شبكات الصرف الصحي في جورة البلوط وتعبيد الطرقات الداخلية في العيرون وزرعون والقعقور فبيت شباب والمتين والخنشارة وعينطورة.

وتوج العريضي تعاونه المتني بالجولة الأخيرة مع نائبي المنطقة ابراهيم كنعان ونبيل نقولا على مرفأ الصيادين في الدورة الذي تعمل الوزارة على ترميمه.

وبما أن تكتل التغيير حمل منذ انطلاقته قضية مهجري الجبل، سُجل منذ مدة تنسيق بين النائب آلان عون ووزير المهجرين علاء الدين ترو، في محاولة عونية لسحب عدد لا بأس به من التعويضات لأهالي البلدات المسيحية الذين لم يعودوا بعد الى قراهم لأن منازلهم مدمرة منذ حرب الجبل. غير أن هذا التنسيق لم يثمر كثيراً ولم يصل الى حدود تعاون العريضي، بحسب العونيين.

في المقابل، لا تتوقف معاملة يطلبها العريضي من سيزار أبي خليل مستشار وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، إن على صعيد ترميم الأقنية في بلدته بيصور والقرى المجاورة، وإن على صعيد محطات تحويل الكهرباء في منطقة عاليه أضف الى ذلك تنظيف نهر بيصور مجدليا. وكذلك لا ترفض وزارة الطاقة طلباً للـ«بيك» نفسه عندما يتصل القيادي الإشتراكي ناصر زيدان طالباً التسريع ببعض المعاملات العالقة لقرى الشوف، كما أن الكثير من تراخيص الآبار أعطيت لوزير المهجرين علاء ترو بعد توصية من الوزير جبران باسيل الذي لم يتردد عن لعب دور الوساطة بين العريضي ووزير المال محمد الصفدي يوم تمنى الوزير الإشتراكي ذلك.

كل ذلك التنسيق في الوزارات بين العونيين والإشتراكيين، يحصل على هامش الإنتخابات النيابية وتحالفاتها التي وبحسب الفريقين متروكة الى موعد آخر، لأن العونيين لن يرفضوا أبداً الدخول نيابياً الى دائرتي الشوف وعاليه وكذلك قد يحتاج البيك الى كتلتهم الناخبة التي تصل الى حدود العشرين ألف صوت لتعويض ما قد يخسره من أصوات قواتية وكتائبية فيما لو كرس الطلاق نهائياً مع حلفاء الأمس في قوى الرابع عشر من آذار.

ويقول خبير انتخابي إن «هذه الكتلة الناخبة أيضاً تغطي فارق الناخبين السنة الذين سيحجبون أصواتهم عن لائحة جنبلاط لمصلحة «تيار المستقبل» على اعتبار أن الزعامة الجنبلاطية في إقليم الخروب ونشاط الوزير علاء ترو، يعطيان لجنبلاط حصة سنية لا بأس بها من الناخبين الذين يصل عددهم الى ثلاثين ألف مقترع». وبما أن الهدنة بين العونيين والإشتراكيين وصلت الى مرحلة يتصل فيها عون بترو لاستيضاحه بعض الأمور المتعلقة بملف مهجري بريح يوم زاره وفد من البلدة، يعني أن كل شيء على ما يرام بين البيك والجنرال وكل ما يحصل لم يكن ليكون إلا برضى الفريقين.

 

الصفدي يسترد موازنة الـ2013: لا نملك المال

السفير - تبقى مشكلة الموازنة العامة على حالها، الامر الذي دفع وزارة المالية إلى استرداد المشروع الذي سبق أن أحالته إلى مجلس الوزراء. فقد قال الرئيس ميقاتي لـ"السفير" إن "وزارة المال استردت مشروع الموازنة بهدف التوصل إلى موازنة تقشفية، بعد إعادة النظر في الأرقام والحد من حجم الإنفاق، وتقليص العجز بما يتلاءم والظروف المالية والاقتصادية العامة للدولة". علما أن أرقام موازنة 2013 من دون الموازنات الملحقة، تقدر بحوالي 23,8 ألف مليار ليرة، وبعجز قدره حوالي 4678 مليار ليرة في حال إقرار المقترحات الضريبية وزيادة الرسوم. بينما بلغت أرقام مشروع موازنة 2012 حوالي 21 ألف مليار ليرة بعد إقرار القانون الخاص بالنفقات الإضافية بقيمة 9600 مليار ليرة لخرق القاعدة الاثنتي عشرية عن موازنة العام 2008. ولفت ميقاتي إلى ان سلسلة الرتب والرواتب "تدرس انطلاقا من تأمين مصادر ايرادات من دون فرض أية ضرائب جديدة على المكلفين والقطاعات"، مجدداً التركيز على تأمين العائدات عبر زيادة عامل الاستثمار العقاري في الأبنية الجديدة بما يسمى "طابق السلسلة" مع ترك الخيار للمستثمرين من دون فرض هذه الزيادة، ما سيؤمن حوالي 750 مليون دولار خلال السنة الأولى من التنفيذ. وأشار ميقاتي إلى وجود تعديلات على الاقتراح المتعلق بزيادة الحسومات التقاعدية ورفعها من 6 إلى 8 في المئة وتعديل المعاشات التقاعدية، بما يضمن عدم تخفيضها بنسبة كبيرة على المتقاعد نفسه وعلى الورثة من بعده. وعلمت "السفير" أن ميقاتي بحث مع وزير الأشغال العامة غازي العريضي موضوع زيادة عامل الاستثمار أو "طابق السلسلة"، وطلب منه إعداد دراسة في ضوء الأوضاع العقارية في بيروت والمحافظات، لا سيما أن القسم الأكبر من المردود سيؤمن من بيروت الكبرى والمناطق المحيطة بها، إضافة إلى المحافظات بمردود أقل.

وأوضح وزير المالية محمد الصفدي لـ"السفير" أنه استرد الموازنة نتيجة رفض مجلس الوزراء التعديلات الضريبية التي تؤمن زيادة الإيرادات لمنع ارتفاع العجز الذي تحاول الوزارة تقليصه. وقال: إن الاقتراحات الضريبية التي وضعتها المالية هي إصلاحية، لا سيما بالنسبة لضريبة التحسين العقاري، وان هذه المشاريع مع الرسوم الأخرى ستحال بموجب قوانين منفردة إلى مجلس النواب إذا تقررت نفقات إضافية على الأرقام التي ستتضمنها الموازنة العامة بعد تعديلها. ولفت الصفدي إلى ان مجلس الوزراء سبق أن أقر سلفة بقيمة 750 مليار ليرة لتغطية زيادة غلاء المعيشة لموظفي القطاع العام ولم يحدد مصدر تمويلها. كما أقر مجلس الوزراء مبلغ 600 مليار ليرة لتنمية المناطق "وقد أبلغت المجلس أنه ليس لدي المال لتسديد هذه المبالغ أو دفعها، ولست على استعداد لزيادة عجز الموازنة والخزينة وتخطي ما هو مقدر لها بموجب المشروع الذي وضعته المالية للعام 2012".

 

الخارجية تستعيد تجارب اللجان مع دمشق وتشجيع أميركي أوروبي لابقاء الحدود المفتوحة أمام النازحين

النهار - لم تقتصر تداعيات أزمة النازحين من سوريا الى لبنان على بعثرة صفوف الأكثرية الحكومية في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء التي خرجت بقرارات ملتبسة، بل اتسعت غداة الجلسة الى طلائع الاجراءات الديبلوماسية التي تولتها وزارة الخارجية والمغتربين فأثارت مزيداً من الالتباس واللغط في ضوء عودة الوزارة الى سوابق "اللجان المشتركة" مع النظام السوري تحديداً. ومع أن مجلس الوزراء كان قرر القيام بتعبئة ديبلوماسية واسعة للحصول على مساعدات عربية ودولية لمواجهة أزمة النازحين وتوزيعهم على البلدان المجاورة وغيرها بما يخفف اعباء هذه الأزمة على لبنان، تركت خطوة وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور الشروع في التحرك الديبلوماسي بالبحث مع السفير السوري علي عبد الكريم علي في "إنشاء لجنة مشتركة لبنانية - سورية تتألف من الأجهزة المعنية في كلا البلدين" شكوكاً في دلالات هذه المبادرة وجدواها، ذهبت الى حد التخوف من تأثيرها سلباً على الخطوات الأخرى المقررة في التحرك اللبناني. وقد حصل هذا التحرك تحت عنوان "استدعاء" السفير السوري "للبحث في ما يمكن القيام به من عمل مشترك لتخفيف عدد النازحين وتسهيل عودتهم الى المناطق الآمنة في سوريا". وقالت مصادر وزارية لـ"النهار" ان مجلس الوزراء كلف أول من امس وزير الخارجية التنسيق مع السفير السوري في شأن ملف النازحين، لكنها أشارت الى أن اعتراضاً سجل خلال الجلسة على فكرة إنشاء لجان تنسيق بين الجانبين نظراً الى التجارب السابقة غير المشجعة في هذا المجال. وأضافت أن مجلس الوزراء كلف أيضاً الوزير منصور التفاوض مع الدول الصديقة من اجل تقاسم اعداد النازحين والتكاليف ولهذه الغاية حصل اتصال مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي. وقد أبلغ منصور العربي انه سيوجه اليه مذكرة في موضوع النازحين تتضمن رغبة لبنان في دعوة وزراء الخارجية العرب الى اجتماع غير عادي للبحث في هذا الموضوع. ونقل الوزير عن الأمين العام انه فور تلقيه المذكرة سيجري الاتصالات اللازمة مع الوزراء العرب لعقد هذا الاجتماع في غضون أيام.

وسجل في هذا السياق اهتمام ديبلوماسي غربي تمثل في جولة قامت بها السفيرة الاميركية مورا كونيللي على الرئيسين أمين الجميل وفؤاد السنيورة ووزير الطاقة والمياه جبران باسيل. ورحبت كونيللي بقرار مجلس الوزراء "اعتماد خطة شاملة لتلبية حاجات اللاجئين من سوريا، كما أثنت على قرار الحكومة مواصلة الوفاء بالتزاماتها الانسانية الدولية تجاه اللاجئين بما في ذلك المحافظة على حدود مفتوحة وحماية اللاجئين من المضايقات".

وعلمت "النهار" أيضاً أن الاتحاد الأوروبي سيدخل على خط الاستجابة للخطة الحكومية اللبنانية لدعم النازحين بمساهمات اضافية في الأيام القريبة. وأعربت سفيرة الاتحاد الأوروبي انجيلينا ايخهورست لـ"النهار" عن "تفهمها موقف الحكومة بعدم رغبتها في اقامة مخيمات"، الا انها رأت "أهمية التحضر والجهوز لامكان تدفق اعداد اضافية من النازحين وقالت إن قرار الحكومة ابقاء الحدود مفتوحة "يلقى أيضاً اشادة أوروبية".

أما على صعيد الأصداء المعارضة للخطوات الحكومية، فقال عضو "كتلة المستقبل" النائب نهاد المشنوق لـ"النهار" إن طلب وزير الخارجية عبر السفير السوري انشاء لجنة مشتركة لتسهيل عودة النازحين "يعني انه يطلب من النظام الذي هجرهم وقتلهم ان يتعاون لفرزهم بين مشبوهين ووطنيين". واضاف: "لم يكن ينقص النازحين السوريين سوى تفسير الوزير منصور لقرار مجلس الوزراء المتعلق بهم وهو تفسير غريب عجيب، في حين ان المنطق يقول بأن يطلب لبنان من الدول مساعدته لتحمل حاجات النازحين على غرار ما فعلته تركيا والاردن". وتساءل: "هل يعتقد الوزير منصور ان هؤلاء المواطنين السوريين اتوا الى لبنان من أجل السياحة كي يبحث مع النظام الذي شردهم وقتلهم في اعادتهم؟".

 

اشتباك الحلفاء في صيدا: قلوب مليانة بين التنظيم الناصري وأنصار مقاومة حزب الله

الأخبار - آمال خليل: وقف التيار الوطني في صيدا أمس أمام مرآته وسأل نفسه: «لماذا تحوّل إشكال فردي بين مجموعة من الأشخاص ممن يوصفون بـ«الزعران والمشكلجية» وأصحاب السوابق، في حيّ نزلة صيدون ليل أول من أمس، إلى إشكال بين الطرفين اللذين ينتمي إليهما هؤلاء الأشخاص، سرايا المقاومة اللبنانية والتنظيم الشعبي الناصري؟». حال من الإرباك سيطرت على قاعدة السرايا، ومن خلفها حزب الله الذي أسسها في تسعينيات القرن الماضي من جهة، وبين التنظيم، الحليف الثابت للحزب والمقاومة في أحلك الظروف المذهبية، من جهة أخرى. تساؤلات عدة تناقلتها ألسن الحلفاء. من يتحمل مسؤولية إشكال أول من أمس، ولا سيما أنه استكمال للإشكال الأصلي الذي كان قد وقع بين المجموعة نفسها وفي الحيّ ذاته ليلة رأس السنة؟ حينها أيضاً، تطور إلى إطلاق نار، لكنه كان محدوداً وضاع في بهجة العيد والمفرقعات التي دوّت في سماء المدينة. لكن الدم فضح الحلقة الثانية من الإشكال. بحسب مصادر مواكبة، فإن محمود بظاظو، العنصر السابق في التنظيم والحالي في السرايا، كان قد ابتعد عن نزلة صيدون حيث يقيم بناءً على أمر الحزب، وصودر منه سلاحه إثر إشكال رأس السنة بينه وبين عناصر من التنظيم، أبرزهم أحمد مصرية المقيم في الحيّ أيضاً. لكن لماذا عاد بظاظو إلى الحيّ، مخالفاً أوامر الحزب؟ ومن أين أتى بالأسلحة التي استخدمها في الإشكال؟ ولماذا انجرّ مصرية ورفاقه إلى «مشكل» بظاظو وعمدوا إلى سحب أسلحتهم وتبادل إطلاق النار معه ومع زملائه في مكان قريب جداً من مقر التنظيم، ما أدى إلى إصابة الأخير بجروح ومقتل أحد عناصره، الشاب الفلسطيني محمد ضرار الذي انضم قبل أسبوعين فقط إلى السرايا، تاركاً التنظيم؟ السمة الفردية للإشكال، والسلوك غير المنضبط لمسببيه، اللذان غلبا عليه إثر وقوعه، تطوّرا أمس ليحملا أوزاراً مختلفة وُصفت بأنها أسباب دفينة تراكمت تدريجاً وأدت إلى سقوط الدم، وخصوصاً أن المعنيين لم يستجيبوا لدعوات ضرورة معالجة إشكال رأس السنة، مكتفين بلقاء بين كوادر عادية من الطرفين. البعض أشار إلى أن رصاص أول من أمس الذي أطلق لخمس وثلاثين دقيقة متواصلة، كان «فشة خلق» لقلوب عناصر التنظيم «المليانة» بسبب محاولة عناصر في السرايا استمالة عدد منهم لترك التنظيم والانضمام إليهم. ويستخدمون لتحقيق ذلك أسلوب الترغيب بالمال والسلاح والتدريب العسكري. فيما استغل آخرون الإشكال ليقلبوا صفحات من الماضي، مشيرين إلى «مظلومية لاحقة بهم من الحلفاء، رغم صمودهم في خندق الممانعة والمقاومة، ورغم عواصف المذهبية والفتن الحريرية والأسيرية والمالية وغيرها التي تعصف بهم من كل جانب». يشكو هؤلاء تهميشاً لهم بدأ من اتفاق الدوحة، «حيث باع الحلفاء زعيمنا أسامة سعد، فخسر لاحقاً مقعده النيابي في صيدا ليجلس مكانه الرئيس فؤاد السنيورة». أما أخيراً، فالجولات والصولات بين الحلفاء حول قانون الانتخاب وتوجهات المرحلة المقبلة «جارية على قدم وساق من دون إشراك سعد بصفته زعيماً للتيار الوطني في صيدا».

