المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 15 أيلول/2013

إنجيل القدّيس متّى 25/46-31/يوم الحساب الأخير

ومَتَى جَاءَ ٱبْنُ الإِنْسَانِ في مَجْدِهِ، وجَمِيعُ المَلائِكَةِ مَعَهُ، يَجْلِسُ على عَرْشِ مَجْدِهِ. وتُجْمَعُ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأُمَم، فَيُمَيِّزُ بَعْضَهُم مِنْ بَعْض، كَمَا يُمَيِّزُ الرَّاعِي الخِرَافَ مِنَ الجِدَاء. ويُقِيمُ الخِرَافَ عَنْ يَمِينِهِ وَالجِدَاءَ عَنْ شِمَالِهِ. حِينَئِذٍ يَقُولُ المَلِكُ لِلَّذينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوا، يَا مُبَارَكي أَبي، رِثُوا المَلَكُوتَ المُعَدَّ لَكُم مُنْذُ إِنْشَاءِ العَالَم؛ لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي، وكُنْتُ غَريبًا فَآوَيْتُمُوني، وعُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُوني، ومَريضًا فَزُرْتُمُونِي، ومَحْبُوسًا فَأَتَيْتُم إِليّ. حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ الأَبْرَارُ قَائِلين: يَا رَبّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعًا فَأَطْعَمْنَاك، أَو عَطْشَانَ فَسَقَيْنَاك؟ ومَتَى رَأَيْنَاكَ غَريبًا فَآوَيْنَاك، أَو عُرْيَانًا فَكَسَوْنَاك؟ ومَتَى رَأَيْنَاكَ مَريضًا أَو مَحْبُوسًا فَأَتَيْنَا إِلَيْك؟ فَيُجِيبُ المَلِكُ ويَقُولُ لَهُم: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا عَمِلْتُمُوهُ لأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاءِ الصِّغَار، فَلِي عَمِلْتُمُوه! ثُمَّ يَقُولُ لِلَّذينَ عَنْ شِمَالِهِ: إِذْهَبُوا عَنِّي، يَا مَلاعِين، إِلى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ المُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وجُنُودِهِ؛ لأَنِّي جُعْتُ فَمَا أَطْعَمْتُمُونِي، وعَطِشْتُ فَمَا سَقَيْتُمُوني، وكُنْتُ غَريبًا فَمَا آوَيْتُمُونِي، وعُرْيَانًا فَمَا كَسَوْتُمُونِي، ومَرِيضًا ومَحْبُوسًا فَمَا زُرْتُمُونِي! حِينَئِذٍ يُجِيبُهُ هؤُلاءِ أَيْضًا قَائِلين: يَا رَبّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جاَئِعًا أَوْ عَطْشَانَ أَوْ غَرِيبًا أَو مَريضًا أَو مَحْبُوسًا ومَا خَدَمْنَاك؟ حِينَئِذٍ يُجِيبُهُم قِائِلاً: أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: كُلُّ مَا لَمْ تَعْمَلُوهُ لأَحَدِ هؤُلاءِ الصِّغَار، فلِي لَمْ تَعْمَلُوه. ويَذْهَبُ هؤُلاءِ إِلى العَذَابِ الأَبَدِيّ، والأَبْرَارُ إِلى الحَيَاةِ الأَبَدِيَّة

 

نديم الجميل في الذكرى 31 لاستشهاد والده: لا إكراه في الوطن ولنتحاور دون تهديد ووعيد

وطنية - أحيت "مؤسسة بشير الجميل" وعائلة الرئيس الشهيد الذكرى الحادية والثلاثين لاستشهاده، في قداس اقيم في كنيسة مار مخايل في بكفيا، في حضور الرئيس امين الجميل وعقيلته جويس، أرملة الرئيس الشهيد صولانج وولديها النائب نديم الجميل وشقيقته يمنى، النواب: سامي الجميل، جان اوغاسبيان، روبير غانم، ستريدا جعجع، فادي الهبر، ايلي ماروني، سيرج طور سركسيان، عاطف مجدلاني، بيار دكاش، سامر سعادة، الوزيرين السابقين ابراهيم نجار وكريم بقرادوني، رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض، رئيس "حركة التغيير" ايلي محفوض، نائبي رئيس حزب "الكتائب" سمعان قزي وشاكر عون، اعضاء المكتب السياسي الكتائبي، وشخصيات رسمية وسياسية وحزبية وروحية وحشد من الاصدقاء والمحازبين. ترأس القداس الاب جورج الجلخ، الذي القى عظة تناول فيها معنى شهادة الرئيس بشير الجميل ورفاقه في يوم عيد الصليب، مشيرا الى ان "الصليب اصبح لنا نحن المسيحيين جسر عبور الى حياة ابدية لا موت فيها، وجسر تواصل دائم بين الله والانسان وبين الانسان اخيه الانسان". وقال: "ان استشهاد الرئيس بشير الجميل ورفاقه في عيد الصليب المقدس لم يكن صدفة بل شهادة ايمان ومحبة ورجاء. حمل صليب لبنان ال 10452 كلم2 بكل فئاته وطوائفه ومذاهبة ومشى قائدا في الطليعة وسعى منذ اليوم الاول الى لم الشمل". وختم: "الرئيس بشير اصبح على مساحة الوطن رمز تلاق وحوار وحرية وسيادة، فلنحطم كل الحواجز التي تفرقنا ونلاقي بعضنا بعضا على مبادىء بشير الجميل الوطنية. صلاتي ان نلتقي بالقداس في 14 ايلول 2014 وقد تحقق شيء من حلم بشير لنؤمن مستقبلا باهرا للبناننا".

الجميل

وبعد القداس القى النائب نديم الجميل في باحة الكنيسة كلمة قال فيها: "من كرمته القلوب والعقول واستوطن الآمال والأحلام، في 23 آب 2013، كرمه "لبنان الرسمي" ولو بعد حين. ولو بعد ثلاثة عقود".

أضاف "فيا كل الشهداء، ويا رفاق بشير، هذا التكريم كان لكم، ولم يزل اعترافا بقضيتكم وبتضحياتكم، ويبقى أن تتحقق أحلامكم". وتابع "أراد لبنان الرسمي أن يكون في حضرتكم، يقرع معكم أجراس المجد، إن بقي وصمد وانتصر لبنان، فالفضل لكم، وهواليوم شاهد على ذلك، حقا انتم أكبر من أي تكريم". وذكر "بالأمس أطلق إسم الرئيس بشير الجميل على شارع في ساحة الشهداء في وسط البلد، "البلد"، تسمية تختصر الوطن. "البلد" احتمى بشهدائه، وفي اختيارالموقع رمزية ما بعدها رمزية: إنها ساحة الشهداء، شهداء الإستقلال الأول، إنها ساحة نضال، نضال الكتائب ومؤسسها بيارالجميل. إنهاأحداث تأسيسية للبنان الجمهورية".

وأشار "في المكان عينه، شهيد آخر للقضية نفسها، بإعادة لرسم صيغة الوطن، فالعقد الجماعي الجديد هو أيضا بحاجة لشهدائه. شهداء قضيتهم "لبنان أولا، إنها أيضا ساحة حدث تأسيسي آخر للجمهورية، انها الساحة المليونية التي أخرجت الجيش السوري من لبنان، ساحة شعب صرخ يوما: "حريه، سيادة، إستقلال".

ورأى أن "على هذا التقاطع اللبناني- اللبناني، شهد واستشهد البشير. نهر جارف عابر للتاريخ. طوفان شعب، مسيرة حرية ومجد أرادت أن ترتاح، أن تتوقف للحظة على هذه الدرب: إنها مسيرة بشيرالجميل، مرت واستمرت واستقرت". وخاطب الحضور "أيهااللبنانيون، أيتها اللبنانيات. "الأمر للجمهورية" صرخة أطلقها بشير، اختصر نضاله ومشروعه بكلمة واحدة "الجمهورية". لهذاالسبب استشهد… لهذا السبب انتصر. المقاومةاللبنانية كانت الأقوى. عسكر، مخابرات، إعلام،مالية، موارد، وعلاقات خارجية، لكن بشير وفى بقسمه، وأخذ الجميع الى الجمهورية". وقال: "عندماأرادوا لبنان 10452 جمهورية، أرادها بشير جمهورية الـ10452 كلم مربع، أراد أن يكون "الأمر" للجمهورية حصريا، فيما كان المخطط يومها تفكيك لبنان، تفكيك الدولة، تفكيك الوطن. للأسف، هذا ما يحدث اليوم. الأمر للجمهورية هو حلم بشير ووصيته"، سائلا "فهل من يتعظ قبل الإنهيار الكبير؟". أضاف "أيهااللبنانيون، أيتها اللبنانيات، الأمر للجمهورية حتى لا يدفع الوطن مرة جديدة ثمن حروب الآخرين على أرضه،أو حروب بعض اللبنانيين على أرض الآخرين. الأمر للجمهورية حتى نحرر الحياة السياسية من الابتزاز الدائم، من أجل حياة ديمقراطية وبرلمانية حرة، تسمح بتشكيل حكومة فاعلة ومتجانسة، وبانتخابات نيابية تؤمن تداول السلطة. الأمر للجمهورية حتى لا يتمدد الفراغ من مؤسسةالى أخرى، ويصل الى موقع رئاسة الجمهورية. الأمر للجمهورية حتى لا تصادر طائفة أوحزب أوعشيرة الوطن، وتتحكم بمصيره، حتى لا يكون أمن لبنان بالتراضي، حتى لا يكون لبنان كله محسوبيات قضائية، ومحسوبيات أمني

 

ادريس: الأسد بدأ تحريك أسلحته الكيميائية إلى لبنان والعراق 

في اول رد فعل من المعارضة السورية اعلن رئيس هيئة أركان الجيش الحر سليم إدريس ان قوات الرئيس السوري بشار الأسد بدأت في تحريك بعض من أسلحتها الكيماوية إلى لبنان والعراق، خلال الأيام القليلة الماضية لتفادي تفتيش محتمل من الأمم المتحدة. وأضاف إن 'كتائب المعارضة تعتبر أن الاقتراح الأميركي الروسي، للقضاء على ترسانة الأسلحة الكيماوية لدى الأسد، ضربة لانتفاضتها المستمرة منذ عامين ونصف العام من أجل الاطاحة بالرئيس السوري”. وأعلن أن قيادة الجيش الحر ترفض المبادرة الروسية-الأميركية حول السلاح الكيماوي السوري”، معتبراً أنها 'محاولة لكسب الوقت لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد”. وأضاف إن 'الوضع الإنساني في سوريا صعب للغاية، والشعب يعاني منذ عامين ونصف”، مشيراً إلى أن 'في داخل سوريا وخارجها 8 ملايين لاجئ”. وأعرب عن 'الشعور بالخيبة والخذلان الشديد، وإن كنا نحترم قرارات الدولة الصديقة”، غير أنه أكّد أن 'الجيش الحر فقد الأمل بتقديم المجتمع الدولي المساعدة لشعب سوريا”. وشدد على 'أننا سنعمل على إسقاط بشار الأسد”، مشيراً إلى أن 'هذه الاتفاقات لا تعنينا”.

 

 

ماذا حصل مع الصحافي حسين شمص على حاجز لحزب الله

إعتدى "حزب الله" على الصحافي  حسين نايف شمص، على حاجز للحزب  على طريق المطار، في إطار ما يسميه النائب محمد رعد " الإسعافات الأولية"( وصفه للأمن الذاتي)، مما أدى في وقت لاحق الى اعتقاله، فالافراج عنه بعد ساعات. وقد هدد آل شمص بالتصعيد، في حال لم يفرج عن الصحافي الذي ينتمي الى عشيرتهم، في وقت شهدت منطقة مار مخايل إطلاق نار، بين مسلحين من آل شمص وآخرين من حزب الله.

وكشف  شمص، وفق مواقع إلكترونية،  عن أنّه كان في طريقه من المنزل الى مكان عمله في المكتب الاعلامي للمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى "حيث أوقفني حاجز لحزب الله وطلبت منّي عناصره أوراقي الثبوتيّة فأخبرتهم بأنّها ليس في حوزتي بل نسيتها في المنزل، عن غير قصد، وقلت لهم إنّني أعمل في المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى ولكنّهم اصروا على الحصول على الهويّة. عندها طلبت منهم أن يتصلوا بالمجلس ليتأكدوا من هويّتي، وأخبرتهم بأنني في المكتب الاعلامي لحركة أمل وفي إذاعة "الرسالة"، فقالوا لي "فلتأتِ قيادتك الى هنا"، وأصرّوا على ضرورة حصولهم على هويّتي ومنعوني من الذهاب الى العمل، وعندما أصرّيت عليهم بالقول إنّني صحافي فقال لي أحدهم: "... عليك وعلى الصحافة وإذا بعد بدّك تحكي كلمة بدي مسح فيك الارض". عندها تجمع الأمن التابع للحزب حولي وسحبوا مفاتيح السيارة وقال لي العنصر: "اذا كنت زلمي خود السيارة من هون، وخلّي قيادتك تجي لعنا". وعندما سألته: "بأيّ حقّ تحتجز سيّارتي؟"، أجابني: "اعتبر نفسك أمام حاجز للجيش أو الدرك". وتابع: "لا أعرف هذا الشخص الذي أوقفني عند الحاجز لأنّه رفض أن يعطيني اسمه فكيف يمكن له أن يأخذ هويّتي ولا يعطيني اسمه، وماذا لو كان فرداً من عصابة تنتحل صفة حزبيّة؟". واذ لفت الى أنّه كان باستطاعته أن يتصل بالمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى لإطلاق سراحه، أكد شمص أنّ "المسألة اليوم باتت مسألة كرامة خصوصاً أنّني أمرّ يوميّاً على حواجز الحزب ولكن احداً لا يوقفني ولا يتحدث معي بهذه الطريقة". وإذ طالب بتوقيف "العصابة" الموجودة الآن في الشارع والتي حجزت سيّارته وطلبت هويّته وهي ليست من القوى الأمنيّة الرسميّة، ناشد الدولة "وضع حدّ لهؤلاء الأولاد الذي يهينون كرامة المواطنين على الحواجز"، داعياً الى "وقف الأمن الذاتي في الضاحية الجنوبيّة وإعادة انتشار الدولة التي نعيش في ظلّها جميعاً". على خلفية الإحتجاز وقع اشتباك بين أشخاص من آل شمص وبين آخرين من "حزب الله". وحمّل شقيق الصحافي السيد حسن نصرالله مسؤولية سلامة شقيقه.

 

قيادي في "14 آذار" لـ"السياسة": "حزب الله" يسعى إلى رئيس جمهورية على شاكلة لحود

 بيروت - "السياسة":   رد مصدر قيادي في "14 آذار" على استمرار "حزب الله" بالتعرض لمقام رئاسة الجمهورية ولشخص الرئيس ميشال سليمان بالتحديد, مشيراً إلى أن موقع رئاسة الجمهورية بات هدفاً أساسياً لدى "حزب الله", بعدما تمكن الحزب من إفراغ رئاسة الحكومة والعمل على منع تشكيل حكومة جديدة والقبول بحكومة تصريف الأعمال لتغطية الصفقات التي يقوم بها فريقه. وقال في تصريح لـ"السياسة" إن "حزب الله" يريد من هذه السياسة الوصول إلى أمرين, إما إلى رئيس جمهورية على شاكلة الرئيس السابق أميل لحود, أو الوصول إلى الفراغ في موقع الرئاسة الأول وهذا ما يسعى إلى التحضير له للمرحلة المقبلة. وفي تعليقه على موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري واستعداده للتجاوب مع أي مبادرة تفضي إلى الحوار, أشار المصدر إلى أن الرئيس سليمان هو الذي يدعو إلى الحوار وفق جدول الأعمال السابق من المكان الذي توقف فيه, على أن يترافق مع تشكيل حكومة جديدة, أما الرئيس بري فهو بهذا الكلام يريد تشكيل الحكومة على طاولة الحوار, فإذا اتفق المتحاورون على تشكل الحكومة, وإلا سنبقى من دون حكومة بانتظار اتفاق أطراف الحوار, ومعنى ذلك أنه يحاول أن يخلق عرفاً جديداً بالنسبة لتشكيل الحكومة. ورداً على الكلام الصادر عن أركان فريق "8 آذار", بأن تأجيل الضربة ضد سورية أظهر فريق "14 آذار" بمظهر الخاسر, أكد أن لا أحد من "14 آذار" راهن أو يراهن على ضرب سورية, وإنما المراهنة كانت على الشعب السوري وانتصار الثورة. ورأى أن هذا الاعتقاد لدى الفريق الآخر ينطبق عليه المثل القائل بأن "شر البلية ما يضحك", فهذا الفريق الذي يدعي الممانعة, تنازل عن أهم ورقة يملكها لاستخدامها ضد إسرائيل وهي السلاح الكيماوي وأنه بوضع هذا السلاح تحت مراقبة المجتمع الدولي قد يكون فضح نفسه, بأنه غير مهتم إلا بالسلطة المتمثلة بإيران والنظام السوري, ما يعتبر إفلاساً كاملاً لخطاب الممانعة, وإن الادعاء بأن سورية قبلت بالانضمام إلى الدول التي تستخدم السلاح الكيماوي, ما هو سوى رضوخ من قبل الرئيس بشار الأسد وبعض كبار جهابذة سلاح الممانعة, لأنهم كانوا يعتبرون أن السلاح الكيماوي سيهزم إسرائيل, وإذ بهم يتكفلون بوضعه تحت الرقابة الدولية, ما يعني أن إسرائيل هي المنتصر الوحيد في هذه المعركة.

 

الحريري: إعلان بعبدا خريطة طريق إلى الحوار والاستقرار

 بيروت - "السياسة":  اعتبر رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري أنه "ليس من المستحيل في تلك الأيام العصيبة التي تواجهنا جميعاً, أن ندخل في جدل عميق, مثل الجدل الذي يطلقونه بشأن إعلان بعبدا". وقال الحريري إن البيان الذي أصدرته رئاسة الجمهورية في هذا الخصوص, يوجب التأكيد على مضمونه جملة وتفصيلاً, ليس من باب التبخير للرئاسة وتوضيحاتها أو من باب الإقرار بحقيقة تاريخية لا يزيد عمرها عن العام, فهناك مع الأسف من يريد محوها من الذاكرة ومن المحاضر الرسمية معاً بضربة إعلامية واحدة من قوى المواجهة والممانعة".وأكد أن إعلان بعبدا هو خريطة الطريق الجدية والمسؤولة إلى الحوار والاستقرار وتهدئة الأحوال, متسائلاً فهل يتعظ الممانعون? ورأى أن الموضوع هو السلاح وليس من يقتل بهذا السلاح, كما لو أن هناك من يريد أن يقول إن مئات القتلى والضحايا الذين سقطوا في الغوطة والآلاف الذين اجتاحتهم قبل ذلك آلة القتل التابعة للرئيس السوري وهياكل المدن والقرى والمعالم التاريخية والدينية المدمرة في كل جهة من سورية هم مجرد صفر في عيون الدول الكبرى ما داموا لم يسقطوا بالسلاح الكيماوي. وتساءل أيضاً "ماذا لو تم إطلاق هذا السلاح الكيماوي على إسرائيل, فهل كانت الولايات المتحدة ومعها كل أوروبا تجرؤ على القبول بالاقتراح الروسي وماذا لو أطلق هذا السلاح على تركيا, فهل كانت دول (حلف شمال) الأطلسي تجرؤ أيضاً على السير بالاقتراح الروسي" وأشار إلى أن "أسياد المجتمع الدولي يتركون الشعب السوري لوحوش هذا الزمن".

 

عودة التصعيد بين "8 و 14 آذار".. والمواقف تتباعد بشأن النسب الوزارية 

لبنان: أزمة تشكيل الحكومة تراوح مكانها ولا مؤشرات على انفراج

 السياسة: على كثرة المبادرات السياسية المطروحة للخروج من الازمة التي شلت عمل المؤسسات, لا يبدو من المعطيات المتوافرة أن هناك إمكانية لإحداث خرق في جدار الأزمة الحكومية المستعصية قبل سفر رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى نيويورك للمشاركة في الاجتماع الدولي دعماً للبنان في مواجهات أعباء النازحين السوريين في 25 سبتمبر الجاري, فثبات الأطراف اللبنانية عند مواقفها المتباعدة في مختلف المسائل الخلافية المطروحة, وخصوصاً مسألة النسب الوزارية الحكومية, يعمق الازمة على رغم الجهد الكبير الذي بذله سليمان مع الرئيس المكلف تمام سلام لتذليلها وفي ضوء عودة التصعيد السياسي بين قوى "14 آذار" و"حزب الله" الذي اتهم عبر الوزير حسين الحاج حسن الفريق الأول, بأنه "لا يتحدث في الشأن الحكومي من منطلق ما هو الأفضل للبنان, بل يتحدث من خلال التعليمات التي تأتيه من رعاته الإقليميين في الخارج", مضيفاً "نحن نتحدث عن حكومة جامعة لكل الأطياف, وهم يراهنون على التطورات في سورية". وقال حسن "إننا ثابتون في موقفنا تشكيل حكومة وفق الأحجام التمثيلية في المجلس النيابي, وتعطيل التشكيل سببه أن رعاة 14 آذار لم يقرروا بعد حلحلة العقد أمام التشكيل".

وقد ردت أوساط نيابية في قوى "14 آذار" عبر "السياسة" على كلام الحاج حسن بأنه محاولة لذر الرماد في العيون والتغطية على تورط "حزب الله" في الصراع الدموي في سورية والقتال إلى جانب نظام بشار الأسد, داعية الحزب إلى الانسحاب من سورية لتسهيل عملية تأليف الحكومة وإخراج البلد من هذا المأزق. وفي إطار جهوده لحل المأزق الحكومي, التقى الرئيس سليمان الرئيس فؤاد السنيورة وجرى عرض للأوضاع والتطورات السائدة راهناً على الساحة الداخلية سياسياً وحكومياً, إضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة. كما التقى سليمان أعضاء المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب لمناسبة انعقاد الدورة الأولى للمكتب التي انعقدت في بيروت, معتبراً أنه مظهر من مظاهر التضامن العربي, ومتمنياً أن تسود الديمقراطية الحقيقية في الدول العربية وأن لا يكون هناك أي تدخل خارجي فيها وأن تكون الأمم المتحدة ومجلس الأمن الهيئة المسؤولة عن الشؤون الدولية.

وخلال لقائه وفد "هيئة العلماء المسلمين" برئاسة الشيخ سالم الرافعي, شدد رئيس الجمهورية على أهمية التحلي بالوعي والحكمة لدرء الأخطار في هذه الظروف الصعبة والدقيقة التي يمر بها لبنان والمنطقة.

في المواقف, اعتبر النائب بطرس حرب أن البلد يرزح تحت أزمة كبيرة, خصوصاً وأننا متجهون إلى استحقاق الانتخابات الرئاسية الجمهورية المهددة بالفراغ في ظل الظروف الراهنة, لافتاً إلى أنه لا يمكن أن تشكل حكومة في حين أن هناك فريقا رسمياً يشارك في الأحداث السورية. واعتبر أن في مبادرة الرئيس بري مضموناً سلبياً ومضموناً إيجابياً, لافتاً إلى أن الإيجابية تكمن في أن بري أقر بمبادرته وجود مشكلة يجب معالجتها وهي موضوع تداخل الوضعين اللبناني والسوري ومحاولة إيجاد حل لهذا الأمر". وأشار حرب إلى أن بري يطرح مبادرة وليس مشروعاً متكاملاً وهو يبحث عن كيفية الخروج من الأزمة في لبنان, معتبراً أن هذه المبادرة لم تتضمن إعلان بعبدا, لأن "حزب الله" يعتبر أنه ولد ميتاً. وشدد حرب على أنه من غير الجائز أن يكون خيار اللبنانيين بين الرئيس السوري بشار الأسد والتكفيريين, مؤكداً أن قوى "14 آذار" مع الثورة السورية والشعب وحقوقه الديمقراطية وضد التكفيريين وضد إبدال ديكتاتورية شخصية بديكتاتورية عقائدية دينية.

 

مبادرة برّي في 'مهب”.. النجاح  

 صلاح تقي الدين

بين خطابه في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر في 31 آب، وبين إعلانه إعادة تفعيل مبادرته التي أطلقها عبر ذلك الخطاب، حاول رئيس مجلس النواب نبيه بري إعادة تفعيل الحراك السياسي المتعلق بالشأن الحكومي وإعادة تزخيم 'قطار” التأليف لكي يصبح للبنان حكومة تحاول في الحد الأدنى وقاية البلد من الأخطار الإقليمية التي تلفح نارها الداخل، وتفتح أبواب المستقبل على المجهول. غير أن ما بين هذين التاريخين، وعلى الرغم من أن مبادرة الرئيس بري لم تلق الصدى الإيجابي المقبول، على ما قال هو نفسه، فإن انشغال اللبنانيين بمتابعة ما يتم رسمه بالنسبة لسوريا نتيجة الخطأ القاتل الذي ارتكبه رئيس نظامها بشار الأسد باستخدام السلاح الكيميائي، جمّد ليس مبادرة بري فحسب، بل حتى مشاورات الرئيس المكلّف تمام سلام واتصالات رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وانضمت جميع المبادرات والنيات الحسنة، إلى ما سبقها من محاولات حثيثة لاستيلاد الحكومة العتيدة، ورقدت في الأدراج. لكن ربّ ضارة نافعة. فبعد الإعلان عن تأجيل الضربة الأميركية المزمعة ضد النظام السوري، عاد الزخم إلى الحياة السياسية، فتحيّن بري المناسبة وأعلن أمس إعادة تفعيل المبادرة وتشكيل وفد نيابي ليقنع المعنيين بالشأن الحكومي بها. وتنص المبادرة على أن يدعو الرئيس سليمان إلى طاولة حوار يتم خلالها مناقشة شكل وبيان الحكومة الجديدة، منح الجيش، بالاضافة لحقه بتطويع خمسة آلاف جندي التفويض الوطني الكامل لرفع السلاح المصوب الى رأس طرابلس وانقاذ البقاع وكامل منطقة الحدود الشمالية مع سورية من فوضى السلاح والمسلحين وشبكات التفجير وعصابات الاتجار بالموت وبكل شيء، وسائل اخراج التداخلات اللبنانية في المسألة السورية، خارطة طريق للخروج من الازمة الاقتصادية الاجتماعية، إعادة تفعيل الحوار حول قانون الانتخابات، و”دائما” الاستراتيجية الوطنية للدفاع.

ويقول عضو كتلة 'المستقبل” النائب أحمد فتفت إن مبادرة الرئيس بري تنطوي في المضمون 'على محاولة لإعادة تشكيل النظام السياسي في لبنان، لذلك فهي مرفوضة”.

