المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 11 أيلول/2013

عناوين النشرة

*البشارة كما دوّنها القديس متى الفصل 10/16-25/زمن الاضطهاد

*بالصوت/قراءة للياس بجاني في آخر تطورات الملف السوري الكيماوي/عناوين الأخبار/10 أيلول/13

* نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/10 أيلول/13

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية  

*أريحوا معلولا من حبّكم أيها الفرّيسيون/أنطوان مراد - رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ

*النيران السورية طاولت المشاتي والبقيعة

*اطلاق نار من الجانب السوري يستهدف بلدة بني صخر في وادي خالد

*كيري يدعو الاسد الى انتهاز فرصة صنع السلام في سوريا

*بوتين طالب واشنطن بالتخلي عن العملية العسكرية ضد سوريا

*المعلم: سوريا مستعدة لكشف اسلحتها الكيميائية ووقف انتاجها

*استقالة رئيس غرفة الدرجة في المحكمة الخاصة بلبنان ولا تأثير لها على موعد بدء المحاكمات

*سليمان اتصل بجنبلاط معزيا : نتمنى ان يبنى على العرض الروسي لتسوية الموضوع في سوريا

*سلام عرض الاوضاع مع الخوري وسكاف

*وزير الدفاع الفرنسي جان -ايف لودريان :الضغط الدولي أعطى نتيجة في مسألة سوريا

*لافروف: روسيا على اتصال مع سوريا لوضع خطة ملموسة بشأن الاسلحة الكيميائية

*جعجع عرض مع السفير السعودي الأوضاع العامة

*العثور على السفير السابق ميشال بو خاطر مقتولاً داخل شقته

*أوباما يحذر الأسد من التلاعب بالمقترح الروسي  وحلفاء واشنطن الأوروبيون رحبوا بالخطة مع التشكيك في تنفيذها

*أوباما يختار امرأتين لإقناع الديمقراطيين بتأييد الضربة وكل صوت له وزنه في معركة باتت فيها سمعة الرئيس على المحك

*الخارجية الإيرانية رحبت بالإقتراح الروسي حول السلاح الكيميائي السوري

*هيومن رايتس ووتش" تحمل الجيش السوري مسؤولية الهجوم الكيميائي

*فابيوس:سنقدم لمجلس الأمن قرارا يدين الهجوم الكيميائي في سوريا تحت البند السابع

*الرابحون والخاسرون من المبادرة الروسية

*هآرتس: نقل الكيميائي لروسيا و"السكود" لطرطوس لتجنّب الضربة!

*محللون يشككون بمبادرة روسيا ويستغربون سرعة موافقة الأسد

*اعتبروا موافقة النظام محاولة للالتفاف على المجتمع الدولي وكسب المزيد من الوقت

*الكونغرس يؤجل التصويت على الهجوم العسكري

*بوتين وأوباما بحثا موضوع الرقابة الدولية في قمة الـ 20

*قيادي مقرب من الحكيم لـ "السياسة": الأسد دخل إلى الهاوية ولم يتعلم من صدام  

*النظام السوري ينقل مخزون "الكيماوي" إلى إيران و"حزب الله"

*تستغرق سنوات وسط مخاوف من وقوعها بأيدي عناصر متطرفة/ضبط الترسانة السورية عملية شاقة وتكلف المليارات

*المعارضة تندد بـ"المناورة السياسية"

*مشروع قرار فرنسي لتفكيك أسلحة سورية الكيماوية يتضمن تهديدا 

*"الخليجي": سئمنا المماطلة ومبادرة موسكو لا توقف نزيف الدم

*كلينتون: المقترح الروسي سببه التهديد العسكري

*أكد أن النظام يمثل أكبر ديكتاتورية في المنطقة /"التجمع الأميركي - الشرق أوسطي": الأسد هتلر القرن الـ 21

*سوزان رايس: شن ضربة عسكرية على سورية سيردع إيران

*أوباما صلى استخارة .. ونقل العمليات العسكرية على الشاشات /الضربة الاميركية محور تهكم الموالين للنظام ومعارضيه

*حوري لـ"السياسة": حزب الله" يعرقل ويراهن على الخارج ثم يتهم الآخرين

*الصراع على خلافة مفتي الجمهورية يحتدم ... و"المستقبل" يحاول فرض مرشحه

* الصراع على خلافة مفتي الجمهورية يحتدم ... و"المستقبل" يحاول فرض مرشحه

*روحاني: إيران لن تتراجع قيد أنملة عن حقوقها النووية

*وزارة الخارجية الإيرانية رحبت بالمبادرة الروسية حول الأسلحة الكيماوية السورية

*ما هو دور إيران وحزب الله في عملية قصف "الغوطة" بالكيميائي؟

*المعارض السوري والمدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات السياسية والإستراتيجية في واشنطن رضوان زيادة لـ"النهار": الأسد قدم تنازلات بسبب خوفه وواشنطن لن توافق مجاناً

*جعجع لـ”L’orient Le Jour”: إذا كانت دمشق وجوقتها في لبنان يريدون فعلاً حماية المسيحيين لماذا لا يطالبون بالحماية الدوليّة لمعلولا؟

*هيل يثمّن النأي بالنفس: استقرار لبنان يرتكز على التعايش بين الطوائف

*هيل من الديمان: المطلوب حصر الأسلحة الكيمائية وتدميرها لتثمر المبادرة الروسية

*كيري: واشنطن لن تنتظر طويلا والجيوش الأميركية لن تدخل سوريا

*لافروف في اتصال مع فابيوس: مشروع القرار الفرنسي حول سوريا لا يمكن قبوله

*اعتصام لأهالي مخطوفي اعزاز امام مقر عين التينة احتجاجا على عدم اطلاق الموقوفين ال3 من اقربائهم

*كتلة المستقبل دانت تمدد اجراءات الأمن الذاتي في بيروت: النظام السوري لا يمكن أن يكون حاميا للمسيحيين

*شمعون: الضربة العسكرية على سوريا اصبحت واقعا وليست مجرد تهديدات

*سليمان عرض مع رعد التطورات الحكومية والاوضاع في المنطقة

*عون: مجلس الدفاع الاعلى يأخذ دور الحكومة ومن غير المقبول السكوت عن مسلسل تهجير المسيحيين

*جعجع استقبل في معراب سفير المكسيك

*المبادرة الروسية اولى خطوات جنيف 2

*تفاهم طهران – موسكو – واشنطـن لابعاد شبح الحرب: "الكيميائي" تحت الانظار الاممية والنووي وسلاح "حزب الله" خارج البحث

*حرب: مشاورات "14 آذار" توحد الموقف من "التشكيل" لن نرضخ لشروط "حزب الله"

*قداس ذكرى بشير في بكفيا

*رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام: لإجراءات تحمي مسيحيي سوريا قبل خراب البصرة ولقاء بيـت عنيا يتخطى خلافات المســيحيين الصغيـرة

*الحديث عن اسلمة سـكان معلولا مرفـوض"

*رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام: لإجراءات تحمي مسيحيي سوريا قبل خراب البصرة ولقاء بيـت عنيا يتخطى خلافات المســيحيين الصغيـرة

*الحديث عن اسلمة سـكان معلولا مرفـوض"

*رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام: لإجراءات تحمي مسيحيي سوريا قبل خراب البصرة ولقاء بيـت عنيا يتخطى خلافات المســيحيين الصغيـرة

*الحديث عن اسلمة سـكان معلولا مرفـوض"

*اسرائيل تشكك بالإقتراح الروسي لمنع هجوم عسكري أميركي ضد سوريا

*معلولا تُسقط «إدّعاء» الأسد حماية المسيحيين/الآن سركيس/جريدة الجمهورية

*معلولا و"معلولين"/ راشد فايد/النهار

*سوريا.. إنها اللحظات الأخيرة الحاسمة!/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*العرب مسرح إيراني للحرب المذهبية/غسان الإمام/الشرق الأوسط

*عرض الكيماوي «الافتراضي» يربك المشهد السوري

*دمشق مستعدة لوضع مخزونها منه تحت الرقابة الدولية.. والأمم المتحدة تعرض خطة لتدميره

*جنبلاط تقبل التعازي بوالدته في كليمنصو

*بري استقبل مكاري وسفير بريطانيا واتصل بلحام مستنكرا ما جرى في معلولا

*تأجيل تسريح مدير المخابرات في الجيش الى آذار 2014

*الرئيس الجميل والطاشناق: لتعزيز التواصل والتفاهم على العناوين الاساسية

*حزب الوطنيين الاحرار زار ريفي منوها بنزاهته وشفافيته خلال تأديته مهامه العسكرية

*نائب الجماعة الإسلامية الدكتور عماد الحوت،: آن الأوان للرئيس المكلف تجاوز الشروط والشروط المضادة

*نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبدالأمير قبلان استقبل هيل: على أميركا النظر بعينين الى ما يجري في سوريا

*الرهبانية الباسلية المخلصية : للاسراع في انقاذ معلولا

*ستريدا جعجع وايلي كيروز تابعا موضوع المخالفات في محيط غابة الارز وتداعياتها

*قوات المعارضة ترصد تحركات ميليشيات "حزب الله" والصدر والحكيم الجديدة لمواجهة الضربة الغربية/حميد غريافي/السياسة

*الاقتراح الروسي فاجأ أوساطاً لبنانية هل تقبله واشنطن فيتوقّف القتال؟

*علوش: الأمن غير الشرعي يولّد العجائب

*الضاحية تُغلق على نفسها.. ولا ترتاح/ فاطمة حوحو/المستقبل

*صدمة "حزب الله".. "ممانعون" يبيعون السلاح في السوق السوداء/علي الحسيني/المستقبل

*عنتريات" سفيرَي الممانعة.. فقط في لبنان/كارلا خطار/المستقبل

*دعم الجيش والحياد أبرز عناوين المؤتمر الدولي حول لبنان/ثريا شاهين/المستقبل/

*المعلّم" الحقيقي ليس وليد، بل سيرغي/"المستقبل" اليوم

*الادعاء في المحكمة الخاصة بلبنان سحب 68 شاهداً و6511 بيّنة

*قياديون في حزب الله: اذا كان حجم الضربة على سوريا غير متوازياً مع فعالية الردّ ستزلزل الارض تحت اقدام الجميع

*جند الشام يجند شبان لاستخدامهم في تنفيذ عمليات في لبنان وسوريا

*عرين آل الأسد المتآكل

*''الكيماوي'' في قصر المُهاجرين؟

*إستياء داخلي من محاولات إيرانية لتوريط لبنان في الصراع السوري/قيام “حزب الله” بدعم نظام الأسد ستكون له ارتدادات سلبية على الوضع الداخلي

*بشار والمعلم أكلوا ضربة معلم/حسين العبدالله

*عون بعد اجتماع التغيير والاصلاح: مجلس الدفاع الاعلى يأخذ دور الحكومة ونعترض على هذا الأسلوب ومن غير المقبول السكوت عما يحصل للمسيحيين في سوريا

*فتفت: نسعى فعلا الى حكومة تدير عمل البلد

*مبادرة النزول عن الشجرة/أحمد الجارالله/السياسة

"سيدة الجبل" و"التشاوري الشيعي".. لقاءات على طريق "سلام دائم"/ فاطمة حوحو/المستقبل

*سعيد: الهروب الى الأمام لا يفيد "حزب الله"

*"حزب الله" يزرع "حواجز الذلّ" على مداخل الضاحية/علي الحسيني/المستقبل

*هكذا تتلاشى "الدولة" على حدود "الدولة".. في برج البراجنة/ فادي شامية /المستقبل

*نظام الاحتضار" في مقابل "احتضار النظام"/ وسام سعادة/المستقبل

*الستّ مي جنبلاط بين الإمارة والبكوية/حبيب شلوق/النهار

*تشكيك إسرائيلي في امكان نجاح المبادرة الروسية "هل تحول بوتين الفارس المنقذ لأوباما؟"/رندة حيدر/النهار

*لماذا غير أوباما سياسته؟/ميشيل كيلو/الشرق الأوسط

*المناورة.. على الطريقة الإيرانية/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

*سوريا.. فعلها الروس/طارق الحميد/الشرق الأوسط

 

تفاصيل النشرة

 

البشارة كما دوّنها القديس متى الفصل 10/16-25/زمن الاضطهاد
ها أنا أرسلكم مثل الخراف بين الذئاب فكونوا حذرين كالحيات، ودعاء كالحمام. وانتبهوا، لأن الناس سيسلمونكم إلى المحاكم، ويجلدونكم في المجامع، ويسوقونكم إلى الحكام والملوك من أجلي، لتشهدوا عندهم وعند سائر الشعوب. فلا تهتموا حين يسلمونكم كيف أو بماذا تتكلمون، لأنكم ستعطون في حينه ما تتكلمون به. فما أنتم المتكلمون، بل روح أبيكم السماوي يتكلم فيكم. سيسلم الأخ أخاه إلى الموت، والأب ابنه، ويتمرد الأبناء على الآباء ويقتلونهم، ويبغضكم جميع الناس من أجل اسمي. والذي يثبت إلى النهاية يخلص. وإذا اضطهدوكم في مدينة، فاهربوا إلى غيرها. الحق أقول لكم: لن تنهوا عملكم في مدن إسرائيل كلها حتى يجيء ابن الإنسان. لا تلميذ أعظم من معلمه، ولا خادم أعظم من سيده. يكفي التلميذ أن يكون مثل معلمه والخادم مثل سيده. إذا كان رب البيت قيل له بعلزبول، فكيف أهل بيته؟

 

الأسد الكيماوي يركع ومرتزقته في لبنان يزدادون فجوراً وتعلقاً بالأوهام
بالصوت/قراءة للياس بجاني في آخر تطورات الملف السوري الكيماوي/عناوين الأخبار/10 أيلول/13

اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/
10 أيلول/13
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية
   
من ضمن النشرة/مقارنة بين التكفيري حكمت ديب والسيادي خالد الضاهر/مداخلة للدكتور وليد فارس عبر برنامج بموضوعية حول الضربة للسورية بعد الاقتراح الروسي وقبول الأسد به/مسرحية معلولا والذميين/تشكيل الحكومة والمراوحة/متفرقات/تأملات إيمانية تحكي زمن الاضطهاد مستوحاة من إنجيل القديس متى( الفصل 10/16-25): "ها أنا أرسلكم مثل الخراف بين الذئاب فكونوا حذرين كالحيات، ودعاء كالحمام. وانتبهوا، لأن الناس سيسلمونكم إلى المحاكم، ويجلدونكم في المجامع، ويسوقونكم إلى الحكام والملوك من أجلي، لتشهدوا عندهم وعند سائر الشعوب. فلا تهتموا حين يسلمونكم كيف أو بماذا تتكلمون، لأنكم ستعطون في حينه ما تتكلمون به. فما أنتم المتكلمون، بل روح أبيكم السماوي يتكلم فيكم. سيسلم الأخ أخاه إلى الموت، والأب ابنه، ويتمرد الأبناء على الآباء ويقتلونهم، ويبغضكم جميع الناس من أجل اسمي. والذي يثبت إلى النهاية يخلص. وإذا اضطهدوكم في مدينة، فاهربوا إلى غيرها. الحق أقول لكم: لن تنهوا عملكم في مدن إسرائيل كلها حتى يجيء ابن الإنسان. لا تلميذ أعظم من معلمه، ولا خادم أعظم من سيده. يكفي التلميذ أن يكون مثل معلمه والخادم مثل سيده. إذا كان رب البيت قيل له بعلزبول، فكيف أهل بيته؟

 

تعليق الياس بجاني على الحلقة الأخيرة من برنامج بموضوعية

حكمت ديب التكفيري وخالد ضاهر السيادي/اضغط هنا لمشاهدة الحلقة/10 أيلول/13
الياس بجاني/10 أيلول/13/من المحزن والمعيب والعار أن نرى سيادياً حارب نظام الأسد طوال حقبة احتلاله للبنان قد وقع في تجارب ابليس وتحول إلى بوقاً وصنجاً له وتعامى عن ماضيه ودفن كل الشعارات الوطنية والإيمانية والسيادية التي حملها لسنين طويلة. من المؤسف أن هذا هو واقع النائب حكمت ديب العوني. فمن سمعه خلال الحلقة لا بد وأنه تذكر الإسخريوتي والثلاثين من فضة واستحضر الملجمي وكل جماعات الطرواديين وأيضاً ذاك الألماني الذي أراد أن يسلم على نابليون ولم ينجح بعد رفض نايلون ذلك رامياً له كيس النقود. معيب حال هذا الرجل فهو ذمي بامتياز ومنافق مفضوح أمره ورخيص في كل كلمة تفوه بها. من جانب آخر المتهم بالأصولية النائب خالد الضاهر كان كبيراً في مواقفه وواضحاً في دفاعه عن الحق وعن الشعب السوري. تحية للضاهر ولحكمت ديب نقول يلي استحوا ماتو وياحيف ع الرجال. إنه فعلاً الزمن البائس وزمن اشباه الرجال، زمن الصغار والذميين وعبدة تراب الأرض.

 

أريحوا معلولا من حبّكم أيها الفرّيسيون

أنطوان مراد - رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ

الحمدلله أن بعض المراجع الروحية المسيحية بدأ يعي حقيقة ما يحصل في معلولا ، بعيداً من السقوط في فخ المزايدات الإعلامية الرخيصة واستغلال وضع الأهالي والمتاجرة بهم في سوق النخاسة السياسية .

وبمعزل عن كلام غبطة البطريرك لحّام الذي نريد ، وأقول نريد أن نقدّر ظروفه ، وبمعزل عن كلام المطران درويش الذي لا نقدر ظروفه ، لأن لا ظروف خاصة لديه لنقدرها، وبمعزل عن حسابات بعض الأطراف المحلية المرتبطة بالنظام السوري في 8 آذار ، وفي مقدمها حزب الله ، وبمعزل عن الانجراف المؤسف لوسائل إعلام التيار الوطني الحر في التحريض والحقن الطائفي عبر بث المغالطات والوقائع المفبركة ، فإننا نوجّه تحية لغبطة البطريرك اليازجي وللأم بيلاجيا ، وهما الأدرى بما يحصل في معلولا. إن مجرد متابعة أبواق النظام السوري و8 آذار ، تكفي كي يتمثّل للمشاهد أو المستمع أو القارىء أن كنائس معلولا وأديرتها أصبحت أطلالَا ، وأن الأهالي ذُبحوا على عتبات بيوتهم ، وأن منهم من أشهر إسلامه ليخلّص نفسه ، وأن الصلبان وتماثيل العذراء أصبحت أثراً بعد عين ! يا عيب الشوم ما هكذا تُربَح الرهانات السياسية والحسابات الانتخابية ما هكذا يؤخذ المسيحيون بجريرة الفجّار والتجّار ، فجّار الديماغوجية وتجار الهيكل ما هكذا يُحَافَظ على المسيحيين في ديارهم التاريخية ، بالتحريض عليهم وجعلهم متاريس وحجارة شطرنج . ياعيب الشوم أجل ، قد يرى البعض أن هذه العبارة مبتذلة ، ولكنها تعبّر فعلاً عن الامتعاض الشديد من هؤلاء الفاسدين الفاسقين . معلولا بخير ، وإن أصابها شيء ، فهو أساساً بسبب إصرار النظام السوري على عدم تحييدها ، ليتبيّن أن الجيش السوري الحر تعاطى ، قياساً لظروف المواجهات ، بحد أدنى من الاحترام  لخصوصيتها . معلولا بخير ، وما يصيبها هو أقل بكثير مما بصيب مئات المدن والبلدات السورية ، علماً أنها ليست جزءأ من المريخ ! معلولا بخير ، لكن البكّائين والدجّالين والمرائين والعشّارين والفريسيين هم الذين ليسوا بخير . والسلام .

 

النيران السورية طاولت المشاتي والبقيعة

وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في عكار عكارميشال حلاق ان رقعة النيران التي مصدرها الجانب السوري توسعت لتطال بالاضافة الى بلدة بني صخر منطقة المشاتي والبقيعة ، وتسود حال من الخوففي المنطقة حاليا.

 

اطلاق نار من الجانب السوري يستهدف بلدة بني صخر في وادي خالد

وطنية - افاد مندوب الكالة الوطنية للاعلام في عكار ميشال حلاق أن "اطلاق نار كثيف مصدره الجانب السوري يستهدف المنازل الواقعة عند الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير في بلدة بني صخر في وادي خالد، ما اجبر الاهالي على مغادرة منازلهم الى اماكن اكثر امنا".

 

كيري يدعو الاسد الى انتهاز فرصة صنع السلام في سوريا

وطنية - دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري الرئيس السوري بشار الاسد الى ان ينتهز فعليا فرصة محاولة صنع السلام في بلاده. وامل كيري ان يساعد الاسد الولايات المتحدة خلال الايام المقبلة في العمل مع روسيا بهدف ايجاد سبيل لوضع اسلحته الكيميائية تحت رقابة دولية"

 

بوتين طالب واشنطن بالتخلي عن العملية العسكرية ضد سوريا

وطنية - اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ان "على الولايات المتحدة ان تتخلى عن توجيه ضربة عسكرية الى سوريا بهدف تفعيل المبادرة الروسية بوضع الترسانة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية". ونقل التلفزيون الروسي عن بوتين قوله "كل ذلك لن يكون له معنى ولن يكون بالامكان تنفيذه الا اذا تخلى الجانب الاميركي وجميع من يدعمونه عن اللجوء الى القوة". واضاف "من الصعب اجبار سوريا او اي بلد اخر على ان ينزع سلاحه في شكل احادي الجانب اذا كان ثمة عمل عسكري قيد التحضير ضد هذا البلد، ومن المعروف ان سوريا تملك ترسانة اسلحة كيميائية والسوريون اعتبروا دائما انها بديل من الاسلحة النووية لاسرائيل"، واوضح ان "موقف روسيا من هذه القضية معروف جدا: نحن ضد انتشار اسلحة الدمار الشامل سواء كيميائية او نووية". وقال "سنعمل معا مع السوريين ومع شركائنا الاميركيين. وآمل في ان يكون ذلك خطوة الى الامام نحو تسوية سلمية للازمة".

 

المعلم: سوريا مستعدة لكشف اسلحتها الكيميائية ووقف انتاجها

وطنية - اعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان سوريا مستعدة لكشف اسلحتها الكيميائية ووقف انتاجها.   

 

استقالة رئيس غرفة الدرجة في المحكمة الخاصة بلبنان ولا تأثير لها على موعد بدء المحاكمات

 اعلنت المحكمة الخاصة بلبنان استقالة القاضي روبرت روث رئيس غرفة الدرجة الاولى في المحكمة. وكان القاضي روت قد التحق بالمحكمة في أيلول 2011 بعد سيرة مهنيّة مميّزة في المجالَين القضائي والأكاديمي.

وقالت المحكمة في بيان: 'خلال تولّيه منصبه في المحكمة الخاصة بلبنان، مارس القاضي روت واجباته بنشاط، متمسّكًا بمثالياته. ومن المؤسف أنه لن يترأس إجراءات محاكمة المتهمين، المحدّد تاريخ بدئها حاليًا في كانون الثاني 2014. ولفتت الى ان 'استقالة القاضي روت لا تعيق التحضيرات التي تجري حاليًا لإقامة محاكمة عادلة وسريعة. فلدى المحكمة الخاصة بلبنان آليات تضمن اضطلاعها بولايتها، ومنها إمكانية تعيين قاضٍ رديف في حال تقديم هذه الاستقالة”.

 

سليمان اتصل بجنبلاط معزيا : نتمنى ان يبنى على العرض الروسي لتسوية الموضوع في سوريا

وطنية - أبدى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ثقته بتشكيل حكومة جامعة لمواكبة الظروف الداخلية والخارجية، مكررا الدعوة الى التزام اعلان بعبدا ومشددا على اهمية وحدة الصف والعناية بوضعنا الداخلي لتمرير هذه المرحلة.

واذ اشار خلال استقباله في المقر الرئاسي الصيفي في قصر بيت الدين اليوم وفد رابطة متخرجي كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية برئاسة الدكتور عامر مشموشي الى انه لمس اجواء دولية ايجابية لتحييد لبنان في حال تعرضت المنطقة لتطورات، فإنه تمنى ان يبنى على العرض الروسي لتسوية الموضوع في سوريا، لافتا الى الثوابت اللبنانية في هذا الشأن والقاضية بإيجاد حل سلمي للنزاع فيها.

ورد الرئيس سليمان على اسئلة المتخرجين التي تناولت اوضاع وتطورات الساعة على الساحتين الداخلية والاقليمية.

مؤسسة العرفان

واستقبل الرئيس سليمان وفد مؤسسة العرفان برئاسة الشيخ علي زين الدين الذي اطلعه على النشاط الذي تقوم به المؤسسة على الصعد الاجتماعية والتربوية والصحية.

معوض

وعرض رئيس الجمهورية مع رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض للتطورات الراهنة سياسيا وحكوميا في الداخل والظروف التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط.

مركز المعلومات

وزار قصر بيت الدين وفد المركز الوطني للمعلومات والدراسات وجمعية الانماء الاقتصادي في بعقلين الذي اطلع الرئيس سليمان على المعلومات والدراسات التي يوثقها وعلى العمل الانمائي في منطقة بعقلين.

تعزية جنبلاط

على صعيد آخر اتصل الرئيس سليمان برئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط معزيا بوفاة والدته المرحومة مي ارسلان جنبلاط.

 

سلام عرض الاوضاع مع الخوري وسكاف

وطنية - استقبل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام في دارته في المصيطبة وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال ناظم الخوري وتم عرض للاوضاع والتطورات . والتقى الرئيس سلام النائب السابق الياس سكاف .

 

وزير الدفاع الفرنسي جان -ايف لودريان :الضغط الدولي أعطى نتيجة في مسألة سوريا

وطنية - اعتبر وزير الدفاع الفرنسي جان -ايف لودريان اليوم ان "الضغط الدولي لا سيما من قبل الولايات المتحدة وفرنسا على النظام السوري اعطى نتيجة وذلك بعدما قدمت روسيا عرضا ينص على وضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي". وقال الوزير "انها فرصة، ويجب اقتناصها ويجب ان يرد عليها نظام بشار الاسد رسميا وان يلتزم بحزم وان يتم تطبيق ذلك سريعا". واضاف ان "الاقتراح الروسي يجب ان يكون ضمن مشروع قرار ملزم في الامم المتحدة"، مؤكدا "لقد اعطى الضغط الدولي نتيجة".

 

لافروف: روسيا على اتصال مع سوريا لوضع خطة ملموسة بشأن الاسلحة الكيميائية

وطنية - اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم ان "روسيا تعمل مع النظام السوري على بلورة خطة ملموسة تهدف الى وضع الترسانة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي". وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي :ان "الجانب الروسي يعمل حاليا على وضع خطة قابلة للتطبيق ومحددة وملموسة، وتجري في هذه اللحظات اتصالات حولها مع الجانب السوري".

 

جعجع عرض مع السفير السعودي الأوضاع العامة

وطنية - عرض رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع مع سفير المملكة العربية السعودية علي عسيري، الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة، لاسيما الوضع في سوريا، في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب بيار بو عاصي.

 

العثور على السفير السابق ميشال بو خاطر مقتولاً داخل شقته

LBC  – عثر على السفير السابق ميشال بو خاطر مقتولاً داخل شقته في تعنايل بعد تعرضه للسرقة

 

أوباما يحذر الأسد من التلاعب بالمقترح الروسي  وحلفاء واشنطن الأوروبيون رحبوا بالخطة مع التشكيك في تنفيذها

واشنطن - فرانس برس/العربية/حذر الرئيس الاميركي باراك أوباما النظام السوري من أي محاولة التفاف حول المقترح الروسي، بوضع الترسانة الكيماوية تحت إشراف دولي. واعتبر في مقابلة تلفزيونية أن الاقتراح الروسي "قد يكون تطوراً إيجابياً" في النزاع، واعداً بالتعامل معه "بجدية". وأكد أن تبدل موقف هذا النظام هو نتيجة تهديد الإدارة الاميركية بتوجيه ضربات عسكرية إلى دمشق رداً على استخدامها السلاح الكيماوي، مقللاً من قدرات نظام الأسد العسكرية.  كما قال إن الاقتراح الروسي قد يكون يشكل "اختراقاً كبيراً". وحذر أوباما الاثنين من أنه لم يصرف النظر عن الحل العسكري، لكن الواقع أنه بموافقته على درس المبادرة الروسية أرجأ التحرك المحتمل. وكان أوباما يعتزم تخصيص يوم الاثنين لعرض خطته القاضية بشن ضربات عسكرية عقابية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد على رأي عام أميركي مشكك. وعوضاً عن ذلك وجد نفسه يعلق على مبادرة دبلوماسية روسية مفاجئة تقضي بفرض رقابة دولية على ترسانة محظورة من الأسلحة الكيماوية السورية وتدميرها. وشدد في سلسلة من المقابلات التلفزيونية أجراها الاثنين على أن الخطة الروسية التي سارعت سوريا إلى الموافقة عليها كانت نتيجة موقف الولايات المتحدة التي أظهرت جدية تهديدها باستخدام القوة العسكرية. وقال أوباما لشبكة ان بي سي "أعتقد أن ما نراه هو أن تهديداً ذا مصداقية من الولايات المتحدة بشن ضربة عسكرية، بدعم محتمل من عدد من دول العالم الأخرى، جعلهم يتوقفون قليلا للتفكير ويدرسون ما إذا كان يتحتم عليهم الإقدام على هذه الخطوة". وتابع "إذا ما فعلوا ذلك، فقد يشكل الأمر اختراقاً هاماً، لكن علينا التشكيك لأن هذا ليس الأسلوب الذي رأيناهم يتصرفون بموجبه خلال السنتين الماضيتين". وفي ست مقابلات منحها لوسائل إعلام مختلفة حرص أوباما على الإشارة إلى أنه بحث المسألة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة مجموعة العشرين الأسبوع الماضي في سان بطرسبورغ. وقال لشبكة فوكس "إذا كان بوسعنا بذل هذه الجهود الدبلوماسية والخروج بآلية قابلة للتطبيق للتعامل مع هذه الأسلحة الكيماوية في سوريا، فإنني أؤيد ذلك تماماً".

ترحيب وتشكيك

وأعرب حلفاء واشنطن الأوروبيون عن الموقف ذاته؛ إذ رحبوا بالخطة مع التعبير عن تشكيك وتحفظات، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى إزالة أسلحة سوريا الكيماوية تحت إشراف المنظمة الدولية.

واجتمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين بنظيره السوري وليد المعلم وحض دمشق على "وضع مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية تحت مراقبة دولية ومن ثم التخلص منه". ورحب المعلم من موسكو بهذا الاقتراح ولو أنه لم يتضح في الوقت الحاضر ما إذا كان الأسد سيعطي موافقته. وندد مقاتلو المعارضة الذين كانوا يأملون بأن تنفذ الولايات المتحدة ضربات ضد قوات النظام، بالخطة ونعتوها بـ"الكذب والتضليل". كذلك أعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن قلقه من أن تكون الخطة مجرد "تكتيك للتمويه" لكنه رحب بها بصورة عامة. كذلك اعتبرت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أن اقتراح الكرملين "مثير للاهتمام" لكنها دعت إلى تطبيقه بشكل سريع وعدم استخدامه "للمماطلة". أما فرنسا، الحليف الغربي الوحيد الذي أبدى صراحة استعداده للمشاركة في ضربات تقودها الولايات المتحدة، فقالت إن على الأسد أن يتعهد "بدون إبطاء" بتدمير مخزونه من الأسلحة الكيماوية. من جهته دعا بان كي مون إلى إقامة مناطق في سوريا تشرف عليها الأمم المتحدة يتم فيها التخلص من أسلحة سوريا الكيماوية. وقال إنه قد يقدم هذا الاقتراح إلى مجلس الأمن الدولي إذا ما أكد المفتشون الدوليون استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، في محاولة للخروج من "الشلل المحرج" الذي يعاني منه المجلس حيال الأزمة السورية

 

أوباما يختار امرأتين لإقناع الديمقراطيين بتأييد الضربة وكل صوت له وزنه في معركة باتت فيها سمعة الرئيس على المحك

واشنطن - قناة العربية/اختار الرئيس أوباما سيدتين معروفتين بالصلابة لإقناع قاعدته الديمقراطية بتأييد قراره بتوجيه ضربة عقابية للنظام السوري، هما سوزان رايس وهيلاري كلينتون. الأولى تتحدث أمام معهد للدراسات تابع للديمقراطيين في أسبوع حاسم يسبق تصويت الكونغرس، والثانية من داخل البيت الأبيض. كل صوت له وزنه في معركة باتت فيها سمعة الرئيس وحتى إرثه السياسي على المحك، حيث إن هزيمة في الكونغرس أمر لا يريد البيت الأبيض حتى التفكير فيه. ستعمل سوزان رايس أيضا على إقناع المشرعين السود المترددين في تأييد رئيسهم، وهذه مشكلة أخرى يواجهها أوباما، حيث بات عليه العمل على رصّ الصفوف داخل حزبه من أولئك المتخوفين من أن التصويت سيضر بفرص إعاده انتخابهم في الدورة المقبلة، لذا فسوازن رايس هي الشخص المناسب. اجتماعات محمومة لنائب الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية جون كيري وهما أيضا مشرعان سابقان يعرفان خبايا مجلس الشيوخ وسيحاولان التأثير على نظرائهم السابقين الديمقراطيين لدعم الرئيس، فالتصويت ضده سيخلق سابقة ستضر بمصالح أميركا القومية كما يرى البيت الأبيض ويبدو أن متاعب الرئيس في الكونغرس لا تأتي فقط من خصومه بل من داخل بيته. وحتى جماعات الضغط اللبيرالية التي جندها الرئيس للدفاع عن سياسته تمتنع عن الـتأييد في أحسن الأحوال وتعود ضمن جماعات الضغط المعارضة للحرب وعليه أن يكسب من الآن وحتى وقت التصويت كل صوت متردد ديمقراطي قبل أصوات الجمهوريين.

 

الخارجية الإيرانية رحبت بالإقتراح الروسي حول السلاح الكيميائي السوري

وطنية - رحبت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم بإقتراح روسيا وضع السلاح الكيميائي السوري تحت اشراف أممي، ورأت أنه يضع حدا لعسكرة المنطقة، فيما دعت إلى تجريد المجموعات المسلحة السورية المعارضة من هذا السلاح. وقالت المتحدثة بإسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم إن "بلادها ترحب بالمبادرة الروسية حول السلاح الكيميائي السوري لوضع حد للازمة في سوريا"، ورأت أنها "تضع حدا لعسكرة المنطقة"، مشيرة الى أن "أحد القواسم المشتركة بين ايران والدول المعارضة للحل العسكري في سوريا هو التركيز على الحل الدبلوماسي والحوار". واعربت أفخم في مؤتمرها الصحافي الأسبوعي عن "امل طهران في أن يعمل المجتمع الدولي على تشجيع الحوار في سوريا". ودعت الى "تجريد المجموعات المسلحة في سوريا من الأسلحة الكيميائية". وحول الملف النووي الإيراني قالت أفخم :"إن ايران تأمل ان تكون المحادثات المقبلة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية جدية ومثمرة". أضافت :"ان تعاون ايران مع الوكالة الدولية الذرية ايجابي وشفاف".

 

هيومن رايتس ووتش" تحمل الجيش السوري مسؤولية الهجوم الكيميائي

النهار/اعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الثلاثاء ان القوات النظامية السورية تتحمل على الارجح مسؤولية الهجوم الكيميائي الذي وقع في 21 اب في ريف دمشق وتسبب بمقتل المئات. وخلصت المنظمة الحقوقية الاميركية في تقرير من 22 صفحة الى ان الادلة المتوافرة "تشير بقوة" الى ان قوات الرئيس السوري بشار الاسد هي التي نفذت الهجوم بالاسلحة الكيميائية الذي اسفر عن سقوط اكثر من 1400 قتيل بحسب واشنطن. واستندت هيومن رايتس ووتش في استنتاجاتها الى تحليل تقارير شهود حول الهجوم على غوطة دمشق، ومعلومات حول المصدر المرجح للهجمات الصاروخية، والتدقيق في شظايا من الاسلحة المستخدمة والاعراض الطبية التي ظهرت على الضحايا. وقال مدير الحالات الطارئة في المنظمة بيتر بوكهيرت ان "شظايا الصواريخ والاعراض التي عانى منها ضحايا هجمات 21 اب على الغوطة توفر ادلة معبرة حول انظمة الصواريخ المستخدمة". وتابع ان "هذه الادلة تشير بقوة الى ان القوات الحكومية السورية هي التي اطلقت صواريخ تحمل رؤوسا كيميائية على ضواحي دمشق في ذلك الصباح الفظيع". ولفتت المنظمة الى انه من المعروف ان القوات المسلحة السورية "هي الوحيدة التي تملك وتطلق" نوع الصواريخ والقاذفات المستخدمة في الهجوم. وبحسب هيومن رايتس ووتش فان الهجوم تم على الارجح بواسطة غاز السارين. وذكرت ان الادلة ترجح استخدام نوعين من الصواريخ، هما صواريخ من عيار 330 ذات رؤوس قادرة على حمل شحنة كبيرة من العوامل الكيميائية السائلة وصواريخ اصغر من عيار 140 ملم ذات رؤوس قادرة على حمل 2.2 كلغ من غاز السارين. ووصف المنظمة الهجوم بانه اول استخدام ضخم لاسلحة كيميائية منذ الهجوم بواسطة الغازات السامة الذي نفذته الحكومة العراقية على مدنيين اكراد في حلبجة قبل 25 عاما. وقال بوكهيرت ان "تزايد الادلة على استخدام اسلحة كيميائية في النزاع السوري المروع يجب ان يعيد تركيز المناقشات الدولية على منع استخدام مثل هذه الاسلحة وبصورة عامة حماية السكان المدنيين في سوريا". وكالة الصحافة الفرنسية.

 

فابيوس:سنقدم لمجلس الأمن قرارا يدين الهجوم الكيميائي في سوريا تحت البند السابع

النهار/اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء،ان فرنسا ستطرح الثلاثاء مشروع قرار في مجلس الامن يهدف الى "التنديد بمجزرة 21 اب التي ارتكبها النظام" السوري و"المطالبة بتوضيح" البرنامج السوري للاسلحة الكيميائية. وأضاف أن " مشروع القرار الفرنسي ملزم وينص على تفكيك الاسلحة الكيميائية السورية". واعتبر فابيوس الثلاثاء ان روسيا تقدم لنفسها "مخرجا" من خلال اقتراح وضع الترسانة الكيميائية للنظام السوري تحت اشراف دولي، مشيرا الى ان "حزم" الغربيين "اتى ثماره". وقال فابيوس لاذاعة اوروبا 1 "اعتقد ان (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يقدم لنفسه مخرجا ربما، لان بقاءه متعلقا ببشار الاسد كما لو انه متعلق بصخرة (...) يشكل عبئا ثقيلا جدا". واشار الى ما اسماه "انعطافا" من جانب الروس الامر الذي يثير "الاهتمام" وانما "الحذر" ايضا. واضاف وزير الخارجية الفرنسي "نستقبل هذا الاقتراح باهتمام وحذر في آن. اهتمام لانها المرة الاولى التي يحصل فيها هذا الانفتاح وهذا قد يسمح ربما بايجاد حل. الحذر لأن ذلك يمثل رغم كل شيء انعطافا روسيا ولانه من الصعب جدا تطبيقه ايضا". وتابع فابيوس "الروس، في بادئ الامر، انكروا وجود مخزون اسلحة كيميائية في سوريا. ثم انكروا حصول مجزرة بالاسلحة الكيميائية. لقد تطوروا. حسنا". وعزا الوزير الفرنسي هذا "الانعطاف" الى "حزم" الغربيين ورغبة موسكو في اخذ مسافة عن دمشق. وقال ان "حزمنا ياتي ثماره وهم يدركون ان الادلة على حصول مجزرة بالاسلحة الكيميائية تزداد تأكيدا وبالتالي يريدون التخلص قليلا من القبضة السورية". ونظام بشار الاسد متهم من الدول الغربية بتحمل مسؤولية الهجوم الكيميائي على ريف دمشق في 21 اب والذي اودى بحياة مئات الاشخاص. ولم يستبعد فابيوس استمرار خيار الضربات العسكرية على دمشق بعد الاقتراح الروسي قائلا "اذا لم يوافق النظام السوري على الردع، على نزع ترخيصه بالقتل، سيكون المطلوب بالتأكيد رد فعل". واقترحت روسيا حليفة النظام السوري الاثنين على دمشق وضع ترسانة الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي تمهيدا لتدميرها، وهو ما اعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم "الترحيب" به. ولم يستبعد فابيوس ان يكون هذا الاقتراح فخا. وقال "اذا كان ذلك فخا، يجب عدم الوقوع فيه". من جهته، اعتبر وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لودريان الثلاثاء ان الضغط الدولي لا سيما من قبل الولايات المتحدة وفرنسا على النظام السوري "اعطى نتيجة" وذلك بعدما قدمت روسيا عرضا ينص على وضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي. وقال الوزير "انها فرصة، ويجب اقتناصها ويجب ان يرد عليها نظام بشار الاسد رسميا وان يلتزم بحزم وان يتم تطبيق ذلك سريعا". واضاف ان الاقتراح الروسي يجب ان يكون ضمن "مشروع قرار ملزم في الامم المتحدة" مؤكدا "لقد اعطى الضغط الدولي نتيجة". وكالة الصحافة الفرنسيةاسوشيتد برس.

 

الرابحون والخاسرون من المبادرة الروسية

النهار/قبل وقت قليل من طرح موضوع الهجوم العسكري على سوريا على المناقشة امام الكونغرس الأميركي، طرحت موسكو حلاً بديلاً: الغاء الهجوم مقابل وضع السلاح الكيميائي السوري تحت الرقابة الدولية قبيل التخلص منه. لا تزال أمور غامضة كثيرة في الاقتراح السوري. وهناك شك كبير بان يكون القمصود من المبادرة كسب الوقت حتى اللحظة الاخيرة لصالح الرئيس السوري. ورغم الشكوك الكثيرة التي تبديها الولايات المتحدة حيال الاقتراح الذي مصدره موسكو، التي بذلت في الاسابيع الاخيرة كل ما في وسعها لافشال السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، لكن يبدو ان حلاً للازمة بدأ يتبلور.

