المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم  06أيلول/2013

من البطريرك هزيم إلى البطريرك هزيل

أنطوان مراد - رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ"

اضغط في أسفل على الرابط للدخول إلى موقع القوات اللبناني والإستماع للتعليق

http://www.lebanese-forces.com/2013/09/06/raii-horr-antoine-mrad-4/

في أواسط التسعينيات ، كنا نبث من الإذاعة برنامجاً حوارياً مباشراً من أحد فنادق الأشرفية نستضيف فيه كبار الشخصيات الرسمية والسياسية والروحية .

وقد سعيت في حينه إلى استضافة بطريرك إنطاكيا وسائر المشرق للروم الأورثوذكس المثلث الرحمات إغناطيوس الرابع هزيم .

وبعد جهد جهيد ، تمكنت من الاتصال به في المقر البطريركي في دمشق ، حيث شرحت له فكرة البرنامج وأبديت رغبتي باستضافته ، ثم اتصلت به ثانية واتفقنا على الموعد والترتيبات على أن تكون بالتعاون مع مطرانية بيروت ، لا سيما لجهة الضيوف والعشاء الذي كان سيعقب الحلقة الحوارية .

وبعدما باشرنا التحضيرات ، وقبل أيام قليلة على الموعد ، وردني فاكس باسم غبطته يبلغني فيه أنه يعتذر عن عدم تلبية الدعوة لأسباب صحية .

بالطبع فوجئت بالأمر وأسفت له أسفاً شديداً ، لكنني قدّرت الأسباب الحقيقية للاعتذار . وبعد فترة ، التقيت البطريرك هزيم في دير البلمند ، وكان حديث ودي جداً ، قال لي خلاله : ليتك لم تكلمني عبر الهاتف ، لكان الأمر أفضل . وضحك من القلب مردفاً : فهمكُن كفاية !

قبل البطريرك هزيم ، جلس على كرسي إنطاكيا بطريرك عظيم آخر هو الياس الرابع معوض الذي كان له مواقف متمايزة خصوصاً من الوضع في لبنان ، يوم كان المسيحيون يتعرضون للحصار والتنكيل والتهجير في ظل جيش النظام السوري ، حتى جاء خبر مختصر ذات يوم يفيد بوفاة البطريرك الياس الرابع .

وبعد حين فهمنا من بعض العارفين أن وفاته حصلت بعد تناوله فنجان قهوة ، ولم يكن يشعر أساساً بأي مشاكل صحية ،” وفهمكن كفاية ” ! بل إن أسقفاً كبيراً في البطريركية المسكونية في القسطنطينية – اسطمبول قال : إن البطريرك ذهب ضحية المؤامرة التي يتعرض لها المسيحيون في لبنان والشرق .

أقول هذا وأعتذر ، إذا كنت أكشف بعض الحقائق المحرجة ،  لأبدي استغرابي الشديد لكلام البطريرك غريغوريوس الثالث لحام ، مع أنني أتفهمه نسبياً كون كرسيّه في الشام ، عندما يدعو جيش النظام السوري إلى استعادة معلولا البلدة المسيحية التي دخلها الجيش السوري الحر ، وعندما يتحدث عن التعرض فيها للكنائس والأديرة والمنازل والصلبان ، وكأنه يدعو إلى معركة لتدمير البلدة ومعالمها المقدسة ، علماً ان الجيش الحر أعلن انسحابه بعد السيطرة على البلدة إلى أطرافها ، كي لا يُتهم زوراً بارتكاب مجازر بحق المسيحيين يكون شبّيحة النظام هم الذين ارتكبوها فعلاً .

والغريب أن البطريرك لحام اعتبر أن الجيش الحر سيطر على معلولا للتدمير وليس للتحرير.

فيا صاحب الغبطة ، هلّا أرشدتنا أين هو التدمير وأين هي الاعتداءات ، بل هلّا أخبرتنا عن مسيحي واحد في معلولا تعرض لأي أذى أو جرح أو قتل أو ذبح ؟!

إن أفضل رد هو من الأم بيلاجيا التي نفت حصول أي اعتداء على الكنائس والأديرة ، وأكدت للبنان الحر أن الجميع بخير ، . وكان الأجدى لو أن سيدنا شاهد الفيلم الذي يُظهر أحد قادة الجبش الحر أمام كنيسة مار جرجس الذي أشار إليه وسمّاه بسيدي ، وهو يؤكد وسط مقاتليه أن المسيحيين إخوتنا ولا نسمع بالتعرض لهم ولكنائسهم .

بالتأكيد نحن نرفض الديكتاتوية والتكفيرية على السواء ، ونحرص على قول الحقيقة مهما كانت صعبة ، بينما بعض المؤتمنين على الحق والحقيقة يستسهلون نكرانها . والسلام .

 

 

عناوين النشرة

*رسالة كورنثوس الأولى الفصل 7/1-16/الزواج والبتولية

*هل هي الحرب العالمية الثالثة/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*الكونغرس يدعم الضربة للحفاظ على هيبة واشنطن والرئيس

*معلولا الجريحة لم تُحترم رمزيتها الضاربة في التاريخ من يتحمّل مسؤولية قرار زجّها في الخراب السوري؟

*رئيس الجمهورية في احتفال الأمن العام: استراتيجية دفاعية شاملة تستفيد من المقاومة

*سليمان تشاور مع الرئيس المكلف في الملف الحكومي سلام:أمامنا غابة شروط وشروط مضادة إلا أن المساعي مستمرة

*سلام من بعبدا: الواقع مؤسف ولن أتخلى عن المهمة

*رسالة من البابا فرنسيس الى بوتين

*رئيس مجلس النواب الاميركي جون باينر رفض لقاء وفد روسي لبحث الازمة السورية

*كيري: 10 دول تعهدت بالمشاركة في ضربة أميركية ضد سوريا/وزير الخارجية الأميركي لم يحدد الدول المذكورة والأدوار التي ستقوم بها

*تركيا تسخر من التهديدات السورية وتتوعد بـ"درس لن ينسى"/أردوغان: نحن مستعدون للحرب.. فهل هم كذلك؟

*دير شبيغل": ارتفاع عدد ضحايا الغوطة بسبب خطأ في عيار الغاز

*"الوطن": حزب الله يتجه إلى تصفية خصوم الأسد في لبنان

*واشنطن بوست": تزايد الضغوط على لبنان مع التهديد بضربة عسكرية لسوريا

*"عكاظ": حزب الله سيرد صاروخيا بإتجاه إسرائيل في حال انهيار الجيش السوري

*الحكومة المصرية تتوعد بضرب الارهاب بيد من حديد اثر محاولة اغتيال وزير الداخلية

*زهرا دعا سليمان وسلام لممارسة صلاحياتهما يستحيل اعطــاء حزب الله الثلث المعطــل

*عون لعسيري: منفتحون على الجميع من دون استبدال التحالفات

*الخوري: مساع مع حزب الله لتقريب وجهات النظر و الاجواء غير مريحــة ولا تســـهيل للتـأليف"

*الفرزلي: لخلق شحنة ايجابية في البيئة المسيحية، "صناعــة القواسم" فــي 7 تشــرين الاول

*رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير: سنتابع الأسبوع المقبل مـع بري وسلام/"أبلغنا سليمان أمس أنه أملنا الوحيد لتحقيق المرجو"

*أرشيف تلفزيون لبنان في أمانة "المركزي"/سلامة: ثروة وطنية يجب دعمها/مقدسي: سنعمل على اعادة كامل حقوق المحطة

*دعم "بشار الكيماوي" استثمار في ميت/ علي حماده /النهار

*رفسنجاني: حظوظ بقاء العلويين في الحكم بسوريا ضئيلة جداً، قالها قبل تسعة أشهر ولكن لم تنشر إلا اليوم على موقعه الخاص

*نديم الجميل لـ"السياسة": سأخرج من "14 آذار" إذا قبل مشاركة "حزب الله" في الحكومة

*منقارة يدعو بعد إخلاء سبيله إلى حوار مع الرافعي: الشيخ الغريب نفى كل ما اعترف به

*سليمان وسلام التحرك باتجاه تأليف الحكومة/ سعيد لـ"السياسة": "14 آذار" لن تجلس مع فريق يقتل الشعب السوري وينكر "إعلان بعبدا"

*الحرس الثوري": دمشق ليست وحدها

*التمييز العسكرية" تخلي سبيل منقارة

*الجراح: حزب الله أعاد الامور الى نقطة الصفر في موضوع تشكيل الحكومة

*عضو "كتلة المستقبل" النائب باسم الشاب: لحكومة مصلحة وطنية اساسها إعلان بعبدا

*مجدلاني طالب بحماية معلولا والمواقع الدينية التراثية في سوريا

*الضاهر لحزب الله:إخرجوا من الفتنة في سورية

*فادي سقط …. بفضل حلفائه/ أنطوان مراد - رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ

*للتصدي لـ"الضربة"!: زعران "أمل" و"الزوبعة" انتشروا في "اللجا"

*الراعي: الحرب تجر الحرب وما يحدث في الشرق الاوسط برنامج غربي اسرائيلي مخطط له منذ زمن بعيد

*الراعي: ليدرك المسؤولون خطورة الوضع ويؤلفوا حكومة جامعة

*منشق عن "حزب الله" يروي التجسس الأمني للحزب على قيادات طرابلسية

*وثائق لـ”الوطن” السعودية: حزب الله يجنّد فرقاً لتصفية خصوم النظام السوري في لبنان من فريق 14 آذار  

*الرئيس الإيراني يعيّد اليهود على "تويتر": "روش هاشاناه" 

*تصريحات بثينة شعبان حول الكيماوي تصيب السوريين بالذهول 

*الشيخ بلال دقماق: نصرالله وراء إطلاق منقارة… مصادر اطلعت على التحقيق: كلامه في مؤتمره الصحافي غير صحيح وكاذب

*جنجنيان رد على أسود: “زياد استوكهولم” تحول للمطبّل الاول لنظام الكيميائي وليطالب اسياده بالاعتذار من الجزينيين

*الرئيس الجميل التقى عسيري واستنكر اعتراض حواجز حزب الله موكبا ديبلوماسيا سعوديا

*ميقاتي استقبل مقبل وكنعان فليتشر: لحوار عاجل بين كل الاطراف في شأن التحديات

*وزير المهجرين علاء الدين ترو: لحكومة يتمثل فيها الجميع دون ثلث معطل وشعارات لا قدرة للبنان على تحملها

*غريغوريوس الثالث دعا ليوم صوم وصلاة السبت لاجل السلام في الشرق الاوسط

*غطاس خوري نفى ما نسب اليه من كلام في شأن تشكيل الحكومة

*الراعي قلد انطوان ازعور وساما بابويا

*سامي الجميل: لتحييد لبنان وحكومة وفق إعلان بعبدا

*بوتين والأسد المنتحر/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*الضربة ستنفذ لا محالة والنظام سيسقط بالتأكيد/صالح القلاب/الشرق الأوسط

*خطة إيرانية لإرسال قوات من «الحرس الثوري» إلى لبنان/هدى الحسيني/الشرق الأوسط!

*قمة «مجموعة العشرين» اليوم في قصر يحيي «أمجاد روسيا»

*أوباما والخداع الإيراني/حسان حيدر/الحياة

*نظام الأسد يحتفل بـ«نصر» استباقي على ضربات أوباما/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

*أوباما يحشد وبوتين «يناور» ... وفرنسا لرد حازم

*رئيس العام للرهبانية اليسوعية: أميركا وفرنسا على وشك ارتكاب خطأ كبير

*نواب إيرانيون: لن نحارب إلى جانب سورية

*لبنان أثناء وبعد ضرب الأسد/محمد سلام

أيها اللبنانيون.. اتحدوا/مصطفى علوش/المستقبل

 

تفاصيل النشرة

 

رسالة كورنثوس الأولى الفصل 7/1-16/الزواج والبتولية

وأما من جهة ما كتبتم به إلي، فخير للرجل أن لا يمس امرأة. ولكن، خوفا من الزنى، فليكن لكل رجل امرأته ولكل امرأة زوجها، وعلى الزوج أن يوفي امرأته حقها، كما على المرأة أن توفي زوجها حقه. لا سلطة للمرأة على جسدها، فهو لزوجها. وكذلك الزوج لا سلطة له على جسده، فهو لامرأته. لا يمتنع أحدكما عن الآخر إلا على اتفاق بينكما وإلى حين، حتى تتفرغا للصلاة. ثم عودا إلى الحياة الزوجية العادية لئلا يعوزكم ضبط النفس، فتقعوا في تجربة إبليس. أقول لكم هذا لا على سبيل الأمر، بل على سبيل السماح، فأنا أتمنـى لو كان جميع الناس مثلي. ولكن لكل إنسان هبة خصه الله بها، فبعضهم هذه وبعضهم تلك.  وأقول لغير المتزوجين والأرامل إنه خير لهم أن يبقوا مثلي. أما إذا كانوا غير قادرين على ضبط النفس، فليتزوجوا. فالزواج أفضل من التحرق بالشهوة.  وأما المتزوجون فوصيتي لهم، وهي من الرب لا مني، أن لا تفارق المرأة زوجها، وإن فارقته، فلتبق بغير زوج أو فلتصالح زوجها، وعلى الزوج أن لا يطلق امرأته.  وأما الآخرون، فأقول لهم أنا لا الرب: إذا كان لأخ مؤمن امرأة غير مؤمنة رضيت أن تعيش معه، فلا يطلقها. وإذا كان لامرأة مؤمنة زوج غير مؤمن يرضى أن يعيش معها، فلا تطلقه.  فالزوج غير المؤمن يتقدس بامرأته المؤمنة، والمرأة غير المؤمنة تتقدس بزوجها المؤمن، وإلا كان أولادكم أنجاسا، مع أنهم مقدسون.  وإن أراد غير المؤمن أو غير المؤمنة أن يفارق فليفارق، ففي مثل هذه الحال لا يكون المؤمن أو المؤمنة خاضعين لرباط الزواج، لأن الله دعاكم أن تعيشوا بسلام.  فكيف تعلمين أيتها المرأة المؤمنة أنك ستخلصين زوجك؟ وكيف تعلم أيها الرجل المؤمن أنك ستخلص زوجتك؟

 

هل هي الحرب العالمية الثالثة؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

نبهنا فيصل مقداد، الرجل الثاني في وزارة الخارجية السورية، إلى أن حكومته لن تسكت على هجوم أميركي عليها، ولو أدى ذلك إلى قيام حرب عالمية ثالثة!

وسبق للإعلام الرسمي السوري ترويج مقولة أن الهجوم على نظام الأسد سيشعل حربا كونية. طبعا، هذا هراء، فلا إسقاط النظام السوري، ولا شن حرب غربية، ولا رد فعل حلفاء الأسد في أقصى حالاته، يمكن أن يشعل حربا تتجاوز سماء المنطقة. الأسد استطاع جر الإيرانيين، وحزب الله، والروس لمساندته بالمقاتلين والسلاح والوقود. وفي الخندق المضاد، جاء الدعم الخليجي والتركي المادي والعسكري. كما هبت جماعات متطرفة، رأت في الفراغ والدمار فرصة للتسلل وبناء خلاياها، لها مشروع ثالث مختلف عن الأسد، وعن الشعب السوري.

هذا هو واقع سوريا اليوم، لكن لن تتحارب من أجله روسيا والولايات المتحدة، ولن ينجرف الغرب إلى أكثر من عمليات محدودة، وسيسعون جميعا لتطويق النار فلا يخرج رصاصها خارج الحدود السورية.

الدول الكبرى، غالبا، تتحاشى المواجهة، فتتقاتل عبر وكلائها. وقد رسمت لنفسها قواعد اشتباك منذ زمن الحرب الباردة لا تتجاوزها، فلم يحدث أن تقابل مقاتلون روس ضد أميركيين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وحتى صدامها غير المباشر لا يكون إلا على مناطق النزاع الأكثر حيوية لمصالحها الكبرى، مثل ما دفع جورج بوش إلى المشاركة بمائة وعشرين ألف جندي لتحرير الكويت، بدأوا في الوصول بعد أسابيع من احتلال صدام الدولة الرابعة في تصدير النفط في العالم، وكررها ابنه جورج دبليو بوش في غزو العراق بمائة وثلاثين ألفا. حاليا، القوات الأميركية لا يتجاوز عددها الألفين فقط في الأردن، ضمن تشغيل صواريخ دفاعية واستهدافات محدودة، وربما هناك عدد مماثل على الحدود مع تركيا.

بشار الأسد، رغم أنه يصغر رئيس العراق الأسبق صدام حسين بنحو ثلاثين عاما، فإنه يشبهه في الجهل، يفكر ويتصرف بالعقلية نفسها. صدام فشل في فهم علاقات الدول الكبرى، وفي حساب ميزان القوى، ولم يع حكم المصالح، فانتهى مشنوقا صبيحة العيد. الأسد، منذ البداية، كان يفترض أنه علم باستحالة استمرار حكمه، عقب انتشار المظاهرات مثل السرطان في أنحاء بلاده، ثم ارتفاع وتيرة العنف، ولاحقا بدخول لاعبين إقليميين مهمين ضده. كان بالإمكان ترتيب خروج آمن يحفظ له شيئا من احترامه، وربما من وجوده. لكن الأسد، إلى الآن، ينتظر معجزة ما! وها هو يتصور أن الروس سيحاربون عنه.. ألا يسأل نفسه لماذا؟ لا يوجد سبب واحد سيشتبك من أجله الغرب والشرق، لا دفاعا ولا هجوما. أعطوا الأسد الفرص والوقت والدعم، ومع هذا فشل في إنقاذ حكمه، وأخيرا اقتنع الجميع أنه حان موعد مغادرته. الغرب يريد إقصاءه، وتمكين نظام بديل يستطيع الحفاظ على مركزية دمشق لحكم هذه الدولة الواسعة، ومنع «القاعدة»، وأمثالها، من التواجد على ترابها والانطلاق لمهاجمة الغرب ومصالحه في العالم.

الروس، كذلك وافقوا على إقصاء الأسد، وتمكين المعارضة، لكنهم يفضلون خروجه بصيغة سياسية، ونظام حكم بديل مختلط من الماضي والحاضر، وتوقيت كذلك يحفظ ماء وجههم وحلفاءهم. عمليا الشرق والغرب متفقان على طرد الأسد لكنهم يختلفون على التفاصيل. لهذا السبب، واشنطن تريد المزيد من الضغط على الأسد، بما في ذلك استخدام ضربات توجعه وتجبره على التفاوض. أما الأسد، مدعوما من إيران، فيكابر ويعاند، ويستخدم أبشع أسلحته معتقدا أن ذلك سيزيد الفوضى، ويعزز حظوظه في البقاء، ليكتشف أنه في الحقيقة أيقظ العمالقة ضده، واستعجلهم للتخلص منه!

 

الكونغرس يدعم الضربة للحفاظ على هيبة واشنطن والرئيس

ثريا شاهين/المستقبل

يقدم السفير الأميركي الجديد في بيروت ديفيد هيل أوراق اعتماده اليوم إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وهو يتسلم مهمته في خضم تطورات كبيرة في المنطقة، ومواقف تصعيدية من إدارة بلاده حيال النظام السوري.

ولدى هيل خبرة عميقة في الملف اللبناني وملفات المنطقة من خلال المناصب التي شغلها أخيراً في بلاده، وتلك التي شغلها في سفارات بلاده في المنطقة. وهو أيضاً خدم مرات عدّة في لبنان، ومن المرتقب وفقاً لمصادر ديبلوماسية، أن يكون له تأثير بالغ في المواقف التي ستتخذها إدارته حول لبنان، نظراً إلى قلّة الديبلوماسيين في الخارجية الأميركية في الوقت الحاضر، الذين يدركون تفاصيل الملف اللبناني. وفي هذه الحالة تزداد أهمية السفير الأميركي في بيروت والسفارة. حتى أنّه على أيام سلفه السفيرة مورا كونيللي، وللسبب عينه، كان كل ما تتقدّم به لإدارة بلادها حول لبنان يتم الأخذ به. وهذا المسار كان بدأ على أيام السفير السابق في بيروت جيفري فيلتمان، وبالتالي سيتم لعب دور كبير للسفارة، ويرتقب أن تأخذ الإدارة بالاعتبار كل نصائح هيل، أي لن يكون له دور فقط في تنفيذ سياسة بلاده حول لبنان، إنّما أيضاً في صياغة العديد من محطاتها الأساسية والجوهرية.

ومن المقرر أن يهتم هيل، بالنسبة إلى الوضع اللبناني، بمسألة الاستقرار وضرورة أن يحافظ المسؤولون اللبنانيون عليه، خصوصاً في ظل الوضع في المنطقة وسوريا، وضرورة أن يتم تحييد لبنان عن الأزمة السورية. هناك القرارات الدولية التي يهم واشنطن تنفيذها لا سيما القرار 1701، الذي يرسي استقراراً في الجنوب وعلى الحدود مع إسرائيل، ثم هناك التعاون العسكري ودعم الجيش الذي سيتابعه السفير، فضلاً عن المساعدات التنموية والاقتصادية، وأولى استطلاعته استكشاف تطورات الملف الحكومي، وأهمية أن يصار إلى تشكيل الحكومة الجديدة.

وانطلاقاً من موقعه في لبنان، يمكن للسفير الأميركي الاطلاع على تفاصيل متصلة بوضع المنطقة وانعكاساتها على لبنان، ومراقبة ذلك.

الضربة العسكرية الأميركية الغربية على سوريا باتت في حكم الواقعة في وقت قريب، وجلسة الكونغرس الاثنين قد لا تنتهي في يوم واحد، إلاّ أنّ المصادر تؤكد أنّها ستكون في النهاية حاسمة لجهة التفويض للرئيس بضرب سوريا. وكان الرئيس باراك اوباما يستطيع وحده أن يتخذ القرار، لكنه فضّل في هذه الحالة، حيث القرار الكبير، أن يتعزّز موقفه وتتم تقويته على المستوى الداخلي، لا سيما بعد تراجع بريطانيا بفعل موقف البرلمان فيها.

والمدى الزمني المُعطى للضربة هو هامش يمكن التصرف من ضمنه أي 60 يوماً يمكن تمديدها 30 يوماً.

قرار الكونغرس المتوقع دعمه للضربة، يأتي بعدما كان ينتقد في غالبيته الرئيس بأنه لا يقوم بأي عمل حيال سوريا، وأنّ استعمال الكيماوي يُعدّ خرقاً لاتفاقية حظر الاسلحة الكيماوية الدولية. سوريا ليست موقّعة على الاتفاقية، لكن استعمال الكيماوي محظر دولياً نظراً لأذيته على المدنيين. وهذه الاتفاقية موجودة منذ الحرب العالمية الأولى. كما جرى انتقاد الرئيس من قِبَل الكونغرس حول دور أميركا وهيبتها التي لم يحافظ عليها اوباما من خلال الأداء بالنسبة إلى الوضع السوري. وعلى الدولة الأميركية أن تكون سبّاقة في التحرّك وتأخذ دور القيادة وتؤدي دوراً كبيراً. وسيتخذ قرار الدعم لاوباما لأنّ الأمر يطال دور الولايات المتحدة في العالم وهيبة الرئيس الذي يجب عدم كسر رغبته الأخيرة في التدخّل العسكري. في حين ان الأصوات التي تنادي في الكونغرس بعدم التدخل العسكري ليست قوية، أو واسعة النطاق.

وتبقى الأهمية الأكبر لدى واشنطن للوضع الإيراني والبرنامج النوي، هذا على الصعيد الاستراتيجي الأميركي. الملف السوري بات أولوية نظراً إلى وجود ضحايا وقتل، ما فرض نفسه كأولوية. لكن ليس في سوريا جيش أو قدرات نووية تخيف الأميركيين. كما ان إيران تخسر وتضعف إذا ما ضعف النظام السوري وتراجعت قدراته.

على مستوى الملف الإيراني، الذي يحتل أولوية أميركية، فإنّ أصوات المفكرين ومراكز الأبحاث التي يُؤخذ برأيها، أوصت بضرورة قيام حوار أميركي إيراني موازٍ للحوار القائم بين الدول الكبرى وإيران حول البرنامج النووي. حتى الآن لم تتحقق أي نتيجة للتفاوض مع إيران، وهناك أسباب متنوعة أدّت إلى ذلك، من أبرزها: الخلافات القديمة المتراكمة، واضاعة الفرص في كل مرة كان يحصل تفاوض، وتراجع كل طرف عن تقديم ردود للطرف الآخر حول ما قدّمه من خلال التفاوض، أو عبر القنوات الأخرى، ومشاكل المنطقة التي كبرت وعقّدت هذا التفاوض. لدى إسرائيل حساسية خاصة تجاه البرنامج النووي الإيراني ولولا الموقف الأميركي المغاير لكانت قامت بضربة لإيران قبل مدة. ثم هناك الخليج الذي يقلق من أي حوار أميركي إيراني، والسبب يعود إلى أنّه يعتبر أنّ أي دخول إيراني في مفاوضات جدّية مع الدولة العظمى، لا بد من أن يكون هناك شيء ما على حساب مصالحه.

 

 

 

 

معلولا الجريحة لم تُحترم رمزيتها الضاربة في التاريخ من يتحمّل مسؤولية قرار زجّها في الخراب السوري؟

بيار عطاالله/النهار

لـبلدة معلولا السورية رمزيتها لدى المسيحيين، ليس في سوريا ولبنان فحسب بل في كل انحاء العالم. هي من اقدم المواقع المسيحية في العالم، وأهلها آخر من يتكلم اللغة الآرامية التي تحدث بها السيد يسوع المسيح، لكن كل ذلك لم يجد معلولا نفعاً ولم يعفها من قرار زجها في الحرب الاهلية السورية، بعدما اختار السوريون المسيحيون او مؤسساتهم الكنسية الرسمية على الاقل خطاب "النأي بالنفس" الذي استعاروه من جيرانهم اللبنانيين.

كان لخبر اجتياح معلولا وقع القنبلة على المسيحيين في سوريا ولبنان، بحيث ضج الرأي العام المسيحي ومعه كل من يعنيه الشأن السوري ومسألة حفظ ما تبقى من تعايش بين الاديان بأخبار دخول مسلحي "جبهة النصرة" و "الكتائب الاسلامية" احياء البلدة وشوارعها الآمنة. ولم يجد المعارضة السورية نفعاً ذلك الفيلم القصير الذي وزعته لأحد المسلحين وهو يخاطب رفاقه من امام مدفع رشاش محمول امام كنيسة القديس جاورجيوس، طالباً منهم عدم التعرض للكنائس، وكأنه يردعهم عما كانوا يتجهون الى القيام به. وعلى رغم تصريح رئيسة دير القديس تقلا في معلولا بلاجيا سياف الى احدى المحطات، ان الكنائس والمراكز الدينية المسيحية لم تتعرض لأي اعتداء من المسلحين الذين انتشروا في البلدة، لم يؤد الامر الى اشاعة الطمأنينة، ذلك ان اللبنانيين خبراء في التصريحات والمواقف الاعلامية التي تصدر تحت وطأة التهديد والخشية من استدراج رد الفعل، وتالياً لم يكن ممكناً التحقق من الاخبار التي انتشرت عن اقدام المسلحين على احراق كنيستين في البلدة التي تعج احياءها بالكنائس الاثرية، وبعضها محفور في الصخر.

الاحزاب المسيحية اللبنانية، وخلافاً لعادتها، التزمت الصمت حول ما جرى، ولم يصدر عنها أي بيان او استنكار او حتى دعوة للمعارضة المسلحة الى الانكفاء عن معلولا الآمنة، على رغم ان بعضاً من هذه الاحزاب لا يخفي تحالفه مع المعارضين السوريين ويروج لهم في كل دعوة وخطاب.

وقال متروبوليت صيدا وصور ومرجعيون للروم الارثوذكس المطران الياس كفوري ان "الامور معقدة بسبب انقطاع الاتصالات مع البلدة واهلها، وما توفر يشير الى دخول المسلحين معظم الكنائس ودير مار سركيس وباخوس وفندق السفير المجاور واستخدام هذه المواقع لاطلاق النار".

وأشار الى "دور كبير قام به ابناء بلدة معلولا من السوريين المسلمين الذين تدخلوا بقوة لدى المسلحين، طالبين منهم اخلاء البلدة نظراً الى حساسية الوضع ومنعاً لتحولها ساحة قتال، وتالياً تدميرها وتهجير الاهالي".

وخلص كفوري الى ان "ما يجري لا يجوز السكوت عنه ابداً لا لجهة التصرفات التي جرت او لجهة الاعتداء على بلدة آمنة لم تتدخل في الصراع ولا تمثل أي قيمة عسكرية للنظام السوري ولا للمهاجمين، الامر الذي يطرح الكثير من الاسئلة عن مغزى هذا الهجوم وابعاده في هذا التوقيت.

وكانت وكالة "آكي" الايطالية قد اشارت في تقرير الى ان مسلحي المعارضة انسحبوا من البلدة "حفاظاً على حياة سكانها"، بعدما كانت "جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام الإسلامية" قد أعلنت عن استهداف حواجز قوات النظام في بلدة معلولا الواقعة في جبال القلمون بريف دمشق بهجوم انتحاري ضمن ما سمته "سلسلة غزوات العين بالعين". ونسبت الوكالة الايطالية الى فائق المير، القيادي في "حزب الشعب السوري" المعارض، ان اكثرية المسيحيين سارعوا الى مغادرة البلدة على رغم النداءات وطلب الثوار منهم البقاء وعدم المغادرة. واضاف المعارض السوري "لم يشهد لرجال الدين المسيحيين أي موقف سلبي أو عدائي للثورة بل كان موقفهم قريباً من موقف الأهالي وهو موقف وسلوك راعوي مسؤول، ولم تشهد أي احتكاكات سلبية بين الطرفين، وان عناصر المعارضة المسلحة انسحبت من البلدة حفاظاً على حياة سكانها بعدما قامت قوات النظام بقصف المدينة واستهداف بعض كنائسها".

 

رئيس الجمهورية في احتفال الأمن العام: استراتيجية دفاعية شاملة تستفيد من المقاومة

النهار/أكد رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن "مؤسساتنا العسكرية في صلب أولوياتنا كمسؤولين وكمؤسسات دستورية للاستمرار في خطة دعمها وتجهيزها، وذلك بالتلازم مع تطبيق استراتيجية وطنية شاملة للدفاع الوطني من خلال تنمية القدرات الوطنية والديبلوماسية والعسكرية والاستفادة من قدرات المقاومة في التصدي لآلة الحرب الإسرائيلية ووقف اعتداءاتها على أرضنا وخرقها لسيادتنا".

مواقف سليمان جاءت خلال رعايته الاحتفال الذي أقيم لمناسبة العيد الـ68 للامن العام، في حضور رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، رئيس الحكومة المكلف تمام سلام ووزراء ونواب، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وقادة الاجهزة الامنية ومديرين سابقين للامن العام. وكان رئيس الجمهورية وصل الى مقر الاحتفال حيث كان في استقباله وزير الداخلية والبلديات مروان شربل والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم، وتوجه الى ضريح شهداء الامن العام حيث وضع اكليلا من الزهر. وألقى ابرهيم كلمة قال فيها "إن مؤسسة الأمن العام واكبت دولة الاستقلال وساهمت في بناء مؤسساتها، واستمرارية نظامها السياسي القائم على ثوابت دستورية ترتكز على حرية الفكر والمعتقد وممارسة الشعائر الدينية، ولحترام الآخر، وترسيخ القيم الديموقراطية، وقد كان لهوية النظام السياسي إنعكاس مباشر على الاقتصاد الذي اتبع نهجا ليبيراليا، شكّل على رغم الثغر التي اعترته سببا مباشرا للازدهار والنمو". وتلاه سليمان: "ليس الأمن العام مؤسسة أمنية فحسب، بل كان منذ الاستقلال ولا يزال رافدا من الروافد الأساسية التي تغني مسيرة بناء الدولة وديمومة نظامها الديموقراطي والعين الساهرة للسلطات الدستورية والرسمية، ولها دور كبير في العمل التنظيمي والخدماتي وضبط الخروج والدخول من لبنان وإليه ومراقبته، ومكافحة أعمال التجسس وكشف الخلايا الإرهابية".

وقال: "أنتم مؤتمنون على حقوق المواطنين وحرياتهم، وهذا يتطلب العمل الدقيق على تنفيذ قرار السلطة السياسية المتمثلة بمجلس الوزراء عبر وزير الداخلية" مشيرا الى ان " مؤسساتنا العسكرية تستحق أن تحظى باهتمامنا الكامل لتأمين حاجاتها الأساسية ومستلزمات تطورها، بالتلازم مع تطبيق استراتيجية وطنية شاملة للدفاع الوطني من خلال تنمية القدرات الوطنية والديبلوماسية والعسكرية والإستفادة من قدرات المقاومة في التصدي لآلة الحرب الإسرائيلية ووقف اعتداءاتها على أرضنا وخرقها لسيادتنا". وأكد ان "القوى العسكرية جسم وطني واحد تعمل بشكل متناسق ومتكامل" لافتا الى ان "الأخطار الخارجية تتمثل بالعدو الإسرائيلي والإرهاب الدولي، فإسرائيل التي ترى في النموذج اللبناني خطرا على كيانها العنصري، لا تزال مستمرة في محاولاتها زرع الفتنة بيننا وفي اعتداءاتها على سيادتنا وإلارهاب أصبح عابرا للدول ويزرع الرعب والخوف والفوضى في كل مكان".

واعتبر ان"التصدي لهذه الأخطار مسؤولية جماعية تنطلق من التسليم بسيادة حكم القانون واحترام الدستور، فعلى القادة السياسيين تأمين الحد الأدنى من الاتفاق على بناء البيت الوطني الواحد والجامع.

هدية وصورة تذكارية

ثم قدم ابرهيم الى سليمان درع الامن العام وكتاب "سر الدولة" من تأليف الزميل نقولا ناصيف، ويتضمن جزءا من تاريخ الامن العام.

 

 

سليمان تشاور مع الرئيس المكلف في الملف الحكومي سلام:أمامنا غابة شروط وشروط مضادة إلا أن المساعي مستمرة

وطنية - عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم، مع الرئيس المكلف تأليف الحكومة تمام سلام لآخر اجواء المشاورات والاتصالات الجارية على هذا الصعيد.

الرئيس سلام

وبعد اللقاء، قال الرئيس سلام: "انا حريص جدا على أن تكون إطلالاتي الاعلامية من وقت الى آخر وغير كثيفة حرصا على أن يأخذ التشاور في شأن تأليف الحكومة ما يستحق من عناية بعيدا من شيء معلن، لأن تأليف الحكومات هو أمر يتطلب الكثير من التركيز والمتابعة بعيدا من الاعلام، لكي نضمن أن نوفر له مستلزمات النجاح". أضاف: "أتحدث اليوم لأوضح للرأي العام، في الدرجة الاولى، أين نحن في هذا المجال. والذي أستطيع أن أقولها إننا في وسط غابة من الشروط والشروط المضادة التي لم تستكن او ترتح ولم تتوقف مدى خمسة أشهر. إلا أن مساعي وبالتعاون الكامل مع فخامة الرئيس مستمرة، رغم الظروف الصعبة والمستجدات، لأن امانة تأليف الحكومة والتكليف هي غالية عندي، لأن التأييد الشعبي الذي لمسته وما زلت طوال الخمسة أشهر هو الذي يدفعني الى عدم التخلي عنها، ولا أدير ظهري لها وأن أتحمل. ولا أخفيكم أنني لا زلت أتحمل لأنني أشعر بأن الناس تتحمل معي. وفي اللحظة التي أشعر فيها بأن الامر أصبح فيه ضررا أو أذى على البلد وعلى الناس فلن اتأخر دقيقة في اتخاذ الموقف المناسب. لكن ما دام الناس ما زالوا يمنحونني ثقة وكذلك فخامة الرئيس بهذا الشكل الايجابي والبناء، فسأستمر في السعي، آخذا في الاعتبار المعاناة الكبيرة التي يمر بها البلد، وابرز تجلياتها اضراب الهيئات الاقتصادية التحذيري بالامس، والذي لا يمكن تجاهله وتجاهل آثاره السلبية على البلد وخصوصا اذا ما تمادى هذا الموضوع في ظل تدهور وانهيار في المجال الاقتصادي والمالي والانمائي في البلد، والذي هو مستمر منذ فترة". وقال: "لذلك سأستمر، ولكن أود القول إن تأليف الحكومات ليس فشة خلق او هوى او نزوة، على الاقل بالنسبة الي، وتأليف الحكومة ليس شهوة كما أنه في الوقت عينه ليس شهية سياسية مفتوحة عند كل الذين لهم دور في هذا الموضوع. ومن هنا نحن نسعى ونطرح تصورات ورؤى وأشكال معينة لحكومة يمكنها المواجهة والتصدي والاعتناء بهذا الوضع الحساس والدقيق الذي نمر فيه.