ويضيف 'إن الدستور أناط برئيس الجمهورية والرئيس المكلّف تشكيل الحكومة وإصدار مراسيم تشكيلها، والرئيس بري يريد هنا أن يعهد إلى طاولة الحوار مهمة وضع شكل الحكومة والاتفاق على صيغة بيانها الوزاري، وهذا تعدٍ فاضح على صلاحيات الرئيسين معاً. أما بالنسبة لموضوع تطويع جنود لصالح الجيش اللبناني، فهذه مسألة منوطة بمجلس الوزارء مجتمعاً الذي له وحده الحق في إصدار مرسوم الدعوة للتطويع لصالح القوى العسكرية، وهذا تعدٍ جديد على الصلاحيات”. ويعتبر فتفت أن النقطة الإيجابية الوحيدة التي تسجّل لمبادرة الرئيس بري، هي 'حديثه المبطّن عن الانسحاب من سوريا” في إشارة إلى تورّط 'حزب الله” في القتال إلى جانب النظام السوري ضد شعبه، أما من حيث قانون الانتخابات، فالموضوع هو بعهدة 'مجلس النواب من دون سواه والذي له أن يصدر قانون الانتخابات الجديد، فلماذا مناقشة هذه المسألة على طاولة الحوار”.

وعن الحوار بحد ذاته، لا يبدي فتفت أي اعتراض على المشاركة في الحوار إذ 'هذه هي سياسة تيار المستقبل الواضحة والعلنية، لكن ماذا عن قرارات الحوار السابقة؟ هل سنعود لنتفق ومن ثم نلحس إمضاءنا على الاتفاقات كما فعل حزب الله بالنسبة لإعلان بعبدا؟”. هذه الأسئلة ليست برسم الرئيس بري من دون سواه. فإعلان بعبدا الذي أصبح اليوم مدار أخذ ورد إعلامي، آخره البيان الرئاسي الصادر عن رئاسة الجمهورية أمس يوضح فيه حقيقة ما جرى في الجلسة الأخيرة للحوار الوطني التي أفضت إلى صدور الإعلان الذي ينأى بلبنان عن الأحداث الإقليمية والدولية وخاصة في ما يتعلق بالأزمة السورية، هذا الإعلان أصبح ميتاً بالنسبة لـ”حزب الله” وغالب الظن بالنسبة لباقي مكونات فريق '8 آذار” المشاركة في طاولة الحوار، وعليه أصبح من الصعوبة بمكان إقناع المتحاورين بالاجتماع خوفاً من الانقضاض على أي اتفاق يتم التوصل إليه.

وعلى المقلب الوسطي، يرحّب مصدر 'اشتراكي” بمبادرة الرئيس بري، ويعتبر أنها تشكّل الخطوة الأولى على طريق 'الألف ميل التي يجب أن نجتازها لكي نعبر ببلدنا إلى بر الأمان”.

غير أن المصدر يعتقد أن المبادرات التي بدأت 'تتساقط كحبات البرد في الطقس الملبد بالغيوم، محكومة جميعها اليوم بالجمود لأنه سواء قبلنا أم لم نقبل، الموضوع كلّه رهن بتطورات الوضع في سوريا، وهذا مؤسف لأننا كلبنانيين قادرين على أن نجتمع ونقرر مصيرنا بيدنا، لكن هناك من لا يقرأ التاريخ جيداً ويصرّ على تفويت الفرصة تلو الأخرى، وبالتالي وضع البلد على كف عفريت”.

وبغض النظر عما تم الاتفاق عليه في جلسات الحوار السابقة، ولأن التاريخ يشهد على أن الرئيس بري شخصياً كان أول من دعا إلى جلسات الحوار في العام 2006، فإن غياب الثقة الواضح بين مكونات طاولة الحوار الوطني، يجعل من الرهان على مبادرة من هنا أو مبادرة من هناك، مثل 'الضرب في الرمل” إذ لا أحد يدري ما ستكون عليه المواقف في اليوم التالي لجلسة الحوار إذا خرجت باتفاق حول نقطة أو بند معين. وإعلان بعبدا، الذي لفت البيان الرئاسي إلى أنه 'إضافة إلى اعتماده أممياً وعربياً، فإنه يشكّل وثيقة رسمية مهمة وإطاراً سياسياً جامعاً ومنطلقاً للنقاش في الإستراتيجية الدفاعية”.

ويؤكد البيان أن إعلان بعبدا 'لم يتضمن أي نص متعلق بالمقاومة وسلاحها، ولم يتطرق إلى كيفية الاستفادة من المقاومة وسلاحها، بل أتى في التصور الذي اقترحه الرئيس سليمان للاستراتيجية الدفاعية الذي اعتبرته هيئة الحوار منطلقاً للحوار في موضوع الإستراتيجية”. وفي رأي النائب فتفت، أن بند الاستراتيجية الدفاعية 'هو البند الوحيد المتبقي من بنود جلسات طاولة الحوار، وعليه فإن الخلاف الذي انفضّت عليه اجتماعات لجنة الحوار لا يزال هو نفسه، والعودة إلى الطاولة يفترض تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقاً، وفي مقدمه إعلان بعبدا، قبل أن يتم مناقشة الموضوع الأهم وهو الاستراتيجية الدفاعية”. وانطلاقاً من هذه المواقف، يبدو أن مبادرة الرئيس بري لن تعدو كونها محاولة إضافية إلى المحاولات الأخرى السابقة وربما اللاحقة، لكي يجتمع شمل المتحاورين إلى طاولة الحوار، لكن بالأساس، لا يمكن أن تشكّل طاولة الحوار بديلاً عن مؤسسات الدولة الرسمية التنفيذية منها والتشريعية، ولا يمكن أن تتطاول على صلاحيات نص عليها الدستور اللبناني وأولها فصل السلطات.المصدر : المستقبل

 

هل نام الأسد على وسادة من حرير؟  

مارون حبش

لا ضربة عسكرية لسوريا في الأفق، وباتت الأنظار متجهة نحو الاقتراح الروسي ومدى جديته وامكانية تطبيقه، والذي يتمثل بوضع ترسانة النظام السوري تحت الإشراف الدولي بهدف تفكيكها. ومع دخول الأزمة السورية إلى نفق مجهول من جديد بعدما كانت الضربة ستغير من معالم الأزمة، عاد بشار الأسد لوضع الشروط على تسليمه السلاح الكيميائي، ومنها تقديم البيانات عن مخزونها ونوعيته بعد شهر من توقيع سوريا على اتفاقية حظر انتشار الكيميائي، الأمر الذي رفضه وزير الخارجية الأميركي جون كيري. ولاحظت أوساط سورية معارضة أن "المجتمع الدولي يحاول أن يصنع من الاقتراح الروسي ربحاً على النظام السوري، حتى لا يظهر فشل الرئيس الاميركي باراك أوباما في توجيه الضربة إلى سوريا"، معتبرة أن "ذلك لن ينفع فواضحة هي الخسارة التي تلقاها أوباما وإلى جانبه الأمم المتحدة، كما ان عدم توجيه الضربة يعني خرق القوانين الدولية".

واعتبرت أن "المجتمع الدولي وإعلامه استطاع وعلى مدى اسبوعين أن يشعر السوريين بأن هناك من إلى جانبهم، لكن هذا الشعور تبدد فور إعلان اوباما العودة إلى الكونغرس وبالتالي الانطلاق بالاقتراح الروسي"، وعادت وسألت الأوساط: "لما لا يتدخل الغرب؟ فالنظام يتلقى المساعدة العسكرية العلانية من "حزب الله" وروسيا وإيران"، موضحة أن "أميركا لا تفكر سوى بمصالحها في المنطقة، ولو أرادت الحق لكانت سلحت المعارضة قبل دخول المجموعات الإسلامية، ولو فعلت ذلك لما دخلت الأخيرة في الأصل". وأكدت أن "النظام السوري غير معتاد على توقيع اتفاقيات، فما يوقعه في الليل ينكره في النهار"، متسائلة: "كيف للمجتمع الدولي أن يصدق نظام كاذب يفبرك كا رواياته ويلا يتغذى سوى من دماء الشعب السوري؟". ورجحت عدم نجاح الخطة الروسية "لأن النظام لن يسلم كل مخزونه، كما سيعود ويصنع المزيد من المواد الكيميائية في ما بعد، وهنا ماذا سيفعل أوباما الذي قال انه لن يقبل بالاقتراح إذا كان هدفه المماطلة في توجيه الضربة العسكرية؟". وذكرت بأن "الشعب السوري ملّ من الوعود، ولا يراهن على المجتمع الدولي الذي خيب ظنه أكثر من مرة، بل على صموده بوجه آلة القتل السورية"، داعية إلى "تأمين المزيد من الأسلحة إلى الجيش الحر كي يتمكن من اعادة الكفة له"، لافتة إلى "رفض الداخل السوري أي محاولة للجلوس مع النظام على طاولة حوار واحدة أو دخول مؤتمر جنيف – 2، لأنه كما فكّرت أميركا بمصالحها خلال الحديث عن الضربة ستفكر بها خلال مؤتمر جنيف، وما يهمنا مصالح الشعب السوري وأطفال سوريا". وقالت: "لن ينام الأسد على وسادة من حرير والأيام المقبلة ستشهد على ذلك".

معلولا

اما في ملف معلولا، فأصبحت الأوضاع هادئة، بحسب ما نقل لنا الناطق بإسم المركز الاعلامي السوري في دمشق وريفها عامر القلموني، مؤكداً أن "المعارضة المسلحة انسحبت من أجل تحييد المنطقة وعودة المدنيين إليها تزامناً مع عيد الصليب"، نافياً أن تكون المعارضة خرجت بفعل الاشتباكات، لكنه لفت إلى وقوع اشتباكات الاربعاء، في شمال معلولا في منطقتي وادي الصليب وفج معلولا وقتل فيها أكثر من 50 عنصراً نظامياً". وأشار إلى أن النظام بدأ يضرب بالطيران المناطق التي تحيط بمعلولا. اما في شأن اعتداءات على الأديرة والكنائيس، فنفى حصول أي من هذه التصرفات، وأوضح أن "جبهة النصرة" ليست الرأس الحرب يفي معارك معلولا، بل كانت مسؤولة عن وضع المفخخة في بداية المعارك، فيما جبهة تحرير القلمون التابعة لالوية احفاد الرسول هي الأبرز بين الألوية التي شاركت بمعارك معلولا. موقع 14 آذار

  

صحافي "الجديد" يتجوّل بسيارة مفخخة قبل أن يفجرها  

إما الصحافي في جريدة "الأخبار" ومراسل الجديد رامي الأمين متواطئ مع "حزب الله" (لا سيما أنه يعمل في صحيفة موالية تماماً للحزب)، من أجل تبرير الخروقات الأمنية في الضاحية الجنوبية فقام بتصوير تقريره وهو يجول بسيارة مفخخة داخل مناطق المربّع الأمني فيعطي بذلك رصيداً إيجابياً للحزب وتوصيل رسالة أن عناصر التفتيش يفعلون ما بوسعهم لكن هناك خروقات لا يمكن حصرها أو التقاطها. أو فعلاً فقد الأمين صوابه (وهوالترجيح الأقرب إلى المنطق)، وأراد تسجيل هدفاً لصالح رصيده الإعلامي ولفت الأنظار إليه بصورة "الرجل الإستقصائي" الذي يدخل بالطرق والأساليب الخاصة (والملتوية) إلى المناطق المحظورة دون أن ينتبه له أحد. غير أن الأمين يدري تماماً انه بهذا العمل زاد من الرعب والخوف والقلق لدى المواطنين وأصبح هاجسهم أن هناك الكثير من السيارات المفخخة ستمرّ ولا أحد يدري بها. كما أنه بهذا العمل الأخرق تخطّى الخطوط الحمراء والقوانين ما سيعطي تبريرات لأي شخص بعد الآن يخطط لمثل هذه الأعمال، وعند ضبطه سيقول بكل بساطة "انا صحافي وأقوم بمهمة إستقصائية"، ولو لم يكن لديه بطاقة صحافية او مهمة عمل، لكنها ستكون فكرة لهؤلاء وما أسهل أن يجهزوا بطاقات مزورة أو ربما قد يستعينون بصحافيين لتأدية هذه المهمة. أراد الإعلامي، ببراءة أن يثبت فشل جهاز "أبو أنتين" في الكشف عن المتفجرات، والتدليل على السيارات الفخخة، خصوصا أنه ضمّن تقريره مقابلة مع مسؤول أمني لبناني أكد له أن الجهاز هذا "ضحك على الذقون". وقد أثبت ذلك فعلا. لكن مسألة البراءة مطاطة قليلا. فالصحافي المذكور والبراءة تزداد مطاطية حين يجيب استباقيا بعبارة "لو حصل أن ضُبطنا فكنا سنُبرّر ذلك بالعمل الصحافي" على السؤال الآتي: هل يحق لصحافي أن يجول بين المواطنين الآمنين بسيارة مفخخة؟ كما لا بد أن يسأل اللبناني الآمن إن كان يهون إلى هذا الحد الحصول على مكونات عبوة ناسفة من ديناميت وصواعق وفتائل، في وقت لا تصمت فيه القوى الأمنية عن إعلانات كشف الشبكات الارهابية، والمؤامرات "التكفيرية" والفضائح الأمنية؟ وسؤال أخير للصحافي... أي مرجع أمني أو قضائي وافق على هذه التجربة "البتراء"؟ فإن كان حسن النية هو ما قاده إلى "تدوير" كل الثغرات الأمنية في البلد، فالطريق إلى جهنم مفروش بالنيات الحسنة، وإن كان فعلها "من رأسه"، فأين دولة القانون ووزارة الداخلية من هذه المغامرة؟ من ناحية أخرى قام موقع "14 أذار" الإتصال بمرجع أمني رفيع المستوى لسؤاله عن نقطتين "أحقية أن يقوم صحافي بهذا العمل دون الحصول على إذن مسبق من الجهات الأمنية، وهل يحق لمسؤول أمني أن يظهر متخفياً دون إذن من الوزير المعني، وأن يسكت عن جريمة ولو كانت بريئة إقترفها إعلامي غير مسؤول. غير أن هذه الأسئلة لم تلقى أي جواب منطقي، كون الشخص المعني لم يشاهد التقرير ولا يعلم به وطلب منا أن نخبره عنه ليراه لاحقاً. ونحن في إنتظار أن تسنح له الفرصة المناسبة كي نعاود سؤاله ومتابعة هذه القضية لاحقاً. موقع 14 آذار

 

رئيس الجمهورية استقبل السنيورة ووفودا وشخصيات

وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم، مع الرئيس فؤاد السنيورة للاوضاع والتطورات السائدة راهنا على الساحة الداخلية، سياسيا وحكوميا، اضافة الى تطورات الاوضاع في المنطقة.

المكتب الدائم للمحامين العرب

واستقبل سليمان نقيب المحامين نهاد جبر مع اعضاء المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب، لمناسبة انعقاد الدورة الاولى للمكتب في بيروت تحت عنوان "التدخلات الاجنبية وتداعياتها في ظل القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة". ورحب سليمان بالوفد في لبنان، معتبرا انه "مظهر من مظاهر التضامن العربي"، متمنيا "ان تسود الديموقراطية الحقيقية في الدول العربية وان لا يكون هناك اي تدخل خارجي فيها وان تكون الامم المتحدة ومجلس الامن الهيئة المسؤولة عن الشؤون الدولية".

هيئة العلماء المسلمين

واطلع رئيس الجمهورية من الشيخ سالم الرافعي ووفد هيئة العلماء المسلمين على الاوضاع في منطقة طرابلس وبعض مطالب الهيئة التي تساعد في تعزيز الاستقرار في المدينة، كما جدد تعازيه بضحايا الانفجارين اللذين وقعا اخيرا، وحمل الوفد تمنياته للجرحى بالشفاء العاجل، مشددا على "اهمية التحلي بالوعي والحكمة لدرء الاخطار في هذه الظروف الصعبة والدقيقة التي يمر بها لبنان والمنطقة".

وفود

كما زار بعبدا، وفد اتحاد الجمعيات والروابط والهيئات البيروتية برئاسة راجي الحكيم، ووفد نقابة مكاتب السوق برئاسة حسين غندور.

 

الحكيم زار رئيس الجمهورية مقدما مذكرة توصيات ومطالب

وطنية - زار رئيس تيار "وحدة لبنان" راجي الحكيم على رأس وفد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في قصر بعبدا، حيث تم التطرق الى القضايا العامة وموضوع تشكيل الحكومة وتداعيات الازمة السورية على البلاد.

وقدم الحكيم باسم الوفد مذكرة توصيات ومطالب الى الرئيس سليمان، اعتبرت ان "الرئيس سليمان صمام الامان لبقاء وحدة البلد ومؤسساته، وآخرها الوثيقة التاريخية الجامعة الا وهي اعلان بعبدا مع حق المقاومة تجاه العدو الاسرائيلي". ودعت الى "الاسراع في تشكيل حكومة مع الرئيس المكلف تمام سلام، حكومة وطنية جامعة تشترك فيها كل القيادات اللبنانية، وعقد مؤتمر عام واصدار بيان موحد يدعو الى الوحدة والحوار ورفض كل الخطابات الفتنوية الطائفية والمذهبية ورفض التحريض عليها".

 

جعجع: إعلان بعبدا هو الحد الأدنى المطلوب لقيام دولة فعلية

وطنية - أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن "اعلان بعبدا هو الحد الأدنى المطلوب لقيام دولة فعلية في لبنان، وإذا أجرينا مقارنة بين اعلان بعبدا وخطابات الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميل نرى أنهما يصبان في خانة واحدة، وعاجلا أم آجلا سنصل الى حلم البشير في تحقيق دولة لبنانية حقيقية". ودعا في مداخلة عبر إذاعة "لبنان الحر" في ذكرى استشهاد الرئيس بشير الجميل، كل مواطن الى أن "يعي أنه ما دام لحزب الله تنظيم عسكري وأمني يشارك في حروب المنطقة فسيؤدي ذلك الى إبعاد السياح عن لبنان وتردي وضعنا الاقتصادي والاجتماعي أكثر فأكثر". ورأى أن "الدولة التي استشهد من أجلها الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميل حققت مراحل عديدة، إنما للأسف لم تصل الى خواتيمها السعيدة بعد لأن يد الشر علينا طويلة وتخلف وراءها كوارث عديدة". وقال: "أنا من الأشخاص الكثر الذين كان لهم الحظ بمرافقة مسيرة الشيخ بشير الجميل، وأذكر جيدا عندما اتصلوا بي وقالوا إن الشيخ بشير يرغب بالاجتماع بشباب بشري، كان اللقاء الأول حيث تعرفت اليه". وأشار إلى أن "الدولة في لبنان ما زالت بعيدة عما نحلم به، انما نحن مستمرون في هذا الطريق حتى بلوغ الهدف"، متمنيا على كل مواطن "التفكير في الأمر الذي سمح باستمرار القوات اللبنانية حتى اليوم بالرغم من كل الحروب التي تشن عليها وكل التضحيات، واليوم القوات هي في عصورها الذهبية في الاغتراب وفي عز ثقلها السياسي في الداخل، وهي مؤثرة جدا في القرارت المتعلقة بلبنان انما للأسف هناك أطراف أخرى معنية بقرار لبنان تشد به الى الطرف الآخر".

 

سيرا عرض مع ميقاتي التعاون بين اليونيفيل والجيش: الشراكة الإستراتيجية لا تزال الدعامة الأساسية لنجاح البعثة على الأرض

وطنية - اعلنت اليونيفيل في بيان ان رئيس بعثتها وقائدها العام اللواء باولو سيرا اجتمع بالرئيس نجيب ميقاتي في مكتبه في بيروت.

وخلال الإجتماع تمت مناقشة القضايا المتعلقة بتنفيذ ولاية اليونيفيل بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1701 والوضع في منطقة عمليات اليونيفيل في جنوب لبنان مع التركيز بشكل خاص على التعاون بين اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية. وأطلع سيرا رئيس الحكومة على الوضع في منطقة عمليات اليونيفيل وتبادلا وجهات النظر حول الشراكة الإستراتيجية بين اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية.

وبعد الإجتماع، قال سيرا: "كان لي لقاء جيد جدا مع رئيس الحكومة ميقاتي، وقد سعدت بكلمات الدعم والتقدير التي سمعتها منه حول عمل اليونيفيل في جنوب لبنان. وقد أكدت له التزام اليونيفيل وتصميمها على مواصلة المهام المنوطة بها لضمان أن يتم الحفاظ على الأمن والإستقرار القائم حتى الآن في جنوب لبنان في هذا الوقت الحساس جدا الذي تمر به المنطقة. كما نقلت له تقديري لروح الشراكة القوية التي يواصل الجيش اللبناني إظهارها مع اليونيفيل على الرغم من العديد من التحديات في أماكن أخرى من البلاد، وقد شددت على أن هذه الشراكة الإستراتيجية لا تزال الدعامة الأساسية لنجاح البعثة المستمر على الأرض".

وشكر اللواء سيرا رئيس الحكومة على دعمه لليونيفيل.

 

الجيش أكد سقوط 3 صواريخ في محيط بلدة اللبوة

وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، البيان الآتي:"عند الساعة 18,00 من مساء اليوم تعرض محيط بلدة اللبوة - قضاء بعلبك لسقوط 3 صواريخ مصدرها الجانب السوري، من دون تسجيل أي إصابات بالأرواح، وعلى الأثر حضرت قوة من الجيش الى المكان واتخذت التدابير الميدانية المناسبة. كا كشف الخبير العسكري على أمكنة إنفجار الصواريخ، وتبين أنها من نوع غراد 107 ملم".

 

سلام: لضرورة التمسك بلغة الاعتدال والتسامح

وطنية - استقبل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام اليوم في دارته في المصيطبة وفدا من هيئة العلماء المسلمين برئاسة الشيخ سالم الرافعي الذي اطلعه على اوضاع مدينة طرابلس، بعد التفجيرين الارهابيين في المدينة.

واشاد الرئيس سلام ب"المواقف الحكيمة التي صدرت عن علماء طرابلس بعد التفجيرين الاجراميين اللذين شهدتهما المدينة"، ودعاهم الى "التمسك بمثل هذه المواقف الوطنية التي تقطع الطريق على الراغبين في العبث بامن طرابلس وامن لبنان".واكد الرئيس سلام "ضرورة التمسك بلغة الاعتدال والتسامح لاعطاء صورة مشرقة عن مدينة طرابلس التي كانت وستبقى واحة للاعتدال تعكس صورة الاسلام السمح والرحب

 

الجيش: تحرير مخطوف سوري كان محتجزا في منزل مهجور في محلة الرام

وطنية - صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، البيان الآتي:

"على أثر إختطاف المواطن السوري إبراهيم الخلف من قبل مجهولين في مدينة زحلة بتاريخ 12/9/2013، باشرت مديرية المخابرات عمليات بحث وتقص لمعرفة مصيره وتحديد هوية خاطفيه، وتمكنت قوة من الجيش بعد ظهر اليوم من تحريره بعد مداهمة مكان إحتجازه في أحد المنازل المهجورة في محلة الرام - قضاء بعلبك، وتوقيف كل من أحمد يزبك وحسن نون اللذين اعترفا بإقدامهما على خطف المدعو الخلف بدوافع مالية.

وتستمر التحقيقات مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص، لكشف مدى تورطهما في جرائم أخرى. فيما يجري البحث عن المتورطين الآخرين لتوقيفهم".

 

 جريحان وحريق نتيجة سقوط الصواريخ في خراج اللبوة وجوارها

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في بعلبك حسين درويش، عن إصابة علي حسن المولى بجروح نقل على اثرها إلى المستشفى، وشخص من آل خزعل بجروح طفيفة وتضرر منزل يوسف المولى، نتيجة الصواريخ التي استهدفت عددا من المناطق في البقاع الشمالي عصر اليوم، انطلاقا من الأراضي السورية. وذكر أن أحد الصواريخ سقط على طريق زبود، وآخر في بستان لآل خزعل في جبولة، وثالث في خراج بلدة اللبوة.

كذلك أفاد مندوبنا جمال الساحلي أن أحد هذه الصورايخ تسبب باندلاع حريق في السهول المجاورة لدير جبولة القريب من اللبوة.

 

توضيح حول مقتل بلال السيد محمد: سقط عن شرفة منزله

وطنية - أوضح المواطن زهير جميل السيد محمد، في اتصال مع الوكالة الوطنية للاعلام، أن شقيقه بلال "الذي يقطن في بناية خلف محطة حجولا في منطقة الليلكي، كان يقوم بتصليح ستارة الشرفة، فانزلقت قدمه وسقط من الطابق السادس، مما أدى إلى مصرعه على الفور"، مؤكدا ان شقيقه "لا علاقة له بأي جهة حزبية، وهو غير مسلح".وكان المندوب الامني ل"الوكالة الوطنية للاعلام" الياس شاهين أفاد عن العثور على جثة بلال، منتصف ليل الجمعة -السبت في محلة الليلكي خلف محطة حجولا ومرآب رزق وأمام صالون بدران، وبقربه سلاح حربي.

 

النائب نعمة الله ابي نصر: على سلام الاعتذار عن عدم التشكيل وإفساح المجال لشخصية أخرى محررة من الضغوط

وطنية - دعا النائب نعمة الله ابي نصر "رئيس الحكومة المكلف تمام بك سلام الى الاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة وافساح المجال امام تكليف شخصية سنية اخرى تكون قادرة على القيام بهذه المهمة ومحررة من الضغوط التي منعت الرئيس سلام حتى الان من القيام بواجبه، واذا كان النص الدستوري لا يلزم الرئيس المكلف بمهلة زمنية لتشكيل حكومته، فان الواقع السياسي وواجبه الوطني يلزمانه بان لا يقف متفرجا على تآكل المؤسسات الدستورية وادارات الدولة وتردي الوضع الامني والاقتصادي".وقال في بيان اليوم: "ها قد مضى زهاء ستة اشهر على استقالة حكومة الرئيس ميقاتي في ظل انقسام سياسي حاد وشلل حكومي على صعيد تصريف اعمال الدولة وتلبية احتياجات المواطنين. ازاء هذه الأوضاع فان الواجب الوطني والاخلاقي والسياسي يستدعي من القيادات ان يجلسوا حول طاولة حوار ليطرحوا بجرأة اسباب ازمة النظام السياسي التي نعيشها ويفكروا في حلول جذرية تحمي الاجيال المقبلة من النزف المستمر ومسلسل الازمات الدستورية والكيانية المتواصل منذ عام 1975". وختم: "قد يكون الحل بنظام سياسي جديد ينتخب فيه رئيس الجمهورية مباشرة من الشعب، ويعطي صلاحيات واسعة تسمح له بان يحكم مع فريق عمل متجانس يختاره هو، على ان يطبق في الوقت نفسه نظام اللامركزية الادارية والتنموية والمالية الموسعة فنلبي بذلك وحدة الحكم على المستوى الوطني، ونحفظ التنوع على المستوى المناطقي، ونخرج من ازمة الطائفية التي سممت وتسمم حياتنا الوطنية".

