المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 26 أيلول/2013

تفاصيل النشرة

*إنجيل القدّيس لوقا 10/38-42/الأولويات

*بالصوت/قراءة وجدانية للياس بجاني في ممارسات قادتنا الموارنة البعيدة عن سلم الأولويات الوطنية والإيمانية/أهم أخبار اليوم/13

*اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/25 أيلول/13

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*خاطرة على هامش الأولويات

*سياسة حرتقات ونكايات وطاقم سياسي محترف الصبيانية والجهل/الياس بجاني

ماذا يجري بين القوات والكتائب/النهار/فرج عبجي

*وزير خارجية فرنسا فابيوس يكتب في «الحياة»: أمل من أجل لبنانلوران فابيوس

*أمطار أيلول "تغرق لبنان" وتحاصر المواطنين

*خمس سنوات على مقتل سامر حنّا والمحاكمة من إرجاء الى ...آخر

*لبناني عشريني أحرق نفسه في جبال عكار.. والسبب؟

*لماذا مُنعت انيا من دخول للبنان؟

*خلوة بين البابا والراعي بعد لقاء مع الاسـاقفة/البطريرك سلمه تقريرا عن الاوضاع في الشرق الاوسط

*البابا يدعو إلى تجاوز الانقسامات داخل الكنيسة

*بري نصح بعدم استمرار الحديث عن حكومة أمر واقع

*بري عرض مع شربل سير الخطة الأمنية في الضاحية ونواب الاربعاء نقلوا عنه نصيحته بوقف الحديث عن حكومة أمر واقع

*ارسلان حذر من حكومة الامر الواقع

*سلام التقى موفد جعجع وفتفت وورده

*عضو "كتلة المستقبل" النائب محمد كبارة: نصر الله يستفيد من وجود الدولة في الضاحية ليتفرّغ لانتشاره في كل لبنان وتصدير ارهابه

*السفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل: حزب الله متورط بشكل كبير في الصراع السوري 

*البابا في قداس بمعاونة الراعي: سلام المسيح يحرر من عبودية سلاطين الحرب 

*قتيل وجريحان باطلاق نار من الجيش على عناصر من "جبهة النصرة" في عرسال

*نتانياهو: خطاب روحاني "تهكمي ومخادع"

*سليمان امام الجمعية العامة للامم المتحدة: لتحييد لبنان وتنفيد القرار 1701

*خلوة بين أوباما وسليمان بعد لقاء موسع ولبنان يطلب المساعدة في أزمة النازحين

*عماد واكيم : تجربتهم الحكومية دليل قاطع على فشلهم

*بطريرك بابل على الكلدان في العالم لويس روفائيل ساكو وصل الى بيروت: ندعو المسيحيين إلى عدم الهجرة وثمة مخطط لتقسيم الديانات إلى أعراق

*قائد الجيش تفقد الوحدات العسكرية في السعديات: لعدم التهاون مع العابثين بالأمن والاستعداد لجبه التحديات

*انطوان سعد: هيبة الدولة ستبقى هي الاقوى لأن فرضية الأمن الذاتي أثبتت فشلها

*النجادة: خطة الضاحية تبقى ناقصة إذا لم يتبعها تسليم سلاح الميشيليات

*وزير البيئة ناظم الخوري: تصريح رئيس الجمهورية ليس ردا على نصرالله ولا على بري وتخصيص محامين عامين يضبط الجرائم البيئية

*"الوفاء للمقاومة" تستنكر قمع شعب البحرين وتدعو للإفراج عن المعارض المرزوق

*رئيس التيار العلمائي اللبناني الشيخ عباس الجوهري للبنان الحر: التعايش بين سلاح الشرعية والسلاح غير الشرعي غير

*حزب الكتائب يربح الدعوى ويستعيد اسم صوت لبنان

*اللواء اشرف ريفي: الكلام عن خلاف مع الحريري تسريبات من إعلام أصفر يحركه أمر عمليات معروف المصدر

*مكاري بعد لقائه سامي الجميّل: نتمنى ان يسلم حزب الله سلاحه في المستقبل الى الجيش كخطوة على طريق حل قسم كبير من المشاكل العالقة في البلد

*روحاني لم يلتقِ أوباما بسبب.."الكحول"  

*روحاني يدين "جرائم النازيين بحق اليهود"

*أوباما يحض على حماية المؤسسات السورية: الأسد غير قادر على البقاء

*خال الضاهر يدعو الأمم المتحدة الى تفتيش مخازن أسلحة “حزب الله”

*مجلة “نيويوركر” الأميركية

*مسؤولون ايرانيون اداروا عملية اغتيال رفيق الحريري

*اللبناني جوزف مايلا مرشّح لإدارة «يونيسكو»

*وزير الخارجية القطري خالد العطية للحياة: ندرس إجراءات لحماية الشعب السوري وحزب الله ضل الطريق/راغدة درغام/الحياة

*وزير الداخلية والسفير الفرنسي تفقدا مركز" CERSA" في المطار/شربل : يعزّز امكانات لبنان ومناعته في مواجهة تحديات الطيران

*إلى الأخوة المسيحيين السوريين/أنطوان مراد - رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ

*هل الضاحية حقاً في قلب الدولة أم أن قلب الدولة رهينة لديها/مصطفى علوش- نائب سابق/ المستقبل

*النظام الايراني و"الليونة الشجاعة": اسقاط تاريخي على جدل الحوار مع اميركا/حسن فحص/الشفاف

*سليمان في افتتاح اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان: الاستقرار بالعمل على تنفيذ ال 1701 ومحاربة الإرهاب وتطوير النظام

*سليمان التقى امير قطر والرئيسين التركي والتونسي وابدى ارتياحه الشديد لمضمون لقائه مع روحاني ولافروف

*وفاء سليمان لبت دعوة عقيلة كي مون إلى غداء أقامته على شرف عقيلات رؤساء الوفود المشاركة في أعمال الجمعية العمومية

*عون استقبل تريسي شمعون وعرض مع بقرادوني موضوع المسيحيين وملفي المطرانين المخطوفين ومخطوفي إعزاز

*مؤتمر نيويورك يدوّل تحييد لبنان عن النزاع السوري

*أوباما لسليمان: نرفض بقوة تورّط حزب الله العميق في سورية

 

تفاصيل النشرة

 

إنجيل القدّيس لوقا 10/38-42/الأولويات

وبَينَما هُم سائِرونَ، دخَلَ يَسوعُ قَريةً، فرَحَّبَت بِهِ اَمرأةٌ اَسمُها مَرتا في بَيتِها. وكانَ لها أُختٌ اَسمُها مَريَمُ، جَلسَت عِندَ قَدمَي الرَّبِّ يَسوعَ تَستَمِعُ إلى كلامِهِ. وكانَت مَرتا مُنَهمِكَةً في كثيرٍ من أمورِ الضِّيافَةِ، جاءَت وقالَت لِـيَسوعَ: يا رَبُّ، أما تُبالي أن تَتْرُكَني أُختي أخدُمُ وحدي؟ قُل لها أن تُساعِدَني! فأجابَها الرَّبُّ: مَرتا، مَرتا، أنتِ تقلَقينَ وتَهتمِّينَ بأُمورٍ كثيرةٍ، معَ أنَّ الحاجَةَ إلى شيءٍ واحدٍ. فمَريَمُ اَختارَتِ النَّصيبَ الأفضَلَ، ولن يَنزعَهُ أحَدٌ مِنها.

 

قادتنا الموارنة الزمنيين والدينيين: سياسة النكايات وسلم الأولويات المقلوب رأساً على عقب!!
بالصوت/قراءة وجدانية للياس بجاني في ممارسات قادتنا الموارنة البعيدة عن سلم الأولويات الوطنية والإيمانية/أهم أخبار اليوم/13

اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/25 أيلول/13
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية
من ضمن النشرة/تأملات لإيمانية في أهمية سلم الأولويات مستوحاة من إنجيل القدّيس لوقا 10/38-42/: "وبَينَما هُم سائِرونَ، دخَلَ يَسوعُ قَريةً، فرَحَّبَت بِهِ اَمرأةٌ اَسمُها مَرتا في بَيتِها. وكانَ لها أُختٌ اَسمُها مَريَمُ، جَلسَت عِندَ قَدمَي الرَّبِّ يَسوعَ تَستَمِعُ إلى كلامِهِ. وكانَت مَرتا مُنَهمِكَةً في كثيرٍ من أمورِ الضِّيافَةِ، جاءَت وقالَت لِيَسوعَ: يا رَبُّ، أما تُبالي أن تَتْرُكَني أُختي أخدُمُ وحدي؟ قُل لها أن تُساعِدَني! فأجابَها الرَّبُّ: مَرتا، مَرتا، أنتِ تقلَقينَ وتَهتمِّينَ بأُمورٍ كثيرةٍ، معَ أنَّ الحاجَةَ إلى شيءٍ واحدٍ. فمَريَمُ اَختارَتِ النَّصيبَ الأفضَلَ، ولن يَنزعَهُ أحَدٌ مِنها"/سياسة الحرتقات والنكايات/حلم الرئاسي والهوس/شاب لبنان يحرق نفسه/تقرير مجلة نيويوركر الأميركية واغتيال الحريري أيرانياً وسورياً/عاهرة بولونية تشغل لبنان/بري والنصائح المسمة/مسرحية دخول القوى الأمنية إلى دويلة حزب الله، تابع/سامر حنا وأهلنا في اسرائيل وفي السجون السورية ليسوا من أولويات قادة الموارنة/تذكير المقاتلين الشرفاء بأولوية القضية/استحالة وصول عون وجعجع والجميل للرئاسة الأولى/حنا العتيق في بكفيا على خلفية النكايات/متفرقات

 

سياسة حرتقات ونكايات وطاقم سياسي محترف الصبيانية والجهل
الياس بجاني/25 أيلول/13/حرتقات صبيانية لا أكثر ولا أقل وهي كثيرة ومعممة على الطاقم السياسي. عون يحتضن جماعات مطرودة من القوات والأحرار، سامي الجميل يستقبل بوسي الأشقر نكاية بإبن عمه الحر والبشيري، تريسي شمعون عند جنبلاط وعون وابراهيم عباس، حنا العتيق عند لحود والرئيس الجميل، الراعي ومظلومه يحتضنون كل حاقد على سمير جعجع، وتطول القائمة. خلاصة هذه التصرفات الصبيانية والمنحدرة بكل معايير الوطنية والإيمان والأخلاق تقول لنا بصوت عال إن الطاقم السياسي اللبناني بسواده الأعظم وخصوصاً في شقه الماروني لا يحمل قضية، ولا يحترم كرامة وعقل الإنسان اللبناني، ولا يأخذ بحساباته دماء الشهداء ولا تعاليم الكتاب المقدس بل يسير طبقاً لأجندات شخصية وعلى أساسها يتعاط مع الأمور والأحداث. أما وقد اقترب الاستحقاق الرئاسي فسوف نرى من الموارنة الحالمين بالكرسي المخلع والمفرغ من أي صلاحية العجب الذي لا نراه في رجب. يعني باختصار تعتير وجهل وأحقاد وحرتقاتز نعم نحن زمن المحل والبؤس. إن طاقمنا السياسي الماروني والديني تحديداً وفي سواده الأعظم هو بعيد عن روحية الإنجيل ويتصرف كما الأسخريوتي ويرهن الوطن وقميصه ألف مرة كل يوم. هذا طاقم شوك وعليق والشوك والعليق لا يثمر لا عنباً ولا تيناً، وسامحونا 

 

خاطرة على هامش الأولويات
25 أيلول/13/نعيش في عالم، يضجّ بالأصوات المتصاعدة من هنا وهناك، تصمّ آذاننا، تبعث القلق في قلوبنا، والاضطراب في نفوسنا. نحيا قلقين، حاملين هموم اليوم والغد، منهمكين في تأمين كلّ ما يلزم لنحيا بكرامة، لا بل نطمع بالحياة المرفّهة، والّتي أحياناً أو غالباً تغرقنا في ضوضاء تزيد من صممنا، وأضواء تبهر بصائرنا وبصيرتنا، فلا نعود نسمع إلا صوت رغباتنا، ولا نرى إلا أهدافنا الفانية .. في داخل كلّ منّا مرتا، ومريم، وقد تتغلّب مرتا علينا لشدّة انهماكنا بأمور كثيرة. ليس المطلوب أن نهمل أنفسنا، أو حياتنا اليوميّة (المأكل والملبس والتّعليم، والسّعي الدّؤوب إلى التّقدّم والنّجاح). قد يعتقد البعض أنّ ما يطلبه الله منّا أن نتخلّى عن الاهتمام بأنفسنا أو بمستقبلنا أو بتحقيق ذواتنا .. طبعاً لا!! فيوم خلقنا الله  قال لنا: "انموا واكثروا"، وهذا لا يعني فقط ان تمتلئ الأرض بالنّاس، "فالله يستطيع أن يخلق من الحجارة أبناء لابراهيم". "انموا"، تطوروا، حقّقوا ذواتكم في شتّى المواهب المعطاة لكم، وسيروا في هذه الحياة متنعمين بخيراتها. فجّروا طاقاتكم، واستخدموها في سبيل تقدّم الإنسانيّة، واعملوا على أن يزداد بهاؤها ويبرز جمالها أيضاً وايضاً ولكن المطلوب واحد ألمطلوب هو النّصيب الّذي اختارته مريم، وهو الجلوس عند أقدام الرّب. ألجلوس عند اقدام الرّبّ هو ملء الحياة. ننطلق من الكلمة لننمو، فتكون الكلمة أساساً لحياتنا، وداعماً لخطواتنا، فتمسي ثابتة، ولا تتعثّر. نسير في هذه الحياة مستنيرين بالكلمة الإلهيّة، فنزداد حكمة، وتنفتح قلوبنا وبصائرنا، فنتجنّب الأفخاخ. كلمة الرّب، كلمة حياة، وليست حروفاً نردّدها ونصوصاُ تختزنها عقولنا، إنّها كلمة الحياة. ننطلق منها، نغتني بها، فنحقق ذواتنا ونبلغ أهدافنا، ونحقق صورة الله فينا. هذه الكلمة، لا يمكن لأحد أن ينتزعها منّا، لأنّها متجذّرة فينا، تسكن في أعماقنا، هي الله، ومن يستطيع ان ينتزع الله أو يفصلنا عنه؟

 

ماذا يجري بين "القوات" و"الكتائب"؟

"النهار" /فرج عبجي

لوحظت في الآونة الاخيرة حرب كلامية بين مؤيدين لحزبي "الكتائب اللبنانية" من جهة و"القوات اللبنانية" من جهة أخرى على مواقع التواصل الإجتماعي، الأمر الذي دفع الى التساؤل عن خلفية هذه الحرب الكلامية، والتي في حال لم تضبط قد تؤدي الى تشرذم أكبر داخل الصف الواحد. على صعيد قيادتي الحزبين، لا يبدو ان العلاقة تسير في اتجاه التشنج الحاصل على مستوى الافراد. الا ان استقبال الرئيس امين الجميل للقيادي السابق في "القوات اللبنانية" حنا العتيق في بكفيا، دفع بالمزاج الحزبي "القواتي" الى انتقاد "الكتائب" ورئيسها على هذا الاستقبال. على مواقع التواصل الاجتماعي، أخذ "قواتيون" يتناقلون صورة الرئيس الجميل مع العتيق منتقدين الخطوة بحدة احياناً، فيما الكتائبي يدافع عن رئيسه، والرد يقابله رد اعنف يعكس صورة إنقسام غير معلن بين الطرفين. في سياق متصل، وفي ذكرى 23 ايلول 1988 ، التاريخ الذي سلّم فيه الرئيس الجميل السلطة لحكومة إنتقالية برئاسة العماد ميشال عون، تناقل "قواتيون" صورة للرئيس الجميل والعماد ميشال عون تحت عنوان الخطأ الأكبر، ما استدعى رداً من "كتائبيين" نشروا صورة لرئيس الهيئة التنفيذية لـ"القوات" سمير جعجع في الحقبة نفسها مع النائب ميشال عون في قصر بعبدا مذكرين بكلام لجعجع حينها قال فيه ان "هذه حكومة استقلال"، وسألوا: "اليس هذا خطأ كبيراً ايضا؟". هذا التراشق المستجد لا يحصر البعض اسبابه في زيارة عتيق الى الجميل، بل يذهب في مخيلته التحليلية الى الاستحقاق الرئاسي الذي بدأ بقوة هادئة يقتحم البيوتات المارونية الحزبية وغيرها. امام هذا الواقع المتشنج، حاولنا معرفة تعليق القيادة في شأن ما يدور بين المناصرين.

سجعان قزي

نائب رئيس حزب الكتائب سجعان قزي قال لـ"النهار": " لم نلمس اي تشنج في العلاقة بين القيادات والمناصرين في الحزبين لكن في حال وجد فيجب ان يوضع له حد بشكل جذري ونهائي، لأن ما يجمع الطرفان اكبر من تعليق على احدى وسائل التواصل الاجتماعي، لأن هذين الحزبين يجسدان مشروع الحرية والكرامة في لبنان، ومشروع الدفاع المسيحي في الشرق". واضاف "نحن كحزب كتائب، واظن حزب "القوات اللبنانية" يشاطرنا الرأي، لا يمكننا ضبط كل ما يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي، ففي الامكان ان ينتحل احد شخصية اخرى ويهاجم القوات باسمنا والعكس صحيح بهدف اثارة التوتر بين الحزبين، لذلك لا يجب التوقف عند هذا الموضوع، ونحن كـ"كتائب" نعمل على تعزيز العلاقات مع "القوات"". واعتبر ان "ضرب العلاقة بين الحزبين هو جريمة كبرى ". وفي رد على سؤال في شأن زيارة العتيق للجميل، قال قزي "الرئيس الجميل يستقبل الجميع من 8 و 14 اذار، فلماذا اعطاء هذا الموضوع اكبر من حجمه، فهذا الاستقبال ليس موجها ضد "القوات" انما قد يكون فرصة لاعادة توحيد الصفوف، ونؤكد مرة جديدة ان تحالفنا هو مع "القوات اللبنانية" ورئيسها الدكتور سمير جعجع، ونرفض ان يلعب احد على هذا الوتر".

وهبي قاطيشا

في المقلب "القواتي"، قال القيادي الجنرال المتقاعد وهبي قاطيشا لـ"النهار" ان "التنافس بين "القوات" و"الكتائب" موجود على صعيد الجامعات، وهو صحي وشريف، وليس من مصلحة أحد ان يتحول الامر الى تبادل اتهامات وتخوين، فنحن و"الكتائب" لدينا استراتيجية واحدة رغم وجود اختلافات في بعض المواقف السياسية". وتعليقاً على زيارة العتيق للجميل، قال قاطيشا ان "الجميل حر في استقبال من يريد، لكننا نستغرب هذه الزيارة، فالذين يزورون (الرئيس اميل) لحود لا يزورون الرئيس الجميل، لكن لن نتوقف عند الزيارة لان العلاقة مع "الكتائب" لن تنتهي بسبب هذا اللقاء، وفي حال اتخذ قرار في التعليق على الزيارة، فالقيادة هي من سيعلق".

 

وزير خارجية فرنسا فابيوس يكتب في «الحياة»: أمل من أجل لبنانلوران فابيوس

الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠١٣يمر لبنان في الوقت الراهن في ظروف تعتبر من الأحلك في تاريخه، إذ يتعرض لتداعيات الأزمة السورية، وعمليات إطلاق النار على الحدود، وأعمال العنف في بعض المناطق، والعمليات التفجيرية الدامية التي حدثت في بيروت وطرابلس في هذا الصيف. وتسعى السلطات اللبنانية جاهدة إلى المحافظة على سيادة لبنان ووحدته واستقراره، بعدما تزعزع البلد في هذا السياق الشديد التدهور وطنيا وإقليميا.

وتقف فرنسا إلى جانب لبنان وشعبه ومؤسساته كعهدها دوما، باسم الصداقة والتاريخ. والتف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول موقف موحد بناء على مبادرتنا. ففي واقع الأمر إن التضامن الدولي أمر أساسي من أجل مساعدة لبنان في المحنة، كما أن التحديات الماثلة أمامنا لا يستهان بها، والوضع يستدعي استجابة عاجلة. اعتمد مجلس الأمن بالإجماع، في 10 تموز (يوليو)، بيانا يدعم الرئيس ميشال سليمان، وإعلان بعبدا الصادر في حزيران (يونيو) 2012، وقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل)، والمحكمة الخاصة بلبنان. ودعا أيضا إلى تأليف حكومة جديدة، وشدّد على ضرورة تقديم دعم دولي إلى لبنان من أجل مساعدته في استضافة اللاجئين السوريين. وهناك توافق في الآراء في شأن هذه الأهداف، ويجب الآن الانتقال من الأقوال إلى الأفعال.

هذا هو القصد من إنشاء المجموعة الدولية لدعم لبنان في 25 أيلول (سبتمبر) 2013، تحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة. ووضعت المجموعة ثلاثة أهداف، حُدّدت مع السلطات اللبنانية، وهي: تقديم المساعدة الإنسانية للاجئين واللبنانيين في المناطق الأكثر تضررا، ودعم القوات المسلحة اللبنانية، وتقديم الدعم المالي والدعم لميزانية الدولة اللبنانية.

أدّت أعمال العنف في سورية إلى تهجير أكثر من مليوني لاجئ سوري وعشرات آلاف الفلسطينيين في سورية. وبذل لبنان جهودا استثنائية من خلال استضافة أكثر من ثماني مئة ألف لاجئ من هؤلاء اللاجئين. ويثقل الوجود المكثف للاجئين كاهل البنى التحتية ويثير اضطرابات مع السكان المحليين. وحشدت الأمم المتحدة طاقاتها ولا سيما من خلال مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، وبرنامج الأغذية العالمي، و»يونيسيف»، والمانحين الدوليين من أجل مساعدة السلطات اللبنانية، لكن الحاجات هائلة. لذا يجب زيادة التعبئة وعدد الجهات المانحة في لبنان. وفيما يخص فرنسا، سيضاف الدعم المعزّز الذي ستقدمه الوكالة الفرنسية للتنمية إلى المساعدة التي سبق وقدّمناها منذ بداية الأزمة. فسيمول هذا الدعم المشروعات التي ستنفذ بالشراكة مع المنظمات غير الحكومية والبلديات اللبنانية، من أجل تعزيز إمكاناتها لخدمة السكان اللبنانيين وتحسين استضافة اللاجئين. وستقوم هذه المشروعات في مجالات أساسية تخص البنى التحتية والتعليم.

ووضعت مجموعتنا أيضا هدف مساعدة الجيش اللبناني. فالجيش اللبناني هو الضامن لسيادة البلد وأمنه واستقراره، ولكن المهام الملقاة عليه في يومنا هذا تكاد تستنفد قدراته. ويتضمن دعمنا للجيش عدة الجوانب ومنها: التمرين والتدريب، ويشمل ذلك الجنود اللبنانيين المنتشرين في منطقة عمليات اليونيفيل، والتبرع بالمعدات، وتقديم الدعم على مستوى تجهيز الجيش. وفي ما يخص النقطة الثالثة، فقد أعلنّا تعزيز مساهمتنا في جهود تجهيز الجيش اللبناني. وسندرس مع السلطات اللبنانية ما هي أفضل السبل لتلبية احتياجات الجيش، حتى من خلال ضمان خطط التمويل.

وفي الوقت نفسه، تزعزع وضع لبنان بفعل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعرض لها والتي تتطلب ردا على نطاق أوسع. فالأزمة السورية تؤثر سلبا على مستوى النشاط الاقتصادي اللبناني مما يؤدي إلى تدهور الوضع الاقتصادي والمالي. وإننا نشيد بمبادرة البنك الدولي في سياق يتضرر فيه لبنان وسكانه تضررا مباشرا وشديدا بفعل تداعيات الأزمة السورية.

ويجب على هذه التعبئة الدولية أن تقترن بالتزام اللبنانيين أنفسهم لكي تؤتي ثمارها. فيجب على جميع الجهات الفاعلة اللبنانية التي التزمت بنأي لبنان عن الأزمة السورية مواصلة هذا الموقف والامتثال له. ويمثل تأليف حكومة جديدة أمرا أساسيا من أجل التصدي للتحديات التي يواجهها البلد، وإرساء الاستقرار والأمن وتحقيق حسن سير عمل المؤسسات. ويجب تشجيع الحوار بين اللبنانيين. ويجب أن يتيح احترام الاستحقاقات المؤسساتية للبنان أن يبقى نموذج الديمقراطية التعددية الذي يجسده منذ عهد بعيد في المنطقة، على الرغم من المآسي التي سجّلها تاريخه. إن الهدف واضح فعلينا أن نهب من أجل مساعدة اللبنانيين في الحفاظ على استقرار بلدهم ومستقبله. هذا ما تلتزم به فرنسا، وليس هناك من يوم للمضيعة.

* وزير الخارجية الفرنسي

 

التهديد الإيراني ليس نووياً فقط

حسان حيدر/الحياة

الخطأ الذي ارتكبه الأميركيون خصوصاً، والغرب عموماً، باختزال الأزمة السورية الدامية المستمرة منذ عامين ونصف العام، وقصرها على ملف ترسانة بشار الأسد الكيماوية، مرشح لأن يتكرر مع ايران، عبر اختصار الأزمات المتعددة معها بملفها النووي، في مثال جديد على عدم اكتراث الغربيين بالمشكلات الحقيقية في المنطقة واكتفائهم بالسعي لحل ما يمسهم منها وما يزعج حليفهم الفعلي الوحيد: إسرائيل.

صحيح أن الملف النووي الإيراني يشكل مصدر قلق لمختلف دول المنطقة والعالم، لكن هناك أموراً أخرى غير التخصيب ومستواه وإمكانات امتلاك قنبلة نووية لا بد أن يشملها «الاعتدال» الإيراني المستجد، إذا كان لقيادة روحاني أن تثبت جديتها في تخفيف التوتر مع العالم العربي، وألا تكون المرونة المعروضة مجرد تعابير ديبلوماسية وبلاغة في الخطابة، ذلك أن لـ «حسن الجوار» شروطاً لا بد أن تلبى ومعايير لا بد أن تحترم.

والامتحان الحقيقي هو أن تتوقف ايران عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، طوراً باسم فلسطين والقدس وتارة باسم الإسلام والمسلمين. ولا احد بالطبع يمانع في نصرة الإيرانيين لأهل فلسطين من باب التضامن الإسلامي، شرط ألا يكون الهدف الفعلي مشاركة الفلسطينيين في قرارهم المستقل أو تحريض فئة فلسطينية على أخرى مثلما حصل عملياً. ولا بد أيضاً وخصوصاً أن تكف ايران عن سعيها إلى تحويل الشيعة، أقلية كانوا أو أكثرية، إلى ميليشيات في أوطانهم، تأتمر بأمرها وتتبع أجهزتها وتنفذ برنامجها، بدلاً من أن يكونوا جزءاً لا يتجزأ من شعوبهم مثلما كانت عليه الحال قبل الخمينية، يصح عليهم ما يصح على غيرهم، لا أن يتحولوا إلى «دول» داخل دولهم كما هو شأن «حزب الله» في لبنان و»الحوثيين» في اليمن والتنظيمات المسلحة المتعددة في العراق. لقد تفجرت ثورة 1979 الإيرانية لأسباب داخلية بحتة بينها الفقر والقمع وغياب الحريات، وأطلقت قدرات كامنة لدى الشعب الإيراني الذي عانى طويلاً من الاستبداد، لكنها لم تكن في البداية ثورة إسلامية، بل شارك فيها بشكل أساسي اليساريون والليبراليون والعلمانيون ممن دفعوا لاحقاً من حياتهم ثمناً لانقضاض رجال الدين على الحكم. ولا يزال بعض هؤلاء مشردين في أصقاع الأرض، ولا سيما في العراق المجاور. ورغم أن قمع نظام الشاه لم يكن يفرق بين يساري ومتدين، إلا أن الذين تفردوا بالسلطة من بعده، نسوا بسرعة ما تعرضوا له، وها هم اليوم يدعمون طاغية آخر في دمشق بزّ الشاه في دمويته واستهتاره بشعبه، متذرعين بشعارات لا هدف لها سوى التغطية على رغبتهم في اقتسام «جبنة» العالم العربي وفرض الاعتراف بإيران «قوة عظمى إقليمية» إلى جانب إسرائيل. لم يسعَ العرب يوماً إلى التدخل في شؤون ايران، أو إعطاء رأيهم في من يحكم الإيرانيين وكيف يحكمهم. وباستثناء الحرب التي شنها نظام صدام حسين رداً على قرار طهران «تصدير» ثورتها إلى خارج الحدود واعتباره أن نظامه مستهدف بهذا القرار، وهو ما تبينت صحته لاحقاً، ليس هناك أي دليل على أن العرب أقحموا انفسهم في خصوصيات «الجمهورية الإسلامية»، وجل ما طالبوا ويطالبون به أن تكف هي عنهم وتترك لشعوبهم حرية الاختيار بلا تحريض أو تدخل.

 

أمطار أيلول "تغرق لبنان" وتحاصر المواطنين

نهارنت/أغرقت الامطار الكثيفة الطرقات في مختلف المناطق اللبنانية، وحاصرت السيول المواطنين، في حين عملت فرق الدفاع المدني "بصعوبة" على انقاذ العالقين بسياراتهم في برك المياه. الأمطار التي هطلت في أيلول كانت كثيفة، وغير مسبوقة في بداية الخريف، وتسببت بفيضان مجاري المياه الشتوية على الطرقات، وحوّلت الطرقات الى بحيرات يصعب على السيارات اجتيازها. وأدت سيول الى زحمة سير خانقة على مختلف الطرقات، حبست المواطنين داخل سياراتهم في حين عملت فرق الدفاع المدني والصليب الأحمر على إنقاذ، من "غرق" في برك المياه. وعلت صرخة المواطنين مطالبين الدولة بالعمل على فتح مسارب المياه وتنظيف الأقنية بالشكل اللازم لعدم تكرار هذه المأساة عند كل "شتوة". يُذكر أن وزير الاشغال بحكومة تصريف الاعمال غازي العريضي، قد حذر الاثنين، من أن الشوارع ستغرق بالمياه، لافتاً الى أن وزارة الأشغال لا تملك المال من أجل القيام بواجبها.

ما استدعى رداً من وزير المال بحكومة تصريف الاعمال محمد الصفدي، الذي قال أنه "سيعلن وبالارقام عن سنوات ثلاث ما صرفته وزارة الاشغال، وعلى الرأي العام ان يرى اين ذهبت هذه الاموال".

 

خمس سنوات على مقتل سامر حنّا والمحاكمة من إرجاء الى ...آخر

كفلت عشرة ملايين ليرة لبنانية خروج مصطفى حسن مقدم قاتل الضابط الطيار سامر حنا، الى الحرية، لكنها لم تكفل حتى الآن ومنذ استشهاده في الثامن والعشرين من شهر آب عام 2008 في تلة رزلان في سجد، العدالة للشهيد أولاً ولعائلته، رغم مضي خمسة أعوام على الحادثة. "ورث" رئيس المحكمة العسكرية الدائمة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم عن سلفه العميد الركن المتقاعد نزار خليل جملة ملفات صنفت بغالبيتها بـ"الملفات السياسية". وكان ملف قتل الملازم أول الطيار سامر حنا "عن غير قصد" أحد هذه الملفات الذي يقض المضاجع لجملة. وقبل عام تقريباً من تولي العميد ابراهيم رئاسة المحكمة في الحادي والعشرين من شباط عام 2012، "علّقت" جلسات محاكمة مصطفى مقدم المتهم "باطلاق النار من سلاح حربي غير مرخص باتجاه طوافة الجيش والتسبب بمقتل الملازم أول الطيار سامر حنا عن غير قصد القتل"، ومنذ الثاني والعشرين من كانون الأول عام 2011 دخلت هذه القضية في "دوامة" التأجيل، بفعل تبادل الأدوار بين "الوكيل" و"الموكل" اللذين كانا يتغيبان عن حضور الجلسات مداورة "بعذر المرض". وفي الجلسة التي كانت مقررة أمس أمام "العسكرية" لم يمثل المتهم مصطفى مقدم وهو مبلغ علناً من الجلسة السابقة، كما لم يحضر وكيله المحامي محمد منتش الذي أرسل معذرة "هاتفية" تفيد بأنه تعرض لحادث سير منعه من حضور الجلسة. وإزاء ذلك، رفع رئيس المحكمة الجلسة الى الثامن والعشرين من شهر شباط عام 2014 بعدما قرر تكرار جلب المتهم والشهود الأربعة الذين حضر منهم شاهدان فقط. وسجل رئيس المحكمة في قراره، بحسب قانونيين، مخالفة جسيمة بتكرار جلب المتهم، كون الأخير مبلغاً علناً في جلسة سابقة، وكان يتعين اتخاذ قرار بمحاكمته غيابياً بمثابة الوجاهي، وإصدار حكم غيابي بحقه قابل للاعتراض. وفي مقابل ذلك، يرى آخرون أن لرئيس المحكمة سلطة استنسابية في اتخاذ القرار الذي يراه مناسباً، فأي قرار وأي عذر سيأتي به "الوكيل" و"الموكل" في الجلسة المقبلة. قُتل الضابط سامر حنا "عن غير قصد"، فهل سيحاكم قاتله "عن غير قصد" أيضاً؟ جدير ذكره، أن أدلة في الملف تبيّن ان المحال على المحاكمة هو" بديل" للقاتل الحقيقي، الذي أخفاه "حزب الله".

 

لبناني عشريني أحرق نفسه في جبال عكار.. والسبب؟

في آخر البلدات النائية من جبال عكار، أحرق شاب في العشرين من عمره نفسه بعد معاناة طويلة مع الفقر والعوز. لم يكمل موسى العشرين من عمره حتى عاجله الموت انتحاراً. أحرق نفسه ثأراً من عيشة لم ير فيها أيا من أسباب الراحة والهناء. كثيرون صدموا للموت المبكر هذا. بعضهم استهجن انتحاره رغم أنه كان لا يزال في مقتبل العمر، والبعض الآخر تساءل عن المبررات مستغرباً. لكن قلة منهم اختبروا ثقل سنواته العشرين التي أمضاها الشاب من دون حول ولا قوة، يعد أيامه المضجرة في منزل والده الحطّاب الفقير، الذي لم يسعفه ضيق الحال أكثر من التفكير في سد الرمق.