يصغي سعد إلى تلك الشكاوى، «يتفهم أسبابها»، لكنه رفض تحميلها وزر إشكال نزلة صيدون الذي يصرّ على أنه فردي، وأن لا أبعاد سياسية له. حتى إنه رفض تحميل السرايا وحدها وزر الإشكال، ملقياً بالمسؤولية على عناصر تنظيمه الذين انجروا للمشاركة فيه، مشيراً إلى مبادرة كل من التنظيم والسرايا على تسليم مصرية وبظاظو لمخابرات الجيش. وقدم اعتذاره من أهالي الحي، حيث سبب الرصاص أضراراً في المباني وحالة من الهلع.

أما بشأن المخاوف من سحب عناصر من التنظيم، فإنه حمّل مسؤولية التقصير في الانتقال من القوى الوطنية إلى التيارات المذهبية والرأسمالية في المدينة، إلى التيار الوطني نفسه الذي عليه أن يتخذ من الإشكال فرصة لشحذ الهمم وتسوية الصفوف لفرض معادلات خارج القيد الطائفي، بدءاً من قانون الانتخاب. أوساط حزب الله والسرايا رفضت التعليق على الإشكال. فيما أجمع الأصدقاء المشتركون بينهم وبين التنظيم على أنه لا يعدو خلافاً بين الإخوة داخل البيت الواحد. في هذا الإطار، تولى التنظيم تشييع ضرار ظهر أمس، وتقدمت كوادره مسيرة التشييع، حيث جابت شوارع صيدا القديمة. واستقبل سعد أمس وفداً رفيع المستوى من حزب الله. أوساط اللقاء المغلق نقلت أجواءً إيجابية و«اتفاقاً على بذل مساع مشتركة لحل المشكلة وأسبابها»، كما قال سعد لـ«الأخبار»، مؤكداً «ثبات العلاقات والتحالف العميق والمتين مع الحزب».

وفيما اتفق أهل الإشكال على حصره فردياً وزمنياً، كان لافتاً مسارعة خصومهم إلى تغذيته. المنسق العام لتيار المستقبل في الجنوب، ناصر حمود، زار رئيس فرع مخابرات الجيش وقائد الدرك في الجنوب العميدين علي شحرور وطارق عبد الله «لبحث الأحداث الدموية التي وقعت في نزلة صيدون واستنكار وجود فلول مسلحة، ولو كانت تحت غطاء سلاح المقاومة». الزيارة أعقبها إصدار بيان عن تيار المستقبل تناول «اشتباكات حزب الله ــ التنظيم». التيار الذي أقفل المدينة عقب اغتيال اللواء وسام الحسن بقوة السلاح وأقام حواجز للتدقيق بطائفة المواطنين، وصف الحادثة بـ«عربدة السلاح غير الشرعي».

من جهته، رأى المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية بسام حمود، أن «كلام الشجب والاستنكار لم يعد يجدي نفعاً إزاء الفلتان الأمني في صيدا». أما الشيخ أحمد الأسير، فقد حوّل منبر خطبة الجمعة للاحتفال بالإشكال والشماتة بطرفيه وكيل الشتائم للسيد حسن نصر الله الذي حمّله المسؤولية عنه «بهدف شرذمة الساحات وخرق الأحزاب». ونصح شباب التنظيم وسعد نفسه بالوعي لسياسة نصر الله لتجنيب صيدا الخطر والدماء، زاعماً أنّ كوادر لديه زارته في مكتبه في عبرا شاكية هيمنة الحزب على التنظيم. استثمار الخصوم توّجه بيان للمكتب الإعلامي للقوات اللبنانية في منطقة صيدا – الزهراني، رأى أن «السلاح غير الشرعي متفلت من كل الضوابط والقيود والضارب عرض الحائط بهيبة الدولة ومؤسساتها، يستخدم أيضاً للاعتداء على أمن المواطنين والممتلكات وخلق حال من التسيب والفلتان، ما يعيدنا بالذاكرة إلى أيام الحرب المشؤومة». ونفذ الجيش ليل أمس حملة دهم في نزلة صيدون لتوقيف المتورطين في الإشكال وأوقف شخصاً يدعى محمد عباس.

 

رئيس سابق لـ"الشين بيت": نتانياهو متقلب وضعيف

 القدس - رويترز: أكد الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشين بيت" يوفال ديسكين أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو متقلب وضعيف في هجوم شخصي غير معتاد على الزعيم اليميني الذي يحظى بتقدم كبير في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات العامة المقررة في 22 يناير الجاري.  وقال ديسكين في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصادرة, أمس, "يعتمل في أعماق نتانياهو في رأيي مزيج من الأيدلوجية وإحساس عميق بأنه أمير سليل عائلة ملكية من نخبة القدس إلى جانب شعور بعدم الأمان وخوف عميق من تحمل المسؤولية". وسخر مما وصفه بأنه أسلوب نتانياهو "المتقلب" في اتخاذ القرارات, قائلاً إن رئيس الوزراء "لا يمتلك جوهراً قوياً أو نواة صلبة تدفعك لأن تقول في موقف صعب أو أزمة يمكنني أن أتبعه يمكنني أن أثق به". وكان ديسكين الذي ترك منصب رئيس جهاز الأمن الداخلي "الشين بيت" في العام 2011 , حذر العام الماضي من أن نتانياهو يسعى إلى إشعال حرب "ذات أبعاد دينية مع إيران". ومن المحتمل أن يكون لانتقاداته الجديدة تأثير أكبر نظراً لأن مهام "الشين بيت" تشمل فحص اللياقة النفسية للمرشحين لمناصب أمنية.

 

المعارضة السورية: "الحرس الثوري" يعمل على حماية القصر الرئاسي

بيروت - "السياسة":أكدت المعارضة السورية أن الوضع يسير نحو الأسوأ مع استمرار النظام السوري في ارتكاب المجازر والجرائم ضد الإنسانية, معتبرة أن هناك استهدافا من النظام لعدد من المناطق في دمشق.

وقال مسؤول الإعلام المركزي في المعارضة فهد المصري, إن النظام ينفذ الخطة الإيرانية في سورية حالياً والتي تعتمد على سياسة "الأرض المحروقة لتفريغ مدينتي داريا والمعظمية في الغوطة الغربية من سكانهما لتأمين محيط مطار المزة العسكري, إضافة إلى استهداف مركز للغوطة الشرقية وجنوب دمشق والريف الجنوبي للعاصمة". وأضاف أن هناك تركيزاً من "الجيش السوري الحر" على الاستيلاء وتحرير المطارات العسكرية بشكلٍ خاص, مشيراً إلى أن هناك عمليات ستراتيجية عدة, ستحدث خلال الأيام القليلة المقبلة, كما أن هناك عمليات نوعية كبيرة ستحصل خلال الفترة القريبة لتحرير العديد من المناطق وبشكل خاص منطقة الساحل السوري وجبال العلويين لتحرير العلويين من النظام السوري. ولفت إلى "أن هناك الآلاف من أبناء الطائفة العلوية يريدون الانضمام إلى الثورة, وكذلك فإن أهالي السويداء الدروز في جبل العرب قرروا الانخراط بشكلٍ فاعل في الثورة السورية وفي عملية التحرير". وأكد أنه ستكون هناك عمليات تصعيد كبيرة بريف حمص, وبشكلٍ خاص ضد العناصر الإرهابية ل¯"حزب الله" اللبناني الذي يشارك وبقوة في دعم النظام السوري, مشيراً إلى أن هذا الحزب قام بإرسال المئات من المقاتلين على مقربة من الحدود اللبنانية السورية لتأمين طريق دمشق - حمص. وأوضح أن الإيرانيين أرسلوا منذ نحو عشرة أيام تعزيزات عسكرية من عناصر الحرس الثوري الإيراني إلى دمشق وريفها لتأمين المناطق التي تعتبر خطاً أحمر للنظام السوري مثل القصر الجمهوري ومطار المزة العسكري وطريق دمشق - بيروت, إضافة إلى منطقة وادي بردى التي ترتبط بأنفاق سرية ما بين النظام السوري و"حزب الله" لتهريب الأسلحة.

 

المرصد السوري: الثوار يقتلون ويجرحون ويخطفون 3 من أقرباء رستم غزالي

بيروت – الحياة/أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان تلقت "الحياة" نسخة منه، أن الثوار قتلوا وخطفوا وجرحوا ثلاثة من أٌقارب اللواء رستم غزالي في درعا جنوب سورية. وأوضح المرصد، أن "مقاتلين من كتيبة ثائرة هاجموا مجمع الغزالي في ضواحي بلدة قرفا الواقع على طريق دمشق- درعا بالقرب من جسر نامر"، مشيراً إلى أن "الهجوم أدى إلى مصرع حسام غزالي واصابة والده بجراح خطرة واختطاف ابن عم حسام". وأضاف، أن "الثلاثة هم من عائلة اللواء رستم غزالي أحد أعمدة النظام السوري".

 

منصور اتصل بالعربي وابلغه رغبة لبنان بدعوة وزراء الخارجية الى اجتماع لبحث موضوع النازحين السوريين

وطنية - اجرى وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور بعد ظهر اليوم، اتصالا هاتفيا بالامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، ووضعه "في صورة اوضاع الاخوة النازحين السوريين في لبنان، وانه سيوجه اليه مذكرة في هذا الصدد وتتضمن ايضا رغبة لبنان في دعوة وزراء الخارجية العرب الى عقد اجتماع غير عادي لبحث هذا الموضوع". واشار منصور الى ان "العربي ابلغه انه وفور تلقيه المذكرة سيعمد الى القيام بالاتصالات اللازمة مع الوزراء العرب لعقد هذا الاجتماع خلال ايام قليلة".

 

الرئيس الجميل استقبل كونيللي: لتفهم وضع لبنان الخاص لجهة قدراته المحدودة على تحمل أعباء النزوح

وطنية - استقبل الرئيس أمين الجميل في دارته في بكفيا السفيرة الأميركية في بيروت مورا كونيللي، في حضور المستشارة السياسية في السفارة كاتلين سبايسر ورئيس مجلس الاعلام في حزب الكتائب جورج يزبك.

وتناول اللقاء، بحسب بيان للمكتب الاعلامي للجميل، "القضايا المحورية التي تشكل استحقاقات داهمة على المستويين الوطني والإنساني وفي مقدمها الازمة السورية وارتداداتها الامنية والبشرية وخاصة ملف النازحين السوريين والفلسطينيين". وحذر الجميل "من تداعيات غير محسوبة قد يتعرض لها لبنان"، ودعا "الى تفهم الوضع الخاص للبنان لجهة قدراته المالية والاقتصادية المحدودة التي تجعله غير قادر لوحده على تحمل أعباء النزوح، مما يحتم تضافر جهود المجتمع الدولي بما يمكن لبنان من مواجهة الأعباء السياسية والأمنية والإنسانية الناتجة عن احداث سوريا".

 

سليمان يؤجل الحوار بلا موعد جديد والبدائل رهن نتائج «لجنة الانتخاب»

محمد شقير/الحياة

تترقب الأوساط السياسية في لبنان الموقف الذي سيصدر اليوم عن رئيس الجمهورية ميشال سليمان في معرض تأجيل جلسة الحوار التي كانت مقررة في بعبدا بعد غد الاثنين بسبب إصرار قوى 14 آذار على موقفها الداعي الى رحيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي والمجيء بحكومة استثنائية حيادية تشرف على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها في حزيران (يونيو) المقبل وإلى وضع سلاح «حزب الله» تحت سلطة الدولة.

وعلمت «الحياة» من مصادر مواكبة للاتصالات التي جرت في اليومين الأخيرين والتي لم تفلح في ثني قوى 14 آذار عن تعديل موقفها من استئناف الحوار أن الرئيس سليمان لن يحدد موعداً جديداً للحوار طالما أن المواقف ما زالت على حالها على رغم أن استمرار الحوار بات مطلباً عربياً ودولياً إضافة الى أن السمة الرئيسة لهذا العهد تكمن في مبادرته الى الدعوة الى الحوار وهذا نهجه منذ أيلول (سبتمبر) عام 2008 حتى اليوم.

وأكدت المصادر أن رئيس الجمهورية، منذ انتخابه حتى اليوم، لم يقطع علاقة مع أحد وحرص على التواصل مع الجميع وكان المبادر الى الدعوة الى استئناف الحوار ما يميزه عن أسلافه أو بعضهم على الأقل الذين رفضوا الاستجابة لمطلب معظم الأطراف في التواصل، لا سيما إبان تفاقم الأزمة.

وسألت المصادر عينها لماذا يصر بعض الأطراف وعلى رأسهم تيار «المستقبل» بزعامة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على أن يكون بديل الحوار التواصل مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وقالت: «أليس من الأفضل أن يجلس الجميع الى طاولة الحوار للتداول في القضايا السياسية المطروحة، لا سيما أن مسألة استيعاب النازحين السوريين تستدعي من الأكثرية والمعارضة الجلوس معاً للبحث عن حل لها بعيداً من التجاذبات السياسية وتسجيل المواقف».

وكشفت المصادر أن الرغبة قائمة لاستيعاب السواد الأعظم من النازحين السوريين في منطقتي عكار والبقاع الغربي أسوة بما هو حاصل في دول الأردن وتركيا والعراق التي أقامت مخيمات لهم في المناطق الحدودية لكن هناك محاذير يجب أن تؤخذ في الاعتبار أولها صعوبة إيوائهم في هذه المناطق في ظل تعذر ترسيم الحدود بين لبنان وسورية ووجود مناطق متداخلة تصعب السيطرة عليها من أجل ضبط حركة العبور والخروج، إضافة الى أن لدى بعض الأطراف مخاوف من استيعابهم في مناطق تشكل بيئة حاضنة لهم.