لم تكن مفاجئة الموافقة السورية على الاقتراح الروسي، لا سيما وانه جرى الاتفاق مسبقاً على تفاصيلها بين الدولتين. ومما لاشك فيه ان ردة الفعل الدولية العنيفة على المذبحة التي ارتكبها الجيش السوري في 21 آب الماضي بالسلاح الكيميائي ستجعل من الصعب على النظام أن يستخدم هذا السلاح من جديد. اما الذين يدعون ان الثوار هم الذين استخدموا السلاح الكيميائي فبامكانهم القول ان الموافقة على نقل السلاح من سوريا سيحول دون وقوعه في أيدي تنظيمات المعارضة الخطرة. اذا طُبق الاتفاق فسيعتبره الأسد انجازاً له وسيبدو الرابح الاكبر. فهو يكون قد نجا من الهجوم الأميركي، ولم يظهر خوفه من تهديدات أكبر قوة عسكرية في العالم، بل استطاع طوال الازمة ان يظهر مدى تماسك الائتلاف الدولي الذي يستند اليه والمؤلف من روسيا والصين وإيران وحزب الله. حتى بالنسبة لأوباما فهناك الكثير ليربحه من المبادرة. فهو حتى الآن يلاقي صعوبة في حشد التأييد المطلوب للعملية العسكرية داخل الكونغرس ووسط الرأي العام الأميركي والمجتمع الدولي الذي ما يزال يعارض الهجوم. اذا اتفق على اخراج الجزء الاكبر من السلاح الكيميائي من سوريا يستطيع أوباما ان يقول انه ضمن عدم استخدام اسلحة الدمار الشامل مرة اخرى. وسيوفر أوباما على نفسه مواجهة سياسية في واشنطن وتورطاً في هجوم عسكري. تعتبر روسيا في طليعة الرابحين وستبدو انها هي التي لجمت الهجوم الأميركي وانقذت حليفها الأسد. أما الخاسر الأساسي الذي لن يتنفس الصعداء حتى لو جرى تطبيق الاتفاق ولم يقع الهجوم هم ابناء الشعب السوري، ففي نظر غالبيتهم ورغم المخاوف من الضربة الأميركية فإنها لن تكن اسوأ من الوضع الحالي. ان اعادة رسم الخط الاحمر عند السلاح الكيميائي معناها ان الأسد ومعارضيه يمكنهم مواصلة قتل بعضهم البعض من دون ان يزعجهم أخد طالما انهم لا يستخدمون السلاح الكيميائي. ورغم تراجع الاحتمالات بان يعطي أوباما أوامره بالهجوم في ظل المشكلات الداخلية الأميركية والاقتراح الروسي الاخير، الا ان الامور لم تحسم بعد. وكما يقال الشيطان يكمن في التفاصيل، ومن المحتمل ان تنهار المبادرة الروسية امام مشكلات مثل متى ينقل السلاح الكيميائي؟ ومن يشرف عليه؟ ومن يضمن عدم بقاء مخازن لهذا السلاح في سوريا؟. في إسرائيل صرح وزير الدفاع بوغي يعالون ان إسرائيل سترد بعنف على اي محاولة من جانب اعدائها لجرها الى المواجهة في سوريا مكرراً الخط الرسمي المتفق عليه مع رئيس الحكومة ورئس أركان الجيش. ورغم ذلك، يبدو انه من الافضل لإسرائيل التقليل من التصريحات وانتظار القرارت التي ستتخد في واشنطن وموسكو وليس القدس.

 

هآرتس: نقل الكيميائي لروسيا و"السكود" لطرطوس لتجنّب الضربة!

الشفاف/ نقلت "روسيا اليوم" قبل قليل "خبراً عاجلاً" مفاده: لافروف: إذا كان فرض رقابة دولية على الاسلحة الكيميائية سيوقف التدخل العسكري فنحن سنعمل مع سورية. وجاء تصريح لافروف بعد إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره البريطاني وليام هيغ أنه بإمكان السلطات السورية تفادي الضربة العسكرية في حال تسليم كافة الاسلحة الكيميائية الموجودة لديها الى المجتمع الدولي خلال الاسبوع المقبل.

المركزية- كشفت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان "ايران وروسيا تعملان على دفع اقتراح حل وسط من شأنه ان يمنع توجيه ضربة عسكرية لسوريا".

وكان هذا الاقتراح مدار نقاش بين مسؤولين سوريين ورئيس لجنة الخارجية والأمن في البرلمان الايراني قبل بضعة ايام.

وأضافت الصحيفة أن "وزير الخارجية السورية وليد المعلم سيطرح على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطة شاملة لنقل السلطة في سوريا على مراحل". وتقضي هذه الخطة بتقديم موعد الانتخابات الرئاسية في سوريا حيث لن يرشح بشار الاسد نفسه في هذه الانتخابات. وتابعت الصحيفة ان "بوتين والمعلم سيبحثان ايضا على الارجح اقتراحا آخر ينص على ان توافق سوريا على نقل مخزونها من الاسلحة الكيميائية الى روسيا او دولة اخرى".

كما ذكرت الانباء ان المعلم سيطلب من الرئيس الروسي ان يسمح لسوريا بنقل صواريخ السكود وصواريخ اخرى تملكها سوريا الى القاعدة العسكرية الروسية في طرطوس لتجنب استهدافها من قبل الولايات المتحدة.

 

محللون يشككون بمبادرة روسيا ويستغربون سرعة موافقة الأسد

اعتبروا موافقة النظام محاولة للالتفاف على المجتمع الدولي وكسب المزيد من الوقت

العربية.نت/استغرب محللون سياسيون ومعارضون سوريون سرعة استجابة النظام السوري للمبادرة الروسية، التي تدعو إلى تسليم الأسلحة الكيماوية ووضعها تحت الرقابة الدولية. وشكك محللون في أن تكون هذه المبادرة مبنية على توجه حقيقي للحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل واعتبروها مناورة دبرت بالاتفاق بين النظامين الروسي والسوري لتفادي الضربة الأميركية. وقال لؤي المقداد، المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر من باريس: تفاجأنا من السرعة التي رد بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم ورئيسه على الموضوع". وأضاف المقداد: جاء الرد على المبادرة خلال ساعة، وهو أمر مستغرب على نظام ممانع ومقاوم قال إنه سيدمر تل أبيب وسيقصف البيت الأبيض". وأعلن المقداد رفض هيئة أركان الجيش السوري الحر لكل ما ورد في كلام المعلم اليوم، معتبر إياه محاولة للالتفاف على المجتمع الدولي وكسب المزيد من الوقت. وأضاف: طالبنا كل دول الاتحاد الأوروبي وأميركا بعدم الوثوق بهذا الكلام، بشار يحاول كسب المزيد من الوقت، والروس يحاولون إيجاد مخرج لهذا "المجرم" الذي ذبح شعبه بالأسلحة الكيماوية. اعتراف روسي بمسؤولية الأسد

ومن جهته، اعتبر المعارض السوري ميشيل كيلو، في حديث له مع قناة "العربية"، أن المقترح الروسي بتجنب الضربة الأميركية لنظام الأسد في حال سلم ما لديه من مخزون الكيماوي، إنما تدل على "اعتراف واضح" من موسكو بأن الأسد هو من استخدم الكيماوي في غوطتي دمشق. وشدد كيلو على أن الخطر لا يكمن في السلاح الكيماوي أو غيره، إنما يكمن في من اتخذ القرار باستخدامه، معتبراً أن على المجتمع الدولي أن يتحرك لمنع الأسد الذي تكمن فيه المشكلة على حد وصفه.

مكسب سياسي للنظام السوري

 ومن جانبه، قال سمير نشار، رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق وعضو الائتلاف الوطني السوري من اسطنبول، إن النظام السوري سوف يستفيد من المبادرة الروسية ويعتبرها غنيمة لكسب مزيد من الوقت للمناورة والتحرك السياسي على مختلف الأصعدة لمنع انهياره. وأشار إلى أن نظام الأسد سيحقق مكسبا سياسيا من هذه المبادرة إن تمت، لاسيما أن الأسد كان قد صرح قبل يومين بأن أي ضربة عسكرية ستؤدي إلى تفكيك الجيش السوري وربما إلى تداعيات خطيرة في المنطقة. وأكد المحلل السياسي ميشال أبونجم أن السيناريوهات المحتملة كثيرة، لافتاً النظر إلى أن هذا التطور يأتي قبل أقل من 24 ساعة من اجتماع الكونغرس الأميركي، والذي سيقرر خلاله ما إذا كان سيعطي الضوء الأخضر للإدارة الأميركية للقيام بالضربة العسكرية ضد سوريا . وأضاف أبونجم: تأتي هذه المبادرات بعد أن تبين أن هناك فعلا رغبة جدية في توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا وأن أميركا وفرنسا اللتين كانتا معزولتين تماما أصبحتا في وضع أفضل بكثير، فهناك دعم من الاتحاد الأوروبي ودول الخليج.

700 إلى 1000 طن كيماوي

 أما المعارض السوري بسام جعارة، فأكد أن النظام السوري لن يسلم نحو 700 طن كيماوي أو كما تقول فرنسا نحو 1000 طن، كاشفا أن جزءا من هذا المخزون ذهب بالفعل إلى حزب الله منذ مارس/آذار الماضي.

وأشار جعارة إلى أن الرئيس الأميركي الآن يستطيع أن يتجاوز الكونغرس ويقنع الشعب الأميركي بأن النظام السوري مصر على استخدام الكيماوي وإلا فعليه أن يسلمه، مستشهدا بأن استخدام الكيماوي سيقتل المزيد من الأطفال.

وقال المحلل الكويتي صالح سعيدي لنشرة "الرابعة" على قناة "العربية"، إن "تصريحات وزير الخارجية الأميركي تعكس خشية ربما من عدم الحصول على موافقة الكونغرس على الضربة العسكرية، أو تعكس هذه التصريحات رغبة في كسب الأصوات الممتنعة عن التصويت". وبالنسبة لسعيدي، فإن "عرض كيري بتفادي الضربة العسكرية مقابل الحصول على مخزون السلاح الكيماوي لدى الأسد، هو في الواقع محاولة لتبرير الضربة العسكرية من عدمها". ويرى المحلل السياسي الكويتي أن "الأميركيين والغرب يحاولون توظيف الضربة العسكرية لحمل الأسد على قبول الحل السياسي، ولهذا فالغرب لا يريد إسقاط الأسد وإنما يريد نقل السلطة، على الطريقة اليمنية وليس على الطريقة الليبية". ويعتقد سعيدي أن "الموقف الأميركي واضح وهو نفسه سابقا وحاليا ومستقبلا"، وأكد المتحدث أن "النظام السوري لا يقف خائفا وإنما عاجزا عن الرد على الحرب المتطورة تكنولوجيا، وحتى حلفاؤه ليس لديهم القدرة على الرد". وبالنسبة للموقف الروسي، يرى سعيدي أنه "دور مطلوب الآن، حيث يعول عليه في الغرب في نزع السلاح الكيماوي من النظام السوري، والتأكد من عدم وصوله إلى الجماعات المسلحة".

وكانت سوريا رحبت على لسان وزير خارجيتها، وليد المعلم، باقتراح روسيا وضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت رقابة دولية. وقبل ذلك بساعات، كشف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن موسكو حثت سوريا على وضع الأسلحة الكيماوية تحت الرقابة الدولية والتخلص منها، إذا كان ذلك سيمنع الضربات العسكرية.

 

الكونغرس يؤجل التصويت على الهجوم العسكري

واشنطن - يو بي آي: أعلن السيناتور الأميركي زعيم الغالبية الديمقراطية هاري ريد, أنه تم إرجاء عملية التصويت الأولى التي كانت مقررة غدا, في مجلس الشيوخ, بشأن مشروع قرار يجيز توجيه ضربات عسكرية إلى سورية, وذلك إثر الإقتراح الروسي بشأن وضع رقابة دولية على الترسانة الكيماوية السورية. ونقلت وسائل إعلام أميركية عن ريد, قوله مساء أول من أمس, "لا أظن أنه علينا التسرع بذلك.. بل علينا القيام بالأمر بشكل جيد", في إشارة منه إلى عملية التصويت. وأشار إلى انه اتخذ قراره بعد استشارة الرئيس الأميركي باراك أوباما, معتبراً أن "ما نحتاج إليه هو منح الرئيس فرصة التحدث إلى جميع أعضاء مجلس الشيوخ الـ ,100 وإلى 300 مليون أميركي قبل أن نقوم بذلك". يذكر أن السيناتورات الجمهوريين, لامار ألكسند عن ولاية تينيسي, وروي بلانت عن ميسوري, وجورني أزاكسون من جورجيا, وروجر ويكر من ميسيسيبي, وومايك إنزي من وايومينغ, والسيناتور الديمقراطي هايدي هايتكامب من داكوتا الشمالية, أعلنوا معارضتهم توجيه ضربات لسورية.

 

بوتين وأوباما بحثا موضوع الرقابة الدولية في قمة الـ 20

  موسكو - ا ف ب: أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف, أمس, أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والاميركي باراك اوباما, بحثا مسألة الاشراف الدولي على الاسلحة الكيماوية السورية, أثناء لقائهما على انفراد في قمة مجموعة العشرين الاسبوع الماضي. ورفض بيسكوف ان يوضح من كان وراء هذه الفكرة, قائلا "لا ننشر مضمون المحادثات". كما أعلن اوباما في مقابلة مع شبكة "بي بي اس" التلفزيونية الاميركية انه بحث هذه المسألة مع بوتين في سان بطرسبورغ. وقال "لقد اجريت هذه المحادثات, وهي متابعة للمحادثات التي اجريتها مع الرئيس بوتين منذ بعض الوقت". ويوم الجمعة الماضي, بحث اوباما وبوتين في لقاء على انفراد الازمة السورية على هامش قمة مجموعة العشرين, فيما لم يكن متوقعا عقد اي لقاء ثنائي بين الرجلين, الا ان بوتين اعلن لاحقا ان اللقاء لم يسمح بتحقيق اي تقدم في الملف.

 

قيادي مقرب من الحكيم لـ "السياسة": الأسد دخل إلى الهاوية ولم يتعلم من صدام  

النظام السوري ينقل مخزون "الكيماوي" إلى إيران و"حزب الله"

 (ا.ب)بغداد - من باسل محمد: السياسة

كشف قيادي رفيع في "المجلس الأعلى الإسلامي" برئاسة عمار الحكيم, لـ"السياسة", أن مقترح القيادة الروسية بوضع السلاح الكيماوي الذي بحوزة نظام الرئيس السوري بشار الاسد, تحت رقابة دولية تم بعد مداولات سرية بين بغداد ودمشق وموسكو وطهران, وان هدف المقترح هو انقاد نظام دمشق من السقوط, لأن المعلومات التي ناقشها خبراء روس وايرانيون وسوريون وعراقيون, تؤكد ان الضربة العسكرية الاميركية الوشيكة, في حال حدوثها, ستؤدي الى انهيار النظام في غضون اسبوع واحد. وأوضح أن ذلك الانهيار يعود لسببين: الأول يتعلق بانشقاق نصف الجيش النظامي, وهذا معناه أن على القوات القريبة من الاسد أن تقاتل اعدادا كبيرة من القوات الى جانب القتال ضد عناصر المعارضة السورية المسلحة. أما السبب الثاني, فيرتبط بحقيقة أن القيادة الإيرانية اتخذت قراراً سرياً بتفادي أي تدخل عسكري خلال الضربة, في وقت طلب من مسؤولين في "الحرس الثوري" الايراني بتصعيد التصريحات التي توحي بوجود ردود افعال عنيفة, رداً على الهجوم الاميركي, بهدف التمويه والتضليل ودفع الكونغرس الاميركي الى العزوف عن تفويض الرئيس باراك اوباما بالضربة.

وأشار القيادي إلى أن النظام السوري بدأ منذ ايام فعلياً بنقل كميات من السلاح الكيماوي الى ايران و"حزب الله" اللبناني, لأنه يعلم مسبقاً ان المقترح الروسي وقبول دمشق الرسمي به, سيدفع الولايات المتحدة الى اصدار قرار من مجلس الأمن الدولي, بعمليات تفتيش واسعة للتأكد من وضع مخزون الكيماوي تحت السيطرة الدولية تمهيداً لنقله الى خارج سورية.

واكد ان نظام الاسد جاهز لكل الاحتمالات المترتبة على مقترح وضع مخزونه الكيماوي تحت تصرف فريق تفتيش دولي, ولذلك يمكن ان يقبل بأي شروط يضعها الغرب في الايام القريبة المقبلة.

وقال القيادي المقرب من الحكيم, إن "الاسد ارتكب حماقة كبيرة رغم انه يعتقد انه استطاع كسب المزيد من الوقت وامتصاص الجهود الاميركية الرامية لتوجيه ضربة عسكرية مؤثرة في قدرات قوات النظام السوري", موضحاً أن "الاسد لم يتعلم من تجربة صدام حسين الذي خضع لعمليات تفتيش واسعة و طويلة ومكثفة من خبراء دوليين, ثم بعد التأكد من تجريده وجهت له الضربة المدمرة التي أطاحته, وهذا معناه سياسياً وستراتيجياً ان الاسد دخل برجليه الى هاوية السقوط". وأضاف أنه من الصعب ان تثق الحكومة الاميركية بالمقترح الروسي أو بالموافقة عليه من قبل نظام الاسد, وهي تعلم اي ان النظام السوري ربما جهز مخازن سرية لا يستطيع اي فريق دولي للأسلحة أن يصل اليها, وبالتالي فإن الادارة الاميركية تدرك أن مشوار تجريد النظام في دمشق من السلاح الكيماوي سيكون مشواراً غير مجد وغير فعال وسيحتاج الى وقت طويل للتحقق منه, بمعنى ان الاسد سيكسب الكثير من الوقت لمواصلة التصدي للمعارضة من دون هوادة, أملاً منه بتحقيق انتصارات حاسمة في بعض جبهات القتال في دمشق وحلب وحمص وحماه.

واعتبر القيادي العراقي الشيعي, المقترح الروسي وقبول نظام الاسد به, مجرد بداية لتنازلات لا تنتهي, في مقدمها أن واشنطن ستزيد من ضغوطها السياسية والعسكرية قبالة السواحل السورية, لإجبار الاسد على الذهاب الى حل سياسي يضمن تشكيل حكومة انتقالية سورية وتنحيه عن السلطة, مشدداً على ان الرئيس السوري بات قريباً جداً من قبول فكرة التنحي من اي وقت مضى بعد استعمال السلاح الكيماوي والمقترح الروسي الأخير.

ورأى أن التسوية السياسية التي تريدها الولايات المتحدة في سورية وعلى مقاساتها, ووفق مصالحها, أصبحت قابلة للتحقق, لأن الاسد في الوقت الراهن في وضع لا يحسد عليه, وهو جاهز لبحث فكرة التنحي عن السلطة بعدما كانت الفكرة محرمة على أي اقليمية ودولية منذ شهور قليلة والا فإن الادارة الاميركية ستواصل تهديداتها بالضربة العسكرية ما لم يظهر الاسد قبولاً صريحاً بالتنحي.

 

تستغرق سنوات وسط مخاوف من وقوعها بأيدي عناصر متطرفة/ضبط الترسانة السورية عملية شاقة وتكلف المليارات

  واشنطن - ا ف ب: يفترض الاقتراح الروسي بشأن وضع الاسلحة الكيماوية السورية, تحت اشراف دولي لإزالة خطر استخدامها, تعاونا تاما من نظام يحتفظ بالسرية حيال ترسانته, في عملية صعبة التحقيق في خضم حرب دامية. وإن تحقق المشروع فإنه سيعني تغييرا جذريا في موقف دمشق الرسمي التي لطالما امتنعت عن الانضمام الى منظمة اتفاقية حظر الاسلحة الكيماوية لتجنب مواجهة اي سؤال بخصوص ترسانة نفت وجودها حتى فترة قريبة جدا. وهذه الترسانة التي تعتبر "من بين الأكبر في العالم" تقدر أجهزة الاستخبارات الفرنسية حجمها "بأكثر من الف طن". وأوضح مدير عام منظمة مراقبة الاسلحة, وهي منظمة غير حكومية تسعى الى نزع السلاح, داريل كيمبال أن "المرحلة الاولى ينبغي ان تبدأ بتوقيع سورية على الفور اتفاقية حظر الاسلحة الكيماوية" التي دخلت حيز التنفيذ العام 1997 وتضم تقريبا مجمل دول العالم.

وبالانضمام الى الاتفاقية, يتعين على دمشق وضع لائحة بمخزونها وقبول وصول مفتشين الى أراضيها للتحقق من تصريحاتها "والتدقيق بكل كيلوغرام من المواد الكيماوية والذخائر".

كما يمكن تكليف مجموعة مفتشين من الامم المتحدة بهذه المهمة كتلك التي حصلت في اواخر اغسطس الماضي في سورية, او التي عملت في العراق بعد حرب الخليج في 1991.

وأضاف كيمبال "ان المشكلة لتنفيذ ذلك من منطلق عملي تكمن في ضمان امن المفتشين وامن المخزون على المدى الطويل".

لكن الخبير لا يخفي تشكيكه, معربا عن "الصعوبة في تصور عملية تدمير مخزونات من الاسلحة الكيماوية السورية وسط حرب دامية".

واوضح "هذا ليس بالعمل الذي تريدون القيام به تحت تهديد وابل من القذائف في المنطقة".

واعتبر كبير مفتشي الامم المتحدة في العراق السابق ديفيد كاي أن "ذلك يتطلب, حتى في أفضل الظروف, أعدادا كبيرة جدا" من فرق العمل لضمان مراقبة كل موقع على مدار الساعة ومنع دخول أي كان اليه.

ووسط كثرة مواقع إنتاج وتخزين غازات الأعصاب "في اكس" او "السارين" او "الخردل", يكمن هاجس الغرب في أن يفقد الرئيس السوري بشار الاسد السيطرة عليها وتقع بين ايدي معارضين متشددين.

ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في اعقاب الاقتراح الروسي الى انشاء مناطق خاضعة لإشراف الامم المتحدة في سورية, حيث يمكن "تأمين ثم تدمير" الاسلحة الكيماوية.

وهنا أيضا ستستغرق العملية سنوات وستكلف المليارات, فالولايات المتحدة انفقت حوالى 35 مليار دولار في عقدين من الزمن للتخلص من 90 في المئة من مخزونها في عملية لن تنتهي قبل 2021.

وافاد المتحدث باسم منظمة مراقبة الاسلحة مايكل لوهان أن "صنع الاسلحة الكيماوية هو شأن ما, لكن عندما يتعلق الامر بتدميرها, فإن الامر اكثر كلفة وحساسية بكثير على المستويين التقني والقانوني".

وتختلف عمليات ازالة الخطر سواء ان كان العنصر مثبتا في قذيفة او صاروخ على غرار الولايات المتحدة, او مخزنا بشكل عشوائي ويتم تجميعه قبل الاستخدام مثل حالة روسيا

 

المعارضة تندد بـ"المناورة السياسية"

دمشق - ا ف ب: أحدثت المبادرة الروسية غير المتوقعة بشأن الاسلحة الكيماوية السورية خيبة أمل وغضبا في صفوف المعارضة السورية المسلحة والسياسية التي نددت بما اعتبرته "مناورة" من شأنها انقاذ النظام من ضربة عسكرية. وقال عضو "الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية" سمير نشار, "نحن نصاب بخيبات أمل متتالية نتيجة التأخير المتكرر للضربة والتحولات في الموقف الاميركي, والصفقات التي تتم على حساب المعارضة السورية". وأضاف أن هذا التطور "لم يكن متوقعا بتاتا وشكل مفاجأة لنا", و"الضربة كان من شأنها احداث اختلال في توازن القوى يعزز موقع المعارضة ويضعف النظام, اما اليوم, فياتي الاقتراح الروسي محاولة سياسية تضليلية ستنجح بإبعاد الضربة بشكل موقت, والاهم انها ستسمح لبشار الاسد بالمضي في القتل والتدمير, وكأنهم يعطونه اذنا بالاستمرار انما بغير الاسلحة الكيماوية التي لم يكن اصلا يعترف بوجودها". وكانت المعارضة السورية وشريحة واسعة من المقاتلين ضد النظام يعولون على ضربة عسكرية غربية للنظام, تعطيهم دفعا على الارض. وأصدر الائتلاف بيانا ندد فيه بالعرض الروسي القاضي بوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت اشراف دولي لتجنيب البلاد ضربة عسكرية غربية, معتبرا أنه "مناورة سياسية". على الارض, عبر الناشطون عن غضبهم من المجتمع الدولي, وتحدثوا عن صفقة وتآمر. وقال الناشط محمد الطيب من الغوطة الشرقية, مسرح الهجوم الكيماوي في 21 اغسطس الماضي الذي دفع الغرب الى البحث في رد عليه, ان "الاقتراح الروسي وما يستتبعه يعني شيئا واحدا: سيجنب بشار الاسد المحاسبة, انها صفقة: نزع السلاح الكيماوي مقابل دم الشهداء".

 

مشروع قرار فرنسي لتفكيك أسلحة سورية الكيماوية يتضمن تهديدا 

"الخليجي": سئمنا المماطلة ومبادرة موسكو لا توقف نزيف الدم

 جانب من اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الذي عقد في جدة (واس) كيري: نظام الأسد يملك نحو 1000 طن من "العناصر الكيماوية المتعددة"  عواصم - وكالات: واصلت دول مجلس التعاون الخليجي, مواقفها الداعمة للشعب السوري, والرافضة لأي مناورة تلتف على ثورته المطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد, حيث اعتبر المجلس أن المبادرة الروسية الرامية الى وضع السلاح الكيماوي في سورية, تحت إشراف دولي "لا توقف نزيف الدم" في ذلك البلد الذي تمزقه اعمال العنف منذ اكثر من عامين. وقال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة عقب اجتماع للمجلس الوزاري في جدة, إن مسألة السلاح الكيماوي "لا توقف نزيف الدم في سورية, والقضية لا تتعلق بنوع سلاح واحد, فالنزيف مستمر منذ سنتين ونطلب إيقافه", و"لقد سئمنا المماطلة والتسويف". وأضاف الشيخ خالد الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للمجلس خلال مؤتمر صحافي "موقفنا ثابت لم يتغير بالنسبة الى سورية, نطالب بإنهاء معاناة الشعب السوري". واوضح ان موقف "المجلس موحد تجاه سورية لم يتغير ولم يتأثر بأي تصريحات صدرت في اليومين الماضيين, نريد وقف نزيف دم الشعب السوري والمبادرات يسأل عنها اصحابها".

واكد الوزير البحريني أن دول الخليج "واعية لأخطار تداعيات اي ضربة لسورية, وجاهزة للتعامل معها, ونحن لا نجري اتصالات مع واشنطن لتسريع الضربة انما اتصالاتنا هدفها وقف النزيف" في سورية.

واشار في هذا السياق الى ان "تصورنا واضح حول حماية انفسنا وشعوبنا في حال حصول الضربة". وقد طالب مجلس التعاون الخليجي بإجراءات "رادعة" ضد دمشق. ودعا الوزير البحريني في مستهل الاجتماع العادي للمجلس الوزاري المجتمع الدولي الى اتخاذ "اجراءات رادعة ضد النظام السوري", محملا اياه "المسؤولية كاملة عن الجريمة البشعة". وكان مصدر دبلوماسي خليجي اكد ان "الدول الست في مجلس التعاون تؤيد الاجراءات الدولية التي تتخذ لردع النظام السوري عن ارتكاب ممارسات غير انسانية". وفي شأن المواقف الدولية الأخرى إزاء المقترح الروسي, فقد حذر الرئيس الاميركي باراك أوباما النظام السوري من أي محاولة التفاف حول المقترح.

واعتبر في مقابلة تلفزيونية أن الاقتراح الروسي "قد يكون تطوراً إيجابياً" في النزاع, واعداً بالتعامل معه "بجدية".

وأكد أن تبدل موقف هذا النظام هو نتيجة تهديد الإدارة الاميركية بتوجيه ضربات عسكرية إلى دمشق, رداً على استخدامها السلاح الكيماوي, مقللاً من قدرات نظام الأسد العسكرية, كما قال إن الاقتراح الروسي قد يكون يشكل "اختراقاً كبيراً". وحذر أوباما من أنه لم يصرف النظر عن الحل العسكري, لكن الواقع أنه بموافقته على درس المبادرة الروسية "أرجأ" التحرك المحتمل. إلى ذلك, قال مسؤول اميركي إن اوباما اتفق مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على بحث الاقتراح الروسي في الامم المتحدة. وأضاف المسؤول الأميركي, ان المحادثات ستتناول امكانية تطبيق تلك الخطة ووضع التزامات خاصة بها في قرار من مجلس الامن الدولي. واتفق القادة على العمل مع روسيا والصين للتحقق من "إمكانية تطبيق الاقتراح الروسي لوضع جميع الاسلحة الكيماوية السورية والمواد المرتبطة بها تحت الإشراف الدولي الكامل, من أجل ضمان التخلص منها بشكل يمكن التحقق منه وتطبيقه". وأضاف المسؤول أن "هذه الجهود ستبدأ في الامم المتحدة وستشمل مناقشة عناصر قرار محتمل يصدره مجلس الامن الدولي".

في المقابل, قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس, اثر اتصال هاتفي بنظيره الروسي سيرغي لافروف, ان روسيا "ليست متحمسة" لفكرة صدور قرار ملزم من الامم المتحدة بشأن الاشراف الدولي على الترسانة الكيماوية السورية وتدميرها. وقال فابيوس الذي كان انهى للتو محادثة مع نظيره الروسي, لنواب "اعتقد اني فهمت ان الروس في هذه المرحلة ليسوا بالضرورة متحمسين, واستخدم تعبيرا مخففا, لوضع كل ذلك في اطار قرار ملزم من الامم المتحدة". وقبيل ذلك, تقدمت فرنسا بمشروع قرار الى مجلس الامن, يطالب دمشق بالتخلي عن أسلحتها الكيماوية.

وقال فابيوس ان مشروع القرار الفرنسي سيهدد سورية "بعواقب وخيمة للغاية" اذا انتهكت شروط التخلي عن اسلحتها الكيماوية. وعقب ذلك, أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ, ان بريطانيا ستدعم أي مشروع قرار في مجلس الامن الدولي حول الاسلحة الكيماوية السورية يحظى "بمصداقية" لكن يجب ان يتضمن تهديدا باستخدام القوة. وقال هيغ "يجب ان يكون بالتأكيد تحت الفصل السابع لكي يكون له معنى ومصداقية", في اشارة الى الفصل الذي يخول مجلس الامن اصدار قرار يسمح باستخدام القوة في حال الضرورة. ومساء أمس, أكد وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيين, تشاك هاغل وجون كيري, بحضور رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مارتن ديمبسي, ضرورة معاقبة الأسد على استخدامه السلاح الكيماوي وجاهزية التحرك بمجرد صدور أمر من الرئيس أوباما. وقال هاغل في إفادته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب إنه داعم قوي للرئيس أوباما في قراره وفي سعيه لاستخدام القوة ضد سورية. وأوضح "من مصلحتنا القومية تقويض قوة الأسد الكيماوية وردعه عن استخدام الكيماوي مجدداً". من جهته, قال كيري في إفادته إن "بشار الأسد ديكتاتور وهو من قرر أن يستخدم أبشع الأسلحة, ونحن نعتقد أنه ما من خيار إلا أن نرد على ذلك". وأضاف أن "عدم التحرك سيعطي رخصة للأسد ليفعل ما يريد, ولهذا نحن عازمون على محاسبته على استخدام الكيماوي, وإخفاقنا في الرد سيجعل المنطقة المتوترة أكثر توتراً, وأصدقاؤنا في إسرائيل ليس لديهم ما يكفي من أقنعة الغاز وكذلك جيراننا". وكشف أن سورية تملك نحو الف طن من العناصر الكيماوية المتعددة ومن بينها غاز السارين وغاز الخردل. وقال ان بعض تلك العناصر هي "عناصر كيماوية ثنائية" غير ممزوجة, فيما الأخرى مخزنة على الارجح في صهاريج.

 

كلينتون: المقترح الروسي سببه التهديد العسكري

 السياسة/ اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون, أن التهديدات الأميركية بعمل عسكري في سورية, هي التي قادت لما قد تبدو كـ"خطوة مهمة" لاحتمال "تسليم" نظام دمشق ترسانته من الأسلحة الكيماوية.

وأضافت كلينتون إن "الاستخدام اللإنساني" للسلاح الكيماوي يستحق رداً دوليا قويا, بقيادة أميركية. وأرجعت, وفق ما نقل عنها موقع "سي أن أن بالعربي" موافقة النظام السوري على مقترح وضع ترسانته الكيماوية تحت الرقابة الدولية, إلى تهديدات واشنطن بهجوم عسكري.

 

أكد أن النظام يمثل أكبر ديكتاتورية في المنطقة /"التجمع الأميركي - الشرق أوسطي": الأسد هتلر القرن الـ 21

  أكد رئيس "التجمع الأميركي الشرق أوسطي للحرية والديمقراطية" أنيس كرم, أمس, أن النظام السوري يمثل أكبر ديكتاتورية عرفها الشرق الأوسط, مشبهاً الرئيس بشار الأسد بالزعيم النازي أدولف هتلر. وذكر كرم في بيان, وجهه إلى الشعب الأميركي ومجلسي النواب والشيوخ, وتلقت "السياسة" نسخة منه, أن "النظام السوري هو النظام الوحيد المستمر منذ اربعة عقود في الحكم بقبضة حديدية", لافتاً إلى أنه "بنى استمراريته على بطشه وعلى دماء الشعب السوري, إضافة إلى أن السجون مليئة بآلاف السجناء المعارضين السياسيين". وأشار إلى أن "هذا النظام احتل لبنان لعشرات السنين وارتكب فيه أبشع المجازر", مؤكداً أن استعمال النظام للسلاح الكيماوي في الغوطة ليس المرة الأولى. وأوضح أن "نظام الأسد يمثل أكبر ديكتاتورية عرفها الشرق الأوسط في تاريخه, والتي لم تتورع عن قتل 30 ألف مواطن سوري في مدينة حماة وعن تدمير لبنان وقتل 200 ألف من مواطنيه وتهجير مليون ونصف المليون من اللبنانيين". وتوجه بسؤال إلى أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب قائلا "لو أوقف الحلفاء هتلر في أول انطلاقته أما كانوا جنبوا العالم حربا عالمية ثانية?", محذرا من أن "الأسد هو هتلر القرن ال―21"

 

سوزان رايس: شن ضربة عسكرية على سورية سيردع إيران

واشنطن - ا ف ب: أكدت مستشارة الامن القومي في البيت الابيض سوزان رايس, أن الولايات المتحدة يجب أن توجه ضربة عسكرية لسورية, لأن ذلك يبعث برسالة الى حليفتها ايران بشأن برنامجها النووي. وقالت رايس, في إطار حملة يقوم بها الرئيس الأميركي باراك اوباما لإقناع الكونغرس المتشكك بمنحه تخويلا لضرب سورية, مساء أول من أمس, إن الولايات المتحدة ملزمة أخلاقيا بالرد على استخدام الرئيس السوري بشار الاسد اسلحة كيماوية. وأوضحت رايس أن القيام بعمل اميركي ضد سورية مهم كذلك بالنسبة لنفوذ الولايات المتحدة التي تحذر إيران من تطوير اسلحة نووية. وقالت رايس في كلمة امام مؤسسة "نيو اميريكا فاونديشن" الفكرية "لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي", و"كما قال الرئيس فإن جميع الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة, ولكن لكي تنجح جهودنا, على القادة في طهران ان يعلموا بأن الولايات المتحدة تعني ما تقول". وأضافت "اذا لم نرد عندما تستخدم حليفة ايران المقربة اسلحة دمار شامل, ما هي الرسالة التي يحملها ذلك لايران? ان ذلك يهدد بالإيحاء ان المجتمع الدولي لا يملك الارادة للتحرك عند الضرورة".

 

أوباما صلى استخارة .. ونقل العمليات العسكرية على الشاشات /الضربة الاميركية محور تهكم الموالين للنظام ومعارضيه

  دمشق - ا ف ب: فجر التريث الأميركي في توجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري, في انتظار التشاور مع الكونغرس, خيال السوريين الذين ابتكروا دعابات وتعليقات ساخرة يتم تداولها عبر الهواتف المحمولة أو الانترنت, رغم الذعر الذي أثاره احتمال حصول هذه الضربة في قلوب الكثيرين. ويتندر السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي ان شركتي "ام تي ان" و"سيريتيل" للاتصالات الخلوية, أطلقتا خدمة على اسم وزير الخارجية الاميركي جون كيري عنوانها "كيري خبرني قبل غيري" لمعرفة توقيت الضربة العسكرية الاميركية, وذلك بإرسال رسالة فارغة الى احد الارقام. وعلى صفحات موقع "فيسبوك" الالكتروني, يتم تناقل نكتة يناشد فيها سوريون الرئيس الاميركي باراك اوباما الاسراع بالضربة لأن الترقب "عطل من مشاريعهم" التي يضطرون لتأجيلها لتبين ما سيكون عليه الوضع بعد الضربة, كبدء استثمارات تجارية او الارتباط العاطفي او الانتقال الى سكن جديد.

ويعتمد السوريون تقويما جديدا منذ الإعلان عن احتمال تنفيذ الاميركيين وحلفائهم ضربة عسكرية, يستند الى "ما قبل الضربة, وما بعد الضربة", تيمنا بالأميركيين الذين يتحدثون بالطريقة نفسها عن اعتداءات 11 سبتمبر التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع في واشنطن. واذا كانت شريحة واسعة من السوريين المناهضين لنظام الرئيس بشار الاسد متحمسة كثيرا لحصول الضربة التي من شأنها لو حصلت, اضعاف النظام بحسب رأيها, الا انها تلتقي مع السوريين المؤيدين للنظام والخائفين جدا من تداعيات اي ضربة عسكرية, في السخرية مما بات الجميع يعتبره تهربا من الإقدام على عمل عسكري من شأنه أن يكرر تجربة العراق قبل عشر سنوات. ومن الدعابات المتداولة صورة للرئيس الأميركي باراك أوباما حاملا زهرة اقحوان, وهو ينزع تويجاتها الواحدة تلو الاخرى, ويقول "اقصف... لا أقصف".

وفي انتقاد واضح لما يعتبرونه ترددا وضعفا عند أوباما, تناقل ناشطون معارضون على "فيسبوك" صورة للرئيس الأميركي مع لحية وعمامة, فبدا كرجل دين, وكتبوا عليها عبارة وكأنها صادرة عنه وفيها "ساويت استخارة, وما انشرح قلبي لقصف سورية". والاستخارة عند المسلمين هي الصلاة قبل اتخاذ اي قرار والعمل بما يلهم به الله قلب الانسان.

وكتب أحد الناشطين تعليقا على تأجيل أوباما ضربته إلى ما بعد موافقة الكونغرس إنه "سيرفع دعوى قضائية ضد باراك ابن حسين أوباما بتهمة البلاغات الكاذبة وإزعاجنا وإقلاق راحتنا".

وتعليقا على تصريح اوباما في اليوم نفسه الذي أعلن فيه اتخاذه قرارا بالضربة, أن بلاده "لا تزال تأمل بحل سياسي" لسورية, نشر ناشطون معارضون على الانترنت صورة كاريكاتورية للرئيس الأميركي وهو يقف في وسط ركام ودمار ويتحدث عن الحل السياسي. وعلق أحدهم "حضرة الرئيس, أنت محق, انتظر ثلاث سنوات أخرى لتتم إبادة الشعب السوري".

ويستغرب السوريون أيضا غياب أي إجراء حكومي يقيهم من تداعيات الضربات المحتملة, في وقت يستنفر حلفاء الولايات المتحدة كل الجهود لإقناع الرأي العام بصوابية الضربة, ومما كتب على صفحات التواصل الاجتماعي في هذا الاطار, "الإسرائيليون وزعوا أقنعة ضد المواد الكيماوية, والأردنيون أعلنوا حالة التأهب, والاتراك يقومون بنشر صواريخ ومضادات ليلا نهارا, واللبنانيون متوترون رغم نأيهم بنفسهم... العراقيون محتارون في أمرهم والمصريون يتابعون أخبار سورية أكثر من أخبارهم", ثم يتساءلون ساخرين "أي بلد ستصيب الضربة?". وفي وقت تستقطب أخبار الضربة العسكرية اهتمام الإعلام العالمي, كتب أحدهم على "فيسبوك" أن أحد منظمي الحفلات أعلن "تركيب شاشات عملاقة في كل الساحات العامة ليتمكن المواطن من مشاهدة الضربة العسكرية مباشرة", وسيقدم "حفلا فنيا ساهرا خلال الضربة يتضمن شيشة وشرابا", كما تفعل المقاهي عادة لدى نقل مباريات كرة القدم.

وعن الاهداف المحتملة للضربة, تتناقل الهواتف السورية المحمولة صورة لأوباما وهو يرفع اصبعا مهددا ويقول "سنوجه ضرباتنا الى الأماكن الحساسة", مع صورة تحته لأربعة لاعبي كرة قدم يصطفون لتلقي الضربة الحرة المباشرة وهم يغطون بإيديهم اعضاءهم التناسلية لحمايتها, ويقولون لبعضهم "اخفوها جيدا نريد ان ننجب". مقابل كل هذه الدعابات, يتعامل الاعلام السوري الرسمي بجدية بالغة مع التهديدات.

واعلن التلفزيون والصحف الحكومية عن "جوانب محتملة للعدوان" تتمثل في "التشويش على المحطات التلفزيونية, والشائعات التي يمكن ان تطلق والمتعلقة "بانشقاقات داخل جسم الدولة او الجيش" وحاجة الناس "الماسة" للماء والكهرباء والخبز. وتتضمن هذه الشائعات كذلك, بحسب الاعلام الرسمي, "سقوط" بعض المدن وتقدم "المجموعات الارهابية" على بعض المحاور و"تراجع" القوات السورية عن بعضها.

 

حوري لـ"السياسة": حزب الله" يعرقل ويراهن على الخارج ثم يتهم الآخرين

 بيروت - "السياسة":   استغربت مصادر قيادية في "14 آذار", الموقف الأخير لنائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم واتهامه "14 آذار" بعرقلة تشكيل الحكومة, تلبيةً لمطالب خارجية بانتظار معرفة تطور الأمور في سورية, معتبرة كلام قاسم محاولة لذر الرماد في العيون وإلصاق ما يقوم به على الدوام بالآخرين. وقالت المصادر لـ"السياسة" "لم نفاجأ بما صرح به نائب الأمين العام لحزب الله, فهو عودنا أن يتهم غيره بكل ما هو فيه وأن يقتل القتيل ويسير في جنازته, فمن جهة يحاول حزبه توسيع رقعة دويلته وأمنه الذاتي ويطالب من جهة أخرى بإبقاء المواجهات المحلية وعلى الحدود وداخل الأراضي السورية ساخنةً, في وقت بدأ يحضر لعملية ما في عرسال وفي طرابلس, بهدف الإبقاء على فتيل التوتر قائماً والاستمرار بإخافة الناس". وفي هذا الإطار, رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري في اتصال مع "السياسة", أن "من الطبيعي أن يكون هناك تواصل دائم بين قيادات 14 آذار, فالاتصالات التي يقوم بها رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة مع هذه القيادات مستمرة في ظل كل المستجدات, داخلية كانت أو إقليمية, من أجل التشاور وتوحيد المواقف, بعدما بات واضحاً ما يقوم به حزب الله على الصعيدين الداخلي والإقليمي". وفي رده على اتهام الشيخ قاسم "14 آذار" بعرقلة تشكيل الحكومة بناء على ضغوط دولية, بانتظار ما ستكون عليه الأمور في سورية بعد الضربة العسكرية المرتقبة ضدها, قال "العكس هو الصحيح, فكل ما يقوم به حزب الله يتهم به الآخرين, وكل هذه الاتهامات تنطبق عليه هو, فهو من يعرقل ويراهن على أجندات خارجية وذهاب الأمور في سورية باتجاه الأسوأ, ليقوم عندها بتنفيذ مشروعه القائم على تعطيل البلاد والدفع بها نحو الفراغ التام". وفي ما يخص المبادرة الروسية وتغليب الحل الديبلوماسي على الحل العسكري, قال حوري "من المفيد عدم إطلاق الأحكام المسبقة, فلننتظر بعض الوقت حتى نرى مدى التزام النظام السوري بهذه المبادرة, فهو على الأرجح يسعى من خلال هذا العنوان البراق إلى كسب الوقت, والتجارب السابقة مع هذا النظام لا توحي بالثقة على الإطلاق, فهو كان يعلم أن استخدام السلاح الكيماوي محرم دولياً ومع ذلك لم يتردد في استخدامه في قتل شعبه غير آبهٍ بردة الفعل الدولية, وتأتي اليوم إثارته لقضية معلولا, بعد أن دفع قواته النظامية لاقتحامها, وكل هذا يندرج في إطار إيهام الرأي العام العالمي بأنه يقوم بحمايته, فيما العكس هو الصحيح".