إن التشاور مستمر مع فخامة الرئيس، ومع القوى السياسية مع كثير من الشروط والشروط المضادة والعقبات وعدم التسهيل. وهذا هو واقعنا اليوم الذي أرى أن من واجبي ان أتكلم عليه وأواجه الجميع به. وما دامت القوى السياسية غير متفقة ومتباعدة بمقاييسها التي تعتمدها في رؤيتها لتأليف الحكومة، تعود لها ولمكانتها ولنفوذها ولمكاسبها ولمواضعها، لن يكون من السهل أن تلتقي وتجتمع معنا في تأليف هذه الحكومة.

هذا هو الواقع المؤسف، ولكن لن أيأس ولن أتخلى عن المهمة ما دمت، كما قلت، أشعر بأن الناس معي وثقتها بي ما زالت كبيرة".

حوار

ثم دار حوار مع الاعلاميين فسئل: هل صيغة 9-9-6 ضربت صيغة 8-8-8 أو أن الاخيرة ما زالت قائمة وهل الهيئات الاقتصادية ستدفعكم أكثر نحو تأليف الحكومة؟

أجاب: "موضوع الصيغ والارقام كلها أمور تفصيلية والمهم أن تكون هناك نية جدية عند كل القوى السياسية لتأليف هذه الحكومة واقول بكل صراحة أن النية التي تجلت بوضوح في التكليف لم تتم متابعتها في التأليف".

سئل: هل مطلب الثلث المعطل المرفوض من الرئيسين سليمان وسلام هو السبب في تعطيل تأليف الحكومة؟

أجاب: "أنا واضح في هذا الامر من أول الطريق، موضوع تأليف حكومة تبدأ وتنطلق بالتعطيل ليس فيه فائدة. ولكن تمسكي بعدم التعطيل هو من أجل تسهيل عمل الحكومة ببعده الوطني وتفعيله وليس من أجل عرقلته او تكبيله من أول الطريق بعناصر سلبية".

سئل: دعا الرئيس نبيه بري الى خلوة حوارية تشارك فيها أنت، يتم في خلالها كبند أول الاتفاق على الحكومة وبيانها الوزاري، ما هو موقفكم من هذا الطرح؟

أجاب: "أولا، الرئيس بري مشكور على مساعيه الدائمة لإيجاد مخارج وتصور يساعد في حلحلة الوضع وهي ليست المبادرة الاولى التي يطرحها، وبالتالي أنا اشكر الرئيس بري دائما على جهوده وقلتها سابقا في مواقف عدة، ولكن لن أقدر اليوم على الدخول في تفاصيل او أعلق وأتفاعل مع مضمون هذه المبادرة لأنني، منذ البداية، لم أدخل او أتفاعل مع أي مواقف سياسية او طروحات، لأنني حريص على عدم السجال في هذا الموضوع، وإذا كان سيكون هناك من متابعة لهذه المبادرة او غيرها من المواقف فسيكون عبر الطرق التي اعتمدتها منذ البداية عبر التواصل المباشر بعيدا من الاعلام لإعطاء فرص نجاح أفضل. وأقول ان الحوار هموما مطلوب لحل الكثير من القضايا الكبيرة في لبنان، ولكن موضوع تأليف الحكومة هو مسؤولية الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية".

سئل: نقل عن لقائكم النائب وليد جنبلاط أنه حمل اليكم الضوء الاخضر من السعودية لتأليف حكومة جامعة، ما مدى صحة هذا الكلام، وماذا أيضا عن لقائكم النائب وليد جنبلاط؟

أجاب: "لقائي بالنائب وليد بك ليس هو الاول ولن يكون الاخير، وهو في اطار السعي الى تأليف الحكومة، ولوليد بك وزن وموقع مؤثر وكبير وبالتالي أنا أحرص على التواصل معه في هذا الامر وأستطيع أن أقول إنه يرفدني من وقت الى آخر بأفكار وآراء تساعد، وأشكره على جهوده".

سئل: لماذا لا تذهب الى تشكيل حكومة أمر واقع؟

أجاب: "قلت سابقا ولمرات عديدة إنني مع حكومة واقع وليس أمر واقع. أي الواقع الذي أستمده مما أرى فيه فائدة لبلدي ووطني ولدور هذه الحكومة، أي حكومة، ولدوري كرئيس حكومة. وأنا لا أريد فرض شيء أو تحدي أحد، ولا أن أتورط في شيء قد يؤدي الى ضرر أكثر مما أن يأتي منه فائدة، ومن هنا التريث والاعتناء بما أنا حريص عليه".

وزير العدل

واطلع الرئيس سليمان من وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال شكيب قرطباوي على التحضيرات والاستعدادات لإقامة احتفال برعاية رئيس الجمهورية في الذكرى الخمسين لتأسيس معهد القضاة في لبنان في تشرين المقبل.

النائب فتفت

وتناول رئيس الجمهورية مع النائب أحمد فتفت التطورات السياسية والحكومية الراهنة.

الوزير السابق بويز

وبحث الرئيس سليمان مع الوزير السابق فارس بويز في الاوضاع العامة.

مستشارو التجارة الفرنسية

وزار بعبدا وفد من مستشاري التجارة الخارجية الفرنسية في حضور السفير الفرنسي لدى لبنان باتريس باولي، ونقل الوفد "الاهتمام بزيادة الشراكة والتبادل التجاري مع لبنان ضمن تعزيز العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين".

وفي خلال اللقاء، اطلع الوفد من رئيس الجمهورية على رؤيته وتصوره للأوضاع الراهنة في المنطقة وخصوصا في سوريا والثوابت اللبنانية المرتكزة على "اعلان بعبدا" حيال هذه الصراعات والتطورات.

اعلامي اغترابي

وزار بعبدا رئيس مجلس ادارة جريدتي "التلغراف" و"الانوار" في استراليا فريد الراعي الذي اطلع رئيس الجمهورية على اوضاع الجالية اللبنانية عموما والاعلاميين وخصوصا في استراليا.

 

سلام من بعبدا: الواقع مؤسف ولن أتخلى عن المهمة

وطنية - أكد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في قصر بعبدا قبل ظهر اليوم أن "تأليف الحكومة ليس شهوة كما انه ليس مطلوبا ان تكون شهية سياسة مفتوحة"، معتبرا أن "تأليف الحكومة في حاجة لمتابعة كبيرة بعيدا عن الاعلام لضمان توفير مستلزمات النجاح". وقال:" من هنا، نسعى ونطرح تصورات ورؤى واشكالا معينة لحكومة يمكن ان تصدق وتعتني بالوضع الدقيق والحساس الذي نعيشه. وطالما ان القوى السياسية المعنية، تضع الشروط والشروط المضادة مع كثير من العقبات التي تحول دون تسهيل عملية التأليف". اضاف: نعم، طالما ان القوى السياسية غير متفقة ومتباعدة والمقاييس التي تعتمدها للتأليف وفقا لمصالحها ومواقعها ومكاسبها، ليس من السهل ان تلتقي وتجتمع معنا في تشكيل هذه الحكومة التي ننتظرها منذ 5 اشهر". ولفت الى انه "استمر في مساعيه رغم الشروط والشروط المضادة، بالتعاون مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان". ووصف الواقع ب"المؤسف "، وقال:" لن أيأس ولن اتخلى عن المهمة، طاما اشعر ان الناس معي وثقتها في كبيرة". وقال:" امانة التكليف غالية عندي لذا المهام مستمرة لأن تأييد الناس الذي ألمسه لا يدفعني للتخلي عن المسؤولية وما زلت اتحمل لان الناس تتحمل معي، وحين أشعر أن هذا الامر اصبح منه ضررا او اذى على البلد والناس، لن أتاخر دقيقة في اتخاذ الموقف المناسب". وأضاف:"انا مع حكومة الواقع ولست مع حكومة الامر الواقع والحوار مطلوب لحل قضايانا الكبيرة. تمسكي بعدم التعطيل هو لتسهيل عمل الحكومة ليس لعرقلته او تكبيله من أول الطريق بعناصر سلبية. وردا على سؤال، قال:" موضوع الصيغ والارقام كلها امور تفصيلية. المهم ان يكون هناك نية جدية لتأليف الحكومة". وعن مبادرة الرئيس نبيه بري، قال سلام: الرئيس بري مشكور على مساعيه الدائمة لايجاد مخارج وتصورات تساعد على حلحلة الوضع، وهي ليست المبادرة الاولى التي يطرحها. وبالتالي انا اشكر الرئيس بري على جهوده، واليوم لا استطيع الدخول في تفاصيل او اعلق او اتفاعل مع هذه المبادرة، لانه منذ البداية لم ادخل في ذلك حصا مني على الدخول في اي سجال. واذ لفت الى دور النائب وليد جنبلاط "المؤثر والكبير" وشكره له على جهوده من اجل التأليف" قال:" لا اريد فرض شيء ولا ان اتحدى احدا، وانا مع حكومة الواقع لا الامر الواقع. ولن اتورط في اي شيء يأتي منه اي ضرر للبلد. من هنا التريث".

 

رسالة من البابا فرنسيس الى بوتين

أعلن الفاتيكان أن البابا فرنسيس وجه رسالة الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يرأس مجموعة العشرين، ودعاه فيها للتشديد على الحل السلمي في سوريا

 

رئيس مجلس النواب الاميركي جون باينر رفض لقاء وفد روسي لبحث الازمة السورية

وطنية - رفض رئيس مجلس النواب الاميركي جون باينر طلبا تقدم به وفد روسي للقائه من اجل التباحث معه في الازمة السورية، كما اعلن المتحدث باسم باينر مايكل ستيل أمس. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعلن في وقت سابق هذا الاسبوع تأييده ارسال وفد برلماني روسي الى واشنطن لاجراء مباحثات مع الكونغرس. وقال ستيل ل "وكالة فرانس برس" :ان "رئيس مجلس النواب رفض طلبا للسفارة الروسية بأن يلتقي مع وفد برلماني روسي".ونقلت شبكة "سي ان ان" الاميركية عن متحدث بإسم السفارة الروسية في واشنطن ان "التحضيرات لزيارة الوفد البرلماني الروسي الى واشنطن لا تزال جارية وان الزيارة قد تتم في الاسبوع المقبل". واضاف :ان "الوفد الروسي سيضم اعضاء من البرلمان الروسي بمجلسيه، وان هؤلاء يعتزمون لقاء اعضاء في مجلسي الكونغرس الاميركي من كلا الحزبين الجمهوري والديموقراطي".

 

كيري: 10 دول تعهدت بالمشاركة في ضربة أميركية ضد سوريا/وزير الخارجية الأميركي لم يحدد الدول المذكورة والأدوار التي ستقوم بها

واشنطن – رويترز/أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الأربعاء، أن 10 دول على الأقل تعهدت بالمشاركة في تدخل عسكري أميركي في سوريا، لكنه لم يسمها ولم يذكر ما الأدوار التي قد تقوم بها.

وفرنسا وتركيا هما أبرز القوى العسكرية التي تقف خلف الرئيس الأميركي باراك أوباما. وناقش البرلمان الفرنسي مسألة سوريا الأربعاء مع أن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند ليس ملزماً بطلب الموافقة على إجراء عسكري.

وقال كيري في جلسة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إنه من المستبعد أن يؤدي توجيه ضربة عسكرية أميركية إلى سوريا عقابا على استخدامها أسلحة كيماوية إلى اشتباك مع روسيا.

وتابع للمشرعين: "أوضح وزير الخارجية (سيرغي لافروف)... أن روسيا لا تعتزم خوض حرب بسبب سوريا". وأضاف أن لافروف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوضحا في مناقشات أن "سوريا لا ترقى إلى هذا المستوى من الصراع". وتعد روسيا مورد أسلحة مهما لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد، وقالت في يونيو/حزيران إنها كونت قوة بحرية تضم 16 سفينة حربية وثلاث طائرات هليكوبتر متمركزة على سفن، في أول وجود بحري دائم لها في المنطقة منذ العهد السوفيتي. وأعلنت موسكو الأسبوع الماضي أنها سترسل سفينتين إلى شرق البحر المتوسط في إطار عملية تناوب عادية. وقلل مسؤولون عسكريون أميركيون من شأن هذه الخطوة قائلين إن الروس يبدلون سفنا بسفن في إطار عمليات تناوب كما يفعل الأميركيون. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا قد توافق على عملية عسكرية في سوريا إذا ثبت أنها نفذت هجمات بأسلحة كيماوية، لكنه أكد على أن العملية ستكون غير قانونية دون موافقة الأمم المتحدة.

 

تركيا تسخر من التهديدات السورية وتتوعد بـ"درس لن ينسى"/أردوغان: نحن مستعدون للحرب.. فهل هم كذلك؟

العربية نت/سخرت تركيا من التهديدات السورية باستهداف أراضيها، إذا شاركت في أي "عدوان" يستهدف سوريا التي تنتظر قرارا أميركيا بـ"معاقبتها" على استعمال الأسلحة الكيماوية التي يعتقد أنها استخدمت في ريف دمشق، وأدت إلى مقتل أكثر من ألف مدني، وفقاً لتقارير بثتها المعارضة السورية، حسبما قالت جريدة الشرق الأوسط الدولية. فبينما اكتفى رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان بالقول قبيل مغادرته البلاد أمس رداً على هذه التهديدات "نحن مستعدون للحرب.. فهل هم كذلك؟"، وأكد مصدر دبلوماسي تركي رفيع أن تركيا لديها "القدرة والإرادة للرد على أي هجوم سوري"، قائلا إن أنقرة "تأخذ في الحسبان أن نظاما يقتل شعبه كل يوم قادر على أن يفعل أي شيء، لكننا دولة قوية قادرة على الدفاع عن شعبها، وتلقين كل من يحاول المس بأمنها درسا لن ينساه". وأشار المصدر إلى أنه "على النظام السوري أن يفكر كثيرا في موازين القوى قبل أن يفكر في القيام بحماقة ما يندم عليها كثيرا". وكرر أردوغان أمس التأكيد على أن بلاده ستشارك في أي تحالف دولي ضد سوريا. وقال أردوغان قبيل مغادرته للمشاركة في قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ "قلنا إننا مستعدون للمشاركة في أي نوع من التحالفات ونرى هذا تحالف متطوعين". لكن أردوغان لم يذكر ما إذا كان هذا يشمل العمل العسكري أم لا، غير أن مصادر تركية ذكرت أن القواعد العسكرية التركية سوف توضع في تصرف القوات الأطلسية الحليفة لمواكبة أي عمل عسكري يتقرر القيام به. وأفادت تقارير تركية بأن قاعدة إينجرليك التركية شهدت تحركات مكثفة، حيث هبطت طائرة نقل من طراز "سي – 17" في القاعدة عقب هبوط أربع طائرات نقل أميركية، إضافة إلى تحميل عدد من الطائرات الحربية بالأسلحة، تحسباً لأي احتمالات طارئة. وذكرت مجلة "صباح" التركية أن "التحركات في القاعدة الجوية التي تبعد ثمانية كيلومترات شرق محافظة أضنة بجنوب تركيا، جاءت إثر التطورات الأخيرة في سوريا واحتمالات التدخل العسكري لمعاقبة النظام السوري".

 

دير شبيغل": ارتفاع عدد ضحايا الغوطة بسبب خطأ في عيار الغاز

المركزية- كشفت الإستخبارات الألمانية في معلومات أوردتها صحيفة "دير شبيغل"، أن "الهجوم بالأسلحة الكيميائية في 21 آب في الغوطة الشرقية بريف دمشق من تنفيذ النظام السوري إلا أن حصيلة ضحاياه كانت كبيرة جداً بسبب خطأ في عيار الغازات السامة المستخدمة في الهجوم".  وأفادت الصحيفة الألمانية على موقعها الإلكتروني استناداً إلى عرض سري قدمه رئيس جهاز الإستخبارات الألمانية غرهارد شيندلر لبرلمانيين، أن "هذا الهجوم تتحمل مسؤوليته قوات النظام السوري رغم عدم وجود أدلة قاطعة على ذلك".

 

"الوطن": حزب الله يتجه إلى تصفية خصوم الأسد في لبنان

المركزية- أشارت وثائق إستخباراتية كشفتها صحيفة "الوطن" السعودية إلى "عودة عمليات تصفية واغتيالات الخصوم السياسيين التي ينفذها حزب الله للساحة اللبنانية من جديد، بعد أن دافع الحزب عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالمال والسلاح والرجال"، كاشفةً ان "الحزب يتجه بالتنسيق مع نظام دمشق وطهران إلى تصفية خصوم الأسد السياسيين". وأكدت الوثائق أن "حزب الله يخطط لاستهداف فريق 14 آذار، الذي يعارض النظام السوري بصورة تامة، فيما وقف فريق 8 آذار الذي ينتمي إليه حزب الله في الجهة المقابلة وفق معادلة "الممانعة والمقاومة"، التي توفر لها كل من دمشق وطهران غطاء سياسيا وعسكريا وماليا".

 

واشنطن بوست": تزايد الضغوط على لبنان مع التهديد بضربة عسكرية لسوريا

المركزية- ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في تقرير أنه في الوقت الذي تحبس فيه سوريا انفاسها حيال ضربة عسكرية محتملة بقيادة الولايات المتحدة، فإن لبنان يستعد لتداعيات هذه الضربة. ولفتت الى أن "الضغط على لبنان متعدد الجوانب، حيث ان اقتصاده يعاني، والتصدع الطائفي شديد، وعمليات الخطف والهجمات الصاروخية والاشتباكات أصبحت تتخلل الحياة اليومية بشكل متزايد، فخلال الشهر الماضي حدثت تفجيرات انتقامية بين السنة والشيعة، بالاضافة إلى هجمات على مسجدين في مدينة طرابلس". وأشارت إلى أن ما يزيد من المخاوف اللبنانية أن حزب الله "قد يقوم بردة فعل ضد توجيه ضربة بصواريخ كروز ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يعد حليفا لحزب الله. وذكرت الصحيفة أن تدفق اللاجئين السوريين مشكلة أخرى للبنان، وهو الأمر الذي يُجهد البنية التحتية المتهالكة بالفعل للبنان، فهؤلاء ينافسون على فرص العمل القليلة. ولفتت الى ان مسؤولين لبنانيين "اعربوا عن قلقهم من أن توجيه أي ضربة جوية لسوريا سيؤدي الى ارسال موجة جديدة من السوريين عبر الحدود".

 

"عكاظ": حزب الله سيرد صاروخيا بإتجاه إسرائيل في حال انهيار الجيش السوري

المركزية- كشفت مصادر لبنانية مطلعة في بيروت لصحيفة "عكاظ" السعودية ان "حزب الله استعد لمهمتين محددتين خلال الضربة الأميركية المتوقعة للنظام السوري، الأولى هي منع سقوط العاصمة السورية دمشق بأيدي المعارضة السورية، فحشد لهذه المهمة تحت قيادته ما يزيد على 10 آلاف مقاتل في دمشق ووضع خطة تأخذ بعين الاعتبار حصول انهيار في صفوف الجيش السوري النظامي"، مضيفةً ان "المهمة الثانية لحزب الله هي الاستعداد لرد صاروخي باتجاه إسرائيل في حال حصول انهيار كبير في الوضع الميداني ضد مصلحة النظام عند حصول الضربة العسكرية وهذا التحرك لن يكون إلا عبر أمر إيراني مباشر". وأشارت إلى ان "صمت حزب الله خلال الأيام القليلة الماضية مقصود لأن الحزب ومنذ اللحظة الأولى أدرك أن الضربة العسكرية حاصلة وبدأ بالتعاطي معها كواقع لا مفر منه".

 

الحكومة المصرية تتوعد بضرب الارهاب بيد من حديد اثر محاولة اغتيال وزير الداخلية

وطنية - اكدت الحكومة المصرية، اليوم، انها "ستضرب الارهاب بيد من حديد"، بعد نجاة وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم من محاولة لاغتياله بعبوة ناسفة صباح اليوم. وندد مجلس الوزراء في بيان "الحادث الارهابى والاعتداء الآثم على موكب وزير الداخلية" مؤكدا ان "هذا الحادث الاجرامى لن يثنى الحكومة عن مواجهة الارهاب بكل قوة وحسم وكذلك الضرب بيد من حديد على كل يد تعبث بأمن الوطن حتى يعود الاستقرار إلى ربوع مصر". وظهر وزير الداخلية على التلفزيون الرسمي، بعيد ظهر اليوم بعد قرابة ساعتين من نجاته من محاولة الاغتيال، مؤكدا انها "محاولة خسيسة" وانه كان يتوقع "موجة ارهاب" بعد فض اعتصامي الاسلاميين الشهر الماضي. وقال للصحافيين: "حذرت قبل فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية انه ستحدث موجة ارهابية وهذا امر متوقع"، في اشارة الى قيام الشرطة بفض اعتصامي الاسلاميين في القاهرة الذي اسفر عن مقتل المئات في 14 آب الماضي. ودان القيادي في الاخوان المسلمين وفي تحالف دعم الشرعية المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي عمرو دراج الاعتداء الذي استهدف اللواء محمد ابراهيم. واكد بيان صادر عن تحالف دعم الشرعية ان "التفجير مدان ايا كان مرتكبوه" و"نحن نؤكد مجددا منهجنا السلمي الذي توضحه كل احتجاجاتنا".

 

زهرا دعا سليمان وسلام لممارسة صلاحياتهما يستحيل اعطــاء حزب الله الثلث المعطــل

المركزية- مع غرق ملف تشكيل الحكومة في غابة الشروط والشروط المضادة ما يعني تسلل شبح الفراغ الى مؤسسات الدولة كافة، يبدو ان لا بوادر حلّ لهذا الملف في الافق القريب، خصوصاً ان الجميع يترقّب ما سيكون عليه حجم الضربة العسكرية التي يرفع الغرب توجيهها ضد النظام السوري وتداعياتها على الساحة الداخلية. عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا اوضح ان "من المسُتحيل اعطاء "حزب الله" الثلث المعطّل في الحكومة وإعتماد ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" مجدداً، لذلك من المُستحيل تشكيل حكومة تُرضي الجميع"، مؤكداً ان "اي حكومة "تنأى بنفسها" عن التدخل في شؤون خارج لبنان تستطيع ان تنصرف بالحد الادنى لمعالجة الشؤون الداخلية اللبنانية". وقال لـ"المركزية" ""حزب الله" لم يتساهل يوماً في موضوع تشكيل الحكومة، فمنذ اللحظة الاولى اعلن انه يوافق على حكومة تعكس الاحجام النيابية، وبالتالي انا اُشفق على من تبرّعوا باطلاق الصيغ التي قد تُرضيه من دون ان يعلم ما يُرضيه". وإذ ذكّر بان "خيارنا كان "من سوّاك بنفسه ما ظلمك" اي الا يُشارك اي فريق سياسي مباشرة في حكومة اطلقنا عليها صفة الحيادية"، لفت الى ان "صلاحية التشكيل مُناطة حصراً برئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، فإذا كانا فعلاً يُريدان تشكيل حكومة وليس التعطيل المُتمادي لا بد من حكومة لا تُراعي احداً وتعتمد مبدأ "الظلم بالسوي"". اضاف "نحن لا ننتظر العجائب، بل تشكيل حكومة منسجمة تستطيع معالجة الملفات المعيشية الضاغطة"، مشيراً رداً على سؤال الى ان "التشكيل عاد الى المُربّع الاوّل لان هناك من راهن على ارضاء "حزب الله" "بالتشاطر" على مطالبه، فالحزب يلعب آخر اوراقه فهو تفرّد بقرار الدخول الى سوريا، وما يجري في لبنان آخر اهتماماته فهذا هو مشروعه". ودعا زهرا رداً على سؤال رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام الى "ممارسة صلاحياتهما الدستورية في شأن التشكيل ووضع الجميع امام مسؤولياتهم مهما كان شكل الحكومة، ولكن تحت سقف عدم اعطاء الثلث المعطّل لاي كان". وتابع "اذا التزم "حزب الله" بسياسة النأي بالنفس عن الازمة السورية وتطبيق "اعلان بعبدا"، فإن العائق الاساس لمشاركته في الحكومة من وجهة نظر قوى "14 آذار" قد سقط، ولكن العائق امام مشاركته في الحكومة إنفراده في السياسة الخارجية، لذلك إذا اعلن التزامه "اعلان بعبدا" حتى لو اتى ذلك متأخراً فإن ذلك يعني النيّة بالعودة الى كنف مؤسسات الدولة والالتزام بسياسة "النأي بالنفس". ولفت زهرا الى ان "عودة "حزب الله" الى التمسّك بشروطه التي تتجاهل وجود اي فريق اخر في لبنان وتتجاهل دور المؤسسات الدستورية يُعطّل التشكيل ويُوضح ان التعطيل والفراغ اكثر ما يُناسبه، لان وجود سلطة خارج سلطة الدولة لا تستطيع ممارسة دورها كما تشتهي عندما تكون الدولة ومؤسساتها حاضرة فعلاً". وختم زهرا "سنكون اوّل الجدّيين في تلبية الدعوة الى الحوار مجدداً اذا كان سينطلق من مسلّمة ضرورة الوصول الى وضع السلاح في تصرّف الدولة اللبنانية، ولن نُشارك اذا كان غير ذلك، ولكن هذا لا يعني اننا سنُعرقل بل سنلتزم باي نتيجة ايجابية يتم التوصّل اليها كما حصل مع "اعلان بعبدا" الذي تم اقراره بغياب "القوات" عن طاولة الحوار".

 

عون لعسيري: منفتحون على الجميع من دون استبدال التحالفات

المركزية- اكدت مصادر قيادية بارزة في "التيار الوطني الحر" ان اللقاء الذي جمع رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون والسفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري في الرابية ظهر اليوم، جاء استكمالا للقاء الاخير الذي جمع الطرفين في 2 تموز الماضي. واشارت المصادر لـ"المركزية" ان اللقاء كان مقرراً بعد عطلة عيد الفطر مباشرة الا ان اجازة السفير عسيري الطويلة في المملكة حالت من دون ذلك. واوضحت ان الطرفين استكملا النقاشات السابقة وكانت جولة افق في التطورات وملفي الحكومة والضربة الاميركية على سوريا. واضافت:" ان الاشارات الايجابية التي ترسلها المملكة عبر سفيرها في بيروت في اتجاه العماد عون لا يمكن الا مواجهتها بمزيد من الايجابية والانفتاح، وهذه السياسة ينتهجها العماد عون منذ مدة مع تاكيدها. ومنعاً للتأويل يسعى عون الى توسيع مروحة الاتصالات والتفاهمات والتلاقي ومع القوى السياسية كافة ولا سيما تيار المستقبل نظراً لاهمية دوره وتمثيله الشعبي والنيابي، ولكن مع رفضه استبدال تحالفات بآخرى وهو مقتنع ايضاً ان لبنان لا يحكم الا بالتوازن والمشاركة بين الجميع، فاحتضان المقاومة وحمايتها لا يمنع الانفتاح على السعودية والسنة على غرار الانفتاح على سوريا وايران".

وحول مدى تأثير السعودية على تغيير رفض تيار المستقبل التواصل والتقارب مع التيار الوطني الحر، شددت المصادر على ان العماد عون اسقط كل تحفظاته السابقة على الرئيس سعد الحريري والتي اخذت عليه مثل "وان واي تيكت" ومستعد لطي صفحة الخلاف مع المستقبل لتحصين لبنان والحفاظ على استقراره والخروج من الازمات السياسية والامنية، وحتى اليوم لم تنجح هذه الجهود في بدء التواصل بين التيار والمستقبل رغم مساعي منسق الشوف في التيار غسان عطاالله للتقارب مع المستقبل في الشوف واقليم الخروب وتشكيل لجنة من المستقبل على غرار لجنة التيار والحزب التقدمي الاشتراكي التي تعقد اليوم اول اجتماعاتها.

وعن امكانية ان تؤدي هذه اللقاءات الى ترتيب زيارة للعماد عون الى السعودية اكدت ان "عون لم يقل يوماً انه لن يزور المملكة واذا وجهت اليه دعوة فهو حاضر لتلبيتها لا سيما ان السعوديين بدأوا يدركون قيمة وحضور وفاعلية تأثير التيار في الساحة المسيحية".

 

الخوري: مساع مع حزب الله لتقريب وجهات النظر و الاجواء غير مريحــة ولا تســـهيل للتـأليف"

المركزية- مع تمسّك حزب الله بمطلب الثلث المعطّل ورفضه صيغة الثلاث ثمانات، تحدثت معلومات عن عودة عملية تأليف الحكومة الى المربع الاول. فما مدى صحتها؟ وزير البيئة ناظم الخوري أوضح لـ"المركزية" ان "كلّنا يعرف ان هناك تباينا في وجهات النظر حول التشكيلة الحكومية، لكن لا استطيع ان أقول نحن في اي مربع الآن، الا ان المعلوم هو ان لا تسهيل للتشكيل، علما ان هناك حاجة لأن تكون هناك حكومة في الوقت الحاضر، خاصة في ظل التشنج القائم مع ما هو منتظر من تصعيد أمني في سوريا، ما سيترك ارتدادات على لبنان، ونحن بحاجة الى تحصين وضعنا الداخلي، وتأليف حكومة، وفي ظل أيضا زيارة رئيس الجمهورية الى المؤتمر الدولي في نيويورك لمساعدة لبنان في تكلفة ايواء النازحين السوريين، ونحن في وضع خطر لان هناك اكثر من مليون نازح على الارض اللبنانية مع ما يرتبه ذلك من ارتدادات امنية واجتماعية ومعيشية وتربوية، وهي لا تعالج الا من خلال حكومة". وعن مساع يبذلها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام مع 8 آذار، أشار "طبعا هناك مساع قائمة وهدفها تقريب وجهات النظر، لكن لست على اطلاع على ما نتج عنها في الـ24 ساعة الاخيرة". وعن امكانية اقدام الرئيسين على تقديم تشكيلة ووضع الجميع امام مسؤولياتهم، اجاب الخوري ان "هناك حاجة ماسة لوجود حكومة في لبنان، والا تكون حكومة تصريف اعمال، رئيس الجمهورية وضع مواصفات ويريد ان تكون الحكومة جامعة، لكن عملية تأليف الحكومة بحد ذاتها يجب ان تكون بمبادرة من رئيس الحكومة المكلف، عندما تتضح لديه الصورة، ويتحاور بعد ذلك مع الرئيس سليمان في التشكيلة". وتمنى على كل القيادات السياسية ان تتحمل مسؤولياتها التاريخية، مشيرا الى ان المطلوب منها التنازل رأفة بالشعب اللبناني، "فلا أحد قادرا اليوم ان ينتصر على الآخر في تأليف هذه الحكومة، وهناك متطلبات وواجبات على الدولة ان تقوم بها الآن تجاه شعبها، لافتا ردا على قول سلام ان الواقع مؤسف "الى ان الاجواء غير مريحة، ونأمل ان يكمل سلام في ضوء الاجماع الذي حصل عليه ابان التكليف، وهو يمكن ان يجد مسافة مشتركة بين الفرقاء، بدعم من رئيس الجمهورية".

 

الفرزلي: لخلق شحنة ايجابية في البيئة المسيحية، "صناعــة القواسم" فــي 7 تشــرين الاول

المركزية- بعيد انعقاد المؤتمر التحضيري الأول للقاء المسيحي المشرقي تحت عنوان "اللقاء المسيحي لجبه التحديات"، الذي انطلق من الهواجس المسيحية في ظلّ الأزمات العربية الراهنة وسبل النهوض بالتعاون مع الصرح البطريركي وتحت رعايته، تتجه الانظار، اليوم، الى الخطوات المقبلة التي سيتخذها المعنيون بهذا اللقاء لتفعيل حركته وتحقيق غايته الاساسية. وفي هذا السياق، لفت نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي في حديثٍ لـ"المركزية" الى "ان هناك لجانا تألّفت، خلال اللقاء المسيحي المشرقي الذي عقد الاثنين الفائت، لدراسة الملفات وبدأنا دعوتها الى اجتماعات للقيام بمهامها"، معلناً "ان اجتماعا سيعقد في 7 تشرين الاول المقبل لاصدار الوثيقة التي تشكّل ورقة صالحة تلتقي مع اوراق اخرى تحت رعاية البطريرك مار بشارة بطرس الراعي لصناعة ما يسمّى بالقواسم المشتركة بين المسيحيين، في حال كان هناك استعداد لصناعتها". وعن حضور الفريق المسيحي في قوى 14 آذار الاجتماع المقبل، قال "ليس ضروريا حضور هذا الفريق، نحن وجّهنا دعوة لهم ليكونوا جزءا من هذا الحراك لأن غايتنا الحقيقية خلق شحنة ايجابية في البيئة المسيحية ودينامكية عمل للبنان"، مشيراً الى "ان على الكنيسة ترجمة هذا الميثاق والتي يجب ان ترعى حالة ميثاقية بين المسيحيين تقوم على القواسم المشتركة ومن يتخلّف عن صناعة هذه القواسم يجب ادانته والاعلان عنه وتسميته في البدء". ورداً على سؤال، أكد الفرزلي "ان اللقاءات مستمرة، لكن اللقاء ليس حالة تنظيمية بل السعي الى تحقيق غايته المتمثلة بخلق قوة دفع وديناميكية للمسألة الميثاقية".

 

رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير: سنتابع الأسبوع المقبل مـع بري وسلام/"أبلغنا سليمان أمس أنه أملنا الوحيد لتحقيق المرجو"

المركزية- تأخذ الهيئات الإقتصادية "استراحة المحارب" بعد سلسلة اجتماعات ولقاءات مكثفة مهّدت ليوم أمس "الصارخ" في إقفال عام طاول غالبية المرافق الإقتصادية برغم كلفته الباهظة. وهي لم تنتظر ساعات اليوم لتقييم خطوتها التي ستأخذ منحاها التصاعدي في حال لم يتحقق الهدف الذي تصبو إليه "تشكيل حكومة قادرة ومنتجة"، بل سارعت إلى ذلك عقب المؤتمر الصحافي الذي عقدته ظهر أمس، واضعة نصب عينيها المسار المقبل للتحرك في حال لم يتم تأليف حكومة، والذي من المتوقع أن تكون إحدى محطاته استكمال الإجتماع بالمسؤولين المعنيين بعد اللقاء الذي جمعهم أمس برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وصولاً إلى خيار النزول إلى الشارع.

في ظل هذا المشهد غير المنظور منذ 40 سنة، هل أوصلت الهيئات الإقتصادية صوتها بعيداً ليصل إلى القوى المؤثرة في تشكيل الحكومات وقلب المعادلات؟ يبدو أن أصداء القنبلة الإقتصادية التي تفجرت أمس، توحي بما لا يحمد عقباه، أي استبعاد تأليف قريب للحكومة حتى لا يقال عدمه، في ضوء تشبث المعنيين في مواقفهم والتمسك بالعِقد ذاتها بفعل الشهيّة المفتوحة على الحقائب الوزارية، وليس بقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري في رحلته الخارجية، وخروج الرئيس المكلف تمام سلام من لقاء الرئيس ميشال سليمان في قصر بعبدا خالي الوفاض، إلا دليلاً ساطعاً على اصطفاف كل في مكانه من دون التحرك قيد أنملة في اتجاه الحل.

شقير: في ظل هذه المعطيات، لم يتردّد رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير في حديث لـ"المركزية"، في التأكيد على تسجيل الهيئات أمس موقفاً تاريخياً، وقال: منذ 40 سنة لم تقفل الهيئات الإقتصادية مؤسساتها، وإن فعلت ذلك أمس، فهذا يعني أن الوضع في درجة من الخطورة لم يمر أسوأ منه في تاريخ الوطن.

ونقل شقير عن أوساط سياسية أن خطوة الهيئات تركت أصداءً لافتة لدى القوى والفاعليات المختلفة وشكلت محط بحث، كما تناولتها البرامج السياسية على شاشات التلفزة المحلية. وقال: اليوم نتابع ما بدأناه في الأمس، انطلاقاً من تقييم النتائج ودرس المراحل المقبلة بما يجب أن تحمله من خطوات تحقق المأمول، واتخذنا القرار الثابت في هذا الشأن، وسيكون لنا لقاء الأسبوع المقبل مع الرئيسين بري وسلام، لشرح الوضع القاتم الذي وضعنا الرئيس سليمان في أجوائه، ثم نتخذ القرار الاخير. نحن ماضون في التحرك حتى لو اضطررنا إلى إنزال الناس إلى الشارع عندها يقول الشعب كلمته، لأنه يعاني اليوم من الجوع والفقر وغلاء المعيشة والوضع الإجتماعي على فوهة بركان قابل للإنفجار في أي وقت. من هنا ليتخذ الشعب قراره، الكرامة أو الذلّ، فهو يتخطى الهيئات إذا أراد التحرك لإيصال صوته.

