المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 16 أيلول/2013

عناوين النشرة

*إنجيل القدّيس متّى 25/46-31/يوم الحساب الأخير

*سوريا.. اتفاق غير قابل للتنفيذ/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*إجراءات خليجية مقترحة ضد حزب الله تشمل الإقامات والمعاملات المالية

*وكلاء "داخلية" دول "الخليجي" يقرون توصيات ضد مصالح "حزب الله"

*كيري يطمئن نتنياهو بأن اتفاق جنيف «قادر تماما» على تجريد الأسد من الكيماوي

فعليا.. نهاية بشار/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

مصر.. حماس واللعب في النار/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*دعم "الجيش الحر" أهمّ من الضربة/علي حماده/النهار

*مجرم. أداة. جريمة. عقاب/محمد سلام

*نديم الجميل في الذكرى 31 لاستشهاد والده: لا إكراه في الوطن ولنتحاور دون تهديد ووعيد

*قداس تكريمي لشهداء المقاومة اللبنانية في كنيسة سيدة إيليج ميفوق

*لبنان يملأ «الوقت الضائع» بمبادرات... «مناورات»

*كيف سيتأثر لبنان برياح التسوية الدولية؟

*اليونيفيل»: عازمون على حفظ الأمن جنوباً رغم الوضع الحسّاس في المنطقة 

*حرب: بيان الرئيس يمنع "حزب الله" من التلطي خلف اصبعه

*النائب خالد ضاهر: نحن أمة تواجه الكفر والظلم وتعمل من أجل السلام

*عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت: مبادرات بري فيها طعن باساس النظام اللبناني رئيس الجمهورية هو الوحيد المؤهل للحوار ووضع جدول اعماله

*عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري: لا نضع اي شرط لتشكيل الحكومة والثلث المعطل خارج اي نقاش

*عضو كتلة "المستقبل" النائب نضال طعمة: سقفنا ومنطلق بحثنا لقاء بعبدا يحاولون انتظار نتائج صفقات تطبخ في أروقة الأمم اللاهثة وراء مصالحها

*مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو: عون يجيد مخاطبة الغرائز الطائفية المسيحية

*النائب محمد الحجار: معالجة الوضع بالانسحاب من سوريا وبحكومة تنطلق من اعلان بعبدا

*نصر الله بحث مع الآراكي «سبل التقريب بين المسلمين

*عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله : موقف 14 آذار التحريضي ضد حماية أمن الناس غير وطني ومدان قبيسي: للعودة الى الحوار قبل ان تأتي التعليمات من الخارج

*وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية محمد فنيش: البلد لا يمكن أن يدار بخطاب انفعالي ولا باستجداء لتدخل خارجي أو بمخاطبة قوة خارجية لضرب هذه الدولة أو تلك

*ماذا حصل مع الصحافي حسين شمص على حاجز لحزب الله

*عناصر حزب الله للصحافية مهى الرفاعي على حاجز " الإسعافات الأولية": " يا حيوانة نحن الدولة"

*إعتداء هو الثاني من نوعه عليه: ضرب نيشان درهاروتيان في ملهى ليلي في السوديكو

*حزب الله ينشر 2000 شاب جديد في الضاحية الجنوبية

*عندما يصبح بشير الجميل بخدمة 8 آذار: حنّا العتيق نموذجا

*طهران: انتصارات «حزب الله» مؤشر على اقتدار هذا الوليد المبارك للثورة الإسلامية

*تفاصيل مثيرة حول سبب اعتقال اللبنانيين في اعزاز وعدم اطلاق سراحهم

*هكذا رد "حزب الله" على من اتهمه بامتلاكه السلاح الكيميائي

*حزب الله يحيط مخيم برج البراجنة بتدابير أمنية مشددة ويستقدم عناصر غريبة

*خالد ضاهر/كلام رعد مقدمة لتنفيذ سلسلة جديدة من الاغتيالات

*صلاح حنين لـ"النهار": عنوان مقاومتنا لإسرائيل العيش معاً بسلام وليس السلاح طاولة الحوار تختزل دور المؤسسات والاستراتيجية الدفاعية ليست من مهماتها

*اجتماع اميركي وروسي في بيروت لبحث سحب حزب الله من سوريا

*أبرشيّة نيوتن للروم الملكيين الكاثوليك في الولايات المتحدة الأميركية

*رسالة مفتوحة إلى الرئيس أوباما من المطران نقولاوس سمرا

*مهلة أسبوع للأسد لكشف «الكيماوي».. وأوباما يلوح بعواقب

*ترحيب أممي وأوروبي وتشكيك تركي.. واستياء المعارضة > الائتلاف ينتخب طعمة الخضر رئيسا للحكومة المؤقتة

*الائتلاف» ينتخب أحمد طعمة الخضر لتشكيل الحكومة المؤقتة * الهيئة العامة استمعت لإدريس وتعهدت بتأمين 10 ملايين دولار لإنشاء جيش وطني

*ضرورات الجيش الحر/فايز سارة/الشرق الأوسط

*هل تبرأ العالم من الشعب السوري؟/د. شمسان بن عبد الله المناعي/الشرق الأوسط

*ضعف أوباما أم ضعف أميركا؟/حمد الماجد/الشرق الأوسط

*فرصة نزع السلاح الكيماوي/أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط

*اتفاق اوسلو : عشرون عاماً من الخيبات العالم تغير .. والدولة الفلسطينية تبقى وعدا

*إنتفاخ .. فانفجار /الياس الزغبي الياس الزغبي

*من هو احمد طعمة رئيس الحكومة السورية الموقتة؟

*كل الدروب العونية تؤدي إلى.. التعطيل/ كارلا خطار/المستقبل

*الروس قبل الأسد راغبون في التملّص من أي "مبادرة"/ وسام سعادة/الستقبل

*الراعي دشن كنيسة مار شربل: للاسراع بحكومة جامعة تواجه التحديات الانقسام وربط المؤسسات الدستورية بأحداث سوريا مرفوض وإهانة للكرامة الوطنية

*استنفار أمني في لبنان خشية تهريب أسلحة كيماوية لـ"حزب الله"/حميد غريافي/السياسة

 

تفاصيل النشرة

 

إنجيل القدّيس متّى 25/46-31/يوم الحساب الأخير

ومَتَى جَاءَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ في مَجْدِهِ، وجَمِيعُ المَلائِكَةِ مَعَهُ، يَجْلِسُ على عَرْشِ مَجْدِهِ. وتُجْمَعُ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأُمَم، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُم مِنْ بَعْض، كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الخِرَافَ مِنَ الجِدَاء. ويُقِيمُ الخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالجِدَاءَ عَنْ شِمَالِهِ. حِينَئِذٍ يَقُولُ المَلِكُ لِلَّذينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوا، يَا مُبَارَكي أَبي، رِثُوا المَلَكُوتَ المُعَدَّ لَكُم مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم؛ لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي، وكُنْتُ غَريبًا فَآوَيْتُمُوني، وعُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُوني، ومَريضًا فَزُرْتُمُونِي، ومَحْبُوسًا فَأَتَيْتُم إِليّ. حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ الأَبْرَارُ قَائِلين: يَا رَبّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاك، أَو عَطْشَانَ فَسَقَيْنَاك؟ ومَتَى رَأَيْنَاكَ غَريبًا فَآوَيْنَاك، أَو عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاك؟ ومَتَى رَأَيْنَاكَ مَريضًا أَو مَحْبُوسًا فَأَتَيْنَا إِلَيْك؟ فَيُجِيبُ المَلِكُ ويَقُولُ لَهُم: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا عَمِلْتُمُوهُ لأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاءِ الصِّغَار، فَلِي عَمِلْتُمُوه! ثُمَّ يَقُولُ لِلَّذينَ عَنْ شِمَالِهِ: إِذْهَبُوا عَنِّي، يَا مَلاعِين، إِلى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ المُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وجُنُودِهِ؛ لأَنِّي جُعْتُ فَمَا أَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَمَا سَقَيْتُمُوني، وكُنْتُ غَريبًا فَمَا آوَيْتُمُونِي، وعُرْيَانًا فَمَا كَسَوْتُمُونِي، ومَرِيضًا ومَحْبُوسًا فَمَا زُرْتُمُونِي! حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ هؤُلاءِ أَيْضًا قَائِلين: يَا رَبّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جاَئِعًا أَوْ عَطْشَانَ أَوْ غَرِيبًا أَو مَريضًا أَو مَحْبُوسًا ومَا خَدَمْنَاك؟ حِينَئِذٍ يُجِيبُهُم قِائِلاً: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا لَمْ تَعْمَلُوهُ لأَحَدِ هؤُلاءِ الصِّغَار، فلِي لَمْ تَعْمَلُوه. ويَذْهَبُ هؤُلاءِ إِلى العَذَابِ الأَبَدِيّ، والأَبْرَارُ إِلى الحَيَاةِ الأَبَدِيَّة

 

بشيبريون تعبوا من حمل البنادق فرموها وحملوا المباخر الملالوية والأسدية ووقعوا في التجربة الإبليسية
بالصوت/قراءة للياس بجاني في التجارب التي وقع فيها بشيريون فأمسى ماضيهم يخجل من حاضرهم/عناوين الأخبار/15 أيلول/13

تقرير المنسقية عن الذكرى 31 لآستشهاد الشيخ بشير/15 أيلول/13

اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/15 أيلول/13
English LCCC News bulletin for September 15/13نشرة الاخبار باللغة الانكليزية
من ضمن النشرة/كلمة الشيخ نديم الجميل في الذكرى 31 لإستشهاد والده الرئيس بشير الجميل/مداخلة للشيخ نديم الجميل عبر ال بي سي يحكي من خلالها قيم ومفاهيم البشيرية/العتيق وال بي سي والتجربة/حزب الله والانتهاكات المستمرة لكرامات الناس وعلى كل ما هو دولة وقانون/الملف السوري الكيماوي، تابع وأخر التطورات السياسية/الكيماوي السوري في مخازن حزب الله/الأمن الذاتي الملالوي والتعديات/متفرقات/تأملات إيمانية في يوم الحساب مستوحاة من إنجيل القدّيس متّى 25/46-31/: "

 

سوريا.. اتفاق غير قابل للتنفيذ

طارق الحميد/الشرق الأوسط

أعلن الأميركيون والروس التوصل إلى اتفاق للتخلص من ترسانة أسلحة نظام بشار الأسد الكيماوية، وذلك بعد مفاوضات ثلاثة أيام في جنيف، ويمكن وصف الاتفاق بأنه أشبه بعملية شراء سمك في الماء، ومن الصعب تصديق نجاحه، أو أن يجري التعامل معه بجدية من قبل الأسد. نقول إن الاتفاق أشبه بعملية شراء سمك في الماء لعدة أسباب؛ أولها أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يقول إنه بموجب الاتفاق يتعين على الأسد أن يقدم «قائمة وافية» بمخزوناته من الأسلحة الكيماوية خلال أسبوع، وإنه يجب أن يكون مفتشو الأسلحة على الأرض بسوريا في موعد لا يتجاوز نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، معلنا، أي كيري، أن الهدف هو التدمير الكامل لأسلحة الأسد الكيماوية بحلول منتصف عام 2014، وهو موعد الانتخابات الرئاسية في سوريا، التي أعلن الأسد نيته الترشح فيها، ولهذا مدلولات كثيرة بالطبع. ثم يضيف كيري، وهذا المهم هنا، أنه إذا لم يلتزم الأسد بالاتفاق فإن نظامه سيواجه عواقب بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يعني استخدام العقوبات والعمل العسكري، إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يقول، وبكل وضوح، إن الاتفاق «لم يذكر شيئا عن استخدام القوة، ولا شيء بشأن أي عقوبات تلقائية»! إذن السؤال هنا هو: ما الذي يضمن هذا الاتفاق؟ وما هي عواقب عدم تنفيذه؟ والأخطر من كل ذلك أن لافروف يقول إن نجاح هذا الاتفاق يتطلب أيضا تعاون المعارضة، فهل المعارضة هي من يملك الكيماوي، أو من يسيطر أساسا على مواقع تقع فيها تلك الأسلحة؟ والأخطر من كل هذا أن الأميركيين والروس لم يصلوا إلى اتفاق واضح حول عدد مواقع الأسلحة الكيماوية، والسبب واضح وهو أن إقرار الروس بعدد المواقع، وأماكنها، يعني مسؤولية الأسد المباشرة والتلقائية عن مجزرة الكيماوي في 21 أغسطس (آب) الماضي في الغوطة الشرقية، مما يسهل جر الأسد لمحكمة الجنايات الدولية في حال أراد المجتمع الدولي فعل ذلك، خصوصا بعد قول الأمين العام للأمم المتحدة إن الأسد، وطوال عمر الثورة، قام بارتكاب جرائم بحق الإنسانية، وهذا ما لا يريده الروس بالطبع.

وعليه فطالما أنه لا عواقب واضحة لعدم التزام الأسد بالاتفاق، وخصوصا عدم الاتفاق الواضح حول استخدام القوة تحت الفصل السابع، وطالما أن الاتفاق متروك لـ«حسن النوايا» من قبل الأسد، والضامن هو التعهد الروسي، حيث باتت موسكو الوصي الشرعي على الأسد، وطالما أن المواعيد المعلنة من قبل الوزير الأميركي للتخلص من الأسلحة الكيماوية تقودنا إلى منتصف عام 2014 نفس موعد الانتخابات الرئاسية السورية، مما يخول الأسد استخدامها كورقة مساومة، فإن كل ذلك يعني أننا أمام اتفاق صعب التنفيذ، وأشبه بعملية شراء سمك في الماء، اتفاق يقول إن الروس نجحوا مرة جديدة في حماية الأسد، والمفارقة أنهم حموه هذه المرة ليس باستخدام الفيتو بمجلس الأمن، بل بموافقة من إدارة أوباما نفسها!

 

إجراءات خليجية مقترحة ضد حزب الله تشمل الإقامات والمعاملات المالية

وكيل الداخلية الكويتي لـ «الشرق الأوسط»: تحرك ضد كافة المنظمات الإرهابية

الرياض: هدى الصالح وفهد الذيابي/الشرق الأوسط

أكدت مصادر خليجية، أمس، أن لقاء وكلاء وزارات الداخلية في دول الخليج الذي عقد في الرياض أمس، رفع توصية تتضمن اتخاذ إجراءات ضد حزب الله اللبناني، إلى اجتماع وزراء الداخلية المقبل، لوضعها موضع التنفيذ.

وقال العقيد هزاع الهاجري، الأمين العام المساعد للشؤون الأمنية في الأمانة العامة لمجلس التعاون؛ إن الاجتماع ناقش التوصية التي رفعتها سلفا لجنة أمنية ومالية وقانونية اجتمعت في رمضان الماضي، بشأن مصالح حزب الله والمنظمات المماثلة له (من دون أن يسميها)، مبينا أن وكلاء وزارات الداخلية الخليجية ناقشوها أمس واتفقوا على رفعها لاجتماع وزراء الداخلية في القريب العاجل، مشيرا إلى أن تلك التوصيات تتعلق بالإقامات والمعاملات التجارية والمالية، مشددا على أن أمن الدول الخليجية كافة لا ينفصل.

من جهته قال الفريق غازي العمر، وكيل وزارة الداخلية الكويتي، إن بلاده لا تقف في وجه التحرك ضد مصالح حزب الله في الخليج، مؤكدا أن الكويت ترغب في تحرك ضد كافة المنظمات الإرهابية، وأضاف أن بلاده اختلفت مع الصياغة اللفظية لتوصيات الفريق الأمني الخليجي ولم تبد خلافا حولها. وأكد الفريق العمر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، استعداد دول الخليج أمنيا، في حال توجيه ضربة عسكرية ضد النظام في سوريا، قائلا إن «دول الخليج لا تسعى إلا لتحقيق الأمن والاستقرار، إلا أن دولنا مستعدة، كل حسب إمكاناتها»، واصفا الأجواء في المنطقة بـ«غير الجيدة». وقال: «المشكلة هي أننا لسنا لاعبين أقوياء، فهناك من هم أقوى

 

وكلاء "داخلية" دول "الخليجي" يقرون توصيات ضد مصالح "حزب الله"

الرياض - وكالات: أكد مسؤول خليجي, أن وكلاء وزارات الداخلية في دول مجلس التعاون الخليجي, أقروا خلال اجتماعهم الذي عقد في الرياض أمس, توصيات فريق مخصص بمتابعة معاملات "حزب الله" المالية والتجارية ومكافحة الإرهاب, على ان ترفع الى وزراء الداخلية. واضاف المسؤول على هامش الاجتماع في مقر الامانة العامة "تدارس الاجتماع التوصيات التي وضعها فريق مخصص وأقرها على ان ترفع الى وزراء الداخلية" في الدول الست. وقال الأمين العام المساعد للشؤون الأمنية في مجلس التعاون العقيد هزاع مبارك الهاجري إن "فريق العمل الذي تم تكليفه في الاجتماع الاول قد توصل الى عدد من التوصيات للتوجيه بشأنها, تمهيدا لرفع ما يتم التوصل اليه من نتائج الى الاجتماع المقبل" لوزراء الداخلية بدول المجلس. من جهته, قال وكيل وزارة الداخلية في البحرين اللواء خالد العبسي "نعقد اجتماعنا الثاني لاتخاذ اجراءات ضد اي مصالح لـ"حزب الله" في دول مجلس التعاون, ونتدارس مقترحات وتوصيات فريق العمل من المختصين بالعمليات المالية ومكافحة الارهاب وآليات تنفيذها". واضاف "تابعنا قرار وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي بإدراج الجناح العسكري لـ"حزب الله" على قائمة المنظمات الارهابية, وهو ما يعكس تدخلات الحزب غير المشروعة وممارساته الشنيعة في سورية او اي دولة اخرى". وكان الاجتماع الاول للوكلاء في مطلع يوليو الماضي, خصص لوضع "آلية ترصد التنقلات والمعاملات المالية والتجارية لحزب الله". وقد أعلنت دول الخليج في يونيو الماضي اتخاذ اجراءات ضد المنتسبين لـ"حزب الله" اللبناني في دولها إثر مشاركته في القتال في سورية. وكان مصدر حكومي في بيروت أعلن في العشرين من يونيو الماضي أن 18 لبنانيا طردوا من قطر. ويعمل في دول الخليج العربية نحو 360 الف لبناني يحولون سنويا الى لبنان نحو اربعة مليارات دولار, بحسب وسائل اعلام. وكان "حزب الله" أعلن دعمه نظام الرئيس السوري بشار الأسد وأكد مشاركته في المعارك الى جانب قوات ذلك النظام.

 

كيري يطمئن نتنياهو بأن اتفاق جنيف «قادر تماما» على تجريد الأسد من الكيماوي

وزير الخارجية الأميركي إلى باريس اليوم.. وإسرائيل تربط نجاح الخطة بوقف التسلح الإيراني

رام الله: كفاح زبون/الشرق الأوسط

سعى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس إلى طمأنة إسرائيل بأن الاتفاق، الذي توصل إليه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف أول من أمس في جنيف بشأن تفكيك أسلحة نظام الرئيس السوري بشار الأسد الكيماوية، قادر فعلا على إزالة تلك الأسلحة.

وغادر كيري صباح أمس جنيف متوجها إلى القدس لاطلاع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على اتفاق الإطار الذي جرى التوصل إليه مع موسكو. ومن المقرر أن يتوجه كيري اليوم (الاثنين) إلى باريس للقاء نظيره الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني ويليام هيغ لمزيد من المباحثات. وقال كيري بعد لقائه نتنياهو إن «الاتفاق مع موسكو قادر تماما على نزع جميع الأسلحة الكيماوية من سوريا»، وأضاف أن روسيا قالت إن «نظام الأسد وافق على تقديم إحصاء بترسانته الكيماوية في غضون أسبوع». وكان نتنياهو رحب بحذر بالاتفاق شريطة أن يؤدي إلى القضاء على أسلحة سوريا الكيماوية كاملة، وربط بين نجاح هذا الاتفاق على الأرض، ونجاح الجهود اللاحقة المتعلقة بوقف التسلح الإيراني كذلك. وقال نتنياهو أمس قبل لقائه كيري: «أتمنى أن تؤتي التفاهمات الأميركية ـ الروسية بشأن السلاح الكيماوي السوري ثمارها، وأن عملية القضاء على كامل الترسانة السورية الكيماوية هو المحك الحقيقي لاختبار نجاعة هذه التفاهمات، ونحن سنحكم نهائيا على الاتفاق من خلال ما إذا كان سيؤدي إلى التدمير الكامل للترسانة السورية أم لا». وأضاف نتنياهو خلال المراسم التأبينية لإحياء ذكرى جنود إسرائيليين قتلوا في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، «هذا ينسحب أيضا على مساعي المجتمع الدولي الرامية إلى وقف السباق النووي الإيراني». وجاء حديث نتنياهو قبل ساعات فقط من لقائه كيري الذي وصل إلى إسرائيل في زيارة خاطفة، تباحثا خلالها أيضا موضوع مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. وشككت إسرائيل في نيات الرئيس السوري في تطبيق الاتفاق الروسي - الأميركي. وقال يوفال شتاينتز، وزير الشؤون الاستراتيجية، «مثل أي اتفاق سيجري الحكم عليه وفقا لنتائجه. نأمل أن ينجح، الاتفاق له مزايا وعيوب». وأضاف الوزير المقرب من نتنياهو، لراديو الجيش، «من ناحية يفتقر للسرعة اللازمة، ومن ناحية أخرى هو أكثر شمولا إذ يتضمن التزاما سوريا بتفكيك منشآت التصنيع والكف عن الانتاج مرة أخرى». وتابع: «لا أعلم كيف يقرأ الإيرانيون الاتفاق لأنه يمثل إشكالية أيضا بالنسبة لهم، فها هو حليفهم الأسد مضطر أن يسلم أسلحته الكيماوية».

وقالت مصادر إسرائيلية إن نتنياهو حذر كيري من احتمال تلاعب سوريا في هذا الملف. وقال له إنها «قد تكون محاولة للتضليل ليس إلا. كما طلب منه الإبقاء على احتمال توجيه ضربة عسكرية لسوريا»، مؤكدا أن إسرائيل ستبقى جاهزة لمثل هذا التطور في كل وقت ولن تضعه جانبا. كما تطرقا إلى الوضع في إيران وضرورة أن تنسحب الإجراءات في سوريا لاحقا على إيران نفسها.

وبحسب المصادر، أكد كيري لنتنياهو أن الخيار العسكري لم يلغ وسيظل قائما. وقال كيري فعلا في مؤتمر صحافي، بعد لقائه نتنياهو، إن «الرئيس أوباما سيبقي على خيار استخدام القوة ضد النظام السوري قائما».

وأضاف: «اتفاق جنيف حول أسلحة الأسد الكيماوية هو إطار عمل وليس اتفاقية، وروسيا وافقت على أن أي استخدام للكيماوي في سوريا سيدرج تحت الفصل السابع». وتابع: «المجتمع الدولي سيحاسب ويسائل نظام الأسد على تعهداته». واعترف كيري أن «نزع الأسلحة الكيماوية لن يحل الأزمة»، لكنه اعتبر ذلك «خطوة إلى الأمام». وأضاف: «نفهم ما تقوله المعارضة من أن تدمير الأسلحة الكيمائية ليس هو الحل ولن نتوقف عند ذلك سنحاول إيجاد حلول سياسية لوقف عمليات القتل اليومية». وأردف: «لن نقبل بأي تصرفات وأفعال وكلمات جوفاء من هنا أو هناك، لأن الملف السوري يؤثر على القضايا الأخرى مثل إيران وكوريا الشمالية، ونأمل في اتفاق يشمل هذه الدول قريبا كما سوريا». وبدوره، قال أفيغدور ليبرمان رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي «المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها إسرائيل بشأن سوريا قد تساعد في التأكد من التزام الأسد بالاتفاق».

وأضاف لراديو الجيش، «سنفهم نيات الأسد فقط خلال أسبوع عندما يحين موعد تقديمه قائمة كاملة بكل أسلحته الكيماوية وأعتقد أن إسرائيل لديها فكرة جيدة عما يملكه من أسلحة كيماوية». ومع ذلك أعرب ليبرمان عن شكوكه البالغة في نية الأسد تنفيذ الاتفاق فعلا. ونفى ليبرمان وجود معلومات في إسرائيل عن نقل الأسد أسلحة كيماوية إلى إيران، وقال إنه لم تتوفر أي معطيات حول ذلك. وتطرق إلى الشأن الإيراني، وقال إن «إسرائيل تفضل التوصل إلى حل دبلوماسي لهذه القضية، لكنها كذلك لن تسلم بامتلاك طهران لأسلحة نووية».

 

فعليا.. نهاية بشار

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

رغم الإحباطات، يلوح في آخر النفق اليوم ضوء يؤذن بقرب نهاية نظام الأسد. فقد سرَّعت جريمة الألف والأربعمائة سوري الذين قتلوا خنقا بالغاز في ضواحي العاصمة دمشق في أفول النظام. وما مشروع تجريده من سلاحه الاستراتيجي عمليا إلا تجريده من الحكم تحت عنوان أوسع اسمه الحل السلمي. ومنذ أسبوعين تقريبا والحديث يتردد همسا عن حل سلمي يقضي بخروج بشار الأسد في نهاية العام الحالي، أي قبل موعد الانتخابات بخمسة أشهر. إقصاء الأسد يقال إنه صدر عن الروس بعد جريمة الكيماوي التي دفعت بالأميركيين لأول مرة نحو التهديد باستخدام العصا الغليظة، العقوبة التأديبية، وبسببها توجد اليوم جبهة دولية مستعدة للمشاركة في أي حل عسكري.

سوريا تتعقد، وكما يقال «اشتدي أزمة تنفرجي». نحن أمام اشتباك يزداد تعقيدا، السياسي مع الدبلوماسي المتعدد الأطراف والأدوار، الروسي مع الأميركي من جهة، والرئيس الأميركي مع الكونغرس من جهة أخرى، وهناك إشكالات الرأي العام في أوروبا، وبريطانيا تحديدا، الرافض لأي عمل عسكري. وهناك أيضا الضغوط العربية. فقد ولدت جبهة عربية ثلاثية فاعلة، من السعودية والإمارات والأردن، نشط مسؤولوها في رحلات مكوكية من موسكو إلى باريس ولندن. ولا ننسى أن أوباما النائم استيقظ، ووعد لأول مرة منذ توليه الرئاسة، باستخدام القوة. ثم فاجأتنا روسيا بعرضها أن يتخلى الأسد عن مخزونه الكيماوي الضخم، الذي كان ينكر وجوده أصلا. هذه التطورات تمخضت عن العودة إلى مشروع جنيف؛ التفاوض حول حل سلمي. كمية كبيرة من التطورات السياسية نتيجة لما حدث على التراب السوري، ليس فقط وقوع المذبحة الكيماوية، بل في نظري إنه أيضا نتيجة فشل بشار الأسد في كسب الحرب، رغم المجهود العسكري الهائل الداعم له الذي دام أكثر من تسعة أشهر، من روسيا وإيران وحزب الله وفصائل عراقية. كل ما حققه الأسد أنه استعاد بضع بلدات مثل القصير وما زالت معظم سوريا خارج سلطة قواته. وفي الوقت نفسه، ارتفع أداء التحالف العربي والفرنسي والبريطاني بدعم المعارضة، سياسيا وعسكريا. نقول للمعارضة ما يقوله عادة مدربو كرة القدم: «ركزوا أعينكم على الكرة»، لأن كل ما يحدث خارج محيطها مجرد تفاصيل قد تلهي اللاعب عن الهدف الرئيس. الهدف هو إسقاط الأسد، وليس معاقبته، وقد أصبح ذلك قريبا. لهذا سيحاول الأسد إلهاء العالم بخدع كثيرة، بعد أن صار يقف على حافة الهاوية، بعد أن دفعه «الجيش الحر» وصار ممكنا إسقاطه بسلاح «الحل السلمي». المعارضة غاضبة لأنه لن يقصف تأديبيا، وهي مخطئة لأن الهدف أكبر من ذلك، فالثمن الذي يجب أن تطالب به المعارضة اليوم إبعاده، وليس إطلاق مائة صاروخ «توما هوك» فقط. فإن رضي الروس بحل الخروج فهذا يعني انتصار الثورة السورية. المتوقع عودة طرح «الحل اليمني»، أي إخراج الأسد ورفاقه نهائيا، وتكليف المؤسسات القائمة، وتحديدا الجيش، مع قيادات المعارضة العسكرية والسياسية، بإدارة البلاد، وهذا خيار جيد ينتهي بإسقاط كل النظام تدريجيا، من دون انهيار البلاد. الخيار الأسوأ أن يهرب الأسد خلال الأشهر القليلة المقبلة، لكن يستمر القتال ويتحول إلى حروب متعددة الأقطاب؛ جيش حر، وقوى ثورية مستقلة، وتنظيمات «القاعدة»، وميليشيات طائفية مدعومة من إيران وغيرها. فالمحافظة على المؤسسات تعني المحافظة على الدولة وليس النظام، وتعني المحافظة على وحدة البلاد، وتضمن الحصول على الدعم الدولي السياسي والعسكري والقانوني. وحتى لا تفقد المعارضة المسلحة قضيتها أثناء تفاوض القوى الكبرى في جنيف، تبقى مهمتها الرئيسة كسب الحرب ميدانيا، لأن انتصاراتها هي التي ستضطر الفرقاء للقبول بها لاعبا رئيسا، ومن خلال مكاسب الأرض تستطيع توجيه مسار الحل السياسي، زمنا وشكلا.