 

الصراع على خلافة مفتي الجمهورية يحتدم ... و"المستقبل" يحاول فرض مرشحه

بيروت - "السياسة":  بعد نحو العام يبلغ مفتي الجمهورية في لبنان الشيخ محمد رشيد قباني الـ72 من العمر, وخلالها سيكون حكماً خارج دار الإفتاء. وستصبح مقولة قباني أمام كل من يزوره "إنني لن أترك مهامي قبل دقيقة واحدة من الساعة الواحدة من بعد ظهر 14 سبتمبر 2014", أمراً واقعاً. ويدرك "تيار المستقبل" وخصوم قباني هذا الأمر جيداً, إذ أن المعارك الطاحنة التي شنت ضد "ساكن دار الفتوى", ومن ثم تهديد رؤساء الحكومات السابقين بإمكان اتخاذ تدابير إجرائية وإدارية بحقه, وتوقيع عدد من الأعضاء في الهيئة الناخبة لـ"مجلس الانتخاب الإسلامي" مهمتها "عزل مفتي الجمهورية وانتخاب مفتٍ على عريضة لعزل المفتي وإعفائه من منصبه, بالإضافة إلى وقف العمل ببعض قرارات قباني الإدارية (كتعيينات الإداريين والمفتين), لم تغير في مصيره". وإذا كان "المستقبل" ومعه أعضاء "المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى" الذي تم تجديد ولايته من دون حضور المفتي ورئاسته للجلسة, يشددون على أنهم مصرون على عزل قباني, فإنه لا توجد خططاً واضحة تظهر أن "الهدف المنشود" أصبح قريباً.

ومن جهة الرئيس العامل, أي نجيب ميقاتي فإنه استناداً إلى ما كشفه بعض زواره, فإنه غض الطرف عن "توجيه كتاب العزل ليكمل المفتي السنة المتبقية له في دار الإفتاء, ولكن ذلك لا يعني أن وضع قباني سيتحسن, فهو أصبح أصلاً في عزلة فعلية". ورغم ذلك, فإن "معركة دار الإفتاء" بدأت باكراً, لجهة أن أسماء بديلة تُطرح وتسحب كل أسبوع, في حين يقوم عدد من الشخصيات والجمعيات الدينية بزيارات مكوكية إلى دوائر القرار, سيما إلى رؤساء الحكومات السابقين, بهدف تسويق المرشحين لمنصب مفتي الجمهورية. وكشفت المعلومات المتوافرة لـ"السياسة" نقلاً عن مصادر مطلعة, أن حظوظ رئيس المحكمة الشرعية السنية العُليا القاضي الشيخ عبد اللطيف دريان, هي الأعلى. كما أن أوساط "المستقبل" لا تنفي أن دريان شخصية مقبولة لتولي هذا المنصب, فيما تردد مصادر مطلعة على موضوع دار الفتوى أن الرئيس فؤاد السنيورة طرح الأمر على رؤساء الحكومات السابقين, من دون أن يجد رفضاً منهم, وتحديداً من ميقاتي. لكن المعركة لم تنته, إذ يشير المطلعون إلى أنه حتى انتهاء ولاية قباني ستظهر أسماء وتختفي أخرى, ومن بينها أيضاً أمين سر دار الفتوى الشيخ أمين الكردي مرشحاً مطروحاً أيضاً. والكردي كان منذ أشهر مقرباً من مفتي الجمهورية الذي عينه في هذا المنصب, إلا أنه فضل أخيراً "النأي بنفسه" عن المعركة الدائرة, في وقت أشارت المعلومات إلى أن العلاقة بين قباني والكردي ليست جيدة.

وقالت المصادر إن الكردي التقى مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري خلال الأشهر الماضية, ناقلاً إليه انزعاجه وعدم رضاه عن وضع دار الفتوى وفي الوقت ذاته عن محاربة "المستقبل" لمفتي الجمهورية, حيث شدد على عدم رغبته في مواجهة الأخير, على اعتبار أنه من عينه في المنصب. وأشارت إلى أن الحريري طرح بجدية على الكردي "حل تسوية" يتضمن أن يتسلم مهام قائمقام مفتي الجمهورية كما حصل بعد مقتل المفتي حسن خالد عندما شغل قباني هذا المنصب قبل تعيينه مفتياً, على أن يتم في عهده تعديل للمرسوم, المتعلق بتنظيم شؤون دار الفتوى, الذي تدور "معركة قباني - تيار المستقبل" في رحاه.

في المقابل, لا يقف الشيخان دريان والكردي وحدهما في "المعركة الصامتة", حيث لفتت المصادر إلى أن القاضي في محكمة بيروت الشرعية السنية الشيخ عبد الرحمن مغربي ربما يعلن ترشيحه لمنصب مفتي الجمهورية, مؤكدةً أنه أسر بالأمر إلى الأمين العام لـ"اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي - المسيحي" محمد السماك, المقرب من السنيورة. أما القاضي في محكمة بيروت الشرعية الشيخ محمد عساف, فينفي أمام كل من يسأله أنه مرشح للمنصب, على اعتبار أنه مقرب من المرشح دريان, في حين أشارت المصادر إلى أن أحد أقاربه النافذين زار ميقاتي, للطلب منه إمكان دعم القاضي عساف إلى منصب مفتي الجمهورية ولم يلق جواباً حاسماً.

في موازاة ذلك, تجري "هيئة العلماء المسلمين" سلسلة لقاءات مع رؤساء الحكومات السابقين, في حين ترفض طرح أسماء مثل عبد اللطيف دريان في دار الفتوى. وأرجعت المصادر الأمر إلى وجود خلافات شخصية حادة بين دريان والشيخ همام الشعار, الذي يحاول بذل كل جهوده لسحب اسم دريان, طارحاً في المقابل أسماء ثلاثة قضاة هم عبد الرحمن الحلو وعبد الرحمن مغربي ومحمد عساف.

وقد أعلن الشعار أمام الرئيسين ميقاتي والسنيورة, أنه إذا تم التوافق على دريان فإنه سيخوض المعركة من دون هوادة ضدهم. وخلال اللقاء الأخير مع ميقاتي الذي بدا فيه منزعجاً من كلام أعضاء "الهيئة", قال لهم رئيس الحكومة "إذا كنتم غير موافقين على دريان, فهذا يعني أن قباني سيبقى في منصبه". وقالت المصادر إن القضاة بدأوا ترشيح أنفسهم لخلافة دريان في المحكمة إذا ما تم انتخابه كمفتٍ, معتبرة أن بعضهم يحاول الإيحاء أنه يريد الترشح إلى منصب مفتي الجمهورية, إلى أن تأتي التسوية بأن يخلف دريان في موقعه.

 

 الصراع على خلافة مفتي الجمهورية يحتدم ... و"المستقبل" يحاول فرض مرشحه

 بيروت - "السياسة":  بعد نحو العام يبلغ مفتي الجمهورية في لبنان الشيخ محمد رشيد قباني الـ72 من العمر, وخلالها سيكون حكماً خارج دار الإفتاء. وستصبح مقولة قباني أمام كل من يزوره "إنني لن أترك مهامي قبل دقيقة واحدة من الساعة الواحدة من بعد ظهر 14 سبتمبر 2014", أمراً واقعاً. ويدرك "تيار المستقبل" وخصوم قباني هذا الأمر جيداً, إذ أن المعارك الطاحنة التي شنت ضد "ساكن دار الفتوى", ومن ثم تهديد رؤساء الحكومات السابقين بإمكان اتخاذ تدابير إجرائية وإدارية بحقه, وتوقيع عدد من الأعضاء في الهيئة الناخبة لـ"مجلس الانتخاب الإسلامي" مهمتها "عزل مفتي الجمهورية وانتخاب مفتٍ على عريضة لعزل المفتي وإعفائه من منصبه, بالإضافة إلى وقف العمل ببعض قرارات قباني الإدارية (كتعيينات الإداريين والمفتين), لم تغير في مصيره". وإذا كان "المستقبل" ومعه أعضاء "المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى" الذي تم تجديد ولايته من دون حضور المفتي ورئاسته للجلسة, يشددون على أنهم مصرون على عزل قباني, فإنه لا توجد خططاً واضحة تظهر أن "الهدف المنشود" أصبح قريباً. ومن جهة الرئيس العامل, أي نجيب ميقاتي فإنه استناداً إلى ما كشفه بعض زواره, فإنه غض الطرف عن "توجيه كتاب العزل ليكمل المفتي السنة المتبقية له في دار الإفتاء, ولكن ذلك لا يعني أن وضع قباني سيتحسن, فهو أصبح أصلاً في عزلة فعلية". ورغم ذلك, فإن "معركة دار الإفتاء" بدأت باكراً, لجهة أن أسماء بديلة تُطرح وتسحب كل أسبوع, في حين يقوم عدد من الشخصيات والجمعيات الدينية بزيارات مكوكية إلى دوائر القرار, سيما إلى رؤساء الحكومات السابقين, بهدف تسويق المرشحين لمنصب مفتي الجمهورية.

وكشفت المعلومات المتوافرة لـ"السياسة" نقلاً عن مصادر مطلعة, أن حظوظ رئيس المحكمة الشرعية السنية العُليا القاضي الشيخ عبد اللطيف دريان, هي الأعلى. كما أن أوساط "المستقبل" لا تنفي أن دريان شخصية مقبولة لتولي هذا المنصب, فيما تردد مصادر مطلعة على موضوع دار الفتوى أن الرئيس فؤاد السنيورة طرح الأمر على رؤساء الحكومات السابقين, من دون أن يجد رفضاً منهم, وتحديداً من ميقاتي.

لكن المعركة لم تنته, إذ يشير المطلعون إلى أنه حتى انتهاء ولاية قباني ستظهر أسماء وتختفي أخرى, ومن بينها أيضاً أمين سر دار الفتوى الشيخ أمين الكردي مرشحاً مطروحاً أيضاً.

والكردي كان منذ أشهر مقرباً من مفتي الجمهورية الذي عينه في هذا المنصب, إلا أنه فضل أخيراً "النأي بنفسه" عن المعركة الدائرة, في وقت أشارت المعلومات إلى أن العلاقة بين قباني والكردي ليست جيدة.

وقالت المصادر إن الكردي التقى مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري خلال الأشهر الماضية, ناقلاً إليه انزعاجه وعدم رضاه عن وضع دار الفتوى وفي الوقت ذاته عن محاربة "المستقبل" لمفتي الجمهورية, حيث شدد على عدم رغبته في مواجهة الأخير, على اعتبار أنه من عينه في المنصب. وأشارت إلى أن الحريري طرح بجدية على الكردي "حل تسوية" يتضمن أن يتسلم مهام قائمقام مفتي الجمهورية كما حصل بعد مقتل المفتي حسن خالد عندما شغل قباني هذا المنصب قبل تعيينه مفتياً, على أن يتم في عهده تعديل للمرسوم, المتعلق بتنظيم شؤون دار الفتوى, الذي تدور "معركة قباني - تيار المستقبل" في رحاه.

في المقابل, لا يقف الشيخان دريان والكردي وحدهما في "المعركة الصامتة", حيث لفتت المصادر إلى أن القاضي في محكمة بيروت الشرعية السنية الشيخ عبد الرحمن مغربي ربما يعلن ترشيحه لمنصب مفتي الجمهورية, مؤكدةً أنه أسر بالأمر إلى الأمين العام لـ"اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي - المسيحي" محمد السماك, المقرب من السنيورة.

أما القاضي في محكمة بيروت الشرعية الشيخ محمد عساف, فينفي أمام كل من يسأله أنه مرشح للمنصب, على اعتبار أنه مقرب من المرشح دريان, في حين أشارت المصادر إلى أن أحد أقاربه النافذين زار ميقاتي, للطلب منه إمكان دعم القاضي عساف إلى منصب مفتي الجمهورية ولم يلق جواباً حاسماً. في موازاة ذلك, تجري "هيئة العلماء المسلمين" سلسلة لقاءات مع رؤساء الحكومات السابقين, في حين ترفض طرح أسماء مثل عبد اللطيف دريان في دار الفتوى. وأرجعت المصادر الأمر إلى وجود خلافات شخصية حادة بين دريان والشيخ همام الشعار, الذي يحاول بذل كل جهوده لسحب اسم دريان, طارحاً في المقابل أسماء ثلاثة قضاة هم عبد الرحمن الحلو وعبد الرحمن مغربي ومحمد عساف. وقد أعلن الشعار أمام الرئيسين ميقاتي والسنيورة, أنه إذا تم التوافق على دريان فإنه سيخوض المعركة من دون هوادة ضدهم.

وخلال اللقاء الأخير مع ميقاتي الذي بدا فيه منزعجاً من كلام أعضاء "الهيئة", قال لهم رئيس الحكومة "إذا كنتم غير موافقين على دريان, فهذا يعني أن قباني سيبقى في منصبه".

وقالت المصادر إن القضاة بدأوا ترشيح أنفسهم لخلافة دريان في المحكمة إذا ما تم انتخابه كمفتٍ, معتبرة أن بعضهم يحاول الإيحاء أنه يريد الترشح إلى منصب مفتي الجمهورية, إلى أن تأتي التسوية بأن يخلف دريان في موقعه.

 

روحاني: إيران لن تتراجع قيد أنملة عن حقوقها النووية

وزارة الخارجية الإيرانية رحبت بالمبادرة الروسية حول الأسلحة الكيماوية السورية

العربية/أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده "لن تتخلى قيد أنملة" عن حقوقها النووية في كلمة ألقاها أمام أئمة الصلاة في البلاد، على ما نقلت وكالة مهر الثلاثاء. وقال روحاني "إن حكومتنا لن تتخلى قيد أنملة عن حقوقها المطلقة" في المجال النووي، في حين من المقرر أن يلتقي وزير خارجيته محمد جواد ظريف وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون قبل نهاية أيلول/سبتمبر في نيويورك لتحريك المفاوضات حول الملف النووي الإيراني الشائك. وفي سياق منفصل أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم اليوم الثلاثاء أن إيران "ترحب" بالمبادرة الروسية لوضع الأسلحة الكيماوية السورية تحت إشراف دولي. وقالت المتحدثة خلال مؤتمرها الصحافي الأسبوعي إن "جمهورية إيران الإسلامية ترحب بمبادرة (روسيا) الرامية إلى منع أي عمل عسكري" ضد سوريا، مضيفة "نريد أن تكون منطقتنا خالية من كل أسلحة الدمار الشامل.. ويجب أن تستهدف هذه الجهود أيضاً الأسلحة الكيماوية التي بحوزة المجموعات السورية المتمردة

 

ما هو دور إيران وحزب الله في عملية قصف "الغوطة" بالكيميائي؟

بيار عقل/خاص بـ"الشفاف"

كشفت مصادر أوروبية لـ"الشفاف" أن هنالك شكوكاُ قوية جداً في دور إيراني، وفي دور لحزب الله، في عملية قصف "الغوطة" بالكيميائي. وقالت المصادر أن الشكوك ليست مجرّد تكهّنات ناجمة عن التداخل والتشابك بين قوات الجيش السوري وقوات الباسداران وميليشيا حزب الله التي تخوض معركة واحدة دفاعاً عن العاصمة دمشق. فاللواء 450 الكيميائي السوري، المتّهم بقصف "الغوطة"، تم تعزيزه منذ أشهر بقوة إيرانية هي "لواء الغدير"، وباتت الوحدتان السورية والإيرانية تعملان معاً. ويتولى الجنرال الإيراني "حسين حمداني" (عمل في لبنان في ١٩٨٥ و١٩٨٦) مهمة الإرتباط مع اللواء 450 السوري. وفي الفترة الماضية، سمح السوريون للباسداران بالتدريب على استخدام الأسلحة الكيميائية السورية!

"براءة ذمة" ألمانية لإيران والحزب!

وفي السياق نفسه، وقالت المصادر أوروبية لـ"الشفاف" أن الملفت للنظر في التسريبات الصادرة عن جهاز الإستخبارات الألماني بالنسبة لسوريا هو أنها تناقض بعضها، ولكنها كلها تشكل "تبرئة" لإيران ولحزب الله أولاً، ثم، اليوم، لبشار الأسد شخصياً، من عملية قصف "الغوطة" بالكيميائي. وتكهّنت هذه المصادر بأن علاقات ألمانيا بأوساط "المحافظين" الإيرانيين قد تكون وراء "براءات الذمة" المتكررة لإيران وحزب الله وبشّار الأسد شخصياً.

وكانت "دير شبيغل" الألمانية قد ذكرت في الأسبوع الماضي أن مدير جهاز "بي إن دي" الألماني كشف أن جهازه تنصّت على مكالمة بين مسؤول رفيع المستوى في حزب الله وسفارة إيران. وفي المكالمة أقرّ مسؤول حزب الله بأنه تم استخدام الغاز السام. وقال أن "الأسد فقد أعصا وارتكب خطأ كبيراً حينما أعطى الأمر بشن هجوم بالأسلحة الكيميائية"! أما التسريبة الجديدة للمخابرات الألمانية، التي نشرت اليوم، و"حسب اتصالات هاتفية سجلتها سفينة مراقبة إلكترونية ألمانية تبحر قبالة الساحل السوري"، فهي أن بشار الأسد "شخصياً" لم يكن له صلة بالهجوم الكيميائي ضد الغوطة "بل "ورفض طلبات عديدة من القادة العسكريين التابعين له لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد خصوم النظام في الأشهر الأخيرة". وخلصت المصادر الأوروبية إلى ان الأميركيين، والإسرائيليين، على علم بهذا التورّط الإيراني وقد نقلوا رسائل تحذير لطهران (أحدها بواسطة المبعوث الدولي، والسفير الأميركي السابق في بيروت، جيفري فيلتمان) مفادها "نحن نعرف أنكم متورطون.."! واضافت المصادر: في ضوء هذه التحذيرات ينبغي أن يُفهَم تصريح رفسنجاني الذي اتهم فيه النظام السوري بقصف شعبه بالكيميائي. وقالت أن تصريح رفسنجاني يشكل تحدياً صارخاً لقيادة الباسداران لأن الشعب الإيراني ذاق لوعة الكيميائي على يد صدام، ولديه 45 ألف "جريح كيميائي" يتلقون علاجاً خاصاً حتى الآن. أي أن الرأي العام عندهم لن يقبل بسهولة دوراً إيرانياً في قصف مدنيين سوريين. أي أن السلاح الكيميائي "خط أحمر" بالنسبة للرأي العام الإيراني، وليس خطاً أحمر أميركيا فحسب.

من أعطى أمر القصف؟ تقول المصادر الأوروبية بأن الأميركيين والأوروبيين يعرفون أن "قيادة الجيش النظامي" السوري متورّطة في قصف "الغوطة"، وأن أسماء القادة المتورطين معروفة. وهذه الأسماء تشمل ماهر الأسد، ولكنها تشمل كذلك السيء الذكر "علي المملوك" الذي لعب دوراً في إيصال "أمر عملية قصف الغوطة بالكيميائي". وإذا كان "علي المملوك"، فمن المستبعد جداً أن يكون "المملوك" قد تصرّف بدون علم بشار الأسد!

وتخلص المصادر إلى أن استخدام الكيميائي ضد الشعب السوري على هذا النطاق الواسع قد أحدث تذمراً داخل الجيش النظامي وقد يسفر عن انشقاقات مهمة جديدة.

( "الشفاف" قد أشار قبل أسبوع إلى أن عدداً من كبار ضباط الجيش والأمن السوريين خرجوا وأخرجوا عائلاتهم من دمشق، لمعرفتهم بأن مشروع الضربة الأميركية - الفرنسية لسوريا يتضمّن "استهدافاً" للمسؤولين عن القصف.)

ماذا عن حزب الله؟ تقول المصادر الأوروبية أن الحزب غير قادر على الإنسحاب من القتال السوري لسببين. أولاً، لأن قرار الحرب أو الإنسحاب هو قرار إيراني. وثانياً، لأن حزب الله اتخذ خلال العام الماضي قراراً خطيراً بتخزين قسم كبير من صواريخه المتقدمة، ومن نظم السلاح الإستراتيجية التي زوّدته بها إيران، في سوريا نفسها خوفاً من ضربة إسرائيلية مباغتة.

وتشير المصادر إلى عملية قصف مخازن صواريخ "ياخونت" البحرية في "طرطوس"، وقد كشف "الشفاف" في حينه أن الصواريخ التي تمّ تدميرها كانت عائدة لحزب الله وليس للجيش السوري.

وورطة حزب الله الآن هي أن استعادة صواريخه وأسلحته من سوريا في حال اهتزاز نظام الأسد، أو سقوطه، ليس متاحاً وسط مراقبة إسرائيلية وأميركية على مدار الساعة لعمليات نقل الأسلحة بين لبنان وسوريا، ومع استعداد إسرائيلي لقصف أية عمليات من هذا النوع بدون إنذار!  معركة "القصير" كانت، أيضاً" معركة الدفاع عن مخازن سلاح الحزب في سوريا!

وكل ذلك يعني أن "مناشدات" اللبنانيين لحزب الله لـ"النأي بنفسه" وبلبنان عن الحرب السورية لن تجدي نفعاً! لكن ما هي مصلحة إيران، أي جهاز "الباسداران"، في "التصعيد الكميائي" في سوريا؟

تقول المصادر أن هنالك احتمالات متعددة. فالباسداران الإيراني ليس مرتاحاً إلى انتخاب حسن روحاني رئيساً لإيران خصوصاً أن روحاني يراهن على تحسين العلاقات مع الغرب كشرط واجب للخروج من أزمة إيران الإقتصادية الخانقة. والمواجهة الحالية تقطع الطريق على مشروعات روحاني للتفاوض مع أميركا، بل وتسمح بـ"الإطاحة" به، كما تكهّن معلّق إيراني في طهران، إذا ما تطورت الأمور إلى مواجهة مكشوفة. أما الإحتمال الثاني فهو أن قيادة الباسداران تورّطت في العملية كـ"اختبار" لردّ الفعل الأميركي، وفي ذهنها ردّ الفعل الأميركي على تطور البرنامج الذري الإيراني!

 

المعارض السوري والمدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات السياسية والإستراتيجية في واشنطن رضوان زيادة لـ"النهار": الأسد قدم تنازلات بسبب خوفه وواشنطن لن توافق مجاناً

النهار/قال المعارض السوري والمدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات السياسية والإستراتيجية في واشنطن رضوان زيادة لـ"النهار" ان "إستعداد النظام السوري لوضع الأسلحة الكيميائية تحت رقابة دولية يعبر عن تنازلات كبيرة يقدمها نتيجة تخوفه من الضربة العسكرية". ورأى ان "ثقة واشنطن بنظام الاسد في حدها الادنى، وهي لن توافق على اي عرض بشكل مجاني". في ما خصّ نقاشات الكونغرس، اعتبر زيادة ان "النقاشات داخل الكونغرس ستكون معقدة وتستغرق وقتاً، وفي حيّز منها تخضع لحسابات أميركية داخلية بين الحزب الواحد، حيث يعارض أعضاء ديموقراطيون ما يوافق عليه قادتهم، وكذلك الامر بالنسبة الى الحزب الجمهوري، بالاضافة الى وجود تيار انعزالي يريد ان تركز الولايات المتحدة على مشاكلها الداخلية، يقابله تيار يجد ان هناك اولوية لعدم اضعاف صورة اميركا وهيبتها الخارجية لكن ليس مقابل اي ثمن".

الرأي العام

ورداً على سؤال حول رفض شرائح كبيرة في الرأي العام الاميركي للضربة، قال زيادة انه متفائل في إمكانية اقناع المزيد الرأي العام المتردد والرافض. ورأى أن "الرأي العام لم يكن محضراً للملف السوري الذي أهملته الادارة الاميركية طيلة سنتين، بحيث إرتسم الصراع في هذا البلد في ذهن كثيرين من الأميركيين بانه عبارة عن حرب اهلية، كما ان تجارب افغانستان والعراق كانت ماثلة في الوجدان الاميركي الذي لم يرد التورط في حروب خارجية مديدة". واضاف ان "العمل الاعلامي والسياسي المكثف الذي قامت به الادارة الاميركية في الأيام الماضية تمكن من تبديل اراء الكثيرين داخل الولايات المتحدة". وفق توقعات زيادة، فان "الكونغرس ذاهب للتصويت لصالح الموافقة على الضربة التي لم يعد السؤال اذا كانت قائمة ام لا، بل حول موعدها واهدافها الاستراتيجية، فيما الاهتمام مركز الآن على بناء تحالف دولي واسع مؤيد لها" .

 

جعجع لـ”L’orient Le Jour”: إذا كانت دمشق وجوقتها في لبنان يريدون فعلاً حماية المسيحيين لماذا لا يطالبون بالحماية الدوليّة لمعلولا؟

كتبت ساندرا نجيم في صحيفة “لوريان لو جور”: لم تتوقف وسائل الإعلام منذ نهار الأربعاء عن بث معلومات غير موثوقة تتعلق بمجزرة تعرّض لها سكان بلدة معلولا، قام بها متمردون جهاديون بعد قتال عنيف للسيطرة على البلدة التي تقطنها غالبية مسيحية. في حين نفت شخصيات نافذة تقطن على مقربة من الموقع وقوع أي مجازر، تعزز هذه المعلومات نظرية تحالف الأقليات التي حرص رئيس حزب “القوات اللبنانية” على دحضها منذ بدء الأزمة السورية.  في مقابلة أجرتها معه صحيفة الـ”وريان لو جور” يذكّر الزعيم المسيحي بمضمون النهج الذي يدافع عن الوجود المسيحي في الشرق الأوسط من خلال منظور إنساني، مجرّد من أي فزّاعات تستخدم لتغذية الخوف القسري والقمعي لدى أقليات المنطقة. “ما يجري في معلولا هو انتقال مطابق للحرب التي تهز جميع المناطق السورية. إن بلدة معلولا المسيحية تتحمل المعاناة نفسها التي تتحملها مدينة حمص السنّية”، مشيراً بداية إلى عدم امتلاكه أي معطيات، حتى الساعة، عن عدد ضحايا هذه المعركة من سكان البلدة، أو مدى ضخامة الأضرار التي لحقت بها، فقد حصر جميع المعلومات الملموسة التي يمتلكها في جملة واحدة لا لبس فيها: “إن المعارك محتدمة في الوقت الراهن، بين جيش النظام، من جهة، والمعارضة من جهة أخرى”. وإن وجد أنه لا يمكن تحديد أي دقة إضافية في المعلومات التي تبثها وسائل الإعلام المحلية والإقليمية المعروفة، فهو لا يغفل عن ذكر التصريح الذي أدلت به الأم بيلاجي صياح، رئيسة دير مار تقلا في معلولا، وتصريح بطريرك الروم الأروثوذكس يوحنا العاشر اليازجي، اللذان نفيا وقوع أي مجازر في البلدة.

على أي حال، وبالرغم من عدم وجود معلومات مؤكدة، فإن سياسيي وإعلام “8 آذار”، “جوقة 8 آذار وحلفاء النظام السوري، ينصّبون أنفسهم حماة للمسيحيين من خلال إدانتهم للمجزرة المزعومة”، “إن كانوا يتمسكون بهذا الخطاب، فذلك ليس لأسباب تتعلق بحرصهم على المسيحيين ولا حتى بدافع إنساني، لكن فقط من أجل الاستثمار السياسي لخدمة نظام دمشق”، شارحا أن الحملة التي تشنها “أبواق 8 آذار” ليست إلا محاولة لـ”تعزيز ذريعة” تعود عليهم بالفائدة في المجال السياسي. “إن ما يسمى بحماية المسيحيين هي عملية تجارية بامتياز، تجارة تتغذى من موت ومأساة الشعوب”.

في حال تم التحقق من المعلومات حول المجزرة، يعتقد سمير جعجع أن “الحل الوحيد في هذه الحال يكون في حماية هذه البلدة وحماية تراثها الديني التاريخي”. يعود بنا إلى الملاجئ الكهفية والكنائس التي يرجع تاريخها إلى القرن الأول في هذه البلدة حيث لا يزال بعض سكانها يتحدثون اللغة الآرامية. لذلك، إن كان النظام السوري وحلفاؤه تتملكهم رغبة حقيقية في حماية مسيحيي سوريا والمنطقة، فإن “الحل الوحيد، والأكثر فعالية، يتمثل بنداء دولي لحماية الموقع في معلولا”. “فليستفد النظام السوري من المقعد غير الدائم الممنوح له في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لطلب هذه الحماية حتى انتهاء هذه الأزمة. “إن المعارضة السورية لن تعارض حتما هذا الطلب”، يضيف رئيس حزب القوات اللبنانية. بغض النظر عن مدى توافقها، ألا تنضم هذه المبادرة إلى المنطق الذي يميّز مصير المسيحيين عن مصير الشعب السوري ككل؟ يجيب سمير جعجع عن هذا السؤال بالنفي ويشرح أن الحل الذي يقترحه ليس إلا ردا على “وضع نعيشه في الوقت الحالي”. إن كان يفسر موقف الفاتيكان للسلام في سوريا على أنه “امتداد طبيعي للموقف المسالم التقليدي للكنيسة الكاثوليكية، والذي اتخذته حتى في عهد هتلر، فهو مع ذلك، يندّد بالتبشير الذي ينتهجه السياسيون المسيحيون الإقليميون الذين “يخرجون المسيحيين من بيئتهم الطبيعية”. “من غير الطبيعي أن ننزع هذا الجزء من النسيج الذي لطالما احتضنه، في الوقت الذي يتمرد فيه هذا النسيج ليطالب بالحرية، أي نظرية لتهجير المسيحيين قسراً يمكن أن نثبتها في هذا المخطط؟”. “إن أسوأ أمر يمكننا أن نفرضه على مسيحيي المنطقة هو الخوف”، يضيف رئيس حزب “القوات اللبنانية”، مذكراً أن النظام السوري كان دائماً راعياً للأصوليين، ومشيراً إلى حالتي “فتح الإسلام” و”تكفيريي العراق” الذين “أرضعتهم أجهزة المخابرات السورية”.

 

هيل يثمّن النأي بالنفس: استقرار لبنان يرتكز على التعايش بين الطوائف

النهار/ثمّن السفير الاميركي في لبنان دايفد هيل الالتزام اللبناني بسياسة النأي بالنفس ازاء الازمة السورية، مشيراً في الوقت عينه الى ان استقرار لبنان يرتكز على التعايش بين جميع الطوائف. واثر لقائه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، الثلاثاء، شدد هيل على أن الولايات المتحدة، شعباً وحكومة تسعى الى "اقامة حوار مع كل الطوائف في لبنان". وأعرب عن احترامه للتنوع الديني الذي هو احد السمات الخاصة بلبنان، لافتاً الى أن استقرار لبنان يرتكز على "الاحترام المتبادل، والتعاون، والتعايش بين جميع الطوائف". الى ذلك، ثمّن هيل الالتزام اللبناني بسياسة النأي بالنفس عن الازمة في سوريا، اعلن أن واشنطن تريد أن نستنفد كل الامكانيات الدبلوماسية التي يمكن أن تجنّب الضربة العسكرية على سوريا رداً على استخدام الكيميائي المفترض في 21 آب الفائت. وتنتظر الولايات المتحدة تغطية من الكونغرس الاميركي لاتخاذ قرار توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري ردا على هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية في 21 آب، طاول الغوطة الشرقية والغوطة الغربية ومن ضمنها المعضمية. وزار هيل، وزير المال في حكومة تصريف الاعمال محمد الصفدي، وتباحثا في الاوضاع السياسية في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة الاميركية ولبنان، حيث جدد السفير الاميركي "دعم بلاده للبنان ومؤسساته وفي طليعتها الجيش". واكد "الحرص على ان يبقى لبنان بعيدا عن تأثيرات ما يجري في سوريا".

 

هيل من الديمان: المطلوب حصر الأسلحة الكيمائية وتدميرها لتثمر المبادرة الروسية

وطنية - عرض البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مع السفير الاميركي ديفيد هيل وضع المنطقة واهمية دور المسيحيين فها ووجوب الحفاظ على وجودهم، وقال هيل بعد اللقاء: "احترم التنوع الذي يتميز به لبنان والعيش المشترك فيه. وقد تناولنا مع غبطته أمورا مختلفة على الساحة اللبنانية والاقليمية، وشددنا على ضرورة تحييد لبنان وسياسة النأي بالنفس". واعتبر أن "المبادرة الديبلوماسية الروسية ايجابية جدا، ولكن لدينا شك في هذا الموضوع، وخصوصا أن المبادرة أتت نتيجة ضغط دولي كبير"، معتبرا أن "الطريقة الناجحة للمبادرة هي بحصر الاسلحة الكيمائية وتدميرها لتصبح المبادرة مثمرة".

ودان هيل "الاعتداءات على الاقليات والتعرض لرجال الدين والمؤمنين"، مؤكدا ان "اعادة الاستقرار الى سوريا والمنطقة يحتاج الى حل سياسي".

وكان السفير الاميركي وصل الى الصرح البطريركي في الديمان عند الاولى إلا ربعا، وكان في استقباله النائب البطريركي العام المطران بولس صياح ومدير مكتب الاعلام والبروتوكول المحامي وليد غياض، لينتقل بعدها الى شرفة الجناح البطريركي حيث كان في استقباله البطريرك الراعي. وبعد استراحة قصيرة، عقدت خلوة بين البطريرك والسفير هيل استكملت بعدها المشاورات الى المائدة البطريركية.

وقدم البطريرك للسفير مجموعة كتب للوادي المقدس ومغاوره ورسالته الاولى "شركة ومحبة" باللغة الانكليزية.

وأكد الراعي لهيل "رفض الكنيسة لكل أشكال العنف والاقتتال والإرهاب والخطف، وانها مع حل النزاعات بالطرق السلمية والحوار"، مشددا على أن "رفض الحرب لا يعني دعم أي طرف من أطراف النزاع في سوريا وغيرها من بلدان المنطقة". وعرض البطريرك لتداعيات الحرب السورية والنزوح الكثيف على لبنان ومدى تأثيره اجتماعيا واقتصاديا وأمنيا وسياسيا.

وتطرق الى قضية المخطوفين اللبنانيين في سوريا واختفاء المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم والى "التعديات على المقدسات وعلى المؤمنين عموما والمسيحيين خصوصا في معلولا وبلودان وغيرهما من مناطق وجودهم"، لافتا الى "أهمية الحفاظ على الحضور المسيحي في الشرق الاوسط". ونوه الراعي "بالموقف الأبوي للبابا فرنسيس بدعوته الى الصلاة من أجل السلام"، آملا "أن يحذو حذوه رؤساء الدول في السعي الى إرساء أسس السلام في العالم بأسره، وخصوصا في المنطقة العربية".

 

كيري: واشنطن لن تنتظر طويلا والجيوش الأميركية لن تدخل سوريا

وطنية - قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري، اليوم، ان الولايات المتحدة "تنتظر تسلم الاقتراح الروسي بشان وضع اسلحة سوريا الكيميائية تحت اشراف دولي، الا انها لن تنتظر طويلا". وقال امام عدد من اعضاء الكونغرس: "ان وضع مخزون سوريا من الاسلحة الكيميائية تحت الاشراف الدولي قد يكون "الطريقة المثالية" للتخلص من هذه الاسلحة"، الا انه حذر من ان ذلك قد يكون "صعبا للغاية". كما أكد كيري أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الاميركي، أن "الصين وروسيا لعبتا دورا سلبيا في الأزمة السورية"، مضيفا أن "الرئيس الاميركي أوباما لا يطلب التفويض لاعلان الحرب، وأن الجيوش الأميركية لن تدخل سوريا". وأشار الى أن" ايران تراقب عن كثب لاستغلال ضعفنا".

 

لافروف في اتصال مع فابيوس: مشروع القرار الفرنسي حول سوريا لا يمكن قبوله

وطنية - اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس، ان "روسيا ترى ان مشروع القرار الفرنسي في الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية السورية مشروع لا يمكن قبوله". وقالت الخارجية الروسية في بيان ان "لافروف شدد على ان اقتراح فرنسا الموافقة على قرار يصدره مجلس الامن الدولي، مع تحميل السلطات السورية مسؤولية الاستخدام المحتمل لاسلحة كيميائية هو اقتراح لا يمكن قبوله".

 

اعتصام لأهالي مخطوفي اعزاز امام مقر عين التينة احتجاجا على عدم اطلاق الموقوفين ال3 من اقربائهم

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" طوني وهبي أن أهالي مخطوفي إعزار، نفذوا عصر اليوم، اعتصاما أمام مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، احتجاجا على "عدم اطلاق الموقوفين الثلاثة من أقربائهم، في قضية خطف التركيين"في ظل إجراءات أمنية للجيش وشرطة مجلس النواب. وأعلن المعتصمون استمرارهم في "الاعتصام إن لم يتم إطلاق الموقوفين الثلاثة"، مشيرين إلى أن "خطف الزوار التسعة سياسي بامتياز، وكذلك خطف التركيين"، لافتين إلى أنهم "مستهدفون من فرع المعلومات". وقام المعتصمون بقطع الطريق امام قصر عين التينة لبعض الوقت.

 

كتلة المستقبل دانت تمدد اجراءات الأمن الذاتي في بيروت: النظام السوري لا يمكن أن يكون حاميا للمسيحيين

وطنية - عقدت كتلة "المستقبل" النيابية اجتماعها الأسبوعي الدوري، في الثانية والنصف من بعد ظهر اليوم، في بيت الوسط، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة. واستعرضت الأوضاع في لبنان والمنطقة.

وفي نهاية الإجتماع، أصدرت بيانا تلاه النائب الدكتور عاطف مجدلاني، وقال فيه: "تتابع الكتلة باهتمام الأنباء الأولية التي تتناول تفاهما دوليا يبدو أنه يجري التوصل إليه، والذي يرمي إلى منع النظام السوري من الاستمرار في استعماله لأسلحته الكيميائية لإبادة شعبه". ودعت الكتلة في بيانها "المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ اجراءات جدية وعملية وعاجلة لوقف اعتداءات النظام السوري على شعبه، ومعاقبته على الجرائم التي ارتكبها منذ اندلاع الثورة في سوريا، والتي أدت إلى سقوط أكثر من مائة وعشرين ألف قتيل، وضعف هذا العدد من الجرحى والمشوهين، وكذلك إلى تهجير ما يزيد عن ثلث الشعب السوري في داخل سوريا وخارجها"، مشيرة إلى أن "النظام السوري، وفي مقدمه رئيسه بشار الأسد، يتحمل مسؤولية استخدام أسلحة الدمار الشامل وارتكاب جرائم ضد الانسانية واستمراره في ارتكاب هذه الجرائم بحق الشعب السوري، والتي لا يجوز أن يفلت مرتكبوها ومن أمر بارتكابها من العقاب". وتوقفت أمام "ما يتم تناقله عن معارك عسكرية في محيط بلدة معلولا التاريخية لما لها من رمزية دينية". وإذ استنكرت "أشد الاستنكار، أي اعتداء على الأماكن التاريخية المسيحية المقدسة في البلدة من أي جهة أتى، لكونه أمر مرفوض ومدان ولا يمكن القبول به، فإنها تدين أيضا "أي اعتداء سبق أن استهدف أو يمكن أن يستهدف أماكن تاريخية ومقدسة لدى كل من المسلمين والمسيحيين". وشددت على "أهمية توخي الدقة لدى الحديث عن مثل هذه الاعتداءات، التي يروجها النظام السوري وآخرون، بحيث لا تصبح مادة للتجاذبات والتحريض والاثارة والاستغلال السياسي البعيد عن الحقيقة". ورأت "في توقيت الحديث عن الهجوم على معلولا أمرا مثيرا للشبهة لأنه يأتي في الوقت الذي تتجه في أنظار العالم إلى الجرائم التي ارتكبها النظام السوري عبر استعماله الأسلحة الكيمياوية في حق شعبه". وتوقفت "عند ادعاءات النظام السوري الكاذبة والخبيثة لجهة أنه يحمي الأقليات، وخصوصا المسيحيين"، مذكرة ب"ارتكابات هذا النظام ومخابراته خلال سنوات طويلة وما قام به من اضطهاد للبنانيين، إلى أي طائفة انتموا، وفي مقدمها الطوائف المسيحية، وهو ما يثبت بالدليل القاطع أن النظام السوري لا يمكن أن يكون حاميا للمسيحيين، لا في لبنان ولا في سوريا".واستعرضت "تكاثر وتكرار الأحداث والمشكلات الأمنية في أكثر من منطقة والناتجة من تداعيات حال الأمن الذاتي التي يفرضها "حزب الله" وينفذها في كل من الضاحية الجنوبية ومناطق الجنوب والبقاع وبعض مناطق جبل لبنان".

واستنكرت "هذه الاجراءات التي سبق أن حذرت منها"، معتبرة أن "ما جرى في برج البراجنة ومنطقة جبيل هو من الدلائل على خطورة ضرب هيبة الدولة وسلطتها على أراضيها، ويهدف إلى الحلول مكانها وسلب دورها".

كما استنكرت "تمدد حالة واجراءات الأمن الذاتي الى شوارع ومناطق في العاصمة بيروت، حيث بدأت تنتشر المظاهر والإجراءات الأمنية الحزبية، وخصوصا في الليل، مما يروع الاهالي والسكان والمتنقلين ويهدد بعودة شبح الماضي البغيض من سيطرة الميليشيات والشبيحة على الطرق". ولفتت "عناية المسؤولين والرأي العام إلى محاولات بعض الأطراف تعميم إجراءات الأمن الذاتي المسلح عبر توسيع مهام الشرطة والحرس البلدي، بما يتجاوز ما يسمح به قانون البلديات لأنه قد يشكل استخداما مشبوها لقوى الأمر الواقع في مهام تدخل في صلب صلاحيات القوى العسكرية والأمنية الشرعية". وأشارت إلى أن "المحاولة الأخيرة التي بذلها كل من فخامة الرئيس ودولة الرئيس المكلف للخروج من الوضع الراهن عبر تشكيل حكومة مؤلفة، وفقا لقواعد أعلنها الرئيس المكلف، قد جرى اجهاضها من قبل "حزب الله"، عبر اصراره على بدعة الثلث المعطل، والذي ما زال يسعى إلى صيغة تضمن له التملص من اعلان بعبدا الذي تم التوافق عليه في هيئة الحوار الوطني". وجددت الكتلة مطالبة "الرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام بالمسارعة إلى تشكيل الحكومة الجديدة في أسرع وقت، لأن الوضع لم يعد يحتمل التأخير وإن شؤون الناس الاقتصادية والمعيشية وأوضاع المؤسسات باتت في حال كارثية لا يمكن الاستمرار فيها في ظل المخاطر المتمادية والتراجع الكبير في المؤشرات الاقتصادية والمالية والمعيشية"، مشيرة إلى أن "مصالح المواطنين ولقمة عيشهم باتت مهددة ولا تحتمل استمرار التأجيل، وإن الحكومة الجديدة تشكل السبيل الوحيد لفتح باب الخروج من المأزق المتفاقم على مختلف المستويات".

 

شمعون: الضربة العسكرية على سوريا اصبحت واقعا وليست مجرد تهديدات

وطنية - رأى رئيس حزب "الوطنيين الأحرار" النائب دوري شمعون ان "الضربة العسكرية على سوريا اصبحت واقعا وليست مجرد تهديدات، لان من يتحدث عن هذا الامر هو رئيس اهم دولة في العالم"، مشيرا في حديث صحفي، الى ان "الرأي العام الاميركي مع الضربة العسكرية وإن كان لا يعلن حقيقة ذلك، خصوصا ان الرئيس باراك اوباما يريد ان ينهي النفوذ العسكري للبعض وهو ضد الحروب"، لافتا الى ان "الضربة العسكرية على سوريا ستكون استراتيجية لبعض المواقع". وعن الحل الذي قدمته الولايات المتحدة للاسد بتسليم السلاح الكيميائي خلال اسبوع لتفادي الضربة العسكرية، قال شمعون: "الاسد يملك هذا السلاح ولكن بالطبع سينفي ذلك، وكان عليه ان يسمح للامم المتحدة بإرسال بعثات لكشف هوية من قام بهذه الجرائم ضد المدنيين، مما يعني ان حظوظ الحل الدبلوماسي قد ولت"، مستبعدا حصوله الان لانه بات صعبا وبعيدا عن الواقع. وردا على سؤال حول تخوفه من حصول تداعيات على لبنان جراء الضربة على سوريا، امل من حزب الله "ألا يعرض عضلاته كي لا يغرقنا في المصاعب فتصيبنا شظايا الضربة خصوصا أننا نتلقى دائما ويلات الاخرين، ونتمنى على نصرالله تخفيف حدة خطابه في هذه المرحلة، وبأن يتذكر ما قاله بعد حرب تموز في العام 2006 "لو كنت اعلم"، وبأن لا يبيعنا الكلام فقط كما فعل حينها". وحول الاتهام الذي تشنه قوى 8 آذار على مسيحيي 14 آذار واصفة اياهم بالصامتين إزاء ما يحصل في معلولا، اشار الى ان "هؤلاء يتاجرون بمعلولا، فتارة نسمع بأن الجيش السوري إقتحم المدينة وإعتدى على المقدسات، وطورا يقولون بأن المعارضة السورية هي من تقوم بالتعدي عليها، لذا لم نعد نفهم الحقيقة لكن لا يسعنا سوى مشاركة قداسة البابا والبطريرك الراعي الصلاة من اجل الحفاظ على هذه المدينة المسيحية الاثرية، لذا نسألهم ما عسانا ان نفعل اكثر من ذلك إزاء ما يجري؟". وحول الوضع اللبناني وازمة التشكيلة الحكومية، قال شمعون: "لا ارى اي تشكيلة حكومية في هذه المرحلة خصوصا في ظل الازمة السورية، فالاجواء لا توحي بذلك لان الجميع ينظر الى ما يجري حولنا، وبالتالي لا وقت لدى المسؤولين عندنا لتشكيل هذه الحكومة".

 

سليمان عرض مع رعد التطورات الحكومية والاوضاع في المنطقة

وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا بعد ظهر اليوم، مع رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد التطورات السياسية والحكومية الراهنة، بالاضافة الى الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط.

 

عون: مجلس الدفاع الاعلى يأخذ دور الحكومة ومن غير المقبول السكوت عن مسلسل تهجير المسيحيين

وطنية - أعلن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون بعد الاجتماع الأسبوعي لتكتله في الرابية أنه "تلقى رسالة من مسيحيي قرية بلودان السورية يخشون التعرض للاعتداءات، كما حصل في معلولا"، وقال: "اتصلنا بالبطاركة، وأبلغناهم بمضمون هذه الرسالة". أضاف: "إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يقول لا حاجة لحماية المسيحيين في الشرق، فنحن لا نريد حماية السوريين، بل تطبيق حقوق الانسان، التي تحترم حقوق المسيحيين. ونطالب الذين ينادون باحترام حقوق الانسان في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية بأن ينادوا باحترامها في البلدان العربية".  وسأل: "يقولون إنهم لم يقتلوا الناس ولم يحرقوا الأديار في معلولا. إذا، من أين أتت الصور التي عرضت؟، فمن غير المقبول أن نبقى ساكتين عن مسلسل تهجير المسيحيين، فهو انطلق من فلسطين، ووصل إلى العراق، ومصر حتى صار موضة". وقال:"اذا لم يكن هناك ايمان في قلب الشخص طبعا سيهزم وسيرحل من المنطقة"، مشيرا الى انه "عندما يدعو البابا فرنسيس الاول للصلاة وبطريرك موسكو ايضا، فهما يدعوان للصلاة لكل المؤمنين في العالم والحمدلله انتصرت الصلاة". في سياق اخر، اشار عون الى ان "مجلس الدفاع الاعلى يأخذ دور الحكومة ونحن نعترض على ذلك، وعلى الحكومة ان تجتمع تحت الضرورة الملحة،"، موضحا ان "تحريك الصلاحيات من جهاز الى آخر امر غير قانوني".

 

جعجع استقبل في معراب سفير المكسيك

وطنية - التقى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع سفير المكسيك في لبنان خيميه غارسيا آمارال في زيارة تعارف، في حضور رئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب بيار بو عاصي. وجرى البحث في الأوضاع السياسية الراهنة في لبنان والمنطقة، إضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

المبادرة الروسية اولى خطوات جنـيف 2/تفاهم طهـران – موسكو – واشنطن لابعاد شبح الحرب: "الكيميائي" تحت الانظار الاممية والنووي وسلاح "حزب الله" خارج البحث

المركزية- نقلت اوساط بارزة في 8 آذار عن القيادة الايرانية لـ"المركزية" ترحيبها بسلوك الازمة السورية اولى خطوات الحل السلمي وتراجع التهديدات الاميركية بتنفيذ ضربات صاروخية وجوية ضد مصالح ومنشآت عسكرية سورية". واكدت المصادر ان "المبادرة الروسية الاخيرة بوضع المخزون السوري من الاسلحة الكيميائية تحت اشراف الامم المتحدة اتى بتنسيق وتفاهم بين القيادتين الايرانية والروسية وبموافقة سورية وبعد مروحة اتصالات قام بها الجانب الروسي لاستجلاء مواقف الاطراف المتنازعة والفاعلة في الازمة السورية"، واشارت الى ان "الرد الاميركي على المبادرة الروسية كان ايجابياً مع اشتراط ان تكون على دفعتين الاولى وضع الأسلحة الكيميائية تحت مراقبة دولية ثم التخلص منها، والثانية الانضمام بالكامل إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية". ولفتت الى ان زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى موسكو هدفت الى تظهير المبادرة واطلاقها رسمياً"، واوضحت المصادر ان المبادرة الروسية والموافقة السورية السريعة والمباركة الايرانية الضمنية تهدف الى إبعاد شبح الضربة العسكرية ورمي الكرة في ملعب الرئيس الاميركي باراك اوباما وإرباك موقفه امام الكونغرس. فإذا كان الحل السلمي متوفراً فلماذا اللجوء الى خطوات عسكرية قد تمتد لتشمل المنطقة باكملها وليس الحدود السورية فقط؟ وهذه المبادرة ستدفع اعضاء الكونغرس الى إعادة النظر وعدم منح الضوء الاخضر لاوباما بشن الضربة العسكرية". وعما ما قيل عن ان "الاذعان" السوري وتجنبه الحرب بتسليمه ورقة الاسلحة الكيميائية الاستراتيجية بعد تمسكه بها لمدة اربعين عاماً ومدى انعكاس هذا القرار على الوضع الايراني وحزب الله وتأثرهما بأي تسوية، اشارت الى ان "الاميركي طلب ان تشمل المبادرة تسوية شاملة للملف السوري والسلاح النووي الايراني وسلاح حزب الله، الا ان الروسي رفض العرض الاميركي لانه ليس وكيلاً عن الايرانيين وحزب الله للتحدث والتفاوض باسمهما، فنقاط الخلاف متعددة لكن الملح فيها هو الاسلحة الكيميائية والضربة العسكرية". واضافت:" تنفيذ المبادرة الروسية سيشكل اولى الخطوات السلمية ويمهد الطريق لتسوية شاملة في جنيف 2".

 

حرب: مشاورات "14 آذار" توحد الموقف من "التشكيل" لن نرضخ لشروط "حزب الله"

المركزية- خرقت المشاورات التي يُجريها رئيس كتلة "المستقبل" النيابية الرئيس فؤاد السنيورة مع عدد من قيادات قوى "14 آذار" والتي شملت الرئيس امين الجميل والنائب بطرس حرب ومنسق الامانة العامة النائب السابق فارس سعيد الجمود المسيطر على الحركة السياسية في لبنان بسبب ترقب التطورات الاقليمية والضربة المُزمع توجيهها الى سوريا. النائب بطرس حرب اوضح لـ"المركزية" اننا "على تواصل دائم وشبه يومي مع الرئيس السنيورة اولاً لتنسيق المواقف وثانياً للبحث في الحلول التي يُمكن تقديمها للقضايا العالقة وعلى رأسها الان مسألة تشكيل الحكومة"، لافتاً الى ان "مسار التأليف دخل في مرحلة "ضبابية"، خصوصاً بعد التطورات الاقليمية الاخيرة".

وقال "الاتصالات التي تجري داخل قوى "14 آذار" هدفها بلورة موقف موحّد من التشكيل والتعاون مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلّف تمام سلام لتسهيل مهمة التأليف من دون الخروج عن المبادئ الاساسية لهذه العملية"، لافتاً رداً على سؤال الى ان "التنسيق داخل قوى "14 آذار" يتم غالباً بعيداً من الاعلام، وعند الضرورة نلجأ الى عقد لقاءات ومؤتمرات علنية". واعتبر ان "تمسّك "حزب الله" بالثلث المعطّل "عطّل" مشروع تشكيل الحكومة، ووضع الناس امام واقع إما الرضوخ له ولآرائه أو تعطيل التشكيل"، مشيراً الى اننا "لن نرضخ لشروطه"، ومؤكداً اننا "نحاول التفتيش عن مخارج تحفظ حقوق الجميع وكرامتهم". اضاف حرب ""حزب الله" مُتمسّك بصيغ معيّنة يُحاول فرضها على الشعب اللبناني من خلال "وهج السلاح" وهذا ما نرفضه، لذلك نُحاول التفتيش عن صيغ لا تُبعد الحزب، علماً اننا كنا نُطالب في فترة معيّنة بحكومة حيادية لا يتمثّل فيها احد، ولكن على رغم الحالة "الشاذة" التي اوجد "حزب الله" فيها والتي جرّ فيها لبنان الى أتون النار السورية نُحاول ايجاد مخارج معقولة الا ان "حزب الله" وحلفاءه لم يقبلوا بها". وختم "الرئيسان سليمان وسلام هما المكلّفان ادارة ملف الحكومة وحسمه، ونحن نوافق على كل ما يُساهم في حلّ مشكلة التأليف وإخراج البلد من هذا المأزق الذي يتخبّط فيه".

 

قداس ذكرى بشير في بكفيا

المركزية- علمت "المركزية" ان عائلة الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميل قررت هذه السنة إستثنائياً نقل القداس السنوي لذكرى استشهاده ورفاقه من كنيسة الايقونة العجائبية- اللعازارية في الاشرفية الى كنيسة مار ميخائيل في بكفيا في السادسة مساء السبت 14 الجاري. وعزت أوساط عائلة الرئيس الجميل اسباب نقل القداس الى الظروف الأمنية المحيطة بالبلاد والهواجس المتنامية من الاستهدافات، وتحاشياً لتعريض المواطنين والمناصرين ومحبي الرئيس الشهيد لأي خطر.

 

منسق مؤتمر مسيحيي الشرق دان الاحداث الدامية في معلولا

المركزية- دان منسق عام مؤتمر مسيحيي الشرق مارون كرم الاعتداءات التي تعرضت لها بلدة معلولا في سوريا. وقال ان الاحداث المؤلمة التي استهدفت بلدة معلولا السورية مدانة من الانسانية جمعاء، خصوصا ان هذه البلدة لم تعرف الا السلام طيلة تاريخها ولم تتعامل مع الآخرين الا بالمحبة والوداعة وهي آخر المحافظين على اللغة الارامية التي تحدث بها السيد المسيح. ودعا المتقاتلين الى تحييد القرى والبلدات المسيحية المسالمة عن الصراعات السياسية، خصوصا ان النهضة العربية قامت على ايدي ابناء هذه البلدات وابائهم واجدادهم ايام الاستعمار والانتداب. وأمل ان يعود الامن والسلام والعدالة والديموقراطية الى سوريا الجريحة التي منها انطلقت المسيحية الى العالم. وغادر كرم بيروت اليوم الى بلجيكا للقاء عدد من المسؤولين في البرلمان الاوروبي.

 

"سيدة الجبل" يقول كلمته في "معلولا"

المركزية- علمت "المركزية" ان دعوة وُجّهت لاعضاء "لقاء "سيدة الجبل" لعقد اجتماع طارىء قبل ظهر الخميس المقبل في اوتيل "الكسندر" في الاشرفية يُخصص للبحث في التطورات لاسيما على الساحة السورية بعد سيل الروايات المتناقضة حول ما يجري ميدانياً في بلدة معلولا وتوظيف الموضوع في السياسة وإستثماره على الساحة المحلية. ويآتي اللقاء وفق اوساط المنظمين لاسماع الصوت الاخر وللتأكيد على موقف مسيحي مُعارض للمجازر التي تُرتكب في سوريا وتوجيه الدعوة لرفض العنف واللجوء الى الحلول السلمية.

 

رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام: لإجراءات تحمي مسيحيي سوريا قبل خراب البصرة ولقاء بيـت عنيا يتخطى خلافات المسيحيين الصغيرة

الحديث عن اسلمة سـكان معلولا مرفـوض"

المركزية- أعادت المعارك الدائرة في "معلولا" القرية السورية المسيحية، الى الواجهة الحديث القديم – الجديد، عن مخطط لتهجير المسيحيين من الشرق. وفي هذا السياق، قال رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام لـ"المركزية"، "لا أدري من يملك مخططات، ولا أحكم على نيات أحد، ولكن ان تأتي فئات في العام 2013 وتدخل الى قرية مثل معلولا، تحت شعار انهم يريدون أسلمة سكانها او يدعونهم الى الاسلام حفاظا على أرواحهم، وان يقولوا بأدبياتهم انهم يدخلون الى عاصمة الصليبيين، فهذا كلام مرفوض جملة وتفصيلا، فنحن بعد 1400 سنة على وجودنا في المنطقة مع المسلمين، نرفض ان يبشرنا أحد بالاسلام او بسواه، ونحن مسيحيون مشرقيون قبل 1100 سنة على وجود الصليبيين والحروب الصليبية. نحن ضد العقل التكفيري، من دون ان يعني ذلك دعما للنظام السوري ولا لأي فريق آخر".

وأضاف "ننظر الى الوضع في سوريا على طريقة قداسة البابا والبطاركة، ونتمنى ان يتوقف فيها شلال الدم والقتل والتهجير اليوم، فالمأساة تطال كل السوريين، ولن تنتهي الازمة الا بحل سياسي، فنحن في لبنان عشنا حربا دامت سنوات ولم تنته الا بحل سياسي، شارك فيه كل الافرقاء، وهذا ما نتمناه اليوم لسوريا"، مشيرا الى انه "وفي خضمّ كل ما يحصل في سوريا، لا يمكننا الا القول ان هناك من يستهدف المسيحيين لكونهم مسيحيين، والا فكيف يفسّّر اختطاف مطرانين منذ أكثر من 4 أشهر من دون ان يعلن احد مسؤوليته عن العملية، ولا احد من المعارضين او ممن يقف وراءهم او من الاتراك يقولون لنا اين هما"، سائلا "أليس ذلك استهدافا للمسيحيين ؟ خاصة أن وقبل ذلك، خطف كاهنان ايضا. وكل التهجير من القامشلي وحلب وحمص ومن الحسكة والذي طال المئات من العائلات المسيحية في تهديد مباشر لها بخطفها وطلب فديات، اليس استهدافا للمسيحيين؟" وتابع افرام "رأينا ذلك في مصر ايضا، حيث وفي الصراع بين الجيش والرئيس المعزول محمد مرسي، تم حرق عشرات الكنائس، وفي العراق ايضا حيث دمرت الكنائس، هذا العقل التكفيري الالغائي الذي يصيب المسيحيين مباشرة، يجعلنا نظن ان هناك من يفكّر في تفريغ الشرق من مسيحييه". وعن اقتراح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بحماية دولية لمعلولا، قال "قبل المطالبة، نريد ان نعرف من هي هذه الجهات التي تريد استهداف المسيحيين، لنعرف نريد حماية مَن من مَن؟ فعلى المعارضة السورية بمختلف تلاوينها ان تقمع هذه التيارات التكفيرية، والمطلوب اولا الانتصار بالحرب من خلال الفكر، حيث لا يكون هناك فكر الغائي لدى البعض"، مضيفا "انا لا امانع اقتراح جعجع، واي اقتراح يقول بتحييد الاماكن الدينية والتراثية، والتي لا صراع جيوسياسيا عليها في سوريا كمعلولا. ولكن المهم معرفة ممن نريد حمايتها؟ وشدد افرام على ان "لا نريد ان تأتي هذه الحماية بعد خراب البصرة، وبعد خراب سوريا وترك المسيحيين لها. فاليوم 80 الى 85 % من اهالي معلولا غادروها، ونصف مسيحيي القامشلي غادروا، و60 و70% من اهالي حلب أيضا وحمص"، مذكّرا ان "بعد ان هُجّر مسيحيو الجبل في لبنان خلال الحرب، لم يعودوا حتى اليوم، وهذا ما يخيفنا في هذا الصراع كمسيحيين". من جهة أخرى، ولدى سؤاله عن لقاءات مستقبلية للقاء مسيحيي المشرق في بيت عنيا، اجاب "طبعا، هذا حراك مفتوح وهو يتجاوز كل الانقسامات الداخلية، ليقول اننا اذا كنا كمسيحيين في هذا الظرف العصيب الذي تمر به المنطقة، غير قادرين على التفاهم بين بعضنا والالتقاء في ما بيننا لرؤية ما هي الطرق الانجع لبقائنا في المنطقة، وفي لبنان، فماذا ننتظر"؟ مضيفا "هي دعوة كبيرة وحراك لتكريس دور الكنائس والبطريرك بشارة الراعي بألا يجب ان نبقى في المستنقع المسيحي، ويجب ان نحرك كل شيء يساعد على بقاء المسيحيين، بعيدا من خلافاتهم التافهة والمملة حول تقاسم مقعد انتخابي من هنا ووزارة من هناك، اكانوا في 8 او في 14 آذار". وعما اذا كان يوجه دعوة لمسيحيي 14 آذار للانضمام الى هذا اللقاء، قال افرام "لا نريد ان ينضم احد الى احد، نريد ان نرى كيف يمكن ان نتوافق على تحديد المخاطر، وتحديد افضل قانون انتخابي وكيفية تجذرنا في الارض والديموغرافيا في لبنان، كما في كل القطاعات، في المدرسة والصحة وخلق فرص عمل، وفي تحديد صلاحيات رئيس الجمهورية واي مد مشرقي نريد، كل هذه المواضيع الجوهرية يجب ان نتفق عليها كمسيحيين".

 

اسرائيل تشكك بالإقتراح الروسي لمنع هجوم عسكري أميركي ضد سوريا

المركزية- شككت إسرائيل بالإقتراح الروسي بإخضاع السلاح الكيميائي السوري لرقابة دولية بهدف منع هجوم عسكري أميركي ضد سوريا، لكنها اعتبرت في الوقت نفسه أن طرح الخيار العسكري أخاف سوريا ولذلك ينبغي التعامل بشكل مشابه مع إيران. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤولين سياسيين في الحكومة الإسرائيلية، قولهم إن "إسرائيل ليست في هذه اللعبة، لكن يجدر بالولايات المتحدة أن تدقق في اقتراح التسوية هذا، إذ أن المصالح الروسية والسورية تتناقض بالكامل في إطار الخط الذي أراد الغرب قيادته". واضاف المسؤولون الإسرائيليون، أنه في حال كان الرئيس السوري، بشار الأسد، مستعدا للتسوية المقترحة "بالأفعال وليس بالأقوال فقط"، فإنه بالإمكان استخلاص العبر من هذه القضية حيال التعامل مع إيران من أجل دفعها إلى وقف برنامجها النووي. من جانبه قال رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، افيغدور ليبرمان، للإذاعة العامة الإسرائيلية ان تفاصيل الاقتراح الروسي في شأن مراقبة السلاح الكيميائي السوري ليس واضحا "فهل سيتم تسليمه كله للغرب أم سيبقى تحت المراقبة في سوريا"، وأضاف "على إسرائيل أن تبقى خارج اللعبة والا تتخذ اي موقف رغم محاولات لجرها إلى داخل اللعبة".وتابع ليبرمان مهددا أن "على الأسد أن يدرك أنه والمقربين منه سيتحولون إلى هدف شرعي إذا جر إسرائيل إلى داخل الصراع".

 

معلولا تُسقط «إدّعاء» الأسد حماية المسيحيين

الآن سركيس/جريدة الجمهورية

لا تزال القصّة المبهمة لسيطرة قوات المعارضة السورية على معلولا تشغل الرأي العام اللبناني والعالمي، إذ إنّ التخويف الاعلامي من حدوث مجزرة في البلدة وتدمير الآثار فيها، يتخطّى حجم الأحداث على الأرض.

 سواء تواصلت معارك الكرّ والفرّ او عادت التهدئة الى البلدة المسيحية التاريخية، الاّ انّ حجّة النظام السوري وادعاءه انه حامي المسيحيين، سقطت مع الهجوم على معلولا. فمن جهة لم يستطع النظام الدفاع عن أهمّ معقل مسيحي، ومن جهة ثانية، أظهر "الائتلاف الوطني السوري المعارض وهيئة الأركان العامة للقوى العسكرية والثورية" حرصاً على المسيحيين، حيث كلّفوا قوات خاصة من "الجيش الحر" تأمين سلامة الأهالي وحماية مقدسات البلدة التاريخية وخصوصاً الأديرة والمقدسات"، مشيرين في بيان أمس الى انّ "المسيحيين إخوتنا ونعلم انّ النظام سيستهدفهم استثنائياً في هذه المرحلة تحديداً"، معتبرين انّ "النظام السوري يسعى بفجور إستثنائي لترهيب السوريين والعالم، عبر إعطاء انطباع بأنه يحمي الأقليات وانّ الثوار وحوشٌ ضارية تريد افتراسها". وفي لبنان، يستغلّ مسيحيو "8 آذار" و"التيار الوطني الحرّ" أحداث معلولا لإقناع جمهورهم بصوابية خياراتهم بالوقوف الى جانب نظام الأسد، وكسب أكبر قدر من النقاط لتسجيلها على خصومهم المسيحيين، وهم لا يتوَانون عن عقد المؤتمرات الصحافية واطلاق التصاريح الاعلامية، غير آبهين هل تؤذي تصاريحهم المسيحيين الموجودين هناك. على رغم التعاطف الذي يبديه مسيحيو لبنان مع مسيحيّي سوريا، الّا انه لم يُترجَم تحركات على الأرض او ارسال مقاتلين الى سوريا لحماية معلولا وبلدات مسيحيّة أخرى، على غرار ارسال "حزب الله" مقاتلين تحت شعار حماية المقامات الدينية، وخصوصاً مقام "السيدة زينب"، وذلك ليس لأنهم غير قادرين على القتال بل إنّ المسيحيين يعرفون انّ حدودهم تقف عند سيادة الدول الاخرى، وانتماء المسيحيين هو للبلد الذي يعيشون فيه. بين دير سيّدة البلمند وعين تريز وبكركي، توزّع اهتمام المرجعيات الدينية لمتابعة أحداث معلولا، حيث يواصل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام توجيه النداءات من أجل البلدة، محذراً من خطورة الوضع فيها. أما دير البلمند فيلتزم الصمت، وتُحصر التصاريح بالبطريرك يوحنا العاشر اليازجي الذي يتابع الوضع عن كثب، ويتواصل مع الابرشيات في سوريا. ويعتبر الرهبان والمطارنة انّ "كثرة الكلام لا تفيد في هذه المرحلة انما الصلاة من أجل ابنائنا الذين يواجهون صعوبات جمّة". من جهتها، تحاول بكركي الاطلاع على ما يحصل من دون معرفة دقيقة بالتفاصيل، ويؤكد النائب البطريركي العام المطران بولس صيّاح لـ"الجمهورية"، انّ "الوضع في معلولا لا يزال على حاله، اذ من الصعب التواصل مع الأهالي والرهبان، ومعظم الأخبار نستقيها من وسائل الاعلام"، لافتاً الى انّ "راعي ابرشية اللاذقية المارونية المطران الياس سليمان زارنا أمس الأول" وأكد انّ "وضع المسيحيين في اللاذقية جيدٌ ولا يتعرضون لأيّ اعتداء، أما في حمص فيصيبهم ما يصيب الجميع وليس هناك أيّ اعتداء مقصود، لكنّ الخوف هو من تطوّر الأوضاع نحو الأسوأ وهذا يشعر به كلّ سوري مهما كانت طائفته". لا شكّ في انّ مسيحيي لبنان يتأثرون بما يجري مع اخوتهم في معلولا، لانّ سكان معلولا سكنوا أيضاً المغاور والكهوف وقاوموا وحاربوا الظلم والاستبداد، وعانوا الديكتاتورية التي عاناها الشعب السوري، لكنّ مسيحيّي سوريا لا يحبّذون المواقف التجارية الاستغلالية التي تصدر عن بعض السياسيين المسيحيين اللبنانيين. فمن يعبّر عن مخاوفهم ورأيهم هو البطريرك اليازجي الذي يعيش بينهم وتتميّز مواقفه بالاعتدال، على رغم كلّ ما يحصل، وهو الذي قال بحَسم: "ما يصيب المسيحي في سوريا يصيب كلّ سوري".

 

معلولا و"معلولين"

 راشد فايد/النهار

تستحق معلولا ما هو اكثر من العصبية الدينية الساذجة أو المتعامية، بصرف النظر عن صدق الانباء عما جرى فيها، أو كذبها. تستحق معلولا كل اهتمام، ليس لانها بلدة مسيحية تاريخية، بل لانها بعض من تراث الانسانية، مثلها كمثل ضريح خالد بن الوليد، والصحن الحيدري والمقامات الدينية في العالم الاسلامي، وكمثل تماثيل بوذا في افغانستان التي دمرها "الطالبان". حدث معلولا فضح، مجدداً، العصبية الدينية الحولاء، التي تهب للهوية الأضيق، لدى اللبنانيين المسيحيين تحديداً، وفي الطليعة انتهازيو الفرص الرخيصة، من السياسيين ومياومي حلف الاقليات، الذين يريدون المسيحيين أهل غيتو، رهائن أو ضيوفا، لا مواطنين في بلدانهم. ليس هذا التقوقع على هامش الحس الانساني وحيدا في شرقنا العربي، فهناك نأي عن الحس الانساني يزامله، وإلا ما القول في الصمت العربي على سقوط 300 عراقي يومياً، بتفجير سيارات مفخخة، في أعمال ارهاب لا يمارى. لكن ذلك لا يبدو غير مألوف، من المحيط إلى الخليج. ومن لم يعلن ادانته تفجيرات 11 أيلول الأميركية، أو يبدر منه أسف على ضحايا ذلك اليوم، هو نفسه من يصمت أمام دماء العراقيين والسوريين، وقبلهم اللبنانيين في حروبهم مدى 15 سنة، ومعهم قتلى التفجيرات الارهابية في كل مكان. هل السبب ان العرب يعاشرون الموت في حياتهم، كون الحرية، وهي جذوة الحياة، مصادرة أو مراقبة، أم ان الأنا المريضة والمتدرجة من الذات الى العائلة أو العشيرة، فالحي والبلدة، تمنحهم بلادة التماسيح ودموعها أمام مشاهد الدم والدمار؟ والحال هذه، يستحيل تصنيف استنكارات البعض لاعمال خطف وقتل وتفجير، ضمن يقظة الحس الانساني واجلال الحياة البشرية، بل ضمن الانتظام الطائفي، كما الحال تجاه خطف المطرانين بولس اليازجي ويوحنا إبرهيم، والاكاذيب عن معلولا، وكما الانحياز السياسي لتظاهرة جماعة 8 آذار في عوكر، تضامنا مع نظام الاسد الدموي، وليس رفضا لهدر دماء السوريين، سواء على يد بشار، كما الحال منذ نحو 3 سنوات، او بسبب الضربة الاميركية الموعودة. ما يكرس طائفية الاستنكار، أو استزلامه السياسي، ان نقيض المستنكرين، أو خصمهم لم ينبس ببنت شفة. وما قول الوزير "المعجزة" ان ما يجري في معلولا يستهدف تهجير المسيحيين من سوريا، إلا تأكيد لذلك، فهو لم ير أن عدد المهجرين، الى اليوم، من سوريا فاق المليونين، نال لبنان ما يزيد على ربعهم، ولا تقول المعلومات انهم مسيحيون أو مسلمون بل سوريون من البشر. توظيف طائفي رخيص لحالة انسانية؟ بل هو دفن الحس الانساني عموما، وخواء الرابط العروبي، من المحيط الى الخليج، من جهة، ودناءة سياسية "ضيعجية" محلية، من جهة اخرى. ويحدثونك عن لبنان المبادئ والقيم. لكن ماذا عن اللبنانيين؟!

 

سوريا.. إنها اللحظات الأخيرة الحاسمة!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

كل ما شهدناه، ونشهده، في الـ24 ساعة الأخيرة، والقادمة، يعني أننا أمام اللحظات الأخيرة الحاسمة في الأزمة السورية، حيث سيتضح مدى جدية المجتمع الدولي تجاه سوريا، من عدمه، وأي طريق ستسير به المنطقة حال حدثت الضربة العسكرية ضد الأسد، أو لم تحدث بحال صوت الكونغرس الأميركي ضدها. نقول اللحظات الأخيرة الحاسمة لأننا سنعرف إذا ما كان المجتمع الدولي ملتزم حقيقيا تجاه أمن المنطقة، أو لا، ففي حال تم اتخاذ قرار بتوجيه الضربة العسكرية فإن الرسالة ستكون واضحة للجميع بالمنطقة، وتحديدا إيران وحلفائها، بأن المجتمع الدولي جاد ضد استخدام الأسلحة الكيماوية، وأن مرتكبها لن يفلت من العقوبة، وأن القتل لا يمكن أن يكون جزءا من العملية السياسية، أو من ضمن أدوات البقاء في الحكم، أو بسط النفوذ، كما تعود الأسد وحلفاؤه مطولا. أما بحال صوت الكونغرس ضد الضربة فهذا يعني ببساطة أن القتل سيكون العامل الأساسي في فرض قواعد «اللعبة» بمنطقتنا التي عليها أن تستعد لموجة جديدة، وقاسية، من الإرهاب، وعكس ما قاله الأسد في مقابلته التلفزيونية مع الإعلامي الأميركي تشارلي روز، حيث يقول الأسد، إن ضرب سوريا سيؤجج الإرهاب، والحقيقة أن عدم ضربه، وإيقاف آلة قتله، هو ما سيؤجج الإرهاب، كما هو حاصل بسوريا اليوم، حيث علينا أن نتذكر بأنه منذ بدء الثورة لم يكن هناك وجود لإرهابيين، أو أصوليين، واليوم وبعد أكثر من عامين، ومع وقوع ما يزيد على مائة ألف قتيل سوري على يد قوات الأسد فإن الإرهاب، والأصولية، موجودان بالطبع، وسيزداد الأمر سوءا طالما تهاون المجتمع الدولي مع جرائم الأسد، وآخرها استخدام الكيماوي، وهو ما من شأنه أن يغذي الطائفية، والإرهاب بشكل عام.

وعليه فإننا أمام اللحظات الأخيرة الحاسمة ليس لمعرفة ما إذا كانت الضربة ستقع أم لا؟ وإنما لنعرف أي مستقبل ينتظر هذه المنطقة، ولذا نرى الأسد والروس ينتفضان إعلاميا، وسياسيا، متوجهين للرأي العام الأميركي لمحاولة إقناعه بعدم السماح للرئيس أوباما بقيادة تحالف دولي لتوجيه ضربة عسكرية ضد الأسد، بينما يطوف وزير الخارجية الأميركي العواصم الأوروبية المؤثرة لحشد مزيد من التأييد الدولي لتلك الضربة، ومعه نخبة من المسؤولين العرب المؤثرين، فالجميع يعي تماما أننا أمام لحظات حاسمة سيكون لها تأثير على أمن المنطقة، والتحالفات الدولية فيها، والتي هي ضحية ضعف سياسي غير مسبوق تسببت فيه إدارة أوباما الذي يسابق الوقت أيضا لإقناع مواطنيه من خلال سلسلة من المقابلات التلفزيونية، وخلافها، بجدوى التدخل العسكري الآن بعد أن حاول أوباما مطولا التهرب من الأزمة السورية، التي باتت تطارده، وقد تطارده حتى بعد انتهاء فترته كأضعف رئيس أميركي سياسيا، مثل ما كتب التاريخ الآن أن بشار الأسد هو أكبر طاغية عرفته منطقتنا. لذلك نحن أمام اللحظات الأخيرة الحاسمة لنعرف إلى أين ستتجه هذه المنطقة المنكوبة أصلا؟

 

العرب مسرح إيراني للحرب المذهبية

غسان الإمام/الشرق الأوسط

اللون في أميركا رمز سياسي. سبقت سينما هوليوود سينما السياسة. لوَّنت الفيلم. ففقد البطل القدرة على التعبير. وبقيت السياسة الأميركية لا تعرف سوى الأبيض والأسود. الأبيض لون الرأسماليين الأقوياء. والأسود لون الأَرِقَّاء المخطوفين من غابات أفريقيا. وغاب الأحمر. فقد «تأمرك» الهنود الحمر. ولم تصل إلى القارة أميركا الألوان الرمادية والقرمزية للماركسية. والاشتراكية. والفاشية التي دوَّخت أوروبا.

حرر الرئيس أبراهام لنكولن السود في الحرب الأهلية. فاغتالته السياسة. وبقي السود محرومين من لذائذها وعذاباتها. بشَّرهم الرئيس الكاثوليكي جون كيندي بحقوقهم السياسية. فبات اغتياله هو. وشقيقه روبرت. والمبشر بالحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ لغزا أبديا يعذب ضمير أميركا.

جرب السود العمل في السياسة. ترشحوا للرئاسة. فظلوا سودا مرفوضين لدى البيضان. هاتَفَ باراك حسين أوباما الناخبين عبر الإنترنت. فسبق منافسته البيضاء هيلاري إلى البيت الأبيض. لو فازت هيلاري لما بقي بشار رئيسا يحقن شعبه بالكيماوي السام. أوباما مسمار أسود في ترس السلطة الفولاذي الأبيض. يملك. ولا يحكم. عذّبته فصاحة الثقافة. فتردد. أنقذ البيضان من حروبهم العبثية في العراق. وأفغانستان. فشكروه. ولم يحمدوه. أو يمدحوه. تفلسف الرئيس المثقف. رسم خطا أحمر أمام قنبلة إيران. تردد. فتجاوزته. فغضب منه اليهود. رسم خطا أحمر أمام بشار. فأشعلت إيران حربا دينية/ مذهبية على مسرح العرب. أحرق العرب أنفسهم بالانتفاضة. فسلمهم باراك حسين أوباما إلى سيف الإسلام «الإخواني».

أوباما اليوم في ورطة. هدد بشار بضربة على اليد تقوّيه. ولا تسقطه. تردد أوباما. ففقد المبادرة. ترك قرار الضربة لبيض الكونغرس. والإدارة. والمعارضة. إنْ ضربوا بشار اتهمهم اللاعب بوتين بمخالفة القانون الدولي. إن سكتوا. اتهمهم بالتدخل أكثر المشاغبين تدخلا: خامنئي. بشار. حسن نصر الله. فقد دقوا الطبول. ونفخوا الصدور. وأعلنوا سلفا الانتصار. قوانين الحرب النظامية تفرض على الجيوش حماية حياة المدنيين. الحرب الدينية المذهبية أشد الحروب المدنية بشاعة وهولا. حرب إبادة. تطهير ديني. وعرقي. يموت السوريون بمعدل خمسة آلاف إنسان في الشهر. هذا النوع من الحروب يطلق الغرائز التي ضبطتها الشرائع الدينية والقوانين المدنية. ويدعي أن السماء تقف بجانب كل منها. والسماء منها براء.

الحرب المدنية، كالمنخفض الجوي، تجتذب التدخل الخارجي. لدول. وجيوش. وتنظيمات. وميليشيات، لا تعترف بالحدود. والسيادة. والاستقلال. ورطت إيران حزبها اللبناني بالحرب، إلى جانب نظام بشار. تدفق «الجهاديون» السنة عبر الحدود. قاتلوا النظام. وفرضوا تزمتهم الديني على السوريين. طورت الحرب النظامية القانون الدولي! تشكلت نواة حكومة عالمية. شرطيها الدولي (مجلس الأمن) مقيد بفيتو خمس دول تملك حق إعلان السلام والحرب. أثبتت التجربة ضعف القوات الدولية. فقد دفعت حزب الله إلى الشمال. ففرض بالسلاح دكتاتورية الطائفة القوية، على ديمقراطية الطوائف الهشة.

عطل بوتين بـ«الفيتو» مجلس الأمن عن إنهاء الحرب المذهبية في سوريا. فدفع الغرب إلى التصرف، بمعزل عن شرعية الحكومة العالمية. وهكذا، تجمعت الأساطيل في شرق المتوسط. الأسطول السادس الأميركي قبالة قطع الأسطول الروسي. وبينها سفينة متخصصة في الحرب الأثيرية.

هل تحدث مواجهة؟ ماذا إذا تمكنت هذه السفينة من التدخل في «شيفرة» الصواريخ الأميركية الموجهة، لحرفها عن مسارها. وعن الوصول إلى أهدافها العسكرية؟ هل يضرب الأسطول الأميركي سفينة التشويش الروسي، إذا سقطت الصواريخ المنحرفة على تجمعات سكانية مدنية، فأحرجت أميركا أمام سكان العالم؟ سكتت روسيا. لم ترد على قصف أميركا صرب كوسوفو أولاد عمومتها السلاف الجنوبية. ولم ترد أميركا على قصف إسرائيل للسفينة «ليبرتي» التي شوَّشت على اتصالات القوات الإسرائيلية المتقدمة في سيناء خلال حرب 1967. قتل 37 بحارا أميركيا. فاعتبر الرئيس ليندون جونسون ذلك من قبيل «ضرب الحبيب زي أكل الزبيب».

هل التهديدات السورية/ الإيرانية جدِّية بـ«خربطة» المنطقة؟ التحقيقات الأولية في التفجيرات اللبنانية الأخيرة تدل على أن السيارات المفخخة التي انفجرت في ضاحية بيروت الشيعية. وفي مسجدي «هيئة العلماء المسلمين» الجهادية السنية في طرابلس، كانت من طراز «كيا» الإيراني الذي تستورده سوريا. وتم التفخيخ في سوريا بمعرفة ضباط المخابرات السورية. والهدف إشعال حرب مذهبية في لبنان.

لكن الأسد لم يرد على أربع غارات إسرائيلية على سوريا. تم فيها تدمير مبنى المفاعل النووي. وقوافل الأسلحة المتوجهة إلى حزب الله في لبنان. بل المعلومات الواردة من دمشق تفيد بأن المجندين الذين حلوا محل الشبيحة على الحواجز، فروا بمجرد سماعهم نبأ اعتزام أميركا ضرب سوريا. وكان من الهاربين ضباط كبار وصغار. المعلومات أيضا تفيد بأن قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني الذي كان موجودا في دمشق، هو الذي طلب من القيادة السورية إبعاد السكان المدنيين في الضواحي، لتسهيل اقتحام المتطوعين الإيرانيين. والعراقيين الشيعة، مع ميليشيا حزب الله للمنطقة. و«تطهيرها» من الثوار الذين يقصفون دمشق بمدافع الهاون.

لكن القيادة السياسية الجديدة في طهران تبدي فتورا إزاء دعم بشار الكيماوي. واختارت وزير خارجيتها محمد جواد ظريف الدارس في أميركا، مفاوضا نوويا جديدا. واستهل عمله هو ورئيسه حسن روحاني، بتهنئة يهود العالم برأس السنة العبرية الجديدة، والاعتراف بـ«الهولوكوست» الذي أنكره الرئيس السابق نجاد. هل تساوم إيران الغرب وإسرائيل؟ هل تخير أميركا بين الإبقاء على بشار، في مقابل التضحية بمشروع القنبلة، وصولا إلى إسقاط الحصار والعقوبات المالية والمصرفية التي أفلست إيران؟ أعود إلى الحرب الدينية/ المذهبية. فأقول إنها طويلة النفس. فهي تعمر وتعيش. قد لا أعيش لأرى نهايتها. لكني عاصرت بداياتها، منذ الحروب العربية/ الإسرائيلية. والعربية/ الإيرانية. والعربية/ العربية، في لبنان. والأردن. واليمن. والعراق. و... سوريا أخيرا. وكلها كانت ضمنا وعلنا بمثابة حروب دينية. أو مذهبية.

كسوريا في القرن الحادي والعشرين، كانت ألمانيا مسرحا لحرب مماثلة في القرن الثامن عشر. عاشت الحرب ثلاثين سنة (1718 / 1748). فكادت تفرغ ألمانيا من السكان. أبادت الحرب الملحدين. والمؤمنين المتناحرين من كاثوليك. وبروتستانت. ولوثريين. تدخلت فيها دول أوروبا، باستثناء بريطانيا. وانتهت بإفلاس الإمارات الألمانية المتناحرة. وأسفر سلام ويستفاليا عن معاهدات باتت من صميم القانون الدولي. فقد أرست مبادئ عدم التدخل. واحترام الحدود. والسيادة. والاستقلال التي تعصف بها الآن الحرب الدينية المذهبية. كما يقول الكاتب المحلل في وكالة رويترز أناتول كاليتسكي.

تخلت ألمانيا عن الحرب الدينية. وأشعلت بعد قرنين حربا عالمية (1914 / 1918). استخدمت ألمانيا فيها غاز بشار. فقتلت ستة آلاف جندي بريطاني وفرنسي، في الخنادق البلجيكية الموحلة. واحتاج العالم إلى عشر سنين بعد الحرب، لتوقيع معاهدة 1928 التي تحرم استعمال كيماوي بشار في الحرب. للسخرية، فهي تغضُّ الطرف عن تصنيعه وتخزينه في زمن السلم!