وعن أجواء لقاء وفد الهيئات بالرئيس سليمان أمس، قال شقير: فخامة الرئيس يفعل المستحيل للتوصل إلى حل، ونحن على علم بذلك. شرح لنا الصعوبات التي يواجهها في مسألة تشكيل الحكومة، متطرقاً إلى بنود "إعلان بعبدا". نحن متأكدون من حسن نوايا فخامة الرئيس ومقدّرون لجهوده الحثيثة، وأبلغناه أنه أملنا الوحيد للوصول إلى الغاية المنشودة، وإذا كان لنا أمل في ذلك فهو بسبب وجوده على كرسي الرئاسة، وأكدنا وقوفنا إلى جانبه وإلى جانب أي حكومة يشكّلونها، فالمهم الخروج من هذه المشكلة التي نحن فيها. وعما تردّد عن التفاوت في التزام الإقفال بين جمهوري 8 و14 آذار، قال شقير: على الإطلاق، كان التجاوب كاملاً في كل المناطق من الجنوب إلى الضاحية وغيرها، تمنيت لو أن نصف الشعب اللبناني يئن جوعاً والنصف الآخر ميسوراً، إنما للأسف جميعه يعاني من الأزمة الإقتصادية الخطيرة والمشكلات الإجتماعية المتفاقمة، لا احد عصياً عن هذه الكارثة، فالبلد كله ليس بخير.

وعما إذا كان الإتحاد العمالي العام والنقابات والمهن الحرة يؤيّدون تحرك الهيئات، قال: سيكون لنا لقاءات مع قياداتهم في المرحلة المقبلة لأن وجعنا واحد، ومطلب هيئة التنسيق النقابية أمس هو السلم الأهي وتأليف الحكومة.

 

أرشيف تلفزيون لبنان في أمانة "المركزي"/سلامة: ثروة وطنية يجب دعمها/مقدسي: سنعمل على اعادة كامل حقوق المحطة

المركزية- أودع وزير الاعلام وليد الداعوق ورئيس مجلس ادارة تلفزيون لبنان طلال مقدسي، حاكمَ مصرف لبنان رياض سلامة، الجزءَ الاول من أرشيف تلفزيون لبنان الذي تم انقاذه وتسجيله مجددا على أشرطة LTO، في خطوة تهدف الى الحفاظ على هذا الارشيف الوطني الذي يشكل جزءا من تاريخ لبنان. ووضع في خزنة المصرف المركزي 12 شريط LTO تحتوي على 480 ساعة من الارشيف التلفزيوني، منها 90 ساعة من افلام ال 16 ملم التي تحتوي على الارشيف من العام 1959 حتى العام 1963 ، وبلغت كلفة أرشفتها 100000 يورو، تبرعت بها الـ"اينا" التابعة لوزارة الخارجية الفرنسية بمبادرة ومتابعة من الداعوق، اضافة الى 390 ساعة من افلام الـ 2 اينش تمت ارشفتها بواسطة موظفي تلفزيون لبنان المختصين. اما ما بقي في محطة الحازمية، فهي 350 ساعة بـ16 مم و400 بكرة 2 اينش. وعلمت "المركزية" ان سلامة طمأن خلال اللقاء الى ان الليرة اللبنانية بألف خير وهي لا تتأثر بالحوادث التي تدور في الجوار، مشيرا الى ان ارشيف تلفزيون لبنان يشكل ثروة وطنية، واعدا بدرس امكانية دعم تلفزيون لبنان لانهاء أرشفة الـ 16 ملم. من جهته، أكد مقدسي ان "تاريخ لبنان وضميره وارشيف تلفزيون لبنان هو امانة في عنقتا"، مضيفا "سنعمل على استعادة ما تسرب من ارشيف لمحطات أخرى، وحفظ حقوق تلفزيون لبنان كلها، الفكرية منها والثقافية والحصرية، دائما ضمن القانون".

 

دعم "بشار الكيماوي" استثمار في ميت

 علي حماده /النهار

كل الدلائل تشير الى ان الرئيس الاميركي باراك اوباما سائر بخطى ثابتة نحو انتزاع تفويض من الكونغرس بتوجيه ضربة عسكرية الى النظام في سوريا ردا على استخدام الأخير السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية يوم ٢١ آب الفائت. وفي هذه الاثناء تحتشد خلف اوباما الدول الراغبة في الانضام الى تحالف ومن بينها دول عربية بلغت مرحلة الاقتناع بأن لا حل إلا بتوجيه ضربة عسكرية الى النظام وبشكل غير مباشر الى الحليف الايراني على الارض في سوريا. هذا لا يعني ان ثمة رغبة في الاشتباك مع الايرانيين على الارض، بل ان توجيه ضربة قاسية للنظام ستصيب الايرانيين ومن ضمنهم ذراعهم في لبنان "حزب الله" باضرار بالغة. فدعم النظام الضعيف وهو متوازن شيء، اما دعمه وهو في انهيار شبه تام فشيء آخر. فبعد ان يخسر معظم بناه التحتية الدفاعية على مستويات عدة سيصير النظام في حالة الاهتزاز الشديد وفقدان التوازن بحيث ان الايرانيين وحزب الله" لن يتمكنوا من رفعه مجددا، خصوصا ان الثوار يقفون على مداخل العاصمة دمشق. ولن يتأخروا عن استغلال الضربة الاميركية التي اذا ما حصلت، لن تسقط النظام بالضربة القاضية، وانما ستضعه على طريق الانهيار المتسارع.

مهما فعل الايرانيون فإنهم لن ينقذوا بشار. بشار انتهى منذ امد بعيد، الضربة المتوقعة ستسرع في تعيين موعد الدفن. اما "حزب الله" فأمامه خيارات عدة: اما ان يواصل الغرق في دماء السوريين الى ان يمنى بهزيمة كبيرة على الارض، او ان يدفع به الى اللعب على الحدود مع اسرائيل فيفتح باب حرب اقليمية سيخسرها بالتأكيد في مواجهة جبهة عريضة دولية واقليمية. ومع التورط في اللعب على الحدود مع اسرائيل سيتسبب بتدمير لبنان مجددا، واول البيئات التي ستعاني ستكون بيئة الحزب نفسه. ليس الوقت للكلام الكبير، ولا للبطولات الفارغة. ان دعم "بشار الكيماوي" هو وصمة عار على جبين الايرانيين وخصوصا على جبين قادة "حزب الله" الذين يرسلون ميليشياتهم للقتال دعما لاكثر الديكتاتوريات اجراما في التاريخ. انه وقت التفكير بالعقل، والبحث عما يمكن ان يجنب لبنان تداعيات ازمة سوريا. ومن هنا نصيحتنا للمستكبرين في لبنان ان يعودوا الى رشدهم، وان يسارعوا الى سحب ميليشياتهم من سوريا، وان يأتوا الى طاولة حوار وطني لبحث التفاصيل الاجرائية لعملية تسليم السلاح، كل السلاح، الى الدولة اللبنانية الجامعة للكل. انتهى السلاح مثلما انتهى بشار. وكل يوم تتأخرون فيه عن القيام بما عليكم القيام به لانقاذ بلدكم، فإنكم تستثمرون في الفوضى والخراب. قلنا قبل ايام: ضربة او لا ضربة المهم اسقاط النظام. ولن تتوقف المعركة في سوريا قبل ان يسقط النظام ومعه المشروع الايراني في المشرق العربي. وفي مطلق الاحوال، فإن الثورة في سوريا اقوى بكثير مما يعتقد قادة "حزب الله" الذين لن يغيروا كثيرا في المعطى الاستراتيجي على الارض. ان من يدينون الضربة، اي ضربة ضد "بشار الكيماوي" لا يمارسون سياسة وطنية او قومية بل انهم يطالبون بمزيد من غاز "السارين" على رؤوس السوريين العزل.

 

مسيحي ومسلم يبكيان على ضياع الإسلام

 يوسف عبدالكريم الزنكوي/السياسة

 في الخامس والعشرين من ديسمبر من كل عام يحتفل مسيحيو العالم بالكريسماس "عيد الميلاد" الذي يعتبر ثاني أهم الأعياد المسيحية بعد عيد القيامة, فتعطل الدوائر الحكومية وغير الحكومية ويتبادلون الهدايا والتهاني والتبريكات. في هذه الأيام تشعر وكأن الدين المسيحي يزداد رسوخا في عقول أتباعه ومريديه, قولا وعملا, فتتضرع إلى الله عز وجل أن تشهد هذه الطريقة من الابتهاج في وجوه المسلمين أيضا في كل مناسبة إسلامية.

في الخامس والعشرين من ديسمبر من العام الماضي (2012) استضافت الإعلامية منى الشاذلي في برنامجها الحواري "جملة مفيدة" أستاذ الشريعة في جامعة الأزهر المصرية الدكتور أحمد كريمه, الذي بدا عليه الحزن الشديد والتأثر الظاهر مما يجري من انحدار بالحوار الديني في القنوات الفضائية الدينية الخاصة وتراشق بألفاظ سوقية بين أشباه شيوخ الدين لتعكس انعدام الأخلاق الإسلامية الحقيقية, فبكى على حال الإسلام وهو يقول في ختام كلامه بنهاية البرنامج:   

"سامحيني على ... ونحن نغِيْرُ فقط على الإسلام وعلى كرامة الإسلام وعلى سمعة الإسلام ... تأذنين لي بآية واحدة حتى يعذروننا الناس, الله في سورة الأنعام يقول: "إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ". (الآية 159 من سورة الأنعام).

يكمل الدكتور كريمه: الذين يفرقون الدين إلى أحزاب, إلى مذهبيات وإلى عصبيات, وإذا وسد الأمر لغير أهله كما قال النبي"صلى الله عليه وعلى آله وسلم" فانتظر الساعة وقال "إن من علامات الساعة أن يتكلم الرويبضة في دين الله, قالوا وما الرويبضة يا رسول الله? قال: الرجل التافه", مثلما استمعنا في المصادمات الإعلامية المنسوبة إلى الدين زورا, وحسبنا الله ونعم الوكيل وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد, لا نقول غير هذا. (يبكي الشيخ الوقور وهو يردد) ضاع إسلامنا, سمعته, ومكانته, ضاعت تحت أقدام النخاسة الفكرية والتعصب المذهبي, فإلى الله نشكو". (انتهى المقطع).

صديق من أصدقائي المسيحيين الكثر, أعرف فيضانه بالإنسانية الطاغية منذ نحو ثلاثة عقود , ولهذا لم أشعر خلال تلك السنوات بأنه مسيحي ولا بما يدين. وحقيقة الأمر لا يهمني أصلا إن كان مسيحيا أو يهوديا أو هندوسيا أو سيخيا أو بوذيا, ولكن يكفيني أنه يعرف الله بطريقته الخاصة التي لا تؤذي الآخرين من حوله, بل تقربهم منه. ويكفيني أنه إنسان بكل ما تحمل كلمة الإنسان من معان سامية تفيض بالأخوة والمحبة والحنان والصدق, فيشعرني دائما أنه أخي الذي لم تلده أمي, يرحمها الله.

هذا الصديق المسيحي أرسل لي رسالة نصية يقول فيها: "شاهد كيف يسيء هؤلاء إلى الإسلام", مرفقا معها مقطع فيديو حول قيام مجموعة من عصابة "القاعدة" في العراق بقتل ثلاثة شباب من سائقي الشاحنات على طريق سوري- العراق, لمجرد أنهم لم يعرفوا الإجابة على أسئلة دينية بسيطة. فاتصلت بهذا الصديق أستفسر منه عن سبب إرساله لي ذلك الفيديو المقزز للنفس البشرية, فقال: أريدك أن تشاركني مأساة الإسلام, فنحن نشارككم في كل شيء, ولا نعرف أننا مسيحيون إلا عندما ندخل الكنيسة, وتشاركوننا أفراحنا وأتراحنا, ولكنني أتساءل: إذا كان هذا تعامل هذه الفئة الضالة مع المسلمين فما هو أسلوب تعاملهم مع غير المسلمين?

فقلت: هؤلاء الأوغاد والعصابات الإجرامية ليسوا مسلمين رغم ما يبدو من أسمائهم أنهم مسلمون, فليس كل من سمى نفسه محمدا صار يتخلق باخلاق محمد الرسول. لأن المسلم الحقيقي هو من اتقى الله في سلوكه اليومي وفي علاقته مع الناس قبل علاقته مع ربه. والمسلم الحقيقي هو من سلم الناس من لسانه ويده لا من يقتل الناس على الهوية أو لمجرد أنهم لا يعرفون الإجابة على بعض الأسئلة الدينية.

وإذا كان الله سبحانه وتعالى يأمرنا بحسن معاملة المشركين بقوله عز وجل في الآية 6 من سورة التوبة "وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ", فما بالك بأهل الكتاب, وما بالك بعلاقات المسلمين بين بعضهم بعضا? بل إن الله يقول لبني إسرائيل في الآية 32 من سورة المائدة: "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا", فكيف يجرؤ هؤلاء على قتل ثلاثة من الرجال لا ذنب لهم سوى أن قدرهم قذفهم على تلك الطريق?

* إعلامي كويتي

 

سورية... الدول لاتخوض الحروب مجانا

أحمد الجارالله/السياسة

أن يتردد رئيس أكبر دولة في العالم بتنفيذ قراره شن عملية عسكرية خاطفة ومحدودة على سورية, ويحيل الأمر إلى السلطة التشريعية في بلاده, ذاك يعني ان المسألة في حسابات خبراء الادارة الاميركية تنطوي على مخاطر كبيرة, ويمكن ان تتطور الى حرب شاملة. وان يصطف قادة الكتل في مجلسي الشيوخ والنواب خلف باراك اوباما في هذا المشروع مع اعترافه »إن الشعب الاميركي تعب من الحروب«, وتهيب اولئك القادة من انزلاق قواتهم المسلحة إلى مستنقع قتال جديد فهذا يعني ادراكهم أن الأمن القومي للولايات المتحدة على المحك, والمسألة لم تعد محصورة في الاحتفاظ بمناطق نفوذ أو توسيعها لتشمل منطقة ثانوية ستراتيجيا, وليس الهدف منها جر طرفي الصراع الى طاولة مؤتمر سلام ليتفقا على سورية جديدة. القرار الاميركي بات واضحا انه سعى جديا الى الاحتفاظ باليد العليا والابقاء على احادية القطبية عالميا, ومن هنا تكون كل حسابات القوى المتقاتلة على الاراضي السورية مجرد تفاصيل في اللعبة الكبرى, لكن المؤسف أن دم الشعب وقودها, فهل يستدرك هؤلاء الامر قبل فوات الاوان. لا شك ان هناك عبثية تصل الى حد الجنون في المشهد السوري, بل ايضا في المشهد الاقليمي كله, فالجميع مستنفر ويده على الزناد, من اصغر الجماعات الارهابية الى أكبرها, ومن اضعف الدول الى تلك التي تعاني من فائض قوة تحاول تصريفه في حروب متعددة, لان الجميع بات مرعوبا من اليوم التالي للضربة او الحرب التي تتولد منها.

انهم قلقون على المصير والجغرافيا والوجود برمته. اذا كانت تلك الدوائر الفاعلة دوليا ومعها بعض الدوائر الاقليمية غير قادرة على قراءة الوقائع التي بين ايديها فلماذا اطلقت التصريحات الملتهبة, وضمنتها تهديدات بدأت من التأديب ومرت بتهديد المصالح ووصلت الى اشعال الشرق الاوسط كله؟ الا تنطوي تلك الخطب والتصريحات على عبثية. هذا المشهد السوريالي المرعب لم يشعر به احد ممن دفع بالوضع في شرق المتوسط الى حافة المواجهة المفتوحة, تبدأ بهجوم "محدود ومخطط على قوات النظام السوري" كما قال الرئيس الاميركي باراك اوباما, يُعرف فيها من سيضغط على الزناد أولاً لكن لا يُعرف من سيطلق الطلقة الاخيرة في حرب, ربما تؤدي الى تغيير ليس في بعض الانظمة, بل في الجغرافيا ايضا. فمن المستعد لدفع أثمان ذلك كله, وهل غاب عن بال من قصف بالكيماوي, وهو لا شك مدرك النتائج, ومن قرع طبول ضرب سورية, في آن, ماذا ستكون عليه الحال عند اشتعال النار. هل يحتمل الشعب السوري المزيد من القتلى بعد أن تخطى العدد المئة والعشرة الاف, ومئات الاف الجرحى والمعوقين, وملايين النازحين الموزعين في اتجاهات الارض الاربعة الم يسألوا انفسهم الى اين سيؤدي ذلك هل بالضربة العسكرية الاميركية تنتهي المأساة, ام تزداد فوضى الدم والدمار, ويتشبث كل فريق من فرقاء الصراع بموقفه اكثر. بين ظهرانينا تجربة دموية مريرة استمرت 15 عاما في لبنان ولم تؤد الى سلام أهلي راسخ او تسكِّن هواجس مكونات الشعب, بل هو اليوم غارق في الانقسامات والفوضى حتى استطاعت ميليشيا "حزب الله" خطف قراره جراء ضعف الدولة. هل تحتمل سورية تكرار التجربة واحتمال الفوضى كل هذه السنين؟ اليس هذا ما يجب ان يدركه السوريون, قبل غيرهم, فربما يبعدون عن انفسهم تجرع كأس العملية العسكرية المرة التي لا شك اذا لم تكن قاصمة فإنها تزيد من قوة طرفي الصراع. لم يعد يجدي السؤال اليوم: من استخدم الكيماوي, بل يجب ان يدرك الجميع ان تجاوز هذا الخط الاحمر, يعني هزيمة للطرفين, فالضحايا من الشعب السوري سقطوا بأيد سورية فأي نصر سيحققه استخدام ابشع الاسلحة التي اجمع العالم على تحريمها منذ الحرب العالمية الاولى, ولذلك فإن محاسبة مرتكب هذه الجريمة واجبة اخلاقيا وانسانيا وشعبيا بالدرجة الاولى, فالوضع السوري لم يعد يحتمل التخفي خلف الاصبع, ويحتاج الى علاج جذري وجدي وسريع. نعم, لينظر السوريون حولهم, نحو العراق والصومال ولبنان واليمن, ويتعظوا من المجازر المتنقلة بين شعوب تلك الدول, قبل اي أمر آخر, ولينظر الرئيس باراك اوباما, ايضا, الى ما كسبته بلاده من افغانستان والعراق, ولتدرك ايران النافخة في كير الحروب الأهلية وتحريض الشعوب بعضها على بعض, انها لن تكون بمنأى عما تفعل يداها, اما روسيا المتاجرة بالدم السوري من اجل حفنة صفقات سلاح وزيادة اتفاقات بيع نفطها فلن تستطيع ابعاد النار عنها. هل المطلوب ان يكون ثمن التشبث بالسلطة باهظا الى هذا الحد, او يكون ثمن تولي السلطة, ايضا, تدمير سورية. ليسأل السوريون انفسهم هذا وينظروا غربا باتجاه البحر حيث ترابط السفن الحربية الاميركية والروسية التي لن تكون صواريخها بلا ثمن, فالدول لا تخوض الحروب مجانا.

 

رأت أن الرئيس الأميركي لن ينسحب في منتصف الحرب 

مصادر حكومية بريطانية تتوقع استمرار العملية العسكرية حتى سقوط نظام دمشق

حميد غريافي/السياسة

فسر مسؤول في حكومة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون, إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما "الدعم الإضافي الجديد لتصريحاته السابقة المشوشة بشأن ضيق الضربة لسورية ومحدوديتها", بعدما أكد لاجتماع مجلس الأمن القومي وقادة اعضاء الكونغرس في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تمتلك "ستراتيجية اوسع" تهدف لاضعاف نظام بشار الأسد, بأن ذلك الاعلان "لا يعني سوى اسقاط ذلك النظام سواء بدعم المعارضة السورية المسلحة, او باستخدام اكبر وأوسع للحرب الصاروخية - الجوية, أو بانضمام دول اخرى الى عمليات القصف وتدمير المنشآت الكيماوية والبيولوجية والصاروخية, مثل تركيا واسرائيل والأردن وفرنسا".

وقال المسؤول ل¯"السياسة", إن "أوباما بات أسير تصريحاته الأكثر رسمية من اي وقت مضى, ولم يعد قادراً في أي حال من الأحوال على تكرار سيناريو ما جرى في الحرب على ليبيا, بحيث يتمكن من الانسحاب من الحملة العسكرية على بشار الاسد من بداياتها, او الضغط على حلفائه المشاركين فيها للحد من عملياتهم, كما ان أوباما الذي سلم في الحرب على معمر القذافي زمام قيادتها بعد 15 يوما, الى دول "حلف شمال الاطلسي" وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا, لإنهاء الموضوع, لن يجد حوله من الحلفاء من هو جدير بتسلم القيادة من الآن في الشأن السوري, وفي غياب معظم دول الاطلسي الكبرى والفاعلة, ولا هو قادر على العودة الى معارضيه داخل جناحي الكونغرس في مجلسي النواب والشيوخ, الذي استطاع الحصول على تأييدهم للضربة بشق الأنفس خلال الأيام الأربعة الماضية, للقول لهم انه لن يلتزم بوعوده العلنية والسرية المفضية في نهاية الطريق الى الخلاص من حكم حزب البعث". وأعرب المسؤول الحكومي البريطاني, عن اعتقاده ان تكون عودة أوباما والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى مغازلة بريطانيا, بعد إصابتهما "بالكآبة والمفاجأة" من تصويت مجلس العموم, على رفض انخراط البريطانيين في الحرب, وتجاهلهما الحديث عن المملكة المتحدة في أي اجتماعات او تصريحات مرتبطة بحاجة الأميركيين وربما الفرنسيين ايضا لاستخدام القواعد البريطانية في قبرص والسماح لقاذفات بي 51 وبي 52 العملاقة بالهبوط في المطارات البريطانية, كنقطة تزود بالوقود, خصوصا ان رسالة الجفاء الأميركية وصلت الى الانكليز, فاستوعبوها واعتذروا على لسان كاميرون.

الا ان مصادر دفاعية اعلامية مستقلة في لندن ابلغت "السياسة" ان الغموض مازال يلف مسألة القوات البريطانية الخاصة "الكوماندوس" العاملة منذ اشهر داخل المناطق المحررة من سورية الى جانب قوى الثورة, وفي مقدمهم "الجيش السوري الحر", اذ أحيطت تلك المسألة بالسرية التامة بعد انسحاب الانكليز من الحرب, فيما تؤكد اوساط في وزارة الدفاع وملحقون عسكريون بريطانيون في الدول المحيطة بسورية, في الاردن وتركيا واسرائيل, ان العشرات من هذه القوات العاملة في الخطوط الخلفية للثورة وتدريب كوادرها ونخب متطوعيها, مازالت في أماكنها, وهو امر قد لا يبلغ بحزب العمال في مجلس العموم وبعض نواب حزب المحافظين الحاكم, حد المطالبة او الاصرار على سحبهم الى الدول المجاورة او استرجاعهم الى بلدهم. وقالت المصادر ان خروج البريطانيين من المعركة قبل ان تبدأ, مهد بعض الطرقات المعقدة او المسدودة بين لندن وموسكو وبكين حتى طهران, لتصحيح بعض الاشكالات, إذ تلقت حكومة كاميرون اتصالات من هذه الدول المؤيدة لبشار الأسد تشجعها فيها على الاستمرار في المقاطعة وعدم العودة الى البرلمان مجددا, وتشكرها على هذا الموقف "الداعم للسلام العالمي".

 

جنبلاط بدّد فكرة لوحة تجمع حكومة وعاد إلى 9++9+6 أمن بيروت مُقلق وسفراء يتحدثون همساً عن احتمالات مغادرة

 ايلي الحاج/النهار

على الجدار اللبناني لوحتان معلقتان لجميع الأنظار. سياسة وأمن. تشكيلي وتعبيري. اللوحة الأولى: رسم حكومي متطاير. أنهى رئيس "اللقاء الديموقراطي" وليد جنبلاط أول من أمس الآمال في إمرار حكومة قبل الضربة العسكرية للنظام السوري أو في ظلالها. أبلغ من يعنيهم الأمر أنه تراجع عن قبوله الملتبس بتأليف حكومة "ثلاث ثمانات" ينادي بها رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. وعاد إلى المعادلة القديمة: ثلث معطل لـ"حزب الله" وحبة مسك، يعني 9 + 9 + 6. لا يريد سيد المختارة المخاطرة لمعرفة رد فعل الحزب على إعلان حكومة لا تتمتع برضاه. إبعد عن الحزب وغنِّ له.

قد يكون جنبلاط من حيث لا يدري أدى خدمة لحلفائه السابقين في 14 آذار بعدما تباينت آراؤهم وحساباتهم ولكن ليس عمودياً. فقسمٌ مسيحي ومسلم قال لم لا تتشكل حكومة "ثلاث ثمانات" إذا كانت الظروف تتيح تهريبها؟ أقله نتخلص من احتمال أن يحكم الحزب المسلّح البلاد من خلال الحكومة الحالية المستقيلة التي يسيطر عليها إذا طالت الأزمة ولم تحصل انتخابات رئاسية. لا يكفي أن يعلن الدكتور سمير جعجع وضع يده على هذا الملف لضمان أن رئيساً جديداً وليس فراغاً قديماً سيخلف الرئيس ميشال سليمان في القصر. ما أعلنه جعجع في معراب ممتاز لكن لبنان بلد معقد وصعب، والإحتمالات كلها مفتوحة عليه في هذه المرحلة.

نتخلص إذاً من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الحاكمة بلا مسؤولية أو محاسبة ونأتي بأخرى أقل سوءاً بكثير. حقائبها مدوّرة والحزب المسلح فيها محروم واحداً لتكتمل قدرته على التعطيل و"الفيتو". هذا مكسب ولكن علينا في المقابل أن ندفع أثماناً: تراجُعنا عن شرط انسحاب وحدات الحزب المقاتلة من سوريا. وعن شرط عدم الرجوع إلى تجربة حكومة وفاق قلنا إنه نفاق كما تبين لاحقاً. من ميل آخر لا ضرورة لنتفق على البيان الوزاري. فالدستور يمهل 30 يوماً لوضع البيان وإذا استقالت الحكومة قبل آخر المهلة فتكون مكسباً. كل المطلوب منا إذاً أن نأخذ حبة مهدئ أعصاب كما كان يفعل العميد ريمون إده قبل أن يدخل إلى اجتماع للحلف الثلاثي. نأخذها ونجلس مع الحزب ولسنا حلفاء. ألا نستطيع بلعها؟

لا نستطيع. أجاب القسم الآخر. والأفضل ألا نفعل. انتظرنا ستة أشهر فلننتظر قليلاً بعد.

في النهاية جميعهم، أصحاب الرأيين شكروا في دواخلهم جنبلاط. خلصهم عندما شظّى بجملتين لوحة تشكيلية كانت ترتسم في أذهان كبار الدولة، وتملأ أخبارها أخبار الصفحات والهواء: انسوا الحكومة يا رفاق. نحكي لاحقاً.

اللوحة الثانية أمنيّة تعبيرية. "في الأفق غيوم سود" تذكّر بقصيدة لمحمود درويش.

يشكو سفراء عرب وأجانب همساً عندما يلتقون مسؤولين وسياسيين لبنانيين. يقول أحدهم إننا عندما نسمع وزير الداخلية اللبناني يؤكد أن الأمن ممسوك نشعر بالقلق. ليس القلق العابر بل الشديد. نعرف ونرى أن أمناً ذاتياً يترسخ في البلد. يترسّخ ويتوسّع.

يروي أحد السفراء حوادث تعرض لها بعض رعايا بلاده عند حواجز أقيمت حول الضاحية ولا يتردد في السياق في التكلم بصوت عال كأنه يتحدث إلى نفسه: أيها الأصدقاء، بكل أسف قد نضطر إلى مغادرتكم نحن وسفاراتنا يمكن. من يدري؟ لا أحد يمكنه التكهن بما يمكن أن يحدث لنا ولكم خلال الضربة العسكرية لسوريا وبعدها.

تثير معلومات أمنية المزيد من المخاوف خصوصاً على مستقبل الأمن في بيروت. بالأحرى ليست معلومات سرية بل أخبار يتناقلها المسؤولون والمعنيون: في رأس بيروت تُرى تحركات وتجمعات غير عادية لجهة حزبية مرتبطة بالنظام في سوريا كانت انكفأت عن الظهور المسلح وأجوائه بعد حوادث متلاحقة تلت 7 أيار. في محيط مقر إقامة رئيس مجلس النواب في عين التينة تتمدد الحلقة الأمنية بعيداً حتى فردان وتقام حواجز. والمسلحون بمسدسات ظاهرة يسيطرون في شكل غير مرئي على عين المريسة والخندق الغميق والمصيطبة حتى المحيط المباشر لمنزل الرئيس المكلف تمام سلام وسوى هناك من شوارع وأزقة بيروتية. ثمة أمر واقع ينقصه قرار بإعلان نفسه.التأمل في اللوحة القاتمة لا يبعث على الإرتياح أبداً. يجب أن يشكر اللبنانيون لوزير الداخلية بحرارة إصراره على مدّهم بألوان التفاؤل رغم كل شيء.

 

رفسنجاني: حظوظ بقاء العلويين في الحكم بسوريا ضئيلة جداً، قالها قبل تسعة أشهر ولكن لم تنشر إلا اليوم على موقعه الخاص

الشفاف/ما هي "الرسالة الملحّة" التي يريد هاشمي رفسنجاني إيصالها الآن؟ فقبل يومين، اتهم رفسنجاني نظام الأسد بقصف شعبه بالكيميائي. وهذا يذكر الجمهور الإيراني بـ"كيميائي" آخر هو "علي الكيميائي" العراقي! وها هو اليوم يقرّر نشر توقّعاته بسقوط "العلويين" (حسب تعبيره هو). فما الداعي لهذه العجلة؟ في بقية التصريح الذي نقلته العربية أن رفسنجاني يقول أن إيران إذا باعت النفط لا تستطيع أن تقبض ثمنه! أي أن الوضع الإقتصادي بائس. ولكن ذلك معروف، ولا يحمل طابع العجلة! هل يقصد رفسنجاني فتح معركة مع "الباسداران" المتورّطين في دعم نظام الأسد، أي عملياً مع خامنئي، وهل يشتبه في دور إيراني ما في قضية "الكيميائي السوري"؟ وهذا أمر يصعب استبعاده بسبب "التداخل" بين الوحدات السورية والوحدات الإيرانية المقاتلة في سوريا؟ بما فيها الوحدة ٤٥٠ السورية المتهمة بقصف الغوطة؟ وهل يرمي رفسنجاني إلى تحذير خامنئي من مغبة الردّ على الضربة الأميركية، وجرّ البلاد إلى معركة يرفضها الرأي العام الإيراني الذي يتعاطف مع "ضحايا الكيميائي" بعد أن شن صدام حسين ٣٠٠ هجوم كيميائي على إيران؟

الشفاف

دبي - مسعود الزاهد

في الوقت الذي يتعرض فيه هاشمي رفسنجاني، رئيس مجلس النظام، لحملة واسعة إثر تأكيده أن الحكومة السورية استخدمت السلاح الكيماوي ضد شعبها، نشر موقع هاشمي رفسنجاني الرسمي تصريحات تعود إلى تسعة أشهر خلال لقائه بوزير النفط العراقي، قال فيها "حظوظ العلويين للبقاء في الحكم ضئيلة جداً"، الأمر الذي أثار تساؤلات كثيرة حول توقيت نشر هذا التصريح. وكان رفسنجاني قد أكد حينها أن "المجازر بحق الشعب في سوريا تحوّل مستقبل البلاد أكثر تعقيداً". وأكد موقع رفسنجاني الخاص أن رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، كان قد أدلى بهذه التصريحات يوم الاثنين "الرابع من شهر دي عام 1391 الهجري الشمسي" حسب التقويم الإيراني، الذي يعادل 24 ديسمبر/كانون الأول 2012، لدى استقباله الدكتور باقر العلوم، وزير النفط العراقي السابق والمبعوث العراقي الخاص.

سوريا تشكل قلقاً شخصياً لرفسنجاني

وقال رفسنجاني لباقر العلوم أيضاً: "المشكلة السورية تشكل قلقاً شخصياً بالنسبة لي. ما هو تأثير أحداث سوريا على مستقبل العراق. بوجود العلويين كانت الظروف أنسب، ولكن على ما يبدو أن حظوظهم للبقاء في الحكم ضئيلة جداً، فما رأيكم أنتم؟".

ثم أشار رفسنجاني إلى الأعداد الهائلة من القتلى والمشردين والدمار، مستنتجاً أن ذلك سيؤدي إلى المزيد من التعقيد.

وكان رفسنجاني أعرب عن قلقه حول تواجد من أسماهم المجموعات المسلحة غير الشيعية، موضحاً: "هناك مجموعات مسلحة غير شيعية لا تخضع لإمرة أحد. الأمر يقلقنا إلى أين سيؤول الوضع، حيث لو انتهت القضية السوريه فهؤلاء سيتوجهون إلى العراق، فهم ليسوا من الشيعة، بل سلفيون متطرفون يفضلون الحلول العسكرية على السياسية".

نصح العراقيين بالحوار مع المعارضة السورية

هذا وحذر رفسنجاني من وقوع الأسلحة الكيماوية بيد المجموعات المسلحة، وطالب الجانب العراقي غير الحكومي بفتح باب الحوار مع المعارضة السورية، مشدداً: "يجب إيجاد حل، فهذا مهم للغاية لمستقبلنا، لا ينبغي أن تغلق الطرق علينا وعليكم (العراقيين) في سوريا، علينا أن نحافظ على سوريا"، مضيفاً: "لو انقطعت السلسلة التي تمتد من لبنان إلى هنا سنواجه أحداثاً سيئة".

وبعد أن أعرب عن قلقه الشديد إزاء تواجد الأميركيين، زاعماً أن "تواجد الغربيين في المنطقة وصرفهم الأموال الطائلة لإسقاط صدام حسين سببه النفط والغاز، فهؤلاء لن يغضوا الطرف عن ذلك بتاتاً".

وتأتي إعادة نشر تصريحات رفسنجاني بعد تسليط الضوء على أقواله الأخيرة التي اعتبر فيها النظام السوري هو الذي قصف شعبه بالكيماوي، وبعد يوم من تفنيد هذه الأقوال من قبل الخارجية الإيرانية، تم نشر التسجيل الصوتي لهذه التصريحات الذي أكد أن رفسنجاني حقاً كان اتهم النظام السوري باستخدام الكيماوي، الأمر الذي أثار حملة واسعة النطاق ضده من قبل المحافظين المتشددين في إيران.

نقلاً عن "العربية" موقع رفسنجاني: http://www.hashemirafsanjani.ir/con...

 

نديم الجميل لـ"السياسة": سأخرج من "14 آذار" إذا قبل مشاركة "حزب الله" في الحكومة

بيروت - "السياسة": أكد النائب نديم الجميل أن "حزب الله" لا يريد تشكيل حكومة, لأن الأولوية بالنسبة إليه معرفة مصير الأوضاع في سورية والدفاع عن النظام السوري ولا يهمه ما يجري في لبنان. وقال الجميل لـ"السياسة" إن "حزب الله" يضرب بعرض الحائط كل النداءات التي تطالبه بالانسحاب من سورية وتسهيل عملية تأليف الحكومة, مشيراً إلى أن آخر هم "حزب الله" ما يحصل على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي, باعتبار أنه المستفيد من كل ما يحصل. وأضاف أنه سيخرج من قوى "14 آذار" إذا وافقت على مشاركة "حزب الله" في الحكومة الجديدة, مشدداً على أن جماهير "انتفاضة الاستقلال لا يمكن أن تقبل حكومة تضم حزب الله, لأن التجربة أكدت أن الحكومات التي شارك فيها الحزب عطلت البلد وشلته, ولذلك فإننا لن نقبل بمشاركته في أي حكومة, رفضاً للهيمنة والتسلط". واتهم النظام السوري بالوقوف وراء التفجيرات الإرهابية التي حصلت في المناطق اللبنانية وبما فيها الضاحية الجنوبية, استناداً إلى ما كشفته التحقيقات, معتبراً أنه من المبكر فتح معركة رئاسة الجمهورية, لأن الأولوية يجب أن تكون للمحافظة على البلد وحماية استقراره وتفعيل دور مؤسساته.