 

مصر.. حماس واللعب في النار

طارق الحميد/الشرق الأوسط

أخطاء حركة حماس لا تنتهي، داخليا وخارجيا، لكنها هذه المرة ترتكب خطأ قاتلا يفوق كل أخطائها السابقة عندما تقحم نفسها في المشهد المصري. مصر اليوم ليست نظام مبارك، والظروف السياسية بالمنطقة ليست على حالها في السنوات العشر السابقة، حيث استفادت حماس مطولا من علاقاتها المضمونة حينها مع إيران وحزب الله، ونظام الأسد! في ذلك الوقت كان من السهل على حماس تغطية أخطائها بالتلحف بشعار «الممانعة والمقاومة» الكاذب، الذي ثبت زيفه، وهو الشعار الذي حظي بعملية تضليل إعلامية كبيرة مكنت حماس مرارا من الهروب من استحقاقات أخطائها، سواء بحق القضية الفلسطينية، أو بحق مصر تحديدا يوم كان بعض حلفاء حماس هناك إما صادقين بتعاطفهم مع القضية الفلسطينية، أو مجرد ناقمين على نظام مبارك، وكان تعاطفهم مع حماس من باب عدو عدوي صديقي، هذا عدا عن استفادة حماس وقتها من «الإخوان المسلمين» الذين كانوا يشكلون عمقا حقيقيا للحركة.

اليوم تغيرت الأوضاع تماما في مصر وخارجها؛ بالنسبة لمصر هناك الآن نقمة حقيقية ليس تجاه «الإخوان المسلمين» وحسب، بل ضد الحركات الإسلامية، وبالتالي فإن تدخل حماس في الشأن المصري، وبأي شكل من الأشكال، يعني أن الحركة الإخوانية تلعب بالنار، حيث باتت تواجه رأيا عاما حقيقيا، وليس النظام أو العسكر، وعندما يرى المصريون الآن عمليات إلقاء قبض على مسلحين من غزة، مثلما أعلن الجيش أمس، فإنهم، أي المصريين، ينظرون لحماس على أنها الجناح العسكري لـ«الإخوان» في مصر، وبالتالي فمثلما احترق حزب الله شعبيا بعد أن اكتشف المخدوعون به وجهه الطائفي، وأيقنوا أن هدفه الحقيقي بالمنطقة هو خدمة إيران، وذلك من خلال قتال حزب الله للسوريين في سوريا نصرة للأسد، فإن حماس تواجه الآن المصير نفسه بمصر. والحقيقة أن هذا أمر واقع يلمسه اليوم من يتابع وسائل الإعلام المصرية، وتحديدا التي كان لها سابق تعاطف مع حماس من قبل، ولذا فمن المذهل ألا تتنبه حماس ومتطرفوها لذلك اليوم، وخصوصا بعد إسقاط مرسي و«الإخوان»، وتردد اسم حماس كثيرا بشكل سلبي الآن، وفي أصعب المراحل التي تمر بها مصر، سواء العمليات الإرهابية في سيناء، أو حالة القلق الأمني عموما، هذا عدا عن أن المصريين لم ينسوا بالطبع قصة هروب مساجين حزب الله وحماس من السجون بعد الثورة على مبارك، ووصولهم السريع إلى غزة، مما يعني تورط حماس الحقيقي في التآمر على أمن مصر! وعليه فإن واقع الحال يقول إن حماس غارقة بمشاكلها، داخليا وخارجيا، خصوصا أن علاقتها بإيران وحزب الله يشوبها الكثير من «الشك» بعد الثورة السورية، والآن تزيد حماس من تعميق أزمتها باللعب في النار المصرية، فمتى تتعلم حماس من أخطائها؟ ومتى تستوعب أنها باتت تدفع المصريين الآن لمناقشة أمر شديد الأهمية، وهو ضرورة أن يعيد المصريون فعليا تقييمهم لواقع الأمور في غزة، ووفقا للبعد الاستراتيجي هناك؟

 

دعم "الجيش الحر" أهمّ من الضربة

علي حماده/النهار

دخل الرئيس الاميركي باراك أوباما في معمعة عملية ديبلوماسية روسية يقدّر أنها تشكل وسيلة لكسب الوقت وإضاعة المسؤوليات، وإطالة عمر النظام في سوريا، وأدخل السوريين معه في مسار جديد سوف يواصل فيه النظام سفك دمائهم معولاً على فكرة انه لا يُطال ما دام قادراً على أن يكون نقطة تقاطع بين مصالح ايران وروسيا وإسرائيل، وبدرجة معيّنة الولايات المتحدة. ولعل المتاهة التي دخلها أوباما بقبوله "المبادرة الروسية" في شأن نزع السلاح الكيميائي في سوريا، كان ثمنها أنها جهّلت الفاعل في هجوم غوطة دمشق يوم الحادي والعشرين من آب الفائت، وحيّدت بشار الأسد، ولو موقتاً، عن أي مساءلة جدية، مع العلم أن العالم كله يجمع، أو يكاد، على أن بشار الأسد ارتكب العديد من الجرائم ضد الانسانية حسبما جاء البارحة على لسان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون، ولم يكن استخدام السلاح الكيميائي بكثافة على الغوطتين أولاها، وبالطبع لن تكون الجريمة الأخيرة.

لا جدال في أن بشار مجرم حرب بنظر السوريين والمجتمع الدولي، وهذه صفة لن تغادره حتى نهاية العمر مهما تمكّن من شراء الوقت. وما من شك في أن المعركة ضد النظام مستمرة وطويلة، بالتوازي مع العملية التفاوضية التي يقوم بها الاميركيون مع الروس حول المخزون الكيميائي، لان الانتصار الحقيقي، هو الذي سيتحقق على الأرض بأيدي السوريين، وليس عبر ضربة أميركية قد تأتي أو لا تأتي. ولذلك فإن التعويل اليوم هو على فريقين أساسيين: الثورة المقاتلة في الداخل، والدول العربية الداعمة لها بقوة، والتي يبدو أنها اتخذت قراراً استراتيجياً بدعم الثورة بكل الامكانات للانتصار في حرب تحرير مزدوجة ضد النظام والمشروع الايراني معاً. ومن هنا أهمية العودة الى الشعار الذي كنا نرفعه قبل عامين: ادعموا "الجيش الحر". فلا انتصار ممكناً من دون تقوية "الجيش الحر" ومده بسلاح نوعي يغيّر موازين القوى على الارض، عبر تحييد سلاح الطيران والدبابات من خلال أنظمة صاروخية متطورة غير مكلفة نسبياً. بناء على ما نقول، يبدو أن ثمة وعياً متزايداً في صفوف الدول الداعمة عربياً ودولياً لأهمية رفع منسوب الدعم العسكري لـ"الجيش الحر" في المرحلة المقبلة. وقد كان لافتاً بدء الأميركيين في تسليم شحنات من السلاح، بعدما سبق أن تلقى "الجيش الحر" شحنات مصدرها دول عربية داعمة، وظهر أثرها على الأرض في كل من درعا وريف حلب في الأسابيع الأخيرة.

بضربة أو من دون ضربة، النظام يضعف يوماً بعد يوم، ويتآكل. ونحن هنا لا يساورنا شك في المآل الأخير للمعركة على أرض سوريا: أن الثورة مقبلة على انتصار مهما صار. وبشار الأسد هو ماضي سوريا الأسود، ولن يكون جزءاً من مستقبلها حتى لو عقد مؤتمر "جنيف – 2" في الأسابيع المقبلة. بالامس، وفيما كنا نحضر معرضاً فوتوغرافياً عن حياة جبران تويني قبالة مبنى "النهار"، قال لي نائب وزميل دائم: "متأكدون من الانتصار على المدى البعيد، لكننا على المدى القصير ندفع الثمن غالياً".

 

مجرم. أداة. جريمة. عقاب

محمد سلام

الجريمة وقعت. ضحيتها أربعة ألاف شخص، بينهم قرابة ألف طفل، سقطوا في حلب وحماة والغوطتين بسوريا. الأداة التي استخدمت لتنفيذ جريمة الإبادة هي السلاح الكيميائي الأسدي. المجرم هو نظام بشار الأسد. مصادرة أداة الجريمة لا تعني إعفاء المجرم من العقاب.  للتبسيط نوضح أنه لا يستطيع أي شخص أن يحمل سلاحاً، يطلق منه النار فيقتل ضحايا، ثم يسلم السلاح إلى القوى الأمنية ويمارس حياته من دون عقاب.  لذلك، فإن المصفّقين لانتصار بشار الأسد المزعوم عبر ما سمي مبادرة روسية هم في الحقيقة والواقع القانوني والأخلاقي أنصار المجرم، وأنصار ثقافة إفلات المجرم من العقاب.  المجرمون هؤلاء وأنصارهم، كلهم ومن دون استثناء، ستعاقبهم الشعوب أكانوا على الأرض السورية أم على غيرها من "الأراضي".  ألم يعاقب الشعب العراقي صدام حسين وأنصاره؟  أنصار الصدّامية الذين نجوا –حتى الآن- من العقاب حماهم الأسد على الأرض السورية وعلى غيرها من الأراضي.  لذلك، فعندما سيعاقب الشعب السوري بشار وأنصاره، لن يبقى للسفاحين "أرض" تحميهم، فلا يستطيع أي نظام أن يتحمل مسؤولية حماية القتلة وأنصارهم، أكان نائياً بنفسه أم نائماً في يقظته.

 ولن يتمكن فلاديمير بوتين، مهما حاول تضليل الرأي العام، من أن يحول دون معاقبة نظام الأسد، حتى ولو نجح مع باراك أوباما في مصادرة كل السلاح الكيميائي الأسدي، الذي هو مجرد أداة إستخدمها المجرم لارتكاب جريمته.

 = يمتنع المجتمع الدولي عن دعم الثورة؟

 = ممكن.

 = لا يوجد لدى العرب مشروع متكامل للتخلص من بشار؟

 = أكيد.

ولكن هل سأل أحد الشعب السوري العظيم فعلاً، لا قولاً، عما إذا كان سيصفح عن قاتل أكثر من 120 ألف سوري، ومهجّر أكثر من خمسة ملايين سوري، ومدمّر أكثر من 200 مسجد ومعبد؟  وهل سأل أحد الشعوب العربية التي اضطهدها نظام الأسد عما إذا كانت ستصفح عن جلاديه الذين تعرفهم بالإسم؟ أي حكومة عربية ستكون قادرة على منع مواطنيها الذين اضهدهم نظام الأسد من الانتقام من جلادي الأسد إذا شوهدوا في شوارع ومقاهي ومطاعم وفنادق ومسابح ومرابع مدنها؟  الضربة، سواء حصلت أم لا، هي مجرد تفصيل في صراع أنظمة مع نظام متمرد على الشرعية الدولية.  حتى لو وقّع بشار على اتفاقية حظر أسلحة الدمار الشامل. وحتى لو سلّم كل هذه الأسلحة للمجتمع الدولي. وحتى لو دمّر المجتمع الدولي أسلحة الدمار الأسدي، فإن نظام بشار لن يفلت من العقاب الذي سيفرضه الشعب السوري.  الأسدية سيعاقبها السوريون العلويون. هم سيتخلصون منها. هم أول المستفيدين من التخلص منها. المجلس الأعلى للطائفة العلوية يعلم أن البقاء مع الأسدية يعني وراثة عداوة كل السوريين له. ويعلم أن التخلص من الأسدية هو أساس إنهاء العداوة مع الشعب السوري.  العلويون السوريون يعلمون أنهم لن يتمكنوا من العيش في دويلتهم، حتى تحت الحماية المباشرة الروسية أوغير الروسية، إذا لم ينهوا عداوتهم مع المحيط السوري، وتحديداً مع المحيط السنّي.  لذلك، فإن العلويين هم الذين سيعاقبون بشار وينهون الأسدية. هذه هي طريقهم الوحيدة لعدم وراثة العداوة. بل هذه هي أقصر الطرق لإنهاء العنف في سوريا.  حلقة الألف جلاد أسدي سيقضي عليها من يحمل جرح إضطهادهم له، لأبيه، لأخيه، لولده، لأمه، لأخته، لزوجته، لأرضه، لعرضه، لبيته، سواء على الأرض السورية أم على غيرها من الأراضي العربية.   حملة جرح الاضطهاد الأسدي يقدرون بمئات الآلاف، من دون أي مبالغة في التقدير، هؤلاء جميعهم يعرفون جلادي أحبتهم بالإسم والعنوان ورقم الهاتف ونوع السيارة ولونها. يعرفون من خطف أحبتهم ولم يعدهم. يعرفون من قتل أحبتهم تفجيراً بحيث لم يبق منهم ما يمكن دفنه. يعرفون من اعتدى على أعراضهم ... وينتظرون ... وينتظرون ... وينتظرون.  هذه حتمية تاريخية ستحصل، ولا توجد قوة على الأرض تستطيع منعها. أليس هذا ما فعله الشعب الفرنسي بعملاء النازية من الفرنسيين؟  حتى شارل ديغول بثقله الوطني-التحريري لم يستطع منع الثأر من عملاء النازية الفرنسيين إلا بعدما شرّع قانون عقوبات يدينهم، بحيث تولى القضاء الفرنسي محاكمتهم وإدانتهم وتنفيذ العقاب بهم، ومن دون المرور بمسخرة "العفو العام."   العرب قادرون على القيام بمثل ما فعله شارل ديغول. أي معاقبة جلادي الأسد كي لا تعاقبهم الشعوب؟  بعض كبار العرب قد يستوعبون الثأر بقوننة الملاحقة وفرض العقاب.  أما الصغار فغير قادرين على ذلك لأن جلادي الأسد، في سوريا وغير سوريا، هم جزء من السلطة الفاسدة. هنا تكمن المشكلة. فهل من يراها، ويعد لها علاجاً فعلياً يتجاوز فساد السلطات قبل أن تفلت من عقالها كحرائق الأحراج التي يقال أنها "مفتعلة ومدبرة!؟

 

نديم الجميل في الذكرى 31 لاستشهاد والده: لا إكراه في الوطن ولنتحاور دون تهديد ووعيد

وطنية - أحيت "مؤسسة بشير الجميل" وعائلة الرئيس الشهيد الذكرى الحادية والثلاثين لاستشهاده، في قداس اقيم في كنيسة مار مخايل في بكفيا، في حضور الرئيس امين الجميل وعقيلته جويس، أرملة الرئيس الشهيد صولانج وولديها النائب نديم الجميل وشقيقته يمنى، النواب: سامي الجميل، جان اوغاسبيان، روبير غانم، ستريدا جعجع، فادي الهبر، ايلي ماروني، سيرج طور سركسيان، عاطف مجدلاني، بيار دكاش، سامر سعادة، الوزيرين السابقين ابراهيم نجار وكريم بقرادوني، رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض، رئيس "حركة التغيير" ايلي محفوض، نائبي رئيس حزب "الكتائب" سمعان قزي وشاكر عون، اعضاء المكتب السياسي الكتائبي، وشخصيات رسمية وسياسية وحزبية وروحية وحشد من الاصدقاء والمحازبين. ترأس القداس الاب جورج الجلخ، الذي القى عظة تناول فيها معنى شهادة الرئيس بشير الجميل ورفاقه في يوم عيد الصليب، مشيرا الى ان "الصليب اصبح لنا نحن المسيحيين جسر عبور الى حياة ابدية لا موت فيها، وجسر تواصل دائم بين الله والانسان وبين الانسان اخيه الانسان". وقال: "ان استشهاد الرئيس بشير الجميل ورفاقه في عيد الصليب المقدس لم يكن صدفة بل شهادة ايمان ومحبة ورجاء. حمل صليب لبنان ال 10452 كلم2 بكل فئاته وطوائفه ومذاهبة ومشى قائدا في الطليعة وسعى منذ اليوم الاول الى لم الشمل". وختم: "الرئيس بشير اصبح على مساحة الوطن رمز تلاق وحوار وحرية وسيادة، فلنحطم كل الحواجز التي تفرقنا ونلاقي بعضنا بعضا على مبادىء بشير الجميل الوطنية. صلاتي ان نلتقي بالقداس في 14 ايلول 2014 وقد تحقق شيء من حلم بشير لنؤمن مستقبلا باهرا للبناننا".

الجميل

وبعد القداس القى النائب نديم الجميل في باحة الكنيسة كلمة قال فيها: "من كرمته القلوب والعقول واستوطن الآمال والأحلام، في 23 آب 2013، كرمه "لبنان الرسمي" ولو بعد حين. ولو بعد ثلاثة عقود".

أضاف "فيا كل الشهداء، ويا رفاق بشير، هذا التكريم كان لكم، ولم يزل اعترافا بقضيتكم وبتضحياتكم، ويبقى أن تتحقق أحلامكم". وتابع "أراد لبنان الرسمي أن يكون في حضرتكم، يقرع معكم أجراس المجد، إن بقي وصمد وانتصر لبنان، فالفضل لكم، وهواليوم شاهد على ذلك، حقا انتم أكبر من أي تكريم". وذكر "بالأمس أطلق إسم الرئيس بشير الجميل على شارع في ساحة الشهداء في وسط البلد، "البلد"، تسمية تختصر الوطن. "البلد" احتمى بشهدائه، وفي اختيارالموقع رمزية ما بعدها رمزية: إنها ساحة الشهداء، شهداء الإستقلال الأول، إنها ساحة نضال، نضال الكتائب ومؤسسها بيارالجميل. إنهاأحداث تأسيسية للبنان الجمهورية".

وأشار "في المكان عينه، شهيد آخر للقضية نفسها، بإعادة لرسم صيغة الوطن، فالعقد الجماعي الجديد هو أيضا بحاجة لشهدائه. شهداء قضيتهم "لبنان أولا، إنها أيضا ساحة حدث تأسيسي آخر للجمهورية، انها الساحة المليونية التي أخرجت الجيش السوري من لبنان، ساحة شعب صرخ يوما: "حريه، سيادة، إستقلال".

ورأى أن "على هذا التقاطع اللبناني- اللبناني، شهد واستشهد البشير. نهر جارف عابر للتاريخ. طوفان شعب، مسيرة حرية ومجد أرادت أن ترتاح، أن تتوقف للحظة على هذه الدرب: إنها مسيرة بشيرالجميل، مرت واستمرت واستقرت". وخاطب الحضور "أيهااللبنانيون، أيتها اللبنانيات. "الأمر للجمهورية" صرخة أطلقها بشير، اختصر نضاله ومشروعه بكلمة واحدة "الجمهورية". لهذاالسبب استشهد… لهذا السبب انتصر. المقاومةاللبنانية كانت الأقوى. عسكر، مخابرات، إعلام،مالية، موارد، وعلاقات خارجية، لكن بشير وفى بقسمه، وأخذ الجميع الى الجمهورية". وقال: "عندماأرادوا لبنان 10452 جمهورية، أرادها بشير جمهورية الـ10452 كلم مربع، أراد أن يكون "الأمر" للجمهورية حصريا، فيما كان المخطط يومها تفكيك لبنان، تفكيك الدولة، تفكيك الوطن. للأسف، هذا ما يحدث اليوم. الأمر للجمهورية هو حلم بشير ووصيته"، سائلا "فهل من يتعظ قبل الإنهيار الكبير؟". أضاف "أيهااللبنانيون، أيتها اللبنانيات، الأمر للجمهورية حتى لا يدفع الوطن مرة جديدة ثمن حروب الآخرين على أرضه،أو حروب بعض اللبنانيين على أرض الآخرين. الأمر للجمهورية حتى نحرر الحياة السياسية من الابتزاز الدائم، من أجل حياة ديمقراطية وبرلمانية حرة، تسمح بتشكيل حكومة فاعلة ومتجانسة، وبانتخابات نيابية تؤمن تداول السلطة. الأمر للجمهورية حتى لا يتمدد الفراغ من مؤسسةالى أخرى، ويصل الى موقع رئاسة الجمهورية. الأمر للجمهورية حتى لا تصادر طائفة أوحزب أوعشيرة الوطن، وتتحكم بمصيره، حتى لا يكون أمن لبنان بالتراضي، حتى لا يكون لبنان كله محسوبيات قضائية، ومحسوبيات أمني

 

قداس تكريمي لشهداء المقاومة اللبنانية في كنيسة سيدة إيليج ميفوق

وطنية - جبيل - أقامت رابطة سيدة إيليج، لمناسبة عيد ارتفاع الصليب، قداسها السنوي تكريما لراحة أنفس "شهداء المقاومة اللبنانية"، تحت شعار "كل شبر بنذر"، في كنيسة سيدة إيليج سلطانة الشهداء ميفوق- القطارة، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وترأس الذبيحة الالهية الاب ميشال عبدو، ممثلا الراعي، عاونه فيها الاب جوزف الدكاش، وخدمته جوقة سيدة لورد برقاشا.

حضر القداس عضو كتلة "الكتائب" النائب سامر سعادة، عضو الرابطة المارونية طلال الدويهي، مفوض البترون في "حزب الوطنيين الاحرار" روبير حلبي، القيادي في "التيار الوطني الحر" الدكتور ناجي حايك، حنا عتيق، رئيس رابطة سيدة إيليج ميلاد عساف والاعضاء، وحشد من أهالي الشهداء، ومؤمنين. بعد الانجيل المقدس، القى الاب عبدو عظة قال فيها: "إننا موجودون في هذا المكان لاننا حاملون يسوع في قلوبنا، وشعلة الايمان المسيحي، ونحن مدعوون من أجل عيش الذي مات من أجله الشهداء، ونحن موجودون على أرض لبنان والكنيسة المروية بدماء الشهداء، ونسأل لماذا ماتوا؟ وهل ذهب دمهم هباء؟ نقول كلا لانهم سقطوا من أجل الدفاع عن أرض تجذرنا بها". أضاف: "من هنا بدأت المسيحية، ولم نأت من الخارج الى الشرق، ولا شرق من دون مسيحية، ولا نستطيع السكوت عن 36 مليون متر أرض بيعت منذ العام 2007 لغاية اليوم، وعن مؤامرة تحضر لنا، نحن أهل الوفاء للشهداء الذين حملوا صليبهم ومشوا على درب الجلجلة، وماتوا مع المسيح".

بطرس

وألقت ماري بطرس كلمة باسم رابطة سيدة إيليج، قالت فيها: "يوم نادت الارض تئن من وجع وخوف، لبى نداءها المسيحيون، قرعت الاجراس، غصت ساحات الكنائس بالرجال والنساء والشيوخ، ونفض الكبار غبار البنادق العتيقة، ومن ليس له ابتياع ما تيسر، سقطوا في ساحات الشرف بالآلاف ليصونوا بدمائهم أرض الاجداد المنذورة للحرية، ومن دموع امهاتهم صار لكل شبر من الارض نذر".

أضافت "لبنان أرض العذراء والبطاركة العظماء: حجولا، العمشيتي، الدويهي، الحويك. أرض شربل، رفقا، نعمة الله نعمة، والكبوشي. أرض بشير والشهداء والمعوقين والمقاومين، أرض الشهادة لحضور الرب في هذا الشرق الضائع،، لم تسقط بالحديد والنار طوال مئات السينن، لتباع اليوم على يد سماسرة السياسة والمال من اولئك الطماعين المتخاذلين على قلة إيمان، على أن لبنان لم يعد لنا".

وتابعت "ليس على سياسيين قزموا التطلعات، وأبادوا الطموحات، تلهوا بالقشور والقصور، بينما الارض تزحل من بين أقدامهم، والشباب يرحل يأسا من صراعاتهم التي لا نهاية لها، لا على أرقام واعداد تختزل الوجود، منذ كنا متحررين من هذا الخوف، فوجودنا كان وسيبقى في الدور والرسالة والشهادة، ولا على دول ومرجعيات خارجية تنهش بادوات داخلية من شعار لبنان أولا، الذي يبقى بالنسبة لنا فعل التزام ومرتجى حتى النهاية، دولة ومؤسسات وسيادة، اتكالنا، رجاؤنا. صمودنا يأتي من هنا، من نبع الحياة والقيم، من مذبح الفداء والرجاء، ومن قلب الكنيسة التي لم ولن تقوى عليها قوات الجحيم".

وأردفت "لذلك نقول لكل العابرين الى هنا، أرض العذراء والبطاركة والشهداء، إخلعوا نعالكم وتطهروا، المكان وساكنوه مقدسون مباركون، أرقى من الغايات والسياسات الضيقة، ولا تليق بحضورهم، وأمام قبورهم، الا الصلوات، وشموع المحبة والغفران". وختمت "أيها المقاومون، من كل الاجيال والحقبات، حرب وسلام حرية وسجون، يا مشاريع الشهادة الدائمة الصابرين المقدامين، غير الملوثين بسلبيات المال والسلطة، يا نبع الطاقات والتضحيات الذي لا ينضب، رغم ما قاسيتم من التجارب المرة وخيبات الامل، وموت الاحلام وقلة الوفاء، لم يكن فيكم أي عقدة إنتماء، جميعنا ننتمي الى الخط النضالي للكنيسة في لبنان، هي الثابت والباقون زائلون".

وفي الختام، انطلقت مسيرة صلاة الى المدافن، حيث وضعت اكاليل من الزهر على أضرحة الشهداء، وجرى تقديم درع رابطة سيدة إيليج الفخرية للسيدة فيفيان صليبا داغر.

 

كيف سيتأثر لبنان برياح التسوية الدولية؟

ريتا صفير- علي منتش/النهار

مع إندفاع المسار السياسي للأزمة السورية، ترتسم أكثر من علامة إستفهام حول قدرة الجانبين الأميركي والروسي على الخروج بحل متكامل للأزمة بعد إنكفاء حظوظ الضربة العسكرية، وحول مدى شمول التسوية ملفات ساخنة في المنطقة، بينها لبنان. يرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية غسان العزي ان "التوقعات تؤشر الى مسار سياسي طويل ستنتهجه الاطراف، قد يبدأ من الإجراءات التقنية المعقدة التي ستلي الموافقة على معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية، غير ان الامر لن يوقف العمليات العسكرية مع سعي الاطراف الى تحقيق مكاسب على الارض تساعدها في تحسين شروطها". في اي حال، تبدو، ومن وجهة نظر العز،ي ان الأمور ذاهبة الى مسار تفاوضي تعددي ضمنه " جنيف 2"، " ما قد يفتح الباب على ملفات اخرى كالملف التفاوضي الايراني والمفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية، من هنا اهمية ان يكون لبنان جزءاً من الحل، فيكون حاضرا في جنيف." من جهته، يقول عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ياسين جابر ان "لبنان سيستفيد بالتأكيد من اي حل سياسي في سوريا، ذلك ان تداعيات الأزمة السورية أثّرت بشكل مستمر على الأوضاع الأمنية والإقتصادية والسياسية في لبنان". وفي رأي جابر، "هناك بداية تبلور لتسوية كبرى في المنطقة لا تطال السلاح الكيميائي في سوريا فقط، بل تتعدى ذلك الى امور كثيرة، اذا لم يكتف الطرفان الروسي والاميركي بالتعبير عن توافقهما في الكلام، ومن الطبيعي ان توصلنا مثل هذه التسوية الى حلحلة الوضع اللبناني". ويشدد على ضرورة تأمين "مظلة سياسية تتمثل في حكومة نكون من خلالها حاضرين لأي طارئ قد يحصل ". ولا ينفي ولا يؤكد إحتمال حصول اي تطورات امنية في لبنان تزامناً مع حديث التسوية، فـ"الاتفاق الاميركي الروسي حصل بعد تصعيد هائل، كذلك وُقعت تسوية الدوحة بعد وصول الأمور الى حافة الإنفجار، واليوم نحن على أبواب تسوية مفترضة، ومن غير الممكن توقع ما سيحدث خصوصاً لجهة تحسين شروط الاطراف التفاوضية، لكن الواضح ان الغرب يركز اليوم على موضوع التخوف من الارهاب، ومن يتابع الصحافة الغربية سيلاحظ هذا الامر".