 

اوغاسبيان: إذا سقط النظام في سوريا ستكون ايران اكثر تطرفا وحزب الله اكثر شراسة

وطنية - رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب جان أوغاسبيان أنه "لو كان الرئيس الراحل بشير الجميل ما زال حيا لكانت المعادلة السياسية في المنطقة مختلفة"، مؤكدا ان "الإقدام على إغتياله يشكل رمزا للبنان من أجل منعه، في تلك المرحلة، من إستعادة إستقلاله وإيجاد حلول سلمية للحرب الأهلية وإعادته على الخارطة الدولية والإقليمية". وقال أوغاسبيان، في حديث الى قناة "الجديد": "اغتيال بشير الجميل كان مؤشرا على ان الحرب مستمرة في لبنان آنذاك، وهذا ما حدث لغاية إتفاق الطائف" لافتا الى أننا "نعيش اليوم أزمة انسداد الأفق السياسي والحلول السياسية في البلد، إضافة الى عدم التواصل بين الكثير من الأفرقاء المتخاصمين"، ومشيرا الى "حاجة إيجاد ثغرة ما في جدار هذه الازمة". وإذ نبه من "وجود انهيارات على كل المستويات في البلد"، اعتبر ان "أي رهان على الأوضاع السورية يكون كارثة على لبنان واللبنانيين جميعا"، موضحا أن "كل المعطيات تدل على ان الحرب مستمرة في سوريا، ولا أحد يعرف متى ستنتهي". وعن إعلان بعبدا وما رافقه من بيان توضيحي مؤخرا صادر عن رئاسة الجمهورية، قال: "صدرت في الفترة الاخيرة مواقف وتصاريح من قوى "8 آذار" وتحديدا "حزب الله" ومعهم الوزير سليمان فرنجيه تتطرق الى "اعلان بعبدا" وما رافقه من جدل سياسي" مذكرا ان "إعلان بعبدا تم الإتفاق عليه بحضور جميع الفرقاء السياسيين المجتمعين بما فيهم النائب رعد وكانت هناك بعض الملاحظات وحصلت تعديلات على البيان وتم إقراره لاحقا بحضور الجميع". وتابع: "الموضوع الذي لم تتم مناقشته يومها هو الاستراتيجية الدفاعية وتم الاتفاق على بحثه في جلسة لاحقة، لكنها لم تحصل، اما اعلان بعبدا فتمت مناقشته بالتفصيل والجميع كان موافقا عليه كما ذكرت".وعن تفرد "حزب الله" بالقرارت قال اوغاسبيان: "إذا رغب "حزب الله" بعدم تحييد لبنان عن الصراع الدائر في المنطقة ان كان في سوريا او من خلال رغبته بمحاربة اسرائيل وتفرده بالقرارات، فعليه ان يعلن هذا الامر بوضوح وبصراحة لكل اللبنانيين وعندها فليتحمل اللبنانيون والجميع في الوطن مسؤولياتهم أمام هذا الواقع". من جهة أخرى، لفت الى ان "النظام السوري عودنا على ممارساته المخابراتية واتباع سياسة نظام الحزب الواحد، ومثلما يعامل شعبه اليوم عاملنا سابقا اثناء وجوده في لبنان وسيطرته على القرار فيه".ولفت الى انه "إذا سقط النظام في سوريا ستكون ايران اكثر تطرفا، وسيكون حزب الله في لبنان اكثر شراسة".

وختم اوغاسبيان: "فؤاد السنيورة لم يدع الى ضرب سوريا، بل الى التدخل السياسي والسلمي من أجل وقف نزيف الدم، فما يحصل في سوريا من قتل وقصف وقضاء على التراث "حرام"، وهذا القرار هو قرار اميركي - روسي".

 

الحوت زار السعودية وعرض رؤية الجماعة الاسلامية للتطورات

وطنية - زار النائب عن الجماعة الاسلامية عماد الحوت برفقة الشيخ أحمد العمري المملكة العربية السعودية بدعوة من وزارة الخارجية، حيث التقى نائب وزير الخارجية السعودية الأمير عبد العزيز بن عبد الله، وكانت مناسبة لاستعراض الواقع اللبناني بكل أبعاده السياسية والأمنية والاجتماعية والدينية في ظل ما يحدث في المنطقة من تطورات.واعلن الحوت انها "كانت مناسبة لعرض رؤية الجماعة الإسلامية لهذا الواقع ورؤيتها للتعامل معه والخروج من التداعيات"، مضيفا "كما تم استعراض واقع الثورة في سوريا والتطورات في مصر حيث تم التعبير عن موقف الجماعة ورؤيتها في هذين الملفين".

 

حرب: لا يمكن تشكيل حكومة وهناك فريق رسمي يشارك في الاحداث السورية مبادرة بري لم تتضمن اعلان بعبدا لأن حزب الله يعتبر انه ولد ميتا

وطنية - إعتبر النائب بطرس حرب "أن البلد يرزح تحت أزمة كبيرة بخاصة واننا متجهون الى استحقاق الانتخابات الرئاسية الجمهورية المهددة بالفراغ في ظل الظروف الراهنة"، لافتا إلى أنه "لا يمكن أن تشكل حكومة في حين أن هناك فريقا رسميا يشارك في الأحداث السورية".واعتبر حرب في حيث لبرنامج اليوم السابع من صوت لبنان "أن في مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري مضمونا سلبيا ومضمونا إيجابيا"، لافتا الى "ان الايجابية تكمن في أن بري أقر بمبادرته وجود مشكلة يجب معالجتها وهي موضوع تداخل الوضعين اللبناني والسوري ومحاولة إيجاد حل لهذا الأمر". وأشار إلى "أن بري يطرح مبادرة وليس مشروعا متكاملا وهو يبحث عن كيفية الخروج من الأزمة في لبنان"، معتبرا "أن هذه المبادرة لم تتضمن اعلان بعبدا لأن حزب الله يعتبر انه ولد ميتا". وردا على سؤال حول البيان التوضيحي الذي صدر عن رئاسة الجمهورية حول اعلان بعبدا رأى أن صدقية رئيس الجمهورية ميشال سليمان وضعت على المحك بعد كلام النائب محمد رعد الذي اعتبر فيه "ان إعلان بعبدا ولد ميتا، ما إضطر الرئيس أن يوضح للرأي العام أن ما طرحه حقيقي ويعبر عما جرى في إحدى جلسات الحوار الوطني"، لافتا إلى "أن بيان الرئاسة يوضح الواقع ويمنع حزب الله من التلطي خلف إصبعه، اذ لا يمكن إعتماد مبادرة بري كبديل عن صلاحيات رئيسي الجمهورية والحكومة".

وفي الملف الحكومي، لفت حرب إلى "أن تشكيلة 8-8-8 تخالف تطلعات قوى 14 آذار في الحكومة على الرغم من أنها أبدت انفتاحها على الموضوع، معتبرا أن موقف 8 آذار الذي يقوده حزب الله هو الذي يؤخر تشكيل الحكومة".ودعا حرب الى "عدم ربط ملف الحكومة بالضربة الأميركية على سوريا بخاصة وان لا مفر من تشكيلها لا سيما وان الحكومة الحالية غير قادرة على الاستمرار"، مؤكدا "أن الحكومة ستشكل عاجلا أم آجلا ورئيس الجمهورية لن ينتظر قرب إنتهاء ولايته لإعلان تشكيل حكومة جديدة وهو سيتحمل مسؤولياته في هذا الأمر بالتوافق مع رئيس الحكومة المكلف تمام سلام".

وشدد حرب على "أنه من غير الجائز أن يكون خيار اللبنانيين بين الرئيس السوري بشار الأسد والتكفريين"، مؤكدا "أن قوى الرابع عشر من آذار مع الثورة السورية والشعب وحقوقه الديموقراطية وضد التكفريين وضد إبدال ديكتاتورية شخصية بديكتاتورية عقائدية دينية". وفي ما يتعلق بالشأن السوري وامكان توجيه ضربة أميركية، لفت حرب الى "ان الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يتحل بالشجاعة وروح القيادة في هذه المرحلة"، معتبرا "أن ما شجع التكفيريين على دخول سوريا هو التخاذل الدولي بدعم الثورة السورية الذي حول الصراع من ثورة إلى إقتتال داخلي بين السنة والشيعة ومن قضية سياسية وطنية إلى صراع بين مذهبين ضد الشعب السوري".

 

أمل: فوجئنا بوجود خانة المذهب على إيصالات التسجيل في الجامعة اللبنانية والسيد حسين تعهد بسحبها

وطنية - أبدى مكتب الشباب والرياضة المركزي في حركة "أمل"، "استغرابه لوجود خانة "المذهب" على إيصالات التسجيل في الجامعة اللبنانية"، مؤكدا "ان هذه الخانة لم تكن موجودة سابقا". وأعلن انه "أثار هذا الأمر مع رئاسة الجامعة"، ناقلا عن رئيس الجامعة عدنان السيد حسين "تأكيده أن هذا خطأ غير مقصود، وتعهده بسحب الايصالات وتغييرها وتصحيح الخطأ".جاء ذلك في بيان للمكتب، هنأ في مستهله الطلاب "بحلول العام الدراسي الجديد 2013– 2014"، متمنيا "أن يكون مفعما بالأمل بغد أفضل، وبالنجاح والتقدم لهم والاستقرار للبنان، الوطن الذي كتب تاريخه المقاومون بجهادهم، وصان وجوده ووحدته الشهداء بدمائهم".

وهنأ بشكل خاص طلاب الجامعة اللبنانية، وتابع قائلا لهم: "نتوجه اليكم ببياننا هذا، ونحن أبناء الامام المغيب القائد السيد موسى الصدر، الذي كان يؤمن أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، وأن الطوائف نعمة، والطائفية نقمة، لأنها نقيض المواطنية، نتوجه اليكم ببياننا هذا، ونحن أبناء حركة أمل، حركة اللبناني نحو الأفضل، الداعية دائما بلسان رئيسها وقيادتها وأبنائها الى الوحدة الوطنية والعيش المشترك، نتوجه اليكم ببياننا هذا، لأننا تفاجأنا مع بداية التسجيل في كليات الجامعة اللبنانية للعام الدراسي الحالي بوجود خانة جديدة لم تكن موجودة سابقا، على الإيصالات وهي خانة "المذهب، وبعد تواصلنا مع رئاسة الجامعة اللبنانية، أكد لنا رئيس الجامعة الدكتور عدنان السيد حسين بأن هذا خطأ غير مقصود، وتعهد بسحب الايصالات وتغييرها، وتصحيح الخطأ".أضاف: "إذ نبني على هذا التعهد آمالنا، ونراهن على مواطنية معالي رئيس الجامعة، فإننا:

أولا: انطلاقا من اسم الجامعة اللبنانية، وبما أن الجامعة تعني التي تجمع واللبنانية تعني لجميع اللبنانيين، نستنكر هذا الخطأ الفادح الوارد على الايصالات، ونؤكد حرصنا على المواطنية والعيش المشترك ونبذ الطائفية والمذهبية والتقسيم والفرز.ثانيا: نطلب من جميع الطلاب الراغبين بالتسجيل الذي يبدأ صباح الإثنين 16 ايلول 2013 ترك خانة المذهب فارغة، أو كتابة كلمة لبناني فيها، لحين تغيير الإيصالات.

ثالثا: توحيد الشعارات في كافة كليات الجامعة اللبنانية، بدءا من صباح الإثنين وهي: "نحن أولا وثانيا وثالثا... وأبدا لبنانيون"، "الطائفية والمذهبية نقيض المواطنية".

 

الراعي يواصل زيارته الى رومانيا وزار مطرانية اللاتين صباحا

وطنية - رومانيا - يواصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي زيارته الى رومانيا لليوم الثالث على التوالي، حيث زار صباح اليوم مطرانية اللاتين والتقى المطران المحلي ايوان روبو، في حضور السفير البابوي في رومانيا. وتم البحث في الشؤون الكنسية ثم تم تبادل الهدايا بين الراعي وروبو.وعند العاشرة والنصف، يترأس الراعي الذبيحة الالهية باللغة الفرنسية في كاتدرائية مار يوسف للاتين يشارك فيها ابناء الجاليتين اللبنانية والعربية. وسيلقي الراعي عظة تتم ترجمتها الى الرومانية.وظهرا يتوجه الراعي والوفد اللبناني الى قرية كورنوش لتلبية دعوة الى الغداء بدعوة من رجل الاعمال اللبناني الشيخ سركيس سركيس. وعند الخامسة والنصف مساء اليوم يلتقي الراعي ممثلي الصحافة الرومانية.

 

الراعي في قداس لمناسبة عيد الصليب في بوخارست: لا يستطيع المسيحيون ان يتساهلوا او ان يسمحوا بانتشار الارهاب والاصولية في الشرق

وطنية - رومانيا - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي قداسا باللغة الفرنسية في كنيسة القديس يوسف التابعة للرعية اللاتينية في بوخارست، لمناسبة عيد الصليب، عاونه فيه المطارنة: سمير مظلوم، ميشال عون، بولس صياح، مطران اللاتين ايوان روغو، السفير البابوي في بوخارست ولفيف من الكهنة والرهبان، في حضور نائب رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة افرام واعضاء المؤسسة روز شويري، هيام بستاني، سركيس سركيس، فادي رومانوس، عيد الشدراوي، جوزيف فغالي وريتا غصن، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام السيدة لور سليمان، رئيسة الهيئة النسائية في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم هيفاء الشدراوي، السادة ايهاب وشربل وجوزيف لاوون، وحشد من ابناء الجاليات اللبنانية والعربية وابناء الرعية الرومانية. بعدما تلا المطران مظلوم الانجيل المقدس باللغة الفرنسية، القى الراعي عظة باللغة الايطالية تمت ترجمتها فوريا الى اللغة الرومانية، دعا فيها المسيحيين الى "الشهادة لكلمة الله بخاصة في الشرق، حيث التنازع بين الاحزاب والدول والديانات"، وقال: "ان التواجد المسيحي في الشرق والذي يعود لاكثر من الفي سنة هو ضروري لنشر ثقافة المحبة والسلام والتعايش، ولا يستطيع المسيحيون ان يتساهلوا او ان يسمحوا بانتشار الارهاب والاصولية في الشرق".

واضاف: "نحتفل اليوم بعيد ارتفاع الصليب المقدس رمزا وعلامة للرجاء وانتصارا على الشر بقوة الصليب. يشرفني ان احتفل بهذه الذبيحة الالهية في يوم عيد ارتفاع الصليب المقدس مع الجالية المارونية في بوخارست والجالية العربية المحبة، نحن في بوخارست لتدشين وتكريس الكنيسة غدا الجديدة على اسم القديس شربل.الكنيسة المارونية هي كنيسة شرقية كاثوليكية سريانية انطاكية لها تقليدها الليتورجي الروحي التاريخي والتعليمي هي بالذات تأخذ اسم القديس مارون الكاهن الراهب الناسك في الجيل الخامس، هي كنيسة بطريركية على رأسها بطريرك وسينودس المطارنة بكليتها متحدة مع روما هي الكنيسة الوحيدة في رحم الكنيسة الكاثوليكية الجامعة والتي لم تنقسم او تتجزأ ابدا على بعضها، اذا هي دائما بوحدة مع الكرسي الرسولي".

واضاف: "تاريخيا عيد ارتفاع الصليب يعود الى سنة 330 عندما ربح الملك قسطنطين الحرب ورأى علامة الصليب مع الكتابة "بهذه العلامة تنتصر"، هذا العيد متعلق باكتشاف جزء من خشبة الصليب وجدتها الملكة هيلانة ام قسطنطين قد اشاده ثلاثة كنائس واحدة فوق قبر المسيح واخرى فوق مكان الصعود والثالثة فوق مغارة الميلاد ميلاد يسوع. روحيا نحن نكرم الصليب المقدس الذي قد خلص البشرية جمعاء والعالم بكامله بقوة الصليب اذا موت المخلص وقيامته المقدسة النعمة الالهية انتصرت على الخطيئة، الحقيقة على الكذب، العدل على الظلم، الحرية على العبودية، الحب على الحقد، السلام على الخصام. السر الخلاصي فصح المسيح او موت وقيامة الرب يسوع يعني تمجيد الرب والمسيح. المسيح الطائع للاب اعطى او حقق بموته وخلاص الجنس البشري وتمجيد للاب وبقيامته من الموت تمجد من الله الاب".

وقال: "نحن مدعوون لتمجيد الاب بطاعتنا لارادته هكذا مثلما ظهرت بالوصاية بكلمته باعمالنا اليومية والحياتية لتعليم الكنيسة وبعطية روح القدس. نحن نمجد الله الاب وهو يمجدنا بالخلاص الابدي، بالعماد قد جعلنا مشاركين في الخلاص الفصحي موت وقيامة الرب اليسوع، هذا السر هو مثل في انجيل اليوم للبذور فاذا سقطت وماتت في الارض فتعطي ثمرا كثيرا هكذا نحن بنعمة القداسة نموت على الخطيئة لنحيا في الحياة بالنعمة الحياة الجديدة. علامة الصليب تذكرنا بهذه الحياة المسيحية".

وتابع: "نصلي اليوم مع قداسة البابا بابا فرنسيس لاجل السلام في سوريا في العراق في مصر وفي العالم كله نصلي ايضا لاجل الخلافات والانقسامات لنرمي السلاح ولنعيد بمساعدة المجتمعات العالمية الحل السياسي في الحوار. وجود المسيحية في الشرق الاوسط هو ضروري وحتمي لاجل بشارة محبة المسيح لاعلان انجيل السلام والخلاص ولاجل تعليم وتثقيف المجتمع المحلي. نحن لا نستطيع ان نتجاهل ارض الشرق الاوسط المختارة والمباركة من الله حيث عليها اصبح وتحقق سر خلاص المسيح ومشروع الخلاص ان تصبح ارض العداء، ارض حرب، ارض خصام. بهذا العيد عيد ارتفاع الصليب المقدس نجدد عهدنا التبشيري الرسولي وبهذا نعلن الشكر للاب والابن وللروح القدس". ثم شرح تاريخ الكنيسة المارونية وعلاقتها بدولة الفاتيكان وتحدث عن معاني الصليب وسر القيامة.

بعدها انتقل الراعي والوفد اللبناني الى قرية كورنوش حيث شارك في مأدبة غداء أقامها على شرفه رجل الاعمال اللبناني سركيس سركيس الذي ألقى كلمة قال فيها: "فرحي اليوم عارم لا يوصف، وكذلك فرح افراد عائلتي وكل الاحباء الحاضرين معنا وكل جماعة المؤمنين في رومانيا وقد شرفتمونا بزيارتكم الابوية التاريخية ومعكم صحبكم الكريم من الاساقفة والكهنة والعلمانيين وكلهم اخوة لنا واصدقاء".

أضاف: "ان تطأ اقدامكم المباركة ارض رومانيا وتحديدا هذا المكان لنعمة كبيرة نشكر الله عليها ونقول لكم تباركنا جميعا بوجودكم انتم من اعطيتم مجد لبنان، نطلب صلواتكم كي ينعم الرب على عالمنا وبخاصة على لبنان والشرق الاوسط بايام بركة وسلام". وتابع: "سيدنا، وجود هذا الجمع هو خير دليل على تعلق الرعية براعيها ووجودكم دليل على اهتمام الراعي واتباعه خراف المسيح في كل مكان، حتى في رومانيا كي تبقى الرعية واحدة لراع واحد، انتم، البطريرك الماروني، صوت الحق الصارخ، في برية هذا العالم المتحارب اي اوقفوا الحروب والنزاعات وليحل السلام مكان الحرب والمحبة مكان البغض والمصالحة مكان التباعد".

وقال: "سيدنا لطالما حلمنا بهذا اليوم الذي فيه نراكم هنا لتدشنوا كنيسة مار شربل الرعائية وتباركوا مذبحها. وقد واكبتم منذ البدايات تطور الفكرة وتقدم المشروع فكنتم تسألون باستمرار عن المراحل التي بلغها، وكان لعنايتكم وسهركم واهتمامكم على المشروع ان حرك الهمم واشاع جوا من الثقة دفع بالكثيرين الى الالتزام به حتى النهاية دون تردد ولا تعب. هكذا شهدنا الايادي تتشابك والنوايا تصفو والكلمة تتحد في سبيل اعلاء بنيان بيت الرب".

وتابع: "ها نحن اليوم يا صاحب الغبطة والنيافة نقف في حضرتكم وبمعيتكم بفرح وافتخار امام هذا الانجاز الكبير امانة منا للايمان الذي ورثناه من الاباء والاجداد والتقاليد المارونية التي تقوم على التعاون وتضع بيت الله الذي يجمع الجميع قبل بيوت المؤمنين. وهذا الامر مدعاة فخر لنا بجاليتنا في رومانيا وباولادها لان كل عضو فيها ساهم بحسب مواهبه وطاقاته عملا بمبدأ فلس الارملة الذي علمنا به يسوع ان الاهمية ليست بالكمية بل بالمبادرة والمشاركة". وختم: "نشكركم يا صاحب الغبطة والنيافة على حضوركم والوفد المرافق ونحن نجدد اليوم الولاء لكم ولكنيستنا ولتاريخيها وتقاليدها، شاكرينكم على الكهنة الذين تعاقبوا على خدمة الرعية بمحبة وحكمة، واوصلوها الى ما هي عليه اليوم. نخص بالشكر كاهن الرعية الحالي الاب فادي روحانا ولجنة الكنيسة في الرعية التي كرست وقتها والتزمت بمحبة وتضحية متابعة البناء حتى نهايته، كافأ الرب تعبهم".

ورد الراعي بكلمة شكر فيها لسركيس استضافته والتكريم، ولاحقا انضم إلى الحضور النائب البطريركي الأرثوذكسي المطران فينشنتو.

 

الراعي من رومانيا: نطالب بوقف الحرب في سوريا والسيارات المفخخة في العراق والخلافات في مصر وبحل ما هو اساس كل نزاع الشرق الاوسط

وطنية - رومانيا - اقامت السفارة اللبنانية في بوخارست حفل استقبال على شرف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والوفد المرافق في مقرها، شارك فيه وزير الثقافة الرومانية فيكتور اوباتشي ورئيس البلدية اندريه كليمان، وعدد من السفراء العرب والاجانب ورجال دين واركان السفارة والموظفين وحشد من ابناء الجالية اللبنانية، وتم خلال الاحتفال غرس شجرة ارز في حديقة جبران خليل جبران.

بعد النشيدين اللبناني والروماني، وكلمة لكاهن رعية مار شربل في بوخارست الخوري فادي روحانا، غرس البطريرك الراعي ورئيس البلدية الارزة، ثم القت سفيرة لبنان في رومانيا رنا المقدم كلمة قالت فيها: "عسى يا غبطة البطريرك ان يكون زرعكم لرمز لبنان اليوم في هذا البلد المضياف، الذي احتضن ابناءنا، عساه يثبت جذور المحبة والشراكة بين كل اللبنانيين في هذه الارض الطيبة، وعسى ان تكون هذه الشجرة ضاربة في السماء ككل كلمة طيبة يراد بها الخير في وطننا العزيز لبنان".

الراعي

بعدها، القى رئيس بلدية بوخارست كلمة رحب فيها بالبطريرك الراعي والحاضرين، معربا عن سروره بمشاركتهم بغرس هذه الشجرة.

ثم رد البطريرك الراعي بكلمة رحب فيها بالحاضرين، شاكرا السلطات الرومانية على استقبالها للبنانيين على ارضها واحتضانها لهم. كما نوه بما حققه اللبنانيون في رومانيا على الصعد كافة، وقال: "من هنا، من حديقة جبران خليل جبران ومن مبنى السفارة اللبنانية في بوخارست، نوجه التحية للسلطات اللبنانية وعلى رأسهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ونحن اليوم من خلال الارزة التي زرعناها نحيي الصداقة الرومانية اللبنانية المتمثلة بهذه الارزة وكل الحاضرين هم ارزة مزروعة هنا في رومانيا ثقافيا، ديبلوماسيا واجتماعيا".

اضاف: "عندما نتحدث عن لبنان الارزة، نتحدث عن الصمود في كل صعوبات الحياة، فرومانيا مرت بصعوبات كبيرة في حياتها وصمدت، والانسان لا يستطيع ان يصمد الا عندما يمر بازمات في حياته، وان لم يعش الانسان المحن والصعوبات، لا يستطيع ابدا ان ينمو وينضج لا بفكره ولا بثقافته".

ووجه البطريرك الراعي نداء الى عالم الشرق الاوسط لكي يتوحد ويتمكن من فرض استقراره السياسي والامني، ولكي يتمكن العالم العربي من مواصلة دوره في قلب الاسرة الدولية، وقال: "من هنا، من حديقة جبران خليل جبران رجل السلام، ندعو عالمنا العربي لان يعرف كيف يخرج من الازمة التي يعيشها، ونطالب بوقف الحرب في سوريا والسيارات المفخخة في العراق والخلافات في مصر والعمل لايجاد الحلول السلمية والعادلة، كما نطالب الاسرة الدولية بحل ما هو اساس كل نزاع الشرق الاوسط" .

اضاف: "ان لبنان ينتظر منه دور كبير على مستوى الاستقرار في العالم العربي من موقعه السياسي والاجتماعي والجغرافي والتاريخي، ولكن الجميع يعرف انه متأثر كثيرا بالنزاع الاسرائيلي - الفلسطيني حيث يوجد على ارضه نصف مليون فلسطيني مع سلاحهم الخفيف والثقيل، وهذا يؤثر سلبا عليه امنيا وسياسيا، اضافة الى تأثره بالنزاع في سوريا حيث بلغ عدد النازحين اليه اكثر من مليون ونصف المليون، وهذا عبء كبير علينا على الصعد كافة، فعلى المجتمع الدولي والعربي ان يدرك انه لا يستطيع الاستمرار بالمناداة بالحرب وارسال السلاح يسارا ويمينا والابرياء والاطفال يقتلون ويهجرون".

وتابع: "من هذه الحديقة من هذا اللبنان المحب للسلام وللعيش معا، نقول اننا قادرون كمسيحيين ومسلمين، ان نعيش معا حياة غنية ونبني دولة ديموقراطية تحترم حقوق الانسان، لان هذا الوطن الصغير لبنان لا مصلحة لديه الا ان يخلق صداقة مع كل بلدان العالم، فهذا ايماننا وهذه ثقافتنا وفلسفة جبران التي جمعتنا حديقته وفيها غرسنا هذه الارزة رمزا للخلود والصمود وللكرامة والقوة والتحرر، وهي تعلمنا كيف نستطيع ان نترفع عن مستنقعات الحياة لكي نعيش جمال القيم الاخلاقية والانسانية والروحية والوطنية".

بعدها، انتقل البطريرك الراعي والحضور الى داخل مبنى السفارة اللبنانية، حيث اقيم حفل استقبال وجال البطريرك الراعي في ارجائها، ثم استمع الجميع الى اناشيد دينية، كما كانت كلمة لامين سر دولة رومانيا للشؤون الدينية فيكتور اوباشي باسم الدولة الرومانية.

وفي الختام، قدم البطريرك الراعي هدية تذكارية الى السفيرة المقدم.

 

النائب محمد قباني: نرفض ان يفرض حزب الله بيانا وزاريا سلفا

وطنية - رأى عضو "كتلة المستقبل" النائب محمد قباني أن "عودة الحركة السياسية باتجاه تأليف الحكومة يجب ان تكون منتجة". وقال: "تفاجأت عندما سمعت من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أنه لن يترك البلد من دون حكومة، وهذا يعني اننا سننتظر ثمانية أشهر والبلد لا يحتمل هذا الوقت".وأضاف قباني، في حديث إلى محطة ال ـ"OTV" أن "تشكيلة الثلاث ثمانيات من الممكن ان تكون متوازنة، وعندما قلنا ان لا مانع لدينا للحوار فنحن جديون ولكن نرفض ان يفرض حزب الله بيانا وزاريا سلفا". وقال: "لتتألف الحكومة، وليحصل التأليف في لجنة وزارية يشارك فيها حزب الله، وليتناقشوا لكي يصلوا الى افضل حل، فلا يمكن لأحد أن يفرض سلفا ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة في البيان الوزاري". وعن مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال قباني "هناك نقاط ايجابية نسير بها، وهناك نقاط لا يمكن لـ تيار المستقبل ان يقبلها، وهنا يجب ان نرى ماذا عنى الرئيس نبيه بري عندما تحدث عن المقاومة في الجنوب، والمهم ان يكون واضحا ماذا يعني هذا الكلام وترجمته على الأرض".