 

منقارة يدعو بعد إخلاء سبيله إلى حوار مع الرافعي: الشيخ الغريب نفى كل ما اعترف به

نهارنت/أعلن رئيس "حركة التوحيد - مجلس القيادة" الشيخ هاشم منقارة بعد قرار بإخلاء سبيله الأربعاء أن الشاهد الأول في قضية تفجيري طرابلس الشيخ أحمد الغريب تنكر لما اعترف به في البداية "تحت الضغط" داعيا رئيس هيئة العلماء المسلمين الشيخ سالم الرافعي إلى طاولة حوارية. وقال منقارة في مؤتمر صحفي في مركز "جبهة العمل الإسلامي" في رأس النبع مساء الأربعاء " التفجير الذي حصل منذ أسبوعين في مسجدي السلام والتقوى مدان ومستنكر ومستهجن وحرام قطعا وفعل خسيس لا يقوم به إلا من اسود قلبه وفيه حقن دفين أسود نحو البشرية والإنسانية فكيف بالإسلام والمسلمين". أضاف "مهما يكن فاعل التفجير من أي طرف فهو مجرم لا يستحق الشفقة أبدا وإنني ولو علمت بشكل غير يقيني بإمكانية حصول أمر كهذا لبادرت لحماية أهلي بما أملك من روح وجسد". وإذ شدد على أن "التفجيرين هما نفسهما كالذي قتل العلامة (محمد سعيد رمضان) البوطي في دمشق والقلب الأسود هو نفسه" قال ان "العناوين لا خلاف فيها بين التفجيرات إن قتل الأبرياء ويجب الضرب من حديد على فاعله" في إشارة إلى يطلق عليهم التكفيريون. عليه كشف منقارة أن "الشيخ أحمد الغريب نفى كل ما اعترفه في التحقيق الأول وكان تحت ضغط نفسي هائل" جازما أن "المعتمد في كل شيء هو معلومة وصلت للشيخ أحمد أن تفجيرا سيحصل في مكان ما وليس له لا من علاقة لا من قريب ولا من بعيد في هذا الموضوع وليمض التحقيق رغم ذلك ويقبض على المجرم الحقيقي حتى لا تضيع الدماء التي ذهبت هدرا". أما عن "قضية (الشاهد الثاني) مصطفى حوري الذي أبلغ (المدير العام الأسبق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف) ريفي الذي أبلغ بدوره فرع المعلومات بالأمر" سأل منقارة "لماذا تجاهل الفرع هذا الأمر حتى حصل التفجير؟". وتابع "هل حقق مع أمن المعلومات عن تجاهله لإفادة حوري؟" ملاحظا أن "الفرع وصل إلى أن يوقع بي شخصيا وسياسيا بكل إخواني وبكل المشروع". كما سأل "بعد هذا الضخ الإعلامي الكبير وتجريحي شخصيا ولخطنا ولمشروعنا ماذا يريدون؟ محاسبتنا على حملنا مشروع كبير على مستوى الأمة؟ ممن يريدون أن نتبرأ؟ من مشروع مقاومة ليهود؟ من حزب الله المقاوم؟ حزب الله الشيعي المسلم؟ من السيد حسن (نصرالله)؟". وقال منقارة لعلماء السنة " السيد حسن مهما اختلفتم معي يا علماء السنة ملك متوج على عرش المقاومة بلا منازع في بلادنا الشامية" متابعا "أنت تخالفني أنا أخالفك تفضل لنقرأ سية ما فعل الحزب المقاوم وما فعلنا نحن لمقاومتنا لإسرائيل. هل يريدون أن نعلن مراجعتنا عما جاهدنا فيه كل عمرنا؟". وشدد على "اننا لا نتبع إلا لمشروع الدولة في سوريا المقاوم وآتوني بدولة مقاومة غير سوريا اليوم" سأل "أليس الإصلاح في سوريا أفضل من جيهة النصرة وأكلة الأكباد وفئات تمول من الغرب؟".

عليه دعا منقارة "هيئة علماء المسلمين ورئيسها الشيخ الرافعي وهيئة علماء الشام لمؤتمر حواري نطرح أسس التوافق على أن تكون هناك ورقة توافق لنتوسع أفقيا مع كل الوطنيين وعاموديا مع السياسيين في لبنان وسوريا". وأردف الشيخ الموالي لسوريا "أمد يدي إليكم لهذه الطاولة عاجلا أم عاجلا وأحمل الأجهزة الأمنية كل ما يصيبني من تهديد" مضيفا "كلنا مستهدفون في كل بلادنا العربية وسامح الله من ظلمنا وشتمنا وتعدى على كرامتنا". ردا على سؤال كرر منقارة أن "إتهامي عمل سياسي بحت لأن التحقيق يجري وينشر الإعلام ما يجري ولم يكن هناك شفافية في التحقيقات" كاشفا أنه سيدعو "الأجهزة الأمنية للتحقيق في الدعوات إلى إهدار دمنا وسنعلم من هو مصطفى حوري وما هو مشروعه وسنرى تحقيق الأجهزة الأمنية". واليوم الأربعاء صادقت محكمة التمييز العسكرية برئاسة القاضية اليس شبطيني على قرار قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا بترك منقارة بسند اقامة.

يذكر أن المحكمة لم تكتمل الثلاثاء للبت في التمييز الذي قدمه مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر لقرار قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا ترك منقاره على اثر استجوابه.

وكان قد أصدر قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا الإثنين مذكرتي توقيف بحق الموقوفين الشيخ أحمد الغريب ومصطفى حوري في قضية تفجيري طرابلس وترك منقارة قيد التوقيف. إلا أن صقر ميز القرار. والجمعة، ادعى صقر، على الثلاثة على خلفية تفجيري طرابلس، اضافة الى نقيب سوري بجرم تأليف عصابة مسلحة ووضع سيارات مفخخة. وقتل 45 شخصا واصيب 500 بجروح في 23 آب الفائت في انفجارين استهدفا مسجدين في طرابلس.

 

ناشد سليمان وسلام التحرك باتجاه تأليف الحكومة/ سعيد لـ"السياسة": "14 آذار" لن تجلس مع فريق يقتل الشعب السوري وينكر "إعلان بعبدا"

 بيروت - "السياسة":   مع استمرار القلق وتحويل لبنان ساحة لتبادل الرسائل بين النظام السوري وحلفائه, بسبب النية لتوجيه ضربة عسكرية تأديبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد, لاستخدامه السلاح الكيماوي ضد شعبه وقتل مئات المدنيين من النساء والأطفال في غوطتي دمشق, ونقله عشرات الأطنان من الغازات السامة إلى محيط المدن السورية التي تسيطر المعارضة عليها أو على قسم كبير منها, مثل حلب وإدلب ودير الزور, أعرب منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد, عن ارتياحه لمواقف كل من رئيسة اللجنة النيابية النائب بهية الحريري ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

وقال سعيد ل¯"السياسة" إن "14 آذار" لن تكون حجر عثرة في وجه قيام حكومة جامعة إذا كانت هذه رغبة كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام.

وناشد سعيد سليمان وسلام "من باب الصداقة, أن يخطوا باتجاه تأليف هذه الحكومة, وأن يضعا الجميع أمام مسؤولياتهم", مشدداً على "أن فريق 14 آذار لن يجلس على الطاولة ذاتها التي يجلس عليها فريق لا يلتزم بثوابت إعلان بعبدا ويصر على عدم الانسحاب من سورية ويقتل الشعب السوري". وأضاف "لطالما قلنا إن 14 آذار صالحت المسيحيين مع عروبتهم, وصالحت المسلمين مع لبنانيتهم, بحيث إن الحريري بادرت الأحد (الماضي) ومن قصر بيت الدين بالاحتفال بذكرى تأسيس دولة لبنان الكبير, كما بادر في اليوم نفسه رئيس حزب القوات اللبنانية من معراب, إلى تجديد انتسابه للثورة العربية وللربيع العربي, وهذا يؤكد أن 14 آذار ستستمر على قاعدة أنها واحة وطنية تحترم الجميع". وأعلن أن "14 آذار تتهيأ من خلال مساحة وطنية جامعة عابرة للمذاهب والطوائف, لأن يكون هناك في لبنان موقف وطني وأخلاقي من أبشع صور العنف التي يتعرض لها الشعب السوري على يد بشار الأسد, وكان آخرَها استخدام السلاح الكيماوي, وهذا الموضوع في نظرنا يتجاوز السياسة ويتجاوز 14 و8 آذار, لأن كل اللبنانيين متضامنون ومتعاطفون مع الشعب السوري في محنته".

وطالب المجتمع الدولي "باستخدام أشد العقوبات بحق من استخدم السلاح الكيماوي, وهذا المطلب لا تنازل عنه ومن يدعي أن الضربة العسكرية تنتقص من السيادة العربية, نقول له إن من ينتقص السيادة العربية هو إيران, لذلك فإن الضربة الأميركية المرتقبة إذا ما حصلت, فإنها بالحد الأدنى تعيد ما انتُقص من سيادة وكرامة عربية".

 

الحرس الثوري": دمشق ليست وحدها

 طهران - د ب أ: في إطار التصريحات المتواصلة من طهران, لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد في وجه الهجوم الغربي المرتقب, أكد نائب القائد العام لـ"الحرس الثوري" العميد حسين سلامي, أمس, أن "سورية ليست وحدها في العالم", داعيا الغربيين إلى عدم تكرار أخطائهم السابقة. ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن سلامي القول خلال احتفالية بعنوان "سورية متراس المقاومة" إن "أي شعب يقرر الصمود والتصدي للعدوان والدفاع عن نفسه, فإن أرضه ستتحول بلا شك إلى مقبرة للأعداء". وشدد على أن "الحرب لم تصن مصالح الغرب يوما, ولا أحد يستطيع ضمان بقاء نطاق العمليات العسكرية داخل حدود سورية والسيطرة على الطاقات التي ستنطلق عقب الهجوم". ووصف سلامي دمشق بأنها "ركن أساسي للمقاومة في المنطقة .. وتقع في الخط الأمامي على جبهة مواجهة الكيان الصهيوني, ويمتد تاريخ مقاومتها إلى أكثر من خمسة عقود". وأضاف أن لسورية الفضل في تحقيق الانتصارات خلال معارك لبنان وغزة مع إسرائيل.

 

التمييز العسكرية" تخلي سبيل منقارة

بيروت - "السياسة":  أخلت محكمة التمييز العسكرية سبيل الشيخ هاشم منقارة بسند إقامة, بعد أن كان أوقف لإخفائه معلومات عن انفجاري طرابلس. إلى ذلك, ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر, أمس, على 15 شخصاً من أفراد خلية البلونة, بينهم سبعة موقوفين ولبنانيان وخمسة سوريين, في جرم إطلاق صواريخ باتجاه بعبدا والضاحية الجنوبية, وأحالهم إلى قاضي التحقيق العسكري الأول.

 

الجراح: حزب الله أعاد الامور الى نقطة الصفر في موضوع تشكيل الحكومة

وطنية - اعتبر النائب جمال الجراح في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 93,3 " أن "تمسك حزب الله بالثلث المعطل وبمعادلة الجيش والشعب والمقاومة اعاد الامور الى نقطة الصفر في موضوع التشكيلة الحكومية"، مطالبا الرئيس المكلف تمام سلام "بمواصلة المشاورات مع جميع الافرقاء لتأليف الحكومة بأقرب وقت". ونبه الجراح الى ان "البلد لا يستطيع تحمل أعباء تدخل البعض في الازمة السورية وتداعيات الضربة المحتملة على سوريا وخصوصا أن أعداد اللاجئين السوريين ستتزايد بشكل كبير"، داعيا "الحكومة الى ان تكون اكثر جدية في هذا الملف".

 

عضو "كتلة المستقبل" النائب باسم الشاب: لحكومة مصلحة وطنية اساسها إعلان بعبدا

وطنية - أكد عضو "كتلة المستقبل" النائب باسم الشاب في حديث الى إذاعة "صوت لبنان 100,5" أن "موقف الرئيس سعد الحريري تجاه الحكومة لم يتغير وطرح 9-9-6 يعطي الثلث المعطل للفريق الآخر، وهذا الطرح غير مقبول في أي صيغة من قبل "تيار المستقبل". وعلق الشاب في حديثه على موقف النائب وليد جنبلاط عن أن الاوضاع الآتية تتطلب تشكيل حكومة وإعطاء تطمينات لكل الاطراف ومنها "حزب الله"، قائلا: "الحكومات السابقة التي كانت تتضمن ثلثا معطلا والحكومة الحالية فيها ثلثين إلا أنها لم تنتج شيئا، ونحن نمر في وضع معيشي قاس وحزب الله دخل في الحرب السورية، والمطلوب اليوم حكومة تتعاطى مع الوضع المعيشي وتكون حكومة مصلحة وطنية اساسها إعلان بعبدا". واعتبر أن "المطلوب حكومة متجانسة من مهنيين ديموقراطيين واكاديميين يتعاطون مع الأزمة المعيشية الخانقة"، مشددا على أن "المطلوب حماية لبنان من الرياح العاتية على سوريا بالالتزام بإعلان بعبدا".وسأل:"هل حزب الله الذي لديه هذه القوة على الارض باستطاعته احتلال الجليل والقصير بحاجة الى تطمينات من 14 آذار؟ بالتالي نحن من نريد التطمينات وليس هم". وعن عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان، قال:"ليس لدي معلومات ولكن الوضع الامني ما زال حرجا، وأعتقد أن هناك ظروفا أمنية تمنع عودته، ورأينا كيف وقع التفجيران في طرابلس والمقصود منهما اكثر من شخصية، والقرار في النهاية يعود للرئيس الحريري".

 

مجدلاني طالب بحماية معلولا والمواقع الدينية التراثية في سوريا

وطنية - اعتبر النائب الدكتور عاطف مجدلاني، "ان ما جرى تناقله من أخبار متضاربة حول الوضع في بلدة معلولا السورية، اثار المخاوف من وجود خطة لضرب التعايش، وتخريب المعالم الدينية ونشر الانشقاق بين فئات الشعب السوري". وتابع:"يعرف الجميع ان بلدة معلولا برمزيتها المسيحية، سواء لجهة موقعها وتصنيفها ضمن التراث العالمي، بفضل معالمها النادرة ذات القيمة التاريخية والدينية والحضارية النادرة، او لجهة اللغة الآرامية، التي لا يزال يتقنها اهلها، وهي اللغة التي تحدث بها السيد المسيح، او لجهة الكنائس القديمة القائمة فيها، كل ذلك يجعلها واحدة من اهم المعالم المسيحية في الشرق والعالم".

اضاف: "هذه المكانة التي تشغلها معلولا، تجعلنا نقول بالفم الملآن انها خط احمر وحمايتها وصونها من مسؤولية الجميع، وعلى رأسهم الثورة السورية والجيش الحر، وكذلك الامم المتحدة، وكل دول العالم المتحضر، ونحن نطالب الجميع بتحمل مسؤولياتهم، وضمان حماية معلولا وكل المواقع الدينية التراثية، وحماية لثورة الشعب السوري التي لا نريد لها ان تتلطخ بوحول الطائفية البغيضة، كي لا تفقد مبرر وجودها، اما النظام السوري وهو اساس العلة، لا نستطيع ان نطالبه بشيء، لانه نظام يقضي على شعبه وعلى دولته". وطالب مجدلاني، في الختام بانشاء "لجنة تقصي محايدة لمعاينة معلولا، والتأكد مما تم فيها، ورفع تقرير للقضاء على المخاوف التي نشأت جراء ما تردد من اخبار حول البلدة ومصيرها".

 

الضاهر لحزب الله:إخرجوا من الفتنة في سورية

وطنية - استنكر النائب خالد الضاهر، في مؤتمر صحافي عقده في طرابلس، "أصوات النشاذ والمجرمة التي تريد النيل من شعبة المعلومات"، واعتبر "ان منطقتنا تواجه مشروعا ايرانيا خطيرا يسعى للهيمنة على لبنان، وان "حزب الله" عصابة ارهابية هدفها خدمة المشروع الايراني، وان الاسلوب التكفيري للنظامين الايراني والسوري اصبح مكشوفا". وقال: "يحاولون تصوير مناطقنا كأنها "بعبع" يسعى للاساءة الى امن لبنان، وان من لديه ميليشيا ويضر الدولة ويعمل على اقامة دويلة هو المدافع عن الامن". واكد ان "ما يسمى سلاح المقاومة اصبحت مهمته اليوم ارهاب اللبنانيين والمشاركة في قتلهم بالتعاون مع النظام السوري الذي يقتل شعبه، وذلك سعيا لضرب الاستقرار والامن".  وأعلن "ان سيارتي الرويس وطرابلس كانتا في بريتال وقامتا بزيارة اخوية الى المخابرات السورية وعادتا الى لبنان محملتين بالهدايا التفجيرية". وأشار الى "لقاءات احمد الغريب بالضابط المخابراتي في طرطوس محمد علي لزرع المتفجرات"، مؤكدا "ان المتعاونين مع المخابرات السورية، هم عملاء لدولة اجنبية تعبث بأمن لبنان". وقال: "هناك شبكة ومنظومة ايرانية سورية هدفها الامن، تقدم حفنة من الاموال الى جمعيات وشخصيات مقابل تأمين المعلومات عن الكوادر والناس والعلماء غير المؤيدين لسوريا"، مؤكدا "انه عمل تجسسي برسم الاجهزة الامنية"، ومعتبرا ان "عملاء النظام السوري مثل عملاء اسرائيل الذين يقتلون اللبنانيين". ودعا الى محاسبة هؤلاء على جرائمهم. ودعا ضاهر اللبنانيين الى "حماية لبنان، وذلك بدعم الاجهزة الامنية وعدم السماح بالاساءة اليها عندما تمسك بالمجرمين"، وطالب "القوى السياسية الوطنية بالعمل على تشكيل حكومة سريعا ووفق الدستور". وتوجه الى "حزب الله"، بالقول: "اخرجوا من الفتنة في سورية، اوقفوا عمالتكم للنظام الايراني، احفظوا دماء الطائفة الشيعية، لا تنتحروا مع النظام السوري الساقط، واقول لمن يتعاونون مع النظام السوري من مشايخ وجمعيات "عيب عليكم" احفظوا اهلكم لان النظام السوري سيسقط". وقدم شخصا يدعى محمد نشابة (ابو عمر) "احد الذين حاولوا التغرير به للتجسس على الاهالي، والذي سيبين كيف تجري عملية الاساءة لامننا".

 

فادي سقط …. بفضل حلفائه

 أنطوان مراد - رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ

طريق المطار تخضع لمزاجية حزب الله والرعاية السموح للقمصان السود . بتذاكٍ مكشوف يفعل عناصر حزب الله كلَّ ما هو ممكن ، ولكن من دون الحاجة إلى قطع الطريق . يراقبون بالعيون والآذان والأجهزة . يتربّصون إلى جانب الطريق مباشرة أو على بعد أمتار قليلة بأسلحتهم الظاهرة أو الخفيّة . وسيارات مفيّمة تنتظر خلف حائط ، في زاروب ، تحت جسر . وطبعاَ ليس خوفأ من “ظبوطة” الدرك ! وعند اللزوم ينقضّ أصحابُ القمصان السود على الطريدة ، يعتقلونها ، يسحبونها إلى “حيث لا يعلم الآخرون” … وطريق المطار مفتوحة وعادي ما في شي ! طرقات عدة تؤدي إلى المطار ، وكلّها مزنّرة بحواجز الحزب تفتيشا وتبحيشا وبحلقة وحملقة ونكشا ونبشا للسيارات بمن وما فيها . إنه الأمن الذاتي يا حياتي ! الحواجز تؤمِن بالعدالة والمساواة . كلنا يعني كلنا . مواطنون ، عرب ، أجانب . عسكريون ، روحيون ، دبلوماسيون . وأحيانا أمام القوى الامنية  ” شهود ما شافوش حاجة “.ورد في تقرير امني أن شخصا خمسينياً طويلاً عريضاً ، وجده المارّة يبكي عند مستديرة المطار ، وكانت تبدو عليه علامات الأناقة والرزانة . سأله أحدهم : ماذا حلّ بك يا أستاذ ؟ فأجهش وراح يتنتّق حتى كاد يتفتّق .

ما لك يا رجل ؟ سألته سيدة . لا جواب . وصل عنصر أمني متمايز بعض الشيء بهندامه . أدّى تحية عسكرية عالخفيف : معالي الوزير شو القصة ؟ إنه عنصر من الشرطة السياحية . نظر صاحب المعالي إلى الأعالي . شو شايف يا إبني ؟ إنني أبكي على الأطلال . معالي الوزير أنت قدوة ومثال . مش منيحة إلك وإلنا . يا إبني ما بقى في شي . راحت السياحة راح البلد ! أرجوك معالي الوزير . المثل يقول : قوم تقوم معك . يا عيب الشوم ، مابقى فيّي قوم ! دعني أساعدك . وقف صاحب المعالي ، بينما كان المواطنون ينظرون إليه بنصف دهشة ونصف أسى ، ومضوا في سبيلهم وهم يردِّدون : فادي سقط ، معالي وزير السياحة سقط ، فادي سقط ، مش لأنو مش شاطر ، لأنو حلفاؤه سقّطوه . فيا أحباءنا في حزب الله . في يوم ، في شهر ، في سنة ، المعادلة إلى تغيير . قليلاً من التبصّر. لا أحد يريد التهامكم وابتلاعكم . فلماذا تتصرّفون على أساس ” سنتغدّاكم قبل أن تتعشّونا ” ؟ في النهاية الدولة هي الباقية . والمسألة لا تحتاج إلى كثير تفلسف ومكابرة  ولكن دولة لمن؟ مصانع تقفل ، مؤسسات عامة ينخرها الفساد . مؤسسات خاصة تعاني الكساد. بطالة، ركود، جمود، هروب استثمارات ورؤوس أموال ورؤوس فيها أدمغة ومراكز إقليمية … ونفط رح نشرب يا باسيل ! والسلام .

 

للتصدي لـ"الضربة"!: زعران "أمل" و"الزوبعة" انتشروا في "اللجا"

خاص بـ"الشفاف"/أفاد سكان "حي اللجا" وبعض الأحياء ذات الكثافة الشعية في بيروت أن مسلحي حركة "أمل" و"الحزب السوري القومي" انتشروا بسلاحهم في مراكزهم نهاراً، وفي الشوارع ليلاً! ويُعتقد أن هؤلاء "الأشاوس" قاموا بانتشارهم استعداداً لـ"التصدي للضربة الإمبريالية" ضد النظام الكيميائي الممانع في دمشق!

 

الراعي: الحرب تجر الحرب وما يحدث في الشرق الاوسط برنامج غربي اسرائيلي مخطط له منذ زمن بعيد

حذر البطريرك الماروني بشارة الراعي من ان الحرب تجر الحرب، مشددا على ان السلاح ليس الحل، ومعتبرا ان ما يحدث في الشرق الاوسط برنامج غربي اسرائيلي مخطط له منذ زمن بعيد. الراعي، وخلال استقباله وفدا من اهالي عكار، دعا العرب للتنبه لمحاولات زرع الفتنة في المنطقة خدمة  لاسرائيل، مشيرا الى ان الغرب ان اضطر لتهديم المنطقة لاجل اسرائيل فلن يتراجع. وطالب المسؤولين اللبنانيين بإدراك خطورة الوضع والاسراع بتشكيل حكومة جامعة تكون على مستوى الاوضاع القائمة

 

الراعي: ليدرك المسؤولون خطورة الوضع ويؤلفوا حكومة جامعة

وطنية - استهل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي استقبالاته في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان بلقائه، صباح اليوم، وفدا من مشايخ عكار برئاسة المفتي زيد زكريا ورئيس اساقفة طرابلس للموارنة المطران جورج بو جودة على رأس وفد من الكهنة.

في مستهل اللقاء، شكر المونسنيور الياس جرجس "صاحب الغبطة على زيارته عكار"، مؤكدا "استمرار التعاون مع اصحاب السماحة والاهالي من اجل خدمة الانسان ورفع الحرمان عن عكار".

وجدد مفتي عكار زيد زكريا شكره للبطريرك الراعي على زيارته لعكار وجدد الدعوة له "لزيارة اخرى للمنطقة التي تحتاج الى كل شيء". وشكره على "زيارة المواساة لطرابلس لان هناك شهداء وجرحى من عكار في التفجيرين الارهابيين". واكد ان "زيارة غبطته شكلت عزاء للجميع ونحن مهما ارتفعت اصوات التطرف فان صوتك وصوت سماحة المفتي سيبقيا الضمان لهذا الوطن ولا يمكن الاصوات الاخرى ان تغلبهما. وعلينا دور نؤديه وندعو الى المحبة والسلام والامل والاستقرار على رغم التطرف السياسي الذي يشل البلد ويعوق تشكيل الحكومة. ونأمل ان يحل العقل لتفويت الفرصة على من يريد تخريب لبنان ليبقى بلد العيش المشترك ولا يقدر احد ان يغير هويته ونصلي لأجل الشرق الاوسط".

ورد البطريرك بكلمة رحب بها ب"أصحاب السماحة في الديمان"، وشكرهم على "الترحيب والاستقبال الذي خصه بهما ابناء عكار المخلصين والمحبين"، وقال: "اني ارى ان الظرف المؤلم الذي يمر فيه الشرق الاوسط نأمل ان ينتهي بالحوار والتفاهم. فالسلاح لا يحل اي امر فالحرب تجر الحرب والحقد يولد البغض بين الناس وهذا الواقع المر الذي يمر فيه الشرق الاوسط يسببه التدخل الغربي لمحاولة اظهار ان الاديان لا يمكن ان تتعايش مع بعضها في هذا الشرق. وهذا ما يعمل له الغرب: صدام الاديان والحضارات والثقافات وهناك اذكاء لهذا الموضوع. فمنذ العام 1956 كان العميد ريمون اده كلما زرناه يسحب وثائق وفيها احد رؤساء اسرائيل يقول فيها ان لبنان "كذبة" وكان التحريض الاسرائيلي سببا لاندلاع حرب 1975 ليبرهنوا ان لبنان كذبة ولا يمكن التعايش فيه بين المسلم والمسيحي. ونحن ارتكبنا وصمة عار كبيرة عندما تقاتلنا على الهوية ولكن تبين بعد الحرب ان الثقافة اللبنانية اقوى واللبنانيون غلبوا الحرب لذلك ارى ان الذي يحصل حاليا في الشرق الاوسط يبين مدى اهمية دور لبنان فعلينا ان نظهر للجميع دورنا في منع الصراعات المذهبية والصراع بين الاعتدال والاصوليات وهذه هي رسالة لبنان ومهمتنا اليوم. واني ارى "الربيع العربي" قد تشوه فالتظاهرات العفوية التي انطلقت عن حق مطالبة بالاصلاحات اختفت واصبحنا امام حركات اصولية. من هنا دور لبنان الذي يجمع الجميع بمحبة واحترام واليوم نمر في أزمة داخلية نأمل تجاوزها ونأمل ان تبقى ازمة سياسية والا تتحول الى ازمات طائفية او مذهبية. ونأمل من المسؤولين السياسيين ان يتجاوزوا خلافاتهم لان الناس سئمت ذلك وسئمت ايضا التباعد وتريد العيش بمحبة. ونأمل ان يدرك المسؤولون السياسيون خطورة الوضع في لبنان وعليهم ان يعرفوا ان على لبنان ان يؤدي دور الاستقرار والسلام في المنطقة. ونطالب بأن تؤلف حكومة تجمع الجميع وان تكون على مستوى التحديات المطروحة لان الوضع لم يعد يحتمل اكثر لان الازمة السياسية تولد أزمات اقتصادية ومعيشية وبطالة. وعلى الدولة ان تهتم بالناس والشعب".

واضاف: "اشكركم مجددا على حسن استقبالكم في عكار التي تستأهل كل العناية والاهتمام من الدولة وانا اطالب دوما بالاهتمام بعكار ونأمل ان تستمر في انفتاحها وعيشها المشترك. ونحن نحمل رسالة التكامل الى العالم وعليه التنبه لأن هناك "برامج" اجنبية مرتبطة باسرائيل وهي لخير اسرائيل وامنها. فان احتاجوا لتهديم العالم العربي من اجل اسرائيل فلن يتأخروا وعلينا ان نكون واعين والا نقع في الفخ وعلى الجميع وعي هذه المسؤوليات لان الذي يحصل مؤسف وخطير والذي يفيد من كل ما يحصل في الشرق العربي هو اسرائيل "والبرنامج" وضع منذ زمن بعيد واعتبروا ان لبنان قد يكون الاول في السقوط عبر ايجاد الدويلات لكن ذلك لم يحصل. ونأمل ان يخرج العرب من الخلافات المذهبية التي اوقعتهم فيها الغرب واسرائيل هي التي تعادينا لانها لا تقبل ان نكون هناك عيش مشترك مع بعضنا البعض ولا تقبل بان تكون رسالة للعالم ونموذجا للعيش المشترك. وعندما بدأ الربيع العربي طالبت اسرائيل لالاعتراف بها دوليا على انها دولة لليهود كون الخلافات العربية ظهرت ان ابناء الدين الواحد غير قادرين على العيش مع بعضهم. وهذه هي القصة بكاملها".

وفد طرابلسي

بعد ذلك، التقى الراعي وفدا طرابلسيا ضم، الى المطران بو جودة، نقيب المحامين في الشمال ميشال خوري، نائب مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام والشيخين ماجد درويش وحسام بساط والشيخ بلال بارودي إمام مسجد السلام ونائب رئيس بلدية طرابلس جورج جلاد ورئيس بلدية الميناء السابق السفير محمد عيسى ونقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض ومسؤولين عن هيئات المجتمع المدني وعضو الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم طوني منسى.

وقال الشيخ إمام: "نشكرك على زيارتك لطرابلس ووقوفك الى جانب اهلها وبلسمة جراحها واصراركم على الاهتمام بها".

وشكر نائب رئيس بلدية طرابلس جورج جلاد "صاحب الغبطة على مشاعره الصادقة ومواساته الحميمة لطرابلس عقب انفجاري مسجدي التقوى والسلام".

وقال إمام مسجد السلام الشيخ بلال بارودي "ان السلام في لبنان هو الاساس في العيش ونشكركم باسم مسجدي السلام والتقوى على زيارتكم لطرابلس التي تحبكم كثيرا وزيارتكم لها كانت انفجارا في وجه من وضع الانفجار ورد كيدهم ونؤكد ان لبنان سيبقى بلد التعايش والتعاون وستسكت ابواق الفتنة". وجدد الدعوة الى "صاحب الغبطة لزيارة طرابلس".

البطريرك الماروني

وشكر البطريرك الماروني "أصحاب السماحة والوفد الطرابلسي" على زيارتهم للديمان، وقال: "نحن جسم واحد ما يصيبكم يصيبنا وصوت المفتي الشعار الذي سمعناه عبر الهاتف اثر فينا ونحن نكن لسماحته كل الاحترام والمودة. صحيح ان الانفجارين وقعا امام مسجدين هما التقوى والسلام وان التقوى لله والسلام في لبنان هما اساس العيش الذي يميز لبنان وهو عنصر السلام فيها وعلينا عيش انفجار الايمان الذي هو اكبر من اي انفجار آخر، وذلك عبر تضامننا ووحدتنا ولن ندع شيئا يخرب عبادة الله فينا ولا السلام في مجتمعنا. أعزيكم مجددا وأعزي نفسي وأصلي لهم يوميا وللجرحى كي تتبلسم جراحهم والعائلات كذلك وعلينا ان نعمل للسلام كلنا ونتمنى ان يبعد الله كل الضربات عن الجميع وان نقوم من بين العثرات التي نمر فيها لنصل الى السلام. وعلينا ان نبقى مع بعضنا، مسلمين ومسيحيين، ننشر السلام وتعاليم الله وتقواه في كل مكان لنبقى وطن الرسالة، ونحن في حاجة الى بعضنا البعض لبناء هذا الجسم اللبناني الجميل".

اتصال من الشعار

وخلال اللقاء، تلقى البطريرك الراعي اتصالا هاتفيا من مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار عرضا فيه للاوضاع العامة والراهنة.

وعلى هامش زيارة الوفد، سلم محفوض البطريرك الراعي تقريرا مفصلا عن "الزيادات التي استوفتها المدارس الخاصة من الاهالي والصورة الحقيقية للاجحاف اللاحق بالمعلمين في هذه المدارس والذين لم يتقاضوا حتى الآن غلاء المعيشة".

واشار الى ان "اجتماعا موسعا سيعقد مع صاحب الغبطة في القريب العاجل لوضعه لاطلاعه على الصورة الحقيقية لواقع حال المعلمين والمدارس في القطاع الخاص".

البطريرك الراعي اشار الى ان "المعلمين يعيشون مشاكل ومآسي كما لبنان"، وقال:

"أنا معكم وعلينا كلنا تحمل المسؤولية وان نتحاور معلمين وادارات مدارس واهل للحفاظ على المدرسة والتلميذ والاستاذ والاهل وعلينا ان ننظر الى واقع الدولة المتعثرة وننسق مع بعضنا البعض المطالب بكل مسؤولية وبروح ديموقراطية من دون أي عداوات او خلافات بين الاسرة التربوية التي نعتبرها عائلة واحدة".

"اصدقاء غابة ارز بشري"

الى ذلك، التقى الراعي "لجنة اصدقاء غابة الارز في بشري" التي أطلعته على "اجواء العمل التي تقوم به منذ 28 عاما لحماية الغابة التي هي ارث عظيم للبنان وللمنطقة خصوصا وبفضلها تجذر الناس في ارضهم بحيث ان بلدة بشري يعيش فيها سكانها صيفا شتاء. وتعمل اللجنة على تحريج الاراضي المحيطة بالغابة لحمايتها واعادة التوازن البيئي ووصل ارز الرب بأرز تنورين. وقد قدمت اللجنة الى غبطته مذكرة تحمل وتتضمن مطالب عدة لحماية الغابة. وقدمت لغبطته كتابا بعنوان "ارز لبنان التراث والرمز" للمؤلف انطوان جبرائيل طوق.

خيرالله

ثم التقى راعي ابرشية البترون للموارنة المطران منير خيرالله يرافقه كميل مراد والامين العام لجمعية تجار طرابلس عامر صافي وفادي خطار وسامي شيخاني.

وشكر مراد بعد اللقاء للبطريرك الراعي لزيارته طرابلس للمواساة، مثنيا على "دوره الوطني الجامع"، وطالبه ب"حض السياسيين على تأليف حكومة وطنية جامعة تتحمل مسؤولياتها رأفة بالبلاد التي اصبحت تئن من ثقل المتاعب التي تعصف بها".

وزير الدفاع

وظهرا، استقبل الراعي وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الاعمال فايز غصن وعرض معه للتطورات الراهنة محليا واقليميا.

وبعد الاجتماع، قال غصن: "ان البحث تناول مختلف الشؤون الراهنة وقد شكرنا غبطته على مواقفه الوطنية ونأمل ان تحمل الايام المقبلة الامان والامن للبنانيين جميعا بفضل المسؤولين عن استتباب الامن وبفضل صلوات سيدنا الذي نرى ان لقاءاته واجتماعاته المتواصلة تساعد كثيرا على اضفاء اجواء من الايجابية في لبنان".

 

"منشق عن "حزب الله" يروي التجسس الأمني للحزب على قيادات "تيار المستقبل" في طرابلسية 

في مؤتمر صحافي عقده النائب خالد ضاهر، أعلن أبو عمر النشابي( محمد) كيفية محاولة "حزب الله" استخدام خمس مجموعات جندها لمحاربة العدو الإسرائيلي للتجسس في طرابلس على كوادر في تيار المستقبل وعلى قيادات روحية.

وقال نشابة "في حزيران 2011، اتى الينا شخص اسمه يوسف المشلاوي ابو بكر، وتحدث معنا عن تأليف مجموعات تابعة لـ"حزب الله" بهدف القتال ضد اسرائيل، وحصل نقاش بيننا وبينه عن اهداف هذه المجموعات فقال ان هذه المجموعات هي لتحرير القدس وبدأ يشرح ان هدفهم الاوحد قتال اسرائيل، اتفقنا معه على هذه الصيغة وبدأنا ننشئ مجموعات في مناطق في طرابلس وبعد فترة قال اننا سننزل الى الضاحية ليعرفوننا على بعض القادة".