عضو "كتلة المستقبل" النائب أحمد فتفت يعتبر ان "إحتمالات التسوية هي نفسها إحتمالات استمرار الوضع على ما هو عليه، ولبنان سيتأثر في كلا الحالين". ويرى ان التركيز اليوم من قبل المجتمع الدولي "هو على سوريا، ولبنان لم يعد اساسياً في الاهتمام الغربي، وتالياً فان التسوية في سوريا قد تؤثر بشكل ايجابي على لبنان في حال كانت واقعية، وبشكل سلبي اذا كانت مجرد حديث اعلامي لا يترجم على الارض".

ورداً على سؤال حول التخوف من عودة التفجيرات الى لبنان في الفترة الفاصلة عن تكريس اي تسوية؟ يجيب فتفت: "لا نستطيع التوقع في هذه المسألة المرتبطة والمرهونة بتفكير النظام السوري، واضع التفجيرات في الضاحية وطرابلس، فاذا وجد النظام السوري مصلحة في توتير الوضع في لبنان فسيفعل ذلك بالتأكيد". ويتوقع ان "تشمل التسوية في حال حصولها موضوع "حزب الله" وسلاحه، والاخير سيلتزم بها طبعاً في حال الموافقة الايرانية، اذ ان ايران تستطيع عرقلة اي تسوية في المنطقة وخاصة في ظل تقاطع المصالح بينها وبين روسيا". ضبابية القراءة هي السمة التي تطبع حتى الآن الارتدادات المحتملة للاتفاق الروسي-الاميركية على المشهدين الميداني والسياسي في سوريا ولبنان والمنطقة، في ظل توقعين، احدهما استمرار الستاتيكو الحربي السوري وانعكاساته، والآخر الانتقال الى ضفة التسويات السياسية الصعبة للملفات

 

لبنان يملأ «الوقت الضائع» بمبادرات... «مناورات»

بيروت - «الراي/على قاعدة «اذا أردتَ ان تعرف ماذا سيحصل في لبنان عليك ان تعرف ماذا سيجري في سورية»، تمدّدت وضعية التريّث الذي اتخذتها بيروت ابان مرحلة الضربة العسكرية التي كانت متوقعة للنظام السوري الى مرحلة «اللا ضربة» وما يواكبها من جهود أمْلتها «ديبلوماسية العصا الغليظة» التي أحدثت اختراقات مهمة على خط «الكيماوي السوري» نتيجة عودة «الكيمياء» السياسية بين واشنطن وموسكو حيال الملف السوري.

وفيما كان العالم يشيد بالتوافق الاميركي - الروسي على آلية للتخلص من «الكيماوي» السوري يفترض أن يرافقها عمل من أجل انعقاد مؤتمر «جنيف 2»، بقيت بيروت غارقة في مبادرات سياسية - تتناول واقعها السياسي المأزوم - هي في الحقيقة أقرب الى «المناورات» بانتظار حلول لن تأتي الا مع انقشاع الرؤية كلياً في الأزمة السورية، ولن تكون الا ترجمةً لموازين القوى التي سيعكسها مسار هذه الأزمة ولاسيما اذا سلك منحى انفراجياً بدفع من «القاطرة» الروسية - الاميركية. وفي ما بدا ملاقاةً للمناخ الجديد الذي يسود الملف السوري، ورغم عدم اتضاح حجم التوافق بين الولايات المتحدة وروسيا عليه وموقف الدول الاقليمية من هذا التوافق الذي رفضه بشدّة «الجيش السوري الحر»، عاودت بيروت إدارة محركات التواصل الداخلي بعد فترة من المراوحة الكاملة التي رافقتها تفجيرات ارهابية في الضاحية الجنوبية وطرابلس تصدّر معها الوضع الأمني واجهة الاهتمام.

وبدا «هدير» المبادرات السياسية اقوى من كل التقارير ما من الموقف العلني لرئيس هيئة أركان «الجيش السوري الحر» اللواء سليم إدريس الذي اعلن ان «معلوماتنا تشير إلى أن النظام السوري يقوم حاليا بنقل المواد والأسلحة الكيماوية إلى لبنان والعراق، ولدينا مخاوف من استخدام هذه الأسلحة ضدنا بعد انتهاء مهمة الأمم المتحدة في سورية»، وهو الكلام الذي لم يجد اي ردّ عليه في بيروت التي ادارت له «الأذن الصماء».

وفي هذه الأثناء شخصت الانظار على قرار رئيس البرلمان نبيه بري بتسويق المبادرة التي اطلقها قبل نحو اسبوعين وتقوم على معاودة الحوار الوطني على ان تكون الحكومة وبيانها الوزاري بنداً اول من ضمن سلّة تشتمل على الاستراتيجية الدفاعية، كما على تفاعلات التوضيحات التي اطلقها رئيس الجمهورية ميشال سليمان عن «إعلان بعبدا» (نص على تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية ولاسيما الازمة السورية) واعلانه الفصل بين هذا الاعلان وبين سلاح «حزب الله» الذي يُبحث ضمن «الاستراتيجية الوطنية للدفاع» التي تناقشها هيئة الحوار الوطني المعلّق عملها منذ اشهر.

واذا كان تفعيل مبادرة بري وتوضيحات سليمان تصبّ في خانة محاولات تسهيل ولادة الحكومة الجديدة في لبنان، فان ما يرافق هذين التطورين يعكس في الواقع انهما لا يتجاوزان اطار ملء الوقت الضائع الفاصل عن اتضاح الخيط الأبيض من الاسود في الأزمة السورية.

فمبادرة بري الذي يجول وفد من كتلته البرلمانية على القادة السياسين شارحا حقيقة مضمونها تصطدم في واقع الحال بنقطتين: الاولى استمرار اعتراض قوى 14 آذار عليها باعتبار انها تشكل ولاسيما في البند الاول المتعلق بمناقشة موضوع الحكومة وبيانها الوزاري تجاوزاً لصلاحيات رئاستيْ الجمهورية والحكومة، والثاني اعتبار اوساط رئيس الجمهورية كما فريق 14 آذار ان «اعلان بعبدا» يجب ان يشكل نقطة انطلاق أي مبادرة في لبنان.

اما في ما خص «إعلان بعبدا» وتأثيراته المحتملة على ملف الحكومة، فبدا واضحاً انه بصرف النظر عما اذا كانت توضيحات رئيس الجمهورية حول سلاح «حزب الله» ومرجعية بحثه هدفت الى تأمين «ممر عبور» الى بيان وزاري للحكومة الجديدة يمكن ان يتوافق عليه طرفا الصراع اي قوى 8 و 14 آذار، فان لب المشكلة في أزمة تشكيل الحكومة يتجاوز معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» التي ترفضها قوى 14 آذار ولا تقبل بإدراجها في البيان الوزاري لأي حكومة ويبقى متمحوراً حول التوازنات في الحكومة في ظل تمسك فريق 8 آذار بالحصول على الثلث المعطّل.

وفي حين تشخص الانظار الى المبادرة التي يعتزم رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي اطلاقها الأسبوع الطالع حول الوضع الداخلي على وقع اعلانه «ان المشكلة هي ان كلاً من فريقيْ 8 و14 آذار يراهنان على تطورات الأزمة السورية، وان لا مجال لتعويم الحكومة المستقيلة بأي شكل»، تبقى حركة اللجنة التي شكّلها الرئيس بري لتسويق مبادرته محور اهتمام ولاسيما انها قادت الى تواصل بينها وبين الرئيس سعد الحريري الذي أحالها على رئيس «كتلة المستقبل» البرلمانية فؤاد السنيورة الذي تلتقيه اللجنة غداً في اطار جولتها التي كانت شملت الجمعة سليمان وميقاتي والرئيس المكلف تمام سلام.

وكانت تقارير نقلت عن مصادر مطلعة على لقاء سليمان مع وفد بري، أن رئيس الجمهورية رحّب بهذه المبادرة، لكنه أبلغ الوفد بأن «إعلان بعبدا» الذي حظي بتوافق الأفرقاء السياسيين وبات الجميع يقرّ به، هو ما يجب أن يشكل نقطة انطلاق أي مبادرة في لبنان، مذكّراً بأهميته وبضرورة السير به، مشيرة إلى أنه (أي سليمان) أبدى تشجيعاً للمناخات الحوارية التي من شأنها حفظ الأمن والاستقرار ومعالجة الملفات العالقة.

وتبعاً لذلك، بدا شبه مستحيل تحقيق اي اختراق في الملف الحكومي قبل سفر رئيس الجمهورية المرتقب في 22 سبتمبر الجاري إلى نيويورك حيث يترأس وفد لبنان الى الجمعية العامة للامم المتحدة كما الى المؤتمر الدولي لدعم لبنان الذي ينعقد على هامشها، من دون اتضاح اذا كان سليمان سيعقد اي لقاء مع الرئيس الأميركي باراك أوباما رغم امكانية حصول مثل هذا الاجتماع على هامش الغداء أو العشاء الذي يقيمه الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون على شرف المشاركين في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفي هذه الأثناء، واصل «حزب الله» هجومه على قوى 14 آذار التي اتهمها الوزير حسين الحاج حسن بانها «تتحدث من خلال التعليمات التي تأتيها من الخارج ومن خلال ما يأتيها من ايحاءات واوامر»، وقال: «لبنان يحتاج الى الاسراع في تشكيل حكومة جامعة لكل اللبنانيين وفق احجامهم التمثيلية في مجلس النواب، ويحتاج الى نزع الهيمنة من الخارج على قرار فريق الرابع عشر من اذار وان كان هذا الفريق قد أدمن على تلقي الاوامر من الخارج سواء من جهات اقليمية او جهات دولية، ونرى ان تعطيل الحكومة سببه الاساس ان الرعاة الاقليميين لهذا الفريق لم يقرروا حتى الان ان يسمحوا له بالمساهمة في حلحلة العقد امام تشكيل هذه الحكومة لان هؤلاء الرعاة ما زالوا يسعون ويراهنون على ان يغيروا المعادلة في المنطقة».

 

اليونيفيل»: عازمون على حفظ الأمن جنوباً رغم الوضع الحسّاس في المنطقة 

بيروت - «الراي/أبلغ القائد العام لقوة «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان اللواء باول سيرا الى رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي «التزام اليونيفيل وتصميمها على مواصلة المهام المنوطة بها لضمان أن يتم الحفاظ على الأمن والإستقرار القائم حتى الآن في جنوب لبنان في هذا الوقت الحساس جدا الذي تمر به المنطقة ». وكان ميقاتي التقى سيرا في اجتماع تخلله مناقشة القضايا المتعلقة بتنفيذ ولاية اليونيفيل بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701 والوضع في منطقة عمليات القوة الدولية في جنوب لبنان مع التركيز بشكل خاص على التعاون بين اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية». واكد سيرا ان «الشراكة القوية والاستراتيجية التي يواصل الجيش اللبناني إظهارها مع اليونيفيل لا تزال الدعامة الأساسية لنجاح البعثة المستمر على الأرض ».

 

حرب: بيان الرئيس يمنع "حزب الله" من التلطي خلف اصبعه

 المستقبل/إعتبر النائب بطرس حرب، أن "البلد يرزح تحت أزمة كبيرة خاصة واننا متجهون الى استحقاق الانتخابات الرئاسية الجمهورية المهددة بالفراغ في ظل الظروف الراهنة"، لافتا إلى أنه "لا يمكن أن تشكل حكومة وهناك فريق يشارك في الأحداث السورية". ورأى أن "مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري لم تتضمن اعلان بعبدا لأن حزب الله يعتبر انه ولد ميتا". وأعلن رفضه "تخيير اللبنانيين بين الرئيس السوري بشار الأسد والتكفريين"، لافتاً إلى أن بيان رئيس الجمهورية التوضيحي يمنع "حزب الله" من التلطي خلف اصبعه. وأكد حرب في حديث الى برنامج "اليوم السابع" من صوت لبنان امس، أن "الرئيس بري يطرح مبادرة وليس مشروعا متكاملا وهو يبحث عن كيفية الخروج من الأزمة في لبنان". وحول البيان التوضيحي الذي صدر عن رئاسة الجمهورية حول اعلان بعبدا، رأى أن "صدقية رئيس الجمهورية ميشال سليمان وضعت على المحك بعد كلام النائب محمد رعد الذي اعتبر فيه "ان إعلان بعبدا ولد ميتا، ما إضطر الرئيس أن يوضح للرأي العام أن ما طرحه حقيقي ويعبر عما جرى في إحدى جلسات الحوار الوطني"، لافتا إلى "أن بيان الرئاسة يوضح الواقع ويمنع حزب الله من التلطي خلف إصبعه، اذ لا يمكن إعتماد مبادرة بري كبديل عن صلاحيات رئيسي الجمهورية والحكومة". وفي الملف الحكومي، لفت إلى أن "تشكيلة 8-8-8 تخالف تطلعات قوى 14 آذار في الحكومة على الرغم من أنها أبدت انفتاحها على الموضوع"، معتبرا أن "موقف 8 آذار الذي يقوده حزب الله هو الذي يؤخر تشكيل الحكومة". ودعا الى "عدم ربط ملف الحكومة بالضربة الأميركية على سوريا بخاصة وان لا مفر من تشكيلها لا سيما وان الحكومة الحالية غير قادرة على الاستمرار"، مؤكدا أن "الحكومة ستشكل عاجلا أم آجلا ورئيس الجمهورية لن ينتظر قرب إنتهاء ولايته لإعلان تشكيل حكومة جديدة وهو سيتحمل مسؤولياته في هذا الأمر بالتوافق مع رئيس الحكومة المكلف تمام سلام". وشدد على "أنه من غير الجائز أن يكون خيار اللبنانيين بين الرئيس السوري بشار الأسد والتكفريين"، مؤكدا "أن قوى الرابع عشر من آذار مع الثورة السورية والشعب وحقوقه الديموقراطية وضد التكفريين وضد إبدال ديكتاتورية شخصية بديكتاتورية عقائدية دينية". وفي ما يتعلق بالشأن السوري وامكان توجيه ضربة أميركية، لفت الى "ان الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يتحل بالشجاعة وروح القيادة في هذه المرحلة"، معتبرا "أن ما شجع التكفيريين على دخول سوريا هو التخاذل الدولي بدعم الثورة السورية الذي حول الصراع من ثورة إلى إقتتال داخلي بين السنة والشيعة ومن قضية سياسية وطنية إلى صراع بين مذهبين ضد الشعب السوري".

 

النائب خالد ضاهر: نحن أمة تواجه الكفر والظلم وتعمل من أجل السلام

وطنية - أصدر الشاعر محمد الحسن قرصا مدمجا بعنوان "سلام لمصر والشام" في حي المراحات في عكار العتيقة، خلال احتفال حضره النائب خالد ضاهر، عضو المكتب السياسي ل "تيار المستقبل" محمد المراد، مسؤول الجماعة الاسلامية في عكار العتيقة الشيخ محمد خليل، شقيق الشيخ أحمد عبدالواحد الشيخ علاء عبدالواحد وحشد من الفاعليات التربوية والثقافية.

بداية آيات من الذكر الحكيم للشيخ أحمد الزعبي، ثم كانت كلمة للشيخ محمود كنج وأخرى للشيخ محمد خليل باسم الجماعة الاسلامية نوهتا بعمل الشاعر حسن، ودعتا الى "رص الصفوف ونصرة الشعب السوري".

ثم ألقى المراد كلمة سأل فيها: "لماذا أحيل ملف دارفور الى المحكمة الجنائية الدولية على الرغم من أهميته، ولكن ليس على القدر في الخطورة من الجرائم التي ترتكب يوميا في سوريا على يد النظام بأنواع متعددة من جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب وإبادة جماعية، فالكيماوي هو بحد ذاته جريمة ابادة جماعية وضد الانسانية وجريمة حرب. يعني يجب أن يحال بشار الأسد الى المحكمة الجنائية الدولية ليس بجريمة واحدة بل بجرائم متعددة، وكل هذه الجرائم وأكثر من مئة ألف قتيل بينهم تسعة آلاف طفل يسقطون لا أحد يحرك ساكنا. ملف دارفور يحال الى مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية بموجب قرار صادر عن مجلس الأمن لمحاكمة المخلين، كنت أتمنى على الأمين العام عندما وصف ارتكابات بشار الأسد بالجرائم ضد الانسانية أن يقول كلمته".

تابع: "من ربط مصيره بنظام بشار الأسد لا أعتقد أن مصيره سيختلف عن مصير بشار الأسد طالما هذه هي قناعاته وسلوكه العام، واكبر دليل على الدفاع عن نظام الأسد هو قرار حزب الله بالقتال الى جانب الأسد ويرسل مقاتليه الى سوريا ولم يخجل نصرالله من ذلك. ومن أجل الالتفاف على كل ذلك ومن أجل القول أن هناك إعلان اسمه إعلان بعبدا يمنعك من إرسال جيشك الى سوريا، بكل وقاحة نجد رئيس كتلة حزب الله يقول أنه حبر على ورق، ونسمع سياسي آخر يقول أنه ليس هناك من حبر وليس هناك من ورق وليس هناك من اتفاق واعلان، لنرى أن غبطة البطريرك يكذب هذا الكلام ويسقط مقولة هذا السياسي عندما تحدث عن البنود المتفق عليها ومنها مسألة الحياد وعدم التدخل بالشؤون الخارجية، وكذلك الرئيس ميقاتي وفخامة الرئيس يؤكد أن هناك تسجيلات". وختم: "ما نلمسه أن هذا الفريق يقول كلمته ويتراجع، يكتب بخط يده ويتنصل كما فعل سابقا في اتفاق الدوحة".

بدوره ألقى ضاهر كلمة قال فيها: "شاهدتم في الأيام الماضية ما جرى في الغوطة الشرقية من قتل للأطفال والنساء والشيوخ في حرب ابادة على أهل الشام ، وشاهدتم حرب الابادة على أهل الايمان من خلال السيارات المفخخة التي ضربت مسجد السلام والتقوى في طرابلس لقتل المؤمنين والمصلين، نحن أمة تواجه الكفر والظلم والطغيان وتعمل من أجل السلام".

أضاف: "نسمع بهدم المساجد في سوريا، مساجد الصحابة، مسجد خالد بن الوليد في حمص والمساجد العمرية ونرى الاعتداء على المساجد في لبنان وفي طرابلس والاعتداء على العلماء كما حصل في بيروت عندما تمت إهانة بعض العلماء، وكل هذه الأمور تصب في اطار واحد، إسكات صوت الحق فينا وتدمير أمتنا". وقال: "نرى أن هناك شبكة اغتيالات تضم شبيحة من بعض المشايخ وأئمة يتعاملون مع علي مملوك ليرسلوا السيارات المفخخة الى لبنان لقتل المصلين، ولله الحمد تم كشف هؤلاء المتسترين بالدين - أعداء الدين الذين يعملون لمصالح أعداء الاسلام، فنحن نواجه في كل مكان للحفاظ على الهوية القومية والاسلامية، نواجه كل من يريد العبث بهذه الأمة وأمنها ودينها، لذلك علينا أن نؤكد الثوابت أننا مع الحق". وختم ضاهر: "لن تنجح كل الصواريخ في النيل منا ولي ذراعنا وإضعافنا وإسكاتنا، فنحن أمة قوية بايمانها وثباتها، لذلك مطلوب منا في لبنان أن نتمسك بحقنا وندافع عن بلدنا، ونستنفر طاقة كل فرد في هذا البلد لأن المجرم يريد قتلنا جميعا واضعاف دولتنا ومؤسساتنا وإسكات صوتنا، ونحن مصرون على حقنا لأننا الأقوى في هذا البلد".

وبارك للشاعر إصداره الجديد.

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت: مبادرات بري فيها طعن باساس النظام اللبناني رئيس الجمهورية هو الوحيد المؤهل للحوار ووضع جدول اعماله

وطنية - شدد عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت على "ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان هو الشخص الوحيد المؤهل للحوار ووضع جدول اعماله، لانه يتمتع بالصدقية والتزامات". وعلق في حديث الى تلفزيون "المستقبل" على كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري في احياء ذكرى تغييب الامام موسى الصدر، وقال: "نحن لا نرى مبادرة فعلية في كلام بري، لان هناك سلسلة افكار تمس بصلاحيات رئيس الجمهورية والرئيس المكلف (تمام سلام)، وبصلاحيات مجلس الوزراء ومجلس النواب وصولا الى التعدي على القرار 1701". اضاف: "ان ام يكن هناك تغيير جدي بكلام بري والتزام مسبق باعلان بعبدا وب "1701" وبكل الصلاحيات لا يكون هناك اساس لهذه المبادرة بل تكون مناورة سياسية كما اسميناها في المرحلة الاولى. اعتقد ان بري اراد دفع الامور في اتجاه مؤتمر تأسيسي اكثر منه لحوار حقيقي". وذكر بأن "الرئيس سليمان قال إن الحوار عليه ان ينطلق من المكان الذي توقف منه اي عند الاستراتيجية الدفاعية، لان هذا الخلاف الاساسي بيننا". وتابع فتفت: "إن الرئيس سعد الحريري اوضح انه مستعد للذهاب الى الحوار حين يدعو رئيس الجمهورية له، وقال ان الحوار عليه ان يكون على اساس اعلان بعبدا لان الاخير وقع من قبل الجميع، ولكن ان كنا سنذهب اليوم الى الحوار من دون ان نلتزم بما وقعناه في السابق فهذا يعني ان ما من صدقية للحوار". وأكد "ان هناك محاولة تملص من كل القرارات السابقة"، مذكرا بأن "احدى القرارات السابقة كانت المحكمة الدولية ورأينا كيف تعاطوا معها، وبالتالي صدقية الحوار على المحك". وختم فتفت: "الرئيس الحريري خرج بمبادرات عدة، بينما ما يسمى بالمبادرات التي يخرج بها الرئيس بري فيها طعن بأساس النظام اللبناني".

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري: لا نضع اي شرط لتشكيل الحكومة والثلث المعطل خارج اي نقاش

وطنية - اكد عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري استحالة تغطية ما قام به "حزب الله" تحت عنوان الثلاثية، "فاليوم لا يمكننا ان نقبل بشعب وجيش ومقاومة"، مشيرا الى ان هذه الثلاثية بالحد الادنى لم تعد تحظى باجماع اللبنانيين. واوضح حوري في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" 100,5 "اننا لا نضع اي شرط لتشكيل الحكومة، ولكن في المقابل نقول إننا نؤيد ما اعلن سابقا بمعنى ان موضوع الثلث المعطل هو خارج اي نقاش، لان هذا الثلث ثبت بدليل قاطع مدى انعكاسه السلبي على الحياة السياسية في لبنان، وكيف انه شل الحياة السياسية منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". ورأى ان "مشورة حزب الله تخصه وحده ولا تخص بقية اللبنانيين، فنحن لدينا مجلس نواب وحكومة ودستور لبناني هو المعيار". وقال: "إن المجتمع الدولي في هذه اللحظة يناقش السلاح الكيميائي، لان مقتل 1500 شخص في سوريا بالسلاح الكيميائي هو المشكلة فقط، متناسيا مقتل 120 الف مواطن آخر سقطوا شهداء من جراء ما يرتكبه نظام بشار الاسد". اضاف: "من هنا اتت صرخة الرئيس سعد الحريري في هذا المجال، ونحن نعتبر ان معاناة الشعب السوري تنعكس سلبا على الجميع بما فيهم لبنان، ولذلك لا بد من الاسراع في ايجاد حل لهذه الازمة المستعصية ولا بد من ايقاف نزيف الدم في سوريا". وختم حوري: "اما كلام الرئيس فؤاد السنيورة، فللأسف تم تحريفه وبصراحة تم تزويره في بعض وسائل الاعلام ليحملوه شيئا لم يقله. الرئيس السنيورة ايضا قارب الموضوع من زاوية اخرى، وربما كان يتحدث لرأي عام اميركي بينما الرئيس سعد الحريري كان يتحدث لرأي عام لبناني وعربي".

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب نضال طعمة: سقفنا ومنطلق بحثنا لقاء بعبدا يحاولون انتظار نتائج صفقات تطبخ في أروقة الأمم اللاهثة وراء مصالحها

وطنية - رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب نضال طعمة أن "كل مراقب للوضع اللبناني يدرك ببساطة كلية خطورة المراوحة وتمرير الوقت الضائع، فيما مقومات الدولة تنهار أمام أعين الجميع، وأمسى اللبنانيون في انتظاراتهم اليومية يترقبون لحظة الانفجار، فلماذا تراهم يضيعون الوقت وهل من مبرر للخوف من الوضع القائم؟" وقال في تصريح اليوم: "يحاولون مجددا انتظار نتائج الصفقات التي تطبخ في أروقة الأمم اللاهثة وراء مصالحها وتستعمل حقوق الإنسان شماعة تسكت بها شعوبها، وتضحك من خلالها على شعوب العالم الثالث. وشتان ما بين تسوية قائمة على تقاطع المصالح والشراكة في الخيارات وتقديم التنازلات، وبين اتفاقات تحت الطاولة تتنكر لكل الدماء الذي سفكت ولجهاد الشعب الذي ثأر على الظلم ومصادرة الكرامات وتجويع الناس. والمنتظرون لنتائج قد يتوقعونها لصالحهم، نرجو أن يتعلموا من تجربة التاريخ، ولهم فيه صولات بهية، فيوم كانوا مقاومة حقيقية، أو يوم كانوا يبدون للبنانيين أصحاب قضية محقة في مواجهة العدو الصهيوني الغاشم، كل الأصوات المنتقدة لهم إذا وجدت كانت باهتة وبالكاد يسمع لها صدى، أما عندما حاربوا أبناء جلدتهم، وأثبتوا انتماءهم لمسار قراره خارج الحدود اللبنانية، بات الصوت مدويا والرفض واجبا والنقد مدخلا لتغيير معادلات كثيرة". وتابع: "ما عدتم قادرين على فرض معادلاتكم، وشعار "الجيش والشعب والمقاومة" أسقطتموه أنتم بالضربة القاضية. فلا تنثروا الرماد في العيون، وتثيروا ضجيجا إعلاميا يتعلق بمبادرات وهمية. فمن يريد حقا أن يبادر للخروج من الأزمة عليه أن يغير نمط تفكيره. عودوا إلى لبنانيتكم، وأعتقوا هذا البلد من البراكين المحيطة به. سقفنا لقاء بعبدا الذي تنظمون حملة مبرمحة لمهاجمته وتفريغه من مضمونه الحواري الوفاقي. إذا كنتم دعاة حوار، فمنطلق بحثنا لقاء بعبدا، أما إذا كنتم ترغبون في تكرار سيناريو التنكر للالتزامات الوطنية، فلا أظن أن هناك طرفا سياسيا على الساحة اللبنانية، يرتضي ويستطيع أن يغطيكم ويعطيكم صك براءة عن كل تجاوزاتكم". وختم طعمة: "ان انتظار نتائج الصفقات شيء، وتحمل المسؤوليات شيء آخر، ويخيفنا هذا الارتباط المفضوح، والرضوخ إلى القرار الخارجي، فهذا الخارج، لا يرأف بأبنائنا واطفالنا وأمننا وحياتنا، فهو يفجر هنا ويخطف هناك ويثير البلبلة فهو المستفيد من الفراغ على مستوى مكاسبه الشخصية، ولكن الشعب لن يرحم هؤلاء، وإن حرم من محاسبتهم عبر صناديق الاقتراع، فإن فلسفة الثورات التحررية في وجه الظلمة والطغاة انطلقت من لبنان".