لكن هذا لا يعني، كما تقول المصادر، أن يكون الحل في إقفال الحدود لمنع حركة النزوح الى لبنان أو في الضغط على بعضهم للعودة الى المناطق التي نزحوا منها أو الطلب من الدول المجاورة استضافة البعض الآخر. وتضيف أن الجانب الإنساني في التعاطي مع النازحين السوريين وتوفير حاجاتهم، أكانت معيشية أم تربوية أم صحية، يبقيان فوق كل اعتبار، ليس لأن إقفال الحدود سيولّد مشكلة للبنان مع المجتمع الدولي فحسب، وإنما لأن هناك دوافع إنسانية تستدعي الترفع عن الحساسيات لتأمين إقامة موقتة للنازحين ريثما تسمح الظروف بعودتهم الى بلدهم.

وأوضحت المصادر أن تأجيل الحوار من دون تحديد موعد لاستئنافه لا يعني أن لدى سليمان رغبة في إقفال باب التواصل، وكعادته، مع الجميع أو ليس لديه بدائل جاهزة.

وقالت إن رئيس الجمهورية ينتظر ما ستؤول إليه اجتماعات اللجنة النيابية الفرعية التي تعقد الثلثاء المقبل للبحث في أي نظام انتخابي يمكن اعتماده لإجراء الانتخابات النيابية في موعدها إضافة الى تقسيم الدوائر الانتخابية.

وأضافت أن سليمان لن يستبق ما ستنتهي إليه اجتماعات اللجنة الفرعية لكنه في المقابل بدأ يدرس مجموعة من الأفكار مع فريق عمله تمهيداً لاتخاذ الموقف المناسب في ضوء ما سينتج من اللجنة.

وأكدت أن سليمان لن يترك الأمور على غاربها وإنما سيكون له الموقف الذي تمليه عليه واجباته في الحفاظ على الاستقرار العام، وقالت إنه يتريث في تحديد طبيعته لأنه لا يرغب في أن يتجاوز دور اللجنة الفرعية قبل أن تعاود اجتماعاتها. ولفتت هذه المصادر الى أن الموقف المرتقب لرئيس الجمهورية يأخذ في الاعتبار تعليق جلسات الحوار واحتمال عدم توصل اللجنة الفرعية الى مقاربة مشتركة بغية تضييق رقعة الاختلاف حول قانون الانتخاب الجديد. وأوضحت أن المعارضة تصر على رحيل الحكومة وهذا مطلب مشروع لها، لكن من يضمن قيام حكومة بديلة وبالتالي عدم تحول هذه الحكومة الى حكومة تصريف أعمال ولو على نطاق ضيق، وبالتالي لا بد من العودة الى الحوار الذي يشكل ساحة لإشراك الجميع للوصول الى تصور مشترك يتعلق بطبيعة المرحلة المقبلة التي يفترض ألا تدير ظهرها للأزمة المتمادية في سورية وضرورة تحصين الساحة الداخلية لاستيعاب ارتداداتها السلبية على مجمل الوضع. ورأت أن سليمان لم يمارس دور الحكم في الحوار وإنما كانت له مواقف قوبلت برد فعل سلبي من النظام في سورية، وتحديداً تلك المتعلقة بتوقيف الوزير السابق ميشال سماحة بتهمة نقل متفجرات من سورية الى لبنان لتفجيرها في مناطق عدة في الشمال أو بالمذكرة التي سلمها المندوب السوري في الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري ولقيت اعتراضاً منه إضافة الى موقفه من الرسالة السورية التي سلمها سفيرها في لبنان علي عبدالكريم علي الى الخارجية اللبنانية. وأكدت أن الحوار أنتج «إعلان بعبدا» وساهم في الحفاظ على حد أدنى من التهدئة، لكن خرقه يقع على عاتق الأطراف الذين وافقوا عليه. وقالت إن مواقف سليمان أرضت البعض وأزعجت البعض الآخر لكنها لقيت ارتياحاً لدى الرأي العام اللبناني والعربي والدولي.

 

خطاب "السيد" في 5 نقاط 

مارون حبش/موقع 14 آذار

لم يعد خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" يتصدر الصفحات الأولى للصحف، قد يكون دليلاً على افلاس سياسي أو مواقف مكررة، أو لفقدان ثقة الجمهور بحلفاء "8 آذار"، خصوصاً منذ اندلاع الثورة في سوريا. ولم يكن أيضاً الخطاب الأخير موضوعياً بل حملت كلماته بعض التناقض من ناحية رؤية الحزب وتصرفاته من جهة والمواقف التي أطلقها السيد من جهة أخرى. ومن يعود ويقرأ الخطاب يستوقفه خمسة نقاط، توضح مركز "حزب الله" في الساحة اللبنانية، ومدى خطورة العدوى التي أصيب بها جراء تحالفه مع النظام السوري، وهي:

أولاً: حذر نصر الله من تقسيم لبنان ومن مشاريع الدويلات بقوله: "اذا اطلت من هنا او هناك مشاريع دويلات او امارات فيجب ان نرفضها جميعا لان لبنان أصغر من ان يقسم". إلا ان أكثر من نصف الشعب اللبناني على يقين أن "حزب الله" أكبر دويلة في لبنان، وقد يطلق عليها أيضاً إمارة فارسية تابعة لولي الفقيه الإيراني، ومقرها الضاحية الجنوبية وبعض المناطق في الجنوب التي يحظر العبث بها من دون موافقة الحزب أو تدخله. ولأن كل مؤشرات الدويلة تظهر على هيئة الحزب من حيث المكان والمقاتلين والأسلحة والقوانين الداخلية والجمهور الأعمى، فلا بد للسيد حسن أن يبدأ بدويلة "حزب الله" البعيدة عن أي شرعية قبل التحذير من تقسيم لبنان وانشاء الدويلات.

ثانياً: قدم نصر الله هذه المرة مساحة كبيرة من خطابه للشأن السوري، إلا أن لا جديد في كلامه، فهو يدعم الفكر الإيراني الذي ينادي بالحوار مع إبقاء بشار الأسد في الحكم، علماً أن "حزب الله" نفسه فقد ثقة الأفرقاء اللبنانيين بالتحاور معه، فكيف يدعو إلى الحوار في سوريا؟. أضف إلى ذلك، ألم يرسل السيد حسن مقاتليه إلى سوريا لمساعدة النظام بارتكاب الجرائم، ألم يدعم جبل محسن بالأسلحة لنقل القتال إلى الداخل، بمعنى آخر كيف يدعم حزب الله الحوار وهو أول المقاتلين على الجبهة؟

ثالثاً: اعتبر نصر الله أنه "لو كان الفريق الاخر في سدة الحكومة لكان ورط البلد ليس بقتال داخلي بل بقتال مع سوريا ايضا"، ونذكر أولاً أن الرئيس فؤاد السنيورة سبق واعلن أنه كان سيعتمد أسلوب "النأي بالنفس" لو كان رئيسا للحكومة في فترة الأزمة السورية، إلا أن الأمر يختلف بأن الفريق الأخر الذي يقصده السيد حسن والمتمثل بـ"14 آذار" يدعو إلى "النأي بالنفس" بـ"المكيالين" وليس نأي على جهة والسماح لجهة آخرى بالتصرف كما يحلو لها، كما أن حزب الله دخل القتال السوري بارسال المقاتلين ودعم بعض المجموعات في لبنان. إذاً الحكومة الحالية المؤتمرة من حزب الله ورطت لبنان بالاقتتال الداخلي واستباحة سيادته عبر مشاهدة الخروق السورية من دون أن تحرك ساكناً، فضلاً عن الخراب الاقتصادي وتخويف السياح.

رابعاً: بات واضحاً التباين بين الحلفاء، إذ لوحظ رد نصر الله على التيار الوطني الحر بعدم إغلاق الحدود بوجه النازحين، ومن دون الدخول بالأسباب اللوجستية والحزبية لمنع حزب الله إقفال الحدود إلا أنه يبدو أن الحلفين على خصام قد يكبر في المستقبل القريب.

خامساً: لا يقف الأمر عند اختلاف وجهات النظر بين الحلفاء، بل راح نصر الله ينتقد حكومته، وتحديداً في قضية المخطوفين وعبر عن استعداده لوضع خطة استراتيجية لحل الموضوع، علماً أن لو الخاطف علم بأن للحزب يد في المفاوضات سيصعب من عملية تحرير المخطوفين، وسبق أن حصل الأمر بعد خطاب لنصر الله أزعج الخاطفين، وعليه أولاً تذكير وزير الخارجية عدنان منصور أنه في حكومة لبنانية وليس سورية ومن هنا تبدا الخطة، وأن على السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي احترام رئيس الجمهورية .

 

الزغبي لـ"المستقبل": واقع عون الشعبي الكارثي جعله يبدأ منذ فترة بإعلاء الصوت الطائفي ولو كان النازحون بمعظمهم من مؤيدي النظام هل كان رفع صوته وسبابته؟

المصدر: المستقبل

اعتبر عضو الأمانة العامة في قوى 14 آذار الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي ان موقف تكتل النائب ميشال عون في مجلس الوزراء بإقفال الحدود أمام النازحين، "ليس سوى موقف دعائي مكشوف. فمسألة قبول "حزب الله" ورفض تكتل عون مناورة معروفة، فعون لا يستطيع التفلت من التحاقه الكامل بمشروع "حزب الله" وعبره مشروع النظام السوري وولاية الفقيه، لذلك هو يناور لثلاثة دوافع:

- الدافع الأول: ارتباطه بمحور الأقليات الكبرى والصغرى في المنطقة من إيران إلى الأسد إلى "حزب الله" إلى إسرائيل. - الدافع الثاني: الارتباط المادي الكامل والمكتسبات المالية والسياسية من خلال الصفقات والحسابات المفتوحة، ومن خلال كتلة من الوزراء والنواب لا يحلم بتحقيقها في أي وقت، وهي المرة الأخيرة التي يمكن ان يحصل بها على مثل هذه الكتلة من 10 وزراء و27 نائباً. - الدافع الثالث: هو دافع انتخابي سياسي بحت، فهو أصيب بدوار ورعب من نتائج الاستطلاعات حول شعبيته في البيئة المسيحية. وقد تهاوت هذه الشعبية بشكل كبير خلال السنوات الأربع الأخيرة منذ انتخابات 2009، فهو اليوم لا يستطيع تجميع نصف المسيحيين كما كان عليه الأمر سابقاً.

الزغبي، وفي تصريح لصحيفة "المستقبل"، اوضح: "اليوم تؤكد استطلاعات الرأي ومتابعات الرأي العام ان عون شخصياً لا يملك أكثر من 15% من المسيحيين يضاف اليهم ما يجمعه فريق 8 آذار وتحديداً "حزب الله" من المسيحيين وينضم اليهم "المردة" والحزب "السوري القومي الاجتماعي" ومن يدور في فلك هذا الفريق من شخصيات سياسية مثل ايلي سكاف وجبران طوق ومخايل الضاهر، كل هؤلاء مجتمعين لا يتعدون 43%. وهذا بالنسبة له ولحساباته بمثابة الكارثة السياسية ". واشار الزغبي الى ان "هذا الواقع جعله يبدأ منذ فترة بإعلاء الصوت الطائفي والمذهبي في محاولة لتعويض بعض مما خسره وتحديداً عند المسيحيين. ولذلك يعتمد اليوم خطتين، خطة اقفال الحدود في وجه النازحين السوريين وخطة قانون الانتخاب، عبر كلامه المزايد عن القانون الارثوذكسي وسواه فهو يظن ان ذلك سيحقق بعض التعويم المسيحي له. ولكن الجميع بات يدرك غايته المكشوفة. لذلك لا أتوقع له من خلال هذه المناورات والاساليب التي يتبعها ان يستطيع تعويض ما خسره سياسياً وشعبياً". وبالنسبة الى موضوع النازحين سأل الزغبي: "لو كان النازحون بمعظمهم من مؤيدي النظام هل كان ميشال عون رفع عقيرته وصوته وسبابته وهدد بالويل والثبور". ويؤكد: "هو لجأ الى اسلوب آخر بعيد عن الدقة والواقعية حين وضع الطائفة السنية بأكملها في خانة الارهاب والتكفير وقال ان هناك ديناً جديداً هو "التكفير والهجرة" أي ان كل السنة بالنسبة اليه "تكفير وهجرة" و"ارهابيين"، كلهم "بن لادن" و"زرقاوي" و"عبسي". هذه مسألة مشينة ومخجلة للمسيحيين بتراثهم وحضورهم وانفتاحهم وثقافتهم".

ونبه من "خطورة هذا الرجل الذي يستخدم المسيحية والمسيحيين كوسيلة لبلوغ غايته الشخصية"، ويقول: "ربما يجب أن يتداعى المسيحيون الى كشف خطورة هذا الرجل الذي لا يرعوي ولا يتردد في استخدام أسوأ الأساليب لتحقيق اهدافه الخاصة". وشدد الزغبي على ان "العونيين هم مع النظام السوري ومع من يدور في فلك هذا النظام والمرتبطين به، ولو كان معظم النازحين من فريق النظام السوري من العلويين او المسيحيين المؤيدين للنظام او السنة المؤيدين للنظام هل كان سيقف هذا الموقف؟. النازحون بمعظمهم من المعارضة التي تتعرض مناطقهم للقصف والتنكيل من قبل النظام، فهل كل ليرفع صوته بالمطالبة باقفال الحدود لو كان العكس صحيحا؟. إذاً المسألة سياسية بحت لمصلحته الشخصية، هو يريد مساعدة النظام لأنه يعرف ان النازحين هم ضد النظام ولو كانوا معه لكان شرع الابواب ولم ينبس ببنت شفة".

ورأى ان للمسألة وجهين "وجه مذهبي ونوع من التعصب الطائفي والمذهبي لدى ميشال عون الذي يدعي انه علماني وديموقراطي هذا هو الوجه القبيح لعون بالنسبة الى المسيحيين. ولذلك على المسيحيين بمرجعياتهم الكبرى الروحية والسياسية وعلى الراي العام المسيحي ان يحاسب هذا الرجل في القريب العاجل لئلا يجر ما بقي معه من مسيحيين الى مصير اسود، المسألة انه لو كان يذهب وحده في هذا الاتجاه وينزلق لكان الامر سهلا، ولكنه ما زال يجر معه بعض المسيحيين الذين ما زالوا مخدوعين بموقفه وسياسته. ولذلك، يجب التنبه من قبل المرجعيات المسيحية وتحديداً الروحية كي يضعوا حدا لهذا الرجل".

ودعا الزغبي الى "وقف سموم الرابية لان عون يبث السموم في بعض العقول ويثير الحساسيات ويجر المسيحيين البسطاء الى كارثة"، سائلا: "هل يقبل عون أن يقول أي زعيم مسلم ان كل المسيحيين هم القس "جونز" الذي أحرق القرآن في اميركا؟ أو أن يقول أن كل المسيحيين مسؤولون عن الكاريكاتور الدانماركي عن النبي محمد؟ هل اصبح اليوم كل السنة بيئة حاضنة كما يقول عون للارهاب والتكفير والهجرة، هذا أغرب ما بلغه اي خطاب سياسي لأي زعيم بالحد الادنى للزعامة. فكيف اذا كان يدعي انه زعيم مسيحي؟ انا كمسيحي ارفض ان يتحدث باسمي مثل هذا الرجل". بالخلاصة اذن، كل مزايدات عون أصبحت معروفة لدى الرأي العام اللبناني، وهو فقد مصداقيته في أكثر من محطة، وإن كان يريد الصعود من الهاوية على ظهر النازحين السوريين من جديد، فهو لن يجد آذاناً صاغية في الشارع المسيحي الذي خبره أكثر من مرة، وبات يدرك ان "الحيل" الانتخابية لن تمر عليه خصوصاً وان سياسة "التكفير" التي يعتمدها مفضوحة ولن تجديه نفعاً.