 قبل أن يعمد موسى إلى انهاء حياته البائسة، كانت له احلام كثيرة ماتت بموته. ربما حلم الولد يوماً بأن يشتري لعبة، أو أن يظهر بلباس جديد ذات عيد. ربما حلم بدولة يفتخر بانتسابه الى مدرستها الرسمية، بدل تلك المدرسة العتيقة التي لم تعد تتسع إلا لأمثاله من بؤساء بلدته كفرتون وسائر بلدات جبل أكروم. ربما أيضاً اراد ان يكون مثل رفاق من جيله يحملون محفظة جديدة كل عام، أو يركبون باصاً ينقلهم إلى مدارس تعطيهم سلاح العلم لا البطالة... وربما كان يرغب بشيء من مباهج الحياة، التي لم يذقها ابدا في حياته القصيرة والكثيفة.  لاحت لموسى ملامح مستقبل جديد. تقدم للتطوع في عديد الجيش اللبناني، ملاذ العكاريين الوحيد. تبلغ الشاب الموافقة على قبوله. شيء ما تحرك في داخله، ارتفع سقف طموحه، ومعه علت نبرة الكلام أمام والده، فعاجله الأخير بلكمة على فمه، يقول الجيران إنها أدت إلى تحطيم بعض أسنانه. كبرياء مستفيقة بعد طول كبت، جعلته يهدد بحرق نفسه. لم يكترث أحد للتهديد، فأحياناً وطأة الفقر والحرمان تميت القلب والعنفوان. خرج إلى الشارع، بيده زجاجة بنزين، وفي الأخرى ولاعة لا تشتغل جيداً. راح يسكب المادة الحارقة على جسده، ويحاول إشعالها فلم ينجح.

ركض فتيان الحارة خلفه لصده عن فعلته. لا هم استطاعوا اللحاق به، ولا هو أفلح بإحراق نفسه. رمى بنفسه خلف جدار، وهناك تمكن من إضرام النار.  خلّف المشهد خوفاً شديداً، لم يجرؤ احد على الاقتراب منه في بداية الأمر إلا نازح سوري يقيم في البلدة. ولاحقاً هرع آخرون يلفونه بأغطية لإطفاء النيران. نقل موسى إلى مستشفى السلام في طرابلس، في محاولة لإنقاذه في قسم معالجة الحروق، مشاكل الفقر لاحقت ذويه إلى المستشفى حيث كلفة الاستشفاء باهظة بالنسبة إليهم، مضت أربعة أيام، فجاء خبر وفاته صباحاً التاسعة من نهار أمس متأثراً بحروقه.Source: al Akhbar

 

لماذا مُنعت انيا من دخول للبنان؟

أفاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام "ان الامن العام قد اتخذ قرارا منذ عدة ايام بعدم منح البولونية آنيا ليوسكا تأشيرة دخول الى لبنان".وفي سابقة جنسية هي الأولى من نوعها، تجول البولونية ليوسكا في العالم من أجل ممارسة الجنس مع 100 ألف رجل خلال حياتها.مؤسسة كاثوليكية ترفض دخول إمرأة "ماراتون المضاجعة" الى لبنان

في هذا السياق طالب مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، في بيان اليوم،  المسؤولين اللبنانيين والأمن العام اللبناني عدم السماح للبولونية آنيا ليوسكا الدخول إلى الأراضي اللبنانية تحت شعار المشاركة في

مارتون المضاجعة ، معتبرا أن هذا العمل يندرج في إطار الإنحطاط الأخلاقي البعيد كل البعد عن القيم اللبنانية المسيحية والإسلامية على السواء، فلبنان هو أرض القداسة و الرسالة وليس امستردام الشرق كما يحلو للبعض أن يسموه ، داعيا الهيئات المدنية والدينية إلى الوقوف في وجه كل الآفات التي تهدد مجتمعنا اللبناني أو تدفع شبابنا نحو الهاوية، والمسؤولين إلى تحمل مسؤولياتهم في هذا المجال".

وكان مصدر في الأمن العام قد أشار لدى سؤاله عما اذا كان سيوافق على ادخالها إذا وصلت إلى مطار بيروت، فأوضح أن هذه المرأة بولونية، وهي وسواها من أبناء وطنها يحق لهم الدخول إلى لبنان من دون تأشيرة، وإذا أثار الموضوع ضجة عندها ستتخذ المديرية العامة للأمن العام القرار المناسب.

وأفيد، اليوم أن قرارا اتخذ في الأمن العام بمنع دخول هذه البولونية الى لبنان.

ومن ضمن جولتها الماراتونية، وفي سابقة جنسية هي الأولى من نوعها، تجول البولونية ليوسكا في العالم من أجل ممارسة الجنس مع 100 ألف رجل خلال حياتها.

فمن هي تلك الفتاة المغامرة، وما هي قضيتها، وهل سيسمح لبنان بدخولها في الوقت الذي منعت دول عدة ذلك؟

20 دقيقة للرجل... وبعدها يستحم

"أنا آنيا ليوسكا، وعمري 21 سنة، من فرصوفيا، المدينة التي لا تنام. طالما علمت أنني أستطيع مفاجأة العالم الذي هو ملكنا. فنحن الشباب نعرف ما نريد وكيفية الحصول عليه... ماذا أريد؟ أريدك أنت يا عزيزي الرجل، لهذا قررت أن احقق رقماً قياسياً جديداً يتمثل بممارستي الجنس مع 100 ألف رجل"، فكيف ستسير الأمور؟ ليوسكا، ووفق موقعها الالكتروني www.anialiewska.pl، بدأت بماراتونها الجنسي في 24 أيار في وارسو، تقول: "استناداً الى خبرتي، أعرف أن ممارسة الجنس تحتاج إلى مكان هادئ ومريح، حيث يمكن الاسترخاء والاستمتاع، لذلك سأقوم في نهاية كل اسبوع بزيارة مدينة مختلفة في بولونيا، حيث تجدونني في غرفة فندق، وسألتقي وحدي كل رجل يرغب في الإنضمام إلي حتى نتمكن من ممارسة الجنس براحة". لم ترد القيام بهذه المهمة في النوادي الليلية، لأن النادي يكسب المال مقابل ممارسة الجنس وهي لا تريد ذلك، "أنا أريد الإستمتاع على طريقتي الخاصة."

"لا للحرب نعم للجنس"

بعدها كتبت ليوسكا في صفحتها الرسمية عبر "الفايسبوك": "سأزور كل مدينة في بولونيا، وعندما أنتهي من ممارسة الجنس هناك سأبدأ جولة في العالم. إن ممارسة الجنس مع كل رجل تستغرق 20 دقيقة، ويعتمد ذلك على عدد الرجال المنوي ممارسة الجنس معهم في اليوم الواحد، أريد رجالاً من بولونيا وأوروبا وجميع أنحاء العالم. أحب ممارسة الجنس، المرح، والرجال". وقالت لصحيفة "التايمز" النمساوية: "في بولونيا لا يزال موضوع الجنس "تابو" ممنوعاً وأي شخص يريد أن يشبع رغباته الجنسية يعتبر منحرفاً أو مريضاً عقلياً". وآخر ما توافر من معلومات عن جولتها، أن الحكومة العراقية سمحت لليوسكا بدخول أراضيها لمدة خمسة أيام فقط برفقة طاقم الشركة المنظمة، وأن شركة "إرم" المستضيفة لهذه البولونية في المنطقة العربية تقدمت بطلب تأشيرة الدخول الرسمية من خلال السفارة العراقية في القاهرة، وتحدثت تقارير عن تكفل شركة امنية عالمية حماية ليوسكا لأنها متخوفة من الأوضاع هناك، ما قد يؤدي إلى تقييد حركتها، فيما رفضت الأردن والسعودية وتونس واليمن ذلك، أما مصر التي تهتم ليوسكا بزيارتها نظرا "لفحولة الرجال هناك" فما زالت المعلومات متضاربة عن زيارتها. فبعض المواقع أكد زيارتها لمصر، فيما لفتت مواقع إلى أن السلطات المصرية منعت دخولها بعدما تردد أن ليسوكا مصابة بـ"الايدز"، ومجمل التقارير أكدت أن لبنان من ضمن الجولة.

33 ألف ساعة مضاجعة

ليوسكا تريد دخول مجموعة "غينيس" للأرقام القياسية بهذا التحدي وتتمنى أن تصل إلى هدفها قبل مماتها، فهي حتى اليوم اتمت 284 معاشرة، وخصصت لكل رجل 20 دقيقة، وتقول أن تحديها يحتاج إلى 33 ألف ساعة. وإذا اجرينا بعض الحسابات يتضح أن ماراتون ليوسكا يحتاج إلى 1375 يوماً ما يعني 3 سنوات و295 يوماً من المضاجعة المستمرة، لكن بالطبع الأمر لن يسير توالياً، لكنها ستحاول جهدها أن تسجل أصعب رقم قياسي، خصوصاً انها لم تنه سوى 94 ساعة.

 

خلوة بين البابا والراعي بعد لقاء مع الاسـاقفة/البطريرك سلمه تقريرا عن الاوضاع في الشرق الاوسط

المركزية- عاون البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي البابا فرنسيس في القداس الصباحي إلى جانب الكاردينال ليوناردو ساندري، بمشاركة لفيف من الاساقفة الموارنة والرؤساء العامين ووكلاء الرهبانيات المارونية في روما والكهنة.  وخص البابا في كلمته لبنان والشرق والكنيسة المارونية بعاطفة أبوية كبرى واستهل تأمله بالقول "الصلاة هي طريق الخلاص الوحيد ليعيش لبنان والشرق الاوسط بسلام المسيح"، لافتا إلى أن "سلام المسيح يحرر من عبودية سلاطين الحرب وانه بالصلاة تستجاب الكلمات النابعة من كلمة الحياة وهي الانجيل، طريق الخلاص الاول". وأشار الى "ضعف البشرية الخاضعة تحت هيمنة الخطيئة التي تجرد الانسان من فضائل النعمة"، مؤكدا أن "هذه الطبيعة البشرية تتحرر بنعمة المسيح وبارادة فعالة تسمح لنا ان نثق بعناية الله التي ترافق حياتنا البشرية لتحرر طبيعتنا الخاطئة من عبودية الخطيئة الى حرية المسيح، اي الى حرية ابناء الله". وفي ختام القداس توجه البطريرك الراعي بكلمة شكر الى قداسة البابا استهلها بالتهنئة باسم الكنيسة المارونية على انتخابه، "هذه الكنيسة الشاهدة التي عاشت وتعيش مسيرة اتحاد عميق بكنيسة روما"، واعدا بأنها "ستبقى علامة للبشارة ولاعلان ملكوت الله، ملكوت السلام والعدالة، وفية لأبيها مارون الناسك". وتحدث عند انتشار الموارنة في الاقطار الأربعة، معددا "أبرشيات الكنيسة المارونية في لبنان وخارجه والتي يبلغ عددها 24 أبرشية"، مذكرا ب "قرار سينودس الاساقفة الموارنة، في دورة حزيران الماضي، بانشاء أبرشيتين في كل من أفريقيا وفنزويلا - كولومبيا"، طالبا من قداسة البابا "إقرار انشائهما، لكي تتأمن للموارنة المنتشرين المحافظة على تراثهم الليتورجي واللاهوتي والروحي والتهذيبي، وفقا للقوانين الكنسية". وختم الكاردينال الراعي بتجديد الشكر لقداسته على تحفيزه المؤمنين في كل العالم للصلاة من اجل السلام في الشرق المتألم ولبنان وسوريا، لانه بالصلاة تستجاب النعم من اجل الوصول الى حلول للنزاعات بالطرق السلمية والحوار". بعد القداس، كان لقاء عام بين قداسة البابا والوفد الماروني، قدم خلاله البطريرك الراعي نسخة عن تمثال القديس مارون الموضوع في احدى حنيات بازيليك القديس بطرس في روما. ثم كانت خلوة بين البابا والبطريرك الراعي سلمه خلالها تقريرا مفصلا عن الاوضاع في الشرق الاوسط. وعقد الراعي مع البابا خلوة خاصة في مقر اقامته في الفاتيكان، بعد لقاء ضم عددا من الاساقفة الموارنة، شاكرا اياه لزيارته التاريخية الى لبنان، و"كل ما قام به من مبادرات عكست محبته لوطن الارز"، طالبا صلاته للبنان وللشرق الاوسط من اجل احلال السلام فيه". وفي حديث لاذاعة الفاتيكان، أعرب البابا فرنسيس عن "ألمه الكبير للانشقاق الذي تعانيه الكنيسة"، ودعا إلى "العمل على تجاوزها"، معتبرا أن "العالم في حاجة إلى الوحدة". واعلن انه "يشعر بألم كبير للانشقاق الذي يقوض وحدة الكنيسة"، مضيفا"كم من جروح أصابتها مدى التاريخ".

وقال: "ان الصراعات والتوترات تسبب جروحا‹في الكنيسة. نحن من نولد هذا الانشقاق بينما يعطينا الله هبة الوحدة". ودعا إلى "التغلب على سوء الفهم بدءا من ذلك الموجود داخل الأسرة الواحدة"، مؤكدا أن "عالمنا يحتاج إلى الوحدة"، ودعا الى "التضرع إلى الله ليسمح لنا وللمسيحيين في كل مكان بالعمل على تجاوز التوتر والانقسامات والكفاح من أجل الحفاظ على وحدتنا".

 

البابا يدعو إلى تجاوز الانقسامات داخل الكنيسة

أعرب البابا فرنسيس عن ألمه الكبير للانشقاق الذي تعاني منه الكنيسة، ودعا إلى العمل على تجاوزه، معتبراً أن العالم بحاجة إلى الوحدة.  ونقلت "إذاعة الفاتيكان" عن البابا، قوله في لقاء الأربعاء المفتوح في ساحة الفاتيكان إنه يشعر بـ"ألم كبير للانشقاق الذي يقوض وحدة الكنيسة"، مضيفاً "كم من جروح أصابتها على مدى التاريخ".  وقال أن "الصراعات والتوترات تسبب جروحاً في الكنيسة"، مضيفا "نحن من نولّد هذا الانشقاق، بينما يعطينا الله هبة الوحدة".  ودعا البابا إلى "التغلب على سوء الفهم بدءاً من ذلك الموجود داخل الأسرة الواحدة"، مؤكداً أن "عالمنا يحتاج إلى الوحدة"، كما دعا الى التضرع إلى الله ليسمح "لنا وللمسيحيين في كل مكان، بالعمل على تجاوز التوتر والانقسامات، والكفاح من أجل الحفاظ على وحدتنا".

 

بري نصح بعدم استمرار الحديث عن حكومة أمر واقع

وطنية - نقل النواب عن الرئيس نبيه بري بعد لقاء الاربعاء اليوم، تشديده على المبادرة الحوارية التي طرحها، مؤكدا أن "لا سبيل لمواجهة الاستحقاقات والملفات الاساسية المطروحة من دون سلوك هذا السبيل". ونصح بعدم الاستمرار في الحديث عن تأليف حكومة أمر واقع، لأن لا مصلحة في ذلك على الإطلاق. وقال إن "إصراره على الدعوة لانعقاد الجلسة التشريعية العامة ينطلق اولا واخيرا من الاصول الدستورية ومن الحفاظ على دور المجلس النيابي وصلاحياته"، موضحا أن "المسألة ليست مسألة صلاحيات رئيس المجلس، بل تتعلق بصلاحيات المؤسسة الأم، أي مجلس النواب". وكان بري استقبل في اطار لقاء الاربعاء اليوم النواب: حسن فضل الله، علي بزي، هاني قبيسي، ميشال موسى، اسطفان الدويهي، بلال فرحات، علي خريس، علي فياض، عبد المجيد صالح، علي عمار، نوار الساحلي، قاسم هاشم، مروان فارس، علي المقداد، اميل رحمة، غازي زعيتر، وياسين جابر.

وفي الثانية بعد الظهر، استقبل رئيس الجامعة الاميركية في بيروت بيتر دورمان وعضو مجلس الامناء في الجامعة فوزي ملحم، في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان.

 

بري عرض مع شربل سير الخطة الأمنية في الضاحية ونواب الاربعاء نقلوا عنه نصيحته بوقف الحديث عن حكومة أمر واقع

وطنية - نقل النواب عن الرئيس نبيه بري بعد لقاء الاربعاء اليوم، تشديده على المبادرة الحوارية التي طرحها، مؤكدا أن "لا سبيل لمواجهة الاستحقاقات والملفات الاساسية المطروحة من دون سلوك هذا السبيل". ونصح "بعدم الاستمرار في الحديث عن تأليف حكومة أمر واقع، لأن لا مصلحة في ذلك على الإطلاق". وقال إن "إصراره على الدعوة لانعقاد الجلسة التشريعية العامة ينطلق اولا واخيرا من الاصول الدستورية ومن الحفاظ على دور المجلس النيابي وصلاحياته"، موضحا أن "المسألة ليست مسألة صلاحيات رئيس المجلس، بل تتعلق بصلاحيات المؤسسة الأم، أي مجلس النواب". وكان بري استقبل في اطار "لقاء الاربعاء" اليوم النواب: حسن فضل الله، علي بزي، هاني قبيسي، ميشال موسى، اسطفان الدويهي، بلال فرحات، علي خريس، علي فياض، عبد المجيد صالح، علي عمار، نوار الساحلي، قاسم هاشم، مروان فارس، علي المقداد، اميل رحمة، غازي زعيتر، وياسين جابر.

دورمان

وفي الثانية بعد الظهر، استقبل رئيس الجامعة الاميركية في بيروت بيتر دورمان وعضو مجلس الامناء في الجامعة فوزي ملحم، في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان.

شربل

واستقبل ايضا، وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل، وعرض معه الأوضاع الأمنية وسير الخطة في الضاحية. وبعد اللقاء، قال شربل: "أحببت أن أزور دولته وأطلعه على الوضع الأمني في الضاحية حيث أننا جميعا مرتاحون، وكذلك كل الأحزاب في الضاحية وأهل الضاحية مرتاحون لهذا الوضع. وناقشنا أمورا أخرى تتعلق بالوضع الأمني، وطلب دولته مني أن يعمم هذا النموذج على طرابلس وغيرها من المناطق، وأبلغته أن هناك اجتماعا بيننا وبين دولة الرئيس ميقاتي عند العاشرة من صباح الجمعة المقبل لنرى كيف يمكن أن نعالج موضوع طرابلس. وكان دولة الرئيس بري مرتاحا للغاية وتمنى أن تستمر الإجراءات الأمنية في كل لبنان كما في الضاحية لما فيه خير هذا البلد". سئل: هل هناك غرفة عمليات بين الأجهزة الأمنية و"حزب الله" في الضاحية لمواكبة هذه الخطة؟ أجاب: "أكيد، لا".

 

ارسلان حذر من حكومة الامر الواقع

وطنية - قال رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان: "نسمع بين الحين والآخر كلاما صادرا عن بعض المسؤولين في الدولة بأن هنالك كلاما لتأليف حكومة جامعة وحكومة وحدة وطنية، وفي الحقيقة النية هي لتأليف حكومة امر واقع تفرض على الواقع اللبناني بعض النظر عن النتائج السلبية التي يمكن ان تؤدي اليها تشكيل هكذا حكومات مشبوهة بالشكل والمضمون". اضاف في تصريح :"إذا كان اداء بعض المسؤولين في الدولة على هذا النحو من الخفة كيف يحق لنا أن نلوم أي فريق سياسي في البلد"، مشيرا الى ان "المؤتمن على الدولة والدستور يجب ان يكون مؤتمنا على وحدة اللبنانيين وسلمهم الأهلي بغض النظر عن رأيه الشخصي في إدارة شؤون البلاد والعباد". وختم ارسلان :"اننا ومن موقعنا الحريص كل الحرص على التلاقي والوحدة بين اللبنانيين نحذر من التمادي بهكذا تهديدات او بهكذا مشاريع لن نجني منها سوى المزيد من التفكك والانقسام بين شرائح المجتمع اللبناني".

 

سلام التقى موفد جعجع وفتفت وورده

المركزية- بحث الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام في دارته في المصيطبة مع الوزير السابق طوني كرم موفدا من رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، في موضوع تشكيل الحكومة. بعد اللقاء انتقد كرم التصريحات التي صدرت عن بعض افرقاء قوى 8 اذار. واعتبر ان مثل هذه التصريحات لا تخدم تشكيل الحكومة لانهم مرتاحون اومستفيدون باستمرار حكومة تصريف الاعمال . واستقبل سلام النائب احمد فتفت الذي اشاد بجهود الرئيس سلام في ظل الظروف التي تمر بها البلاد. وقال "زيارتنا لدعم المسيرة التي يجريها مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لمحاولة اخراج البلد من ازمة تشكيل حكومة، وانا شخصيا اعتقد ان الرئيس سلام هو الشخص المؤهل اكثر من غيره في المرحلة الراهنة لاتمام هذه المهمة". كذلك التقى سلام الوزير السابق سليم وردة وتم عرض التطورات .

كما استقبل الرئيس سلام وفدا من المجلس النسائي اللبناني برئاسة السيدة جمال هرمز غبريال التي قالت" ابلغنا تأييدنا ودعمنا لجهود الرئيس سلام وكانت مناسبة لعرض الاوضاع العامة وطالبناه بالاسراع في تأليف الحكومة في أسرع وقت لان البلد اصبح في وضع لم يعد يحتمل المزيد من الانتظار لا اقتصاديا ولا امنيا ولا سياسيا لان مصالح الناس متوقفة". ومن زوار سلام المدير العام للتنظيم المدني السابق الدكتور سعد خالد، جمعية الارشاد والاصلاح برئاسة المهندس وسيم المغربل فالسيد طوني طعمة مع وفد من مدينة زحلة.

 

عضو "كتلة المستقبل" النائب محمد كبارة: نصر الله يستفيد من وجود الدولة في الضاحية ليتفرّغ لانتشاره في كل لبنان وتصدير ارهابه

المركزية- استغرب عضو "كتلة المستقبل" النائب محمد كبارة "طريقة الخطاب التي اعتمدها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ، إذ ظهر وكأنه حاكم في المنطقة العربية، وليس في لبنان فقط، فقد خاطب المملكة العربية السعودية من الند الى الند، وهدد دول الخليج وفبرك ما شاء من اخبار، معلناً انتصاره على دول الخليج والسعودية وتركيا في سوريا". واشار الى ان "نصر الله لا يريد امناً ذاتياً، وهو المسيطر على الدولة ومؤسساتها بل يريد ان يستفيد منها في الضاحية ليتفرغ اكثر لتوسيع انتشاره على الاراضي اللبنانية ولتصدير إرهابه الى المجتمعات العربية والدولية". وقال "إذا كان نصر الله يغار فعلا على الدولة ويرفض الامن الذاتي، فعليه ان يوقف سيطرته على الامن والاقتصاد والسياسة في البلاد وتعطيله للمؤسسات وينخرط في الدولة ليثبث حرصه عليها". من جهة اخرى، وفي شأن الحوار، اعتبر كبارة ان "نصر الله يناور بدعوة الفرقاء إلى الحوار لمناقشة قتاله في سوريا، إما لتغطية هذا القتال بالمباشر، وإما لتغطيته بتبني الإنسحاب من سوريا. هكذا يحمّل نصر الله إنسحابه للدولة اللبنانية التي طلبته. وإذا وقعت الدولة اللبنانية او طاولة الحوار في الفخ، فسيعني انها كانت اساساً تغطي تورطه في سوريا".

 

السفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل: حزب الله متورط بشكل كبير في الصراع السوري 

اعتبر السفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل ان اللقاء الذي جمع الرئيسين ميشال سليمان وباراك اوباما في نيويورك، وهو لقاء ممتاز، وقد أبدى الرئيس أوباما تقديره للقيادة الممتازة التي يضطلع بها الرئيس سليمان للبنان وخصوصا في الوقت العصيب الذي تمر فيه المنطقة. وقال بعد لقائه وزير الاعلام وليد الداعوق:”نعلم أن الصراع في سوريا يؤثر على كل مفاصل الحياة في لبنان الذي عليه أن ينأى بنفسه عن هذا الصراع. للاسف، إن حزب الله متورط بشكل كبير في هذا الصراع الذي ادى الى تهجير الملايين من السوريين وإلى عدم الاستقرار في المنطقة، وهو أمر نلمسه في لبنان”. وتابع: 'لقد أعلن الرئيس أوباما أمس مساعدات إضافية للبنان في ظل التحديات الأمنية والإنسانية التي يواجهها، فأقر مبلغ 74 مليون دولار إضافي لمساعدته على تخطي مشكلة النازحين السوريين ومساعدة الجمعيات الاهلية اللبنانية. وبذلك تكون قيمة المساعدات الاجمالية التي قدمتها الولايات المتحدة الاميركية للبنان قد بلغت 254 مليون دولار لدعم النازحين السوريين والجمعيات الأهلية”. ولفت الى ان 'إن الولايات المتحدة ملتزمة أيضا دعم القوى الامنية اللبنانية المسؤولة عن الحفاظ على الأمن في لبنان، والرئيس اوباما اعلن أمس عن مبلغ 8,7 مليون دولار اضافي لدعم هذه القوى للحفاظ على الأمن الداخلي وحماية الحدود”، مشيرا إلى أن 'المبلغ الاجمالي الذي قدمته الولايات المتحدة للقوى الأمنية اللبنانية خلال الأعوام الماضية بلغ مليار دولار اميركي لتمكينها من القيام بواجباتها وصولا الى تطبيق قرارات الامم المتحدة ولا سيما القرارين 1701 و1559.

 

البابا في قداس بمعاونة الراعي: سلام المسيح يحرر من عبودية سلاطين الحرب 

عاون البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قداسة البابا فرنسيس في القداس الصباحي إلى جانب الكاردينال ليوناردو ساندري، بمشاركة لفيف من الاساقفة الموارنة والرؤساء العامين ووكلاء الرهبانيات المارونية في روما والكهنة. وخص قداسة البابا في كلمته لبنان والشرق والكنيسة المارونية بعاطفة أبوية كبرى واستهل تأمله بالقول:"الصلاة هي طريق الخلاص الوحيد ليعيش لبنان والشرق الاوسط بسلام المسيح"، لافتا إلى أن "سلام المسيح يحرر من عبودية سلاطين الحرب وانه بالصلاة تستجاب الكلمات النابعة من كلمة الحياة وهي الانجيل، طريق الخلاص الاول". وأشار الى "ضعف البشرية الخاضعة تحت هيمنة الخطيئة التي تجرد الانسان من فضائل النعمة"، مؤكدا أن "هذه الطبيعة البشرية تتحرر بنعمة المسيح وبارادة فعالة تسمح لنا ان نثق بعناية الله التي ترافق حياتنا البشرية لتحرر طبيعتنا الخاطئة من عبودية الخطيئة الى حرية المسيح، اي الى حرية ابناء الله". وفي ختام القداس توجه البطريرك الراعي بكلمة شكر الى قداسة البابا استهلها بالتهنئة باسم الكنيسة المارونية على انتخابه، "هذه الكنيسة الشاهدة التي عاشت وتعيش مسيرة اتحاد عميق بكنيسة روما"، واعدا بأنها "سوف تبقى علامة للبشارة ولاعلان ملكوت الله، ملكوت السلام والعدالة، وفية لأبيها مارون الناسك". وتحدث عند انتشار الموارنة في الاقطار الأربعة، معددا "أبرشيات الكنيسة المارونية في لبنان وخارجه والتي يبلغ عددها 24 أبرشية"، مذكرا ب "قرار سينودس الاساقفة الموارنة، في دورة حزيران الماضي، بانشاء أبرشيتين في كل من أفريقيا وفنزويلا - كولومبيا"، طالبا من قداسة البابا "إقرار انشائهما، لكي تتأمن للموارنة المنتشرين المحافظة على تراثهم الليتورجي واللاهوتي والروحي والتهذيبي، وفقا للقوانين الكنسية".وختم الكاردينال الراعي بتجديد الشكر لقداسته على تحفيزه المؤمنين في كل العالم للصلاة من اجل السلام في الشرق المتألم ولبنان وسوريا، لانه بالصلاة تستجاب النعم من اجل الوصول الى حلول للنزاعات بالطرق السلمية والحوار". بعد القداس، كان لقاء عام بين قداسة البابا والوفد الماروني، قدم خلاله البطريرك الراعي نسخة عن تمثال القديس مارون الموضوع في احدى حنيات بازيليك القديس بطرس في روما. ثم كانت خلوة بين البابا والبطريرك الراعي سلمه خلالها تقريرا مفصلا عن الاوضاع الحالية في الشرق الاوسط.

 

قتيل وجريحان باطلاق نار من الجيش على عناصر من "جبهة النصرة" في عرسال

نهارنت/اعلن الجيش اللبناني عن مقتل سوري وجرح آخرين اثنين بعد اضطرار عناصر من الجيش على اطلاق النار لعناصر باتجاه فان يقل سوريين لم يمتثل لأوامرهم على حاجز في عرسال. وفي بيان أصدرته قيادة الجيش مديرية التوجيه، اعلنت عن اقدان سائق فان تقل عدداً من الركاب السوريين على محاولة الفرار وعدم الامتثال لعناصر حاجز تابع للجيش اللبناني في محلة عين الشعب – عرسال. وأضافت أنه على الرغم من إنذاره عدة مرات، الا أنه لم يمتثل لأوامر عناصر الجيش، ما اضطرهم إلى إطلاق النار، ما أدى الى مقتل أحد الركاب وإصابة شخصين بجروح غير خطرة. ولفتت الى أن احد الجرحى تمكّن من الفرار مع الركاب الآخرين، فيما عاد السائق وسلّم نفسه إلى قوى الجيش. وقد تولّت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث بإشراف القضاء المختص لكشف ملابساته. يُشار الى أن معلومات صحافية كانت قد أفادت، الاربعاء، عن أن الفان كان يحاول تهريب عناصر من "جبهة النصرة" من سوريا الى الداخل اللبناني. وأفادت أن سائق الفان هو من آل البريدي وأحد الجرحى من آل بكور. يُذكر أن مجلس الامن الدولي اضاف في 31 ايار الماضي جبهة النصرة الاسلامية السورية الى لائحة المنظمات التي يعتبرها "ارهابية" والتي تفرض عقوبات عليها لعلاقتها بتنظيم القاعدة.

 

نتانياهو: خطاب روحاني "تهكمي ومخادع"

نهارنت/وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو خطاب الرئيس الايراني حسن روحاني الثلاثاء امام الجمعية العامة للامم المتحدة بانه "تهكمي" و"مخادع" خصوصا في ما يتعلق بالمسالة النووية. وجاء في بيان لمكتب نتانياهو نشره ليل الثلاثاء الاربعاء في القدس "كما كان متوقعا، كان خطاب روحاني تهكميا ومخادعا كليا. تحدث روحاني عن حقوق الانسان في حين ان القوات الايرانية تشارك في مجزرة على نطاق واسع بحق المدنيين الابرياء في سوريا". واضافت ان الرئيس الايراني "دان الارهاب في حين ان النظام الايراني يلجأ الى الارهاب في عشرات الدول بالعالم. تحدث عن برنامج نووي لاغراض مدنية في حين وحسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ان هذا البرنامج له طابع عسكري". واوضح "كل شخص عاقل يفهم ان ايران، وهي احد الدول الغنية بالنفط، لا توظف رساميل في الصواريخ البالستية وفي المنشآت الننووية تحت الارض لانتاج الكهرباء".

وندد البيان ايضا ب"غياب اقتراح عملي من اجل وقف البرنامج النووي العسكري والتعهد تطبيق قرارات مجلس الامن الدولي". واشار البيان ايضا الى ان هذا الخطاب "يترجم بالتحديد الستراتيجية الايرانية التي تقوم على الكلام وربح الوقت من اجل تحقيق تقدم في قدراتها للحصول على الاسلحة النووية". وختم بيان نتانياهو بالقول ان روحاني "تبجح قبل عقد من الزمن بانه خدع الغرب بشكل انه بينما كانت ايران تجري محادثات كانت تتقدم في نفس الوقت ببرانامجها النووي. يجب ان تختبر الاسرة الدولية ايران ليس في اقوالها بل في افعالها".

وكالة الصحافة الفرنسية.

 

سليمان امام الجمعية العامة للامم المتحدة: لتحييد لبنان وتنفيد القرار 1701

وكالات/دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى تشجيع الدول الإقليميّة المؤثّرة على وعي أهميّة تحييد لبنان عن الصراعات، وعدم فائدة إقحامه في سياسة المحاور، وتالياً تشجيع هذه الدول على تقديم دعم فعلي لمضمون ومقاصد "إعلان بعبدا"، ولنهج الحوار والتوافق، كمثل الدعم الذي تعهّد مجلس الأمن الدولي تقديمه. واذ دعا الى استمرار العمل على فرض تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته، فانه شدد على ضرورة تزخيم السعي الهادف لإيجاد حلّ سياسي متوافق عليه للأزمة السوريّة، معتبرا ان "التفاهم الأميركي-الروسي الأخير في شأن الأسلحة الكيميائية يمكن أن يكون مدخلاً نحو الحلّ السلمي المتكام"ل. وشدد على ضرورة" ان يتخذ المجتمع الدولي موقفا حازما حيال سبل حماية الاماكن المقدسة التي تطاولها الاعتداءات في أيّ مكان من العالم، وخصوصاً في الشرق الأوسط مهد الديانات السماوية"، لافتا بشكل خاص الى ما "تعرّضت له بلدة معلولا السورية التاريخية".

كما دعا الرئيس سليمان لإيجاد حل عادل وشامل لقضية الشرق الأوسط وجوهرها قضية فلسطين، على قاعدة قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام"، مؤكدا ضرورة "اعتماد مقاربات شاملة ومتكاملة، تضمن مشاركة كل الدول المعنيّة وتعالج مختلف أوجه الصراع العربي-الإسرائيلي، كبديل من الحلول الثنائة والمنفردة"؛ ولافتا الى "ان لبنان سيبقى متيقّظاً وحريصاً على أن لا يأتي أيّ حلّ على حساب مصالحه العليا، وسيرفض بالتحديد، أي تسوية تسمح بتوطين اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه".