 

الحريري: عبرا ستبقى نموذجا للتنوع وصيدا لم تكن يوما خارج الدولة

وطنية - أكدت النائب بهية الحريري ان "عبرا ستبقى نموذجا للتنوع والحياة المشتركة بين اللبنانيين تحت مظلة الدولة، وان صيدا عبر تاريخها الحديث تؤمن بالدولة وتريد الدولة اولا وتريد هذا التنوع الموجود وتريد حريتها ولا تقبل ان تكون تبعا لأي جهة الا لمصلحة الأفراد الموجودين فيها".

كلام الحريري جاء خلال استقبالها في مجدليون وفدا كبيرا من اهالي بلدة عبرا وسكانها، الذين تضررت بيوتهم جراء الأحداث الأخيرة واعيد ترميم وتدعيم القسم الأكبر منها بمبادرة من الرئيس سعد الحريري، حيث حملوها تحياتهم اليه وقدموا لها الشكر على وقوفها الى جانبهم ومتابعتها لموضوع مسح الأضرار والتعويض على المتضررين مع الهيئة العليا للإغاثة. كما عبر الأهالي عن شكرهم للهيئات الرسمية والبلدية والأهلية كافة، التي ساهمت في اعادة اعمار عبرا.وشارك في اللقاء رئيس بلدية صيدا محمد السعودي وممثل رئيس بلدية عبرا وليد مشنتف مهندس البلدية مروان عرابي، في حضور فريق عمل مؤسسة الحريري الذي أشرف على ورشة عبرا.

الحريري

وقالت الحريري: "اننا نعتز بالمسؤولية العالية التي اظهرتموها في اعقاب الأحداث الأخيرة وكيف تخطيتم تداعياتها التي تأثرت بها المدينة ككل. كما نعتز بأننا استطعنا ان نفي بوعدنا لكم بانجاز القسم الأكبر من أعمال الترميم واعادة البناء قبل عيد الأضحى، وان شاء الله تستكمل قريبا ويعود جميع السكان الى بيوتهم. والآن علينا ان نفكر بمرحلة ما بعد اعادة الاعمار، كيف تبقى عبرا نموذجا للحياة المشتركة وكيف نحافظ على هذه المنطقة ولا نسمح مرة ثانية لأحد بأن يمس أمنكم وطمأنينتكم واستقراركم. هذه المنطقة العزيزة على قلبنا هي في قلب صيدا ووجدانها وفي وجدان كل لبناني. سيبقى عنواننا ان تكون الدولة هي الحاضنة لإستقرار المنطقة وامنها والتي لا نترك مناسبة الا نصر فيها على حضور الدولة وقيامها بواجباتها. وان هذه الهمة وهذه النخوة وهذه المبادرة التي تتميز بها المدينة استطاعت ان تلملم هذه الجراح التي اصابت كل انسان في هذه المدينة. ان شاء الله تكون عبرا احلى ونحافظ عليها ونعيشها اكثر ونتضامن حولها اكثر. ان صيدا عبر تاريخها الحديث تؤمن بالدولة وتريد الدولة اولا وتريد هذا التنوع الموجود وتريد حريتها، ولا تقبل ان تكون تبعا لأي جهة الا لمصلحة الأفراد الموجودين فيها وتحت مظلة الدولة، وصيدا لم تكن في يوم من الأيام خارج الدولة".

وتوجهت الحريري ب "تحية شكر وتقدير الى شركاء الإنجاز في اعادة اعمار عبرا: الجيش اللبناني، الهيئة العليا للإغاثة، بلدية عبرا، بلدية صيدا، شركة جينيكو، متطوعو مؤسسة الحريري، متطوعو فرح العطاء، متطوعو بيكفي خوف، متطوعو معا نرمم الجراح ومنتدى الأعمال الفلسطيني اللبناني"، ونوهت ب"جهود فريق عمل مؤسسة الحريري وعلى رأسه المهندسان مازن الصباغ وشوقي جويدي".

السعودي

وتحدث السعودي، فاعتبر ان "اعادة اعمار عبرا في هذا الزمن القياسي ما كانت لتتحقق لولا جهود السيدة بهية الحريري ومتابعتها لهذا الملف منذ اللحظة الأولى"، وقال: "للتاريخ ولأهالي صيدا اسجل انه لولا السيدة بهية ما كنا حتى الآن بدأنا باعادة اعمار عبرا. فهي كانت صاحبة المبادرة الأولى وتابعت كل الخطوات اللاحقة لحظة بلحظة ومع جميع الجهات الرسمية والبلدية والأهلية المعنية كما مع الأهالي. كما نثمن جهود جميع الهيئات الرسمية والبلدية والأهلية التي ساهمت في تحقيق هذا الانجاز".ثم كانت مداخلات لعدد من الأهالي الذين شكروا الرئيس سعد الحريري والنائب الحريري وبلديتي عبرا وصيدا وكل من أسهم ويسهم في اعادة الحياة لعبرا على مختلف المستويات.

 

النابلسي: هناك مخطط لتدمير العراق وسوريا لتكون إسرائيل الدولة الوحيدة المؤثرة في المنطقة

وطنية - رأى العلامة الشيخ عفيف النابلسي، خلال استقباله وفدا من عصائب أهل الحق في العراق برئاسة الشيخ عمار الدلفي، "أن الدماء البريئة التي تسقط يوميا في العراق هي بفعل الإحتلال الأميركي والمخطط الأميركي الذي يريد ضرب السنة بالشيعة والشيعة بالسنة، وتقسيم العراق إلى كانتونات طائفية متناحرة غير قابلة للنمو والتطور والتكامل".ولفت إلى أن "وحدة الشعب العراقي هي الأساس في وقف حمام الدم، وهي المنطلق لردع الإرهابيين الذين تستخدمهم أميركا لاستنزاف مقدرات العراق وإنهاكه ومنعه من لعب دور إقليمي ومحوري في المنطقة". واعتبر أن "ما يحصل في سوريا يرتبط بشكل وثيق بالمجريات في العراق، وهناك عمل منهجي لتدمير هذين البلدين لتكون إسرائيل هي الدولة الوحيدة المؤثرة في مستقبل ومصير المنطقة". وشدد على أن "مقاومة المشروع الأميركي يجب أن تكون من الأولويات لشعوب المنطقة، وإخراجها من الدول العربية شرط أساسي لأمن واستقرار المنطقة". وكان النابلسي استقبل وفدا من جمعية المبرات الخيرية وضعه في آخر أنشطة الجمعية.

 

رئيس أساقفة طرابلس للموارنة المطران جورج بو جودة، رعى وضع حجر اساس كنيسة في بزيزا: لنشر روح المحبة وبناء جسور التواصل بين الشعوب

وطنية - رعى رئيس أساقفة طرابلس للموارنة المطران جورج بو جودة، وبحضور السفير البابوي في لبنان المطران غبريال كاتشيا، حفل وضع حجر الاساس لكنيسة مار يوحنا بولس الثاني في بزيزا، بدعوة من مجلس رعية مار قوزما وديميانوس. حضر الحفل ممثل نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري عدنان مكاري، ممثل وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال فايز غصن المحامي رامي لطوف، النائب فادي كرم، آمر سرية درك أميون العقيد فؤاد خوري، رئيس بلدية بزيزا قبلان العويط، رئيس بلدية أميون غسان كرم، عضو الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر" جورج عطاالله، مسؤول العلاقات العامة في الكورة جوني موسى، مسؤول الكورة في حزب "القوات اللبنانية" رشاد نقولا، راهبات وفاعليات وحشد من أبناء بزيزا والمنطقة. بالقرب من المعبد الروماني وعلى العقار 199 وضع المطران بو جودة والسفير كاتشيا حجر الأساس للكنيسة بعد تبريك المكان بالمياه المقدسة. بعدها توجه الجميع الى كنيسة مار قوزما وديميانوس، حيث اقيمت الذبيحة الالهية ترأسها المطران بو جودة وعاونه كاهن الرعية الاب شارل قصاص ولفيف من كهنة المنطقة.

بعد الانجيل المقدس، ألقى بو جودة عظة جاء فيها: "بكل فرح وسرور نضع اليوم الحجر الأساس لكنيسة الطوباوي (القديس قريبا) البابا يوحنا بولس الثاني الآتي من بلد بعيد كما قال عند إنتخابه، والذي أصبح بالفعل قريبا من جميع شعوب الأرض. لا شك بأن هذا البابا الذي أحبه الجميع والذي أحب الجميع، كان له الدور المهم في تغيير تاريخ العالم في السنوات الأخيرة من الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة من تاريخ الكنيسة. فهو، دون أن يكون بتصرفه أية كتيبة عسكرية كالتي سأل عنها ستالين عندما حدثوه عن البابا، إستطاع بفعل محبة لا حدود لها أن يهدم جدار الحقد والإلحاد والكفر الذي سيطر على قسم كبير من العالم على أثر الثورة البولشفية الماركسية الشيوعية، منذ العام 1917 والوسيلة التي أعتمدها في سبيل ذلك كلمات معدودة دعا فيها المسيحيين إلى عدم الخوف وغير المسيحيين إلى فتح الأبواب للمسيح".

اضاف: "عاش كارول فويتيلا الصعوبات الكثيرة والمعاناة في حياته الشخصية إذ أنه فقد في سنوات قليلة كل أفراد عائلته واضطر للعمل في المناجم طوال سنوات عديدة ثم في المسرح كي يؤمن لنفسه حياة لائقة وكريمة وكي يستطيع متابعة دروسه الفلسفية واللاهوتية في سبيل الوصول إلى الكهنوت، متحديا بذلك السلطات الملحدة التي كانت تسيطر على بلاده وتمنع المؤمنين من ممارسة حقهم في ممارسة متطلبات إيمانهم.

بإمكاننا التحدث مطولا عن هذا الحبر الأعظم المميز، الذي طبع تاريخ البشرية بطابعه الخاص في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين لكن الوقت يضيق بنا في سبيل ذلك، فنتوقف عند أمرين مهمين ميزا حبريته وهما دعوته إلى التبشير الجديد لعالمنا المعاصر، والأيام العالمية للشبيبة التي أطلقها سنة 1984 وما زالت مستمرة حتى اليوم".

واردف بو جودة: "إطلع البابا يوحنا بولس الثاني على أوضاع الكنيسة بفضل ثقافته الواسعة، فرأى أن نسبة المسيحيين في العالم تتضاءل بصورة خطيرة، بينما تتزايد أعداد غير المسيحيين كما اكتشف أن أعدادا هائلة من المسيحيين أصبحوا مسيحيين بالإسم لا يتأثرون مطلقا بالمسيح ولا يعرفون من تعاليم الكنيسة إلا النزر اليسير. فإستند إلى وثائق المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني الذي شارك فيه كأسقف شاب وإستخلص منها ضرورة الدعوة إلى تبشير جديد ومتجدد لعالم اليوم، كما إستند إلى الإرشاد الرسولي للبابا بولس السادس الذي عنوانه: "واجب التبشير بالإنجيل"، وأطلق شعاره الذي أصبح شعارا للكنيسة كلها اليوم: شعار التبشير الجديد فقال للمسيحيين في رسالته العامة: "رسالة الفادي" إن الإيمان يتقوى عندما نعطيه وقال لغير المسيحيين: "يا جميع الشعوب إفتحوا قلوبكم للمسيح".

هذا الشعار تبناه الأول خليفته البابا بندكتوس السادس عشر الذي أوجد في الكرسي الرسولي مجلسا خاصا في سبيل ذلك، ودعا إلى عقد جمعية خاصة لمجمع الأساقفة حول هذا الموضوع. وها إن البابا فرنسيس يركز في جميع عظاته وكلماته على ذلك ويقول للمسيحيين ألا يكتفوا بالبحث عن خروف واحد ضال، بل أصبح من واجبهم البحث عن التسعة والتسعين".

واضاف: "لاحظ يوحنا بولس الثاني أن الكثير من الشبان والشابات كانوا كخراف ضالة لا راعي يرعاها، فأوجد من أجلهم الأيام العالمية للشباب التي تجمع كل سنتين أو ثلاث سنوات مئات الألوف منهم، لا بل الملايين في مختلف مناطق العالم، حيث يعيشون فرح الإيمان ويشهدون لهذا الإيمان في جو من الفرح الروحي الذي لا مثيل له، والذي يعجز أي زعيم سياسي، مهما كان شعبيا أن يجمع النزر اليسير منهم مع كل ما يقدمه من إغراءات.

ولم يكتف يوحنا بولس الثاني بذلك بل دعا إلى الإحتفال باليوبيل الألفي الثاني للمسيحية فدعا الجميع للمشاركة فيها، من كل الدول وكل الفئات وكل الجماعات، فتحولت روما في سنة الألفين إلى مدينة عالمية، تسمع فيها الناس يتحدثون كل اللغات، وكلهم يفهمون على بعضهم البعض. على العكس تماما مما حصل في بابل في العهد القديم. فالملايين الذين توافدوا إلى روما في تلك السنة حولوها إلى علية صهيون جديدة حل فيها الروح القدس على الجميع الذين أصبحوا يتكلمون لغة واحدة هي لغة المحبة، لغة المسيح. وكان يوحنا بولس الثاني قد برهن عن هذه المحبة عندما غفر لعلي أغجا الذي حاول إغتياله في الثالث عشر من أيار سنة 1983، ولم يكتف بالغفران بالكلام واللسان، بل زاره في سجنه وتحدث إليه مطولا وطلب من السلطات الرومانية إخراجه من السجن". وختم بو جودة: "إننا اليوم، إذ نضع الحجر الأساس لكنيسة تبنى على إسمه كطوباوي، وقريبا كقديس، نعبر عن سرورنا وشكرنا لحضرة الخوري شارل قصاص الذي إتخذ هذه المبادرة، ونأمل أن تتحول هذه الكنيسة إلى مزار يؤمه المؤمنون من كل الطوائف والأديان كي يستلهموا هذا الحبر الأعظم المحبوب ويعملوا على مثاله على نشر روح المحبة والسلام بين الشعوب وعلى هدم كل الجدران الفاصلة بينهم وإلى بناء جسور التواصل بينهم كما دعا شبيبة لبنان للقيام بذلك يوم زار بلادنا وتحدث إلى الشبيبة في مزار سيدة لبنان في حريصا.

ولنطلب منه اليوم بصورة خاصة أن يكون بإستمرار شفيعا للبنان وشعبه الذي أحبه والذي وصفه بأنه رسالة للشرق والغرب وللعالم أجمع وليشفع بالشرق الأوسط أمام الرب وللمسيحيين فيه، كي يبقوا راسخين في الإيمان ثابتين عليه فيساهمون هكذا في التبشير الجديد لعالمهم ومجتمعهم، فتبقى أبواب قلوبهم مفتوحة بإستمرار للمسيح.آمين".

وختم الحفل بعشاء تكريمي للضيوف في قاعة الرعية.

 

شرطي البلدية عنوان للأمن والحماية... لكن من دون امكانيات  

خالد موسى/مع ارتفاع وتيرة القلق الأمني في لبنان جراء تداعيات الأزمة السورية، خصوصاً بعد التفجيرات الأخيرة التي طالت الضاحية الجنوبية لبيروت ومسجدي السلام والتقوى في طرابلس، أطلق وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال الوزير مروان شربل الاسبوع الماضي، خطة لتفعيل دور شرطة البلديات في المناطق كافة واشراكها في عمليات الأمن وحماية ودور العبادة والمدارس والمراكز الحكومية التي تتواجد ضمن نطاق عملها، بهدف تفعيل فرض الأمن على الاراضي اللبنانية كافة بتنسيق كامل مع الأجهزة الأمنية الرسمية المعنية بهذا الموضوع وعلى رأسها قوى الأمن الداخلي. خطة الوزير شربل التي تعتمد مبدأ اللامركزية الإدارية، تقضي بتفعيل عمل شرطة البلديات وزيادة عديدها وإمدادها بالوسائل اللازمة التي تسهل عملها وفقاً لقدرات كل بلدية والتنسيق بين البلديات القريبة ذات القدرات المحدودة والتنسيق الدائم مع الأجهزة الأمنية الرسمية وتسيير دوريات مشتركة مع القوى الأمنية داخل نطاق عملها ووضع كاميرات أمنية، وإبقاء أضواء الشوارع مضاءة في الليل. ووفقاً لقانون البلديات، تتولى شرطة البلدية شؤون الأمن المحليّة وتتمتّع بصفة الضابطة العدليّة ولها الحق بطلب مؤازرة قوى الأمن الداخلي عند وقوع أيّ جرم أو احتمال حدوث ما قد يهدّد السلامة العامة فيباشر عندها بالتحقيقات اللازمة.

سعد : كيف لشرطة البلدية القيام بدورها من دون امكانيات؟

في هذا السياق، اعتبر عضو لجنة "الدفاع الوطني والداخلية والبلديات" النائب إنطوان سعد، في حديث خاص لموقع "14 آذار"، أن "خطة الامن الوقائي التي أطلقها وزير الداخلية والبلديات مروان شربل في البيال تأتي في إطار خطة دعم ومساعدة للقوى الأمنية والجيش اللبناني في مهام حفظ الأمن داخل الوطن "، لافتاً الى انه "في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي يمر بها لبنان اليوم لا تستطيع الأجهزة الامنية المعنية والجيش اللبناني القيام بالمهمة الأمنية اللازمة، وبالتالي كيف لشرطة البلدية وحراسها القيام بهذا الدور من دون الوسائل والأمكانيات اللازمة؟".

ورأى سعد أن "وجود العديد من البلديات التي ليس لها القدرة والإمكانيات على زيادة عديد شرطة البلدية لديها، وبالتالي كيف لبلدية لديها 3 افراد من الشرطة أن تعمل على تأمين الأمن لبلدة كبلدية راشيا على سبيل المثال يفوق عدد سكانها الـ 8 آلاف شخص، من دون اي إمكانيات أو تدريب ما لكشف المتفجرات أو التعامل مع المخاطر التي ممكن أن تحصل لا سمح الله"، داعياً الى "دعم البلديات من قبل الدولة وإمدادها بالوسائل الممكنة لتعمل على ضبط الأمن وحماية المواطنيين الموجودين ضمن نطاقها بالتنسيق والتكامل التام مع الأجهزة المعنية".

التعارض بين القوى

وبشأن التعارض بين مهام القوى الأمنية الرسمية ودور شرطة البلدية، اعتبر سعد أن "الخطة لا تساهم في تعارض المهام بينهما، فشرطة البلدية ضمن نطاق بلديتها تعمل على حفظ الأمن اثناء الليل ومنع السرقات وحل المشاكل بين سكان القرية بالطرق السلمية وتفادي وقوع الإشكالات بين الشبان في القرية، خصوصاً في هذه الأيام وفي الظروف العصيبة التي يمر بها لبنان، بالتنسيق والتعاون الكامل مع القوى الأمنية التي لا تقدر اليوم على تأمين الأمن لجميع الأراضي اللبنانية دفعة واحدة".

اللامركزية

وعن سياسة اللامركزية الإدارية في لبنان بدلاً من المركزية الموجودة والتي تعيق في بعض الأحيان أعمال وشؤون المواطنين، رأى سعد أن "العمل جاري على قدم وساق في مجلس النواب لدراسة موضوع إعتماد اللامركزية الإدارية"، لافتاً الى أن "الموضوع من الممكن أن يأخذ مزيد من الوقت ريثما تتحضر له الأجواء المناسبة لطرحه والذي يعمل بشكل أو بآخر على تسهيل شؤون المواطنين وتسيير أعمالهم". موقع 14 آذار

 

 ماذا بعد اعلان سعد الحريري يأسه من المجتمع الدولي؟  

فارس خشان

ما كتبه الرئيس سعد الحريري في مقاله الصاخب، الجمعة الواقع فيه ١٣ ايلول/سبتمبر ٢٠١٣، في الصحيفة التي يملكها تياره السياسي، يفترض أن يكون، بقدر ما هو تعبير عن اليأس المحق من المجتمع الدولي، بداية مسار سياسي واع ومنتج! ذلك ان سعد الحريري ليس كاتبا او محللا سياسيا، بل هو زعيم لبناني له موقعه في التركيبة اللبنانية وله حلفاء في المنظومة العربية، وتاليا فلا يعقل ان يكون قد كتب نتيجة انفعال، بل نتيجة رؤية واضحة لسلوكيات سياسية مستقبلية. ان ما كتبه الحريري غير مسبوق في تعاطي هذا الركن الاساسي من ١٤ آذار مع المجتمع الدولي، اذ ان تعابيره الثابتة حتى كتابة هذا المقال تقوم على منطق وجوب الاحتفاظ بمظلة هذا المجتمع.

اذن، هذا تغيير يصل الى مستوى الانقلاب في النظرة الى العلاقة مع المجتمع الدولي عموما ومع الولايات المتحدة الاميريكية خصوصا. فكيف ستكون ترجمته سياسيا؟ لا شيء واضحا في مجال الاجابة عن هذا السؤال، اقله حتى الآن، لكن ما هو مؤكد ان الغد يفترض ان يكون مختلفا عن الامس. في الماضي، عندما اعلن جمال عبد الناصر موقفا مماثلا لموقف الحريري، قفز الى الاتحاد السوفياتي، ولكن الحريري لا يستطيع ذلك، ولو على مستوى القفز الى روسيا، على اعتبار ان موسكو هي جزء من الشكوى، لان ما قامت به واشنطن هو مجرد رقص مع موسكو. وهذا يعني ان موقف الحريري من المجتمع الدولي لن ينتج عنه قدرة على اعادة التمحور!

ما العمل، اذن؟ هل ستجري مقاطعة السفراء، ام ان اللقاءات معهم ستحمل نقدا قويا لهم، وتحميلهم انذارات، بأن مسار الاعتدال في التعاطي مع المجتمع الدولي لم يعد ينفع، وبالتالي فان هناك قرارا بالتشدد في التعاطي مع الخارج في مقابل مزيد من الانفتاح في التعاطي مع الاخر لبنانيا وعربيا؟ قد يقفز كثيرون عندما يجدون سياسيا يعرب عن يأسه من مجتمع دولي بائس اصلا، الى الدعوة الى الانضمام الى "حزب الله"، مثلا، ولكن هؤلاء يتغاضون عن ان اصل اليأس، هو الاعتقاد الذي بدأ يجتاح كثيرين بأن هناك صفقة قذرة على تشمل اسرائيل وايران وروسيا والولايات المتحدة الاميريكية، على حساب الآخرين، ولا سيما على حساب لبنان الذي يعتقد بأنه سيكون من حصة ايران في أي صفقة من هذا النوع. حتى الساعة، كان الانقلاب محصورا في التعبير لدى سعد الحريري، ولكن بدءا بالغد، فان السؤال الجديد بعد "ماذا لو...؟" هو "ماذا بعد...؟ موقع 14 آذار

 

خطاب تناقضات أوباما: ضياع القيادة  

راغده درغام

عودة الرئيس باراك أوباما إلى أنماط التردد والتراجع، بعدما بدا على وشك الحزم، جعلت الأكثرية في العالم تتساءل أي أوباما آتٍ وأيهما ذاهب ووضعت التخمين مكان اليقين. الزئبقية الأوبامية حوّلت إبرة البوصلة لهذا الأسبوع نحو التوجه إلى إبرام الصفقة والتملص من تنفيذ الضربة. خطاب التناقضات الذي ألقاه الرئيس الأميركي ضاع بين إقناع الرأي العام الأميركي بأخلاقية عدم دفن الرؤوس في الرمال إزاء استخدام الأسلحة الكيماوية التي قال إنه متأكد من أن النظام السوري استخدمها ضد شعبه، وبين إيضاحه للشعب الأميركي أنه هو أيضاً لا يريد العمل العسكري في سورية ويود تفاديه عبر تفاهم مع روسيا على وضع ترسانة الأسلحة الكيماوية السورية تحت إشراف دولي. غاب عن خطاب التناقضات أي ذكر لأفق زمني محدد للديبلوماسية الكيماوية. غابت عنه الاستراتيجية الواضحة المعالم لما يريده باراك أوباما حقاً في سورية – أهو الصفقة الكيماوية إذا كانت جدية؟ أهو العقاب والمحاسبة على تجاوز «الخط الأحمر»؟ أهو عملية إنقاذ ماء الوجه إزاء وضوح نتيجة التصويت في الكونغرس وحجب إعطائه صلاحية استخدام القوة العسكرية؟ أم إن في ذهن الرئيس باراك أوباما مفاجأة تدهش مَن يراهن على ضعفٍ بنيوي في نظر المغامرين؟

هناك مَن يعتقد أن باراك أوباما يتعمد إضعاف منصب الرئاسة لأنه يؤمن بضرورة ذلك الإضعاف. يشير أصحاب هذا الرأي إلى إصرار باراك أوباما على تقليص صلاحيات الرئاسة ووضع القرارات في أحضان الكونغرس. ويقولون إن ذلك ليس سهواً وإنما يدخل في صلب استراتيجيته. لذلك، تخلى عن صلاحية اتخاذ قرار العمل العسكري في سورية وقدم «الفيتو» عليه إلى الكونغرس على رغم احتفاظه بحق اتخاذ القرار بصفته الرئاسية.

ترجمة النظام السوري والرئيس بشار الأسد للقيود التي فرضها الرئيس الأميركي على نفسه – إضافة إلى تلك التي فرضها الكونغرس في مداولاته على أية عملية عسكرية – هي أن النظام في أمان وأن الولايات المتحدة لا تريد محاسبته ولا إزالته ولا إضعافه. الرئيس أوباما أثبت حتى الآن أنه في صميمه لا يريد أن يفعل شيئاً نحو سورية. لا يريد شيئاً، في الواقع. جرّته التطورات إلى مواقف لم تكن في ذهنه ولا في باله. قال منذ حوالى سنتين إن على الأسد أن يتنحى، ثم طوى ذلك في ملفات النسيان والصفقات الديبلوماسية. مارس خطابة رئاسية عندما قال إن على الرئيس السوري أن يرحل، ثم اكتفى باللغط اللغوي. لم يفعل شيئاً لينفّذ كلمته – وهي كلمة الرئاسة الأميركية. رمى الكلمة، وأدار وجهه. هكذا، تراجع عملياً عما أعلنه، ومشى. أكثر من مئة ألف قتيل وملايين المشردين واللاجئين السوريين لم يعيدوا الرئيس أوباما إلى كلمة «تنحى» بل إنه دخل في المساومة على دور الرئيس السوري في العملية السياسية الانتقالية التي أصرت روسيا وإيران على أنه دور الباقي في السلطة – أقله حتى الانتخابات الرئاسية صيف 2014، فيما الحرب الأهلية مستعرة.