 

مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو: عون يجيد مخاطبة الغرائز الطائفية المسيحية

وطنية - راى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو ان النائب العماد ميشال عون "وحده يدافع عن معلولا وآثارها التاريخية وأديرتها وكنائسها، يا ويلتاه لقد دمرها الوحوش المسلمون، فهب الرجل الشهم ليهاجم هؤلاء الذين اعتدوا عليها. ويظهر على شاشة التلفزيون المرجع المسيحي الكبير ليكذب ما يردده اعلام عون الخبيث، ويؤكد ان أحدا من المسلمين لم يعتد على أديرة معلولا او كنائسها من المعارضة السورية، وان ما يشيعه النظام السوري كذبا في كذب، يريد به ان يظهر بانه المدافع عن الاقليات في المنطقة". وقال: "لا يكفي ما وصل اليه عون وصهره من مكاسب مادية عن طريق الادعاء انه وحده ينطق باسم المسيحيين وانه يريد المحافظة على حقوقهم من التهميش الذي تعرضوا له أيام الوجود السوري في لبنان، بل يريد الادعاء انه يدافع عن المسيحيين في الشرق. لقد دمر بشار الاسد المساجد التاريخية في سوريا ودمر المدن على رؤوس أهلها، ولم يحتج عون على ذلك، بل ظل يدافع عن النظام السوري وعن جرائم بشار وكأن شيئا لم يكن، وبالامس استخدم بشار الكيماوي في قتل مئات الاطفال فلم يتحرك ضمير عون ولم يهتز.

عجيب أمر عون يجيد مخاطبة الغرائز الطائفية المسيحية، ولا يعلم ان الانسان هو الانسان سواء اكان مسيحيا او مسلما، وان الانسان أغلى من جميع الآثار والمعابد، وان دمه حرام، وان قتل الانسان جريمة تفوق الاعتداء على أقدس المقدسات". وتابع: "وما يؤسف له أشد الأسف ان العالم العربي وبخاصة في العراق وسوريا ابتلي بظاهرة القتل الجماعي والإبادة الشاملة، تحركه أيد خفية وظاهرة، ولا يملك سوى البطش والعنف والقتل، اصبح عنوانا على الارهاب الحقيقي الذي يدمر البلاد والعباد. حزب الله على سبيل المثال شريك في هذه الجرائم وحلفاؤه شركاء في هذه الجرائم، ايران شريك في هذه الجرائم وتحمل إثم ما يرتكب من مجازر. اما الغرب الذي يتفرج ولا يفعل شيئا فهو مدان انسانيا واخلاقيا ودوليا". وختم الجوزو: "هكذا شأن عون فهو شريك لهؤلاء لانه يسكت عن الجرائم ضد الانسانية ويحتج على ما يشاع من تعرض للاديرة او الكنائس ولا يحتج على ما يحدث للبشر. القضية هنا اخلاقية وانسانية قبل ان تكون دينية".

 

النائب محمد الحجار: معالجة الوضع بالانسحاب من سوريا وبحكومة تنطلق من اعلان بعبدا

وطنية - رأى النائب محمد الحجار، في محاضرة القاها أمام القادة الكشفيين لمفوضية "كشافة لبنان المستقبل" في شحيم، ان "سوريا تعيش اليوم وللاسف في ظل نظام عدو شعبه، يقصف شعبه بالبراميل المتفجرة وبصواريخ سكود وبالطائرات التي تقصف للمرة الاولى ليس العدو الاسرائيلي انما بلدات وقرى آمنة، ويدمر منازل على رؤوس المدنيين الابرياء الذين كل ذنبهم انهم طالبوا بالاصلاح والحرية والديموقراطية، هذا النظام لم يتورع عن اللجوء الى ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الانسانية عند استعماله السلاح الكيميائي، هذا النظام الذي ادعى يوما ولو بشكل غير مباشر بأنه يعمل على تحقيق نوع من التوازن مع القدرة النووية للعدو الاسرائيلي، نراه اليوم بعد امتلاكه السلاح الكيميائي يستعمله ضد شعبه". وقال: "نحن امام نظام يلهث وراء تسوية يستفيد منها العدو الاسرائيلي وليس الشعب السوري، يتنازل للاسرائيلي وليس لسوريا، وما اعلن البارحة في جنيف يدل على ان اليد الدولية وضعت على سوريا الى ما شاء الله، وهو ما يدل ايضا على اننا امام نظام فاشل لا يستطيع الا قتل الابرياء ولم يقدم للممانعة والمقاومة غير القتل والاغتيالات والمؤامرات التي تحاك ضد كل طرف يتناقض معه في موقفه وآرائه. ان ما يحكى عنه في جنيف هو تسوية يتنازل فيها النظام السوري عن هذا السلاح الكيميائي الذي يمتلكه وعن كيفية تدميره، ووجود الابراهيمي هو للبحث في مخرج سياسي للوضع الحاضر في سوريا، وهذا حتما لا يستقيم مع وجود الرئيس السوري بشار الاسد في سدة الحكم لانه يستحيل ان يستعيد الاسد الحكم لاسباب هي على علاقة بارادة الشعب السوري الذي يدفع يوميا الثمن دمارا وقتلا وتهجيرا وعشرات الشهداء. ما يحصل اليوم في جنيف هو نقاش حول المرحلة الانتقالية لتكون سوريا حرة كما يريدها اهلها وكما نريدها نحن، انهم يبحثون في آلية انتقال السلطة وهذا الامر سيحصل عاجلا ام اجلا لان هذا النظام انتهى والشعب يقرر خياراته شاء من شاء وابى من ابى. هذه النتيجة هي كارثة بالنسبة لايران بان تفقد الساحة السورية وان تفقد هذا التواصل مع لبنان وحزب الله الفصيل الاساسي الذي انشأته في لبنان، لذلك فان مصلحة ايران هي بان تبقى الحرب في سوريا قائمة، وان يبقى القصف والتدمير لانها تريد من خلال هذه الساحة السورية ان تفاوض على اوراقها الاقليمية وعلى نفوذها في المنطقة العربية، وللاسف فان النتيجة يدفع ثمنها الابرياء السوريون. ان تيار المستقبل قال منذ اليوم الاول بوقوفه الى جانب خيار الشعب السوري مع عدم التدخل في سوريا لا قتالا ولا تسليحا".

أضاف: "امام هذا المسلسل من القتل والتدمير في سوريا وهذا التراخي الدولي في حسم هذا الامر، كانت صرخة الرئيس سعد الحريري المتألم والتي رفض فيها استمرار هذا الواقع على ما هو عليه، صرخة انسان يرفض الحرب ويرفض ان يستمر الشعب السوري في دفع ثمن المصالح الاقليمية والدولية".

وفي الوضع الداخلي قال الحجار: "هناك خطران اساسيان يتهددان الوضع في لبنان. الاول هو التورط في الداخل السوري والذي عبرنا كتيار مستقبل وكقوى 14 اذار عن رفضنا له ولهذا الانخراط الخطير لحزب الله في سوريا دعما للنظام السوري والذي يتم بتوجيه واوامر مباشرة من ايران، وبالتالي رفضنا لكل من يدخل الحرب في سوريا من اي جهة اتى، ولا نرى حلا لذلك الا بتحييد لبنان بالكامل وان ننأى بانفسنا لا سيما في زمن التسويات الذي نعيشه. اما الخطر الثاني، فهو هذا السلاح المتفلت الخارج عن الشرعية والذي يضرب هيبة الدولة، هذا السلاح الذي سمي زورا وبهتانا سلاح مقاومة، هذا السلاح الذي اصبح خارجا عن الدولة من خلال الامن الذاتي ويتهددها، سلاح اثبت بالملموس بانه موجه ضد الدولة وليس معها، سلاح للاسف يعلن عن هويته الطائفية والمذهبية ويعلن عن استعداده لحماية هذا المذهب في اي مكان في العالم دون توكيل من احد وبالتاكيد عبر سلاحه، وهو بذلك يأخذ هذه الطائفة معه الى الخيار السياسي الذي تريده ايران في هذه البقعة من العالم، سلاح انخرط في المحاور الاقليمية، وقد اصبح مصدر الالام والمشاكل والمآسي بالنسبة الى اللبنانيين، وبالتالي في حال استمر هذا السلاح على هذا المنوال خارج اطار الدولة والمؤسسات الشرعية وامرتها، فهذا يعني ذهابنا الى مزيد من المشاكل في لبنان".

وأكد ان "معالجة كل ذلك يكون بداية بالانسحاب من سوريا وداخليا بتأليف حكومة لبنانية اصبحت ضرورة اكثر من اي وقت مضى لان الوضع العام، اقتصاديا واجتماعيا ومعيشيا، اصبح على حافة الهاوية ان لم يكن قد سقط فيها، ولا يمكننا ان نحد من هذه المعاناة ان بقي الوضع على ما هو عليه". وختم الحجار: "هذه المعالجة تستدعي تأليف حكومة منتجة تنطلق من ثوابت اعلان بعبدا الذي يعتبر خارطة طريق سياسية للمرحلة القادمة، وثوابت الرئيس المكلف وفخامة رئيس الجمهورية الرافضة للتعطيل ولشل البلد وللوجوه الاستفزازية، معالجة تستدعي بالتوازي حوارا ينطلق من دعوات رئيس المجهورية ودعوات الرئيس سعد الحريري الذي قال بضرورة تأليف حكومة واقامة وحوار يتناول موضوع السلاح وكيفية حماية لبنان، وهو ما نتلاقى به مع الرئيس نبيه بري الذي قال بعدم جواز وجود السلاح شمال الليطاني وضرورة انسحاب الجميع من سوريا، وربما الحوار المطلوب ينطلق من هذه النقاط". وفي ختام اللقاء قدم القائد العام ل"كشافة لبنان المستقبل" جلال كبريت الوشاح الخاص بالكشاف للنائب الحجار.

 

نصر الله بحث مع الآراكي «سبل التقريب بين المسلمين»

 بيروت - «الراي»; بحث الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله مع رئيس «المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية» آية الله الشيخ محسن الآراكي في «الأوضاع الإسلامية العامة والخطوات التي يقوم بها المجمع من أجل تحقيق هدف التقريب بين المسلمين، وخصوصاً في هذه المرحلة الحساسة». وحضر اللقاء السفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن آبادي، ورئيس الهيئة الإدارية في «تجمع العلماء المسلمين» الشيخ حسان عبد الله.

 

عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله : موقف 14 آذار التحريضي ضد حماية أمن الناس غير وطني ومدان قبيسي: للعودة الى الحوار قبل ان تأتي التعليمات من الخارج

وطنية - دعا عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله قوى 14 آذار الى أن "تخرج من هذا الرهان على الخيارات الاميركية في المنطقة والرهان على خيار اي تغيير في سوريا او اي تبدل في المنطقة، لانها كلها خيارات واهمة ولم تصل الى نتيجة". كلام فضل الله جاء خلال حفل تأبيني في حسينية بلدة زبدين في حضور النواب: محمد رعد، هاني قبيسي، عبد اللطيف الزين وياسين جابر، مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا ووفد من قيادتي "حزب الله" و"حركة أمل". وقال فضل الله: "بعض هذا الفريق يشن حملة على ما يسمى الامن الذاتي. نحن في حزب الله بكل صراحة ووضوح ضد الامن الذاتي، ونحن مع ان تقوم الدولة بكل مسؤولياتها في الحفاظ على الامن، ونحن دائما تحت هذه الدولة على ان تتولى هي هذه المسؤولية، لكن امام الدماء لا يمكن لنا ابدا ان نتساهل او ان تتسامح لا مع المعتدين ولا مع امن اهلنا، ونحن لا نريد ان نقوم بهذه الاجراءات، نريد أن تقوم الدولة بها".أضاف: "ان الموقف التحريضي الذي يمارسه بعض 14 اذار ضد حماية امن الناس هو موقف مدان وغير اخلاقي وغير وطني، كأنهم يريدون للدماء ان ننزف من جديد وكأنهم يريدون لهذه الضاحية ان لا تعيش الامن والاستقرار. بدل ان يحرضوا كان عليهم ان يقووا حينما كانوا في السلطة اجهزة الدولة، وفي طليعتها الجيش، لكنهم حاصروا الجيش ومنعوه من ان يمتلك اسباب القوة". والقى قبيسي كلمة "حركة أمل"، فدعا "الفريق الآخر" الى "العودة الى الحوار قبل ان تأتي التعليمات من الخارج، لان من يختلف على هذه المنطقة جلس واتفق وانجز ما يجب انجازه"، وقال: "اذا اردنا ان نسير في جردة حسابات مع كل المنظرين لاحباط ثقافة المقاومة وافشالها ولردع المقاومة من ان تبقى صامدة في وجه العدو الاسرائيلي، ان الدعوة لسياسات مشبوهة قد حاولوا تمريرها في لبنان منذ العام 1982 بعد الاجتياح الاسرائيلي حتى الآن، لكنهم لم يتمكنوا لأن هناك شباب مقاوم يقف بوجه العدو". أضاف: "ان ما جرى في المنطقة كبديل للمقاومة وسياستها هو سياسة رضوخ امام العدو الاسرائيلي تمثلت باتفاقات عدة حصلت في المنطقة. ما حصل في سوريا من مؤامرة كبيرة انتجت اتفاقا، وكأن من سعى الى تخريب سوريا كان يسعى في الاصل لسحب الاسلحة الاستراتيجية من وجه العدو الاسرائيلي، هذه هي النتيجة التي حصلت وهذا امر معيب بحق كل من دعم ما يجري في سوريا من تخريب وقتل وتهجير".

 

وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية محمد فنيش: البلد لا يمكن أن يدار بخطاب انفعالي ولا باستجداء لتدخل خارجي أو بمخاطبة قوة خارجية لضرب هذه الدولة أو تلك

وطنية - أكد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش "أننا لم نكن يوما من معرقلي تشكيل الحكومة أو من معطلي المؤسسات أو من رافضي الحوار، لأننا حريصون على مصلحة الوطن واستقراره وسلمه الأهلي، بقدر حرصنا على مناعته وقوته المتمثلة بالمعادلة التي تمت صياغتها بالتضحيات الجسام للناس والأهل والقرى والبلدات والمدن، وبدماء الشهداء الأعزاء والأسرى والمعوقين والمعتقلين"، مشيرا إلى "أن هذه المعادلة التي أثبتت جدواها وفاعليتها في مواجهة وردع العدوان الإسرائيلي، وحررت الأرض وأفشلت حرب تموز وهزمت إسرائيل لا يمكن لنا أن نفرط أي تفريط بها لأن ذلك هو تفريط بمناعة لبنان وقوته، وخدمة مجانية لمصلحة المشروع الصهيوني ونياته التوسعية والعدوانية". وخلال لقاء سياسي في مجمع القائم في بلدة تولين الجنوبية، قال فنيش: "إننا بحاجة إلى العودة للخطاب العقلاني وأن يعي البعض أن البلد لا يمكن أن يدار بخطاب انفعالي ولا باستجداء لتدخل خارجي، أو بمخاطبة قوة خارجية لضرب هذه الدولة أو تلك"، مشددا على "أهمية العودة للتمسك بالثوابت الوطنية والإرتقاء بالممارسة السياسية، والكف عن الرهانات الخارجية والتمسك بما يحفظ وحدة لبنان واستقراره، والتفكير جديا بازالة الشروط لتشكيل الحكومة، وبالتواضع لمساعدة الرئيس المكلف تشكيل حكومة قادرة على تلبية الحد الأدنى من إحتياجات اللبنانيين وفقا لقاعدة أساسية هي حفظ التوازن وإحترام العيش المشترك والوفاق الوطني والداخلي واستقرار لبنان"، مشيرا إلى "أن حكومة المصلحة الوطنية لا تكون إلا بمشاركة جميع المكونات الأساسية بما يتلاءم مع حجم تمثيلها في المجلس النيابي". وختم فنيش: "حل المشكلة في سوريا يكون عبر جلوس القوى الأساسية للبحث بما يخدم مصلحة بلدهم دون تدخل خارجي".

 

ماذا حصل مع الصحافي حسين شمص على حاجز لحزب الله

إعتدى "حزب الله" على الصحافي  حسين نايف شمص، على حاجز للحزب  على طريق المطار، في إطار ما يسميه النائب محمد رعد " الإسعافات الأولية"( وصفه للأمن الذاتي)، مما أدى في وقت لاحق الى اعتقاله، فالافراج عنه بعد ساعات. وقد هدد آل شمص بالتصعيد، في حال لم يفرج عن الصحافي الذي ينتمي الى عشيرتهم، في وقت شهدت منطقة مار مخايل إطلاق نار، بين مسلحين من آل شمص وآخرين من حزب الله.

وكشف  شمص، وفق مواقع إلكترونية،  عن أنّه كان في طريقه من المنزل الى مكان عمله في المكتب الاعلامي للمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى "حيث أوقفني حاجز لحزب الله وطلبت منّي عناصره أوراقي الثبوتيّة فأخبرتهم بأنّها ليس في حوزتي بل نسيتها في المنزل، عن غير قصد، وقلت لهم إنّني أعمل في المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى ولكنّهم اصروا على الحصول على الهويّة. عندها طلبت منهم أن يتصلوا بالمجلس ليتأكدوا من هويّتي، وأخبرتهم بأنني في المكتب الاعلامي لحركة أمل وفي إذاعة "الرسالة"، فقالوا لي "فلتأتِ قيادتك الى هنا"، وأصرّوا على ضرورة حصولهم على هويّتي ومنعوني من الذهاب الى العمل، وعندما أصرّيت عليهم بالقول إنّني صحافي فقال لي أحدهم: "... عليك وعلى الصحافة وإذا بعد بدّك تحكي كلمة بدي مسح فيك الارض". عندها تجمع الأمن التابع للحزب حولي وسحبوا مفاتيح السيارة وقال لي العنصر: "اذا كنت زلمي خود السيارة من هون، وخلّي قيادتك تجي لعنا". وعندما سألته: "بأيّ حقّ تحتجز سيّارتي؟"، أجابني: "اعتبر نفسك أمام حاجز للجيش أو الدرك". وتابع: "لا أعرف هذا الشخص الذي أوقفني عند الحاجز لأنّه رفض أن يعطيني اسمه فكيف يمكن له أن يأخذ هويّتي ولا يعطيني اسمه، وماذا لو كان فرداً من عصابة تنتحل صفة حزبيّة؟". واذ لفت الى أنّه كان باستطاعته أن يتصل بالمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى لإطلاق سراحه، أكد شمص أنّ "المسألة اليوم باتت مسألة كرامة خصوصاً أنّني أمرّ يوميّاً على حواجز الحزب ولكن احداً لا يوقفني ولا يتحدث معي بهذه الطريقة". وإذ طالب بتوقيف "العصابة" الموجودة الآن في الشارع والتي حجزت سيّارته وطلبت هويّته وهي ليست من القوى الأمنيّة الرسميّة، ناشد الدولة "وضع حدّ لهؤلاء الأولاد الذي يهينون كرامة المواطنين على الحواجز"، داعياً الى "وقف الأمن الذاتي في الضاحية الجنوبيّة وإعادة انتشار الدولة التي نعيش في ظلّها جميعاً". على خلفية الإحتجاز وقع اشتباك بين أشخاص من آل شمص وبين آخرين من "حزب الله". وحمّل شقيق الصحافي السيد حسن نصرالله مسؤولية سلامة شقيقه

 

عناصر حزب الله للصحافية مهى الرفاعي على حاجز " الإسعافات الأولية": " يا حيوانة نحن الدولة"

المستقبل/حاجز بالشياح وقالوا نحن الدولة واطلعي بالسيارة يا حيوانة وهددوني من ان اعود للضاحية مرة اخرى." هذا ما قالته الصحافية مهى الرفاعي التي تعرضت لمحاولة إعتداء بالضرب على  على أحد الحواجز التابعة لحزب الله عند تقاطع غاليري سمعان- الشياح. وقالت مهى أنهم اوقفوها أمام عناصر الجيش , وفتحوا الطريق أمامها بعد أن علموا بانها صحافية. وكان الصحافي حسين شمص قد أوقف ، امس لساعات على حاجز تابع لحزب الله على طريق المطار. ووصف النائب محمد رعد ما يقوم به حزب الله في الضاحية الجنوبية بـ" الإسعافات الأولية". وروت الرفاعي تفاصيل ما جرى معها فاكدت ان الحاجز طلب منها التوقف فامتثلت وبدأوا تفتيش السيارة واخذوا الاوراق منها وبعد 10 دقائق لم يعيدوا الاوراق. وحين استفسرت عن السبب وطالبت بوصول عناصر من الدولة اللبنانية قال احد عناصر الحاجز "نحن الدولة واطلعي بالسيارة يا حيوانة" وبدأ بكيل الشتائم. وحين اصرت مهى على حضور احد عناصر القوى الشرعية سحب العنصر عصا كهربائية عليها فدفعته. وقالت الرفاعي "بعدها وصل أحد عناصر مخابرات الجيش وقال انه ليس الجهة المختصة وطلب وصول عنصر اخر، وحين اتى العنصر الاخر من مخابرات الجيش بحضور عنصر من حزب الله طلب منها الاخير الصعود إلى السيارة. وبدأ العناصر برمي حديد الحواجز على مهى وزملائها في السيارة مع استمرار كيل الشتائم والاهانات. وحين قالت انها ستأتي بالاعلام وتروي ما حصل قام عنصر مخابرات الجيش باعطائها الاوراق، تدخل عنصر "حزب الله" وقال "لا تظني أن بامكانك العودة إلى الضاحية بهذه السيارة".

 

إعتداء هو الثاني من نوعه عليه: ضرب نيشان درهاروتيان في ملهى ليلي في السوديكو

يقال نت/أفيد أن الإعلامي نيشان درهاروتيان قد تعرض لإعتداء، في ساعة متقدمة من ليل السبت – الأحد، لاعتداء في ملهى كاسينو في السوديكو في بيروت. ووفق هذه المعلومات،التي نشرتها الصحافية في " المستقبل" كارلا خطّار، فإن كلا من علي حمية وحسن نصرالله، وكانا في حالة سكر، قد هجما على نيشان وتعرضا له بالضرب، فيما سحبا سلاحا حربيا في وجه صاحب الملهى جو أشقر. ولم يُعلن عن سبب هذا الإشكال. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم التعرض لنيشان بالضرب، إذ سبق أن تعرض لاعتداء، ليلا، بعد ان هاجمته سيارة وقطعت الطريق على سيارته.

ويعمل نيشان دائما على إبقاء هذه المسائل، بقدر ما يمكن، بعيدة عن التداول الإعلامي، لأسباب خاصة به!

 

حزب الله ينشر 2000 شاب جديد في الضاحية الجنوبية

كشفت مصادر مطلعة أن "حزب الله" قام بتفريغ 2000 شاب جديد ونشرهم في الضاحية، وذلك بدلاً من العناصر التي أرسلها إلى سوريا. وقد شاهد الأهالي في الضاحية وجوهاً جديدة لم يألفوها سابقاً وتتراوح أعمارها بين 18 و22 عاماً.

 

عندما يصبح بشير الجميل بخدمة 8 آذار: حنّا العتيق نموذجا

يقال نت/قال رئيس ما يسمى "الحركة التصحيحية في القوات اللبنانية" حنا عتيق، الذي يرعاه "حزب الله" و" التيار الوطني الحر" في صراعهما مع حزب القوات اللبنانية، انه مع عدم التدخل في سوريا بكل اشكاله وحتى على المستوى الاعلامي لانه يشكل خطرا على لبنان والمسيحيين ، لافتا الى ان كل من تدخل، قام بذلك تحت غطاء المقدسات الدينية، ولكن، في المقابل، إعتبر انه لو كان الرئيس الشهيد بشير الجميل حيا لكان جمع اركانه وطلب الذهاب الى بلدة معلولا في سوريا للدفاع عن المسيحيين. واعتبر عتيق الذي استضافه بسام أبو زيد بمناسبة 14 أيلول على " أل.بي.سي" ان ارث بشير انه لو كان مكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لامتنع عن تسليم السلاح يوم دخل الجيش السوري الى لبنان، ولما كان وافق على اتفاق الطائف. وكان عتيق قائد قوات الصدم في القوات اللبنانية، والملقب بالحنون، من أشد المؤيدين لسمير جعجع، ولكن، بعدما أبعد جعجع رموز الحرب عن الواجهة، إنتقل الحنون الى معارضته بتحريض من " التيار الوطني الحر" وبتأييد من "حزب الله"! ونُسبت الى مجموعة " الصدم" كثيرا من الأعمال التي سببت نفورا من " القوات اللبنانية" في البيئة المسيحية

 

طهران: انتصارات «حزب الله» مؤشر على اقتدار هذا الوليد المبارك للثورة الإسلامية

خاص - «الراي/طهران من أحمد أمين/اكد قائد «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، ان «فلسطين ولبنان والعراق، كانت المحاور الثلاثة الاساسية لتطورات المنطقة خلال الـ15 عاما الماضية»، واضاف في ندوة استضافتها «مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الحكومية» تحت عنوان «آفاق الاعلام»، ان «لايران دورا حيويا على صعيد المحاور الثلاثة وفي هذه المناطق، وهي حقيقة لا ينكرها حتى الاعداء».

واشار سليماني الى «الانتصارين المباشرين اللذين حققهما حزب الله بدحره قوات الاحتلال الصهيوني من لبنان عام 2000 وانتصاره الخارق في حرب الـ33 يوما عام 2006»، مبينا «ان هذين الانتصارين يؤشران الى اقتدار حزب الله الوليد المبارك للثورة الاسلامية». كما اشار الى «الانتصارين اللذين حققتهما المقاومة الفلسطينية في مواجهة الكيان الصهيوني عبر استلهامها من نموذج حزب الله ومساعدة ايران»، وقال «ان المقاومة ارغمت الكيان الصهيوني على الاعتراف بالهزيمة، وهذه الحقيقة ايضا تؤشر الى المكانة الرفيعة لايران بالمنطقة».

ورأى سليماني «ان تصاعد وتيرة مؤامرات جبهة الاستكبار والرجعية العربية في المنطقة ضد الثورة الاسلامية في ايران، يأتي بسبب المكانة المرموقة والمتنامية لايران»، لافتا الى ان «اثارة الخلافات الطائفية واستنزاف جبهة المقاومة في لبنان وتحالف الرجعية مع اللوبي الصهيوني واطلاق جبهة اعلامية وتوجيه الجماعات التكفيرية، هي من الاساليب التي يتبعها الاستكبار والدول الرجعية العربية لاضعاف ايران وجبهة المقاومة».

من ناحية ثانية، عرض سليماني الذي يحظى بمكانة خاصة في بلاده، وبخاصة لدى القائد الاعلى آية الله السيد علي خامنئي، في جانب آخر من كلمته، الى ان «مشكلة سورية الحقيقية من منظار الغرب والصهيونية والرجعية هي ليست حكومة الاقلية العلوية او انعدام الديموقراطية، بل هي ان الغرب والرجعية العربية يعلمان جيدا بأن الفضل في اقتدار محور المقاومة في المنطقة يعود الى سورية، ورأى ان دعم المقاومة يشكل ضمانة حقيقية لمصالح ايران القومية». على صعيد آخر، تحدثت تقارير اعلامية عن قبول الرئيس حسن روحاني، دعوة بعث بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، للمشاركة في مناسك الحج هذا العام.

في غضون ذلك، قال رئيس منظمة الطاقة النووية علي اكبر صالحي، ان محادثات روحاني مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش اعمال قمة شانغهاي للتعاون، «تناولت في احد محاورها موضوع انشاء مفاعل نووي جديد بعد ما بات مفاعل بوشهر النووي جاهزا للتشغيل». على صعيد آخر، اعلن قائد سلاح البحر التابع للجيش الاميرال حبيب الله سياري، أنه «سيتم تدشين غواصة من طراز (فاتح) التي تعد من الغواصات الثقيلة خلال العام الجاري»، وقال «هذه الغواصة صنعت على يد الخبراء الايرانيين وفق احدث التقنيات العالمية، وسيتم انزالها الى المياه خلال العام الايراني الجاري (ينتهي في 20 مارس 2014)»، واشار دهقان «الى تزويد السفن الحربية بطائرات من دون طيار من اجل القيام بمهمات الرصد والمراقبة».

 

تفاصيل مثيرة حول سبب اعتقال اللبنانيين في اعزاز وعدم اطلاق سراحهم

عكاظ / أكدت مصادر لواء عاصفة الشمال، أن "اللواء لن يطلق سراح المخطوفين اللبنانيين في أعزاز مهما بلغت التدخلات الدولية، لأنهم قتلوا أطفالنا وشيوخنا ويقاتلوننا كما لو أننا إسرائيليون"، لافتة إلى ان "حقدهم دفين وهم مستعدون للموت إلى آخر رجل في سوريا حتى يدافعوا عن بقاء نظام الأسد". وشددت على ان "اللبنانيين التسعة في حوزة لواء عاصفة الشمال"، موضحة أنهم "يعاملون معاملة الأسرى ولا يتعرضون لأذى".