 

زهرا لـ"المستقبل": لا استبعد أبداً أن يعمد النظام السوري الى تفخيخ النازحين

اشار عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا الى أنه لا يستبعد أبداً أن يعمد النظام السوري الى تفخيخ النازحين من أجل خلق حالة عدائية تجاههم في الداخل اللبناني وإعادة رميهم بين أشلاء الأسد لكي يقضي على النازحين وليس على المندسين طبعاً". زهرا، وفي تصريح لصحيفة "المستقبل"، اضاف: "بالتالي هذه عادات الأسد وأساليبه غير المستبعدة على الإطلاق، وفي كل الأحوال ثمة من يحمل في الداخل اللبناني مواقف عنصرية لا أخلاقية ولا إنسانية تجاه النازحين على أساس تصنيفهم ضمن الإطار الذي يسعى الأسد الى تحويلهم إليه لدسّ المسلّحين بينهم". ورأى "أن مجموعة عيد معروف أنها تأتمر بأوامر النظام"، مكرراً "تمنّيه على هذه المجموعة بأن لا تعتبر نفسها جالية غريبة عن المجتمع اللبناني وأن تتفاعل مع لبنانيتها من منطلقات لبنانية وليس مذهبية أو إقليمية"، ويختم "نتمنى عليهم اليوم أن يرجعوا لرشدهم وأن لا يكونوا أدوات لأحد".

 

عون يقطع طريق قهوجي الى الرئاسة... ويفتح طريق قيادة الجيش أمام صهره شامل روكز

MTV/مع أفول عام وبداية عام جديد استحقاقات كثيرة على نار حامية. اقترب انتهاء ولاية بعض المسؤولين الذين يمسكون بزمام مراكز امنية حساسة، ومعه اقترب إمّا قرار التمديد أو قرار التعيين.

ولعلّ أكثر الإستحقاقات حساسية تتلخّص بمنصبين اثنين: الأول منصب قائد الجيش الذي يصبح شاغرا مع بلوغ العماد جان قهوجي السنّ التقاعدية في أيلول المقبل، والثاني منصب الميدر العام لقوى الأمن الداخلي مع بلوغ اللواء أشرف ريفي سنّ التقاعد في آذار المقبل. بحسب المعلومات للـmtv، رئيس الجمهورية ميشال سليمان يرغب في التمديد لقائد الجيش، وذلك لأنّ قهوجي هو الرجل المناسب في هذه الظروف الصعبة والدقيقة كما يردّد سليمان في مجالسه الخاصة. رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يشارك رئيس الجمهورية في وجهة نظره، ويؤيّد بقاء قهوجي في منصبه، الأمر الّذي يجمع عليه كثيرون من القادة السياسيين، باستثناء النائب ميشال عون الّذي تقول المعلومات انه يرفض التمديد لقهوجي لأكثر من سبب. عون يريد ابعاد قهوجي من القيادة وعبرها من الحلبة الرئاسية، لأنّ هناك من يقول ان قهوجي مرشّح جدّي لرئاسة الجمهورية. وتحدّثت بعض المصادر المعارضة عن ان عون يرفض التمديد لقهوجي انطلاقا من رغبته في تولّي صهره قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز هذا المنصب. مقرّبون من العماد عون يضعون هذا الأمر في خانة الإشاعات المغرضة، خصوصا ان الموضع لم يُطرح بعد ليتّخذ منه عون موقفا سلبيا أو إيجابيا، علما أن علاقة عون بقهوجي جيدة، لا بل ممتازة، بحسب ما تقوله أوساط عون. أما في موضوع استمرار ريفي في موقعه الحالي، فيبدو ان هناك توافقا لدى المرجعية السنّية عليه، فاللواء ريفي ينال دعم الرئيس سعد الحريري ورضى ميقاتي. الزعيم السني الأول، الرئيس الحريري بحسب أوساطه، يرى أنّ ريفي يملك الخبرة والحنكة الأمنية اللازمة لمواجهة المرحلة المقبلة، في وقت لا يعارض ميقاتي بقاء ريفي في موقعه، انطلاقا من حرصه على المواقع السّنية، وهو الّذي قال انه يشعر ان طائفته مستهدفة.

انطلاقا من كلّ ذلك، سؤال يُطرح: هل يبقى قهوجي في منصبه ويثبت بعدها مقولة "قائد الجيش ولي العهد الماروني"؟ وايضا، هل يحافظ ريفي على منصبه، فيؤجّل دخوله السياسية من بابها العريض ولو إلى حين؟

 

هل من خيار اسمه الدولة العلوية؟

خيرالله خيرالله/ميدل ايست أونلاين

عودة التركيز على حمص يفسّر مثابرة النظام السوري على تدمير المدينة التي تربط بين المناطق السورية. انها العودة الى خيار الدولة العلوية. دخل العالم ومعه الشرق الاوسط سنة جديدة. انها سنة التغييرات الكبيرة التي تنتظر المنطقة وذلك منذ الزلزال العراقي في 2003 والثورات العربية في 2010 و2011 و2012. ما لم يتحقق في السنة 2012 سيتحقق، على الارجح، في السنة 2013. كان متوقعا ان لا يكمل النظام السوري السنة، فاذا به يتابع ارتكاب المجازر بدعم ايراني وروسي ويدخل السنة الجديدة وهو يغرق سوريا والسوريين في بحر من الدماء غير آبه بمستقبل البلد الذي صار على كفّ عفريت. وهذا اقلّ ما يمكن قوله بالنسبة الى مستقبل سوريا. يتبيّن كلما مرّ يوم أن النظام السوري ليس مستعدا للرحيل قبل استكمال المهمّة التي جيء به من اجلها. تتلخص هذه المهمّة في القضاء على سوريا التي عرفناها. ولا شكّ ان تحذيرات السيد الاخضر الابراهيمي، مبعوث الامم المتحدة وجامعة الدول العربية، في محلها. خصوصا عندما يتحدّث الابراهيمي عن "صوملة" في سوريا وعن "امراء حرب" سينتشرون فيها يسيطر كلّ منهم على مدينة او منطقة...

تبدو مخاوف المبعوث الدولي والعربي في محلّها. تؤكد ذلك احداث الايام الاخيرة التي ارتفع فيها معدل الذين يسقطون يوميا الى ما يزيد على اربعمئة قتيل. لكنّ الملفت في تلك الاحداث عودة التركيز على حمص. ما يفسّر هذا التركيز على تدمير المدينة التي تربط بين المناطق السورية، العودة الى خيار الدولة العلوية الذي اشار اليه الملك عبدالله الثاني غير مرّة. اشار العاهل الاردني في احد احاديثه الصحافية الى ان القيادة السورية كلّها لجأت الى المنطقة العلوية لدى اقتراب الاسرائيليين من دمشق في حرب العام 1973.

المشهد قابل لان يتكرر حاليا في حال اضطرار الرئيس بشّار الاسد الى مغادرة دمشق تحت ضغط الثورة الشعبية التي تشهدها سوريا منذ واحد وعشرين شهرا.

ما ستكشفه السنة 2013 هل خيار الدولة العلوية، التي يشكلّ مجرى نهر العاصي حدودها، خيار ممكن؟ مثل هذا الخيار يراود القيادة السورية الحالية التي كانت تراهن دائما على سنّة الارياف، تطوّق بهم المدن الكبيرة، الى ان اكتشفت انّ هؤلاء تحولوا الى ثوار حقيقيين، خصوصا بعد الذي حصل في درعا في آذار- مارس من السنة 2011.

كانت انتفاضة سنّة الارياف انطلاقا من درعا الاشارة الاولى الى انتهاء نظام باشر منذ ما يزيد على اربعين عاما تغيير طبيعة المجتمع السوري بدءا بالتخلص من وجود الضباط السنّة الآتين من المدن الكبيرة في القوّات المسلحة.

لن يكون خيار الدولة العلوية سهلا من دون تدمير الجزء الاساسي من حمص. لنفترض ان ذلك حصل، ما العمل باللاذقية التي نسبة ستين في المئة من سكّانها، ان لم يكن اكثر، من السنّة؟ الاهمّ من ذلك، هل سيكون ممكنا اقامة رابط بين الدولة العلوية والمناطق التي يسيطر عليها "حزب الله" في البقاع اللبناني وذلك على طول مجرى العاصي الذي ينبع من الاراضي اللبنانية؟

ستكشف السنة 2013 هل يمكن الاستمرار في خيار الدولة العلوية. ستكشف ايضا هل يمكن المحافظة على وحدة الاراضي السورية؟

من هذا المنطلق ستكون 2013 سنة محورية نظرا الى ان سوريا دولة عربية مهمّة من ناحية موقعها الجغرافي، لكنّها لعبت منذ وصول حزب البعث الى السلطة في الثمن من آذار- مارس 1963، وحتى قبل ذلك، دورا في غاية السلبية على الصعيدين الداخلي والاقليمي. على الصعيد الداخلي كانت مهمة البعث وقبله الاجهزة التي اقيمت ابان الوحدة (1958- 1961) القضاء على الطبقة التي كان يمكن ان تنقل البلد الى مستقبل زاهر.

هذه الطبقة هي بورجوازية المدن من كلّ الطوائف والمذاهب والتي ساهمت في الستينات والسبعينات من القرن الماضي في نهضة لبنان التي لم تستمرّ طويلا بسبب كلّ ذلك الحقد الذي كان يكنّه الراحل حافظ الاسد للوطن الصغير ولايّ نجاح سوري او لبناني. لم يفعل الاسد الاب منذ ما قبل توليه الرئاسة، اي منذ كان وزيرا للدفاع في العام 1966 سوى تصدير الاسلحة الى لبنان بهدف زعزعة الاستقرار فيه والقضاء على مؤسسات الدولة مستخدما كلّ الوسائل الممكنة من بينها تسليح بعض الفلسطينيين وتأليبهم على اللبنانيين ثم تسليح بعض المسيحيين ليكونوا في مواجهة مع شركائهم في الوطن... وصولا الى اعتماد "حزب الله" الايراني وسيلة لترسيخ المذهبية والطائفية في لبنان!

اما الدور السلبي الآخر الذي لعبه النظام السوري على الصعيد الاقليمي، فكان يتمثّل في اقامة مدرسة في الحكم تستغني عن مؤسسات الدولة. تقوم هذه المدرسة على بناء اجهزة امنية على طريقة ما كانت عليه الحال في المانيا الشرقية السعيدة الذكر. هل يمكن في نهاية المطاف استمرار دولة لا مؤسسات مدنية عصرية فيها، بل مؤسسات امنية لا همّ لها سوى تدجين المواطن في الداخل وتصدير الارهاب والقتل الى الدول المجاورة، على رأسها لبنان والمملكة الاردنية الهاشمية والبحرين وتركيا والعراق في مراحل معينة؟

سيتبيّن في 2013 هل في الامكان المحافظة على الكيان السوري...ام ان الكيان سينتهي مع النظام وذلك بعدما تبيّن ان سوريا عانت منذ استقلالها في العام 1946 من ازمة كيان ونظام في الوقت ذاته.

هناك بوضوح من يريد تفتيت الكيان وضرب ثورة الشعب السوري البطل وخنقها في المهد. من يدعم النظام السوري في موسكو وطهران مهتمّ بذلك، بل يستهدف ذلك. من يدعم نظاما يقتل شعبه انما يريد الانتقام من البلد ومن شعبه الذي يسعى الى استعادة بعض من كرامته وحريته.

اما اسرائيل، فهي تنظر بعين الرضا، والعطف حتما، الى مثل هذا التطور وذلك بعدما استفادت الى ابعد حدود من شعاري "المقاومة" و"الممانعة" اللذين تاجر بهما النظام السوري طويلا.

تبقى الولايات المتحدة، التي لا تزال الى اشعار آخر القوة العظمى الوحيدة في العالم. من الواضح ان الادارة الاميركية ستظلّ متفرجة. ما الذي يضرّها بقيت سوريا موحدة ام لا... سقط خمسين الف قتيل او مئة الف قتيل او مئتي الف قتيل؟ متى كان عدد القتلى في بلد ما همّا اميركيا، اللهم الاّ اذا كان الامر مرتبطا بالسياسات الاميركية الداخلية؟

 

الولايات المتحدة ليست سبب الفوضى السورية

آرون ديفيد ميلر/الشرق الأوسط

من الذي أضاع سوريا؟ تشير تعليقات بعض أعضاء الكونغرس الأميركي والمحللين والصحافيين، وحتى هيئة تحرير صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، إلى أنه لا يوجد أدنى شك في أن من أضاع سوريا هو الرئيس السوري بشار الأسد وسياساته الدموية، ولكن مأساة سوريا تعد أيضا نتيجة مباشرة لفشل ذريع في القيادة من جانب المجتمع الدولي والولايات المتحدة على وجه التحديد. ومع ذلك، لا تمثل القضية السورية إخفاقا تاما للرئيس الأميركي باراك أوباما، فهي ليست «رواندا»، على أي حال (في إشارة إلى تباطؤ أوباما في التدخل في حرب رواندا). وتعتبر فكرة أن أي أحد سوف يفوز بسوريا أو يخسرها، أو أن الولايات المتحدة يمكن أن تحدد شكل النتيجة النهائية التي ستؤول إليها الأمور في سوريا، هي فكرة تليق بمنهج التسلط المتعجرف والتحليل المعيب اللذين أدخلا سوريا في متاعب جمة في منطقة الشرق الأوسط على مر السنين.

ومن بين مميزات الربيع/الشتاء العربي أن الشعوب العربية باتت هي من تملك إرادتها وتحدد سياستها، مهما كان الثمن، وكثيرا ما كان من المؤلم مشاهدة هذا الشعور بالتملك – فالديمقراطية لا تعني الليبرالية – إلا أن هذا الشعور قد أضفى السلطة والشرعية على الاضطرابات السياسية التي تجتاح المنطقة منذ أواخر عام 2010. وهو ما يعني أن ما يحدث هو تغيير حقيقي وبإرادة الشعوب نفسها. ولم تتدخل الولايات المتحدة أو إسرائيل في الاضطرابات والتغييرات التاريخية التي سادت منطقة الشرق الأوسط، ولا ينبغي لهما أن تقوما بذلك. يطالب البعض بضرورة التدخل العسكري في سوريا أسوة بما حدث في ليبيا، ويقولون: إن الولايات المتحدة قد ساعدت الثوار على التخلص من القذافي، فلم لا تقوم بنفس الشيء في سوريا؟ في الحقيقة، ثمة ثلاث حقائق مترابطة مع بعضها البعض يجب توافرها أولا قبل تدخل واشنطن في الأزمة السورية، وتتمثل أولى هذه الحقائق في وجود إجماع دولي على ضرورة التدخل في ليبيا، وتحديدا من خلال الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي، أما الحقيقة الثانية فهي أن ليبيا كانت ضعيفة من الناحية العسكرية، فقد كان نظامها ضعيفا ولم يكن لديه نظام دفاع جوي قوي، كما لم يكن يمتلك أسلحة دمار شامل ولم يكن لديه أي حلفاء، أما الحقيقة الثالثة فتتمثل في أن الثوار الليبيين سيطروا على مناطق منفصلة، بحيث أصبح تنظيمهم أكثر سهولة.