لم يكتفِ الرئيس الأميركي بالعودة عن المطالبة بالتنحي بل إنه، عملياً، تعهد بعدم إطاحة نظام الأسد عندما أصر مراراً على أن هدف أية ضربة عسكرية هو التأديب والردع في مجال استخدام الأسلحة الكيماوية. كان في وسعه عدم الإدلاء بمثل ذلك التعهد – كما كان في قدرته الاحتفاظ بحق الضربة وغموض أهدافها. فعل العكس، فطمأن النظام في دمشق إلى أن المحاسبة ضيقة ومحصورة كيماوياً، وليس محاسبة على أية تجاوزات أخرى. هدد، فطمأن. والآن، لدى دمشق تأكيد من الرئيس الأميركي بأن إسقاط النظام ليس سياسة الولايات المتحدة الأميركية.

عندما داهمه استخدام الأسلحة الكيماوية، جُرِح عنفوانه. فهو كان رسم «خطاً أحمر» – وحتى ذلك كان زلة لسان. إنما من وجهة نظره، كانوا يعلمون أن هذا «خطاً أحمر»، فلماذا إحراجه وهو الذي تفادى الانجرار إلى المسألة السورية. ثار غضبه إنما ثارت أيضاً مشاعره إزاء رؤية الأطفال ينتفضون أجساداً بلا دماء تلاقي الموت. فصعّد وتوعّد بضربة.

ظن البعض أن خامة أوباما الباطنية ظهرت بعد رؤية المشاهد المروعة. لذلك، انقلب على تردده واستبدل ضعفه بالعزم على العقاب. إنما ما حدث أنه ما لبث أن هدأ، وتراجع. وجد في الكونغرس مخرجاً للتملص من المسؤولية الفردية. وسريعاً ما اكتشف أنه ما زال في الورطة.

أتت المبادرة الروسية «المطبوخة» أو «العفوية» نتيجة زلة لسان أخرى – يقال – أتت على لسان وزير الخارجية جون كيري. أتت لتوفر فرصة أخرى للتملص من العمل العسكري. ولتأكيد أن التعهد بتوجيه ضربة عسكرية أتى بمبادرة من الرئيس أوباما كان في وسعه ألّا يطرحها. أما وقد طرحها، فإنه زاد من التوقعات. ثم بتراجعه عنها، زاد من الإرباك. وبعد التراجع الثاني والثالث، ساهم في ترسيخ الانطباع عنه بأنه رئيس لا يمتلك صفات القيادة.

كان في وسع الرئيس أوباما، عندما ألقى خطاب التناقضات، أن يمتلك مجدداً زمام القيادة عبر إعادة صلاحية القرار إلى الرئاسة. كان في وسعه إبلاغ الكونغرس أن روسيا طرحت مبادرة وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت إشراف دولي ينوي استنباطها واختبارها. فإذا أثبتت حسن النوايا والجدية، سيبني عليها. أما إذا أثبتت أنها مبادرة لشراء الوقت والمراوغة والمناورة، فإنه يعتزم استخدام صلاحيته كرئيس واتخاذ القرار المناسب – عسكرياً كان أو ديبلوماسياً. كان في وسع الرئيس أوباما أن يبلغ الكونغرس بأن أمام هذا التطور، لا حاجة للكونغرس للتصويت على قرار. كان عليه ألا يطلب «تأجيل» التصويت بل أن يقوم بإبلاغ الكونغرس أنه سيحيطه علماً بالقرار. فعل العكس. ترك لنفسه، مرة أخرى، مساحة للتملص والتراجع عبر سجن قراره الرئاسي بتصويت الكونغرس. ومن أجل إثبات تناقضاته، احتفظ بحق التصرف واتخاذ القرار بمعزل عن الكونغرس، إذا ارتأى ذلك.

لم يذكر الرئيس باراك أوباما في خطابه المعارضة السورية من منطلق الثقة «بالجيش الحر» الذي تقول إدارة أوباما إنها تنوي تعزيز الدعم له. بهذا، صفع مرة أخرى تلك المعارضة التي تتكل على الدعم الأميركي وتخشى في عمق أعماقها السيرة الأميركية المعهودة القائمة على خذل مَن يقف معها والاستغناء عنه.

لم يضع الدور الروسي في الأزمة السورية في إطاره بالذات لجهة مد النظام في دمشق بالمساعدات العسكرية الروسية، ولم يشرح الخلاف الأميركي – الروسي وتعطيل روسيا والصين مجلسَ الأمن عمداً كوسيلة لإجهاض كل محاولة أميركية لحل الأزمة سياسياً أو للحصول على صلاحية عسكرية. اكتفى بتقديم دور القيادة لموسكو في المسألة الكيماوية. لم يضع أية شروط أو أي إطار زمني لاختبار صدق روسيا أو سورية في إعلان الاستعداد لوضع ترسانة الأسلحة الكيماوية تحت إشراف دولي بهدف تدميرها. بدلاً من أن يتوجه فوراً إلى مجلس الأمن بمشروع قرار بموجب الفصل السابع من الميثاق يمتحن ما أعلنته روسيا ورحبت به سورية، وافق الرئيس أوباما على إيفاد وزير خارجيته إلى جنيف للتفاوض مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على المبادرة الكيماوية. وافق على «التفاوض»، فيما كان عليه التقاط فرصة تكبيل المبادرة في قرار في مجلس الأمن. وافق على إخراج المسألة من مجلس الأمن فأعطى روسيا هدية تحييد المجلس تفادياً للفصل السابع لتكون المحادثات ثنائية، أميركية – روسية.

بهذا، خذل الرئيس الأميركي الحليف الفرنسي الذي أسرع إلى مجلس الأمن بمشروع قرار بناءً على المبادرة الروسية ردّت عليه موسكو فوراً بأنه مرفوض.

الرئيس باراك أوباما أربك حلفاءه أكثر مما أربك أعداءه. أركان إدارته صوّروا النزاع في سورية من زاوية انتصار إيران و «حزب الله» وروسيا، في حال عودته عن تعهده بالضربة. أما أوباما فإنه لم يذكر «حزب الله» في خطاب التناقضات، وأتى على ذكر إيران بليونة فائقة. ماذا في جنيف إذاً عندما يجتمع كيري بلافروف؟ هل هناك حقاً خطة روسية متكاملة لتنفيذ وضع الترسانة الكيماوية السورية تحت إشراف دولي بهدف إتلافها؟

لافروف سيسعى وراء «ترويض» كيري ليكون مجدداً الشريك الهادئ المقتنع بالحل السياسي. روسيا لا تريد قراراً بموجب الفصل السابع بل إنها لا تريد وضع الملف السوري في مجلس الأمن. سيحاول لافروف تقنين المسألة الكيماوية ثنائياً وسيحاول إحياء «جنيف – 2» بعيداً من «عقدة الأسد». فلافروف ورئيسه فلاديمير بوتين يعتقدان أن أوباما هو حليف الأمر الواقع لهما لأنه، في رأيهما، الرجل الذي لا يريد توجيه الضربة العسكرية والرجل الذي يحتاج إلى مخرج والرجل الذي سيتردد دوماً والرجل الذي يفضل التقهقر على الإقدام. قد تكون روسيا أوقعت نفسها في ورطة الفصل السابع لأن آلية تنفيذ وضع الترسانة الكيماوية تحت الإشراف الدولي تتطلب قراراً من مجلس الأمن بموجب الفصل السابع – إذا كانت روسيا وسورية جديتين. هذا يعتمد على إذا ما كانت إدارة أوباما جدية حقاً – أما إذا كان هدفها تلقي المبادرة الروسية من أجل التملص والتردد والتراجع مجدداً، فإنها ستسمح بالدخول في متاهات المفاوضات الديبلوماسية الثنائية مع روسيا لأجل غير مسمى. منطقياً، ما أسفرت عنه التطورات هو أن ترسانة الأسلحة الكيماوية باتت في الساحة. فأما أن يفعل بشار الأسد ما فعله صدام حسين عبر الموافقة على تدمير ترسانة أسلحة زعماً أنها أساسية في مواجهة العدو الإسرائيلي، وبذلك يوافق الأسد على تدمير قدرات رئيسة لـ «المقاومة» – أو أنه يسمح للمفتشين الدوليين بدخول سورية كما فعل صدام حسين مُرغماً فيما يقوم بإخفاء الأسلحة. والنتيجة واحدة. فكلاهما وضع النظام فوق البلاد. وما يحدث الآن هو تطوّر جذري يفتح باب التفتيش الدولي والتدقيق في صحة الإعلانات، مهما كان ذلك المسار معقداً أو صعباً.

فلقد كان المخرج الكيماوي مخرجاً موقتاً لكل من أوباما وبوتين والأسد، لكنه قد يكون مدخلاً دائماً إلى سورية يشابه ذلك المدخل المشهور إلى العراق. فبصرف النظر عما إذا كان أمامنا أوباما المعتاد بتردده وبتراجعه أو أوباما المفاجأة، لقد طرأ جديد جذري على المسألة السورية أتى به استخدام الأسلحة الكيماوية. موقع 14 آذار

 

ورطة حلفاء الأسد في لبنان والعراق  

 عصام خوري/ الجمهورية 

إنهيار النظم العسكرية في دول الربيع العربي هو مشروع واضح بدأ في العراق عام 2003، وها هو يستمر ليطوّق عموم الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا. طبعاً تذكيرنا بالعراق ليس عبثياً، بل هو تذكير بتاريخ انهيار منظومة الحزب القائد للدولة والمجتمع. الرئيس بشار الأسد في دمشق وعبر موافقته على المبادرة الروسية، يسير على خطى سلفه في البعث العراقي، نعم الأسد اليوم يمهّد لمشروع تدمير كل الجيش السوري، والخطر الأكبر أنّ زلزال التدمير هذا لن يقتصر على حدود ترسانات سلاح سوريا، بل سيمتد إلى كل حلفاء الأسد... نعم فالإتهام المقبل بعد تدمير ترسانة كيماوي سوريا، هو أنّ جزءاً من هذه الترسانة نُقل إلى حلفاء دمشق، وعلى المجتمع الدولي أن يتخذ قراراً حاسماً بتطويقها كي لا تكون في يد جماعات إرهابية تهدّد أمن منطقة الشرق الأوسط.

الأسد وحلفاؤه

فكرة فتح مخازن دمشق العسكرية أمام فرق التفتيش الدولية التي ستسعى للتأكد من تدمير سلاح الأسد الكيماوي، ليست قضية سورية خالصة، فبعد الرصد الإعلامي الدقيق والتصريحات النارية من قبل الأمين العام لـ"حزب الله"، والظهور الواضح لألوية أبو الفضل العباس في السيدة زينب في دمشق، سيجعل كل من دولتي العراق ولبنان في آتون الرقابة المستقبلية على ودائع كيماوي سوريا.

لذا فإنّ كل يوم حكم أطول للأسد في الحكم، هو بمثابة ورطة أكبر لحلفاء دمشق، فالمجتمع الدولي سيسعى لمشروع أوسع، وهو تجريد الشرق الأوسط باستثناء إسرائيل من السلاح الكيماوي والنووي.

من هنا نفهم الآن تكثيف تصريحات الرئيس الإيراني روحاني، التي يبدي فيها انفتاحه للحوار حيال ملف بلده النووي، فالخطوط الحمر التي تحدث عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما، هي خطوط حماية أمن اسرائيل، وهذا يعني ضرورة نزع كل الصواريخ القادرة على حمل رؤوس كيماوية أو نووية، بالإضافة إلى تدمير أي نوع من أنواع السلاح الكيماوي في المنطقة. لقد كررها الأسد (إنّه يثق بحلفائه، وحلفاؤه لن يتخلوا عنه).

الّا أنّه وعبر رداءة أدائه السياسي الإستراتيجي، قد ورّط كل حلفائه، أو قد يكون الأسد ذكياً إلى درجة أنّه جزء من مخطط كبير هدفه تفريغ المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، وهذا الدور بالطبع قد ينجّيه من ذيول الرقابة العقابية حول حيازته لهذه الأسلحة واستخدامها في حال ثبت بالدليل القاطع عملية استخدامها بقرار منه .

المعنى القانوني لتجريد السلاح الكيماوي

لا يستطيع القانون الدولي معاقبة نظام دولة، أو دولة الّا اذا توافرت لخبرائه دلائل واضحة حول العاملين التاليين:

- ثبات وجود سلاح كيماوي في مستودعات الدولة.

- ثبات وجود أضرار ناجمة عن استخدامه (اصابة جماعات بشرية).

فعلياً كلا البندين متوفران في الحال السورية، فقد أقرّ النظام السوري بامتلاكه سلاحاً كيماوياً منذ تصريح الناطق الإعلامي السابق بإسم الخارجية السورية السابق جهاد مقدسي "لن نستخدم السلاح الكيماوي الّا إذا تعرّضنا لخطر خارجي". كما أقرّ النظام بوجود استخدام له عندما صوّر جنوده وقد أصيبوا في منطقة جوبر ... إنّ مجرد إقرار النظام بهاتين الحادثتين، هو دلالة واضحة على فقر دبلوماسيته في إدارة الأزمة السورية، فمشكلة المجتمع الدولي ليست في من استخدم السلاح الكيماوي، بمقدار وجود هذا السلاح وغياب قدرة الدولة على الحفاظ عليه، فوصول هذا السلاح إلى جماعات المعارضة واستخدامها ضد جنود النظام هو عامل إدانة للنظام السوري، وقد يسبب في ضرورة إسراع المجتمع الدولي في طرح مبادرة حضانة لهذا النظام العاجز عن حماية مستودعاته العسكرية والكيماوية.

والآن، فإن إقرار المعلم بأنّ النظام السوري سيقبل بتسليم سلاحه الكيماوي للمجتمع الدولي، سيحتّم على دمشق الإقدام على الأمور التالية:

- فتح كلّ مقراتها العسكرية والرسمية وتلك التي يُشتبه بها للمراقبين الدوليين كما حدث في العراق.

- تكليف خزينة الحكومة السورية بنفقات المراقبين وآلية عملهم التي تهدف لتجميع السلاح وإتلافه ضمن الشروط البيئية المناسبة.

- إطلاع المراقبين على كل السجلات، والتأكد من كمية المخزون الكيماوي.

- محاسبة الموردين ومتابعة الناقلين لهذا السلاح.

- توفير تقارير عن الكميات المستخدمه منه، وتلك المسربة عنه، والمسروقة منه.

- إقرار مشاريع قوانين في حق الدول أو التنظيمات التي من الممكن أن تملكته أو تلك التي حصلت عليه من النظام، أو التي باعها النظام أو بعض الفاسدين منه لجماعات إرهابية أو مصنفة إرهابية أو لتجار سلاح دوليين.

- إتلاف الصواريخ البالستية أو بعيدة المدى القادرة على حمل رؤوس كيماوية تهدد أمن دول الجوار.

الكيماوي بين لبنان والعراق

إنّ وجود البوارج الحربية في مياه المتوسط ليس عملية ضغط على نظام الأسد وحسب، بل هو عملية ممنهجة لرصد كل سواحل شرق المتوسط، وإدراك أي ثغرات تكون غافلة عن قوات "اليونيفيل". وإشتراك "حزب الله" بشكل علني مع نظام الأسد، بالإضافة إلى وجود شراكة نقل سلاح وخبرات عسكرية خلال حرب تموز 2006 ، وإقرار الأمين العام لحزب الله بها في أكثر من مناسبة، سيعني أنّ احتمال وصول هذا السلاح لحزب الله أمر ممكن، خصوصاً وأنّ تجارة السوق السوداء للسلاح رائجة في الأراضي السورية. نعم المجتمع الدولي لن يسمح لـ"حزب الله" بامتلاك هكذا سلاح، وهنا قد يقدّم مشروع قرار دولياً ضد حكومة لبنان "حزب الله شريك فيها" يفيد بضرورة التفتيش عن أسلحة كيماوية موجودة ضمن الأراضي اللبنانية، والحكومة اللبنانية لن تستطيع الرفض، فهي حكومة مأسورة بالقرار السوري على رغم مساعيها الإعلامية بسياسة النأي عن النفس، وطبعاً هكذا قرار لن يلقى الرفض من أنصار فريق 14 آذار، مما يعني دخول لبنان في نفق مظلم سببه رداءة الدبلوماسية السورية. الأمر ذاته سينعكس على العراق، فعلى رغم إخراج الحزب الديموقراطي للقوات الأميركية من العراق، وهيمنة حكومة نوري المالكي على العراق، الّا أنّ نفوذ معارضيه ما يزال موجوداً، وهم لن يسمحوا بوجود سلاح عند ميليشيات طائفية دون غيرها من العراقيين، أو قد تستخدم ضدهم في حال استعار نزاع طائفي، من هنا قد نرى سيناريوهات معدّة نحو تقليم أظافر إيران في العراق، وهذا الأمر قد ترضى به حكومة روحاني، التي تتخوف من مرحلة وصول الجمهوريين إلى حكم البيت الأبيض، وهم المعروفون بصلابة توجهاتهم وابتعادهم عن سياسة اللين وانتهاز الفرص التي تميزت بها رئاسة أوباما لدورتين إنتخابيين متتاليتين.

 

إسرائيل مع نزع الكيماوي من دون حسم معركة سوريا  

ثريا شاهين/المستقبل

يسود الحذر والترقب المرحلة الفاصلة عن ما يمكن بلوغه من آلية للحل في سوريا من خلال الاتصالات واللقاءات الأميركية الروسية. ويبدو أن الأسبوعين المقبلين سيحددان اتجاه الوضع. إذ من الممكن السير في حلول غير عسكرية، كما أنه من الممكن في اللحظة الأخيرة أن تنقلب الأمور وتعود الضربة مجدداً إلى الواجهة. إنما من المهم جداً في هذه المرحلة الفاصلة، وفقاً لمصادر ديبلوماسية بارزة، الموقف الإسرائيلي، لأن العامل الإسرائيلي يدخل دائماً على خط أزمات المنطقة، كما يدخل في خلفية المواقف الدولية حيال قضايا المنطقة، ولا سيما حالياً حيال الوضع السوري. وهنا يُطرح السؤال: هل إسرائيل خائفة فعلاً من الضربة ومفاعيلها؟.

إسرائيل أبلغت أكثر من طرف دولي أنه في حال حصول ضربة، فإنّها لن تتدخل في أي عمل عسكري ضدّ سوريا، كما أنها لن تتدخل حتى لو أصابتها صواريخ متفرقة. إنما إذا استهدفت بضربات قوية سترد وستتدخل. إنها الآن تراقب الأوضاع، وتعتبر أن أمنها أهم ما في أولوياتها، والأهم أن لا تُستهدف بضربة كبيرة. ما يظهر منذ أن أحال الرئيس الأميركي باراك أوباما قرار الضربة إلى الكونغرس، ومنذ أن عمد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى أخذ رأي مجلس العموم، هو أن الضربة التي كان يُخطط لها لتكون محدودة ستتخذ أبعاداً كبيرة، وقد تتمدد وتستتبع بنتائج متنوعة، ولن تكون ضربة لبقعة واحدة وتنتهي فوراً وإلا لكانت حصلت. الموضوع لم يعد سهلاً، لأن الدول تأكدت أن شكوكاً كبيرة تنتاب من يقوم بها حول مصيرها وتداعياتها، فكان القرار بالعودة الى الكونغرس الذي جمد طلب موافقته حالياً، بعد بروز المبادرة الروسية.

لا يزال البديل عن الرئيس السوري بشار الأسد يخيف إسرائيل بحسب المصادر، وهناك تساؤلات داخلها حول أن مَن سيأتي هل سيكون أفضل أو أسوأ بالنسبة إليها، وعلى أساس كيف تحسبها لمصلحتها ستتعامل مع ردة الفعل الدولية على استعمال الكيماوي في سوريا. الأفضل لإسرائيل حتى الآن استمرار حرب الاستنزاف في سوريا. هناك خوف من معركة حلب وما قد تؤدي اليه من انتصار للنظام، ما يعني أنه استطاع تعويم نفسه وأن الثورة قد فشلت. إسرائيل تريد الأفضل بالنسبة لها وهو عدم الحسم، وأي ضربة تريد منها ضمان استمرار الحرب السورية، مع العمل الدولي لتدمير الترسانة الكيماوية السورية التي تهدد أمنها.

وتشير المصادر الى أن أي طرف دولي بما فيه الروس لم يلمسوا لدى واشنطن استماتة لإنهاء النظام السوري، لأن مثل هذا القرار لم يصدر بعد. وبالتالي هناك حذر إسرائيلي في المرحلة الحاضرة، لدراسة ما إذا كان التصعيد ضد النظام أفضل أم هو مسألة سيئة نسبة لمصلحة إسرائيل. هناك ثلاث نظريات في إسرائيل، الأولى تقول بأنه يجب الانتهاء من النظام وكيفما كان، ما سيأتي بعده سيكون أفضل منه. والثانية تقول إن الوضع السوري الحالي من المعارك والاقتتال والتدمير هو أفضل. والثالثة يجب مساعدة النظام بطريقة غير مباشرة طبعاً لإعادة بسط سلطته لأنه كان أفضل لإسرائيل. وتلفت المصادر الى أن التردد الأميركي في إقرار الضربة سببه عدم حسم إسرائيل لموقفها ولميولها. الجمهوريون الذين يتأثرون باللوبي اليهودي في غالبيتهم ينحون إلى معارضة الضربة، والآراء في الكونغرس ليست ثابتة، لا يزال الأفضل لإسرائيل "الستاتيكو السوري"، حيث مناطق مقسومة والسنّة والمتطرفون والعلويون يتقاتلون، والنظام ضعيف ومشغول بمصيره، و"حزب الله" حذر ويحول كل طاقاته إلى الوضع السوري، والإيراني يتم استنزافه بالوضع السوري. كل أعداء أميركا وإسرائيل يتقاتلون في سوريا، والأفضل إطالة أمد هذا الوضع، وبالتالي موضوع الضربة في أحد جوانبه يندرج في هذا الإطار. وتطرح المصادر تساؤلات حول أسباب فتح موضوع الكيماوي بالتزامن مع توقع البدء بمعركة حلب مع أن الكيماوي استعمل للمرة الرابعة عشرة في سوريا. ويبدو أن الولايات المتحدة رأت أن النظام سيحسم معركة حلب فأرادت العرقلة لذلك. وأي إنهاء للمعركة السورية يعني أن هناك سرعة في العودة إلى الانتقام من الولايات المتحدة لسياستها في المنطقة. الفوضى الخلاقة التي تحدث عنها نائب الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، ديك تشيني، هي الأفضل إذ بدلاً من أن يقاتل كل هؤلاء المتطرفين الولايات المتحدة يقاتلون بعضهم ويذهبون الى الجنة قدر ما يريدون.

إنها مرحلة إطالة أمد عدم الحسم قدر المستطاع.

 

 الأمن الذاتي يتوسع ... والاحتقان يصل إلى ذروته

لبنان: "حزب الله" يتمدد باتجاه المناطق السنية والمسيحية

 لندن - من حميد غريافي: السياسة

 تحصنت المناطق اللبنانية على امتداد خارطة البلاد طولا وعرضا, مما تأجل حدوثه لفترة ما بعد خضوع نظام بشار الاسد للولايات المتحدة, غير مصدقة مزاعم الطرفين التي دخلت قاموس العلاقات الدولية وترسخت فيه, إلا أن ذلك التحصين, الذي مازال نفسيا, ناجما عن مخاوف انهيار كل شيء في البلاد فجأة, سوف ينقلب تحصينا امنيا كاملا بدأت معالمه ترتسم "امنا ذاتيا" انطلاقا من كانتونات "حزب الله" في بيروت والمناطق وتوسعها وتمددها الزاحف باتجاه مناطق السنة والمسيحيين الذين هم بدورهم وضعوا الخطوط الامنية العريضة لطوائفهم ومذاهبهم المختلفة وحددوا تخومها بحزام "حزب الله" الجديد الذي انهى مفاعيل "اعلان بعبدا" الذي وصفه أنصار حسن نصر الله ومن ورائه, بأنه "ولد ميتا" و"لا وجود له" بمقررات اتفاق الدوحة الذي تمخض عن معادلة "الشعب والجيش والمقاومة" التي جعلها "حزب الله" كقميص عثمان يستخدمها للقتل والتخريب والخطف والهيمنة, لا على الشعب والجيش فقط وإنما على الدولة برمتها وكيانها المفقود وكرامتها المنتقصة.  وعلمت "السياسة" من مصادر أمنية حكومية وحزبية موثوقة في بيروت, أمس, أن "الحزب رفض رسميا مناشدات رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والرئيس المكلف تمام سلام, التوقف, لا عن فرض أمنه الذاتي على الناس فحسب, بل عن توسيع رقعته لتحدي المناطق المذهبية والطائفية الأخرى, والمساس بمصالح سكانها, وكذلك تخفيف انخراطه المسلح في الحرب السورية اذ تنعكس تداعيات ارتكاباته في القصير وحمص وريف دمشق واللاذقية ومناطق أخرى معارضة لنظام الأسد على التوازن السني - الشيعي في لبنان, وتدفع باحتقان النفوس الى ذروته وتجعل الأمور متوقفة على حادث دموي من هنا او حادث من هناك, لتفجير ذلك الاحتقان ثورة قد تكون اشد مرارة ودموية من الثورة السورية". وأماطت المصادر لـ"السياسة", اللثام عن أن "معظم مداخل ومخارج المناطق السنية في بيروت وصيدا والبقاع الغربي والمناطق المسيحية والدرزية في مدن وقرى الطائفتين, باتت بأيدي عناصر مسلحة سرا تحمي تلك المناطق من دون أن تحتك علنا بالجيش أو القوى الأمنية التي لا تتحرك أصلا لوقف إنشاء هذه التحصينات الأمنية الذاتية, أسوة بزواريب جماعات نصر الله, ومخازن صواريخها واسلحتها, فيما تحاول المناطق المسيحية عدم الظهور بمظاهر من يبني امنه الذاتي لنفسه, ولو كانت انتهت منذ أشهر من استعداداتها لمواجهة أي اعتداء من "حزب الله" وحركة "أمل" والعصابات السورية التابعة لاستخبارات بشار الاسد في لبنان" كما كانت معالم الأمن الذاتي أكثر علنية وظهورا في بعض مناطق "الجبل الدرزي", التي أدى تشدد بعض عناصر "الحزب التقدمي الاشتراكي" فيها أمنيا الى اشتباكات مع عصابات نصر الله وسقوط قتلى وجرحى. وكشف ديبلوماسي خليجي في لندن لـ"السياسة", أمس النقاب, عن أن عددا من الدول العربية والاسلامية والاوروبية, باشر منذ الشهر الماضي عندما بدأت غيوم الضربة العسكرية تتجمع فوق سورية بسبب الجرائم الكيماوية, افتتاح مكاتب تطوع لارسال المدد البشري لمساندة الشعب السوري الثائر, لافتا إلى أن احصاءات الاستخبارات الخليجية بالتحديد, تشير الى ان اكثر من 900 متطوع انتقلوا من الخليج وحده الى سورية عبر الاردن وتركيا ولبنان, فيما وصل نحو 450 متطوعا اسلاميا من دول أوروبية وجميعهم بكامل أسلحتهم المتطورة وانتشروا حسب توزيعات "الجيش السوري الحر" وبعض الكتائب السلفية الاسلامية في معاقل الثوار, خصوصا في دمشق وريفها, إذ بات من المتوقع ان تبدأ حرب تحرير دمشق خلال الاسابيع الثمانية المقبلة متى وصلت الكميات المطلوبة من الاسلحة الاميركية الفتاكة التي بدأت بالفعل ورود المقاتلين من "الجيش الحر" ووصل بعضها الى بعد اقل من كيلو مترين من القصر الرئاسي في دمشق".