وروت المصادر تفاصيل احتجاز اللبنانيين الـ11 في بداية الأمر، موضحة انه "في بداية أيار الماضي من العام 2012، دخلت حافلة لبنانية مليئة بالركاب فيها رجال ونساء من معبر باب السلامة التركي متجهة إلى حلب ومن ثم إلى دمشق، حينها كانت اعزاز تحت سيطرة لواء عاصفة الشمال. واعتاد قائد اللواء الشهيد عمار الداديخي تفقد كل الناقلات المدنية الداخلة إلى الأراضي السورية، وعندما صعد الداديخي إلى الحافلة يتفقد الركاب، أنهى المهمة وراعى ظروف الحافلة التي تقل نساء، في المقابل ظن اللبنانيون أن هذا الحاجز تابع لجيش النظام السوري، وبدت عليهم معالم الارتياح"، وأضاف: "قبيل أن يخرج الداديخي من الحافلة وشى في إذنه أحد الركاب قائلا له: هل أنت ضابط في الجيش السوري فتحايل الداديخي بالإجابة ظنا أن ثمة شيئا تخفيه هذه الحافلة، وأجاب: نعم أنا نقيب في الجيش السوري فابتسم اللبناني قائلا بهدوء "أنا زميلك ضابط متقاعد في حزب الله، تشرفنا بمعرفتك، هنا أدرك قائد اللواء أن الركاب ليسوا حجاجا وأن مسلكهم للطريق ليس عفويا، وإن كانوا قادمين من إيران في زيارة لقم".

وأضافت: "أمر الداديخي بنزول كل الرجال من الحافلة، لتكمل طريقها مع النساء إلى حلب، بعد ذلك بدأت التحقيقات مع المحتجزين وتبين حقا "ليس الكل ضباطا في حزب الله كما تتناقل وسائل الإعلام"، إلا أن هناك بالفعل ضباطا متقاعدين". من جهة أخرى كشفت مصادر أن "اللواء لم يطلق سراح اثنين من المعتقلين، وإنما هربا بعد فشل صفقة تبادل كان مقررا عقدها مع النظام بحيث يفرج عن 500 من الحرائر المعتقلات في سجون النظام"، مؤكدة ان "الكثير من الدول الإقليمية الفاعلة في الأزمة السورية حاولت التدخل، لكنها لم تفلح"، مشددة على ان "زعيم دولة إقليمية اتصل بالداديخي شخصيا ووعده بتنفيذ كل طلباته بما فيها السلاح، على أن يكون أمر إطلاق المحتجزين اللبنانيين بيده". وأوضحت المصادر ان "الداديخي قرر إطلاق سراح المحتجزين الـ11 بعد وساطات أقليمية مكثفة، وجهز فريقا من الثوار يقلهم نحو الأراضي التركية، وهذا ما تم بالفعل، وتوجهت قافلة المحتجزين اللبنانيين إلى الحدود التركية، وقبل وصولها إلى المنطقة العازلة وهي ما زالت على الأراضي السورية، تلقى قائد اللواء اتصالا مفاجئا من شخص قال له إن ثمة كمينا يريد الإيقاع بكم فتراجعوا عن الصفقة، وعلى الفور أبلغ الداديخي عناصره بالتراجع قبل الوصول إلى المنطقة الحدودية العازلة، وحين تراجع انهال الرصاص والقذائف على موكب المحتجزين وجرت فوضى أمنية، استغلها اثنان من المحتجزين ليفرا من القافلة، وتمكنا من الوصول إلى الأراضي التركية لتكتب لهما النجاة".  

 

هكذا رد "حزب الله" على من اتهمه بامتلاكه السلاح الكيميائي

المركزية/ عاد "حزب الله" الى "سيرته" الاولى في التكتم وعدم الرد على كل ما يطاله لبنانياً وعربياً ودولياً على المستويين الامني والسياسي. فبعد اطلالات محدودة لامينه العام السيد حسن نصرالله وآخرها في 16 آب الماضي في ذكرى الانتصار على العدوان الاسرائيلي في تموز من العام 2006 ، اطل بعض نوابه عبر شاشات محلية بتكليف من قيادته لتوضيح بعض المسائل الداخلية والحكومة والازمة السورية وتدخل الحزب فيها بالاضافة الى بيانات صادرة عن وحدة العلاقات الاعلامية فيه لا تتعدى اصابع اليد الواحدة خلال الاشهر الثلاثة الماضية. ومع استمرار الازمة السورية في ظل الانقسام الداخلي حولها وتدخل الحزب عسكرياً فيها جاءت التهديدات الاميركية بضرب سوريا ومنشآتها العسكرية على خلفية مزاعم استعمال النظام فيها السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية في دمشق، كثرت التأويلات والتحليلات الغربية والدولية والداخلية لمعرفة كيفية تصرف الحزب مع اي ضربة وكيف ستكون ردة فعله بعده وما هو مصير القوات الدولية والتزامات لبنان والقرار 1701 . وبررت مصادر قريبة من الحزب لـ"المركزية" صمته بانه تكتيك للتهرب من اي موقف يمكن ان يحسب على قيادته او يؤخذ ممسكا عليه ويرتب التزاماً ما ويجر سجالاً جديداً واتهامات ومزايدات دأب عليها خصومه". خروج حزب الله عن صمته عبر تصريح لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد منذ ايام حول "الامن الذاتي"، في سياق الرد على الحملة المبرمجة التي يقوم بها تيار المستقبل وحلفاؤه في 14 آذار والتحريض على المقاومة واجراءاتها الامنية التي تتخذها لحماية شعبها من اي اعتداء ارهابي جديد بعد تفجيري الرويس وبئر العبد. ولم تخف المصادر الامتعاض الكبير الذي تشعر به قيادة الحزب من جراء هذه الاتهامات". وتابعت :"هذا الامر كان محط بحث بين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان النائب رعد في بعبدا اخيراً وتمت مناقشة قرار وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل بتفعيل حضور وتسليح عناصر الشرطة البلدية وهو رغم ايجابيته وشموله كل لبنان ما زال هناك فريق لبناني مصر على لصق كل الاتهامات بحزب الله". وسألت المصادر :"الا يوجد بلديات الا في اماكن تواجد حزب الله وحركة امل؟ فلماذا لم تعترض كتلة المستقبل على اجراءات بلديتي صيدا وطرابلس او على مناطق المتن والجبل وغيرها؟. ورداً على ما تردد اعلامياً اليوم عن زيادة الحزب عدد عناصره الامنيين في الضاحية الجنوبية، اعتبرت انه جزء من الحملات التي تستهدفه، وجددت مطالبتها الدولة والاجهزة الرسمية بتحرك فاعل وجدي ومسؤول لحماية الناس في الضاحية وبيروت والجنوب وصيدا والشمال وكل لبنان ووضع خطط امنية واتخاذ اجراءات فاعلة تحمي البلد وتصون دماء ابنائه". وعما تردد عن وصول اسلحة كيميائية الى حزب الله من النظام السوري، قالت :"انها حملة استخبارية رخيصة لا تستحق الرد لان مصدرها معروف وهدفها واضح".  

 

حزب الله يحيط مخيم برج البراجنة بتدابير أمنية مشددة ويستقدم عناصر غريبة

السياسة الكويتية/ أبلغ حزب الله الأجهزة الأمنية اللبنانية بأنه مستمر في إجراءاته الذاتية في الضاحية الجنوبية لبيروت وغيرها من المناطق لحمايتها من الهجمات الإرهابية، لأنه يشعر بأنه مستهدف من جانب التكفيريين وإسرائيل. واكدت مصادر ان حزب الله مستمر في التركيز على أمنه الذاتي ولن يكترث لكل الانتقادات التي وجهت إليه من جانب بعض القوى السياسية في لبنان، سيما قوى 14 آذار . ولفتت المصادر الى أنه رغم إخلاء حزب الله بعض حواجزه على مداخل الضاحية الجنوبية وتسليمها للجيش اللبناني، إلا أنه عمد إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة داخل أحياء الضاحية بعد الاشتباك الذي وقع بين مجموعة من عناصره وعدد من الفلسطينيين في مخيم برج البراجنة. وأوضحت المصادر أن الحزب أحاط مداخل مخيم برج البراجنة بتدابير أمنية مشددة ونشر عناصره بزي مدني لمراقبة حركة الدخول والخروج من وإلى المخيم، كما عمد إلى استقدام عناصر غريبة عن المنطقة وكلفها مهمات أمنية محددة.  

 

خالد ضاهر/كلام رعد مقدمة لتنفيذ سلسلة جديدة من الاغتيالات

الأنباء/  رأى عضو كتلة المستقبل النائب خالد الضاهر ان حزب الله لن يتردد حال ثبوت تسلمه للأسلحة الكيميائية عن استعمالها ضد اللبنانيين، لاسيما انه بانتظار ساعة الصفر للبدء بتنفيذ الزلزال الذي كان الأسد قد توعد به منطقة الشرق الأوسط فيما لو آل نظامه الى السقوط «وسيسقط»، مشيرا الى ان الحرس الثوري الإيراني أنشأ في العام 1982 حزب الله ليكون الذراع العسكرية للولي الفقيه على شواطئ المتوسط، لافتا بالتالي الى ان من يدفع بأبناء بيئته وطائفته للموت في شوارع سورية لن يتوانى عن خنق اللبنانيين بغاز السارين ورميهم بالقنابل الجرثومية. على صعيد مختلف، وتعليقا على كلام النائب محمد رعد الذي أعلن فيه ان «تيار المستقبل وبعض قوى 14 آذار يتعمدون تضليل الرأي العام حول أمن ذاتي مزعوم في الضاحية، ويستخدمون لهذا الغرض كل وسائل التحريض ناهيك عن رعايتهم للتكفيريين والإرهابيين»، لفت النائب الضاهر الى ان رعد أضاع البوصلة نتيجة تخبط حزبه في تفليسة الممانعة بحيث حاول وكعادته اسقاط ما هو مبتل به على تيار المستقبل وحلفائه في قوى 14 آذار، وذلك في إطار سياسة التقية خاصة قياداته في حارة حريك وطهران، معتبرا بالتالي ان النائب رعد بات بحاجة دائمة لتذكيره بأن الاتحاد الأوروبي أدرج حزب الله على لائحة الإرهاب الدولي وليس تيار المستقبل وقوى 14 آذار، وبأن حزبه هو التكفيري الأول والإرهابي الأكثر دموية، بدليل دفاعه المستميت عن حليفه ميشال سماحة الذي أراد زرع العبوات الناسفة والسيارات المفخخة في المناطق اللبنانية عملا بتوصيات نظام الأسد وبترشيد اللواء مملوك، ناهيك عن ان من ألقي القبض عليهم في قبرص ومصر وبلغاريا اعترفوا بانتمائهم لحزب الله وليس لتيار المستقبل، عدا عن عشرات الشبكات التجسسية التي تم الكشف عنها في الكويت والسعودية والإمارات. هذا وتساءل الضاهر عما اذا كان النائب رعد بحاجة ايضا الى تذكيره بأن 4 من كوادره متهمون باغتيال رفيق الحريري في أكبر عملية إرهابية شهدها القرن الواحد والعشرون، وإخفائهم ضمن مربعات الحزب الأمنية العصية على الدولة، إضافة الى إخفاء خامس متهم بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب، وكم من المتهمين سيخفيهم لاحقا حزب الله يوم تكشف فيه باقي الجرائم والاغتيالات. وختم النائب الضاهر واصفا كلام رعد بالمقدمة لموجة جديدة من الاغتيالات السياسية ضد قيادات تيار المستقبل وقوى 14 آذار، وبالتهديد المباشر للدولة اللبنانية ككل، واضعا إياه تحت تصرف النيابة العامة التمييزية لاتخاذ المقتضى القانوني بحقه، معتبرا من جهة ثانية ان لبنان أمام حزب بات يشحذ السكاكين في ظل وقوف المنطقة على مفترق طرق لتحديد هويتها السياسية، مؤكدا للنائب رعد وسائر قيادات حزب الله بأن شمس الأحزاب الشمولية شارفت على المغيب، ولن يكون لنا في المدى القريب موطئ قدم في النظام الديموقراطي سواء في لبنان أم في سورية.  

 

صلاح حنين لـ"النهار": عنوان مقاومتنا لإسرائيل العيش معاً بسلام وليس السلاح طاولة الحوار تختزل دور المؤسسات والاستراتيجية الدفاعية ليست من مهماتها

مي عبود ابي عقل/النهار

في ظل ما يجري في لبنان والعالم من حروب واعمال عنف، وما يتهدده من اخطار نتيجة الاوضاع الاقليمية سياسيا وميدانيا، هناك دائما من يتحرك ويعمل في سبيل السلام ونبذ العنف، وفي مقدمهم "لقاء سيدة الجبل" الذي يؤمن اعضاؤه بثقافة السلام، ويعملون على ارساء دور لبنان في المنطقة على اساس هذه الرسالة. عضو "اللقاء"، النائب السابق صلاح حنين يتحدث عن خطواته على طريق السلام.

¶ أين اصبح المؤتمر المسيحي – الاسلامي الذي تعدّون له؟

- نحن نحضر له، وهو يتطلب لقاءات تمهيدية وتحضيرية عدة، بدأناها مع راعي ابرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر ونستكملها مع "اللقاء الشيعي" وفاعليات وشخصيات اخرى، لوضع قاعدة مشتركة تحت عناوين نبذ العنف والحياد والسلام، وليس السلم الاهلي الذي نعتبره تسخيفا للموضوع، وذلك من أجل ترسيخ ثقافة السلام ومفهوم الدولة المدنية. المهم بالنسبة الينا هو طريقة الوصول والوسائل التي يجب اتباعها لتحقيق هذه المبادىء، وهذا ما نبحث فيه حالياً. انه المؤتمر الاول، وسيكون هناك مؤتمر دائم، تنبثق منه هيئة متابعة تشكل "العقل المدبر"، تأخذ الافكار والاقتراحات وتغربلها لاعادة طرحها، ووضع خطة عمل، وصياغة وثيقة تحدد المواضيع الابرز المتفق عليها، ووضع الوسائل المؤدية الى تنفيذها، وممارسة الضغوط اللازمة، بالتعاون مع هيئات المجتمع المدني واحزاب وهيئات اخرى ، لتحقيقها وسحب فتائل التفجير والتشنج في الاجواء السياسية التي تمنع اللبنانيين من العيش بكرامة وأمان، وتحرمهم مساحة مشتركة للقاء والتفاهم في ما بينهم.

¶ هل تتخوفون من وضع المسيحيين في لبنان بعدما تعرضوا له في العراق وسوريا؟

- اذا انطلقنا من مفهوم ان لبنان هو لبنان الرسالة في المنطقة، فهذا يعني: لا لبنان، لا رسالة. وبوجود لبنان الرسالة ترتاح اجواء المنطقة. نحن لا نجزىء انفسنا ولا لبنان ولا المنطقة. نحن قلقون، لكننا لسنا خائفين. الخوف هو عكس الايمان، واساس وجودنا مبني على الايمان. قلقنا يدفعنا الى التحرك. لذلك نحضر للمؤتمر. لا احد بخير، اذا لم نكن جميعنا بخير. لا تجزئة في هذا الموضوع. نحن جسم واحد في لبنان، وما ينجح في لبنان ينجح في المنطقة. طموحنا ومسؤوليتنا ان تنجح هذه الصيغة اللبنانية في الشرق الاوسط، فأودي دوري ورسالة السلام التي لا تكون ناجحة الا اذا نجحت في لبنان، ويجب ان تنجح.

¶ لكن الاقليات المسيحية في الشرق تتعرض للتهجير وللاعتداءات؟

- انا اقلية اذا كان عقلي ودوري اقلية، واذا لم يكن عندي رسالة، واذا دخلت في مشاريع ضيقة... المسألة ليست مسألة اعداد، بل مسألة دور ورسالة. رسالة لبنان منذ وادي قنوبين، مبنية على الايمان والسلام والحرية والديموقراطية. ولدت في بلد فيه صعوبات لكن فيه احلاماً، وفيه عوائق ولكن لديه آمال، له قساوته لكن له رسالته... هل اهرب من مصيري؟ ولدنا هنا لانجاح صيغة معينة ولنحيا معاً. وهذا هو يلزمه ايمان وقدرة ومبادرة، ولم يعد الموضوع موضوع اقليات، بل تظهير صورة امكان العيش بسلام معا، وهذا عنوان مقاومتنا لاسرائيل، وليس السلاح، هي تقول انه في هذه المنطقة لا يمكننا العيش بدون عنصرية، ونحن نقول لا يمكن العيش الا معاً. والبرهان عقود من العيش في الحروب وهاجسها، وفي ظل السلاح، ولم نتوصل الى شيء. يجب كسر هذه الصورة البغيضة وترسيخ ثقافة السلام وانجاح رسالة لبنان، وتأكيد دورنا الرسولي في هذا الشرق.

¶ هل تعتبر ان "اعلان بعبدا" لا يزال صالحا وساري المفعول؟

- اعلان بعبدا يقول بالحياد ووضع السلاح تحت امرة الدولة، وهذا ما يجب العمل عليه.

¶ لماذا يتهرب منه الأفرقاء الذين وقعوا عليه منه؟

- ما يهمهم هو ان يبقى سلاح المقاومة غير الشرعي، ونحن نقول لا يمكن قيام الدولة الا بالسلاح الشرعي. يقول الرئيس نبيه بري انه يريد المحافظة عليه في الجنوب، وفيها القرار 1701، الذي كان و"حكومة المقاومة" اول الموافقين عليه، يقول بعدم وجود السلاح هناك، فلماذا يريد ابقاءه في الداخل؟ هل يريد نقض القرارات الدولية وتعريض البلد للخطر؟ عام 1982 عندما نشأت المقاومة ولم تكن هناك دولة وكان لبنان محتلاً. احترم وأجلّ كل من قاوم، وكانت المقاومة في حينه من احزاب وطوائف متعددة. ولكن بعد العام 2000 انسحب العدو، وبقي النقاش حول لبنانية مزارع شبعا، وذهبت الى فرنسا خصيصاً لايجاد الوثائق التي تثبت ذلك، ولم تعد القضية مقاومة عسكرية، وفي الامكان حلها بالطرق الديبلوماسية. بعد الـ2000 ارادوا تحويل مهمة السلاح الى سلاح دفاعي، وهذا غير مقبول، يجب ان يكون السلاح بأمرة الدولة، والدفاع عن لبنان من مهمة الجيش. وانا ارفض مناقشة الموضوع على طاولة الحوار لأنه في الدستور، رئيس الجمهورية هو القائد الاعلى للقوات المسلحة التي تخضع لمجلس الوزراء، وهم من يقررون الاستفادة من خبرة احدهم، او انشاء فرقة معينة داخل الجيش، وليس لرئيس الجمهورية الحق في المفاوضة على هذا الموضوع ومناقشتهم في سياسة الدفاع، فهذه ترسمها الحكومة، وهي صاحبة القرار. نحن وظيفتنا سلام لبنان، وليست مهمتنا أن نجد وظيفة لسلاح "حزب الله".

¶ أي أنك ضد دعوة رئيس الجمهورية الى الحوار؟

- أولا أنا ضد مناقشة الاستراتيجية الدفاعية حول طاولة الحوار، لأن هذا الامر غير دستوري وغير قانوني وغير منطقي، وليس لرئيس الجمهورية، القائد الاعلى للقوات المسلحة، ان يخضع لهذا الابتزاز. ثانيا أنا بقيت مع طاولة الحوار الى أن توصلوا الى اتفاقات ولم ينفذوها. لن اتكلم على ترسيم الحدود لان له علاقة بسوريا والخارج، ولكن ماذا عن بند جمع السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وتنظيمه خارجها، والذي توافق عليه الجميع، واتى الرئيس الفلسطيني مراراً عدة وقال افعلوا ما تريدون؟ وما دام البند الاول لم ينفذ، ففي رأيي ان لا قيمة لطاولة الحوار، لا بل أنها تختزل دور الجميع، وتصادر رأي رئيس الجمهورية، وتنفس دور المجلس النيابي والحكومة حيث يجب ان يجري الحوار.

¶ ماذا بعد سلسلة التمديدات، هل تتخوف على النظام الديموقراطي؟

- لم يعد من وجود للنظام الديموقراطي في لبنان. انسوه. مستحيل تمديد مجلس النواب لنفسه. لقد صادر قرار الناس ومارس القرصنة عليه، والتمديد لقائد الجيش غير قانوني. لم نعد في بلد ديموقراطي، كل المؤسسات مشكك بشرعيتها، ولم تصل الى الحكم بالشكل الدستوري اللازم. دخلنا نفق التمديدات والفوضى، ولم تعد هناك ديموقراطية ولا نظام ولا شرعية.

 

اجتماع اميركي وروسي في بيروت لبحث سحب حزب الله من سوريا

 أفادت صحيفة "الديار" أن "مسؤول كبير في السفارة الروسية التقى مسؤول كبير في السفارة الاميركية في بيروت بعد ظهر امس السبت وتباحثا في موضوع الازمة السورية على اثر تلقيهما تقريراً سريعاً من وزيري خارجية الولايات المتحدة جون كيري ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، وبحثا معاً الوضع اللبناني سواء بالنسبة لدخول حزب الله المعارك في سوريا ام لناحية الازمة السياسية الداخلية"، لافتة إلى ان "المسؤول الاميركي ركز كثيرا على موضوع المؤسسات والحفاظ عليها في لبنان، وخاصة موقع رئاسة الجمهورية وقد وافقه على ذلك المسؤول الروسي، قائلا ان هنالك تصريحا صدر عن الرئيس فلاديمير بوتين منذ فترة ثمانية اشهر اكد فيه على دور المؤسسات في لبنان وعلى حرص روسيا على المؤسسات في لبنان وان روسيا داعمة للاستقرار في لبنان ولدور الدولة والمؤسسات فيه"، وأضافت: "وقد بدأا بالبحث جديا في التحضير للاستقرار في لبنان وكيفية تأليف حكومة جديدة واهم نقطة طرحها المسؤول الاميركي على المسؤول الروسي هي ان كيري طرح مع لافروف ضرورة انسحاب حزب الله من منطقة القصير في سوريا كخطوة ترافق خطوة الكيميائي التي تم الاتفاق عليها بين اميركا وروسيا، وان هذا الامر يسهل كثيرا في وقف اطلاق النار، فأجابه المسؤول الروسي بأنه على حد علمه ولكن ليس رسميا ان حزب الله يعتبر ان انسحابه من منطقة القصير غير وارد، وان حزب الله كان بإمكانه الدخول الى حمص لكنه لم يفعل ذلك، انما في منطقة القصير جرى الاعتداء على اراض لبنانية واراض يملكها لبنانيون داخل منطقة القصير وتم منعهم طوال سنتين ونصف السنة من حصاد ارزاقهم وقطف الفواكه والجوز والتين، اضافة الى زراعة الارض بالبندورة وكل انواع الخضر. وان الذين استولوا على القصير شكلوا مصدر اذى لأهل الهرمل والطائفة الشيعية في منطقة البقاع وقد صبر حزب الله طوال سنتين ونصف السنة على الموضوع، فيصعب على روسيا ان تطلب من حزب الله الانسحاب دون تسليم هذه المنطقة الى الجيش النظامي السوري. فإذا تعهدت المعارضة السورية لأميركا بعدم العودة الى القصير فإن روسيا ستسعى مع حزب الله الى الانسحاب من المنطقة، لكن دون ذلك لا يمكن لروسيا ان تبدأ خطوات ناقصة في سوريا على قاعدة تعزيز الاستقرار، انما يكون ذلك تحضيرا لانفجار اكبر في المستقبل".

وأضافت: "قال المسؤول الاميركي للمسؤول الروسي انه تلقى تقريرا سريعا من مساعد وزير الخارجية الاميركي يطلب فيه الاجتماع بالمسؤول الروسي والبدء بالتحضير لكي تتدخل روسيا مع حزب الله كي ينسحب من الاراضي السورية وهذه الخطوة هي خطوة مساعدة جدا لجهود وزيري خارجية اميركا وروسيا"، مؤكدة ان "حزب الله من جهته، لا ينسحب من منطقة القصير الى حد انه لو جاء الجيش النظامي السوري وتمركز، فإن هنالك خوفا من عمليات انتحارية ينفذها الاصوليون من جبهة النصرة وتنظيم القاعدة. اضافة الى انهم لديهم اسلوب بالاختراق لا يستطيع الجيش النظامي ضبطه مثلما تضبطه قوى حزب الله التي تنتشر على مستوى مجموعات صغيرة وتتوزع في كل المنطقة وتحمي الاهالي والارزاق".  

 

أبرشيّة نيوتن للروم الملكيين الكاثوليك في الولايات المتحدة الأميركية

رسالة مفتوحة إلى الرئيس أوباما من المطران نقولاوس سمرا

سيادة الرئيس،

لا يجوز لنا أن ندَع المأساة التي تجري حاليَّا في سورية  تتطوّر لتؤدّي إلى مزيد من النتائج المأساوية التي من شأنها أن تخدم مصلحة الإرهاب الأصوليّ. وبما أني الرئيس المسؤول، في الولايات المتّحدة الأميركيّة، عن الكنيسة الملكيّة الكاثوليكيّة ، ذات الجذور المتأصّلة في سورية  والشّرق الأوسط بأسره، فإنّي أرحّب "بالبوادر المشجّعة" للانفراج الدّبلوماسي، الذي أصبح  يتيح لكم أن تتحدّثوا مباشرة مع الرئيس الرّوسي فلاديمير بوتين. لا حاجة بنا إذَن إلى  هجوم عسكريّ ، لأنّ الدّبلوماسيّة تستطيع الانتصار على السّلاح!

حتى الآن ليس عندنا أدلّة دامغة تُثبت أنّ الحكومة السّورية هي التي قامت باستعمال الأسلحة الكيميائيّة. ذلك أنّ القوى المتمرّدة ليست واحدة، بل متعدّدة، ومعظمها ليس سورّيًا، بل من الغرباء الذين يتطلّعون إلى استبدال الحكومة المدنيّة الحاليّة، بحُكم متطرّف. أجَل، إنّي أشاطر الرأي في أنّ الحكومة الحاليّة تفتقر إلى إصلاح، لكنّ الإصلاح لا يعني سيطرة الإرهابيّين المتطرّفين، الذين نكافحهم في مناطق أخرى من الشّرق الأوسط.

تلك القوى المتمرّدة هي التي تقوم  بخطف المنتمين إلى الأقليّات، لا سيّما المسيحيّين، وبأعمال التّعذيب، وتدمير الكنائس، وابتزاز الفِدَى الفاحشة،  وحتّى قتل الأبرياء الذي يرفضون أن يحملوا السّلاح ضدّ الحكومة الشّرعيّة.

وقد شهدنا في الأسبوع الماضي  فظاعة التّدمير الذي كاد يشمل معلولا برمّتها، تلك المدينة المسيحيّة التي تتضمّن ديرين من أعرق الأديرة في العالم المسحيّ: دير مار سركيس وباخوس، ودير مار تقلا. فقد أُرغِم الأهالي المسيحيّون على مغادرة منازلهم والهرب من المدينة . كما هُدّد بعضهم بالقتل إن لم يعتنقوا الاسلام.  وهنالك كنائس نُهِبَت ودُمِّرَت. تلك هي المخطَّطات السّلفيّة. وأولئك هم المتمرّدون الذين تقوم بلادنا بتأييدهم. وهذا ما يُقلقنا.

كنيستنا الملكيّة لها خمس ابرشيّات في سورية. وكل واحدة منها فُجِعَت  بكارثة فقدان أبناءٍ لها هربوا،

وبتدميرٍ مريع للكنائس عن يد المتمرّدين التّابعين للقاعدة. كما قذف المتمرّدون الأديرة والكنائس والمقرّات الأسقفيّة بالقنابل، لأنّ الأقليّة المسيحيّة ترفض حمل السّلاح ضدّ الحكومة الشّرعيّة المدنيّة التي تحمي حقوقهم.