وتختلف الأوضاع في سوريا اختلافا كليا عما كانت عليه في ليبيا، وذلك بسبب وجود عوامل متعددة ومتقلبة تؤثر في الأزمة السورية تتمثل في الحرب الأهلية والعنف الطائفي والتدخل من جانب القوى الأجنبية. يرى البعض أن الولايات المتحدة هي التي خلقت هذه الفوضى، ربما كان هذا صحيحا ومنطقيا لو كان هناك خيارات جيدة للتدخل في وقت مبكر لتجنب المصير الذي آلت إليه البلاد، ولكن هذا لم يكن موجودا بالطبع، رغم أنه كان يمكن للولايات المتحدة أن تقدم مزيدا من المساعدات الإنسانية، وكان يمكنها أيضا أن تلعب دورا أكثر إيجابية وفعالية في وقت مبكر للمساعدة في تنظيم المعارضة بشكل أفضل، حتى وإن كان بشكل سري.

منذ اندلاع الصراع في بداية عام 2011، كانت كل المعطيات تؤكد على المخاطر التي قد تواجه أي تدخل عسكري أميركي في سوريا، وذلك بسبب قوة الجيش السوري وقيام حلفاء سوريا – روسيا والصين – بعرقلة قرارات مجلس الأمن، وكذلك قيام طهران بدعم نظام الأسد بالمال والسلاح، وتصميم الأسد على القيام بأي شيء من أجل البقاء مهما كانت النتائج، ونجاحه في إحاطة نفسه بدائرة من المسؤولين العسكريين والأمنيين والاستخباراتيين العلويين، وهو ما يعني أن الخيارات العسكرية لم تكن كافية لإسقاط النظام أو مساعدة الثوار على تحقيق النصر.

ويكفي أن نعرف أن سوريا بحاجة إلى ضغط عسكري مباشر، وبالأحرى هجوم جوي وصاروخي، من أجل إيقاف الهجمات التي تشنها قوات النظام ضد الشعب السوري فقط، فما بالنا بما تحتاجه من أجل إسقاط نظام الأسد برمته؟ في الحقيقة، لم يتم وضع ذلك في الاعتبار بصورة جدية، كما أن تسليح الثوار وفرض منطقة «حظر جوي» في سوريا لا يشكلان سوى أنصاف حلول تحمل الكثير من المخاطر ولا يمكن التنبؤ بعواقبها، خاصة في ظل قلق الولايات المتحدة من قيام روسيا وإيران بتزويد نظام الأسد بمزيد من الأسلحة. ولم يكن بمقدور الولايات المتحدة الضغط أكثر على روسيا بشأن الأزمة السورية، وذلك لأن واشنطن تسعى لأن تساعدها موسكو في الضغط على طهران بشأن البرنامج النووي الإيراني. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما هي الجهة التي يتعين على الولايات المتحدة تسليحها؟ فبمجرد أن تقوم الولايات المتحدة بدعم وتسليح مجموعة معينة من الثوار، ستكون واشنطن مسؤولة عن تصرفاتها وأفعالها. قد يكون لبعض الدول المجاورة مصلحة ما في تسليح السنة في سوريا، ولكن ما مصلحة الولايات المتحدة في ذلك؟ وفيما يتعلق بالأكراد، لم تمنع الولايات المتحدة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من التدخل العسكري في سوريا، ولكن أردوغان وجد معارضة شديدة من جانب الشعب التركي ومن 15 مليون علوي يعيشون في تركيا ويشكلون جزءا من الشعب التركي.

باتت المشكلة السورية معقدة للغاية نتيجة لأنهار الدماء التي سالت، ولذا لا يمكن تخيل التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض بين النظام والمعارضة، ومع ذلك لم تكن هذه الأهوال كافية لحث المجتمع الدولي المنقسم على نفسه والذي يبحث عن مصلحته في المقام الأول، للتدخل لوقت إراقة الدماء. لا يعلم أي شخص ما الذي سيحدث لو تدخلت الولايات المتحدة بشكل أكبر في هذا الصراع، ولكن إلقاء اللوم على واشنطن والإشارة إلى أن إدارة الرئيس أوباما جعلت الأمور أسوأ في سوريا يعني أننا لم نفهم الطبيعة القاسية للمأساة السورية وحدود القوة الأميركية والأولويات الوطنية للولايات المتحدة، ولا سيما أنها خرجت للتو من حربين خارجيتين تعدان الأطول في تاريخها، وكانت تسأل نفسها «متى يمكننا أن نغادر؟» بدلا من «هل يمكننا أن ننتصر؟». وقد أظهرت آخر استطلاعات الرأي حول التدخل الأميركي في سوريا أن الشعب الأميركي يفهم ذلك جيدا، حتى وإن كان هذا غير مفهوم لأولئك الذين يطالبون واشنطن باتخاذ خطوات أقوى. ليس مطلوبا من الولايات المتحدة السيطرة على التاريخ برمته، أو السعي لحل كل مشكلات العالم وتعقيداته، بل يتعين على واشنطن ترتيب بيتها من الداخل قبل أن تسعى لإصلاح الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

* نائب رئيس المبادرات الحالية بمركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين ومستشار وزراء الخارجية الديمقراطيين والجمهوريين فيما يتعلق بشؤون الشرق الأوسط، ومن بين مؤلفاته كتاب «هل يمكن أن يأتي رئيس عظيم آخر للولايات المتحدة؟»

 

رحيل الأسد بداية أزمات

عماد الدين أديب/الشرق الأوسط

مما يتسرب عن نشاطات ائتلاف المعارضة السورية مؤخرا يعطي مؤشرات إيجابية وأخرى سلبية في ذات الوقت. أبرز العناصر المتوفرة تقول الآتي:

1) استعداد المعارضة السورية الخارجية للدخول في حوارات سياسية مع عناصر من النظام السوري الحاكم شريطة ألا يكون الطرف المحاور معه ممن يمكن اتهامهم بأن أيديهم ملوثة بالدماء.

2) أن المعارضة لا ترى أن كل الطائفة العلوية في سوريا هي عدوة لها، بل إن منطق العداء يقوم على من شارك في الجرائم والفساد.

3) أن المعارضة بدأت حوارا غير رسمي في القاهرة مع دبلوماسيين روس، وأن موسكو مارست في هذا الحوار دور استكشاف ثوابت موقف المعارضة.

4) أن المعارضة رغم تعدد فصائلها المؤتلفة، فإنها لا تستطيع السيطرة على مواقف كافة الفصائل المقاتلة على الأرض.

5 ـ أن الولاءات أو الامتدادات الخارجية لفصائل المعارضة بالداخل والخارج هي عنصر أساسي في قياس احتمالات إمكانية التوصل إلى اتفاق مبدئي. وهذا يعني إذا اتفقت جهات التمويل للمعارضة، فقد حدث توافق مؤكد.

الأزمة الكبرى في قصة الملف السوري ومرحلة ما بعد نظام بشار الأسد تكمن في أن لا أحد يعرف بالضبط أو يضمن بالتأكيد مواقف أو سلوك القوى المقاتلة.

الأزمة الكبرى أيضا أنه لا أحد يعرف بالدقة والتفصيل الأصول العقائدية والمذهبية والروافد الفكرية التي تتحكم في عقل وقلب القوى السياسية والمقاتلة داخل الأراضي السورية.

الخوف كل الخوف، ألا تكون الأحكام لصوت القوى السياسية في الخارج ولكن أن تكون بصوت البندقية و«الآر بي جي» في الداخل.

قد يرحل نظام الأسد بطريقة أو بأخرى لكن ترسانة السلاح باقية، ومحطات الاستخبارات الأجنبية باقية، وأرصدة التمويل باقية، وانشقاقات فصائل مقاتلة سوف تبقى، والخلاف المتوقع بين فكر الخارج ورصاصة الداخل سوف يظل موجودا. رحيل نظام الأسد ليس بداية ـ بالضرورة ـ للحل، ولكن سوف تعقبه تحديات وإشكاليات أكبر من القدرة على التعامل معها.

 

لا ينبغي لبشار الإفلات من المساءلة

داود البصري/السياسة

دماء الشعوب الحرة ليست مياها ثقيلة, وحقوق الشعوب ليست مجرد مزحة, والجرائم البشعة والشنيعة ضد الجنس البشري لا تعرف المجاملة ولا يسقطها التقادم, بل أن دماء الأحرار والمعذبين والشهداء تظل أبد الدهر عن الثأر تستفهم, ومافعلته قوات وعصابات وشبيحة بشار من مجازر وتصفيات وحملات إرهاب جنونية ضد الشعب السوري الحر هو من ملفات الجرائم الدولية الكبرى والتي لا ينفع او يستقيم معها أية مساومات أو تنازلات أو صفقات تسوية تتيح للمجرم الإفلات من جريمته لتضيع مع هروبه دماء الشهداء وآهات الثكالى والأرامل. الشعب السوري الحر برجاله الشجعان الذين صرعوا الهزيمة وأبرزوا المعنى الحقيقي للفروسية والرجولة وبحرائره المضحيات الصابرات الشهيدات, لن يقبل أية صفقة مشبوهة تشمل العفو عن المجرم وعصابته وأنصاره, وحتى الدول والجماعات التي أيدته وناصرته وقدمت له الدعم اللوجستي والمادي لقتل السوريين كالنظام في إيران أو تلكم الأحزاب العميلة الراضعة من أثداء الحقد الشعوبي المريض الذي سيتهاوى كالعصف المأكول. محاكمة النظام السوري المجرم ينبغي أن تكون تاريخية وشاملة لبقايا الفاشية في الشرق القديم لأنها محاكمة مرحلة كاملة من التدمير الذاتي ومن النهب السلطوي المنظم, ولقد أثبت بشار بأنه أسوأ كثيرا من أبيه الذي أسس نظام القتل والجريمة, فالسلالة الدموية الحاكمة لا بد أن تقف أمام منبر العدالة وفي قفص الاتهام ويكون خصمها الشعب السوري بأسره بمن فيهم الطائفة العلوية التي ارتكب النظام من الجرائم بحق العديد من رموزها ما يشيب لهوله الولدان, مرحلة القصاص العادل من المجرمين والقتلة تتطلب تضامنا شعبيا سوريا واسعا ورفضا شاملا لكل محاولات تهريب النظام وإفلاته من قبضة العدالة والتاريخ. محاكمة بشار سوف لن تكون كمحاكمة صدام فئوية وضيقة وفاشلة خلطت فيها الأوراق وغابت عنها الحقائق وتخللتها الفوضى وتآمرت على تاريخ العراقيين عبر التركيز على مسائل فرعية وترك الغوص في المسائل الجوهرية, ثم ان السوريين سيحققون بأيدي رجالهم الأبطال عدالتهم, وسيفرضون منطقهم, وليس عبر أي طرف دولي آخر لا يريد الخير للشعب السوري بل لمصلحته وأجندته الخاصة, وعظمة الثورة السورية وتألقها تنبثق من حقيقة اعتمادها الكلي على سواعد أبطال سورية الحرة من الرجال البهاليل الذين لا يخشون الموت ويطلبونه من أجل أن توهب لشعبهم الحياة الحرة الكريمة, ورأس النظام وإثر فشل كل الوساطات الدولية يعيش وضعا منعزلا وقلقا يلفه الخوف من المصير والمنقلب الأسود لذلك لم يعد يأبه لأعداد قتلى وشهداء الشعب, بل إنه وإمعانا في الانتقام وبعد أن فشل فشلا ذريعا في وأد الثورة وإجهاضها لم يعد يمتلك من حلول سوى محاولة استئصال أكبر عدد ممكن من السوريين, وفي ظل مراقبة دولية مؤسفة وتواطؤ مفضوح وإجرامي من الحليف الروسي الذي سيدفع غاليا ثمن التآمر على دماء السوريين, فالأحرار لن ينسوا ثأرهم وفقا لعدالة الأرض وقيم السماء ايضا. لقد وصل استنزاف الدم السوري لحالة مزعجة وغير مسبوقة في التاريخ الحديث, ولقد تحرك الغرب بأسره ضد جرائم الصربي سلوبودان ميلوسوفيتش ضد أهل البوسنة ولقنوا بلغراد درسا تاريخيا في معاقبة المعتدي, ولكن نفس الغرب لايقدم, للأسف, للسوريين سوى معسول الكلام ويكتفي بإحصاء الجثث ومتابعة نشر فيديوهات الرعب والتعذيب والقتل الشامل لشبيحة بشار ضد عموم الشعب, إنه انقلاب المفاهيم وسياسة المعايير المزدوجة في التعامل مع انتفاضات الشعوب. كل يوم يمر والنظام السوري مستمر بالحياة معناه تقديم أرواح مئات السوريين من دون داع, فبشار مهما أدمن في إجرامه, ومهما ابتعد كثيرا في وسائل القمع والاستئصال فإن نهايته حتمية ولن تنفعه كل مقويات ومنشطات وأسلحة ودولارات الولي الإيراني الفقيه وغلمانه الإقليميين الذين سينهارون بعد انهياره الحتمي كأحجار الدومينو. ربيع الحرية الشرقي المقدس لم يعد يتسع لبقاء الطغاة وعربدتهم ودجلهم, وعقاب الشعب السوري لجلاديه سيكون تاريخيا وعبرة لمن يعتبر, فترقبوا النهاية العاصفة للنظام الأسدي, فلا صوت يعلو فوق صوت الشعوب الحرة, وستتدحرج رقاب الطغاة وقتلة الشعوب.

كاتب عراقي

 

توقعات باستدعاء نصر الله ونعيم قاسم إلى لاهاي للشهادة/ضغوط لضم ملفات اغتيال الحسن واستهداف جعجع وحرب للمحكمة الدولية

حميد غريافي/السياسة

تضغط الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وايطاليا ودول عربية, على الجهاز القضائي الدولي في الامم المتحدة, المشرف على تأسيس المحكمة الدولية الخاصة بلبنان, من اجل ضم اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اللواء وسام الحسن, ومحاولتي اغتيال زعيم حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والوزير السابق النائب الحالي بطرس حرب.