 

سوريا.. بل هي لعبة!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

حذر وزير الخارجية الأميركي نظيره الروسي بأن خيار الضربة العسكرية ضد بشار الأسد لا يزال قائما، وأن المبادرة الروسية لنزع أسلحة الأسد الكيماوية يجب أن تكون جادة، مشددا على أن «هذه ليست لعبة»! فهل صحيح أن المبادرة الروسية، وموافقة الأسد عليها، ليست لعبة؟ أعتقد أنها لعبة، وخصوصا عندما يعلن الرئيس الإيراني روحاني، أمس، تأييد إيران «المبادرة الروسية، وقرار سوريا الانضمام للمعاهدة الخاصة بالأسلحة الكيماوية»! فمجرد إعلان إيران تأييد المبادرة يجعل المراقب أكثر حذرا، فهل وافقت إيران لأنها رأت بتلك المبادرة سلامة الأسد من الضربة، وبالتالي إطالة عمر نظامه؟ وما يزيد الشكوك أيضا حول جدية المبادرة الروسية هو كشف صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن وحدة خاصة تابعة للأسد تدير برنامج الأسلحة الكيماوية تقوم بتوزيع تلك الأسلحة على عشرات المواقع بسوريا لتفادي رصدها. فهل يمكن القول بعد كل ذلك إننا لسنا أمام لعبة؟ بكل تأكيد هي «لعبة»، طالما أن هدف المفاوضات الجارية الاكتفاء بنزع أسلحة الأسد الكيماوية وتجاهل جرائمه، وتجاهل الحل السياسي الشامل، الذي يجب أن ينتهي برحيل الأسد، لا الابتهاج بانضمامه لمعاهدة نزع الأسلحة؛ فالمبادرة الروسية، وبشكلها المطروح، تعني غرق المجتمع الدولي في بحر من التفاصيل، مما يعني بقاء الأسد لفترة أطول، وهو ما يهدد سوريا، والمنطقة ككل. والأمر لا يقف عند هذا الحد، بل إن الشك مبرر، ويتزايد، خصوصا مع ملاحظة أنه بينما يقوم وزيرا خارجية أميركا وروسيا بالتفاوض في جنيف، فإن هناك حملة علاقات عامة ضخمة ومنظمة تجري في أميركا، هدفها إضعاف موقف الرئيس أوباما الداخلي، والحيلولة دون حصوله على تفويض من الكونغرس للقيام بضربة عسكرية ضد الأسد! ويشارك في تلك الحملة الأسد نفسه، من خلال المقابلة التلفزيونية الأخيرة مع محطة أميركية، والرئيس الروسي الذي كتب مقالا في صحيفة «نيويورك تايمز» حاضر فيه الأميركيين عن الديمقراطية، والقانون الدولي! كما يشارك في هذه الحملة أقرباء للأسد كانوا يدعون معارضته! وهدف تلك الحملة، وملخصها، أن نصف المعارضة من تنظيم القاعدة، وأن المعارضة أسوأ من الأسد، ولا ينبغي دعمهم بالأسلحة، وأنه يجب عدم السماح بتوجيه ضربة عسكرية للأسد تقول الحملة إن من شأنها تقوية المعارضة، وفجأة بتنا أمام سيل من الصور، والأفلام التي يراد منها توثيق «وحشية» المعارضة، فيما يبدو أنه رد على الأشرطة الخاصة بمجزرة الغوطة الكيماوية التي طالب الرئيس أوباما الأميركيين في خطابه الأخير بضرورة مشاهدتها، لمعرفة مدى وحشية جرائم الأسد! وعليه، فإذا كان الروس والأسد يلعبون في أميركا نفسها، ويحاولون تشتيت الرأي العام فيها، فكيف لا يلعبون في سوريا؟! وإذا كانت إيران سارعت لتأييد المبادرة الروسية القاضية فقط بنزع أسلحة الأسد الكيماوية، مع إغفال الحل السياسي الشامل، فكيف لا يقال إنها لعبة؟! بل هي لعبة بكل امتياز.

 

كيري ولافروف يمهدان لـ«جنيف 2» وتوافق رباعي عربي ـ فرنسي لدعم المعارضة «الديمقراطية»

دمشق تنقل أسلحتها الكيماوية إلى 50 موقعا جديدا

الشرق الأوسط/باريس: ميشال أبو نجم واشنطن: هبة القدسي بيروت: نذير رضا

توصلت فرنسا والسعودية ودولة الإمارات والأردن أمس إلى توافق حول تعزيز دعمهم للمعارضة السورية. جاء ذلك بعد اجتماع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في قصر الإليزيه، بعد ظهر أمس، مع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، والشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي، وناصر جودة وزير الخارجية الأردني. وأصدر قصر الإليزيه مساء أمس بيانا جاء فيه أن الاجتماع توصل لـ«الحاجة لزيادة الدعم الدولي للمعارضة السورية الديمقراطية لتمكينها من مواجهة عمليات النظام الهجومية، الذي تخدم مواقفه الحركات المتشددة وتهدد الأمن الإقليمي والدولي». وأضاف البيان أن اللقاء «وفر الفرصة لفرنسا لتنسيق المواقف» مع الأطراف العربية الثلاثة بشأن المراحل اللاحقة للأزمة السورية. في غضون ذلك، أكد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أمس أن الهجوم الكيماوي الذي وقع في 21 أغسطس (آب) في غوطة دمشق الشرقية وحملت باريس مسؤوليته إلى النظام السوري، رصدته أجهزة الاستخبارات الفرنسية في اليوم نفسه. وتحدث الوزير في ختام زيارة إلى مديرية الاستخبارات العسكرية في قاعدة كراي في شمال باريس, مؤكدا أن «الاستخبارات في قلب استقلالية التقييم والقرار في فرنسا». تماع مرة أخرى لبحث «جنيف 2»  من جهتهما، اتفق وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري، ونظيره الروسي سيرغي لافروف على الاجتماع مرة أخرى في نيويورك لبحث «جنيف 2»، وقررا استئناف الاجتماع في 28 الشهر الحالي، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. في غضون ذلك، اتهمت المعارضة السورية نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالتخطيط لنقل «جزء من ترسانته من الأسلحة الكيماوية» إلى العراق وحزب الله في لبنان، عبر «فيلق القدس» الإيراني، غداة إعلان الأسد توقيع بلاده على معاهدة الانضمام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وغداة إمهال واشنطن دمشق 30 يوما للكشف عما تملكه من أسلحة كيماوية.

وأكد المنسق الإعلامي والسياسي للجيش السوري الحر لؤي المقداد أن النظام السوري «بدأ بالتحضير لنقل جزء من ترسانته إلى العراق بإشراف فيلق القدس الإيراني»، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن النظام الآن «يعيد الترسانة الكيماوية العراقية التي أرسلها (الرئيس العراقي السابق) صدام حسين إلى سوريا قبل الحرب الأميركية على العراق، ويضيف إليها جزء من مخزونه الخاص من هذه الأسلحة».

 

من أقرب الى السوري المسيحي: ميشال عون او ميشال كيلو؟

بقلم أمجد اسكندر/كتب رئيس تحرير مجلة “المسيرة” أمجد اسكندر في الإفتتاحية هذا الاسبوع:

حتى يتفادى خطيئته العظمى في دعم نظام الاسد، يسعى ميشال عون الى ارتكاب ثلاث خطايا إضافية. الاولى: يريد ان تتدمر معلولا وان يفنى الرهبان والراهبات فيها. الثانية: يريد أن يصفّي التكفيريون كل المعارضات الاخرى من علمانية واسلامية معتدلة، وخصوصا المعارضة المسيحية. الثالثة: يريد أن يستمر الاسد في البطش. اذا تحققت هذه الامنيات- المنايا، يستطيع عون ان يطل علينا قائلا: “شفتو؟ ما قلتلكن؟”.  يوم كانت الرياح الدولية غير مؤاتية للمسيحيين اللبنانيين، تذرّع عون باعتبارات الشرف والحق والحرية والكرامة، وقال: “يستطيع العالم ان يسحقني…”. وسحقه نظام الاسد. في حاضرنا، ممنوع على مسيحيي سوريا ان يتذكروا اعتبارات الحق والحرية. ممنوع ان يستفيدوا من النقمة الدولية على نظام بشار. خطة عون لمسيحيي سوريا واضحة. يجب ان تكونوا “كائنات بيولوجية” تحت جزمة الاسد. او ضحايا السحق التكفيري. ممنوع ان تثوروا على الاستبداد. ممنوع ان تشهدوا للحق. انا وحدي احتكر هذا الشرف. انتم يجب ان تكونوا في خانة “عملاء النظام”، حتى اذا قتلكم معارض تكفيري او علماني، تموتون كعملاء لا كثوار. في معيار الاضداد، البخل عكس الكرم. الجبن عكس الجرأة. ال common sense  عكس ميشال عون. بعد انتصار الثورة،  سيضطر المسيحيون السوريون، الذين ساندوا الاسد منهم، والذين لم يساندوا الثورة، الى تبرير مواقفهم. هذا مفهوم. ولكن لماذا يضطرهم عون الى التبرؤ منه؟ اذا سئلوا وقتها لماذا كنتم مع عون سيسارعون الى القول: “هو دس انفه في شؤوننا، نحن لم نطلب منه شيئا”. اذا سئل مسيحي سوري في تلك اللحظة: “من أقرب اليك، ميشال عون او ميشال كيلو”؟ بماذا يجيب؟ حتما ثمة مسيحي سوري سيقول: “عون، لم يكفه ما الحقه من اذى بمسيحيي لبنان، فجاء يُكمل علينا”. في لبنان اذا سئل مسيحي لبناني من اقرب اليك؟ ميشال عون او ميشال كيلو؟ الن نجد كثرا يضّمون الى صدورهم ميشال كيلو؟ لماذا؟ لأن ميشال كيلو وجورج صبرا دعما  “ثورة الارز” ليكونا منسجمَين مع “ثورتهم”. لا هما لبنانيان ولن ينتخبا في كسروان. وغدا قد نختلف معهما في السياسة ولكن دائما سنبني معهما جسور التواصل، لأنهما يوم ثارا ويوم ثرنا، كنا معا. وإن ننسَ فلن ننسى ان عون ما كان معنا، بل كان كلما سقطت قذيفة في معلولا، يصفنا بأننا مع التكفيريين. احيانا لا احتاج الى عناء كبير لأعرف الصواب من الخطأ، والخيال من الحقيقة. أرصُدُ ما يتفوّه به عون وانحازُالى عكسه. نادرا ما خذلتني هذه المعادلة. انه المنطق السليم. Common sense.

 

ماكين يرد على مقال بوتين في نيويورك تايمز بمقال في صحيفة برافدا الروسية

واشنطن – رويترز/قال متحدث امس الجمعة ان السيناتور الاميركي جون ماكين سينشر مقال رأي في صحيفة برافدا الروسية ردا على مقال افتتاحي نشره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في صحيفة نيويورك تايمز الاميركية اثار غضب العديد من اعضاء الكونغرس. وقال بريان روجرز المتحدث باسم السيناتور الجمهوري البارز على ساحة العلاقات الخارجية "السيناتور ماكين سعيد بقبول العرض وسوف يقدم مقالا". وجاء هذا الاعلان بعد يوم واحد من نشر الصحيفة الاميركية الشهيرة لمقال بوتين الذي صور الرئيس الروسي نفسه فيه كصانع للسلام وبدا انه ينصح واشنطن بخصوص ما وصفه بأنه عزم على استخدام "القوة الوحشية" في السياسة الدولية. وأبدى عدد من المشرعين الاميركيين عدم ترحيبهم بتدخل الرئيس الروسي في نقاشهم بخصوص الموافقة على الضربات الصاروخية الاميركية ردا على ما يبدو استخداما لأسلحة كيماوية في سورية من جانب قوات الرئيس السوري بشار الاسد. وقال السيناتور روبرت مننديز النائب الديموقراطي ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ لقناة "سي ان ان" تعليقا على مقال بوتين "كدت أتقيأ". وكان ماكين ومننديز من بين عشرة نواب في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ صوتوا بالموافقة على قرار يصرح للرئيس الاميركي باراك اوباما باستخدام القوة العسكرية ضد سورية. ولم يعرض القرار بعد على مجلس الشيوخ بكل هيئته حيث ما زالت واشنطن وموسكو تحاولان حل الامر عبر السبل الديبلوماسية. وجاء قرار ماكين بنشر مقال في برافدا بعد ان ارسلت صحيفة فورين بوليسي الاميركية للصحيفة الروسية تفريغا لمقابلة اجرتها "سي ان ان" مع ماكين وناقش فيها القيود التي تفرضها روسيا على التعبير عن الرأي وقال ممازحا انه يود كتابة مقال لصحيفة برافدا. وقالت فورين بوليسي ان الصحيفة الروسية ردت قائلة انه يسعدها ان تنشر مقالا "لسياسي بارز مثل جون ماكين".

 

أشهر صعبة تنتظرنا في لبنان وكثير من "النق" لا بديل من التحمّل لكن الحكومة ستأتي ولو بعد أشهر

 ايلي الحاج/النهار

سأل مسؤول كبير في الدولة أحد زواره أمس: متى تنتهي ولاية الرئيس السوري بشار الأسد؟ في حزيران 2014؟ إذا حالف السوريين المعارضين الحظ... وحالفنا معهم في لبنان، فلن يترشح الأسد مرة أخرى للرئاسة بفعل تسوية دولية - إقليمية. في يقيني أنه سيترشح ما لم يضمن ثلاثة عناصر تشكل مسألة حياة أو موت بالنسبة إليه: أن يكمل ولايته الحالية حتى آخر يوم. أن يضمن مستقبل طائفته في الحكم. وأن يتأكد من عدم ملاحقته بتهم جرمية. يغلب التشاؤم على الرجل: أعرف أن احتمال توجيه ضربة عسكرية غربية تطيح نظام الأسد لا يزال وارداً. ولكن كم تبلغ نسبة هذا الإحتمال؟ عشرة في المئة؟

نحن في لبنان معلقون بهذا الوضع طبعاً، يضيف المسؤول الكبير. أمامنا على ما يبدو أقله عشرة أشهر صعبة. أسمع بعضهم يقول إن لبنان لا يتحمل طول هذه المدة، ولكن لطالمنا سمعنا هذه المقولة في الأزمات السابقة والطويلة جداً التي مررنا بها منذ السبعينيات. لا مفر في نهاية الأمر من التحمل، ولا بديل. ماذا في إمكاننا أن نفعل؟ سنسمع الكثير من "النق" بالتأكيد، على الصعيد الاقتصادي والمالي، خصوصاً في موضوع تمويل نفقات الدولة. هذه مسألة يُسأل عنها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. يكشف الرجل أن عجز حكومة ديفيد كاميرون عن نيل موافقة مجلس العموم البريطاني على المشاركة في الضربة العسكرية لنظام الأسد نبهت رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى أن الأمور لا تسير في المنحى الذي كان الجميع يعتبرونه حتمياً بالنسبة إلى تطور الموقف في سوريا. على الفور فرمل الزعيم الدرزي اندفاعته في اتجاه الموافقة وتأييد إعلان حكومة جديدة على قاعدة "ثلاث ثمانات". فوق ذلك تسربت معلومات إلى "حزب الله" عن محاولة جديدة لتأليف حكومة فيها مداورة ولا ثلث معطل ولا ثلاثية "جيش وشعب ومقاومة"، حكومة كان مقدراً لها أن ترى النور بعد ساعات قليلة لولا أن رفع الحزب الصوت محذراً متوعداً. كان ذلك كافياً ليفهم جنبلاط أنها مغامرة بلا سقف يحميها، وكذلك الرئيس المكلف تمام سلام. أما رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي كان أبلغ سلام لدى وقوع التفجيرين الإرهابيين في طرابلس أنه مستعد لتوقيع مراسيم تأليف أي حكومة يقدمها إليه، فعاد إلى انتظار ظروف أقل قتامة. يسجّل المسؤول الكبير في الدولة أن فريق 8 آذار أخذ نفساً عميقاً لتراجع احتمالات الضربة العسكرية لحليفه في دمشق بعد أيام عصيبة مرّ بها ولا شك. وإذا كانت المرحلة المقبلة عنوانها المال والاقتصاد فإن ثمة دورة توفرها حقائب تخرج بلا تفتيش من مطار الرئيس رفيق الحريري ملأى بالمال "النظيف الطاهر". هذا ليس سراً يخبئه "حزب الله"، حين أن فريق 14 آذار ليس على هذه الحال. ثم إن هذا الفريق يفتقد عناصر القدرة على الأداء السياسي المتماسك لأسباب متعددة. لعلّ أبرزها طبائع قادته وطبيعة علاقاتهم في ما بينهم، والانفكاك عن المجتمع المدني وفي ما بين الأحزاب. الأنكى أنها ظواهر مرشحة للتفاقم كلما اقتربت ولاية الرئيس سليمان من نهايتها. إلا أن رئيس الجمهورية لن يترك قصر بعبدا قبل أن يشكل حكومة يطمئن إليها. لن يكرر ما فعل سلفاه الرئيس أمين الجميل والرئيس إميل لحود. علماً أن احتمالات التمديد، الضئيلة اليوم، قد تفرض نفسها حتى لو رفض سليمان اليوم وكرِهَ "حزب الله" وحليفه المسيحي الجنرال ميشال عون. ففي النهاية لبنان ساحة مشرعة لتدخلات الدول. من قال إن هذا البلد سيد نفسه وقراره؟ ليس دقيقاً هذا الكلام.

 

مفارقات تأجيل الضربة

وليد شقير/الحياة

الجمعة ١٣ سبتمبر ٢٠١٣على هامش المفاوضات والمناورات التي تدور حول حل سياسي لأزمة استخدام نظام بشار الأسد السلاح الكيماوي ضد شعبه يجنّبه الضربة العسكرية الأميركية والغربية، يستوقف المرء بعض الخواطر والاستنتاجات والمفارقات، بعيداً من البروباغندا الترويجية عن النصر الذي حققته هذه الدولة أو تلك، إن على الصعيد الديبلوماسي أو على الصعيد العسكري أو الأمني. من أبرز الملاحظات أن الدول المساندة للنظام السوري لم تعتمد على قوتها وقدراتها العسكرية من أجل تجنيب الأسد الضربة الأميركية، بل راهنت على التأثير في موقف الكونغرس الأميركي وتصويته ضد تأييد توجه الرئيس الأميركي باراك أوباما نحو تنفيذ الضربة.

من تابع تصريحات قادة الدولتين الأبرز المساندتين للنظام السوري، روسيا وإيران، لا بد من أن يلاحظ أنهما تجنبتا تهديد أميركا بالرد في حال نفذ أوباما قراره، بل فضلتا تحذيرها من عواقب الضربة، لجهة استفادة «القاعدة» والمنظمات الإرهابية منها من أجل التوسع في عملياتها ضد المصالح الأميركية والغربية. وأعلنت موسكو بصراحة أنها لن تشترك في أي حرب تندلع الى درجة أنها لن ترد على إصابة إحدى سفنها إذا حصلت خطأ، وقد لا ترد حتى إذا أصيبت عن قصد، فيما شددت الحملة السياسية – الإعلامية الإيرانية على أن أول المتضررين من الضربة هو إسرائيل، مهددة بأن الصواريخ ستسقط عليها عند بدء سقوط الصواريخ على مواقع النظام في سورية. والحجتان، الروسية والإيرانية، هدفتا الى التأثير في أعضاء الكونغرس الأميركي المترددين أو الذين قد يغيّرون موقفهم إذا تأثروا بالحملة التي قادها أوباما لإقناعهم بوجهة نظره. نزلت موسكو وطهران الى اللعبة الديموقراطية في واشنطن بموازاة إرسال موسكو سفناً لإخلاء الرعايا ولرصد التحركات العسكرية الأميركية في المتوسط، لعل الرادارات الروسية تساعد في الإنذار المبكر لنظام الأسد عند انطلاق الصواريخ من السفن الحربية الأميركية، ومقابل تسريب أنباء عن أن «حزب الله» تولى مسؤولية بعض المنصات الصاروخية السورية، على الأراضي السورية، في تلويح الى أنه قد يرد من الأراضي السورية لا اللبنانية، على إسرائيل. راهنت طهران على أن يقود ذلك اللوبي الإسرائيلي في واشنطن، من شدة قلقه على أمن إسرائيل، الى التأثير على من يستطيع أن يؤثر فيهم من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، لرفض الضربة، في وقت ما زال حفظ أمن إسرائيل من ثوابت موسكو.

وظّفت طهران «لوبي» أميركياً للعمل على تحذير الرأي العام الأميركي من عواقب الضربة، لعلّ ذلك يساعد في الحفاظ على أكثرية في الكونغرس رافضة للضربة. ووعدت بمساعدات إنسانية واقتصادية لسورية. وذهب الأمر بالرئيس فلاديمير بوتين الى حد كتابة مقال في «نيويورك تايمز» ليتحدث «مباشرة الى الشعب الأميركي وقادته السياسيين»، في خطوة نادرة، دعا فيها الى حماية القانون الدولي، متبرئاً من حماية نظام بشار الأسد.

وإذا كان أوباما نفسه لعب لعبة تأثير الخارج على الكونغرس عبر حشد الدعم الأوروبي وتمكن من تحقيق تقدم عبر الموقف الأوروبي الداعي الى «رد قوي وواضح على استخدام النظام السوري الكيماوي»، فإن المفارقة تكمن في تشابه أسباب ما يدأب الجميع على وصفه بـ «تردد» أوباما لمجرد قراره اللجوء الى الكونغرس للحصول على تأييده، وفي أسباب لجوء كل من موسكو وطهران الى الأساليب السلمية و «الديموقراطية» في مقاومة الضربة.

إنه الاقتصاد. وإذا كان الرأي العام الأميركي، الذي لا يريد أن يسمع بحرب جديدة بعد ما سببته الإخفاقات الأميركية في العراق وأفغانستان من تراجع في الاقتصاد الأميركي، هو الذي كان وراء تردد أوباما، خوفاً من انعكاس الضربة العسكرية سلباً على الوضع الاقتصادي، وعلى وعود أوباما للأميركيين بقرب تعافيه، فإن الأمر لا يقل أهمية بالنسبة الى روسيا وإيران. فالوضع الاقتصادي في كل منهما لا تحسدان عليه، وانزلاقهما الى أي نوع من المواجهة العسكرية، سواء المباشرة أم غير المباشرة، مع أميركا في حال نفذت الضربة سيضاعف صعوباتهما الاقتصادية، نظراً الى كلفة إقبالهما على أي منازلة. والكلفة الاقتصادية المحتملة هي التي دفعت الرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة العشرين (الاقتصادية) قبل أسبوع، الى التحذير من الانعكاس السلبي لأي حرب. ومن دون التوقف عند مفارقة اعتراف النظام السوري بامتلاكه الأسلحة الكيماوية والاعتراف الضمني من قبل الروس بأنه استعملها، طالما أنهم يقترحون وضعها في عهدة الأمم المتحدة (لأن الأزمة نتجت عن استعماله إياها وليس عن امتلاكه لها)، فإن المفارقة الأخرى هي أن المبادرة الروسية تتيح العودة بحكم آلياتها الى الأمم المتحدة لمعالجة الأزمة السورية، بعدما حالت دون ذلك 3 فيتوات روسية وصينية في مجلس الأمن. باتت العودة (بجدية) مطلباً أميركياً لا روسياً. فواشنطن تراجعت عن أحادية قيادتها للعالم بعد أقل من سنة على اجتياحها العراق وفشلها في إدارته، في عهد جورج بوش نفسه. وللتذكير فإن أولى ثمرات انهزام أحاديتها كانت القرار الدولي الرقم 1559 حول لبنان، الذي لحقته قرارات عدة أهمها ما يتعلق بالعقوبات على إيران، بموافقة روسية وصينية... وتصر واشنطن على التعاون مع موسكو حفاظاً على التوافق الدولي في شأن الملف الإيراني. لكن أكثر ما يدعو الى السخرية والشفقة في لعبة التأثير على الديموقراطية الأميركية، هو الرسالة التي بعث بها رئيس مجلس الشعب السوري الى برلمانات بريطانيا وفرنسا وأميركا مطالباً أعضاءها بـ «عدم التهور».

 

دعم "الجيش الحر" أهمّ من الضربة

علي حماده/النهار

دخل الرئيس الاميركي باراك أوباما في معمعة عملية ديبلوماسية روسية يقدّر أنها تشكل وسيلة لكسب الوقت وإضاعة المسؤوليات، وإطالة عمر النظام في سوريا، وأدخل السوريين معه في مسار جديد سوف يواصل فيه النظام سفك دمائهم معولاً على فكرة انه لا يُطال ما دام قادراً على أن يكون نقطة تقاطع بين مصالح ايران وروسيا وإسرائيل، وبدرجة معيّنة الولايات المتحدة. ولعل المتاهة التي دخلها أوباما بقبوله "المبادرة الروسية" في شأن نزع السلاح الكيميائي في سوريا، كان ثمنها أنها جهّلت الفاعل في هجوم غوطة دمشق يوم الحادي والعشرين من آب الفائت، وحيّدت بشار الأسد، ولو موقتاً، عن أي مساءلة جدية، مع العلم أن العالم كله يجمع، أو يكاد، على أن بشار الأسد ارتكب العديد من الجرائم ضد الانسانية حسبما جاء البارحة على لسان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون، ولم يكن استخدام السلاح الكيميائي بكثافة على الغوطتين أولاها، وبالطبع لن تكون الجريمة الأخيرة.

لا جدال في أن بشار مجرم حرب بنظر السوريين والمجتمع الدولي، وهذه صفة لن تغادره حتى نهاية العمر مهما تمكّن من شراء الوقت. وما من شك في أن المعركة ضد النظام مستمرة وطويلة، بالتوازي مع العملية التفاوضية التي يقوم بها الاميركيون مع الروس حول المخزون الكيميائي، لان الانتصار الحقيقي، هو الذي سيتحقق على الأرض بأيدي السوريين، وليس عبر ضربة أميركية قد تأتي أو لا تأتي. ولذلك فإن التعويل اليوم هو على فريقين أساسيين: الثورة المقاتلة في الداخل، والدول العربية الداعمة لها بقوة، والتي يبدو أنها اتخذت قراراً استراتيجياً بدعم الثورة بكل الامكانات للانتصار في حرب تحرير مزدوجة ضد النظام والمشروع الايراني معاً. ومن هنا أهمية العودة الى الشعار الذي كنا نرفعه قبل عامين: ادعموا "الجيش الحر". فلا انتصار ممكناً من دون تقوية "الجيش الحر" ومده بسلاح نوعي يغيّر موازين القوى على الارض، عبر تحييد سلاح الطيران والدبابات من خلال أنظمة صاروخية متطورة غير مكلفة نسبياً. بناء على ما نقول، يبدو أن ثمة وعياً متزايداً في صفوف الدول الداعمة عربياً ودولياً لأهمية رفع منسوب الدعم العسكري لـ"الجيش الحر" في المرحلة المقبلة. وقد كان لافتاً بدء الأميركيين في تسليم شحنات من السلاح، بعدما سبق أن تلقى "الجيش الحر" شحنات مصدرها دول عربية داعمة، وظهر أثرها على الأرض في كل من درعا وريف حلب في الأسابيع الأخيرة.