ولا ريب أنّ شنّ  أيّ هجوم مقبل على سورية، سيؤدّي إلى زوال تام للمجموعات المسيحيّة، على غرار ما نشاهده حاليًّا من الفظائع التي سبّبناها في العراق.

إنّ الخطاب المعدَّل، الذي وجّهتموه إلى هذه الأمّة العظيمة،  سيادة الرّئيس، نال التّرحيب العام،  لأنه كان بمثابة نسيم عليل، جعلًنا نتنفّس الصعداء، عندما تحوّل الوضع من الهجوم بالقنابل، إلى التسوية  الدّبلوماسيّة. ينبغي علينا إذَن أن نَعْدِل عن استعمال القوّة. ولا ريب أنّ دعوَتكم الكونغرس  إلى السّماح لكم بالهجوم، بدلا من انفرادكم بالعمل المستقلّ،  قد فتح أعينًا كثيرة.

والآن أحثّكم، بل أرجوكم، بل أتوسّل إليكم، أن تواصلوا السّير على درب التسوية السّلميّة، التي تؤمنون بها  والتي دافعتم عنها بشدّة أثناء خوضكم الحملة الانتخابيّة لرئاسة البلاد.

إذن رجاءً، واصلوا الدّبلوماسيّة واعدلوا عن القنابل.

مع أطيب التمنّيات

+ المطران نقولاوس سمرا

رئيس أبرشيّة نيوتن للرّوم الملكيّين الكاثوليك

في 12 أيلول/سبتمبر 2013

 

مهلة أسبوع للأسد لكشف «الكيماوي».. وأوباما يلوح بعواقب

ترحيب أممي وأوروبي وتشكيك تركي.. واستياء المعارضة > الائتلاف ينتخب طعمة الخضر رئيسا للحكومة المؤقتة

واشنطن: محمد علي صالح بيروت: ليال أبو رحال ونذير رضا جنيف-لندن: «الشرق الأوسط» /بعد ثلاثة أيام من المفاوضات الماراثونية بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف, رأى النور اتفاق بين الطرفين بشأن التخلص من ترسانة سوريا من الأسلحة الكيماوية يضع دمشق تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يجيز اللجوء إلى القوة في حال لم تف بتعهداتها.

كما تضع الخطة المؤلفة من ست نقاط إطارا زمنيا للعملية, إذ يتوجب على الرئيس السوري بشار الأسد الإعلان عما لديه من أسلحة في غضون أسبوع، وأن يبدأ المفتشون مهامهم في نوفمبر (تشرين الثاني) على أن يجري التخلص من تلك الأسلحة خلال النصف الأول من العام المقبل، أي في غضون أشهر. وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع لافروف في جنيف أمس «توصلنا إلى تقييم مشترك لكميات ونوعية الأسلحة التي يملكها نظام الأسد, ونحن مصممون على وضع هذه الأسلحة بسرعة تحت إشراف الأسرة الدولية». وحذر كيري من أنه إذا لم تلتزم سوريا بالاتفاق فإنها ستواجه عواقب بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يتناول العقوبات والعمل العسكري.

مواضيع ذات صلة

اتفاق أميركي ـ روسي بشأن الكيماوي السوري يمهد لوضع دمشق تحت البند السابع   

من جهته لوح الرئيس الاميركي باراك اوباما بعواقب في حال فشل الجهود الدبلوماسية, وتعهد أمس بأن سوريا ستجري محاسبتها اذا لم تف بوعودها بتسليم اسلحتها الكيماوية. وجاء كلام اوباما في بيان حسب وكالة رويترز.

وشهد الاتفاق ترحيبا أمميا واوروبيا, لكن تركيا وكندا شككتا في جدواه بينما جددت المعارضة السورية رفضها له، متعهدة بالعمل على إسقاط الأسد. وعبر ممثل الائتلاف في واشنطن نجيب الغضبان لـ«الشرق الأوسط» عن خشية المعارضة من تحول الملف الكيماوي السوري، إلى نسخة أخرى عن الملف النووي الإيراني، «لجهة المماطلة بالتنفيذ، وكسب الوقت». من جهة أخرى، انتخب الائتلاف الوطني السوري المعارض الإسلامي المعتدل أحمد طعمة الخضر رئيس وزراء مؤقتا بعد حصوله على 75 صوتا من 97 صوتا في اقتراع أجراه الائتلاف في إسطنبول أمس.

 

 أحمد طعمة: ستقوم في سوريا جمهورية جديدة لا مكان فيها للقتلة والمجرمين

الائتلاف» ينتخب أحمد طعمة الخضر لتشكيل الحكومة المؤقتة * الهيئة العامة استمعت لإدريس وتعهدت بتأمين 10 ملايين دولار لإنشاء جيش وطني

 بيروت: ليال أبو رحال /الشرق الأوسط

كلف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أحمد طعمة لتأليف حكومة انتقالية. وفي أول مؤتمر صحافي له بعد تكليفه، أكد طعمة أنه «ستقوم في سوريا جمهورية جديدة لكل السوريين لا مكان فيها للقتلة والمجرمين، ولن يكون هناك أي حرمان لأي جهة من الحقوق المدنية». وأعلن طعمة أن الحكومة ستضع خطة استراتيجية للمرحلة الانتقالية، لافتا إلى أنها سوف تنظم العمل الإنساني وتدعم «الجيش السوري الحر». وشدد على أن «أهم واجباتنا وقف القتل والعدوان على الشعب والأرض»، مشيرا إلى أننا «سوف نعمل على ضبط وحماية الأمن ضمن خطة واحدة»، وأن «ولادة الحكومة ستكون قريبة».

ومعروف عن طعمة انخراطه في العمل السياسي والفكري، وقد بدأ نشاطه بشكل رسمي عام 1992 في مدينة دير الزور، وشارك في تأسيس مجموعتين، إحداهما فكرية تعنى بإعادة النظر في التراث الفكري الإسلامي، ومجموعة أخرى تبنت منهج اللاعنف والمقاومة السلمية ورفض التنظيمات السرية على الصعيد السياسي. وفي عام 1997 بدأ في مخاطبة الناس من خلال خطبة الجمعة، ولم تدم التجربة أكثر من سنتين بعد قيام النظام بعزله من الخطابة بسبب التوجس من أي أفكار تنويرية، وبعد رفضه الوقوف دقيقة صمتا على روح باسل الأسد في إحدى المناسبات. في عام 2001 انضم إلى لجان إحياء المجتمع المدني مناديا بزيادة الهامش الديمقراطي في سوريا والإفراج عن سجناء الرأي والانتقال بالبلاد من حالة الديكتاتورية إلى الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان. كما شارك في المنتديات السياسية التي تشكلت في سوريا بعد خطاب القسم لبشار الأسد، ومن أهمها منتدى الأتاسي في دمشق، كما شارك في معظم الندوات التي عقدت في المحافظات في تلك الفترة، وأصبح معروفا في الأوساط السياسية السورية المعارضة باعتباره ممثلا عن التيار الإسلامي الديمقراطي، واتهم من قبل بعض المتشددين بأنه إسلامي ليبرالي.

وفي عام 2005 كان أحد مؤسسي إعلان دمشق الذي كان يدعو إلى التغيير السلمي المتدرج الآمن ونقل سوريا من حالة الاستبداد إلى حالة الديمقراطية، وانضم إلى إعلان دمشق باعتباره شخصية وطنية مستقلة ليس لها انتماء حزبي. في مايو (أيار) 2006 وفي اجتماع الخراطة بالقرب من مدينة دير الزور تم انتخابه ممثلا عن محافظة دير الزور في المجلس الوطني لإعلان دمشق والذي كان يتم الإعداد لعقده داخل سوريا في خطوة تحد للنظام. وفي عام 2007 انتخب المجلس الوطني لإعلان دمشق طعمة أمينا للسر، وبعدها بأسبوع اعتقل مع زملائه في قيادة إعلان دمشق وكانوا 12 معتقلا، وتم تقديمهم للمحاكمة والحكم عليهم جميعا بالسجن مدة عامين ونصف العام مع التجريد من الحقوق المدنية والفصل من الوظيفة. تم الإفراج عنه عام 2010 في شهر يونيو (حزيران)، فعاد إلى النشاط السياسي في مواجهة الديكتاتورية، وشارك في الثورة السورية منذ أيامها الأولى سواء في المظاهرات أو اللقاءات الإذاعية والتلفزيونية، وتعرض للكثير من التضييقات الأمنية والاحتجاز عدة مرات ثم الاعتقال مرة أخرى في يوليو (تموز) 2011 لأكثر من شهر باتهامات بالتحريض على التظاهر والنقد الشديد للنظام ومهاجمة مؤتمر «سميراميس» في دمشق. وجرى اعتقاله مرة أخرى بسبب العمل الإغاثي في محافظة الحسكة في أواخر عام 2012.

وأصبح عضوا في المجلس الوطني السوري عند تشكيله باسم مستعار هو «أحمد السائح»، كونه مقيما داخل الأراضي السورية، ثم ترك عضوية المجلس الوطني السوري لعدم قدرته على حضور اجتماعاته والمشاركة فيه بفعالية.

وبعد الإعلان عن تشكيل المجالس المحلية وعقد مؤتمرها في إسطنبول في الأسبوع الأخير من شهر يناير (كانون الثاني)، أصبح د.أحمد طعمة مستشارا للمكتب التنفيذي للمجلس المحلي في محافظة دير الزور، وعمل مع رئيس المجلس المحلي على ترتيب المجالس المحلية في المحافظة. وكانت الهيئة العامة التي انتهت من عملية فرز الأصوات مساء أمس قد استهلت اجتماعها باستضافة رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس الذي قدم عرضا موجزا عن الوضع الميداني، وقال إن «وضع الجيش الحر من حيث القدرات القتالية والذخائر جيد»، كاشفا أن لديه «خططا متكاملة للتعامل مع الأوضاع الميدانية تحديدا في حلب وإدلب والمناطق الشرقية».

ولفت إدريس، بحسب مصادر الائتلاف، إلى «تطورات ميدانية مهمة ستحصل في القريب العاجل»، كما عرض «خطة لدى هيئة الأركان لإنشاء مؤسسة عسكرية واحدة تحت مظلة سياسية هي مظلة الائتلاف، ووضع تقديرات أولية بتكلفة تصل إلى 10 ملايين دولار، والتزم الائتلاف بتأمين هذا المبلغ مبدئيا في وقت قصير».

 

ضرورات الجيش الحر

فايز سارة/الشرق الأوسط

يعتبر كثير من السوريين، أن الجيش السوري الحر بين أهم ظواهر الثورة، وهو الموازي المباشر والمسلح للحراك الشعبي الواسع الذي أطلقه السوريون مع بداية الثورة، شاملا حركة تظاهر واحتجاج، وأشكالا من التضامن والتآزر في مواجهة النظام وسعيا من أجل تغييره وإقامة نظام ديمقراطي بديل. بل إن الجيش السوري الحر ولد في إطار ذلك الحراك ومن أجل الدفاع عن حركة التظاهر والاحتجاج وعن حواضنها الاجتماعية.

وعلى الرغم من الخلفية الموحدة في نشأة الجيش الحر من حيث تكوينه من ثوار مدنيين وعسكريين منشقين، ومن حيث أهدافه الأساسية في الدفاع عن الشعب وحماية المتظاهرين، فقد ظهرت تشكيلاته منفصلة بعضها عن بعض لا يجمعها سوى الاسم، وفشلت محاولات كثيرة في دمج وتوحيد تلك التشكيلات في كيان تنظيمي واحد وتحت قيادة واحدة، لكنها لم تغلق الباب، حيث بقي شعار وحدة الجيش الحر بين أهم الشعارات المرفوعة في صفوف السوريين الراغبين في انتصار الثورة.

إن أسبابا كثيرة أدت إلى فشل محاولات توحيد الجيش الحر، أبرزها الأسباب السياسية وفي مقدمتها غياب مركز قيادي فاعل ونشط للمعارضة السورية، يشكل حاضنة ومرجعية سياسية ولوجيستية للجيش الحر، كما أن بين الأسباب وجود تدخلات إقليمية ودولية، ساهمت في تكريس وجود تشكيلات منفصلة، وإن كانت تنتمي علنا إلى الجيش الحر، فإن ذلك الانتماء لم يتجاوز حد القول، إذ هي تشكيلات محلية الطابع.

ولم تمنع تلك الأسباب عملية توحيد الجيش الحر، إنما شجعت مع عوامل أخرى على ولادة تشكيلات مسلحة لعب الكثير منها دورا سلبيا وتخريبيا، وأساء إلى ثورة السوريين على نحو ما يظهر في جماعات التطرف من أخوات «القاعدة» مثل جبهة النصرة ودولة العراق والشام ووحدات الحماية الشعبية الكردية، التي حملت مشاريع سياسية، تختلف عن مشروع ثورة السوريين في الحرية والعدالة والمساواة.

ووسط التطورات السياسية - العسكرية والأمنية التي دخلتها البلاد، ولا سيما استمرار عمليات القتل والدمار التي يتابعها النظام ضد السوريين، ومحاولات تسعير الصراعات المحلية الدينية والطائفية، وتصعيد مشاريع تتصادم مع المشروع العام للجيش الحر في حماية المناطق المدنية وإسقاط النظام، صار من المفروض حضور قوة عسكرية موحدة لها تغطية وطنية عامة، يمكن أن تتشكل حول هيئة الأركان للجيش السوري الحر، ويمكن للتشكيلات المنتسبة للجيش الحر والقريبة منه، أن تشكل الهيكل الأساسي للجيش الموحد التابع عسكريا لهيئة الأركان، التي تشكل مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة حاضنة ومرجعية سياسية ولوجيستية للجيش الحر.

إن ضرورات توحيد الجيش الحر، لا تتصل بطبيعة الصراع العسكري بين النظام والمعارضة، وهو صراع يبدو في احتمالاته متسعا في الأماكن وممتدا من الناحية الزمنية، مما يتطلب تحشيد وتنظيم قوى المعارضة العسكرية ووضعها تحت قيادة مسؤولة لها برامج تسليح وتدريب وإمداد ودعم مشتركة، تكون قادرة على مواجهة التهديدات التي تمثلها قوات النظام. وتتجاوز ضرورات توحيد الجيش الحر موضوع الصراع بين النظام والمعارضة إلى موضوع آخر، وهو حماية الكيان الوطني والمشروع الوطني للسوريين الذي ينبغي أن يركز على أن سوريا دولة لكل مواطنيها بغض النظر عن تنوعهم الديني والقومي والطائفي والمناطقي، وهو تنوع ينبغي حمايته في إطار الدولة الوطنية، وليس على حسابها، والحاضن الرئيس لمثل هذا المشروع هو الجيش الحر الذي تأسس أساسا على قاعدة حماية الشعب من عدوان النظام وأدواته، وهو المؤهل للعب دور الموحد والحامي للكيان الوطني من أن يقع أسير تطرف ديني أو قومي أو طائفي، بحيث يمنع انقسام سوريا إلى كيانات متصارعة، ويمنع أيضا إقامة دولة إسلامية متشددة على نحو ما ترسم «القاعدة» وأخواتها من جبهة النصرة ودولة العراق والشام، أو لجهة نواة لكيان كردي في الشمال والشمال الشرقي. إن ضرورات الجيش الحر اليوم، تبدو أكثر بكثير مما كانت عليه يوم ظهور تشكيلاته الأولى، التي كان هدفها حماية المتظاهرين والدفاع عن حواضنهم، واليوم صارت ضروراته أبعد من ذلك بكثير، مما يفرض توحيده وتطويره للقيام بمهمات لم تكن مطروحة في السابق.

 

هل تبرأ العالم من الشعب السوري؟

د. شمسان بن عبد الله المناعي/الشرق الأوسط

لم يعد لدى الشعب السوري ما يخسره لقد وصل إلى مرحلة فقدان الثقة بالمجتمع الدولي الذي يقوم على المبادئ والقيم الإنسانية العليا وحقوق الإنسان، وغيرها من المبادئ التي قامت من أجلها منظمة الأمم المتحدة ومنظماتها التابعة لها التي تدافع عن حق كل شعب بأن يعيش حياة كريمة على أرضه، ومنذ أكثر من عامين والنظام السوري الديكتاتوري يواصل سياسة الأرض المحروقة والمجازر المروعة، حيث يصل عدد القتلى إلى 150 ألف قتيل وأكثر من ثلاثة ملايين مشرد في العراء، وبذلك وصل الشعب السوري إلى مرحلة أصبح فيها على استعداد أن يقبل التعاون والتدخل من أي جهة في العالم.

لقد كان هذا الشعب رهينة منذ سنوات لنظام لا يعرف الرحمة. من هذا المنطلق علينا أن نعرف لماذا يرحب الشعب السوري بالضربة الأميركية المرتقبة، بل فقد تكون هي القشة التي تقصم ظهر البعير لكي يتخلص من هذا النظام الدموي، الذي يستند بدوره إلى قوتين كبيرتين وهما روسيا وإيران وميليشيات حزب الله ومليشيات طائفية عراقية.

وكشفت مجزرة الغوطة الكيماوية عن الكثير من الحقائق أهمها هشاشة النظام العالمي الجديد، الذي تغنت به الدول الكبرى بأنه عصر الديمقراطية والحرية للشعوب، فأي ديمقراطية هذه التي تسمح بأن يذبح شعب بأكمله ويباد أطفال ونساء وشيوخ بدم بارد على مرأى ومسمع من العالم من دون ذنب، أي ديمقراطية هذه التي تسمح بتهجير شعب كامل عن أرضه ودياره ويظل العالم يتفرج، لقد فضحت الثورة السورية الجميع من دون استثناء، بدءا من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن وانتهاء بجامعة الدول العربية. وأول مؤسسة إقليمية تسأل هي جامعة الدول العربية التي جاء اجتماعها الأخير في القاهرة مخيبا للآمال، فبدل أن تتحمل هي قضية الشعب السوري ألقت باللائمة على مجلس الأمن الدولي، وهذا الموقف في مضمونه هو تهرب من قضية الشعب السوري. وإقرارا للحق لا بد من الإشادة بالموقف السعودي والخليجي فلقد لعبت الدبلوماسية السعودية دورا كبيرا على الصعيد الدولي في إقناع العالم بضرورة اتخاذ موقف حازم وفوري. لقد تأخرت منظمة الأمم المتحدة كثيرا في لجم النظام السوري وحرب الإبادة البشرية التي يقوم بها، بسبب عقم آلية اتخاذ القرار في هذه المنظمة فلا قرار يتخذ إلا ويقابل بالفيتو الروسي أو الصيني، وكذلك استنفدت منظمة الأمم المتحدة كل الحلول السياسية إلى أن جاءت محرقة الغوطة التي استخدم فيها النظام الأسلحة الكيماوية وغاز السيرين وغيره من الغازات السامة المحرمة دوليا لكي يوضع النظام العالمي الجديد على المحك وخاصة الدول الكبرى. ووجد العالم نفسه في موقف لا يحسد عليه، وخاصة الرئيس الأميركي أوباما الذي تعهد منذ فترة بأن العالم لن يسمح للنظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية فهذا خط أحمر وبذلك وجد الرئيس الأميركي نفسه في مأزق، ومن جانبه قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مرافعته أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي محاولا إقناع أعضاء اللجنة بقرار الضربة العسكرية «بأنه إذا لم تجر الموافقة على قرار الضربة العسكرية، فسيكون ذلك بمثابة كارثة لأميركا وستفقد أميركا مصداقيتها أمام العالم». أين النظام العالمي الجديد الذي بشر به الغرب في القرن الجديد؟ نحن ظننا أن عصر الأنظمة الديكتاتورية قد ولى وزال، ولكن يبدو أن العالم ما زال يراوح مكانه، هل تنتظر الأمم المتحدة حتى تحدث مجازر أخرى في سوريا؟

ولأول مرة منذ تولي الرئيس الأميركي باراك أوباما منصبه رئيسا للولايات المتحدة منذ الفترة الأولى وحتى الآن، يظهر الرئيس الأميركي في موقف تردد، بسبب صعوبة القرار الذي يقدم على اتخاذه فهو من ناحية لا يريد أن يكرر السيناريو الذي مرت به الولايات المتحدة في كل من العراق وأفغانستان حين فقدت أميركا ستة آلاف جندي في العراق فقط، ولذا يكرر أوباما في كلامه دائما أنه لن تكون هناك حرب برية، ومن جانب آخر وجد أوباما نفسه يواجه بضغوط من الفريق الذي يعمل معه وكذلك من الرأي العام العالمي، وهذا ما يجعله في صراع إقدام وإحجام مما يفسر لنا لماذا يريد أوباما أخذ موافقة مجلس الكونغرس وكسب الرأي العام الأميركي، على الرغم من أن مركزه كرئيس للولايات المتحدة يسمح له باتخاذ قرار الضربة العسكرية من دون اللجوء للمجلس.

ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه وهو: ماذا لو لم يوافق الكونغرس الأميركي على هذا القرار؟ أعتقد أنها تكون كارثة! كما قال وزير خارجيته كيري، لأن ذلك له نتائج وخيمة أولا على السمعة الدولية للولايات المتحدة كرائدة للنظام العالمي الجديد وعلى حظوظ حزبه في الانتخابات المقبلة. ويجب أن لا ننسى أن التهديد الذي قد يشكله نظام الأسد على الدول المجاورة، في حالة إذا لم تقع الضربة العسكرية بعد أن أقرت الإدارة الأميركية أن نظام الأسد يمتلك ترسانة من الأسلحة الكيماوية، وماذا لو جرى تزويد حزب الله بهذه الأسلحة؟. هذا كله يفسر لنا التردد والتصريحات المتناقضة أحيانا التي يدلي بها فريق الإدارة الأميركية فتارة يتحدثون عن ضربة «تأديبية»، وتارة أخرى عن ضربة «فعالة»، إن قوة الحجج التي يطرحها أفراد الإدارة الأميركية لتبرير الضربة العسكرية لا تتناسب ونوعية الضربة العسكرية المقبلين عليها، حيث يصفونها بـ«المحدودة» والمستقبل القريب كفيل بأن يكشف لنا عن كل ما وراء ذلك. وإن غدا لناظره قريب!

 

ضعف أوباما أم ضعف أميركا؟

حمد الماجد/الشرق الأوسط

على الرغم من أن قرار ضرب سوريا يندرج تحت صلاحيات الرئيس الأميركي باراك أوباما إلا أنه بقذفه «جمرة القرار» على الكونغرس، جعل بينه وبين تداعيات هذا القرار الخطير حاجزا يشترك فيه مع الكونغرس في الغنم والغرم، غير مكترث بأن هذا التردد و«التنطيط» بين الضرب وعدم الضرب، وفي الأخير القبول بالمبادرة الروسية بجعل الأسلحة الكيماوية السورية تحت إشراف دولي، يوجه رسالة خاطئة (وقد تكون صائبة) لنظام بشار بأنه لا نية لإسقاط نظامه ولا مانع من مواصلة حربه لشعبه. فهل هذا التردد ضعف في الرئيس الأميركي، أم أنه أحد أعراض ضعف أميركا؟ لقد بلغت أميركا ذروة سطوتها واستفرادها بالعالم، أو هكذا ظنت، حين تهاوت منظومة الاتحاد السوفياتي السياسية والأيديولوجية فاستعرضت عضلاتها في أفغانستان وتباهت بقوتها في العراق وتبخترت في الصومال، فعلتها بلا حسيب ولا رقيب، كانت تأمر فتطاع وتنهى فينتهون، حتى أضفى عليها البعض صفات خارقة.. لا مانع لما أعطت ولا معطي لما منعت، خافضة لمن تشاء ورافعة لمن تريد، لكن الواقع يقول بأن حقبة الاستفراد بالعالم وأحادية القطب تمثل بداية نزول بطيء لهذه الدولة العظمى، وهذا ليس تصورا سطحيا مستعجلا، بل هو ما نبه إليه وحذر منه عدد من المفكرين الأميركيين، والوقائع السياسية المعاصرة تسنده. لاحظ مثلا كيف كانت أميركا، بعد تهلهل منظومة الاتحاد السوفياتي، تصول وتجول في العالم بقرارات عسكرية خطيرة متدثرة أحيانا بغطاء قرارات مجلس الأمن الدولي، وفي أحيان أكثر من دونها، كما جرى في احتلال أفغانستان والعراق، أعقب ذلك التلويح بـ«النظام العالمي الجديد» والذي أرادت به أميركا تغييرا جذريا حتى في أنظمة حليفة لها في منطقة الشرق الأوسط، حينها لم تكن روسيا قد أفاقت من غيبوبة سقوط منظومتها، وكان اقتصادها المتهاوي ألما موجعا في خاصرتها أشغلها عن هموم العالم واستعراضات الابتهاج الأميركي بسقوط أيديولوجيتها وتفلت أقاليمها، وأما الصين فكان إرثها الحضاري الضارب في أعماق التاريخ جعل ساستها يقرأون المستجدات السياسية قراءة واقعية فحنوا رؤوسهم لعاصفة النشوة الأميركية بسقوط خصمهم السوفياتي، وحرصت على المحافظة على مكتسباتها الاقتصادية الجبارة وعدم التفريط فيها بسبب نزوة أميركية عابرة، فكان «عدم التصويت» في مجلس الأمن رمزية لحضور روسيا والصين غير المؤثر. لكن عسل الاستفراد الأميركي ذاب أمام سخونة الغضب الصيني الروسي في الحالة السورية، فتحدت الصين وروسيا أميركا في مجلس الأمن ثلاث مرات، ومنعتا إجراءات ضد نظام بشار الأسد، وكانتا من الأسباب الرئيسة في حالة التردد المخجل لرئيس أكبر قوة عالمية، وقل الشيء ذاته مع السياسة الأميركية في التعامل مع مصر بعد عزل الرئيس محمد مرسي، ارتباك وتردد، والتصريح ونقيضه بين أركان الإدارة الأميركية بمن فيهم أوباما «رئيس التردد» العالمي بلا منازع، وسواء كان تردد الرئيس الأميركي أوباما علامة ضعف للرئيس، أو هو عرض لبدايات ضعف في الدولة، فإن المجمع عليه أن سمعة أميركا تضررت كثيرا من موقفها الأخير تجاه جرائم بشار الكبيرة ضد شعبه.

 

فرصة نزع السلاح الكيماوي

أمل عبد العزيز الهزاني/الشرق الأوسط

لا أعرف إن كان من التهذيب الشماتة في سلاح الممانعة الكيماوي، الذي وقع تحت طائلة الرقابة الدولية وتكبيل يدي بشار الأسد عنه إلى غير رجعة، أم لا. لكن من المؤكد أن ما حصل سيظل عقودا طويلة مثار سخرية ضد جبهة ادعاء الممانعة والصمود. إن صحت التقارير التي تقول إن نظام الأسد يملك ثالث أكبر ترسانة لهذا النوع من الأسلحة في العالم، فإنه أمر جدير بالتساؤل حول السبب الذي يدفع بنظام متصالح مع العدو التاريخي، أي إسرائيل، ومتهادن معه وحارس لبوابة الجولان، أن يحرص على اقتناء سلاح دمار شامل بهذا الكم الهائل. الأرجح أن سوريا لم تكن سوى مستودع، لتجميع هذا السلاح الذي يمكن تصنيعه وتخزينه بسرية وسهولة أكثر من السلاح النووي، لأهداف تخدم حلفاءها في المنطقة؛ حزب الله اللبناني وإيران.

لنتذكر أن إيران التي تفاوض دوليا على حقها في استخدام الطاقة النووية انكشف أمر مشروع قنبلتها النووية من قبل منظمة «مجاهدين خلق» الإيرانية المعارضة في عام 2005، ولولا ذلك فلربما ظل العالم غافلا عن عمليات التخصيب التي تدار بسرية تامة فوق وتحت الأرض. ومن حينها وملف المفاوضات في شد وجذب، مما جعل إيران الغنية تعاني من عزلة اقتصادية أضرت بهيكلها الاقتصادي وعلاقاتها التجارية حول العالم، وانعكس بشكل كبير على مستوى معيشة المواطن الإيراني. اليوم يتكرر السيناريو نفسه مع بعض التحوير حينما ارتكب النظام السوري خطأ استراتيجيا باستخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين السوريين لقمع ثورتهم، فاجتذب الأنظار إلى قضية مثيرة حول خطورة امتلاك الأنظمة الشمولية المارقة على النظام الدولي لأسلحة دمار شامل. وعلى الرغم من التخبط والارتباك المثير للضحك الذي وقع فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما وفريقه حول الموقف من السلاح الكيماوي، والأهداف التي سجلها عليه الثعلب الروسي فلاديمير بوتين، فإنها المرة الأولى منذ بداية الثورة السورية التي تجتمع فيه واشنطن وموسكو على موقف موحد لصالح الثورة السورية، وإن بطريق ملتو.