اضاف "كنا 5 مجموعات وذهبنا 5 مسؤولين الى الضاحية ولا استطيع ان اصف اين وكيف اذ ان التنقل كان عبر سيارات داكنة لا يمكن رؤية شيء في الخارج، وصلنا لملجأ مبنى وصعدنا ووجدنا 3 مسؤولين من "حزب الله" الحاج حميد والحاج هاني والحاج اسامة، تناقشنا معهم في عمليات المجموعات واهدافها وسألناهم عن الحرب بين جبل محسن وبين باب التبانة وقالوا "هذه الحروب العبثية لا علاقة لهم بها لأنها تزهر ورداً لدى العدو الاسرائيلي، فقلنا لهم متفقون معكم".

تابع نشابة "تحدثنا عن التفاصيل وبدأنا العمل وبعد فترة طلبونا للضاحية وتفاجئنا انهم وضعوا آلة على الطاولة تعكس صورة على الحيط، مثلا انا من القبة تظهر خريطة للقبة من اوّلها لآخرها ويقول لي نريد منك ان تشير الى بيوت ومكاتب "تيار المستقبل" والجمعيات الاسلامية الموجودة لديكم. تفاجأنا اننا كنا مجموعات لقتال اسرائيل فاصبحت عملية اعطاء احداثيات في المنطقة عن اهلنا فقلنا ان لا فكرة لدينا عن الخرائط فقال اننا سنقول لكم وانت اشيروا باللايزر فقلت انني غير قادر على توضيح شيء اذ لا اعلم بها".

واسترسل "اجتمعنا بابو بكر المشلاوي وقلنا له ان لم يكن اتفاقنا اعطاء احداثيات، هذه الحروب العبثية الموجودة على الارض لا علاقة لنا بها. قال لي ان هذه عبارة عن معلومات نجمعها لا تقدم ولا تؤخر ليس بالضروري ان تعطي احداثيات".

واوضح نشابة انه "في الزيارة الثالثة اعطوني 18 اسما من كوادر "تيار المستقبل" والجمعيات الاسلامية في منطقة القبة وطلبوا مني معلومات عنهم وعن تحركاتهم وارقام سياراتهم وهواتفهم وتحديد منازلهم وما اذا كان مزودا بكاميرات، ايضا حصل اجتماع بيننا وبين ابو بكر المشلاوي في طرابلس، كانوا قد اعطونا مهلة 20 يوماً وبعد شهر حصل اجتماعنا مع المشلاوي الذي قال لنا ان "الاخوة في الضاحية كلفوكم بعمل اين اصبحتم به؟، قلت له اريد ان اعلم هذه الاسماء التي يتوجب علينا جمع معلومات عنها بماذا تخدم اسرائيل؟، هل هم يخدمون مصالح اسرائيلية؟، هؤلاء اخوتنا ونعرفهم. قال لي هم يعرفون اكثر منا، فقلت له قل للاخوة في "حزب الله" وللحاج حميد ان ابو عمر يقول لك انه والثلاث مجموعات المؤلفة من 30 شخصا مستقيلين من "حزب الله". فقال لي "اذاً سنتخذ اجراءات ضدكم، قلت فلتفعلوا ما تريدون، فسحب ظرف من جيبه وقال هذا ارسله الاخوة فرميته في وجهه وقلت له اعطه للاخوة وقل لهم ابو عمر نشابة ومن معه لا تشترى ضمائرهم في المال، فاعطاه لأحد مسؤولي عكار وقال له ابقيه معك فابو عمر غاضب وفي الغد يهدأ ويتصل بك اعطيه اياه، فاخذته بالقوة من مسؤول عكار ورميته في وجهه وقلت له لا تعود الى هنا وابلغ حميد وهاني اننا لا علاقة لنا بحزب الله منذ هذه اللحظة. وبعد 3 ايام اتصل بي هاني وقال "لسانك اذا طلع لبرا بدي قصو" من هنا اقول له "طلع لساني لبرا تعال وقصه".

خالد ضاهر، في المؤتمر الصحافي عقده في طرابلس، إنتقد أصوات النشاذ والمجرمة التي تريد النيل من شعبة المعلومات، واعتبر ان منطقتنا تواجه مشروعا ايرانيا خطيرا يسعى للهيمنة على لبنان، وان حزب الله عصابة ارهابية هدفها خدمة المشروع الايراني، وان الاسلوب التكفيري للنظامين الايراني والسوري اصبح مكشوفا.

وقال: يحاولون تصوير مناطقنا كأنها بعبع يسعى للاساءة الى امن لبنان، وان من لديه ميليشيا ويضر الدولة ويعمل على اقامة دويلة هو المدافع عن الامن.

واكد ان ما يسمى سلاح المقاومة اصبحت مهمته اليوم ارهاب اللبنانيين والمشاركة في قتلهم بالتعاون مع النظام السوري الذي يقتل شعبه، وذلك سعيا لضرب الاستقرار والامن.

وأعلن ان سيارتي الرويس وطرابلس كانتا في بريتال وقامتا بزيارة اخوية الى المخابرات السورية وعادتا الى لبنان محملتين بالهدايا التفجيرية.

وأشار الى لقاءات احمد الغريب بالضابط المخابراتي في طرطوس محمد علي لزرع المتفجرات، مؤكدا ان المتعاونين مع المخابرات السورية، هم عملاء لدولة اجنبية تعبث بأمن لبنان.

وقال: هناك شبكة ومنظومة ايرانية سورية هدفها الامن، تقدم حفنة من الاموال الى جمعيات وشخصيات مقابل تأمين المعلومات عن الكوادر والناس والعلماء غير المؤيدين لسوريا، مؤكدا انه عمل تجسسي برسم الاجهزة الامنية، ومعتبرا ان عملاء النظام السوري مثل عملاء اسرائيل الذين يقتلون اللبنانيين. ودعا الى محاسبة هؤلاء على جرائمهم.

ودعا ضاهر اللبنانيين الى حماية لبنان، وذلك بدعم الاجهزة الامنية وعدم السماح بالاساءة اليها عندما تمسك بالمجرمين، وطالب القوى السياسية الوطنية بالعمل على تشكيل حكومة سريعا ووفق الدستور.

وتوجه الى حزب الله، بالقول: اخرجوا من الفتنة في سورية، اوقفوا عمالتكم للنظام الايراني، احفظوا دماء الطائفة الشيعية، لا تنتحروا مع النظام السوري الساقط، واقول لمن يتعاونون مع النظام السوري من مشايخ وجمعيات عيب عليكم احفظوا اهلكم لان النظام السوري سيسقط.

 

 

وثائق لـ”الوطن” السعودية: حزب الله يجنّد فرقاً لتصفية خصوم النظام السوري في لبنان من فريق 14 آذار  

موقع 14 آذار/عادت عمليات تصفية واغتيالات الخصوم السياسيين، التي ينفذها حزب الله للساحة اللبنانية من جديد، بعد أن دافع الحزب عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بالمال والسلاح والرجال، حسب وثائق استخباراتية تحتفظ بها 'الوطن” السعودية. وكشفت الوثائق أن الحزب يتجه بالتنسيق مع نظام دمشق وطهران إلى تصفية خصوم الأسد السياسيين، بعد أن أبدى نظام دمشق خوفا ملموسا من ضربة تشير المعلومات إلى أنها ستكون قاصمة، وليست تجميلية. وأكدت الوثائق أن حزب الله يخطط لاستهداف فريق 14 آذار، الذي يعارض النظام السوري بصورة تامة، فيما وقف فريق 8 آذار الذي ينتمي إليه 'حزب الله” في الطرف المقابل، وفق معادلة 'الممانعة والمقاومة”، التي توفر لها كل من دمشق وطهران غطاء سياسيا وعسكريا وماليا. وكانت 'الوطن” نشرت في 7 تموز الماضي، معلومات استخباراتية بناء على وثائق حصلت عليها، تشير إلى احتمال عودة حزب الله، بالتنسيق مع طهران ودمشق، إلى استراتيجية تصفية المعارضين لسياسية ونظام الأسد. كما كشفت نتائج تحقيق تفجيرات الرويس في الضاحية الجنوبية، وتفجير طرابلس في الشمال اللبناني، الذي لحقه بأقل من أسبوع، عن تكتيك مشابه، يعمل على تنفيذه مؤيدو النظام السوري، وحزب الله، وهو ما فرض قيودا على تحركات أعضاء في 14 آذار.

 

الرئيس الإيراني يعيّد اليهود على "تويتر": "روش هاشاناه" 

وكالات/غرّد الرئيس الإيراني حسن روحاني على صفحته على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" تغريدةً مثيرةً للجدل حيث تمنّى لليهود عيدًا مباركًا لمناسبة عيد رأس السنة العبرية. وقال في تغريدته: "بما أن الشمس بدأت بالغروب هنا في طهران، أتمنى لكل اليهود وبخاصةٍ الإيرانيين، عيد "روش هاشاناه" مبارك". و"روش هاشناه" هو عيد رأس السنة العبرية الذي يعتقد فيه اليهود أنه اليوم الذي بدأ فيه الله خلق العالم.  وقد حصلت الصورة على 2876 إعادة تغريد و842 تفضيل.  يُشار إلى أن يهود إيران يتوزعون في طهران وهمدان وأصفهان ويبلغ عددهم حسب المصادر الرسمية الإيرانية ما بين 25 ألف إلى 30 ألف نسمة.

 

تصريحات بثينة شعبان حول الكيماوي تصيب السوريين بالذهول 

خرجت الدكتورة بثينة شعبان، مستشارة القصر الجمهوري السوري الإعلامية، بتصريح اعتبره الكثيرون أنه من أغرب ما صدر عن النظام السوري، رغم كثرة غرائبيات تصريحاته السابقة.

قالت المستشارة السياسية والإعلامية شعبان لقناة سكاي نيوز الإنجليزية في محاولة لإثبات أن النظام لم يرتكب مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية لدمشق، قالت إن "الحكومة السورية ليست مسؤولة عن اعتداءات 21 أغسطس/آب التي راح ضحيتها 1400 شخص، بحسب التقديرات الأميركية، بل المسؤول عن ذلك المعارضة التي قامت بخطف الأطفال والرجال من قرى اللاذقية وأحضرتهم إلى الغوطة، وقامت بوضعهم في مكان واحد واستخدمت ضدهم الأسلحة الكيماوية"، مشيرة بشكل واضح إلى أن ضحايا المجزرة هم من الطائفة العلوية لانتمائهم إلى قرى اللاذقية العلوية.

ويبدو التصريح غريباً خصوصاً أن المسافة بين تلك القرى التي تتحدث عنها شعبان وبين دمشق لا تقل عن 400 كم، وإذا افترضنا أن الحواجز المنتشرة في جميع طرق سوريا لن توقف تلك الباصات التي حملت الأطفال والرجال "المخطوفين" من قرى اللاذقية إلى غوطة دمشق، فإن الفترة الزمنية اللازمة للوصول لن تقل عن 5 ساعات.

وإن تم النقل بحافلات تتسع كل منها لـ50 راكباً "وهو رقم مبالغ فيه"، فإن ما لا يقل عن 28 حافلة قطعت تلك المسافة "مع وجود 1400 قتيل في الغوطة بمجزرة الكيماوي"، ولعل من البديهي أن قافلة من الحافلات التي لا تقل عن 28 حافلة وصلت بأولئك الناس على قيد الحياة، وبلا أي خدش لا بوسائل النقل ولا حتى بالرهائن، نقول إنه من البديهي أن يصل المراقب لتصريحات شعبان لنتيجة مفادها أن "سوريا بخير"، وأن كل ما ينشر ويقال عن دمار وقتل وتشريد ولجوء ونزوح السوريين ليس أكثر من "بروبجندا" كلامية.

وكتب الصحافي السوري، إسلام أبو شكير، على صفحته بالفيسبوك تعليقاً على تصريح شعبان: "يعتقد جميع القتلة أنّ الآخرين شيطانيون ومرضى مثلهم". وفسر الدكتور بسام تصريحها بسخرية كاتباً: "اليوم السهرة على بثينة ثعبان، برأيي لا تستحق الرد، غابت سنتين ونصف عن الساحة وظهرت فجأة، لو قال لها بشار بدك تطلعي على التلفزيون وتقولي تشرق الشمس من الغرب لفعلت وبأن الأرض مسطحة وليست كروية لفعلت، هؤلاء شريط كاسيت فقط لنقل صوته وأفكاره". وأشار الناشط ورد اليافي إلى الأفراح والاحتفالات التي جرت في المناطق المؤيدة للنظام يوم مجزرة الكيماوي: "تأكيدا على كلام بثينة شعبان بأنهم خطفوا أطفالا من اللادقية وقتلوهم بالكيماوي بالغوطة.. فقد تمت الأفراح والحفلات وتوزيع الحلوى والعاصمة والساحل".

تصريحات غرائبية

تصريح الدكتورة بثينة شعبان الأخير ليس أول تصريحاتها التي وصفها السوريون بالغرائبية والمستحيلة والمضحكة، إذ إن شعبان كانت صاحبة أول رد رسمي من النظام السوري بعد "مجزرة درعا" الأولى في الثورة السورية، فظهرت يومها بمؤتمر صحافي لتتحدث عن زيادة بالرواتب ووعود بإقرار قانون الأحزاب وتكهنات ببحث إلغاء حال الطوارئ.

وكانت شعبان من أكثر المدافعين والرافضين لدخول وسائل الإعلام الغربية والعربية إلى سوريا لتغطية الأحداث، وتزامنت تصريحاتها في تلك الفترة مع تقديمها لنفسها كإعلامية، خصوصاً أنها كانت تكتب مقالات لجريدة الشرق الأوسط الدولية. وفي تصريح شهير لها بعد بداية الثورة بشهرين مع جريدة نيويورك تايمز قالت: "آمل أننا نعيش المرحلة النهائية من هذه القصة، أعتقد أن الأخطر أصبح وراءنا. آمل ذلك، وأعتقد ذلك".

ويلاحظ المتابع لتصريحات شعبان التي كانت كثيفة في بداية الثورة وأصبحت نادرة في الأشهر الأخيرة، لدرجة أن إشاعة ضخمة سيطرت على أجواء المعارضة بأن شعبان هربت من سوريا وتنوي الإنشقاق عن النظام، إلا أن تلك الإشاعة لم تطل كثيراً، والملاحظ في تصريحات شعبان وطريقتها أنها تتبع الأسلوب الهجومي في الحديث، وبنبرة صوتية حادة. يذكر أن شعبان بعمر الستين من ريف حمص، حالياً تعمل كمستشارة إعلامية للقصر الجمهوري بعد أن كانت وزيرة المغتربين السوريين منذ عام 2006. صعدت شعبان السلم الأكاديمي لتصل إلى منصب رئيسة قسم الأدب المقارن في جامعة دمشق. وأثناء تلك الرحلة أصدرت كتبا باللغة الإنجليزية، وانضمت إلى رابطة الشاعرين كيتس وشيلي في الولايات المتحدة, قبل أن ينقلها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد إلى عالم السياسة والدبلوماسية عبر اعتمادها مترجمة له في مفاوضاته مع نظيره الأميركي بيل كلنتون عام 1994 في عز انطلاقة عملية السلام بعد مؤتمر مدريد الشهير. وضمها الأسد الابن إلى عصب النظام بعد عامين عند تعيينها عام 2002 مديرة لدائرة الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية, وتوزيرها بعد سنوات قليلة, ثم ضمها في أواسط العقد الماضي إلى الحلقة الضيقة من مستشاريه بصفة مستشار سياسي وإعلامي.

 

الشيخ بلال دقماق: نصرالله وراء إطلاق منقارة… مصادر اطلعت على التحقيق: كلامه في مؤتمره الصحافي غير صحيح وكاذب

المصدر: المستقبل + الجمهورية

لم يستغرب الشيخ بلال دقماق أن يُخلي القضاء العسكري سبيل رئيس مجلس قيادة “حركة التوحيد الإسلامي” الشيخ هاشم منقارة، “لأنه يكيل بمكيالين. فترى موقوفاً أطلق النار في الهواء، أو عليه شبهة ما مسجوناً لسنوات، أمّا في تفجير بحجم تفجيرَي طرابلس، فنجد أنّ القضاء قرَّر إخلاء سبيل منقارة، وقد يعوّضون عليه أيضاً، أو قد يدَّعي منقارة على شعبة المعلومات”. وأوضح دقماق لـ”الجمهورية”، أنّ “منقارة، وخلال المناظرة بينه وبين الشيخ أحمد الغريب الذي واجهه بالاتهام، اعترف بأنه كان على علم بالتفجيرات، حتى لو لم يكن ضالعاً فيها”، واصفاً قرار المحكمة العسكرية بأنه “متخاذل، والقضاء ارتكب أخطاء عدة في هذا المجال، فهناك تسريبات كثيرة صدرت قبل اخلاء سبيل منقارة، تتحدث عن أنّ “حزب الله” وحسن نصر الله ضغط شخصياً لإخلاء سبيله”، منتقداً سكوت السياسيّين وخصوم “حزب الله”.

وعن التناقض بين توقيف منقارة بناء على معلومات تؤكد تورطه، وتركه بسند إقامة، قال دقماق: “إنّ اللبيب من الإشارة يفهم. الواضح أنّ منقارة متورّط، وهو انسان له ماضٍ، ولا يستطيع نفي ما جاء في تقرير “الجمهورية”. والقضاء بقراره يوقع بين الناس ويترك لهم حرية الاقتصاص من المرتكبين، فالقضاء في لبنان مسيّس وغير عادل”. وأكد دقماق الترابط بين قول منقارة إنّ “نصرالله ملك متوّج على عرش المقاومة”، وبين إطلاقه، قائلاً: “نعرف أنّ نصرالله وراء إطلاقه. ومِن حقّ منقارة أو أي مجرم شكر نصرالله، واعتباره ملكاً”. ولفت الى أنّ “الحقائق بدأت تظهر، وأعتقد أنّ نصرالله لعبَها صحّ. فالمقتولون من طرابلس ومن “14 آذار” وسلفيّون، والمنفذ للأسف حسب الاتهام عملاء صغار لهم تاريخ بشع وجرائم لا تمت الى الإسلام بصلة”. واعتبر دقماق أنّ “منقارة حاول في الوقت نفسه الاحتماء بنصرالله وشكره”، محذّراً من أنّ “نصرالله وحزبه وارتباطه بأجندة ايرانية يأخذ البلد إلى ما لا تحمد عقباه”. وتحدث دقماق عن وجود “عملاء في طرابلس من طراز منقارة، ومحسوبين على الحركات الإسلامية، ويملكون أموالاً طائلة ومؤسسات على حساب الشهداء والمسلمين، وهناك من يرصدهم ويحسب عليهم مواقفهم المجرمة وتعاملهم لصالح المخابرات الإيرانية، وتقديم تقاريرهم الى النظام السوري”.

ولم يستغرب دقماق أنّ ينتقل منقارة من موقع المتهم إلى الهجوم، “فهو احترق في طرابلس اولاً، وعند اهل السنّة ثانياً، وعند المسيحيين من خلال تاريخه معهم ثالثاً، وأخيراً بلجوئه الى إيران الفرس”.

وهل عودته إلى طرابلس ممنوعة، أجاب دقماق: “يبدو أنّ أهل طرابلس لا يرحّبون به، وهذا قبل التفجير وبعد اتّهامه بالضلوع فيه. وهناك شريحة كبرى من الجماعات الإسلامية عدا السياسيين العاديين في المدينة، لا يرغبون لا في سماع اسمه ولا في مشاهدته”، مشيراً الى أنّ “الناس في طرابلس يتمنّون لو يسكن في جبل عامل أو في طهران في صومعة قرب مقام أبو لؤلؤة المجوسي قاتل عمر رضي الله عنه”.

وإذ لم يستبعد وجود رابط بين تفجيري الضاحية وطرابلس، لاحظ دقماق أنّه “بعد تفجير الضاحية خرَج طابور خامس يدَّعي أنه من كتائب أمّ المؤمنين عائشة، وتبنّى التفجير، أما في طرابلس، فلم تخرج أي منظمة تحمل اسم كتائب الحسين مثلاً، لتتبنّى التفجيرين، مما يعني أنَّ الأمور مدبّرة لإيقاع الفتنة، وأنّ الهدف من التفجير طرابلس كان تحقيق أهداف عدة، منها قتل اكبر عدد من المصلين، لأن طرابلس شوكة عبر التاريخ في حلق النظام النصيري في سوريا، إضافة الى النيل من القائد الفذّ اللواء اشرف ريفي انتقاماً منه لكشفه خساسة علي مملوك وميشال سماحة وفضح مخططهم الإجرامي”. وأكد “أننا مع اللواء ريفي وأي مُخلص في لبنان لمنع أي فتنة وتفكيك أي شبكة صهيونية او أسديّة لضرب وحدة لبنان وعيشه المشترك”.

وقالت مصادر وزارية اطلعت على التحقيقات مع الشيخ منقارة لـ”المستقبل” إن كل الكلام الذي قاله في مؤتمره الصحافي “غير صحيح وكاذب، ولم يحصل أي ضغط على الشيخ أحمد الغريب”، مذكّرة بأن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر “حضر جزءاً من التحقيقات مع الشيخ الغريب وشاهد بأم العين أن الأخير لم يتعرّض لأي نوع من الضغط”.

وكشفت المصادر أن شعبة المعلومات “أثبتت في التحقيقات أن الشيخ الغريب اتهم الشيخ منقارة صراحة”، وأن “الغريب عقد 4 لقاءات مع النقيب السوري محمد علي حول تفجيرَي طرابلس، وأن النقيب السوري طلب من الغريب الاستعداد للعمل الإرهابي لكن الأخير قال حسب ما ورد في التحقيقات إنه يريد مراجعة الشيخ منقارة، وإنه راجع منقارة بالفعل، فطلب منه الأخير مراجعة اللواء علي المملوك والالتزام بما يأمره به”.

وتضيف المصادر أن الغريب انتقل بالفعل إلى دمشق لمقابلة اللواء المملوك، لكنه كما قال “لم يلتق به وعاد إلى لبنان”.

وتساءلت المصادر “لو كان صحيحاً أن الغريب لم يلتقِ اللواء المملوك، فلماذا عاد إلى لبنان والتقى النقيب السوري 3 مرات متتالية؟ إلا إذا كان أخذ الضوء الأخضر من الشيخ منقارة؟”".

وكشفت المصادر أن “لدى شعبة المعلومات أدلة تثبت أن السيارة المسروقة التي فجّرت في طرابلس وصلت في إحدى محطات انتقالها من ملكية إلى أخرى، إلى النقيب السوري ولدى الشعبة أدلة على ذلك”. أمّا عن تساؤل منقارة لماذا لم تتحرك شعبة المعلومات فور علمها بالمخطط؟ فتقول المصادر “ليس كل من يفيد الشعبة بمعلومة يكون ذات مصداقية بالضرورة”، كاشفة أن شعبة المعلومات “طلبت من المخبر مصطفى حوري تسجيل حوار بينه وبين الشيخالغريب، يتضمن مطالب الغريب منه، إلا أن حوري لم يفعل، مما أوحى للشعبة أنه كان يكذب”.

 

جنجنيان رد على أسود: “زياد استوكهولم” تحول للمطبّل الاول لنظام الكيميائي وليطالب اسياده بالاعتذار من الجزينيين

موقع 14 آذار/رد عضو تكتل القوات اللبنانية النائب شانت جنجنيان على النائب زياد اسود الذي شن هجوما عنيفا على خطاب رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في ذكرى شهداء القوات اللبنانية.

فشرح جنجنيان انه “في العام 1973 ظهر في مدينة ستوكهولم مرض نفسي غريب، عُرف بمتلازمة ستوكهولم. عوارض هذا المرض كانت تنتاب بعض ضحايا الأسر والإغتصاب، بحيث يتحوّل هؤلاء بعد تحريرهم، الى خُدّامٍ لجلاديهم. عوارض هذا المرض تنطبق بالضبط على وديعة حزب السلاح واللوائح السوداء في جزين، زياد اسود، الذي انتُهك عرضه واستُبيحت كرامته الشخصية في 7 آب، على يد النظام الأمني اللبناني السوري، ومع ذلك لم ينتفض أسود لكرامته، وإنما تحوّل الى المُطبّل والمُهلل رقم واحد للنظام الذي افتعل به بالأساس! وهكذا صار زياد أسود، وزياد ستوكهولم”. واضاف: “تأتي في هذا الإطار مرافعات “محامي الكيميائي” الفضفاضة في الدفاع عن نظام “السجون والقبور”، وتبريره قتل الآلاف من النساء والأطفال في سوريا”: وعليه يهمنّا توضيح الآتي:

اولاً: لقد كان حرياً بزياد ستوكهولم أن يطالب اسياده الجُدد في الضاحية الجنوبية بالإعتذار عن قتل عشرات الأبرياء من أهالي جزين الذين قضوا على الطرقات بالعبوات “المقاومة” و”العيون السحرية” التي يعرفها زياد ستوكهولم تمام المعرفة. ولقد كان من الأجدر به أن يسعى لدى اسياده الجدد، ولدى الدولة اللبنانية من أجل عودة اللاجئين من أهالي جزين الى اسرائيل، عوض التلهّي في تدبيج الرسائل والردود دفاعاً عن انظمة الإرهاب والدكتاتورية.

ثانياً: إن نظام الكيميائي الأسود الذي يدافع عنه زياد ستوكهولم هو نفسه النظام الذي وصفه العماد ميشال عون خلال حرب التحرير بأنه “نظام السجون والقبور”، واستطراداً ليس من المستغرب ان يستخدم هذا النظام الأسلحة الكيميائية وهو الذي سبق له ان استخدم انواعاً شبيهة ابتداءً بحروب الأشرفية وزحلة وصولاً الى “حرب التنفيسة”.

ثالثاً: إن معادلة “شعب دولة مؤسسات” لا يشوبها اي عيبٍ، وخاصةً على المستويات الوطنية والسيادية والمبدئية، ذلك ان الشعب هو في اساس “العقد الإجتماعي” الذي تنشأ الدولة على اساسه، والمؤسسات تنبثق من الدولة تلقائياً، فأين المشكلة في ذلك يا حضرة محامي الكيماوي؟ وبالمقابل هلاّ اوضحت لنا من اين جئتم  انتم بمعادلتكم المسخ “جيش شعب مقاومة” التي تضع ميليشيا مسلحّة تفاخر علناً بولائها لجمهورية ايران، في المستوى نفسه مع الشعب والجيش؟ وبالمناسبة ما زلنا بانتظار ان يُرسل حزب الله الصور التي التقطتها طائرة ايوب الى الجيش اللبناني، بعدما سارع الى ارسالها الى الحرس الثوري الإيراني. وبانتظار ان يحصر حزب الله ولاءه بالدولة اللبنانية، فإن معادلتكم المسخ ليست في حقيقتها سوى “باسدران، حزب الله، ولاية الفقيه”، وذلك حتى تنجحوا بإثبات العكس، ولن تنجحوا.

رابعاً: إن شهداء المقاومة اللبنانية الذين يذرف البعض عليهم دموع التماسيح، سقطوا بمعظمهم على ايدي اسيادك الكيميائيين بالذات. وكم كانت لتكون فرحتنا كبيرة لو انك اوليت قضية شهداء سوق الغرب وضهر الوحش والعسكريين المخفيين قسراً في سوريا، بعض الإهتمام، عوض ان تقوم مع سيدّك بزيارات حجّ وانبطاح الى بلاط نظام الكيماوي.

خامساً: إن من اراد تقزيم موقع الرئاسة هو من افتعل حروباً تدميرية ادت الى تدمير مقوّمات الوجود المسيحي، وهو الذي قام بتعطيل انتخابات الرئاسة في العام 1988 لأن حظوظه فيها كانت معدومة، وهو الذي شن حملات التخوين بحق الرئيس رينيه معوض متسبباً باستشهاده معنوياً وسياسياً، قبل إستشهاده جسدياً. وإن من اراد تقزيم موقع الرئاسة، هو من تمنّع عن تأمين النصاب لإنتخابات الرئاسة في العام 2007 متسبباً بشغور هذا الموقع لأشهرٍ عديدة، وهو نفسه من يهاجم رئيس الجمهورية لسببٍ او من دون سبب، لا لشيء إلاّ لأن رئيس الجمهورية انتقد حزب الله ونظام الكيماوي.

سادساً: عن اي مشروع قانون ارثوذكسي تتكلم يا هذا، ومقررات لجنة بكركي كانت واضحة لجهة ضرورة ان ينال هذا المشروع موافقة جميع الأطراف كشرطٍ للسير به، لا ان يُستخدم للتحريض الطائفي والمساومة والمناورة، من اجل تحسين ظروف العودة الى قانون الستين الذي يقضي على التمثيل المسيحي بالكامل؟ وبتاريخ 3 نيسان 2013 اتفقت لجنة بكركي على تعليق العمل باقتراح قانون الارثوذكسي لحين إيجاد البديل. ومن هنا جاء اقتراح قانون المختلط الذي يُوفّر للمسيحيين 54 نائباً كحدٍّ ادنى. ولكن نيّة البطريرك والحكيم كانت في مكان، ونواياكم المُبيّتة كانت في مكانٍ واحد وهو “قانون رديّنا الحق لأصحابو”.

سابعاً: امّا لجهة المتاجرة بقضية المهجرين في جزين وشرق صيدا واقليم الخروب، واختلاق الروايات والأكاذيب التي تنم عن حقدٍ دفين، فجوابنا هو نفسه الذي اعطاه رئيسك العماد عون الى “النشرة اللبنانية” في عددها 98 حزيران 1999 وفيه يقول:

“إنّ كلّ ما جرى في منطقة جزّين، ولغاية اليوم، هو مسؤولية الدولة اللبنانية التي رفضت حماية المنطقة بعد الانسحاب الإسرائيلي عام 1985، وتآمرت على جيشها واكتفت بانتشار صوَري للقوى المسلّحة في إقليم الخروب ومدينة صيدا مدّعية أنّ تضامنها هو الذي يحمي المواطنين ويؤمّن غطاء كافياً لسلامة الجيش” . فشهد شاهدٌ من اهل تلك الدولة التي كان هذا الشاهد قائداً لجيشها في ذلك الوقت. وختم جنجنيان: “إن سيدّك البرتقالي لم يتحمّل مسؤولياته الوطنية والوظيفية في حماية جزين وشرق صيدا، وهو الذي كان جزءاً لا يتجزأ من إدارة هذه الدولة، ولكنك عوضاً عن السكوت وطلب المغفرة من الضحايا، جئتنا بعد 3 عقود لتحاول تشويه التاريخ وفبركة الروايات، وبيننا وبينك وبين اكاذيبك قريباً ايها العفيف النظيف كازينو لبنان وبنك المدينة، فالى اللقاء “.

 

الرئيس الجميل التقى عسيري واستنكر اعتراض حواجز حزب الله موكبا ديبلوماسيا سعوديا

وطنية - إستقبل الرئيس أمين الجميل، سفير المملكة العربية السعودية علي عواض عسيري، وناقشا حسب بيان للمكتب الاعلامي للرئيس الجميل "التطورات الداهمة في المنطقة وبخاصة الوضع في سوريا في ضوء ما يتداول في واشنطن وغيرها من العواصم الدولية والعربية عن ضربة عسكرية محتملة ردا على إستخدام النظام السوري الاسلحة الكيماوية، وكانت مناسبة لإستعراض الوضع الداخلي وضرورة تأليف الحكومة في أقرب وقت لمعالجة الاوضاع الداخلية المتراكمة ومتابعة المجريات الإقليمية" . وجدد الرئيس الجميل إستنكاره "لاعتراض حواجز حزب الله في شوارع بيروت لموكب ديبلوماسي سعودي".

 

ميقاتي استقبل مقبل وكنعان فليتشر: لحوار عاجل بين كل الاطراف في شأن التحديات

وطنية - بحث الرئيس نجيب ميقاتي مع زواره في السرايا اليوم التطورات الراهنة في المنطقة والملفات اللبنانية الداخلية، واستقبل في هذا الاطار السفير البريطاني طوم فليشتر الذي قال في تصريح: "ناقشنا مع دولة الرئيس سبل الإفادة من الايام المقبلة والعمل على تأمين روح من الإجماع في البلاد والحاجة الى حوار عاجل بين كل الاطراف في شأن التحديات التي تواجه لبنان، ومنها مسألة النازحين الى لبنان والوضع الامني، وكلنا ندرك الحاجة الى تأليف حكومة لبنانية جامعة. نحن كمجتمع دولي نعمل على الافادة من الاجتماعات التي ستعقد في نيويورك في أيلول الجاري، حيث يكون العالم مجتمعا في مكان واحد، لتقديم الدعم والتضامن للبنان، وهو في حاجة إليهما، وكلنا مصممون على القيام بذلك". وردا على سؤال عن الضربات الجوية لسوريا وحصول توافق حولها بين بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، قال: "حتى الساعة لم يتخذ أي قرار، وكلنا نشاهد المناظرات السياسية الدائرة، وخصوصا تلك الحاصلة في الولايات المتحدة، ولا أريد أن أتكهن بما سيحصل، ولكن الجميع يدرك ضرورة حظر استخدام الاسلحة الكيميائية".

سفير قطر

واستقبل ميقاتي سفير قطر سعد بن علي هلال المهندي في زيارة وداعية.

كنعان

والتقى أيضا رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان الذي قال بعد اللقاء: "إن الإجتماع اليوم مع دولة الرئيس يرتبط بملفات وطنية ومالية مهمة. الموضوع الأول هو تصريف الأعمال، وتكلمنا مع دولته بصراحة عن هذا الموضوع، وسنتابعه معه ومع المعنيين لوضع هذا المسار بشكل سليم وعلى الطريق الصحيح.

أما الموضوع الثاني الذي بحثنا فيه، فهو سلفات الخزينة، لأن هناك شكوى كبيرة قائمة من تجميد سلفات كانت الدولة تعاقدت عليها مع المتعهدين والمقاولين وغيرهم من العاملين في هذا القطاع، إذ تم عقد النفقات، ومن ثم تجميد هذه السلفات بقرار من مجلس الوزراء قبل استقالة الحكومة، وهو ما يشكل ضررا كبيرا على المشاريع القائمة والتي توقفت جميعها في كل المناطق اللبنانية. هذا الأمر مخالف لقانون المحاسبة العمومية وينعكس سلبا على جميع العمال والشركات والمصارف المرتبطة بديون واعتمادات. ولا يمكن أن يبقى الأمر هكذا، لأنه من مسؤولية الدولة، وكان هناك مصارحة واتفاق على متابعة جدية لحلحلة هذا الموضوع خلال الأيام المقبلة".

أضاف: "الموضوع الأهم الذي بحثناه هو موضوع البلديات والعائدات البلدية، التي تم حسم 80 في المئة من مستحقاتها من الصندوق البلدي المستقل، واليوم يحكى عن حسومات كبيرة جدا لما يسمى ديونا مزعومة متراكمة على هذه البلديات، تصل الى ألفي مليار ليرة، وهذا أمر مرفوض كليا لأنه لم يتم التدقيق في هذه الديون، ولا تستطيع البلديات أن تتعامل مع هذا الملف بهذا الشكل. هذه حقوق وأمانة لدى الدولة، وبالتالي من المفترض أن تتم معالجة هذا الملف بشكل منفصل تماما عن الإدعاءات الموجودة منذ سنوات لدى وزارة المال أو لدى الحكومات المتعاقبة بحق البلديات".

وقال: "يجب إعطاء البلديات حقوقها وإذا كان هناك من مطالب فلنبحث مدى شرعيتها وقانونيتها وليتم التدقيق في فواتير شركات النفايات التي وصلت قيمتها الى حد بلغ ثلث موازنة الدولة اللبنانية. من هذا المنطلق كانت جلستنا اليوم، واتفقنا مع دولة الرئيس من خلال عملنا في لجنة المال على أن يكون هناك تعاون ومتابعة ليتم تصحيح هذا المسار لأنه كما يبدو، فإن مرحلة تصريف الأعمال طويلة وأعتقد أنه يجب إيجاد إطار قانوني دستوري إستثنائي كي لا تتعطل الدولة".

إجتماعات

واستقبل ميقاتي نائب رئيس الحكومة سمير مقبل ثم وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال نقولا نحاس وبحث معه شؤونا وزارية.

كما استقبل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.