ونقل أحد كبار اعضاء اللوبي اللبناني في الولايات المتحدة, عن ديبلوماسي بريطاني في الامم المتحدة توقعه أن "ترتفع حدة الاحتقان الداخلي في لبنان كلما اقترب موعد بدء جلسات المحكمة الدولية في لاهاي في مارس المقبل لمناقشة الاتهامات والمعلومات والاعترافات الموجهة ضد عناصر "حزب الله" الاربعة الذين ترددت انباء اعلامية واستخبارية لبنانية ودولية بأن بعضهم شارك ايضا في اغتيال الصحافي سمير قصير ورئيس الحزب الشيوعي الاسبق جورج حاوي بعد اغتيالهم رفيق الحريري, كما شارك في اغتيال وسام الحسن, وقد يكون ايضا وراء محاولة اغتيال جعجع في مقر اقامته بمنطقة معراب".

ونقل الديبلوماسي البريطاني عن مسؤولين في القسم القانوني التابع للأمانة العامة للأمم المتحدة توقعهم أن "تصدر المحكمة الدولية احكامها بالعقوبة القصوى على المتهمين الاربعة من "حزب الله" الوحيدين حتى الآن, وهي عقوبة المؤبد, في نهاية هذا العام 2013 او في الاشهر الثلاثة الاولى من السنة المقبلة, وذلك بسب كثافة الشهادات والمعلومات التي تزيد على اربعة آلاف صفحة وضخامة عدد الشهود, وعندها, اذا استمر نصرالله برفض تسليم المتهمين, ستجد دول الاتحاد الاوروبي نفسها مضطرة لإدراج "حزب الله" على لائحة الارهاب الاوروبي- الدولي بعد تمنع استمر حتى الآن, رغم إلحاح الولايات المتحدة على ضرورة هذا الادراج".

وذكر مسؤولو القسم القانوني في الامم المتحدة ان هناك اكثر من 220 شاهدا لبنانيا وغير لبناني مازالوا مجهولي الهوية بعدما أحاطتهم المحكمة بسرية مشددة قد تؤدي شهادات بعضهم الى حمل القضاة الدوليين والادعاء العام الدولي في القضية على استدعاء حسن نصر الله ونائبه نعيم قاسم ومدير امنه رفيق صفا, وعدد من قادة الصفين الاول والثاني في الحزب للشهادة, وفي حال رفضهم وهم ليسوا مجهولي الاقامات, كما الاربعة الاخرين, فإن مذكرات جلب واعتقال ستصدر بحقهم ما من شأنه حدوث تفجير واسع في لبنان قد يشق الطريق الى فتنة مذهبية شاملة بين الحزب الشيعي والاحزاب والتيارات السنية ذات الكثافة السكانية في البلاد".

وأماط الديبلوماسي البريطاني اللثام عن اقدام جماعات مستقلة عن "حزب الله" او مرتبطة به في اوروبا وافريقيا, على "محاولات متكررة لرشوة موظفين في المحكمة في لاهاي للحصول على اسماء بعض الشهود السريين وعلى عدد ممن سيشهد من مئات الشهود الاخرين ضد عناصر "حزب الله" الاربعة, ليصار إلى الاتصال بهم وترهيبهم مع عائلاتهم, الا ان هؤلاء الموظفين ابلغوا مسؤوليهم بالأمر حيث ثم اعتقال اثنين احدهما لبناني والثاني مصري في هولندا اعترف بتبعيتهما ل¯"حزب الله" في بيروت وبماهية مهتمها في الحصول على معلومات عن الشهود".

ونقل قيادي اللوبي اللبناني عن الديبلوماسي البريطاني قوله ان "هناك عشرات الشهود بينهم ضباط امنيون وقادة كوادر حزبية منشقة عن "حزب الله" و"حركة أمل", ومواطنون سوريون عمل بعضهم في الاجهزة الامنية سابقا للنظام ثم غادروا سورية مع عائلاتهم وهم الآن محميون من المحكمة في اماكن قريبة منها في هولندا ودول مجاورة وفي لبنان والاردن وابوظبي ودبي وقطر, ادلوا بشهادات تدين قادة امنيين في سورية بعضهم عمل في استخبارات بلاده في لبنان, بينهم صهر بشار الاسد المدير السابق للاستخبارات العسكرية آصف شكوكت الذي اغتيل العام الماضي في مقر الامن القومي بدمشق والمدير الحالي لمكتب الامن القومي علي مملوك, وشقيق الرئيس السوري ماهر الاسد واثنان من ابناء خاله من آل مخلوف, وعدد من رجال أمن في الصفين الأول والثاني الذين توالوا على مناصب استخبارية في لبنان قبل انهاء الوجودين السوري العسكري والامني لهذا البلد العام 2006".

وقال الديبلوماسي ان هناك عشرات الشهود ايضا قدموا شهادات ومعلومات الى لجان التحقيق الدولية التي نقلتها الى ادعاء المحكمة في لاهاي, تشمل ادوار الضباط اللبنانيين الامنيين الاربعة الذين اعتقلوا لارتباطهم باغتيال الحريري بطلب من رؤساء تلك اللجان طوال اربع سنوات, اذ ان المحكمة لم تسلم احد هؤلاء الضباط المتهمين وهو اللواء جميل السيد اي وثيقة متعلقة بالشهود المغمورين ضمن مجموعة اخرى من الوثائق الثانوية, كما تشمل تلك الشهادات رئيساً سابقا للبنان وسبعة وزراء سابقين وحاليين, واحد عشر نائباً سابقاً وحاليا وعدداً من قادة الاحزاب والتيارات المؤيدة لسورية وايران".

 

بريح تعود و"بيت ضيعة" جديد بني وقريباً كنيستان ولجنة العودة رحّبت بخطوة جنبلاط

منال شعيا/ بريح... تلك القرية الشوفية، لطالما كانت العنوان الاساسي في ملف التهجير، ولطالما سرق "بيت الضيعة" الاضواء في ملف طال عمره وازمته. امس، اختار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط بكركي ليعلن ان "التعدي ازيل من بريح"، مقفلا بذلك ملف التهجير في الجبل. لعلّها ليست مفارقة اختيار المكان لاعلان هذا التصريح، وايضا ليست صدفة ان يعلن جنبلاط نفسه هذا الخبر. اللافت ان هذا الاعلان اتى بعد مصالحة شهيرة جرت في قصر بيت الدين في صيف 2010. اذاً ما هي قصة "بيت الضيعة"، وما هي المراحل التي قطعت في الآونة الاخيرة للوصول الى الحل الذي اعلنه جنبلاط امس؟

حكاية بريح

تهجّرت بريح على مرحلتين، وباتت على مر الاعوام خارج الزمن، وحتى خارج اهتمام المسؤولين، باستثناء بعض التصريحات من هنا وهناك. تارة للمزايدة وطورا لتصفية حسابات سياسية بين بعض الاطراف.

انتظر اهالي بريح العودة منذ 21 آب 1977. هي أعوام طويلة تبدّل فيها الكثير، حتى القرية نفسها شاخت. وزراء تعاقبوا وبقي الكلام هو هو: "بريح تنتظر الاموال ومعالجة ذيول بيت الضيعة". هذه المعادلة حفظت عن ظهر قلب، ورددتها "اسطوانات" المسؤولين مرارا، الى ان تبدّل المشهد، اقله في الشكل، في 28 آب 2010. يومذاك، وفي قصر بيت الدين، رعى رئيس الجمهورية ميشال سليمان وجنبلاط مصالحة بريح.

في هذا اليوم ايضا، اعلن جنبلاط ما كان يدركه جيدا، انطلاقا من كونه ابن الجبل، فقال: "نريد ان نعيش معاً. الى اين سنذهب؟ سنعيش بعضنا مع بعض. اذا كنا نريد الافتراق، فالمستقبل لن يكون لكم ولا لنا. نضمحل ونتبخر، ومعاً بوحدتنا نعزز ما تبقى من وحدة الجبل. انتبهوا الى هذا جيداً. انسوا الماضي".   

والماضي في بريح لا يزال راسخاً عبر البيوت والكنائس والمساجد المهدّمة وأهلها الممزقين بين المدن، وشبابها الذين ولدوا خارج ارضهم، فحرموا حتى تكوين ذاكرة لهم من بلدة آبائهم.   

بدأت القصة في آب 1977 حين وقعت المجزرة في كنيسة مار جرجس، فترك عدد من الاهالي القرية، وبقيت الغالبية حتى عام 1982، عام التهجير النهائي. ونتيجة التهجير، وقعت التعديات على عدد كبير من الاملاك، وكان التعدي الاكبر: "بيت الضيعة" الذي شيّد عام 1991، اي بعد نهاية الحرب، على مسافة امتار من كنيسة مار جرجس، حيث كانت مدرسة بريح الرسمية، وتحديدا على ستة عقارات تعود الى ثلاث عائلات مسيحية هي عدوان وكوكباني وحسون. من هنا، باتت حكاية بريح مرادفة لقصة "بيت الضيعة" الذي شكل المفتاح الاساسي لأي عودة.   

"بيت ضيعة" جديد

ومرّت الاعوام حتى آب 2010 حين وقع بروتوكول المصالحة، وعهد بواقع "بيت الضيعة" القائم حاليا، الى المستقبل، بعدما اشتريت أرض لبناء بيتٍ جديد، في محاولة لمحو آثار الحرب والتهجير وازالة اي عامل نفسي او مادي قد يؤثر سلبا على العودة وعلى أهل بريح، مقيمين وعائدين.   

وهذا ما حدث. قبل نحو شهر، انتهى بناء "بيت الضيعة" الجديد، وبدأت ازالة البيت القديم، حتى اعلن جنبلاط امس "ازالة التعدي" نهائيا.

وعلى مقلب العائدين، بدأت الاجتماعات تتوالى داخل لجنة العودة الى بريح، وعلى الفور، رحب عضو اللجنة كريم لحود عبر "النهار" بموقف جنبلاط، ووصفه "بالخطوة الجبارة". وقال: "منذ ليل (اول من) امس، بدأت الملامح الايجابية وجاء الاعلان من بكركي لنقفل هذا الملف الموجع".

وكشف ان "الاسبوع المقبل سيشهد لقاءات مع (الرئيس) سليمان والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وجنبلاط، لشكرهم على هذه الخطوة".

وبعيدا من المصالحة، ثمة مسألة ملحة هي التعويضات. لذلك، لمح لحود الى ان "مبلغ الـ30 مليون ليرة المخصص للتعويضات لم يعد ينفع، ولا بد من اعادة النظر فيه".

اما الاب سامي شلهوب، ابن بريح، والذي تهجر منها قسرا وفقد الكثير من اهله واحبائه، فينتظر ان يعود الى بلدته ويقيم القداس في بريح.

هو يشكر سليمان وجنبلاط ويقول: "الحق يعود اليوم الى اصحابه، وذيول الحرب تنتهي مع الحرب نفسها. اليوم، موضوع بريح انتهى، ولا تزال تنقص الترتيبات لتحديد التعويضات".

ويوضح ان "لقاء قريبا سيرعاه سليمان والراعي وجنبلاط في بريح، يجري خلاله افتتاح بيت الضيعة الجديد وفي الوقت عينه وضع حجر الاساس لكنيستي مار جرجس ومار الياس اللتين هدمتا، بهدف ترسيخ اللحمة بين جميع اللبنانيين". ومن المتوقع، ان يعقد اجتماع قريب في وزارة المهجرين لمباشرة درس ملف التعويضات، فيما لا تزال بلدتا عبيه (قضاء عاليه) وكفرسلوان (قضاء بعبدا) تنتظران العودة.

انما ابعد من المصالحات وازالة التعديات، يبقى التحدي الاكبر عند المسيحي نفسه، وسط ظاهرة بيع الاراضي والتخلي عن البيوت وتغيير هويات البلدات والقرى. التحدي هو ان يصمم على العودة لا ان يترك ارضه، ثم يعود و"يغدق" سيلا من الحجج والتبريرات التي لا تنتهي ولا تفسر بمنطق، لأن من كان يطالب بالعودة الى ارضه، عليه اقلّه، الا يتخلى عنها حين تعود اليه.

 

معلومات أمنية: مخططات لتشويه صورة النازحين ونسب أعمالها الى مجموعات متطرفة بما يشبه مخطط سماحة - مملوك 

تتفق الأجهزة المعنية في الدولة اللبنانية على أن العدد الإجمالي للنازحين السوريين والفلسطينيين من سوريا إلى لبنان يبلغ 300 ألف ومن ضمنهم نحو 14 ألف فلسطيني ومن بينهم 170 ألفاً فقط مسجلين من قبل منظمات الأمم المتحدة. ويتوزع هؤلاء النازحين بنسبة 40 % في الشمال و30% في البقاع والباقون يتوزعون على بيروت وجبل لبنان والجنوب. وتشير الأجهزة المعنية الى أن غالبية هؤلاء النازحين دخلوا عبر المعابر الشرعية مع سوريا وأن الذين دخلوا بطرق غير شرعية لا تتوفر إمكانية لإحصائهم، كاشفة أن التحقق الأمني من وضع أي نازح صعب حالياً لأن التنسيق بين الأجهزة الأمنية في لبنان وسوريا شبه معدوم. واوضحت هذه الأجهزة أن النازحين يواجهون اخطارا امنية ابرزها تخوف من استغلال جماعات متطرفة لهم وتشكيل خلايا نائمة تتحرك لاحقاً، وعدم تمكن الدولة والمنظمات المعنية من تأمين استمرارية العيش لهم فيعمدون لتأمينها بطرق شرعية أو غير شرعية، إستغلالهم من قبل بعض الجهات في عمليات غير شرعية كتزوير جوازات السفر مثلاً. في المقابل، تتداول أجهزة أمنية لبنانية معلومات تقول بأن مجموعات مسلحة موالية لنظام بشار الأسد، وعدد أفرادها بالعشرات دخلت إلى لبنان وتمركزت في منطقة لبنانية شمالية ذات غالبية مسيحية وهي تنسق مع بعض الجهات السياسية في تلك المنطقة. وبحسب المعلومات للـLBCI، فان هذه المجموعات مكلفة بتشويه صورة اللاجئين السوريين من خلال استخدامها في أعمال أمنية في مناطق مسيحية تُنسب لمجموعات إسلامية متطرفة وهو ما يشبه الحديث عن تفجيرات مزعومة للقاعدة في الشمال قبل أن يتم إفشال مخطط سماحة - المملوك لتفجيرات في تلك المنطقة.

وتشير أجهزة أمنية الى ان هذه المعلومات يُمكن اعتبارها إخباراً تتحرك بموجبه النيابة العامة والقوى الأمنية.

 

علي عبد الكريم السفير الشبيح  لـ"المنار": أنا لم أتجاوز الأعراف الديبلوماسية وأتمنّى من المنتقدين أن يجلبوا لي دليلا على اتهاماتهم    

السفير السوري علي عبد الكريم علي لـ"المنار": أنا لم أتجاوز الأعراف الديبلوماسية وأتمنّى من المنتقدين أن يجلبوا لي دليلا على اتهاماتهم، بل على العكس، فأنا لم أتعرّض لأحد من الوزراء والنواب وأحترم الجميع على رغم انتقاداتهم، وفي ما يتعلق بالتصرف السوري تجاه سفير لبنان في دمشق فلكل بلد خصوصية يتصرف على اساسها مع السفراء.