بالنسبة لواشنطن وخطها الأحمر، فمصدر قلقها ليس استخدام السلاح الكيماوي بل وجوده. لو كان باراك أوباما مستاء من أجل الضحايا المدنيين لكانت ثارت حفيظته منذ أكثر من عامين على المجازر التي ترتكب يوميا بحق العزل، فالأطفال الذين ذبحوا وتقطعت أحشاؤهم بسكين شبيحة النظام لا يختلفون عمن ماتوا اختناقا بالكيماوي. لكن أوباما قلق ويشعر بالارتباك من نظام آيل للسقوط، غير متزن وغاضب قد يقوم بعمل أحمق حينما يشعر بأنه يهوي. دول الجوار التي تواجه خطر الكيماوي كما يتردد في المؤتمرات الصحافية للدول الغربية ليست الأردن أو العراق أو لبنان، بل إسرائيل، الأمن القومي الإسرائيلي حرك الغرب الجامد لاتخاذ خطوات جادة ضد نظام الأسد، لأنه يمتلك سلاحا مدمرا. ولكن ما يهم الثوار السوريين أن وجود هذا السلاح على الأرض السورية خطر أيضا على ثورتهم التي دخلها متطفلون من تنظيمات متطرفة موالية لـ«القاعدة»، مما يعني أن سقوط هذا السلاح في أيديهم أمر وارد مع كل هذه الفوضى التي تجري على الأرض، وقد يشكل تهديدا حقيقيا لسوريا ما بعد الأسد. النظام السوري عرض تسليم سلاحه مقابل تفادي الضربة العسكرية، وهذا يعني أن خياراته تضاءلت، وثقته في حسم المعركة لصالحه تلاشت، وحتى محاولات حزب الله الحثيثة هذه الأيام لتهريب الكيماوي السوري إلى لبنان لن تنجح إن تسارعت الضغوط الدولية على نظام الأسد لكشف ترسانته. فرصة نزع السلاح الكيماوي هي لصالح الثورة السورية، كما أنها توحد الموقف الدولي ضد النظام السوري، مما يشرع ضمنيا التسليح ضده، وهذا هو الأمر المهم الذي على الدول الحليفة للثورة أن تجتهد في تكثيفه. وإن صح أن نقسم الأدوار في هذه المرحلة فيمكن القول إن الغرب بإمكانه العمل على إنجاح خطة نزع السلاح الكيماوي ويترك لباقي الدول الحليفة مهمة توصيل السلاح للثوار. صحيح أن الضربة العسكرية المنتظرة ستعجل بانهيار النظام، وينظر إليها كدفعة معنوية قوية للثوار ولكل من تعاطف مع أزمة المدنيين القتلى واللاجئين، لكن إن جاز تأخيرها لغرض نزع الكيماوي من يد الأسد فهذا أمر مرض، حتى وإن كان السبب الحقيقي سلامة إسرائيل.

 

اتفاق اوسلو : عشرون عاماً من الخيبات العالم تغير .. والدولة الفلسطينية تبقى وعدا

النهار/20 سنة مرت على توقيع اتفاق أوسلو الشهير الذي أدخل الفلسطينيين في دوامة المفاوضات التي لا تنتهي على جزء محدود من الأرض الفلسطينية المحتلة. منذ عشرين تغيرت اشياء كثيرة في فلسطين وفي الاقليم والعالم والمفاوضات لاتزال مستمرة ويسعى الراعي الاميركي لتجديد شبابها ومع ذلك فان الفلسطينيين لم يحظوا حتى هذه اللحظة بدولتهم المستقلة فالقدس لا تزال تحت الاحتلال والضفة الغربية ينخرها الاستيطان وغزة تزداد ابتعادا عن الضفة فما الذي تغير على الساحة الفلسطينية وما الذي لم يتغير ؟ أوصل اتفاق أوسلو لعام 1993 منظمة التحرير الفلسطينية، الى ارض فلسطين ونشأت، للمرة الاولى منذ سايكس بيكو، سلطة فلسطينية على جزء من أرض فلسطين. ولقد أرادت القيادة الفلسطينية انذاك من وراء أوسلو توفير الامر الذي طالما افتقدته الثورة الا وهو الارض وقاعدة الارتكاز التي ستخفف من سطوة الجغرافيا السياسية على المنظمة. وأرادت ايضا أن تنتزع من واشنطن والدول الاوروبية اعترافا رسميا بمنظمة التحرير. وفي المقابل فان خيار أوسلو كان يمثل في ذهن القيادة الاسرائيلية مخرجا من المأزق الديموغرافي الذي تورطت فيه إسرائيل بعد احتلالها للضفة الغربية وقطاع .

لكن كان من أبرز التغييرات التي دخلت الساحة السياسية الفلسطينية بعد اتفاق أوسلو، انتهاء دور منظمة التحرير الفلسطينية التي هيمنت على هذه الساحة طوال عقود سابقة. ومع قيام السلطة الفلسطينية انتقلت عملية صناعة "الهيمنة" في المدى السياسي الجديد من أطر منظمة التحرير إلى أطر سلطة فلسطينية. تسعى للتحول إلى دولة على إقليم فلسطيني. ولذا باشرت فور قيامها منح نفسها رموز دولة حديثة وشكلها، في المجالات المتاحة لها وفقا اتفاق أوسلو والاتفاقات اللاحقة. لقد انتقلت السلطة من حقل يخيم عليه خطاب التحرير والمقاومة، ويقيم ائتلاف فصائل مسلحة، ويتسم بالتعددية السياسية والفكرية

والاعلامية ، ويدير تحالفات عربية ودولية على أساس الموقف من حقوق الشعب الفلسطيني، إلى حقل تسيطر عليه سلطة مركزية تحتكر استخدام العنف في المناطق المحددة لها وفقا للاتفاقات مع إسرائيل .

وهكذا لم تعد منظمة التحرير بفصائلها المسلحة المتعددة ومقراتها في الخارج، هي التي تهيمن على الساحة السياسية الفلسطينية، وإنما سلطة جديدة تحتكر شرعية "العنف" الداخلي وصناعة القرار السياسي، وتقيم على إقليمها وتتفاوض مع إسرائيل. وبات يحكم سلوك السلطة الفلسطينية اعتباران

أساسيان: الاول، فرض سلطتها الوحيدة على إقليمها في مناطق الضفة الغربية والقطاع. الثاني، توسيع رقعة هذا الاقليم وتوسيع مجالات صلاحياتها كي تأخذ شكل دولة حديثة عبر قنوات التفاوض الثنائي، بإشراف أميركي. وقد نجم عن هذا تداعيات اجتماعية ـ اقتصادية وثقافية على مجتمع الضفة الغربية وقطاع غزة. كما نجم عن تهميش دور التجمعات الفلسطينية في الخارج ووضعها في حالة قلق شديد على مصيرها.

وفي الواقع وبموجب اوسلو، اعترفت منظمة التحرير في اتفاق أوسلو بحق إسرائيل في الوجود، وبشرعية احتلالها أرض فلسطين التي استولت عليها عام 1948 ، والتي تشكل مانسبته 78 في المئة من مساحة فلسطين التاريخية . وبهذا الاعتراف خرجت الارض المحتلة عاك 1948 من دائرة الصراع، ومن دائرة التفاوض، وتاليا صار أي أمر يتعلق بالتفاوض ينحصر فقط بالضفة الغربية وقطاع غزة.

وفي المقابل ، فأن إسرائيل اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني، ولكنها في الوقت نفسه لم تعترف بحق الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع. ولا يوجد حتى الان أي تعهد اسرائيلي بالانسحاب من المنطقتين. كما ان الاتفاق لا يشير إلى أن الضفة الغربية أو قطاع غزة هي أرض محتلة، وهو ما يعزز الاعتقاد بأنها أراض متنازع عليها، وهذا السلوك الذي أراد الاسرائيليون إثباته طوال الفترة الماضية، وتاليا تثبيت موضوع الاستيطان وتبادل األراضي. وهكذا صار الفلسطينيون أمام اتفاق لم يتمكن من تطوير السلطة الفلسطينية باتجاه الدولة الفلسطينية المستقلة، بقدر ما أوجد غطا ء للاستيطان والتوسع الاسرائيلي.

وفي الاطار نفسه تعهدت منظمة التحرير الفلسطينية بوقف المقاومة المسلحة، والامتناع عن ممارسة الانتفاضة او اي شكل من اشكال العنف ، والتزمت تماما بالمسار السلمي، كما التزمت بحذف البنود الداعية الى تحرير فلسطين أو تدمير الكيان الصهيوني من الميثاق الوطني الفلسطيني. وهذا الميثاق هو الذي قامت على أساسه منظمة التحرير عام 1964 حين لم تكن مناطق الضفة الغربية أو قطاع غزة قد احتلت. وهذا ما نسف كل الاسس التي نشأت عليها المنظمة. وعندما تعهدت منظمة التحرير الفلسطينية بترك كل أشكال المقاومة المسلحة، وقصر نضالها على الوسائل السلمية، فإنها أدخلت نفسها في عملية تحريم وتجريم المقاومة المسلحة في المناطق التي تسيطر عليها؛ وتاليا وضعت نفسها في موضع ضبط وملاحقة كل من يخالف خطها السياسي في أماكن سيطرتها. وهذا ما جعلها تبدو وكأنها شرطيا لحساب اسرائيل الفلسطينية وحوّل الاحتلال الاسرائيلي إلى استعمار نظيف، ينفذه وكالء آخرون. كذلك لم يشر الاتفاق إلى حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، أو إقامة دولتهم المستقلة ولو على جزء من فلسطين. ولم يتضمن أية إشارة إلى دور منظمة التحرير في السيطرة على الحدود، كما لا توجد أية إشارة للولاية القانونية للسلطة الفلسطينية على المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ومُنعت السلطة الفلسطينية من إدخال أي نوع من الاسلحة الا باذن اسرائيلي وتاليا صار هناك خنق أمني إسرائيلي للسلطة الفلسطينية، كما صار هناك خنق اقتصادي أيضا إذ إن 70 في المئة من صادرات السلطة و 85 في المئة من وارداتها هي مع الكيان الاسرائيلي، وتستطيع إسرائيل متى أرادت وقف صادرات السلطة ووارداتها، ومنع تسليم إيرادات الضرائب المستحقة للسلطة، كما تستطيع تدمير البنى التحتية والمؤسسات والمصانع وتعطيل المواصالت كإجراءات عقابية أو وسائل ضغط على السلطة، إلى أن إسرائيل احتفظت بحق التحكم في تحرك الافراد، حتى إن رئيس السلطة نفسه لا يستطيع أن يدخل أو يخرج الا بإذن إسرائيلي.

والمفارقة الكبرى أنه في أي تسوية سلمية بين طرفين، وخصوصا بين المُحتل وبين ممثلي الشعب الواقع تحت الاحتلال، يتم حلّ القضايا الجوهرية ومن ثم يجري حلّ القضايا التفصيلية، غير أنّ ما حدث في الحالة الفلسطينية هو العكس تماما حيث حرى الاتفاق على الامور التفصيلية، ولكنه لم يحل القضايا الجوهرية، مثل مستقبل القدس والالجئين والمستوطنات اليهودية والحدود والمياه، ولم يضع سقفا زمنيا وتاليا تم ربط مصير القضايا الجوهرية أيضا بالارادة الاسرائيلية. وهكذا تحولت السلطة على إثر هذه التسوية إلى كيان وظيفي، لا يرتبط استقراره وتطوره برغبة الشعب الفلسطيني وإرادته، بقدر ما يرتبط بمدى استجابته للشروط الاسرائيلية ، حيث من الممكن أن تمارس إسرائيل في حال عدم استجابته لمعاييرها وطلباتها بممارسة الضغوط السياسية واالقتصادية والعسكرية والامنية، وشلّ عمل السلطة وإفشاله... لكن فشل اتفاق أوسلو لم يكن بسبب اختلال ميزان القوى لصالح اسرائيل فقط، بل وأيضا بسبب تردد الادارة الاميركية وخضوعها وانحيازها األعمى لاسرائيل. واليوم ومع تجدد الحديث عن العودة الى المفاوضات، فان المؤشرات على الارض سلبية جدا، وتوحي بان اسرائيل لم توافق على بالانخراط فيها مجددا رغبة في السلام ، بل تنفيذا لرغبات امنية اسرائيلية ورغبات اميركية محضة في ظل تدهور الوضع العربي ولاسيما في ظل انهيار سوريا والفوضى في مصر والارتباك العربي العام وتغيير مواقع القيادة العربية، وكل ذلك لايشجع على التفاؤل بعدما فقدت القضية الفلسطينية إلى حد بعيد امتدادها العربي، ومن ثم سقفا مقبولا للمفاوضات المقبلة. أما أمن إسرائيل ، وهو الاهم بالنسبة الى تل ابيب فيبدو أن وزير الخارجية الاميركي جون كيري طمأن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن واشنطن ستحصّن إسرائيل عسكريا وتكنولوجيا وأن الضفة الغربية ستبقى مجردة من السلاح الثقيل ومن دون جيش، وأن هدف المؤسسات الامنية الفلسطينية هو الحفاظ الامن الداخلي الفلسطيني وضمان عدم استعمال الضفة ممرا او مقرا لمهاجمة إسرائيل

 

إنتفاخ .. فانفجار

الياس الزغبي الياس الزغبي

يجب ألاّ نسأل كيف تتحوّل الهزيمة إلى انتصار ، والتنازل إلى تصاعد ، والتراجع إلى تقدّم ، في موقف رئيس النظام السوري بشّار الأسد .  لا عجب ، فهو وريث تراث سياسي يناهز نصف قرن ، من البطولات الورقيّة الجولانيّة ، وسليل الشعارَيْن الذهبيّين : " سنردّ في الزمان والمكان المناسبَيْن " ، و " سنزلزل الأرض ونغّير وجه الشرق الأوسط " ! مَنْ استمع إلى بشّار الأسد يهدّد ، ويتوعّد ، ويضع الشروط لتسليم سلاحه الكيميائي ، يخال أنّه خارج لتوّه منتصراً من " أوشفيتز " الغوطه و" أوسترلتز " معلولا . قد لا يكون السبب إصابته بلوثة الإنتصار الوهمي ، وعشرته الطويلة ل" الإنتصار الإلهي " ، بل حَيْرة وارتباك القرار بضرب يده التي استخدمت السموم لقتل الأطفال والأبرياء ، فخرج شاهراً سيفه الخشب في وجه أوباما ، مستقوياً بالعضل الدبلوماسي الروسي ، وقسوة الجليد السيبيري ورقص الدببة .ولكنّ نبرته العالية في وجه العالم ، وتحديداً في وجه الولايات المتّحدة ، ليست سوى تعبير عن إحساسه العميق بمصيره المحتوم ، سواء في ضربة تأديبيّة قاسية ، أو في صفقة سياسيّة تختم مسيرته الدمويّة . لا شكّ أنّ موسكو نجحت في تأجيل سقوطه بعض الوقت ، لكنّها أدركت أنّها غير قادرة على تثبيت ركبتَيْه في بُرَك الدمّ ، إلى ما لا نهاية . لم تكن تريد بيع جلد الدبّ قبل اصطياده ، لكنّها الآن تراه عالقاً في شبكته   " الكيميائيّة " ، مهما حاولت تبرئته من الجرائم الموصوفة ولذلك ، هي باتت جاهزة للمساومة على جلد الدبّ العالق . وليست الإجتماعات المفتوحة بين لافروف وكيري ، بعد العشاء السرّي في بطرسبورغ ، سوى " يالطا " ثنائيّة لحصر الإرث وتوزيع التركة وخرائط النفوذ . وقد يذكر التاريخ بطرسبورغ الروسيّة ( لينينغراد سابقاُ ) ، كما ذكر يالطا الأوكرانيّة ( الروسيّة سابقاً ) ، مع فارق الأحجام والظروف . ليس أفضل من تحقيق نتائج الحرب وأهدافها بدون حرب : هذا ما يحدث الآن تماماً . " وَقَعَت قبل أن تقع " ( عنوان مقالي هنا قبل أسبوعَيْن 31 - 8 - 2013 ) ، قراءة لما حقّقته الضربة قبل حصولها . بدأت تحقّق أهدافها بوهجها فقط ، ولكنّها ما زالت واردة وماثلة بنارها في حال الإخلال بنتائجها، وأبرزنتيجة هي ضبط ، ثمّ تدمير أسلحة النظام السوري الكيميائيّة .

وعين العالم مفتوحة على محاولات النظام إخفاء قسم من هذه الأسلحة وتسريب أو تهريب قسم آخر إلى المالكي في العراق ، وإلى " حزب الله " في لبنان . فإذا صحّت المعلومات حول هذا التسريب ، سيكون العالم ، بما فيه واشنطن وموسكو معاً ، في حِلّ من المسعى السياسي الدبلوماسي الأخير . وإذّذاك ، تتّسع جغرافيّة الضربة ، وتتحوّل إلى حرب لا ينجو منها لبنان ، ولا العراق .

إنّ أسوأ ما يرتكبه نظام الأسد قبل رحيله ، هو تلويث لبنان بآخر قذاراته ، الغازات السامّة . ولا يتصوّر عاقل أن يرتكب " حزب الله " هذه الحماقة القاتلة ، ولو تنفيذاً ل" تكليف شرعي " من الوليّ الفقيه !

قد يكون أطراف " الممانعة " الثلاثة في حالة نشوة ، أو إحساس بتسجيل " انتصار " لمجرّد بلبلة الضربة الأميركيّة ، أو على الأقلّ تأجيلها . وغالباً ما تُصيب النشوة صاحبها بغشاوة الرؤية ونقص التركيز ، فيفعل ما لا يفعله في حال الصحوة . قد يتوهّم أحدهم أنّه مارد ، فيتقزّم ويسقط ضحيّة وهمه . وفي قصص الحيوانات والطيور ، من إبن المقفّع إلى لافونتين ، وحِكَم الهند والصين ، عِبَر كثيرة للإنسان ، ليس أقلّها الذبابة والقافلة ، والضفدع الحالم بحجم ثور ، حتّى الإنتفاخ فالإنفجار .. وقول الشاعر العراقي صفيّ الدين الحلّي ( القرن ال 14 ) : " إنّ الزرازير لمّا قام قائمها \\ توهّمت أنّها صارت شواهينا ظنّت تأنّي البُزاةِ الشهبِ عن جَزَعٍ \\ وما دَرَتْ أنّه قد كان تهوينا "

 

من هو احمد طعمة رئيس الحكومة السورية الموقتة؟

بيروت – الحياة/بعد مرور نحو 3 أشهر على استقالة رئيس الحكومة السورية الموقت غسان هيتو، اختار "الائتلاف الوطني للمعارضة السورية" الدكتور أحمد طعمة أمس السبت، بأصوات 75 من أعضاء الائتلاف، البالغ عددهم 97.

من هو أحمد طعمة؟

ولد الدكتور أحمد طعمة (48 عاماً)، وعاش معظم سنوات حياته في دير الزور، باستثناء خمس سنوات عاش قضاها في المملكة العربية السعودية، حيث كان والده مدرساً بين عامي 1974 – 1975.

انخرط طعمة، وهو طبيب أسنان، في العمل السياسي في العام 1992 مع مجموعة من الأصدقاء والباحثين في مدينة دير الزور، وأسسوا مجموعتين، إحداها فكرية تعنى بـ"إعادة النظر في الميراث الفكري الإسلامي وتصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة التي تسببت في تخلفنا الحضاري"، على حد تعبير طعمة. ومجموعة أخرى تبنت منهج اللاعنف والمقاومة السلمية  ورفض التنظيمات السرية على الصعيد السياسي .

وفي عام 1997 بدأ بمخاطبة الناس من خلال خطبة الجمعة، إلا أن تجربته لم تدم أكثر من سنتين، بعد قيام النظام بعزله من الخطابة بسبب أفكاره، ورفضه الوقوف دقيقة صمت على روح باسل الأسد في إحدى المناسبات. ثم انضم عام 2001 إلى لجان "إحياء المجتمع المدني"، منادياً بـ"زيادة الهامش الديموقراطي في سورية، والإفراج عن سجناء الرأي، والانتقال بالبلاد من حالة الديكتاتورية إلى الديموقراطية، وحماية حقوق الإنسان". كما شارك في المنتديات السياسية التي تشكلت في سورية، بعد خطاب القسم للرئيس السوري بشار الأسد، ومن أهمها منتدى الأتاسي في دمشق.

الثورة والاعتقال

شارك طعمة في تأسيس ما يعرف بـ"إعلان دمشق" عام 2005، الذي كان يدعو إلى "التغيير السلمي المتدرج الآمن في سورية"، ثم انتخب في 1/12/2007 أميناً للسر، إلا أنه لم يتمكن من قيادة المجلس الوطني لإعلان دمشق. فقد اعتقل بعد أسبوع واحد من انتخابه، مع 11 من زملائه تم تقديمهم للمحاكمة، والحكم عليهم جميعاً بالسجن مدة عامين ونصف مع التجريد من الحقوق المدنية والفصل من الوظيفة.

في حزيران/يونيو عام 2010 أفرج عن طعمة، الذي عاد إلى النشاط السياسي، خصوصاً عام 2011 مع بداية الثورة السورية. فاعتقل مجدداً في تموز/يوليو 2011 لأكثر من شهر، وبعد خروجه شارك في العمل الإغاثي في مدينة دير الزور، ثم أصبح عضوا في المجلس الوطني السوري عند تشكيله تحت اسم مستعار، كونه مقيم داخل الأراضي السورية، ثم ترك عضوية المجلس الوطني السوري لعدم قدرته على حضور اجتماعاته والمشاركة فيه بفعالية.

أواخر عام 2012 اعتقل الدكتور أحمد طعمة مجدداً، ثم بعد الإعلان عن تشكيل المجالس المحلية وعقد مؤتمرها في اسطنبول في الأسبوع الأخير من شهر كانون الثاني/يناير، أصبح مستشاراً للمكتب التنفيذي للمجلس المحلي في محافظة دير الزور، وعمل مع رئيس المجلس المحلي على ترتيب المجالس المحلية في المحافظة، ثم أصبح رئيساً لمجلس السلم الأهلي في محافظة دير الزور، ثم رئيساً للحكومة السورية الموقتة في 14/09/2013.

طعمة: سورية لكل السوريين

بعد يومين من المحادثات والاجتماعات، توصّل الائتلاف السوري إلى اتفاق على انتخاب الدكتور أحمد طعمة، ليشكّل حكومة من 13 وزيراً. وقال طعمة للحاضرين بعد انتخابه، إنه "يتشرف بتحمل هذه المسؤولية الكبيرة، التي فرضتها عليه التضحيات التي قام بها السوريون"،  وأكد أن "سورية ستكون لكل السوريين، ولن يكون فيها مكان للقتلة والمجرمين".

فيما يأمل الائتلاف السوري أن يعزز طعمة مصداقية المعارضة السورية، يُنتظر من رئيس الحكومة الجديد أن يؤلف حكومة موقتة تدير المناطق السورية، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، وينجح في هذه المهمة التي لم يتمكن الرئيس السابق غسان هيتو من إنجازها.

 

كل الدروب العونية تؤدي إلى.. التعطيل

 كارلا خطار/المستقبل

أن يدعو رئيس الحكومة المكلّف النائب تمام سلام مرارا ويوميا الى الإعتدال والتوحّد حول لبنان والتلميح الى أن هناك من يعرقل مهمّته، لا يعني أنه مرشّح غير قادر على تشكيل حكومة ولا يؤشّر كذلك الى أن الدستور اللبناني لم يعد متلازما مع النسيج اللبناني.. أما أن يدعو "التيار الوطني الحرّ" سلام "للإعتذار عن عدم تشكيل الحكومة"، فهذا يعني بأن النائب المكلّف بمهمة وطنية في هذه الظروف الدقيقة، لا يحوز شخصيا على "إعجاب" التيار ولا يدعم مشاريعه الوزارية المبنية على تحالف التعطيل مع حليفه المعطّل! فقد وجد "التيار" الحجّة الأكثر ملاءمة لتبييض "غسيله" وتلميع صورته أمام الرأي العام.. كانت هذه الحجة لتنجح لو كان غير متفاهم مع الحزب المسلّح، حيث أن مهمّة عرقلة التشكيل باتت أسهل من مهمّة تسهيل التشكيل! لا يحتاج الحليفان الى أسلحة لتنفيذ هذه المهمة، فـ "العصي بالدواليب" تكاد تكفي.

يجيز الدستور لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة معا اختيار الوزراء، ولا شكّ بأنهما لو أرادا ذلك لتشكّلت الحكومة منذ أن أدار سلام محرّكات محادثاته أملا بتجازب كل الأفرقاء وتشكيل حكومة عادلة. والعدل يعني المساواة والتوازن، الكلّ ارتضى واقتنع إلا قوى 8 آذار وتحديدا "حزب الله" و"التيار". هذا الواقع، الذي يعيشه اللبنانيون يوميا من اقتراحات سلام وصدّها من قبل الفريق الآخر، يردّه عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب نعمة الله أبي نصر الى سلام شخصيا داعيا إياه الى "الإعتذار عن عدم تشكيل الحكومة". سلام، لم يفرض نفسه مرشّحا، فهو حظي بـ 124 صوتا في المجلس النيابي، والأصوات الأربعة المتبقيّة رفضت التصويت لأسباب خاصة منها رئيس التكتل النائب ميشال عون، وها هي الأسباب تتضّح اليوم، ربّما كان يعرف عون مسبقا بأن مهمة سلام ستكون معرقلة وحتى مستحيلة أو كأنه أراد أن يقارن التوقيت الذي سيستغرقه سلام في تشكيل حكومته مع التوقيت الذي شكّل فيه حكومته العسكرية الإنتقالية في العام 1988 ولم يكن له حينها الثلث المعطّل بل "الكلّ المعطّل".. على هذا النحو، يسعى "التيار" الى اختيار رئيس حكومة يؤمن له حكومة معطّلة للحياة السياسية فيختلّ التوازن ومعه يكون عهد العدل قد ولّى.. المطلوب بحسب "التيار" إذاً، أن يعتذر سلام "مفسحاً المجال امام تكليف شخصية سنية اخرى تكون قادرة على القيام بهذه المهمة ومحررة من الضغوط التي منعت الرئيس سلام حتى الان من القيام بواجبه". بالفعل إن عاملين يحولان دون تشكيل الحكومة اليوم، تمسّك سلام بالمساواة ومطالبة الفريق الآخر بالثلث المعطّل.. ففضلاً عمّا متطلبات "حزب الله" التي تشبه العقبات والمعوّقات، فإن "التيار" لن يرضى بحكومة لا تعطيه عشرة وزراء على الأقل.. لكن المطلوب هو تيسير أمور الناس وليس جعلها أكثر عسراً، فالمواطنون بحاجة الى كهرباء ومياه واتصالات لا تتقطع وانترنت سريع لا الى بواخر أجنبية تحتاج الى من يصلحها أو الى وزراء سدود أثبتوا براعتهم في تدشين المشاريع غير المكتملة. وأخطر من التعطيل السياسي، وتعطيل مصالح الشعب، يبدو أن "التيار" الذي تمسّك بالدستور في مرحلة ما قبل الإنتخابات النيابية فجأة وفسّره بما يتلاءم ومصالحه، طمعا بإقرار مشروع قانون "اللقاء الأرثوذكسي" لإحداث الشقاق بين اللبنانيين وإشعال الفتنة الطائفية، عاد ليقول بأن الدستور لا يلبّي رغباته ورأى بأن "الحل بنظام سياسي جديد ينتخب فيه رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب، ويعطي صلاحيات واسعة تسمح له بأن يحكم مع فريق عمل متجانس يختاره هو". لكن السؤال هو: كيف سيقبل "التيار" برئيس يختار فريق عمله بنفسه، وهو يرفض اليوم أي اقتراح من سلام بأن يشكّل بنفسه حكومة عادلة ومتوازنة؟

حلول سلام لا تناسب "التيار" لأن اعتدال الأول لا يشبع أطماع الثاني ولا يلبّي رغباته. ثم إن الدستور اللبناني، وهذا أهمّ ما فيه، وهذا أصلا ما يميّزه عن دستور العام 1926 والآخر في العام 1943، إنه يربط القرارات المصيرية بأكثر من شخص، وهذا ما جعل التوزان قائماً بين الطوائف.. فهل يمكن لأي مطّلع على الدساتير اللبنانية أن ينكر بأن ربط القرارات الدقيقة والوطنية بشخص رئيس الجمهورية وحده، بغض النظر عن الأسماء، قد يشعل فتنة وينشئ لحروب أهلية؟ لا يعيش اللبنانيون اليوم قبل 4 آلاف سنة قبل المسيح، لا يعيشون في عهد أفلاطون ولا في الجمهورية الفاضلة والحاكم الفيلسوف الذي لا يمسح بأن ينخر الفساد جمهوريته.. فالواقع اللبناني يفرض التنوع في النسيج اللبناني الذي يشكل المجتمع والذي يجب أن يكون مطابقاً للنسيج السياسي. وإن "حزب الله" الساعي دوماً الى مؤتمر تأسيسي يقلب وجه لبنان الى دويلة "إلهية"، ودعوة "التيار" اليوم الى اعتذار سلام واختيار مرشح لا يخضع الى ضغوط والعودة الى الإنقلاب على الدستور ليس سوى هروب الى الأمام في محاولة للمزيد من العرقلة والتعطيل. "حزب الله" و"التيار" يجسّدان المثل اللبناني "لو ما توافقوا ما ترافقوا"!