 

وزير المهجرين علاء الدين ترو: لحكومة يتمثل فيها الجميع دون ثلث معطل وشعارات لا قدرة للبنان على تحملها

وطنية - رأى وزير المهجرين في حكومة تصريف الاعمال علاء الدين ترو في حفل تخرج طلاب ثانوية حارة الناعمة - ثانوية الرئيس الشهيد رفيق الحريري، "اننا نعيش ظروفا صعبة وقاسية في لبنان والمنطقة ايضا، لكن ما يعنينا كلبنانيين الارض اللبنانية وهذا ليس بتخل لا عن تواصلنا ولا عن عروبتنا ولا عن اسلامنا ولا عن مبادئنا وقناعاتنا، ولكن مع الاسف الاحداث اكبر من قدرة البلد ومن قدرة فريقي 8 و14 آذار فما يجري من حولنا في المنطقة وما يخطط للمنطقة اكبر من اللبنانيين". واعتبر "ان الحزب التقدمي الاشتراكي عندما وافق على سياسة النأي بالنفس يعني نأي لبنان ليس عن القضايا الانسانية والحياتية والاجتماعية والصحية للمواطنين السوريين النازحين الى لبنان، نحن قررنا ان نسير بسياسة النأي بالنفس مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وليس مسموحا لأي من الفريقين 8 و 14 آذار ان يزج لبنان واللبنانيين في الصراعات السورية لان لا قدرة لنا على تحملها".

ودعا ترو كل الافرقاء اللبنانيين "الانسحاب من سوريا وتحديدا حزب الله والعودة الى لبنان والخروج من النفق السوري ومن الرمال السورية المتحركة، لأن لا مصلحة لأي لبناني ان يتدخل بالازمة السورية ويقاتل ويقتل الشعب السوري". وتابع:"اليوم سوريا دخلت في نفق نتيجة استخدام النظام للسلاح الكيميائي ضد اهله وشعبه، وهذا ما سيحاسبه عليه المجتمع الدولي، ولكن في المقابل اذا انهار النظام في سوريا واذا خرج ابن الاسد من رأس النظام واذا انتصر الشعب السوري، فاننا لن نأسف على ضرب رأس هذا النظام، لكن نحن كمواطنين عرب وكلبنانيين ووطنيين وتقدميين لا رأي لنا في التدخل الغربي، وكنا نأمل ان تحل المسألة في سوريا بدون التدخل الخارجي وبدون ان يلحق بسوريا هذا الدمار الكبير الذي سيلحق بها جراء الضربات التي ستتخذها الولايات المتحدة الاميركية وحلفاؤها وهذا ما يجب ان يدفعه بشار الاسد ونظامه من تطاوله واستخدامه لاسلحة ممنوعة ضد شعبه".

وعن الوضع اللبناني الداخلي قال:"مع الاسف نعيش اليوم حالة لا نحسد عليها في لبنان حكومة مستقيلة تصرف الاعمال، رئيس حكومة مكلف لا يستطيع تشكيل حكومة نتيجة الشروط والشروط المضادة، ونحن نقول اننا نريد حكومة يتمثل فيها الجميع دون ثلث معطل ودون شعارات لا قدرة للبنان على تحملها، ونطمح ان يكون عدد وزراء كل فريق سياسي ثمانية اي ثلاث ثمانيات يعني 24 وزير، وان يكون البيان الوزاري لهذه الحكومة هو اعلان بعبدا دون زيادة او نقصان. ونقول بالمقابل على الفريق الاخر ان نفتح مجلس النواب لان تعطيل المجلس وتعطيل المؤسسات في لبنان لايجوز تحت اي ظرف او تحت اي ذريعة ومقابل اي حجة".

وختم:"نعود مجددا الى الدعوة الى الحوار على طاولة رئيس الجمهورية الذي يقدر جميع اللبنانيين دوره ومواقعه وحرصه الدائم على مصلحة وامن واستقرار لبنان واللبنانيين فعلى الجميع ان يذهبوا فورا ودون شروط مسبقة الى طاولة الحوار برعاية رئيس الجمهورية وان نكون نحن كمواطنين لبنانيين جزءا لا يتجزا من المنظومة الامنية التابعة للدولة بحماية مؤسساتنا الامنية من جيش وقوى امن داخلي وامن عام وامن دولة، لان هذه المؤسسات الامنية ليست لفريق دون آخر بل هي ملك للشعب اللبناني ومطلوب منها ان تحمي الشعب اللبناني بكل فئاته وان تصون الحدود الوطنية اللبنانية دون تمييز ودون منة من احد".

حفل التخرج

وكان حضر الاحتفال الذي اقيم في قاعة الثانوية الى الوزير ترو مفوض التربية في الحزب التقدمي الاشتراكي جلال ريدان، رئيس بلدية الناعمة امين فخر الدين واعضاء المجلس البلدي، مخاتير، مدراء مدارس وافراد هيئات تعليمية وحشد من اهالي الطلاب. بعد ترحيب من الاستاذ علي البقيلي والنشيد الوطني القى مدير الثانوية المربي خليل مزهر كلمة هنأ فيها الطلاب على نجاحهم ووصفهم بانهم ثروة للبلدة والمحيط، كما اثنى على المربي المكرم حسين جابر الذي كان مثال الاب والاخ والمرشد لطلابه. وشكر المجلس البلدي السابق والحالي لما يقدمه للثانوية وايضا وزيري المهجرين والتربية ومدير التعليم الثانوي.

كلمة الخريجين القتها الطالبة فاطمة الهيبي فشكرت الاساتذة واشارت الى "ان سر نجاح الثانوية يكمن في حب العمل والعطاء والنجاح". وكانت كلمة للطالب المتفوق امين مروان فخر الدين، اشار فيها ب"ان طلاب الثانوية لم يعد همهم النجاح فقط بل حصد الدرجات والمعدلات العالية لمنافسة الثانويات الاخرى". اما كلمة مجلس الاهل فالقاها رئيسه محمود فخر الدين الذي رحب بالوزير ترو والحضور وشكر مدير الثانوية الذي يتعاون بشكل كبير مع لجنة الاهل. وهنأ الطلاب والاساتذة بالنجاح ولفت الى "ان حارة الناعمة ستبقى حارة وطنية وحارة الصمود". ثم تحدث رئيس البلدية امين فخر الدين، فاثنى على دور الهيئة التعلمية ومدير الثانوية في تحقيق النجاح، واكد "ان الناعمة لم تنطو يوما على نفسها بل كانت وما زالت تفتح قلبها للجميع وترد الجميل بالجميل والوفاء بالوفاء". بعد ذلك قدم رئيس البلدية درعا لمدير المدرسة كما قدمت ادارة المدرسة دروعا للوزير ترو وللمربي حسين جابر، بعدها تم توزيع الشهادات على الطلاب. كما قدمت زوجة الفنان عزت مزهر جوائز للمتفوقين باسم محترف الفنان عزت مزهر.

 

غريغوريوس الثالث دعا ليوم صوم وصلاة السبت لاجل السلام في الشرق الاوسط

وطنية - دعا بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأرشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، بصفته رئيسا لمجلس الكنائس الكاثوليكية في سوريا، وكبطريرك كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في العالم، "جميع المؤمنين وجميع رعايانا إلى الصوم يوم السبت السابع من أيلول لأجل السلام في سوريا وفي فلسطين وفي الشرق الأوسط والعالم".

وجاء في بيان البطريرك لحام :" أعلن قداسة البابا في كلمته ظهر الأحد الأول من أيلول، أثناء صلاة "السلام الملائكي"، يوم السبت السابع من أيلول، تقدمة عيد ميلاد أمنا مريم العذراء الكلية القداسة، يوم صوم وصلاة لأجل السلام في سوريا. وقد دعا قداسته الكنيسة جمعاء إلى تكريس هذا اليوم للصوم والصلاة:الكنيسة الكاثوليكية وكل المسيحيين، لا بل جميع البشر ذوي النيات الحسنة. كما وأدان استخدام الأسلحة الكيميائية ودعا جميع الناس إلى تأليف حملة التزام بالعمل لأجل السلام. إننا بصفتنا رئيس مجلس الكنائس الكاثوليكية في سوريا، وكبطريرك كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في العالم، ندعو جميع المؤمنين وجميع رعايانا إلى الصوم يوم السبت السابع من أيلول . وأدعو إلى إقامة الصلوات مساء وليلا في الكنائس حسب أوضاع كل رعية، بحيث نشارك قداسته في الصلاة التي دعا إليها لأجل السلام في سوريا وفي فلسطين وفي الشرق الأوسط والعالم، والتي ستقام في ساحة كنيسة القديس بطرس من الساعة السابعة وحتى نصف الليل بتوقيت روما. أدعو الكهنة أن يفتحوا الكنيسة السبت مساء من الساعة السابعة وحتى الساعة الثانية عشرة، ويصلوا مع المؤمنين الحاضرين، أقترح له إطارا ليتورجيا: سهرانية أي صلاة الغروب كاملة مرنمة تتبعها صلاة السحر كاملة وتأملات وسجود وكلمات روحية .وتتلى أيضا صلاة الطوباوي يوحنا بولس الثاني التي صلاها لأجل سوريا والمنطقة في القنيطرة على أعتاب هضبة الجولان يوم السادس من أيار 2001. ويمكن أن تقرأ كلمة قداسة البابا في 25 آب و 1 ايلول وايضا ما كتبته في هذه المناسبة. تجمع الصواني في الصلاة لأجل مساعدة الذين في ضيق من جراء الأزمة الحالية في سورياه.

ومع قداسته نطلب من أمنا مريم العذراء أن تساعدنا لكي نجيب على العنف والصراعات والحرب بقوة الحوار والمصالحة والمحبة. انها أم !ونحن أبناؤها ! فلتساعدنا لنجد السلام، ولكي نبني حضارة الحوار واللقاء والسلام!

يا مريم سيدة السلام !صلي لأجلنا.

 

غطاس خوري نفى ما نسب اليه من كلام في شأن تشكيل الحكومة

وطنية - صدر عن مكتب النائب السابق الدكتور غطاس خوري، البيان الآتي:

"تداولت بعض وسائل الاعلام، خبرا مفاده ان الرئيس سعد الحريري ابلغ الدكتور غطاس خوري موقفا جديدا يتعلق بتشكيل الحكومة وبمشاركة حزب الله في هذه الحكومة. يؤكد الدكتور غطاس خوري انه لم يعط اي تصريح بهذا المعنى كما انه ينفي مضمون هذا الخبر".

 

سامي الجميل: لتحييد لبنان وحكومة وفق إعلان بعبدا

وطنية - أعرب منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل في حديث الى "الاسبوع العربي، ينشر غدا، عن اقتناعه " بعدم وجود ارادة دولية لاسقاط بشار الأسد"، معتبرا "أن سبب التردد وتأجيل الضربة العسكرية هو عدم مصلحة اسرائيل برحيل الأسد ". وقال:"بشار الاسد واسرائيل أو بالاحرى نظام البعث واسرائيل لديهما علاقة عمرها 40 سنة ، فهذه العلاقة مميزة لأنها أسست لاربعين سنة من السلم بين البلدين.فقد مضت اربعون سنة من دون تسجيل أي ضربة كف بين سوريا واسرائيل إلا في فترة 1982 عند حصول احتكاك في لبنان، ولكن بين سوريا واسرائيل كدولتين فمنذ حرب 1973 لم يسجل شيء".

اضاف: "ايران تقول إنها ستدافع عن الأسد إذا حصلت ضربة لسوريا، اي أنها ستوسع البيكار. اليوم لدى ايران أداة في لبنان هو حزب الله.والخطر هو أن يزج حزب الله لبنان في هذا الصراع ، لأن زج لبنان من خلال عمليات من حزب الله على اسرائيل أو ما يشبه ذلك يعني دمار لبنان. لذلك نحذر منذ الآن حزب الله من أي تدخل في حال حصول ضربة لسوريا، وممنوع أن يدخل حزب الله على خط الصراع لأنه بذلك سيكون بصدد توريط لبنان واللبنانيين بكارثة لا يمكننا الخروج منها، ومن هنا أهمية شعار الحياد ومن هنا ضرورة تحييد لبنان لأنه إذا تحول من صراع داخلي سوري الى صراع اقليمي دولي ساعتها لن تكون لنا أي مصلحة بالانخراط فيه".

وتابع: "مطلبي الوحيد هو تحييد لبنان ، وهذا الطلب موجه الى كل الناس المعنيين بالموضوع والى كل الاطراف المتصارعة اقليميا ودوليا والى كل الاطراف الداخليين.هذا نداء منا ، لقد تعذب لبنان كفاية ودمر كفاية ، لبنان دفع كفاية ثمن صراعات المنطقة والقضية العربية وحان الوقت ليتركوا لبنان يرتاح، فلم يعد بإمكانه أن يحتمل، نحن على حافة الانهيار الاقتصادي والسياسي والمؤسساتي، وهو لا يحتمل هذا النوع من الصراعات".

سئل: كيف نظرت الى تحفظ وزير الخارجية عدنان منصور على قرار الجامعة العربية لجهة اتخاذ الاجراءات الرادعة ضد النظام السوري ومطالبته قبل ذلك بجلسة خاصة لمجلس الوزراء ؟

اجاب: "مواقف الوزير منصور شيء وهذا الموقف شيء آخر.أنا مع سياسة الحياد ، ففي مثل هذه القضايا نحن مع أن تنأى الدولة اللبنانية بنفسها وأن يكون للبنان موقف محايد في كل ما يتعلق بصراعات المنطقة.أما في ما يتعلق بالوزير منصور فهو غير محايد ، هو يأخذ طرفا مع النظام السوري وهذا ما يظهر في كل مواقفه التي تكون معاكسة في كثير من الاوقات لارادة رئيس الجمهورية ، وهذا ما لاحظناه عدة مرات، يتخذ مواقف معاكسة لسياسة النأي بالنفس ، وبالتالي لدينا مشكلة مع طريقة تعاطي الوزير منصور بالشأن السوري لأنه لا يلتزم بموقف الدولة الرسمي الذي هو النأي بالنفس أو الحياد".

وقال: "نحن نريد وزيرا للخارجية يلتزم سياسة رئيس الجمهورية التي هي " إعلان بعبدا " وتحييد لبنان.وهذا الاعلان وقعت عليه كل الاطراف السياسية وكل الاحزاب.وعلى من يكون في هذا المنصب أن يلتزم بهذا الاعلان الذي تم تبليغه رسميا الى كل الهيئات الدولية والامم المتحدة وجامعة الدول العربية، ولا يمكننا أن نبلغ شيئا رسميا ثم نناقضه، لا يمكننا أن نقرر شيئا بإجماع اللبنانيين ثم نقف ضده أو نمشي ضده. ولكن النأي بالنفس لا يعني الا يكون للدولة اللبنانية موقف واضح من قضية انسانية كالمجازر التي ترتكب وآخرها استخدام الاسلحة الكيميائية المحظرة دوليا. على الدولة اللبنانية ان تنأى بنفسها عن الصراع الداخلي الدائر في سوريا ولكن لا يمكن اعتماد مبدأ النأي بالنفس في القضايا الانسانية. فعلى الدولة من موقع انساني اعلان رفضها المطلق لاستخدام هذا السلاح ومطالبة المجتمع الدولي بوضع حد لاستخدامه".

واوضح ردا على سؤال : "نحن من الأساس قلنا إننا ضد الامن الذاتي، ونحن نفهم أن الدولة ليست لديها الامكانات لتؤمن بشكل دقيق كل المناطق اللبنانية ولذلك اقترحنا الاستعانة بشرطة البلديات الذين يعدوا بالآلاف في لبنان ويمكن أن يكونوا داعما اساسيا للأمن الداخلي وخصوصا أن القانون يعطي للشرطة البلدية صفة الضابطة العدلية، لذلك للشرطة اليوم صلاحية حماية الناس في كل القرى اللبنانية، وهذا كان اقتراحنا ، فبدل الأمن الذاتي الفئوي والحزبي المرفوض لأنه يؤدي الى دمار البلد، ليكن الأمن تحت سقف المؤسسات، ولا ننسى أن البلديات لديها اليوم صفة رسمية، وهذا ما طلبته من وزير الداخلية الذي كان في الجو ذاته ودعا هذا الاسبوع الى اجتماع لكل رؤساء البلديات".

وعن مبادرة الرئيس نبيه بري قال الجميل: "بالنسبة الينا، أي مبادرة تجعل الناس تتكلم مع بعضها ويمكن أن تحمي لبنان لسنا ضدها.ونحن من الاساس نقول إننا في هذا الوضع الذي يشهد انهيارا تاما لكل شيء لدينا خيار من اثنين: إما أن نجرب حل مشاكلنا بالحوار، أو أن نأخذ بلدنا الى المهوار، لا خيار ثالث.فإذا أردت وقف الانهيار عليك الحوار، واذا رفضنا الحوار فالانهيار مستمر. المشكلة هي أن البديل عن الحوار هو استمرار الحالة كما هي".

سئل: البعض نظر الى المبادرة على أنها تصادر صلاحيات رئيسي الجمهورية والحكومة بتأليف الحكومة؟

اجاب: "الامر لا يتوقف فقط على الحكومة ، الحوار اليوم هو مكان للتلاقي، والمفقود اليوم هو التلاقي، فنحن لا نلتقي لنتكلم في أي موضوع.والمشكلة هي أن التباعد بين اللبنانيين وصل الى درجة أننا لم نعد نجلس مع بعضنا.وفي رأيي أن أول بند يجب أن يُبحث هو إعلان بعبدا وتطبيقه. ودعني اوضح انه لن يكون هناك حكومة إلا على اساس إعلان بعبدا ، بالتالي فلنتفق على اعادة الالتزام بإعلان بعبدا قبل البحث في أي شيء آخر، لماذا؟ لان إعلان بعبدا هو أن لا نتدخل لا مع هذا ولا مع ذاك. البديل عن إعلان بعبدا هو التدخل إما مع هذا أو ذاك. ولماذا لا تشكل حكومة من دون إعلان بعبدا؟ لأن أي حكومة مع النظام السوري لن تشكل لأنها لا تتمتع بأكثرية ، وليد جنبلاط لن يدخل الى حكومة داعمة للنظام وبالتالي 8 آذار بلا جنبلاط لا يمكنهم تأليف حكومة ، بالتالي حكومة " Pro نظام ما رح يصير ".وحكومة ضد النظام " ما رح تصير " لأن حزب الله لن يدعها تتألف ولا أعرف إذا وليد جنبلاط سيدخل في عملية مواجهة مع حزب الله، وبالتالي لن تتشكل حكومة " pro معارضة Anti نظام في لبنان ".طيب، إذا لن تشكل حكومة "لا هيك ولا هيك" ، الحل الوحيد الذي يمكن أن يؤدي الى حكومة في لبنان هو أن تتألف حكومة لا مع هذا الفريق ولا مع ذاك، اي حكومة تلتزم إعلان بعبدا.بالتالي إعادة الالتزام بإعلان بعبدا يعني الالتزام بالحياد وهو الشرط الاساسي لاعادة إحياء المؤسسات بدءا بتشكيل الحكومة وصولا الى اعادة العمل بمجلس النواب لأنهما مرتبطان ببعضهما البعض وصولا الى كل الملفات السياسية الأخرى.وإذا لم نعد الى اعلان بعبدا الانهيار مستمر ، ومن يرفض هذا الامر أي حزب الله يتحمل مسؤولية الانهيار، فعدم الالتزام بإعلان بعبدا يعني أنني أريد الانتصار على الآخر يعني أنني أريد فرض وجهة نظري على الآخر.إعلان بعبدا يعني لا رباح ولا خاسر والبديل عن إعلان بعبدا يعني أن هناك رابحا وخاسراواستكمال الازمة والتفجير المتبادل".

سئل: هل توافقون كحزب كتائب أن يكون حزب الله ممثلا في الحكومة الجديدة؟

اجاب: "ليست مسألة أن يكون ممثلا أو غير ممثل ، السؤال هو هل حزب الله مستعد للالتزام بإعلان بعبدا؟ فليس المهم من يشارك بالحكومة أو لا ، وهذه مشكلة لبنان دائما .نسأل من الوزير ؟ وتتوقف الحكومة على توزير هذا الشخص أو لا .المعضلة هي ما هو برنامج هذه الحكومة ؟ هنا الاساس.ليست المشكلة من في الحكومة بل ماذا ستفعل هذه الحكومة؟ إذا كانت آتية لتحييد لبنان ؟ أيا يكن من بداخلها لا مشكلة حتى إذا دخل حزب الله والتزم إعلان بعبدا لا مشكلة.المشكلة هي هل أن حزب الله مستعد للالتزام بإعلان بعبدا؟ هل حزب الله مستعد للخروج من سوريا؟".

سئل: إذا لم يتم الاتفاق على تشكيل حكومة أين أنتم من المطالبة بتعويم حكومة الرئيس نجيب ميقاتي والعودة الى عقد جلسات؟

اجاب: "سيكون هذا انتهاك جديد للدستور لأن هذه الحكومة مستقيلة، وهناك رئيس مكلف. فإعادة إحياء صلاحيات الحكومة القديمة أمر مخالف للدستور ، ساعتئذ ليسحبوا ثقتهم من الرئيس تمام سلام وليكلفوا الرئيس نجيب ميقاتي من جديد لتشكيل حكومة، ولكن لا لاحياء حكومة مستقيلة لأنها ضد الدستور".

سئل: في موضوع رئاسة الجمهورية هل نحن واصلون الى فراغ رئاسي وكيف السبيل الى معالجته؟

اجاب: "نحن ضد الفراغ في الرئاسة ، اليوم بإمكان مجلس النواب أن يجتمع وبالتالي بإمكانه انتخاب رئيس الجمهورية في جلسة واحدة في ظرف ساعة، ولا شيء يمنع انتخاب رئيس. الانتخابات النيابية في لبنان في ظرف دقيق مثل هذا الظرف حيث توجد تفجيرات قد يكون من الصعب إجراؤها ، إنما انتخابات رئاسية لا تستلزم شيئا ويمكن إجراؤها وبالتالي يجب أن تجرى".

سئل: هل أنتم مرتاحون الى مواقف الرئيس ميشال سليمان حاليا ؟

اجاب: "بالتأكيد ، رئيس الجمهورية يتكلم اليوم بضمير لبنان، وهذا الكلام يقوله أي إنسان وطني، وهذا أمر هام وتشعر اليوم أن رئيس الجمهورية بات متحررا أكثر مما كان في أول عهده".

ورأى الجميل "ان هناك طريقتان لحماية لبنان من ظاهرة التفجيرات: الاولى وهي الاكثر فعالية هي الالتزام بإعلان بعبدا لأن الافرقاء اللبنانيين إذا أخرجوا أنفسهم من الصراع السوري تتوقف التفجيرات، والطريقة الثانية هي تفعيل دور شرطة البلدية في كل البلدات في لبنان، فهذه الشرطة تعرف كل سيارة في الضيعة وبيت كل شخص وبإمكانها أن تضبط السيارات المشبوهة أكثر من الامن الداخلي".

وعن موضوع النازحين وكيف السبيل الى حل هذه القنبلة الموقوتة؟ قال:"لبنان لم يعد بإمكانه أن يتحمل، فقد وصل الى مكان بات البلد أرضا سائبة وكأن لا حدود لديه ولا أمن عام، ولدينا اليوم أكثر من مليون و200 الف نازح سوري والحل بالنسبة الينا هو بإقامة مخيمات على الحدود تحت اشراف الامم المتحدة والجيش اللبناني كي نتمكن من تأمين ظروف الحياة الاساسية والنوم والكهرباء والمياه والطبابة والتربية على أن تتولى التكاليف الامم المتحدة لأن لبنان ليس بمقدوره تحمل الكلفة.وإن انتشار النازحين في كل القرى يضرب أمن اللبنانيين ويجعلهم من دون مأوى ومأكل ومساعدة، فيلجأوا الى السرقات ليعيشوا. ثم اليوم ماذا يضمن لك عودتهم الى سوريا وهم منتشرون على كل الاراضي اللبنانية؟ لو كانوا محصورين بمخيم تضمن عودتهم الى بلادهم ، وخصوصا أنه كان لديك مئات الالاف من العمال السوريين وبالتالي إختلطوا ببعضهم ولم يعد بالامكان معرفة من هو العامل ومن هو اللاجىء؟ وبات هناك تدهور في الوضع الامني وخطر على مستقبل لبنان ومصيره.من هنا ضرورة اقامة مخيمات على الحدود وسوريا ليست اسرائيل، فمشكلة المخيمات الفلسطينية أنه لا توجد لديهم دولة يعودوا اليها إنما عندما ينتهي النزاع في سوريا سيعود هؤلاء.ولمن ينتقدون مخيمات لاجئين، اقول انه في فرنسا اليوم إذا وجدوا شخصا ليست لديه أوراق قانونية يرحل، فهل بتنا حريصين على حقوق الانسان أكثر من فرنسا ؟ وهل سنعطي في لبنان دروسا في حقوق الانسان لفرنسا؟ ليتوقفوا عن التنظير علينا جماعة الامم المتحدة والقول إننا غير انسانيين؟ فهل ممنوع أن نحمي بلدنا ؟ وهل يجب أن يكون وطننا سائبا ؟".

 

الراعي قلد انطوان ازعور وساما بابويا

وطنية - قلد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، عضو الهيئة الفخرية في رابطة قنوبين للرسالة والتراث، مؤسس مكتبة الوادي المقدس انطوان ازعور "وسام القديس غريغوريوس الكبير"، الذي منحه اياه قداسة البابا فرنسيس تقديرا لالتزاماته الروحية والانسانية التي يجسدها على مستوى خدمة المحبة، وتطلعات التنمية البشرية والعناية بالتراث الروحي والوطني والعمل على نشره في لبنان وبلدان الانتشار، كما جاء في البراءة البابوية الصادرة عن حاضرة الفاتيكان في 31 ايار الماضي.

واقيم للمناسبة حفل روحي في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان ترأسه البطريرك الراعي في حضور السفير البابوي المونسنيور غبريال كاشيا، والكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والمطارنة شكرالله حرب، رولان ابو جودة، سمير مظلوم، مطانيوس خوري، فرنسيس البيسري، حنا علوان، مارون العمار، جوزف معوض، الوزيرين السابقين جان عبيد وجهاد ازعور، رئيس رابطة قنوبين للرسالة والتراث نوفل الشدراوي واعضاء الرابطة واصدقائهم وحشد من الكهنة والاصدقاء وعائلة ازعور.

خدمت صلاة المساء جوقة قاديشا، وفي نهايتها تلا السفير كاشيا البراءة البابوية وسلمها الى ازعور، ثم قلده البطريرك الراعي اشارات الوسام. والقى ازعور كلمة شكر فيها قداسة البابا والبطريرك الراعي وسائر المشاركين. وقال:" لم اكن اتوقع انني سأقف وقفة كهذه حاملا وساما بابويا. وان الايمان ليس اعلانا لنيات الخير، انما هو ممارسة الخير. وليس ادعاء العمل الصالح انما الالتزام قولا وعملا في الطريق المستقيم على خطى السيد المسيح".

اضاف: "ونحن مسيحيو هذا الشرق، لا يمكن ان نكون موعودين بالقيامة اذا لم نشهد بعملنا وفكرنا والتزامنا وشهادتنا لعمق الايمان المسيحي، وصلابة الالتزام بالقيم المسيحية والتمسك بالرسالة التي انتدبنا تاريخنا وكبارنا في هذا الشرق للقيام بها. وعلينا ان نرتقي الى مستوى الرعية الملتزمة الصالحة، لا ان نكون القطعان المشتتة في مزارع المصالح السياسية والمادية الضيقة".

واكد للبطريرك الراعي "التزام الشركة والمحبة في معركة الدفاع عن قضية وجودنا ومعنى وجودنا وقيمة وجودنا، وفي الطموح لان نكون ورثة كبارا في تاريخنا وابناء ايمان راسخ قويم".

الراعي

ثم كانت كلمة للبطريرك الراعي هنأ فيها ازعور معتبرا هذا "الوسام تحية تقدير ووفاء لجهوده المتعددة على المستويات الانسانية والانمائية والثقافية"، لافتا الى ان هذا "الوسام هو لكل مؤمن يتمكن من ترجمة ايمانه افعالا ملموسة".

يشار الى ان وسام القديس غريغوريوس الكبير هو الثالث بين ستة اوسمة بابوبة ، اولها الوسام الاعلى للمسيح، الذي يمنح بانعام بابوي خاص في حالات نادرة، وثانيها وسام البابا بيوس التاسع الذي يمنح لرؤساء الدول والشخصيات الرسمية.

 

بوتين والأسد المنتحر

طارق الحميد/الشرق الأوسط

أطلق الرئيس الروسي تصريحات مهمة حول مواقف بلاده من سوريا، وتداعيات الضربة العسكرية المحتملة، وذلك قبل قمة العشرين المرتقبة، حيث أعلن بوتين أن بلاده قد تنضم للجهد الدولي لو ثبت استخدام الأسد للكيماوي، كما أكد عدم إتمام بعض صفقات الأسلحة الصاروخية. فكيف نفهم هذه التصريحات، وما هو تأثيرها على الأزمة السورية؟ القراءة المتأنية لتصريحات بوتين تقول إن موسكو لم تغير موقفها تماما بقدر ما أنها تشير إلى أن الروس غير مستعدين للذهاب بعيدا في العملية الانتحارية التي يقوم بها الأسد، كما تشير إلى أن موسكو تسابق الوقت على أمل الوصول إلى صيغة تفاوضية حول سوريا مع الغرب، وتحديدا مع الرئيس أوباما الذي ألغى اجتماعا ثنائيا كان مقررا مع بوتين بقمة العشرين، وذلك على خلفية قضية العميل الأميركي. وهنا يجب أن نتذكر أنه على أثر جريمة الغوطة البشعة، وإعلان أوباما عن نيته التحرك ضد الأسد، كثف الرئيس بوتين من اتصالاته مع الزعماء الأوروبيين على أمل حثهم على عدم التحرك العسكري، وضرورة اللجوء للحل السياسي بسوريا. اليوم تشير تصريحات بوتين إلى الأمر نفسه، فالرئيس الروسي يسابق الوقت لإقناع الغرب، وتحديدا أميركا، بضرورة التفاوض حول سوريا، ويريد بوتين بالطبع استغلال قمة العشرين في روسيا، وهو ما لم يخفِه في مقابلته الصحافية التي أطلق فيها هذه التصريحات ليترك الباب مواربا لمن يريد التفاوض، خصوصا عندما عبر بوتين عن أسفه لإلغاء أوباما للاجتماع الثنائي، كما أن بوتين قال صراحة إن جدول أعمال قمة العشرين مقرر سلفا، إلا أن بلاده تأمل في أن يخصص الزعماء وقتا كافيا لمناقشة الأزمة السورية. وعليه فبكل تأكيد يريد بوتين أن يقول بتصريحاته هذه إنه ليس لديه استعداد للمضي إلى ما لا نهاية مع نظام الأسد، كما يريد أن يوجد لبلاده منطقة وسطا، سواء دوليا، أو داخل روسيا نفسها، مع التأكيد بأنه لا يزال هناك متسع من الوقت للتفاوض، مع سعيه الواضح، أي بوتين، للتشويش على المشرعين الأميركيين في الكونغرس الذين هم بصدد التصويت على الضربة العسكرية ضد الأسد، مع محاولة تعميق الخلافات أيضا داخل أوروبا التي تدور فيها النقاشات نفسها حول جدوى الضربة، ويتضح ذلك من قول بوتين إن بلاده مستعدة لاتخاذ موقف حاسم حال ثبت استخدام الأسد للكيماوي، فما يريده بوتين هو مزيد من النقاشات والتحقيقات، وهذا يعني مزيدا من الوقت. ومن هنا فليس مهما ما يقوله بوتين، بل الأهم هو الأفعال، ولولا التحركات الجادة الساعية لتنفيذ عملية عسكرية دولية ضد الأسد لما تحركت موسكو، وصدرت عنها مثل هذه التصريحات، فالثابت في الأزمة السورية أن الأفعال هي التي تحدث فرقا وليس الأقوال، وهذا ما يفهمه الأسد وحلفاؤه الذين تعودوا مطولا على تردد أوباما. ملخص القول هو أن موسكو تسابق الوقت في سوريا لأنها تعي أن ما بعد الضربة العسكرية سيكون مختلفا تماما عما قبلها.

 

الضربة» ستنفذ لا محالة والنظام سيسقط بالتأكيد

صالح القلاب/الشرق الأوسط

لأن «الضربة العسكرية» ضد النظام السوري لم تعد متوقعة فقط، وخلال أيام قليلة، بل مؤكدة، ثم لأن سقوط هذا النظام بات حتميا، فإن المعارضة السورية، الجيش السوري الحر على وجه التحديد، التي وضعت أقدامها ابتداء من يوم أمس الأربعاء على بداية طريق جديد، أصبحت أمام مسؤولية تاريخية، وأصبح عليها أن تهيئ نفسها لمهمة في غاية الصعوبة والدقة، وهي المبادرة إلى التقاط لحظة غدت سانحة قد لا تتكرر، والمسارعة إلى ملء الفراغ الذي سيتركه انهيار حكم بشار الأسد الذي غدا انهياره مسألة وقت قريب جدا فقط.

رغم البلبلة التي أحدثها رفض مجلس العموم البريطاني المشاركة في الضربة العسكرية المقترحة ردا على جريمة استخدام الأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا، بموجب «بروتوكول» عام 1925، ورغم التردد الذي أبداه الرئيس باراك أوباما بالتخلي عن حقه كقائد أعلى للقوات الأميركية المسلحة بالرجوع إلى الكونغرس الأميركي، فإن ما غدا مؤكدا أن هذه «الضربة» ستنفذ، وأن حلف شمال الأطلسي قد يشارك فيها، وهو سيشارك فيها حتما، وأن البريطانيين سيلتحقون بها، وإنْ متأخرين، بعد التصويت مجددا على ما كان رفضه برلمانهم قبل أيام.

إن مما لا شك فيه أن الرأي العام الأميركي ومعه الرأي العام الأوروبي لا يمكن أن يسكتا عن الجريمة التي ارتكبها بشار الأسد ضد شعب من المفترض أنه شعبه، فهذه مسألة حساسة جدا، والمعروف أن هناك «بروتوكولا» دوليا أُبرم في عام 1925 قد حرم استخدام السلاح الكيماوي في الحروب باعتباره سلاحا فتاكا، وباعتبار استخدامه ضد العسكريين والجيوش، وبالطبع أيضا ضد المدنيين والأطفال، جريمة إنسانية لا يجوز السكوت عنها، وهذا يعني أن «الضربة العسكرية» التي يجري الحديث عنها سوف تتم بالتأكيد، وسوف يشارك فيها حلف شمال الأطلسي إلى جانب فرنسا التي حسمت أمرها، والتي أثبت رئيسها فرنسوا هولاند أنه القائد المطلوب والمناسب في الظروف الصعبة، وأنه صاحب قرار ولا يعرف التردد عندما يتعلق الأمر بقضية إنسانية وسياسية على كل هذا المستوى من الخطورة.

إن هذه مسألة، حيث من غير الممكن أن يصمت الضمير العالمي على هكذا جريمة بشعة ارتكبت ضد أناس أبرياء بأبشع أسلحة الدمار الشامل. أما المسألة الثانية، التي طرحها الرئيس الأميركي باراك أوباما وهو يتحدث عن موجبات هذه الضربة وأهدافها، فهي هز العصا أمام أنوف المسؤولين الإيرانيين وإفهامهم أن الدور باستخدام القوة العسكرية المدمرة سينتقل إليهم إن هم واصلوا سياسة ركوب رؤوسهم، واستمروا بمحاولات إنتاج الأسلحة النووية التي إن هم أنتجوها فإنها قد تدفع العالم إلى حرب «ذرية» قد تبدأ بالشرق الأوسط؛ هذه المنطقة الاستراتيجية والحساسة.

لقد قال باراك أوباما وقال الزعيم الجمهوري في الكونغرس الأميركي جون ماكين ومعه الزعيم الديمقراطي في هذا المجلس نفسه ليندسي غراهام، إن عدم تنفيذ هذه «الضربة» سيشجع القيادة الإيرانية على الإسراع بإنتاج الأسلحة النووية، كما أنه سيشجع كوريا الشمالية على استخدام الصواريخ الباليستية ضد كوريا الجنوبية، وربما ضد اليابان وضد الولايات المتحدة نفسها، وهذه من أكثر المسائل تأثيرا على الرأي العام الأميركي، وبخاصة أن هذا الأمر في جانب كبير منه يتعلق بأمن الدولة الإسرائيلية التي تتمتع بتأثير كبير على توجهات الأميركيين وتوجهات البيت الأبيض من خلال مجموعات الضغط اليهودية وأهمها «إيباك» كما هو معروف.