بضربة أو من دون ضربة، النظام يضعف يوماً بعد يوم، ويتآكل. ونحن هنا لا يساورنا شك في المآل الأخير للمعركة على أرض سوريا: أن الثورة مقبلة على انتصار مهما صار. وبشار الأسد هو ماضي سوريا الأسود، ولن يكون جزءاً من مستقبلها حتى لو عقد مؤتمر "جنيف – 2" في الأسابيع المقبلة. بالامس، وفيما كنا نحضر معرضاً فوتوغرافياً عن حياة جبران تويني قبالة مبنى "النهار"، قال لي نائب وزميل دائم: "متأكدون من الانتصار على المدى البعيد، لكننا على المدى القصير ندفع الثمن غالياً".

 

هاجس الفوضى وانهيار النظام يُقلق الغرب فهل تنظّم موسكو خروجه بعد الكيميائي؟

 روزانا بومنصف/النهار

يخشى مراقبون سياسيون الا يكون العراق قد عانى من تداعيات الازمة السورية كما حصل بالنسبة الى لبنان والاردن وسواهما بل ان يكون قد استخدم في الاشهر القليلة الماضية كما لا يزال يستخدم من خلال تصاعد وتيرة الاعمال التفجيرية التي يذهب ضحيتها ابرياء كثر ورقة من أوراق تذكير الدول الغربية وتحذيرها من مغبة التدخل في سوريا تحت وطأة تحويل سوريا عراق آخر. والتدخل في العراق كان ولا يزال عاملا لتذكير الولايات المتحدة والغرب بجملة أمور من بينها ان واشنطن قادت حربا ضد النظام العراقي بذرائع خاطئة او غير صحيحة وان رغبتها في احلال الديموقراطية في العراق ذهبت به الى اتاحة المجال امام سيطرة ايران عليه في موازاة تحويله الى فوضى حقيقية. ويقول المراقبون المعنيون ان استحضار نموذج العراق حصل تكراراً من زاوية محاولة ردع الرئيس الاميركي عن توجيه ضربة عسكرية لمواقع النظام السوري نتيجة لاستخدامه الاسلحة الكيميائية متخطيا خطاً احمر رسمه الرئيس الاميركي. الا ان الهاجس الفعلي لدى الولايات المتحدة والدول الغربية يكمن في عدم تكرار تجربة العراق من حيث اطاحة النظام وفق التأكيدات لـ"ضربة محدودة" لم يكن هدفها اطاحته بل على العكس الابقاء عليه من اجل ان يكون حاضراً على طاولة المفاوضات من اجل الموافقة على حكومة انتقالية ومن اجل الابقاء على هيكلية المؤسسات الرسمية في سوريا وعدم انهيارها مما يخشى ان يؤدي الى فوضى لا يزال يعاني منها العراق المجاور. في الوقت الذي يعتبر المراقبون ان العراق استخدم على مستويات عدة ليس أقلها مد سوريا ايضا بالمتطرفين الذين يؤازرون "جبهة النصرة" كما مد النظام بالاسلحة والمساعدات، فانه يضغط من اجل حلول مختلفة بحيث لا يجوز الاستهانة بمدى الاثر الذي يتفاعل في شأنه العراق.

وأثار رد الفعل الاميركي على الاقتراح الروسي غضب المعارضة السورية التي شعرت وفق ما يعتبر المراقبون ان الصفقات يمكن ان تمر من فوق رأسها فيما يدفع السوريون الاثمان على الارض في الوقت الذي يتم تجاهل وجودها. وكذلك فعلت بعض الدول الاقليمية. اذ تختلف النظرة الى دور بشار الاسد المستقبلي بين عدد من الدول الغربية التي وان كانت تطالب برحيله باعتبار انه لم يعد مؤهلا وقادرا على حكم سوريا مجددا لمسؤوليته عن جرائم ضد الانسانية فانها تعتبر انه لا يزال يطمئن طائفته وبعض الاقليات التي لا تؤيده لشخصه او لحكمه بل خوفا من المتطرفين الذين ساهم النظام جنبا الى جنب مع الدعاية الغربية في زيادة حجم اخطارهم وبين افرقاء المعارضة السورية الذين اغضبهم انقاذ رأس النظام باقتراح وضع الاسلحة الكيميائية تحت رقابة الامم المتحدة. فمع ان الطرفين يطالبان باضعافه من اجل ارغامه على المجيء الى طاولة المفاوضات، فان المراقبين يتحدثون عن معطيات كانت تفيد بخشية كبيرة من انهيار النظام تحت وطأة اي ضربة ايا يكن حجمها في ظل قرارات واضحة من روسيا بعدم التدخل عسكريا وعدم رغبة ايران في استنزاف قدراتها او تتسبب بفتح الباب امام استهداف ملفها النووي. الامر الذي كان سيكشف عزلة النظام كليا اقليميا ودوليا على رغم التهديدات التي ساقها بعض المسؤولين العسكريين في ايران ويؤدي الى انفكاك محيطه من حوله ويفقد حلفائه أوراقاً مهمة للتفاوض عليها. وهذا ما لا تود اميركا حصوله على رغم رغبتها في معاقبته على استخدامه الاسلحة الكيميائية كما لا تود روسيا حصوله ايضا باعتبار ان انهيار النظام تحت وطأة اي ضربة سيؤدي الى فوضى يخشى منها الجميع اضافة الى احتمال مسارعة المتطرفين الى كسب مواقع والسيطرة عليها بحيث يكون ذلك مكلفاً جداً ليس فقط في سوريا بل ايضا بالنسبة الى دول الجوار التي تعتبر الدول الغربية انها ستنقذها من خطر الاسلحة الكيميائية في حين تبقى المخاطر الاخرى . هذا فضلاً عن المخاوف من الانتقامات التي يمكن ان يسوقها هؤلاء ضد ابناء الطائفة العلوية او سواها من الاقليات التي لا تزال ملتصقة بالنظام ويستخدمها في الحرب. والمشكلة ان هذه المخاطر لم يتم ايجاد مخارج لها حتى الان لا مع المعارضة السورية ولا على اي مستوى كان بحيث ترتفع الخشية من استمرار المراهنات في هذا الاتجاه او ضده في الوقت التي لا تزال مشكلة الاسلحة الكيميائية في بدايتها وفي انتظار تقرير لجنة المفتشين الدوليين حول استخدام الكيميائي الاسبوع المقبل الذي يمكن ان يدخل عناصر جديدة الى المباحثات الروسية الاميركية التي بدأت حولها.

لكن السؤال يبقى اذا كان موضوع الاسلحة الكيميائية نقل المشهد الاقليمي والدولي الى مكان آخر مختلف عن السابق بحيث لا يبقى الوضع السوري ما بعده كما قبله. فاذا كان الاقتراح الروسي انقذ الأسد من الضربة العسكرية ومن احتمال الانهيار، فان ذلك يرتب على موسكو الاعداد لمرحلة خروجه من المعادلة بانتظام خشية الفوضى وكذلك الامر بالنسبة الى ايران في ضوء تطورات بدأت تظهر لا سيما في الموقف الايراني الذي يكاد يسرق الاهتمام مما شهدته الازمة السورية مع مرونة لافتة تجاه الولايات المتحدة ورسائل تفهم متبادلة في عز ازمة كان يفترض ان تشعل مواقف مختلفة من جانب ايران .

 

هل ينهي سليمان عهده بحكومة حياد لبنان كما بدأ بشارة الخوري عهده بحكومة الاستقلال؟

 اميل خوري/النهار

عندما أعلنت فرنسا "لبنان الكبير" في أيلول عام 1920 انتقد زعماء مسيحيون ذلك بالقول ان دورهم يصغر مع هكذا لبنان في حين يظل كبيراً مع لبنان الصغير. لكن زعماء آخرين أيدوا ذاك الاعلان الا انهم راحوا يفكرون في جعل لبنان الكبير دولة مستقلة سيدة حرة لا أن تظل خاضعة للانتداب الفرنسي الى اجل غير معروف والا كان لبنان كبيراً بمساحته وصغيراً بدولته. وفي أيلول 1943 تشكلت حكومة الاستقلال الاولى برئاسة رياض الصلح. وجاء في بيانها الوزاري: "ان اخواننا في الاقطار العربية لا يريدون للبنان الا ما يريده ابناؤه الأباة الوطنيون، ونحن لا نريده للاستعمار مستقراً وهم لا يريدونه للاستعمار اليهم ممراً فنحن وهم إذاً نريده وطناً عزيزاً مستقلاً سيداً حراً". وعندما وضع ميثاق 43 غير المكتوب انقسم اللبنانيون بين مؤيد للميثاق ومعارض اذ ان انضمام لبنان الى الجامعة العربية اعتبره المعارضون مخالفاً لمبدأ "لا شرق ولا غرب" الذي يعني حياد لبنان عن الصراعات العربية والدولية، الامر الذي جعل الصحافي المعروف جورج نقاش يكتب مقالاً تحت عنوان: "سلبيتان لا تصنعان أمة"، وقد صحّ ما توقعه اذ اصبح لبنان طرفاً في هذه الصراعات واللبنانيون انقسموا بين المحاور وتصارعوا وجعلوا الخارج يتدخل في شؤونهم الداخلية ولم يكن في الامكان اقامة امة على سلبيتين بل حروباً بين ابنائها وكان اخطرها حرب عام 1975 بسبب الخلاف على السلاح الفلسطيني في لبنان، ولم تنته الا باخضاع لبنان لوصاية سوريا فقد في ظلها استقلاله وسيادته وحريته مدة 30 عاماً. واستفادةً من تجارب الماضي رأى الرئيس ميشال سليمان ان لا خلاص للبنان وابقائه وطناً مستقلاً سيداً حراً فعلاً لا قولاً الا بتحييده عن الصراعات وتجنيبه الانعكاسات السلبية للتوترات والازمات الاقليمية، ولأن ثمة من أثار التباسات في الاعلام حول اجواء جلسة الحوار التي ناقشت "اعلان بعبدا" اضطرت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في رئاسة الجمهورية ومنعاً لأي غموض الى وضع بعض من الحقائق المتعلقة بوقائع تلك الجلسة كما وردت في المحاضر بتصرف الشعب اللبناني. وقد تأكد من خلال هذه المحاضر ان "اعلان بعبدا" تم في ثلاث جلسات متتالية وقد اشار الرئيس سليمان على اثر ذلك الى ما صدر عن مجلس الامن الدولي ومجلس الاتحاد الاوروبي والعديد من الدول الشقيقة والصديقة من اشادة بـ"اعلان بعبدا" واشارته ايضا الى اعتماد الاعلان كوثيقة رسمية من وثائق الامم المتحدة.

لكن كما ان في لبنان قوى سياسية خالفت روح ميثاق 43 رغم موافقتها عليه ولا سيما ما يتعلق بمبدأ "لا شرق ولا غرب"، ثمة قوى خالفت "اعلان بعبدا" رغم موافقتها عليه بدءاً بارسالها طائرة ايوب بدون طيار فوق اسرائيل وكررت المخالفة بارسال "حزب الله" مقاتلين الى سوريا لمساندة النظام فيها في حين ان اللبنانيين منقسمون انقساماً حاداً حول هذا النظام، وهو ما جعل الرئيس سليمان يفكر في تحييد لبنان حرصاً على وحدته الوطنية وسلمه الاهلي بوضع صيغة "اعلان بعبدا" وموافقة المحاورين عليها بالاجماع وان من يتنكر لذلك ينسى انه شارك في حكومة الرئيس ميقاتي التي اعتمدت سياسة النأي بالنفس ترجمة لاعلان بعبدا.

واذا كان خرق ميثاق 43 أقام في لبنان سلبيتين لم تصنعا امة كما توقع جورج نقاش، فإن خرق اعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس اقام في لبنان سلبيتين ايضا لا تصنعان دولة ولا تتوصلان الى اتفاق حتى على تشكيل حكومة. فإن الحكومة المطلوبة حاليا ينبغي ان تكون حكومة "اعلان بعبدا"، يشارك فيها من يوافق على هذا الاعلان. وكما ان "لبنان الكبير" انتقل من الانتداب الفرنسي الى الاستقلال ومن الاستقلال الى الوصاية السورية، فلم يعد كبيراً في دوره ولا في دولته ولا حتى في عدد من رجاله فإن عدم التزام "اعلان بعبدا" رغم التأييد العربي والدولي سيعيد الخلاف بين اللبنانيين ويذكي الانقسام في ما بينهم ربما الى حد اعادة لبنان الكبير صغيراً كما كان، اذا ظل فريق من ابنائه يرفض حياده ويرى مصلحة له في ان يظل مرتبطاً بخارج ومرتهناً له، وفريق يصر على حياد لبنان ليصبح سويسرا الشرق فعلاً لا قولاً، وهو ما تتجه لتأييده الدول الشقيقة والصديقة والامم المتحدة، خصوصا اذا ما اعيد النظر في خريطة الشرق الاوسط وفي توزيع نفوذ الدول الكبرى في المنطقة. لذلك فإنه اذا كان لا بد من العودة الى طاولة الحوار، فإن هذا الحوار ينبغي ان يدور البحث فيه اولا حول شكل الحكومة المقبلة، حتى اذا ما صار اتفاق عليه سهل التشكيل. والشكل تحدده المهمة الاولى للحكومة، فإذا كانت مهمتها تنفيذ بنود "اعلان بعبدا" فينبغي ان تتشكل من كل الذين هم مع هذا الاعلان، اما اذا لم يحصل اتفاق على ذلك، فلا بد عندئذ من تشكيل حكومة متجانسة ومنسجمة لا حاجة للخلاف على تسميتها انما انتظار أعمالها لتعطى الاسم الذي يليق بها.

 

مجرم. أداة. جريمة. عقاب

محمد سلام

الجريمة وقعت. ضحيتها أربعة ألاف شخص، بينهم قرابة ألف طفل، سقطوا في حلب وحماة والغوطتين بسوريا. الأداة التي استخدمت لتنفيذ جريمة الإبادة هي السلاح الكيميائي الأسدي. المجرم هو نظام بشار الأسد. مصادرة أداة الجريمة لا تعني إعفاء المجرم من العقاب.  للتبسيط نوضح أنه لا يستطيع أي شخص أن يحمل سلاحاً، يطلق منه النار فيقتل ضحايا، ثم يسلم السلاح إلى القوى الأمنية ويمارس حياته من دون عقاب.  لذلك، فإن المصفّقين لانتصار بشار الأسد المزعوم عبر ما سمي مبادرة روسية هم في الحقيقة والواقع القانوني والأخلاقي أنصار المجرم، وأنصار ثقافة إفلات المجرم من العقاب.  المجرمون هؤلاء وأنصارهم، كلهم ومن دون استثناء، ستعاقبهم الشعوب أكانوا على الأرض السورية أم على غيرها من "الأراضي".  ألم يعاقب الشعب العراقي صدام حسين وأنصاره؟  أنصار الصدّامية الذين نجوا –حتى الآن- من العقاب حماهم الأسد على الأرض السورية وعلى غيرها من الأراضي.  لذلك، فعندما سيعاقب الشعب السوري بشار وأنصاره، لن يبقى للسفاحين "أرض" تحميهم، فلا يستطيع أي نظام أن يتحمل مسؤولية حماية القتلة وأنصارهم، أكان نائياً بنفسه أم نائماً في يقظته.

 ولن يتمكن فلاديمير بوتين، مهما حاول تضليل الرأي العام، من أن يحول دون معاقبة نظام الأسد، حتى ولو نجح مع باراك أوباما في مصادرة كل السلاح الكيميائي الأسدي، الذي هو مجرد أداة إستخدمها المجرم لارتكاب جريمته.

 = يمتنع المجتمع الدولي عن دعم الثورة؟

 = ممكن.

 = لا يوجد لدى العرب مشروع متكامل للتخلص من بشار؟

 = أكيد.

ولكن هل سأل أحد الشعب السوري العظيم فعلاً، لا قولاً، عما إذا كان سيصفح عن قاتل أكثر من 120 ألف سوري، ومهجّر أكثر من خمسة ملايين سوري، ومدمّر أكثر من 200 مسجد ومعبد؟  وهل سأل أحد الشعوب العربية التي اضطهدها نظام الأسد عما إذا كانت ستصفح عن جلاديه الذين تعرفهم بالإسم؟ أي حكومة عربية ستكون قادرة على منع مواطنيها الذين اضهدهم نظام الأسد من الانتقام من جلادي الأسد إذا شوهدوا في شوارع ومقاهي ومطاعم وفنادق ومسابح ومرابع مدنها؟  الضربة، سواء حصلت أم لا، هي مجرد تفصيل في صراع أنظمة مع نظام متمرد على الشرعية الدولية.  حتى لو وقّع بشار على اتفاقية حظر أسلحة الدمار الشامل. وحتى لو سلّم كل هذه الأسلحة للمجتمع الدولي. وحتى لو دمّر المجتمع الدولي أسلحة الدمار الأسدي، فإن نظام بشار لن يفلت من العقاب الذي سيفرضه الشعب السوري.  الأسدية سيعاقبها السوريون العلويون. هم سيتخلصون منها. هم أول المستفيدين من التخلص منها. المجلس الأعلى للطائفة العلوية يعلم أن البقاء مع الأسدية يعني وراثة عداوة كل السوريين له. ويعلم أن التخلص من الأسدية هو أساس إنهاء العداوة مع الشعب السوري.  العلويون السوريون يعلمون أنهم لن يتمكنوا من العيش في دويلتهم، حتى تحت الحماية المباشرة الروسية أوغير الروسية، إذا لم ينهوا عداوتهم مع المحيط السوري، وتحديداً مع المحيط السنّي.  لذلك، فإن العلويين هم الذين سيعاقبون بشار وينهون الأسدية. هذه هي طريقهم الوحيدة لعدم وراثة العداوة. بل هذه هي أقصر الطرق لإنهاء العنف في سوريا.  حلقة الألف جلاد أسدي سيقضي عليها من يحمل جرح إضطهادهم له، لأبيه، لأخيه، لولده، لأمه، لأخته، لزوجته، لأرضه، لعرضه، لبيته، سواء على الأرض السورية أم على غيرها من الأراضي العربية.   حملة جرح الاضطهاد الأسدي يقدرون بمئات الآلاف، من دون أي مبالغة في التقدير، هؤلاء جميعهم يعرفون جلادي أحبتهم بالإسم والعنوان ورقم الهاتف ونوع السيارة ولونها. يعرفون من خطف أحبتهم ولم يعدهم. يعرفون من قتل أحبتهم تفجيراً بحيث لم يبق منهم ما يمكن دفنه. يعرفون من اعتدى على أعراضهم ... وينتظرون ... وينتظرون ... وينتظرون.  هذه حتمية تاريخية ستحصل، ولا توجد قوة على الأرض تستطيع منعها. أليس هذا ما فعله الشعب الفرنسي بعملاء النازية من الفرنسيين؟  حتى شارل ديغول بثقله الوطني-التحريري لم يستطع منع الثأر من عملاء النازية الفرنسيين إلا بعدما شرّع قانون عقوبات يدينهم، بحيث تولى القضاء الفرنسي محاكمتهم وإدانتهم وتنفيذ العقاب بهم، ومن دون المرور بمسخرة "العفو العام."   العرب قادرون على القيام بمثل ما فعله شارل ديغول. أي معاقبة جلادي الأسد كي لا تعاقبهم الشعوب؟  بعض كبار العرب قد يستوعبون الثأر بقوننة الملاحقة وفرض العقاب.  أما الصغار فغير قادرين على ذلك لأن جلادي الأسد، في سوريا وغير سوريا، هم جزء من السلطة الفاسدة. هنا تكمن المشكلة. فهل من يراها، ويعد لها علاجاً فعلياً يتجاوز فساد السلطات قبل أن تفلت من عقالها كحرائق الأحراج التي يقال أنها "مفتعلة ومدبرة!؟

 

لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين! 

اعتاد اللبنانيون على التسويات والتفاهمات المبنية على التنازلات المتوازنة او شبه المتوازنة بعد كل محطة او صراع او استحقاق او ازمة من اي نوع كان.

سبق للبنانيين ان كرسوا عرف التسويات المستمرة بدءا من ميثاق عام 1943 مرورا بعامي 1952 و1958 حيث اطلق الرئيس الراحل فؤاد شهاب معادلته الشهيرة لا غالب ولا مغلوب وحيث اشتهر رئيس الحكومة الراحل صائب سلام بعبارة لبنان واحد لا لبنانان. وكرت هذه السبحة حتى كان اتفاق الطائف وما تلاه من تفاهمات بين اللبنانيين بعد الانسحاب السوري وصولا الى الوقت الحاضر.

هذه كانت اعراف لبنانية زادت من ترسيخ الديمقراطية اللبنانية بكل فرادتها ومع كل ما يشوبها من عيوب سواء بالنسبة الى المفاهيم ام الممارسات الداخلية ام مراعاة الحاجيات الخارجية.

الا ان قوى 8 آذار اساءت اي اساءة الى هذا التاريخ العابق بالديمقراطية مستقوية بسلاح حزب الله وامتداداتها الخارجية وديماغوجيا التيار العوني.

ومنذ حرب تموز كرست 8 آذار كل سعيها التراكمي للانقلاب على الواقع اللبناني والديمقراطية اللبنانية.

فقد استقال وزراء طائفة معينة تمهيدا لتكريس الديمقراطية التوافقية واختصار السياسة اللبنانية على عدد من المرجعيات يقل عن اصابع اليد.

منذ ذلك الحين فرض حزب الله الاعتداء على السيادة الوطنية والتفرد بقرار الحرب والسلم وتحميل الآخرين تبعات كل اخطائه الى جانب انتزاع الثلث المعطل بحق القوة في 7 ايار فكانت تسوية الدوحة.

ومع ذلك لم يلتزم حزب الله وحلفاؤه بحصولهم على الثلث المعطل وعدد من التنازلات فاسقطوا نتائج صناديق الاقتراع عام 2009 ثم انقلبوا على كل التعهدات وصولا الى تكريس حكومة فئوية وكل ما لم يكونوا ليقبلوا به بالشراكة مع الاطراف اللبنانية الاخرى.

في هذه الاثناء اقفل الرئيس نبيه بري مجلس النواب وصولا الى تعطيل استحقاق الرئاسة الاولى واستمر هذا المسلسل في ظل المجلس النيابي الحالي. ويبدو ان وقوع الشغور في قصر بعبدا سيتكرر للمرة الثانية على التوالي الى جانب بدعة عونية قائمة على تشكيل الحكومة على اساس التمثيل في مجلس النواب.

اما جر لبنان الى اتون الآخرين فهو الخطر الاكبر المحدق بسائر اللبنانيين والذي يؤرقهم من مختلف النواحي خصوصا وان حبل الامن مضطرب وان النازحين السوريين يزدادون وان الدولة اللبنانية تكاد تدخل عصر الحصار الخارجي الى جانب المخاطر التي تتعاظم في كل انحاء الحياة اللبنانية بالنسبة الى الارض والشعب والمؤسسات.

اما اعلان بعبدا وطرح رئيس الجمهورية ميشال سليمان نظرته في الاستراتيجية الدفاعية فهما خشبة الخلاص اذا جاز التعبير مع ان لهذه الفئة او تلك ملاحظاتها عليهما.

يجمع العرب والعالم على اهمية السلوك الذي يقود به سليمان السفينة اللبنانية في ظل الظروف الراهنة خصوصا بعد تورط حزب الله في الحرب السورية وعرقلة تشكيل الحكومة.

وقد اطل بيان بعبدا على اللبنانيين في ظل كل ما يحيط بلبنان بعد استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي وكان حزب الله وحلفاؤه نعوا كل التزاماتهم مما يدفع بكل لبناني مخلص الى اسداء نصيحيتين للقادة والسياسيين وهما: اتق شر من احسنت اليه والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.

ويتكلم الكثيرون عن سعي لانضاج تفاهم وطني عريض على ملامح المرحلة المقبلة عسى ان لا تُكرر 14 آذار تجارب سابقة بتقديم تنازلات قد تكون حرزانة اذا جاز التعبير.

وهنا لا يمكننا الا ان نثني على وطنية 14 آذار ومعها الرئيس سليمان والرئيس المكلف تمام سلام وسائر المخلصين والسياديين والمستقلين والرافضين للامن الذاتي ومشاريع جر لبنان الى الاجندات الخارجية والتطرف والاصوليات من كل حدب وصوب. الا ان الضرورات تبيح الحذر الشديد واستخلاص العبر الى جانب انها تبيح المحظورات التي قد لا تكون في محلها من الآن فصاعدا. موقع 14 آذار

 

كيري يؤكد على تطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة إذا لم تلتزم سوريا

أكد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، السبت، أن أميركا وروسيا توصلتا إلى اتفاق على آلية للتخلص من أسلحة سوريا الكيماوية. وشدد على اتخاذ إجراءات قوية لتدمير أسلحة الأسد الكيماوية، مطالبا سوريا بتقديم قائمة بأسلحتها الكيماوية خلال الأسبوع، موضحا أن هذا العمل سيكون وفقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، والذي يجيز استخدام القوة. وقال في مؤتمر صحافي مع نظيره سيرجي لافروف إن خطر الأسلحة الكيماوية لا يشمل السوريين بل يمتد إلى دول الجوار. وأعلن أن خطة إزالة أسلحة بشارالأسد الكيماوية يجب أن تكون شفافة وذات مصداقية وقابلة للتطبيق. وأوضح أنه تم الاتفاق على تقييم مشترك حول كمية ونوع الأسلحة الكيماوية التي يملكها الأسد. ومن جانبه، قال لافروف إنه تم التوصل إلى وثيقة حول التخلص من الأسلحة الكيماوية في سوريا خلال وقت وجيز. وذكر أن دمشق ملتزمة بقرار الانضمام إلى معاهدة حظر الاسلحة الكيماوية.

وعقد وزيرا الخارجية الأميركي والروسي مؤتمرا صحافيا في ختام محادثاتهما، السبت، في جنيف لبحث خطة لوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت إشراف دولي، وكان السبت هو اليوم الثالث من المحادثات بين الوزيرين حول مبادرة طرحتها موسكو ووافقت عليها دمشق، بوضع مخزون الأسلحة الكيماوية السورية تحت إشراف دولي بهدف إتلافها. وانضمت سوريا على إثرها إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية. وعقد لافروف وكيري اجتماعا في وقت متأخر من ليل الجمعة السبت، فيما عقد الخبراء والدبلوماسيون المرافقون لهما عدة جلسات عمل. ولم تسفر الاجتماعات الطويلة عن نتائج محددة بعد، ولكن كيري ولافروف أصرا على وصفها في التصريحات الصحافية بـ "البناءة". وتقترح القوى الغربية جدولا لتسليم الأسلحة الكيماوية خلال أسابيع، وهو ما تعتبره موسكو حلا غير عملي، في ضوء الظروف المعقدة على الأرض، والإجراءات المطلوبة لتأمين وتفكيك تلك المواقع الحساسة.

المصدر: فرانس برس

 

60 % من الفرنسيين غير راضين على إدارة هولاند للأزمة السورية 

كشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه اليوم السبت أن 60 في المئة من الفرنسيين غير راضين عن إدارة الرئيس فرنسوا هولاند للأزمة السورية، ولو أنهم يعتبرون أنه كان على حق بالتهديد بشن ضربة عسكرية ضد نظام الرئيس بشار الاسد. ويسجل الرئيس الفرنسي في بلاده نسبة تأييد متدنية مماثلة تقريباً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين (35%)، ولكن على تباين كبير مع نسبة تأييد الاميركيين لرئيسهم باراك اوباما (54%)، وفق الاستطلاع الذي أجراه معهد "بي في آ" لحساب شبكة "إي تيلي" التلفزيونية وصحيفة "لو باريزيان". وكان عدد من المسؤولين السياسيين طالبوا بإجراء عملية تصويت في البرلمان قبل أي تدخل عسكري في سوريا. وابدى 36% فقط من الفرنسيين "ارتياحهم" حيال إدارة هولاند للأزمة في سوريا. وفي المقابل، اعتبر 54% من الفرنسيين أن فرنسا والولايات المتحدة كانتا "على حق بالتهديد بالتدخل عسكرياً في سوريا" مقابل 44% يرون أنهما اخطأتا. غير أن الفرنسيين يشككون في إمكانية التوصل إلى تسوية للنزاع خلال "الاسابيع او الاشهر المقبلة"، وقد أكد 54% أنهم لا يثقون بأن الأسرة الدولية ستتوصل إلى حل. ويتوجه هولاند مساء غد الاحد في الساعة 18,00 تغ إلى الفرنسيين عبر شاشة التلفزيون لمدة عشرين دقيقة يتناول خلالها عدداً من الملفات ولا سيما الملف السوري. واجري استطلاع الرأي في 12 و13 ايلول على عينة تمثيلية من 1049 شخصا استناداً إلى نظام الحصص.

 

بان أمل في ان ينهي الاتفاق الاميركي الروسي معاناة السوريين

وطنية - أعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اليوم "ان الاتفاق الروسي الاميركي حول ازالة الاسلحة الكيميائية السورية ينبغي ان يتيح انهاء المعاناة المروعة للسوريين".ونقلت المتحدثة باسم الامم المتحدة فانينا مايستراشي عن الامين العام انه "يأمل بقوة في ان يمنع الاتفاق الذي تم التوصل اليه اليوم في جنيف بين روسيا والولايات المتحدة، اي استخدام جديد للاسلحة الكيميائية في سوريا، وان يمهد لحل سياسي يضع حدا للمعاناة المروعة للشعب السوري".

 

مجلس الامن سيتحرك في حال انتهكت سوريا التزاماتها بشأن الاسلحة الكيميائية

وطنية - أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم "ان مجلس الامن الدولي سيتحرك في حال لم تف سوريا بالتزاماتها في ما يتعلق بالاسلحة الكيميائية".وقال لافروف في جنيف "في حال عدم احترام دمشق للشروط في اطار اتفاق حظر الاسلحة الكيميائية او في حال استخدام الاسلحة الكيميائية من اي جهة كانت، فان مجلس الامن الدولي سيتخذ تدابير في اطار الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة والذي يجيز استخدام القوة".

 

الأسد حين يكون فأرا

 داود البصري/السياسة

حالة الجبن والشلل الرعاشي التي انتابت اوصال النظام الارهابي السوري وحلفائه الاقليميين من احتمالات الضربة الدولية الموعودة والمنتظرة, والتي تأجلت الى حين من الدهر لن يدوم طويلا, قد جعلت رأس هذا النظام يهذي بتهيؤات وتصريحات واقوال مثيرة للسخرية والغثيان لعل ابرزها ذلك التصريح المضحك الذي أعلن فيه رئيس النظام من ان اضطراره للتشليح وتسليم الجمل بما حمل والتخلص من سلاحه الكيماوي القذر والذي كان بمثابة لازمة موسيقية لانشودة الصمود والتصدي والتوازن الستراتيجي, لم يكن بسبب التهديدات الاميركية بالحرب وتأديب النظام, بل كان تلبية للطلب الروسي الهادف لنزع فتيل الازمة ومحاولة انقاذ النظام من مصيره المحتوم, اي ان حالة الهروب الجماعية التي اصابت صفوف قياديي النظام وهروبهم للبنان تحديدا لم تكن تحت تأثير الخوف والرعب من مصير اسود ينتظر الفاشيين اجمعين, بل ان ذلك الهروب الفضائحي قد اعتبره النظام بمثابة نصر تاريخي له على المؤامرة الكونية المزعومة التي كان يطنطن بها منذ بداية الثورة السورية قبل اكثر من عامين ونصف العام من الزمان, وهي الحالة والتبرير نفسهما اللذين اطلقهما نظام البعث السوري المهزوم في حرب 1967 حينما اعتبر ان بقاء نظام البعث السياسي اكثر اهمية من ضياع هضبة الجولان ذلك الضياع الابدي منذ نحو نصف قرن! لا ادري كيف لا يخجل رئيس نظام دموي فاشي شمولي عرف بارهابه الاسود وبملفاته الدموية السوداء من اقواله المخاتلة والتي تفضح اكثر مما تخفي, وتكشف اكثر مما تستر, وتعري اكثر من ان تغطي! النظام السوري وهو يمارس حفلة التعري العلني ويتخلى عن اسلحته الستراتيجية القذرة ويحتمي بمظلات مافيا الروسية وشبكات الولي الايراني الفقيه الارهابية, وغلمانها في العراق ولبنان, يعتقد انه بذلك الاسلوب المخاتل سيتمكن من عبور مأزقه التاريخي, وتجاوز ازمته الوجودية ليعود مجددا ليمارس عبثه الارهابي وفاشيته السوداء, وما درى ان كل ما جرى ويجري ليس سوى محطات عابرة في مصير اسود ومعلوم وواضح ينتظر النظام ويؤشر على حالة الخلاص النهائية للشعب السوري الحر, المسألة ليست ان يعترف النظام بهزيمته الاخلاقية اولا يعترف فذلك تحصيل حاصل, فالفاشيون لا يعترفون بهزائمهم ولو وصل خصومهم لغرف نومهم كما هي حال راس النظام السوري, واذا كان ادعاء البطولات الفارغة هو ديدن المهزومين, فان نظام البعث قد بز الاولين والاخرين في تقديم التنازلات المهينة قطعة تلو قطعة وهو يحاول اللعب والتذاكي على عنصر الزمن وأوصاله ترتعد من ضربة مفاجئة لن تكون بكل تأكيد على يد الاميركيين بل على ايدي الشعب السوري الحر الذي حين ثار وفرض ارادته ومنطقه وطالب برحيل النظام لم يأخذ موافقة مسبقة لا من الشرق ولا الغرب ولا من اي طرف اخر, كما انه قطعا لم ينتظر اي دعم عسكري مباشر من اي طرف, وهو ليس على استعداد لان تخضع سورية الحرة لاحتلال اجنبي كثمن لرحيل وتدمير سلطة البعث الفاشية.  الشعب السوري هو وحده من يقرر مصيره, واذا كان العالم الحر يريد معاقبة النظام على جريمته باستعمال السلاح الكيماوي فان ذلك شأنه ولن يلزم السوريين الاحرار باي تعهدات وصفقات, جبن النظام وتراجعه بعد تهديدات سابقة بتفجير الكون ان تعرض لسوء تضاف الى تلك الخزعبلات تهديدات حسن نصر الله وأسياده في ايران وغلمانهم في العراق ليست سوى محاولات عبثية لحرب نفسية فاشلة وسقيمة, هناك حقائق مادية وارتباطات دولية وتعاقدات سرية تؤكد ان امن النظام السوري مكفول دوليا بسبب حالة التهدئة والسكون في الجولان مع اسرائيل, والتي هي اللاعب الصامت في تقرير المواقف الاميركية, فبشار ورهطه ومن تحالف ستراتيجيا معه من العرب والعجم والبربر ليسوا في وارد ايذاء اسرائيل سوى بغبار الكلمات! وذلك امر مقبول ومطلوب في كواليس العمل السري الدولي, ولكن بصرف النظر عن حجم وطبيعة التنازلات التي سيقدمها النظام والتي لن تبقى حكرا على ملفات التسلح الكيماوي او بقية الاسلحة القذرة, بل ستشمل ملفات المخابرات السورية ايضا وهي حافلة ومتنوعة بما لذ وطاب من المصائب والملفات القذرة, فان الشعب السوري الحر غير معني بتلك التنازلات التي اثبتت ان الاسود التلفزيونية هي مجرد فئران تجارب بائسة فضحت نفسها قبل ان يفضحها رب العزة والجلال, وسينزل الشعب قصاصه العادل بها, ولا عزاء للجبناء والفئران التي حسبت نفسها اسودا في مهزلة تاريخية عز نظيرها.

 

"الجيش الحر" يرفض اتفاق جنيف: كيف نسلم أداة الجريمة ونترك المجرم؟

اللواء سليم إدريس: بوتين ولافروف تلقيا رشى من رامي مخلوف

 اسطنبول - وكالات:  رفض "الجيش السوري الحر" الذي يشكل مظلة لغالبية مقاتلي المعارضة السورية, الاتفاق الروسي - الاميركي الذي تم التوصل إليه في جنيف, بشأن الاسلحة الكيماوية التي يملكها نظام الرئيس بشار الاسد. وقال رئيس هيئة اركان "الجيش الحر" اللواء سليم ادريس, في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول "نحن في الجيش الحر غير معنيين بتنفيذ اي جزء من الاتفاقية, انا واخوتي المقاتلين سنستمر في القتال حتى اسقاط النظام, لا نستطيع ان نوافق على هذه المبادرة". وسأل إدريس خلال المؤتمر الصحافي "هل علينا نحن السوريين ان ننتظر حتى منتصف 2014 ونذبح كل يوم ونوافق (على الخطة) لأن في 2014 سيدمر السلاح الكيماوي?".

وأضاف "نحن نحترم جميع الاصدقاء (في اشارة الى الدول الداعمة للمعارضة السورية), لكن نتمنى من جميع الاصدقاء ان يقدروا موقفنا, لا نستطيع ان نوافق على هذه المبادرة لأنها أهملت شعبنا وأهملت أهلنا الذين ذبحوا".

وانتقد ادريس عدم وجود "كلمة واحدة عن المجرم" في الاتفاق, في اشارة الى الاسد, معتبرا ان "النظام عندما وافق على تسليم اسلحته اعترف بالجريمة, نسلم اداة الجريمة ونترك المجرم? كيف يريدون منا ان نقبل ذلك?".

وطالب "بجر بشار الى محكمة الجنايات الدولية اليوم لأنه مجرم", مبديا خشيته "من خبث النظام وسعيه لاستخدام الكيماوي مجددا ضد المدنيين والمقاتلين في سورية". كما اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف بتلقي رشى من رامي مخلوف, ابن خال الرئيس السوري. وقال إدريس إنه يملك الدليل على ما يقول "ومن يريد الحصول عليه أن يزورني في مكتبي". كما أعلن اللواء إدريس عدم قبول "الجيش الحر" بالمشاركة في مفاوضات جنيف ما لم يتم استبعاد الأسد ونظامه من العملية السياسية. ونصح الأميركيين بألا ينخدعوا بهذه المبادرة الروسية, "لأنها محاولة لكسب الوقت لنظام الأسد". وقال إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أكد له أن التهديد بالضربات لا يزال خيارا مطروحا.

 

ماكين يرد على بوتين بكتابة مقال في صحيفة "برافدا" الروسية

 واشنطن - يو بي آي: أعرب السيناتور الجمهوري الأميركي جون ماكين, عن نيته نشر مقالة على صفحات صحيفة "برافدا" الروسية رداً على مقالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بشأن سورية. ونقل براين رودجرز, المتحدث باسم ماكين, عنه القول إن فكرة نشر المقالة في صحيفة "برافدا" ولدت بعد مقابلة أدلى بها ماكين مع شبكة "سي آن آن" الأميركية وتطرق فيها الى موضوع القيود على حرية الصحافة في روسيا. واقترح ماكين خلال المقابلة على سبيل الدعابة أن يكتب مقالة خصيصاً لصحيفة "برافدا", لكنها سرعان ما تحولت الى فكرة جدية, بعد أن بعثت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية بتصريحات ماكين الى رئيس تحرير النسخة الإنجليزية لصحيفة "برافدا" ديمتري سوداكوف, الذي بدوره رحب بالفكرة.واشار رودجرز إلى أن "السيناتور ماكين سعيد بالموافقة على عرض الصحيفة", وسيرسل مقالته اليها الأسبوع المقبل, قبل يوم الأربعاء.

وكان بوتين اعتبر في مقالة نشرت في صحيفة "نيويورك تايمز", أن كافة الأسباب تدعو للاعتقاد بأن قوات المعارضة وليس الجيش السوري من استخدم أسلحة كيماوية

 

مستشار أوباما: لن نتخلى عن الخيار العسكري ضد الأسد ومصرون على تنحيه

أكد نائب مستشار الأمن القومي لشؤون الاتصالات الستراتيجية بن رودز, الذي يعمل أيضا مستشارا للرئيس الأميركي باراك أوباما, أن الولايات المتحدة ستستمر في دعم المعارضة السورية سياسيا وعسكريا, مؤكدا إصرارها على تنحي الرئيس بشار الأسد. وأضاف رودز, في مقابلة مع قناة "العربية" أن إدارة الرئيس أوباما لن تتخلى عن الخيار العسكري وتريد العودة إلى مجلس الأمن, لكنها لن تنتظر أكثر من أسابيع وليس أشهرا, للتأكد من تنفيذ النظام السوري لتعهداته بالتخلي عن الأسلحة الكيماوية. وشكك رودز في التقارير التي تشير إلى أن الأسد نقل بعض الأسلحة إلى العراق أو لبنان, لافتا إلى أن تجريد النظام السوري من أسلحة الدمار الشامل هو عقاب في حد ذاته. وقال أيضا إن الإدارة لن تسمح لإيران بتطوير أسلحة نووية بأي حال من الأحوال, وأن الإدارة تدرك أن عدم الرد على سورية وعدم عقابها, سيشجع إيران. وأضاف ان "ما نفعله الآن هو أننا نتعامل مع موضوع أسلحة كيماوية نريد وضعها تحت إشراف دولي, وهذا لا يغير من مواقفنا الثابتة, وهي أننا سنقوم بتقديم الدعم للمعارضة وسنصر على أن على الأسد أن يترك السلطة حسب فهمنا لمؤتمر جنيف". وأضاف "نحن مقتنعون بأننا نجحنا في المناقشات حول إزالة الأسلحة الكيماوية بسبب التهديد الأميركي باستخدام القوة العسكرية كما قال الرئيس, وهذا التهديد سيبقى للتأكد من أن الأسد قد تخلى عن تلك الأسلحة وأتبع ذلك بخطوات تدميرها". وقال أيضا "لقد اتخذنا قرارا بتقديم الدعم للمعارضة السورية السياسية وأيضا للمجلس العسكري, ونحن نقدم هذه المساعدة من ناحيتين إنسانية وعسكرية, وهذه المساعدات تتدفق للمعارضة وللائتلاف وللمجلس العسكري وسنزيد من هذه المساعدة, لأننا نرى أن هذه المساعدة ضرورية من ناحية إنسانية, وقد قدمنا مليار دولار حتى الآن, لكننا نعمل على تقوية الجناح السياسي والعسكري للمعارضة". ورفض رودز الخوض في تفاصيل الدعم العسكري, قائلا "لا أستطيع أن أدخل في تفاصيل المساعدة العسكرية التي نقدمها للمعارضة السورية, لكننا نريد العمل على معارضة موحدة لديها تجهيزات أفضل, ونحن نعمل مع دول أخرى في المنطقة, سواء كانت تركيا أو السعودية أو قطر أو الإمارات أو الأردن, لتأييد المعارضة بمساعدات سياسية وعسكرية كما قلت في داخل سورية". وبالنسبة للأسلحة الكيماوية, أوضح مستشار أوباما أنه "إذا تخلى الأسد عن هذه الأسلحة ولم يعد يمتلكها فهذا سيكون عقابا في حد ذاته, لأنه استعمل تلك الأسلحة, وهذه الأسلحة الأكثر خطورة في ترسانته, وعلى الجميع إدراك أن الاستيلاء على هذه الأسلحة ووضعها تحت رقابة دولية وتدميرها له تأثير كبير على النظام السوري".

 

 

 

 

واشنطن: 45 موقعا لأسلحة كيماوية في سورية

جنيف - ا ف ب:

أعلن مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة تقدر بـ45 عدد المواقع المرتبطة ببرنامج الاسلحة الكيماوية في سورية, وأنها متوافقة مع روسيا على تقدير المخزون بألف طن.

وقال المسؤول الذي فضل عدم كشف هويته "هناك على الارجح 45 موقعا مرتبطا بالبرنامج السوري للاسلحة الكيماوية, ونحو نصف هذه المواقع تحوي كميات من معدات لاسلحة كيماوية يمكن استغلالها", لافتا الى ان واشنطن وموسكو متوافقتان على تقدير كمية العناصر والمكونات الكيماوية بألف طن, ويشمل ذلك غاز الخردل إضافة إلى غازات سامة مثل السارين.

وأوضح المسؤول الأميركي, عقب الإعلان عن الاتفاق الروسي - الأميركي بشأن تفكيك ترسانة دمشق من الأسلحة الكيماوية وتدمير مخزونها, أن واشنطن تعتبر أن هذه المواقع هي حاليا تحت سيطرة النظام السوري, لأنها رصدت نقل المخزون الكيماوي الى المناطق التي تسيطر عليها دمشق.

 

قيادي صدري لـ"السياسة": الأسد سيتنحى مقابل عدم محاكمته دولياً

مؤيدون للنظام السوري خلال اعتصام قرب جبال في دمشق للتنديد بالتهديدات الغربية ضد بلادهم "أ. ف. ب"خامنئي أمر سليماني ببناء خلايا ومواقع بديلة بشكل عاجل

بغداد ـ من باسل محمد:  اعتبر قيادي رفيع في تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر, أن أي صفقة بين الولايات المتحدة وروسيا تتضمن اتفاق تسوية للأزمة السورية, ستؤدي إلى غياب بشار الأسد عن المشهد السياسي, إضافة إلى خروج "حزب الله" و"الحرس الثوري" الإيراني من الأراضي السورية. وأوضح القيادي الصدري في تصريح لـ"السياسة", إن الاتفاق الأميركي - الروسي سيؤدي الى مقايضة الاسد وأبرز معاونيه بترك السلطة, مقابل تخلي الغرب والامم المتحدة عن تحويله هو ومن معه الى المحكمة الجنائية الدولية, بتهمة استعمال السلاح الكيمياوي وارتكاب جرائم ضد الانسانية, "ولذلك تبدو القيادة الروسية حرصية للغاية على المحافظة على سلامة وحياة الاسد, وستبذل المزيد من الجهد والضغط كي يقبل بالتنحي بطريقة مناسبة له, قد تعني انه لن يترشح في انتخابات الرئاسة العام 2014".

ولفت إلى أن الاتفاق يعني أيضا أن "وجود عناصر الحرس الثوري الايراني ومقاتلي "حزب الله" الذين ينتشرون داخل الاراضي السورية, سينتهي بمجرد بدء تطبيق تسوية انتقالية في سورية بمشاركة شخصيات معتدلة من داخل النظام والمعارضة السورية على اختلافها".وأضاف القيادي الصدري الذي عاد من مدينة قم الايرانية قبل 48 ساعة, ان القيادة الايرانية قلقة للغاية من اي صفقة اميركية - روسية لأنها تدرك انها ستكون الخاسر الاكبر وستخرج من اي اتفاق سلام في سورية من دون اي مكاسب, ولذلك هناك انتقادات داخل بعض الدوائر الايرانية المهمة لطريقة التعامل مع الملف السوري, بناء على بعض المعطيات, منها أن المصالح الايرانية الستراتيجية ارتبطت بشكل اساس بشخص الرئيس السوري وعائلته, مقابل علاقات ايرانية عادية جداً مع حزب "البعث" السوري وبقية المؤسسات في الدولة, وعلاقات أصبحت عدائية مع المكون السني الذي يشكل غالبية السوريين, كما أن نظام طهران حرص طوال العقود السابقة على اقامة علاقات مع نظام الاسد يحيطها الكثير من السرية والتكتم الشديد, وبقيت العلاقة وتفاصيلها محصورة في اضيق الحدود والاشخاص, ولذلك تبلورت قناعة لدى المقربين من المرشد الاعلى الايراني علي خامنئي ان المعارضة السورية وأي شخصيات معتدلة داخل النظام السوري لن تقبل بوجود اي شكل من اشكال النفوذ الايراني في سورية ما بعد الاسد.

وبحسب معلومات القيادي الصدري, فإن خامنئي أمر قائد العمليات الخارجية في الحرس الثوري قاسم سليماني, بوضع خطة عاجلة لبناء خلايا ومواقع بديلة سرية بعناوين مختلفة وآمنة, كي تستمر بممارسة نشاطها الذي يخدم المصالح الحيوية لإيران في سورية, تحسباً لأي صفقة أو تسوية في الفترة القريبة المقبلة. وأشار القيادي العراقي الشيعي, الى أن أي صفقة أميركية - روسية لتسوية الازمة السورية في مؤتمر "جنيف 2" ستضمن المحافظة على بقاء جزء كبير ومهم من مؤسسة الجيش التابع للنظام بطلب روسي, كما تتعهد اي حكومة سورية انتقالية من دون الاسد, بعدم اتخاذ اي قرارات تلغي اتفاقات التعاون العسكري بين موسكو ودمشق, ما يعني ان التواجد العسكري البحري لروسية سيبقى لفترة زمنية غير محددة في الموانىء السورية, كما سيبقى الخبراء الروس في وزارة الدفاع السورية في ظل اي نظام حكم سوري جديد.

ولفت الى ان طهران مستاءة جداً من المعلومات التي تصل اليها من ان القيادة الروسية تحاول ترتيب مصالحها في سورية ما بعد الاسد, من دون ان تلتفت الى الشريك الايراني.

وأكد ان الدول الغربية بقيادة اميركية ودول اقليمية مثل تركيا والاردن ودول مجلس التعاون الخليجي, مصممة على ان المرحلة المقبلة في سورية يجب ان تؤدي الى وضع نهاية لأي وجود عسكري وسياسي ايراني في ذلك البلد المهم في منطقة الشرق الاوسط, كما أن روسيا باتت مقتنعة الى حد كبير أنه لا يمكن تأمين أي مصلحة إيرانية في ظل غياب الأسد المتوقع في سورية الجديدة.

ورأى القيادي الصدري ان الخطأ الستراتيجي الذي ارتكبته القيادة الايرانية و"حزب الله" اللبناني انهما انخرطا في القتال الى جانب قوات الاسد بشكل فعلي, وقادا بعض جبهات المواجهة العسكرية ضد قوات المعارضة السورية المسلحة, كما أن طهران قاطعت اي اتصالات مع الائتلاف السوري المعارض, بمعنى انها أحرقت جميع مراكبها في سورية لأنها ربطت كل مصالحها بشخص الأسد, محذراً من أن إيران في ما اذا تأكدت ان التسوية المقبلة في سورية ستخرجها تماماً من ذلك البلد, فإنها "لن تستسلم على الارجح وستعمل على تخريب التسوية السياسية, أو الموافقة عليها, على ان تعمل الخلايا السرية البديلة التابعة للحرس الثوري ولسليماني بالتحديد, بتنفيذ عمليات ارهابية داخل سورية في المرحلة المقبلة لمنع استقرارها, وبالتالي من غير المستبعد أن تعمل المخابرات الايرانية على اذكاء الفتنة الطائفية بين مكونات النسيج السوري, كما حصل في الحالة العراقية في السنوات السابقة, ولازال يحدث هذا الامر, وهي الطريقة الايرانية المعتادة لإضعاف سورية واجبار نظامها الجديد والدول المعنية على الاعتراف بإيران كرقم اساسي في المعادلة الداخلية السورية وفي الوضع الاقليمي برمته".

 

 تركيا وكندا تشككان في وعود النظام السوري /لندن وباريس وبرلين ترحب بالخطة: تقدم مهم

 عواصم - وكالات: رحبت باريس ولندن وبرلين, أمس, بالاتفاق الاميركي - الروسي, بشأن تفكيك الترسانة الكيماوية السورية, فيما شككت تركيا وكندا, في عزم النظام السوري على تدمير تلك الأسلحة. ورحب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بالاتفاق, معتبرا أنه "تقدم مهم". موضحا ان باريس ستأخذ في الاعتبار تقرير خبراء الامم المتحدة بشأن الهجوم الكيماوي في 21 اغسطس والذي يتوقع صدوره غدا لتحدد موقفها. بدوره, أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان بلاده "ترحب" بالاتفاق, مؤكدا ان المهمة "الملحة" لتطبيق هذا الاتفاق تبدأ من الآن. وقال هيغ عبر موقع "تويتر", "لقد تحدثت الى وزير (الخارجية الاميركي جون) كيري, ان بريطانيا ترحب باتفاق الولايات المتحدة وروسيا بشأن الاسلحة الكيماوية في سورية". وفي برلين, اعتبر وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي, أن فرص التوصل الى حل سياسي للنزاع في سورية, ستزيد "بشكل كبير".

وقال الوزير الالماني في بيان مقتضب "في حال اتبعت الاقوال بالأفعال فإن فرص التوصل الى حل سياسي ستزيد بشكل كبير". وأكد الوزير "ترحيبه بهذا القرار", مع العلم ان المانيا ترفض اي مشاركة في عملية عسكرية محتملة قد تقوم بها الولايات المتحدة ضد النظام في سورية. وأضاف ان "السلام الدائم" في سورية "لا يمكن ان يقوم عبر حل عسكري بل فقط عبر حل سياسي". في المقابل, ابدى وزيرا خارجية تركيا وكندا, احمد داود اوغلو وجون بيرد, في اسطنبول, تشكيكهما في عزم دمشق على التخلص من ترسانة اسلحتها الكيماوية. وقال الوزير التركي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكندي الذي يزور تركيا "فيما نعقد الان هذا المؤتمر الصحافي, طيران النظام السوري لا يزال يقصف مناطق مختلفة ويقتل مدنيين". واعتبر داود اوغلو ان المبادرة التي اطلقتها روسيا "لن تلغي الجرائم المرتكبة في الماضي والتي استهدفت نساء واطفالا وابرياء", كما حض المجتمع الدولي على "التيقظ في وجه اي رغبة من دمشق لكسب الوقت". من جانبه, وصف بيرد مهلة الثلاثين يوما الواردة في اتفاق حظر الاسلحة الكيماوية لبدء النظام السوري بوضع ترسانة اسلحته تحت اشراف دولي بأنها "عبثية". وقال بيرد في تصريحات مترجمة عبر التلفزيون التركي إن "طلب مثل هذه المهلة ليس واقعيا ولا قانونيا", مبديا تشكيكه في صدق نوايا النظام السوري في تفكيك ترسانة اسلحته الكيماوية.