 

الروس قبل الأسد راغبون في التملّص من أي "مبادرة"

 وسام سعادة/الستقبل/استندت إدارة الرئيس جورج بوش الابن الى "نظرية الاستباق": ينبغي استباق الأخطار، وعلى رأسها خطر التقاء مصالح نظام مارق مع شبكة إرهابية، وخطر تمرير أسلحة دمار شامل من هذا النظام الى تلك الشبكة على وجه التحديد. "الاستباق" يكون بالحرب الاستباقية. في المقابل، جنحت إدارة الرئيس باراك أوباما الى ربط الوجهة الوحيدة لاستخدام القوة الأميركية بالردّ على ما هو "سابقة خطيرة". مثلاً، القمع الدموي الذي مارسه معمّر القذافي ضد الثائرين عليه يمثّل "سابقة" من جهة استخدام السلاح الجوي ضد الأهالي، بهذا الشكل الفاضح والواسع النطاق، فجرى إعلان الحظر الجوي والتأسيس عليه تدخلاً حربياً سرّع في إنهاء نظام العته.

وفي سوريا، اعتبر أوباما أن "السابقة" المنتظرة تتمثّل باستخدام النظام للسلاح الكيماوي ضد الأهالي. طبعاً هنا، غض أوباما الطرف عن استخدام السلاح الجوي السوري، معطياً بالتالي للنظام السوري امتيازاً لم يكن معقوداً لمعمر القذافي. جعل "السابقة" كيماوية فقط. وعليه هلّل من هلّل، وعارض من عارض، بأن الضربة الأميركية آتية. لكن ما تمخّضت عنه المبادرة الروسية هو بالأحرى "سابقة - مسخ": فالسابقة لم تعد أن بشار الأسد استخدم الكيماوي ضد الغوطتين، بل إنه يمكنه بعد ذلك أن يكون جزءاً من تسوية يجري التحفظ من خلالها على ترسانته الكيماوية، وبالتالي مساعدته في عدم سقوطها في يد أخصامه، ومساعدته في تحصيل أهلية ما من جديد في تقدير درجة تعاونه أو عدم تعاونه مع "المجتمع الدولي". هذه هي السابقة إذاً: الطاغية الذي قتل الناس بغاز السارين، صار يُنظر اليه بمعيار جديد في إثر ذلك، أي معيار تعاونه أو عدم تعاونه على وضع سلاحه الكيماوي في الإقامة الجبرية.

لكن مع كل هذا، فالنظام غير جاد، وكذلك الروس، في أي موقف من شأنه تدويل الترسانة الكيماوية السورية. فهذا النظام سبق له في الأسابيع الماضية، يوم بدت الضربة ماثلة أمامه، أن هدّد بتدمير كذا دولة في المنطقة. لكن لو سلّمنا جدلاً أنّه تخلى عن غاز السارين فإنه يلغي بذلك شريانه الداخلي، أكسير حياته، ولن يستطيع في إثر ذلك لا السيطرة على توازن القوى مع الحركات المسلحة ضده، ولا توجيه تهديدات جدّية لأي كان.

كذلك الرئاسة الروسية، لئن كان بشار الأسد سيسعى بكافة الوسائل الى تفريغ أي مبادرة في اتجاه سحب الكيماوي منه من مضمونها، فإن للروس دوافع إضافية لمساعدته على ذلك. هم أيضاً، يدركون أنه إذا سحب عصب هذا النظام، فإن المخاوف المثارة حول تداعيات سقوطه لن تعود بمنسوبها الحالي في الغرب. إذاً، الأغلب هو مسار تملّصي روسي - أسدي من المبادرة الروسية نفسها، والمماطلة الى أقصى حد، وعند هذه العتبة، فإن التلكؤ الأوبامي سيعود ويلقى نفسه أمام تحدٍّ أصعب، ما دام الروس توكلوا بالنيابة عن بشار الأسد في الموضوع الكيماوي.

ليس صحيحاً أبداً أن النظام سيسعى الى تسليم الكيماوي لتفادي سقوطه. فهو يدرك أنه من دون الكيماوي وفي وضع الثورة والطوق عليه لا بد ساقط، وأن احتفاظه بالكيماوي أو الخوف من وقوعه في يد تنظيمي "القاعدة" و"حزب الله" يلجمان تلاقي المصالح المسرّعة لعملية إسقاطه. النظام يدرك أن غاز السارين أكسير حياته، والروس إذا طرحوا المبادرة مستفيدين من تلكؤ وسوء تدبير في البيت الغربي، فليس للضغط على نظام بشار الأسد، لكن للمرافعة عنه في هذا الباب. وتلك هي السابقة الكبرى: الطاغية الذي كان الروس يستحون من ذكر اسمه حتى وهم يرسلون له الصواريخ، وكان يتردّد البعض من أخصام الامبريالية الأميركية في دعمه بشكل صريح، تحول بعد ذلك الى بطل شعبي بعرفه، لا لأنه أمم قناة السويس، ولا لأنه شيّد السدّ العالي، بل لأنه سفك دماء السوريين بالكيماوي وبغير الكيماوي. ولأجل كل ذلك، يخطئ من يظن أن النظام السوري ورعاته الروس فضلوا تسليم الكيماوي على سقوط النظام لأن الكيماوي هو الرأسمال الوحيد للنظام. كل ما هناك أنهم فتحوا بازار الاستثمار فيه مستفيدين من ترهّل مقلق في الجسم الغربي.

 

الراعي دشن كنيسة مار شربل: للاسراع بحكومة جامعة تواجه التحديات الانقسام وربط المؤسسات الدستورية بأحداث سوريا مرفوض وإهانة للكرامة الوطنية

وطنية - رومانيا - دشن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كنيسة مار شربل في بوخارست، اول كنيسة مارونية في اوروبا الشرقية، بقداس احتفالي، عاونه فيه ممثل بطريرك طائفة الروم الأرثوذكس في رومانيا دانيال والمطارنة بولس صياح، سمير مظلوم، ميشال عون، فرانسوا عيد، ايوان روبو، المونسنيور جوزيف بواري وطوني جبران، كاهن الرعية التابعة لأبرشية جبيل المارونية الخوري فادي روحانا والكهنة عبدو ابو كسم وسيمون فضول وشربل مهنا وفلاتينو الغول، في حضور السفيرة اللبنانية رنا المقدم، وزير الثقافة للشؤون الدينية فيكتور اوباسكي، سفير دولة الامارات يعقوب الحوسني، سفير دولة العراق عمر البرزجي، سفير دولة قطر سعد الكيبسي، سفير دولة السودان قسم الله مضاوي، السفير الروماني في لبنان فيكتور هيرشيا، السفير الروماني السابق في لبنان دانيال تاناسه، المفتي مورات يوسف، مديرة شؤون الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الرومانية لاورا ميرشا، النائب في البرلمان الروماني السيدة روديكا نصار، رئيس بلدية تونار - ديميان غريغوري كوتيه، المحافظ السيدة سبيرانسا كليسيرو، السيناتور السيدة غابريالا فيرا، المحافظ السيد فلورين بانديله، رؤساء ومستشاري مجالس المحافظات.

حضر أيضا قنصل لبنان في رومانيا غسان عبدالخالق، قنصل لبنان في بلغاريا ميرنا الخولي، نائب رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمت افرام والاعضاء: روز شويري، سركيس سركيس، فادي رومانوس، ريتا غصن، عيد الشدراوي وعقيلته، شارل حاج، هيام بستاني، جوزيف فغالي على رأس وفد من ابناء الجالية في بلغاريا، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان صعب،رئيس مجلس ادارة نورسات مدير عام تلي لوميير جاك كﻻسي، إيهاب وجوزيف لاوون، فادي بو داغر وحشد من أبناء الجاليات اللبنانية والعربية.

وعند وصول الراعي إلى باحة الكنيسة، أقيم له استقبال شعبي وبثت الأغاني والأناشيد، وكانت كلمة للسيد الياس لاوون باسم أبناء الجالية رحب فيها بالراعي والمشاركين، شاكرا لهم حضورهم.

ثم قدمت فرقة رقصة شعبية رومانية، أطلقت بعدها 12 حمامة في السماء، ليبدأ بعد ذلك الراعي برتبة تبريك الكنيسة، فطرق الباب ودخل قبل أن يدخل المؤمنون خلفه مرنمين.

وقبل بدء القداس، ألقى كاهن الرعية فادي روحانا كلمة أشار فيها إلى أن "اجتماع الجهود والمحبة ساهما في تدشين هذه الكنيسة"، شاكرا للراعي والكهنة والحضور مشاركتهم في هذا اليوم.

وبعد الانجيل، ألقى البطريرك الماروني عظة قال فيها: "كانت هذه الزيارة مليئة بالمشاعر الاخوية، ونتمنى لرومانيا دوام الازدهار والنمو ولبلداننا في الشرق الاوسط السلام والاستقرار".

أضاف: "لا يسعنا ونحن في رومانيا التي استقبلت جاليتنا وأمنت لها الاستقرار السياسي والامني، وبالتالي الاستقرار العام، وتمكنت جاليتنا من تحقيق ذاتها ووصلت الى ذروة من الرقي في نشاطاتها، لا يسعنا الا ان نعرب لهذا البلد المضياف عن كامل الشكر والتقدير. ونفكر بأرضنا، بلدان الشرق الاوسط وباسمكم ومعكم نطالب المسؤولين في بلداننا بتوفير الاستقرار السياسي والامني، ولا سيما في العراق ومصر وسوريا. نطالب بان يتوفر هذا الاستقرار السياسي والامني بالوسائل السلمية السياسية والديبلوماسية بعيدا عن العنف والحرب والارهاب، هذا ما نرجوه ونطالب به مع قداسة البابا فرنسيس المصلي دائما والداعي باستمرار من اجل حل النزاعات في ارضنا بالتفاوض واللقاء والحوار. هذا ما نطالب به الدول العربية والاسرة الدولية وكل ذوي الارادات الطيبة ومحبي السلام والعدالة في العالم".

وتابع: "بالنسبة الى لبنان، الكل يعلم ان له في المنطقة دورا كبيرا في إحلال السلام والاستقرار بحكم نظامه السياسي القائم على الفصل بين الدين والدولة مع احترام كامل لكل الديانات، نظام قائم على التعددية في الوحدة وعلى العيش المشترك المسيحي - الاسلامي المميز في المساواة في الحقوق والواجبات والمشاركة المتساوية والمتوازنة في الحكم والادارة، ولان لبنان كذلك فان نظامه ديموقراطي يعترف بكل الحريات العامة ولا سيما منها حرية التعبير والعبادة والمعتقد، ويتقيد رسميا ويعزز شرعة حقوق الانسان. وبحكم هذا النظام مطلوب من لبنان ان يلعب دوره في بلدان عالم عربي تبحث في معظمها عن هويتها وعما ينبغي اجراؤه من إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، من المؤسف جدا ان يتم هذا البحث عن هوية عن طريق العنف والحرب والارهاب لاسباب سياسية مذهبية وبسبب النزاع بين المعتدلين والاصوليين من الدين الواحد. هذا الامر أثر في العمق على لبنان، فكان الانقسام السياسي المذهبي، وكان ربط مؤسساته الدستورية بما يمكن ان تؤول اليه الاحداث الجارية في سوريا وفي سواها من الدول العربية. وهذا أمر نرفضه ولا نقبل به لانه إهانة للكرامة الوطنية ولانه لا يتيح للبنان ان يلعب دوره المنتظر في المساهمة بإحلال السلام والاستقرار في محيطه العربي بحكم موقعه الجغرافي والسياسي وبحكم نظامه الديموقراطي التعايشي وبحكم انفتاحه على التعددية".

وقال: "اننا باسم جاليتنا اللبنانية وجاليتنا العربية في رومانيا وباسم هذه الرعية وهذا أمر يشكل رغبة كل اللبنانيين المنتشرين، نطالب اصحاب السلطة في لبنان والمسؤولين السياسيين بالإسراع اليوم قبل الغد بتأليف حكومة جديدة جامعة وقادرة على مواجهة التحديات المطروحة، وأولاها الاستقرار السياسي والامني والذي منه الاستقرار الاقتصادي والعام. لا يحق للمسؤولين السياسيين عندنا تعطيل دور لبنان العائد اليه بحكم انتمائه الى العالم العربي، دوره في تعزيز قيم الحوار والإبداع وتكريس حقوق الانسان الناتجة عن حق المواطنة، ودوره في نشر ثقافة الاعتدال والانفتاح والقبول بالآخر المختلف وفي رفض كل انواع التطرف والارهاب والعنف وفي التأكيد على خيار السلام العادل والشامل والدائم عن طريق اللقاء والحوار والتفاوض".

أضاف: "لا يحق للمسؤولين تعطيل دور لبنان العائد اليه ايضا بحكم موقعه المحوري في الاتحاد المتوسطي الذي يضمن مصالح جميع الاطراف، ان هذا الموقع اللبناني يقتضي دورا لبنانيا كبير الاهمية في ما يختص بخلق قوة سياسية اقتصادية وثقافية واخلاقية على ضفة المتوسط، من شأنها ان تشدد أواصر ارتباط اوروبا بالعالم العربي".

وختم الراعي: "ان رغبة جميع اللبنانيين وبخاصة المنتشرين ومطلبهم، كون لبنان مؤلفا من مجموعات غير متجانسة، الخروج من النزاع السياسي المذهبي ومن سعي اي من طوائفه الى الهيمنة السياسية والتفرد في القرار الوطني، فالمطلوب من المجموعات اللبنانية غير المتجانسة العمل الجاد بروح التجرد وبالروح الوطنية الاصلية وان يسعوا لأن تشكل هذه المجموعات غير المتجانسة وطنا يؤمن لها كلها طموحاتها وأهدافها والمساواة في ما بينها ويجعل من كل واحدة منها قيمة مضافة في النسيج الوطني الواحد. ان هذا الهدف لا يمكن البلوغ اليه عبر الصراعات وموازين القوى السياسية بل يمكن الوصول اليه فقط عبر الفكر السياسي السليم".

بعد ذلك، كرس الراعي المذبح وأقيمت خدمة توشيح المذبح وتهيئته للاحتفال بصلاة النافور.

 ثم ألقى المطران ميشال عون كلمة شكر، تلاها زياح مار شربل ليتوجه بعده الراعي إلى مدخل الكنيسة حيث أزاح الستارة عن اللوحة التاريخية للكنيسة.

: إذا كنا مختلفين على سوريا فليبق إختلافنا عليها ولا نستدعها إلى لبنان

وطنية - أشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض الى "إنه من حق اللبنانيين أن يقلقوا على أوضاعهم الأمنية والسياسية، لأن حجم المخاطر والتهديدات وعمق الإنقسام على المستوى الداخلي، وتعثر عملية تشكيل الحكومة، وترهل وضع المؤسسات التي تدير شؤون المواطنين، بالإضافة إلى إستمرار التهديد الأمني الذي يجب أن نبقى حياله حذرين يجعلهم في هذه الوضعية"، مشددا على "أهمية أن يتماسك اللبنانيون جميعا في مواجهة الأخطار، والعمل على تفعيل الحوار الذي ليس لدينا سواه، وإذا كنا مختلفين على سوريا فليبق إختلافنا عليها، لكن لا نستدعها إلى لبنان، فاللبنانيون مطالبون بالحوار وعليهم أن يقلعوا عن الشروط التي تعقد عملية الحوار والجلوس الى طاولته، ومن يريد أن يحاور+ فليجلس على طاولة الحوار دون شروط مسبقة هدفها إجهاضه وقطع الطريق عليه".

كلام فياض جاء خلال إحتفال تكريم الطلاب الناجحين في الإمتحانات الرسمية الذي أقامته بلدية القنطرة في الساحة العامة للبلدة، بحضور عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات البلدية والثقافية والإجتماعية، بالإضافة إلى عدد من الأهالي. ورأى أنه "مهما تكن طبيعة الإختلافات فهناك قضايا يتفق عليها اللبنانيون، منها أن إسرائيل هي عدو يهدد السيادة اللبنانية، كما من المفترض أن نكون متفقين على أن المجموعات التكفيرية إنما هي ظاهرة خطيرة تهدد الإستقرار اللبناني ووحدته، لذلك يجب أن يتفق اللبنانيون على هذه القضايا لمواجهتها"، لافتا إلى أن "مصلحة اللبنانيين جميعا تكمن في الأمن، ومن هنا عليهم جميعا إطلاق يد الأجهزة اللبنانية في معالجة كل التحديات الأمنية الداخلية والبؤر المذهبية والأمنية التي تشكل تهديدا للاستقرار اللبناني ورفع الغطاء عن أي بؤرة أو جماعة تطلق الخطاب الغرائزي الطائفي أو تثير النعرات المذهبية أو تهدد الإستقرار الأمني الداخلي في لبنان".

واعتبر أنه "طالما الجرح السوري مفتوح فهو يترك تأثيراته السلبية على الإستقرار اللبناني، وان الذين يقلبون المجتمع الدولي على سوريا لا يريدون أن يتم وضع حد للأزمة فيها، وأن الدول الأوروبية والعربية التي أعلنت صراحة دعمها العسكري للجماعات المسلحة في سوريا إنما تعمل على تأزيم الوضع السوري بدل معالجته، كما تسهم في سفك المزيد من الدماء بدل أن تدفع الوضع باتجاه الحل السلمي".

وأكد فياض "أننا نريد حلا سياسيا في سوريا يشترك فيه كل المكونات طائفيا وسياسيا ونشجع كل المعنيين في الأزمة أن يندرجوا في مسار جنيف 2، وعلينا أن نعمل جميعا على مساعدتهم على ذلك".

بدوره، هنأ رئيس البلدية عبد الحميد الغازي الطلاب الناجحين وتمنى لهم مزيدا من النجاح والتفوق.

من جهة أخرى، إعتبر النائب فياض خلال الحفل التكريمي الذي أقامه المجلس البلدي في بلدة الطيبة الجنوبية على شرفه في استراحة فرح في النبطية، في حضور فاعليات من أبناء البلدة وشخصيات تربوية وعسكرية، "اننا كلبنانيين بحاجة الى أن نتماسك، فلا نجد أمام اللبنانيين إلا التحاور في ما بينهم، وأن نقطة الحكمة في التعاطي مع التحديات التي تتحدق في الوطن هي اللجوء الى الحوار الذي لا غنى عنه".

وقال: "صحيح أن هناك ملفات جوهرية يختلف على أساسها اللبنانيون، لكن أيضا في المقابل ثمة قضايا أساسية من المفترض أن يلتقي اللبنانيون عليها، وهي أن اسرائيل هي العدو، وهناك أيضا التكفيريون والتي تشكل خطرا على الإستقرار في لبنان وعلى الوحدة الوطنية، هذان الخطران هما من الاولويات التي يجب أن تلتقي حولها إرادة اللبنانيين. وفي هذا السياق نحن بحاجة الى أن نقف كلبنانيين على إطلاق يد الاجهزة الامنية في معالجة كل البؤر التي تشكل تهديدا للاستقرار الامني أو التي تشكل بؤرا لإثارة النعرات الطائفية والمذهبية والتوتير في البلد، وليس فقط إطلاق يد الاجهزة الامنية وإنما أيضا رفع الغطاء السياسي عن كل مجموعة تشكل تهديدا للاستقرار والوحدة الوطنية في هذا البلد، لذلك فلنترك خلافاتنا حول سوريا في سوريا، فلا نستدعي تداعيات الازمة السورية الى لبنان".

أضاف: "للأسف الشديد ان البعض ما زال يدفع باتجاه المواقف التي لا تخدم لا الحل في سوريا ولا الإستقرار في لبنان، المواقف التي نسمعها بين الحين والآخر والتي أما تشجع اميركا أو القوى الغربية على التصعيد في سوريا أو الموقف الذي أعلنته قوى غربية وعربية ودعت فيه الى تعزيز الدعم العسكري الى المجموعات المسلحة في سوريا. كل هذه المواقف لا تدفع الساحة السورية باتجاه الحل السياسي، إنما هي تدفع باتجاه تصعيد الأزمة وتعقيدها والإستمرار في حالة سفك الدماء في سوريا". وعن الوضع اللبناني قال: "إن اللبنانيين بحاجة الى تخفيف شروطهم في اتجاه طاولة الحوار الوطني والإقلاع عن الشروط والشروط المضادة، وكذلك الأمر بما يتعلق بالحكومة، فالبلد يحتاج الى تشكيل حكومة وحدة وطنية وجامعة وحكومة مصلحة وطنية يشارك فيها الجميع، حكومة تتسم بالتوازن وتتمثل فيها القوى وفقا لأحجامها بعيدا عن الصيغ المعلبة التي لا تعكس حقيقة الواقع ولا تخدم الحاجة الى مواجهة المخاطر والتهديدات في هذه المرحلة".

 

رئيس هيئة أركان الجيش الحر سليم إدريس ادريس: الأسد بدأ تحريك أسلحته الكيميائية إلى لبنان والعراق 

في اول رد فعل من المعارضة السورية اعلن رئيس هيئة أركان الجيش الحر سليم إدريس ان قوات الرئيس السوري بشار الأسد بدأت في تحريك بعض من أسلحتها الكيماوية إلى لبنان والعراق، خلال الأيام القليلة الماضية لتفادي تفتيش محتمل من الأمم المتحدة. وأضاف إن 'كتائب المعارضة تعتبر أن الاقتراح الأميركي الروسي، للقضاء على ترسانة الأسلحة الكيماوية لدى الأسد، ضربة لانتفاضتها المستمرة منذ عامين ونصف العام من أجل الاطاحة بالرئيس السوري”. وأعلن أن قيادة الجيش الحر ترفض المبادرة الروسية-الأميركية حول السلاح الكيماوي السوري”، معتبراً أنها 'محاولة لكسب الوقت لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد”. وأضاف إن 'الوضع الإنساني في سوريا صعب للغاية، والشعب يعاني منذ عامين ونصف”، مشيراً إلى أن 'في داخل سوريا وخارجها 8 ملايين لاجئ”. وأعرب عن 'الشعور بالخيبة والخذلان الشديد، وإن كنا نحترم قرارات الدولة الصديقة”، غير أنه أكّد أن 'الجيش الحر فقد الأمل بتقديم المجتمع الدولي المساعدة لشعب سوريا”. وشدد على 'أننا سنعمل على إسقاط بشار الأسد”، مشيراً إلى أن 'هذه الاتفاقات لا تعنينا”.

 

الغرب يزود السلطات بصور أقمار التجسس الاصطناعية أولا بأول 

استنفار أمني في لبنان خشية تهريب أسلحة كيماوية لـ"حزب الله"

حميد غريافي/السياسة

  استبعد خبراء غربيون, أن يكون "حزب الله" اللبناني حصل على أسلحة كيماوية من نظام الرئيس السوري بشار الأسد, في خضم الفوضى الحاصلة في المنطقة والحرب السورية المندلعة منذ منتصف العام .2011

وقال خبراء كيماويون من بلجيكا وكازاخستان, عملوا طوال العقود الاربعة الماضية في برامج بلديهم, وشاركوا خبراء سوفيات في بناء برنامجهم منذ سبعينات القرن الماضي, انهم يستبعدون أية إمكانية لـ"حزب الله" او ايران او العراق في نقل اسلحة كيماوية وبيولوجية الى سورية, لأسباب تقنية فنية شديدة التعقيد, وتبدو مستحيلة, إذ في حالات وقوع اي حادث في اثناء عمليات التوضيب والنقل, سيؤدي تسرب هذه الغازات الى مناطق بعيدة الى انتشار السموم في محافظات عدة بسبب توزيع النظام مخزونات الالف طن من هذه الاسلحة الفتاكة على 50 موقعا, حسب تقارير الاستخبارات المركزية الاميركية ونظيرتها الاسرائيلية.

وقال هؤلاء الخبراء الذين باشرت موسكو من جهتها تجميعهم للمشاركة في لجان تفتيش دولية موسعة لحصر كيماويات الاسد, استعدادا لإتلافها حسب الاتفاق الاميركي - الروسي في جنيف, ان موسكو لا يمكن ان تغض الطرف عن اقدام الأسد وجماعاته, على نقل طن من هنا وطن من هناك الى "حزب الله" أو وحدات من "الشبيحة", او الى جماعات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والزعيم الشيعي مقتدى الصدر وزميله عبدالعزيز الحكيم, او حتى الى ايران, كما ان اسرائيل التي استهدفت في اوائل هذا العام شحنات اسلحة سورية حاول "حزب الله" نقلها عبر الحدود اللبنانية البقاعية والشمالية, ودمرتها, تقف الآن بالمرصاد لأي محاولة من حسن نصرالله لنقل اسلحة دمار شامل من سورية الى لبنان, وأنها ما كانت لتعرف بعمليات النقل السابقة مسبقا, لو لم تكن تخترق قيادات "حزب الله" اذ تؤكد استخبارات شرقية قريبة من الحزب, ان "هناك عملاء لإسرائيل حتى في بطانة نصرالله ونائبه نعيم قاسم, وقد يكون بعض ممثليه في البرلمان اللبناني وفي قيادات المناطق العسكرية وداخل اجهزة امنه الهشة, جواسيس اسرائيليين, بدليل الاغتيالات التي طاولت رأس هرم الحزب خلال السنوات الاخيرة, وقضى فيها أحد رؤساء الحزب وأذرعه الاستخبارية مثل الامين العام الاسبق عباس الموسوي والقائد العسكري عماد مغنية وغيرهما".

وقال مسؤول امني حكومي لبناني رفيع المستوى لـ"السياسة", "إن أجهزة الاستخبارات والامن اللبنانية التي تخترق هيكلية "حزب الله" من قمته الى قاعدته, الموضوعة منذ طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية السوري وليد المعلم, اقتراح تسليم سورية ترسانتها الكيماوية للتدمير الشامل والسريع, تقف بكل اجهزتها متأهبة لمراقبة اي تهريب كيماويات الى لبنان لـ"حزب الله", اذ ان كل طرقات تهريب السلاح التابعة لحسن نصرالله على الحدود مراقبة على الارض ومن الجو, بعد توقيع الاجهزة الاستخبارية اللبنانية اتفاقات امنية مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا, لتبادل المعلومات بشأن الارهاب, اذ تشمل هذه الاتفاقات تسليم الحكومة اللبنانية صور أقمار التجسس الاصطناعية الموضوعة فوق لبنان وسورية" أولا بأول.

وأضاف المسؤول الأمني اللبناني "لدينا شبه تأكيد على أن "حزب الله" حاول تهريب بعض براميل الكيماويات من سورية عبر نقطة الحدود الفاصلة بين بلدتي سرغايا السورية ويحفوفا اللبنانية, في البقاع الاوسط في اوائل العام الحالي, الا ان اسرائيل قصفت ثماني شاحنات مدنية محملة بتلك البراميل, ودمرتها عندئذ تأكدت قيادة نصرالله أنها مخترقة حتى العظم لأن المعلومات عن تلك العملية كانت محصورة في عدد لا يتجاوز عدد اصابع اليد من رأس الهرم الحربي".