ولذلك فإنه من غير الممكن أن يسير الكونغرس الأميركي على خطى مجلس العموم البريطاني، وأن يتخذ قرارا يحول بموجبه دون استخدام الرئيس الأميركي لصلاحياته كقائد أعلى للقوات الأميركية المسلحة ويقوم بالضربة العسكرية المقررة، فهذه المسألة بالنسبة للرأي العام الأميركي، رغم أنه لا يزال يعيش ارتدادات وانعكاسات كارثة التدخل في أفغانستان والتدخل في العراق، لا تعد مسألة إنسانية فقط، بل أيضا مسألة ضرورة منع الإيرانيين من إنتاج الأسلحة النووية ومسألة وضع حد لألاعيب رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون الصبيانية، وأيضا منع حزب الله من الاستمرار في عملياته الإرهابية إن ضد أوروبا وإن ضد الدول العربية المناهضة للتدخلات الإيرانية السافرة في هذه المنطقة الشرق أوسطية.

وبالتأكيد فإن الرأي العام الأميركي من خلال من يمثلونه في الكونغرس سيضع في اعتباره أن روسيا قد استغلت في الأعوام الثلاثة الأخيرة ما رأت أنه ضعف وتردد في الإدارة الأميركية، وبدأت تسعى بالاعتماد على الأزمة السورية التي كان الرئيس باراك أوباما قد أظهر تجاهها موقفا لا يليق بالموقع الكوني الذي غدت تحتله بلاده، لاستعادة نفوذ الاتحاد السوفياتي الذي تراجع حتى حدود التلاشي بعد انهياره بدايات تسعينات القرن الماضي.

ولذلك ولكل هذا فإن هذه «الضربة العسكرية» ستجري حتما، إنْ اليوم أو غدا أو بعد أسبوع أو بعد شهر، كما قال الرئيس باراك أوباما في أحد تصريحاته الأخيرة المتعلقة بهذا الشأن، وهذا يعني أن نظام بشار الأسد سيسقط بالتأكيد؛ إذ إن هكذا ضربة، مع أنها وصفت بأنها ستكون محدودة وسريعة وأن هدفها ليس إسقاط نظام الرئيس السوري، ستؤدي إلى خلخلة هذا النظام وإلى فقدانه السيطرة على نفسه وعلى قواته العسكرية المصابة بالإعياء والتشتت، والتي ازداد نزيفها البشري وازدادت الانشقاقات فيها، مع تزايد شعورها بأنها ستجبر على خوض معركة خاسرة لا محالة.

إنه من غير الممكن وغير المتوقع أن يتماسك، أمام ضربة ستكون صاعقة ومدمرة، جيش كل تاريخه ارتكاب مذابح ضد شعبه.. من عام 1964 إلى عام 1982، إلى مذبحة سجن تدمر الشهيرة، إلى كل الموبقات التي ارتكبها قادته في لبنان، إلى هذه المذبحة المستمرة منذ أكثر من عامين، إلى جريمة استخدام السلاح النووي الأخيرة، ثم إن المؤكد أن هذا الجيش، الذي جرى تحويله إلى ميليشيات طائفية يقودها ضباط إيرانيون وتخضع لتوجيهات حسن نصر الله الذي عانى من انشقاقات فعلية على مستوى القاعدة وعلى مستوى القيادة والذي تدنت روحه المعنوية، سينفرط عقده مع أول غارة جوية أميركية ومع أول رشقة صواريخ، وهذا ينطبق حتى على الحرس الجمهوري وحتى على الفرقة الرابعة التي توصف بأنها قلعة هذا النظام وأنها خندقه الأمامي الذي من الصعب اقتحامه والسيطرة عليه.

نحن لا نتحدث هنا عن الجيش العربي السوري البطل، الذي خاض حرب عام 1948 ببطولة نادرة، والذي حاول الالتحاق فورا بجبهات القتال إبان العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 والذي خاض حرب يونيو (حزيران) عام 1967 وخاض حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973 وكل حروب المناوشات الاستنزافية مع إسرائيل.. إننا نتحدث عن جيش جرى الانحراف به عن عقيدته العسكرية الوطنية والقومية وتحويله إلى مجموعات من القتلة الذين ذبحوا شعبهم في عام 1964 وفي عام 1982 وفي سجون تدمر وفي هذه المجازر البشعة المستمرة منذ أكثر من عامين.. إن جيشا كهذا لا يمكن أن يقاتل إلا شعبه، وإنه لا يستطيع الصمود أمام هذه «الضربة» المنتظرة، وهذا يعني أن انهيار بشار الأسد بات محتما، وأن مصيره في أفضل الأحوال سيكون كمصير سلوبودان ميلوسيفيتش، وفي أسوأ الأحوال كمصير معمر القذافي.

ولهذا فإنه على الجيش الحر أن يكمل استعداداته بسرعة وبحيث يبادر فورا إلى ملء الفراغ والإمساك بزمام الأمور بمجرد انهيار هذا النظام، الذي سينهار بالتأكيد، فالتجارب علمتنا أن «الثورات» يصنعها الأبطال، وأن الجبناء هم الذين يقطفون ثمارها.. وهنا فإنه لا بد من التأكيد على مسألتين هما:

الأولى، يجب عدم الوقوع في خطيئة استهداف أبناء الطائفة العلوية الكريمة، ويجب عدم أخذ هذه الطائفة الكريمة بجريرة هذا النظام المستبد القاتل، فهي ذات تاريخ وطني نظيف عنوانه سيف الدولة الحمداني وصالح العلي، وهي بمعظمها قد وقع عليها خلال سنوات حكم حافظ الأسد وولده ما وقع على الشعب السوري كله.

أما الثانية، فهي ضرورة قطع الطريق على أي تنظيم من التنظيمات الإرهابية وعلى أي حزب شمولي ومنعه من اختطاف الحكم كما اختطفه «الإخوان المسلمون» في مصر وأوصلوا البلاد إلى ما وصلت إليه.

 

خطة إيرانية لإرسال قوات من «الحرس الثوري» إلى لبنان

هدى الحسيني/الشرق الأوسط!

التهديدات الإيرانية بحرب إقليمية مدمرة لا تخفي أن إيران تمددت كثيرا بشكل يكشفها، بسبب تورطها العميق في سوريا. لكن كل هذا لا يخفي أيضا أن مصلحتها الأساسية تبقى في لبنان، بسبب وجود حزب الله.

حتى الآن ليس واضحا طبيعة وتوقيت العملية العسكرية «المحدودة» ضد النظام السوري. فالرئيس الأميركي باراك أوباما منذ انتخابه في الفترة الرئاسية الأولى يريد أن يدير ظهره لمنطقة الشرق الأوسط. الآن، وقد مضت سنتان ونيف على الحرب في سوريا، رفض الإقدام على أي خطوة حتى جاء الهجوم بالكيماوي. هناك من يقول إن السماح بتمرير تجربة الكيماوي، التي قد تكون «بروفة» لتجربة إيرانية لاحقا بالسلاح النووي، لا يمكن أن يمر. ثم إن لجوء أوباما الأخير إلى الكونغرس للتصويت على الضربة العسكرية «المحدودة»، لمعرفته أنه خلال السنوات الثلاث المتبقية من رئاسته سيجد نفسه في مواجهة إيران وبرنامجها النووي، وبالتالي يريد أن يكون الكونغرس الأميركي والشعب الأميركي معه في تلك المرحلة الفاصلة.

بالنسبة إلى سوريا، لا يبدو أن هناك شهية لعمل عسكري كبير قد يورط الغرب في المستنقع السوري، كما حصل في العقد الماضي في المستنقعين الأفغاني والعراقي، ومع ذلك، تستمر إيران في تأجيج نيران الحرب، وتستمر في تهديد عدد من دول المنطقة، وما هو أبعد منها. هذا الضجيج الإيراني هدفه تثبيت الاهتمام بعيدا عن إيران، لكن إذا استمرت إيران في اتباع النهج ذاته في تعاطيها بالشؤون الدولية، فمما لا شك فيه أنه، وبعد فترة ليست بالطويلة، ستكون هي نقطة التركيز الأساسية، مهما حاولت تحويل الانتباه إلى مكان آخر، لأن هذه التهديدات تخفي تحت ظلها السياسة التي تعتمدها إيران وتتبعها منذ نجاح ثورتها.

مساء الاثنين الماضي على شاشة «إم تي في»، بذل السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن آبادي جهدا كبيرا ليبهر المشاهدين، قال إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقف مع «المقاومة»، هذا في رده على الدور الإيراني في سوريا، وإن قضيتها الأولى منذ 34 عاما هي فلسطين. رفض أن يتحدث عن العمل العسكري ضد سوريا، بل عن ورقة الحل الإيراني التي تشابه ورقة «جنيف 2». طبعا هو ضد «المشروع الأميركي» في المنطقة.

منذ بداية العلاقة الإيرانية - السورية وإيران هي الجانب الأقوى، تستعمل سوريا ممرا لها للوصول إلى لبنان عبر حزب الله، واستعملتها لتمرير مقاتلي «القاعدة» إلى العراق، عندما كانت القوات الأميركية هناك، واستعملتها لإيصال السلاح والصواريخ إلى حزب الله ولتدريب مقاتليه. الآن هي تغرق مع الرئيس السوري بشار الأسد في المستنقع السوري. السفير ركن آبادي تجاوز احتمالات الضربة العسكرية، وطرح مباشرة «مشاركة» بلاده في الحل السياسي. وذلك كي تبقى إيران في سوريا، وتبقى سوريا بنظره عقدة رئيسة في السلسلة التي عملت إيران جاهدة على تركيبها، حتى لو رحل نظام بشار الأسد.

عندما كثر الحديث عن ضربة عسكرية على سوريا، لم نسمع تهديدا من ضابط سوري كبير، بل أعلن رئيس الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري أن «الحرب على سوريا ستتسبب في تدمير إسرائيل». تبعه رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال حسن فيروز آبادي قائلا: «إن الهجوم الأميركي المحتمل على سوريا سيشعل الغرب وإسرائيل». ثم أدلى العميد محمد رضا نقدي رئيس «الباسيج» (منظمة تعبئة المستضعفين) بدلوه، عندما قال: «الهجوم على سوريا سيجعل تحرير فلسطين أسهل» (وكأنهم اشتروا سوريا).

لكن إسرائيل أغارت مرتين على سوريا في الفترة الأخيرة. الإعلام الإسرائيلي كشف عن هذه الغارات، ولم نسمع من المسؤولين الإيرانيين مثل هذه التصريحات النارية التي تتدفق علينا الآن. فهل إيران مقبلة حاليا على حرب هي غير «مستعدة» لها؟ حسب تقارير موثوقة، فإن الولايات المتحدة أبلغت «المقاومة» ودول «الممانعة» أن الضربة ستكون محدودة، وستبقى كذلك، لكن إن ردوا، فستكون الضربة أقوى وأوسع.

إذن هذه التصريحات النارية تخفي قلقا إيرانيا حقيقيا، لذلك تخطط إيران لإرسال تسعة آلاف مقاتل من لواء «الحرس الثوري» إلى لبنان على مراحل.

هذا جزء من استراتيجية تهدف إلى مماطلة التطورات الخطيرة في لبنان التي تخوضها المعارضة، في محاولة منها لتقويض السلطة السياسية والعسكرية لحزب الله، علاوة على تدهور الأوضاع فيه. يأتي هذا نتيجة لتورط حزب الله عميقا في سوريا، الأمر الذي يكبده ثمنا ملحوظا من الخسائر في الأرواح، إضافة إلى الأضرار التي لحقت بصورة الحزب في لبنان؛ فهو حاد تماما عن خطه المعلن بأنه لمقاومة إسرائيل وتحرير ما بقي تحت الاحتلال من الأراضي اللبنانية، وفي جميع أنحاء المنطقة. وحسب مصادر أمنية لبنانية، فإن إحدى الصحف اللبنانية الموالية للحزب، نشرت مقالا قبل شهرين (الأول من يوليو/ تموز) يهدف إلى توفير الشرعية لخطة إرسال قوات من الحرس الثوري إلى لبنان، وإرساء الأسس اللازمة لتطبيقها. وأشار المقال إلى أن الاستقرار في لبنان يخرج عن السيطرة، والتوترات المذهبية معرضة للاندلاع في أي لحظة، ثم إن هناك خططا لمجموعات سلفية تهدف لاغتيال نبيه بري رئيس المجلس النيابي، والعماد جان قهوجي قائد الجيش، وهدفها نشر حالة من الفوضى العامة في البلاد.

توسع الانتفاضة العسكرية الدموية من سوريا إلى لبنان، أدى إلى تفاقم الانتقادات لحزب الله من داخل الطائفة الشيعية ومن المعارضة السنية، خصوصا السلفيين (ظاهرة أحمد الأسير)، وما يحدث في عرسال وطرابلس وعكار.

هذا الواقع الخطير للمعارضة التي تكثف من تحديها لهيمنة حزب الله في لبنان، يُنظر إليه على أنه كارثة تلوح في الأفق بالنسبة إلى إيران وحزب الله، خصوصا إذا ارتبط هذا بعدم اليقين العميق بالنسبة إلى مستقبل نظام بشار الأسد. وإذا ما أُسقط هذا النظام في نهاية المطاف، على الرغم من المساعدات الضخمة التي يحصل عليها من إيران وحزب الله، فسوف يصبح لبنان المعقل الوحيد المتبقي لإيران، وإذا لم يجرِ الحفاظ على قوة حزب الله، فإن إيران بالتأكيد ستخسر نفوذها في قلب المنطقة. قرار إرسال قوات من الحرس الثوري إلى لبنان في المستقبل القريب يحتاج إلى المزيد من الجهود المنسقة من قبل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، الذي يعد قريبا من صناع القرار في إيران، ومن قيادة حزب الله، ويُعتقد أن له تأثيرا عليهم. أيد هذا القرار القائد العام للحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري، ووافق عليه المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. سيشرف على إرسال القوات إلى لبنان قائد القوات البرية في الحرس الثوري محمد باكبور القائد السابق لفيلق لبنان. سيجري إرسال القوات إلى لبنان من مختلف فرق المشاة الإقليمية، مثل تلك التي في طهران وأصفهان وخورام آباد، لتجنب تقويض الأمن الداخلي في إيران. تتطلب هذه العملية استعمال الأسلحة الإيرانية الموجودة في مستودعات الجيش السوري، وبعض هذه الأسلحة ستُنقل جوا. ويبدو أن معظم هذه القوات الإيرانية سيجري نشرها على طول الحدود بين سوريا ولبنان بالقرب من القصير. هذه الخطة تؤكد أن إيران لن تتورط إذا ما وُجهت ضربة عسكرية إلى سوريا. هي تريد حماية حزب الله. إذا سقط الحزب، سقط معه خط دفاع إيران الأول وسلاحها الرادع، وهذا لا ينطبق على النظام السوري.

لقد دأبت إيران على إشعال النار في دول المنطقة، كي تبقى هي محمية. مساء الاثنين الماضي على قناة «بي بي سي»، حذر مختار لاماني نائب مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا من احتمال وقوع «مجازر كبيرة». كان القلق باديا على وجهه، مما دفع بمحاوره إلى التعليق؛ النيران الكثيفة قد تكسب الحرب، لكن الكراهية المذهبية هي التي ستفتت هذه البلاد. تحذير يجب أن يصل إلى مسامع إيران، وبطريقه إلى الدولة اللبنانية!

 

قمة «مجموعة العشرين» اليوم في قصر يحيي «أمجاد روسيا»

موسكو – رائد جبر/الحياة

بين قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى العام 2006 وقمة مجموعة «العشرين» العام 2013، جرت مياه كثيرة في العلاقات الدولية. تغيّرت وجوه كثيرين من ضيوف قصر «قسطنطينوفسكي» (قسطنطين) قرب سان بطرسبورغ عاصمة الشمال الروسي، كما تبدّلت بعض ملامح «القيصر».كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أقوى حالاته آنذاك، وهو يعلن عودة بلاده إلى «نادي الكبار» في القصر ذاته الذي شيّده الإمبراطور بطرس الأكبر جنوب الخليج الفنلندي، ليكون نافذة على أوروبا، وجعله نسخة شبيهة بقصر «فرساي» الفرنسي. رمّم بوتين القصر بعدما بقي خلال العهد السوفياتي منشأة عسكرية، وحوّله العام 2003 «قصراً للمؤتمرات» ليبهر ضيوفه ويذكّرهم بأمجاد روسيا. هذه المرة، وعكس القمة السابقة، يستعد الزعيم الروسي في المكان ذاته، للقاء صعب مع ضيوفه. وحتى اللحظة الأخيرة، لم يَبدُ الكرملين واثقاً من تنظيم لقاء أُلغي سابقاً، يجمع بوتين بنظيره الأميركي باراك أوباما، فيما تبدو الملفات الاقتصادية الكثيرة التي أُعِدّت بعناية للنقاش على درجة ثانية من الأهمية، مع تكهنات بأن تعلو أصوات النقاشات السياسية في قاعات القصر. ويبدو الموقع مناسباً للقمة المنتظرة، إذ يقع في جزيرة «ستيرلنا» المعزولة، ويحتاج القادة الذين يبدأون قمتهم اليوم إلى عبّارات أو مروحيات لنقلهم إلى القصر. التدابير الأمنية المشددة فاقمت «عزلة» المكان، وحتى فضول الصحافيين لن يتمكن من اختراق الجدران السميكة لقاعة «المرمر» حيث يجتمع القادة، لأن مئات المراسلين المعتمدين سيتابعون مجريات القمة عبر شاشات عملاقة نُصبت في المركز الصحافي الواقع في مبنى بعيد عن القصر. مع ذلك، حرص المنظمون على تأمين كل أسباب الراحة والخدمات المتعلقة بنقل المعطيات عن القمة، لكن مع حرص زائد على عدم ارتكاب أخطاء تقنية شبيهة بتلك التي حدثت خلال قمة لمجموعة «الثماني»، إذ سمع صحافيون خطأً، بسبب بقاء ميكروفون مفتوحاً، حديثاً بين الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير عن حرب تموز (يوليو) الإسرائيلية على لبنان العام 2006، التي تزامنت مع موعد انعقاد القمة. كان تعليقاً لاذعاً لبوش عن نظرائه، حين سأله مساعد له إن كان يرغب بإلقاء خطاب، فأجاب: «لا أريد التحدّث كثيراً، بعض هؤلاء الأشخاص يسهبون في الحديث». أيضاً لن يكون ممكناً الوصول إلى الجزيرة بالنسبة إلى الغاضبين على سياسات القادة الحاضرين، من مناهضي العولمة الذين اعتادوا تحدي القمم المشابهة لدى انعقادها في أوروبا وتنظيم احتجاجات. ويُرجّح أن يجتمع عشرات منهم في موسكو، لحظة افتتاح القمة، للتعبير من بُعدِ، عن معارضتهم شنّ ضربة عسكرية على سورية. وعلى رغم أن القمة تُعقد في جزيرة يبدو الوصول إليها مستحيلاً بالنسبة إلى الفضوليين، تحسّب المنظمون لكل أمرٍ، ولن يكون بمقدور أي زعيم أجنبي يرغب في زيارة المدينة، أن يرى متشرداً يتسكع على رصيف، بعد «تطهير» عاصمة القياصرة من المتشردين إلى حين انتهاء أعمال القمة. وطاولت التدابير المفروضة متحفَين للفن الحديث عرضا أخيراً أعمالاً فنية سخرت من بوتين وأوباما، وأُغلقا ولوحق المسؤولون عنهما. ويبدو أن الكرملين أراد تجنّب إحراج جديد محتمل مع الرئيس الأميركي الذي ينوي «التمرد» على حال العزلة المفروضة على الزعماء، والتجوّل في سان بطرسبورغ. لكن جولته لن تكون سياحية فقط، إذ ينوي لقاء ناشطي منظمات حقوقية روسية أعدّوا له ملفاً عن انتهاكات لحقوق الإنسان. وأغضب الإعلان عن اللقاء الكرملين، وأعرب مقربون منه عن خيبة أمل لأن «أوباما ألغى زيارته موسكو ومقابلته بوتين، وأبدل ذلك بلقاء مع معارضين»، معتبرين أن «الأجدر كان أن يُبقي على اللقاءين أو يلغيهما معاً». لكن الكرملين لم يرغب في تحويل الأمر مسألة خلافية جديدة، إذ قال الناطق باسمه ديمتري بيسكوف إن «جدول أعمال تحرّكات الرئيس أوباما على هامش القمة يعتمد على رغبته الشخصية، وليس بالضرورة أن يُنسّق مع المنظمين».

 

أوباما والخداع الإيراني

حسان حيدر/الحياة

الخميس ٥ سبتمبر ٢٠١٣حتى لو وافق الكونغرس على منحه تفويضاً بتوجيه ضربة عسكرية إلى النظام السوري، وهو أمر بات مرجحاً بعد نيله تأييد القادة الرئيسيين فيه، فإن الرئيس الأميركي باراك أوباما لا يزال أسير مواقفه، فلا هو قادر على تجاهل الجريمة المفزعة التي أقدم عليها بشار الأسد باستخدامه السلاح الكيماوي، ولا هو راغب في تجاوز رد محدود في الزمن والأهداف، بحيث لا يتورط في حرب خارجية جديدة بعدما بنى كل سمعته واستراتيجيته على تفاديها. ولهذا يتركز جهده خلال الأيام القليلة المتبقية قبل تصويت المشرعين الأميركيين، على البحث عن مخارج أو ضمانات خارجية، وخصوصاً في قمة العشرين التي تبدأ اليوم، خشية أن تتطور الضربة المحدودة إلى مواجهة أوسع تشمل الشرق الأوسط برمته، وفق تهديدات الروس والإيرانيين ونظام دمشق؟ وفي هذا الوقت الضائع قبل انتهاء مداولات الكونغرس يُطرح الكثير من النظريات والاحتمالات والسيناريوات، لكن اخطرها على الإطلاق نصائح تسدى إلى الإدارة الأميركية باعتماد «المخرج الإيراني» وتستند إلى فرضية تقول إن بإمكان طهران التدخل لدى حليفها السوري لتقديم تعهد بعدم اللجوء مجدداً إلى أسلحة القتل الشامل واستفزاز المجتمع الدولي، في مقابل صرف النظر عن الضربة العقابية. ويبدو أن لهذا المخرج مؤيدين في أميركا وخارجها، خصوصاً بعدما تُركت الولايات المتحدة وحدها للقيام بمهمة التأديب الدولية، إذا استثنيت مشاركة فرنسا المحدودة القدرات. لكن هل هناك فعلاً أي فرصة لمثل هذه الصفقة، وهل أبدت ايران أي تمايز في المواقف عن حليفها الوحيد في المنطقة؟ أم أن الهدف الفعلي للتسريبات التي تطلقها على لسان بعض سياسييها هو تمييع الموقف الأميركي بحيث لا يحصل الرد، أو بالأحرى بحيث لا يشكل سابقة قد تطبق عليها لاحقاً؟ لقد اضطر الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني إلى التراجع عن تصريح أدلى به عن مسؤولية الحكومة السورية في الهجوم الكيماوي الأخير على غوطتي دمشق، وأرادت به الرئاسة الجديدة اختبار رد فعل المتشددين الذين يمسكون بمفاصل القرار الإيراني ويصعب دفعهم إلى التخلي عنها.

وإذا كان روحاني لا يزال يتلمس طريقه داخل حقل الألغام الداخلي ويركز على المسائل الاقتصادية والاجتماعية لمعرفته بأن السياسة الخارجية حكر على المرشد خامنئي والمقربين منه، فإن هؤلاء يستغلون على ما يبدو صراحة أوباما الذي قال انه عندما اتخذ قرار معاقبة الأسد إنما استند إلى معيارين لا ثالث لهما: مصالح الولايات المتحدة وأمن إسرائيل، ولهذا ضاعفوا التصريحات عن إشعال المنطقة كلها وعن «برميل البارود» الذي سينفجر لثنيه عن قراره، وأسعفهم الروس بتحذيرات مماثلة وحشد بحري. ثم إن ايران غارقة حتى أذنيها في دعم نظام الأسد بالمال والسلاح والرجال، وأرسلت تابعها اللبناني «حزب الله» وتوابعها العراقية للقتال إلى جانبه، وتخشى أن يمثل سقوط النظام السوري نكسة استراتيجية لجهودها القائمة منذ عقود على اختراق الداخل العربي، ويقطع الإمدادات المباشرة عن «حزب الله» ويضعفه في المعادلة الداخلية اللبنانية، ولهذا فإن أي مساومة معها تعادل المساومة مع الأسد نفسه. وأياً تكن الإشارات التي أرسلتها طهران أو التي تخّيل أصحاب نظرية «المخرج الإيراني» أنهم تلقوها، فستظل في إطار الخداع النفسي والسياسي الذي يتقنه مخترعو الشطرنج، وحبال من الهواء لا يمكن التعلق بها.

 

نظام الأسد يحتفل بـ«نصر» استباقي على ضربات أوباما

عبدالوهاب بدرخان/الحياة

هكذا جاءت أيام على العرب أصبح التدخل الخارجي يُستجدى فيها استجداء، لأن النداءات والمناشدات الى نظام دمشق لم تفلح في وقف القتل والتدمير والإبادة. ثمة مجرم في البيت، مدجج بأكثر الأسلحة فتكاً، مصمم على القتل ولا شيء سواه، فما العمل اذاً، مجرد الرضوخ والموت، أم الاكتفاء بيوم عالمي للصلاة دعا اليه البابا فرنسيس الأول؟ جميع المعترضين على ضربات اميركية مزمعة ضد النظام السوري، هم على حق، مروراً ببيان مشيخة الأزهر «المستهجن» استخدام السلاح الكيماوي «أياً كان مستخدمه» (!) و «المستنكر» قرار الرئيس الاميركي الذي «يتخطّى كل الحدود والأعراف الدولية»، فالشعب السوري انتفض من أجل حريته وكرامته وحقوقه لا من أجل أن تضرب بلاده بالصواريخ. لكن المعترضين جميعاً ليست لديهم حلول أو حتى أفكار لوضع حد للمأساة، ولذا فإنهم يتجاهلون ما حصل أخيراً في الغوطتين ويستنجدون - كما يفعل الرئيس الروسي وزعيم حزب العمال البريطاني - بـ «حل سياسي» يعرفون أنه مستعصٍ لأن بشار الأسد لجأ الى الكيماوي كي يبقي الحل والربط في يده.

ها هي الأصوات نفسها تنبعث، كالعادة، من عقول عربية سقيمة أو عقول ايرانية خبيثة، لتقول إن الأفضل عندها أن يقتل الاسد شعب سورية - الذي لم يعد شعبه ولا هو رئيسه - وأن لا يُبقي فيها حجراً على حجر، على أن يأتي أي كان من الخارج لإنقاذ هذا الشعب وتخفيف معاناته أو لتقديم مساعدة بسيطة تعينه على الصمود. ففي مصر واليمن وتونس، كذلك في العراق، ولا تعجبوا اذا ما تعالت غداً حتى في ليبيا، اعتراضات على ضربة اميركية مزمعة للنظام السوري، اعتراضات بحّت حناجر أصحابها من التنديد بديكتاتور هنا أو هناك، لكنهم يريدون لديكتاتور سورية أن ينتصر ويستمر في الحكم، يريدون له وضعاً خاصاً لأنهم يتوهمون أنه كان/ أو لا يزال يمثل شيئاً اسمه «الممانعة» لاميركا واسرائيل والغرب. هؤلاء هم أنفسهم من ثاروا في بلدانهم على الاستبداد وسفك الدماء والفساد والتوريث، ومعظمهم تخلص من ديكتاتورييه بدعم ومساهمة غربيين حاسمين، إلا أن العقل السياسي القومي - البعثي - الاسلاموي يستهين بالحياة وبالانسان ولذلك فهو لا يرى في تدشين النظام السوري مسلسل مجازر كيماوية شيئاً مرتبطاً بإجرامٍ يتجاوز الاستبداد ويفوقه. ولا يرى في سقوط أكثر من مئة ألف قتيل، أو في احتجاز نحو مئتين وخمسين ألف أسير واختفاء عشرات الألوف، سوى «مؤامرة» اميركية - غربية لا يمكن دحرها إلا بقتل مزيد من السوريين.

نعم، صحيح، سوابق التدخلات غير مشجعة، ولا سيما الاميركية منها، فهي تتقن الهدم والإضرار والإفساد وقلّما تحسِن البناء أو الاهتمام بإعادة اللحمة الى الشعوب والمجتمعات. لكن هل أن الاسد يفعل شيئاً آخر غير كل هذه وسواها من الجرائم والموبقات. ألم يستورد بنفسه تدخلاً ايرانياً وروسياً يعينه على الشعب. فعلامَ الانقسام والخلاف في شأن التدخل الخارجي اذا كان عدم التدخل يعني المزيد مما شهدناه وشاهدناه طوال ثلاثين شهراً. في المبدأ لا أحد يحبذ أي تدخل، خصوصاً متى توافر حقن للدماء وسعي حقيقي الى حلول داخلية أو «وطنية» اذا جاز التعبير، أما أن ينبري فلاديمير بوتين للحديث باعتباره محايداً يرفض أن «يُفرض شيء من الخارج على الشعب السوري» فهذا ذروة الخداع لأن روسيا ذهبت الى الحدود القصوى في دعم الأسد كي يفرض الحل السياسي الذي يلائمه ويديم نظامه. وفي الأساس لا أحد يؤيد التدخل شكلاً وموضوعاً، أما أن يسلّم الاسد سورية الى «الحرس الثوري» الايراني ليخوض منها معركته مع الغرب فهذا أيضاً «احتلال» وفقاً لتوصيف السوريين الذين يعانون منه مباشرة وللتعريف الذي تبنّاه وزير الخارجية السعودي أمام مجلس الوزراء العرب.

بطبيعة الحال لا أحد يتوقع أن تُسقط الضربات الاميركية نظام الاسد، لكن النظام بدأ للتوّ احتفالات بالنصر حتى قبل أن تحصل الضربات، وسيواصل الاحتفال بعدها بإظهار جثث السجناء المدنيين والعسكريين الذين ينقلهم مسبقاً كدروع بشرية في المنشآت المرشحة للإستهداف. كما أنه وحليفيه ايران و «حزب الله» أن ثمة فرصة مؤاتية لتحقيق «نصر إلهي» جديد، أولاً لأن قوتهم الردعية منعت باراك اوباما من التفكير في عملية عسكرية متكاملة، وثانياً لأن قراءتهم الدقيقة لمعادلات الوضع الدولي جعلتهم يعتبرون قرار اوباما بعد تردد وتلكؤ طويلين مؤشراً لـ «انكفاء تاريخي» للولايات المتحدة، وثالثاً لأنهم واثقون بأن زمام المبادرة في يدهم طالما أن صواريخ «حزب الله» موجهة الى اسرائيل ويمكن أن تُطلق في أي لحظة ومن الجولان هذه المرّة على سبيل تحدي اميركا بأن من يبدأ المواجهة ليس هو بالضرورة من ينهيها. فإيران تتعامل مع ما قد يحدث في سورية باعتباره حرباً استباقية لحرب كان يمكن أن تكون عليها.

في النهاية اتخذ اوباما قراراً كما لو أنه لم يفعل. أعلن عن هدف عسكري لا هدف له، وعن مهمة يعتبرها العسكريون غير مسبوقة بشكليتها ومحدداتها ولائحة المحظورات التي تكبّلها (لا تغيير لميزان القوى الداخلي، لا تدخّل في الصراع الدائر، لا استخدام لصواريخ استراتيجية بل الاعتماد على «توما هوك» التكتيكية، لا إسقاط للنظام...). هي عملية أقرب الى الرمزية منها الى الردعية، اذ يُبلّغ الطرف الآخر مسبقاً بلائحة «الأهداف» ليتخذ اجراءات تقلّص من الخسائر والأضرار. ومع ذلك يدعى الكونغرس الى اعطاء تفويض للذهاب اليها، رفعاً للعتب. فما المراد منها اذاً؟ أهو نهي نظام الاسد عن معاودة استخدام السلاح الكيماوي، أم افهامه فقط بأن ذلك لا يمرّ من دون ثمن، أم استطراداً استئناف التداول مع روسيا بحثاً عن صيغة جديدة لـ «جنيف 2» والحل السياسي المؤمل منه. من الواضح أن هناك حرصاً اميركياً على عدم إغضاب الروس الذين لن يدّخروا أي مساهمة ممكنة في جعل الضربات توريطاً للولايات المتحدة.

يجب ألا ننسى أن النظام سعى منذ ربيع 2011 الى أحد هدفين، إما أن يجدّد الغرب ضمانه له واعتماده عليه كقوة اقليمية فيعمل عندئذ بشيء من الجدّية على ايجاد حل سياسي داخلي لا يخلو من تنازلات، أو يعتبر أن ما يجري في سورية مؤامرة خارجية وأنه يقف لها بالمرصاد من ضمن «خط المقاومة» مستدرجاً أي تدخل خارجي، بالأحرى اميركي، كمخرجٍ وحيدٍ له من مأزقه الداخلي: أن يبدو كبطل قومي يقاوم عدواناً خارجياً فيما هو يسحق ثورة شعبية في الداخل. في الحالين أخفقت محاولاته سواء عبر القنوات الديبلوماسية، أو من خلال تصعيد الحل الأمني، فالتصعيد من أجل حسم عسكري، وأخيراً باستخدام الكيماوي لتغيير طبيعة الصراع. لكن التدخل الخارجي المرتقب جاء متأخراً جداً وعلى غير ما يتصوّره، إلا أنه تحوّط للأمر باستدعاء ايران و «حزب الله» مبكراً، وبذلك هيّأ الصراع ليكون اقليمياً أو دولياً، لكن هل هناك ما يضمن بقاءه اذا توسّعت المواجهة. لا شك في أن النظام منتشٍ بالتصويت السلبي في مجلس العموم البريطاني وباضطرار الرئيس الاميركي لطلب مساعدة الكونغرس وبالأصوات الكثيرة العربية وغير العربية التي تستنكر أي تدخل خارج اطار مجلس الأمن، فكل ذلك يوهمه بأن العالم منقسم بين مريدين متضامنين معه ولا يكترثون اذا أقدم على القتل حتى بالغازات السامة وبين خصوم يفتقدون المنطق، اذ لم يحرّكهم سقوط عشرات آلاف الضحايا ثم هالهم قتل بضع مئات بسلاح الابادة فباتوا يطلبون معاقبته.

* كاتب وصحافي لبناني

 

أوباما يحشد وبوتين «يناور» ... وفرنسا لرد حازم

لندن، بيروت، موسكو، نيويورك - «الحياة»، ا ف ب، رويترز

مع اتساع التأييد في الكونغرس لتفويضه بتوجيه ضربة عسكرية إلى قوات نظام الرئيس بشار الأسد، بدأ الرئيس الأميركي باراك أوباما حملة لحشد دعم دولي لقراره، وصرح في استوكهولم أن المجتمع الدولي لا يمكنه البقاء صامتاً أمام «همجية» النظام السوري، محملاً الأسد مسؤولية الهجوم الكيماوي على الغوطتين الغربية والشرقية لدمشق.

وفيما أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسائل مرنة عن احتمال قبول بلاده إصدار قرار في مجلس الأمن إذا توافرت «أدلة» على استخدام الأسد «الكيماوي»، فُسرت على أنها ترمي إلى إنجاح قمة العشرين في سانت بطرسبورغ اليوم وغداً، دعا رئيس الحكومة الفرنسي جان مارك إيرولت النواب إلى التوحد خلف الرئيس فرنسوا هولاند بحيث يكون الرد في سورية «حازماً ومتوازناً».