كلام الرئيس سليمان جاء في خلال الكلمة التي القاها امام الجمعية العمومية للامم المتحدة عند الساعة الواحدة صباحا" بتوقيت بيروت( السادسة مساء" بتوقيت نيويورك) التي جاء فيها:

"أتقدّم منكم بدايةً بالتهنئة على انتخابكم رئيساً لهذه الدورة، كذلك أتوجّه بالتقدير إلى سعادة الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون، الذي واكب بشكل حثيث ودقيق تطور الأوضاع العامة في لبنان، من خلال بياناته والتقارير المتتالية التي أعدّها في شأن تنفيذ القرارات الدوليّة الخاصة ببلادي، وأبرزها القرار 1701 الذي تتولّى قوات اليونيفيل مشكورة، السهر على تنفيذه بالتنسيق مع الجيش اللبناني. كما جاء البيان الرئاسي الأخير لمجلس الأمن الدولي بتاريخ 10 تموز الفائت، ليحدّد خريطة طريق فعليّة لما يمكن أن يقوم به المجتمع الدولي لمساعدة لبنان، أيّ لصون استقراره وتعزيز مؤسساته، ودعم اقتصاده وجيشه، ومساعدته في مواجهة العبء المتزايد للاجئين الوافدين من سوريا إلى أراضيه؛ وهذا جوهر ما سيسعى إليه اجتماع "مجموعة الدعم الدوليّة الخاصة بلبنان" التي ستنطلق أعمالها بعد ظهر غد، بدعوة من سعادة الأمين العام".

اضاف: "السيد الرئيس،لقد تعرّضت دول عديدة ممثّلة في هذه الجمعيّة، لثورات وحروب أهلية أو عدوان خارجي، وعانت طويلا من تداعياتها، إلا أنها تمكّنت في معظمها، وبفترات زمنيّة متفاوتة، من تخطّي المصاعب وإعادة تكوين بنيانها الوطني.واللبنانيون الذين ينتمون إلى حضارة عريقة تميزت منذ آلاف السنين بابتداع العناصر المتقدمة الأولى للأبجديّة، وساهمت بحركة الانفتاح والتواصل البناء عبر المتوسط بين الشرق والغرب وبين الحضارات والثقافات، سيتمكنون بما يمتلكونه من قدرات وعزم من الاضطلاع بما يقع على عاتقهم من مسؤوليّة لإعادة الوهج إلى رسالة بلادهم كمساحة حريّة وعيش مشترك، وتثبيت كيانهم في الشرق في إطار دولة اعتمدت الديموقراطية منذ نشأتها، وحرصت منذ الاستقلال على احترام التنوع من ضمن الوحدة وصون الحريات الشخصية والعامة.وهم سيستمرّون، من طريق الحوار، في العمل على تطوير نظامهم السياسي، وتحسين ممارستهم الديموقراطية وما يستوجبه ذلك من توافق على قانون انتخاب عصري جديد، وتوضيح لآليّات الحكم،من دون تعطيل جوهر الصيغة الميثاقيّة والتوافقيّة التي قام عليها لبنان، والتي تقضي بالمشاركة المتكافئة والمتوازنة لجميع مكوّنات المجتمع في إدارة الشأن العام. وقد ذهب البند "ي" من مقدمة الدستور إلى حدّ اعتبار "أن لا شرعيّة لأيّ سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك". كما سيتوجب عليهم العودة إلى التزام "إعلان بعبدا" القاضي بتحييد لبنان عن التداعيات السلبيّة للأزمات الإقليميّة وعن سياسة المحاور؛ وكذلك التوافق على استراتيجيّة وطنيّة للدفاع حصرا عن لبنان في وجه عدوانيّة إسرائيل وتهديداتها المستمرّة، والانتهاء من إقرار التدابير الإداريّة والقانونيّة الكفيلة بالاستفادة من ثروتهم وحقوقهم السياديّة في حقول الغاز والنفط التي تختزنها مناطق لبنان البحرية".

وتابع: "مهما تكن قوّة هذا الالتزام، فأنّ اللبنانيين ما زالوا بحاجة لمواكبة ودعم من الدول الشقيقة والصديقة لمواجهة التداعيات السلبيّة للأزمات والمشكلات الخارجيّة التي لا شأن لهم بها، والتي تتهدّد مع ذلك أمنهم واستقرارهم وتؤثّر سلباً على أوضاعهم الاقتصاديّة والاجتماعيّة.وهم يتطلعون إلى هذه المساعدة ليس فقط من باب التضامن الأخوي والصديق، بل كذلك من منطلق المسؤوليّة المشتركة التي تقع على عاتق المجتمع الدولي ككلّ، بإزاء مشكلات تتهدّد الأمن الإقليمي والعالمي بمجمله.وأبرز هذه التحديات الإقليمية التي تنسحب سلبا على لبنان هي الآتية :

-التحدّي الأوّل ناتج من تداعيات الأزمة السوريّة على أمن لبنان واقتصاده. فبالرغم من قرار النأي بالنفس الذي توافقت عليه هيئة الحوار الوطني من خلال "إعلان بعبدا"، والذي أصبح وثيقة رسميّة من وثائق الأمم المتحدة، فقد توّرط بعض الأطراف اللبنانيّة المتعارضة، في النزاع الدائر على الأراضي السوريّة. كذلك تعرّضت الأراضي اللبنانيّة لخروقات واعتداءات من الجانب السوري للحدود. وتزامن هذا التورّط مع تفجيرات إرهابيّة طاولت المدنيين، وخصوصاً في الضاحية الجنوبيّة من بيروت وفي عاصمة الشمال طرابلس، أودت بحياة عشرات المدنيين وتسبّبت بإيذاء المئات.

- أما العبء الأكثر إلحاحاً وحجماً، والذي بدأ يأخذ طابعاً وجوديّاً، فهو ناتج من التنامي غير المسبوق لأعداد اللاجئين الوافدين من سوريا، بما يفوق طاقة لبنان وقدرته على الاستيعاب، وقد بات عددهم يفوق ما نسبته ربع عدد سكان لبنان. ولبنان كما تعلمون، بلد يقوم على رقعة جغرافيّة محدودة المساحة والموارد والإمكانات وعلى توازنات دقيقة.

وبما أنّه لا يمكن إلزام الأوطان، كما الأفراد، بالمستحيل وبما لا قدرة لهم عليه، فيهمّني من على هذا المنبر، أن أكرّر طلب دعم دولكم للمقترحات التي سبق وتقدّمت بها لتخفيف هذا العبء المتفاقم، وهي تتمحور حول النقاط الآتية:

- توفير المبالغ والإمكانات البشريّة والماديّة الكافية، وبصورة فعليّة، لتأطير وتنظيم وجود اللاجئين السوريين الوافدين إلى لبنان، وتلبية احتياجاتهم الإنسانيّة والحياتيّة الأساسيّة، علماً بأنّه لم يتم الإيفاء بالالتزامات التي تمّ التعهّد بها في اجتماع الدول والهيئات المانحة الذي قامت دولة الكويت مشكورة باحتضانه بتاريخ 30 كانون الثاني 2013 إلا بصورة جزئيّة.

- تعزيز أطر ومساحات إيواء النازحين السوريين داخل الأراضي السوريّة بالذات، في مناطق آمنة تقع خارج إطار النزاع الدائر، علماً بأنّ مساحة سوريا ثمانية عشر أضعاف مساحة لبنان.

- الموافقة على عقد مؤتمر دولي خاص بموضوع اللاجئين السوريين، لا يكتفي فقط بالدعوة إلى تقديم المساعدات الماليّة، بل يباشر البحث في سبل تقاسم الأعباء والأعداد بين الدول، من منطلق المسؤوليّة المشتركة وفي ضوء السوابق التاريخيّة. والاجتماع الموسّع الذي دعا المفوّض العام للهيئة العليا للاجئين إلى عقده في جنيف في الثلاثين من هذا الشهر خطوة إيجابيّة في هذا السبيل.

- تقديم الدعم من كل الدول المعنيّة والقادرة لأعمال "لجنة الدعم الدوليّة الخاصة بلبنان"، التي أدرجت قضيّة اللاجئين في سلّم أولوياتها؛كلّ ذلك بانتظار إيجاد الحلّ السياسي الذي ننشده للأزمة السوريّة، والذي من شأنه أن يسمح للاجئين بالعودة الآمنة والكريمة إلى بلادهم في أسرع الآجال.

أما التحدّي الأساس فهو ما زال ناتجاً من تداعيات الصراع العربي الإسرائيلي، وتمادي إسرائيل في احتلالها وممارساتها التعسّفيّة وسعيها لإقامة المزيد من المستوطنات غير الشرعيّة، وتهويد مدينة القدس، وفشل المجتمع الدولي في إيجاد حلّ عادل وشامل لمختلف أوجه هذا الصراع، خصوصاً بما أفرزه من مشكلة لاجئين في الدول المجاورة المضيفة، وخصوصاً في لبنان، وما عزّزه من شعور بالظلم وميل نحو التطرّف والعنف، وما تسبّب به من خسائر بشريّة وماديّة عطّلت مشاريع التقدّم الاقتصادي والاجتماعي على مساحة الوطن العربي. وقد عانى لبنان على وجه التحديد من الاعتداءات الإسرائيليّة المتتالية على أراضيه ومنشآته وبناه التحتيّة، بمختلف أنواع الأسلحة الفتّاكة والمحرّمة، ودفع غالياّ ثمن هذه الاعتداءات وما خلّفته سنوات الاحتلال والعدوان من قتل وإيذاء وقطع أوصال ودمار".

وقال الرئيس سليمان :" لذا يدعو لبنان تأميناً لمصالحه الوطنيّة، وتحقيقاً للعدالة والسلام ومقاصد شرعة الأمم المتحدة وقراراتها الملزمة إلى الآتي:

1- استمرار العمل على فرض تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بكل مندرجاته، بما يضمن تثبيت قواعد الاستقرار والأمن في الجنوب اللبناني والمساهمة ببسط سلطة الدولة على كامل أراضيها وثني إسرائيل عن خروقاتها اليوميّة للسيادة اللبنانيّة. وهذا ما تسعى اليونيفيل لتحقيقه بالتعاون مع الجيش اللبناني. وهي مناسبة لشكر كل الدول المساهمة في القوات الدوليّة وقائدها وعناصرها على تفانيهم وتضحيتهم في خدمة قضيّة الاستقرار والسلام.

2- تزخيم السعي الهادف لإيجاد حلّ سياسي متوافق عليه للأزمة السوريّة يحفظ وحدة سوريا وحقوق أبنائها وجميع مكوّنات شعبها وحريّاتهم الأساسيّة. وقد سبق للبنان أن دان استعمال الأسلحة الكيميائيّة وطالب الأمم المتحدة، ومن ضمنها مجلس الأمن، بأن تقوم حصراً بواجب مساءلة المرتكبين. ويمكن التفاهم الأميركي-الروسي الأخير في شأن هذه الأسلحة أن يكون مدخلاً نحو الحلّ السلمي المتكامل المنشود. هذا الحل يوقف النزيف ويحول دون تمدد التطرف الى دول الجوار ودون توتير العلاقات الدولية بشكل خطير.

كما هي مناسبة اليوم كي ندين أيّ اعتداء يطاول الأماكن المقدّسة في أيّ مكان من العالم، وخصوصاً في الشرق الأوسط مهد الديانات السماويّة، وأخيراً ما تعرّضت له بلدة معلولا السوريّة التاريخيّة، لما تمثّله هذه الاعتداءات من انتهاك للحضارة ولروح الديانات السمحاء. وهذا ما يستوجب موقفاً حازماً من المجتمع الدولي حيال سبل حماية هذه الأماكن، وليس أقلّها إقرار آليّة لتقصّي حقيقة الأوضاع.

3 - تشجيع الدول الإقليميّة المتنافسة، خارج إطار الصراع العربي الإسرائيلي، على تغليب منطق الحوار والتفاوض في ما بينها، وإيجاد حلول سلميّة وعاقلة للمشكلات التي تضعها في مواجهة بعضها البعض، بما يضمن مصالحها المشتركة والمشروعة، استناداً إلى معايير موضوعيّة وعادلة. وهذه حلول ممكنة وأقل كلفة من تلك التي تعتمد على موازين القوى الظرفيّة والمتقلّبة.

4 - تشجيع الدول الإقليميّة المؤثّرة على وعي أهميّة تحييد لبنان عن الصراعات، وعدم فائدة إقحامه في سياسة المحاور وما قد تتسبّب به من توتّر وتباعد بين المذاهب والطوائف. وتالياً تشجيع هذه الدول على تقديم دعم فعلي لمضمون ومقاصد "إعلان بعبدا"، ولنهج الحوار والتوافق، كمثل الدعم الذي تعهّد مجلس الأمن الدولي تقديمه.

5 - الدفع في اتجاه إيجاد حلّ عادل وشامل لقضيّة الشرق الأوسط وجوهرها قضيّة فلسطين، على قاعدة قرارات الشرعيّة الدوليّة ومرجعيّة مؤتمر مدريد والمبادرة العربيّة للسلام، علماً بأن لا استقرار ولا ديموقراطيّة ولا اعتدال في الشرق الأوسط من دون تحقيق العدالة في فلسطين وعلى قاعدة أنّ امن المنطقة العربيّة والمحافظة على تنوّعها الثقافي امر استراتيجي مهم .وإذ يتابع لبنان باهتمام استئناف مفاوضات السلام الفلسطينيّة الإسرائيلية، فإنّه ما زال يدعو إلى اعتماد مقاربات شاملة ومتكاملة، تضمن مشاركة كل الدول المعنية وتعالج مختلف أوجه الصراع العربي-الإسرائيلي، كبديل من الحلول الثنائيّة والمنفردة؛ وهو سيبقى تالياً متيقّظاً وحريصاً على أن لا يأتي أيّ حلّ على حساب مصالحه العليا، وسيرفض بالتحديد، أيّ تسوية تسمح بتوطين اللاجئين الفلسطينيين على أراضيه، بما يتعارض مع مندرجات الفقرة التنفيذيّة الرابعة من المبادرة العربيّة للسلام ومع مقدّمة دستوره وثوابت وفاقه الوطني". اضاف :"السيّد الرئيس، في هذه المرحلة الانتقاليّة التي يشهد فيها العالم العربي تحوّلات تاريخيّة كبرى، يشهد العالم أجمع، تحوّلاً جوهريّاً يعود إلى التطوّر العلمي المذهل الذي يتوالى بين ليلة وضحاها، وخصوصاً في مجاليّ تقنيّات الاتصال والمعلومات. ينشر هذا التطوّر طابع العولمة على كلّ مفاصل الحياة، والشؤون اليوميّة للمواطنين، ويفرض تعميم روح التعدديّة والتنوّع في مختلف المجتمعات والكيانات، كشرط ملازم لمواكبة عجلة التغيير المتسارعة.إلا أنّ الأنظمة التي ترعى شؤون الناس والمجتمعات هذه لم تشهد تطوّراً موازياً ومناسباً على الصعيد الفكري، بل على عكس ذلك فقد ظهرت نزعات متطرّفة وإرهابيّة، وانعزاليّة لا تعترف بالآخر وترفض الحوار والعيش المشترك، وقد أدّت بالبعض إلى المطالبة بالعودة إلى الإمارات الدينيّة أو المنعزلات العنصريّة، ولجأت من أجل تطبيق ذلك إلى أساليب عنيفة تجافي السلام والحريّات العامة. وفي خضمّ هذه النزعات الأصوليّة الأحاديّة يبقى لبنان مختبراً ونموذجاً لنمط الحياة المشتركة المرجوّة لعالم الغد. هذا النموذج يقتضي دعمه وتوفير السبل الآيلة للحفاظ على استمراره وقد عايشه الشباب اللبناني لعشرات السنين، طلاباً في أروقة المدارس والجامعات،و خبروه عسكريين في ثكنات الجيش والقوى الأمنيّة والمخيمات العسكريّة وفي أداء المهمات الوطنيّة. كذلك يعيشه المواطنون في شوارع المدن والقرى والعاصمة وفي مسارحها ونواديها ومقاهيها ودور السينما، وفي المؤسسات العامة والخاصة وهيئات المجتمع المدني. نمط الحياة هذا يمارس يوميّاً على وقع قرع أجراس الكنائس وصدح مآذن الجوامع، جنباً إلى جنب، ومن خلال المناسبات المشتركة، وأبرزها يوم العيد الوطني (الديني) المشترك بتاريخ 25 آذار، من كل عام، في عيد البشارة، وهي مناسبات تسعى كلها إلى الخير العام".

وختم الرئيس سليمان :" السيّدات والسادة،رؤساء الدول والمنظمات الدوليّة والإقليميّة،إنّ إدارة التنوّع وبناء ثقافة العدالة والسلام والعيش المشترك بين الثقافات والحضارات والأديان تتطلّب منا جميعاً العمل منذ الآن على الأمور الثلاثة الآتية:

أولا :تطوير الأنظمة السياسيّة والماليّة والاجتماعيّة التي ترعى شؤون الناس والدول لجعلها أكثر إنسانية وملاءمة للتنوع، وخصوصا النظام الديموقراطي، بما يكفل إشراك المكونات البشرية في كافة الدول، بما في ذلك الأقليات في الحياة السياسيّة وفي إدارة الشأن العام، بقطع النظر عن نسبها أو قدرتها العددية، بل بالاعتماد على تراثها الحضاري.

ثانياً : اعتبار الحفاظ على الوجود الحرّ والفاعل للأقليّات في العالم، وما تمثّله من حضارة وخصوصيّة، مسؤوليّة دوليّة، وخصوصاً في الشرق الأوسط، مهد الديانات السماويّة التي عاشت شعوبها قروناً من الحياة المشتركة وبنت حضارات أغنت تاريخ البشريّة بالثقافة وبمعاني التسامح والخير والمحبّة. مسؤوليّة لا ترتكز إلى تقاسم المصالح الدوليّة في هذه البقعة من العالم، ولا تأخذ هذه المجموعات في حساب هذه المصالح، بل تأخذ مصلحة كلّ من هذه الأقليّات في أن تعيش قضايا أمّتها في كونها جزءاً أساسيّاً من نسيج هذه الأمّة.

ثالثا :تكثيف الجهد القائم لإصلاح وتطوير هيئات الأمم المتحدة وأجهزتها المتخصّصة بالتلاؤم مع التطوّر الحاصل لاستعادة الثقة في مقدرتها على معالجة المشكلات الدوليّة ومواجهة الجرائم واتخاذ القرارات المناسبة في شأنها، وتنفيذ هذه القرارات من دون عوائق، ومن دون انتقائية وازدواجية معايير وذلك كبديل من منطق القوّة المشروعة الذي قد تلجأ إليه الشعوب التي تقع بلدانها ضحيّة العدوان والاحتلال في غياب المرجعيّة الدوليّة القادرة والضامنة.من جهته سيبقى لبنان وفيّاً لرسالة الحريّة والعيش المشترك التي يتميّز بها، ملتزماً قرارات الشرعيّة الدوليّة، حريصاً على روح الاعتدال والوفاق التي بنى عليها جوهر كيانه، وشريكاً فاعلاً في السعي الدولي الشامل لتحقيق مقاصد العدالة والسلام والتنمية البشرية المستدامة".

 

خلوة بين أوباما وسليمان بعد لقاء موسع ولبنان يطلب المساعدة في أزمة النازحين

بيروت، نيويورك – «الحياة»/اجتمع الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس اللبناني ميشال سليمان ظهر أمس في نيويورك بعد إلقاء الأول خطابه في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وبحثا في تطورات الأزمة السورية وانعكاساتها على لبنان واجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان الذي يُعقد اليوم في الأمم المتحدة لمساندة المؤسسات اللبنانية وتمكين وزاراته من مواجهة تداعيات الأزمة عليه ودعم الجيش اللبناني.

وحضر اجتماع أوباما وسليمان، الذي دام ساعة وعُقد في السادسة والنصف مساء بتوقيت بيروت، وزير الخارجية الأميركي جون كيري وعدد من السفراء المعاونين له في الخارجية الأميركية ومستشاري البيت الأبيض ونائب رئيس الوزراء اللبناني سمير مقبل ووزيرا الخارجية عدنان منصور والشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور ومستشار سليمان السفير ناجي أبي عاصي وسفير لبنان في واشنطن نواف سلام. وأعقبت المحادثات الموسعة خلوة بين الرئيسين الأميركي واللبناني. وسبق بدء الاجتماع دخول الصحافيين الى قاعة الاجتماع لخمس دقائق حيث تحدث إليهم كل من الرئيسين. وطلب سليمان في حديثه معهم «دعم المجتمع الدولي والولايات المتحدة لإنجاح اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان ومساعدته في مواجهة عبء توافد النازحين السوريين».

وأكد أوباما دعمه لقيادة الرئيس سليمان، مشيداً «بشجاعته وقيادته الاستثنائية وتصميمه على المحافظة على استقرار لبنان ووحدته»، وأبلغه في خلوتهما «دعم الجيش اللبناني بمبلغ ٧.٨ مليون دولار».

كما ابلغه «رفض الولايات المتحدة التورط القوي لحزب الله في سورية، وهو نزاع أدى الى نزوح الملايين وزعزعة استقرار المنطقة»، مشدداً على ضرورة «أن لا يؤثر النزاع السوري على الدول المجاورة وخصوصاً لبنان. وأضاف أوباما «من الضروري أن يكون هناك تسوية في شأن النزاع في سورية تحفظ حقوق الجميع لاسيما المسيحيين». وأثنى أوباما «على كل الجهود التي يقوم بها (سليمان) لا سيما أننا دعونا الجميع في لبنان الى عدم الانخراط في النزاع في سورية».

وذكر أن «الولايات المتحدة قدمت أكثر من ٢٥٤ مليون دولار للمساعدة في موضوع النازحين، وعلى الأسرة الدولية أن ترفع من دعمها وتأييدها للمساعدة في مسألة اللاجئين السوريين» في لبنان.

وأبلغ أوباما سليمان أن «الولايات المتحدة تدعمكم في الحفاظ على استقرار لبنان ووحدته ونرجوا منكم أن تشعروا بالثقة التامة أننا سنعمل بشكل جاهد ليس فقط معكم وإنما مع المجتمع الدولي من أجل دعم لبنان في هذه الظروف العصيبة والحؤول دون انتقال النزاع عبر الحدود».

وأبلغ سليمان الرئيس الأميركي أن لبنان «يقع في قلب صراعات أصبحت تهدد كيانه». وأضاف أن «العملية السياسية في لبنان يجب أن تستكمل بتطبيق إعلان بعبدا، ونحن نجهد على تطبيق بنود الاتفاق على كل الأطراف اللبنانيين». وتمنى سليمان «إعطاء الجهد الكامل لدعم الجيش اللبناني في خطة التسليح الخمسية لتمكينه من تولي شؤون الدفاع عن لبنان بمفرده والتصدي لعمليات الإرهاب التي يمكن أن يكون لبنان معرضاً لها نظراً الى تمدد التطرف والإرهاب في المنطقة». وسبق اجتماع سليمان مع نظيره الأميركي لقاءات عدة في يومه الحافل بنيويورك، فاجتمع مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. وعلمت «الحياة» أن البحث تناول الأزمة السورية وضغط النازحين السوريين في البلدين والصعوبات التي يواجهانها في تحمل الأعباء الناجمة عن تدفقهم. وقالت مصادر مطلعة إن الزعيمين تطرقا الى مخاطر استمرار التصعيد العسكري في سورية على رغم السعي الأميركي – الروسي الى تنفيذ الاتفاق بينهما على تعطيل السلاح الكيماوي السوري، وعلى رغم أن الاتجاه الغالب سيكون في النهاية لمصلحة تغليب الحل السياسي.

كما التقى سليمان مفوضة شؤون الأمن والخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بعد أن كان التقى أول من أمس رئيس المفوضية الأوروبية هيرمان رومبوي، والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.

كما التقى الرئيس اللبناني بعد الظهر (بتوقيت نيويورك) وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مقر إقامة الرئيس اللبناني، الذي ألقى كلمته في الجمعية العمومية الخامسة عصراً بالتوقيت الأميركي.

وحصلت لقاءات جانبية بين وفد عسكري لبناني ومسؤولين في الخارجية الأميركية تناولت المساعدات للجيش اللبناني. كما حصلت لقاءات جانبية بين أعضاء في الوفد اللبناني وآخرين أوروبيين معنيين بتقديم المساعدات للبنان.

ويلتقي سليمان نظيره الإيراني حسن روحاني ظهر اليوم بتوقيت نيويورك، إضافة الى رؤساء آخرين، على أن يحضر اجتماع «مجموعة الدعم الدولي للبنان» الذي يضم وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وآشتون والعربي وعدد من رؤساء المنظمات الإقليمية والدولية إضافة الى مسؤولي مؤسسات الأمم المتحدة المعنية بدعم لبنان اقتصادياً ومالياً، والذي سيصدر عنه بيان ختامي يؤكد دعم لبنان سياسياً واقتصادياً.

وجاءت لقاءات سليمان المكثفة في نيويورك فيما لقي موضوع تأليف الحكومة ردود فعل إثر تصريحات أدلى بها سليمان لجريدة «لوفيغارو» الفرنسية تناول فيها الأوضاع اللبنانية، ومنها التأخر في تشكيل الحكومة إذ قال: «في ما يخصني أعتبر أن الفرصة المعطاة لتشكيل حكومة توافقية طالت كثيراً. ومن الآن حتى بداية تشرين الأول (اكتوبر) سنتحمّل، الرئيس المكلف (تمام سلام) وأنا، مسؤولياتنا من أجل تشكيل حكومة. يجب قيام سلطة إجرائية شرعية مع توقع الانتخابات الرئاسية بين آذار (مارس) وأيار (مايو) المقبلين».

وإذ أكد سليمان أن «لبنان نجح حتى الآن في عدم الانجرار الى صراعات داخلية»، لقي كلامه عن الحكومة رداً من رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي النائب ميشال عون الذي صاغ رده بالتوجه الى الرئيس سلام قائلاً: «هناك جهات تتكلم عن تشكيل الحكومة كأنه يحق لهم التشكيل من دون أن تكون الاستشارات النيابية ملزمة. الحكومة لم تتألف ليس بفعل شروط الآخرين، بل بسبب شروط رئيس الحكومة المكلف الذي يخرج عن الميثاقية والشرعية، كأنه يريد أن يفتعل مشكلة معنا عندما يقول إن له الحق بتأليف الحكومة والرئيس يوقع واستشارة الكتل النيابية غير ملزمة». وأضاف: «فليذهب ويؤلف الحكومة مع (جبهة) النصرة». وانتقد عون مبدأ المداورة في توزيع الوزارات، معتبراً أن المقصود بها وزير واحد وهو معروف، مشيراً بذلك الى وزير الطاقة جبران باسيل، الذي قال عنه إنه «ناجح ولم ينجز أحد ما أنجزه...». واتهم سلام بمخالفة الميثاقية والتقاليد البرلمانية.

ورفض عون أن تتشكل حكومة تتحول الى حكومة تصريف أعمال، معتبراً أن الحكومة هي حصيلة المشاورات النيابية وإرادة رئيسي الحكومة والجمهورية... «وإلا لا يحلم أحد بحكومة، فنحن نختار وزراءنا».

من جهة ثانية، علّق وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في تغريدة على حسابه على موقع «تويتر» أمس، على الانتقادات التي وجهها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في كلمته أول من أمس لحكومة البحرين وقوله «إنها تريد تحريم أي اتصال مع حزب الله»، فقال إن «التواصل مع حزب الله الإرهابي هو تواصل مع العدو ويخضع مرتكبه للمساءلة القانونية». وقال الوزير البحريني إن «شعب البحرين أشرف من أن يخاطبه مجرم تلطّخت يداه بدماء الأبرياء في سورية ولبنان والعراق».

 

عماد واكيم : تجربتهم الحكومية دليل قاطع على فشلهم

وطنية - أكد منسق منطقة بيروت في " حزب القوات اللبنانية" عماد واكيم خلال حفل اختتام دورة الشهيد علي الدايخ في طاولة الزهر في مركز القوات في كرم الزيتون، أن "الحزب لن يشارك في الحوار ليس لأنه ضده، بل لأنه يستدعي الإلتزام باتفاق بين الطرفين وهذا ما لم يحدث. فإن اعلان بعبدا الذي اتفق عليه جميع الأطراف في طاولة الحوار السابقة، اعتبر منذ شهر من قبل رئيس كتلة نيابية مشاركة في ذلك الحوار انه ولد ميتا"، موضحا أن "المشكلة الأساسية لعرقلة قيام الدولة هي سلاح حزب الله". أضاف :"عندما يكون الحوار جديا ويصل الى نتيجة تقربنا من قيام الدولة نكون مع هذا الحوار. أما إذا سنذهب لنكذب على بعضنا ونضع مئات العراقيل أمام اتفاقات كاتفاق بعبدا، فبالتأكيد لن نشارك". وتطرق الى "مشكلة تشكيل الحكومة التي يريد فيها الفريق الآخر الثلث المعطل بالإضافة الى تحميل هكذا حكومة قرار مشاركتهم في الحرب في سوريا"، مذكرا ب"تجارب الفريق الآخر السابقة الفاشلة في الحكومة وكيفية تعطيلهم للبلد في ثلثهم المعطل في الحكومات السابقة"، ومؤكدا ان "القوات اللبنانية مع حكومة تخرجم من مشاركتهم في سوريا". وقال :"لن نرضى إلا أن يكون البيان الوزاري إعلان بعبدا الذي يعلن الحياد اللبناني عن كل المشاكل التي تحدث في المنطقة حولنا". وعن كلام البعض ان "القوات اللبنانية تؤيد جبهة النصرة، قال واكيم :"ان حزب البعث وجبهة النصرة هما وجهان لعملة واحدة والى زوال.

أضاف :"ان الشهيد علي الدايخ ليس مسيحيا، ومنذ 1975 حتى اليوم تتهم القوات اللبنانية بأنها تدافع فقط عن المسيحيين. صحيح ان القوات تدافع عن المسيحييين ولكن ليس من منطلق مذهبي او ديني لإلغاء الآخرين، بل هو كان وما زال من منطلق بناء الدولة اللبنانية التي تعزز وجود كل الطوائف وتوصل الحق للجميع. إن استشهاد علي له معنى خاص وهو دليل على ان القوات اللبنانية لم تكن تدافع عن المسيحيين فقط".

وأعلن أن "هذه الدورة ستتكرر سنويا، وفي كل سنة ستكون باسم أحد شهداء كرم الزيتون"، مؤكدا أن "القوات اللبنانية لن تنسى شهداءها وعلى رأس هؤلاء الشهداء الشيخ بشير الجميل الذي ضحى بحياته من أجل القضية اللبنانية". بعدها تم توزيع الكؤوس على الرابحين والميداليات على المشاركين من قبل عماد واكيم، شقيق الشهيد علي الدايخ يوسف الدايخ، ومسؤول مركز كرم الزيتون سليمان رزق.  وقدم مسؤول منطقة الأشرفية بيار زكور درعا تقديرية لموقع القوات اللبنانية.

 

بطريرك بابل على الكلدان في العالم لويس روفائيل ساكو وصل الى بيروت: ندعو المسيحيين إلى عدم الهجرة وثمة مخطط لتقسيم الديانات إلى أعراق

وطنية - أفادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في مطار رفيق الحريري الدولي - بيروت حلا ماضي عن وصول بطريرك بابل على الكلدان في العالم لويس روفائيل ساكو، إلى بيروت. وفي المطار تحدث البطريرك ساكو فدعا "المسيحيين أينما كانوا إلى عدم الهجرة، لأنها تعتبر انسحابا من الساحة وفقدانا للهوية"، وقال: "إنهم في بلدان الهجرة لاجئون ومهاجرون، أما هنا فلهم هوية ودور وتاريخ، ولا يمكن للأمور أن تبقى على ما هي عليه، وفي الأفق أمل". ولفت إلى أن "ثمة مخططا وأجندة لتقسيم الديانات إلى أعراق".

 

قائد الجيش تفقد الوحدات العسكرية في السعديات: لعدم التهاون مع العابثين بالأمن والاستعداد لجبه التحديات

وطنية - تفقد قائد الجيش العماد جان قهوجي، ظهر اليوم، لواء المشاة السابع في منطقة السعديات ومحيطها، حيث جال على قيادته ووحداته المنتشرة عملانيا، واطلع على مهماته ونشاطاته المختلفة، ثم اجتمع بالضباط والعسكريين واعطى توجيهاتها اللازمة. وأثنى على "الانجازات اليومية التي تحققها الوحدات العسكرية في مجال ضبط الامن وكشف الشبكات الارهابية، والقبض على عصابات الخطف ومرتكبي الجرائم المنظمة على انواعها"، مؤكدا "وجوب مضاعفة الجهود لطمأنة المواطنين والحفاظ على ارواحهم وممتلكاتهم"، لافتا، في هذا الاطار، الى "التدابير التي اتخذها الجيش أخيرا في منطقة بيروت الكبرى والضاحية الجنوبية بالتعاون مع القوى الامنية والاجهزة الرسمية المختصة". وختم مشددا على "وجوب التدخل السريع والفاعل لمعالجة مختلف الحوادث الامنية وعدم التهاون مع العابثين بالامن الى اي جهة انتموا"، داعيا العسكريين الى "الجهوز الدائم والاستعداد لجبه التحديات والاخطار المحدقة بالوطن".