 

ثورة الرغيف الثانية بوجه الحكومة: السعر إلى ازدياد بدءاً من مطلع شباط 

خالد موسى/موقع 14 آذار

قد لا يكون التوقيت مناسباً في هذه الفترة لرفع الدعم عن الطحين، وبالتالي عن رغيف الخبز الذي يعتبر أنه قوة الفقراء قبل الأغنياء، ففي ظل طلب أصحاب الأفران بزيادة كمية الطحين المدعوم بفعل ازدياد الطلب على الخبز لوجود عدد كبير من النازحين السوريين في لبنان، اضافة الى تهريب كميات كبيرة من الخبز الى سوريا، خصوصاً بعدما لم يسلم أي مخبز من المخابز السورية من بطش النظام، استفاقت الدولة اللبنانية على سرقة رغيف الخبز من المواطن من جديد، ورفع ثمن الربطة بعدما عمدت في السابق الى تخفيض وزنها إلى ما دون 900 غرام بدلاً من 1500غرام.

قرار الحكومة برفع الدعم يترافق مع أوضاع إقتصادية وإجتماعية سيئة يعيشها المواطن اللبناني نتيجة فساد وزراء الحكومة وتكريس الوزارات لمصالحهم الخاصة، أدت إلى خراب لبنان وتدهو اقتصاده.

بشارة : رفع الدعم سيدفع سوق الخبز الى فوضى عارمة

وفي هذا السياق، رأى الأمين العام لاتحاد نقابات أصحاب الأفران أنيس بشارة، في حديث خاص لموقع "14 آذار"، أن " الأفران اليوم تحتاج الى كمية اضافية من الطحين، اضافة الى الكميات المدعومة التي تعطى للأفران من قبل الدولة، فهي تحتاج الى أكثر من 21 ألف طن شهرياً من الطحين مع تزايد الطلب على الخبز بينما الدولة تعطي الأفران فقط حوالي 17 ألف طن في الشهر، وهذه الكمية لا تكفي الأفران في ظل هذا الوضع".

ولفت إلى أن "الأفران اليوم تشتري الكميات التي تحتاجها من حسابها الخاص وبأسعار غير مدعومة وتبيعها بحسب سعرها الأساسي لتلبية طلبات المواطنين المتزايدة من الأفران، لأن الطلب يفوق الكميات التي تقدمها الحكومة".

وكشف عن انه "سيكون هناك اجتماع قريب مع وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس من أجل طلب زيادة الكميات التي تقدمها الدولة الى الأفران، وكذلك للتباحث في موضوع رفع الدعم عن الطحين وبالتالي عن سعر ربطة الخبز".

رفع الدعم وحرية السوق

وعن تأثر جودة انتاج الأفران في حال رفع الدعم عن الطحين، اعتبر بشارة أن "في حال تم رفع الدعم عن الطحين يصبح هناك حرية في السوق، حيث يستطيع الفرن شراء الكميات التي يريدها بحرية تامة ويخبزها، وبالتالي لا يوجد كميات محددة كي تلتزم بها الأفران"، مشيراً إلى أن "وزارة الاقتصاد تقوم بدعم كمية محددة من الطحين في المطاحن وتوزعهاعلى الأفران، وهذه الكميات مخصصة فقط للرغيف العائلي أي الحجم الكبير منه، ومن الأساس نحن متفاهمون مع الوزير باننا نقوم بشراء 20 و25% من الخبز غير المدعوم يعني الخبز الصغير والوسط وهذا الرغيف لا يتدخل وزير الاقتصاد بتسعيرته بل كل فرن يسعره كيفما يشاء، لأن هذا الرغيف حسب الطلب وحسب الرغبة. ولكن الرغيف المدعوم هو الرغيف الكبير أي ربطة 900 غرام التي تباع بسعر 1500 ليرة والـ1200 غرام تباع بـ 2000 ليرة".

المحاولات السابقة لرفع الدعم

وعن المحاولات الأخرى لرفع الدعم، لفت الى أن"وزارة الاقتصاد رفعت منذ حوالي 8 أشهر أي في نيسان من عام 2012، اسعار الطحين وكي لا يزيد من سعر ربطة الخبز تم خفض وزن الربطة حوالي الـ100 غرام، وهذا ما قامت به وزارة الاقتصاد ولسنا نحن لأنها دخلت في موضوع الدعم وهي غير قادرة على دفع مبالغ اضافية على سعر الطحين نتيجة ارتفاع أسعاره عالمياً".

وأشار الى أنه "في حال تم رفع الدعم عن الطحين ستعود ربطة الخبز الى ما كانت عليه اي الى 12 رغيف ولكن سعرها سيتغير وبالتالي يصبح هناك حرية تصرف لدى الأفران تحت شرط واضح ومحدد بأن يضع صاحب الفرن وزن الربطة وسعرها، وبالتالي سيصبح هناك فوضة عارمة بتسعير ربطة الخبز، عندها لا يصبح هناك سعر محدد لربطة الخبز كما هو موجود اليوم".

أسباب رفع الدعم

وأوضح الى أن"هناك خطين لهذه المشكلة: الخط الأول ازدياد نسبة الطلب على الخبز نتيجة وجود عدد كبير من اللاجئين السورين في لبنان، خصوصاً في البقاع وفي الشمال فضلاً عن الطلب المتزايد على الخبز من الداخل السوري، أما الخط الثاني فهو ارتفاع أسعار القمح عالمياً وبالتالي ستخفض الدولة حجم الربطة وهذا لم يعد ممكناً القبول به أو رفع الدعم عن الطحين"، متمنياً على الدولة أن "لا ترفع الدعم عن سلعة أساسية ومهمة كرغيف الخبز لأنه يشكل قوة الفقراء قبل الأغنياء".

 

كارلوس إده.. آخر العنقود؟

السفير - ايلي القصيفي: كلما اتصلت بمنزل كارلوس إده لطلب موعد للقائه تجد نفسك تسأل، قبل الافصاح عن داعي الاتصال: هل العميد هنا أم مسافر؟ هذا الشكّ المسبق بوجود العميد في لبنان، لا يردّ إلى يقين بإقامته وقتاً طويلاً في الخارج ـ علما بأنّه يقيم في بيروت 11 شهراً في السنة ـ بل إلى محاكاة صورة «الخارج» في الرجل. ارتفاع الباب الحديدي عند مدخل البيت الذي شيدّه الرئيس إميل إده في العام 1938، لا يعني أن كارلوس إده يريد بالضرورة أن يذهب مذهب جدّه وعمّه العميد ريمون إده في الزعامة. لا يريد الرجل أن يعمل «جمّالاً»، مهما ارتفع باب البيت. يريد عميد «الكتلة الوطنية» أن يكون رجلاً سياسياً وليس زعيماً سياسياً. كل شيء في منزله في الصنائع يدّل على ذلك: لا حرّاس معقودي الحاجبين، لا وشوشات نساء في المطبخ، ولا رجال يذهبون جيئة وإيابا في الحديقة الخارجية. هدوء يعمّ المكان، كأن الداخل إليه يعبر من زمن إلى زمن. وحده نباح كلب الحراسة، وضحكات العاملة الأجنبية على الزائر الخائف منه، يخرقان هدوء المكان.

في معرض حديثه عن تجربة إقامته في لبنان، يرى اده أن «العادات في لبنان ثقيلة جداً. هنا تشعر بأنّك مراقبٌ، وأنّ عليك أن تلعب الدور مثلما يطلب منك أن تلعبه، وإلا أصبحت خارج اللعبة». يتحدث كارلوس بانزعاج عن «ميل اللبناني إلى التدخل في حياة سواه، ناهيك بقوله شيء في العلن وفعله عكسه بين أربعة جدران. ولا ننسى التمييز اجتماعياً وقانونياً بين المرأة والرجل». لكنه، في المقابل، يتحدث عن تعلقّ عاطفي بمزرعته في بلدة عانا البقاعية التي استصلح أراضيها، و«بالبيت، والمناخ، والمأكولات اللبنانية (يضحك)، والأصدقاء. كلما كبرت تعلقت أكثر بذكريات طفولتي».

لا يبدو عميد «الكتلة الوطنية» مستعداً للانخراط أكثر في «اللعبة اللبنانية»، اجتماعياً، أو هو يريد الانخراط بحدود يرسمها بنفسه، ولا تدفعه إليها السياسة. عند هذه النقطة تحديداً، تتضح معادلة الحضور ـ الغياب التي يبدو أن العميد أراد إرساءها منذ عودته إلى لبنان في العام 2000. مثّل جبل لبنان بعاداته وتقاليده تاريخياً، مركزية سياسية بالنسبة إلى آل إده. بنى إميل إده، ونجله ريمون، زعامتهما في جبل لبنان، مع محاكاتهما دائماً نمطاً مدينياً في الاجتماع والسياسة. استطاع كارلوس اده أن يحافظ على رابط سياسي مع الجبل، بالرغم من إبقائه علاقته مع عاداته السياسية والاجتماعية في حدودها الدنيا.

عند سؤاله عمّا إذا كان نادماً على مجيئه إلى لبنان، يجيب إده، بعد تردّد: «لا، مع أنني لم أكن أتوقع أن أواجه هذا الكم من الصعوبات. جئت لأؤمن استمرارية الحزب. لكنني اكتشفت، مع الأسف أن لا إمكان لاستمراره من دون شخص من بيت إده. لكننّي فخور بما استطعت تحقيقه في سبيل سيادة لبنان. لقد أدخلت أفكاراً ومعاني جديدة، على الحياة السياسية اللبنانية».

س - هل تحضر أحد ولديك لمتابعة مسيرة البيت السياسية؟

ج - لا بالتأكيد. لا أؤمن بالوراثة السياسية، مع أنني جئت إلى السياسة بالوراثة. ليس الانتماء إلى بيت سياسي ما يعطي مشروعية للعمل السياسي وإنما كفاءة الشخص وأخلاقه. قد يكون السياسي الجيد سليل بيت سياسي، وقد لا يكون».

يتجنبّ العميد الحديث عن حاضر حزب «الكتلة الوطنية». يبدو مهتماً بماضي الحزب أكثر منه بحاضره وبالتالي بمستقبله. يفتخر بتاريخ أسلافه، ويتحدث عن خاصية فريدة لديهم، وهي «رؤيويتهم وبعد نظرهم، ليس لأنّهم فوق المعدل، بل لأنهم غلبوا دائماً المصلحة العامة على المصلحة الشخصية، ودفعوا أثمانا كبيرة جراء اتخاذهم مواقف تنسجم مع قناعاتهم وإن كانت غير شعبية».

من هنا ينطلق كارلوس إده في الحديث عن السياسة. يقول: «لقد رفضت التحالف مع العماد ميشال عون في انتخابات العام 2005 لأنني كنت عارفاً إلى أين هو ذاهب». الفكرة الأساسية التي يدافع عنها راهنا هي أن «لبنان يخضع منذ مدّة لاحتلال إيراني». برهانه على ذلك هو أن «إيران هي من يعين قيادة «حزب الله»، وهي من يمدّه بالسلاح والمال، ناهيك بأنّ عقيدة الحزب إيرانية. ألم يقل (قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني العميد قاسم) سليماني ان هناك عناصر من «حراس الأرز» (يقصد «الحرس الثوري») في لبنان؟».

تسأله: ألا ترى أنّ الخطر يكمن في صعود الحركات الأصولية في لبنان؟ يجيب: «أنا علماني، وهدفي أن أرى التيارات المدنية في لبنان أكثر قوة مما هي عليه حالياً. لكن صعود التيارات الأصولية، ومنها ظاهرة الشيخ أحمد الأسير، هو ردّة فعل على سياسة «حزب الله» الذي جعل اسمه مرادفا لكلمة المقاومة، كأنّه وحده من قاوم وسيقاوم في لبنان. وهذا ما يعطي مشروعية لنشوء مقاومات أخرى في البلد. وحده بناء الدولة المدنية القوية يجنبنا خطر التطرف، علماً بأنني مع أن تتمثل التيارات السياسية الاسلامية، سواء «حزب الله» أو سواه، في البرلمان وفق حجمها التمثيلي».

في معرض انتقاده سياسات «قوى 14 آذار» «التي غالباً ما تكون دون مستوى تطلعات جمهورها»، يؤكد العميد أن رفضه التنازلات التي أقدم عليها حلفاؤه لا يعني أنّه يرفض «مبدأ التسوية، لكن التسوية تكون مع أشخاص يلتزمون بما يتعهدون به».

بالنسبة إليه «لا خصم دائما في السياسة ولا حليف دائما. في السياسة هناك أهداف. من يؤمن لك الوصول إلى تلك الأهداف تتحالف معه». يقول: «14 آذار أخذوا خطابهم من الكتلة الوطنية. هم أتوا الينا، ومع الأسف لا يذكرون اسم ريمون اده في معرض تعدادهم لمن ناضلوا ضد الوجود السوري في لبنان، علماً بأنّ بينهم من طالب بدخول سوريا إلى لبنان في بدايات الحرب».

س - من هم الأقرب اليك في «14 آذار»؟

ج -  والدي (الوزير والنائب السابق) بيار إده (يبتسم).

س - هل تلتقي النائب وليد جنبلاط؟

ج - هناك علاقة عائلية قديمة مع وليد جنبلاط، وهناك «معزّة»، لكننا لم نجتمع منذ اتفاق الدوحة. ألتقيه في مناسبات اجتماعية.

يرى كارلوس إده أنّ «الربيع العربي» سيتمخض عن «حقبة اسلامية، لكنها لن تستطيع التجاوب مع مطالب الناس، ما سيجعل الدول العربية أكثر نضجاً. لا يستطيع أي كان أن يبقى منغلقاً على نفسه في ظلّ الثورة التكنولوجية التي نعيشها. طبيعة الناس في منطقنا لا تميل إلى التطرف، وهذا ما سيظهر بعد وقت».

س- هل تخاف على المسيحيين في الشرق من «الحقبة الاسلامية»؟

ج- سنشهد تراجعا إضافيا لموقع المسيحيين في المنطقة، بسبب الهجرة وعدم التوازن الديموغرافي. هذا لا يخيفني، إذ لا يمكن الخوف من شيء طبيعي. ما يقلقني هو أن يتخلى المسيحيون عن الدور الذي لعبوه خلال السنوات المئتين الأخيرة في التعليم ونشر الأفكار. وهناك مسلمون كثيرون يجدوننا ضمانة ضد التطرف الذي لا يريدونه.

غالباً ما يقيس اللبنانيون «لبنانية» كارلوس إده على مقياس تأرجح لغته العربية. قد يسأل بعضهم كيف أنّ الرجل لم يتعلم العربية جيداً بعد، على الرغم من مرور 12 عاماً على إقامته الدائمة في لبنان. الجواب هو أنّ كارلوس إده يكتفي بهذا القدر من العربية، ولا يبدو أنّه سيبذل جهداً إضافياً لاتقانها. تأرجح لغته العربية، أو محدوديتها، يتماثل، مع حدود حاجته إليها، أي إمكان ايصال فكرته مفهومة إلى الناس. وهو حتى الآن ينجح في ذلك.

تغادر منزل كارلوس إده في الصنائع وقد أعياك النزوع إلى اسقاط الماضي على الحاضر.

 

هكذا انسحب العبسي بعد فشل خطته للسيطرة على الحكمة!

أعلن رجل الأعمال العوني وديع العبسي انسحابه من دعم نادي الحكمة، وهو أساسا غير مرتبط بأي عقد موقع مع النادي، ومارس بالتالي حريته بالانسحاب ساعة أراد هو من دون أن يكون للنادي أي حق عليه!

ماذا جرى في الساعات الأخيرة؟ ولماذا قرّر العبسي الانسحاب؟

في التفاصيل التي توافرت لموقع "القوات اللبنانية" أن ليل الجمعة- السبت (4-5 كانون الثاني 2012) كانت حاسمة. فبعد سلسلة مشاورات، وبعدما عقد المرشح العوني في الأشرفية، والذي كان العبسي فرضه رئيسا لمجلس أمناء نادي الحكمة، اجتماعا لمجلس الأمناء ومن ثم مؤتمرا صحافيا للهجوم على "القوات اللبنانية"، عُقد اجتماع ليلا بين عبس واللجنة الإدارية للنادي الأخضر، اتصل خلاله رئيس النادي بالمهندس عماد واكيم طالبا منه الانضمام الى الاجتماع في محاولة لإيجاد مخارج.

واكيم الذي كان في معراب لم يتردد في النزول الساعة 11 ليلا الى الأشرفية وانضم للاجتماع حيث حصل اتصال هاتفي مع وديع العبسي من خلال هاتف المدرب قؤاد أبو شقرا الذي كان حاضرا الاجتماع. بنتيجة المحادثات أعلن العبسي نيته صراحة: اختاروا بيني وبين "القوات اللبنانية"... إما أنا وإما "القوات"!

ولما حاول أعضاء اللجنة الإدارية التوفيق أعلن عبس انسحابه من الاجتماع "لأن الأجواء غير مريحة"! هكذا انتهى الاجتماع الي رفض العبسي أي إطار للتوافق على دعم النادي الأخضر، مصرّا على ممارسة كل أنواع الابتزاز حتى اللحظة الأخيرة.

ويبدي متابعون للقضية استغرابهم لموقف العبسي، وهو الذي كان شجّع في البداية قيام "القوات" بالدعم والمساعدة ليتبيّن أن كلامه السابق كان محصورا بالمزايدة لرهانه بأن "القوات" لن تقدم على تأمين دعم مادي لـ"الحكمة" ما يسمح له بالمزايدة سياسياً. ولكن ما إن قام المهندس عماد واكيم بمسعاه وأمّن الدعم المطلوب حتى أيقن العبسي أنه خسر رهانه فحاول العرقلة بشتى الطرق.

وخلال مفاوضات سابقة بين العبسي وواكيم بحضور رئيس النادي إيلي مشنتف للبحث في وضع علامات عدد من الشركات الراعية على القمصان، حدث أخذ وردّ فسأل واكيد بموجبها العبسي: هل تريدنا أن نضع اسم موقعنا الالكتروني على القمصان" Lebanese-forces.com؟ فأجابه العبسي كلا أرجوك... عندها أجابه واكيم: حسنا فسنضع شعار "إذاعة لبنان الحر"... فهز رأسه العبسي ولم يرفض!

واستغرب المتابعون العرقلة المتتالية التي حاول العبسي القيام بها تباعا لعملية الدعم عبر شركات قريبة من "القوات"، ما يؤكد أن كل خلفية دعمه لنادي الحكمة كانت لأسباب سياسية وانتخابية، وهذا ما تجلى برفضه توقيع أي عقد ملزم مع النادي لإبقائه تحت رحمته والانسحاب ساعة يشاء، وهذا ما فعله بعد ظهر السبت 5 كانون الثاني 2013!

لكن مصادر مقربة من واكيم تؤكد أن الالتزام بنادي الحكمة كامل وسيتم العمل الحثيث مع مجموعة من الأصدقاء لتأمين الاستقرار المادي الكامل للنادي بعيدا عن أي مزايدات، وسيبقى النادي لجمهوره ومحبيه على امتداد مساحة لبنان من دون أن يحاول أحد فرض هيمنته على النادي الأخضر والذي سيبقى أخضر.

المصدر: فريق موقع القوات اللبنانية

 

"الاندبندنت": القاء القبض على محمد الظواهري في سوريا

المركزية- كشفت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية ان النظام السوري القى القبض على محمد الظواهري شقيق رئيس تنظيم القاعدة، في درعا جنوب غرب سوريا، حيث كان في اجتماع مع نشطاء المعارضة.

واشارت الصحيفة الى أن مسلحي المعارضة يؤكدون أن محمد الظواهري "كان في مهمة انسانية ولم يكن مسؤولا عن اي اعمال عنف. وقالوا إنه جاء ليقترح الالتزام بهدنة لتمرير المواد الانسانية".

ولفت التقرير الى ان ايمن الظواهري، الذي تولى زعامة تنظيم القاعدة اثر مقتل اسامة بن لادن، قال إنه من واجب كل مسلم الجهاد للقضاء على نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وكشفت الصحيفة أن جبهة النصرة، وهي جماعة مسلحة اسلامية على صلة بالقاعدة، اصبحت اكثر نفوذا في الصراع في سوريا وانها تحد من نفوذ المعارضين المسلحين الاكثر اعتدالا، وإن زعيمها ابو محمد الجولاني على اتصال مباشر مع الظواهري. واشارت الى انباء عن انضمام مسلحين اجانب للقتال في سوريا، ولكن ليس بأعداد كبيرة.

 

النائب السابق صلاح حنين: جهـود خجولة لإنتاج قانون انتخابي جديد

المركزية- اوضح النائب السابق صلاح حنين ان "قانون "الستين" لن يسمح بنشوء طاقات جديدة خارجة عن الاصطفافات بين قوى "8 و 14 آذار" وتتمتّع بالاستقلالية"، آملاً في ان "تتوصّل اللجنة النيابية المصغرة لبحث قانون الانتخاب، والتي تبدأ عملها بعد غد الاثنين الى آلية انتخاب جديدة"، معلناً تمسّكه "باحترام الاستحقاقات الدستورية". ورأى في حديث لـ"المركزية" ان "جهد الاطراف السياسية للوصول الى قانون انتخاب جديد مازال خجولاً"، كما انه لا ير"اي نيّة جدّية لذلك، او بروز اقتراح قانون يلقى موافقة كل القوى السياسية"، عازياً غياب النيّة الجدّية الى "عدم اكتراث الاطراف السياسية بمصلحة المواطن الذي يجب ان يكون هو الناخب لا السياسيون الذين يجبرونه على انتخاب ما يريدون". واعتبر ان "اذا لم يبرز اي شيء جدّي بالنسبة لقانون الانتخاب خلال هذا الشهر، فلا امكانية لاقرار قانون جديد، خصوصاً ان اي قانون يحتاج الى وقت كي يفهمه الناخب".

وقال رداً على سؤال "مما لا شك فيه ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط يحاولون اضفاء جوّ معيّن بهدف الابتعاد عن الاصطفاف الداخلي بين قوى "8 و 14 آذار"، ونامل ان تنتج عن هذا الجوّ طروحات قادرة على سلوك طريقها خارج هذه الاصطفافات"، لافتاً الى ان "قانون الانتخاب سيُساهم في إنشاء مثل هكذا جوّ او كتلة نيابية بعيدة من الاصطفافات".

اضاف "ان شكل قانون الانتخاب هو الذي سيخلق اما طاقات جديدة في المجلس النيابي خارج الاصطفافات واما يُسهّل الطريق في عودة المحادل الانتخابية الكبيرة". وختم حنين "آن الأوان للوصول الى النوايا الصافية، والرؤية والجرأة الوطنية والتوقف عن السير بعقلية المصالح الخاصة لان البلد مُنهك، كفى هدر مال البلد وشبابه وطاقاته، لقد آن الأوان ليقظة وطنية تصبّ في مصلحة المواطن والوطن ككلّ".

 

لقاء بعبدا الثلاثي وضع أسس الحل للانقسام السياسي/حوار الاثنين ألغي الى حين توافر التوافق/لقاء اميركي – روسي في نيويورك يبحث مخارج الازمة السورية

المركزية– وضعت خطوة الغاء جلسة هيئة الحوار الوطني التي كانت مقررة في 7 الجاري من دون تحديد موعد جديد للمرة الاولى منذ بدء الاجتماعات الحوارية، مصير الحوار في مهب الازمة الداخلية المتصاعدة، من طريق ربط هذا الالغاء بتوفير التوافق السياسي المفقود حتى الساعة والذي حال دون عقد ثلاث جلسات حوارية بفعل مقاطعتها من فريق الرابع عشر من آذار ولا سيما بعد اغتيال اللواء وسام الحسن.

واكدت اوساط مطلعة لـ"المركزية" ان الغاء رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان جلسة الاثنين، استند الى الموقف الذي كان اطلقه من بكركي في عيد الميلاد، اذ دعا من يقاطع الحوار الى تقديم البديل اذا كان متوافراً لديه. واوضحت ان لا جدوى من تحديد مواعيد جديدة لجلسات الحوار في ظل استمرار المقاطعة وطالما ان الهدف المنشود لن يتحقق مع الانقسام السياسي العمودي.

ولفتت الاوساط الى ان الاجتماع الثلاثي مساء امس في بعبدا الذي ضم الى الرئيس سليمان، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط بلور، في القراءة السياسية لجوانبه، تصوراً للمرحلة المقبلة يرتكز الى ضرورة خلق تيار وسطي معتدل يشكل فريقاً ثالثاً على الساحة السياسية بين طرفي الصراع الاساسيين يعمل على ردم الهوة ورأب الصدع في جدار العلاقات، لافتة الى ان المجتمعين تشاوروا في استحقاقات المرحلة والسبل الكفيلة بمواجهتها لخرق الحصار السياسي المفروض على دوامة الازمة التي تفرمل كل الجهود المبذولة لانهائها.

وشددت على ان اللقاء لن يكون يتيماً وإنما سيشكل اللبنة الاولى في سلسلة لقاءات تعقد تباعاً بهدف بلورة مشروع يكفل الخروج من الوضع القائم، في حين سيستكمل الرئيس سليمان حركة اتصالاته بعيدا من الاضواء، مع الاطراف السياسيين كافة لتأمين سبل التئام هيئة الحوار مجدداً.

ملف بريح: من جهتها، حددت مصادر مطلعة على اجواء لقاء بعبدا أربعة ملفات رئيسية تمحور حولها النقاش. الملف الاول تناول قضية بلدة بريح، إذ وضع جنبلاط الرئيسين في اجواء ما تحقق واكد اصراره على تقديم هذا الملف للبطريرك مار بشاره بطرس الراعي ورئيس الجمهورية نسبة للدورالبارز الذي لعباه على هذا المحور منذ أن أرسى البطريرك نصر الله صفير المصالحة في زيارته التاريخية الى الجبل، والجهد الذي بذله الرئيس سليمان منذ عامين لرعاية شؤون الجبل، وانتهى الى الآلية التي تم الاتفاق عليها في الصيف الماضي اثناء وجود الرئيس سليمان في بيت الدين. كما شرح الآلية المفترض اعتمادها في هذا الملف من قبل وزارة المهجرين للمرحلة المقبلة متمنياً على الرئيس سليمان رعاية احتفال ضخم يقام للمناسبة في بريح، في الوقت الذي يراه مناسباً.

الانتخابات: أما الملف الثاني فتركز على الانتخابات النيابية حيث كان تأكيد واصرار من الرئيس سليمان على اجرائها في موعدها، وهو في انتظار ما ستؤول اليه اجتماعات اللجنة الفرعية التي تبدأ اجتماعاتها الثلاثاء المقبل في المجلس النيابي. واكد الرئيسان سليمان وميقاتي ان من غير الجائز، مهما كانت الظروف، النقاش في موضوع اجراء الانتخابات او عدمها، فالانتخابات ستجري في مواعيدها وفق الآليات الدستورية، فاذا انجز المجلس النيابي قانوناً انتخابياً جديداً تجري الانتخابات على اساسه وإلا فالقانون الحالي ساري المفعول.

النازحون: وتناول المجتمعون ملف النازحين السوريين الى لبنان فقوموا التطورات ونتائج الاتصالات بعد جلسة مجلس الوزراء والمشاورات التي تجري مع الخارج على اكثر من مستوى والحذر من عدم توفر الدعم العربي والدولي للخطة الموضوعة او تأخره بما يضع العبء على كاهل الخزينة اللبنانية.

ازمة سوريا: وعرض اللقاء في المحور الاخير للوضع الاقليمي وارتداداته على الداخل والمساعي الدولية المبذولة لحل الازمة في سوريا كما اجواء اتصالات المبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي بعد وصول تقارير عن حصيلة لقاءاته تؤشر الى عدم وجود اي اتفاق دولي حتى اللحظة، وان الموقفين الروسي والاميركي على حالهما وخصوصا الروسي على مستويي اعلان العجز عن اقناع الرئيس السوري بشار الاسد بالتنحي ومنع اي تدخل خارجي في سوريا، في ما يراهن الابراهيمي على لقاء قد يعقد خلال الايام العشرة المقبلة بين نائب وزير الخارجية الروسية المكلف من الرئيس الروسي متابعة ملف الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف مع نائب وزير الخارجية الاميركية وليم برنز في حضور الابراهيمي، قد يشكل محطة يراهن عليها المبعوث الاممي لتحقيق انجاز جديد، وهو في مطلق الاحوال سيزور الاسبوع المقبل نيويورك لتقديم تقريره الشهري الدوري الى مجلس الامن الدولي الخاص بنتائج مهمته في المنطقة.

انتخابات مبكرة: وليس بعيداً عن الملف السوري، ترددت معلومات عن صيغة حل يتم تداولها في الاروقة الدبلوماسية تقضي باجراء انتخابات رئاسية مبكرة في سوريا، اي على الطريقة اللبنانية، ابان نهاية عهد الرئيس سليمان فرنجية حين انتخب الرئيس الياس سركيس قبل انتهاء الولاية، شرط عدم ترشح الرئيس بشار الاسد، واشارت المعلومات الى ان هذه الصيغة ستشكل احدى مواضيع البحث في الاجتماع الروسي – الاميركي.

مواقف رئاسية: من جهة ثانية، يتوقع ان يطلق رئيس الجمهورية في 15 و16 الجاري مواقف بارزة يتطرق خلالها الى التطورات، اثناء استقباله اعضاء السلكين القنصلي والدبلوماسي لتقديم التهنئة بالاعياد، جرياً على العادة مطلع كل عام.