التزم هتلر. لم يستخدم غاز بشار في الحرب العالمية الثانية. لكن شريكه الفاشي موسوليني حقن إثيوبيا بالكيماوي، بحجة إدخالها عصر الحداثة. سكت العالم عن استعمال غاز بشار في الحرب المذهبية الإيرانية/ العراقية (1980 / 1988). ثم أفاق على حقن قرية حلبجة الكردية بالكيماوي. أُعدم علي الكيماوي وصدام عقابا. ما زال أصحاب المخزن الكيماوي السوري أحياء. تعاقبهم أميركا على خنقهم 1400 إنسان سوري بالغاز. وتتركهم ليواصلوا حربا مذهبية قتلت. وجرحت. وعذبت. واعتقلت. وأخفت، أكثر من ربع مليون إنسان.  للحرب الدينية ملحق مذهبي خانق. أنظمة الإسلام السياسي التي فرضتها أميركا أوباما على عرب الانتفاضة، من دون تزويدهم بالكمامات الواقية، لا تستخدم غاز بشار. هي تستخدم دخان «الأخونة» بالتقسيط والتدريج. فكادت تخنق الحداثة. والحرية. وديمقراطية الشورى. والحوار. والمشاركة.

 

عرض الكيماوي «الافتراضي» يربك المشهد السوري

دمشق مستعدة لوضع مخزونها منه تحت الرقابة الدولية.. والأمم المتحدة تعرض خطة لتدميره

لندن: مينا العريبي واشنطن: هبة القدسي بغداد: حمزة مصطفى/الشرق الأوسط

ارتبك المشهد السوري، أمس، واختلطت الأوراق، بعد أن صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري، خلال مؤتمر صحافي عقده في لندن صباح أمس، بأن تفادي الضربة العسكرية على سوريا، بعد استخدام أسلحة كيماوية في ريف دمشق الشهر الماضي، أمر ممكن إذا سلم الرئيس السوري بشار الأسد كل أسلحته الكيماوية للمجتمع الدولي خلال أسبوع، لكن وزارة الخارجية الأميركية أوضحت على الفور أنه «عرض إفتراضي».

وقال كيري من دون تردد ردا على سؤال حول ما يمكن أن يفعله الأسد لتجنب ضربة عسكرية «يمكنه أن يسلم كل جزء من أسلحته الكيماوية إلى المجتمع الدولي خلال أسبوع. ينقلها كلها، من دون تأخر، ويسمح برصد كلي لها»، وزاد قائلا «لكنه لن يفعل ذلك، ولا يمكن فعل ذلك بالطبع». وبعد انتهاء المؤتمر الصحافي نفت الخارجية الأميركية على الفور أن يكون عرض كيري حقيقيا، وشددت على الطابع «الافتراضي» له. وقالت متحدثة باسم الخارجية أنه لا يمكن قراءته على أنه مهلة أو عرض للتفاوض موجه إلى «ديكتاتور وحشي ليس أهلا للثقة». لكن موسكو ودمشق سرعان ما تلقفتا العرض «الافتراضي». وأعلن وزير الخارجية الروسي على الفور «مبادرة روسية» لحل الأزمة تقضي بوضع ترسانة سوريا من الأسلحة الكيماوية تحت رقابة دولية. ورحبت دمشق فورا بتلك المبادرة، وعقد وزير الخارجية السوري وليد المعلم مؤتمرا صحافيا عاجلا في موسكو أمس, وقال «ترحب القيادة السورية بالمبادرة الروسية انطلاقا من حرصها على أرواح مواطنيها وأمن بلدنا، ومن ثقتنا في حرص القيادة الروسية على منع العدوان على بلدنا».

ودخلت الأمم المتحدة على الخط عندما أعلن أمينها العام بان كي مون أن لدى المنظمة الدولية خطة لتدمير أسلحة سوريا الكيماوية، وأنه قد يدعو مجلس الأمن إلى مطالبة سوريا بنقل مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية إلى مواقع سورية، حيث يمكن تخزينها بأمان وتدميرها. وزاد من تشوش المشهد التصريحات المتضاربة للمسؤولين الأميركيين، فبعد أن أكدت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس مساء أمس عزم الرئيس الأميركي باراك أوباما توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إن كيري ونظيره الروسي لافروف بحثا مسألة الأسلحة الكيماوية السورية في اتصال هاتفي أمس. وبدوره، أكد بين رودس، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، أن واشنطن تعتزم «المتابعة» مع روسيا للتأكد من أن خطة تسليم الأسلحة الكيماوية السورية «ذات صدقية».

من جهة اخرى, قال عدنان السراج القيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك تباينا واضحا في وجهات النظر بشأن الأزمة في سوريا بين بغداد وطهران، وإن الإيرانيين أدركوا حساسية العراق المفرطة حيال التداعيات المحتملة للوضع السوري على الجبهة الداخلية العراقية». وأضاف السراج أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف «نقل للمسؤولين العراقيين توجهات الحكومة الإيرانية حيال سوريا، وهو موقف لا رجعة عنه، ويعد بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت، لا سيما على صعيد حزب الله أيضا»، مشيرا إلى أن «بغداد أبلغت ظريف أنها ليست طرفا في النزاع، بل طرف متضرر منه».

 

جنبلاط تقبل التعازي بوالدته في كليمنصو

وطنية - غصت دارة النائب وليد جنبلاط في كليمنصو بالمعزين بوالدته مي إرسلان جنبلاط، وقد تقبل التعازي إلى جانب النائب جنبلاط كل من النائب طلال إرسلان وشيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن، ونواب الحزب ووزراؤه.ومن أبرز المعزين: رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير البيئة  في حكومة تصريف الاعمال ناظم الخوري، وزير الداخلية في حكومة تصريف العميد مروان شربل، النائب غسان مخيبر، النواب السابقون: فارس سعيد، سمير فرنجية، منصور غانم البون، بهاء الدين عيتاني وصلاح حنين، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي، المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود، رئيس حزب "الكتلة الوطنية" كارلوس إده وشخصيات دبلوماسية وسياسية وحزبية. إشارة إلى أن جثمان الراحلة سينقل من مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت عند الثانية عشرة والنصف من بعد ظهر اليوم، إلى المختارة حيث ستوارى الثرى غدا.

 

بري استقبل مكاري وسفير بريطانيا واتصل بلحام مستنكرا ما جرى في معلولا

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري عند الاولى من بعد ظهر اليوم في عين التينة نائب رئيس المجلس فريد مكاري وعرض معه للاوضاع الراهنة وشؤونا مجلسية. وقال مكاري :"لقائي مع دولة الرئيس بري طبيعي وهو ليس الاول والاخير، وقد استعرضنا التطورات الراهنة على غير صعيد. ورغم التباين احيانا بيننا حول بعض المسائل الا اننا نتفق ونعمل سويا لتحصين الساحة اللبنانية في هذه الظروف الدقيقة والصعبة". من جهة اخرى اتصل الرئيس بري ببطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام مستنكرا ما جرى في بلدة معلولا السورية. ثم استقبل الرئيس بري سفير بريطانيا في لبنان طوم فليتشر وعرض معه للاوضاع الراهنة في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان .

 

تأجيل تسريح مدير المخابرات في الجيش الى آذار 2014

وطنية - أجل وزير الدفاع الوطني فايز غصن، بناء على اقتراح قائد الجيش تسريح مدير المخابرات العميد الركن ادمون فاضل من الجيش لغاية 20/3/2014.

 

الرئيس الجميل والطاشناق: لتعزيز التواصل والتفاهم على العناوين الاساسية

وطنية - استقبل الرئيس أمين الجميل، الامين العام الجديد ل"حزب الطاشناق" هاغوب خاتشاريان والنائب هاغوب بقرادونيان، في حضور النائب ايلي ماروني وعضو المكتب السياسي بيار جلخ ورئيس مجلس الاعلام جورج يزبك. واكد النائب بقرادونيان، "التواصل بين حزبي الكتائب والطاشناق، اللذين جمعهما تاريخ مشترك عريق ونحن حرصاء على هذا التاريخ. وقد تم الاتفاق على تعزيز التواصل، خصوصا في هذه الظروف الدقيقة، والتفاهم على العناوين الاساسية السياسية والامنية والاقتصادية والمعيشية، وايجاد قواسم مشتركة مع الاحزاب الاخرى، للنهوض بالوضع على المستويين اللبناني والمسيحي". وعما اذا كان من تحالف مرتقب بين الحزبين، قال بقرادونيان: "ان التعاطف أهم من التحالف والتحالف يكون في الوقت المناسب".

 

حزب الوطنيين الاحرار زار ريفي منوها بنزاهته وشفافيته خلال تأديته مهامه العسكرية

وطنية - زار وفد من حزب الوطنيين الاحرار، المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي في مكتبه، حيث ضم الوفد امين الاغتراب في الحزب جو توما، رئيس منظمة الطلاب سيمون درغام، وعدد من المحازبين من طرابلس واقليم الخروب. ووفق بيان الحزب فقد هنأ الوفد ريفي بسلامته واهل مدينة طربلس "جراء الانفجاريين الارهابيين الاخيرين". واثنى على "المزايا الوطنية المهمة التي يتمتع بها اللواء ريفي"، مؤكدا وقوف حزب الوطنيين الاحرار الى "جانب الشرفاء كأمثاله"، منوها "بالنزاهة والشفافية التي اتسم بها خلال تأدية مهامه العسكرية". اضاف البيان: من جهته، لفت ريفي الى ان "لبنان بحاجة الى احزاب تعبر الطوائف والمذاهب وتسعى في هذه الظروف الى بناء الدولة والحفاظ على التعايش بين ابناء الوطن". وقال: "ان حزب الوطنيين الاحرار يجمع محبة الناس من كل الفئات والمناطق، وعلى الشباب اللبناني ان يلعبوا دورا رياديا في الحياة السياسية اللبنانية".

 

نائب الجماعة الإسلامية الدكتور عماد الحوت،: آن الأوان للرئيس المكلف تجاوز الشروط والشروط المضادة

وطنية - شدد نائب الجماعة الإسلامية الدكتور عماد الحوت، في حديث الى "اذاعة الفجر"، على "ضرورة الحياد بلبنان عن احتمالية الضربة العسكرية على النظام في سوريا"، داعيا "حلفاء النظام إلى الوعي بأن مصلحة البلد أكبر من الوقوع في المحظور".وقال إن "الضربة إذا تمت ستكون محدودة فقط بهدف سلامة الكيان الصهيوني، وعندها لن يرد حلفاء النظام عليها"، مشيرا إلى أن "ما سيدفع هذا الفريق للرد هو ضربة عسكرية مخلخلة للنظام".

وأكد الحوت أن "مصلحة لبنان تقتضي الترقب فقط من دون التدخل به"، محذرا من ان "الواقع الحالي لا يتحمل أي مغامرة من أي جهة". وفي الشأن الحكومي، استغرب الحوت "تمسك قوى 8 آذار لا سيما حزب الله بالمحاصصة وإصراره على شكل معين للحكومة وبشروط معينة"، مستبعدا "تشكيل حكومة في الفترة الحالية نظرا لعدم إمكانية الإجماع عليها في هكذا أجواء". واعتبر الحوت أنه "آن الأوان للرئيس المكلف تمام سلام تجاوز الشروط والشروط المضادة"، داعيا "إياه الى "ممارسة واجبه الدستوري لإعلان حكومة جامعة هو مقتنع بها مع الرئيس ميشال سليمان يكون بيانها الوزاري إعلان بعبدا وعندها فلتتحمل القوى السياسية مسؤولية خياراتها"، مؤكدا أن "حال الفراغ والمراوحة المستمرة غير مقبولة". وشدد على أن "الإجراءات الأمنية ضرورية" مجددا رفضه للأمن الذاتي"، ومعتبرا أنه "أثبت فشله لا سيما بعدما حصل من إشكال في مخيم برج البراجنة الأحد الماضي". وحذر الحوت من أن "الأمن الذاتي استفزازي يدفع القوى الأخرى للجوء إليه أيضا"، مؤكدا أنه "خيار فاشل لا يؤدي إلى نتائج مرجوة ويتجاوز دور الدولة الأصيل".

 

نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبدالأمير قبلان استقبل هيل: على أميركا النظر بعينين الى ما يجري في سوريا

وطنية - استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبدالأمير قبلان، السفير الأميركي الجديد ديفيد هيل في زيارة تعارفية، تم في خلالها التشاور في الأوضاع العامة في لبنان والتطورات في المنطقة.

وتمنى قبلان للسفير التوفيق في مهماته والعمل لإحلال السلام في لبنان والمنطقة وإنصاف المظلومين وإحقاق الحق، لا سيما أننا دعاة سلام ندين العنف وننبذ الإرهاب ونسعى لإنصاف الشعوب ورفع الظلم عنها وتوفير الأمن والإستقرار لها". وطالب الولايات المتحدة الأميركية بأن "تعمل على إعطاء الشعوب حريتها وتنصفها، فتنظر بعينين الى ما يجري في سوريا، فلا تدعم التكفيريين والمجرمين الذين يقتلون الأبرياء وينتهكون حرمة الإنسان ومقدساته". ورأى أن "إسرائيل تمارس الإرهاب بحق الفلسطينيين، إذ تحتل الأرض وتشرد الشعب الفلسطيني لتبني مستعمراتها على حساب أصحاب الأرض، لذلك نرى ان حل القضية الفلسطينية لا يتحقق إلا بعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". وحمل السفير الأميركي رسالة الى الإدارة الأميركية تطالبها بدعم الحل السياسي في سوريا "من خلال دعم الحوار بين السوريين بعيدا عن الحلول العسكرية التي سيكون لها تداعيات كبيرة على المنطقة بأسرها، فأميركا عندما تتحرك من أجل السلام والعدالة والمساواة ستكون أقوى من خوضها للحروب التي تعقد الأمور، وعلى أميركا أن تحفظ دماء السوريين".

واستنكر "انتهاك المقدسات في معلولا في عمل همجي غريب عن ثقافتنا وقيمنا الإسلامية التي تدعو الى التسامح والانفتاح واحترام الآخر والتعاون معه". وأدلى هيل بتصريح أعرب فيه عن سعادته باللقاء، وقال: "كان لي الشرف الكبير بلقاء الإمام الشيخ قبلان، وناقشنا مع سماحته توجه الإدارة والشعب الأميركي لمدى أهمية العلاقة مع مكونات الشعب اللبناني ومع رؤساء الطوائف الروحية، وتحدثنا عن التنوع في هذا البلد والاحترام الذي تكنه الولايات المتحدة لهم. وبالنسبة الينا، فإن الإستقرار في لبنان يمثل أهمية قصوى، ونقدر أهمية التعاون والتواصل بين مكونات هذا الشعب للمحافظة على وحدة لبنان واستقراره".

واستقبل قبلان النائب عبداللطيف الزين، وجرى البحث في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

من جهة أخرى، أكد قبلان في الدرس اليومي الذي يلقيه في مقر المجلس أن "الصلاة خير الأعمال، فهي خشبة الخلاص، إذ تجمع العباد وتعمر البلاد وتهدي الى الخير بوصفها الركن الأساسي في تنظيم الأمة وتعزيز شأنها، فهي محطة تصلنا برب السماء ونتعلم من خلالها البر والتقوى والسلوك المستقيم والتنظيم، فكل عمل ينطلق من روحية الصلاة يقوي الأمة ويعزز شأنها، لذلك لا يجوز التهاون في الصلاة، مما يستدعي أن نتوافد ونجتمع لإقامة الصلاة التي تعزز مكانة الإنسان لتجعله قريبا من الله بعيدا عن الشيطان، ولقد كان الأئمة المعصومون يسعدون لقدوم الصلاة ويفرحون، فهم عرفوا قيمة الصلاة وشأنها وأهميتها، وعلى المؤمنين أن يعرفوا قيمة الصلاة ويهرعوا لإقامتها، ففيها تعزيز لمكانة الإنسان، وهي تهذبه وتؤدبه وتضعه على الطريق المستقيم، إذ تنهي عن الفحشاء والمنكر وتجد الصلة بين الإنسان وربه، فيثبت المصلي موقعه وقربه من الله تعالى".

ورأى أن "الصلاة تعلمنا العطاء والكرم والجود وبر الوالدين وصلة الرحم، فهي تنظف الإنسان من العقد والأوهام والحسد والإنحراف والفتن، وعلينا أن نصلي الصلاة الصحيحة الجامعة للشرائط والأجزاء، فنتضرع الى الله تعالى متجهين الى القبلة، مخلصين لله في دعائنا، مبتهلين اليه ليهدينا الى الصراط المستقيم، لنكون في عداد المؤمنين المطالبين بأن يتقوا الله سبحانه ويبتعدوا عن كل شر ويتمسكوا بكل خير، فينطلقوا من الصلاة لجمع الكلمة ورأب الصدع وإصلاح الشأن، وعلى المسؤولين أن يكونوا عونا للناس في قضاء حوائجهم، فيكونوا عند حسن ظننا بهم". وأكد قبلان أن "القتل والتعذيب والإرهاب أعمال مدانة لا تمت الى الدين والأخلاق بصلة، فهي من عمل الشيطان، وعلينا أن نكون مع الله لنكون في خيرة خلقه، نتقرب اليه في إصلاح شأن الناس والمحافظة على الإنسان الذي جعله الله خليفته على الأرض، إذ أمرنا بالمحافظة عليه وعدم العدوان عليه والإساءة اليه".

 

الرهبانية الباسلية المخلصية : للاسراع في انقاذ معلولا

وطنية - استنكرت الرهبانية الباسلية المخلصية بشخص رئيسها العام الأرشمندريت أنطوان ديب، في بيان اليوم، "بشدة ما تتعرض له بلدة معلولا في سوريا من اعتداءات متمادية بالشراسة التدميرية، تطول الأهالي والمقامات التراثية المقدسة"، وشجبت "بقوة استهداف المدنيين العزل الذين يجدون أنفسهم ضحية الكر والفر"، معتبرة "أن ما تشهده هذه البلدة الحضارية العاكسة للقيم المسيحية في رسالتها الروحية وأبعادها الإنسانية، هو شكل من أشكال الاعتداء الإجرامي الذي يهدد الوجود المسيحي الآمن في الشرق الأوسط، في الوقت الذي أطلق فيه قداسة البابا فرنسيس نداء السلام العالمي بالتوازي مع دعوة جلالة الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية لرؤساء الطوائف المسيحية في الشرق، للبحث في التحديات التي تعترض الوجود المسيحي في المنطقة". وتابع البيان :"نحن كرهبانية رومية ملكية كاثوليكية، نخدم دير مار سركيس وباخوس، الذي هو من أقدم الأديار والكنائس والمعالم المسيحية في المنطقة، إذ يحوي أقدم مذبح مسيحي في العالم يعود الى سنة 316 للميلاد، وخشب الأرز الذي يعود الى أكثر من ألفي سنة وأيقوناته التي تعود الى القرن العاشر وهو أول معبد يتحول كنيسة بعد مرسوم ميلانو سنة 313 للميلاد، وهو محجة لجميع المؤمنين مسلمين ومسيحيين. ونهتم بزوار المقامات المقدسة التابعة لرهبانيتنا". واكد البيان انه "حرصا على سلامة الأهالي وإخوتنا الآباء والرهبان، نرفع نداء الى المجتمعين العربي والعالمي، طالبين من المجتمع الدولي الإسراع لإنقاذ معلولا البشر والحجر والتراث والقيم، والحفاظ على دورها الجامع للديانات والتعاليم السماوية. ويهمنا أن نطالب المؤسسات الإنسانية الصليب الأحمر والهلال الأحمر بالدخول الى هذه البلدة الوادعة والقريبة من الله، للقيام بعمليات الإسعاف والإغاثة، وطمأنة الأهالي الى مصيرهم، فلا يترك أهالي معلولا طعما لنار الإقتتال والعنف". وأهابت الرهبانية "بوسائل الإعلام أن تقدم معالجات هادئة لهذا الموضوع الذي يؤلم المسلمين بمثل ما يجرح المسيحيين وتعمل في سبيل السلام وإحلال الأمن والابتعاد عن التهويل والحروب الإعلامية التي يدفع الأبرياء أثمانها الباهظة"، مشيرة الى انها "ترى من واجبها إطلاق نداء الى منظمة الأونيسكو والمؤسسات التراثية والفكرية والإعلامية العالمية والعربية لتنظيم حملة دفاع عن تراث معلولا وأهلها، لما تمثله من ذخر روحي وثقافي عريق، إذ إنها البلدة الوحيدة التي ما يزال أهلها حتى اليوم يتكلمون اللغة الآرامية، لغة السيد المسيح". كما أهابت "بكل حامل سلاح العمل في سبيل مساعدتنا على طمأنة الأهالي، وعودة كل من نزح منهم بسبب الأحداث الأخيرة الى ديارهم... لأن معلولا هي دار المحبة وبيت السلام لجميع المؤمنين".

 

ستريدا جعجع وايلي كيروز تابعا موضوع المخالفات في محيط غابة الارز وتداعياتها

وطنية - صدر عن المكتب الإعلامي للنائب ستريدا جعجع ما يلي :"تعليقا على المخالفات التي طاولت محيط غابة الأرز التاريخية أخيرا، أدلت النائب ستريدا جعجع بالتصريح التالي: "على أثر المخالفات الأخيرة التي حصلت في جوار غابة الأرز التاريخية، والتي تشوه البيئة وتهدد موقع الغابة كمحمية بيئية من جهة، كما تهدد تصنيفها كمعلم من معالم التراث العالمي من جهة أخرى، فقد تابعت أنا وزميلي إيلي كيروز مباشرة موضوع هذه المخالفة وتداعياتها، ونحن نواصل مع بلدية بشري ملاحقة هذه المسألة الخطيرة لدى مختلف الوزارات المعنية والدوائر الرسمية المختصة، ولا سيما وزارة البيئة. ونحن في انتظار تقرير وزير البيئة لكي تستطيع الإدارات الانطلاق في العمل فورا لإصلاح ما تم تخريبه في جوار غابة الأرز".

 

توقعات بمشاركة الجيش الحر في عمليات إنزال للسيطرة على الكيماوي 

قوات المعارضة ترصد تحركات ميليشيات "حزب الله" والصدر والحكيم الجديدة لمواجهة الضربة الغربية

حميد غريافي/السياسة

تتابع قيادات المعارضة المسلحة في دمشق وحمص واللاذقية, امتداداً الى القرى الخمس عشرة الشيعية على الحدود مع لبنان جنوباً, تحركات ميليشيات "حزب الله" والعناصر التابعة لمقتدى الصدر وعبدالعزيز الحكيم, والتي تتواجد جميعاً في سورية بأوامر من طهران, وأماكن استقرارهم الجديدة لمواجهة الضربة العسكرية الغربية للمناطق التي يسيطر عليها نظام بشار الاسد, فيما بدأت حشود المعارضة بقيادة "الجيش السوري الحر" تتجمع حول تلك المحافظات الثلاث, استعداداً لمعركة الحسم مع تلك الجماعات التي تواجهها في كل الجبهات قيادات اسلامية متشددة مسلحة.

وقالت أوساط دفاعية بريطانية لـ"السياسة" أمس, إن الحكومة الاسرائيلية تنتظر اخطار "البنتاغون" بلحظة الصفر, أي بموعد الهجوم المحدد على سورية, ما حدا برئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على إصدار تعليماته بنزول سكان المستوطنات الاسرائيلية على حدود لبنان وسورية في الجليل الاعلى ومرتفعات الجولان, الى الملاجئ بدءا من ليل اليوم الثلاثاء, ما يوكد أن موعد ساعة الصفر لن يتجاوز الساعات.

وما دفع بالأوساط الدفاعية البريطانية الحاصلة على معلوماتها من قبرص وبيروت والاردن وتركيا, إلى التوقع السريع لبدء الحرب الغربية على سورية, تحويل الجيش الاسرائيلي حدود بلده مع لبنان وسورية والاردن الى خلايا نحل عاملة على مدار الساعة, لتوزيع قوات الاحتياط الجديدة التي التحقت بهدوء بالوحدات المنتشرة هناك, ونشر بطاريات صواريخ ارض - جو إضافية مضادة للصواريخ والطائرات من طرازات باتريوت الاميركية وبطاريات اوروبية, إضافة الى انظمة اضافية أخرى من القبة الحديدية, والاسراع في إنهاء عمليات توزيع الكمامات الواقية من الأسلحة الكيماوية والجرثومية, ومضاعفة تحصينات المكعبات الإسمنتية وأكياس الرمل على مداخل الملاجئ العادية التي تم فتح ابوابها وهي غير مجهزة بكل التسهيلات المطلوبة خصوصا على شريطي حدود لبنان والجولان.

ومما زاد منسوب توقعات الحرب خلال الساعات الـ 24 او الـ 36 المقبلة أيضا, وصول إمدادات دفاعية وهجومية تركية إلى قرب حدودها مع سورية عبر جسور جوية وارضية وبحرية من عمق البلاد, ونشر بطاريات باتريوت وستنغر الاميركية المضادة, وبطاريات مماثلة تابعة لدول "حلف شمال الأطلسي" الذي وضعت قواته في المنطقة وحول البحر المتوسط في حالات استنفار شامل, فيما رصدت رادارات الاتحاد الروسي في أوروبا الشرقية حركة طيران حربي غير اعتيادية لقوات ذلك الحلف تشمل طائرات اواكس للمراقبة وطائرات تزود بالوقود في الجو, وطائرات قاذفة من الطراز العملاق, في الوقت نفسه الذي انتشر فيه الجيش الأردني بكثافة غير معهودة منذ آخر حرب اسرائيلية - عربية شاملة العام 1973 على حدوده مع سورية, ونشر بطاريات صواريخ مضادة للصواريخ والطائرات من نوع باتريوت خصوصا, وصواريخ ارض - أرض في عهدة القوات الأميركية المتبقية في اراضي المملكة, منذ آخر مناورات مشتركة قبل ثلاثة أشهر ومقاتلات متطورة اميركية من أنواع "أف -16" وما فوق, المرابطة حتى الآن في مطارات المملكة.

كذلك تشير تحركات ميليشيات "حزب الله" في مواقع قياداته ومراكزه في بيروت والجنوب والبقاع, والتي بلغت ذروتها في عمليات التحصين والنزول تحت الأرض, وبسط الأمن الذاتي على مناطق أخرى في لبنان, غير تابعة اصلا لحزب حسن نصر الله, وكذلك "مناوراته" العسكرية في جنوب وشمال الليطاني شبه المحظورين عليه بموجب قرار مجلس الأمن الدولي ,1701 في مواجهة انتشار أوسع لقوات "يونيفيل" المتخوفة من دخول اسرائيل على خط الحرب, أو هروب "حزب الله" اليها, تشير إلى ان الضربة "على الابواب" وإلى ان الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي البالغ تعدادها مجتمعة نحو مئة الف عسكري, اتخذت مواقع جديدة لها لمنع اي مغامرة قد يقوم بها نصرالله وقادته في طهران وسورية, في حال توسعت الضربة الاميركية - الغربية أو اي ضربة اسرائيلية مقبلة, لتشمل اماكن وجوده في لبنان, بما فيها ضاحية بيروت الجنوبية التي يقول الاسرائيليون إنها "هدف الاحتلال الاسرائيلي الاول في أي حرب مقبلة".

وقالت الاوساط الدفاعية البريطانية, إنه بحصول الرئيس باراك اوباما على موافقة الكونغرس على ضرب سورية, فإنه سيلجأ الى التعديلات المهمة التي كان ادخلها على السيناريو النهائي الذي كان يقضي بالقيام بعمل "محدود وضيق" باتجاه حرب واسعة وغير محددة بزمان, وأن تكون اشد ألما وقسوة باستخدام اسلحة وصواريخ وقذائف للمرة الاولى هائلة التدمير ومعظمها قادر على اختراق التحصينات تحت الارض وفوقها, واللجوء الى عمليات انزال واسعة في مواقع ومخازن الكيماويات والصواريخ للسيطرة عليها سالمة بمساعدة قوات نخبة كوماندوس فرنسية وتركية ومن دول اوروبية اخرى, "وقد تشارك فيها قوات خليجية على نطاق محدود, كما ستشارك في الاغارة على المواقع داخل سورية مقاتلات من بعض دول الخليج". ونسبت الاوساط الى جهات اميركية, أن وحدات خاصة من "الجيش السوري الحر", أنهت تدريباتها في الأردن وتركيا وقطر في يونيو الماضي, ستشارك في عمليات الانزال تلك, خصوصا في المواقع والمخازن الكيماوية والبيولوجية والصاروخية التي تعرفها تلك الوحدات وبين افرادها من عمل فيها قبل انشقاقه عن النظام, وذلك كله سيتم بعد الايام الثلاثة الاولى من القصف الصاروخي والجوي اللذين لم يعرف لهما مثيل في اي حرب سابقة لمفاصل حزب "البعث" العسكرية والامنية والسياسية والاقتصادية, ولقواعد المقاتلين السلفيين المتطرفين في بعض مدن شمال سورية, وخصوصا في شرقها المتاخم للحدود العراقية, ثم يخف ذلك القصف نسبيا ليتجدد ثلاثة أيام اخرى.

 

الاقتراح الروسي فاجأ أوساطاً لبنانية هل تقبله واشنطن فيتوقّف القتال؟

 خليل فليحان /النهار/رأى مسؤولون في البديل الذي اقترحه الروس على سوريا لحل الازمة المندلعة منذ 30 شهرا تقريبا في انحاء مختلفة من سوريا، من دون ضربة عسكرية عقابية لاستخدام دمشق السلاح الكيميائي ضد مدنيين في الغوطة الشرقية، تأجيلا لموعد الضربة الاميركية. ويكمن هذا البديل في وضع مخزون السلاح الكيميائي السوري تحت رقابة دولية، وقد وافقت عليه دمشق بلسان وزير خارجيتها وليد المعلم الذي زار روسيا امس بناء على دعوة من نظيره سيرغي لافروف. وأعربوا عن املهم في نجاح هذا الاقتراح الذي طرحه لافروف على المعلم، لانه سينعكس ايجابا ليس فقط على سوريا، وفي حال التصويت عليه في مجلس الامن الدولي سيجنب لبنان انعكاسات سلبية، في مقدمها عدم تدفق المزيد من اللاجئين. كما ان ذلك الاقتراح في حال نجاحه، بعدما سيطرت على البلاد اجواء من القلق نتيجة حشد البوارج الاميركية والفرنسية والروسية في المتوسط، اضافة الى الشروح عن صاروخ "توما هوك" الاميركي ومواصفاته ومداه واسعاره وتأثيراته في اماكن سقوطه. ودعوا في الوقت نفسه الى التريث لمعرفة مدى التقبل الاميركي والفرنسي للبديل، ولا سيما انه يشكل اعترافا واقرارا بان لدى دمشق سلاحا كيميائيا، وهي تنفي ذلك او على الاقل لم تقرّ بامتلاكه. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل يصرف الرئيس الاميركي باراك اوباما النظر عن معاقبة الرئيس بشار الاسد؟

ولفتوا الى ان اوباما يريد مراجعة حساباته قبل ان يوافق على البديل الروسي المقبول سوريا، ويودّ ان يطلع على مدى تجاوب الكونغرس مع الضربة العسكرية التي اقترحها، من خلال المناقشات التي بدأت امس.

وأفادت دوائر ديبلوماسية غربية ان واشنطن ستتشاور مع موسكو في البديل وما سيليه، وفي الموافقة السورية على الجلوس حول طاولة المفاوضات من اجل فتح حوار مباشر بين ممثلين لقوات النظام وآخرين للمعارضة.

ولاحظت ان القلق والاعياء كانا ظاهرين على وجهي لافروف والمعلم خلال مؤتمرهما الصحافي، واللافت انه للمرة الاولى يتوجس المسؤولون الروس على سلامة رعاياهم الكثر المنتشرين في انحاء سوريا، في حال حصول الضربة.وسألت: اذا تقبّل الاميركيون والفرنسيون البديل واثبتت نتائج فحوص السوريين الذين اصيبوا في الغوطة الشرقية استعمال قوات النظام السلاح الكيميائي، فماذا ستكون ردة فعل اوباما؟ هل سيبقى على موقفه بمعاقبة الاسد؟ وهل تقبل موسكو؟ والسؤال الآخر: ماذا سيكون الموقف الفرنسي من البديل، علما ان الرئيس فرنسوا هولاند ينتظر بدوره تقرير المفتشين الذين زاروا دمشق ؟

وعلّقت مصادر سياسية لبنانية على ما جرى امس بان موسكو شكلت بطرحها البديل ليس مفاجأة فحسب بل مشكلة جديدة، هي ان روسيا وسوريا كانتا طيلة الفترة السابقة لا تعترفان بوجود السلاح الكيميائي والآن كشفتا عن وجوده وسألت: هل تقبل واشنطن ومن يدور في فلكها من العواصم الرافضة لاقتناء مثل هذا السلاح وضعه تحت رقابة دولية؟ ولماذا لا ُيصادر ويخرج من سوريا نهائياً؟

وتوافرت ليلا معلومات عن ان الرئيس فلاديمير بوتين قرر مع اركان قيادته بعد القمة الصناعية التي عقدت في سان بطرسبرج منع حصول الضربة العسكرية لانها ستدمر سلاح بلاده الذي يستعمله الجيش السوري، فطلب من لافروف توجيه دعوة عاجلة الى المعلم ليبلغه ما يريده بوتين. وبعد اتصال عاجل بالاسد خرج الاقتراح الى العلن بعدما لمست القيادة الروسية ان واشنطن حشدت ما فيه الكفاية من دول عربية وغربية لتغطية الضربة العسكرية، وخصوصا بعد جولة وزير الخارجية جون كيري في عدد من الدول الاوروبية. ودعت الى التريث لمعرفة ما سيكون عليه الموقف الاميركي من البديل الروسي.

 

علوش: الأمن غير الشرعي يولّد العجائب

 المستقبل/أكد عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش أن "الأمن غير شرعي على الأراضي اللبنانية، وسلاح غير شرعي، يولّد العجائب"، موضحاً أنه "في الأمس (أول من أمس)، حصلت اشتباكات في برج البراجنة، وقُتل فيها شخص وجُرح أشخاص عدة". وأشار في حديث إلى تلفزيون "الجديد" أمس، إلى أن "تهديداً وصلني من خلال الإعلام فقط، وأن هناك تحضيراً لعمل ضدي، ولذلك لم آخذ المسألة على محمل الجد، إذ لم يتم إبلاغي رسمياً من قبل الأجهزة الأمنية"، مذكراً بأنه "في فترة السين ـ السين، وصلني عبر أقنية أمنية واضحة تهديد مباشر من بشار الأسد، من أجل أن أخفف من مواقفي".وشدّد على أن "أي استهداف لأي شخصية، حتى لو كانت شخصية إجرامية، أو مشاركة في الإجرام، هو عمل إرهابي"، لافتاً إلى أن "الأعمال العنيفة والخارجة عن المألوف في لبنان هي الحدث اليومي".

             

الضاحية تُغلق على نفسها.. ولا ترتاح

 فاطمة حوحو/المستقبل

 فتح الإشكال الذي حصل أول من أمس عند أطراف مخيم برج البراجنة، بين موكب العرس الفلسطيني وعناصر "حزب الله" على أحد الحواجز الأمنية، باب الأسئلة على مصراعيها وزاد من غموض الصورة، لا سيما وأنه لم يمر من دون خسائر بشرية، إذ سقط محمد السمراوي قتيلاً وأصيب عدد آخر بجروح، الأمر الذي استدعى قيادات "حزب الله" والفصائل الفلسطينية الى الاجتماع لتلافي "التداعيات الخطيرة"، إذ زادت الأسباب التي تدفع بأهل الضاحية الجنوبية الى ترك منازلهم والبحث عن صيغ جديدة للعيش بأمان، من ضمن ما يقال عنه "التدبير المنزلي" من أجل الحفاظ على أمن العائلة وراحة البال، بعد حوادث التفجيرات واعتماد "حزب الله" لصيغة الأمن الذاتي الميليشيوي بدلاً عن الدولة. وبعد أن ظهرت في الأفق ملامح ضربة توجّه للنظام السوري وسيكون لها تأثير على "حزب الله" المتورط بمعارك الداخل السوري الى جانب النظام وعلى بيئته، والخوف الغائب الحاضر دائماً من احتمال هروب مقاتلي "المقاومة" الى الأمام من جديد باختراع مواجهة مع إسرائيل ترتب أثماناً باهظة من جديد على اللبنانيين. يعيش أهل الضاحية هواجس كبيرة، والقلق يخيّم على حياتهم، وتزداد الأسئلة عن الخيارات التي يمكن أن تتخذها في ظل الواقع الضبابي الحالي، بعض العائلات ممن يملك منازل في القرى الجنوبية أو البقاعية وفي كسروان وجد حلاً سريعاً للمشكلة بالهرب بعيداً عن الضاحية "المهددة"، البعض الآخر انتظر ريثما يدبر بيع شقته أو استئجار شقة أخرى في "بيروت الغربية" أو غيرها. "حزب الله" الذي طرد الدولة ونزل بسلاحه لحفظ الأمن ذاتياً، والذي لاقت تدابيره في اللحظات الأولى التي وقع فيها الانفجار ارتياحاً لدى الأهالي، أصبحت مصدر ازعاج بالنسبة للأهالي أنفسهم وقاصدي المنطقة، إذ تبين أن الحواجز تعرقل حركة السير والمضايقات تحصل للديبلوماسيين وغيرهم من المواطنين الذين يتعرضون لعمليات تحقيق وتوقيف من دون معرفة الأسباب.

وتفيد الشابة أمل "ان عائلة زميلة لها في العمل قررت العودة الى مدينة صيدا وترك منزلها في الضاحية، لأن التنقل عبر حواجز الأمن الذاتي أصبح صعباً ومعيقاً للحركة، بينما التنقل بين صيدا وبيروت أسهل، وأن عائلة أخرى اتخذت قرار ترك الضاحية بعد أن ذهب أحد إخوتها لإصلاح سيارته إلا أن حاجزاً لـ"حزب الله" أوقفه وأخذ هويته وقال له عندما تعود من عند "الميكانيكي" تأخذ هويتك.

مثل هذه الأحداث الصغيرة إن اتبعت بأحداث أخرى مثل توقيف الأشخاص والتحقيق معهم لا سيما على طريق المطار ومن نوع حادث إشكال برج البراجنة سترتّب بالتالي أموراً أكثر سوءاً.

ويقول الشاب محمد: "الجميع متوجّس وخائف من التداعيات التي يمكن أن تحصل إذا وجهت ضربة الى سوريا، وأن "حزب الله" حالياً يروّج لشعار التغلّب على هذه الهجمة وأن إيران ستقصف"، ويؤكد أن عناصر "حزب الله" يتحدّثون هكذا حين يكونون مجتمعين كمجموعات، أما حين يتم الاستفراد بعنصر ما يظهر مدى الخوف في داخله من التطورات لأن لا أحد يهوى الحروب، إلا أن منطقه السياسي يبقى بترداد نغمة أن الحزب موجود في سوريا لقتال التكفيريين". ويلفت الى أن عدداً من أصدقاء الحي الذي يقيم فيه "محتارون أين سيهربون إذا وقعت الحرب مع إسرائيل نتيجة الضربة على سوريا التي لم تعد ملاذاً آمناً للعائلات وحتى المناطق اللبنانية الأخرى لا تشكل أماناً بعد أحداث 7 أيار". أما خديجة، فتشير الى "عدم وجود ظاهرة نزوح بمعنى نزوح من الضاحية، إلا أن البارز أن عدداً من الأهالي لم يسجل أولاده في المدارس، وآخرين نقلوا تسجيل أولادهم الى مدارس في بيروت الغربية بسبب الخوف من حصول تفجيرات، وبعض العائلات اختارت الهجرة لا سيما الى البلدان التي يوجد فيها أقرباء لهم مثل كندا".

وتلفت الى أن "حزب الله يبذل جهوداً لإعادة ثقة الناس به ويحاول أن يترجم ذلك على الأرض بأعمال من نوع إعادة إعمار البنايات التي تضررت بسبب انفجارَي بئر العبد والرويس، مثل هذه التصرفات تريح الناس لكنها لا تطمئنهم لا سيما وأن الضربة الأميركية على الأبواب".

بالنسبة الى ابن الضاحية الناشط السياسي لقمان سليم، الكلام عن نزوح من الضاحية أيديولوجي وغير معبّر عن وصف ما يجري. فالضاحية، بحسب قوله، "مثل أي منطقة لبنانية مركبة ومعقّدة ولا يمكن حملها على محمل واحد، فالتفجيرات التي حصلت سبّبت الرعب في الضاحية كما في كل لبنان وهو أمر طبيعي، أما التدابير الأمنية التي اتخذها "حزب الله" فإنها تساهم في إبقاء حالة التوتر، ولكن الحديث عن نزوح مبالغة في الكلام، هناك من يرفض التدابير التي فرضتها الحالة العامة التي يعيشها البلد. ومن هنا توسلت بعض العائلات حلولاً تشبه الحلول التي كانت تتخذها خلال بعض فترات الحرب، حيث تلجأ الى أماكن أكثر أمناً بقرار من المعيل".

ويجد أن "نسبة مغادرة بعض العائلات لا تزال في إطار طبيعي وليس هناك من موجة هلع عارمة كما يقال".

ويرى في التدابير الأمنية التي يتخذها "حزب الله" في الضاحية والتدابير التي تتخذها حركة "أمل" على مداخل بعض الأحياء التي تسيطر عليها أنها تساهم في إبقاء حالة التوتر قائمة لأنها تخلق مجتمعاً قائماً على الشبهة ويصبح كل مواطن مشبوهاً وكل سيارة عليها علامات استفهام. ربما يراد من هذه التدابير الحماية لكنها تلوّث الأجواء، وتؤدي الى احتكاكات".

ويشير في هذا الإطار الى الحادث الذي وقع في برج البراجنة، معتبراً أن "ما حصل أكثر من حادث إذ مجرد ما تلاه من اجتماع بين "حزب الله" والفصائل الفلسطينية وإصدار بيان يحاول حصر ما جرى في حادث فردي دليل قاطع على مدى التوتر الذي يسود علاقة المخيم بجواره اللبناني. وهذا الحادث كان له مقدمات. فمنذ شهرين مع سقوط القصير تم الاعتداء على سيارة الشيخ أحمد العمري، حالة التوتر موجودة وكثير من العائلات السنية فكّرت وتفكر في ترك الضاحية إلى مكان تعتبره أكثر تجانساً مع انتمائها المذهبي, وهذا يرتب مشاكل في المستقبل لأنه يسبب انقطاعاً وتقطّعاً في أوصال المجتمع اللبناني والجميع سيدفعون ثمنه في النهاية".

ويلفت الى أن "الضاحية تدفع أيضاً أثماناً اقتصادية عالية، فسوق العقارات في حالة تدهور والدورة الاقتصادية تراجعت بنسبة كبيرة".

ويؤكد أن "أهالي الضاحية لديهم نسبة توتر أكثر من غيرهم من اللبنانيين لأسباب لا علاقة لها بالضربة المتوقعة على سوريا وإنما بسبب سياسات "حزب الله" التي أوصلت الى حالة نزف مزدوجة في سوريا وفي الداخل"، ومع ذلك فإن الواقعية كما يقول سليم: "تقضي منا التأكيد على عدم توقع حصول انقلاب في المزاج الشيعي، فالشيعة يسألون ما هم فيه متى وكيف يعبرون سياسياً عما يعتمر في دواخلهم, فهذا أمر آخر ولكن يجب التخلص لمرة واحدة وإلى الأبد من فكرة السلفية في السياسة، فالعمل يجري على الرأي العام, هناك حالة قلق وحالة تساؤل".

ويعتبر أن ما يحصل في الضاحية حالياً أشبه بحالة طوارئ لأن لا أحد سواء كان لبنانياً أو سورياً أو هندياً أو بوذياً يحب العيش في ظل انعدام أي رؤية للغد، فعلى المستوى الفردي الحوادث تتكرر بسبب حالة التوتر ولكن الأهم يبقى أن انقطاع الضاحية عن جوارها يجب ألا يبقى والتدابير الأمنية المتخذة تؤدي الى إعادة الضاحية أمنياً الى ما كانت عليه في الثمانينات منطقة محرمة لا يدخلها إلا أهلها تتحول الى منطقة خوف لنفسها وللآخرين".

ويجد أن "إنقاذ الضاحية بإنقاذ لبنان وإنهاء التفكير بـ"الغيتوات". دورة الحياة في الضاحية كما في كل لبنان ليست على حالها، التحسب من الاضطرابات قائم وأهلها سيطيلون"صيفيتهم" في القرى الجنوبية.

 

صدمة "حزب الله".. "ممانعون" يبيعون السلاح في السوق السوداء

علي الحسيني/المستقبل

يوم استُهدفت الضاحية الجنوبية بصاروخين مجهولَي المصدر، سارع جهاز الأمن في "حزب الله" إلى إجراء تحقيقات استمرت أياماً معدودة، ليخرج بعدها بنتائج يتهم فيها طرفاً فلسطينياً محدداً بالوقوف وراء العملية, وقد سرّب الحزب يومها مجموعة من الأسماء من بينها المدعو أحمد طه فلسطيني الجنسية، قال إنهم هم من نفّذوا هذا العمل، الأمر الذي اعتبره الطرف المتهم بأنه يندرج ضمن سياق مبرمج يستهدفه ويلاحقه عقاباً له على مواقف كان اتخذها منذ بدء الثورة السورية. بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على حادثة إطلاق الصواريخ على الضاحية، تعود اليوم هذه القضية إلى الواجهة ولكن عن طريق آخر حاول "حزب الله" التكتم عنه منذ لحظة اختفاء أو اختطاف أحمد طه, والذي قيل إن الحزب هو من اختطفه في إحدى مناطق صور. وهذا الطريق يكشف العديد من المعلومات التي تُدين حلفاء الصف الواحد او ما يُعرف بـ"الممانعين" الذين يبدو أن بعضهم لم يستطع منع نفسه من اللحاق بمن سبقوهم في بيع مخازن السلاح قبل أن يؤخذ عنوة أو يُسلّم للشرعية اللبنانية أو أن يأتي يوم ويُصبح فيه خُردة لا يصلح للصيف ولا لغدر الضيف. تمكن "حزب الله" من الإيقاع بفريسته أحمد طه ليبدأ بإجراء تحقيقات موسّعة معه أفضت في بداية الامر إلى اعترافه بأنه من يقف وراء إطلاق الصواريخ على الضاحية مع مجموعة من الأشخاص بعضهم لبنانيون وبعضهم الآخر فلسطينيون وسوريون، وبأنه يعمل في تجارة السلاح ويدعم الجهاديين في سوريا وقد سبق أن أوقف أكثر من أربع مرّات لدى الدولة اللبنانية، وفي كل مرّة لم تكن تتجاوز فترة توقيفه الأسبوعين. ومن ضمن الاعترافات أيضاً، أن لطه شقيقاً يُدعى فادي ينتمي إلى تنظيم فلسطيني لم تعد تجمعه بالحزب علاقة مميزة كالسابق وهي المعلومة التي ظن الحزب أنها ستوصله إلى كشف خيوط يمكن أن يستغلها ضد خصومه، علماً أن فادي طه قد جرى تسليمه الى أحد الأجهزة الأمنية التي عادت وأفرجت عنه لعدم ثبوت ضلوعه بأي عمل مشبوه.

صدمة كبيرة تلقّاها أمن الحزب خلال التحقيق مع أحمد طه وهي لحظة اعترافه أنه اشترى السلاح من ثلاثة أشخاص فلسطينيين اثنان منهم ينتميان إلى جماعة القيادة العامة أحمد جبريل والثالث ينتمي الى منظّمة الصاعقة, والفصيلان فلسطينيان مقربان جداً من النظام السوري و"حزب الله"، والأشخاص هم: أبو راتب مسؤول في القيادة العامة في لبنان والثاني مساعد له يدعى نمر. أما الثالث فيدعى خالد غازي ومُلقّب بخالد الصاعقة والده مسؤول في المنظمة ذاتها ومعروف بأبو حسن. وقد اعترف طه بأنه وهؤلاء الأشخاص باعوا السلاح لجهات جهادية في سوريا وللجيش السوري الحر وأن الأسلحة كانت سُرقت من مخازن السلاح التابعة للقيادة العامة، ومن المعروف أن هذه الجماعات تُموّل وتُدرّب على أيدي الجيش النظامي السوري و"حزب الله". اعترافات طه لم تقف عند هذا الحد بل تخطتها لتصل إلى أنواع السلاح التي استلمها من المنظمات الفلسطينية "الممانعة" وسلّمها للثوار في سوريا وقد أقرّ بأنه سلّم الثوار عدداً كبيراً من صواريخ غراد من نوع 122 ملم و107 ملم إضافة إلى قذائف هاون متنوعة وأسلحة أخرى ثقيلة ومتوسطة، وهنا تؤكد المعلومات أن الصواريخ والأسلحة هذه، كان سلّمها الحزب للقيادة العامة منذ فترة غير بعيدة وأن الغارة الاسرائيلية الأخيرة على منطقة الناعمة وقعت ضمن الرد المباشر على القيادة العامة التي تبيع مخازن أسلحتها في السوق السوداء، رغم أن اطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل جاء من منطقة الحوش في صور. وفي المعلومات أيضاً أن "حزب الله" أرسل بطلب أبو راتب ووجّه اليه توبيخاً شديد اللهجة وصل إلى حد التهديد المباشر بالقتل في حال تكررت عمليات بيع الأسلحة, ومن المعروف أن هذا الأخير هو أحد المنسقين داخل اللجنة الرباعية التي تضم الى جانب ممثلين عن الحزب وحركة "أمل" ممثلين آخرين عن منظمة التحرير الفلسطينية وقوى التحالف الفلسطيني وليتضح هنا أن كل ادعاءات الحزب وتكهناته حول أن متفجرتَي بئر العبد والرويس قد أدخلتا إلى مخيم البرج قبل 5 أيام من تفجيرهما ليست سوى أضاليل لا أساس لها من الصحة. أمس الأول عاد "حزب الله" إلى اتباع سياسة تضييق الخناق على الفلسطينيين داخل المخيمات، من خلال استهدافه موكب عرس على أبواب مخيم برج البراجنة وحصول إشكال مسلّح أدى إلى وقوع قتلى وجرحى. وبحسب مطلعين على أوضاع الحزب الداخلية فإن ثمة ارتباكاً وتخبّطاً داخل قيادة الحزب سواء الأمنية أو العسكرية، وهذا ناتج عن أزمات بدأت تعصف بحلف أيقن جيداً أن ساعة الحقيقة قد دنت والخلاص لن يكون إلا بسحب "حزب الله" لرأسه من بين الإيرانيين والروس لكي لا تطاله عمليّة قطع الرؤوس.

 

عنتريات" سفيرَي الممانعة.. فقط في لبنان

كارلا خطار/المستقبل

يكفي اللبنانيين ما يعانونه من تهوّر الممانعين الداخليين فلم يعد ينقصهم في القرن الواحد والعشرين ممانعون خارجيون، يستغلون أرض لبنان لتحدي العالم بأسره وليدافعوا عن "سوريا الأسد" و"الجيش العربي السوري"، تماماً كما كانوا يستخدمون الأرض اللبنانية ساحة لحروبهم، والشعب اللبناني درعاً واقية لدرء المخاطر عنهم... في كل مرة كانت "تطلع براس" اللبناني، وهو براء من "ديو" الممانعة الخارجية، ومستعدّ لإعادة كل منهما الى موطنه الأصلي، وليصرخ من هناك دعماً للأسد ومفاخرة بالدعم الإيراني...من دول الممانعة المنتهية صلاحية ديكتاتورياتها الى لبنان بلد الديموقراطية ومقصد السياح وملتقى الحضارات، يطلّ سفير النظام السوري علي عبد الكريم علي والسفير الإيراني غضنفر ركن أبادي. وليس بالضرورة أن يلتقي الرجلان في مكان واحد كي تتضاعف "قوة" الممانعة ويزداد "زخمها"، لكن يكفي أن يتحدثا في يوم واحد بلهجة التكابر التي تخفي خلفها خوفاً وحذراً وهرباً من الواقع حتى تنهال عليهما تمنيات "النأي بالنفس" عن مواجهة العالم من لبنان. وتأتي تصريحاتهما، بعد أنباء عن دخول المعارضة السورية الى بلدة معلولا المسيحية وبعد تهديد الغرب للأسد. فاتّجه السفير غضنفر الى دارة عون في الرابيه، بينما التزم السفير علي إطلاق مواقفه الممانعة من مقرّ السفارة السورية في اليرزة. فاستغل الأول فرصة وجوده مع رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون ليعبّر عن وجهة نظر بلاده مما يجري ويحدد موقفاً، ويتّخذ موقفه من الرابيه تحديداً رمزية فريدة، خصوصاً بعدما عبّر عون على طريقته رفض التدخل في سوريا، لكن الإجابة أتت عبر الإعلام، وإحداها كلام غضنفر عن التعاون بين "الجمهورية الإيرانية الإسلامية ولبنان، كل لبنان، شعباً وحكومة ومقاومة". وليس بغريب أن يصرّ غضنفر على إبداء وجهة نظره على مسمع من حلفاء الممانعة الداخلية، فالخطأ ممنوع "والعتب على الله".. ولا عجب من أن يذكر السفير الشعب والحكومة والمقاومة كل على حدة، لمعرفته بأن لا تآلف بين الشعب والمقاومة ولا بين المقاومة والحكومة التي لم تشكّل بعد لأن "حزب الله" يعرقل تشكيلها. يبقى أن المواقف التي أطلقها الإعلام البرتقالي حول ما "زعم" أنه يجري في معلولا تتلاقى مع مواقف غضنفر واصفاً المعارضة بـ"المجموعات الإرهابية".

ولا تقارن ممانعة غضنفر بممانعة علي، وهذا بالضبط ما يثير غضب الشعب اللبناني. فالسفراء السوريون في كل الدول لا تتخطى تصريحاتهم تسجيل موقف لا بل إنهم لا يجرؤون حتى على التمادي في الكلام، ولا بالتهديد والوعيد أو التحذير... ليس لأنهم أقل ممانعة من السفير الذي حظي به لبنان إنما لأن المسؤولين اللبنانيين المكلّفين ضبط الأمور الديبلوماسية يغرقون في بحر من الممانعة الأسدية.

وبينما يعيش اللبنانيون في خوف من أي ضربة غربية موجّهة الى سوريا، وفي رعب من إمكانية أن يستخدم النظام السوري السلاح الكيماوي مرة جديدة كما أشيع، وفي حذر يومي منذ ثلاثين سنة، يظهر السفير السوري على الشاشات غير آبه بمشاعر الشعب اللبناني، وما الغريب فنظامه لا يكترث لشعبه وربّما يعتبره مجرد رقم عددي، فيبدو وكأنه يعيش في عالم آخر يشبه عالم "غراندايزر" القادر على إبادة كل ما يحيط به بكبسة زر!

لم يكن يعلم اللبنانيون أن قوة النظام السوري تكمن في أزلامه وسفرائه الى جانب قوة أسلحته النووية الجاهزة لوضعها تحت الرقابة، ولم يكن يدري اللبنانيون أن النظام السوري سيوقع بنفسه بهذه البساطة ومن المحاولة الأولى. وهذا ما يراه أي قارئ للأحداث المتعاقبة، بينما يرى السفير السوري عكس ذلك قائلاً: "سوريا اليوم أوثق عوداً وأكثر صلابة مما كانت عليه منذ سنتين ونصف".

لا شكّ في أن كلام السفير السوري يأتي من اللامكان جاعلاً من الكلام السياسي مجرّد أشعار أو كما يسميها الأطفال "استظهاراً" كانوا يحفظونه في المدرسة عن ظهر قلب. لم يشرح السفير كيف اكتسبت سوريا الصلابة؟ هل باستخدام النظام السلاح الكيماوي أم من خلال تعيينه سفيراً في لبنان يطلق لهجته التحذيرية كلّما تراجع تماسك النظام وانكشفت ألاعيبه أكثر على العلن؟ ويضيف أن "سوريا تثق بأنها على موعد مع النصر على الرَّغم مما خسرته من شهداء أبرار"، فهل إيران وروسيا زوّدتا السفير بهذه الثقة العمياء بأن النظام السوري سينتصر؟ فما حدث بالأمس، من خضوع النظام للإرادة الروسية التي تعبّر عن إرادة غربية لا بدّ أن تتّخذ شكلاً قانونياً ما في الأسابيع المقبلة، لا "يبشّر" بهذا "النصر"! وهل ستنطلي على اللبنانيين والعالم حبكة النظام السوري عن أن "التهديد انقلب ذعراً في إسرائيل وإرباكا في فرنسا وبريطانيا وأميركا، وعزيمة في سوريا"؟ ولا بدّ لتثبيته أن تلك العزيمة صحيحة وليست من ابتكار النظام، أن يضمّ السفير عزيمته الى عزيمة النظام لكن على الأراضي السورية وليس من لبنان!

 

دعم الجيش والحياد أبرز عناوين المؤتمر الدولي حول لبنان

 ثريا شاهين/المستقبل/يندرج المؤتمر الدولي الذي سينعقد في 25 أيلول الجاري على هامش أعمال افتتاح الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة لمساعدة لبنان ودعمه وتحييده عن الأزمة السورية وتقديم العون لإيواء النازحين السوريين إليه، تحت عناوين ثلاثة وفق أوساط قريبة من رئاسة الجمهورية.

العنوان الأول: اقرار مساعدات مالية لإعالة اللاجئين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية، لا سيما وان امكانات لبنان باتت محدودة بالنسبة الى الأعداد الوافدة والتي أصبحت تتطلب مزيداً من المقومات المالية لإيوائها. والمؤتمر سيبحث موضوع هؤلاء النازحين من كافة جوانبه.

العنوان الثاني:

دعم الجيش اللبناني من أجل أن يستطيع الحفاظ على الاستقرار في الداخل وعلى الحدود.

العنوان الثالث:

دعم تحييد لبنان، وابعاده عن أية انعكاسات لما يحصل في المنطقة، والسعي لإبقاء الوضع الداخلي مستقراً.

ولبنان اساساً كان دعا الى عقد هذا المؤتمر. وتفيد مصادر ديبلوماسية ان الدول المجتمعة في اطار المجموعة الدولية لدعم لبنان ستقر مساعدات وستضم الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن ودولاً أخرى ومنظمات اقليمية ودولية. الولايات المتحدة دعمت انعقاد المؤتمر، وكذلك فرنسا التي دعمت وشجعت أيضاً، وكان لها دور كبير في الاتصالات مع الدول الصديقة لها والحلفاء لدعم المؤتمر وهو ينعقد على مستوى وزاري، لكن لبنان سيتمثل برئيس الجمهورية الذي سيكون موجوداً في نيويورك، لتمثيل لبنان في افتتاح الدورة وسيلقي كلمة في المؤتمر تشدد على أهمية الدعم الدولي له ولاستقراره، ولضرورة تقاسم الأعباء والمساعدة المالية في ما خص ايواء لبنان للنازحين السوريين الذين ترتفع اعدادهم باضطراد. ولفتت المصادر، الى أن لبنان يرحب بكل المساعدات الممكنة، اذ إن الرقم المطلوب يزداد لأن العدد يزداد والوقت يمر والوعود التي قطعت من الخارج بالتمويل لا تدفع بمجملها. واعتبرت ان لبنان يحتاج الى تمويل هذا الايواء عبر تسلمه التمويل وعبر تسلم المنظمات الدولية لذلك على حد سواء. ولبنان يحتاج الى التمويل لأنه يتكبد خسائر لاعادة تأهيل البنية التحتية من كهرباء ومياه وصرف صحي نتيجة استهلاك النازحين لكل هذه الخدمات، وعددهم بات يفوق المليون ونصف المليون نازح. وبالتالي يعتبر لبنان ان المساعدات المطلوبة ليست فقط في المأكل والغذاء، انما على الدولة عبء يفترض تعويضه بشكل أو بآخر. لذلك يطلب من المجتمع الدولي مساعدته لمواجهة هذه الأزمة. ويعنى المؤتمر بتخفيف آثار الأزمة السورية عليه وان لا تمتد هذه الأزمة إليه، وتحييده عن الوضع السوري. وهناك دول قلقة على الوضع اللبناني لناحية الاستقرار نتيجة الأحداث الأمنية التي وقعت أخيراً. لكن هناك دولاً أخرى تعتقد انه على الرغم من القلق الذي يلف الوضع فإن لبنان استطاع الحفاظ على درجة كبيرة من الاستقرار، ما يقتضي الحفاظ على استمرارية هذا الاستقرار والعمل بكل جهد لمنع الانزلاق الى المخاطر.  ومن الأهمية بمكان دور الجيش، كما ان التحقيقات الحاصلة حول الأحداث الأخيرة مهمة لأنها أظهرت الحقائق.

وحول اللاجئين السوريين، يطلب لبنان المساعدة باستمرار، كما يطلب من الدول التي وعدت بالدفع ولم تدفع أن تفي بالتزاماتها. وسيكون الوضع اللبناني من المواضيع التي ستتصدر المناقشات المهمة على هامش أعمال الجمعية وفي اللقاءات الجانبية التي سيعقدها الرئيس سليمان في نيويورك، انما ما سيتصدر الأولوية في البحث الدولي في لقاءات رؤساء الدول هو الأزمة السورية، حيث ستكون قد انكشفت نتائج المساعي الدولية لتلافي حصول الضربة، كما تكون تكشفت نتائج مباحثات الكونغرس الأميركي حول القرار بشأن الضربة.

 

"المعلّم" الحقيقي ليس وليد، بل سيرغي.

"المستقبل" اليوم

تبيّن إذاً أن "المعلّم" الحقيقي ليس وليد، بل سيرغي. وتبيّن بالملموس المحسوس أن الأسد الغضنفر على شعبه، ليس إلا مطيعاً عند لافروف، وأنه مستعد ليس لتدمير حاضر سوريا مثلما دمّر ماضيها من أجل أن يبقى في مكانه، بل هو مستعد أيضاً لتدمير مستقبلها إذا استطاع، ولأن يبلع لسانه وعنترياته ويخضع لأي معطى خارجي أقوى منه.

بعد أن كان هدّد هو وحلفاؤه بإحراق المنطقة، ومحو إسرائيل من الوجود، وقصف تركيا، واستهداف المصالح الغربية والأميركية، إذا هوجم، ها هو الآن "فجأة" يعلن الاستسلام، والخنوع، والخضوع، والإذعان لأوامر سيد البيت الأبيض، ويكمل سياسة الاستجداء الموازية لتهديداته. وفي ذلك لا يفعل إلا ما هو متوقّع منه ومن أمثاله الطغاة، الكواسر: يستأسد على الضعفاء وهم في هذه الحالة أهل سوريا، أطفالها ونساؤها وشيوخها ورجالها الذين خرجوا للمطالبة بالحرية والكرامة، ويركع أمام الخارج القوي. وتلك هي في الأساس أم الأسباب التي دفعت بالشعب السوري إلى إعلان براءته من هذا النظام، وثورته عليه وعلى شعاراته، لأنه عرف وتأكد، مثله مثل سائر شعوب الأرض، أن التركيبة الفئوية المافيوزية اللصوصية، مستعدّة لتفعل أي شيء من أجل الحفاظ على سلطتها ومكاسبها وثرواتها المتراكمة بالنهب المنظّم والعشوائي، لمقدّرات الدولة السورية.

وبصرف النظر عن مآل التطورات الآتية، فإن حكم التاريخ وثورة الشعب السوري على الطاغية وتركيبته قد صدر بالفعل، ولم يعد من مجال للتراجع ولو خطوة واحدة إلى الوراء. وأول من يعرف ذلك، هو المستأسد الممانع نفسه.. لكن لا بأس بذلك وبما يحصل، طالما أنه أسقط ويسقط أوراق التين التي استخدمها طويلاًَ لتغطية حقيقته الأولى، وطالما أن تلك الحقيقة قد كشفت أخيراً طاغية يتاجر بالشعارات مع الخارج، ويسفك الدم مدراراً في الداخل.

 

الادعاء في المحكمة الخاصة بلبنان سحب 68 شاهداً و6511 بيّنة

 النهار/أذن قاضي الاجراءات التمهيدية في المحكمة الخاصة بلبنان دانيال فرنسين للادعاء بتعديل قائمتي البيّنات والشهود في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وقالت النشرة الشهرية للمحكمة ان 6511 بيّنة و68 شاهداً سحبت منهم. كما وافق القاضي فرنسين على اضافة ثلاثة شهود و115 بيّنة الى قائمتي الشهود والبينات اللتين تخصان الادعاء. ويشار في هاتين القائمتين الى الشهود والادلة التي ينوي الادعاء الاستناد اليها في اثناء المحاكمة. كما اضاف الممثل القانوني للمتضررين ثلاثة شهود جدد الى قائمة الشهود. وأوردت النشرة ان القاضي فرنسين طلب في التاسع من آب الماضي من قلم المحكمة تبليغ قرار الاتهام المعدل الى السلطات اللبنانية وإحالته اليها، واصدار مذكرات توقيف دولية جديدة في حق المتهمين الاربعة سليم عياش ومصطفى بدر الدين وحسين عنيسي وأسد صبرا. ويعكس القرار الاتهامي المعدّل في شكل رئيسي التغييرات الناتجة من نسب هاتفين من شبكتين الى مستخدم واحد. واضيفت هذه التغييرات الى بنية مجموعات الهواتف المترابطة. وكانت غرفة الاستئناف لدى المحكمة ردت ثلاثة دفوع لجهة الدفاع حول وجود عيوب في شكل القرار الاتهامي المؤرخ في السادس من شباط الماضي.

 

قياديون في حزب الله: اذا كان حجم الضربة على سوريا غير متوازياً مع فعالية الردّ ستزلزل الارض تحت اقدام الجميع

 الراي/لم تحمل نتائج قمة العشرين في سان بطرسبرغ اي جديد في شأن احتمالات الضربة العسكرية الاميركية لنظام الرئيس السوري بشار الاسد والمواقف منها، وصبّت حصيلتها في “تأكيد المؤكد”، اذ توحي المعلومات التي رشحت عن اللقاءات المعلنة وأجواء مشاورات الكواليس، ان الرئيسين الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمير بوتين سلّما بما يشبه “الاتفاق على عدم الاتفاق” حول سورية، وغادر كلٌّ الى معسكره على الخريطة الدولية ومعهما “عصا وجزرة” في الطريق الى المتوسط وأمواجه المتلاطمة. وعلى وهج نتائج القمة وفائض الديبلوماسية والبوارج الذي يخطف أنفاس الشرق الاوسط المترنّح فوق “برميل بارود”، بدأ الجميع في المنطقة يستعدّ لـ”المفاجأة غير المفاجئة”. الولايات المتحدة تعمل على توسيع قاعدة “النادي الاقليمي – الدولي” الداعم للضربة، والنظام في سورية يمضي في الاتكاء على حلفائه في المحور الذي يضمّ روسيا وايران و”حزب الله”، ايذاناً باستخدام ما تيسّر من أسلحة ومصالح وتحالفات في ملاقاة الساعة صفر.

فماذا في تقديرات المحور الداعم للأسد وإستعداداته ومقارباته و… توقّعاته؟

يبني قياديون في “حزب الله” على ان الضربة العسكرية الاميركية حاصلة ويستعدون لمواجهتها بـ”التكافل والتضامن” مع محور “الممانعة”، وقد “أُعلن الاستنفار العام في صفوف المقاومة على الجبهة الجنوبية والجبهة الداخلية في لبنان وسلسلة الجبال الشرقية واستطاع الحزب استكمال استعداداته الكاملة، وأعيدت كل الوحدات التي كانت تتدرّب خارج لبنان، وأصبح حزب الله جاهزاً ويده على الزناد دون اي ارتجاف، في انتظار ما ستؤول اليه الامور من تطورات على الساحة السورية، اما الوحدات التي تشارك في القتال في سورية فستستمر في مكانها ولن تستدعى على اساس انها جزء من محور الممانعة”، فالحزب الذي كان تدخّله في سورية الى جانب الاسد كاسراً للتوازن يوم بدت دمشق على “قاب قوسين” من السقوط، يحضر بقوة في “غرفة العمليات المشتركة” التي ترسم خطوط الدفاع والهجوم في ملاقاة الضربة الاميركية وبنك أهدافها وإحتمالاتها وحجمها وساحتها وما قد ينجم عنها.

القياديون البارزون في “حزب الله”، الذين يشاركون في طرح العمليات قالوا لـ”الراي” انهم يستبعدون دخول لبنان دائرة الخطر المباشر “اذا حصلت الضربة العسكرية الاميركية وكانت متوازنة بين ما يستطيع النظام في سورية تلقيه وبين قدرته على الردّ في شكل مدروس من خلال ما تعمل عليه القيادة المشتركة في محور الممانعة عبر غرف عملياته”.

وكشف هؤلاء عن انه “اذا كان حجم الضربة متوازياً مع فعالية الردّ عليها فلن يكون من سبب لفتح جبهات اخرى يشترك فيها حزب الله وايران، أما في حال ما هو اكثر من ذلك، فعندها ستزلزل الارض تحت اقدام الجميع”، مشيرين الى ان “اسرائيل تدرك معنى هذا الكلام رغم رغبتها في اختبار قبّتها الحديدية التي اذا نجحت في اسقاط حتى 80 في المئة من صواريخ الفاتح 110، فهذا يعني ان 20 في المئة من مئات الصواريخ ستسقط في اسرائيل في سابقة تكون الاولى من نوعها منذ العام 1948. ولدقة اصابات الفاتح 110 وقدرته التدميرية التي لم تختبرها اسرائيل في 2006 ولم تتذوقها، فإن حجم الدمار والخسائر البشرية والمادية والانهيارات الجماعية في غوش دان والمناطق الاسرائيلية الاخرى لن يكون في وسع تل ابيب تحملها”.

ورأى القياديون في “حزب الله» انه “يفترض ان يكون لبنان في منأى عن مسرح العمليات العسكرية الاميركية وخارج الاستهداف مهما كانت الموفّقية في ضربة سورية اذا حصلت لأن من نعم الله عليه، ان اسرائيل على حدوده، وهي الولد المدلل للولايات المتحدة، واسرائيل صارت رهينة المقاومة القادرة على ضرْبها لفرض معادلات جديدة على قاعدة شروط جديدة للقتال”.

غير ان قياديين في غرفة العمليات المشتركة رسموا بعض الملاحظات على ادارة روسيا كشريك اساسي للصراع الحالي مع الولايات المتحدة لناحية وثوقها بالغرب واسرائيل، وقالوا لـ”الراي” ان “موسكو سلّمت بعض صواريخ اس 300 الى سورية رغم نفي الرئيس بوتين لذلك، لكنها تأخرت في تسليم كل الصواريخ المطلوبة والطائرات المتطورة او صواريخ إسكندر الدقيقة، ربما لأن روسيا لم تقدّر امكان تدخل الولايات المتحدة في الحرب الدائرة في سورية بالطريقة التي تستعدّ لها الآن مع حلفائها”.

وأشار هؤلاء الى ان “الولايات المتحدة تصرفت بسرعة اكبر امام التباطؤ الروسي، وأوجدت ذريعة للتدخل وحشدت الاساطيل بمعزل عن صدقية إستخدام السلاح الكيماوي”.

ولفت هؤلاء الى انه “لن يكون في وسع روسيا تسليم معدات عسكرية لسورية خلال الحرب التي قد تستمر لأشهر عدة، لأنه سيتعذر على اي باخرة الاقتراب من الموانئ السورية وهي ضمن دائرة الاشتباك وفي مرمى الحديد والنار”. وعرض القياديون في غرفة العمليات المشتركة لـ”الراي” احد التحليلات “الذي اخذ بها علماً الرئيس الاسد، وتقول ان الضربة ضدّ سورية أُعد لها مسبقاً بين الولايات المتحدة واسرائيل”، ومن الدلائل على ذلك، بحسب هؤلاء، “ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اكد لبوتين خلال زيارته الاخيرة لموسكو ان اسرائيل لا تنوي ضرب سورية ولن تتدخل في الشأن السوري، وطالب تالياً بعدم تسليم سورية صواريخ اس 300 التي يمكنها ضرب الطائرات الاسرائيلية مباشرة عند إقلاعها، لأنه لا لزوم – بحسب نتنياهو – لضرب التوازن العسكري في الشرق الاوسط من جهة، وتفادياً لوقوع هذه المنظومة في ايدي المتطرفين الاسلاميين الذين يحتلون اجزاء واسعة من سورية، خصوصاً في حال استطاعوا اسقاط الاسد من جهة اخرى”. ولفت هؤلاء الى ان “بوتين لم يوافق نتنياهو على طرحه لكنه ارتأى التباطؤ في تنفيذ العقود المتفق عليها مع سورية تجنباً لاستفزاز اسرائيل والغرب معاً حيث لا حاجة ملحة للسرعة”، مشيرين الى انه “سلّم بعض الحاويات وثمة حاويات اخرى في طريقها الى سورية”، متحدثين عن انه “بعد التطورات الاخيرة وإصرار اوباما على حشد الدعم للضربة العسكرية تحت عنوان حماية النفط وحماية امن اسرائيل، فإن الرئيس الروسي تصرف بردة فعل محسوبة على ما حاولت اسرائيل الايحاء به في خدعة تكتيكية، وها هي سفنه تحمل ما طاب للرئيس السوري من عتاد متطور، صممت روسيا على تسليمه الى سورية على جناح السرعة، والمتوقع دخوله الموانئ السورية في اليومين المقبلين”.

 

جند الشام يجند شبان لاستخدامهم في تنفيذ عمليات في لبنان وسوريا

الاخبار/ارتفعت أصوات المآذن طوال يوم أمس في أحياء مخيم عين الحلوة تنعى خمسة قتلى سقطوا في سوريا، وتعلن تقبّل التعازي بهم في قاعة اليوسف في حي الطيرة. الشبان جعفر محمد وخليل زيدان وعلاء عبد الوهاب وعبد هزيمة وآخر من آل عجاج، قتلوا في مخيم اليرموك قرب دمشق. وأجمعت مختلف الفصائل الفلسطينية والقوى الإسلامية على نعي الخمسة الذين هم من فلسطينيي اليرموك، لكنّ أقرباءهم إما مقيمون في عين الحلوة أو لجأوا إليه في الفترة الماضية. وجاء في بيان نعيهم أن أهالي عين الحلوة «يزفونهم بمزيد من الفخر والاعتزاز بسبب استشهادهم في أرض الشام وهم يدافعون عن كرامة الأمة». ورجحت المصادر أن يعزز مقتل الشبان الخمسة نقمة الجماعات المؤيدة للمعارضة السورية والقاعدة الشعبية العريضة المناهضة للنظام السوري في عين الحلوة والمخيمات الأخرى، علماً بأن زعماء المجموعات المتشددة من بقايا جند الشام وفتح الإسلام ما زالوا ينشطون في تجنيد شبان المخيم وحي الطوارئ للقتال في سوريا ضد الجيش السوري، ومن بينهم من قتل أو أصيب أثناء القتال، فيما حاول آخرون الوصول إلى سوريا.

ومن بين الذين حاولوا التوجه للقتال في سوريا ضد النظام عبر عرسال حسين المقدح، نجل اللواء منير المقدح وابن شقيقه محمد طلال المقدح، واثنان آخران، لبناني وفلسطيني من عين الحلوة، إلا أن عناصر حزب الله أوقفوهم في بلدة اللبوة البقاعية واعتقلوهم قبل أن يطلقوا سراحهم بعد أيام. وعلى صعيد الموقف الفلسطيني في عين الحلوة من العدوان الأميركي المحتمل على سوريا، فهناك إجماع على التنديد به وإدانته. وكانت الفصائل الفلسطينية والقوى الإسلامية، وضمنها حماس، اجتمعت قبل أيام في السفارة الفلسطينية وأصدرت بياناً يدين التهديدات الأميركية. وبينما أدان المكتب الإعلامي لحركة حماس مجزرة الكيميائي في الغوطة، أكد الموقف المبدئي رفض أي عدوان أو تدخل عسكري خارجي ضد سوريا أو أي بلد عربي أو إسلامي. من جهتها، أعلنت أوساط عصبة الأنصار لـ«الأخبار» أنها «جزء من مقاومة العدوان والاحتلال الصهيوني والأميركي على أي بلد عربي أو إسلامي». إلا أن لبقايا جند الشام وفتح الإسلام رأياً آخر. في مجالسهم الخاصة، يؤيد زعماء المجموعات المتشددة ضرب النظام السوري. وبحسب مصادر مواكبة، فإنهم يتهيّأون لمواجهة تداعيات الضربة في سوريا ولبنان بتجنيد الشبان وتدريبهم وتسليحهم لاستخدامهم في تنفيذ عمليات في لبنان وسوريا أو الدخول على خط أي حدث أمني داخلي. وفي هذا الإطار، بدا لافتاً إطلاق رشقات نارية في سماء المخيم ليل أول من أمس بالتزامن مع الإشكال الذي وقع بين عناصر على حاجز لحزب الله وفلسطينيين عند مدخل مخيم برج البراجنة. فقد استنفر عدد من أتباع تلك المجموعات وأطلقوا صليات تضامنية في الهواء.

 

عرين آل الأسد المتآكل

سي ان ان/ لم يدر جدل حول أسرة سياسية في المشرق العربي كما دار حول أسرة الأسد، فالعائلة التي تمسك بالسلطة في سوريا منذ وصول الرئيس الراحل حافظ الأسد إلى السلطة حددت هوية البلاد وطبعته بطابعها الخاص لعقود، ولكنها تواجه اليوم التحدي الأخطر لسلطتها محليا ودوليا فهل سيكون مصيرها كمصير عائلات "رئاسية" أخرى بالمنطقة؟ فخلال عقدين سبقا وصول الأسد الأب إلى السلطة شهدت سوريا عشرين انقلابا أو محاولة انقلابية، ولكن الرئيس الراحل تمكن من الإمساك بالمعادلات السياسية بعد تولي الحكم وأمن استتباب الأمور لصالحه وأثبت خلال عهده بأنه أحد أكثر الطغاة قسوة ودهاء في منطقة كانت تعج بهذا النوع من الحكام.

وفي عام 1982، سحق حافظ الأسد انتفاضة قادتها جماعة الإخوان المسلمين في مدينة حماة بعدما فرض حصارا قاسيا على المدينة وقتل زهاء عشرة آلاف من سكانها، كما خاص مع إسرائيل جولات من القتال والمفاوضات.

وامتازت سياسة الأسد الأب ببناء تحالفات مع إيران ومع حزب الله الذي تصنفه واشنطن على قوائم الإرهاب، ومع ذلك نجح في عدم تحويل أمريكا إلى خصم دائم، كما عمد خلال العقدين السابع والثامن من القرن الماضي إلى إرسال قواته إلى لبنان تحت شعار حماية المسيحيين. وخلال فترة غزو الكويت شارك الأسد في التحالف الذي بناه الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الأب، وأرسل ما يقرب من ألفي جندي للمشاركة في القتال إلى جانب القوات الدولية، وقد حاول نجله بشار السير على خطاه، فانخرط في علاقات شهدت حالات مد وجزر مع الرئيس جورج بوش الابن، ومع خلفه باراك أوباما. وقد استعانت الإدارة الأمريكية بسوريا عندما احتاجت إلى حلفاء خلال غزو العراق عام 2003، وخلال السنوات الأولى من حكم أوباما كان وزير الخارجية الحالي، جون كيري، الذي يصف بشار الأسد اليوم بـ"المجرم" همزة الوصل بين دمشق وواشنطن والشخص المكلف بالتعامل مع ديكتاتور سوريا الجديد.

ما هي السيناريوهات المحتملة؟

يقول مراقبون إن الحرب الأهلية الحالية في سوريا هي تصفية لحسابات قديمة، فالسنة الذين يشكلون غالبية السكان يشعرون بالمرارة جراء العيش لعقود تحت حكم عائلة من الطغاة تنحدر من أقلية صغيرة هي الطائفة العلوية، ويشرح أندرو تابلر، الباحث في شؤون الشرق الأوسط، ظروف الحياة في ظل حكم حافظ الأسد بالقول: "ضمن الأسد استقرار سوريا من خلال نظام مغلق. لم يتمكن الناس من السفر أو التواصل، كما كانت الأخبار الدولية شحيحة." وأضاف تابلر، الذي سبق له نشر كتاب حول سوريا تحت عنوان "في عرين الأسد": "عندما وصل بشار إلى السلطة رفع القيود على السفر وسمح للناس بقراءة صحف دولية وبامتلاك صحون لاقطة وخطوط انترنت، وقد فتح هذا الأمر عقول السوريين، ولكن كيف يمكن السيطرة على نظام كهذا؟ كيف يمكن المحافظة على حكم متشدد وتسلطي؟" وبالتزامن مع قرع طبول الحرب ضد سوريا بطلب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، موافقة الكونغرس على ضربة عسكرية ضد دمشق، ومع استمرار الحرب الأهلية التي حصدت أرواح أكثر من مائة ألف شخص يلف الغموض مصير نظام أسرة الأسد. في الواقع يمكن أن تشهد سوريا عدة سيناريوهات، إذ يمكن أن يقاتل الأسد حتى النهاية، فيخسر الحرب أو يُقتل، ويمكن أن يفر خارج البلاد ويطلب اللجوء إلى دول مثل إيران وفنزويلا وروسيا. ولكن يمكن أيضا أن يتمكن الأسد من الصمود، ولكن سوريا لا يمكن أن تعود كما كانت، وفقا لما يوكده تابلر الذي يقول: "أعتقد أن ما يمكن أن يحصل هو أن تتمكن أسرة الأسد من حكم جزء من سوريا خلال المستقبل المنظور، ولكنها لن تتمكن أبدا من استرداد حكمها على كامل الأراضي السورية."

 

''الكيماوي'' في قصر المُهاجرين؟

الجمهورية

حسناً فعل وزير الخارجية السوري وليد''المعلم بإعلانه من موسكو، وليس من دمشق، قبول القيادة السورية، وضع السلاح الكيماوي تحت مراقبة دولية. لكنّ المعلّم يدرك تماماً أنّ ما بعد هذه الموافقة، ثمّة خطوات يجب على القيادة السورية الموافقة عليها، اولها تأليف لجنة من مجلس الأمن الدولي تُكلَّف مهمّة تدمير السلاح الكيماوي في كلّ الاراضي السورية أو مصادرتها.

وثانيها، البحث عن هذا السلاح في أيّ مكان تعتقد هذه اللجنة أنه يمكن أن يكون فيها، ابتداءً من قصر المهاجرين، وصولاً الى كلّ القصور الرئاسية. وانطلاقاً من هنا، فإنّ اللجنة قد تجد ضرورة للبحث في غرفة نوم القيادة عن السلاح الكيماوي. اما الخطوة الثالثة، وهي الاهم، أنه عند انتهاء اللجنة من عملها والتأكد من خلوّ سوريا من السلاح الكيماوي ومستلزماته، تكون الاجهزة المختصة قد وضعت تفاصيل كلّ الآلة العسكرية السورية على خريطتها الاستراتيجية. وبالتالي، فإنّ القيادة السورية ستجد نفسها ملزمة بالخضوع لمزيد من الشروط الدولية التي لا يمكن هذه القيادة الإستجابة لها، فتبدأ الضربة العسكرية، إلاّ إذا وافقت على التنحي وتسليم نفسها الى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي للخضوع لمحاكمةٍ على ما اقترفته يداها في حق المدنيين في الغوطة الشرقية لدمشق بالسلاح الكيماوي.  هذه الرؤى ليست عبثية ولا اضغاث أحلام. فمن يتابع التحليلات والدراسات في العواصم الغربية، خصوصاً في باريس هذه المرة، يجد أنّ التصورات الأميركية هي أقل من تلك المُتداوَلة في الأروقة الامنية الفرنسية. من جهته، أطلق وزير الخارجية الاميركي جون كيري من بريطانيا، موافقته على وقف الضربة العسكرية إذا سلّم الاسد سلاحه الكيماوي بكامله في غضون اسبوع، لكنه سارع الى الاستدراك بأنّ الاسد لن يفعلها. من يعود اسبوعين الى الوراء، يجد انّ اعلان توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، هو بمثابة صدى لا قيمة له. اما اليوم، وبعد وصول كلّ القطع العسكرية الاميركية الى المنطقة وترقّب تلك الفرنسية، فإنّ المراقبين العسكريين يجزمون بألف في المئة إنّ هذه الآلة العسكرية لم تأتِ لتعود محمّلة بالسلاح، بل أتت لافراغ حمولتها والعودة بنتائج سياسية، اقلها إحداث تغيير في المنطقة. وهنا نعود الى المعلّم الذي ارتأى، في خطوة دبلوماسية وسياسية، أن يعلن من موسكو موافقة القيادة السورية على وضع السلاح الكيماوي تحت المراقبة الدولية في الوقت نفسه الذي كان الرئيس بشار الاسد يعلن من الولايات المتحدة الأميركية، وعبر احدى قنوات التلفزة، أنّ على الاميركيين أن يتوقعوا أيّ شيء إذا حصلت الضربة ضدّ سوريا.

فمن موسكو، أراد المعلّم القول للعالم إنّ روسيا باتت مسؤولة عن الملف السوري لأنها هي من بادر الى طرح فكرة المراقبة الدولية للأسلحة الكيماوية، وبات عليها تحمُّل تبعات مسؤولية مبادرتها بالسلب والايجاب. لكن ما سهى عن المعلّم، هو أنّ روسيا اعلنت منذ البداية عدمَ خوضها أيّ حرب دفاعاً عن أحد، بل على العكس تماماً، ستكون الورقة التي تقضي على القيادة السورية. والسبب هو أنّ روسيا ستجد نفسها تتابع تحرك لجان التفتيش الدولية التي ستبحث عن السلاح الكيماوي، مثلها مثل أيّ دولة اخرى، نظراً الى انها هي من قدّم الاقتراح وعليها القبول بالآلية الأممية التنفيذية. وهذه الآلية ستقود في نهاية المطاف الى اقصاء هذه القيادة بأيّ شكل من الاشكال، لأنها ستصبح اقلّ ضعفاً من أن تحكم أو أن تستمرّ.  اما تصريحات الرئيس السوري الى التلفزة الاميركية فكان المراد منها الضغط على الكونغرس الأميركي من خلال إرسال رسائل خوف ورعب الى المواطنين الاميركيين، والقول إنّ المنطقة كلها ستشتعل إذا هوجمت سوريا. وهنا يقول المراقبون الأميركيون إنّ تصريحات الأسد والمعلّم دلّت الى أنّ القيادة السورية دخلت مرحلة العدّ العكسي، وبالتالي فإنّ الكونغرس سيجد نفسه مضطراً الى الموافقة على طلب اوباما إستخدام القوة طالما أنّ الاسد بدأ التنازل. اما اعتداده بالحلفاء فيجب ألاّ يعلق آمالاً كثيرة عليهم وعلى دعمهم له، خصوصاً إذا علم أنّ ممثلين لحلفائه موجودون حالياً في لندن يناقشون آفاق ما بعد الضربة.

 

إستياء داخلي من محاولات إيرانية لتوريط لبنان في الصراع السوري/قيام “حزب الله” بدعم نظام الأسد ستكون له ارتدادات سلبية على الوضع الداخلي

اللواء/مع تراجع الملفات الداخلية أمام الاستعدادات الجارية على قدمٍ وساق لتوجيه ضربة عسكرية للنظام السوري، تعيش الساحة الداخلية حالة ترقب حذر مشوب بخوف كبير من مضاعفات هذه الضربة في حال حصولها وتداعياتها المحتملة على لبنان، خاصة في حال تدخل “حزب الله” أو غيره في المعركة دفاعاً عن النظام السوري، وهذا يعني دخول لبنان في اتون حرب إقليمية لا يمكن التكهن بالنتائج الكارثية التي ستصيب المنطقة جراءها، وبالرغم من التطمينات الدولية التي تلقاها لبنان من أنه لن يكون مستهدفاً في أي حرب قد تشن على سورية، إلا أن أوساطاً سياسية مراقبة تعتبر أن قرار تحييد لبنان عن أي عمل عسكري يستهدف سورية بيد “حزب الله” وحده الذي عليه أن يأخذ مصالح لبنان بالدرجة الأولى قبل مصالح الآخرين، وبالتالي ينبغي ألا يعرض البلد لمخاطر جسيمة من جانب إسرائيل التي لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي ضربة عسكرية قد توجه لها من جانب “حزب الله” رداً على أي عمل عسكري يستهدف النظام السوري. وتشير هذه الأوساط إلى أن المسؤولين اللبنانيين تلقوا تحذيرات من مغبة أن يقوم “حزب الله” بعمل متهور قد يغرق لبنان في الجحيم إذا تولى الدفاع عن نظام بشار الأسد، معرضاً مصالح اللبنانيين لأفدح الخسائر وهذا أمر لا يمكن القبول به من جانب المجتمع الدولي الذي يرى أن لبنان أقحم نفسه في قضية لا قدرة له على تحمل ارتداداتها.

وتلفت إلى أن المسؤولين اللبنانيين يعيشون هاجس قيام مجموعات لبنانية مسلحة بتوريط لبنان في الصراعات الإقليمية، وتحديداً في ما قد يجري في سورية، بعد الكلام الإيراني المتزايد عن أن المقاومة وحلفاء النظام السوري لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء أي ضربة عسكرية تتعرض لها دمشق. وفي هذا الإطار، نقلت مصادر عليمة لـ”اللواء” عن مسؤولين لبنانيين كبار استياءهم من المواقف الإيرانية التي تحاول توريط لبنان في أي أحداث عسكرية قد تجري في المنطقة، من خلال التهديدات التي تطلقها من أن المقاومة في لبنان لن تسكت عن أي اعتداء أميركي على سورية، ما يشكل تدخلاً غير مقبول في الشؤون اللبنانية الداخلية، مشيرة إلى أن المصلحة تقتضي من جميع القوى السياسية أن تبادر إلى إزالة تحفظاتها بشأن عملية تشكيل الحكومة، إدراكاً منها بخطورة المرحلة التي يمر بها لبنان، وأن تعبّد  الطريق أمام الرئيس المكلف تمام سلام لإنجاز مهمته بأقرب فرصة لحماية لبنان من انعكاسات أي عمل عسكري قد يستهدف سورية، وتجنب ردات الفعل التي ستزيد الوضع الداخلي تعقيداً وتفتح الباب أمام تطورات غاية في السلبية لا يمكن لبنان تحملها واستيعابها.

وتشدد الأوساط على أن لبنان سيكون معرضاً لمخاطر تتهدده مباشرة إذا لم يتمكن السياسيون من التوافق على تشكيلة وزارية متفاهمة ولو بالحد الأدنى تنقذه من الأفخاخ التي تنصب له، لإعادة استخدامه كصندوق بريد في إطار الصراع الإقليمي الدائر في المنطقة، ما يوجب على قيادات “8 و14 آذار” وعي دقة المرحلة والمسارعة إلى تسهيل مهمة الرئيس المكلف والتوصل إلى صيغة حكومية تحصن الجبهة الداخلية وتعالج الملفات الساخنة.

ولعل ابرز ما رصد من مواقف تمثل بما نقل عن ممثل المرشد الاعلى علي خامنئي لدى حراس الثورة الاسلامية في تحليل لهيئة الاذاعة الايرانية، اذ اكد جهوزية المقاومة حتى النهاية كاشفا عن ان مئتي الف صاروخ يملكها “حزب الله” موجهة نحو اسرائيل وان جميع المواقع الحساسة في الكيان الصهيوني تحت مرمى صواريخ حزب الله، واذا تدخلت دول كالسعودية او الاردن في الحرب ضد سوريا فلن تكون في مأمن من رد المقاومة. واللافت ان هذا التصريح اعقب معلومات نقلت عن تقرير استخباري اوروبي اشار الى ان حزب الله يحتاط لمجمل السيناريوهات وقد اجرى مناورات واسعة عسكرية واغاثية في مناطق جنوبية ووزع مقاتليه على الجبهات، واصدر اوامر المهمات كما وزع عناصر على نقاط مراقبة ومواقع عسكرية حساسة تحسبا لاي مفاجأة.

 

بشار والمعلم أكلوا ضربة معلم

حسين العبدالله

لا تتصرف أميركا بعشوائية, ولا شيء أسمه أوباما في قراراتها, أو كان أسمه بوش, أو أي رئيس آخر. في أميركا مؤسسات ومراكز معلومات, وإدارات, وأي قرار يتخذ, خاصة القرارات الرئاسية, يمر في مخاض طويل عريض قبيل الوصول إليه, ويدرس من كافة جوانبه, وتدرس كافة الإحتمالات للعوامل المؤثرة, كما وتدرس كافة النتائج المتوقعة وانعكاساتها على كافة العناصر, وعندها, وعندها فقط, يتخذ أي قرار, وعلى مستوى الإدارة, وينسب إلى الرئيس. ليس سراً أن بشار الأسد ونظامه لا يحظيان بعلاقة ود مع هذه الإدارة الأميركية, وقد كان أوباما أعلن عدة مرات أن على الأسد الرحيل, وأنه لا يمكن له أن يكون جزءاً من الحل السياسي التي تطالب به أميركا ومعها العالم. وليس سراً أن هناك حشداً عسكرياً أميريكياً, بحرياً في المتوسط والأحمر وخليج العرب, وبرياً وجوياً في الأردن ودول الخليج. منذ خريف 2012 تحسباً لكل طاريء.

ومن الطبيعي أن يكون السؤال في هذه الحالة هو أن طالما القوى موجودة, والمشاعر معلنة, لماذا لم تتم ضربة بشار وتغيير النظام على غرار ما حصل في ليبيا؟ ولماذا الوقوف جانباً كل هذه المدة, والظهور بمظهر العجز أمام المذابح اليومية, والتي تكللت بالهجوم الكيميائي منذ أسبوعين وذهب ضحيته قرابة الألف وخمسمائة شخص خلال ساعات؟ ألإجابة بسيطة, النظام السوري لديه أظافر جارحة, ليست لأميركا, إنما لدول المنطقة, سواء اكانت إسرائيل أو تركيا أو الدول العربية. والنظام قادر على أذية هذه الدول دون رادع أخلاقي, كيف لا, وهو الذي يسلط صواريخه وبراميل النار يومياً على مواطنيه العزل, ويدمر منهجياً, مدن سوريا واحدة تلو الأخرى. في ليبيا الحالة كانت مختلفة, ليبيا سلمت أسلحتها الكيميائية منذ سنوات, وفككت برنامجها النووي بإشراف أميريكي وأعادت كافة مكوناته إلى دول المصدر. بمعنى آخر أظافر ليبيا كانت مُقلمة أصلاً. ولهذا كانت عملية التخلص من نظام القذافي سريعة وسهلة التنفيذ وخالية من أية تعقيدات. من المنطقي أن يستنتج المراقب أن الرادع السوري بوجه تغيير النظام هو الأسلحة الكيميائية التي يمتلكها. وأن التخلص من هذه الأسلحة هو مقدمة ضرورية للقيام بأي حملة عسكرية يكون هدفها تغيير هذا النظام. وعلى هذه النقطة, كان هناك توافق دولي يشمل روسيا والصين, رغم ضهور هاتين القوتين بمظهر الحليف للنظام السوري.

التخلص من الأسلحة الكيميائية شكل في العامين السابقين عقدة الأساس أمام أي تدخل غربي لمساعدة المعارضة السورية, ولقلب نظام بشار. ومتى أُنجز هذا الهدف, تصبح العملية حينها مجرد روتين, تبدأ بأجواء آمنة في مناطق معينة, ثم بغارات محدودة إنما فاعلة ضد فلول النظام, ثم ينتشل بشار من أحد ألحفر, أو الأنابيب وإما يقتل أو يحاكم ثم يشنق. من رأى تردداً في تصرفات الإدارة الأميركية في الأمس, سيعلم غداً أنه لم يكن هناك تردد على الإطلاق, إنما تخطيط دقيق وعمل سياسي دؤوب للوصول الى النتيجة المبتغاة..وهذا يستغرق وقتاً,,, أما كوني فكانت,, فهي للخلق وحده دون غيره..

 

عون بعد اجتماع التغيير والاصلاح: مجلس الدفاع الاعلى يأخذ دور الحكومة ونعترض على هذا الأسلوب ومن غير المقبول السكوت عما يحصل للمسيحيين في سوريا

وطنية - ترأس رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون الاجتماع الأسبوعي للتكتل في الرابية.

وعلى الأثر، قال عون: "تفاجأنا اليوم برسالة وصلت إلى محطة الOTV وإلى موقع Tayyar.org، وهي موجهة إلي، وتحمل نداء استغاثة من بلدة بلودان السورية. وتقول البرقية: "السادة المحترمين، إدارة موقع التيار الوطني الحر وإدارة محطة OTV، بالتزامن مع الهجوم على بلدة معلولا المسيحية واجتياحها، تقوم جبهة النصرة ونفس الكتائب الإرهابية المهاجمة لقرية معلولا، بمحاولة اجتياح قرية بلودان ذات الأغلبية المسيحية. يرجى إيصال صوتنا إلى دولة الرئيس العماد ميشال عون ليقوم بالإتصال بالقيادة العسكرية والسياسية والدينية لتتم حمايتنا بشكل أكبر وإرسال وحدات عسكرية أكثر، علما أننا نخشى أن تدخل جبهة النصرة إلى البلدة مثلما دخلت إلى معلولا. نحن على وشك أن نذبح. ولذلك، يرجى منكم إيصال صوتنا إلى البطريرك لحام والبطريرك الراعي والبطريرك اليازجي. لماذا هذا التهاون؟ جبهة النصرة تحاصرنا منذ أسبوع، وتحاول اجتياح البلدة، ولم نر أي تعزيزات وأي رد قوي سوى الدفاع عن أنفسنا حتى الآن". وعلى أثر هذه البرقية، اتصلنا بغبطة البطاركة وأبلغناهم عن مضمونها، وسألناهم القيام بما يمكنهم، ومن المؤكد أنهم سيتصلون بالسلطات السورية، ونحن سنقوم بواجبنا في هذا الموضوع".

أضاف: "اليوم، سأتناول موضوعين فقط: الأول هو ما نسمعه من الغرب في ما يتعلق بمسيحيي المشرق، والثاني يتعلق بمسيحيي لبنان وبنظرتهم إلى أنفسهم.

ففي الموضوع الأول، نسمع وزير الخارجية الأميركية جون كيري يقول: "لا حاجة لحماية المسيحيين في الشرق"، والرئيس نقولا ساركوزي يقول: "لا مكان للمسيحيين في الشرق الأوسط". نحن نشكرهم ولا نريد منهم حماية المسيحيين، فمن طالبهم بذلك؟ نحن نطالبهم فقط بتطبيق حقوق الإنسان".

وسأل: "ألا يقاتلون اليوم في سوريا من أجل تطبيق حقوق الإنسان؟ ألا تشمل حقوق الإنسان المسيحيين؟ هل تتضمن حقوق الإنسان تمييزا عنصريا بين المسيحيين والمسلمين؟"، وقال: "لا نريد منهم حماية المسيحيين، إنما نطالبهم باحترام شرعة حقوق الإنسان التي نصتها السيدة روزفلت، وكان مقررها شارل مالك. حقوق الإنسان تحترم حرية المعتقد وحرية التعبير وحق الإختلاف. نريدهم فقط أن يطبقوا حقوق الإنسان وليس حماية المسيحيين، لأننا نعلم كيف نحمي أنفسنا ضمن مجتمعنا، ولكن نريد أن نحمي أنفسنا من التيارات المتخلفة التي تقتل وتذبح، وبلدة معلولا هي البرهان الأكبر على جرائم هؤلاء".

أضاف: "نسأل من يطالبون بحقوق الإنسان في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، أن يطالبوا باحترامها في المجتمعات العربية. إن أبناء الطائفة السنية أنفسهم لم يتحملوا التطرف في مصر، فقاموا بإعادة نظر لوضعهم السياسي والإجتماعي خلال مدة قصيرة. يجب أن نعي حقيقة المشكلة لئلا يبقى بيننا أناس متخلفون يقومون بممارسة الذمية قبل حصولها، ويدافعون عمن يذبحونهم. معلولا هي البرهان الأكبر على تلك الجرائم، تلك البلدة هي من أقدم البلدات المسيحية في الشرق الوسط، ولا تزال الآثار الأولى للديانة المسيحية موجودة فيها، ومنها اللغة الآرامية التي تكلم بها السيد المسيح. أبناء تلك البلدة يحافظون على اللغة الآرامية ويعلمونها أيضا للباحثين والمؤرخين. تتضمن تلك البلدة حوالى الخمسين كنيسة وديرا. ونسمع من يقول إنهم لم يحرقوا الكنائس والأديرة، ولكن من أين تأتي كل تلك الصور؟ هل هبطت علينا بوثيقة من القمر؟ هل تعبر تلك الصور عن مشاهد فلكية؟ إذا أردنا أن نصدق أنهم لم يحرقوا الكنائس والأديرة، نريد أن نسأل ما الذي جعلهم يدخلون بلدة معلولا؟ من أين أتت قناة CNN بالمشاهد التي عرضتها عن هؤلاء؟ جميعنا نعلم أن قناة CNN تصور مباشرة أو عبر الأقمار الصناعية، وتوصلت إلى تصويرهم داخل معلولا. يقال إنهم لم يقتلوا أحدا، والمفارقة أنه تقام اليوم في باب توما جنازة لثلاثة شبان من معلولا، والبطريرك لحام هو من يترأس الصلاة. ونرجو ألا يكون هناك المزيد من الضحايا".

وتابع: "من غير المقبول أن نبقى صامتين عما يحصل للمسيحيين في سوريا، فهو جزء من مسلسل انطلق من فلسطين ومنه إلى العراق وامتد وصولا إلى مصر، فهل أصبح إحراق الكنائس وتهجير المسيحيين عادة؟ نحن نريد تثبيت وجودنا في هذا المشرق، وخصوصا تجاه المتخاذلين الذين يبررون من يذبحهم ومن يهجرهم، فالمقاومة الأولى تكون بالرأس والعقل والقلب، فلا تجوز اللامبالاة تجاه الإنسانية. لم نشاهد أحدا يتحرك لحل المشاكل، فهل السبب هو تخدير الناس؟ فهذا النوع من التخدير أصبح للأسف موجودا في كل بيت".

وأردف: "عندما دعا قداسة البابا إلى الصلاة من أجل السلام في سوريا، وكذلك فعل بطريرك موسكو، فالدعوة كانت موجهة الى جميع المؤمنين في العالم ولم تكن موجهة فقط الى المسيحيين، والحمد لله انتصرت أخيرا الصلاة. كنت أتمنى أن أرى كل كنائسنا ممتلئة السبت الفائت، بدل البحث عن السهر واللهو، فإن لم يكن هناك إيمان في قلب الإنسان، فمن المؤكد أنه سيهزم ويفكر مباشرة في الهجرة والهروب من المسؤوليات".

ورأى أن "من يبني الوطن هو من يثبت على أرضه، ومن لديه ركاب تمكنه من الوقوف على رجليه، وهو من يبني أيضا الثقة بينه وبين مجتمعه ويكون نموذج الشجاعة لا نموذج الهروب".

وقال: "إذا، هناك جبهة النصرة وهناك معلولا، فإما أن نكون مع النصرة أو نكون مع معلولا، والفرق شاسع بين الإثنين فهو كالفرق بين جهنم وبين السماء، فمن يريد إنتقاء جهنم فليبق فيها. أهنئكم بحلول السلام. وكما سبق وقلت لكم منذ أسبوعين، يوم علقت على المناورة الردعية التي حصلت، قدم فريق بعض التنازلات، مما أراح الفريق الآخر، وبالتالي انتهت الحرب. هذا الكلام قلته هنا معكم في 27 آب 2013، ردا على سؤال طرح علي يقول: "انطلاقا من خبرتك في السياسة الأميركية، هل تعتقد أن التهديدات الأميركية بضرب النظام السوري هي تهديدات واقعية، واذا تمت هذه الضربة فما سيكون مصير حلفاء سوريا في لبنان بدءا بحزب الله وصولا الى التيار الوطني الحر؟ وقد أجبت حينها أنني "أعتقد أن الولايات المتحدة الأميركية في صدد ممارسة لعبة ردعية. وفي هذه اللعبة، كل الإجراءات المتخذة تنبئ بحصول الأحداث، كما هي الحال في يومنا هذا، ولكن في اللحظة الأخيرة، اذا كان الهدف هو الحصول على مطلب معين فيمكن أن يحصلوا عليه من دون القيام بتلك الضربة. وفي هذه الحال، يكون الجميع قد خرجوا متساوين من دون رابح ولا خاسر".

حوار

ورد عون على أسئلة الصحافيين:

سئل: بالفعل، لقد تذكرتك اليوم وتذكرت إجابتك عندما رأيت الصفقة الروسية – الأميركية، فأنا من طرح ذلك السؤال. ففي موضوع سوريا ومعلولا، ألا تعتقد أن النظام السوري انسحب من معلولا بطريقة ما لكي يسمح لجبهة النصرة بالدخول إليها، وتظهر أمام المجتمع الدولي والغرب كل أفعالها وبأنها تنكل بها؟

أجاب: "هذه القضية هي تحت المراقبة الدولية، لا سيما بوجود الأقمار الاصطناعية. لا يوجد أحد لا يملك أقمارا اصطناعية هناك، وبإمكانهم إحصاء عدد العسكريين الموجودين في الطريق وعلى الحاجز. الدفاع عن معلولا صعب نظرا لطبيعتها الجغرافية، وقد كان يوجد في المنطقة حاجز يراقب الدخول والخروج، بينما كانت جبهة النصرة متمركزة من الأعلى في فندق "السفير" الذي يسهل عليهم رؤية كل شيء من فوق. الدفاع عنها من الداخل كان صعبا جدا، ولا أظن أنها كانت طعما، ولنفترض أنها كذلك، فلماذا دخلوا إليها أصلا، وبلعوا الطعم؟. معلولا ليست مركزا عسكريا، ولا يوجد فيها جيش سوري، بل هناك حاجز للجيش على الطريق خارجها. ففي معلولا لا يوجد سوى الكنائس والراهبات والأطفال الأيتام في ميتم الدير، وأهلها، وليس هناك أي موجب كي يدخل أحد إليها لأنها بلدة آمنة لا تقاتل ولا يدخل إليها مقاتلون. وبالنسبة إلى ما فعلوه، فالحقيقة ظاهرة بأكملها، وبعد أن تنتهي هذه المأساة ستظهر الصور والأفلام وشهادات أهلها لتروي حقيقة ما حصل".

سئل: برأ رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بالأمس جبهة النصرة والتيارات التكفيرية من أحداث معلولا، واتهم من يتحدث عن الموضوع أنه يستعمله في إطار التوظيف السياسي. في أي خانة تضع ها الموضوع؟

أجاب (ساخرا): "نعم، أنا من قمت بالأحداث في معلولا، وأنا من يريد أن يستغلها سياسيا. لقد حرضت جبهة النصرة وطلبت من الجيش السوري أن ينسحب من هناك كي يدخل المقاتلون إليها وإلى الدير وإلى أي مكان فيها. هل من عاقل يقول كلاما كهذا؟".

قيل له: تعقيبا على السؤال السابق، يقول مسيحيو 14 آذار إن اللوم يقع على المسيحيين لأنهم يقفون بجانب النظام، إذ يعتبرون أنه لو لم يقفوا بجانبه لما دخلت جبهة النصرة معلولا ولما كانوا يخططون لدخول بلودان، وكان جعجع قد دعا المسيحيين لكي يثوروا على النظام، وقد يكون دخول جبهة النصرة إليها عقابا. كما أننا سمعنا بالأمس أحد الصحافيين يطلب من جبهة النصرة بألا تخذلهم لأنهم يقفون بجانبها والثورة السورية ويؤيدون دخولها معلولا.

أجاب: "لم تخذلهم جبهة النصرة أبدا، وهي تقوم بكل ما هو جيد. فماذا نسمي عندما يحتجزون شخصا ويذبحونه ويقطعون رأسه؟ إن المرسل البابوي الأب باولو اليسوعي الذي كان في سوريا من أجل التوسط لأحد المخطوفين، وهو في المناسبة من مؤيدي الثورة، ماذا فعلوا به؟ اختطفوه بدوره وذبحوه. إذا، ما هو التكفير؟ وإلى أين يوصل؟ إلى الذمية على الأقل، وإلى قطع الرأس في حال تم رفض الذمية".

سئل: بالنسبة إلى اجتماعات مجلس الدفاع الأعلى التي نشهدها أسبوعيا في الفترة الأخيرة وتخرج عنها مقررات سرية أو بالأحرى تخرج من دون مقررات فعلية على الأرض، ألا يأخذ مجلس الدفاع الأعلى، برأيك، بطريقة أو بأخرى دور الحكومة اللبنانية؟

أجاب: "صحيح، ونحن نعترض على هذا الأسلوب، لأن الواجب يبقى للحكومة حتى لو كانت حكومة تصريف أعمال، إذ يجب عليها أن تجتمع تحت الحاجة والضرورة الملحة. هناك ضرورة ملحة، والمسؤولية تبقى مسؤولية الحكومة. أما تحريك الصلاحيات من جهاز إلى آخر فهو غير قانوني. لذلك، نأمل أن نعمل قريبا في شكل جيد بالنسبة إلى موضوع القوانين والدستور".

سئل: هناك كلام تحذيري من الرئيس الفرنسي للبنانيين من التأثر بالوضع السوري لأن هذا الأمر يصب في غير مصلحتهم. برأيك، هل هو متخوف من أن تطال هذه الأمور "اليونيفيل" في الجنوب؟

أجاب: "لست أعلم، فهو يعرف ما زرعه، لا أنا".

 

فتفت: نسعى فعلا الى حكومة تدير عمل البلد

وطنية - لفت عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت الى أن "التاريخ هو أصدق الاخبار وهو يعلم من نسف حكومة الوحدة الوطنية"، مذكرا بأن "حزب الله والتيار الوطني الحر نسفا الحكومة وانقلبا حينها على الرئيس سعد الحريري". واعتبر في حديث الى تلفزيون المستقبل أن "حزب الله لا يريد حكومة في المطلق، ومرتاح للوضع الحالي، ويفرض كل الشروط التي يريدها". وقال: "المطلوب منا جميعا أن نرضخ لكل شروط حزب الله وتدخله في سوريا، ومسرحية "الجيش والشعب والمقاومة" الذي أسقطها حزب الله بتدخله في سوريا"، مشيرا الى أنه "يريد الثلث المعطل وفي النهاية يقول انه ليس لديه اي شرط". أضاف: "نحن نسعى فعلا الى حكومة تدير عمل البلد، وقدمنا أكبر تضحية عندما دعا الرئيس سعد الحريري الى تأليف حكومة من دون تيار المستقبل". وتابع: "اذا كان حزب الله الذي يدعي أن لديه أكثرية في البلد واكثرية في مجلس النواب وقادر على تشكيل حكومة فليقدم من جديد على ذلك". وأردف: "نحن نراهن فقط على الشعب السوري"، معتبرا أن "حزب الله اليوم في تقاطع مصالح حقيقي بينه وبين اسرائيل بالحفاظ على بشار الاسد"، مضيفا "رأينا كيف السيد حسن نصر الله برأ اسرائيل من انفجار الرويس وثاني يوم اسرائيل برأته من صواريخ القصف". وختم قائلا: "تقاطع المصالح يبين اليوم من الحليف الفعلي على الارض لاسرائيل".

 

مبادرة النزول عن الشجرة

 أحمد الجارالله/السياسة

في اللحظة الحاسمة أدرك العالم أن الضربة العسكرية الغربية لسورية تفتح بابا على مجهول لا يمكن لأحد ان يتوقع تداعياته, فكان البحث عن مخرج يحفظ ماء وجه الجميع, في واشنطن حيث يكافح اوباما مستجديا الكونغرس الموافقة على قراره للحفاظ على حد أدنى من مصداقيته, وفي موسكو حيث تيقنت قيادة الكرملين أنها ستكون في مواجهة خسارة حليفها الاساس في الشرق الاوسط, وفي دمشق التي وجد نظامها نفسه وحده في مواجهة اعتى قوة عسكرية في العالم, وحتى في تل أبيب المرعوبة من انفلات جبهات عدة بعد اول صاروخ تطلقه البوارج الأميركية على الاراضي السورية, ثم في طهران حيث تحسس قادة نظام الملالي اعناقهم خوفا من ان ترتد السكين اليها.

كل هذه المخاوف تجمعت في مشهد واحد كان يحتاج الى قدح زناد الفكر لإنزال الجميع عن الشجرة والخروج من مآزق امتزج فيها الاحراج بالخوف فكثرت الافكار التي تبلورت في نهاية المطاف بمبادرة روسية لوضع السلاح الكيماوي السوري بعهدة الامم المتحدة تمهيدا لتدميره, وهو ما يبعد كأس الضربة العسكرية عن شفاه سورية المستغنية بوضعها الحالي عن تدمير وقتل يزيدان معاناة شعبها اكثر مما يعانيه من مآس مستمرة منذ ثلاثين شهرا ولا يعلم إلا الله وحده الى اين يمكن ان تؤدي بهذا البلد.

لا شك ان موسكو تستحق الشكر على هذه المبادرة, وايضا دمشق التي تلقفتها سريعا وقبلت بها, حتى لو كان فيها تقليم لأظافرها, ونزع لسلاح يرعب اسرائيل, غير ان ذلك لا يعني استسلاما لهذا الطرف او نصرا لذاك, انما هو تأكيد على تجنيب المنطقة مقتلة جديدة عبر نزع الذرائع من ايدي تيار اميركي يسعى الى تدخل جديد فيها, بل هو احباط مسبق لحروب بالوكالة هنا وهناك, مرة بزعم محاربة الارهاب ومرات أخرى بحجة تهديد الأمن القومي للولايات المتحدة الاميركية, كما أنها خطوة لنزع أسلحة الدمار الشامل من الشرق الأوسط ككل.

صحيح ان المبادرة الروسية لاتزال في بدايتها فيما طبول الحرب تقرع من كل مكان والبحر الابيض المتوسط تحول ترسانة حربية بالسفن الاميركية والروسية وغيرها من البوارج المرابطة فيه, وصحيح ايضا ان السلوك الروسي شل مجلس الامن الدولي طوال عامين, لكن علينا الاعتراف ان هذه المبادرة - اذا تيسر لها ان تسير وفق ما هو مطروح وبناء على الافكار التي اعلنت من اكثر من عاصمة اوروبية وغربية - ستعيد الى مجلس الامن دوره, وللقانون الدولي هيبته, فلا تمارس دولة مهما كانت عظمتها وقوتها دور"البلطجي" او الشرطي العالمي, ولا تهدد دولة اخرى مواطنيها وشعبها بأسلحة محرمة دوليا, وهذا ما يحتاجه العالم الذي غرق في الفوضى طوال العقدين الماضيين جراء التغييب القسري للأمم المتحدة ومجلس الامن. تلافي الضربة العسكرية امر جيد, بل هو مطلب العقلاء, فالعرب لا يحتاجون الى مقتلة جديدة, والى جنون الارهاب بحجة مقاومة العدو الأميركي, إذ يكفيهم الدم المراق يوميا عبثا في  سورية والعراق ولبنان وليبيا واليمن ومصر وغيرها من الدول التي ادخلت اليها الفوضى تحت جنح ظلام ما سمي الربيع العربي الذي اصبح شتاء دمويا لا احد يدري متى ينتهي.

الآن فتح الباب لخروج الجميع من مأزق الاحراج الذي وضعوا انفسهم فيه, إذ لا ضربة اميركية لسورية اذا سارت المبادرة الروسية في طريقها الصحيح, وها هي فرنسا المتحمسة للعملية العسكرية كانت اول المبادرين الى جعل الامر قرارا دوليا يصدر عن مجلس الامن, ويكون ملزما لكل الاطراف, وبعد ذلك من أراد ان يدعم النظام في دمشق فليدعمه, ومن أراد دعم المعارضة السورية فليدعمها وليُترك الامر للسوريين انفسهم يقررون مصيرهم فهم ادرى بشعاب بلدهم.

 

"سيدة الجبل" و"التشاوري الشيعي".. لقاءات على طريق "سلام دائم"

 فاطمة حوحو/المستقبل/يعقد غداً الخميس، الاجتماع الثاني بين ممثلين عن "لقاء سيدة الجبل" وعن "اللقاء التشاوري الشيعي" من أجل التباحث في صيغة بيان مشترك قد يتحول الى نداء للبنانيين، على أبواب عقد المؤتمر الدائم لسلام دائم للبنان قد يكون موعده أواخر الشهر الجاري أو بدايات تشرين الأول، عملاً بتوجهات "لقاء سيدة الجبل" الذي انعقد في تموز الماضي في "فندق ألكسندر" من أجل عقد مؤتمر مسيحي إسلامي لحماية لبنان ودرء خطر الفتنة ومنع العودة الى الحرب وتشكيل شبكة أمان وطنية وإعادة تأسيس العيش المشترك بشروط الدولة.واللقاء الذي يجمع "سيدة الجبل" بـ"التشاوري الشيعي" سيتوسع ليشمل شخصيات مستقلة وإعلامية وفاعليات مختلفة ومجموعات سياسية يجري الحوار معها من أجل التوصل الى نقاط مشتركة حول كيانية لبنان ومستقبله ومن أجل ترسيخ السلام الدائم بين مكوّناته.

وفي هذا الإطار، يوضح أمين سر لقاء "سيدة الجبل" بهجت سلامة أن الاجتماع سيواصل البحث في بنود نص النداء الذي وجهه اللقاء الأخير لـ"سيدة الجبل" والبحث في الأفكار المشتركة مع "اللقاء التشاوري الشيعي" من "جوجلة" الآراء التي كما تبيّن لنا إجمالاً أنها متطابقة، وقد تشكلت في الاجتماع المشترك السابق لجنة صياغة عقدت اجتماعاً لها (أمس)، وسوف تقدم اقتراحاتها في الاجتماع الموسع عبر بيان سوف تقوم بمناقشته لاتخاذ خطوات عملية في ضوء ذلك". ويؤكد "أن حركة الإقلاع لعقد المؤتمر الدائم لسلام لبنان بدأت جيداً. واللقاءات ليست لفتح حوارات غير مجدية وإنما لتبادل الآراء والعمل المباشر سوية من أجل جمع الشرائح اللبنانية كافة والعمل لأجل تكريس السلام في لبنان". ويوضح أن الاتصالات ستشمل لاحقاً كل المجموعات اللبنانية وهي بدأت فعلياً مع مجموعات في طرابلس، وإن كنا بدأنا اللقاءات مع "اللقاء التشاوري الشيعي" على طاولة عمل لأننا تواصلنا مع المجموعات الأخرى موجود سواء مع الكنيسة أو مع الشرائح الأخرى، قبل عقد مؤتمر سيدة الجبل وأثناءه وبعده إنما أحببنا أن يكون بحثنا مع "اللقاء التشاوري الشيعي" في أمور مشتركة متعلقة بالنظرة الى لبنان، وعلى خط متواز سنحضر لورقة عمل خاصة وتحرك في الشوف عاليه وكذلك في طرابلس، أي هناك مواكبة لفكرة المؤتمر الدائم لسلام لبنان في المناطق والفرقاء وممثلي الطوائف المختلفة، حيث سيعقد مؤتمر تأسيسي وهو بالطبع سيستمر في العمل وسنشرك كل من يؤمن بالورقة المشتركة التي ستقدم في المؤتمر".

وحول العدد الذي يمكن أن يشارك في المؤتمر التأسيسي يشير الى أن الدعوة ستوجه الى قادة الرأي وقد يمثل فيها 300 شخصية ويمكن إذا أردنا التوسيع أن نشرك 1200 شخصية بمشاركة من المجتمع المدني، ولكن بما أن الهدف عملي وإقامة ندوات مستمرة يمكن حصر العدد في المؤتمر التأسيسي".

وتقول عضو "اللقاء التشاوري الشيعي" الدكتورة منى فياض عن الغاية من الاجتماع مع "سيدة الجبل" أن اللقاء بين طرف شيعي وآخر مسيحي وقريباً سيتوسع ليشمل الفئات الأخرى، خطوة للخروج من لبنان المذهبي والطائفي وخلط السياسة بالدين وخلط المصلحة الطائفية بالمصلحة السياسية، وبما أننا مقسمون إلى مذاهب لا بد من اجتماع أطراف فيها تمثيل مذهبي للخروج من التجاذب الموجودين فيه يتفقون على كونهم نسبياً خارج الخط العام الذي تسير فيه الفئة المستلمة أو المصادرة للطائفة أو تعتقد نفسها ممثلة لها، أي الخروج من مصالح الطوائف الى مصلحة لبنان، ومن هناك كان الاجتماع على عنوان السلام بكل معانيه، ليس فقط السلم الأهلي، أي عدم التقاتل وإنما هو أبعد من ذلك، فالسلام هو العيش ببلد فيه حقوق متساوية للجميع وفيه عدالة اجتماعية والمساواة بين الرجل والمرأة والحفاظ على حقوق الأسرة وحقوق الأفراد السياسية وحرية التعبير، أي معنى السلام الراقي والشامل الذي يجب أن تصل إليه البشرية، إنها محاولة لبداية بناء اتجاه جديد".

وتؤكد أن "هذه اللقاءات إذا بقيت محصورة بالاجتماعات وتبادل وجهات النظر لا تفيد كثيراً ولكن من المفترض تفعيلها بضم أوسع فئات ممكنة والوصول الى تجمعات وأفراد من المجتمع المدني والفئات السياسية للوصول الى السلام، بمعنى الحياد الإيجابي، أي أن نكون مع الحق والعدالة ضد الظلم".

وحول هوية "اللقاء التشاوري الشيعي" توضح فياض "كانت في البداية أطلقت عليهم الصحافة اسم "الشيعة المستقلون"، هم ليسوا مستقلين، بمعنى أن لا موقف عندهم وليسوا من دون لون، من أجل ذلك، تجاوزنا إشكالية صيغة اسم الشيعة المستقلين الى "اللقاء التشاوري الشيعي" بما تعكسه التسمية من أن هؤلاء أشخاص منفتحون على الجميع داخل الطائفة وخارجها، وكل الفئات وهي ليست مذاهب فقط، إنها تيارات سياسية ومهن، إنها الآخر المتنوع والغني وللأسف إننا في لبنان نحصره بالدين والطائفة".

وترى أن "الفكرة الأساسية في هذا التجمع هي الرد على الفئات التي ترى في لبنان كياناً مصطنعاً وأن دوره انتهى، طبعاً نحن جزء من العروبة بمعناها الديموقراطي الذي لم يتبلور بعد، طبعاً هو إعطاء شرعية لضرورة وجود فكرة لبنان كوطن للجميع الذي ينتمي إليه مواطنون في دولة مستقلة ذات سيادة تلعب دوراً سماه البابا يوحنا بولس الثاني "لبنان الرسالة" بمعنى عيش الثقافات والمذاهب والآراء والديانات مع بعضها، أي تغلبت فكرة الوطن والتخلص من الدولة الوطن لأننا في البلدان العربية نترجم كلمة "Nation" "قوم" وليس "وطن"، فعندما تقول "Etat Nation" يعني دولة وطن للبنانيين مثلما هي الحال عليه في مصر وطن للمصريين وسوريا وطن للسوريين وليس بالمعنى القومي الشوفيني، أي لبنانية ضد الأكراد، عندما نقول وطن علينا إعطاؤه بعداً خارج القومية العرقية".

وتشير الى أن "المؤتمر سيجمع كل أطياف المجتمع اللبناني، شيعة وسنّة ودروزاً ومسيحيين وغيرهم، أصعب معادلة في لبنان الآن هي الثنائية الشيعية القائمة الآن لأنها تتكتّل بشكل حديدي ولكن نحن نعرف أن كل التكتلات السياسية الأخرى فيها تحجر لا بأس به أيضاً وفيه تعصب، طبعاً ليس على القدر الموجود عند الطائفة الشيعية ولكن نحن خارج الثنائية الشيعية وخارج التعصب".

وبالنسبة اليها فإن فريقي 14 و8 آذار يعبران عن حالة انقسام في البلد، هناك من يريد الاستمرار في التحاقه بالمحور السوري والممانعة والدفاع عنه، ويجعل لبنان منصة إطلاق صواريخ وهناك من يريد السيادة والاستقلال والحرية، هذا الوضع كان في المرحلة التي كان يتبلور فيها الصراع في لبنان، الآن نحن على مشارف مرحلة جديدة والأرجح أن هناك تغيرات هائلة، العالم كله يتغير، حتى في إيران هناك من يرفض ممارسات النظام السوري غير المقبولة على المستوى الإنساني وحالة الرفض ستزداد، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، وبما أن هناك القرار 1701 فلا نحن ولا "حزب الله" سوف يعتدي على إسرائيل، وهذا معناه ضمناً أننا نريد لبنان سلمياً، أعتقد أنه في هذه المرحلة الكلام عن السلام وليس عن الانقسام له معنى اكبر، لا نرى حالياً لبنانياً يريد الحرب والعنف، واللبنانيون مقتنعون بالعيش مع بعضهم بسلام لا الموت من أجل الآخرين".

وتعرب عن اعتقادها ان في المرحلة الحالية، في حال تم إزاحة المصالح الضيّقة لبعض الفئات، يمكن أن يجتمع اللبنانيون على فكرة السلام والابتعاد عن العنف، حتى "حزب الله" الغارق حتى أذنيه في الأزمة السورية، ينادي بتحييد لبنان مع أن فكرته ليست عبقرية بنقل الصراع اللبناني الى الداخل السوري، ولكن فكرة إيقاف الصراع في لبنان يمكن أن تؤدي الى إيقافه هناك أيضاً".

وعما إذا كان بإمكان "حزب الله" الاستجابة لنداء السلام الداخلي، تقول فياض: "أتمنى ذلك ولكن حتى الآن لا يبدو أن الحزب يسير في هذا الاتجاه، الحزب مأزوم وهي أزمة مستمرة منذ العام 2006 وبوادرها كانت موجودة في العام ألفين، وقد جرى التعبير عن الأزمة في تغيير وجهة سلاحه، هناك أزمة وجودية عميقة ولا أعتقد أن الحزب سيقبل بسهولة إعطاءنا الحق والقول نعم نحن معكم، بل سيقولون لنا نعم نحن معكم ومع السلامة ولكن انظروا الى الآخرين الإرهابيون جاؤوا إلينا ليضربونا والتكفيريون يواجهوننا، الآن داخل الطائفة وبين عناصر الحزب هناك أشخاص قريبون من طروحاتنا، ولكن البشر يحتاجون الى وقت من أجل التغيير و"التكويع" هناك مصالح وعوامل عديدة ولكن أتمنى أن يكون هناك من يجرؤ على التعبير عن رأيه وكسر حواجز الخوف، لا سيما وأن "حزب الله" يستخدم عبارات الخيانة والعمالة كثيراً ضد من يخالفه الرأي، ماذا تعني أن أكون خائنة ولمن أنا خائنة للطائفة الشيعية؟، هل الطائفة الشيعية مقفلة؟، من هو خائن خائن للوطن، هل للطائفة "كود" معيّن؟ يمكن أن أفهم الطائفة أو الدين بالطريقة التي تلائم أفكاري ومعتقداتي الإنسانية العامة وإذا كانت أفكاري متجهة نحو العنف آخذها نحو الحرب وإذا كانت متجهة نحو الديموقراطية آخذها الى السلام، الولاء يجب أن يكون للوطن بالدرجة الأولى أما العقائد فإنها سمحة ومفتوحة وخاضعة للتأويلات العديدة وليس من المصلحة تحويل الطائفة الى حزب فاشي، هناك "حزب الله" هذا شيء وهناك الشيعة وهم شيء آخر، أنا لست من "حزب الله" لأكون خائنة للحزب أنا أنتقده منذ سنوات، ولا يمكن القول إنني خائنة للطائفة، إنهم يأخذوننا نحو الفاشية عبر التخوين الطائفي، الآن هناك حالة غسل دماغ و"بروباغندا" لم يسلم منها الشعب السوري الذي لم يستطع للأسف إقناع الغرب وأميركا بأنه يقتل بهذه الطريقة، لأن هناك أموال دول ترمى مقابل هواة ليس لديهم قدرات مالية ولا قدرات إعلامية للوقوف بوجهها".

 

سعيد: الهروب الى الأمام لا يفيد "حزب الله"

المستقبل/رأى منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد، أن "حزب الله يعتبر أنه يخوض معركة أكبر من تطلعات اللبنانيين، وهي معركة وجودية بالنسبة اليه"، مشيراً الى أن "الهروب الى الأمام لا يفيد الحزب".

وقال في حديث الى تلفزيون "المستقبل" أمس: "ما يتم تحضيره لسوريا يندرج ضمن إطار لعبة الأمم ولعبة الدول، ويتجاوز المحللون المحليون، سواء كانوا لبنانيين أو سوريين، التقدير الدقيق لما يمكن أن تتجه اليه الأمور. هناك صراع إيراني ـ أميركي له علاقة بتحديد النفوذ الإيراني في المنطقة، والشعب السوري والشعب اللبناني أصبحا صندوق بريد بين الصراع الأميركي ـ الإيراني الذي فرض نفسه على المنطقة".أضاف: "ما يجب ان نركّز عليه كلبنانيين من ضمن لعبة الأمم الكبرى التي تحصل في المنطقة، هو الحفاظ على سلمنا الأهلي اللبناني ـ اللبناني، وألا ندفع كلبنانيين أثمان حروب الآخرين على أرضنا".

ودعا الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الى أن "يحتفظ لنفسه ولحزبه بحد أدنى من الهامش اللبناني، وألا يبرز الحزب في هذه المرحلة وكأنه فصيل من فصائل الحرس الثوري الإيراني، وأنه سيلبي رغبات إيران في حال اتجهت الأمور الى عدم ترتيب الأوضاع في سوريا، أو في حال اتجهت الأمور الى العودة الى الحديث عن الضربة العسكرية على سوريا"، مؤكداً أن "من يحتكر مفاتيح السلم الأهلي في لبنان هو الحزب القادر، من خلال ترسانته العسكرية وارتباطاته الإقليمية، على تفجير لبنان".

 

"حزب الله" يزرع "حواجز الذلّ" على مداخل الضاحية

علي الحسيني/المستقبل

تشعر بغربة عن وطنك وتحديداً عن المنطقة التي ولدت فيها لحظة دخولك اليها مجدداً قبل أن تخرج منها لأسباب خارجة عن إرادتك تتعلق بسلامة عائلتك وأطفال لم يمضِ على دخولهم عالم الطفولة سوى أشهر قليلة كانت كافية لاتخاذ قرار مصيري عنوانه: إمّا البقاء وإنتظار الموت أو الرحيل أقلّه لفترة محددة ريثما تنتهي الاستنفارات وموجة سيارات القتل المفخخة. "شو فايت تعمل بالضاحية من بعد ما ضهرت منها؟"، سؤال لم يجد له سمير سوى إجابة وحيدة كانت كافية لإذلاله أربع ساعات تحت أشعة الشمس مع طفليه عيسى وفادي. "أنا إبن الضاحية وهون بيتي وأهلي ولمّا خلقت يا تقبرني كنت أنت بعد ما خلقت". حديث يطول وشرح يصعب على عناصر الحاجز فهمه، "كان كل همهم إذلالي كما فعلوا مع أناس كثر غيري لكنني كنت أكثر حزماً منهم وإرادة رغم السباب والشتائم المتنوعة التي انهالت عليّ، كل ذلك وجاري أبو مصطفى المسؤول في الحزب والذي كان يجلس على كرسيّ خشبيّ يراقبني عن بعد يستمتع بنرجيلته، لم يتوارد إلى ذهنه عِشرة عمر قضيناها سوياً في السلم والحرب، فلم يتلفّظ ولو بكلمة واحدة من شأنها أن تُظلل على أولادي من حرارة الشمس الحارقة".

تحوّلت مهمة الحواجز في الضاحية من الإمساك بالأمن إلى إذلال الأهالي و"شرشحتهم"، عناصر في عمر الشباب لا خبرات اكتسبوها ولا علم مدارس أو جامعات أسعفهم أو ساندهم، "شبيّحة" كل همّهم الدعم المعنوي والمادي، أوراق مهمات عسكرية وُزعت عليهم ورواتب شهرية يُكافأون بها على عملهم. وحدها الحاجة آمنة تراقبهم باستمرار من على شرفة منزلها بالقرب من حاجز حارة حريك فتصف لحفيدها أنواعاً متعددة من فنون التعذيب فيقسم بدوره أنها توازي نوعاً ما الفنون التي كانت تستخدمها عناصر المخابرات السورية في زمن حكمها للبنان، "هنا البهدلة أكبر وبتحرز مع إنو الحاجز قريب جداً من المركز الرئيس للحزب وفي كل مرّة توقف عناصره سيارة لإذلال من فيها، ينظر أحدهم إلى شرفة الحاجة ويصرخ، قلتلك فوتي لجوّا".

الأوامر واضحة وصارمة والشباب "ما شاء الله ينفذونها بحذافيرها. "هؤلاء الشُباب لا يلعبون، هؤلاء مكلّفون بحمايتكم ويضعون حياتهم على كف يدهم مقابل أن تنعموا بالأمان" جملة حاضرة في جعبة القيّمين على العناصر الموزعة عند أي اعتراض على الإجراءات التي تقوم بها عناصرهم، البعض يخجل والبعض الآخر يُفضّل المواجهة خصوصاً وأنه مضطر للدخول والخروج أكثر من مرّة في اليوم الواحد ومع هذا يخرج هذا البعض خالي الوفاض من عملية تفاوض خصوصاً وأن "الأوامر صارمة وواضحة" والويل لمن يتجاوزها أو يتخطاها، فهنا معبر الحارة الرسمي وهنا طريق الذل والقهر و"يلي مش عاجبو يفل من الضاحية".

شكاوى متعددة وإشكالات على الدوام تحصل في كل يوم على حواجز "الذل"، لا حرمة للسياسيين ولا للديبلوماسيين، وحده إبن الوزير محمد فنيش يشق طرق الضاحية بسيارته من نوع (ب.ام.دبليو) ذات الزجاج الداكن برفقته بعض من أبناء المسؤولين في "حزب الله" ومن المؤكد أن نجل معاليه لم ينتبه لدى مروره من أمام الحاجز إلى طفلي سمير داخل السيارة ولا إلى العرق الذي كان يتصبب منهما حتّى أنه لم يشعر بأشعة الشمس التي كانت لفحت وجهيهما وتركت أثر احمرارها على وجنتي كل منهما الطريّتين. كان مشغولاً مع "إخوانه" بالتشبيح وبمراقبة الفتيات "خوفاً" من أن تنجح إحداهن في تهريب سلاح أو متفجرة في الوقت الذي كان يخضع فيه رئيس المكتب السياسي في حركة "أمل" جميل حايك لتفتيش دقيق لسيارته علماً أنه كان متجهاً لعقد اجتماع في مكتب الحزب في حارة حريك.

ومن المهام الموكلة لعناصر الحواجز التضييق على الأهالي والقيادات الفلسطينية في مخيم برج البراجنة، وما جرى منذ يومين أثناء مرور موكب العرس، إنما يندرج ضمن هذه المهام. وكان سبق هذه الحادثة توقيف أمين سر حركة "فتح" في مخيم البرج محمد دبدوب من قبل عناصر الحزب، ولدى اعتراضه على الطريقة التي جرى بها التعاطي معه، ما كان من هذه العناصر إلا أن سحبته من سيارته ووضعت كيساً على رأسه وأصطحبته إلى المركز للتحقيق معه وإجباره على تعبئة استمارة وذلك أمام زوجته وأولاده. كما جرى توقيف مسؤول منظمة الصاعقة في مخيم البرج علي المعطي المعروف باسم أبو علي واحتجازه ساعات عدة إضافة الى توقيف عضو قيادة "جبهة التحرير العربية" في بيروت ثائر دبدوب وإهانته. من سمير وطفليه إلى الحاجة آمنة وحفيدها مروراً بالديبلوماسيين الكويتيين وصولاً إلى جميل حايك وأهالي وقيادات مخيم البرج، اللائحة تطول ويبقى "الذل" عنواناً لكل من أراد المرور بالضاحية وفي ظل تصاعد الشكاوى بشكل يومي، يجلس المسؤول أبو مصطفى على كرسيه الخشبي يستمتع بنرجيلته عينه على ابن الوزير الذي قد يحتاجه في أي وقت حاله حال مسؤولين كبار في "حزب الله" أوكلوا مهمة أمن الضاحية الجنوبية لمجموعة من المراهقين.

 

هكذا تتلاشى "الدولة" على حدود "الدولة".. في برج البراجنة

 فادي شامية /المستقبل

روى مسؤول فلسطيني كبير في مخيم برج البراجنة لـ"المستقبل"، حقيقة الإشكال الذي وقع مساء الأحد الماضي، في محيط المخيم المذكور، بين عناصر من "حزب الله" وفلسطينيين من المخيم.

ووفق المسؤول إياه: "فإنه مساء ذلك اليوم، كانت عائلة لبنانية، تقيم في مخيم برج البراجنة منذ أربعين عاماً، تحتفل بزفاف ابنها، وكان موكب العريسين يهم بمغادرة المخيم، حين طلب والد العريس - القريب من جمعية إسلامية معروفة بصلاتها الوثيقة بالقيادة السورية- من ابنه الذهاب لحاجز حزب الله الذي يبعد مئتي متر، وإبلاغه بمرور الموكب تفادياً لأي إشكال. ذهب الشاب وأخبر عناصر الحاجز بمرور سيارة واحدة للعريس من أجل تسهيل مرورها، وتم الاستغناء عن السيارات الأخرى، لكن أفراد الحاجز تعاملوا بخشونة مع شقيق العريس، ولما مرت السيارة أوقفها عناصر الحاجز وطلبوا تفتيشها، فسمح لهم العريس بذلك، لكنهم طلبوا نزول العريس والعروس من السيارة وأصروا على تعبئة استمارة لهما، ما استفز الأهالي والأصدقاء، وحصل الإشكال، الذي تطور لقيام عناصر الحزب بإطلاق النار".

يضيف المصدر: "تدخل أبو حسين عويتي، مسؤول جبهة التحرير العربية في المخيم لدى عناصر الحاجز، من أجل تطويق الإشكال، وعرّف عن نفسه، لكنه عومل بخشونة أيضاً، وأسمعه عناصر الحاجز إهانات كبيرة، لا سيما بعد أن تدخل مسؤول للحزب أعلى رتبةً، قائلاً: يجب ترحيل الفلسطينيين من الضاحية، ما أسهم في توتير الأجواء، وحصول مشادات كلامية وإطلاق نار من قبل عناصر الحزب، في الهواء وعلى الصائب، ما أدى إلى مقتل الفلسطيني محمد السمراوي، وإصابة ثلاثة آخرين، من بينهم محمد الأشوح، الذي هو الآن في حالة حرجة في مستشفى دار الحياة في بيروت".

وفي معلومات خاصة بـ"المستقبل" أنه بعد مقتل السمراوي واستنفار مسلحين في المخيم؛ تكثفت الاتصالات بين قيادة "حزب الله" ولجنة المتابعة الفلسطينية لتهدئة الوضع، حيث شدد الحزب على أن ما جرى لا يعدو كونه حادثاً فردياً وسوء تقدير من مسؤول الحاجز، فيما اعتبر المسؤولون الفلسطينيون أن الإجراءات الأمنية التي يتخذها عناصر الحزب أصبحت لا تطاق، مطالبين بتسليم القاتل وإلا انفجر الوضع، وقد استمرت هذه الاتصالات إلى أن عُقد اجتماع بين الحزب ومسؤولي الفصائل الفلسطينية، وكان البند الأول في البيان الذي صدر بعد ذلك: "اعتبار ما حدث إشكالاً فردياً ولا خلفيات أو تبعات سياسية له على الإطلاق".

اللافت أن البيان أسقط مطالب قادة الفصائل الفلسطينية بضرورة معاقبة القاتل لصالح "إدانة ورفض أي تحريض يؤدي إلى إشعال فتنة بين أبناء المخيم والجوار، والعمل على معالجة ذيول ما حدث وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه... والتأكيد على العلاقة الأخوية اللبنانية الفلسطينية، ومتانة العلاقة بين المخيم والجوار".

وبالعودة إلى المسؤول الفلسطيني فإنه يعتبر أنه "قد تمت معالجة ذيول الحادث، لكن هناك مخاوف كل لحظة من أزمة جديدة"، ما يعني أن الموضوع ليس مجرد إشكال فردي - برأيه كما رأي كثيرين من المخيم وخارجه-، إذ ثمة احتقان حقيقي موجود بين أبناء المخيم والجوار، تزيده التعبئة والاتهامات الشائعة في الضاحية حول تورط فلسطينيين في التفجيرات أو إطلاق الصواريخ مؤخراً، ثم تأتي إجراءات الأمن الذاتي، التي تتسبب كل يوم بعشرات الإشكالات بين أبناء الطائفة الواحدة أو الفريق الواحد لتفاقم الموضوع، فيما حدود الدولة تكاد تتلاشى كلياً على حدود الدولة الأخرى، لدرجة أن أحداً لم يسمع بعد بحصول توقيفات على أثر ما جرى رغم سقوط أربعة ما بين قتيل وجريح، ورغم غزارة إطلاق النار الذي سُمع ليلتها... الأنكى أن أحداً لم يتجرأ بعد على مطالبة "حزب الله" بتقديم توضيح لما جرى، وتقديم المسؤولين عن هذا الإشكال إلى القضاء ليأخذ العدل مجراه، علماً أنه لو حصل الحادث على نحو معاكس، أي كان القتلى من طرفه، لكان اختلف الوضع كلياً (أصر الحزب على تسليمه مشتبهاً بهم من المخيم قبل أيام فكان له ما أراد، وإن بطريق ملتوٍ، رغم أنه ثبت عدم تورطهم بما اتهموا به من إطلاق صواريخ على الضاحية)، إذ يبدو أن عناصر الحزب صارت محصنة من الملاحقات القانونية، استتباعاً لـ"تفهم" و"تبرير" وزير الداخلية سابقاً إجراءات الأمن الذاتي في الضاحية وبقية مناطق نفوذ "حزب الله"!.

 

نظام الاحتضار" في مقابل "احتضار النظام"

 وسام سعادة/المستقبل

لم ترتكب مجازر الغوطتين قبل قرون مديدة كي يكون واقعياً التسويق لمبادرة تفرض نظارة دولية على الغازات المحرّمة دولياً، والترسانة الكيماوية السورية، في مقابل تمييع للإجرام من قبيل "عفا الله عمّا سلف". لأجل ذلك، وأياً كانت بورصة احتمالات وشكل الضربة الأميركية، يبقى أنّ أي مبادرة تطويقية لا تنطلق من ثنائية الجريمة الحاصلة والعقاب المفترض، إنّما تموت قبل أن تُولد. لكن الحاصل في هذا التجاذب والتنافر الدوليين حول سوريا أنّ هناك فريقاً يعرف بالتحديد ما الذي يريده، ويقوده فلاديمير بوتين، في مقابل تشتّت الصورة عند باراك أوباما. الفريق الذي تقوده موسكو يعمل بكل ما بوسعه لإطالة عمر النظام البعثي لأطول فترة ممكنة ومهما كانت الكلفة. أمّا الفريق "الغربي" فإنّ المواقف فيه تتراوح بين مَن يعمل أو توافقه إطالة أمد النزاع السوري لأطول فترة ممكنة، وبين مَن يريد المواءمة بين إسقاط النظام وبين إبعاد أطياف تنظيم "القاعدة" وغيرها من التداعيات المنظورة، وغير المنظورة. من جهة، يمكن تلخيص المسلك الروسي في سوريا لكن أيضاً في رزمة من ملفات أخرى أصبحت غير قليلة: ما نريده في هذا الشأن أو ذاك هو عكس ما يريده الأميركيون. لكن من الجهة المقابلة، فإنّ المسلك الأميركي لا يزال يتصرّف وكأنّ مناخات الحرب الباردة التي تغرف منها موسكو هي نزوة وتمضي، ولا داعي لمقابلتها بالمنطق نفسه. هناك تفاوت رهيب هنا: موسكو تتعامل مع روسيا على أنّها ميدان إحباط الطابع الطاووسي للهيمنة الأميركية. أما أميركا فلا يمكنها أن تتعامل مع سوريا كما لو أنّها الميدان الساخن للحرب الباردة العالمية الجديدة. هناك عشرات من التصريحات الروسية في السنوات الأخيرة تتنكّر للتحالف مع نظام بشار الأسد. لكن هناك مواقف أساسية داعمة بشكل عنيد لهذا النظام. في المقابل هناك الكثير من الدعم القولي للثورة السورية في الغرب، في مقابل شبه إجماع على أنّ السياسات الغربية لا تتحدّد على قاعدة مناكدة الموقف الروسي، هذا في حين أنّ الموقف الروسي نفسه يتحدّد على أساس مناكدة الموقف الأميركي. إلاّ أنّ كل هذا لا يلغي، بل يؤكد، المسار الانحداري، للنظام السوري، مع التنبيه إلى أنّ العالم أخذ يستحسن تحويله إلى "نظام احتضار"، في حين أنّ المطلوب لإنقاذ سوريا والسوريين هو "احتضار النظام". هذا هو أساس الفارق الواجب تأكيده ميدانياً وذهنياً بين نضال السوريين التحرري وبين الحسابات الدولية.

 

الستّ مي جنبلاط بين الإمارة والبكوية

حبيب شلوق/النهار

عندما تعرّف الزعيم الدرزي كمال جنبلاط الى الأميرة مي ارسلان وعقد زواجهما مدنياً لدى الكاتب العدل في جنيف حيث تعيش عائلة العروس، تحوّل الجبل كله عرساً، وترجمت الفرحة أهازيج عمّت الساحات والدروب المؤدية الى قصر المختارة. دار المختارة هي المرجعية الدرزية الأولى طوال عقود، وهي نقطة الثقل في الملمات وفي كل النزاعات، سياسية أو غير سياسية. وعندما اغتيل الزعيم الدرزي فؤاد جنبلاط عام 1922 وكان نجله كمال في الخامسة تقريباً، تولّت زوجته الست نظيرة الزعامة، ونسجت علاقات سياسية وطيدة مع كل الزعامات الوطنية، حتى إنها كانت مقصداً للاستشارة في كل الظروف، وجعلت من قصر المختارة مرجعية وطنية يُركن اليها في الملمات وكلما لاح في الأفق شر مستطير. واكتملت فرحة المختارة عندما عاد كمال بك والأميرة مي من جنيف، بعد زواجهما عام 1948، وغمرت الفرحة الكبرى قلب سيدة الدار الست نظيرة، ولم تشأ العروس الإرسلانية أن تُنادى بـ"الأميرة"، ودرجت مناداتها بـ"الست مي". وبعد سنة وشهرين رزق العروسان كمال ومي مولودهما البكر والوحيد وليد. ويقول الصحافي عزت صافي في كتابه "طريق المختارة، زمن كمال جنبلاط"، ان هذه المناسبة السعيدة أتاحت للمئات من الأعضاء الأوائل في الحزب التقدمي الإشتراكي أن يشاركوا الآلاف من أهل الجبل في احتفالات الدبكة والحداء الشعبي في دار المختارة، وكانت الجدة الست نظيرة الممتلئ قلبها غبطة تحوط بابنها كمال وكنـّتها الست مي و"ولي العهد" وليد، في تقبل التهانئ في القصر الذي شهد زحفاً للمهنئين من كل صوب. والأميرة مي هي ابنة الأمير شكيب أرسلان "امير البيان"، الكاتب والمفكر المميّز، إذ هو تخطى في تفكيره العروبة الى الإسلام الأكثر شمولية، وقد تركت أفكاره وتعاليمه أثراً كبيراً في كل الأقطار من مصر الى المملكة العربية السعودية الى ليبيا والهند وباكستان وصولاً الى القوقاز، حتى بات مثالاً للقادة لاعتباره قضية الإسلام رسالة توازي العصر. ويشير الصحافي صافي الى دور مميز للأمير شكيب في الثورة في ليبيا وفي التأليب على الاستعمار. من هذه العائلة وهذا البيت أتت الأميرة مي الى دار المختارة. وهي كانت إمرأة خارقة الذكاء والجمال والهيبة، وتحرص على القول انها "ليست أميرة في وجود الست نظيرة". والست مي كانت تتمتع بثقافة عالية، إذ تلقت دروسها في الليسيه، ثم تابعتها في فرنسا، وكانت جلساتها في قصر المختارة جلسات فكر، يميزها حضور مؤنس شفاف وسرعة بديهة، وهيبة زعامة، وعرفت الجمع بين صفة ابنة زعيم آل ارسلان وزوجة زعيم المختارة، وبين الأمارة والبكوية. ونسجت الست مي صداقات سياسية مع أصدقاء قصر المختارة والست نظيرة وكمال بك، ووثّقت السياسية منها مع آل إده وتحديداً مع ريمون وبيار، والفكرية مع غسان ونادية تويني وهم كانوا معا جلاّس الكتاب. كذلك ربطتها صداقات مع أركان الجبهة الوطنية الاشتراكية المناوئة لحكم الشيخ بشارة الخوري و"السلطان سليم" وبينهم الرئيس كميل شمعون والسيدة زلفا شمعون، ولم تتأثر العلاقة بين الست مي والست زلفا على رغم قساوة المعارك في بعض المراحل بين "كميل وكمال"، واستمرت العلاقة السياسية مع "الجبهة الوطنية" سنين طويلة.

ويروي عارفون هنا أن تحالف "الجبهة الوطنية" الذي امتد على طول جبل لبنان أيام الشيخ بشارة الخوري والذي أوقع بيار الجميل وبيار اده في "البالوتاج" في دائرة بعبدا – المتن، دفع الست مي الى الإصرار على ضرورة دعم بيار اده خصوصاً بعدما أسمع اده أصدقاء له ومنهم الست مي أنه يئس من النتيجة وسيغادر الى البرازيل، فما كان من كمال جنبلاط والست مي الا أن نزلا الى بيروت وخاضا المعركة جهاراً الى جانب اده الذي فاز بأكثرية 149 صوتاً. ومنذ اغتيال كمال جنبلاط وقفت الست مي الى جانب ابنها وليد جنبلاط، تماماً كما كانت الست نظيرة بالنسبة الى كمال، وكانت بالنسبة اليه الأم واليد اليمنى والمستشار والسند في السراء والضراء، وهو بالنسبة اليها الابن الحبيب الذي به سرّت، وإذا به كوالده، الزعيم الوطني والدرزي والسياسي المحنّك والوزير والنائب، ونقطة الثقل. كذلك سُرّت الأميرة بالعائلة: الست نورا، وتيمور وأصلان وداليا.

غابت مي الأميرة والست، ليستيقظ تاريخ من لبنان.

 

تشكيك إسرائيلي في امكان نجاح المبادرة الروسية "هل تحول بوتين الفارس المنقذ لأوباما؟"

رندة حيدر/النهار

طوال الأسابيع الاخيرة لم يكن في وسع إسرائيل اخفاء حماستها الكبيرة لتوجيه الولايات المتحدة ضرية عقابية الى نظام بشار الأسد لاستخدامه السلاح الكيميائي ضد شعبه وتجاوزه الخط الاحمر الذي رسمه الرئيس الأميركي باراك أوباما في هذا الشأن. ولهذه الحماسة اسباب خاصة بإسرائيل في الدرجة الأولى قبل ان تكون لها علاقة بالصراع الدامي الدائر في سوريا. ففي نظر إسرائيل يشكل الهجوم دليلاً واضحاً على التزام الرئيس أوباما تعهداته، مما يجعلها اكثر ثقة واطمئناناً الى التعهدات الأميركية لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي، والتي التزمها أوباما امام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته لإسرائيل مطلع هذه السنة. ويمكن ان تضاف الى ذلك بالطبع الفائدة التي قد تجنيها إسرائيل من تفكيك المحور الراديكالي المكون من إيران وسوريا و"حزب الله". وبدا في الفترة الاخيرة انه حتى المخاوف الإسرائيلية من سيطرة التنظيمات الراديكالية الإسلامية ومن تفكك سوريا وتحولها دولة فاشلة وانعكاسات ذلك على امن إسرائيل، قد تراجعت امام الرغبة الإسرائيلية العارمة في رؤية الولايات المتحدة تؤدب عسكرياً نظام بشار الأسد.

من هنا يمكن فهم التشكيك الإسرائيلي في امكانات نجاح المبادرة الروسية، والمناخ التشاؤمي حيال ما آلت إليه التطورات الأخيرة في ظل تراجع أوباما عن خياره العسكري واعطائه فرصة للمبادرة الروسية. وقد عكست تعليقات الصحف الإسرائيلية هذا المناخ، فتساءل مراسل صحيفة "هآرتس" في واشنطن امس: "هل تحول بوتين الحارس المنقذ لأوباما؟". ورأى ان بوتين انقذ أوباما من خطر السقوط في التصويت في الكونغرس وامام الرأي العام الأميركي المعارض لضربة عسكرية لسوريا. اما د. موردخاي كيدار في صحيفة "معاريف" فشبّه المبادرة الروسية بـ"السلم الذي سيساعد أوباما على النزول من الشجرة العالية للخطوط الحمر التي صعد اليها". وقال ان الولايات المتحدة بدت مرة اخرى انها "نمر من ورق". واستبعد الخبير في شؤون سوريا البروفسور إيال زيسر امكان نجاح المبادرة مشدداً على ان الذي سينهي الحرب الاهلية في سوريا ليس الجلوس الى طاولة المفاوضات بل من يستطيع ان يحسم المعركة. وفي رأيه ان الأسد لن يقبل بتقديم تنازلات وسيستغل المبادرة الروسية لكسب الوقت وتحسين مواقعه العسكرية. واعتبر معلقون إسرائيليون آخرون ان الرابح الاكبر من المبادرة هم الروس والأسد وأوباما والخاسر هو الشعب السوري، لأن اخراج السلاح الكيميائي معناه كما يقول عاموس هرئيل في "هآرتس"، "أنه في رأي العالم يمكن الأسد والمعارضة التقاتل الى ما لا نهاية ولكن من دون استخدام السلاح الكيميائي".

 

لماذا غير أوباما سياسته؟

ميشيل كيلو/الشرق الأوسط

جاءت ردود الفعل المباشرة التي صدرت عن باراك أوباما حيال استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد غوطتي دمشق مخيبة لآمال سوريين كثيرين، كانت أغلبيتهم تتوقع أن يأمر بشن ضربة عسكرية ضد النظام تقضي عليه، وتوفر المزيد من دمائهم. بعد أن حدد العالم مواعيد للضربة، وألقى وزير خارجية واشنطن خطابا قويا ومتوازنا ضد النظام، كشف فيه بالوقائع والبينات ما فعله هذا ليلة قرر استخدام أسلحة كيماوية لإبادة سكان آمنين يقطنون في الحزام البشري الملاصق مباشرة لدمشق، قرر أوباما إحالة الأمر إلى الكونغرس، على الرغم من إعلانه أنه قرر الضربة، وأن صلاحياته الرئاسية تتيح له التصرف من دون عودة إلى مجلسي السلطة التشريعية الأميركية.

لماذا فعل أوباما ما فعله؟ هناك أجوبة افتراضية متنوعة على هذا السؤال، منها:

- أنه أراد دعم الكونغرس في حال جوبه الأميركيون برد إيراني أو سوري يستوجب تصعيد الموقف، عقب الضربة الأولى التي يعتزم توجيهها إلى نظام الأسد. يريد أوباما أن تكون أميركا موحدة في موقفها من أي تطور، ويعتقد أن دعم الكونغرس يحميه من ضغوط حزبية داخلية ورد فعل الرأي العام، الذي قد ينقسم بسبب عمليات عسكرية قد تنقلب إلى حرب تتعارض مع عقيدته الاستراتيجية، التي تركز على الداخل الأميركي، وتقوم على تعبئة حلفاء واشنطن في مناطق الصراع، بحيث يتولون الدور الرئيس في أي حرب. يريد أوباما أقل قدر من الانغماس في صراعات العالم، التي يخشى أن تستنزف قدرات بلاده مهما بلغت من الضخامة، ويعلل خشيته برؤية تؤكد أن الإمبراطوريات تستنفد طاقاتها في حراسة ممتلكاتها التي تتحول من مصدر قوة إلى مصدر ضعف لها، فمن الضروري أن تعرف متى تتوقف عن القيام بمغامرات تبدد قدراتها من أجل أهداف تستحيل المحافظة عليها. هذه النظرة جعلت أوباما يمارس سياسة تقتصد في استخدام القوة خارج أميركا، وتعطي الأولوية لتراكم وتعظيم القوة داخلها، لأن هذه هي ضامن بقاء الإمبراطورية، التي تستطيع عندئذ استعمال قدراتها على فترات متقطعة، لكنها تتكفل بإبقاء العالم في حدود ترسمها هي له، تخدم مصالحها.

- تظاهرت رغبة أوباما في أقل قدر من التورط خلال عامين ونيف، وها هو ينتقل إلى موقف جديد خطوته الأولى قرار بتسديد الضربة العسكرية إلى النظام، والثانية موافقة الكونغرس والرأي العام الأميركي عليها، لأن موافقتهما تتيح له الرد، وظهره محمي بوحدة الطبقة السياسية، على أي تصعيد محتمل، سواء جاء من إيران أم من الخلايا الأسدية الإرهابية. مع موقف الجامعة العربية الذي يوفر غطاء عربيا إسلامي الأبعاد للضربة، التي ستترجم إلى نمط من العمل الميداني سيكون صاعقا وقويا فلا يترك أي مجال لرد أو لتصعيد مقابل، وسيقلص بصورة جدية أو كاملة فرص أي دور إيراني أو روسي في المنطقة بأسرها؛ اليوم وفي مقبلات الأيام.

اتخذ أوباما قرار الضربة بعد أن تفرج بدم بارد خلال عامين ونيف على المأساة السورية، اعتقادا منه بأن أوضاع التدخل نضجت من كل جوانبها، فقد اكتمل تدمير سوريا وبدأ نظامها يتهاوى، وبان إفلاس الدورين الإيراني والروسي وعجزهما عن إنقاذ النظام وحسم الصراع لصالحه، واكتملت شروط فك العقد الناجمة عن تقاطع وتشابك خيوط المصالح والصراعات الدولية والإقليمية والداخلية، وحان وقت «قش» الطاولة أميركيا وتحقيق التغيير من خلال ضربة «سولد» كاملة فورية، بموافقة الكونغرس وسلاح جيش أعد خططه منذ زمن طويل، وانتظر الأمر بالتحرك، وتصميم لن يعرف بعد اليوم أي تردد، لأن التردد يضيع فرصة انتصار حاسم ستسقط ثماره في حضن واشنطن، التي لن تواجه مقاومة جدية. بقرار الضربة، أزاح أوباما روسيا جانبا ودفعها إلى موقع الخسران، وكذلك فعل بإيران، بينما انفتح طريق دمشق أمامه بغباء بشار الأسد ونزعته السلطوية المرضية التي بلغت حد الإجرام، في حين ستفسح موافقة الكونغرس، التي تبدو شبه مضمونة، المجال لتحقيق أهداف معلنة وأخرى لم يعلن عنها، ستظهر خلال الأيام والأسابيع المقبلة، داخل سوريا وخارجها.

والآن، ما هي حدود الضربة؟ وهل ستسقط النظام؟ أعتقد شخصيا أنها ستكون غير محدودة، وموجهة لتكون رصاصة رحمة تطلق على رأس بدأت تتهاوى بعد معارك خان العسل ومنغ والساحل، ومن المؤكد أن نظامها لن يقوى على مقاومة ضربة أميركية مركزة، وأن أحاديث مسؤولي دمشق عن أسلحة ستفاجئ العالم ليست غير محاولة يائسة وأخيرة لإقناع أتباعه بالانتحار!

لن يتردد أوباما بعد الآن، وسيسدد ضربته سواء وافق الكونغرس أم لم يوافق. أما حجته فستكون المحافظة على صدقية أميركا ومصالحها في المنطقة والعالم، وحماية البشرية من مخاطر السلاح الكيماوي.

أخيرا، من المرجح أن ينهار النظام خلال العمل العسكري أو بعده بقليل، وأن تدخل سوريا في طور جديد يصعب اليوم التكهن بملامحه، سيكون من علاماته الإقليمية تغييرات محتملة في العراق وخروج نظام الملالي من العالم العربي وبداية انهياره في إيران، وتهاوي حزب الله اللبناني.

 

المناورة.. على الطريقة الإيرانية

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

لا أدري بالضبط كيف يخطط الرئيس الأميركي باراك أوباما؟ ولا أحسب أن أحدا، من المقربين منه.. أو أمثالي من المراقبين عن بعد، على بينة من استراتيجيته لمنطقة الشرق الأوسط برمتها.. هذا إذا كانت لديه استراتيجية.

يوم أمس «بشرنا» الرئيس أوباما بوجود «إيجابيات» في ما وصف بـ«مبادرة» روسية لإتلاف مخزونات سوريا من الأسلحة الكيماوية.. و«انتظر» مطلقها سيرغي لافروف – وجه الدبلوماسية الروسية المتجهم – رد فعل سوريا عليها.

كانت لفتة مسرحية، بل مسرحية هزلية.

غريب ذلك «الانتظار» الذي لم يطل طويلا وما كان مقدرا له أن يطول. كيف يطول ووزير الخارجية السوري وليد المعلم قد استدعي استدعاء إلى موسكو للظهور في ذلك المؤتمر الصحافي المدروس سلفا.. في سياق حملة العلاقات العامة الروسية المضادة الهادفة إلى إرباك مساعي أوباما والقادة الغربيين لإقناع الرأي العام الغربي في توجيه ضربة ولو تأديبية تحذيرية لنظام دمشق؟

كان «السيناريو» واضحا بلا انتظار أو من ينتظرون.. فالمطلوب مزيد من كسب الوقت لتثبيط عزائم قيادات غربية مترددة فاترة، وتضليل الرأي العام الغربي – وأيضا القادة الغربيين – في جعل مسألة السلاح الكيماوي والجدل الدائر حولها القضية الحصرية في كامل المشهد السوري.

لقد نجح حلفاء نظام دمشق في فرض جدول أعمالهم على العالم، على الرغم من إحدى أفظع الجرائم ضد المدنيين في التاريخ الحديث، عندما أنسوا الجميع سلسلة من الحقائق الموجعة.. واختصروا لهم المشهد المأساوي كله بمسألة السلاح الكيماوي ونزعه.

لا أحد اليوم يتكلم عن بابا عمرو وأطفال درعا وأسواق حلب الأثرية.

لا أحد يتكلم عن سقوط ما بين 100 و150 ألف قتيل وتهجير ثلث الشعب السوري.

لا أحد يتكلم عن كيفية دخول جماعات تكفيرية متشددة إلى دولة بوليسية تحكمها قبضة الاستخبارات الأمنية منذ أكثر من أربعة عقود.. ويزج فيها أي معارض سياسي في غياهب السجون لسنوات وسنوات على طريقة «الداخل مفقود والخارج مولود».

لا أحد يتكلم اليوم عن الاستقطاب الطائفي والمذهبي الذي يسمم أجواء الشرق الأوسط بأسره.. منذ ما تعتبره القوى الليبرالية والتقدمية الغربية اليوم «خطأ حرب العراق الذي لا يجوز أن يتكرر»، وتنسى في الوقت عينه أن الوسيلة الوحيدة لإصلاح خطأ العراق هو بتغيير الوضع الجيوسياسي الذي أفرزته تلك الحرب وتداعياتها على الأرض.

في الحقيقة نحن الآن أمام وضع شبيه جدا بتنامي الطاقة النووية الإيرانية على مرأى العالم وسمعه.. على الرغم من استنكاراته اللفظية الفارغة.

نحن الآن نرصد كيف يطرح محور طهران – موسكو المسألة السورية أمام العالم تحت عنوان محاربة التكفير وحماية الأقليات، متبعا الأسلوب المناوراتي نفسه الذي استخدمه بنفس طويل ونجاح منقطع النظير في الموضوع النووي الإيراني، وكانت النتيجة – كما نعرف – السكوت الغربي على تنامي القوة النووية الإيرانية، والسماح لطهران بموافقة ضمنية إسرائيلية – إلى أن يثبت العكس – بتقاسم النفوذ الإقليمي في الشرق الأوسط، بل رسم خارطة جديدة تماما للمنطقة.. في غياب العرب.

هنا لا يجوز التغافل عن حقيقة مرة.

نعم هناك أزمة متشددين تكفيريين يربكون المعادلات ويهددون الكيانات القائمة في المشرق العربي، ومن المؤسف أن بعض صدقية المعارضة السورية تأثرت سلبا بإنكارها تكرارا وجود دور مؤثر لهذه الجماعات المتشددة في القتال ضد نظام بشار الأسد. حقيقة الأمر أن هؤلاء موجودون وهم يشكلون اليوم أخطر عقبة تقف في وجه انتصار الثورة السورية، وهم على أرض الواقع الحلفاء الفعليون الذين يستقوي بهم النظام وحلفاؤه. ويستشهد في كل مناسبة بتصرفاتهم المرفوضة حيثما حلوا. ولئن كانت قضية بلدة معلولا المسيحية قد أخذت قسطها من التغطية الإعلامية العالمية المتراوحة بين النقل الموضوعي والتحريض السافر، فإن المواجهات بين الجماعات المتشددة وأهالي الرقة وغيرها من المدن السورية المسلمة السنية هي أيضا حقيقة واقعة تستحق تسليط الضوء عليها.

ثم إن خروج أبواق مسيحية متواطئة مع النظام السوري، كما حدث خلال الأيام الفائتة في لبنان بعد وضع نظام الأسد معلولا في بؤرة الأحداث، جاء جزءا من حملة تأجيج سلبية الرأي العام الدولي إزاء الثورة السورية. ولكن معلولا المسيحية بالأمس، وقبلها السيارات المفخخة في جرمانا الدرزية، وسلمية الإسماعيلية، وبعض القرى العلوية في ريفي حمص واللاذقية، تظل عناوين لمعركة نظام يشكل رأس جبل جليدي لمشروع إقليمي كبير.

الرئيس أوباما، هذه الأيام لا يجد متسعا من الوقت – على ما يبدو – لفتح ملف الجماعات المتشددة والتكفيرية وعلاقاتها الحقيقية في المنطقة. لا يريد أن يتفحص بعمق الجهات التي تحضنها بعدما اخترقتها، والتي استغلتها وتواصل استغلالها.

حماية الأقليات في سوريا والدول المجاورة أمر مطلوب وضروري، غير أن المجتمع الدولي يخطئ كثيرا إذا ما توهم أن في ترك ديكتاتوريات أمنية تتسلط على شعوبها وقاية كافية من خطر التشدد الأصولي والتكفيري على الأقليات. ولقد شاهدنا وشاهد الغرب كيف أدى طول حكم الديكتاتورية العراقية التكريتية وممارساتها اللاديمقراطية إلى تجذير التشدد الشيعي المستقوي بإيران. وسيكون مفيدا تطبيق الدرس العراقي على الديكتاتورية السورية.. التي تنتمي أصلا إلى المدرسة البعثية ذاتها وتتسم بالذهنية الإلغائية الإقصائية ذاتها. والقصد، أنه إذا كان طبيعيا جدا هروب الغالبية الشيعية في عراق صدام من الديكتاتورية للاحتماء بعباءة الطائفة، فطبيعي أن يحصل السيئ نفسه في سوريا ولكن بالاتجاه المعاكس. هذا كله يعني، أن على الرئيس أوباما التفكير بالصورة الكبيرة.. لا أن يضيع البوصلة فيحشر نفسه في زاوية عبثية تدفعه إليها موسكو وطهران دفعا. وعليه أن يدرك قبل فوات الأوان أن إصلاح خطأ العراق يكون باستيعاب الدرس بلا اجتزاء.. وبناء كيانات تعددية ديمقراطية تتعايش فيها الأكثريات والأقليات في جو من الطمأنينة والاحترام المتبادل، وليس تسليم بلاد الشام والعراق تسليم اليد لمشروع إقليمي مذهبي.. تفر منه الأقليات بدلا من أن تتعايش فيه.

 

سوريا.. فعلها الروس

طارق الحميد/الشرق الأوسط

سمِّها ما تشاء.. «المبادرة الروسية»، أو «زلة اللسان الأميركية»، التي قادت لإعلان بشار الأسد التنازل عن أسلحته الكيماوية لتجنب الضربة العسكرية، فما نحن بصدده ما هو إلا الضعف الأميركي، والدولي، بالمنطقة؛ حيث لقن الروس الأميركيين، وتحديدا الرئيس أوباما، درسا لا ينسى في الأزمة السورية. أمس قلنا هنا إننا أمام اللحظات الأخيرة الحاسمة لتعرف المنطقة موقف الغرب، وتحديدا أميركا، من أمنها ومصالحها، وهذا ما حدث فعلا، حيث «لعب» الروس الدبلوماسية الجادة وورطوا الرئيس الأميركي، المتورط بتردده، حين قاموا، أي الروس، بفتح جبهة مناورة للأسد تجنبه الضربة العسكرية، وتخوله مزيدا من الوقت لتجنب الضغط الدولي، ومواصلة ارتكاب جرائمه. وكل ما قدمه الأسد في المقابل هو إعلانه قبول تسليم أسلحته الكيماوية، أو وضعها تحت الرقابة الدولية، وهي حيلة جديدة كالتي فعلها مع المحكمة الدولية في قضية اغتيال رفيق الحريري، حيث قبل الأسد ثم راوغ، وتحولت المحكمة برمتها إلى ملف مركون في أروقة المنظمات الدولية! اليوم باع الروس الأميركيين الوهم، أو باعوهم غازا لا أحد يعرف كميته الحقيقية، ولا كيف سيتم وضع اليد عليه، وما الوقت المطلوب لإنجاز ذلك، فنحن أشبه ما نكون بأننا أمام عملية شراء سمك في الماء! فعلها الروس بذكاء، وتلقفها أوباما بسرعة مذهلة، وكأنه يريد حفظ ماء الوجه، حيث ورط نفسه بطلب تصويت الكونغرس على توجيه ضربة للأسد. واليوم يمكن القول بأن الأزمة السورية قد عادت إلى المربع «صفر» سياسيا، خصوصا أن الأسد سيقوم بتفريغ هذه المبادرة من محتواها بالتسويف والمماطلة، كعادته؛ حيث يجيد الكذب والمراوغة.

المبادرة، أو الخدعة، الروسية تقول إن أمن المنطقة كله في خطر، خصوصا بعد أن عاد الروس ليثبتوا، وبسبب ضعف أوباما، أنهم لاعب رئيس بالمنطقة، والواضح أن الروس والأسد قد تعلموا الدرس العربي في مصر، حيث أيقنوا أن واشنطن دائما ما تخضع للأمر الواقع ما دام أن هناك من يبادر، ويتحرك. هذا ما فعله الروس والأسد عمليا بمناورة التنازل عن الأسلحة الكيماوية، رغم أن الأزمة ليست في قصة الكيماوي فقط، حيث تبدو المبادرة الروسية، ولوهلة، كأنها أعادت تطبيع العلاقات بين الأسد والمجتمع الدولي، فالأزمة في سوريا إنسانية، وأمنية، وأزمة كيان.. الأزمة السورية أكبر من قصة الكيماوي، وهذا ما على العرب تذكره، خصوصا أن المنطقة الآن بين خيارين؛ فإما قبول اللعبة الروسية - الأسدية، والتعايش مع الأزمة السورية مثل ما تعايشنا مع أزمات أخرى، وسيكون الثمن فادحا، أو أن على العرب، وتحديدا الفاعلين، التحرك وقلب الطاولة على الروس والأسد!

وهذا يتطلب فرض أمر واقع على الأرض، وقبله التشدد في شروط المبادرة الروسية بضرورة أن تكون، مثلا، عبر مجلس الأمن، وتحت الفصل السابع، وأن تقود إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية. وفي حال لم يتم ذلك، فإن هذا يعني أن العرب قد قبلوا بالروس بوصفهم قوة أخرى بالمنطقة سيكون المستفيد الوحيد منها هو إيران والأسد.