 

انطوان سعد: هيبة الدولة ستبقى هي الاقوى لأن فرضية الأمن الذاتي أثبتت فشلها

وطنية - أكد النائب أنطوان سعد في تصريح، أن "هيبة الدولة ستبقى هي الابقى والاقوى مهما تطاول البعض عليها، لأنها العامل الاساسي لاطمئنان الجميع ان كان في الضاحية الجنوبية او في اي نقطة في لبنان، لأن نظرية الأمن بالتراضي لم يكتب لها النجاح، وفرضية الأمن الذاتي اثبتت فشلها وعدم جدواها حتى من النسيج الاجتماعي الواحد، لأن لا خيار لنا كلبنانيين إلا الدولة ولا ملاذ لنا إلا المؤسسات ولا حصانة لنا إلا الدستور، ولا مخرج الا بالحوار الوطني تحت كنف الدولة المسؤولة وحدها عن امن اللبنانيين وعن حمايتهم وعن قرارهم السياسي". ودعا الى "إزالة الحواجز النفسية بين مكونات القوى السياسية في لبنان والى ضرورة الاسراع في تشكيل حكومة تخرج البلاد من حالة القلق والفوضى وشبه الانهيار الذي يخيم على الاجواء نتيجة غرق البعض في الوحول السورية". وقال: "ان زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى نيويورك من شأنها أن تثبت الدعم الدولي للبنان لضمان استقراره وامنه في ظل ارتفاع منسوب الخطر الداهم الذي يزحف باتجاهه وارتدادات الاحداث السورية، لأن الهدف الاساسي من المؤتمر تحييد لبنان وابقائه بمنأى عن الصراع الدائر او جعله منصة لاطلاق التهديدات وتصفية الحسابات، وبدا هذا الامر من الالتفاف الواسع حول رئيس الجمهوية وتوافق الجميع على تحييد لبنان، وهذا يلاقي اعلان بعبدا الذي يصح ان يكون بيانا وزاريا للحكومة التي نتمنى ان تبصر النور بعد عودة الرئيس سليمان، عبر تسهيل مهام الرئيس المكلف تمام سلام الذي يتعرض بين الحين والأخر لافتراءات مقيتة وآخرها ما نطق به النائب ميشال عون حليف النظام السوري القاتل". كما دعا الى "وقف التحريض السياسي والمذهبي والتخفيف من حدة الاشتراطات المعرقلة، والعودة الى مبدأ النأي بالنفس عما يحصل في سوريا وسحب حزب الله لعناصره ومقاتليه من سوريا وتقيد الجميع دون استثناء بالتزام الحياد وعدم القتال في سوريا". وعن كلمة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله امس، قال سعد: "كلامه يؤكد ان فكرة الامن الذاتي سقطت ولا يمكن ان يكتب لها النجاح ولكن لماذا يصر السيد نصر الله على ابقاء عناصره ومقاتليه في سوريا وتحدي ارادة ملايين العرب المسلمين وغير المسلمين وجر لبنان الى الحرب، ولماذا هذا الدعم المطلق للقاتل بشار الاسد ونظامه الدموي".

واستغرب "اقحام المملكة العربية السعودية في إذكاء الفتنة وتحميلها مسؤوليات ليست مسؤولياتها انما مسؤولية حاضنته السياسية والمالية والعقائدية في ايران". وهنأ خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي بعيد المملكة العربية السعودية، معتبرا ان "للمملكة اياد بيضاء على لبنان وهي الدولة التي وقفت الى جانب كل الشعب اللبناني في اصعب الظروف، وهي الحاضنة الام التي يجب على الجميع ان يحترم دورها القيادي والرعوي للبنان والمنطقة بعيدا عن الارتماء في احضان من يريد تدمير لبنان".

 

النجادة: خطة الضاحية تبقى ناقصة إذا لم يتبعها تسليم سلاح الميشيليات

وطنية - رأى رئيس حزب النجادة مصطفى الحكيم في تصريح اليوم، انه "رغم الحسنات التي انتجتها الخطة الامنية في الضاحية الجنوبية لفرض الامن والاستقرار وحماية المواطنين إلا انها تبقى ناقصة إذا لم تتبعها عملية تسليم سلاح الميلشيات في المنطقة". وقال: "ليس هناك من مبرر لبقاء السلاح في المنطقة كما السلاح داخل المخيمات الفلسطينية لان وجهة السلاح في كلا الحالتين هو جبهة الجنوب في مواجهة العدو الاسرائيلي". واشار الى ان "دعوة قوى الامر الواقع في الضاحية الجنوبية لقوى الامنية الشرعية لتسلم الامن في الضاحية الجنوبية يؤكد فشل الامن الذاتي اكان في الضاحية او في غيرها من المناطق اللبنانية"، داعيا القوى الامنية من جيش وقوى امن الى "الضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه انتهاك القانون".ولفت الى ان "الامن والاستقرار في لبنان سيبقى غير ثابت طالما ان "حزب الله" ما زال منغمسا ومتورطا الى أذنيه في القتال الى جانب الجيش السوري داخل سوريا لان الاطراف المتضررة من تلك المشاركة ستحاول الرد على ذلك باستهداف المناطق اللبنانية وخصوصا التي فيها تواجد ل"حزب الله".

 

وزير البيئة ناظم الخوري: تصريح رئيس الجمهورية ليس ردا على نصرالله ولا على بري وتخصيص محامين عامين يضبط الجرائم البيئية

وطنية - عقد وزير البيئة ناظم الخوري مؤتمرا صحافيا غداة استقباله السفير الاميركي ديفيد هيل، حيث عرض معه التطورات الراهنة والمحادثات التي أجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع الرئيس الاميركي باراك أوباما. واستهل وزير البيئة مؤتمره الصحافي بالقول: "شهد المجلس النيابي أمس حدثا يستحق التوقف عنده، هو إقرار اللجان النيابية المشتركة، وبالإجماع، مشروع قانون "تخصيص محامين عامين متفرغين وقضاة تحقيق لشؤون البيئة". وفي هذه المناسبة، ارتأيت دعوتكم اليوم للتحدث في أمور ثلاثة:

1- لمحة تاريخية عن المشروع.

2- أهميته.

3- أبرز البنود التي يتضمنها.

في اللمحة التاريخية للمشروع، لا بد من عرض المراحل التي مر فيها لإيفاء كل من ساهم فيه حقه:

- أعدت وزارة البيئة مشروع قانون "إنشاء النيابة العامة البيئية" عام 2010، واستندت في هذا المشروع الى مسودة سابقة كان أعدها القاضي نبيل صاري ومجموعة من المهنيين.

- عام 2011، وانطلاقا من الاستراتيجية التي وضعتها لتمكينها من القيام بمهماتها بفاعلية، تقدمت وزارة البيئة من مجلس الوزراء بمجموعة مشاريع قوانين منها: المحميات الطبيعية، الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة، حماية نوعية الهواء، وإنشاء النيابة العامة البيئية.

- قرر مجلس الوزراء في 23/11/2011 تشكيل لجنة وزارية لدرس هذه المشاريع.

- في 10/1/2012، وافق مجلس الوزراء على المشاريع الأربعة، وفق تعديلات اللجنة الوزارية.

- في 23/3/2012، صدر المرسوم رقم 7841 بإحالة مشروع القانون الرامي إلى "إنشاء النيابة العامة البيئية" على المجلس النيابي.

- في 21/4/2012، أدرج المشروع على جدول أعمال اللجان النيابية المشتركة للمرة الأولى، إنما لم يناقش في هذه اللجان إلا عام 2013 حيث تقرر في 22/7/2013 إنشاء لجنة فرعية لدرسه.

- عقدت اللجنة الفرعية عددا من الاجتماعات، آخرها في 4/9/2013، بمشاركة السادة النواب أعضاء اللجنة ووزارتي البيئة والعدل، وتم تعديل المشروع بما يتناسب مع الواقع القانوني والإداري والبيئي، فأصبح عنوانه "تخصيص محامين عامين متفرغين وقضاة تحقيق لشؤون البيئة".

- في 24/9/2013، وافقت اللجان المشتركة على مشروع القانون كما عدلته اللجنة الفرعية وتم توسيع تعريف الجريمة البيئية ليضم الجرائم التي تطال الآثار والإرث الثقافي والطبيعي بناء على طلب وزارة الثقافة".

وأضاف: "تكمن أهمية هذا المشروع في تأمين الإطار القضائي الفعال لحسن تطبيق القوانين والأنظمة البيئية، أي ضبط الجرائم البيئية ومعاقبة مرتكبيها، من خلال تخصيص محامين عامين متفرغين وقضاة تحقيق لشؤون البيئة في كل المحافظات. أما الجرائم البيئية فتشمل أي تعد مباشر أو غير مباشر على الموارد الطبيعية (المياه، الهواء، الأرض والتنوع البيولوجي)، علما أن هذا التعدي يمكن أن ينشأ من جراء أي نشاط (محافر الرمل والمقالع والكسارات وقطاع البناء بشكل عام، النقل، الطاقة، المؤسسات المصنفة، النفايات الخطرة وغير الخطرة، الخ.)".

وتابع: "البارز في هذا المشروع هو شموليته للموضوع من النواحي القانونية والعلمية والتعليمية، أي أنه لم يقتصر على تخصيص محامين عامين متفرغين فحسب، بل أيضا:

- قضاة تحقيق لشؤون البيئة.

- ضابطة بيئية يكون لها صفة الضابطة العدلية في ما يتعلق بالجرائم البيئية وهي تخضع في ممارسة مهامها لإشراف المحامي العام البيئي بحسب الصلاحية المكانية (على أن يحدد عدد أعضائها وتنظيم عملها بمرسوم يتخذ في مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير البيئة).

- خبراء بيئيين محلفين يستعين بهم المحامي العام البيئي للقيام بالمهام التقنية والفنية التي يكلفهم بها، أو اختصاصيين في الشؤون البيئية بعد تحليفهم اليمين القانونية.

- مادة القوانين البيئية كمادة مضافة إلى مواد التدريس في معهد الدروس القضائية.

وإننا إذ نهنئ اللبنانيين بهذا الإنجاز البيئي، ننتهز الفرصة للتقدم بالشكر إلى كل من ساهم فيه، بدءا بفخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس الوزراء ونائب رئيس مجلس الوزراء والزملاء الوزراء، دولة رئيس مجلس النواب ونائب رئيس مجلس النواب والسادة النواب، الاستشاريين البيئيين والقانونيين الذين ساهموا في صياغة مختلف مسودات هذا المشروع، المجتمع المدني لدعمه المستمر للمشروع، والإعلاميين البيئيين لمواكبتهم له منذ عام 2011". وأمل "دوام التعاون لإنجاز النصوص التنظيمية التابعة لهذا المشروع والتطبيق الفعال لها، لما فيه خير البيئة في لبنان وسلامة اللبنانيين".

وردا على أسئلة الصحافيين، ميز وزير البيئة بين الضابطة البيئية والدرك، قائلا "إن الضابطة البيئية المنصوص عليها في مشروع القانون يفترض أن يكون لديها نوع من التوجه البيئي بحيث تساعد المواطنين على الوعي البيئي، ومن لا يمتثل للقانون والتوجيه، عندها تطبق الضابطة البيئية القوانين، فهي شرطة خضراء وليست شرطة بمفهوم السلطة والتسلط على الناس. ولم نوافق على أن يفصلوا من القوى الامنية".

وعن الدعم الذي يمكن أن يعود به مؤتمر نيويورك على لبنان، قال: "إن مؤتمر نيويورك لا ينظر اليه كما ينظر الى مؤتمر الكويت، وأهميته تكمن في مكانه لجهة أنه يعقد لمناسبة انعقاد الجمعية العمومية للامم المتحدة، وبمشاركة أعضاء مجلس الامن والدول الاوروبية وأصدقاء لبنان الذي يعاني مشاكل واستحقاقات في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية، مضافا اليها مسألة النازحين السوريين التي تشكل عبئا على كل لبناني، وقد بات عدد النازحين اليوم يشكل 30 في المئة من سكان لبنان، والأعباء الناتجة من هذه القضية ليست صغيرة، فهناك التعليم والمسكن والمأكل، وهناك أشخاص فقدوا منازلهم ولم يأتوا لشهر أو لشهرين الى لبنان، من هنا يجب أن يعي اللبنانيون هذه المسؤولية، وسيكون عليهم في ظل الالتهاء بالانقسامات الداخلية أن يتحملوا أعباء لا قدرة لهم عليها". ورأى "أن سياسة النأي بالنفس التي اعتمدتها الدولة اللبنانية، بدءا بفخامة الرئيس الى الحكومة الحالية، ولو كانت مستقيلة، لقيت دعما كبيرا على المستوى الدولي، فهذه الدول المعنية سواء كانت الولايات المتحدة أو روسيا أو فرنسا وبريطانيا والصين هي ضنينة بأن يبقى لبنان بمنأى عما يجري في سوريا". وسئل عن لقائه هيل وتناوله نتائج لقاء اوباما - سليمان، فقال: "زيارته كانت بروتوكولية، وتحدثنا عن الوضع اللبناني والدعم الاميركي، وقد أظهر الرئيس اوباما خلال لقائه الرئيس سليمان كل استعداد لمساعدة لبنان، ولكن إذا لم نساعد أنفسنا وواكبنا الامر بتشكيل حكومة وبوحدة وطنية، فلا يمكن أن نطلب من غيرنا مساعدتنا، وبذلك نفوت فرصة لا تعاد بسهولة. ونحن نعرف ان الدول المانحة والداعمة للبنان لديها مشاكلها اقتصاديا واجتماعيا، ولم يعد زمن البحبوحة موجودا، وهناك من يقول نحن نريد أن نعطي المساعدات سواء العينية أو المادية مباشرة للمستفيدين، وهذا الامر إن دل على شيء، فعلى عدم ثقة بالمؤسسات اللبنانية. ومن هنا، المطلوب من لبنان أخذ المبادرة وإعادة إحياء المؤسسات التشريعية والتنفيذية ومؤسسات الدولة، لأننا يا للأسف، نعرف أن كل مؤسساتنا أو تسعين في المئة منها هي إما بالتمديد وإما بالتكليف أو بالوكالة، وهذا شيء لا يعقل، ويجب أن يكون دافعا للبنانيين ليشكلوا حكومة بأسرع وقت، وليتنازل كل طرف عن أنانياته، لأن هناك مصير وطن وشعب، وآمل تشكيل حكومة، إذ ما هو البديل؟ الفراغ". وعن التفسيرات التي رافقت تصريح الرئيس سليمان لصحيفة "لوفيغارو" عن تشكيل حكومة قبل الاول من تشرين الاول وتحذير البعض من مغامرة رئاسية، قال وزير البيئة: "أنا قرأت ملخصا عن موقف فخامة الرئيس، وتصريح الرئيس سليمان أدلى به في نيويورك وليس ردا على السيد حسن نصرالله ولا على دولة الرئيس نبيه بري، لكنه يقول يجب الاسراع في تشكيل الحكومة في لبنان، وهذا مطلب يقوله فخامة الرئيس ويردده منذ شهور، لأن هناك حاجة له وهو يستشرف الفراغ، إن كان على صعيد أعباء الدولة والتزاماتها التي لا يمكن معالجتها بحكومة تصريف اعمال، أو على صعيد استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية التي لا يمكن للبنان تأجيلها، وانطلاقا من هنا، لا يحتاج هذا التصريح الى تفسيرات".

 

"الوفاء للمقاومة" تستنكر قمع شعب البحرين وتدعو للإفراج عن المعارض المرزوق

نهارنت/دعت كتلة "الوفاء للمقاومة" الأربعاء إلى الإفراج عن مسؤول بحريني معارض معتقل من قبل السلطات مؤكدة أن اعتقاله لا "يتناسب مطلقا مع سلمية الحراك الشعبي المعارض". وقالت الكتلة في بيان اانه "رغم الإدانات الصارخة التي صدرت من مختلف المنظمات الحقوقية والانسانية الدولية والاهلية في العالم العربي والعالم ضد اعتقال سلطات البحرين للنائب الأول لرئيس مجلس النواب المستقيل المساعد السياسي للأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الاستاذ خليل المرزوق فإن تلك السلطات يبدو أنها مصرة على ممارسة القمع والعنف ضد هذه الشخصية القانونية المحترمة". كذلك استهجنت الكتلة القمع "ضد شعب البحرين المظلوم الذي يرفض بشكل سلمي تماما هذه السياسة التي تستبيح حقوق الانسان البحرين وتستقوي بالتدخلات والدعم الخارجي وتعطل فرص الحوار المسؤول لإنقاذ البلاد". واضاف البيان: "إننا في كتلة الوفاء للمقاومة ومن موقعنا النيابي، نؤكد ادانتنا ورفضنا استمرار اعتقال النائب المرزوق في البحرين الذي لا يتناسب مطلقا مع سلمية الحراك الشعبي المعارض الذي يطالب بقوة الموقف ومنطق القانون حقوق الانسان وشرعته بإصلاحات واجراءات تستجيب للحد الادنى المطلوب من العدالة والمواطنة والكرامة والانسانية". كذلك دعت "الى الإفراج الفوري عن النائب المرزوق وعن كل المعتقلين السياسيين في البحرين". أمس الثلاثاء وصف وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد ال خليفة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ب"المجرم" مشددا على ان اي تواصل مع الحزب هو تواصل مع "العدو".وكان نصرالله انتقد بشدة في خطاب القاه الاثنين البحرين التي تشهد احتجاجات يقودها الشيعة ضد حكم ال خليفة الذين يحكمون البحرين منذ 250 سنة.وراى نصرالله ان "مسار حكومة البحرين مسار تصعيدي لكن لا تتصور حكومة البحرين انها تستطيع ان تستمر في ظلم وقمع شعبها وتضغط على الخارج ليسكت، هذا امر مرفوض". وسبق ان اتخذ مجلس التعاون الخليجي قرارا جماعيا باستهداف مصالح حزب الله والمقربين منه في دول المجلس

 

رئيس التيار العلمائي اللبناني الشيخ عباس الجوهري للبنان الحر: التعايش بين سلاح الشرعية والسلاح غير الشرعي غير ممكن   

رأى رئيس التيار العلمائي اللبناني الشيخ عباس الجوهري أنّ خطوة الأمن الذاتي التي قام بها حزب الله أثبتت فشلها، بعدما شكا المواطنون كثيرا من الاجراءات التي مارسها عناصر الحزب على الحواجز وبعدما أصبح تجار الضاحية يئنون وبلغ النمو في الضاحية الصفر بالمئة، ما جعل الأمر ينقلب رأسا على عقب، ذهب 'حزب الله” إلى وزير الداخلية، وطلب منه دخول الأجهزة الأمنية، خصوصا أن الحزب لا يستطيع الابتعاد كثيرا عن محيطه، وهو وصل إلى ما وصل اليه نتيجة تأييد الجمهور له في محيطه. واعتبر الجوهري في حديث لـ”لبنان الحر” ان خطوة الأمن الذاتي كانت تهدف إلى أكثر من هدف، ليس فقط إبعاد التفجيرات عن لبنان، فبرأي 'حزب الله”، كانت اللحظة السياسية تقترب من تشكيل حكومة في لبنان وسط حديث عن ابعاد الحزب عن المشاركة فيها، لذلك حاول الحزب من خلال انتشاره على تخوم بيروت القول إنه يستطيع ان يغيّر في المعادلة. والأهم في مضامين خطوة الأمن الذاتي أنها حملت رسائل فيها الكثير من المواقف المعارضة لما يمكن أن يقدم عليه الرئيسان سليمان وسلام من تشكيل حكومة لا يكون حزب الله فيها. وأضاف: 'هناك من لا يؤمن بمشروع الدولة، ويرى الدول حصة له ولأتباعه، ومفهوم الدولة مفقود لدى الكثير من المسؤولين في لبنان”، مشددا على أنه لا يمكن التعايش بين سلاح الشرعية والسلاح غير الشرعي، لكن في لبنان تحصل تسويات ومحاصصة في الأجهزة الأمنية، وهو ما يشكل خطرا على فكرة بناء الدولة. الشيخ الجوهري رأى أن السلاح الكيميائي ثبت أنه همٌّ على صاحبه وعلى من يحمله، ولا يمكن استعماله إلا من قبل مجرم، وهذا المجرم لن يدعه المجتمع الدولي يفلت من العقاب. لذلك فإن حزب الله التقط رسائل معينة أن امتلاك الكيميائي أكثر من خط أحمر، ولا يمكن لأحد أن ينجده إذا فكر في امتلاكه، من هنا استعان السيد نصرالله بنصوص دينية تحرّم استعمال هذا السلاح، لتبرير موقفه، على الرغم من ان هناك العديد من الحرم الدينية يخرقها حزب الله، وبالتالي هذا الأمر لن يشكل رادعا له إذا أراد فعلا ان يمتلك الكيميائي، لكنه في الحقيقة هو صادق لأنه لن يفكر باقتناء مثل هذا السلاح لأنه سينعكس سلبيا على الحزب.

 

حزب الكتائب يربح الدعوى ويستعيد اسم صوت لبنان

أصدرت محكمة بداية بيروت برئاسة القاضي جورج حرب قرارا قضى برد الدفع بمرور الزمن المقدم من الشركة العصرية للاعلام (اي اذاعة ضبية) وباعتبار تسمية صوت لبنان موضوع النزاع اسماً تجارياً يملكه قانوناً حزب الكتائب اللبنانية. وقضى الحكم ايضاً بالغاء كل تسجيل مخالف على اسم الشركة العصرية للاعلام وشطب هذه العلامات من سجل العلامات التجارية لدى مصلحة حماية الملكية الفكرية والادبية في وزارة الاقتصاد والتجارة. كما الزم الحكم الشركة العصرية للاعلام (اي اذاعة ضبية) بالتوقف عن استعمال اسم صوت لبنان كما بالكف فورا عن استعمال العلامتين المسجلتين على اسمها لدى مصلحة حماية الملكية الفكرية والادبية تحت طائلة غرامة اكراهية قدرها مليون ليرة عن كل يوم تأخير في تنفيذ هذا الحكم. يذكر أن هذا القرار قابل للاستئناف.

 

اللواء اشرف ريفي: الكلام عن خلاف مع الحريري تسريبات من إعلام أصفر يحركه أمر عمليات معروف المصدر

أكد اللواء أشرف ريفي أن الكلام الذي يتداول حول خلاف بينه وبين الرئيس سعد الحريري "لا يعدو كونه مجرد تسريبات من بعض الإعلام الأصفر الذي يحركه أمر عمليات سياسية معروف المصدر".  وأشار في تصريح الى أن مسيرة علاقته بآل الحريري "تعود لعشرين سنة، أحدى عشرة منها إلى جانب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتسع الى جانب الرئيس سعد الحريري"، مشددا على أنه "لا يغير خطه وقناعاته وثوابته، وأنه على وفاق تام مع الرئيس الحريري، والعلاقة معه تتجاوز هذا الاصطياد في الماء العكر".  وعن مسؤولية عدم التمديد له في قيادة قوى الامن الداخلي، لفت إلى أن "من يتحمل المسؤولية هم الذين تولوا رئاسة الحكومة وهي الموقع السني الاول في السلطة، حيث كان يفترض بهم الحفاظ على المواقع التي يشغلها أبناء الطائفة السنية". وقال: "أنا أحدد المسؤوليات بهذا الوضوح لأن المسؤولية يجب أن يتم تحديدها". وعن إمكان ان يخلق وجوده ضمن قيادات الصف الأول في طرابلس مشكلة مع نواب المدينة، قال: "هذا الموضوع هو أيضا اصطياد في الماء العكر، فأنا كنت دائما الى جانب فريق عمل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والرئيس سعد الحريري، وعلاقتي بنواب طرابلس جميعا تاريخية وقديمة، وخصوصا النائبين سمير الجسر ومحمد كبارة، كنا سويا وسنبقى فريق عمل واحدا".  وعن ترشحه للانتخابات قال: "نذرت نفسي للعمل العام في خدمة طرابلس والشمال ولبنان، والترشح للانتخابات يكون إذا حصل لخدمة هذا الهدف".  أما عن الازمة التي تعيشها بلدية طرابلس، فقال ريفي: "أوجه التحية إلى رئيس وأعضاء بلدية طرابلس الذين انتخبوا نتيجة وفاق سياسي عاد واهتز، ما انعكس على العمل البلدي. لا أخفي أن طرابلس لها توجهات مؤيدة لثورة الارز وللرئيس سعد الحريري بنسبة 70 بالمئة على الأقل، لقد كنت كإبن لطرابلس معارضا للتوافق الذي جمع تيارات لا يجمعها توجه سياسي واحد. واليوم بات من الأفضل خوض الانتخابات في المدينة، واستفتاء أهلها ومن يربح يتحمل المسؤولية، ومن يخسر يراقب ويحاسب. فلا يجوز تركيب تفاهم تحت عنوان الوفاق، يجمع الأضداد ويعطل العمل البلدي ويعرقل شؤون الناس". وعن قدرة "تيار المستقبل" على خوض هذه الانتخابات من دون توافق، قال: "طبعا قادر، فطرابلس التي عانت إنمائيا وامنيا، هي مدينة الشهيد رفيق الحريري وثورة الأرز، ولا أحد يستطيع تزوير إرادتها، وخير دليل على ذلك، فشل الحكومة الحالية".

 

مكاري بعد لقائه سامي الجميّل: نتمنى ان يسلم حزب الله سلاحه في المستقبل الى الجيش كخطوة على طريق حل قسم كبير من المشاكل العالقة في البلد

زار نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل في مقره في بكفيا وعرض معه للتطورات الراهنة، بحضور الامين العام للحزب ميشال الخوري ومستشار الرئيس امين الجميّل ساسين ساسين. مكاري قال بعد اللقاء: "في الواقع نحن من فريق عمل واحد وتوجهاتنا واحدة، ويوجد لدينا قناعة أن هذا البلد يحتاج الى تضافر جهود كل اهله من أجل ايجاد الحلول الملائمة في الوقت الراهن لأن المرحلة الاقليمية دقيقة وصعبة .  سئل : ما هو موقفكم من انتشار القوى الامنية في الضاحية الجنوبية؟ واين اصبحت مبادرة الرئيس نبيه بشأن تشكيل الحكومة ؟

اجاب: "نعتبر ان انتشار القوى الامنية في الضاحية الجنوبية خطوة ايجابية صغيرة. نحن سررنا جدا عندما وجدنا ان حزب الله يثق بالقوى الامنية، لذلك نتمنى من باب الثقة ان يسلم سلاحه في المستقبل الى الجيش اللبناني كخطوة على طريق حل قسم كبير من المشاكل العالقة في البلد".  اما في يتعلق بمبادرة الرئيس بري قال مكاري: "كل مسؤول في لبنان له الحق ان يبادر وان يعطي وجهة نظره في المواضيع العالقة لكن القرار بيد رئيس الجمهورية يأخذ من المبادرة ما يراه مناسبا ويضعه على جدول الاعمال. مكاري قال: " نحن ننتظر فخامة الرئيس كي يدعونا الى الحوار ونحن نلبي طلبه في اي ظرف واي مكان".

 

روحاني لم يلتقِ أوباما بسبب.."الكحول"  

استبعد مسؤولون أميركيون عقد لقاء بين الرئيس باراك أوباما، ونظيره الإيراني، حسن روحاني، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، رغم تقارير أولية أفادت بأن البيت الأبيض ترك الباب مفتوحاً للقاء محتمل، ليس مدرجاً على جدولي أعمال الرئيسين. وتجنب روحاني، الذي يشارك في اجتماعات المنظمة الأممية لأول مرة، بعد توليه رئاسة الجمهورية الإسلامية، المشاركة في مأدبة الغداء الخاصة بقادة الدول المشاركين في الاجتماعات ظهر الثلاثاء، وأفاد تلفزيون "برس" الرسمي بأن الرئيس الإيراني لم يشارك في الغداء، نظراً لأنه كان يتم تقديم مشروبات كحولية. وكان مسؤولان رفيعان في الإدارة الأميركية، أوضحا في تصريحات للصحفيين أن الرئيسين أوباما وروحاني لن يلتقيا، على هامش اجتماعات الجمعية العمومية، سواء بشكل رسمي أو غير رسمي، كما لن يتوقفا للمصافحة، خصوصاً وأن الرئيس الأميركي من المقرر أن يعود إلى واشنطن في وقت لاحق من اليوم.

وكان أوباما قد تطرق إلى علاقات بلاده مع الجمهورية الإسلامية، خلال كلمته باليوم الأول للجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكداً أن دبلوماسية بلاده تجاه الشرق الأوسط، ستتركز على قضيتين، أولها التصدي لمساعي إيران للحصول على أسلحة نووية، إضافة إلى العمل على تسوية الصراع العربي الإسرائيلي. المصدر : CNN

 

روحاني يدين "جرائم النازيين بحق اليهود"

نيويورك - ا ف ب/دان الرئيس الايراني حسن روحاني امس الثلاثاء في مقابلة مع محطة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية "الجرائم التي ارتكبها النازيون بحق اليهود" على عكس ما كان يفعل سلفه محمود احمدي نجاد الذي نفى وجود المحرقة. وردا على سؤال حول المحرقة اليهودية، قال روحاني "كل جريمة ضد الانسانية بما في ذلك الجرائم التي ارتكبها النازيون بحق اليهود هي ذميمة ومدانة". واضاف ان "قتل انسان امر حقير ومدان. ولا فرق اذا كان مسيحيا او يهوديا او مسلما" مضيفا "بالنسبة لنا، الامر نفسه". وأكد "هذا الامر لا يعني انه بسبب ارتكاب النازيين جرائم ضد مجموعة ان تقوم هذه المجموعة بمصادرة ارض مجموعة اخرى وتحتلها". وتابع "هذا الامر ايضا هو عمل مدان". وفي مطلع ايلول/ سبتمبر، قال وزير الخارجية الايرانية محمد جواد على صفحته في فايسبوك ان ايران تدين "مجزرة اليهود من قبل النازيين" خلال الحرب العالمية الثانية.

 

أوباما يحض على حماية المؤسسات السورية: الأسد غير قادر على البقاء

نيويورك - راغدة درغام/الحياة/فصل الرئيس الأميركي باراك أوباما بين رفضه بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم، لأنه «غير قادر على استعادة الشرعية»، وبين ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وحماية الأقليات فيها، وخص بالذكر الأقلية العلوية. وأكد أوباما أن الأسد «لا يمكنه أن يسترد شرعية الحكم بعدما ذبح مواطنيه وقتل الأطفال بالغاز». واضاف، مخاطباً روسيا وإيران، أن «الإيحاء بأن سورية يمكن أن تعود الى ما كانت عليه قبل الحرب من حكم أمر واقع هو وهم». وقال أوباما، في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي اففتحت دورتها الحالية امس، إن «قائداً ذبح مواطنيه وقتل الأطفال بالغاز لا يمكن أن يسترد الشرعية ليحكم دولة مدمرة». وأضاف أنه «حان الوقت لروسيا وإيران لتدركا أن الإصرار على إبقاء حكم الأسد سيؤدي مباشرة الى النتيجة التي تخشيانها: مساحة في سورية للمزيد من العنف يعمل فيها الإرهابيون». وخاطب المعارضة السورية والدول الداعمة لها بأن «الشعب السوري لا يمكنه تحمل انهيار مؤسسات الدولة ولا يمكن التوصل الى تسوية سياسية من دون معالجة المخاوف المشروعة للعلويين والأقليات الأخرى».

وشدد على ضرورة إصدار قرار قوي في مجلس الأمن لضمان التزام النظام السوري نزع أسلحته الكيماوية من دون الإشارة الى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة أو إجراء محاسبة على استخدام السلاح الكيماوي باعتباره جريمة حرب. وقال: «يجب تبني قرار قوي في مجلس الأمن لضمان أن نظام الأسد ملتزم تعهداته ويجب أن تترتب تبعات إن هو فشل في ذلك»، معتبرا ان عدم الاتفاق على قرار سيجعل «الأمم المتحدة غير قادرة على فرض أبسط قواعد القانون الدولي». واشار الى ضرورة أن يطلق الاتفاق في شأن الأسلحة الكيماوية «جهداً ديبلوماسياً أكبر للتوصل الى تسوية سياسية في سورية».

ودعا الى عدم التعامل مع الأزمة السورية وفق عقلية الحرب الباردة، مشيراً الى أن «ما تريده أميركا في سورية لا يتعدى العيش اللائق للشعب السوري واستقرار الدول المجاورة ونزع الأسلحة الكيماوية والتأكد من أن سورية لن تصبح ملاذاً آمناً للإرهابيين». ووضع أوباما الملف النووي الإيراني على رأس قمة أولوياته في المنطقة، الى جانب عملية السلام. وخاطب إيران بلغة مهادنة وأنه «مؤمن بضرورة امتحان الطريق الديبلوماسي» منطلقاً من الملف النووي مشيراً في الوقت نفسه الى «التزام أميركا منع إيران من امتلاك سلاح نووي». وقال إن «توصلنا الى حل قضية إيران النووية سيكون خطوة كبيرة في الطريق نحو علاقة مختلفة بيننا قائمة على المصالح والاحترام المتبادلين». وأضاف: «لا نريد تغيير النظام ونحترم حق الشعب الإيراني بالحصول على طاقة نووية سلمية ولكن نصر على أن تتحمل الحكومة الإيرانية مسؤولياتها بموجب التزاماتها الدولية». ودعا الى «حل يحترم حق الشعب الإيراني ويعطي العالم الثقة بأن البرنامج النووي الإيراني سلمي وهو ما يتطلب إجراءات شفافة ويمكن التحقق منها» من جانب إيران.

وفي شأن المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية قال «لن نساوم على التزامنا أمن إسرائيل ووجودها كدولة يهودية وهي تستحق الاعتراف الكامل بها»، ولكن «للشعب الفلسطيني الحق في الأمن والكرامة في دولته المستقلة». ودعا الدول العربية الى أن تعي أن «الاستقرار يتم فقط من خلال حل الدولتين مع إسرائيل آمنة». وحدد أوباما الخطوط العامة للسياسة الأميركية في المنطقة، وبينها ضمان «التدفق الحر للطاقة من المنطقة الى العام»، مشيراً في الوقت نفسه الى أن الولايات المتحدة «تقلل باضطراد الاعتماد على النفط المستورد»، لكن «العالم لا يزال يعتمد على إمدادات الطاقة من المنطقة واي تعطيل لذلك سيزعزع الاقتصاد العالمي برمته».

وتحدث بوضوح عن استعداد بلاده «لاستخدام كل عناصر قوتها بما فيها القوة العسكرية» لضمان مصالحها الأساسية في المنطقة واستعداها لمواجهة «الاعتداء الخارجي ضد حلفائنا وشركائنا كما فعلنا في حرب الخليج».

وأكد أن الولايات المتحدة «لن تسمح بتطوير أسلحة الدمار الشامل وكما اعتبرنا استخدام السلاح الكيماوي في سورية تهديداً لأمننا الوطني نرفض تطوير أسلحة نووية يمكنها أن تطلق سباق تسلح نووي في المنطقة وتزعزع نظام نزع الأسلحة في العالم». وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعا، في خطاب افتتاح الدورة، مجلس الأمن الى تبني قرار قوي سريعاً يضمن «تأمين حماية الأسلحة الكيماوية في سورية وتدميرها» وحض الحكومة السورية على «أن تحترم بسرعة الالتزامات التي وضعتها على نفسها بانضمامها الى معاهدة الأسلحة الكيماوية».

وفي الوقت نفسه شدد بان على ضرورة إجراء المحاسبة الدولية على استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية. وقال إن «على المجتمع الدولي أن يجلب الى العدالة المتورطين في استخدام الأسلحة الكيماوية، وهو ما أثبتته دون أي شك لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة». وأضاف أن «إجراء محاسبة كاملة عن الجرائم الدولية أمر حيوي إما من خلال الإحالة على المحكمة الجنائية الدولية أو عبر أخرى وفق القانون الدولي». وجدد المطالبة بنشر مراقبين تابعين للأمم المتحدة في سورية لمراقبة انتهاكات حقوق الإنسان. وتحدث في الجلسة الصباحية ايضا الرئيس التركي عبدالله غل الذي دعا إلى تعزيز الجهود الدولية لانهاء الحرب السورية. وقال إن المجتمع الدولي مسؤول عن إنهاء الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 100 ألف شخص، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة.

وقال غل: «تحول هذا الصراع إلى تهديد حقيقي للأمن والسلام في المنطقة. أي تكرار للحروب بالوكالة التي وقعت إبان الحرب الباردة ستدخل سوريا في مزيد من الفوضى». وأضاف ان تركيا ترحب بالاتفاق الأميركي - الروسي لازالة الأسلحة الكيماوية السورية، لكن على العالم ألا يسمح لحكومة الأسد بالافلات من «المسؤولية عن جرائمها الأخرى... لم يبدأ هذا الصراع باستخدام الأسلحة الكيماوية ولن ينتهي باتفاق للتخلص منها.» وانتقد غل «سياسة توازن القوى» التي ساهمت في إطالة أمد الحرب ودعا إلى استراتيجية تقودها القوى العالمية وجيران سورية لانهائها. وقال: «لا يمكننا ولا ينبغي لنا أن نترك الشعب السوري لمصيره. عبء إنهاء محنة سورية يقع الآن على عاتق المجتمع الدولي. كلمات الدعم القوية يجب أن تقترن الآن بأفعال حقيقية». وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولوند، في خطابه، إنه يتوقع «مبادرات ملموسة» من إيران لإظهار أنها ستتخلى عن برنامجها للأسلحة النووية، وإن موقفه لا يزال ثابتا من منع الانتشار النووي. وقال هولاند الذي اجتمع لاحقا مع نظيره الايراني حسن روحاني: «تتوقع فرنسا من إيران مبادرات ملموسة تظهر أن هذا البلد ينبذ برنامجه للأسلحة النووية، حتى وإن كان يمتلك بوضوح الحق في مواصلة برنامجه المدني». واضاف: «أؤيد الحوار، لكنني بالقوة نفسها ثابت بشأن قضية منع الانتشار النووي». وفي الشأن السوري، دعا هولاند مجلس الامن الى اعتماد قرار يتضمن «اجراءات ملزمة اي تحت الفصل السابع قد تفتح الطريق امام عمل عسكري محتمل ضد النظام في حال لم يف بتعهداته».

 

خال الضاهر يدعو الأمم المتحدة الى تفتيش مخازن أسلحة “حزب الله”

رد عضو كتلة “المستقبل” النائب خالد الضاهر في حديث لصحيفة “الانباء” الكويتية على الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي ساق في كلمته التي تزامنت مع انتشار الشرعية على مداخل الضاحية الجنوبية لبيروت، لائحة اتهامية طويلة بحق تيار المستقبل بشكل خاص وقوى 14 آذار والسعودية وسائر دول الخليج العربي بشكل عام، معتبرا أن “السيد نصرالله أفقده توتره الناجم عن مصادرة الغرب للسلاح الكيميائي، خاصة أسده في حلف المبايعة لإسرائيل، القدرة على مقاربة الوقائع والحقائق بصدق وشفافية، لاسيما أنهما صفتان لم يعهدهما اللبنانيون به منذ أن أسند إليه وليه الفقيه موقع الامانة العامة في فصيله الثوري المسلح في لبنان”. ودعا “الأمم المتحدة لإرسال لجنة تفتيش الى مخازن أسلحة “حزب الله” في لبنان بحثا عن سلاح كيميائي يهدد مصير لبنان واللبنانيين إن وجد”. وعن دعوة السيد نصرالله تيار المستقبل وقوى 14 آذار لمحاورته حول من بدأ بالتدخل في سورية، وحول كيفية تجنيب لبنان مخاطر الارهاب والتكفير، استغرب دعوة “رأس الارهاب والتكفير الآخرين لمحاورته حول مخاطره”، بدليل إدراج حزبه الالهي على لائحتي الارهاب الاوروبية والاميركية، وتصنيفه أيضا بالارهابي من قبل دول مجلس التعاون الخليجي”، معتبراً أن “جل ما يريده السيد نصرالله من هذه الدعوة هو ليس فقط إظهار نفسه كحمامة سلام فحسب، إنما أيضا تسخيف الحوار عبر استنباط عناوين حوارية جديدة تبعد الضوء عن بند مناقشة سلاحه غير الشرعي والبحث بالاستراتيجية الدفاعية”.

 

مسؤولون ايرانيون اداروا عملية اغتيال رفيق الحريري

كشفت مجلة “نيويوركر” الأميركية ان قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري الايراني” قاسم سليماني فتح ابتداء من العام 2001، سليماني قناة سرية مع الاميركيين، عبر دبلوماسيين ايرانيين في جنيف، عقدوا لقاءات متكررة مع الدبلوماسي الاميركي الرفيع ريان كروكر، وعملوا خلالها على تبادل المعلومات الاستخباراتية حول قوات حركة “طالبان” وحرب اميركا في افغانستان. وامتد التنسيق الايراني-الاميركي ليشمل الحرب في العراق، وليشهد عرضا ايرانيا بالمزيد من الانفتاح مع الولايات المتحدة، قبل ان ينقلب الايرانيون لاحقا، ويباشروا بتسليح وتدريب مجموعات سنية وشيعية لمواجهة القوات الاميركية. ونقل كاتب المقالة دكستر فيلكنز عن مسؤول رفيع في “المحكمة الدولية الخاصة بلبنان” والتي اصدرت قرارا ظنيا اتهم اربعة مسؤولين في “حزب الله” بمقتل رئيس حكومة لبنان الاسبق رفيق الحريري، ان المحكمة تعتقد ان نظام بشار الاسد متورط في عملية الاغتيال كذلك، وان واحدا من خطوط الهاتف التي تم استخدامها في الجريمة تم استخدامه ايضا لاجراء اتصالات بايران، قبل وبعد الاغتيال في 14 شباط 2005. وروى كروكر لفيلكنز انه في الايام التي تلت هجمات 11 ايلول، كانت لقاءاته المتكررة مع وفد سيلماني في سويسرا تتم بسرية مطلقة، حتى عن العاملين في وزارة الخارجية. وقال كروكر: “كنت اطير (الى جنيف) يوم الجمعة، واعود يوم الاحد حتى لا يلاحظ احد في مكتبي غيابي”، مضيفا: “كنا نسهر كل الليل وكان من الواضح لدي ان الايرانيين يأتمرون بأوامر الحاج قاسم”، وانهم كانوا حريصين على مساعدة الولايات المتحدة في القضاء على العدو المشترك، اي طالبان.

ورغم انقطاع العلاقة بين اميركا وايران منذ العام 1980، الا ان اللقاءات السرية بين الطرفين لم تفاجئ كروكر، الذي وصف سليماني بالعملاني، وقال عنه سليماني: “لا يمكنك ان تنجو من حرب ثماني سنوات (بين العراق وايران) من دون ان تكون عملانيا”. وتابع ان سليماني كان يرسل له رسائل، “لكنه تفادى دوما ان تكون مكتوبة، فالحاج قاسم اذكى بكثير من ان يترك اثرا مكتوبا وراءه للاميركيين”.

ونقل فيلكنز عن كروكر القول ان التعاون بين واشنطن وطهران امتد ليشمل المراحل الاولى من حرب افغانستان، وفي احدى المرات، زود كبير المفاوضين الايرانيين كروكر بخريطة تظهر انتشار مقاتلي الطالبان، وقال له: “هذه نصيحتنا، اضربوهم هنا اولا، ثم اضربوهم هنا، ولهذه الاسباب”. وعندما سأل كروكر نظيره الايراني ان كان بامكانه ان يدون ملاحظات، اجابه المسؤول الايراني: “بامكانك الاحتفاظ بالخريطة”. وتابع فيلكنز ان “تدفق المعلومات” بين الولايات المتحدة وايران كان يتم باتجاهين، وفي احدى المرات، اعطى كروكر مفاوضه الايراني معلومات عن مكان وجود احد قياديي القاعدة في مدينة مشهد الايرانية، “فاعتقله الايرانيون وسلموه للسلطات الافغانية، التي سلمته بدورها للاميركيين”. وقال المفاوض الايراني لكروكر: “الحاج قاسم سعيد جدا بتعاوننا”.

واستمر التعاون الاميركي – الايراني حتى خطاب “حال الاتحاد” الذي ادلى به الرئيس السابق جورج بوش في كانون الثاني 2002، والذي وضع فيه ايران في “محور الشر”. بعد ذلك، شعر كروكر ان بلاده ذاهبة الى حرب في العراق، فحاول الافادة من ذلك بابلاغ سليماني. وقال: “لم اكن مؤيدا للاجتياح، ولكني كنت افكر اننا اذا كنا سنفعل ذلك، لنرى ان كان بامكاننا استخدامه لقلب عدو (ايران) الى صديق – على الاقل من الناحية التكتيكية – وبعد ذلك لنرى اين يمكننا ان نأخذ ذلك”. ورد المفاوض الايراني على كروكر ان الايرانيين مستعدون للحوار، وان “العراق، مثل افغانستان، جزء من الملف المسؤول عنه سليماني”.

فيلكنز كتب انه مع انهيار نظام صدام حسين في آذار 2003، “جن جنون الايرانيين، واصروا على ارسال رسائل يطلبون فيها سلاما مع اميركا، فبعد ان شاهدوا نظامين ينهاران في افغانستان والعراق، اصبحوا مقتنعين ان دورهم هو التالي”. وعلى اثر سقوط صدام، ارسلت واشنطن كروكر ليعمل على تشكيل “مجلس الحكم الانتقالي”، وعادت المشاورات بين كروكر وسليماني، فارسل الدبلوماسي الاميركي لائحة بالمرشحين، ولم يسم ايا من الذين اعترض عليهم سليماني. “بعد ان شكلنا مجلس الحكم، انهار كل شيء”، قال كروكر، وبدأ سيلماني حملة تخريب، منتهزا الفرصة، خصوصا بعدما شعر بتراجع حظوظ اجتياح اميركي لايران.

وتابع فيلكنز ان حملة سليماني ضد اميركا تخطت الانقسام السني – الشيعي، وطلب سليماني من “رئيس استخبارات نظام الأسد ان يسهل حركة المتطرفين السنة عبر سوريا (الى العراق) ليحاربوا الاميركيين، وتم السماح بحرية الحركة للقاعدة في ايران… وفي ايار 2003 تلقى كروكر تقريرا استخباريا مفاده ان مقاتلي القاعدة في ايران كانوا يعدون لهجمات ضد اهداف غربية في السعودية… فطار الى جنيف ومرر تحذيرا الى الايرانيين، ولكن من دون جدوى، وفجرت القاعدة ثلاثة اهداف سكنية في الرياض، ما قتل 25 شخصا 9 منهم اميركيون”.

لكن خطة سليماني انقلبت عليه، على حد تعبير دبلوماسي غربي، الذي قال ان “سليماني اراد ان يستنزف الاميركيين، فوجه دعوة الى الجهاديين، لكن الامور خرجت عن السيطرة”. لكن مع ذلك: “لم تكن سياسة ايران عدائية تماما تجاه اميركا، فالبلدان كانا يسعيان لتقوية الاكثرية الشيعية في العراق. هكذا، تنقل سليماني بين مفاوضة الاميركيين وقتلهم”، حتى انه زار المنطقة الخضراء مرة، واراد الاميركيون اعتقاله، لكنهم اعتقدوا انه لا يمكنهم ذلك.

ووصف الكاتب اساليب سليماني، فنقل عن زعماء اكراد عراقيين قولهم: “من الصعب جدا علينا ان نقول لا لسليماني، فعندما نقول لا، يتسبب لنا بمتاعب، تفجيرات واطلاق نار، فالايرانيون جيراننا، وكانوا دوما هنا، وسيبقون هنا، وعلينا التعامل معهم”. وروى فيلكنز كيف اقتحمت قوات اميركية مقر السياسي العراقي عبدالعزيز الحكيم، ووجدت عنده قائد العمليات في فيلق القدس محسن الشيرازي، واعتقلته، لكن رئيس حكومة العراق نوري المالكي طالب بتسليمه اليه، ثم افرج عنه. وروى فيلكنز ايضا انه ابان تسلم قيادة القوات الاميركية في العراق الجنرال دايفيد بترايوس سلمه الرئيس جلال الطلباني خليويا فيه رسالة نصية جاء فيها: “عزيزي الجنرال بترايوس، عليك ان تعرف اني انا، قاسم سليماني، ادير سياسة ايران في العراق ولبنان وغزة وافغانستان”. وعن مقتل الحريري، قال فيلكنز، ان المسؤول اللبناني كان “يسعى الى اخراج لبنان من الفلك السوري – الايراني”. ونقل عن “محقق كبير” في المحكمة الدولية قوله: “نظريتنا هي ان حزب الله ضغط على الزناد، لكنه لم يكن ليفعل ذلك من دون مباركة ودعم لوجستي من سوريا وايران”.

واضاف المحقق انه من الخطوط الخليوية التي استخدمها قتلة الحريري “تم اجراء 12 اتصالا على الاقل الى ايران، قبل وبعد الاغتيال”، وان المحققين الدوليين حاولوا، ولم ينجحوا، في اقناع اجهزة الاستخبارات الغربية بمساعدتهم، ولكن فيلكنز اضاف انه «كما تبين لاحقا، فان اجهزة الاستخبارات الغربية كانت تعلم من نفذ الاغتيال”، ونقل عن مسؤول استخباراتي غربي قوله انه “تم التنصت على احاديث عملاء ايرانيين قبل الاغتيال”، وانه “كان هناك مسؤولون ايرانيون على الخط يديرون الاغتيال”. ونقل فيلكنز عن مسؤول عراقي قوله ان حكومة المالكي تخصص 20 مليون دولار شهريا من عائدات النفط لسليماني، وهو مبلغ يكفيه للعمل رغم العقوبات على ايران. وافاد المسؤول ان “سليماني ابلغنا انه سيفعل كل ما هو ضروري” من اجل بقاء الاسد في السلطة، «فنحن (الايرانيين) لسنا كالاميركيين، ولا نتخلى عن اصدقائنا”. ووصف جون ماغوير الضابط في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي اي) سليماني بانه الرجل الاقوى في الشرق الاوسط اليوم، الا ان القليل سمع شيئا عنه. واضاف انه حين يظهر سليماني في الاوساط العامة يحاول ان لايجتذب الانتباه اليه ونادرا مايتحدث ويتصرف بصورة تبرز شخصيته الكارزمية.

وفي الاشهر الاولى من العام 2013 كان الاسد يخسر باضطراد امام مقاتلي المعارضة، واذا سقط الأسد فان ايران ستفقد صلة الوصل مع “حزب الله”، قاعدتها المتقدمة في مواجهة اسرائيل. وفي احد الخطابات قال رجل دين ايراني: “اذا خسرنا سوريا فلن يمكننا المحافظة على طهران”. ورغم ان الايرانيين عانوا كثيرا من العقوبات الاميركية، فان جهودهم في انقاذ الاسد لم تتأثر، وامدوه بسبعة مليارات دولار قروض لتعويم الاقتصاد السوري.

اما بالنسبة لسليماني، فان انقاذ الاسد مسألة شرف. وفي العام الماضي طلب سليماني من المسؤولين الاكراد السماح له بفتح خط امداد عبر شمال العراق الى سورية. هذه المرة رفض الاكراد الطلب علما انه لسنوات كان قائد فيلق القدس يحصل على تعاون الاكراد لتنفيذ خططه من خلال التخويف والرشوة. الاسوأ من ذلك ان رجال الاسد كانوا يرفضون القتال، و عندما يفعلون فانهم يرتكبون المجازر بحق المدنيين، ما يدفع الناس باتجاه تأييد مقاتلي المعارضة. وقال سليماني لمسؤول عراقي ان “الجيش السوري لا يفيد. اعطوني فرقة باسيج واحدة وانا احتل البلد كله”. وفي النهاية بدأ سليماني يطير الى دمشق بشكل متكرر بحيث يمارس سيطرة شخصية على التدخل الايراني في سورية. ونقل فيلكنز عن مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية قوله ان سليماني “يدير الحرب بنفسه”. ويقال انه يعمل من مبنى محصن في دمشق حيث جمع ضباطا من جنسيات متعددة يضمون قادة الجيش السوري واحد قادة حزب الله ومنسق عن ميليشيات شيعية عراقية قام سليماني نفسه بتحريكها للقتال. نقطة التحول كانت في ابريل الماضي حين تحدث سليماني الى الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله بشأن استعادة بلدة القصير القريبة من الحدود اللبنانية والتي كانت قد سقطت بايدي المقاتلين، وطلب منه ارسال الفي مقاتل لهذه الغاية. وقال فيلكنز ان نصر الله وسليماني صديقان قديمان كانا قد تعاونا في لبنان وفي كل انحاء العالم حيث نفذ “حزب الله” عمليات بطلب من الايرانيين. وبحسب خبير الشؤون الايرانية في معهد المشروع الاميركي ويل فيلتون، فان عناصر حزب الله طوقوا القصير، وقطعوا كل الطرق اليها ثم تحركوا نحوها. قتل العشرات منهم. كما قتل نحو ثمانية ضباط ايرانيين.

 

اللبناني جوزف مايلا مرشّح لإدارة «يونيسكو»

باريس – أرليت خوري/الحياة

تعهد مرشح لبنان الرسمي لمنصب المدير العام لمنظمة «يونيسكو» البروفسور جوزيف مايلا، العمل في حال توليه المنصب على إنعاش المنظمة وضمان انفتاحها على الخارج لإنقاذها من الموت البطيء الذي يهددها.

وحدد خلال مؤتمر صحافي عقده في دار المندوب الدائم للبنان لدى «يونيسكو» السفير خليل كرم التوجهات التي يعتزم اعتمادها ليعيد إلى المنظمة مكانتها ودورها وإزالة الترهل الذي بات يطغى على أدائها ويقلص فعاليتها في المجالات التي تندرج في صلب اهتماماتها وعلى رأسها التربية والثقافة وخدمة السلام. ورأى أن الصعاب التي تواجهها المنظمة ليست مالية فحسب، إنما تعود أيضاً إلى الجمود الذي حكم عملها وحال دون مواكبتها التحديات التي تطرحها العولمة. ولفت إلى أن تراجع أداء المنظمة على المستويات الفكري والثقافي والمهني رافقه تراجع في أسلوب إدارتها، مشيراً إلى أن هذا ما توقف عنده ديوان المحاسبة الفرنسي مستغرباً أن يذهب 70 في المئة من موازنة المنظمة لنفقات تشغيلها، في حين أن حصة البرامج التي تمولها لا تتجاوز 25 في المئة من الموازنة. وبهذا الطرح الذي يمثل رؤيته للأسس التي بنى عليها ترشَّحه وسيعرضها على المجلس التنفيذي للمنظمة الذي يجتمع من 30 أيلول (سبتمبر) إلى 11 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وضع مايلا إصبعه على مكمن الخلل الذي تعانيه هذه المنظمة الدولية. ويتنافس الأكاديمي اللبناني صاحب الباع الطويلة في الحوار بين الثقافات والأديان مع المديرة العامة الحالية للمنظمة إرينا بوكوفا (بلغارية) ومرشح جيبوتي رشاد فرح. ويفترض أن يحصل المرشح على أصوات 30 عضواً من أصل 58 يشكلون المجلس التنفيذي للمنظمة. وسبق لجامعة الدول العربية أن أعلنت دعمها فرح. أما بوكوفا فتحظى بتأييد أوروبا وعدد من الدول العربية نتيجة الدور الذي لعبته على صعيد انضمام فلسطين إلى «يونيسكو»، ما يجعل مايلا أمام معركة قاسية. لكنه لفت إلى أن التأييد الذي حصل عليه كل من فرح وبوكوفا لا يعني أن المعركة محسومة وأن ترشّحه أعاد خلط الأوراق.

 

وزير الخارجية القطري خالد العطية للحياة: ندرس إجراءات لحماية الشعب السوري وحزب الله ضل الطريق

نيويورك - راغدة درغام/الحياة

أكد وزير الخارجية القطري خالد العطية دعم قطر للمعارضة السورية ممثلة بالهيئة العسكرية العليا لـ «الجيش الحر» بقيادة سليم إدريس و «الائتلاف الوطني السوري»، مشدداً على أن «الشعب السوري منتصر» على نظام الرئيس بشار الأسد، وأن أحداً «لا نحن ولا المجتمع الدولي يمكنه فرض إرادته» على الشعب السوري. وأشار إلى أن دولاً عربية تبحث اللجوء إلى «آليات الأمم المتحدة لحماية الشعب السوري».

وشدد العطية في حديث إلى «الحياة» على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، على توافق الموقفين القطري والسعودي في شأن مصر، قائلاً إن قطر لم تدعم «الإخوان المسلمين» في مصر كما أنها «لم تدعم» الرئيس المصري السابق محمد مرسي بصفته الحزبية بل باعتباره رئيساً لمصر، على غرار دعمها نتائج ثورة ٢٥ كانون الثاني (يناير) بكامل مراحلها. وقال إن الدوحة كانت أول من أيد مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتحويل مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد.

وقال إن مجلس التعاون اتخذ قراراً في مسألة «حزب الله» وهو يدرس الإجراءات التي سيتخذها تطبيقاً لقراره، معتبراً أن «حزب الله حزب مقاومة ضل الطريق» لأنه يساعد النظام السوري في «قتل شعبه» الذي «تقاسم لقمة العيش» مع أبناء الجنوب اللبناني خلال عدوان إسرائيل عام ٢٠٠٦.

وهنا نص الحديث:

> هل فشلت السياسة الاستراتيجية الخليجية العربية في سورية؟ أم هل أُفشلت بسبب أخطاء خليجية؟ أم أن الفشل أتى بسبب نجاح استراتيجية المحور الآخر، روسيا والصين وإيران و «حزب الله»، وطبعاً الحكومة السورية؟

- إذا تكلمنا تحديداً عن الخليج، ليست هناك استراتيجية في الخليج سوى استراتيجية واحدة، إذا وددت أن تختصري استراتيجية الخليج، وهي الوقوف مع الشعب السوري الذي ظهر في أول يوم يطالب بالحرية والعدالة وقُوبل وجُوبه بالرصاص والمدافع. الآن تطور الأمر إلى (استخدام النظام السوري) طائرات وصواريخ ثم تطور إلى (السلاح) الكيماوي. ليس لدول الخليج أجندة في سورية. دول الخليج لبت نداء الشعب السوري في حماية نفسه والدفاع عن نفسه. بالتالي، لا تستطيعين أن تقولي أن الاستراتيجية فشلت. نحن لا نزال في دول مجلس التعاون الخليجي بالاشتراك مع أصدقاء سورية نحاول بقدر ما نستطيع أن نتجنب أي أجندات خاصة لقوة لديها مثلاً مصالح في سورية، من أجل أن نؤمن الحماية للشعب السوري.

> أنتم أول من طالب ودعا إلى تسليح المعارضة في سورية. هل لا يزال هذا موقفكم الآن بعد التغيير الذي طرأ على موقف قطر نحو سورية والمعارضة السورية؟

- ليست قطر فقط التي طالبت بدعم المعارضة. قطر طلبت من المجتمع الدولي التدخل لحماية المعارضة. ولو كان المجتمع الدولي استمع إلى صوت الدول العربية في ذلك الوقت بالتدخل لحماية الشعب السوري وليس بالتدخل بمعنى التدخل العسكري أو الدخول على الأرض، لكانت هناك عندها أمور كثيرة يمكن عملها للضغط على النظام السوري ومنعه من إبادة هذا الشعب.

>هل ما زلتم ملتزمين تسليح المعارضة كما كنتم سابقاً؟

- في قطر لدينا ثوابت ومبادئ نسير عليها. ولن تختلف هذه المبادئ والثوابت. وثوابتنا ومبادئنا أعلناها من فترة طويلة ونسير عليها. نحن دائماً في قطر ننحاز إلى الشعوب. أما بالنسبة إلى مسألة التسليح فقد كثر اللغط فيها. هناك جسم مكون اعترف به دولياً يعمل تحت قيادته الجيش الحر. كل الحلفاء، إذا كان هناك دعم، يدعمون من خلال هذا التكوين العسكري وهو ممثل باللواء سليم إدريس. قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات وجميع الدول العربية التي لديها تعاون مع دول صديقة تعمل من خلال القنوات التي تم الاعتراف بها دولياً. سواء الائتلاف الوطني السوري أو الهيئة العسكرية العليا بقيادة إدريس.

> بعدما تم إلى حد ما اختزال المسألة السورية بالسلاح الكيماوي، باتفاق أميركي-روسي واضح بمشاركة أيضاً -أو مباركة بالأحرى- من النظام وإيران. هل ترون أن في الأفق الآن صفقة كبرى تُصنع وراء الكواليس، هل أنتم على علم بأي شيء من هذا النوع أم أنكم تعتقدون أن ذلك الاختزال موقت مرحلياً، ويجب بالضرورة الاستمرار بتسليح المعارضة؟

- أنت تعتقدين بأن الشعب السوري عندما خرج على الطغيان وطلب حريته، هل كان ينتظر منا نحن كمجتمع دولي أن نرسم له خريطة الطريق التي يسلكها؟ فعلاً من المحزن أنك ترين استخدام السلاح الكيماوي (...) نحن ضد هذا الاستخدام ونشجع إزالة هذا السلاح. لكن هل يعقل أن ننسى ٩٥ ألفاً قتلوا بالطائرات و «السحل والمدفعية و(صواريخ) السكود، ونأتي لإرضاء طرف على حساب طرف وننسى كل هذا القتل والدمار ونختزل القضية السورية فقط في السلاح الكيماوي؟ لا أعتقد أن الشعب السوري يقبل. لا نحن ولا المجتمع الدولي يفرض عليه إرادته. الشعب السوري يقاتل منذ سنتين ونصف على جبهات عدة ومع ذلك هو منتصر.

إيران

> أنتم علاقتكم جيدة بإيران عامة. اختلفتم في الموضوع السوري. طبعاً الرئيس حسين روحاني عنده طلة جديدة. هل تعتقدون أن هذه الحكومة الجديدة في إيران قادرة على التفاهم معكم خليجياً في الشأن السوري؟

- نحن نتمنى ذلك. مثلما ذكرت، نحن لدينا علاقات جيدة مع الجمهورية الإيرانية. حددنا اختلافنا في البداية في الموضوع السوري. ونتفهم باقي العلاقات الثنائية أن تستمر، لكن يبقى الخلاف محصوراً في الشأن السوري. نحن لدينا وجهة نظر وهم لديهم وجهة نظر. نختلف، نتفق، لكن في النهاية نحن دولة جارة لإيران. وتبقى علاقاتنا فيما عدا الخلاف السوري علاقات طبيعية.

> في العودة إلى موضع الصفقة الكبرى، أترى في الأفق أنها تصنع وراء الكواليس أم لا؟

- ليس الأمر حول ما يصنع وراء الكواليس. لدينا معطيات مطروحة أمام الأمم المتحدة وستطرح أمام مجلس الأمن. هذه المعطيات -وإن كنا نشجع الخطوات التي قامت بها- لكنها تبقى محصورة في جزئية بسيطة لا تخدم طموح الشعب السوري بعد كل التضحيات التي قام بها.

> أفهم منك أنكم تتوقعون أو ترون أن الوضع السوري مستمر على ما هو عليه الآن؟ إلى متى؟ إلى حين تنفيذ الاتفاق الكيماوي؟ إلى حين عقد «جنيف- 2»؟ إلى حين عقد صفقة كبرى؟ تقسيم سورية؟

- نتمنى ألا يبقى الوضع السوري على ما هو عليه، لكن في كل الأحوال نحن مع أشقائنا في دول مجلس التعاون ومع الأخوة في المملكة العربية السعودية. هناك آليات أخرى من خلال مظلة الأمم المتحدة، نتدارسها.

> مثلاً؟

- لدينا خيارات كثيرة. لم نعد قاصرين لكي تُتخذ قرارات أممية بالنيابة عنا. نحن دول ذات سيادة ونفهم القانون الدولي جيداً ونفهم مداخل الأمم المتحدة ومخارجها. وبالتالي نحن مع إخوتنا في الخليج وخصوصاً مع الشقيقة السعودية نتدارس اللجوء إلى استخدام آليات الأمم المتحدة لحماية الشعب السوري.

> في الواقع في ظل الاتفاق الأميركي- الروسي، استمعت إليك السنة الماضية في البحرين، كنت تتكلم عن اللجوء إلى «الاتحاد من أجل السلام»؟

- إحدى الآليات. نعم هذا صحيح.

> في الجمعية العامة؟

- هذه إحدى الآليات.

> لكن هذا فات أوانه في الواقع لأن هناك الوفاق الأميركي-الروسي الذي يرحب به العالم؟

- قد يكون في فترة من الفترات. نحن نستمع إلى أصدقائنا في مجموعة أصدقاء سورية ونتبادل معهم الآراء، لكن أن نصل إلى طريق سدت فيه الآفاق من خلال مجلس الأمن. وباعتقادنا أن مجلس الأمن لم يعد يقوم بدوره. الدور والواجب الرئيسي لمجلس الأمن في حفظ الأمن والسلم الدوليين فُقد، في الحالة السورية على الأقل.

> هل تعتقد أن هناك حاجة إلى استراتيجية جديدة في التعامل مع إيران من قبل دول مجلس التعاون بسبب انتصار ذلك المحور، على الأقل مرحلياً، في سورية؟

- لا أستطيع أن أتكلم بالنيابة عن إخواننا في دول المجلس. لكن نحن عندنا في قطر كما ذكرت، علاقتنا مع إيران طبيعية وعلاقات حسن جوار ولكن لدينا خلاف في الموضوع السوري.

> هذا خلاف كبير جداً ليس مرحلياً فقط، هذا الخلاف من أحد الأسباب المساهمة في قتل، كما تفضلت، ما يقارب مئة ألف سوري، فهو ليس مسألة هامشية.

- ليس سبب المئة ألف الذين قتلوا هو الخلاف، أو سمه ما شئت، الخليجي-الإيراني أو «بروكسي وور» (الحرب بالوكالة) ليس هو السبب. السبب أن هناك شعباً راغباً في الحرية وهناك نظام طاغ أراد أن «يسحل» هذا الشعب بمعنى إما أن يبقى النظام أو يموت الشعب.

> أتعتقد أن هذا النظام باق بعدما انتشله الاتفاق الأميركي - الروسي؟

- أعتقد أن الشعب السوري قال كلمته في هذا الموضوع.

مصر

> في موضوع مصر، كقطر، يبدو أن موقفكم مختلف عن الإطار الخليجي. يقال أنكم تدعمون «الإخوان المسلمين» وأن هناك احتجاجاً من قبل أصدقائك بمن فيهم وزير الخارجية المصري نبيل فهمي. لماذا اخترتم الخروج عن هذا الوفاق الخليجي في الموضوع المصري؟ هل يؤثر على الرؤية الخارجية ككل؟

- الأمر الجميل في مجلس التعاون أن هناك ديموقراطية فعلية. قد يكون لدولة في المجلس رأي يختلف عن رأي دولة أخرى، لكن في الحقيقة هناك معلومة أحب أن أوضحها في الشأن المصري. إذا كنتم تؤمنون بالحقائق والحقائق دائماً ثابتة بالأرقام والأدلة. نحن لم ندعم الإخوان المسلمين. نحن بدأنا، تستطيعين القول إننا أول دولة عربية دعمت مصر بعد «ثورة ٢٥ يناير». أتمنى على الجميع أن تسعفهم ذاكرتهم في الرجوع إلى ٢٥ يناير. نحن دعمنا المجلس العسكري بقيادة المشير طنطاوي وبعدها دعمنا الحكومة الموقتة برئاسة السيد عصام شرف وأنا شخصياً وقعت اتفاقية التعاون والتنمية والاستثمار مع الدكتورة فايزة أبو النجا، ونحن استمررنا في هذا الدعم من دون أن نعلم من سيأتي إلى الحكم. وأتى الدكتور مرسي رئيساً للجمهورية من خلال صناديق الاقتراع وتعاملنا معه بصفته رئيساً وليس بصفته عضواً أو منتسباً لحزب من الأحزاب.

> لكن من أين أتت تلك السمعة عنكم أنكم تدعمون «الإخوان المسلمين» في كل مكان وليس فقط في مصر؟

- لا أدري من يأتي بهذه السمعة، أنت ما شاء الله عليك صحافية وبارعة يمكنك البحث من أين أتت هذه السمعة، لكن نحن لا نبني قراراتنا في قطر أو آراءنا على ما يُقال، عفواً، في وسائل الإعلام. نحن لدينا حقائق والحقائق تقول إننا دعمنا مصر من عهد المشير (محمد حسين) طنطاوي إلى عهد الفريق (عبد الفتاح) السيسي.

> أظنك بالتأكيد خطر ببالك لماذا قطر التي، كما تفضلت وقلت، أنها دعمت «ثورة ٢٥ يناير»، تدخلت في ليبيا دعماً للقرار الشعبي الليبي. إنما لماذا دائماً ينقلب الرأي العام على قطر في تلك الدول؟ هل هذا من فراغ أم أن له خلفية؟ بالتأكيد هناك سبب ما لذلك؟

- يجب أن نكون دقيقين. من يصنع الرأي العام؟ وما هو رأي الشعوب؟ إذا أردت أن تبحثي فابحثي في رأي الشعوب وليس في من يصنع الرأي العام.

> أنتم عندكم أهم وسائل الرأي العام. مثلاً قناة «الجزيرة» متهمة بالتدخل في مصر؟

- «الجزيرة» مع احترامي، «الجزيرة» دائماً في أي حدث تُظهر الرأي والرأي المقابل. لكن «الجزيرة» لا تسوق قطر. دائماً تأتي بالرأي والرأي الآخر.

> تحدث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن تحويل مجلس التعاون إلى اتحاد. هل اتخذتم موقفاً من ذلك؟

- أبداً. نحن أول من أيد مبادرة خادم الحرمين في قمة خليجية أطلقها وكان سمو الأمير الوالد (الشيخ خليفة بن حمد) آنذاك في الاجتماع وأيدها بمجرد أن أعلنها خادم الحرمين. ونحن نسعى مع إخوتنا في مجلس التعاون لوضع الأطر والأساس الذي سوف تبنى عليه.

> إذن، لا خلاف جذرياً بينكم وبين السعودية في موضوع مصر مثلاً بما يؤثر على العلاقة الثنائية؟ وأي علاقة ضمن إطار الرؤية الخليجية؟

- أولاً في مصر لا يوجد خلاف بيننا وبين السعودية. لا يوجد أي خلاف. نحن ندعم وما زلنا ندعم الشعب المصري والإخوة في المملكة أيضاً. في النهاية مصر هي العمود الفقري للوطن العربي ولا يمكن أحداً أن يراهن على أن يستطيع أن يضغط لكسر الاقتصاد المصري، وبالتالي إدخال مصر في نفق مظلم. بغض النظر عن الاختلاف في وجهات النظر. كلنا نعلم أن مصر قوية تعني دولاً عربية قوية.

> وماذا عن اهتمامكم بمواضيع أخرى منذ بداية العهد الجديد في ظل الأمير الشيخ تميم. هل هي سياسة جديدة أن يقل اهتمامكم مثلاً بموضوع اليمن؟ موضوع اليمن كنتم مهتمين به بشكل قوي؟ وموضوع «حماس» مثلاً. حتى في سورية خف اهتمامكم، لم تغسلوا أياديكم من سورية، ولكن خف اهتمامكم. هل استراتيجية العهد الجديد أن تنسحبوا من الأماكن التي كنتم فيها ناشطين جداً، ربما عبر رئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم شخصياً لا أدري؟

- في البداية نعود من حيث بدأت في لقائي معك. نحن في قطر لدينا ثوابت ومبادئ بالتالي لن تتغير السياسة لأن المبادئ ثابتة. الدول التي ذكرتها... نحن نعمل من خلال منظومة. إن كان في اليمن فنحن نعمل من خلال المبادرة الخليجية ودعمنا المبادرة الخليجية وإن لم نكن طرفاً في هذه المبادرة ولكن دعمناها وأيدناها وما زلنا ندعمها، ولدينا اجتماع قريب لأصدقاء اليمن وسنكون من أول الداعمين في اليمن. في الدول الأخرى التي ذكرتها نحن نعمل من ضمن منظومة إما جامعة الدول العربية وإما ضمن أصدقاء سورية، وبالتالي لا أعرف كيف جاء التصور بأننا تخلينا عن دورنا من ضمن هذه المنظومة. ما زلنا مستمرين مع أصدقائنا وفي الإقليم مع مجلس التعاون الخليجي وعلى المستوى العربي مع جامعة الدول العربية. يجب عدم التعميم بأن قطر دائماً تغرد خارج السرب. أفضل من التعميم أن يأتوا بحقيقة واحدة بأن قطر سبق لها وأن غردت خارج السرب من خلال قرار عربي صدر بالإجماع أو بالغالبية أو من خلال قرار صدر من مجلس التعاون الخليجي.

> ماذا تقول للذين يقولون أنهم يتصورون أن ما يحدث الآن في قطر على الأقل مرحلياً، وليس بالضرورة أن يكون ذلك نقداً أو مديحاً، أن الأمير السابق ما زال يقود من الخلف إذا شئت؟ هل هذا، أعيد وأكرر ليس بالضرورة سيئاً أو إيجابياً، إنما ما ردك على هذا التصور؟

- أنا ليس لدي رد على من يريد أن يتصور. من يريد أن يتصور فليتصور.

> إذاً هذا تصور؟

- أنت ذكرت أن من يتصور، فليتصور. الأمير الوالد بنى قطر الجديدة وأحسن بناءها وأعد السفينة وأحسن اختيار الربان. هل ممكن أن أقول أكثر من هذا؟

«حزب الله»

> سؤالي الأخير. تحدثت عن علاقتكم الجيدة ثنائياً مع إيران واختلافكم في شأن سورية. ماذا عن «حزب الله»؟ أنتم علاقتكم بالموضوع اللبناني تدهورت، العلاقة مع البلد لبنان، بسبب العلاقة مع «حزب الله». أنتم لديكم قناة تواصل مباشرة مع إيران. كيف يتم الحديث في هذا الشأن وهو موضوع يتعلق بكم كقطر ضمن العلاقة مع «حزب الله».

- «حزب الله» هو حزب مقاومة ولكن في المسألة السورية للأسف ضل الطريق، وبالتالي نحن نرى ونسمع من كانوا في عام ٢٠٠٦ يتقاسمون بيوتهم ويتقاسمون لقمة العيش مع إخوتنا في الجنوب اللبناني، وجدوا أن أبناء هؤلاء يأتون لقتالهم في سورية، وقتلهم ومساعدة النظام الظالم عليهم. بالنسبة لنا «حزب الله» كان حزباً مقاوماً ولكن ضل الطريق في مسألة سورية. وبالتالي نحن الآن في مجلس التعاون الخليجي اتخذنا قراراً في مسألة الحزب، وينظر فيها الوزراء والمعنيون المختصون في الإجراءات التي ستتخذ في هذا الشأن.

> وأنتم كقطر. كما تفضلت وذكرت لكم علاقة مباشرة مع إيران ونحن نعرف العلاقة العضوية ما بين «حزب الله» وإيران. هل تبحثون في هذا الأمر؟ هل تطلبون شيئاً؟

- نحن في المسألة السورية الآن.

> اللبنانية؟

- السورية تعني بالتبعية «حزب الله» وتعني بعض الميليشيات التي تدخل وتقاتل في سورية. ذكرت في البداية بأن هذا محل اختلاف وسيبقى الاختلاف في المسألة السورية. نحن مع إخواننا في مجلس التعاون الخليجي ومع أصدقاء سورية نعمل من أجل حماية الشعب السوري، وهم لهم وجهة نظر في المسألة السورية يعملون من خلالها.

 

وزير الداخلية والسفير الفرنسي تفقدا مركز" CERSA" في المطار/شربل : يعزّز امكانات لبنان ومناعته في مواجهة تحديات الطيران

المركزية- تفقد وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل والسفير الفرنسي في لبنان باتريس باولي على رأس وفد من السفارة، مركز تدريب أمن الطيران المدني CERSA في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، بعدما تم تصنيفه من قبل المنظمة الدولية للطيران المدني كمركز امتياز للتدريب في الشرق الاوسط بحيث اصبح يحتل المرتبة 27 عالميا والمرتبة الثالثة في الشرق الاوسط بعد الاردن ودبي. رافقهما في الجولة التي شملت قاعات التدريب للعاملين في قطاع الطيران المدني ، المدير العام لقوى الامن الداخلي العميد ابراهيم بصبوص، العميد فؤاد خوري ممثلا المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، رئيس المركز العميد جورج شديد ومساعده المقدم جورج نادر، قائد جهاز أمن المطار العميد جان طالوزيان، المقدم طنوس حليس ممثلا المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، رئيس مصلحة صيانة الاجهزة امين جابر ممثلا المدير العام للطيرن المدني دانيال الهيبي، جاهر ابي غانم ممثلا المدير العام للجمارك العامة وممثل عن الاتحاد الاوروبي.

شديد: وفي المناسبة القى العميد شديد كلمة ترحيبية، أشار فيها الى ان الجولة ترتبط بحدثين مهمين هما انعقاد اللجنة التوجيهية الاخيرة لمشروع تعزيز الامن والسلامة في مطار رفيق الحريري الدولي الذي توج بتوقيع اتفاقية هبة بين الحكومتين الفرنسية واللبنانية انتهى مفعولها بعد 5 سنوات بتاريخ 19 ايلول 2013 لتجهيز عدة مرافق في المطار، واعتماد المركز المنشأ بنوجب الاتفاقية مركز امتياز للتدريب في الشرق الاوسط.

شربل: ثم القى الوزير شربل كلمة توجه في مستهلها "بخالص عبارات التقدير للجهود الفرنسية المتواصلة تجاه لبنان ومؤسساته التي لم تقتصر على ناحية واحدة من الدعم الدولي والسياسي والاقتصادي، بل تعدت كل هذه النواحي منذ قيام لبنان الدولة الحديثة وصولا الى التعاون الامني الوثيق الذي توج بابرام اتفاقية هبة مقدمة من الحكومة الفرنسية بقيمة مليون ونصف المليون أورو تمّ بموجبها الانتهاء من انشاء وتجهيز مركز تدريب تعزيز أمن الطيران المدني CERSA ، ووحدة كلاب بوليسية لكشف المخدرات والمتفجرات، ووحدة تفكيك العبوات الناسفة ، ووحدة بحرية لصالح اطفائية المطار، وغرفة عمليات في مطار رفيق الحريري الدولي".

واعتبر ان " مقتضيات تحول هذا المركز الى مركز يستوفي كل شروط نجاحه وفاعليته، هو تأكيد على تطور نوعي في سلامة وأمن الطيران المدني في بيروت، اذ أن مساهمة الحكومة الفرنسية تمويلا وخبرة معطوفة على جهود القيمين على مركز CERSA مكنته من أن يكون مركزا معتمدا بامتياز للتدريب على أمن الطيران المدني في منطقة الشرق الاوسط بحيث أصبح وفق تصنيف المنظمة الدولية للطيران المدني يحتل المركز السابع والعشرين في العالم والثالث في الشرق الاوسط بعد الاردن ودبي".

وأشار الى انه " يوم تمّ افتتاح مركز CERSA لتعزيز الامن في المطار كان يشرف عليه عدد من الخبراء الفرنسيين لتمكين لبنان من أن يكون له مدربون وفقا للمعايير الدولية المعتمدة ، لكن المدربين اللبنانيين الذين تلقوا علومهم حول كيفية الحفاظ على أمن المطار وضمان أمن المسافرين من المدرسة الوطنية للطيران المدني في تولوز، أصبحوا اليوم يشرفون على دورات تدريب فيها ، نظرا للمهارات المميزة التي اكتسبوها والمعرفة الواسعة في مجال التحقق من الوثائق والمخدرات والمتفجرات وما شابه ذلك " . وأكد ان " مركز CERSA بات يحظى ببعد اقليمي وعالمي في مجال التدريب الأكثر تخصصا على تعزيز أمن المطارات سيما وانه مزود بتجهيزات عصرية تسمح باقامة دورات تدريب ذات جودة عالية "، معتبرا ان هذا " الجهد يبقى خير دليل على علاقات الصداقة المتواصلة بين لبنان وفرنسا منذ عقود من الزمن، وها هو في هذه اللحظة من تاريخ لبنان يشكل إستجابة لما نحن بحاجة اليه على صعيد مكافحة الارهاب والجرائم العابرة للحدود وضبط الممنوعات ، خصوصا وان هذا التعاون بين الحكومتين عزّز امكانات لبنان ومناعته في مواجهة التحديات المشتركة بين بلدان العالم على مستوى الطيران المدني". وتوجه الى السفير الفرنسي قائلا : أشكركم بحرارة على دعمكم المتنوع والمكثف والمستدام لمؤسساتنا الوطنية والجمعيات المدنية ولا سيما لهذا المشروع الممول من حكومتكم والذي أثمر نجاحا مميزا نرى فيه خير تعبير عن علاقاتنا المميزة، وعن اهتمامكم بلبنان وموقعه ودوره الرائد على مستوى الطيران المدني.

أضاف: ان الظروف الصعبة والدقيقة التي تمر بها المنطقة، وما يواجهه لبنان من تحديات يواجهها بصلابة الواحدة تلو الاخرى، يجعلنا نتطلع الى وقفة فرنسا التاريخية الى جانب لبنان وقضاياه، ونرى فيها ما يؤكد على أن الصداقة التي تربط بلدينا تبقى في المرتبة الأولى من إهتماماتكم ، كما هي في المرتبة الاولى من مساعي الحكومة اللبنانية على الصعيد الدولي.

ونقل شربل تحية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والحكومة اللبنانية، وعاطفة ومحبة الشعب اللبناني الى فرنسا رئيسا وحكومة وشعبا ، مشددا على ان التحية لا تعبّر فقط عن مشاعر الصداقة بل تتعداها الى التنسيق والتبادل في ما خصّ المصالح الوطنية وهموم الإستقرار الإقليمي والدولي، على إعتبار أن المخاطر التي تهدد العالم وتضرب استقرار الدول هي واحدة، وقنواتها واحدة، وأدواتها واحدة، وأساليبها واحدة، تزرع الحقد والكراهية بين الشعوب، عنيت بها الارهاب باشكاله كافة ومختلف مصادره. باولي: ورد السفير الفرنسي باولي بكلمة باللغة العربية شكر فيها الوزير شربل على كلمته القيمة واللطيفة ، مؤكدا ان انعقاد الجلسة الاولى للمجموعة الدولية لدعم لبنان في نيويورك حيث يلتقي مندوبو الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي برعاية الامين العام للامم المتحدة ومشاركة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وممثلة الاتحاد الاوربي كاترين اشتون وجامعة الدول العربية هي تعبير عن تأييدنا ودعمنا للمؤسسات اللبنانية، مشيرا الى ان اللقاء اليوم في هذا المركز يجسد ايضا هذا الدعم للمؤسسات اللبنانية وهو مهم جدا بالنسبة الى الفرنسيين والاوروبيين.

وتابع باللغة الفرنسية ليثمن العمل المشترك الذي دام خمس سنوات وأثمر نتائج جيدة بالرغم من ان هناك تحديات للارتقاء بلبنان الى المستوى المطلوب من قبل المنظمة الدولية للطيران المدني، مشيرا الى ان أهم هذه التحديات هي اعتماد مخطط وطني للتدريب في مجال أمن المطار، لافتا الى ان المشروع يهدف الى تعزيز دولة الحق والاستقرار في لبنان في مواجهة التهديدات الارهابية اضافة الى تعزيز القدرات العملية والتقنية لمختلف الخدمات المتعلقة بالامن والسلامة في مطار بيروت الدولي، معربا عن ثقته بالسلطات اللبنانية التي ستتخطى الصعوبات، مشددا على أهمية مواصلة الجهود والتعاون بين البلدين في مجال المعاهدة التي تم توقيعها في 8 أيار بين كل من مديرتي الطيران الفرنسي واللبناني. بعد ذلك رأس الوزير شربل في قاعة مركز تدريب تعزيز أمن المطار اجتماع اللجنة التوجيهية للمشروع الذي يعقد سنويا ، بمشاركة السفير الفرنسي ورؤساء الاجهزة الامنية المعنية من أجل عرض المواضيع المتعلقة بالمشروع والنشاطات الجارية والمستقبلية

 

إلى الأخوة المسيحيين السوريين!

أنطوان مراد - رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ

عندما يُعرف السبب يبطل العجب ، والبحث عن السبب ليس من قلة الأدب ، بل هو مطلوب ومرغوب ، لأن الضرب في التنجيم وضربَ المنطق السليم ، يعمي البصيرة ويحوّل ناتاشا إلى نظيرة !

أقول هذا لأفسّر سعي النظام السوري وحزب الله ومنظومة 8 آذار إلى أبلسة كل من يعارض رهاناتهم وممارساتهم ، فيغدو معهم الإسلام المعتدل غطاءً لجبهة النصرة ، ويمسي المسيحي اللبناني الذي حاصره النظام السوري وقصفه وسرقه ونكّل به واغتاله وقتله وسحله ، ليمسي نصيراً للقاعدة !! أيها الأصدقاء ، “خذونا على قد فهماتنا” . ما يحصل في سوريا لم يأت من فراغ . وحصر النظر “بالنص المليان” من الكوب لا يلغي “النص الفاضي” !

سوريا تحت مظلة آل الأسد ليست سوريا واحدة بل سوريتين :

سوريا من فوق ، حيث النظام بسيبته الثلاثية ، بدءأً بالعائلة والأصهرة وأولاد الأعمام والأخوال و”الحوزة” ، مروراً بالذراع العسكرية – الأمنية التي تمسك بمفاصل البلاد والعباد وتحمي الفساد ، وصولاً إلى البنية التحتية المدنية شكلاً والقبلية فعلاً ، والمتمثلة بالطائفة المحظية ، والتجار المتنفعين والمنظومة الأخطبوطية لحزب البعث .

أما سوريا الأخرى ، سوريا من تحت ، وتضم الأكثرية الشعبية ، فيمثلها الناس الخائفون المسحوقون ، الملاحقون ، المرصودون أو المشتبه بهم ، والديموقراطيون . الناس الفقراء الذين كلما انتفخت جيوب المتحكمين، كلما ازدادوا حاجة وعوزاً ونقمة . هؤلاء هم الذين انتفضوا وتظاهروا وهتفوا بسقوط النظام ولم يرتعدوا ولم يرتدعوا !

خاطبهم النظام بالتهويل والاعتقال والابتزاز ، ثم بالرصاص ، ثم بالدبابات والصواريخ والطيران ، ومسكُ الختام بالكيماوي . فهل تعجبون إذا حمل المعارضون السلاح، وزكّى القمع بيئة حاضنة للتطرف؟

نعم ، لو مشى بشار الأسد في حل جدي سلمي ، ولو اعترف بالمعارضة وحقها في المشاركة،  ولو سلّم بانتخابات ديموقراطية سليمة ، لوفّر على سوريا كل هذا العذاب والخراب، ولما استدرج الأصوليين والتكفيريين ليحشدوا الأنصار من مختلف الأمصار. إنني أفهم وجود شريحة واسعة من المسيحيين السوريين تفضّل نظام بشار على أي بديل آخر ، لكن نظاماً ديموقراطياً صحيحاً يقرّ بحقوق المسيحيين في المساواة ويحترم التنوع والرأي الآخر ، هو أفضل بكثير من نظام بشار . إن اللعبة الخبيثة تريد التصوير للمسيحيين أن البديل عن النظام هو النصرة والتكفيريون ، بدلاً من تشجيع الإعتدال لدى الأكثرية السنية التي ترفض هذا وذاك .

بالله علكم أيها الإخوة المسيحيون في سوريا ، ألاّ تذهبوا بعيداً في حومة التضليل. نظام الأسد عمره نيف وأربعون عاماً ، بينما تعايشكم مع المحيط يعود إلى 1400 عام. الكنائس والأديرة والأحياء التي تسكنون ، وجودكم الفاعل ، وخصوصاً في عصر النهضة وصعود العروبة ، كله كان قبل حكم الأب والإبن ، فما هي حالكم بعدما وضعتم وزناتكم كلها ودائع لديه ، فاستجلبتم الحذر منكم والشك بكم .

أيها الإخوة المسيحيون السوريون. قد يبدو أن ثمة نوعا من سوء الفهم بين كثرة منكم وكثرة من المسيحيين اللبنانيين . ففي لبنان ، رفض المسيحيون وسيرفضون دائماً أي نوع من الذمية ولو مقنعة ، وهم يرفضون أن يمنّنهم نظام بحمايتهم لقاء الولاء له، بل جل ما يبتغون هو وجود دولة عادلة تحمي جميع مواطنيها بعيداً من التمييز الديني والمذهبي والسياسي . وهذا ما يريدون لكم بالتأكيد. إن الذمية تصبح أخطر عندما تحتل عقول المسيحيين . أنظروا في أي حال إلى الأردن ، حيث الاعتدال السني هو الغالب، بقيادة الملك عبد الله بن الحسين سليل الدوحة الهاشمية التي يتنمي إليها النبي محمد . وفي الخلاصة، التخيير بين النظام والنصرة مرفوض ، فالخيار المطلوب هو دولة ديموقراطية ترفض الديكتاتورية كما ترفض التيوقراطية، أي الحكم باسم الله . فباسم الآب والابن والروح القدس . لا تسقطوا في أفخاخ الاستدراج والمزايدات والعراضات لأهداف سياسية ضيقة ، على غرار مشهد فريق 8 آذار ، وهو يحتل الصفوف الأمامية بالأمس تحت عنوان الصلاة من لأجلكم، أو لأجَلكم ، لست أدري ، كذاك الدب الذي شاء إنقاذ صديقه النائم في ظل شجرة من إزعاج ذبابة على جبينه ، فضربها بصخرة حطّمت رأس الصديق ونجت الذبابة !

ملاحظة أخيرة .

إن الأسئلة التي أوردتُها في حلقة الأمس حول إشراك الأمن العام في القوة الأمنية للضاحية الجنوبية ، هي أسئلة مستقاة من شرائح لدى الرأي العام ، ولا تستهدف مؤسسة الأمن العام ودورها الذي نقدّر تحت سقف القانون ، بل تتناول تركيبة القوة الأمنية وكيفية التوافق عليها مع حزب الله . وجلّ ما نريد هو أن تكون المؤسسات كلها تؤدي واجبها تجاه الوطن والمواطن ، وهذا ما نفترض أن قيادة الأمن العام حريصة عليه . فنحن الذين ندعو إلى احترام المؤسسات من الساسة والأحزاب والمواطنين كافة ، فلا يسعون ولا تسمح لهم بتصنيفها أو تخطّيها سواء بالإستقواء أو بالمَونة . والسلام .

 

هل الضاحية حقاً في قلب الدولة أم أن قلب الدولة رهينة لديها؟

مصطفى علوش- نائب سابق/ المستقبل

“كانت مواعيد عرقوب لها مثلاً وما مواعيدها إلا الأباطيل” (كعب بن زهير)

في أحد الخطابات الموثقة صوتاً وصورة للامين العام لـ “حزب الله” حسن نصر الله ،أيام انغماسه في نشر عقيدة الولي الفقيه في الثمانينيات، أنكر على “القوات اللبنانية” طرحها لمشروع الفيدرالية، مؤكداً أن أراضي جبل لبنان هي ملك للشيعة في الأساس ولا يحق للمسيحيين بالتالي اقتطاعها في أية تركيبة جغرافية أو ديموغرافية جديدة للبنان. الحقيقة هي أن طروح الفيدرالية أو التقسيم مرفوضة أساساً من حزب ولاية الفقيه لأن المشروع الأصلي يشمل لبنان بأكمله وهو أعلن في خطاب آخر أن مشروع مد سلطة الولي الفقيه إلى لبنان هو واجب ديني وعقائدي، ولكنه لن يتم إلا بعد اقتناع الأكثرية العظمى من اللبنانيين به، وكان ذلك منذ خمس سنوات.

لذلك فإنه من الإفتراء بمكان أن يتهم حزب ولاية الفقيه بالسعي إلى التقسيم أو حتى اللامركزية الموسعة، فما يسعى إليه هو دولة مركزية ذات نظام حديدي مرصوص يتناسب مع “مجتمع المقاومة” وبمرجعية واحدة سياسياً وفقهياً وتشريعياً وهي مرجعية الولي الفقيه. بل وأكثر من ذلك، فما يسعى إليه هذا الحزب هو دمج لبنان في وحدة كبرى هدفها الأساسي هو توسيع سلطة الولي الفقيه، وقد أشار إلى ذلك نصر الله في أحد خطاباته الأخيرة باستكبار واستخفاف، عندما أكد انه قادر على السيطرة على أراض تفوق بمساحتها عشرات أضعاف لبنان، ولو أراد السيطرة على لبنان فالإمكانيات متوفرة لديه. وقد يمننا هنا السيد بأنه سيوسع حدود لبنان لتصل إلى بحر قزوين والهند ويصبح بحر العرب بحراً لبنانياً. لماذا كل هذا الحديث الآن؟ لأنه قد يجد البعض في مسألة قبول الحزب دخول القوى الأمنية الشرعية إلى إقطاعيته غير الشرعية بأنها بادرة خير قد يبنى عليها لإعادة الإستقرار المفقود إلى البلد، وقد يبالغ البعض في الإفتراض بأن هذا الأمر قد فرضته المتغيرات الإقليمية المرتبطة بالملف السوري والإيراني. وأكثر من ذلك قد يستنتج البعض بان هذا الإجراء ما هو إلا مقدمة للحوار اللبناني الذي سيؤدي إلى حل قضية السلاح غير الشرعي. خطاب نصر الله تضمن مبالغات في تسويق هذه الخطوة وحاول التركيز عليها لتحويل الأنظار عن وقائع الأمور.

قد يرى البعض أيضاً بكل ذلك ومضة تفاؤل كنت أحاذر إحباطها لندرتها! ولكن هذا لا يمنعني من التحليل المنطقي لهذه الخطوة، أسرده كما يلي:

ـ ليست المرة الأولى التي يعلن فيها عن انتشار للقوى الأمنية الشرعية في إقطاعيات الحزب ولم تؤد الخطوات السابقة إلى أي تغيير يمكن التعويل عليه على أرض الواقع.

ـ لم يلجأ حزب ولاية الفقيه في السابق ولا الآن إلى القوى الشرعية إلا لتفادي “سواد الوجه” أو التخفيف منه، إن كان مع جمهوره أو مع غير جمهوره. ففي السابق تفادى الإصطدام مع العصابات الإجرامية وميليشيات العشائر من جمهوره مطلقاً مقولة “الأمن من الإيمان!”، واليوم وبعد أن وسع رقعة انتشاره الأمني ليعتدي بها على من هم من غير جمهوره بعد أن طالت حواجزه تخوم الحدث والحازمية والشويفات، يسعى من هذه الخطوة إلى التخفيف من الإحتكاك مع أبناء تلك المنطقة الذين يسعى لإقناعهم بأنه يدافع عنهم ضد المتطرفين في سوريا وفي العراق وفي لبنان.

ـ يريد الحزب ان يتفادى جدلاً إضافياً حول عصيانه على الدولة والإهتمام بالملف السوري، والذي يشكل اليوم بالنسبة له قضية وجودية.

ـ يريد الحزب التخفيف من استنزاف عناصره والتفرغ إلى همه الأول وهو القتال في سوريا على المدى المنظور.

ـ على الرغم من كل التصريحات الرسمية التي تتحدث عن حرية الدولة في خيارات التحرك العسكري في الضاحية وفي انتقاء التشكيلات للقوى الأمنية، فبمجرد أن يكون دخولها بالتراضي مع الحزب فهذا يعني أن تحركاتها ومجال عملها وحدود سلطاتها ستكون أيضاً بالتراضي، وأن خروجها أيضاً سيكون رهناً بإرادة الحزب.

لقد اعتدنا مع نصر الله على الكلام ذي الوجوه المتعددة، وعندما يقول إن الضاحية هي في قلب الدولة فالسؤال يكون “عن أي دولة تتحدث؟”.

ـ في المحصلة، إذا كان الكلام له مصداقية، فمصداقية الخضوع للدولة هي بوضع كل وسائل القوة بخدمتها والسعي إلى الإستقرار والمسار الديموقراطي. وهنا للحزب خيار واحد هو أن يخرج من سوريا ويستفيق من أحلام مشروع ولاية الفقيه الخرافي وأن يسلم السلاح والقرار إلى الدولة. وحتى ذلك الحين ليست الضاحية هي التي في قلب الدولة بل إن الدولة ستبقى رهينة في قلب الضاحية!

 

النظام الايراني و"الليونة الشجاعة": اسقاط تاريخي على جدل الحوار مع اميركا

حسن فحص/خاص بـ"الشفاف"

ليست المرة الاولى التي يستشهد فيها المرشد الاعلى للنظام الايراني آية الله السيد علي خامنئي بالصلح التاريخي الذي جرى بين الامام الثاني لدى الشيعة، الحسن بن علي بن ابي طالب، ووالي الشام معاوية بن ابي سفيان، وهو الصلح الذي ادى الى انهاء الحرب بين الطرفين واستتباب الامر لمعاوية في السلطة والخلافة. فقد سبق لخامنئي ان تطرق الى صلح الحسن ايضا قبل اكثر من سنتين في سياق رده على الاصوات المعترضة على بوادر تقارب او حوار مع الولايات المتحدة الاميركية التي تمثل "الشيطان الاكبر"، وبعد تزايد الحديث عن رسالة وجهها الرئيس الاميركي باراك اوباما الى المرشد الايراني. حديث خامنئي جاء في وقت كانت دوائر التعبئة الاعلامية والايديولوجية والسياسية في "قوات حرس الثورة الاسلامية" تتحدث عن "استراتيجية عاشورائية" في مواجهة الاطماع الاستكبارية الاميركية في المناطق المناطق التي تعتبرها ايران مجالا حيويا لها. وارتفعت هذه الوتيرة خاصة بعد دخول قوات "درع الجزيرة" الى مملكة البحرين لمساندة السلطة فيها على مواجهة الحركة الاحتجاجية. وفي التأسيس الايديولوجي للمسار التفاوضي الذي اعلن عنه الرئيس الايراني الجديد الشيخ حسن روحاني، عاد خامنئي الى هذا الصلح دون غيره من المحطات التاريخية، وقطع الشك امام اي اسقاطات تاريخية اخرى باستخدامه التعريف الذي وضعه لهذا الصلح عندما ترجم كتاب "صلح الحسن" لمؤلفه الشيخ راضي آل ياسين عن العربية (إضغط هنا لقراءة الكتاب) الى الفارسية قبل اكثر من خمسة عقود، بوصفه الصلح بانه "الليونة الشجاعة". هذا الصلح، وكما تقول وتنقل الروايات التاريخية، الذي تم التوصل اليه بين الحسن ومعاوية، حمل موافقة الاول على التخلي عن حقه في الخلافة بعد ابيه لمعاوية، وتبقى لمعاوية طالما انه على قيد الحياة، ولا يحق لمعاوية ان يعين خليفة من بعده ويترك الامر شورى بين المسلمين، حسب مصادر اهل الجماعة، وان تؤل الى "الحسَن" بعد وفاة معاوية او الى شقيقه "الحسين" في حال وفاة "الحسن" قبل معاوية، حسب المصادر الشيعية. هذا الاتفاق اعطى من جهة، معاوية الغطاءَ الشرعي والسياسي في تولى الخلافة والسلطة، ومن جهة اخرى، مثّل تخلياً، انطلاقا من المفهوم الشيعي للخلافة، عن حق إلهي ووصية نبوية خصّ بها الله ورسوله آلَ البيت تضع الخلافة فيهم الى قيام الساعة، في سلسلة تبدأ من الامام علي بن ابي طالب ولا تنتهي عند ابنه الامام الحسن.

الفكر الشيعي من جهته، حاول تسويغ هذا الصلح وتنازل الحسن عن الخلافة، فاعتبر ان "المصلحة" او "الحكمة الالهية" تكمن وراء التنازل في المواقف التي اتخذها معاوية لاحقا واسست لثورة الامام الحسين بن علي في كربلاء، وانه لولا صلح الحسن لما كانت ثورة كربلاء. معاوية من ناحيته، حسب الرواية التاريخية (ابن كثير، البداية والنهاية، الجزء11 و 8، صفحة429 و 140) وخلال مروره بالنخيلة شمال الكوفة في العراق، قال لاصحابه "ما قاتلتكم لتصوموا ولا لتصلّوا ولا لتحجّوا ولا لتزكوا، قد عرفت إنكم تفعلون ذلك ولكن إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم، فقد أعطاني الله ذلك وأنتم". ثم اضاف "ألا إن كل شيء اعطيته الحسن بن علي تحت قدميّ هاتين لا أفي به".

هذا الاسقاط التاريخي الذي لجأ اليه خامنئي، يأتي متزامنا مع تزايد وتيرة الحديث والخطوات العملية لامكانية فتح باب الحوار المباشر بين ايران والولايات المتحدة، وقد لا يصب هذا الاسقاط فقط في اطار يراده له تسويغ التنازلات التي قد تكون ايران مجبرة على تقديمها في العديد من الملفات التي تشكل مناطق اشتباك في المصالح بين العدوين المفترضين. بل قد يتعدّاه الى تسويغ اي تنازل استراتيجي يوازي بحجمه التنازل الذي قدمه الامام الحسن لمعاوية عندما تخلى عن حقه الالهي في الخلافة بعد ابيه. فاي تنازلات في ملفات لا تمس الداخل الايراني لا تستدعي هذا الاسقاط التاريخي بالتحديد. لان المتوقع ان لا يكون تنازلا تكتيكيا، بل استراتيجيا. لان التنازل التكتيكي كان يستدعي من خامنئي اسقاطا تاريخيا آخر، كمثل "صلح الحديبية" الذي عقده الرسول مع اهل مكة قبل عام الفتح، والذي شكل تأسيسا طبيعيا لفتح مكة بناء على الشروط التي نص عليها الصلح بما فيها تلك التي اعترض عليها اصحاب الرسول. استحضار صلح الحسن، بخاصيته التي وصفها خامنئي الشاب قبل نحو خمسين سنة بانه "الليونة في عين الشجاعة"، يراد منه فتح الطريق لتسويغ المفاوضات المرتقبة بين طهران وواشنطن، ما يدفع على الاعتقاد من خلال هذا الاستحضار، ان حجم التنازلات الايرانية ستكون كبيرة وبحجم الخلافة التي تنازل عنها الامام الحسن لمعاوية، وان موضوع التنازل يتعلق بالموضوع الاهم الذي يشكل بعدا استراتيجيا وقوميا للنظام، اي البرنامج النووي، وبالتالي لا بد من العمل على تهيئة الارضية الايديولوجية والسياسية والنفسية ودفع القوى الاكثر تشددا خاصة المؤسسة العسكرية العقائدية في حرس الثورة بقبول هذه الانعطافة والموافقة على التنازلات وحجمها.

 

سليمان في افتتاح اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان: الاستقرار بالعمل على تنفيذ ال 1701 ومحاربة الإرهاب وتطوير النظام

وطنية - اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على "اهمية تشجيع الأطراف الداخليين والدول الإقليمية المؤثرة على وعي أهمية "إعلان بعبدا" وضرورة الالتزام به قولا وفعلا"، معتبرا "ان الاستقرار يمر من طريق استمرار العمل على تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته، وضبط الأوضاع على طول الحدود، ومحاربة الإرهاب وتطوير النظام السياسي ومواصلة البحث للتوافق على استراتيجية وطنية للدفاع حصرا عن لبنان".

وشدد، في خلال كلمة القاها بعد ظهر اليوم (بالتوقيت المحلي) في افتتاح اجتماع "مجموعة الدعم الدولية للبنان" في مبنى الامم المتحدة،على ضرورة "ان يستمر الجهد الدولي الأشمل لتشجيع الديبلوماسية الوقائية والحلول السلمية للنزاعات، كما هو حال النزاع الدائر في سوريا، ولفرض حل عادل وشامل لكل أوجه الصراع العربي-الإسرائيلي على قاعدة قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام".

وحضر الاجتماع وزراء خارجية الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن والمفوضةالعليا للاتحادالأوروبي كاثرين أشتون والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس البنك الدولي السيد جيم يونغ كين ورئيسة فريق مجموعة الامم المتحدة الانمائي هيلين كلارك، والمفوض السامي لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس.

في بداية الاجتماع القى الامين العام للامم المتحدة كلمة ركز فيها على "اهمية انعقاد هذا الاجتماع"، مشددا على ضرورة "ايلاء قضية اللاجئين السوريين الاهمية اللازمة من قبل المجتمع الدولي".

الرئيس سليمان

ثم القى الرئيس سليمان كلمة هنا نصها:""السيد الأمين العام،

المشاركين الكرام في هذا الاجتماع التأسيسي الأول "لمجموعة الدعم الدولية للبنان"،

اجتماعنا اليوم يكتسب أهمية خاصة في توقيته ورمزيته، وفي ما يسعى لتحقيقه من مقاصد وأهداف.

فهو من جهة رسالة دعم سياسي ومعنوي استثنائية للبنان في هذه الظروف الصعبة والخطرة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، يؤكد المجتمع الدولي من خلالها، حرصه وحرص الأعضاء الدائمي العضوية في مجلس الأمن، في موقف موحد ولافت، على استقرار لبنان وسيادته وسلامة أبنائه.

ويشير الاجتماع من ناحية ثانية، إلى حرص دولي مواز على تقديم دعم مادي ومالي ممنهج للبنان، وفقا لآليات محددة، بهدف دعم اقتصاده ومؤسساته وجيشه والجهد القائم لمواجهة العبء المتزايد جراء تفاقم أعداد اللاجئين الوافدين من سوريا إلى لبنان، بسبب النزاع المسلح المتمادي على أراضي هذه الدولةالجارة والشقيقة.

لقد حدد التصور الأولي الذي أعدته الأمانةالعامة للأمم المتحدة، والدراسات التقديرية التي تم إعدادها واعتمادها من فريق عمل البنك الدولي، بالتعاون مع هيئات الأمم المتحدة المختصةوالاتحاد الاوروبي والحكومة اللبنانية وموافقتها، مختلف أوجه الدعم الذي نسعى له، وقد تم الاستناد في هذا الجهد إلى البيان المحوري الذي صدر عن رئيس مجلس الأمن بتاريخ 10 تموز الفائت.

وانطلاقا من هذه التقارير يهمني أن أضيء بصورة مختصرة في مستهل هذه الجلسة على أولويات لبنان وعلى أبرز الاحتياجات والمطالب التي نأمل في أن تلقى استجابة لها في الخلاصات التي سيصدرها سعادة الأمين العام في نهاية هذا الاجتماع التأسيسي المهم.

الحاجة الأولى هي لتثبيت ركائز الاستقرار الذي هو شرط من شروط التنمية والاستثمار. وفي هذا المجال إننا نرى أنه لا بد من تشجيع الأطراف الداخليين والدول الإقليمية المؤثرة على وعي أهمية "إعلان بعبدا" وضرورة الالتزام به قولا وفعلا، كما سبق أن دعا إلى ذلك مجلس الأمن الدولي، وهو إعلان يهدف في جوهره إلى تحييد لبنان وتجنيبه التداعيات السلبية للأزمات الإقليمية.

كذلك يمر الاستقرار من طريق استمرار العمل على تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته، وضبط الأوضاع على طول الحدود، ومحاربة الإرهاب وتطوير النظام السياسي الذي يرعى حياتنا السياسية من طريق تحسين الممارسة الديموقراطية، من دون المساس بجوهر الروح الميثاقية التي يقوم عليها وصون الوحدة الوطنية.

وكذلك مواصلة البحث للتوافق على استراتيجية وطنية للدفاع حصرا عن لبنان، وقد سبق أن طرحت مشروعا أوليا لهذه الاستراتيجية اعتبرته هيئة الحوار الوطني منطلقا للنقاش واعتبرتموه سعادة الأمين العام جديرا بالدرس والمتابعة.

وتبرز في مجال تعزيز الاستقرار أهمية ترسيخ بنيان الدولة وسلطتها، وضرورة دعم المؤسسات، وعلى رأسها مؤسسة الجيش والقوى الأمنية النظامية التي تواجه باستمرار تحديات جديدة تستوجب المزيد من الجهوزية والقدرة.

لقد أثبت الجيش اللبناني وحدته وتماسكه وتفانيه في محاربة الإرهاب والسهر على صون النظام الديموقراطي والمحافظة على السلم الأهلي والعمل على ضبط الحدود وتنفيذ القرار 1701 بالتعاون مع قوات اليونيفيل. وإذ نعرب هنا عن تقديرنا لقائد القوات الدولية الجنرال باولو سيرا ولجميع ضباطها وعناصرها ونحيي التزامهم وتضحياتهم، ننحني أمام أرواح من سقط منهم شهيدا أو أصابته أذية خدمة لقضية السلام.

إلا أن الجيش اللبناني ما زال بحاجة ماسة لتجهيز ولعتاد وسلاح نوعي وحديث يسمح له بالاستشراف وإنجاز مهامه، بما يقتضيه حفظ الأمن ومواجهة الجماعات الإرهابية من دقة في تحديد الأهداف، وتقنية في جبه ما يواجهه من أخطار.

وفي هذا المجال أنهى الجيش اللبناني مراجعة استراتيجية شاملة مع قوات اليونيفيل تسمح بتسلمه مهاما أكبر وأوسع، كما تقدم بخطة خمسية متكاملة لـتسليحه وتعزيز قدراته .

السيد الرئيس،

لقد جهد لبنان عبر عقود، لوضع نظام مالي لم يكتف بتوفير حماية تامة من تداعيات الأزمة المالية العالمية، بل سمح له بتحقيق نسب عالية من النمو بلغت ثمانية في المئة. إلا أنه بات يعاني من انخفاض ملموس في النشاط الاقتصادي منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، أصاب كل القطاعات الأساسية وترجم بخسارة فعلية في المداخيل من أجور وأرباح وضرائب.

ثم جاء التدفق الهائل للاجئين السوريين ليضع أثقالا إضافية على الاقتصاد اللبناني، وعلى أداء الخدمات العامة على الصعيدين المحلي والوطني. لذا يبدو لبنان بحاجة ماسة وملحة اليوم لدعم سريع وفاعل من الأسرة الدولية كي يتمكن من جهة من تلافي اهتزاز الهيكل الاقتصادي وما لذلك من انعكاس على الأوضاع الإنسانية والأمنية، ومن إعادة المستويات المعيشية والخدماتية إلى ما كانت عليه من جهة ثانية.

السيد الرئيس،

لقد بلغت أعداد اللاجئين الوافدين من سوريا إلى لبنان أرقاما غير مسبوقة، -أكثر من 800 ألف لاجئ مسجل، يضاف إليهم من وفد من عائلات الـ 300 ألف عامل موسمي سوري، فضلا، عن مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في لبنان-، أي بنسبة خمسة وعشرين في المئة من مجمل عدد سكانه، وهذا ما يفوق قدرته وقدرة أي دولة على الاستيعاب. وقد بقي رغم ذلك وفيا لالتزامه القانوني والإنساني بعدم إغلاق حدوده في وجه أي لاجئ أتى إليه نتيجة العنف أو الخوف. إلا أن هذا العبء المتفاقم بات يشكل أزمة وجودية فعلية، نتيجة التداعيات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية المترتبة من هذا الاكتظاظ السكاني الطارئ، ولاسيما في مجالات الصحة والتربية والكهرباء والمياه والبنى التحتية والخدمات العامة والأمن.

وقد باتت الميزانية العامة للدولة بحاجةإلى دفع مالي استثنائي لتغطية هذه النفقات، إلى جانب المساعدات المباشرة للاجئين التي تقدم من طريق المفوضية السامية للاجئين والهيئات المدنية والدولية المتخصصة.

وتبدو كل هذه التدابير ملحة وعاجلة في انتظار التوصل إلى الحل السياسي الذي ننشده في سوريا والذي من شأنه أن يسمح للاجئين بالعودة بكرامة وأمان إلى بلادهم.

اجتماعنا اليوم لا يتعارض بطبيعة الحال مع المسعى الموازي القائم لعقد مؤتمر دولي لمعالجة مشكلة اللاجئين السورين من مختلف جوانبها، انطلاقا مما تفرضه المسؤولية الجماعية على الدول من واجب تقاسم للأعباء والأعداد، لا مجرد الحصول على مساعدات مالية.

وما اجتماعات ممثلي دول الجوار المضيفة للاجئين التي انعقدت في جنيف على مستوى السفراء ووزراء الخارجية، والمؤتمر الدولي الأوسع الذي سيعقد في الثلاثين من هذا الشهر بعنوان "التضامن وتقاسم الأعباء مع البلدان المضيفة للاجئين السوريين" تحت رعاية المفوضية السامية للاجئين، سوى مدخل لتوسيع أطر المشاركة والبحث في الحلول المتكاملة التي من شأنها معالجة هذه الأزمة المتفاقمة، لما تسببه من أعباء ومخاطر وضغوط على الدول المضيفة، ليس فقط من الناحية الإنسانية، بل أيضا على الصعد الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.

السيد الرئيس،

إن الأزمة المتمادية في سوريا وما تسببت به من خسائر ومن حركة لجوء في اتجاه دول الجوار جعلت مسألة دعم لبنان أكثر إلحاحا. إلا أن اجتماعنا اليوم لا يهدف فقط إلى مساعدة لبنان في مواجهة مشكلة أو صعوبات محددة وطارئة بعينها، بل لتقديم دعم مستمر ودائم له في وجه أزمة متطورة الطابع، وفي إطار رؤية متكاملة، خصوصا وأنه سينتج عن هذا الاجتماع خلاصات وآلية تنفيذ ومواعيد عمل لاحقة للمتابعة.

ويمكن التوافق في هذا المجال على آلية التمويل المناسبة، بما في ذلك إمكان إنشاء صندوق ائتماني، بالتعاون مع الحكومة اللبنانية، بصورة تسمح بتسهيل الحصول على هبات ومشاريع ممولة بات يحتاج لبنان إنجازها في أقرب الآجال.

أشكر لكم في هذه المناسبة سعادة الأمين العام، مبادرتكم بالدعوة إلى هذا الاجتماع، والجهود الدؤوبة التي يبذلها بفاعلية ممثلكم في لبنان السفير ديريك بلامبلي.

كذلك أشكر للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن مشاركتها في التفكير والإعداد.

وإذ أعرب للمفوضة العليا للاتحاد الأوروبي السيدة كاثرين أشتون، ولأمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي عن التقدير لمشاركتهما في أعمالنا، فإني آمل في أن تتوسع عضوية مجموعة الدعم الدولية للبنان كي تشمل في المرحلة الثانية الدول العربية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وأكبر عدد ممكن من الدول الراغبة والشريكة، ولاسيما منها الدول المشاركة في قوات اليونيفيل .

والشكر والتقدير لكم كذلك ممثلي الهيئات الدولية المنخرطة في دينامية العمل لدعم لبنان. وأخص بالذكر البنك الدولي بشخصرئيسهالسيد Jim-Young Kim، وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية بشخص نائب الرئيس السيدة Rebecca Grynspanوالمفوضية العليا للاجئين التي قامت بإشراف المفوض السامي السيد أنطونيو غوتييريش بجهد دؤوب في مجال تجييش الدعم لمواجهة تداعيات مشكلة اللاجئين السوريين في الدول المضيفة، من دون أن ننسى جهود وكالة الأونروا التي تراكمت الأعباء عليها مع نزوح أعداد كبيرة من اللاجئين إلى الدول المجاورة، وهي تستحق من المجتمع الدولي دعما إضافيا لميزانيتها.

السيد الرئيس،

نعيش في عالم متداخل تتفاعل فيه المشكلات والأزمات بصورة يصعب معها ضبط كامل تداعياتها.

لذا ومع شكرنا العميق لمساهمتكم المعبرة في تقديم عناصر الدعم اللازم للبنان كوطن، فإننا نأمل في أن يستمر الجهد الدولي الأشمل لتشجيع الديبلوماسية الوقائية والحلول السلمية للنزاعات، كما هو حال النزاع الدائر في سوريا، ولفرض حل عادل وشامل لكل أوجه الصراع العربي-الإسرائيلي القائم منذ أكثر من ستة عقود، وذلك على قاعدة قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام، ذلك أن من شأن الظلم المتمادي أن يدفع باتجاه الثورة والعنف، لا بل أن يشكل حاضنا للتطرف والإرهاب، وهذه آفات نعمل جميعا على تفاديها ومحاربتها، ليس فقط بالأساليب الأمنية، بل كذلك من طريق تعزيز ثقافة العدالة والسلام وشروط التنمية البشرية المستدامة".

رئيس الوزراء الايطالي

واستعرض رئيس الجمهورية مع رئيس وزراء ايطاليا Hon enricolettaلعلاقات التعاون القائمة بين البلدين على الصعيدين الاقتصادي والسياسي بالاضافة الى مشاركة ايطاليا في قوات اليونيفيل.وكان بحث في آخر تطورات الازمة السورية وتركيز على اهمية التوصل الى حل سلمي لها.

رئيس وزراء مالطا

وعرض الرئيس سليمان مع رئيس وزراء مالطا Josef Muscat للعلاقات الثنائية بين البلدين بالاضافة الى العلاقات الاوروبية_ المتوسطية.

بان كي مون

وبحث رئيس الجمهورية مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في التعاون القائم بين لبنان والامم المتحدة، بالاضافة الى اهمية اجتماع مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان. وقد أكد الرئيس سليمان خلال الاجتماع على التزام لبنان القوانين والمواثيق الدولية.

 

 

سليمان التقى امير قطر والرئيسين التركي والتونسي وابدى ارتياحه الشديد لمضمون لقائه مع روحاني ولافروف

وطنية - دعا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اللبنانيين الى "ان يكونوا حريصين على لبنان بمستوى الحرص الدولي عليه"، مبديا "ارتياحه الشديد لمضمون لقائه مع الرئيس الايراني حسن روحاني ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف". وكان الرئيس سليمان واصل لقاءاته في نيويورك لليوم الثالث على التوالي، حيث التقى في مقر البعثة القطريةامير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وبحث معه في العلاقات الثنائية.

وقد ابدى الامير تميم استعداد بلاده لدعم ومساعدة لبنان في كل ما يحتاجه.ونوه بجهود الرئيس سليمان في سبيل الحفاظ على استقرار لبنان ووحدته وسلمه الاهلي، آملا بتشكيل حكومة جديدة تثبت هذا الاستقرار.

وجرى التأكيد على وجوب الحل السياسي في سوريا.

الرئيس التركي

ثم التقى الرئيس سليمان الرئيس التركي عبد الله غول في مقر الامم المتحدة، وجرى عرض للعلاقات الثنائية، ولموضوع مخطوفي اعزاز، حيث طلب الرئيس سليمان من الرئيس غول تكثيف بلاده لجهودها للافراج عنهم.

كما تناول البحث موضوع الطيارين التركيين، حيث اكد الرئيس سليمان ان التحقيقات والتحريات مستمرة لمعرفة مكان وجودهم وتحريرهم، وقد طالب الرئيس غول لبنان بتكثيف جهوده للتوصل الى تحريرهما.

واعرب الجانبان عن املهما في الا تؤثر هاتان القضيتان على العلاقات الثنائية، خصوصا وان تركيا تشارك في القوة البحرية في اطار "اليونيفيل".

وابديا رغبتهما في التوصل الى حل سياسي للازمة السورية، متطلعين الى ان يكون لدول الجوار دور في هذا الحل، كما جرى التأكيد على ضرورة التعاون بين مختلف الاطراف لايجاد حل لموضوع اللاجئين السوريين.

الرئيس الايراني

وعرض رئيس الجمهورية مع الرئيس روحاني للعلاقات الثنائية والاوضاع في المنطقة. وقد اكد روحاني دعم لبنان واستقراره منوها بجهود الرئيس سليمان لتثبيت الاستقرار في البلاد.

واكد الوقوف في وجه التطرف وتشجيع الاعتدال، مدينا العمليات الارهابية التي طاولت عددا من المناطق اللبنانية اخيرا.

وابدى الحرص على علاقات جيدة مع الدول الشقيقة والصديقة، مجددا موقف بلاده الداعي الى حل سلمي في سوريا.

الرئيس التونسي

والتقى الرئيس سليمان رئيس جمهورية تونس السيد منصف المرزوقي حيث تم عرض الوضعين في لبنان وتونس.

وجرى التأكيد على ضرورة قيام حل سياسي في سوريا يبعد مخاطر الارهاب عن المنطقة.

وزير خارجية روسيا

وبحث رئيس الجمهورية مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الاوضاع والتطورات السائدة على الساحتين الاقليمية والدولية.

وقد شدد لافروف على ضرورة تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين مثنيا على الجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية من اجل حفظ وحدة لبنان وسيادته واستقراره، مثمنا جوهر اعلان بعبدا، وآملا ان يتم التوصل الى اعلان مماثل في جوهره على مستوى الدول كافة.

واكد لافروف مشاركته الشخصية في اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان، مشيرا الى ان روسيا زادت مساعدتها للبنان وهي بصدد وضع اللمسات الاخيرة مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين من اجل تخصيص مبلغ 6،5 ملايين دولار للبنان.واعرب عن امله بمشاركة لبنان في مؤتمر جنيف 2.

من جهته، ثمن الرئيس سليمان الموقف الروسي الداعم للبنان ، مشيرا الى موضوع النازحين السوريين الذي باتت تبعاته تثقل لبنان امنيا واقتصاديا واجتماعيا وديموغرافيا.

وجدد موقف لبنان الرافض لتدخل كل الاطراف في النزاع في سوريا.

وزير خارجية اللوكسمبورغ

والتقى الرئيس سليمان وزير خارجية اللوكسمبورغJean Asselborn وبحث معه في العلاقات الثنائية بين البلدين اضافة الى قضايا المنطقة.

وفي ختام اللقاء، اكتفى الرئيس سليمان بالقول: "اتوقع من اللبنانيين ان يكونوا حريصين على لبنان بمستوى الحرص الدولي عليه مبديا ارتياحه الشديد لمضمون لقائه مع الرئيس روحاني والوزير لافروف".

 

وفاء سليمان لبت دعوة عقيلة كي مون إلى غداء أقامته على شرف عقيلات رؤساء الوفود المشاركة في أعمال الجمعية العمومية

وطينة - لبت السيدة الأولى وفاء ميشال سليمان، دعوة عقيلة الأمين العام للامم المتحدة Ban Soon Taek إلى مأدبة غداء أقامتها على شرف عقيلات رؤساء الوفود المشاركة في أعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة الـ68 في مطعم Grand tier of the metropolitan opera. وأعقب الغداء جولة في كواليس Metropolitan opera house، الذي يستضيف اعمال أكثر من 27 فرقة أوبرا وباليه في الفترة الممتدة من أيلول حتى أيار من كل عام.

وشكرت السيدة سليمان للسيدة بان دعوتها، وحيت القيمين على مبنى الأوبرا، مبدية اعجابها ب"الاستعراضات الفنية الرفيعة التي يستضيفها".

 

عون استقبل تريسي شمعون وعرض مع بقرادوني موضوع المسيحيين وملفي المطرانين المخطوفين ومخطوفي إعزاز

وطنية - استقبل رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية، رئيسة حزب "الديموقراطيون الأحرار" ترايسي داني شمعون، التي دعته إلى المشاركة في الذبيحة الإلهية التي تقام في كنيسة سيدة التلة، في دير القمر، في 19 تشرين الأول 2013 لراحة نفس والدها ولجميع الذين استشهدوا معه.

بقرادوني

كذلك، استقبل عون الوزير السابق كريم بقرادوني، الذي قال بعد اللقاء: "بحثنا في موضوع المسيحيين في المنطقة عموما، وسوريا خصوصا، في ظل ما تقوم به الجماعات التكفيرية. كما تناولنا ملف المطرانين المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، ويجب تحريرهما. وتناولنا أيضا قضية مخطوفي إعزاز، وشددنا على ضرورة حل هذه القضية مع المعنيين في لبنان والخارج".

أضاف: "بالنسبة إلى النازحين السوريين إلى لبنان، لقد بلغ عددهم زهاء المليوني نازح بحسب أرقام الأمم المتحدة، فهذا العدد يقارب نصف سكان لبنان، ويستوجب مساعدات بقيمة مليار و700 مليون دولار".

وعن تأليف الحكومة، قال: "لم نبحث في موضوع الحكومة لأنه موضوع جزئي، نظرا إلى المواضيع الكبيرة المطروحة على الساحة، ولكن أؤيد المداورة على كل الطوائف وفي كل الحقائب الوزارية، أي يجب أن تطال كل الوزارات، وفي مقدمها وزارتا المال والتربية، لا فقط الطاقة أو الإتصالات". وتمنى "أن تنتهي الأزمة السورية، لأن بانتهائها ينعم لبنان بالأمن والإستقرار".

سئل: هل تعتقد أن التسوية في سوريا ستكون على حساب لبنان؟

أجاب: "أعتقد أن التسوية ستكون لحساب لبنان، ولكن إذا طالت الأزمة في سوريا، فهي حتما ستطال لبنان. نتمنى أن تحصل التسوية وأن تكون برعاية أميركية – روسية، لينعم لبنان بالتالي بالأمن والإستقرار بضمانة من الأميركيين والروس".

 

توقعات بموجة اغتيالات لقادة الحزب و"أمل" وقوات المعارضة السورية تأسر 95 من عناصر "حزب الله"

 لندن- من حميد غريافي: السياسة

  كشفت مصادر من "الجيش السوري الحر" في منطقة حمص, أن لديه 60 أسيرا من ميليشيات "حزب الله" المنتشرة في المحافظة منذ ما قبل احتلالها بلدة القصير قرب حدود لبنان, كما ان لدى كتائب سلفية اسلامية تقاتل نظام بشار الأسد, أيضا اكثر من 35 معتقلا يضافون الى مجموعات من الحزب تم اعدام عناصرها بعد اعتقالهم متلبسين بمجازر ضد المدنيين.

وأكدت المصادر لـ"السياسة", أن هذا العدد من الاسرى اللبنانيين من "حزب الله" وحركة "أمل" يعتبر بمثابة ربع عدد من قتل منهم خلال المعارك ومن وقعوا في كمائن نصبتها "جبهة النصرة" و"الدولة الاسلامية في العراق والشام" واستجوبتهم, "فأدلوا باعترافات مذهلة عن شبكة تنقلات قياداتهم وعلى رأسهم حسن نصرالله ومدير أمنه وفيق صفا وعدد من رفاقهما, وعلى هذا الاساس تم استهداف قلب الضاحية الجنوبية مرتين بتفجيرين كبيرين حقق احدهما هدفه في قتل عدد من الامنيين ورجال استخبارات الحزب بينهم قيادي امني بارز تم دفن جثته في البقاع الشمالي قرب بعلبك في موكب كبير, فيما كاد التفجير الثاني يقضي على عدد من نواب الحزب كانوا في طريقهم الى اجتماع في منطقة الرابية مقر اقامة ميشال عون, وقد أصيبت بعض سياراتهم في الانفجار الذي وقع قبل ثوان من وصولهم الى مكانه".

وذكر رئيس "حزب الوطنيين الاحرار السوريين" احمد جمعة لـ "السياسة", ان "العشرات من مقاتلي المنظمات السلفية شديدة التطرف ضد "حزب الله" والشيعة بشكل عام, استقروا في مناطق عدة داخل مربعات الحزب الامنية وحولها, ونزلوا تحت الارض بعد التفجيرين اللذين اديا الى مقتل نحو 80 من الحزب والمؤيدين له, وجرح نحو 350 آخرين, وأن جهاز الامن العام اللبناني, يتقاسم مع نصرالله ونبيه بري المعلومات عن تحركات "التكفيريين" والاصوليين السنة اللبنانيين وغير اللبنانيين, وبالتالي يسلم رئيس الحزب والحركة باستمرار لوائح بأسماء سوريين نازحين الى لبنان مطلوبين من استخبارات الاسد, دون ان يكون لهم اي علاقة بتلك الحركات السلفية".

ونقل جمعة عن اوساط "الجيش السوري الحر" في حمص قولها ان "نصرالله وجماعاته تمكنوا من جعل المديرية العامة للامن العام, كـ "ند" لقيادة قوى الامن الداخلي وشعبة المعلومات التي خفت بريقها منذ اغتيال قائدها اللواء وسام الحسن, وخروج مديرها العام اللواء اشرف ريفي الى التقاعد, ومن هنا الظهور المفاجئ والمستغرب للواء عباس ابراهيم كخلف حميم لمن سبقه في قيادة الامن العام جميل السيد, الذي حكم البلاد كما يتفاخر ويدعي طوال عهد الرئيس السابق اميل لحود, إذ يعقد (عباس) مؤتمرات صحافية مستقلة عن وزارة الداخلية التابع لها ودون علم أو خبر, ويطير الى تركيا وقطر في سبيل ذلك, حتى أنه كاد يسقط قتيلا في احدى زياراته الى انقرة على ايدي استخبارات الجيش الحر".

وقال مصدر امني حكومي لبناني لـ "السياسة", ان "تسلم الجيش قوى الامن الداخلي والامن العام في ضاحية بيروت الجنوبية بطلبات ملحة من نصرالله, لن يوقف استهداف تلك المنطقة بعمليات التفجير والقذائف والصواريخ, ما دام "حزب الله" مستمراً في قتل السنة السوريين وارتكاب مجازر ضد الانسانية وتهديم مدنهم وقراهم عبر استخدامه صواريخ ارض - ارض حصل عليها لمحاربة اسرائيل".

وتوقعت مصادر في الامن اللبناني "انتشار موجة اغتيالات لا سابقة لها ضد قيادات "حزب الله" و"أمل" السياسيين والامنيين داخل وخارج تحصيناتهم في الضاحية, كما ان هناك مخاوف من استهداف بعض حلفاء "8 اذار" أمثال ميشال عون وسليمان فرنجية وفيصل كرامي وبعض المحيطين برئيس الوزراء المستقيل نجيب ميقاتي وقادة سنيين تابعين للاستخبارات السورية, وخصوصا ان حلول الجيش والقوى الامنية اللبنانية محل ميليشيات الحزب والحركة لن يعفيها من التفجيرات وعمليات الاغتيال التي قد تزداد وتتوسع بسبب الضعف والوهن اللذين بدا فيهما نصرالله ونبيه بري خلال تصريحاتهما وخطبهما الاخيرة, وكأنهما يسلمان بالامر الواقع بعد تلك الغطرسة والاستعلاء والشعور بفائض القوة الارهابية التي ارتكبتهما طوال السنوات الاخيرة

 

لقاء أوباما - روحاني لم يحصل والتفاوض يحفظ نفوذ إيران في سورية؟

سام منسّى/الحياة

يصعب ان يخفى على متابع الحدث السوري تزامن التطورات الاخيرة (جراء استعمال السلاح الكيماوي) مع ارتفاع منسوب المودة في التخاطب الاميركي - الايراني.

ان تسوية الملف النووي الإيراني سلمياً تلقى الترحيب وتبعث طمأنينة لدى الاطراف كافة. انما اللافت ايضاً، اضافة الى التزامن، هو الاحساس بما يوصف بـ DÉJÀ VU إثر متابعة الرسائل المتبادلة بين واشنطن وطهران، وكأننا بصدد اعادة لفيلم سبق أن وشاهدناه غير مرة عبر مسار العلاقات الاميركية - الايرانية منذ الثورة الاسلامية في العام 1979.

التزامن و الـ DÉJÀ VU تضاف اليهما ملاحظة ثالثة جديرة بالمتابعة هي تطابق اساليب النظامين في سورية وايران في استيلاد أزمات او مشاكل اكبر او اهم من المشاكل الجارية والمستمرة، ما يؤدي الى حرف الانتباه والاهتمام عن المشكلة القديمة الى المشكلة المستجدة الأهم والأخطر. وبينما يكون المجتمع الدولي منشغلاً بإطفاء حريق، يفاجأ بحريق اكبر ينقل الاهتمام من الاول الى الثاني.

بعد استعمال الكيماوي، بات الغرب والعالم يختصر ان الحرب في سورية ومسبباتها في هذا الموضوع، ما حوّل الجريمة اداة الى تعبيد طريق إعادة تواصل النظام السوري مع المجتمع الدولي، بغية إطالة عمره بانتظار تطورات جديدة قد تحول الانظار الى قضية جديدة اكبر او اهم في قادم الايام.

المواقف الايرانية الاخيرة ليست بعيدة من الاسلوب السوري، مع الاختلاف في المضمون. ايران لم تتوقف مرة عن الاصرار على حقها في تطوير مشروعها النووي واعتباره قضية قومية لن تتراجع عنها، مع تأكيدها انها ليست في صدد تطوير سلاح نووي. اليوم، نشهد مقاربة ايرانية جديدة من السذاجة ان لا تقرأ في ضوء التطورات الاخيرة في المشهد السوري وامتداداته الدولية. من السذاجة استبعاد فرضية استعمال الملف النووي وامكانية تسويته مقابل ما تعتبره طهران مصالحها في الاقليم من الخليج الى البحر المتوسط، على غرار ممارساتها التمددية منذ ايام الامام الخميني وحتى احمدي نجاد.

لعل معرفة ما تريده ايران اسهل من الالمام بما يريده الغرب، وأعني واشنطن وحلفاءها، مع الاشارة الى التباين في ما بينهم فليس من الدقة وضع مواقف الدول الغربية كلها في سلة واحدة.

يبدو ان هناك اجماعاً على رفض تملك ايران للسلاح النووي، انما هل الخشية الغربية من ايران تقتصر على السلاح النووي ام ان الاداء الايراني على مدى اكثر من عقود ثلاثة في ارجاء المنطقة اشد خطورة على استقرار الاقليم ومصالح الغرب من سلاح نووي مفترض الوصول اليه؟

لو كانت ايران محكومة بنظام غير نظام الملالي، هل تقلق اسرائيل والغرب من امتلاكها سلاحاً نووياً؟ هل كندا قلقة من امتلاك اميركا اسلحة نووية او المانيا من فرنسا او إرلندا من بريطانيا؟

إيران من دون سلاح نووي لكنها ممعنة في سياسة تصدير الثورة عبر الذراع العسكرية في سورية ولبنان كما تحريك البيئات الشيعية في دول الخليج العربي. ما يردده الغرب نفسه منذ اكثر من ثلاثين سنة من تشجيع ايران للارهاب في اماكن مختلفة سواء مباشرة او عبر دعمها جهات ومنظمات تدور في فلكها. وفي هذا السياق لا يجوز ان نغفل عن علاقات ايران مع تنظيمات جهادية سنية متشددة ومنها «القاعدة»، لسنا هنا في معرض التوسع بتفاصيلها. تأسيساً على ما قلنا، يظهر ان الحدث السوري الممتد على اكثر من سنتين وتمسك نظام عمره حوالى نصف قرن بالسلطة على حساب مئات الآلاف من الضحايا يجري اختصاره بتسليم سلاح كيماوي كان النظام ينفي امتلاكه، ونشهد محاكاة لذلك بأن تقبل ايران ملفها النووي مقابل تحصين النظام في الداخل والمصالح الايرانية في المنطقة.

ما يدفع المراقب الى القول ان اسرائيل والغرب بعامة لا يكترثان للادوار الايرانية من الخليج الى المتوسط اذا تخلت ايران عن النووي!

لا يكترثان بشكوى لبنان من «حزب الله» ولا بالدور الايراني في سورية ولا بتقويض السلطة الفلسطينية جراء دعم «حماس» والانقلاب في غزة ولا بالهيمنة على صناعة القرار في العراق ولا بالتدخل في البحرين ولا بالتمسك باحتلالها الجزر الاماراتية، كما بمجمل تحريك البيئات الشيعية في المنطقة والسعي الى استعمالها في خدمة طهران.

الذاكرة الاميركية، لعلها تضعف عندما تنسى الدور الايراني في العراق الذي، كما سهل اسقاط نظام صدام حسين، خرّب الوجود الاميركي في العراق من دون أن نغفل الحليف السوري.

بيت القصيد هو ما ستؤول اليه المفاوضات الاميركية - الايرانية وما هي التداعيات جراءها على الحرب في سورية كما على حلفاء اميركا في المنطقة وعلى اسرائيل من جهة ثالثة؟

في الشأن السوري من الواضح الى حد ما ان لهفة اميركية ظاهرة لتحقيق ما تعتقد الادارة الاميركية انه اختراق. هذه اللهفة لا يستبعد انها مع غيرها من الاسباب، كانت وراء ما سمي باتفاق لافروف - كيري في جنيف. على رغم ان لهذا الاتفاق تفسيرات متباينة، على غرار ما حصل مع مؤتمر جنيف الاول وما يحول دون انعقاد مؤتمر جنيف 2.

الادارة الاميركية تعتقد ان مجرد اللقاء بين روحاني واوباما سوف يمحو أو يُنسي الانتقادات التي وجهت لاداء الرئيس الاميركي في مواقفه من سورية من جهة، كما سيعطي الادارة وقتاً لالتقاط المبادرة من جديد والحد من الاضرار التي لحقت أخيراً بهيبة اميركا وصدقيتها.

اللقاء الذي لم يحصل لا يمنع معاودة التفاوض، ما هي المواقف الاميركية خلال هذه الفترة على اكثر من صعيد، لا سيما بالنسبة الى الحرب في سورية، بحيث افاد النظام من التراجع الاميركي وبدأ حملة علاقات عامة غير مسبوقة تجلت بمقابلات للاسد مع وسائل اعلام مهمة ووفود اعلامية أمت دمشق.

ان مرحلة التفاوض، وبمعزل عن النجاح او الفشل، سوف تعني اطالة عمر الحرب في سورية ما يعني استمرار القتل والنزوح وتدمير سورية حجراً وبشراً. كما يعني تصاعد منسوب الخطر على دول الجوار وهي اخطار في السياسة والامن والاقتصاد والاجتماع باتت داهمة.

اما حلفاء واشنطن في المنطقة، فشأنهم مرتبط بنجاح المفاوضات أو بفشلها. فشل المفاوضات او مراوحتها من دون نتائج على غرار ما سبق وألفناه على مدى السنوات الاربع الماضية سوف يعطي واشنطن فرصة بحاجة اليها كما سبق أن ذكرنا، لمقاربة ما بعد المفاوضات، علماً ان قناعة الادارة راسخة بتجنب ان لم يكن رفض الانجرار الى اي عمل عسكري. اما ايران فإنها الرابح من هذه الفرصة مهما كانت النتائج، فإذا فشل التفاوض تكون كسبت وقتاً بضغوط اقل لتستمر بالسير في مشروعها النووي. اما اذا صدقت النيات وتقدمت المفاوضات باتجاه التسوية العتيدة يتحقق لها رفع العقوبات واعادة التطبيع مع الغرب اضافة الى ما سوف تحمله لها التسوية - الصفقة من دور ومصالح في المنطقة.

اذا قدر لهذا السيناريو ان يتحقق، من سيدفع ضريبة التسوية؟

التسوية تعني تنازلات ومكاسب، وفي الحالة الايرانية التنازل الاكثر رجحاناً هو تراجع ايران عن تخصيب يؤدي الى تطوير سلاح نووي، انما المكاسب، اضافة الى رفع العقوبات، لا بد من أن تشمل مصالح ونفوذ ايران في بعض من الاقليم على الاقل. من المستبعد ان تكون المصالح على حساب دول في الخليج، او اكثر مما لدى ايران من نفوذ وتأثير في العراق. ماذا يبقى غير سورية ولبنان، او اقله في جزء من سورية اضافة الى لبنان؟ الخاصرة الرخوة في هذا السيناريو هي سورية او قسم منها ولبنان.

اما القائلون إن اسرائيل لن تسمح على حدودها الشمالية بوجود او نفوذ ايراني فهم على خطأ جسيم لأن اسرائيل تعايشت مع هذا الوجود منذ الثمانينات واقصى ما تريده هو قرار مجلس الامن 1701 لا اكثر، وهي غير مهتمة بمن يصنع او يهيمن على القرار في لبنان، او بما اذا قدر لايران ان تحتفظ بنفوذ ما في قسم من سورية. الهم الاسرائيلي الاول والاخير هو منع ايران من امتلاك سلاح نووي مع قيمة مضافة اذا تحققت، وهي تسليم سورية سلاحها الكيماوي اضافة الى سورية مدمرة جريحة.

الخشية في هذا المشهد ان اسرائيل لن تسمح بمفاوضات طويلة، لا سيما انها بدأت تروج ان ايران سوف تمتلك القدرة على تطوير سلاح نووي خلال ستة اشهر كما قال وزير الشؤون الاستراتيجية قبل ايام. عامل جديد آخر يقلق اسرائيل هو انها باتت شبه متأكدة من ان هذه الادارة الاميركية لن تقدم على عمل عسكري ضد ايران وهي التي تراجعت عن عملية عسكرية ولو رمزية ضد النظام السوري. انما، هل تقوم اسرائيل بنفسها بالعملية العسكرية ضد ايران وتقلب الطاولة على الرؤوس جميعاً؟

وكما الحذر في الجانب الاسرائيلي يخشى من حذر ومن نوع وطبيعة اخرى هو الحذر السعودي الخليجي من الادارة الاميركية وما يمكن ان تقدم عليه مع ايران. من الحكمة ايضاً التقليل من اهمية البرودة في العلاقات الاميركية الخليجية وسط هذه الاوضاع.

زحمة مفاجآت شهدناها على مدى السنوات الثلاث الماضية وكلها من العيار الثقيل، وهي مستمرة، ما يجعل الاسئلة اكثر من الاجوبة، لا سيما ان الادارة الاميركية بأدائها الاخير تعرض النظام العالمي لمتغيرات يصعب توقع نتائجها.

* إعلامي لبناني 

 

حوار هولاند وروحاني مسار عقيم

 رندة تقي الدين/الحياة

لقاء فرنسوا هولاند نظيره حسن روحاني أمس في الأمم المتحدة بطلب إيراني لن يحل مشكلة طهران مع الغرب والعالم على المدى القصير، ولا حتى المدى المتوسط، طالما انها مصرة على حقها بتطوير السلاح النووي. فهذا الملف أساسي للغرب، لأن اسرائيل لن تساوم فيه، حتى لو اراد حليفها باراك اوباما بقوة التوصل الى صفقة مع ايران. اراد هولاند، خلال لقائه روحاني، معرفة مدى التزام الرئيس الايراني الجديد الذي يتحدث بلغة الاعتدال المستجدة لتنفيذ ما يقول. لا شك ان القيادة الايرانية تبرع في المناورة والمراوغة، كما ان الايرانيين معروفون بأنهم تجار سجاد يجيدون البيع والشراء، وقادرون على المماطلة حتى عندما تكون حاجتهم للبيع كبرى مثلما هي الآن للخروج من نظام عقوبات يخنق اقتصادهم. بدأ امس مسار التحدث مع الغرب بلقاء الرئيسين الفرنسي والايراني، وربما يستمر بلقاء بين القيادتين الايرانية والاميركية لاحقاً. الا ان من غير المنتظر ان يؤدي الى نتيجة فعلية طالما الملف النووي الايراني يشغل اسرائيل. اما المواضيع الاخرى التي تهم باريس، وهي موقف ايران من سورية والمسار الانتقالي فيه، فلن تتخلى طهران، حتى إشعار آخر، عن النظام حتى لو كانت مدركة ان بشار الاسد في نهاية المطاف لن يستمر في الحكم، خصوصاً انها تقاتل الى جانبه عبر «الحرس الثوري» و «حزب الله» وكيله في لبنان وسورية. فهل يتصور أحد ان ما طلبه هولاند من روحاني ان توافق ايران على المسار الانتقالي في سورية وتحييد الأسد سينفذ؟ من جهة أخرى، يرى هولاند ان من مصلحة «حزب الله» ان ينسحب من القتال في سورية وان يعود الى اللعبة السياسية اللبنانية الداخلية ويساهم في تشكيل الحكومة وان يكف عن تعطيلها. لكن ماذا تأخذ ايران مقابل ذلك؟ باريس تقول ان لا رابط بين الملف النووي الايراني والموقف الايراني من سورية و»حزب الله»، فواقع الحال ان الربط موجود بفعل مطالبة ايران بالخروج من العقوبات الدولية التي اثرت بشكل كبير على صادراتها النفطية وعائداتها واقتصادها. فروحاني والليونة التي تحدث عنها المرشد الاعلى خامنئي لن تغير علاقة الغرب والاسرة الدولية مع ايران، اذا بقيت ايران على موقفها من تطوير السلاح النووي. والفرق مع وجود روحاني انه يتيح فرصة للمناورة واعطاء الانطباع بالمرونة في هذا الملف واعطاء المزيد من الوقت للاستمرار في الحصول على السلاح النووي. فإيران لن تترك باكستان وحدها قوة اسلامية نووية.

لقاءات نيويورك بين روحاني وهولاند وبينه وبين وليام هيغ، وايضا لقاءات وزير خارجيته ظريف المحترف بالساسة الاميركيين لن تغيّر الكثير، اذا لم تتخل ايران عن تطوير السلاح النووي لانها القضية التي ادت الى العقوبات الدولية. لكن نظام خامنئي لا يعمل لصالح شعبه في الداخل بل لاستمرار سياسة سلبية في المنطقة من سورية الى لبنان والعراق ودول الخليج. والامور لن تتغير بين هذا البلد وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة طالما استمر في السعي الى الحصول على السلاح النووي.

 

مؤتمر نيويورك... «يدوّل» تحييد لبنان عن النزاع السوري

بيروت - «الراي/توج «أسبوع لبنان» في نيويورك بانعقاد المؤتمر الدولي «الكامل النصاب» الداعم لإستقرار «الوطن الهش» وحياديته، بعدما إستقوت عليه الازمات الداخلية والخارجية والتي تكاد ان تهدد أمنه وديمومة مؤسساته وتوازناته السياسية في لحظة الصفقات الكبرى في المنطقة. ورغم مروحة اللقاءات المهمة التي اجراها رئيس الجمهورية ميشال سليمان مع زعماء من العالم، فإن الدوائر المراقبة في بيروت بدت حذرة في اظهار قدر كبير من التفاؤل في امكان ترجمة جرعة الدعم الدولية بـ «تفكيك» الازمات المتعاظمة التي تواجه لبنان وتماسكه واستقراره. ولم يكن ادل على هذا التوجس من استباق قوى «8 اذار» عودة الرئيس سليمان بـ «إنجازاته» من نيويورك، بإطلاق نار سياسية كثيفة عليه ومن زوايا عدة، ذهبت الى حد إتهامه بـ «الخفة»، وانطوت على تحذيرات ضمنية اليه من خلال اتهامه بالجنوح نحو «المغامرة» في تشكيل الحكومة العتيدة.

وكانت الرعاية «فوق العادة» للوضع اللبناني التي تمّ التعبير عنها في لقاءات الرئيس سليمان على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة تُوِجت امس باطلاق «مجموعة الدعم الدولية للبنان» في المؤتمر «العالمي» الذي انعقد بمبادرة من الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي - مون وحضور الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن ممثلة بوزراء خارجيتها، والاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية والبنك الدولي ومجموعة الامم المتحدة الانمائية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين لدى الامم المتحدة. وعلى غرار كلمة سليمان امام الجمعية العامة، فان مداخلته امام اجتماع مجموعة دعم لبنان حملت دعوة الى تأمين المساندة السياسية والاقتصادية للبنان ودعم جيشه بالاضافة الى المساعدة اللازمة لاستيعاب اللاجئين السوريين، مع تشديد على وجوب اقامة «شبكة امان» دولية للبنان في ظل الصراعات من حوله وتأكيد بذل الجهود لتطبيق «إعلان بعبدا».

واذا كان مؤتمر الدول الداعمة للبنان وفّر ما يشبه «التدويل» لـ «إعلان بعبدا» الذي كان حظي باشادة كبيرة من الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال لقائه سليمان كما من عدد من رؤساء الدول الغربية، فان مغزى التوافق الدولي على استقرار لبنان وتوفير كل مستلزمات تحييده عن تداعيات الأزمة السورية سواء من خلال الحض على وقف انخراط اي فريق لبناني ولا سيما «حزب الله» عسكرياً بسورية او عبر توفير التمويل الضروري لمواجهة عبء النازحين اليه والذي تجاوز عددهم ربع سكانه، شكّل اشارة بالغة الدلالات الى ان المجتمع الدولي عاود وضع «العين» على الواقع اللبناني الذي يُخشى ان يدفع أثمان صراعات المنطقة سواء في اتجاهها نحو الانفجار او نحو انفراجات غالباً ما يكون لبنان احد «جوائز الترضية» فيها فتأتي ترجماتها محلياً لمصلحة الفريق الاقليمي المستفيد منها وامتداداته داخلياً.

وقد ركّز المؤتمر على دعم استقرار لبنان وترسيخه انطلاقاً من التزام إعلان بعبدا، ودعم المؤسسات العسكرية ولا سيما الجيش، ودعم الاقتصاد لمواجهة الاستحقاقات الداهمة، وتقديم ما يلزم من مساعدات لمواجهة أعباء اللاجئين السوريين الى لبنان الذين تجاوز عددهم 1.3 مليون، وجاء انعقاده بعد لقاءات بالغة الاهمية كانت لسليمان مع الرئيس الايراني محمد روحاني وامير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وركّزت على اهمية عزل الواقع اللبناني عن محيطه المضطرب. علماً ان الوضع في لبنان كان حاضراً بقوة على جدول اعمال الرئيسين الفرنسي والايراني خلال لقائهما اول من امس وذلك على خلفية دعم الاستقرار اللبناني والحد من تأثير الازمة السورية على هذا الاستقرار، وتشجيع اللبنانيين على التفاهم على حكومة تحد من تأثيرات التداعيات السورية على الساحة اللبنانية.

ويُنتظر ان تكتمل حلقات الدعم العربي والغربي للبنان بالزيارة التي يقوم بها الرئيس سليمان للسعودية قريباً لعقد محادثات مع خادم الحرمين الشريفين والقيادة السعودية حول الوضع في البلاد وتداعيات الازمة السورية والاعباء التي يتحملها جراء الاعداد الهائلة للنازحين على ارضه.

وفيما كانت الدوائر السياسية في بيروت ترصد الانعكاسات المحتملة لنتائج اللقاءات التي يجريها سليمان في نيويورك والحِراك على خط علاقة الغرب بايران على الواقع اللبناني وتحديداً ملف تشكيل الحكومة، برز «حائط الصدّ» السياسي الذي أقامته قوى 8 آذار امام رئيس الجمهورية على خلفية اعلانه اول من امس عزمه على تأليف حكومة قبل نهاية الشهر الجاري على قاعدة صيغة «الثلاث ثمانيات» (لكل من فريقيْ 8 و 14 والرئيس سليمان ومعه الرئيس تمام سلام والنائب وليد جنبلاط) مؤكدا «وجوب أن يكون هناك سلطة تنفيذية شرعية في مكان ما تحسبا للانتخابات الرئاسية بين شهري مارس ومايو».

وكان لافتاً ان فريق 8 آذار حرص على توصيف اي خطوة باتجاه حكومة من هذا النوع، اي لا تمنح هذا الفريق الثلث المعطّل وتُعلن من جانب واحد بانها «مغامرة»، محذراً من تداعياتها. وقد «نصح» الرئيس نبيه بري خلال لقاء الاربعاء النيابي امس بعدم الاستمرار في الحديث عن تأليف حكومة أمر واقع، «لأن لا مصلحة في ذلك على الإطلاق»، بعدما كان قال في تصريح صحافي ردا على سؤال حول رد فعله، في حال بادر سليمان والرئيس المكلف الى تشكيل الحكومة: «لا أعتقد انهما يفعلانها، وإذا فعلا، فان حكومة مفروضة بهذه الطريقة لا تمشي، وهي ستؤدي الى ضرب الحوار وإمكان الحل، بحيث تتحول من مشروع حل الى أزمة مؤكدة».

كما لفتت حملة رئيس «الحزب الديموقراطي» النائب طلال ارسلان على الرئيس سليمان ضمناً متحدثاً عن «نية لتأليف حكومة امر واقع تفرض على الواقع اللبناني بغض النظر عن النتائج السلبية التي يمكن ان يؤدي اليها تشكيل هكذا حكومات مشبوهة بالشكل والمضمون»، ومشيراً الى انه «إذا كان اداء بعض المسؤولين في الدولة على هذا النحو من الخفة كيف يحق لنا أن نلوم أي فريق سياسي في البلد». واوضح ارسلان ان «المؤتمن على الدولة والدستور يجب ان يكون مؤتمناً على وحدة اللبنانيين وسلمهم الأهلي، بغض النظر عن رأيه الشخصي في إدارة شؤون البلاد والعباد»، وتابع: «اننا ومن موقعنا الحريص كل الحرص على التلاقي والوحدة بين اللبنانيين نحذر من التمادي بهكذا تهديدات او بهكذا مشاريع لن نجني منها سوى المزيد من التفكك والانقسام بين شرائح المجتمع اللبناني».

في المقابل اشارت مصادر قريبة من رئاسة الجمهورية إلى أن «الدعم الكبير الذي حظي به لبنان من خلال مشاركة الرئيس سليمان في اجتماع المجموعة من المتوقع أن يُترجم في الداخل من اللبنانيين بهدف مواكبة رئيس الجمهورية في تحركه»، مشيرة الى ان هذه المواكبة تستدعي تجاوباً من جميع الأفرقاء للانصراف نحو تشكيل حكومة تنال الثقة وتقوم بممارسة مهامها».

 

أوباما لسليمان: نرفض بقوة تورّط «حزب الله» العميق في سورية

 نيويورك - «الراي»: اشاد الرئيس الاميركي باراك أوباما بنظيره اللبناني ميشال سليمان، وقال ان الاخير «ابدى قيادة استثنائية خلال مرحلة مليئة بالتحديات لا للبنان فحسب، وانما للمنطقة». واضاف: «انا اقدر شجاعته وتصميمه على الحفاظ على وحدة لبنان واستقراره، وله كامل الدعم من الولايات المتحدة في جهوده لصيانة سيادة لبنان واستقلاله». كلام الرئيس الاميركي جاء اثناء اللقاء الذي عقده مع نظيره اللبناني في مبنى الامم المتحدة، اول من امس، على هامش مشاركة الاثنين في الاعمال السنوية للجمعية العمومية. وشارك في اللقاء، من الجانب الاميركي، وزير الخارجية جون كيري، ومستشارة الامن القومي سوزان رايس، ومندوبة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة سامانتا باور، ونائب رئيس موظفي البيت الابيض روب نابورز، ووكيلة وزير الخارجية للشؤون السياسية وندي شيرمان، ومسؤول الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي برم كومار. اما من الجانب اللبناني، فحضر اللقاء نائب رئيس حكومة تصريف الاعمال سمير مقبل، والوزيران عدنان منصور، ووائل ابوفاعور، وسفيرا لبنان في واشنطن والامم المتحدة انطوان شديد ونواف سلام، ومستشار الرئيس ناجي ابي عاصي. أوباما اثنى «على جهود الرئيس (سليمان) في الاصرار على ان تمتنع كل الاطراف في لبنان من الانخراط في الصراع السوري»، وقال ان «الولايات المتحدة ترفض بقوة تورط حزب الله العميق في الصراع السوري، الذي تسبب حتى الآن بتهجير الملايين، ويهدد بزعزعة استقرار المنطقة». وتابع أوباما: «نحن مسرورون انه قد يكون هناك تقدم في التخلص من اسلحة سورية الكيماوية، وهو ما اعتقده سيكون مهما لا للشعب السوري فحسب، بل لجيران مثل لبنان، ونحن سنتابع الضغط من اجل التوصل الى حل للصراع السوري يضمن حقوق كل السوريين، بمن فيهم المسيحيون». ومما قاله الرئيس الاميركي ان الشعب اللبناني اظهر الكثير من السخاء في هذه المرحلة العصيبة باستقباله مئات الالاف من الاجئين السوريين، وان اميركا تقدم اكثر من 254 مليون دولار من المساعدات الانسانية لمساعدة اللاجئين السوريين في لبنان، وان على المجتمع الدولي تقديم المزيد من العون في هذا الشأن. وفي هذا السياق، علمت «الراي» انه من اصل الـ 340 مليون دولار التي اعلن أوباما انه رصدها مساعدات انسانية لسورية، سيذهب 74 مليونا منها الى الحكومة اللبنانية لمساعدتها في تحمل اعباء اللاجئين السوريين لديها. واكد السفير الاميركي في بيروت ديفيد هيل الرقم الا انه لم يشر الى انه جزء من مبلغ الـ 340 مليونا. كذلك تحدث أوباما عن تقديم بلاده قرابة 9 مليون دولار للجيش اللبناني للحفاظ «على الاستقرار الداخلي، ولمهامته في حفظ أمن الحدود». بدوره، قال سليمان ان الاجتماع مع أوباما بدأ بالحديث عن الصراع مع اسرائيل، الذي تسبب بتهجير مئات الاف الفلسطينيين الى لبنان، واليوم «نواجه الازمة السورية التي ادت ايضا الى تهجير نحو مليون سوري - حتى الآن - ما يمثل قرابة ربع سكان لبنان». وتحدث سليمان عن «اعلان بعبدا» القاضي بعدم تدخل اي من الاطراف اللبنانية بالازمة السورية، وقال «نحن طبعا نعمل جاهدين من اجل تطبيق كل الاطراف اللبنانية بنود هذا الاعلان كافة». كما تحدث عن خطة خمسية من اجل تحسين مقدرات الجيش اللبناني، طالبا الدعم الاميركي لها، معتبرا ان لبنان هو احد ضحايا الارهاب والتطرف في المنطقة.

 

من وراء الحملة ضد «الائتلاف»؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

ليس سرا أن أطرافا مختلفة تعمل على تكسير المعارضة السورية، الائتلاف والجيش الحر والمجلس الوطني. الفاعل ليس فقط نظام بشار الأسد، بل قوى معارضة، إضافة إلى تنظيم القاعدة المسمى بـ«داعش»!

خلال الأيام القليلة الماضية ارتفعت نبرة الهجوم والتشكيك، وبلغت مرحلة الرفض وإعلان الحرب عليها، بحجة رفض مؤتمر جنيف واعتبار الذهاب إلى هناك خيانة.

بعضهم ينخرط في هذه الحملة بعد أن غرر به، أو بسبب اليأس. وبعضهم على خصومة أو منافسة مع المعارضة، وبالتأكيد البعض ليس هدفه إسقاط النظام وإحلال نظام أفضل مكانه. أما الأصوات، غير البريئة، فقد باتت في نفس الخندق مع نظام الأسد، لأنها تعتقد أن تبدل الموقف الدولي وإقصاء الأسد وانتصار الثورة، سيعني أن لا مكان لها مستقبلا في سوريا، لهذا ستحارب الائتلاف والمجلس الوطني والحكومة المؤقتة، وجنيف، وكل نشاط يمكن أن يسقط النظام. جماعات «القاعدة»، مثل داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام، تفضل أفغانستان، كما هي اليوم، وتريد سوريا أن تبقى مثل الصومال، حيث تستطيع الوجود كعصابات مقاتلة على أن تقوم دولة جديدة بلا نظام بشار. لهذا يشن هؤلاء حملة ضد كيانات المعارضة في الخارج، ويطعنون في نواياها ونشاطاتها ووطنيتها. هذه الجماعات، بما فيها تلك التي وقعت بيان الرفض من المحسوبة على الجيش الحر، ترفض الحل السلمي حتى لو أقر إقصاء الأسد. السؤال هل يمكن أن تتعهد للشعب السوري أنها مستعدة وقادرة على إسقاط النظام خلال أشهر؟ فإن كان هذا ممكنا، الجميع سيؤيدها، لكننا رأينا بأم أعيننا عجزها. ليس الهدف تدمير سوريا وقتل عشرين مليون سوري، الهدف إقصاء الأسد شخصا ونظاما. ومن الخطأ الاستماع إلى جماعات إرهابية على أنها وطنية لأنها ليست كذلك. ويجب ألا ننسى أنها دمرت كل مكان استقرت فيه. فقد فشلت «القاعدة» في العراق بعد سبع سنين من الحرب الدامية، حتى طردت من الأنبار، آخر معاقلها، على يد عشائر الصحوات السنية. ولا تزال تقاتل بلا نصر في أفغانستان منذ عشرين عاما، بعد أن تسببت في انهيار دولة طالبان. وفشلت كذلك في الصومال، وعجزت في اليمن، ودحرت حديثا في مالي. مجاهدو «القاعدة» يريدون الحرب حتى الموت، في حين أن الشعب السوري اختار التظاهر سلما، ثم حمل السلاح دفاعا عن نفسه، وهدفه إقامة دولة القانون. السوريون لا يريدون أن تكون سوريا أفغانستان أخرى، ولا أن يقيموا نظاما متطرفا بديلا لنظام الأسد المتطرف.أخيرا، نحن نعرف أن المعارضة السورية ليست منظمة منضبطة، وتعاني من إشكالات في هياكلها، وحتى قياداتها. لكن علينا أن نتذكر أنها معارضة في الخارج بلا مناطق محمية، ولا قوات تحت إمرتها، ولا حتى مقر. والعمل في الفنادق ليس سهلا كما يعيرهم خصومهم، فقادة المعارضة يتنقلون بجوازات قليل من الدول تقبل بها، ويمنعون من إقامة تجمعات، ولا يحق لهم حمل السلاح، رغم أنهم مرصودون وملاحقون من عملاء النظام، ولا يملكون وسائل ضغط على المنظمات والحكومات الحليفة والصديقة. ثم هل فكر المنتقدون كيف تسير الحياة في حياتهم؟ من دون الائتلاف والمجلس وقيادات المعارضة في الخارج ما كان ممكنا استضافة نحو مليوني لاجئ سوري في لبنان والأردن وغيرهما. من أين لهذه الملايين المشردة قوت يومها البسيط؟ بل من أين لهذه الجماعات المقاتلة التي شاركت في توقيع البيان السلاح والذخيرة؟ عامان ونصف العام معظمها دخل سوريا السلاح والذخيرة بجهد المعارضة وتواصلها مع حكومات في الخارج لتأمين حاجات الحرب، والحد الأدنى للاجئين. هذا واجبهم ولا يستحقون عليه الشكر، لكن يجب عدم الإنصات لداعش والنصرة والأحرار التي جاءت فقط للقتل من أجل القتل، وإقامة دولة لا مكان فيها لغالبية السوريين. مثل هؤلاء هم الذين شوهوا صورة أجمل ثورة عرفها العالم.

 

من الأقوى في إيران: خامنئي أم الحرس الثوري؟

هدى الحسيني/الشرق الأوسط

حملة العلاقات العامة التي قام بها حسن روحاني الرئيس الإيراني الجديد أرادها «مغطاة» بمغريات سلام مجرد الحلم به يريح. في مقاله في «الواشنطن بوست» يبدو كمن «ينصح» الغرب بألا يضيع فرصة أن يتعاطى معه، هو المنتخب من الشعب الإيراني والمفوض من قبله. ما غاب عن بال روحاني أن الشعب في إيران لا يختار من ينتخب، هناك اللجنة التي وضعها المرشد الأعلى علي خامنئي هي التي تغربل، تحذف، تقصي ثم تختار وتوصي الحرس والباسيج بانتخاب الشخص الذي قررت اللجنة أنه يجب أن يكون الرئيس المقبل. أما الإيرانيون فقد انتخبوا روحاني بعدما منع المرشحون المعتدلون من خوض الانتخابات.

يقول روحاني إنها فرصة للسلام وعلى العالم أن يستغلها. هذا الكلام قاله من قبل محمود أحمدي نجاد «إن برنامجنا النووي سلمي ولا ننوي إنتاج قنبلة نووية». قبل الاثنين قاله الرئيس محمد خاتمي، وكان أكثر إخلاصا، لكنه وأثناء رئاسته لفترتين وضع على الرف وعجز عن تحقيق أي إصلاح. حتى هاشمي رفسنجاني مارس «سحره» الكلامي على الغرب.

روحاني بارع في التفاوض، وفي معرفة نقاط ضعف الغرب واستغلالها. لم يخفِ الرأي العام العالمي شعوره بأنه تعب من الحروب ويريد تأمين مستقبله ومستقبل أولاده فأحرج الرؤساء الذين انتخبهم. قد يصدق الرأي العام العالمي تصريحات ومقالات روحاني، لكن إذا تابعنا ما يصرح به داخليا نلحظ الفارق الحقيقي.

يوم السبت الماضي تحدى الحرس الثوري الإيراني روحاني وحذر الدبلوماسيين الإيرانيين من التعامل مع الأميركيين. وحتى قبل أن يستوضح الغرب نيات روحاني كانت صحف الحرس الثوري تقول إنها سترفض أي اتفاق سلام يمكن أن يهدد الهدف الرئيس وهو إنتاج القنبلة النووية. إن شعار «فلتسقط أميركا، فلتسقط إسرائيل» من دعائم النظام الإيراني، إذا سقط هذا الشعار (الانفتاح الذي يحكي عنه روحاني) اهتز من دون شك النظام.

عشية سفره إلى نيويورك للمشاركة في الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وضع روحاني خطوطه الحمراء من أجل التوصل إلى تسوية حول برنامج إيران النووي. قال: «وقعت إيران على كل معاهدات الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل، وهي ملتزمة بها» وقال لأميركا والغرب: «إن من حق إيران تخصيب اليورانيوم»، (لم يحدد النسبة) ويجب أن يأتي هذا الجزء في أي اتفاق نووي، وأكد أن إيران لن تنتج السلاح النووي.

بعد ذلك شارك لأول مرة بصفته رئيسا، في استعراض عسكري أقامته إيران تخلله ظهور ثلاثين صاروخا باليستيا، وعلق الجنرال رحيم صفوي: «صرنا قوة عالمية يجب أن يحسب لها حساب». لذلك قال روحاني انطلاقا من هذه القوة: «إذا وافق العالم على حقوق الإيرانيين (...) نحن على استعداد للتعاون ومعا نستطيع أن نجد حلولا للمشكلات (الإقليمية) وحتى (الدولية)».

المعروف أن روحاني ليس من يتخذ القرار في إيران، وخامنئي، صاحب الكلمة الأخيرة كما يقال، دعمه عندما قال إنه يوافق «على مرونة روحاني البطولية» للبدء في مفاوضات مع الغرب.

و«المرونة البطولية» كمفهوم تعني هنا تغيير التكتيك وليس تغيير الاستراتيجية، وهذا ما أكده علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى. لكن تبقى حقيقة ساطعة أن روحاني يريد مواصلة حملة التأثير الإيجابي على الغرب لأنه يريد تجنب الانهيار التام للاقتصاد الإيراني وما قد ينتج عنه من عدم استقرار سياسي.

ركز روحاني على المسألة النووية وكان واضحا بمفهومه أنها ترتبط ارتباطا وثيقا بالحالة الاقتصادية. أبدى وجهة نظره النووية بوضوح أيضا، إذ رأى أنه من المهم الحفاظ على أجهزة الطرد المركزي وعملها، إنما لا يمكن أن يكون هذا على حساب معيشة الناس.

لأجل هذا السبب الرئيس أبدى روحاني عزمه على إحراز تقدم في حل النزاع النووي، ودعا إلى القيام بذلك بـ«أسرع وقت ممكن» وإلى تبني «نهج» مختلف عن الذي اتبعه سلفه ولسنوات. وضمن هذا السياق برزت مسألة تبادل الرسائل بينه وبين الرئيس الأميركي باراك أوباما والذي حوله سيلتقي دبلوماسيون غربيون وإيرانيون هذا الأسبوع في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك (وهذا ما حذر منه الحرس الثوري). وقد لوحظ أيضا التعليق الذي صدر عن علي أكبر صالحي، الذي تولى رئاسة منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، حيث قال إن إيران «تأتي مع أكثر من رغبة كاملة» إلى المنظمة الدولية للطاقة الذرية. ليس واضحا ماذا تعني كلمة «رغبة» التي أدلى بها صالحي إن كان من حيث المضمون الحقيقي، أو من حيث عملية التفاوض بعدة طرق. السؤال الكبير يبقى من دون جواب.

مجلة «در شبيغل» الألمانية نقلت عن روحاني أن إيران مستعدة لإغلاق موقع نووي. تردد أنه موقع «فوردو». وحسب تقرير المجلة فإن روحاني سوف يلتزم بخطوات ملموسة وهو مستعد أن يتخذها في هذه المرحلة وليس في نهاية المفاوضات التي قد لا تنتهي، لتخفيف المحنة الاقتصادية عن إيران.

أن يسمح للتحقيق الدولي بالعمل على إزالة كل أجهزة الطرد المركزي من موقع «فوردو» الموجود تحت الأرض بالقرب من مدينة قم، وتفكيك كل التسهيلات خطوات بعيدة التحقيق، خصوصا أنه قال يوم الأحد الماضي إن أجهزة الطرد المركزي يجب أن تستمر في دورانها. كذلك لا ينبغي تجاوز أن هناك مجالات إشكالية للغاية في برنامج إيران النووي لا تزال تحتاج إلى حل ليس أقلها مفاعل البلوتونيوم IR - 40 في أراك، الذي من المقرر بدء العمل والإنتاج فيه منتصف العام المقبل.

وللتأكد بأن روحاني جدي ولا يهدف إلى إنتاج السلاح النووي، هناك ثلاث خطوات بالتحديد يجب أن تقدم عليها إيران.

أولا: أن تسمح للمفتشين بزيارة موقع مفاعل بارشين، ثانيا: أن تصادق على البروتوكول الإضافي لمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، وثالثا: أن تجيب عن الأسئلة العسكرية النووية التي طرحتها المجموعة الدولية وحتى الآن لم تتلقَ أجوبة عنها.

بالنسبة إلى المرشد الأعلى، يعتقد روحاني أن بإمكانه الحصول على تفويض من خامنئي عن طريق الدفع قدما بخطة من شأنها تخفيف الضغوط من العقوبات ومنع الأزمة الاقتصادية من الخروج عن السيطرة.

في النهاية، أكد جميع المسؤولين الإيرانيين بما في ذلك روحاني وصالحي، أن لإيران الحق في تخصيب اليورانيوم لبرنامج نووي سلمي، ربما الآن أكثر من أي وقت مضى. هناك قلق متزايد من أن إيران ستحاول إطالة أمد العملية أكثر، وتستمر في اللعب على الوقت مع الاستمرار في توجيه الرسائل التي تبدو جذابة إنما لا مضمون فيها من ناحية الممارسة.

وسط كل هذا، تزداد قدرات إيران في المجال النووي، كما يتواصل تهديدها للمنطقة والعالم. اللافت أن أكثر الذين استطيبوا الطعم الإيراني هو الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي حرص في كل مقابلاته التلفزيونية على إغداق الثناء على إيران ودورها في إيجاد حل للسلاح الكيماوي السوري، وكأن كل الحرب في سوريا كانت ولا تزال قائمة على هذا السلاح وكأن لا دور لإيران فيها أو للمقاتلين المحسوبين عليها.

وتجنب الرئيس الأميركي في الإتيان على ذكر أي دولة عربية وكأن العالم العربي بنظره، لم يعد موجودا.

بالنسبة إلى روحاني وعلاقته بالحرس الثوري، حاول أن يفصل منصبه ودوره بأن وجه رسالة إلى «الجمعية الوطنية لقادة الحرس»، بأنه ينبغي عليهم أن يكونوا بعيدين عن التيارات السياسية، مضيفا أن أهمية الحرس الثوري على المستوى الوطني تبقى فوق السياسة الفئوية، بعبارة أخرى: (المعسكر المحافظ في مواجهة معسكر الإصلاحيين). مما لا شك فيه أن الحرس الثوري وعلى مدى السنوات الماضية لعب دورا كبير الأهمية في طريقة عمل النظام في جميع المجالات: العسكرية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية. روحاني يريد ألا يتحول الحرس الثوري ضده، لا بل أكثر من ذلك، يدرك علاقات السلطة الحساسة داخل النظام الإيراني، وبالتالي حتى لو كانت لديه الرغبة في أن يتصرف بشكل مختلف، لا توجد ضمانات أنه يستطيع تحقيق ذلك. وقد كشف له الحرس الثوري حجمه الحقيقي ومن الذي يحكم إيران حقيقة إلى درجة أن السؤال الذي بات يطرح: هل القوي هو من يقف معه آية الله خامنئي، أم القوي هو الذي يقف معه الحرس الثوري؟!