وقال أوباما في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء السويدي فريدريك رينفلت في استوكهولم: «ناقشنا بالطبع العنف الرهيب الذي يمارسه نظام الأسد ضد الشعب السوري بما في ذلك الهجمات المروعة بالأسلحة الكيماوية قبل أسبوعين (...) ومتفقان على أن المجتمع الدولي لا يمكنه البقاء صامتاً في مواجهة همجية من هذا القبيل، وعلى أن التقاعس عن الرد على هذا الهجوم لن يؤدي إلا إلى زيادة احتمال وقوع المزيد من الهجمات واحتمال أن تستخدم دول أخرى هذه الأسلحة أيضاً». وأكد أن «صدقية» المجتمع الدولي على المحك، وأن «العالم أجمع» هو الذي وضع «الخطوط الحمر» عبر اعتماد قرارات تحظر استخدام الأسلحة الكيماوية. وتابع: «ليست صدقيتي هي التي على المحك بل صدقية المجتمع الدولي وصدقية الولايات المتحدة والكونغرس». وكان زعماء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي توصلوا إلى اتفاق على مسوّدة قرار بتفويض الرئيس استخدام القوة العسكرية في سورية أقل كثيراً مما طلبه أوباما، الأمر الذي مهد الطريق إلى إجراء تصويت على النص. ويضع مشروع القرار حداً زمنياً من 60 يوماً للعمل العسكري الأميركي في سورية مع جواز تمديده لمرة واحدة 30 يوماً وبشروط محددة. ويمنع التفويض إرسال قوات برية إلى سورية. وتواصلت امس نقاشات الكونغرس الأميركي حول سورية مع استعداد لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ للتصويت على مشروع القرار. وقال وزير الدفاع تشاك هاغل أمس للنواب: «لا يمكن المجازفة بوقوع السلاح اليكماوي في ايدي حزب الله الذي يقاتل اليوم في سورية»، فيما أكدت مستشارة الأمن القومي سوزان رايس أنها «على ثقة» بأن الكونغرس سيوافق على مشروع قرار الضربة. واشار وزير الخارجية جون كيري الى أن الضربة ستكون «درسا للأسد بأنه لا يمكنه استخدام القتل والكيماوي للخروج من مأزقه». وعكست جلسة مجلس النواب تشكيك الكثير من أعضائه بجدوى الضربة، رغم انضمام وجوه مرموقة على مستوى القيادة لتأييدها.

وسئل الرئيس الأميركي عن الخلافات مع الرئيس الروسي فأجاب: «هل لا أزال آمل بأن يغير بوتين رأيه حول بعض هذه الأمور؟ نعم، لا يزال لدي أمل. وسأواصل الكلام معه لأنني أعتقد أن عملاً دولياً سيكون أكثر فاعلية» في حال تعاون موسكو. وتابع «آمل دائماً في أن نتمكن في النهاية من وقف القتل بسرعة أكبر إذا ما تبنت روسيا موقفاً مختلفاً تجاه هذه المسائل».

وفي هذا المجال، لمح بوتين أمس إلى أن موسكو يمكن أن توافق على ضربات عسكرية ضد النظام السوري إذا قدم الغرب أدلة «مقنعة» تثبت استخدامه أسلحة كيماوية، لكنه حذر من أن اللجوء إلى القوة من دون تفويض من مجلس الأمن سيعتبر «عدواناً». وفسر مراقبون هذه اللهجة المعتدلة برغبته في إنجاح قمة العشرين. وقال بوتين إن على الغرب أن يقدم أدلة قاطعة على ظروف الهجوم الذي يحمل بعض المسؤولين الروس مسؤوليته للمعارضة السورية. وأضاف: «إذا كان هناك إثبات على استخدام أسلحة كيماوية ومن قبل الجيش النظامي، فيجب تقديم هذا الدليل إلى مجلس الأمن ويجب أن يكون مقنعاً».

واتهم بوتين وزير الخارجية الأميركي جون كيري بـ «الكذب» على الكونغرس بشأن دور تنظيم «القاعدة» في الصراع في سورية، في إطار سعيه للحصول على موافقته على تحرك عسكري ضد سورية.

وأصدرت وزارة الخارجية الروسية مساء أمس بياناً يؤكد أن «نتائج تحاليل الخبراء الروس تظهر أن السلاح المستخدم في الهجوم الكيماوي في غوطة دمشق مماثل لأسلحة صنعتها جماعة معارضة».

وفي باريس، دعا رئيس الحكومة الفرنسي النواب إلى التوحد في مواجهة خطورة التهديد الناجم عن الوضع في سورية، والذي «يرغمنا على التحرك في عمل جماعي ينبغي أن يكون حازماً ومتوازناً» تجنباً لسقوط سورية والمنطقة في الفوضى وتجنباً لإفلات نظام الأسد من العقاب على استخدامه الكثيف للسلاح الكيماوي.

واستعرض إيرولت في كلمة ألقاها في مستهل جلسة المناقشة البرلمانية للوضع في سورية الأدلة المتوافرة لدى السلطات الفرنسية، ومنها وثائق وعينات وأشرطة فيديو توكد أن ضحايا مجزرة الغوطة ماتوا «موتاً صامتاً جراء استخدام الغاز السام». وتابع رئيس الوزراء الفرنسي أن النظام السوري «يتحمل المسؤولية كاملة عما حصل» وان ما من مجموعة معارضة يمكن أن يكون لديها هذه الكمية من السلاح الكيماوي أو التقنية اللازمة لاستخدامها، وأن هذه القناعة الفرنسية يتقاسمها العديد من الدول الأوروبية. ورأى إيرولت الذي يسعى إلى إقناع النواب الفرنسيين وأيضاً الرأي العام بضرورة التدخل في سورية أن عدم التدخل يعرض «سورية والمنطقة لخطر الفوضى وتقويض السلام، كما يهدد أمننا». وكانت مواقف متباينة من العمل العسكري في سورية برزت في أوساط اليسار الحاكم والمعارضة اليمينية في حين أن 64 في المائة من الفرنسيين يعارضون التدخل وغير مقتنعين بجدواه.

وتابع إيرولت في كلمته التي لم يقدم في إطارها أي عناصر جديدة بل أعاد تأكيد الخطوط العريضة التي كان هولاند تحدث عنها أول من أمس أنه «من غير الوارد إرسال قوات على الأرض ولا قلب النظام، علماً بأننا نأمل في رحيل الأسد في إطار حل سياسي ستواصل فرنسا العمل لأجله».

ولفت إلى أن فرنسا ماضية في العمل مع شركائها في الولايات المتحدة وأوروبا ودول المنطقة وخصوصاً الجامعة العربية لحشد أكبر ائتلاف ممكن، وأن قمة الدول العشرين التي تبدأ اليوم في روسيا مناسبة للتقدم على هذا الصعيد. وأشار إلى أن «القرار النهائي لن يتخذ» من قبل هولاند إلا بعد إنشاء التحالف، وأن «الحياد غير ممكن في مواجهة البربرية».

من جهة أخرى، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في دمشق، إن «روسيا لم تغير موقفها الصديق من سورية» وإنه «من المخجل أن الرئيس الفرنسي (...) يقول إذا وافق الكونغرس الأميركي سأحارب، وإن لم يوافق فلن أحارب»، لأن ذلك يعطي انطباعاً «وكأن لا قرار للحكومة الفرنسية». وأشار إلى أن النظام «لن يغير موقفه حتى لو اندلعت حرب عالمية ثالثة».

وفي طهران، أكد قائد «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال قاسم سليماني، أن بلاده «ستدعم سورية حتى النهاية»، في وقت أكد بعض أعضاء مجلس الشورى الإيراني أن طهران لن تدخل الحرب مباشرة إلى جانب سورية وإن كانت ستواصل دعمها كما فعلت منذ بداية الأزمة. إلى ذلك، نفى التلفزيون الحكومي السوري فرار وزير الدفاع السابق علي حبيب إلى تركيا، بعدما نقلت وكالة «رويترز» عن عضو «الائتلاف الوطني السوري» المعارض كمال لبواني خبراً يفيد بذلك. وفي نيويورك، أكدت رئيسة قسم نزع الأسلحة في الأمم المتحدة أنجلا كاين أن لجنة التحقيق الدولية في استخدام أسلحة كيماوية في سورية «جمعت أدلة طازجة وذات صدقية ويعتد بها»، أثناء تحقيقاتها في مناطق الغوطة قرب دمشق. ونقل ديبلوماسيون عن كاين ان «التحقيق سيستغرق نحو أسبوعين أو ثلاثة وأنه يتم في أربعة مختبرات أوروبية في دول ليست أعضاء في مجلس الأمن». واوضحت كاين «أن لجنة التحقيق وصلت الى مواقع الغوطة في وقت مبكر واستطاعت العودة بأدلة وعينات طازجة ويعتد بها في التحقيق». الى ذلك، دعا الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، بصفته رئيس «لجنة الحكماء»، «كل الدول الى انتظار صدور تقرير لجنة التحقيق الدولية ومداولات مجلس الأمن قبل إصدار أي استنتاجات أو اتخاذ قرارات» في شأن استخدام أسلحة كيماوية في سورية.

 

الرئيس العام للرهبانية اليسوعية: أميركا وفرنسا على وشك ارتكاب خطأ كبير

نهارنت/انتقد الاب ادولفو نيكولاس الرئيس العام للرهبانية اليسوعية الاربعاء الضربات التي تعتزم الولايات المتحدة وفرنسا توجيهها الى سوريا معتبرا انها قد تدفع بالبشرية الى "الرجوع الى الهجمية". وقال الاب نيكولاس على موقع الرهبانية اليسوعية في روما "اكثر ما يقلقني هو ان هذا البلد (الولايات المتحدة) تحديدا الذي اكن له الاعجاب على وشك ارتكاب خطأ كبير". واضاف "يمكنني قول الشيء نفسه بالنسبة الى فرنسا. لقد اصبح بلد كان مرشدا حقيقيا للفكر والذكاء له اسهام كبير في الحضارة والثقافة ميالا اليوم الى اعادة البشرية الى الوراء الى الهمجية. وهذا يعتبر تناقضا كبيرا لما مثله لاجيال عدة". وتابع ان "اجتماع هذين البلدين بالتحديد اليوم لخوض مثل هذه المغامرة الفظيعة يشكل احد اسباب الغضب المنتشر في العديد من دول العالم". وتساءل "من اعطى الاذن للولايات المتحدة او لفرنسا بالتحرك ضد بلد بطريقة ستزيد بالتأكيد المعاناة".واضاف "ان التدخلات العنيفة مثل تلك التي يعد لها غير مبررة الا بعد استنفاد كل الوسائل الاخرى وبحيث لا تطال سوى الجناة. وبالنسبة الى بلد هذا الامر مستحيل ولهذا السبب اللجوء الى القوة غير مقبول اطلاقا" مشيرا حتى الى "استغلال النفوذ". وقال "ان اليسوعيين يدعمون تحرك البابا دعما تاما" الذي دعا الى يوم صلاة وصوم السبت المقبل من اجل سوريا. وخلص الى القول "على الولايات المتحدة ان تكف عن التصرف وكأنها الاخ الاكبر في حي اسمه العالم". وكالة الصحافة الفرنسية.

 

نواب إيرانيون: لن نحارب إلى جانب سورية

طهران - محمد صالح صدقيان/الحياة

رفض عدد من أعضاء مجلس الشورى الإيراني تصريحات نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي اعتبر الهجوم على سورية بمثابة هجوم على إيران، في وقت تنشط الديبلوماسية الإيرانية لمنع وقوع هجوم عسكري ضد نظام الرئيس بشار الأسد. ورأى عضو «لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية» في مجلس الشورى الإيراني أحمد شوهاني أن «الصداقة الاستراتيجية التي تربط طهران بدمشق أمر مفروغ منه لأنهما يشتركان في عدد من المجالات ومستهدفان من قبل الدول الغربية، إضافة إلى أن سورية تعتبر جسر العبور إلى "حزب الله" والمقاومة الفلسطينية». لكنه أضاف أن «توقع سورية بدخول إيران الحرب في شكل مباشر إلى جانبها في مواجهة الدول الغربية أمر في غير محله». وتعتبر هذه التصريحات من أحدث المواقف الإيرانية في شأن الهجوم على سورية بعد الضبابية التي رافقت موقف طهران حيال هذا الأمر.

وتابع شوهاني: «إذا هاجمت الولايات المتحدة سورية، فإن إيران ستدعم سورية مثلما فعلت خلال الـ 22 شهراً الماضية والتي استطاعت دمشق من خلاله الصمود في مواجهة التهديدات، لكن المصالح الإيرانية لا تسمح بأن تدخل إيران الحرب في شكل مباشر ضد الدول الغربية»، لافتاً إلى أن «مهمة إيران تتركز في الوقت الراهن على حل هذه الأزمة عبر الطرق الديبلوماسية والسياسية لتفادي الحرب المحتملة».

وقال إن إيران تقدم الدعم الاقتصادي والسياسي لسورية «لكن أن يكون الهجوم على سورية بمثابة هجوم على إيران فهذا غير صحيح».

وتشهد الساحة الإيرانية اختلافاً في تقييم الأوضاع في سورية وآلية مواجهة التصعيد في الملف السوري، حيث يقود رئيس «مجمع تشخيص مصلحة النظام» علي أكبر هاشمي رفسنجاني حملة تنادي بعدم التورط في نار الأزمة السورية بعد تأكيد توقعه «رؤية غيمة سوداء تغطي سماء المنطقة». وشدد العضو الآخر في «لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية» أحمد بخشايش على أهمية الدور السوري في دعم حركات المقاومة «وأن الهدف الأميركي هو إضعاف خط المقاومة في المنطقة»، لكنه أضاف أن «ما قاله المقداد يعنى أن سورية ليست وحدها في مواقفها الدفاعية عن المقاومة».

وقال إن الموقف الإيراني يرى أن الهجوم على سورية بمثابة هجوم على إيران «لكن إيران لن تدخل الحرب في شكل مباشر، ونحن نوضح موقف إيران الدفاعي لكن لا يوجد مبرر لدخول الحرب».

وتنشط الديبلوماسية الإيرانية التي يقودها وزير الخارجية محمد جواد ظريف لإقناع نظرائه من وزراء الخارجية الذين هاتفهم خلال الأيام العشرة الأخيرة بالضغط على الإدارة الأميركية لثنيها عن مهاجمة سورية وتفعيل جهود السلام من خلال عقد مؤتمر «جنيف-2» الذي وافقت عليه جميع الأطراف. وأكد قائد «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال قاسم سليماني «أن البعض ينتقدوننا لأننا ندعم سورية إلى هذا الحد، ولا بد من أن نجيبهم بأننا لا نهتم بدعايات العدو لأن سورية هي الخط الأول للمقاومة، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها. فواجب علينا نصر المسلمين لأنهم يعانون من الضغوط والظلم».

وأضاف في اجتماع لـ «مجلس خبراء القيادة» أنه «في قضية العدوان على سورية، هناك 7 دول في رأس الحربة، وفي الحقيقة أن هذه الدول تؤمن بإطاحة بشار الأسد». وتابع: «في الوقت الحاضر لدى قادة الكيان الصهيوني وبعض دول المنطقة إصرار عجيب على أن يرحل بشار، بل إنهم يقولون حتى لو تسلمت القاعدة السلطة فإنها أفضل من بشار». وشدد على أن الولايات المتحدة «جربت مختلف الأساليب لإسقاط الأسد، بما فيها الضغوط السياسية وتسلل تنظيم القاعدة إلى الأراضي السورية، وآخرها ذريعة استخدام السلاح الكيماوي، وهي لن تحقق النتيجة المرجوة من ورائها». واختتم اللواء سليماني كلمته بالقول: «إن أميركا لا تبحث عن الديموقراطية في مصر ولا عن حقوق الإنسان في سورية، وليست قلقة من النووي في إيران، بل إن هدفها الرئيسي هو كسر شوكة جبهة المقاومة»، مشدداً على «أننا ندعم سورية حتى النهاية، والآن تحولت قضية سورية إلى قضية سمعة بالنسبة لأميركا. لذلك، كان كل هذا التخبط، بل حتى إنها تحاول الخروج منها مع الحفاظ على ماء الوجه».

 

 

لبنان أثناء وبعد ضرب الأسد

محمد سلام

منذ منحت قوى الانتداب لبنان إستقلاله أوائل القرن الماضي، من ضمن توزيع تركة الدولة العثمانية، والعقل السياسي اللبناني لا يفكّر إلا على قاعدة التصفيق لنفسه إذا كان نصر الآخر ينصره، أو شتم الآخر، إذا كان نصر الآخر يهزمه. اللبناني لا ينتصر بذاته. هزيمته يلقي بثقلها على الآخر. اللبناني فاقد القدرة على السعي للنصر أو المفاخرة بشرف الهزيمة. اللبناني هو نتيجة، لذلك فإن مصيره تحدده دائماً أسباب غيره.

القوات اللبنانية (قوات جعجع)  هي الاستثناء الوحيد لمدرسة الدلالين هذه في التفكير، والأداء. كل الآخرين، من الحركة الوطنية اللبنانية إلى حراس الأرز وما بينهما من حركة أمل إلى الحزب الإرهابي، تعمل على قاعدة نصفق لأنفسنا إذا حصدنا عمولة (قومسيون) من انتصار الآخر، ونشتم الآخر إذا خسر تجارته لأن عمولتنا طارت.

لذلك ضُربت قوات الحكيم، ولم يُضرَب المسيحيون، عندما كانت القوات هي الشريحة الوحيدة الساعية لمواجهة المشروع الأسدي الفارسي. وبالكونتراست (أي بالمشهد المناقض) يُضرب السنّة اليوم لأنهم يرفضون بالممارسة المشروع الأسدي-الفارسي.

رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع أطلق "ثورة" سياسية من فوق إلى تحت لاسترجاع الجمهورية من رأسها والسنّة يناضلون من تحت إلى فوق للذود عن الجمهورية. أين ستلتقي الثورتان؟

ما سلف ليس تحليلاً لكلمة الدكتور جعجع ولا قراءة لمسار القوات. وليس أيضاً تحليلاً لمسار اللبنانيين السنّة مذ أعادوا ترتيب أولوياتهم وطنياً على وقع دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

ما سلف هو مدخل إلزامي لاستقراء ما يجب على "الثوار" اللبنانيين -الساعين بذاتهم للدفاع عن وطنهم- فعله أثناء وبعد الضربة المتوقعة للأسد.

مفاعيل الضربة في سوريا:

ضرب الأسد سينتج إستحالتين. (1) سقوط قدرة روسيا على إيجاد "علوي معتدل" مقبول من السنّة ليقود سوريا بعد سقوط الأسد. (2) تظهير تخلّف القدرة الأميركية، حتى الآن، عن إيجاد "سني علماني" يقبل بتحجيم السنة المحافظين لصالح تعويم غير المتدينين. واشنطن غير قادرة على خوض معركة إسقاط التدين في سوريا. ومذهبة الحرب بعد كيمياوي الغوطتين وضرب البلدات العلوية أسقطت قدرة موسكو على تسويق علوي، أي علوي.

لذلك فإن المفاعيل الفورية للضربة في سوريا ستكون نشوب قتال شرس بين السنّة من جهة، وتحالف الممانعة العلوي-الشيعي-العراقي-الإيراني، من جهة أخرى. لا يوجد سوري سني يقبل "الآن" بضرب الإسلاميين من جبهة نصرة وغيرها. عندما يحسم هذا النزاع، يقرر المنتصر من يحكم سوريا وكيف.

ولذلك أيضاً لن تضرب أميركا جبهة النصرة لا الآن ولا لاحقاً، كما يأمل المصفّقون. ليس لأن أميركا تحب جبهة النصرة، بل لأن الضربة "الحالية" لا تتضمن مشاركة قوات برية، ولأن الإسلاميين ليسوا منتشرين في ثكنات يمكن ضربها من الجو والبحر. فهم مجموعات موزعة في دساكر، وقرى وبلدات ومدن، لا تستطيع الأقمار الصناعية "فرزها" عن محيطها المدني كي تستهدفها الصواريخ. 

مفاعيل الضربة في لبنان:

سيصفق الدلالون تمهيداً لإعلان "انتصارهم" بسقوط الأسد بفعل الضربة وبفعل دماء الشعب السوري. ولكنهم لا يستطيعون هذه المرة إلقاء هزيمتهم على عدم ذبول محور الممانعة في لبنان، لأنه حتى لو ذبل لوجب "هز الشجرة" كي تتساقط ثمارها التي أينعت للقطاف. المصفقون غير مستعدين حتى للقطاف. فالقطاف سعي، وهم لا يسعون. فقط يصفقون، ... ربما تتساقط الثمار الذابلة بفعل ارتجاجات الصوت التي ينتجها ضجيج التصفيق.  جبهة الممانعة الإرهابية، تحديداً الحزب الإرهابي، حزب الحردان، وتنظيمات الأسد الفلسطينية (جبريل وفتح الانتفاضة)، ستعمل على إستكمال سيطرتها على لبنان لحماية آخر معقل لها على البحر الأبيض المتوسط إذا سقط الأسد.

 لذلك ستدخل إيران إلى لبنان آلاف المقاتلين من فيلق القدس إما علناً جهاراً نهاراً، تحت مسمى إنسحاب قوات الحزب الإرهابي من سوريا، وإما ستسحب فعلاً قوات الحزب الإرهابي من سوريا سراً لتعيدهم إلى لبنان وتحل مكانهم في سوريا عدداً مماثلاً أو أكبر من عناصر فيلق القدس.

 سيصفق الدلالون إذا قال الحزب الإرهابي إنه سحب قواته من سوريا. وسيعلنون الانتصار على الأسد، وسيحاضرون في لبننته وعودته إلى "حضن" الوطن. سيصفقون. من يراهنني؟ سيصفقون. والله سيصفقون. بل لقد بدأوا بالتصفيق منذ الآن. وربما يرشون الأرز (يعني رز مش شجر أرز) على العناصر العائدة إلى "وطنها" منتصرة.

ولكن:

قوات أحمد جبريل وفتح الانتفاضة في مخيمي برج البراجنة ومار الياس ببيروت، وفي مخيم البداوي بطرابلس، ومخيم ويفل (الجليل) في بعلبك، وفي معسكرات الناعمة-النفق جنوبي بيروت، قوسايا، حلوة، الوادي الأسود، السطان يعقوب في البقاع ستقوم بمهامها للدفاع عن الأسد وللدفاع عن وجودها على الأرض اللبنانية، وهذا الأكثر أهمية والأكثر خطورة.

 هؤلاء يعلمون أنه إذا سقط الأسد في سوريا فلا مكان لهم في العالم سوى لبنان. حتى السلطة الفلسطينية لا تريدهم. لبنان لن يحتضنهم ويقبلهم طوعاً، لذلك لا خيار أمامهم سوى .... إسقاط لبنان.

كيف يسقطون لبنان؟

إذا هاجموه عسكريا لاحتلاله يصبحون معتدين معلنين. ويمكن الاستعانة بقوى خارجية لضربهم، عندها ينهزمون وينتهون. ولا تتحقق مهمتهم.

لذلك عليهم إحتلال لبنان تحت عنوان الدفاع عنه.

 يدافعون عن لبنان! ضد من؟

ولو.ضد العدو الصهيوني. هكذا يستطيع الحزب الإرهابي أن يشارك أيضاً. ون تأييد الشعوب العربية ..... من القصف الصاروخي الكثيف. ، أو مقاومتهم، أو جيشنا، وتحميل الضربة للعد أليس هو حركة "مقاومة" مهمتها "الدفاع" عن لبنان؟

 ولكن العدو الصهيوني لا يهاجم لبنان الآن!!!

 يجب أن يجبروه على مهاجمة لبنان. هكذا يصير بإمكانهم الدفاع عن لبنان، ويستعيدون "حقهم" في السيطرة على مساحة ال 10452 كلم مربع تحت شعار "جيش-شعب-مقاومة".

وماذا إذا تحرشوا بالعدو الصهيوني واستوعب التحرش ولم يهاجمهم؟

 يزيدون جرعة التحرش. يرفعون درجة التحرش، وقد يلفقون مبرراً موضعياً للتحرش كأن يضربوا هم، لا غيرهم، شعبهم أو شعبنا، أو مقاومتهم، أو جيشنا، وتحميل الضربة للعدو الصهيوني، ما يبرر لهم شن هجوم بري باتجاه الجليل تحت غطاء من القصف الصاروخي الكثيف. هكذا، برأيهم، يكونون "أول قوة عسكرية عربية تطأ أرض فلسطين منذ احتلالها."

 شعار براق، أليس كذلك.

شعار يعتقدون أنهم به سيستعيدون تأييد الشعوب العربية .....  ويسيطرون على لبنان، ويبقون على شاطيء المتوسط حتى إذا سقط الأسد!!!!

 ماذا يجب أن نفعل؟

الواجب الوطني يفرض على أي مسؤول في أي موقع أن لا يغطي تحرشهم بالعدو، أو ضرب العدو لهم. فلبنان سيكون ضحية في حرب بين عدوين: المعسكر الإرهابي، والعدو الصهيوني.

 الواجب الوطني يفرض على أي مسؤول لبناني عدم إلقاء الجيش اللبناني في مقتلة لم تبدأ لمصلحة لبنان ولن تنتهي لمصلحة لبنان. كل من يأمر الجيش اللبناني التدخل في مثل هذه المعركة بين العدوين الصهيوني والإرهابي هو عدو لبنان، وعدو الجيش، وهادر لدم جنودنا في معركة لحساب إيران، وليست دفاعاً عن لبنان.

 الناس الذين يعملون ولا يصفقون عليهم حراسة مجتمعاتهم، مدنهم، بلداتهم، قراهم، أريافهم، حقولهم، وعدم السماح للحلف الإرهابي بالدخول إليها، وإطلاق النار منها، كي لا يستجر لها حرباً لا تريدها.

 الحرب ليست حربنا. فلنبق خارجها. ولنمنع جرنا إلى نارها وويلاتها. نواجه من يدخل أرضنا، مدننا، قرانا، بلداتنا، حقولنا، أعمالنا، بيوتنا. هكذا ننأى بالنفس عن حرب الآخرين على أرضنا ولا نكرر المأساة-المهزلة التي تلخصت بمشاركتنا جميعاً في حروب الآخرين على أرضنا.

 إحذروا مما يستجره النازحون معهم كي لا تتكرر مسرحية مأساة قانا عندما جمع الحزب الإرهابي النازحين عند موقع لليونيفل، وأطلق من بينهم صواريخه، فقصفهم العدو الإسرائيلي. ضحى الحزب الإرهابي بشعبه كي يوقف تلك الحرب. لا تدعوها تحصل في أراضينا. هنا تبرز أهمية تجربة وزير الداخلية مروان شربل لتنشيط شرطة البلديات.

 الخوف، كل الخوف، هو على المدن الساقطة تحت احتلال الحزب الإرهابي. الخوف على صيدا والخوف على بيروت.

 صيدا أنقذها قائد الجيش العماد ميشال سليمان من راجمتي صواريخ للحزب الإرهابي كانتا تستعدان للرماية من تلة الشرحبيل ومنطقة الدباغة في حرب تموز العام 2006، على الرغم من أن "شعب المقاومة" النازح كان يفترش شوارعها. كان نصر الله يريد أن يضحي بشعبه وبشعب صيدا ليحقق مجزرة تجبر العدو الصهيوني على وقف الحرب.

 الخوف، كل الخوف، من قيام الإرهابيين بإطلاق صواريخهم من مواقع تلاصق ثكنات الجيش اللبناني أو "تجاور" مراكزه. عندها سيعرضون الجيش للضربات الإسرائيلية.

 الحرب بين العدوين ليست حربنا. حربنا هي عدم السماح لأي من العدوين باستخدام أراضينا ... ضدنا.

خطة إخلاء الأجانب:

 ليس سراً أن الوضع في لبنان خطر جداً. خطورته تعكسها خطة الإخلاء المشتركة التي اعتمدتها الدول الأجنبية لإجلاء رعاياها عن لبنان.

 أبرز ما في هذه الخطة أنها خلاصة خطط سابقة كانت كل سفارة قد أعدتها لرعاياها. الوضع تردى إلى درجة لم تعد تتيح بترف خطط إجلاء متعددة. الوضع تردى إلى درجة فرضت إعداد خطة إخلاء واحدة لجميع الراغبين في النجاة بأرواحهم من المحرقة الآتية.

 الوضع سيء إلى درجة أن دراسة التقييم الأمني للبنان لم تعد تلحظ وجود أي منطقة آمنة فيه. صار لبنان، في التقييم الأمني الخارجي، يقسم إلى منطقتين. منطقة حذرة ومنطقة محظورة.

 المحظورة: تشمل كامل ضاحية بيروت الجنوبية من الأوزاعي غرباً إمتداداً إلى الحدث ومستديرة الصياد شرقاً، وطريق المطار ضمناً، وتغطي كامل المنطقة الممتدة من نهر الأولي شمالاً إلى الخط الأزرق جنوباً، ومن مصب نهر الأولي غرباً إلى البقاع الغربي شرقاً.

 الحذرة: تشمل كل ما تبقى.

ومن أهم ملامح خطة الإخلاء أن نقاط الهروب محددة بثلاثة مرافىء فقط: مرفأ الناقورة. مرفأ جونية. مرفأ طرابلس.

 مطارا حامات وحالات (رينة معوض) تلحظهما الخطة تحت بند "منافذ رديفة إذا دعت الحاجة إلى إخلاء جوّي".

 ويصفقون لنصر الآخر على أرض أخرى فيما العدو كان في الداخل، ما زال في الداخل، ويتعاظم استعداده ... في الداخل، ويستعد لاستجرار عدو آخر إلى الداخل.

اللهم أسألك اللطف بالساعين، وأيضاً بالمصفّقين لأنهم غير عالمين ما هم بفاعلين.

 

أيها اللبنانيون.. اتحدوا

مصطفى علوش/المستقبل

"واعرفنا من سبب جراحنا واعرفنا رحنا والتقينا عمال وفلاحين وطلبة، دقت ساعتنا وابتدينا نسلك طريق مالوهش راجع والنصر قرب من أيدينا" (أحمد فؤاد نجم)

كان كارل ماركس وفريديريك انجلس يريان تاريخ البشرية بأنه مبني على صراع الطبقات وبأن طبقة "البروليتاريا"، أي العمال المنتجون، هم الأحق بإدارة العالم لأنهم الأكثرية المسؤولة عن رفاه وتقدم البشرية، وعلى عاتقهم ستبني الجنة المشاعية أو "اليوتوبيا".

بعدها ذهب ماركس إلى البلد الأكثر أهلية لقيام حكم "البروليتاريا" وهو انكلترا على أساس أنها الدولة الأكثر تقدماً في الصناعة في أيامه وبقي ينتظر إلى أن مات مقهوراً ومهملاً ولم تأتِ الثورة ولو سئل يومها عن رأيه في الأوضاع في روسيا لكان أكد أن تلك الامبراطورية الإقطاعية بعيدة لقرون عن الثورة العمالية. مع ذلك فقد كسر فلاديمير لينين القواعد العلمية التي وضعها أستاذه وانتصر في روسيا.

العبرة هي أنه بناء على المنطق الجدلي، والذي هو الركيزة العلمية الأساسية للفكر الشيوعي، فإن النتائج يمكن توقع بعضها ولكنه لا يمكن التنبؤ بها بشكل حاسم ودقيق على طريقة "الحتمية التاريخية" التي ادعاها ماركس.

لا يخفى على أحد من أصحاب الفكر المتنور، وحتى من اعترف بأن صراع الطبقات كان قد حكم فترة من تاريخ البشرية ولكن يرفض في الوقت نفسه منطق الحتميات التاريخية، بأن الرأسمالية التي حكمت معظم القرن التاسع عشر فمعظم القرن العشرين هي وحش مفترس لا رحمة عنده.

ولكن الحقيقة الأساسية هي أن العالم اليوم محكوم بتفاعل جدلي بين مختلف فئات المجتمع بحيث تمكنت الطبقات الأقل دخلاً من انتزاع الكثير من المكتسبات الاجتماعية والاقتصادية، وبالمقابل فقد اقتنع معظم رأس المال بأن تقاسم الثروات هو السبيل الوحيد الذي يؤمن الاستقرار وبالتالي توسيع قاعدة الإنتاج والاستهلاك.

لا يمكن بالطبع الافتراض بأن العالم الذي يسمي نفسه "ليبرالياً" قد وصل إلى سر الكأس المقدسة، ولا يمكن لأحد أن يقول إن التوازن الاجتماعي قد تحقق لدرجة ستؤدي إلى "يوتوبيا ليبرالية"، ولكن المؤكد هو أن منطق صراع الطبقات كما وصفه ماركس أصبح مجرداً من النظريات الكثيرة التي انضمت إلى الأدبيات الفلسفية، وأن الاستقرار والتوازن بين الفئات هو الهدف الأفضل في أيامنا هذه.

عن الحراك الاجتماعي في لبنان

في البداية لا بد من التنويه بحيوية المجتمع اللبناني وقدرته على التجمع ولو بشكل استثنائي حول قضية مشتركة هي اليوم الوضع المعيشي والاقتصادي المتدهور. الواقع هو أن مسألة الوضع المعيشي لا يمكن فصلها عن الوضع الاقتصادي فلم يعد بالإمكان، في معظم دول العالم، الاكتفاء بطباعة الأوراق النقدية وتوزيعها على الموظفين والمواطنين وصرف الموازنات على الإنماء والتعليم والطبابة من دون مداخيل واضحة وصريحة من الضرائب في ظل عدم وجود موارد طبيعية كقيمة مضافة على عجلة الإنتاج.

أما الضرائب فلا يمكن جنيها من الطبقات الأقل دخلاً، بل يجب أن تعتمد على الحراك الاقتصادي وحركة رؤوس الأموال والمغامرات الاقتصادية الرأسمالية المحسوبة المخاطر التي تعطي فرص عمل وتنمي قدرات الناس على الاستهلاك وتوسع بالتالي الإنتاج. كلها عوامل مترابطة ولا يمكن تجزئتها وكلها تحتاج إلى الاستقرار الأمني وحصرية القرارات السيادية في يد الدولة لتتمكن من التخطيط، ولو بشكل مبدئي، لإدارة الإنماء على مختلف المستويات.

هذا يعني حتماً أن المتضرر في لبنان اليوم هو كل الناس وبغض النظر عن طبقاتهم وفئاتهم الاجتماعية والدينية والمذهبية، وكلهم أيضاً عدوهم واحد هو عدم الاستقرار الأمني أو بالأحرى غيابه، أو الأصح القول فقدان الدولة القدرة على إدارة الشأن الأمني والعسكري وبالتالي احتكار استخدام العنف الردعي في سلطة واحدة.

جميل أن تتوحد الفعاليات الاقتصادية مع النقابات المتعددة لترفع الصوت اليوم مطالبة بالإنقاذ، وجميل أن أسمع أكثر القادة اليساريين شعبوية يتجنبون إطلاق الشعارات الخشبية حول الاحتكار والاستعمار والرأسمالية كتعبير عن صرامة الموقف وتفهمهم بأن المشكل ليس اليوم عند الرأسمالي "المجرم". ولكن ما هو غير مفهوم هو الاستمرار الجبان أو الغبي أو المنافق، في سياسة وخطاب الأكثرية الساحقة من المحتجين واستمرار الكثيرين منهم في ترداد ببغائي بأن و آذار مسؤولون بالتساوي، وقد يكون بعضهم مقتنعاً بهذه المقولة الجائرة ولكن بالتأكيد أن كثيرين منهم منافقون ويريدون مسايرة الجناة خوفاً من بطشهم.

آذار تحملت الكثير من النكسات السياسية واللوم من قبل قواعدها على تخاذلها، واتهمت أيضاً بعقد الصفقات من أجل البقاء في الحكم، وكل ما سعت إليه هذه القوى هو تأمين الاستقرار بحده الأدنى ضناً بمعيشة الناس واقتصادهم، أما من كان يبتز الناس والدولة فهو كل من تبع منطق 8 آذار أو حزب الله تحت شعار الممانعة.

لقد آن الوقت لنقول للبنانيين بكل فئاتهم اتحدوا في مواجهة من ضرب كل قواعد الاستقرار وتسبب بانهيار الدولة والأمن والاقتصاد وبتردي الحالة المعيشية في سبيل تحقيق أسطورة ما ورائية تشبه حلم ماركس باليوتوبيا.

من المهم اليوم وضع الإصبع على الجرح والقول إن الخروج من الواقع الخطير الذي نعيشه هو تماماً بتوجه الجميع للقول إن سياسة ربط لبنان بمصير الممانعة والتمادي في الأحلام والأساطير والإصرار على جعل هذا البلد الصغير يدفع ثمن مغامرات عسكرية هو سبب تردي الوضع إلى حدود الإفلاس التام، والأخطر هو أن المؤشرات تقول بوضوح بأن الأمور لن تقتصر على الخراب الاقتصادي بل قد تؤدي أي دعسة ناقصة أو مغامرة مشابهة لمغامرات الحزب المعصوم في سنة ستؤدي حتماً إلى استحضار الكارثة من جديد.

أيها اللبنانيون بكل فئاتكم وطوائفكم ومذاهبكم وأحزابكم اتحدوا على كلمة سواء فالخطر ليس مجهول الأسباب، والحل ليس مستحيلاً ولكن يحتاج إلى قول كلمة حق في وجه الظالم.

() عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل"