المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم  03أيلول/2013

عناوين النشرة

*رسالة يعقوب الفصل 2/14-26/الإيمان والأعمال

*بالصوت/قراءة للياس بجاني في أهم أحداث اليوم/عناوين النشرة/02 أيلول/13

*اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/02 أيلول/13

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

**عظة الأب جورج صدقة ووتعليق انطوان مراد/من ضمن نشرتنا العربية لليوم/02 أيلول/13

*تعليق رائع لإنطوان مراد بالصوت والنص من لبنان الحر ننصح بالإستماع إليه وتوزيعه/تباً لأهل الذمة من الفرّيسيين الجدد!

*معراب/نص عظة الأب جورج صدقة التي ألقاها في القداس السنوي لذكرى شهداء القوات اللبنانية يوم أمس الأحد

*الثورة ستقتصّ من "بشار الكيماوي"/علي حماده/النهار

*السناتور مكين: رفض الكونجرس استخدام القوة في سوريا كارثة

*الحزب الإيراني اختبر إجراءات أمن "الضاحية" والنتيجة.. صفر

*تقرير فرنسي: مئات القتلى في "سراقب" وقيادة الجيش السوري متورّطة

*أين أخطأ أوباما قبل التهديد بالضربة وبعده؟ نتائج التفتيش الدولي تحتّم خيارين/روزانا بومنصف/النهار

*موجات التفاؤل تصطدم مجدّداً بالتصلّب الولادة الحكومية تتعثّر ولا تقع وعقدتها البيان/سابين عويس/النهار

*وضع عناصره في حالة استنفار ونقل صواريخ وذخيرة لمناطق سكنية/"حزب الله" يحصن الجنوب والبقاع استعداداً للحرب المرتقبة/حميد غريافي

*انسحاب لندن جاء بسبب تهديد دمشق لقواعدها في قبرص/تقرير للاستخبارات الفرنسية وراء قرار أوباما بشن الحرب/حميد غريافي

*سليمان يرأس وفد لبنان الى مؤتمر الفرنكوفونية في نيس ويتشاور مع هولاند في تداعيات النزوح ومؤتمر نيويورك

*سليمان استقبل شربل والعريضي واطلع من فهد على ملف موقوفي التفجيرات وإطلاق الصواريخ

*سليمان والراعي يختتمان الاربعاء السنوية العاشرة لحديقة البطاركة في الديمان

*الكويت تخصص طائرة لإجلاء مواطنيها من لبنان وشربل يرى ان “حزب الله” اعترف بخطأ التحقيق مع دبلوماسيين

*مذكرتان وجاهيتان بتوقيف كل من الغريب وحوري وصقر

*تفجيرا “التقوى” و”السلام” أمام العسكري وسبب الادعاء تقاطع الاعترافات… ريفي: قائد تفجير السيارتين ضابط مخابرات في طرطوس

*قتيل وجريحان باشكال بين عائلتين في العبدة

*الراعي بدأ جولته في بلدات الحروف العليا في جبيل

*النائب محمد كبارة : نسأل رئيس الجمهورية إذا كانت الدولة عاجزة عن حماية المواطنين من الإرهاب الذاتي فلماذا لا تؤمنون مطارا آمنا

*جنبلاط: لا حل للأزمة السورية إلا بتسوية دولية إقليمية

*عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح : نقاط غامضة في مبادرة بري

*فتفت :أخطر ما في مبادرة بري هو تحديد صلاحيات رئيس الجمهورية وصلاحيات الرئيس المكلف

*حبيش : مبادرة بري مقبولة بالمفرق ومرفوضة بالنسبة لسلاح حزب الله

*النائب عماد الحوت : اعلان بعبدا قابل للحياة وليس المشاريع الاقليمية

*ماروني: لمبادرات تخلص الواقع السياسي مما يسببه حزب الله

*حرب استقبل ميشال معوض وبولس: لانخراط الجميع في الحفاظ على استقرار لبنان ليعبر المرحلة الاقليمية الخطرة

*مفتي الجمهورية التقى زوارا أيدوا مواقفه

*دار الفتوى تتهم الجهاز الامني المرتبط برئيس الحكومة بفبركة تقارير امنية بحق بعض العلماء المسؤولين في دار الفتوى

*رئاسة مجلس الوزراء ترد على المفتي قباني

*نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى : حفظ سوريا وشعبها لا يكون باستدعاء الاستعمار الغربي لضربها وعلى القادة العرب ان يكونوا في عون السوريين لانجاز الحل السياسي

*قاووق: المرحلة حساسة وشديدة الخطورة ولا تحتمل مغامرات ورهانات خاسرة

*سابقة في تاريخ السجون اللبنانية: سجناء يخطفون سجينا!

*نوفل ضو: خطاب جعجع يذكر بالمواصفات التي حددها بشير الجميل لرئاسة الجمهورية

*المجلس الوطني لثورة الأرز "[ الجبهة اللبنانية

*لقاء مسيحي جامع في كسروان برعاية "التيار الوطني الحر"

*مشاورات بين جنبلاط و14 آذار أفضت لتثبيت "صيغة حكومية بمشاركة حزب الله"

*جنبلاط ثمن مبادرة بري: إنعقاد الحوار هو مناسبة لإعادة الاعتبار للنأي بالنفس

*اليونيفيل التركية تبدأ بمغادرة جنوب لبنان

*الاشتراكي و"حزب الله" والمستقبل و"القوات" يرفضون الفيديرالية الكتائب مع اللامركزية الموسّعة... والآراء متباينة في مطار ثانٍ

*راهنية جورج بوش الابن تحاصر أوباما/وسام سعادة/المستقبل

*دولة الأمن المفقود (4)إرهاب بيروت وفتنة صيدا!/فادي شامية/المستقبل

*دولة الأمن المفقود (4)إرهاب بيروت وفتنة صيدا/فادي شامية/المستقبل

*العالم الحتمي.../علي نون/المستقبل

*ورقة التوت التي نزعها الأقباط عن الغرب/سليمان جودة/الشرق الأوسط

*اطمئنوا ... انها ضربة «محدودة»/الياس حرفوش/الحياة

*الأمن الذاتي تمدّد إلى بيروت والبقاع: بيئة الحزب تتلمّس ثمن قراراته الباهظة/علي الأمين/البلد

*انسوا أوباما!/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*أوباما أراح الأسد وحير الجميع/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*الوزراء العرب يدعون لمعاقبة النظام وروسيا ترسل السفن

*لهذه الأسباب قرر أوباما التريث..

*الفيصل: سوريا محتلة من إيران و"حزب الله"

*كيري: مقتنع بموافقة الكونغرس رفسنجاني: النظام قصف شعبه بالكيميائي

*مطالبة عربية بتحرّك دولي ضد الأسد

*نائب وزير الخارجية السعودية

*يستقبل أبو فاعور/المستقبل

*حزب الله "سيرد من حمص في حال حصول الضربة العسكرية على سوريا"

*رفسنجاني: حكومة الأسد هاجمت شعبها بأسلحة كيمياوية وحوّلت الإستادات إلى سجون

*لماذا زار مسؤول إيراني الضاحية سرّاً/كريستينا شطح/الجمهورية

*الحرب على الإرهابيين التكفيريين… نعم! ولكن من هم هؤلاء؟/روكز اسطفان

 

 

تفاصيل النشرة

 

إشعيا الفصل 55/1-13/الرب يمنح رحمته

وقال الرب: تعالوا إلى المياه يا جميع العطاش، تعالوا يا من لا فضة لهم وكلوا، أطلبوا خمرا ولبنا بغير ثمن. لماذا تصرفون فضة لغير الخبز، وتتعبون في عملكم لغير شبع؟ إسمعوا لي وكلوا الطيبات وتلذذوا في طعامكم بالدسم. أميلوا آذانكم وتعالوا إلي. إسمعوا فتحيا نفوسكم: أعاهدكم عهدا أبديا، عهد رحمتي الصادق لداود. جعلته رقيبا للأمم وقائدا ووصيا عليهم. يدعو شعوبا لا يعرفها وتتبعه أمم لا تعرفه. الرب قدوس إسرائيل إلهه، وهو الذي مجده. أطلبوا الرب ما دام يوجد، أدعوه ما دام قريبا. إن تخلى الشرير عن طريقه وفاعل الإثم عن أفكاره، وتاب إلى الرب فيرحمه، وإلى إلهنا فيغمره بعفوه. لا أفكاري أفكاركم يقول الرب، ولا طرقكم طرقي. كما علت السماوات عن الأرض، علت عن طرقكم طرقي،وأفكاري علت عن أفكاركم. وكما ينزل المطر والثلج ولا يرجعان ثانية إلى السماء، بل يرويان الأرض ويجعلانها تجود فتنبت نبتا وتعطي زرعا للزارع وخبزا للآكل، كذلك تكون كلمتي، تلك التي تخرج من فمي، لا ترجع فارغة إلي بل تعمل ما شئت أن تعمله وتنجح في ما أرسلتها له. بفرح تخرجون من بابل، وترشدون في طريق السلامة. الجبال والتلال ترنم أمامكم، وأشجار الحقول تصفق بالأيدي. عوض العليق ينبت السرو، وعوض القراص ينبت الآس، وبذلك أعمل لي اسما، وذكرا مخلدا لا ينقطع.

 

يا رب احمي لبنان من جحود رجال دين هم جماعات قروش وكروش
بالصوت/قراءة للياس بجاني في أهم أحداث اليوم/عناوين النشرة/02 أيلول/13

اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/
02 أيلول/13
 نشرة الاخبار باللغة الانكليزية
عظة الأب جورج صدقة ووتعليق انطوان مراد/من ضمن نشرتنا العربية لليوم/02 أيلول/13
من ضمن النشرة/ هرطقات جديدة لجحود وشرود وزيارات وجولات الراعي/عون اقترب من نهايته السياسية/جريمة طرابلس نفذها السوري عن طريق مرتزقته وتكفيريه وارهابيه/قراءة لعظة الأب جورج صدقة التي ألقاها أمس في القداس الذي أقيم في معراب بالذكرى السنوية لشهداء المقاومة اللبنانية/بالصوت تعليق رائع لإنطوان مراد من لبنان الحر: تباً لأهل الذمة من الفرّيسيين الجدد/الضربة الغربية لسوريا وكل جديد فيها/مبادرة بري النفاق والدجل وردود/العرب وجامعتهم والتردد بما يتعلق بنظام الأسد المجرم/حزب الله جيش إيراني يحتل لبنان وقراره في إيران/تشكيل الحكومة مكانك راوح/ متفرقات

تعليق رائع لإنطوان مراد بالصوت والنص من لبنان الحر ننصح بالإستماع إليه وتوزيعه.

الياس بجاني/المسيحون في الشرق لا يحتاجون لأنظمة قمعية لتحميهم ولا لرجال دين كفرة يقفون مع هذه الأنظمة ويشهدون لإبليس وليس للحق.

 

تباً لأهل الذمة من الفرّيسيين الجدد!

انطوان مراد/لبنان الحر

http://www.lebanese-forces.com/2013/09/02/raii-horr-antoine-mrad-3/

قديماً قيل : لولا الإسلامُ لأكلَت تَغلِبُ الناس . والمقصود أن قبيلة تغلب كانت من أعظم قبائل العرب وأكثرها عدداً  ، وكان أبناؤها يدينون بالمسيحية ، وانتشروا خصوصاً في العراق ، بعد ردح في الجزيرة العربية .

مع الإسلام ، فرض عليهم الخليفة عمر بن الخطاب الجزية ، لكنهم تحفّظوا واعتبروها مذلّة لهم وطلبوا استبدالها بصدقة مضاعفة ، ففعل . بقي العديد من أبناء تغلب مسيحيين ، بينما دخل بعضهم في الدين الجديد . ومن أشهر رموزها المسيحيين بعد الإسلام الشاعر الشهير الأخطل ، الذي كان شاعر بني أمية ، وكان يدخل على الخليفة أحياناً والخمرة تقطر من لحيته . في العراق ، كما في بلاد الشام ولبنان والأراضي المقدسة ومصر ، استمر الوجود المسيحي الأصيل ، على الرغم من المصاعب والاضطهادات والتمييز ، لكن في الغالب كان هذا الوجود مقبولاً وأحياناً مجلّياً ، خصوصاً في العلوم والآداب والفنون .

في لبنان كان وضع المسيحيين متمايزاً ، حيث بدا الموارنة كورثة للمردة ، فحافظوا على نوع من الاستقلال الذاتي كان يتسع أو يضمر بحسب الظروف والتحالفات ، ولم يخلُ تاريخهم من معارك وانتفاضات ، على غرار ثورة المنيطرة والمواجهات القاسية مع المماليك والعثمانيين والمصريين على التوالي ، وصولاً إلى تجربة المتصرفية وبعدها الانتداب والاستقلال ضمن حدود لبنان الكبير .

كل ذلك لنقول ، إن المسيحيين في المشرق ، ليسوا أهل ذمة ، ولو تم التعاطي معهم طويلاً كذلك . فكم بالحري في أيامنا . وهذا يعني أنهم لا يحتاجون إلى نظام ديكتاتوري طائفي مذهبي عائلي ، يلبس لبوس حزب عقائدي كحزب البعث ، كي يتم تمنينهم بأنهم في حمايته وذمته ، وكي يُحسَبون عليه ، حتى إذا جاء من يقاتل هذا النظام بحجة رفض التسلط والقمع والفساد ، لا ينقلب على المسيحيين لينتقم .

نعم ، يا أعزاء . المسيحيون في المشرق يرفضون ، أو يجب ألا يكونوا في ذمة أنظمة ديكتاتورية كأنظمة آل الاسد لتستعملهم كمتاريس ، كما يرفضون أويجب ألا يكونوا في ذمة إسلاميين تكفيريين لا يتحمّلون أقليات قليلة ولكن أصيلة . كل ما يريده المسيحيون هو العيش في أوطانهم بحرية وكرامة ، في ظل أنظمة ديموقراطية تحترم التنوع بل تتمسك به . هذا هو مغزى رسالة سمير جعجع بالأمس للمسيحيين المشرقيين . وهذا ما ينبغي أن يكمن في جوهر كل تحرك وموقف يتناول وضع المسيحيين في هذه المنطقة المعذبة والمضطربة ، تحت عنوان المسألة المشرقية المزايدات لا تنفع ، وفبركة الأوهام مهلكة ، فالنتائج معروفة سلفاً : مزيد من المآسي والنكبات والهجرة والتهجير . ليت بعض رجال الدين من أصحاب الكروش والقروش ، والمتفوّهين بمعسول الكلام ، ومعهم بعض الساسة المتحذلقين والمتفزلكين يدركون أن اللعب بالمصائر يكون عادة قاتلاً ، وأن التاريخ لا يرحم الأغبياء والأدعياء .يوم كانت حلب وحمص وحماه ، كما دمشق وبغداد والبصرة والموصل مزدهرة بمسيحييها ومسلميها ، لم يكن هناك أنظمة بعثية يقودها صدام وبنوه أو حافظ وبنوه . وإذا لاقى المسيحيون ما يلاقون اليوم ، فالسبب الأول والرئيس هو ردة الفعل على الظلم والقمع والتنكيل والفساد ، وهي صفات التصقت بهذين النظامين اللذين شكّل وحش الكيماوي ” أروع ”  قاسم مشترك بينهما من حلبجة إلى الغوطة . والسلام .

 

معراب/نص عظة الأب جورج صدقة التي ألقاها في القداس السنوي لذكرى شهداء القوات اللبنانية يوم أمس الأحد

بعد الإنجيل المقدس، تلا الأب صدقة عظة بعنوان: "طوبى للذين بيضوا حللهم بدم الحمل"، استهلها بالقول: "لقد شرفني راعي الاحتفال صاحب الغبطة والنيافة السيد البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، بالاحتفال بهذه الذبيحة الالهية عن نية الشهداء، ونقل بركته ومحبته إليكم. إن الشهادة، أيها الأحباء، تعني الكثير، تعني البذل والتضحية بالدم والحياة في خدمة قضية سامية مقدسة. وهل من قضية أقدس من قضية الدفاع عن الوطن والأحباء والإيمان الحق؟". أضاف "السيد المسيح يدعونا: "إحمل صليبك كل يوم واتبعني". فالصليب علامة الشهادة وليس الموت، لأن في الصليب قيامة. فالصليب الذي كان، بالنسبة للأمم، الذل والعار،أصبح لنا، نحن المخلصين، رمز المحبة والانتصار. وبالحب الغني، بذل المسيح ذاته على الصليب، فكان النصر الحقيقي. وكل مرة ننظر إلى الصليب نتذكر حب الله اللامتناهي لنا. يا شهداءنا الأبطال، إننا نمثل الآن في حضرتكم، وننحني إجلالا وإكبارا أمام تضحياتكم ودمائكم التي امتزجت بتراب هذا الوطن، فأنبتت حرية وسيادة واستقلالا. أنتم الذين حملتم صليبكم كل يوم، وتبعتم المسيح على درب الجلجلة وتألمتم ومتم، عملا بقول المعلم، وجعلتم من دمائكم بذور قيامة الوطن، فأصبحتم منارة تهدي في الظلمات، وبذور إيمان أنبتت المئات لا بل آلاف المؤمنين بهذه الرسالة".

وتابع "أناجيكم وأسألكم من هذه الأرض المعذبة المثقلة بالحزن والألم والضيق والكفر والتكفير أن تغفروا، كما غفر المسيح، ليس للذين قتلوكم وحسب، بل للذين لا يعرفون قيمة الشهادة، ويغتالونكم، كل يوم، بشكهم وجهلهم وقلة وفائهم. فالمسامير، التي دقت في يدي المسسيح على الصليب، لم تقلل من قيمة الشهادة، وإكليل الشوك الذي غرز على رأس المسيح لم يؤثر في عمل الفداء. وإننا نشكركم يا شهداءنا الأبرار لأنكم شاركتم المسيح بعمل الفداء، ومتم من أجل وطننا ومن أجلنا، فعلمتمونا الحب الكبير والبذل والتضحية والعطاء دون مقابل. فاعطنا اللهم الوفاء. وأنتم أيها الشهداء الأحياء فإنكم تحملون في أجسادكم جراحات المسيح، فالطوبى لكم، لأنكم تحملون هذه النعمة بصبر، كأنها رحمة من الله. فحافظوا على هذه الوديعة واحملوها بفخر، لأنها شهادة للمجد المزمع أن يتجلى في الملكوت".

وأردف "أما أنتن يا أمهات الشهداء، فكل واحدة منكن تفخر بأن تتشبه بأمنا العذراء التي بآلامها ودموعها وحضورها، شاركت ابنها في سر الفداء، عند أقدام الصليب. وأنتن شاركتن بالآمكن ودموعكن في خلاص هذا الوطن وقيامته. وأنت، يا أبا الشهيد، إفتخر بشهادة ابنك، لأنها نبراس لك تحمله، على الدوام، وتعتز به، ففلذة كبدك أصبح مثالا يحتذى به في مجالس الشرف والكرامة. ويا أجيال لبنان الواعدة، إخلعوا نعالكم، فالأرض حيث أنتم مقدسة، لأنها جبلت بدماء الشهداء الذكية، وقبلوها، وتزودوا بترابها بركة تمنحكم القوة والشجاعة لتخطي الصعاب، وبذلك لا تهابون الموت ولا الاستشهاد في سبيل مواصلة مسيرة القضية المقدسة التي استشهد رفاقكم من أجلها، ليبقى لبنان مرفوع الجبين موفور الكرامة".  وخاطب الحضور "لا تخافوا الشهادة، على مثال المسيح الشهيد الأول والشهداء الأبطال، فما من عاصفة، مهما عتت، يمكنها أن تزعزع جبلا، وما هم الأرز من الرياح ولو كسرت بعض شلوحه، يبقى أرز الرب أبد الدهر شامخا خالدا. والمقاومة اللبنانية، أيها الأحباء، التي انطلقت في أيام الحرب المشؤومة، قدمت الكثير من التضحيات والشهداء على مذبح الوطن، وأسهمت، عميقا، في استمرارية لبنان وتدعيم سيادته واستقلاله، فكانت مقاومة لبنانية دافعت عن لبنان بقوة، فتجلت في انتصارات عديدة ليبقى لبنان موحدا، بصرف النظر عن بعض الإخفاقات، وبالرغم من الملاحقات المغرضة والسجون الكيدية والاضطهادات حتى الإستشهاد، انتفضت كطائر الفينيق، وذلك بقوة الإيمان الذي يتخطى المفهوم العادي للأمور، ويعطي صاحبه شجاعة "حيث لا يجرؤ الآخرون".

وختم متوجها إلى جعجع بالقول "أما أنت أيها القائد الحكيم المؤتمن على هذا الإرث الثمين المثقل بالشهادة والتضحيات والبطولات، فإنك تحمل هذه الوديعة "في إناء من خزف". إننا نصلي إلى الله، اليوم، مع شهدائنا الأبطال في هذه الذكرى المجيدة، لتحافظ، مع ذوي الإرادة الصالحة، على الأمانة في أيامنا الصعبة هذه، كي تبقى أجراسنا تدق وتعانق أصوات المآذن، ويبقى وطننا مرفوع الكرامة موحدا ومستقلا. وتبقى دماء الشهداء الخميرة والنور الذي يهدي إلى الحق والحياة. وما إنجيل اليوم عن الفريسي والعشار إلا ليذكرنا بأن التواضع أمام الله ليس مذلة وضعة، بل هو كبر ورقي، والذي يمتلك الشجاعة على الاعتذار هو الكبير حقا، ويذهب إلى بيته مبررا كما فعل العشار، وليس كما فعل الفريسي. أن ندين الناس ونرى أخطاءهم الصغيرة، ولا نرى أخطاءنا الكبيرة فنغرق في بحر الوهم والإدعاء، ونفقد روح التمييز والمعرفة. اللهم نبتهل إليك أن تعطينا الشجاعة والإيمان والشهادة، بحق دم الشهداء". بعد القداس، أنشدت الدكتورة سنا موسي نصار نشيد الشهداء للفنانة ماجدة الرومي، وترافق ذلك مع لوحة تعبيرية جسدت شعار الذكرى لهذا العام.

 

الثورة ستقتصّ من "بشار الكيماوي"

علي حماده/النهار

حسناً فعل الرئيس الاميركي باراك اوباما بتأجيله الضربة العسكرية بذريعة الحصول على دعم الكونغرس، فالضربة التي كانت مقررة كانت محدودة للغاية، لا بل غير مؤثرة بمعنى تغيير المعادلة القائمة على الارض. قلنا سابقا ان الضربة الاميركية غير مفيدة ما لم تفتح الطريق امام الثوار لاقتحام دمشق، او اقله لتحقيق تقدم ملموس وحاسم في الميدان. كل ما عدا ذلك غير مهم. ومن هنا قولنا الآن للرئيس الاميركي باراك اوباما بأن يحتفظ ببضعة صواريخ "توماهوك" في مخازنه، وليترك امر الاقتصاص من "بشار الكيماوي" ومن معه للشعب السوري الذي سيحسم المعركة مهما طال الامر. وبالعودة الى الضربة ثمة معلومات تشير الى ان استحصال اوباما على تفويض من الكونغرس الاميركي سيضعه في موقع القوة في هذه الازمة، ويعيد توزيع الاوراق على الطاولة مع روسيا على وجه الخصوص. كما ان تفويض الكونغرس قد يدفع مجلس العموم البريطاني الى تغيير موقفه اذا ما جرت دعوته في الاسبوع المقبل للنظر في امر مشاركة بريطانيا في الضربة ضد النظام في سوريا. اكثر من ذلك فإن المسافة الزمنية التي تفصلنا عن انعقاد الكونغرس قد تأتي بمزيد من الادلة والاثباتات بشأن مسؤولية نظام "بشار الكيماوي"، بحيث يصبح من الصعب على المعترضين على الضربة التذرع بقلة المعلومات، في وقت اصطفت غالبية الدول العربية ضمن المحور الداعي الى معاقبة النظام على ارتكابه الجريمة الاخيرة. لكن كل هذه المعطيات يمكن ان تتغير رأسا على عقب اذا ما فشل اوباما في الحصول على دعم الكونغرس. وكما قلنا ان ضربة عقابية محدودة لا تفتح الباب امام تغيير جوهري في الميدان غير مرحب بها على الاطلاق. وفي هذه الحالة يفضل الاستعاضة بدعم عسكري حقيقي للثورة على مستوى التسليح كي تعجل في تغيير المعطيات على الارض. بناء على هذه المعطيات، لا بد لـ"بشار الكيماوي" من ان يتحسس رأسه، لأن الواقع الميداني متحرك في غير مصلحته، ولأن الثوار السوريين يقفون على ابواب العاصمة. لبنانيا نكرر نصيحتنا الى "حزب الله" بأن يوقف لمرة واحدة الانجرار خلف جنون "الحرس الثوري". فأي رد من الحزب على ضربة غربية لن تحظى بأي تعاطف لبناني، وأي محاولة لإشعال حرب مع اسرائيل ستضع الحزب بين مطرقة اسرائيل وسندان الموقف اللبناني الرافض للتورط مجددا في حروب الآخرين على ارضنا. ان "حزب الله" اصغر من ان يتحمل عواقب الحرب في سوريا، وخصوصاً أنه مقبل على هزيمة محققة هناك مهما فعل. وعليه ننصح قيادة الحزب بالانسحاب فورا من سوريا، والعودة الى طاولة حوار وطني للبحث في اجراءات تسليم السلاح الى الدولة اللبنانية والانتقال الى العمل السياسي حصرا، وبالتوازي افساح المجال امام تشكيل حكومة انقاذ وطني لبناني. ان الالتصاق بـ"بشار الكيماوي" انتحار.

 

السناتور مكين: رفض الكونجرس استخدام القوة في سوريا كارثة

واشنطن (رويترز) - قال عضو مجلس الشيوخ الامريكي جون مكين يوم الاثنين انه اذا رفض الكونجرس في التصويت الموافقة على طلب الرئيس باراك اوباما إجازة استخدام القوة العسكرية في سوريا فسيكون ذلك كارثة.

وقال مكين للصحفيين بعد اجتماع مع اوباما في البيت الابيض "اذا رفض الكونجرس قرارا كهذا بعد ان التزم رئيس الولايات المتحدة بالتحرك فستكون العواقب كارثة." وقال مكين وهو جمهوري انه وجد الاجتماع مشجعا لكن ما زال أمام الادارة "طريق طويل" حتى نصل الى اعتماد القرار. واضاف انه والسناتور الجمهوري لينزي جراهام الذي حضر ايضا الاجتماع مع اوباما في البيت الابيض يحبذان تعديل القرار لتوسيعه حتى لا يكون مجرد رد على استخدام اسلحة كيماوية على ايدي حكومة الرئيس السوري بشار الاسد. وتابع "نريد النص على هدف يؤدي تحقيقه مع الوقت الى الحد من قدرات بشار الاسد وزيادة وتطوير قدرات الجيش السوري الحر والحكومة السورية الحرة حتى يمكنهما ان يزيدا القوة الدافعة في ساحات القتال." ويؤيد مكين وجراهام منذ فترة طويلة التدخل الامريكي ضد الاسد في الحرب الاهلية السورية بينما حاول الرئيس الديمقراطي اوباما البقاء خارج الصراع حتى الان.

وقال مكين نحن نقدر مقابلة الرئيس لنا وقد تبادلنا وجهات النظر بصراحة واعتقد اننا وجدنا بعض المجالات التي يمكننا العمل معا فيها. لكن الطريق طويل أمامنا."

 

الحزب الإيراني اختبر إجراءات أمن "الضاحية" والنتيجة.. صفر

خاص بـ"الشفاف"/يواصل حزب الله تشديد تدابيره الامنية على مداخل ضاحية بيروت الجنوبية، وفي المدن الرئيسية ذات الغالبية الشيعية، كمدينة النبطية جنوب لبنان، وبعلبك وسواها من القرى والبلدات.

المعلومات تشير الى ان الحزب أقفل 200 مدخل الى ضاحية بيروت الجنوبية، ونشر على هذه المداخل عناصره واجهزة وتقنيات لتفتيش السيارات، في حين عمد عناصر الحزب الى إقفال مداخل كاملة بسواتر ترابية وحوّل السير عبرها الى مداخل أخرى. مع محاولات استحداث مواقف جديدة للسيارات تكون تحت المراقبة الشاملة. وتضيف المعلومات أنه وعلى الرغم من هذه التدابير، يخشى الحزب إمكان ان تتسرب متفجرات الى الضاحية، بعد ان أجرى سلسلة إختبارات ميدانية، عمدت الاجهزة الامنية في الحزب الالهي خلالها،الى تفخيخ سيارات، وإدخال أحزمة ناسفة الى الضاحية عبر الحواجز التي ينشرها الحزب، محاولا إختبار فعالية هذه التدابير.

وتشير المعلومات أيضا، الى ان بعض السيارات الإختبارية نجحت في عبور الحواجز، في حين نجحت سيدات منقّبات ترتدين أحزمة ناسفة في إختراق الحواجز أيضا. كما استطاع عناصر بعض الحواجز ضبط سيارات وسيدات مزنّرات بالاحزمة الناسفة، كانت اجهزة الحزب الامنية زوّدت حامليها بكلمة سر خشية تعرضهن لما لا تحمد عقباه! الخلاصة التي توصلت اليها الاجهزة الامنية للحزب الإيراني أنه لا إمكان لضبط كامل لتسرب المتفجرات الى الضاحية، الامر الذي دفعهاالى إقفال مداخل بشكل كامل بالسواتر، وتشدد العناصر على المداخل الاخرى.

 

تقرير فرنسي: مئات القتلى في "سراقب" وقيادة الجيش السوري متورّطة

خاص بـ"الشفاف"/كشفت جريدة "لوموند" في عددها الصادر اليوم الإثنين أن الرئاسة الفرنسية طلبت من مختلف أجهزة الإستخبارات الفرنسية خلاصاتها حول الترسانة الكيميائية السورية وحول استخدامها ضد المواطنين السوريين قبل أيام. وتتضمن الوثيقة التي رفعتها أجهزة الإستخبارات الفرنسية، ولأول مرة، تحليلاً بالأرقام للهجوم الذي تعرّضت له مدينة "سراقب" في يوم ٢٩ أبريل. وحسب الأجهزة الفرنسية، قامت هليكوبترات الجيش السوري بإطلاق مقذوفات ضد المدينة التي يتمركز فيها الثوار. وحسب الأجهزة الفرنسية، أوقع الهجوم، بالحد الأدنى، ما بين ٢٨٠ إلى٣٠٠ قتيلاً. ولكن هذا الرقم لا يشمل النساء والأطفال القتلى. وقد تم الإحصاء، إلى حد كبير، إنطلاقاً من فيديوهات حصلت عليها الأجهزة الفرنسية ولا تشمل سوى الرجال. يعني ذلك أن الحصلية الإجمالية لهجوم "سراقب" وحدها تصل إلى عدة مئات من القتلى لأن الهجوم وقع في منطقة مكتظة بالسكان. ولم تكشف أجهزة المخابرات الفرنسية عن الوسائط الأخرى، عدا الفيديوهات، التي سمحت لها بالحصول على هذه المعلومات الدقيقة. (حسب الويكيبيديا: سراقب ناحية ومدينة سورية في محافظة إدلب. تقع إلى الجنوب الشرقي من إدلب، وتعد نقطة مهمة على الطريق بين دمشق وحلب، يبلغ عدد السكان فيها 40.000 نسمة، وتمتد على مساحة 17 ألف هكتار، وتبعد 50 كم عن حلب و 135 كم عن حمص و 297 كم عن دمشق.)

قصف "جوبر"

وتتطرّق الوثيقة بإيجاز إلى الهجوم الذي تعرّضت له ضاحية "جوبر" بين ١٢ و١٤ نيسان/أبريل، والذي قام مراسلو جريدة "لوموند"، في حينه، بنقل إثباتات تثبت وقوعه. كما تتطرق بإيجاز إلى الهجوم الذي تعرّضت ضواحي دمشق في ٢١ نيسان/أبريل، والذي كشفت الإدارة الأميركية تفاصيله في يوم ٣٠ نيسان/أبريل، وقد أدى إلى وقوع ١٤٢٩ قتيلاً حسب الأميركيين.

"تطهير" مواقع القصف وتطرح الأجهزة الفرنسية في تقريرها فرضية استخدام "مزيج" يحتوي على غاز "السارين" وعلى غاز أعصاب فوسفوري عضوي. ويؤكد التقرير الفرنسي صحّة تسلسل الأحداث الذي عرضه الأميركيون. كما يفيد أنه، بعد القصف الكيميائي، قام الجيش السوري بـ"تطهير" المواقع المقصوفة بواسطة قنابل تقليدية بهدف الحؤول دون تجميع إثباتات تؤكد ضلوعه في العملية.

وأخيراً، فإن ما جمعته الأجهزة الفرنسية من مكالمات تمّ التنصّت عليها يثبت أن قيادة الجيش السوري النظامي متوّرطة في القصف.

أحد أكبر المخزونات الكيميائية في العالم

حسب التقرير الذي رفعته الأجهزة الفرنسية للرئاسة، فإن الترسانة الكيميائية السورية تعود إلى سنوات السبعينات. وقد استفادت من دعم خارجي في البداية، ثم وصلت إلى مرحلة الإكتفاء الذاتي في سنوات الثمانينات. ويقول مسؤول يعمل في رئاسة الحكومة الفرنسية أن "البرنامج الكيميائي السوري هو أحد أكبر البرامج في العالم"! ويمتلك نظام دمشق عدة مئات من أطنان "غاز الخردل" ("إيبريت")، ومئات الأطنان من غاز "السارين"، وعشرات الأطنان من غاز "في إكس". إن هذه المنتجات الكيميائية التي تم تجميعها استعداداً لحرب مع إسرائيل قابلة للتكييف لكي يتم حملها بمختلف أنواع الأسلحة: سواء صواريخ "سكود" التي يصل مداها إلى ٥٠٠ كلم، أو صواريخ "إم-٦٠٠" ومدها ٢٠٠ إلى ٣٠٠ كلم، وصواريخ "إس إس-٢١" التي تُستَخدَم لمسافات تقل عن ١٠٠ كلم. كذلك، يمكن استخدام تلك الغازات بواسطة قنابل تُطلق من الجو أو بصواريخ المدفعية. أخيراً، يخلص التقرير الفرنسي إلى أن المعارضة السورية لا تمتلك لا المعارف والخبرات ولا الوسائط التي تسمح لها بتجهيز أسلحة كيميائية أو استخدامها لشن هجمات.

 

أين أخطأ أوباما قبل التهديد بالضربة وبعده؟ نتائج التفتيش الدولي تحتّم خيارين

روزانا بومنصف/النهار

تعتبر مصادر ديبلوماسية في بيروت ان واقع الامور نتيجة التحضيرات الاعلامية والنفسية لضربة عسكرية اميركية ضد مواقع النظام السوري ردا على استخدامه الاسلحة الكيماوية ضد شعبه تطور على نحو خطير من واقع ان صدقية الرئيس الاميركي باراك اوباما كانت على المحك باعتباره هو من رسم خطا احمر لاستخدام النظام السوري اسلحة كيميائية تخطاه هذا الاخير، الى ان تضحي صدقية الولايات المتحدة في المنطقة وحتى في العالم على المحك وليس فقط صدقية رئيسها. فقد يكون الرئيس الاميركي غير الراغب في استراتيجيته للحكم في اي حرب جديدة اخطأ في رسم خط احمر حول استخدام الكيميائي لم يعتقد ان النظام السوري قد يتخطاه. كما انه قد يكون اخطأ في الاعلان عن ضربة عسكرية ولو محدودة ينوي توجيهها ضد مواقع النظام حرصا على صدقيته وانقاذا لماء وجهه كزعيم اهم دولة وجرى الاستخفاف بالخط الاحمر الذي رسمه. الا انه وبعد تراجعه ساعيا الى موافقة الكونغرس، فإن صدقية الولايات المتحدة ككل وهيبتها باتتا في الميزان. لكن المسألة باتت تتصل بدفاع الولايات المتحدة عن صورتها في المنطقة وصورة الغرب ككل معها الذي بات متصلا او متأثرا بما تقرره الولايات المتحدة الى حد بعيد لكنه ليس داعما فحسب لما قدمته الولايات المتحدة من عناصر جازمة في استخدام النظام السوري للاسلحة الكيماوية بل هو صاحب "قضية" ايضا في هذا الاطار بحيث بات يتعين عليه ان يساعد اوباما للخروج من هذه الازمة واخراج نفسه معه. وترى هذه المصادر ان مسؤولية الغرب تتمثل في حتمية العمل على بناء قضية مسندة تؤمن الغطاء لضربة عسكرية تساعد الرئيس الاميركي امام الكونغرس او في حال تلكأ هذا الاخير عن توفير هذا الغطاء الداخلي للرئيس الاميركي. وادرجت المصادر في هذا الاطار موقف الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الذي اعلن الاثنين "ان ادلة كثيرة توافرت عن استخدام النظام السوري للاسلحة الكيميائية" مشددا على "وجوب ان يرد المجتمع الدولي على الهجوم الكيميائي" علما ان الناتو كان تحفظ عن المشاركة بعمل عسكري ضد النظام، وكذلك موقف فرنسا التي اكدت بدورها هذا الاستخدام للاسلحة من جانب النظام واعتبارها "ان امن فرنسا والعالم" مهددين بفعل ذلك. وتبعا لذلك، فإن هذه المصادر لا ترى الوضع السوري على ما كان عليه قبل الضربة العسكرية مماثلا لما هو عليه من دون حصولها اقله حتى اشعار اخر في المقاربة الدولية علما ان الرهانات على مفاعيل لضربة محدودة ووفق ما وصفها الرئيس الاميركي لم تكن كبيرة على اي حال وربما كانت ستأتي بنتائج عكسية وفق ما ابرزت مواقف ومعطيات عدة خصوصا انها لم تكن تهدف الى انهاء الرئيس السوري اواخراجه من المعادلة السياسية السورية. لكن الامور وصلت الى حد تصعب من المتابعة كما لو ان شيئا لم يحصل او لم يكن علما ان بعض المراقبين لا يرون المسألة وتطوراتها اكثر من محطة خطيرة اخرى من محطات الازمة السورية انما بدرجة خطورة وحساسية اكبر نتيجة تطور الموقفين الروسي والايراني من هذه المحطة على غير ما ظهرا في صدمتهما الاولى بعد اظهار الولايات المتحدة عزمها على توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري. وقد لفت هؤلاء اظهار احد المسؤولين الروس نهاية الاسبوع الماضي تشكيكا مسبقا بنتائج عمل المفتشين الدوليين الذين كانوا أنهوا عملهم في سوريا وغادروها الى لاهاي مما يفيد باستكمال فصول الصراع على سوريا ايا تكن عناصره على قاعدة ان اي توافق في النظرة الروسية والاميركية الى الحل السوري لم تتوافر ظروفه بعد. لكن بالنسبة الى المصادر المعنية يتعين اولا مراقبة اذا كان النظام لم يأخذ هذه التهديدات الاميركية على محمل الجد فعلا ويمكن ان يلجأ مجددا الى استخدام الاسلحة الكيميائية كنتيجة لتقويمه ان اوباما فشل في تنفيذ تهديده وانه لن يحصل على التغطية اللازمة لهذا التنفيذ. وتستبعد المصادر المعنية ان لا يكون درس وضع الاميركيين الاصبع على الزناد وافيا حتى الان على هذا الصعيد. ومن جهة اخرى، ترى هذه المصادر ان المهلة الفاصلة حتى الاسبوع المقبل من اجل مناقشة الكونغرس الضربة العسكرية وفي انتظار ظهور نتائج عمل لجنة المفتشين الدوليين ستكون مفتوحة على احتمالات تحمل مخاطر كبيرة على المستويين العسكري والسياسي على حد سواء . فاذا طابقت نتائج عمل المفتشين المعلومات التي تحدثت عنها واشنطن والدول الغربية فانه يتعين على هذه الاخيرة تحضير ملفها في اتجاهين متوازيين الاول هو رد قوي مختلف عما كان متوقعا لان اي ضربة عسكرية محدودة او هزيلة ستكون في غير محلها ومن دون فائدة تذكر بعد كل ما اصاب صدقية الولايات المتحدة والغرب بحيث تكون الضربة عاملا حاسما في حمل النظام وحلفائه الى حل انتقالي. والاخر هو الحل السياسي الذي يمكن احراج روسيا به على الاخص في ضوء نتائج لجنة المفتشين وبحيث يمكن التمهيد لذلك وفي حال رغبت روسيا العمل فعلا لاطاحة امكانات الضربة العسكرية باثمان سياسية سيكون هذا الاسبوع متاحا عبر قمة العشرين في بطرسبرغ لتلمس احتمالاتها.

 

موجات التفاؤل تصطدم مجدّداً بالتصلّب الولادة الحكومية تتعثّر ولا تقع وعقدتها البيان

سابين عويس/النهار

كلما لاح في أفق المشهد السياسي المأزوم بوادر حلحلة حيال تأليف الحكومة، تعود الغيوم السود لتغطي سماء المصيطبة منذرة بعاصفة جديدة من التصلب، في ظل تشبت كل من فريقي الصراع وراء متاريس شروطه والشروط المضادة. ليست أجواء الحلحلة موجات من التفاؤل تلوح بين الفينة والاخرى على مدى الازمة الحكومية التي دخلت شهرها السادس، كما يحلو لبعض الواقعيين تصوره. فتلك الموجات لم تأت من عدم، كما أنه لم يتم تسويقها لجس نبض ما أو إعطاء الانطباع بأن حركة المشاورات تتقدم. فالواقع أن الحركة نشطة جداً على خط بعبدا – المصيطبة ومنهما في اتجاه مختلف القوى السياسية على ضفتي 8 و14 آذار، من أجل بلورة مساحة تفاهم مشتركة تتيح إنضاج طبخة حكومية مقبولة. وجاءت المخاوف من الارتدادات المتوقعة لأي ضربة اميركية لسوريا محتملة اعتباراً من التاسع من ايلول الجاري، موعد صدور موقف الكونغرس الاميركي من قرار الرئيس باراك اوباما توجيه الضربة، لتضاعف المساعي الجارية بهدف الافادة من المهلة الفاصلة لإعلان تشكيلة تضع كل القوى السياسية امام مسؤولياتها. لكن حسابات حقل رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والمكلف تمام سلام لم تطابق بيدر "حزب الله" و"تيار المستقبل" حيث الرهانات على أشدها في شأن مرحلة ما بعد الضربة لجهة تثبيت موازين القوى. في التيار الازرق من يرى أن بعد الضربة غير ما قبلها، وأن المرحلة اللاحقة لها سترتب حتماً قيام حكومة سياسية تكون الحصة الوازنة فيها لهذا التيار والقوى الحليفة له، مما يعني أن هذا الفريق مدعو الى التريث وعدم التفاوض على الاوراق الثمينة التي يملكها. في المقلب الآخر، الصورة مناقضة كلياً، والرهان على تراجع تدريجي للرئيس الاميركي يدفع القيادة الصفراء إلى مزيد من التصلب والتمسك بالسلطة المتاحة حالياً، وإن بحدودها الدنيا.

وإذا كانت مبادرة رئيس المجلس نبيه بري في شقها الحكومي قوبلت من 14 آذار بالنعي، وخصوصاً أنها إنتقصت في رأيه من صلاحيات رئيسي الجمهورية والحكومة بالاعلان عن الحكومة وتوقيع مراسيمها، فإن مبادرة بري قد وضعت في مكان ما منها، الاصبع على الجرح، ليس من حيث دعوته إلى البحث في شكل الحكومة، وإنما عبر الدعوة إلى التوافق على بيانها الوزاري. وهذا هو بيت القصيد اليوم في المشاورات الجارية، والذي يحدد شكل الحكومة ومستوى التمثيل فيها، ويعوق تأليفها. فبحسب رئيس المجلس، ان المشكلة الحقيقية تكمن هنا، ولا في الاسماء او الحقائب أو الحصص. فالمشكلة هي في الاتفاق على مبدأ الجيش والشعب والمقاومة. ويتعزز هذا الشعور عند بري بعد إستماعه إلى خطاب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي إستبدل المقاومة بالمؤسسات، مما يعني ان المشكلة قائمة ولم تحل. ويرى بري ان المطلوب هو البحث في هذا الامر، و"لهذه الغاية، لاقيت رئيس الجمهورية في الدعوة الى الحوار، وخصوصاً أن هذا الموضوع مرتبط بالاستراتيجية الدفاعية التي يريدون درسها على طاولة الحوار". ولا يخفي بري في المقابل، ارتياحه الى ردود الفعل السياسية على مبادرته، وخصوصاً من النائب وليد جنبلاط، مشيراً الى ان القراءة المعمقة للمبادرة ستبين ما تحمله في طياتها من أفكار تصلح لأن تكون مدخلا للنقاش. أما عن التعليقات التي رأت ايجابيات في بنود وتحفظات في أخرى، فيرد مازحاً " لازم اعمل تاجر مفرق مش تاجر جملة!" إذاً ما ينسحب على مبادرة بري، ينسحب كذلك على الحكومة. وإذا كان يتعذر على طاولة الحوار أن تنعقد للبحث في مثلث الجيش والشعب والمقاومة، فإن الاستعاضة بـ"إعلان بعبدا" في البيان الوزاري كما يطرح الوسطاء، لن تكون المخرج للعقدة الحكومية. هذا الكلام لا يعني أن الحركة السياسية النشطة من رئيس الجمهورية او الرئيس المكلف او النائب وليد جنبلاط عبر موفده الوزير وائل ابو فاعور الذي عاد مجدداً الى الرياض للإطلاع على الموقف السعودي، لا تعني انها ستتوقف، وأن الرغبة في إعلان التشكيلة خلال ايام قد تراجعت، خصوصاً في ظل تأكيدات بصرف رئيس الجمهورية النظر عن تفعيل حكومة تصريف الاعمال بعدما كان عازما قبل اسابيع على ذلك. فلا جلسة إستثنائية لمجلس الوزراء تحت أي مسمى. وأي ضربة عسكرية اميركية لسوريا سيتم التعامل معها لبنانياً عبر المجلس الاعلى للدفاع. أما ملف النفط فيمكنه الانتظار علماً ان الوزير جبران باسيل سيلتقي اليوم الرئيس نجيب ميقاتي في السرايا.

 

وضع عناصره في حالة استنفار ونقل صواريخ وذخيرة لمناطق سكنية/"حزب الله" يحصن الجنوب والبقاع استعداداً للحرب المرتقبة

حميد غريافي/السياسة/مع توقع مصادر حكومية لبنانية وأوساط منظمة إغاثة اللاجئين الدولية التابعة للامم المتحدة, دخول نحو 200 - 250 الف نازح سوري جديد الى لبنان خلال الايام الخمسة الاولى من الحرب المزمعة, على نظام بشار الاسد, استمرت دول عربية واوروبية في سحب من تبقى من رعاياها في لبنان, محملة من يتخلف منهم عن المغادرة مسؤولية مصيرهم, ومؤكدة ان الحرب ستمنع السفارات والمصالح الغربية والعربية من تقديم المساعدات المطلوبة لإجلاء الرعايا المتخلفين, ومن بينهم رعايا بريطانيا والكويت والمملكة العربية السعودية والامارات وفرنسا وإسبانيا واليونان. وذكرت مصادر قريبة من شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي التابعة مباشرة لوزارة الداخلية اللبنانية, أن نحو عشرين سفارة وقنصلية اجنبية في لبنان اما انها ستقفل ابوابها او تسحب غالبية ديبلوماسييها وموظفيها الى قبرص واليونان وتركيا ومصر او الى بلدانهم, ريثما ينجلي غبار الحرب التي لا يعلم احد كيف ستتطور ولا كيف ستنتهي, رغم تأكيد الرئيس الاميركي باراك اوباما انها ستكون حربا "محدودة وضيقة" الا ان نوايا دول مثل اسرائيل وتركيا والاردن وفرنسا قد تظهر فورا على حقيقتها المبطنة, وتقلب مسار الحرب رأسا على عقب, بحيث يتحقق للدول المطالبة برأس نظام بشار الاسد, كثمن لما ارتكب من مجازر ومآس, حلمها بإقفال الملف السوري هذه المرة". واعرب ديبلوماسي خليجي في لندن إلى "السياسة" عن "صدق" حكومة الملالي الايرانية عندما توقعت ان تنتهي الحرب بعكس ما تبدأ به, ولكن ليس بانتصار الاسد كما ترمي اليه, بل بهزيمته وتمزيق ما تبقى من سورية المنكوبة, واصابة نصف لبنان بشظايا تلك الحرب لأن "حزب الله" ومعظم الشيعة الذين يؤيدونه سيكونون اهدافا حربية بسبب قواعدهم الصاروخية والكيماوية التي يمكن ان تكون وصلت اليهم من مخازن الاسد, وذلك اما بصواريخ وقاذفات التحالف الدولي او عبر غزو اسرائيلي ينتظره قادة اسرائيل منذ سبع سنوات منذ حرب 2006. ووضع "حزب الله" وحركة "أمل" معظم مناطق الجنوب التي تحتضن مقاتليهما في حالة استنفار هي الأوسع منذ اندلاع حرب 2006 استعداداً لإمكانية مفاجأة اسرائيلية اخرى باقتحام الحدود جواً وبراً وسط عمليات انزال جوية لوحدات من الكوماندوس وقوات النخبة ورجال الاستخبارات في كل انحاء جنوب الليطاني المحظورة على المقاتلين الشيعة بموجب القرار الدولي 1701, وهذه المرة حسب جهات امنية في لندن, من دون تحذير للسكان اللبنانيين الجنوبيين بضرورة اخلاء منازلهم وقراهم ومدنهم, كما كانت اسرائيل تفعل في كل حروبها السابقة, أملاً بحدوث كوارث بشرية داخلية تلقى على كاهل الحزب والحركة والدولة اللبنانية الحاضنة لهما ضد ارادة معظم اللبنانيين وخصوصاً المناطق السنية والمسيحية. وكما امسك "حزب الله" وحركة "أمل" منذ تشكيل الحكومة الراهنة المستقيلة بالوزارات السيادية مثل الدفاع والخارجية والداخلية والمالية, امسكا ايضا بوزارة الصحة التي يرأسها الوزير علي الخليل مستشار نبيه بري وكاتم اسراره, والتي وضعت معظم مستشفيات المناطقة غير المعادية الحكومية والخاصة في حالة تأهب, وانشأت فيها "غرف طوارئ للتعامل مع الكوارث" متوقعة وصول نار الحرب الغربية او الاسرائيلية من سورية الى اطراف ثوبها, والى قلب مناطقها الشيعية التي تضخ الى ساحة القتال السورية بالمقاتلين والمتخصصين في ايران في عمليات الذبح والتنكيل لاخافة الاعداء.

كذلك بدأ الحزب والحركة نقل متطوعين او عناصر موجودين في البقاع والضاحية الجنوبية من بيروت ومن الساحل الجنوبي, الى مختلف انحاء شمال وجنوب الليطاني, مع حشود خصوصا في صور وغرب صيدا وشرقها, حيث يبدو ان لدى حسن نصر الله, ثقلاً صاروخيا كثيفاً محميا بين البنايات الشاهقة وداخل مبان ومدارس وجوامع ومراكز تسوق, كان عناصر الحزب نقلوا اليها عبر جسر بري من البقاع اسلحة وصواريخ جديدة جلبها من سورية, وساعدته في نقلها الى الجنوب شاحنات تابعة للجيش اللبناني, لكن قيادتها في ايدي ضباط شيعة تابعين لنصر الله وبري, الى صور والمناطق الممنوع دخولها على تلك العصابات دوليا ومحلياً.

 

انسحاب لندن جاء بسبب تهديد دمشق لقواعدها في قبرص/تقرير للاستخبارات الفرنسية وراء قرار أوباما بشن الحرب

حميد غريافي: السياسة/كشف نائب في "الجمعية الوطنية" الفرنسية (البرلمان) النقاب, أمس, عن أن التقارب الحميم, بعد علاقات "عكرة" استمرت سنوات عدة بين الادارتين الاميركية والفرنسية, إثر انضمام الرئيس فرنسوا هولاند الى باراك اوباما في بناء مداميك الحرب على نظام بشار الاسد, مرده في جوهره الى تسليم الرئيس الفرنسي نظيره الأميركي تقريراً "لجواسيس المديرية العامة للأمن الخارجي" الفرنسي التي تعادل مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي "اف بي اي" الاميركي و"ام اي -6" الاستخبارات المحلية البريطانية, بشأن امتلاك الرئيس السوري ترسانة من الكيماويات والبيولوجيات تقدر بألف طن, بما فيها غاز السارين ومكون "في اكس" الذي هدد صدام حسين باستخدامه اذا غزاه الاميركيون, واطلق عليه قبل الحرب التي اخرجته من الكويت العام 1991 اسم "الكيماوي المزدوج" وهو حسب الخبراء الفرنسيين أخطر غاز اعصاب في العالم.

وقال النائب الفرنسي إلى "السياسة", "لا اتهم مجلس العموم البريطاني, الذي صوت الاسبوع الماضي ضد الذهاب الى الحرب جنباً الى جنب مع الاميركيين والفرنسيين, بأنه مخترق ضد رئيس الحكومة وحزب المحافظين الحاكم, كما كان يحدث في الماضي لدى تلقي نواب بريطانيين رشاوى بقيمة 1000 جنيه استرليني من محمد الفايد المالك السابق لمتاجر "هارودز" الشهيرة, مقابل كل سؤال يطرحونه على الحكومة والمجلس دعماً لمصالحه في بريطانيا, الا أنني اعتقد ان بعض البريطانيين وخصوصاً الاستخبارات والقوات المسلحة, وقعوا تحت رحى المخاوف من تهديدات قد يكونون تلقوها من سورية, باستهداف مواقعهم الجوية في قواعد أكروتيري القبرصية وسواها بصواريخ "سكود" تحمل رؤوساً كيماوية ويصل مداها الى 310 كيلومترات, فيما المسافة بين سورية وقبرص تبلغ 100 ميل فقط لا غير, ما يرجح ان تكون تلك التهديدات أخذت على محمل الجد الاقصى, فأقدمت الاستخبارات وشعبة الامن القومي البريطاني على الضغط على أعضاء من نواب الحزب الحاكم نفسه, للتصويت ضد رئيس حكومتهم (ديفيد كاميرون) بعدم الذهاب مع حليفهم التاريخي الأميركي إلى الحرب مجدداً في الشرق الاوسط".

واكد النائب الفرنسي أن ادارة الاستخبارات العسكرية الفرنسية بعثت قبل حوالي اسبوعين الى الرئيس هولاند بالمذكرة التحذيرية عن الكيماويات والتي وزعتها جماعات الاسد على مختلف المحافظات استعداداً لاستخدامها في حال شعر بدنو أجله في هذه الحرب, وذلك من أجل استخدام المذكرة لإقناع الشعب الفرنسي من دون الذهاب الى البرلمان, بوجاهة وضرورة شن الحرب على الاسد الذي وصفته المذكرة بأن هتلر وصدام حسين آخر, يستخدم اسلحة الدمار الشامل ضد شعبه.

وجاء في المذكرة "أن آل الاسد الذين ادركوا منذ سيطرتهم على الحكم بالقوة في سورية, أنهم لن يتمكنوا من الحصول على اسلحة نووية بعدما كانوا باشروا بواسطة الكوريين الشماليين بناء مفاعلات لهذا الغرض, وخصوصاً بعد شن التحالف الدولي العالمي والعربي البالغ تعداد دوله 34 حربه على صدام العام 2003 وقضى عليه وعلى حزبه وجيشه, بسبب معلومات اكدت حصوله على المكونات النووية الاولية, وبعدما دمرت الطائرات الاسرائيلية العام 1981 موقع التويثة العراقي النووي قرب بغداد الذي كان يصنع فعلاً القنبلة النووية الاولى, لجأوا (ال الاسد) الى التركيز على الاسلحة الكيماوية والبيولوجية كبديل على الاسلحة النووية, ما أهلهم لأن يجعلوا سورية الدولة الاولى في العالم في امتلاك هذه الترسانة الكيماوية والتي تضم الى جانب غازي السارين و"في اكس" مخزوناً من غاز "ايبريت" الذي تم استخدامه في الحرب العالمية الاولى, انواعاً اخرى كلها مؤثرة وقاتلة".

وأضافت الاستخبارات الفرنسية أن "الديكتاتور السوري يمتلك ترسانة من القنابل ذات الحشوات البالغة 300 ليتر للرأس الواحد من الغازات, إضافة الى رؤوس صواريخ سكود القادرة على اجتياز مسافة 310 كيلومترات, وصواريخ غراد و"إس إس 21" وكذلك قذائف مدفعية يبلغ مداها 30 ميلاً".

ونقل البرلماني الفرنسي عن مصدر استخباري في باريس القول "إننا نراقب الترسانة الكيماوية - البيولوجية السورية منذ 25 عاما عن كثب, إذ كان نظام "البعث" طوال هذه السنين يستخدم شركات وهمية للحصول على الكيماويات المفترض انها شرعية, لكنه كان يحولها الى أسلحة فتاكة".

ولفتت الاستخبارات أيضا إلى "أن رؤوسا كيماوية من غاز السارين استخدمت في المدفعية وصواريخ غراد في الغوطتين الشرقية والغربية في دمشق, ثم اتبعت بقصفين مدفعي وجوي كثيفين في محاولات لم تنجح لتغطية آثار الغازات السامة في المنطقتين".

وفيما حمل النائب الفرنسي على "ضعف شخصية وأعصاب" الرئيس الأميركي "الذي مازال يجرجر رجليه طوال سنتين ونصف السنة من الحرب السورية, كي يصل الى الطريق الصحيحة المؤدية الى محاولة القضاء على هذا الخطر الداهم الذي لم يتبق سواه في العالم سوى ايران وكوريا الشمالية, لكنه مازال متباطئا وكأنه لم يذهب الى الحرب التي المحدودة والضيقة الا لرفع العتب".

 

سليمان يرأس وفد لبنان الى مؤتمر الفرنكوفونية في نيس ويتشاور مع هولاند في تداعيات النزوح ومؤتمر نيويورك

المركزية- يرأس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في 6 الجاري وفد لبنان الى مؤتمر الالعاب الفرنكوفونية المزمع عقده في نيس جنوب فرنسا في 6 و 7 ايلول. وتشكل الزيارة مناسبة لعقد لقاءات مع عدد من رؤساء الدول المشاركة على هامش المؤتمر، قد يكون ابرزها مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند حيث يثير معه عددا من الملفات الاقليمية الساخنة لا سيما ازمة سوريا في ضوء الموقف الفرنسي من توجيه ضربة عسكرية اميركية للنظام الى جانب تداعيات الازمة على الوضع اللبناني لا سيما في ما يتصل بملف النزوح السوري في اتجاه لبنان الذي بات عاجزا عن استمرار تحمل هذا الوزر بعدما بلغت نسبة النازحين السوريين اليه اكثر من 40% من سكانه مع ما يترتب على ذلك من مضاعفات سياسية وامنية واجتماعية. وتشكل مشاورات سليمان مع هولاند محطة مهمة في هذا السياق عشية المؤتمر الدولي المخصص لانشاء صندوق للنازحين كانت دعت اليه فرنسا بالتعاون مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، على هامش دورة الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك في 25 ايلول لمناقشة كيفية تحصين لبنان وتوفير المساعدات التي يحتاج اليها نظرا للعدد الضخم المرتقب ان يرتفع مع اقفال تركيا والاردن حدودهما مع سوريا، ويعول لبنان على هذا الاجتماع لانشاء صندوق يوفر اموالا للنازحين ومساندته في تحمل هذا العبء الذي بات يشكل خطرا على امن ووحدة لبنان ويستنفر الاجهزة الامنية لمواجهة تداعياته الواسعة بعدما تحول جزء كبير من النازحين قنابل موقوتة تستخدم لضرب الاستقرار. 

سليمان استقبل شربل والعريضي واطلع من فهد على ملف موقوفي التفجيرات وإطلاق الصواريخ

وطنية - تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع زواره في المقر الرئاسي الصيفي في قصر بيت الدين اليوم، سلسلة ملفات سياسية وحكومية وأمنية وقضائية.

شربل

فقد اطلع الرئيس سليمان من وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل على الاوضاع الامنية في المناطق، والتدابير التي تتخذها الوزارة للحفاظ على الاستقرار وملاحقة المخلين بالامن.

العريضي

وعرض رئيس الجمهورية مع وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال غازي العريضي للأوضاع الراهنة والمشاورات الجارية في شأن تشكيل حكومة جامعة، إضافة الى عمل وزارة الاشغال في عدد من المناطق.

وزراء سابقون

وتناول الرئيس سليمان مع كل من الوزيرين السابقين روجيه ديب وناجي البستاني التطورات على الساحتين الداخلية والاقليمية.

فهد

وزار قصر بيت الدين رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد الذي أطلع الرئيس سليمان على عمل القضاء خصوصا على صعيد ملفات الموقوفين في حوادث التفجير وإطلاق الصواريخ لاتخاذ القرارات المناسبة في حقهم.

يوم النبيذ اللبناني

كذلك زار المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين وفد ضم منتجي النبيذ اللبناني برئاسة مدير عام وزارة الزراعة لويس لحود الذي دعا رئيس الجمهورية الى يوم النبيذ اللبناني الذي يقام بالتعاون بين القطاعين العام والخاص وجامعة الروح القدس في الكسليك في الاول من تشرين الأول المقبل.

جمعية توريسم ديسكوفري

واستقبل الرئيس سليمان كعادته في كل سنة وفدا من جمعية توريسم ديسكوفري الخيرية التي أطلعته على نشاطاتها الثقافية والخيرية.

 

سليمان والراعي يختتمان الاربعاء السنوية العاشرة لحديقة البطاركة في الديمان

وطنية - أصدرت رابطة قنوبين للرسالة والتراث بيانا اشارت فيه الى انها تختتم السنوية العاشرة لحديقة البطاركة بعد ظهر الاربعاء الرابع من ايلول المقبل برسيتال من التراث السرياني تحييه جوقة قاديشا بقيادة الأب يوسف طنوس، في الكرسي البطريركي في الديمان، في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي. وبعد الرسيتال تستكمل محطات الانشطة داخل حديقة البطاركة التي كانت مقررة في 16 آب الماضي، وتم تأجيلها لتعذر حضور الرئيس سليمان حينذاك.

وفي البرنامج :

ـ وضع الحجر الأساس لمبنى معرض الوادي المقدس، (تقدمة جوزف غصوب) ومبنى متحف الوادي المقدس (تقدمة سليم الزعني) ثم ازاحة الستارة عن تماثيل البطاركة يوحنا مخلوف لبيار كرم تقدمة عائلة ماما مخلوف، جرجس عميرة لنايف علوان تقدمة فهد دعبول، يوسف ضرغام الخازن لنصري طوق تقدمة النائب الدكتور فريد الخازن، الياس الحويك لنبيل بصبوص تقدمة المحامي لوران عون، وانطونيوس خريش لرودي رحمه تقدمة السيدة هيام صقر. بعد ذلك، تزاح الستارة عن المجسم الفني لمشروع المسح الثقافي الشامل لتراث الوادي المقدس، الذي أقامته رابطة قنوبين تحية للرئيس ميشال سليمان في الذكرى السنوية الاولى لاطلاقه مشروع المسح الثقافي رسميا، وقد نفذه النحات نصري طوق. تتبع ازاحة الستارة جولة على درب الرئيس ميشال سليمان المنحدرة من موقع المجسم نزولا باتجاه الوادي. وتتوقف في محطة برج القرن اولا حيث ركب ناضور لمشاهدة مغارة عاصي حدث الجبة، ووضعت خريطة بطريق المشاة للوصول اليها مع المطبوعات الارشادية. وتكمل الى المطل حيث ينكشف الوادي من القرنة السوداء شرقا الى قضاءي الكورة وزغرتا غربا، وركب فيه ناضور آخر لمشاهدة كل معالمه الروحية والطبيعية. ودعت الرابطة الراغبين في المشاركة الى التجمع في تمام الساعة الخامسة من بعد ظهر بعد غد الاربعاء 4 الحالي عند أول الدرج المؤدي الى حديقة البطاركة، في انتظار بدء النشاط مع الرئيس سليمان والبطريرك الراعي.

 

الكويت تخصص طائرة لإجلاء مواطنيها من لبنان وشربل يرى ان “حزب الله” اعترف بخطأ التحقيق مع دبلوماسيين

الشرق الاوسط/استنكرت الكويت تفتيش سيارة أحد دبلوماسييها العاملين في بيروت من قبل عناصر تابعة لحزب الله أقاموا نقطة تفتيش في الضاحية الجنوبية نهاية الأسبوع الماضي، في وقت اعتبر فيه مسؤولون رسميون لبنانيون الأمر بأنه حادث عرضي وخطأ فردي. الاستنكار الرسمي ضمنه سفير دولة الكويت لدى لبنان عبد العال القناعي طلبا بضرورة مغادرة المواطنين الكويتيين الأراضي اللبنانية وعدم السفر إليه حفاظا على أمنهم وسلامتهم.

وقال السفير القناعي إن السفارة الكويتية في لبنان أجلت كويتيين من لبنان بالتنسيق مع غرفة العمليات بوزارة الخارجية بعد أن خصصت الحكومة الكويتية لهم طائرة لإجلاء الراغبين منهم بالمغادرة ويقدر عددهم بمائة مواطن، كما حذر من يتخلف من المواطنين عن مغادرة لبنان بأنه يتحمل مسؤوليته الخاصة نظرا لحساسية الوضع وخطورته.

ويعد طلب الكويت من مواطنيها مغادرة لبنان الثالث من نوعه خلال الشهور الأربعة الماضية، حيث صدر الطلب الأول في 26 أيار الماضي ضمن موقف خليجي موحد يدعو الخليجيين إلى مغادرة لبنان وعدم السفر إليه، وجاء الطلب الكويتي الثاني بعد تعرض أحد أبناء الأسرة الحاكمة لمحاولة خطف في بحمدون منتصف حزيران الماضي، وأصدرت السفارة طلبها الثالث بعد تعرض أحد دبلوماسييها للتفتيش من قبل عناصر تابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية نهاية الأسبوع الماضي.

وذكر السفير القناعي أن تفتيش دبلوماسي كويتي على أحد الحواجز الأمنية التابعة لحزب الله «أمر غير لائق ولا يتماشى مع حصانته الدبلوماسية أو العلاقات الدولية ولا حتى مع العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين».

وأوضح السفير القناعي أنه «في ظل التطورات الأخيرة التي عاشها لبنان من تفجيرات آثمة ومدانة في أكثر من منطقة لبنانية اتخذت بعض الجهات الحزبية اللبنانية إجراءات أمنية ذاتية غير رسمية خارج إطار الدولة مما أدى إلى تعرض الكثير من المواطنين والمارة بمن فيهم بعض الدبلوماسيين غير آبهين بالقوانين والمعاهدات الدولية».

وتناقلت وسائل إعلام أمس تعليقات لمسؤولين لبنانيين على استنكار الكويت تفتيش عناصر تابعة لحزب الله أحد دبلوماسييها العاملين في سفارتها ببيروت، إذ اعتبر وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور علي ما حصل أنه «عرضي وعولج وصار من الماضي، وأننا أحطنا علما بموضوع معين وتم التعاطي معه كما ينبغي، وبحكم الأوضاع الأمنية السائدة تقع بعض الأمور التي تعالج بالقنوات الدبلوماسية، وأننا حريصون على الحصانات الدبلوماسية ونحترم الاتفاقات الدولية التي ترعى الأصول الدبلوماسية، ونحن نتأسف لما جرى ولا نتمناه لأي سفارة، فكيف إذا كانت سفارة دولة شقيقة، سواء الكويت أو السعودية، تربطنا بهما أواصر صداقة وأخوة لا يمكن أن نفرط بها بأي شكل وتحت أي ذريعة أو مسمى، وما جرى خطأ فردي، ولا نريد إعطاء المسألة أكبر من حجمها كي لا يتم استثمارها بأبعاد أخرى».

أما وزير الداخلية اللبناني مروان شربل فاعتبر ما حدث للدبلوماسي الكويتي أنه «مستنكر ومرفوض بالكامل من الدولة اللبنانية ولا يمكن أن نقبل به، ولو تم إخطارنا بالأمر لقمنا بواجبنا».

وقال شربل لـ«الشرق الأوسط» إن الحزب اعترف بأنه ارتكب خطأ لن يتكرر، وقال: «هذا الأمر مستنكر ومرفوض، ونقوم بالتواصل والتنسيق مع مختلف القوى اللبنانية ولا سيما حزب الله لحل هذا الأمر، مع تأكيدنا على أننا ندعو إلى أن يكون كل مواطن خفير لكن لا أن يقف على الحاجز ويوقف السيارات على اختلاف أنوعها العادية أو الدبلوماسية».

وفي حين أكد شربل أن حزب الله اعتبر ما حصل مع السيارات التابعة لسفارتي الكويت والسعودية غلطة، لفت إلى أن عذره في اللجوء إلى الأمن الذاتي أن منطقته معرضة للخطر، وأن هناك معلومات تشير إلى استخدام سيارات تحمل أرقاما سياسية وعسكرية ودبلوماسية مزورة قد تستعمل لأعمال تخريبية.

وشدد شربل على «ضرورة أن يكون التفتيش محصورا بالقوى الأمنية والجيش اللبناني فيما لا يمنع أن يكون هناك تعاون مع المواطنين والبلديات فيما يتعلق بالمراقبة، وهذا ما نعمل عليه في كل المناطق وسيكون محور اجتماع موسع سيعقد الخميس المقبل مع رؤساء البلديات».

وكانت سفارتا السعودية والكويت قد قدمتا الأسبوع الماضي، احتجاجا لوزارة الخارجية اللبنانية اعتراضا منهما على توقيف دبلوماسيين تابعين لهما والتحقيق معهم، وذلك بعد تعرض سيارة تابعة للسفارة السعودية إلى التفتيش من قبل عناصر تابعة لحزب الله الذين قاموا بتوقيف المواطنين السعوديين في ضاحية بيروت الجنوبية والتحقيق معهما لساعات، قبل أن يتم إطلاق سراحهما قرابة منتصف الليل بعد تدخلات واتصالات بالجهات المعنية، وهو الأمر نفسه تكرر مع أحد دبلوماسيي سفارة الكويت، ما أدى إلى طلب الكويت من رعاياها مغادرة لبنان فورا محذرة كذلك كل من يتخلف من المواطنين عن المغادرة بأنه يتحمل مسؤوليته الخاصة نظرا لحساسية الوضع وخطورته.

 

مذكرتان وجاهيتان بتوقيف كل من الغريب وحوري وصقر

الوكالة الوطنية للإعلام/ميز قرار أبو غيدا بترك منقارةميز مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر قرار قاضي التحقيق العسكري الاول رياض أبو غيدا ترك الموقوف الشيخ هاشم منقارة بسند اقامة، لدى محكمة التمييز العسكرية. وبذلك يبقى منقارة موقوفا الى ان تتخذ المحكمة قرارها بقبول التمييز او رده. وكان أبو غيدا قد اسنجوب الموقوفين الشيخ أحمد الغريب، مصطفى حوري وهاشم منقارة في جرم تشكيل خلية إرهابية وتفجير سيارتين مفخختين أمام مسجدي التقوى والسلام في طرابلس. وقد أصدر مذكرتين وجاهية بتوقيف كل من الغريب وحوري سندا الى مواد الإدعاء. وترك منقارة الذين كانت في النيابة العامة العسكرية أسندت اليه جرم كتم المعلومات عن السلطات الرسمية.

 

تفجيرا “التقوى” و”السلام” أمام العسكري وسبب الادعاء تقاطع الاعترافات… ريفي: قائد تفجير السيارتين ضابط مخابرات في طرطوس

اللواء + الحياة

يستدعي ادعاء مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على الموقوفين الشيخ أحمد الغريب ومصطفى حوري وكل من يظهره التحقيق في “جرم تأليف عصابة مسلحة للنيل من سلطة الدولة وهيبتها والتعرض لمؤسساتها العسكرية والمدنية وتشكيل خلية إرهابية ووضع عبوات وسيارات مفخخة وتفجيرها أمام مسجدين في الشمال”، إضافة الى ادعائه على النقيب في الجيش السوري محمد علي، وعلى خضر العريان بجرم “وضع سيارات مفخخة وقتل الناس”، وعلى الشيخ هاشم منقارة بجرم “عدم إخبار السلطات بالمعلومات عن التحضير لتفجير السيارتين”، اجراء قراءة متأنية للحملات التي تبودلت فيها الاتهامات حول التفجيرين الإرهابيين والتي تبين حتى الساعة أنها لا تمت للحقيقة بصلة. ومع أن من السابق لأوانه الغوص في ملف التحقيق الأولي الذي أملى على القاضي صقر الادعاء على الأسماء المذكورة وإحالة أصحابها على قاضي التحقيق العسكري الأول القاضي رياض أبو غيدا الذي ينتظر أن يباشر اليوم التحقيق مع ثلاثة موقوفين وجاهياً هم الغريب وحوري ومنقارة، واثنين غيابياً هما النقيب السوري محمد علي ومواطنه خضر العريان، لا بد من تسجيل الملاحظات الآتية:

- أن توقيف الغريب وحوري ومنقارة تم بناء لإشارة من النيابة العامة، وأن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي أخضعتهم إلى تحقيق طويل على مراحل. واكبها أولاً مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالوكالة القاضي داني زعني، لوجود الأصيل القاضي صقر في الخارج، ليعود فور عودته إلى بيروت لمواكبة التحقيقات وبمتابعة دقيقة ومباشِرة من المدعي العام التمييزي بالإنابة القاضي سمير حمود، وهذا يعني سقوط نظرية توقيفهم على خلفية انتماءاتهم السياسية.

- تبين من خلال سير التحقيقات الأولية وكما تقول مصادر لبنانية رسمية، أن لا علاقة للتفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا مسجدي “التقوى” و “السلام” في طرابلس بالانقسام العمودي الحاد بين السنّة والشيعة، وأن التفجيرين جاءا رداً على التفجير الإرهابي الذي استهدف حي الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت.

- أسقطت التحقيقات الأولية وحتى إشعار آخر – ووفق المصادر نفسها – ما روج له من اتهامات لجهات عربية وإقليمية بأنها تقف وراء التفجيرين الإرهابيين لأغراض تخدم المخطط الأميركي – الإسرائيلي المرسوم للمنطقة.

- لم يظهر من خلال هذه التحقيقات، أقله تلك التي أنجزت حتى الآن، أي علاقة للمجموعات التكفيرية والإرهابية بتفجير المسجدين.

- أن توقيف حوري الذي تردد أنه قدم نفسه على أنه مخبر لشعبة المعلومات فتح الباب أمام إجراء دراسة مستفيضة لمعرفة انتمائه السياسي، تأكد من خلالها أنه يسبح في الفضاء السوري المؤيد للنظام الحالي، وتبين من خلالها أيضاً أنه أوقع نفسه في مجموعة من التناقضات في المعلومات التي أدلى بها قبل حصول جريمة تفجيري المسجدين، وهو ما كان الدافع الأول لتوقيفه بعد ساعات قليلة على تفجير السيارتين المفخختين.

وعلمت “الحياة” من المصادر الرسمية عينها، وكانت اطلعت على سير التحقيقات الأولية، أن حوري أفرغ قبل توقيفه كل ما في جعبته من معلومات تحدثت عن وجود مخطط لاستهداف المسجدين، وضمنها اسما الشيخين الغريب ومنقارة.

سترة مجهزة للتسجيل

وكشفت المصادر أنه طلب من حوري أن يحصل على تسجيل صوتي ومصوَّر لتوقعاته حول وجود مخطط للتفجير في طرابلس، وقالت إنه زُوِّد بسترة مجهزة لتسجيل كل ما سيقوله له الشيخ الغريب، لكنه أخلَّ بتعهده في أكثر من مرة، إلى أن ابلغ المعنيين بأنه تمكن من تسجيل ما دار في اجتماعه مع الغريب، ليتبين لاحقاً أنه لم يفعل ما وعد به.

وأكدت المصادر أن حوري تبرع بالإدلاء بما لديه من معلومات عن التفجيرين، وأن المعنيين في شعبة المعلومات سجلوا كل ما أدلى به من تفاصيل، وبعضها يناقض الآخر، لكنهم اضطروا إلى توقيفه بعد عودتهم إلى النيابة العامة ودراستهم أقواله والتدقيق فيها وتحديد هويته السياسية.

وقالت إن توقيف الغريب تم في اليوم نفسه من وقوع التفجيرين، وإنه بقي صامداً حتى ليل اليوم التالي من وقوعهما، ليعود ويعترف بأنه طُلب منه الاشتراك فيهما، لكنه رفض التنفيذ على رغم إلحاح أحد الضباط السوريين، الذي تبين لاحقاً أنه المدعو النقيب محمد علي.

وإذ اعترف الغريب ببعض التفاصيل، فإنه في المقابل قدم نفسه على أنه يتنقل بين لبنان وسورية، وأن دوره يقتصر على الإفادة من علاقاته العامة لتدبير أمور اللبنانيين والتدخل أحياناً لدى الجهات الأمنية السورية للإفراج عن موقوفين لبنانيين في سجونها.

ونفى الغريب قيامه بأي دور أمني وعسكري في تنقلاته بين لبنان وسورية، مع أن مراجعة حركة عبوره بين البلدين أظهرت أنه دخل إلى الأراضي السورية عشرات المرات منذ عام 2012 حتى اليوم، وهذا ما تبين من الأختام الموجودة في جواز سفره.

لكن الغريب اعترف في الوقت ذاته بأنه تعرف إلى الضابط السوري المعروف باسم محمد علي من خلال ملاحقته قضية الموقوفين اللبنانيين في سورية، وقال -كما تؤكد المصادر- إن الأخير طلب منه الاشتراك في تفجير المسجدين بغية استهداف عدد من الشخصيات السياسية والروحية، وإنه أحضر لهذه الغاية خريطة لطرابلس (غوغل) تظهر المكانين اللذين يقع فيهما مسجدا “التقوى” و “السلام” وترتادهما للصلاة شخصيات معادية للنظام السوري وتقوم بالتحريض عليه.

وتبين أيضاً، وفق المصادر، أن الضابط السوري قدم لغريب إغراءات مالية وسياسية وعرض عليه مجموعة من الخيارات لتجهيز السيارتين بالمتفجرات، من بينها إمكان تأمينهما من سورية وإعدادهما للتفجير بواسطة خبير سوري بالمتفجرات أو تأمين المتفجرات إلى طربلس ليصار الى تجهيز السيارتين تحت إشراف خبير، ويمكن شراء هاتين السيارتين بواسطة أشخاص يحملون هويات مزورة يصعب على التحقيق كشف مصدرها.

كما تبين أن حوري كان تحدث عن تفجير السيارتين بواسطة الأقمار الصناعية، إضافة إلى أن الغريب لم يتعهد بتفجيرهما، وأنه راجع لهذه الغاية الشيخ منقارة بسبب علاقته الوثيقة به، وأن الأخير ارتبط مع حوري بعمل “صحافي” مشترك، إذ أمن له المبلغ المالي المطلوب لشراء سيارة مجهزة تقوم ببث الأخبار والنشاطات السياسية فوراً إلى محطات التلفزة بواسطة الأقمار الصناعية.

مراجعة أحد كبار الضباط السوريين

إلا أن منقارة طلب من الغريب عدم الإقدام على أي عمل أمني، وأن عليه أن يقوم بمراجعة أحد كبار الضباط السوريين لإطلاعه على ما طلبه منه في هذا الخصوص الضابطُ السوري.

وحاول الغريب، كما تقول المصادر، تأمين لقاء مع الضابط السوري الكبير، لكنه لم يفلح، على رغم انه تردد مرات عدة إلى مكتبه في دمشق، لكن لم يُعرف ما إذا كان بقي يتردد للقاء الضابط نفسه.

إلا أن الجديد في التحقيقات التي يفترض استكمالها، يتعلق بأن السيارة التي استخدمت لتفجير مسجد “السلام” في منطقة الميناء هي من نوع “فورد” رباعية الدفع زيتية اللون وكان اشتراها أحد الأشخاص على أن يسدد ثمنها بالتقسيط وبكفالة من أحد المصارف اللبنانية.

واضطر المصرف إلى الادعاء على صاحبها بسبب عدم تسديد السندات المستحقة عليه، وأن الدعوى مسجلة في المحاكم اللبنانية المختصة، لكن سرعان ما انتقلت ملكية السيارة من شخص إلى آخر وبطرق ملتوية ومخالفة للقانون، الى ان تردد أخيراً أن شخصاً سورياً امتلكها من لبناني مقيم في منطقة البقاع وبظروف غامضة يجري حالياً التدقيق فيها لكشف هوية هذا الشخص، وأشيع أخيراً أن التحقيقات حققت في هذا الخصوص تقدماً ملحوظاً.

كما أن التحقيقات جارية على قدم وساق لكشف هوية صاحب السيارة التي استخدمت لتفجير مسجد “التقوى” في الزاهرية، وهي من نوع “إنفوي”، وبالتالي لمعرفة كيفية وصولها إلى الجهة التي نفذت عملية تفجير المسجد. إضافة إلى أن توقيف منقارة تم على خلفية أقوال الغريب وحوري، لورود اسمه خلال أقوالهما عن التحضيرات لتفجير المسجدين.

وعلمت “الحياة” أن القاضي صقر التقى أخيراً رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي أكد له أنه لن يتدخل في شؤون القضاء، وأن التحقيقات يجب أن تأخذ طريقها إلى النهاية، لأن ما أصاب طرابلس جريمة موصوفة لا يمكن السكوت عنها، وأن أمنها وسلامتها فوق كل اعتبار، وأن من ارتكبها أراد ضرب العيش المشترك الذي تنعم به عاصمة الشمال وجرَّها الى فتنة مذهبية “وبالتالي تجب محاكمة كل من تثبت علاقته بهذه الجريمة وإنزال أشد العقوبات فيه”.

كما علمت “الحياة” أن منقارة حضر إلى فرع التحقيقات في شعبة المعلومات بملء إرادته، بعدما كان نُصح من قيادات نافذة في “قوى 8 آذار” بالحضور وعدم التلكؤ “لأن هناك ضرورة لتبيان الحقيقة”، مع أن قيادات أخرى كانت تتوقع عدم توقيفه، والادعاء عليه من القاضي صقر وتركه رهن التحقيق ومنعه من مغادرة لبنان.

ريفي لـ”الـواء”: قائد تفجير السيارتين ضابط مخابرات في طرطوس

التقت “اللواء” مدير عام قوى الأمن الداخلي السابق اللواء أشرف ريفي، وأجرت معه حواراً سعت أنْ يكون شاملاً جاءت وقائعه على الشكل التالي:

متفجّرتا طرابلس لاغتيال ريفي والرافعي

الانفجار في طرابلس كان بالقرب من منزلك، برأيك مَنْ خطّط ومَنْ نفّذ؟

- النظام السوري هو وراء هذا الانفجار، وقبل اربعة اسابيع من وقوع الانفجارين في طرابلس جاءني شخص “مصطفى حوري” وقال لي إنه مطلوب منه ان يساهم بعملية اغتيالي واغتيال الشيخ سالم الرافعي، وإن الذي طلب منه ذلك هو الشيخ احمد الغريب (لا يحمل شهادة في العلوم الشرعية)، وبعد توقيف الشيخ الغريب قال ان السوريين يخططون لاغتيال ريفي والرافعي والمكلّف بذلك احد ضباط المخابرات السورية في فرع طرطوس، والشخص الذي اتصل بي (المخبر) قال إن المطلوب منه هو تأمين شخص لقيادة السيارتين لمكانين محدّدين لتنفيذ الاغتيالات، بعدها اتصلتُ بمدير شعبة المعلومات العقيد عماد عثمان وقلت له عندنا حالة امنية مهمة جداً قد تشبه حالة ميلاد كفوري وأبدى اهتماماً بالقضية فوراً، وقلتُ للشخص المخبر نحن قد نضطر لتسجيل اقوالك واعترافاتك بالصوت والصورة فقال لي ليس عندي اي مانع فأنا متأكد من معلوماتي.

وأضاف المخبر: “منذ اخبروني بقضية السيارتين لم استطع النوم لانني ارفض سفك الدم والقتل واريد ان ازيل هذا الهم عن قلبي، وللأسف نفذت الخطة عبر اشخاص آخرين، ووفقاً للتحقيق مع احمد الغريب قال بعدما وجه بعدد من الادلة القوية “صحيح طلب مني القيام بهذا العمل واخبرت بذلك مصطفى حوري (المخبر)”، فالغريب لم ينف ولكنه قال نفذ وضع السيارتين في اماكن تفجيرهما من قبل اشخاص آخرين، وأنا اعتقد انه من المكن ان يكون الغريب يُخفي معلومات اخرى فهو لم يعترف بسهولة بكل شيء واعتقد ان الشق الثاني سيستغرق بعض الوقت.

مَنْ كان الهدف الحقيقي؟

- الهدف كان اغتيال اشرف ريفي واغتيال الشيخ سالم الرافعي، والتأسيس لفتنة في البلد، فما قام به الوزير السابق ميشال سماحة وعلي المملوك (مدير المخابرات السورية) كان ليس فقط تنفيذ اغتيالات بل ذلك  للوصول الى فتنة في البلد، واليوم برمزية اشرف ريفي سنياً يمكن ان يؤسّس اغتياله لفتنة، وبرمزية الشيخ سالم الرافعي سلفياً كذلك يمكن ان يؤدي الى فتنة، فهذا النظام عندما قال انا استطيع ان احرق المنطقة فهو يعني ذلك عبر افتعاله للفتن بين المجموعات في لبنان، فرغم ان له حساباته الخاصة كنظام معي شخصياً إلا انه يهدف ايضاً لإحداث فتنة بين اللبنانيين.

برأيك طرابلس مُستهدفة عبر هذه التفجيرات؟

- طبعاً طرابلس مُستهدفة ولكن اهل طرابلس فوراً ارسلوا اشارات لاقفال باب الفتنة، وكان همي الاول بعد وقوع الانفجارات الاتصال بوسائل الاعلام لأنشر ردة فعل اهل طرابلس، ولأضع سقفا واضحا للهدف مع العملية الاجرامية ولتأكيد توجّهات المدينة الرافضة للفتنة اولاً والرافضة للأمن الذاتي، وكما عاش اهلنا في الضاحية بعد انفجار الرويس يوماً اسود، طرابلس عاشت يوماً اسود، وقلت بأنّ مصيرنا واحد مرتبط بمصير سكان الضاحية الجنوبية لبيروت.

طرابلس والضاحية مصير واحد

كخبير أمني ماذا تقول في التفجيرين هل من رابط؟

- المعلومات تؤكد ان متفجّرتَيْ طرابلس وراءهما النظام السوري، اما متفجرة الرويس فالامور ليست واضحة لغاية الآن، واعتقد بأن متفجرة الرويس من الممكن ان تكون وراءها بعض اطراف المعارضة السورية كرد على مشاركة حزب الله عسكرياً في سوريا، وكذلك من الممكن ان يكون وراءها النظام السوري بهدف احداث فتنة بين اللبنانيين اي ذات الهدف من متفجّرتَيْ طرابلس وارجح انها من فعل المخابرات السورية.

ما هي قراءتك لجميع هذه التفجيرات والصواريخ؟

- قبل ان اترك الخدمة العسكرية بشهرين قلت للرئيس ميشال سليمان بأن تداعيات الاحداث السورية يمكن ان تُترجم في لبنان اغتيالات وسيارات مفخخة، فالذي يذهب للجهاد في سوريا سيكون هناك ايضاً جهاد مضاد له، فالحزب مهما تكن قدراته العسكرية لن يستطيع تحديد اين عمل الآخرين في المضاد له على الاراضي اللبنانية، لذلك بعد مشاركة حزب الله في سوريا تم قصف بعض القرى الشيعية وتم استهداف بعض المواكب للحزب بعبوات ناسفة، فحزب الله ارتكب خطأً بحق نفسه وبحق اللبنانيين.

لكن الحزب يقول بأنّ مشاركته نوع من الدفاع عن النفس؟

- ما قاله الحزب كان تبريراً غير مقنع، فمرة المشاركة للدفاع عن المزارات الدينية، وأخرى عن الشيعة في سوريا، ومن ثم أخيراً للدفاع عن النظام السوري، ونحن لم نقتنع بتبريراته فهو ارتكب خطأ استراتيجيا وعليه ان يعترف بذلك، والسيد حسن نصر الله كمسؤول عليه ان يتخذ قراراً ويوقف الخسارة عند هذا المستوى، كما عليه ان يضع احتمالاً ولا خمسين بالمائة انه بسقوط النظام السوري نكون قد وضعنا اعداء لنا على الحدود وقدرات السوريين اكبر من قدرات الحزب.

واعتقد بأن قرار انسحاب الحزب من سوريا مرتبط بالقيادة الايرانية واتمنى ان يكون لدى قيادة الحزب الشجاعة لاتخاذ قرار بالانسحاب والاعتراف بالخطأ، وذلك لتخفيف ردات الفعل المستقبليّة، ومن ثم لنبني بلدنا معاً بعيداً عن التوترات.

المخبر أعلمك بأنّ وراء السيارتين المخابرات السورية؟

- نعم الشيخ الغريب قال له بأن قرار السيارتين من اللواء علي المملوك وكلّف بذلك الضابط في المخابرات في فرع طرطوس، وقد سجلنا اعترافات المخبر بالصوت والصورة، فشعبة المعلومات تعمل وفق طرق حديثة ومعايير تحقيق معتمدة عالمياً؟

برأيك الوضع الأمني في لبنان الى أين؟

- يمر الامن بظروف استثنائية جداً، فالوضع لا يطمئن كثيراً، ومشاركة حزب الله عسكرياً في سوريا فتحت كوة في الجدار المحصن للوضع، فبدأ يدخل منه هذا اللهيب عبر المتفجرات والاستهدافات.

وعليه اقول ان العلاج بالسياسة يعادل العلاج بالامن، فيجب كي نحفظ امن البلد، ان نعالج الاسباب اولاً ومن ثم نعالج بالامن.

القهر والضغوط على السُنّة

ألا ترى أنّ قوى 14 آذار تحمّل مشاركة حزب الله في الأحداث السورية أكثر مما تحتمل؟

- لا يمكن ان نتجاهل ما كان قائماً، فمثلاً الانقلاب على حكومة سعد الحريري زاد التوتّر السُنّي – الشيعي، فكل قهر لأي مكوّن لبناني سيزيد الاحتقان، وتوجد معادلة في البلد انه لا يستطيع اي مكوّن ان يحكم مكوّنا آخر، فنحن شركاء في هذا الوطن، ولا احد يستطيع ان يفرض على المسلمين السُنّة مَنْ يمثّلهم مهما بلغت قوته، وأنا نصحت الرئيس نجيب ميقاتي وقلت له رجاء لا تدخل هذه اللعبة فستؤذي نفسك وتؤذي البلد وبكل اسف هذا ما حصل.

وهل السُنّة مقهورون؟

- حُكماً توجد لديهم حالة قهر كبيرة جداً.

ما هي أسبابها؟

- هناك تراكمات عديدة من اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى السابع من ايار، وكذلك اغتيال وسام عيد وبقية القيادات السياسية في 14 آذار الى اغتيال اللواء وسام الحسن، يضاف الى ما سبق طريقة إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري بما يمثله في الطائفة السنية وبطريقة غير مسبوقة، فكلها ولّدت حالة من الاحتقان المتزايد.

ولكن حقوق السُنّة في السلطة لم يعتد عليها أحد وفي حكومة ميقاتي كان هناك 7 وزراء للسنة؟

- عمّه للوزير فيصل كرامي قال عنه هذا الشيعي السادس وليس السني السابع، فالانتخابات حدّدت خيارات المسلمين السُنّة وهم مكوّن اساسي وليس فرعيا، فلم يتقبّلوا ان يفرض عليهم من يمثلهم خلافاً لنتائج الانتخابات، فهذه اوجدت حالة احتقان كبير.

يعني كان لديك ملاحظات عندما تشكّلت حكومة الرئيس ميقاتي؟

- طريقة إسقاط حكومة الحريري وطريقة تكليف ميقاتي تشكيل الحكومة واسلوب تشكيل حكومته اوقع ظلماً على المسلمين السُنّة، وهذا زاد الاحتقان بين السُنّة والشيعة وما زال مستمراً لغاية الآن، فبالسلاح والعسكر لا يمكن الاعتداء على الآخرين، فخيار أهل السُنّة هم مَنْ يحدّده وليس الآخرون.

لا فتنة سنيّة  شيعيّة

ما العمل لإزالة هذا الاحتقان؟

- هناك تمدّد للمشروع الايراني، ولكن اؤكد انه لا تستطيع اي جهة عبر السلاح ان تسيطر على البلد، فنحن وقفنا مع السلاح لمواجهة اسرائيل وليس لاستخدامه في الداخل، وعلى حزب الله ان يقيّم نهجه فهو لا يستطيع عبر السلاح ان يحكم البلد، فالدولة اللبنانية هي التي تحكمنا فقط، فالمنطقة متحرّكة وتشهد تطوّرات هامة جداً وعليه ان يقرأ جيداً، وذلك من اجل العيش معاً وبناء البلد سوية ومتساوية في الحقوق والواجبات.

والطائفة السنيّة لن تنسى انه في 7 أيار تم الاعتداء على ابنائها وعلى حرمة منازلها في بيروت، والسُنّة هم مَنْ اختاروا سعد الحريري كزعامة، فخيارات الناس اهم من السلاح، وانطلاقاً من المبدأ الحسيني “الدم ينتصر على السلاح”، فأنا شريك كامل والسلاح لن يجبرنا على أن نسير وراء احد، لذلك على حزب الله ان يعيد تقييم نهجه لنسير معاً متساويين.

هل تخشى وقوع فتنة سنيّة – شيعيّة؟

- لا اخشى حدوث هذه الفتنة، والدليل على ذلك بعد انفجارَيْ الضاحية الجنوبية وانفجارَيْ طرابلس كانت المواقف والمشاعر الوطنية هي الاقوى لدى السُنّة والشيعة، وهذا يعود إلى وعي اللبنانيين، فالفاعل كان يرغب بأنْ نذهب الى الفتنة، وكان البديل التعاطف والتماسك.

يبدو أنّ هناك ضربة غربية للنظام السوري، برأيك هل ستغيّر في موازين القوى سورياً؟

- لغاية الآن لم نتأكد إنْ كانت هناك ضربة عسكرية ام لا، كما إنّ ذلك يتوقف على حجم ونوعية واستهداف الضربة العسكرية.

الضربة العسكرية وتداعياتها لبنانياً

برأيك ما هي تداعيات الضربة العسكرية إنْ حدثت على الوضع الامني في لبنان؟

- هذا يتوقف على وعي اللبنانيين وإدراكهم لمصالح بلدهم ومصالحهم، وأي خطأ يُرتكب سيتحمل كل لبنان نتائجه، فمشاركة حزب الله عسكرياً في سوريا والقصير كانت خطأ استراتيجياً اتمنى ألا يتكرّر في حال حدوث الضربة لسوريا كأن يعمد الحزب الى اطلاق الصواريخ على اسرائيل.

لكن هناك مَنْ يراهن على أن تُطيح الضربة العسكرية بالنظام السوري؟

- لا ننسى ان النظام السوري قد ألحق الأذى الكبير باللبنانيين، فهذا النظام عندما كان وصياً على لبنان انحاز لفئة واحدة دعماً وتسليحاً وحماية ومنح هذا الفريق جميع الامتيازات وحرم الآخرين، ومَنْ يراهن ويتمنى سقوط هذا النظام لا لوم عليه.

معطيات في قضية وسام الحسن

وفقاً لما لديك من معلومات، أين أصبح التحقيق في قضية اغتيال الشهيد وسام الحسن؟

- ليس من حقي أن أُعلن عن مسار التحقيق، ولكن اطمئن اللبنانيين الى ان التحقيق في مسار صحيح وهناك معطيات ستظهر الحقيقة، فمن خطط وارتكب الجريمة محترف كبير، ولكن في المقابل لدينا محترفون في التحقيق في هكذا جرائم كبيرة، فلا توجد جريمة كاملة، ومهما يكن المجرم محترفاً فسيترك بقايا وآثار تدل عليه، والمحقق المحترف من التفاصيل الصغيرة يمكن ان يكشف الحقيقة، واطمئن اللبنانيين الى أننا كما وصلنا في قضية الشهيد رفيق الحريري الى معرفة مَنْ ارتكب الجريمة كذلك هناك معطيات ستوصلنا الى معرفة من اغتال وسام الحسن.

عملنا مقاومة ورفضنا الوصاية

لماذا الحملة على قوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات؟ وما هي أسبابها؟

- للتوضيح الانظمة (التوتاليتيرية) تستخدم الاجهزة الامنية في حكمها وسوريا نموذج في ذلك، وهذا النظام لا يرضى باستقلالية اي جهاز امني، فالجميع يجب ان يكون في خدمة النظام، وعندما كان النظام السوري في لبنان لم تكن قوى الامن الداخلي عندما كنت مديراً لها خاضعة للوصاية السورية، بل نحن كنا بأمرة السلطة اللبنانية وفي خدمة الدولة اللبنانية، وأنا بسبب ذلك تعرّضت لمحاولة اغتيال ولحملات اعلامية وسياسية، ولكن موقف المواطنين اللبنانيين كان يشجعنا على نهجنا، فلبنان يجب ان يكون دولة سيدة نفسها.

بتقديرك متى ستتشكّل الحكومة؟

- لا ارى حكومة في لبنان قبل ان تتّضح نتائج الضربة العسكرية لسوريا، فالجميع يترقب.

برأيك إلى متى لبنان يُحكم بالوكالة في مؤسّساته؟ وهل ذاهبون إلى فراغ في جميع المواقع؟

- هناك طرف في لبنان يعرقل المسار السياسي ويعمل لوجود فراغ في المؤسسات والمواقع الدستورية وصولاً للمؤتمر التأسيسي، لكنه في ذات الوقت لم يعِ حجم المتغيرات في المنطقة، وهذا النهج بدأ في عام 2004 مع بداية محاولة اغتيال النائب مروان حماده، لكنه لم يدرك ان المنطقة ذاهبة الى هكذا متغيرات.

لكن هل مشاركة حزب الله عسكرياً في سوريا تحرمه حقه كمكون أساسي المشاركة في الحكومة؟

- كمكون سياسي له حق المشاركة في الحكومة، ولكن هل حزب الله في قراراته التي يورّط بها البلد شارك السلطة التنفيذية في ذلك؟ حزب الله غير عابئ بأي سلطة رسمية ومشاركته عسكرياً بهذا الحجم في سوريا تتعارض ومشاركته في السلطة التنيفذية.

إلى متى ستبقى المؤسّسات معطلة وتدار بالوكالة؟

- القضية باتت خطيرة، فإنقاذ البلد يتطلب التزاماً وطنياً والتزاماً بمصالح اللبنانيين، وأقول لمن يعطّل بأنّ الاضرار ستلحق بالجميع، والنار ستطال الجميع.

هل تخشى الفراغ في رئاسة الجمهورية؟

- نعم اخشى الفراغ في رئاسة الجمهورية خاصة أن هذا الاستحقاق بات علىالابواب، فعلى الجميع إدراك اهمية انقاذ البلد، وإذا بقي المسار الحالي فالفراغ سيطال رئاسة الجمهورية.

برأيك لماذا الحملات على الرئيس ميشال سليمان؟

- هناك افتراءات متعمّدة وضغوط على الرئيس ميشال سليمان بسبب التزامه بالسيادة والدستور، لكن اغلب اللبنانيين سياديين، ومواقف الرئيس سليمان السيادية عرّضته لهكذا حملات ظالمة، فأنا لست مع مفهوم تصنيف اللبنانيين ما بين وطني وخائن وبين مؤمن وتكفيري، فأنا شخصياً تعرّضت لحملات ظالمة رغم انني قمت من خلال وظيفتي بأعمال مقاومة نوعية ونادرة.

طرابلس محرومة

كيف تقيّم الوضع الاجتماعي لطرابلس، وأين القيادات السياسية وتقديماتها لأحبائها؟ أين هو الإنماء في طرابلس؟

- طرابلس مدينة وطنية وعروبية تتطلب معاملة مختلفة واهتماما من الدولة لرفع حالة الغبن، فالانماء غائب عن احيائها الفقيرة، والدولة والقيادات عندما تتعاون لمساعدة طرابلس واهلها وقتها نُبعِد الشباب عن قضية الابتزاز المالي، فأبناء طرابلسي يحتاجون إلى رعاية وتأمين وظائف، وعلى اصحاب القدرات المالية مع الدولة ايجاد مؤسّسات تؤمن عملا لائقا للشباب الطرابلسي الذي خدم بلده بإخلاص، وطرابلس ليست لها علاقة بالتطرّف الاسلامي والتديّن ليس ارهاباً، فمن حق ابناء طرابلس العيش بكرامة وهذه مسؤولية الدولة، وقتها يبتعد الشباب عن السلاح، فهذا الشباب التجأ للسلاح بسبب الضغوط الامنية التي تستهدفه وبسبب الحاجة المالية، فورابلس مدينة مظلومة، وهناك تجنٍّ عليها، فهي في قمة الالتزام الوطني، وقد رفضت الامن الذاتي في وقت الحشرة، وهي مدينة تعايش رغم استخدام جبل محسن لدفع المدينة للعسكرة والسلاح، والمدينة كانت في حالة دفاع عن النفس، لكن هناك من يستخدم جبل محسن ورفضت الامن الذاتي لالتزامها بـ”لبنان أولاً”.

 

قتيل وجريحان باشكال بين عائلتين في العبدة

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في عكار منذر المرعبي ان اشكالا حصل في بلدة العبدة في عكار بين عائلتي زهرمان ومعروف، وأدى الى وقوع قتيل هو عمر زهرمان وجريحين. وتعمل الاجهزة الامنية على معالجة الاشكال.

 

الراعي بدأ جولته في بلدات الحروف العليا في جبيل

وطنية – وصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي الى بلدة الكفر في قضاء جبيل، محطته الاولى في زيارته الراعوية لقرى بلدات الحروف العليا. وكان في استقباله راعي الابرشية المطران ميشال عون والنائب الابرشي المونسنيور جورج ابي سعد والقيم الابرشي الخوري فادي الخوري ومختار البلدة جوزف القدوم ومختار بلدة بحديدات حبيب كيريللس والحركات الرسولية والاخويات وعدد من كهنة الابرشية وحشد من الاهالي.

وزار بداية منزل كاهن الرعية السابق الخوري يوسف القدوم مطمئنا الى صحته.

 

النائب محمد كبارة : نسأل رئيس الجمهورية إذا كانت الدولة عاجزة عن حماية المواطنين من الإرهاب الذاتي فلماذا لا تؤمنون مطارا آمنا

وطنية - قال النائب محمد كبارة في تصريح اليوم :"تفاقمت اعتداءات الإرهاب الذاتي على المواطنين اللبنانيين وعلى أهداف دبلوماسية عربية بعدما أعلن فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عن رفض الأمن الذاتي، وهو ما نؤيده فيه إلى درجة أننا صرنا نناشده حماية اللبنانيين من اعتداءات الإرهاب الذاتي. لم تعد المسألة مقتصرة على رفض الأمن الذاتي يا فخامة الرئيس، فسطوة الحزب الإرهابي تورمت وصارت ممارسة لاعتداءات الإرهاب الذاتي خارج كانتون دولة الولي الفقيه الفارسي". أضاف :"إن اعتداءات الإرهاب الذاتي، يا فخامة الرئيس، ضربت هدفين للسفارتين السعودية والكويتية على الطرقات الدولية، قرب قصر رئاستك للجمهورية، بل على إحدى الطرق المؤدية إلى القصر الجمهوري، فماذا أنت بفاعل يا فخامة الرئيس؟ اعتداءات الإرهاب الذاتي تخطف المواطنين المسلمين السنة حصرا على طريق مطار رفيق الحريري الدولي، كما خطفت الطيارين التركيين. فهل الذي يسلك طريق المطار من غير المسلمين السنة آمن؟ وما دامت الاعتداءات تستهدف المسلمين السنة، لبنانين وعربا وغير عرب، فلا ضرورة لمنعها؟".

وتابع :"لطالما تعهدت لنا، يا فخامة الرئيس، بصفتك القائد الأعلى للقوات المسلحة حماية كل المواطنين. ونحن لا نشك لا في نياتك ولا في رغبتك. لذلك نجد أنفسنا مضطرين إلى التساؤل: هل أوامرك للقوات المسلحة لا تنفذ يا فخامة العماد الرئيس؟".  وقال :"إن أداء هذه القوات المسلحة ملتبس، وزير دفاعها يعلن عن توقيف مطلوب بتفجير بئر العبد، ثم يدعي القضاء العسكري على مجهول في هذا التفجير الإرهابي، فإذا كان هناك موقوف في القضية، فلماذا ادعى القضاء على مجهول؟ وإذا كان المجرم مجهولا فلماذا تبرع وزير الدفاع بالإعلان عن وجود موقوف؟ هل سألت وزير دفاعك يا فخامة الرئيس؟ لا نريد أن نستنتج يا فخامة الرئيس، بل نريد أن نتبين الحقيقة عملا بقوله تعالى في قرآنه "وتبينوا"، نحن لا نريد إستفزازك يا فخامة الرئيس، وما أردنا يوما ذلك. ولكن من حقنا، بل من واجبنا، أن نسألك: إذا كانت الدولة وقواها الأمنية عاجزة عن حماية المواطنين والرعايا من اعتداءات الإرهاب الذاتي، وعاجزة عن حماية المواطنين، أو فئة محددة منهم، على الطرقات الدولية، فلماذا لا تؤمنون مطارا للبنانيين يكون آمنا بموظفيه، وبأمنه، وبطرقاته؟".

وختم :"نحن ضد الأمن الذاتي. قلناها ونكررها وسنبقى نقولها. ولكن كأسنا امتلأت وفاضت وصرنا نصرخ: هل هناك من يحمي شعبنا وأهلنا في سكنهم وسعيهم ودور عباداتهم من اعتداءات الإرهاب الذاتي؟".

 

جنبلاط: لا حل للأزمة السورية إلا بتسوية دولية إقليمية

وطنية - اعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الالكترونية، انه "مع إستمرار حالة الانقسام العمودي بين اللبنانيين حول قضايا جوهرية ومركزية، ومع تواصل إحتدام الأزمة السورية التي تنتقل نيرانها تدريجيا نحو لبنان، ومع تفاقم الأزمة المعيشية والاجتماعية في ظل التراجع غير المسبوق في القطاعات الانتاجية كالسياحة والصناعة والزراعة فضلا عن نمو الدين العام والترهل الاداري وعجز الخزينة، لا شك أن الحزب التقدمي الاشتراكي يؤيد كل دعوة للحوار بين اللبنانيين لأنها تصب في خانة المواقف التي دأب على تكرارها للحيلولة دون إنزلاق لبنان نحو الهاوية".

وقال جنبلاط: "وإذ يحفظ الحزب التقدمي الاشتراكي للرئيس نبيه بري حرصه الدائم على الحوار والتواصل بين اللبنانيين، وهو رجل الدولة الذي بادر في أوج الانقسام بين اللبنانيين للدعوة إلى الحوار في العام 2006، فإنه يرى في إنعقاد هيئة الحوار مجددا مناسبة لمحاولة إعادة الاعتبار لسياسة النأي بالنفس وتجديد الدعوة لكل الأطراف للخروج من المستنقع السوري وفي مقدمهم المقاومة التي تحولت بندقيتها بعيدا عن إسرائيل، في حين أن وظيفتها لا يمكن أن تكون إلا على الحدود، كما قال الرئيس بري وليس في الداخل اللبناني أو أي موقع، وهو ما يحتم إعادة فتح النقاش حول الخطة الدفاعية الوطنية الشاملة".

وأكد جنبلاط "ان معاودة الحوار فيه مصلحة وطنية بصرف النظر عن وجود أو غياب حكومة جديدة، كما قال الرئيس سعد الحريري، إذ أنه بقدر ما هو مطلوب توفير الظروف الملائمة لاستئناف الحوار بين اللبنانيين، بقدر ما هو مطلوب أيضا عدم القفز فوق المؤسسات الدستورية وتهميش دور أي حكومة جديدة تضع في صلب أولوياتها إعادة ضبط الوضع الأمني ومتابعة الملفات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية المتراكمة. وفي هذا المجال أيضا، نتقاطع إيجابا مع دعوة الرئيس بري لتطويع خمسة الآف جندي جديد في الجيش اللبناني الذي يشكل ضمانة وطنية في ظل التحديات الاستثنائية التي يمر بها لبنان والمنطقة".

وقال: "كما نثمن موقف الرئيس بري ودعوته لانضاج ظروف عربية- إقليمية تعزز إستقرار لبنان وتتيح إعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية وإعطاء الأولوية لقضية فلسطين وهي قضية مركزية ومنع إنزلاق العراق نحو المجهول من خلال التفجيرات الارهابية التي تطاله والتي تدفعه نحو مزيد من الشحن والتوتر المذهبي". وفي مجال آخر، تقدم جنبلاط "بالتعازي الحارة من عائلة الكواكبي لرحيل القاضي السوري سعد زغلول الكواكبي وهو حفيد المفكر والعلامة الراحل عبد الرحمن الكواكبي صاحب المؤلف الشهير "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" ومن أوائل من وصفوا بدقة حالات الاستبداد والقمع ونبهوا من مخاطرها، وهو الذي قال: "المستبد في لحظة جلوسه على عرشه ووضع تاجه الموروث على رأسه يرى نفسه كان إنسانا فصار إلها"، وهو الذي قال أيضا: "كلما زاد المستبد عسفا وجورا زاد خوفه من رعيته". وقال: "ها نحن نرى اليوم الاستبداد الذي يمارسه النظام السوري بحق شعبه ويعيث فيه قتلا وإجراما بشكل غير مسبوق. فالتسوية مع الاستبداد مستحيلة، والحلول الوسطية مع الاستبداد أيضا مستحيلة. فلا حل للأزمة السورية إلا بتسوية دولية إقليمية تفضي لاخراج رأس النظام السوري وأعوانه من الحكم". وختم: "أخيرا، لقد حالت بعض الظروف الخاصة دون مشاركتي هذه السنة في بعض الافطارات المركزية كإفطار مؤسسة العرفان التوحيدية وسواها من المناسبات، لذلك أشكر كل الذين حضروا هذه المناسبات وأشكر تفهمهم وتقديرهم لهذه الظروف الخاصة على أمل الالتقاء في مناسبات مستقبلية أخرى".

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح : نقاط غامضة في مبادرة بري

وطنية - أعلن عضو كتلة "المستقبل" النائب جمال الجراح، في حديث الى تلفزيون "المستقبل" اليوم، "ان البحث جار في مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، لكن هناك نقاطا غامضة كموضوع المقاومة في الجنوب، اذ ان المقاومة الآن ليست في الجنوب". وقال :"اذا كانت المقاومة في الجنوب فهناك القرار 1701 الذي يرفض وجود المسلحين والسلاح في جنوب الليطاني، ويبقى الحل اذا في الاستراتيجية الدفاعية التي يحاول فريق "8 آذار" الهروب منها لأن من خلالها ستكون مرجعية السلاح للجيش اللبناني والدولة اللبنانية".  وعن الحكومة، أشار الجراح الى ان "هناك مداولات بصيغة 8-8-8 وتشكيل حكومة نتيجة الظروف المحيطة في المنطقة والوضع السوري الملتهب وتداعياته على الواقع اللبناني ولكن ليس هناك من شيء نهائي وهناك موضوع الاعداد في الحكومة والعنوان السياسي لهذه الحكومة انطلاقا من البيان الوزاري وصولا الى اعلان بعبدا، ومشاركة "حزب الله" في سوريا. لا يزال البحث في بدايته في هذه المواضيع وسيستكمل في وقت قريب، ولا نتيجة مضمونة لان تكون هناك حكومة في وقت قريب تحمل عناوين سياسية وطنية وتحمي لبنان". وعن معادلة وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل في حال عدم المبادرة بتحديد جلسة لاقرار المراسيم النفطية، قال الجراح: "هنا نعود لمربع القضية الشخصية للوزير باسيل واستعجاله لتلزيم الغاز والنفط وهو لا يزال وزيرا للطاقة خوفا من ان لا يكون في هذا الموقع في الحكومة الجديدة، والجميع يعرف لماذا اصرار باسيل على التلزيمات قبل تشكيل الحكومة".

 

فتفت :أخطر ما في مبادرة بري هو تحديد صلاحيات رئيس الجمهورية وصلاحيات الرئيس المكلف

وطنية - رأى النائب أحمد فتفت في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال": أن "مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري خطرة لأنه يضع صلاحيات رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف على طاولة الحوار بما فيها قرارات مجلس الوزراء بتجنيد 5000 عسكري وخرق القرار 1701"، موضحا أن "مبادرة بري لم تعد مبادرة حوارية، وكل المبادرات التي قام بها في السابق أدت الى الفشل". وشدد فتفت، على ان "أخطر ما في مبادرة بري هو تحديد صلاحيات رئيس الجمهورية وصلاحيات الرئيس المكلف"، مشيرا الى ان "ما يقترحه بري عمليا هو تغيير للنظام السياسي". وذكر "بأن الرئيس سعد الحريري كان واضحا لناحية أننا مستعدون للمشاركة في الحوار عندما يدعو إليه رئيس الجمهورية، وقال: "وطرح الرئيس الحريري إمكانية ان نكون جميعنا خارج الحكومة. اليوم الكرة في ملعب رئيس الجمهورية وهو الوحيد الذي يمكن ان يدعو الى حوار يستكمل من مكان توقفه سابقا أو أن يسعى الى تشكيل حكومة تستطيع ان تدير شؤون البلاد مستندة الى إعلان بعبدا والنأي بالنفس وسياسة حياد لبنان بالشأن السوري". وإذ أوضح أن "المشكلة مع حزب الله عدم مصداقيته، لاننا عندما نتفق معه على أمر ما يقول انه حبر على ورق"، رأى أن "الحكومة لا تنقذ لبنان بل الذي ينقذه هو التفاهم السياسي والنأي بالنفس الفعلي والحياد الايجابي وضبط الحدود"، معتبرا أن "تأليف الحكومة لن يحسن الاوضاع إذا لم يحصل تفاهم سياسي". الى ذلك، علق فتفت على الكلام الاخير لوزير الخارجية عدنان منصور ، فأشار الى أن الأخير "يعمل لدى النظام السوري ولم يعد لدينا اي تعليق على الموضوع".

وختم فتفت :"معروف ان وزير الخارجية ينتمي الى الرئيس بري".

 

حبيش : مبادرة بري مقبولة بالمفرق ومرفوضة بالنسبة لسلاح حزب الله

وطنية - اوضح عضو كتلة المستقبل النيابية النائب هادي حبيش في حديث الى اذاعة "صوت لبنان3،93 "ان مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري مقبولة اذا تم النظر اليها بالمفرق، اما بالجملة فهي مرفوضة، لان سلاح حزب الله فقد صفته المقاومة". وقال :"لا مانع من البحث في مسألة العودة الى الحوار لكن الأولوية يجب ان تكون لتشكيل حكومة جديدة تنهض بالبلاد". اضاف :"من الواضح انه لا يمكن الوصول اليوم الى تشكيل الحكومة لان هناك فريقا متمثلا ب"حزب الله" متمسكا بالسلطة، وفي حال ذهبنا الى حكومة 8-8-8 لن تنتج، الا انه لا يمكن القبول بأي شكل من الاشكال بموضوع المقاومة في البيان الوزاري، او اعطاء الفريق الاخر الثلث المعطل".

واشار الى ان "هناك تباعدا كبيرا بين فريقين، فريق يقاتل في سوريا وفريق يريد النأي بالنفس عن هذه الاحداث".

 

النائب عماد الحوت : اعلان بعبدا قابل للحياة وليس المشاريع الاقليمية

وطنية - اعتبر النائب عماد الحوت في حديث لاذاعة "لبنان الحر"اليوم "ان من لم يتحرك بعد سقوط 100 الف شهيد لا يتحرك من اجل 100 شهيد قضوا بالاسلحة الكيميائية ولكن من الواضح ان هناك رغبة بضربة محدودة لسوريا الهدف منها اعادة التوازن لكي يبقى الشعب السوري مستنزفا مع هذا النظام".اضاف :"الكل بات متفقا على ان هذا النظام سيزول والروس يعتبرون انهم غير ملزمين بدفع فواتير جديدة والايرانيون يدركون أن النظام استراتيجيا هو زائل ولكن يحاولون تاخير السقوط".وعن مبادرة الرئيس نبيه بري قال :"ان الرغبة الحقيقية للحوار امر مرحب به ولكن ما مضمون هذا الحوار؟والنقطة الثانية هو اننا نطالب بنزع السلاح من كل اللبنانيين ومن دون استثناء وهنا يكمن تفجير الحوار." ورأى "ان اعلان بعبدا نسخة منقحة عن الطائف ومن يعتبره ميتا فانه يعتبر ايضا ان الدستور هو ميت ايضا واعلان بعبدا قابل للحياة وليس المشاريع الاقليمية".

وشدد الحوت على "ان المشكلة بين حزب الله والجماعة الاسلامية هي القتال في سوريا والاشكالية الثانية هي التجارب السابقة لا سيما الثلث المعطل والموقف اليوم ليس اقصاء فريق بل تقديم مصلحة لبنان على مصلحة اي فريق من الافرقاء وحزب الله مصر على اكساب أخطاءه شرعية".  واوضح "ان الدكتور سمير جعجع طرح امنيات فيها نقاط ايجابية بحاجة الى تفعيل وأكد الموافقة على ثلاثية الدولة والشعب والمؤسسات" .

 

ماروني: لمبادرات تخلص الواقع السياسي مما يسببه حزب الله

وطنية - اعتبر النائب إيلي ماروني في حديث إلى "إذاعة الشرق" تعليقا على قرار جامعة الدول العربية أنه "من الطبيعي أن يكون القرار مؤيدا للضربة العسكرية على سوريا لأنه آن الأوان لوقف المجازر التي يرتكبها النظام تجاه شعبه والتي باتت أكبر من أي قدرة إنسانية على احتمالها، وخصوصا بعد استعماله الأسلحة الكيماوية. هذا الأمر يشكل خطرا ليس فقط على الشعب السوري بل على المناطق المجاورة، وكان القرار مؤيدا للضربة والتدخل لوقف سفك الدماء. أما موقف لبنان المتحفظ فيظهر أن هذه الحكومة التي تنأى بنفسها قررت الإستقالة من دورها على الصعيد الإنساني ومن دورها على صعيد انتمائها الى مؤسسات إنسانية وجامعة الدول العربية والى الأمم المتحدة". وعن رأيه بالنسبة للأمن الذاتي في دويلة "حزب الله"، قال:"إن الأمن الذاتي سيقودنا حتما الى أمن ذاتي في مناطق أخرى والى انهيار الدولة وإحياء منطق الدويلات في كل المناطق اللبنانية، رافضا ما يقوم به حزب الله من عمليات تفتيش يخضع له المواطن اللبناني والأجنبي لا سيما على طريق المطار حيث يتم التحقيق معه ويهان على أيدي مليشيات حزب الله والجيش اللبناني يتفرج". وطالب ب "إلغاء هذا المنطق بسرعة فائقة وإلا ليس أمامنا إلا المطالبة بفتح مطار القليعات"، محملا "مسؤولية الفلتان الأمني للدولة اللبنانية التي تقاعست عن القيام بدورها ومهامها". وعما إذا كانت الأولوية للحوار أو للحكومة، أجاب:"من المفروض القيام بمبادرات للخروج من هذا الجمود القاتل وإن أي مبادرة مرحب بها والذي قاله الرئيس بري يمكن أن يصلح لأن يكون الحوار المتواصل والمستمر وربما نستطيع الوصول الى نتائج تساهم في تشكيل الحكومة وأشار الى ان البديل عن الحوار هو التقاتل ولا يمكننا الوصول الى نتيجة". ورأى أنه "إذا اقتنعنا بأن يشارك حزب الله في الحكومة فهل يقتنع حزب الله بالخروج من المأزق السوري وجر لبنان الى الحرب السورية؟ وهل يقتنع بإلغاء منطق الدويلة وتدعيم مشروع بناء الدولة؟ وهل يقتنع بإلغاء معادلة الجيش والمقاومة والشعب؟". وختم:"إن الواقع السياسي أمام مأزق ويحتاج الى مبادرات عدة وجهود جبارة للتخلص مما يسببه حزب الله والذي لا يزال يتفاعل".

 

حرب استقبل ميشال معوض وبولس: لانخراط الجميع في الحفاظ على استقرار لبنان ليعبر المرحلة الاقليمية الخطرة

وطنية - زار رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض والنائب السابق جواد بولس على رأس وفد ضم عددا من مسؤولي الحركة، النائب بطرس حرب في منزله في تنورين، حيث عقد لقاء تم فيه عرض الاوضاع العامة في البلاد والتحديات التي تواجهها، وتأكيد "تطوير التعاون على كل المستويات بين جميع الاطراف والقوى السياسية الحريصة على استقلال لبنان ووحدته وسيادته وعلى النظام الجمهوري وانتظام عمل مؤسساته الديموقراطية".

وشدد حرب ومعوض وبولس في مداخلات خلال اللقاء الذي أعقبه مأدبة غداء، على "ضرورة انخراط الجميع في الحفاظ على استقرار لبنان وعبوره المرحلة الاقليمية الخطرة"، مؤكدين "أهمية المواقف التي يتمسك بها رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وضرورة الخروج من المأزق الحكومي الراهن، بما يستجيب لمصلحة اللبنانيين في الامن والاستقرار والازدهار الاقتصادي". وأشادوا ب"الوعي الوطني الذي تحلى به المواطنون، خصوصا في طرابلس، ردا على التفجيرات التي طالت مدينتهم، ومثلها الضاحية الجنوبية وردود فعلهم المسؤولة على الجريمة التي أودت بحياة عشرات الضحايا والمصابين".وأكدوا رفضهم منطق الامن الذاتي "الذي يؤدي الى إلغاء مفهوم دور الدولة المنوط بها حماية المواطنين"، لافتين الى "ما تعرضت له سيارة السفارة السعودية من انتهاك لحرمة الاعراف الديبلوماسية".واتفق معوض وحرب في ختام اللقاء على مواصلة الاتصالات وتوسيعها لتشمل أطرافا آخرين يلتقون تحت العناوين المتفق عليها، والتي عبر عنها لقاء 14 آذار في أكثر من مناسبة، والعمل على تفعيل هذه العناوين بما يتناسب وطموحات جمهور 14 آذار واللبنانيين عموما".

 

مفتي الجمهورية التقى زوارا أيدوا مواقفه

وطنية - استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، وفدا من "المجلس الشعبي في اقليم الخروب" برئاسة المحامي فرج الله فواز، الذي قال بعد اللقاء: "زيارتنا هي لتأييد سماحته للمواقف المستقلة والتوحيدية التي يتخذها ازاء المخاطر التي تحيط بالوطن والوحدة الوطنية والاسلامية، ونظرا للالتفاف الشعبي الذي حظي به سماحته بعد خطبة صلاة عيد الفطر المبارك في جامع محمد الأمين، مما يؤكد هزال الدعوات الفردية التي تستهدفه ودار الفتوى، باعتبار ان دار الفتوى هي مرجعية إسلامية ووطنية رائدها الثوابت الوطنية التي نص عليها الدستور اللبناني، والتي لا بديل عنها في مواجهة العواصف التي تحيط بالمنطقة وببلدنا لبنان".

ونوه بمواقف المفتي "من التفجيرات في الرويس وطرابلس، ومن موقفه من الزواج اللاديني، ونثني على موقفه من موضوع المس بصلاحيات مفتي الجمهورية وحفاظه على مبدأ تحرير كامل فلسطين، ودعوته للتضامن العربي".

ثم استقبل المفتي قباني، وفدا من "تيار وحدة لبنان" برئاسة راجي الحكيم، الذي اطلعه على النشاطات التي يقوم بها التيار لوحدة اللبنانيين، واكد "دعم مواقف مفتي الجمهورية الوطنية والاسلامية".

 

دار الفتوى تتهم الجهاز الامني المرتبط برئيس الحكومة بفبركة تقارير امنية بحق بعض العلماء المسؤولين في دار الفتوى

وطنية - صدر عن الفتوى في الجمهورية اللبنانية البيان التالي: "لقد دأبت رئاسة مجلس الوزراء في الاونة الاخيرة على استخدام سلطتها بمزاجية مطلقة وبخاصة في ما يتعلق بدار الفتوى وشؤونها ومعاملاتها الادارية وحتى البروتوكولية وصولا الى المعلومات التي وردتنا مؤخرا عن قيام الجهاز الامني المرتبط اداريا برئيس الحكومة مباشرة بتلفيق التقارير الامنية المفبركة بحق بعض العلماء المسؤولين في دار الفتوى واتهامهم زورا بتشكيل عصابات مسلحة بغية الايقاع بهم في وقت لاحق كيدا وانتقاما، وهذا التدبير والافتراء للانتقام هو شأن خطير لا يمكن السكوت او غض البصر عنه وليس من عادتنا الاستسلام له".

اضاف:"ان دار الفتوى تحذر كل من تسول له نفسه من مغبة الاستهداف في اطار نهج الاحقاد الكيدية المتبعة في التعامل مع علمائها المسؤولين فيها، وتعبر عن اسفها لعدم مصداقية من يتولون بعض الاجهزة في لبنان ويسخرونها لخدمة اغراض البعض، وتدعو الجميع الى العودة الى الله والى الدين وقيمه واخلاقه في الصدقية والامانة والشهامة، والابتعاد عن الكيدية والافتراء والاستنسابية والكذب، وابدت دار الفتوى تعجبها من بعض الذين ينادون بالدولة ومؤسساتها ويعملون على خطفها واستخدامها لاغراضهم الانتقامية". وختم:"إن دار الفتوى اذ تسأل هل وصلنا في وطننا لبنان الى زمن اصبحت فيه التقارير الامنية المفبركة اساس العدل والقضاء حتى باتت رقاب جميع المواطنين تعيش تحت تهديد تقارير الاجهزة الامنية المتناحرة التي تعتمد بشكل اساسي على مخبرين مأجورين لجهات باتت لا تخفى على احد، ولا يخضعون لاي نوع من اشكال المحاسبة".

 

رئاسة مجلس الوزراء ترد على المفتي قباني

صدر عن رئاسة مجلس الوزراء، البيان الآتي: “تداول بعض وسائل الاعلام بيانا، قيل إنه صادرعن دار الفتوى يزعم قيام “الجهاز الامني المرتبط إداريا برئيس الحكومة مباشرة بتلفيق تقارير أمنية مفبركة في حق بعض العلماء المسؤولين في دار الفتوى…”. إن رئاسة مجلس الوزراء، إذ تستغرب صدور هذا البيان عن دار الفتوى، تنفي ما ورد فيه من مزاعم وادعاءات مفبركة فعلا، لغايات لم تعد خافية على أحد، وهي تأسف، أشد الاسف، أن يحاول البعض في دار الفتوى زج الاجهزة الامنية في مهاترات لن تحول دون التأكيد على وجوب اعادة الامور الى نصابها، اللهم الا إذا كان هذا البيان، ينبه بشكل إستباقي او وقائي الاجهزة الامنية كافة،التي ستبقى العين الساهرة على أمن البلاد،الى القول “كأني بالمريب يقول خذوني”.

 

نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى : حفظ سوريا وشعبها لا يكون باستدعاء الاستعمار الغربي لضربها وعلى القادة العرب ان يكونوا في عون السوريين لانجاز الحل السياسي

وطنية - رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، في الدرس اليومي الذي يلقيه في مقر المجلس، "اننا نعيش اياما صعبة حيث يكثر الاعداء في الداخل والخارج لضرب شعوبنا واغراق بلادنا في الفوضى والدمار، ما يستدعي ان نعتصم بحبل الله ونتمسك بالعروة الوثقى فنلتجىء الى الله فهو الناصر والمعين، فالامم تعمل لضرب الامة المسلمة وعلينا ان نتنبه لكل ما يجري على الارض من مؤامرات وفتن ومراوغة ومخادعة".وطالب قبلان "الشعب السوري بكل مكوناته بالالتزام بخط الوحدة الوطنية فيتعاونوا في ما بينهم ليبعدوا عن ساحاتهم شبح الفتن والباطل"، وقال: "على اخواننا في سوريا من كل الفئات ان يكونوا عصبة واحدة فيتفقوا ويتعاونوا لانقاذ بلدهم ، فيتعظوا مما يجري حولهم فيقتدوا بالامام علي بن ابي طالب حين اختلف مع معاوية وقرر بنو الاصفر ان يغزوا بلاد المسلمين، فقال الامام علي: لو فعلها بنو الاصفر لتعاونت مع معاوية، فالامام علي قرر وضع يده بيد معاوية لدفع العدوان عن الامة الاسلامية في قرار جريء وموقف حكيم لدرء الفتنة وحفظ وحدة الامة وامنها واستقرارها، فهم الامام علي الوحيد كان المحافظة على الامة الاسلامية لانه كان رجلا كبيرا مترفعا عن كل الحساسيات، ونحن نطالب السوريين بالتزام نهج ومواقف الامام علي فينبذوا خلافاتهم و يتفقوا ويتعاونوا ويتوحدوا بوجه العدوان على سوريا، فالاستكبار العالمي اذا تورط في سوريا ستكون المصيبة كبيرة لانه سيدمر سوريا دون تمييز بين موال ومعارض، وعلينا جميعا ان نحفظ سوريا بكل ما فيها فلا يصيبنا ما اصاب فلسطين التي اغتصبت منذ اكثر من ستين عاما بعد ان سلمها الاستعمار العالمي الى اليهود".

وطالب قبلان "العرب والمسلمين بحفظ سوريا ودعم الحوار في سوريا بين كل مكونات الشعب السوري، وليتعظ السوريون مما جرى في لبنان من حروب واعتداءات ومؤامرت اصابت لبنان وشعبه، فيعود السوريون الى ايمانهم واصالتهم ويتعاونوا لحفظ وطنهم فيتواضعوا لبعضهم البعض ويبتعدوا عن كل سوء ومنكر، فالقتل يجر القتل وعليهم ان يحفظوا وطنهم بحفظهم لبعضهم البعض وابتعادهم عن كل شر وسوء ووقوفهم متلاحمين في وجه العدوان على بلادهم". وطالب "الشعوب العربية من خلال جامعة الدول العربية، حفظ سوريا بدعم الحوار والتواصل والتشاور بين السوريين، فحفظ سوريا وشعبها لا يكون باستدعاء الاستعمار الغربي لضربها، وعلى الجميع ان يعملوا لما فيه استقرار وسيادة سوريا وابعاد الاعداء عنها فلا يسلموها للاستكبار، وعلى قادة العرب ان يكونوا في عون اهلهم واخوانهم في سوريا لانجاز الحل السياسي ليكون الله معهم".

 

قاووق: المرحلة حساسة وشديدة الخطورة ولا تحتمل مغامرات ورهانات خاسرة

وطنية - رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق "أن إسرائيل التي تدرك بأنها لا يمكنها أن تستخف بقدرات ومعادلات ومفاجآت المقاومة، فإن عليها أن تدرك أيضا أن أي عدوان قادم لن يكون له نتيجة إلا النصر الأكبر للمقاومة والهزيمة الكبرى لإسرائيل، وهي اليوم تحاول استغلال أي فرصة من خلال ما يجري في سوريا لتعويض هزائمها في العام 2000 و 2006"، مؤكدا أنه "مهما نفذت إسرائيل من مناورات وحضرت من حشودات وأطلقت من تهديدات فإنه لا يمكنها أن تغير شيئا من واقع معادلات المقاومة ومفاجآتها".

واشار قاووق خلال حفل تخريج للطلاب الناجحين في بلدة حولا إلى "أن إسرائيل تراهن على تدمير سوريا لأنها تريد من خلال ذلك أن تحاصر وتستنزف وتضعف المقاومة"، معتبرا أن "الأزمة في سوريا أسقطت الأقنعة عن الأدوات الفتنوية التي تؤجج النار فيها، وعن الوجوه العربية التي تريد أن تدمر دمشق لا تل أبيب، وكشفت حقيقة التحالف بين إسرائيل وأميركا والتكفيريين في استنساخ النموذج العراقي في سوريا وإيصاله إلى لبنان، فالمتورطون في إشعال النار في العراق هم أنفسهم الذين أشعلوها في سوريا، كما هم أنفسهم الذين يحاولون إشعالها في لبنان، فهم أدوات يعملون لتنفيذ مشروع أميركي إسرائيلي في المنطقة وتحقيق أهدافه".

وشدد على أنه "في الوقت الذي لا يمكننا فيه أن نتجاهل الخطر والتهديدات الإسرائيلية لأننا حريصون على حماية الوطن وإنجازات المقاومة، نجد أن فريق 14 آذار لا يزال متماديا في الرهان على العدوان على سوريا، وفي انتهاج خطاب الفتنة والتحريض المذهبي، وهم الذين أقحموا أنفسهم في الأزمة السورية منذ اندلاعها، عندما جعلوا من حدود لبنان ممرا ومقرا للسلاح والمسلحين لاستهداف سوريا، ونراهم اليوم يراهنون على عدوان خارجي لتدميرها، تماما مثلما انتهجوا سياسة تدمير لبنان في عدوان تموز 2006 من خلال رهاناتهم على عدوان خارجي، وكأنهم لم يتعلموا من أخطائهم وحساباتهم الخاطئة التي يورطون أنفسهم ولبنان بها".

وقال :"لأن المرحلة حساسة وشديدة الخطورة ولا تحتمل مغامرات ورهانات خاسرة، فإننا ننصح فريق 14 آذار بالابتعاد عن الإملاءات والإرادات الخارجية، وعدم التفكير في الرهان على نتائج العدوان على سوريا لقلب المعادلات الداخلية، لأن المعادلات في لبنان أقوى من أن تهتز بإملاءات أو اعتداءات أميركية".

وختم قاووق أن "المصلحة الوطنية تفرض اليوم إقلاع فريق 14 آذار عن كل خطاب استفزازاي وتحريضي ومذهبي، والاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية لا تستثني أحدا وتضمن الشراكة الفاعلة لكل الأطراف، وبذلك نحمي ونبني وطننا ونبعد النار التي تشتعل من حولنا عنه".

 

سابقة في تاريخ السجون اللبنانية: سجناء يخطفون سجينا!

الأخبار/أحداث متنوعة تشهدها أروقة السجون مثل الفرار، أعمال شغب، انتحار، إضراب عن الطعام، اعتداء على الحراس واحتجازهم رهائن، وغيرها من أمور سبق أن حصلت داخل الزنازين. لكن أن يُقدم عدد من النزلاء على خطف زميل لهم لنحو 24 ساعة، وعدم إطلاق سراحه إلا بعد مفاوضات جرت بين إدارة السجن والخاطفين، فربما هذه سابقة تسجّل في تاريخ السجون اللبنانية.

هذا ما حصل بالفعل قبل أيام في سجن زحلة. وفي التفاصيل، نقلاً عن موقوف كان قد أخلي سبيله نهاية الأسبوع الماضي، أن خلافاً كان قد حصل قبل يومين من عملية الخطف بين نزلاء من آل زعيتر وآخرين من آل حميّة، تخلله تضارب وتبادل للشتائم بين الطرفين اللذين هدد كل منهما الآخر بتدفيعه الثمن. تهديدات السجناء من آل زعيتر ترجمت بإقدامهم على خطف سجين من آل حمية، واقتياده بالقوة إلى داخل زنزانتهم، وقد حصلت عملية الخطف داخل أروقة السجن أثناء عودة المخطوف من لقاء ذويه في الزيارة الأسبوعيّة.

ويضيف الموقوف الذي أمضى في السجن نحو ثلاثة أسابيع بقضية شيك من دون مؤونة، أن هذه الحادثة أربكت الحراس وإدارة السجن التي «لم يكن أمامها سوى إجراء مفاوضات مع الخاطفين لمدة استمرت زهاء 24 ساعة، مستخدمة الترهيب حيناً والليونة أحياناً، أفضت بعدها المفاوضات الى إطلاق سراح السجين المخطوف الذي كان قد أشبع ضرباً وإهانة طوال فترة احتجازه»، لافتاً إلى أن معظم المشاكل التي تحصل داخل السجن، تعود أسبابها إلى تقاسم النفوذ بين نزلاء ينتمون إلى عائلات كبيرة في البقاع، أو بين سجناء ينفذون أحكاماً طويلة الأمد، «أصبح لكل من هؤلاء دويلته الخاصة داخل غرف يتحكمون بنزلائها تبعاً لأهوائهم»، ويتابع: «وصل الأمر عند أحدهم إلى حد رفض تنفيذ قرار ترحيله إلى سجن رومية، وكان له ما أراد بعدما أطلق تهديدات بجعل السجن مسرحاً لأعمال الشغب»، واصفاً واقع حال سجن زحلة بـ«حارة كل مين إيدو إلو» في ظل غياب الحزم بضبط الأمور، وبحسب الموقوف «يعيش الحراس والإدارة بين مطرقة تنفيذ القوانين، وسندان الزيارات التفقديّة المكثفة التي يجريها من حين إلى آخر قضاة النيابة العامة الاستئنافية في البقاع منفردين أو بصحبة هيئات من المجتمع المدني للاطلاع على أوضاع السجن ونزلائه من جميع النواحي».

ما يحصل داخل أسوار سجن زحلة من مخالفات وتجاوزات تتناقله ألسنة الأمنيين أنفسهم. إحدى الروايات تتحدث عن أن أحد ضباط السجن تلقى عدة اتصالات على هاتفه النقّال، سمع خلالها عبارات نابية وتهديدات تحذره من عواقب تصرفاته، وبعد تمعّنه جيداً بنبرة صوت المتصل، اشتبه بأحد النزلاء الذي اعترف بفعلته بعدما عثر بين أمتعته على هاتف خلوي يحمل نفس الرقم الذي ظهر على شاشة هاتف الضابط، ليصار بعدها إلى إصدار أوامر بنقل السجين إلى سجن رومية. إلى ذلك، كشف مسؤول أمني لـ«الأخبار» نقلاً عن رتيب كان يرأس دورية لسوق السجين ط. ح. ح. إلى عدلية زحلة، بأنّ الأخير طلب من عناصر الدورية إبلاغ قاضي التحقيق بضرورة الإسراع باستجوابه، قائلاً لهم ما حرفيته: «إذا تأخر باستجوابي سأجعله يدفع الثمن غالياً». تهديدات المحكوم بجرائم سرقة وسلب واتجار بالمخدرات تصل عقوباتها إلى المؤبد، وصلت إلى مسمع أحد القضاة الذي علّق بالقول: «يجب التعامل مع أمثال هذا السجين بحكمة وعدم الانجرار إلى استفزازاتهم؛ لأن لا شيء عندهم ليخسروه»، منبهاً من مغبة التصرف معهم بقسوة خارج الأطر القانونيّة.

يذكر أن سجن زحلة يكتظ حالياً بنحو 750 سجيناً، أي ما يقارب ضعف العدد المخصص له وهو 450 في حد أقصى. وكانت أروقة السجن قد شهدت في أوقات سابقة أعمال شغب تخللها إحراق أمتعة وفرش، وتشطيب بعض السجناء أجسادهم بأدوات حادة. ومن أبرز الأحداث التي حصلت داخل أسواره، إقدام أحد السجناء على قتل زميل له بواسطة سكين لأسباب تعود إلى خلافات سابقة بينهما.  

 

نوفل ضو: خطاب جعجع يذكر بالمواصفات التي حددها بشير الجميل لرئاسة الجمهورية

رأى عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو أن المواقف التي تضمنها خطاب رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية أمس، تذكر بتلك التي أطلقها الرئيس المؤسس للقوات اللبنانية الشيخ بشير الجميل في تشرين الثاني من العام 1981 في احتفال ذكرى تأسيس حزب الكتائب اللبنانية. وأوضح ضو: في العام 1981 اختصر الرئيس بشير الجميل مواصفات رئيس الجمهورية الذي كان يفترض انتخابه بعد تسعة أشهر بالقول: "نريد رئيسا وقف ولو لمرة واحدة على قبر شهيد"... وها هي المواصفات التي حددها الدكتور سمير جعجع للرئيس المقبل للجمهورية الذي يفترض انتخابه بعد تسعة أشهر تذكرنا بتلك المرحلة التي شكلت نقطة تحول مفصلية في تاريخ لبنان الحديث. وقال ضو: إن السنوات ال 32 الفاصلة بين كلام الرئيس بشير الجميل وكلام الدكتور سمير جعجع تثبت أن المسيحيين خصوصا واللبنانيين عموما لا يمكن أن يرضخوا للأمر الواقع والهيمنة والإحتلال ومصادرة القرار، وأنهم مستعدون لبذل كل التضحيات حتى الشهادة من أجل الحفاظ على حضورهم الفاعل ودورهم الرائد في لبنان والشرق. وأضاف: إن مضمون خطاب الدكتور سمير جعجع يثبت مرة جديدة عقم سياسة الإغتيالات والتصفيات الجسدية وفشل القمع والترهيب والترغيب في دفع المسيحيين للتخلي عن قيمهم ومبادئهم وتطلعاتهم وإيمانهم بلبنان والحرية. كما أن الخطاب يؤكد تمسك القوات اللبنانية والأحزاب والقيادات المسيحية في قوى 14 آذار بموقفها التاريخي في تدعيم الشراكة المسيحية – الإسلامية وفي بناء العلاقات العربية والدولية التي تترجم توق المسيحيين الى الانفتاح والتفاعل الحضاري مع محيطهم والعالم بعيدا عن محاولات عزلهم وتخويفهم وقوقعتهم. ودعا ضو الى رص الصفوف وتوحيد الجهود لكي تتوج المسيرة التي رسم ملامحها جعجع أمس بمثل ما توجت به مسيرة المقاومة اللبنانية في آب 1982 بانتخاب رئيس للجمهورية تتوافر فيه المواصفات التي تساهم في بناء لبنان الذي يترجم نضالات أبنائه وتضحيات شهدائه.

 

المجلس الوطني لثورة الأرز "[ الجبهة اللبنانية

عقد " المجلس الوطني لثورة الأرز "[ الجبهة اللبنانية ] إجتماعه الأسبوعي برئاسة أمينه العام ، وحضر جميع أعضاء المكتب السياسي الممثلين لأحزابهم  وناقشوا جميع البنود المدرجة على  جدول الأعمال ، وفي نهاية الإجتماع  صدر عن أمانة  الإعلام البيان الآتي نصه :

1. ناقش المجتمعون الوضع الإقليمي في ضوء المعلومات والتكهّنات إزاء ما هو مرتقب بالنسبة للقرار الأميركي الذي يعمل على توجيه ضربة عسكرية للنظام السوري ولِمَنْ يدعمه ، ويسأل المجتمعون السّادة سياسيي لبنان ماذا فعلتم لإخراج لبنان من هذه المعمعة؟ وتتصرفون بأجمعكم وعلى إختلاف توزعاتكم وإرتهاناتكم السياسية وتباين مواقفكم ودرجة إرتباطاتكم الخارجية وكأنكم غير مُبالين بالوضع الأمني والسياسي والإقتصادي ،  وهذه الأوضاع بمجملها مُخيفة الى درجة تحول إلى الإنفجار العام في البلاد . إنّ المجتمعين وفي ظل الفراغ القاتل والذي كانوا قد نبّهوا عنه في أكثر من مناسبة وعلى أرفع المستويات يُطالبون كل من فخامة رئيس الجمهورية ودولة الرئيس المُكلّف تشكيل هيئة وطني سياسية – أمنية – إقتصادية ، بالسرعة القُصوى لمواكبة الوضع الإقليمي وتداعياته على لبنان ، لأنّ أغلبية القوى المتحالفة مع سورية ستحشر نفسها وقواعدها وكل اللبنانيين بالصراع السوري الدولي من زاوية مصالحها الخاصة ولجهة ضلوعها في الأزمة السورية . إنّ المجتمعين يُطالبون أيضًا فخامة رئيس الجمهورية الى أن يدعو إلى إجتماع أمني – سياسي طارىء في القصر الجمهوري لدراسة الوضع المتعثر ولمعرفة أين يمكن أن نضع حساباتنا كلبنانيين وإذا كان بإمكاننا تجنّب الضربة العسكرية  - السياسية ومفاعيلها  ، لأنّ الأمور ووفق معلومات دائرة العلاقات السياسية في المجلس الوطني لثورة الأرز سائرة بإتجاه التصعيد بمعنى أنّ الأمور لن تنتهي إلا بإعادة خلط كل الأوراق والملفات في الشرق الأوسط . إنّ المجتمعين يضعون كل إمكانياتهم في تصرّف الدولة ومؤسساتها الشرعية من أجل التوّصل الى حد أدنى من حالة الوفاق حول كيفية تمرير هذه المرحلة الدقيقة التي يمر فيها لبنان والمنطقة .

2. يسأل المجتمعون معالي وزيريْ الدفاع والداخلية عن الحِراك الأمني الذاتي ، وعن فلتان الوضع الأمني وإنتشار السلاح في كل المناطق اللبنانية ؟ وماذا عن آداء وزارتيهما والتي إعترف الجميع بمن فيهم حلفائهما عن عجزهما في ممارسة أعمالهما في ضبط الوضع الأمني العام ؟ ! ماذا عن حواجز ميليشيا حزب الله المنتشرة في أغلبية المناطق الشيعية والتي تُخالف نصيّ وثيقة الوفاق الوطني وقانون الدفاع الوطني ؟ ووصلت الوقاحة بهم الى حدْ التطاول على السيارات الدبلوماسية كما تناقلت وسائل الإعلام الخبر وما نُسِبَ الى السفير السعودي من توجيه كتاب إعتراض الى وزير الخارجية عن الأمر المخالف للأعراف وللقانون اللبناني وللدبلوماسية العالمية ، ويسأل المجتمعون تحديدًا معالي وزير الدفاع الساهر أبدًا على الأمن اللبناني والمُبشّر بوجود عصابات مُسلّحة تنتمي الى تنظيم القاعدة ، لِماذا لم يُبادِر والخط الذي ينتمي إليه لإعطاء الأوامر للقوى العسكرية الشرعية بضبط هذه العصابات قبل إنتشارها على الأراضي اللبنانية ؟ علمًا أنّ هناك تقارير أعدّها أكثر من ضابط كُلّفَ بأمر إستطلاع هؤلاء عن تواجدهم وأعدادهم وطرق إمداداتهم ، وبَقِيَتْ للأسف حبرًا على ورق . إنّ المجتمعين يرفضون رفضًا قاطعًا هذا الأسلوب في التعاطي مع معالجة الوضع الأمني ويُطالبون بإزالة هذه الحواجز اللاشرعية والكّف عن التسويق ما يُسمّى زورًا بال " التنسيق " لأنّ الأمن الذاتي ملعون ومرفوض من قبل كل اللبنانيين وبدون إستثناء وهو مشكلة من واجب السلطة العمل على حلّها قبل إستفحالها وإلاّ سيتعّرض كل مسؤول مُشرف على وزارة أمنية للمساءلة القضائية بتهمة التقصير والتسيّبْ الأمني .

3. يُثمّن ويؤيّد المجتمعون المبادرة التي طرحها رئيس الجمهورية عقب تفجيريْ مدينة طرابلس والقاضية بتشكيل حكومة جامعة ، والتي تنسجم مع الواقع ويعتبر المجتمعون أنه من الضروري جدًا التسويق لها داخليًا ودوليًا لشرح حيثياتها وخلفياتها ، لأنّ هناك مراجع سياسية مأجورة قد حمّلتها تأويلات وتفسيرات في غير محّلها ، ويعتبر المجتمعون أنّ المبادرة الرئاسية في عنوانها وتركيبتها تُخرج لبنان من الإصطفافات السياسية القاتلة ، ويعتبر المجتمعون أنّ الحكومة المنوي تشكيلها ستتحمّل مسؤولياتها حيال ما قد يترتّب على لبنان من تداعيات الضربة على النظام السوري ، ويعتبر المجتمعون أنّ عمل الحكومة يجب ألاّ ينحصر فقط في معالجة الأمور الإقتصادية والمعيشية بل عملها يجب أنْ يشمل إعادة ترتيب الأوضاع السياسية – الأمنية . وعليه يُبدي المجتمعون إستعدادهم الكامل للتعاون مع فخامة رئيس الجمهورية في ترجمة عنوان حكومة جامعة بما لهم من خبرات ودراسة ملفات حيوية وأشخاص كفوءة ومستقلة .

 

لقاء مسيحي جامع في كسروان برعاية "التيار الوطني الحر"

نهارنت/يعقد "التيار الوطني الحر"، قبل ظهر الاثنين، الجلسة التحضيرية للقاء المسيحي، الذي ينظمه في كسروان بين مختلف الاحزاب والهيئات المسيحية، والذي يهدف الى تحديد الاشكاليات التي يواجهها المسيحيون في لبنان وسبل مواجهتها. ونقلت صحيفة "الجمهورية"، عن مصدر معني باللقاء أن الدعوات وجهت الى جميع الأحزاب والقوى المسيحية من 8 و14 آذار وما بينهما من قيادات روحية وشخصيات مسيحية للمشاركة في الجلسة التحضيرية، التي ستعقد في بيت عنيا في كسروان. ولفت الى أن اللقاء يعتبر تمهيدياً "ينحصر بإطلاع الجميع على عناوين الورقة التحضيرية والتي تطرح الإشكاليات ولا تتضمن جواباً عنها لأنّ مهمة المؤتمر في النتيجة هي الرد على هذه الإشكاليات وتحديد آليات المواجهة والحلول المقترحة". وكشف عن أنه سيتم خلال هذه الجلسة، تأليف اللجان المتخصّصة وسيتم فتح باب الإنتساب اليها امام المجتمعين تحت عناوين عدة منها: المسيحيون والقضية الفلسطينية، المسيحيون والعلاقة مع سوريا، المسيحيون ومفاوضات السلام العربية - الإسرائيلية، المسيحيون والدولة. الى ذلك، تابع المصدر، قائلاً أن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون سيكون في الجلسة وستكون له كلمة. وأضاف أن التحضير للقاء تم بالتنسيق والتعاون مع لجنة من القيادات والشخصيات المسيحية المستقلة وممثلين عن بعض الأحزاب والهيئات المسيحية من قدامى "القوات اللبنانية" وحزب "الكتلة الوطنية"، وممثلين عن بطاركة مختلف الكنائس المسيحية. وأضاف المصدر أن المرحلة التي ستلي الجلسة التحضيرية ستتركز على تحديد الموعد المقبل للمؤتمر الذي ستشارك فيه الكنائس المشرقية كافة من مختلف الطوائف المسيحية.

 

مشاورات بين جنبلاط و14 آذار أفضت لتثبيت "صيغة حكومية بمشاركة حزب الله"

نهارنت/أفضت مشاورات رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط، الحكومي، الى "تثبيت صيغة الحكومة السياسية الجامعة وفق صيغة 8-8-8"، التي وفق ما أفادت صحيفة "السفير".

وأفادت الصحيفة، الاثنين، الى أن مداولات جنبلاط مع "14 آذار" ورئيسي الجمهورية ميشال سليمان والمكلف تشكيل الحكومة تمام سلام، أفضت الى تثبيت صيغة الحكومة السياسية الجامعة وفق معادلة 8 وزراء لقوى 14 آذار و8 لقوى 8 آذار و8 للوسطيين. وتابعت أن تم الاتفاق على "رفع "الفيتو" عن مشاركة حزب الله في الحكومة، بحيث يترك أمر تحديد تمثيل الحزب لكل من سليمان وسلام". الا أن نائب كتلة "المستقبل" هادي حبيش أعلن عبر "صوت لبنان" (93.3) أن قوى 14 آذار "لا تزال تبحث في صيغة 8-8-8 بمشاركة "حزب الله" لإصدار موقفها الرسمي". ووفق "السفير" فإن المشاورات قضت بأن يبادر سليمان الى "توقيع مرسوم تأليف الحكومة الجديدة، على أن يترك لمجلس النواب أمر منحها الثقة أو حجبها عنها، في ظل تقديرات بتوافر الأكثرية النيابية لها". يُذكر أنه وبعد استقالة حكومة نجيب ميقاتي في آذار الفائت، تم تكليف تمام سلام تشكل حكومة جديدة الا أن جهوده لم تنجح في ذلك، اذ أنه يسعى الى تشكيل "حكومة المصلحة الوطنية"، متعهداً الاستقالة بحال استقالة اي مكون من مكونات الحكومة، وفي حين تطالب قوى 14 آذار بحكومة حيادية تريد 8 آذار حكومة سياسية وقال رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط أنه "لن يصوت على حكومة من لون واحد".

 

جنبلاط ثمن مبادرة بري: إنعقاد الحوار هو مناسبة لإعادة الاعتبار للنأي بالنفس

نهارنت/شدد رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط على أن الحزب يثمّن دعو رئيس مجلس النواب نبيه بري وأنه يؤيد كل دعوة للحوار بين اللبنانيين لأنها "تصب في خانة المواقف التي دأب على تكرارها للحيلولة دون إنزلاق لبنان نحو الهاوية". وفي موقفه الاسبوعي لصحيفة "الانباء" الكويتية، الاثنين، لفت جنبلاط الى أن بري "يرى في إنعقاد هيئة الحوار مجدداً مناسبة لمحاولة إعادة الاعتبار لسياسة النأي بالنفس".

وأضاف أن في مبادرة بري، "تجديد الدعوة لكل الأطراف للخروج من المستنقع السوري وفي مقدمهم المقاومة التي تحوّلت بندقيتها بعيداً عن إسرائيل، في حين أن وظيفتها لا يمكن أن تكون إلا على الحدود، كما قال الرئيس بري وليس في الداخل اللبناني أو أي موقع، وهو ما يحتّم إعادة فتح النقاش حول الخطة الدفاعيّة الوطنية الشاملة". وتابع جنبلاط، قائلاً أن معاودة الحوار فيه "مصلحة وطنيّة بصرف النظر عن وجود أو غياب حكومة جديدة".

ولفت الى أنه "بقدر ما هو مطلوب توفير الظروف الملائمة لاستئناف الحوار بين اللبنانيين، بقدر ما هو مطلوب أيضاً عدم القفز فوق المؤسسات الدستوريّة وتهميش دور أي حكومة جديدة تضع في صلب أولوياتها إعادة ضبط الوضع الأمني ومتابعة الملفات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية المتراكمة". يُذكر أن بري وخلال كلمة متلفزة السبت، لمناسبة ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه، أعلن عن مبادرة اقترح فيها على رئيس الجمهورية ميشال سليمان "خريطة طريق"، تقضي بالشروع "فوراً بالحوار لمدة خمسة أيام متصلة"، يدعى إليها الرئيس المكلف تمام سلام، لمناقشة شكل الحكومة وبيانها ومنح الجيش حقه في تطويع خمسة آلاف جندي جديد لإنقاذ البقاع وطرابلس وكامل الحدود الشمالية من فوضى السلاح والمسلحين، ووسائل إخراج التداخل اللبناني من الوضع السوري وإعادة الحوار الى قانون الانتخاب وبحث الاستراتيجية الوطنية للدفاع".

 

اليونيفيل التركية تبدأ بمغادرة جنوب لبنان

غادر صباح أمس عدد من عناصر اليونيفيل التركية مقر وحدة بلادهم جنوب صور عائدين الى بلادهم بعد انهاء حكومتهم لمشاركة جنودها في اطار القوات الدولية. ويستعد من تبقى من عناصر الى اخلاء مقرهم بعد ستة ايام على أبعد تقدير. وكان الجنود الـ260 عملوا خلال الشهر الماضي على تفكيك منشآت المقر وترحيل جزء منها الى تركيا عبر مرفأ بيروت فيما غادر الجنود عبر مطار رفيق الحريري الدولي.

وكانت قيادة الكتيبة عمدت خلال الفترة الماضية الى زيارة معظم الفاعليات الروحية والتربوية والاجتماعية ورؤساء البلديات في منطقة عملهم مودعين وشاكرين لهم تعاونهم مع جنودها في انجاح مهمتهم، فيما عبر هؤلاء عن اسفهم لقرار الحكومة التركية انهاء خدمتهم في لبنان. يذكر ان الدولة التركية ستبقي على مشاركتها في اطار القوات الدولية البحرية بقرابة الستين جنديا. صور ـ "المستقبل"

 

الاشتراكي و"حزب الله" والمستقبل و"القوات" يرفضون الفيديرالية الكتائب مع اللامركزية الموسّعة... والآراء متباينة في مطار ثانٍ

محمد نمر/النهار

"نعم للفيديرالية"، شعار يختصر بكلمتين دعوة مواطن إلى تغيير نظام الحكم في لبنان. لماذا؟ ربما الملل من عدم توصل السياسيين إلى حلول جذرية في معظم القضايا، والخوف من واقع أمني فرضته تفجيرات الضاحية الجنوبية وطرابلس، والهاجس المستمر من اشعال فتنة مذهبية، وبدء بعض الجهات باعتماد الأمن الذاتي لحماية مناطقها وجمهورها، فضلاً عن مطالبة بعض آخر بمطارات في غير منطقة، هي الأسباب التي ألهمت مواطنين بكتابة "نعم للفيديرالية" على أحد الجدران في منطقة الأشرفية.

الذاتي والمشترك

إلى كاتب الشعار ومن يدعمه بها، إليكم تعريف الفيديرالية، وموقف معظم القوى السياسية منها: فالفيديرالية وفق قول الأستاذ الجامعي والناشط في مجال حقوق الانسان جان بيار قطريب لـ"النهار": "لها تسميات عدة، منها الدولة المناطقية أو الدولة التي تتمتع بنظام لامركزي سياسي موسع". وأوضح أن "الدولة الفيديرالية تجمع ما بين الحكمين الذاتي والمشترك. الذاتي لضمان خصوصية المجموعات التي تسعى إلى الثقة، التي لا تمنحها إياها إلا التركيبات الدستورية المحكومة والمدعومة من نظام قضائي نزيه، مع العلم ان الحقوق والحريات لا تقتصر على ممارسة الشعائر الدينية، بل تتعداها إلى تمثيل سياسي صحيح لا يتحقق إلا عبر الأطر الدستورية. أما الحكم المشترك فهو لضمان وحدة الكيان وتفاعل المجموعات بعضها مع بعض بطريقة سليمة وشفافة".

وتابع: "في الدولة الفيديرالية يتوزع النفوذ والسلطة بين طبقيتين حكوميتين أو أكثر، وفي سائر الحالات تكون هذه الطبقات الحكومية محددة اقليمياً، ومنها طبقة الوحدات المكونة للكيان (الولاية أو المقاطعة أو الأقاليم أو الكانتونات أو الجماعات المستقلة)، والطبقة الوطنية او المركزية".

لبنان لا يتحملها

وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال علاء الدين ترو قال لـ"النهار": "نحن ضد طرح الفيديرالية كنظام حكم في لبنان لأننا شعب واحد ووطن واحد ولغة واحدة، وتنوعنا يغنينا وليس سبباً للتفرقة"، معتبراً أن "لبنان لا يحتمل الفيديرالية. لسنا مثل سويسرا وألمانيا. ثم ان الفيديرالية تؤدي إلى حروب وتغيير ديموغرافي". أضاف ترو: "هي موضوع شائك وتم طرحها سابقاً في كثير من المنتديات الدولية، ولا اظن أن هذا النظام مناسب في الوقت الذي نشدد على وحدة اللبنانيين وتكاتفهم، لأن مصيرهم ووطنهم والخطر عليهم وسلامهم واحد". وأكد رفضه "للأمن الذاتي في أي منطقة من المناطق اللبنانية بما فيها الجبل"، وطالب "المواطنين بكل انتماءاتهم السياسية والدينية بالوقوف خلف الجيش والقوى الشرعية لحماية امنهم وممتلكاتهم".

أما في موضوع المطار، فقال: "كنا في الحكومة ندرس جديا فتح مطار رينه معوض، ليس تحت بند الفيديرالية ولا تحت ضغط أن مطار بيروت مهيمن عليه، بل كنا نريد توسيع حركة الطيران في لبنان، وكانت الحكومة أعدت دراسة شاملة عن افتتاح مطار رينه معوض ليس لأسباب سياسية إنما لأسباب تجارية وسياحية بحتة".

متمسكون بنظامنا

"القوات اللبنانية" متمسكة باتفاق الطائف، واعتبر عضو كتلتها النائب إيلي كيروز ان "من مصلحة كل الأطراف اللبنانيين أن تبقى متمسكة بهذا الاتفاق لأنه أرسى النظام السياسي الذي يسير عليه لبنان اليوم".

الواقع اللبناني، بالنسبة إلى كيروز "غير مهيأ للفيديرالية، بل لا بد من المتابعة في النظام اللبناني الديموقراطي والبرلماني الذي يقوم على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين".

وعلق على قضية المطارات موضحاً أن "القوات ليست مع مطارات مناطقية، ولكن إذا كان مطار بيروت سيبقى مصيدة للخطف والابتزاز اللذين يمارسهما "حزب الله"، فلسنا ضد ايجاد مطار آخر لكل لبنان واللبنانيين، وليس مطاراً يخص منطقة معينة في حامات أو القليعات مثلاً".

فاقمت الحرب

"حزب الله" أيضاً يرفض "وبشكل قاطع" النظام الفيديرالي. واعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض أن "الفيديرالية تتناقض مع اتفاق الطائف والجغرافيا اللبنانية والديموغرافيا المتداخلة"، وقال: "هذه الطروح التي ظهرت في الحرب الأهلية شكلت أحد أسباب تفاقم الحرب"، مشدداً على أن "استعادة الفيديرالية تمثل خطورة كبيرة، وليست الحل للأزمات التي تعصف بلبنان، والرد عبرها على التعقيدات السياسية غير موفق ولا يتصل بالمشكلات المطروحة، لذلك نرفضها".

انتصار لبنان الواحد

"الفيديرالية مرفوضة جملة وتفصيلا"، بهذه الكلمات لخص عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري موقف الكتلة من هذا الطرح، واعتبره "جزءا من الماضي". وقال: "من خلال اتفاق الطائف انهينا كل النقاشات، ورسونا على لبنان البلد الواحد لجميع ابنائه وعلى نظام ديموقراطي، ودفعنا ثمناً باهظاً من أجل هذا الحل من شهداء وجرحى ودمار خلال الحرب الاهلية". ولاحظ ان "الفيديرالية شكل من أشكال التقسيم وحصلت حروب التقسيم وانتصر في النهاية رأي لبنان الواحد الموحد".

كما ميز حوري بين "الأمن الذاتي المرفوض جملة وتفصيلا في أي منطقة ومن أي جهة أتى، وبين قضية المطارات"، موضحاً "اننا نريد في أكثر من منطقة في لبنان مطارات لكل اللبنانيين نظرا الى التعقيدات في اكثر من منطقة. ومن أجل اعطاء فرص عمل لأكبر شريحة ممكنة من اللبنانيين، وبالتالي يكون استخدامه لكل اللبنانيين وليس لفريق دون آخر".

اللامركزية الموسّعة

أما حزب الكتائب اللبنانية فليس مع الفيديرالية بل "مع طاولة، نبحث حولها أي لبنان نريد"، بحسب عضو كتلة الحزب النائب إيلي ماروني، الذي يرى "ان طاولة الحوار هذه تخلص "إما الى الموافقة على ان ثمة لبنانيين لديهم رأيهم في البلد او ان كل واحد يفكر كيف يعيش!". وأضاف: "نحن ككتائب ندعم طرح اللامركزية الموسعة".

ولفت إلى أن "إعلان "حزب الله" الدويلة وسيطرته على المرافق العامة، خصوصاً مطار بيروت قد يدفعان الآخرين إلى المطالبة بأمنهم الذاتي وخدماتهم الذاتية حتى لا تبقى أسيرة إرهاب حزب الله وسلاحه".

فيديرالية طائفية

عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب الان عون لا يرى أن الفيديرالية هي الحل لما يجري في لبنان، معتبراً أن "هناك صعوبة في اعتمادها بالمعنى الجغرافي، خصوصا مع اختلاط اللبنانيين من كل الالوان على كل الأراضي اللبنانية"، لافتاً إلى أن "لبنان يعيش فيديرالية طوائف، هناك من يمارسها ضمنا وآخر يمارسها علنا، لكنها مطبقة، خصوصا بالطريقة الطائفية التي تدار بها الأمور، اي المحاصصة في السلطة والتعيينات وغيرها".

وسأل: "إرادياً، من قال إن اللبنانيين حاليا يريدون الانفصال بعضهم عن بعض؟ انهم يحتاجون اليوم إلى تنظيم تقاسم السلطة في الدولة والنظام السياسي في شكل عادل، وهذه قد تؤمنها اللامركزية الموسعة التي تبقى حلاً أقل جذرية من الفيديرالية". وذكّر بـ"أننا في زمن العولمة، وبحاجة إلى حلول لكيفية تعايش الشعوب المتعددة ثقافيا ودينياً". ولاحظ أن "الحل ليس في عزل جغرافي، والفيديرالية نظام حكم نعيشه اليوم كطوائف، لكن كجغرافيا ممكن اللجوء إلى اللامركزية الموسعة التي لا تقضي على النسيج المختلط اللبناني بل تعيد توزيع الصلاحيات في شكل لامركزي". واشار إلى أن "المشكلة الثانية التي يعانيها لبنان والتي لا علاقة لها بالفيديرالية هي ارتباط لبنان بالمنطقة والصراع فيها، مما قد يعطل أي نظام سياسي، وبالتالي لم يعد وحده العقدة في البلد. وتبقى المشكلة ارتباط لبنان بالخارج وقضاياه".

 

راهنية جورج بوش الابن تحاصر أوباما

وسام سعادة/المستقبل

لحظة التشاور مع الكونغرس هي في الحقيقة تكثيف للحظة حيرة بين أمرين، أولهما "التركة الثقيلة" لتجربة جورج بوش الابن، وثانيهما "راهنية" الكثير من التصوّرات التي رافقت تلك التجربة.

أمّا عن التركة الثقيلة، فهي المتأتية أساساً من عدم قابلية الترويج لنموذج "الاحتلال التحريري" الأميركي للعراق كعلاج نافع للاستبداد والإرهاب في العالم الثالث، الأمر الذي أدى من ثم إلى انتشاء الاستبداد والإرهاب مجدداً.

أما عن التصوّرات التي تكتسب راهنية، فهي التي تقول بعدم كفاية ترك الأمور لنضال الشعوب الرازحة تحت أنظمة الاستبداد والطغيان لوحدها كي تحرّر نفسها بنفسها. فهناك بلدان كالعراق وسوريا يرث فيها النظام الديكتاتوري "الوطني - الفئوي" الآليات الاستعمارية ضد الشعب الذي يقمعه، ويقسّمه إلى معازل منفصلة عن بعضها البعض، ويحرّم عليه التعددية الثقافية أو الإقليمية أو الدينية أو القومية في الوقت نفسه باسم فضائل الانصهار ومثالات الدولة المركزية. وفي هذه البلدان فإنّ التحوّل الديموقراطيّ لا يمكنه أن يستند لا إلى تجربة تحديثية تنموية ناجحة أمّنها الاستبداد، ولا إلى حركة وطنية جامعة شكّلها النضال ضد هذا الاستبداد من بعد الاستعمار. وبالتالي، فهي بلدان، إذ يستخدم النظام فيها تقنيات المستعمر، ويتعامل مع السكان كاستعمار داخلي لهم، فإنه يفرّغ مبدأي "حق تقرير المصير للشعب" و"حق كل بلد في اختيار نظام الحكم الذي يرتأيه"، حين يصيران حقاً للطاغية في التنكيل الدامي بجزء يزيد أو ينقص من أبناء هذا الشعب. وإذا كان الربيع العربي في سنته الأولى أظهر مشهدية انتفاضية لا تحتاج لتصدير الديموقراطية إليها بالدبابات، إلا أن الكارثة الدموية السورية أظهرت كذلك الأمر المصير الذي يهدّد شعوباً كثيرة أخرى في عالم اليوم لو أنّ ثقافة "حقوق الإنسان" العالمية وما يستتبعها من "حق تدخّل إنساني" انهارت بشكل حاد، ومن دون بدائل، في عالم اليوم.

فإذا كانت جسامة الفشل الأميركي في العراق أنه يضرب بشكل عميق فكرة إسقاط الأنظمة الاستبدادية بالتدخل الأمبراطوري التعسفي من الخارج، فإن خطورة الوضع السوري أنه يؤسس لسابقة كارثية من المخيف، لكن الواقعي تماماً، أن تتعمّم في بلدان أخرى خارج النادي المغلق للحضارة الغربية. من هنا، إذا كانت كل فلسفة باراك أوباما الانتخابية ضد جان ماكين هي عثرة أميركا في حرب العراق، ونقد تفرّدها الذي استنزفها، فإن الوضع السوري يعود ويعطي حيثية لذلك الموقف المحافظ الجديد الداعي إلى تخطي المنظمة الدولية. عندما شنّ بوش الابن حرب احتلال العراق لم يكن ثمة أي استحقاق يستدعي تلك العجلة على مستوى نظام صدام حسين. فالاجتياح الأميركي ـ البريطاني تمّ بعد انقضاء سنوات عديدة على ارتسام خطوط الحظر الجوي الشمالية والجنوبية، ولم تكن هناك وقتها انتفاضة ثوروية ومسلّحة ضد النظام. لم يقتنع كثيرون بصحّة التعليل الأميركي للحرب (برامج أسلحة الدمار الشامل العراقية)، وهذا ما دفع الولايات المتحدة للتفرّد... مع بريطانيا. أمّا الآن، فالتفرّد الذي وجد أوباما أن سلفه كان في غنى عنه في العراق، فهو الآن شبح يطارده في المسألة السورية. فهذه المسألة لا حل لها بعرفه، في أروقة المنظمة الدولية، لا قبل ولا بعد استخدام الكيماوي، وإن كان هذا الاستخدام لحظة نوعية خطيرة. من جهة، يستعيد باراك أوباما نفس منطق جورج بوش الابن (تدخل عسكري "إنساني"، من دون تغطية أممية)، ومن جهة ثانية يحاول أن يتبرأ من هكذا وجه. لكنه في مسعاه هذا، وحين يطلب مشورة الكونغرس، فإن ما يفعله هو في جزء أساسي إعادة الاعتبار لرهانات المحافظين الجدد.

فسوريا سابقة خطيرة في عالم ترنّحت فيه الديموقراطية كثيراً في السنوات الماضية. والأخطر أن عطل المنظمة الدولية يتضاعف. فمن مشكلات العالم أن نظامه الدولي كما صنعه الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية، لم يتبدّل في نهاية الحرب الباردة، الأمر الذي سينعكس سلباً على القوة الغانمة لتلك الحرب: أميركا. وسط كل هذا، عبثاً يحاول باراك أوباما القول إن تصوره عن التدخل الدولي اليوم هو نفسه وقت انتخابه لأول مرة. لا، ثمة إعادة اعتبار ولو ضمنية لمنطق جورج دابليو بوش، وثمة في الوقت نفسه اهتمام حسيس بغسل اليدين من ذلك. في الحالتين، يحاصر شبح بوش الابن أوباما: مرة حين ينوي على الفعل المنفرد، ومرة حين يستشير الكونغرس الذي على يمينه.

مع ذلك، لا ينبغي المكابرة على مشكلة أساسية وقع بها أوباما. وهي أنّه خاطر بتوتير الجو الدولي لأيام ثم برّده، وهذا في الحرب الباردة يذكر نوعاً ما بإحجام نيكيتا خروتشيف من بعد تصعيده في المسألة الكوبية، ما شكّلت منعطفاً نحو خسارة السوفيات للحرب الباردة. لكن هذا الخطأ الذي وقع فيه أوباما سيتكفّل النظام السوري بتصحيحه بمجرّد أن يعتبر تمديد لحظة الضربة بمثابة إشعار له بأن اقتل المزيد ثم المزيد.

 

دولة الأمن المفقود (4)إرهاب بيروت وفتنة صيدا!

فادي شامية/المستقبل   

شكلت ظاهرة الشيخ أحمد الأسير رد فعل نافراً على استكبار السلاح؛ تحوّل خلاله الأسير إلى نجم تلفزيوني. خلال استقبال قناة "الجديد" للأسير في حزيران من العام الماضي؛ أطلق جملة من العبارات القاسية تجاه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله. ورغم أن كلام الأسير يبقى أقل بكثير من العبارات التي يطلقها شتامو الإعلام المعروفون والمحميون من "حزب الله" نفسه وعبر وسائل الإعلام التابعة له نفسها، فإن نيل الأسير من هيبة نصرالله استفزت جماعته، لا سيما الجناح الأقل انضباطاً: "سرايا المقاومة".  اجتمعت مجموعة تنتمي إلى "السرايا"، وقررّت معاقبة كل وسيلة إعلامية تتجرأ على استقبال أو نقل كلام يسيء إلى "سيد المقاومة"، لكن بعض الحاضرين قرروا أن يحولوا الأمر إلى فرصة جديدة يكررون فيها تأديب العاصمة ككل. قضت الخطة بإحراق قناة "الجديد"، وفي الوقت نفسه استهداف قناة "المستقبل"، ليبدو الأمر كأنه فعل وفعل مضاد، يُنسب الأول إلى مجموعة سلفية رداً على خط ومقدمات نشرات "الجديد" المنحازة إلى جماعة السلاح، ويُنسب الثاني إلى أنصار السلاح، فتقع فتنة تشكل الأرضية لتحرك "السرايا" في بيروت كلها.

في 25/6/2012 تحركت مجموعة من الملثمين باتجاه مبنى قناة "الجديد" في وطى المصيطبة. أطلقت النار في الهواء لإرهاب حراس المبنى، ثم تقدمت بعدها إلى مدخل القناة، حيث أشعلت الإطارات المطاطية، فيما كانت مجموعة أخرى تنتظر لإلقاء قنابل حارقة إلى داخل المبنى بهدف إحراقه بالكامل. ووفق الخطة الأصلية كان يفترض أن تعلن مجموعة دينية سنّية تبني العملية، بالتزامن مع توجه مجموعة أخرى إلى إخبارية "المستقبل" لإحراقها من باب رد الفعل. عند التنفيذ حصل خطأ غير متوقع، إذ لم يستطع قائد المجموعة وسام علاء الدين الانسحاب الآمن بعد رمي الدواليب المحترقة، لأن النيران أصابت رجله والتهمت جزءاً من ثيابه، ما أدى إلى تأخر فراره، وتعطل الخطة، ووصول عناصر لـ "شعبة" المعلومات ألقت القبض عليه. بعد وقت قصير ألقت قوة من الجيش القبض على شخص آخر وبحوزته كمية من المحروقات، كان ينوي إشعالها، قرب إخبارية "المستقبل"، غير أنه زعم أنه كان ينوي إحراق نفسه. مع شيوع نبأ اعتقال علاء الدين سادت شوارع بيروت أعمال شغب، قامت بها "سرايا المقاومة"، وصل بعضها إلى وزارة الداخلية، وطريق المطار. أدار هذه العملية المدعو محمود عكنان، قائد "سرايا المقاومة في بيروت"، فيما عاد أبو علي كحلون، القيادي في "حزب الله"، علاء الدين في المستشفى، وطلب إليه أن يتكتم عن باقي العناصر الذين شاركوه التخطيط والتنفيذ للجريمة، ووعده بأن "حزب الله" لن يتركه.

بعد نحو شهرين أُخلي سبيل وسام علاء الدين من قبل الهيئة الاتهامية في بيروت، برئاسة القاضية ندى دكروب، التي فسخت قرار قاضي التحقيق الأول غسان عويدات بإبقاء علاء الدين موقوفاً بعدما رد طلب إخلاء سبيله، أما المطلوبان الآخران عبد العزيز علي قاسم وسميح علي عاصي فبقيا فارين. ولم تعترض قناة "الجديد" على قرار ترك الموقوف بصفتها جهة مدعية. وهكذا اعتبر القضاء أن جريمة علاء الدين جنحة متمثلة بمحاولة إحراق مبنى، وليس تشكيل جماعة أشرار، ومحاولة قتل وخلق فتنة الله أعلم بمداها!. وكما عند توقيفه، فقد روع إطلاق سراح علاء الدين أهالي بيروت، نتيجة كثافة إطلاق النار ابتهاجاً، والذي أدى أيضاً إلى إصابة رقيب أول في فوج إطفاء بيروت بجروح. والأكثر غرابة أن علاء الدين لم يُظهر ندماً على ما فعل في أول تصريح له بعد إخلاء سبيله، بل أكد أنه "مستعد لفعل أي شيء إذا تعرض أحد لكرامة السيد حسن نصر الله"!.

خضوع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لحكم السلاح لم تظهر آثاره في بيروت فقط، ففي صيدا كان الشيخ أحمد الأسير ينتفض على حكم السلاح باعتصام في حزيران من العام الماضي. انفض الاعتصام بوعود غير قابلة للصرف، وغض طرف عن قيام "مربع أمني" للأسير في صيدا. بعد خمسة أشهر قرر الأسير "تنظيف" صيدا من رايات "حزب الله"، ولدى محاولة إزالة إحدى الصور تعرّض لكمين، فقُتل اثنان من مرافقيه. صدرت مذكرات توقيف بحق المتورطين في جريمة القتل، لكن أحداً لم يوقفهم، مع أنهم غير متوارين، لكن خيمة "حزب الله" فوقهم منعت توقيفهم!. تسبب هذا الواقع بجنوح خطير نحو التسلح لدى الأسير وأنصاره، زاده تأصيلاً تعرض مسجد بلال بن رباح لاستفزازات متكررة من قبل جماعة السرايا نفسها، لكن الشرارة التي فاقمت الموضوع تلك الشقق المسلحة لـ"حزب الله" قبالة وفي جوار مسجد بلال بن رباح... تراكم إخفاقات الحكومة عن تفهم مخاطر خضوعها لسلطة السلاح أدى إلى الانفجار الكبير لظاهرة الأسير في 23/7/2013، على النحو المعروف، والذي لم يكن "حزب الله" بعيداً عنه أيضاً.

 

تأجيل الرئيس الأميركي باراك أوباما معاقبة بشّار الأسد، يُفترض أن يُريّح الأعصاب المشدودة للنظام السوري وربعه، ويخفّف من حدّة تشنج امتداداته وأصدائه الإقليمية الممانعة والتي تأكد بالملموس المحسوس أن بعضها صار في حاجة ماسّة إلى متابعة طبية أكيدة! تأجيل الضربة يعني بالنسبة إلى البعض أن حتميتها صارت احتمالاً، برغم أن خسائر التردد الأميركي أو الإلغاء، ستفوق بأضعاف مضاعفة تلك التي سجّلت في العراق أو في أفغانستان والتي جاء أوباما في الأساس حاملاً برنامجاً للتخفيف منها وتدارك تداعياتها. في مواجهة يقيس المشاركون فيها كل كلمة ولفتة وخطوة، لن يعني التردّد الأميركي (في القراءة السريعة!) إلا ما يعنيه وسيعنيه مباشرة: فيتنام لم تكن حَدَثاً عابراً في تاريخ الولايات المتحدة! إنما مسار تأكدت حدوثه

 

العالم الحتمي...

علي نون/المستقبل

يثياته في أفغانستان أولاً ثم في العراق على نطاق أوسع وأشمل وأكثر أذيّة... "القوة العظمى" في قياسات اليوم هي غيرها في قياسات الأمس. أمس الحرب الباردة تحديداً، بحيث يبدو (في الشكل) أن انهيار أحد طرفيها لم يكن إلا مقدّمة لانهيار الطرف الآخر! ... و"القراءة السياسية السريعة" هذه تقول، إن التطور العلمي والتكنولوجي والعولمة الاقتصادية والتجارية دفعا المناحي المدنية في الغرب أساساً إلى مراتب جديدة. وأنتجا مجتمعات تحكمها آلية السوق ومتطلباته وشروطه، وليس التصنيع العسكري وإفرازاته. وتتحكّم بها فكرة الرفاه باعتبارها هدفاً للحياة وأبرز أسرارها، وليس فكرة القتال والصدام والمواجهة المسلحة... القادة الفعليون للغرب وصنوه الشرقي المتطور (مثل اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة إلخ...) هم أهل السينما والغناء والرياضة والأزياء والوسطاء الماليين والشركات العابرة للحدود وروّاد صناعة الاتصالات بكل أشكالها، قبل أن يكونوا رؤساء الجمهوريات والحكومات ووزراء الخارجية والدفاع وقادة الأحزاب السياسية، وأبرز "نتائج" ذلك الحراك التطوري الهادر هو وصول الاحترام للحياة البشرية الفردية إلى حدود غير مسبوقة في التاريخ. والمفارقة أن تلك هي علامات تفوّق أخلاقي متمّم للتفوق العلمي والتقني والاقتصادي، لكنها هي ذاتها في مواجهة "الضدّ"، تصبح علامات ضعف قاتلة... سبق أن راهن حافظ الأسد في معركته ضد "نيوجرسي" و"المارينز" الأميركيين في بيروت في العام 1983 على ذلك البعد البشري تحديداً: قال ما معناه إن أكفان الجنود الأميركيين التي سيرسلها إلى واشنطن، ستهزم رونالد ريغان وآلته العسكرية قبل السلاح المقاتل لهم... ونجح في رهانه! اليوم لا يقول أوباما إنه سيرسل جنوداً على الأرض في سوريا كي لا يقع في المصيدة، لكن تردّده ينطلق من ذلك البعد التراكمي للحروب السابقة ذاتها، ومن المناخ الذي أنتجته ثورة الاتصالات وانتهاء الحرب الباردة والعولمة بكل مستوياتها... وهو ذاته المناخ الذي تحكّم ويتحكّم بالأوروبيين ودفعهم ويدفعهم إلى تغيير "عاداتهم" القديمة: بدلاً من إرسال طائرات حربية صاروا يفضّلون إرسال طائرات محمّلة بالسيّاح والبضائع! وبدلاً من الأساطيل العسكرية صاروا يفضّلون سفن المتع والتجارة والمواد الخام! وما يعينهم على ذلك، هو أن عالم اليوم صار برمّته تقريباً، يشبه بعضه بعضاً، فيما استثناءاته آسيوية في مجملها، من كوريا الشمالية إلى سوريا وإيران... إلى إسرائيل بالتأكيد. ... لكن (كبيرة) الخطأ القاتل التي يصرّ على ارتكابه القيّمون على تلك الدول الأربع تحديداً، هو افتراضهم القدرة الدائمة على النشاز! وعلى فرض منطقهم ورؤاهم على غيرهم بالقوة والعنف، وعلى جعل تمايزهم سلبياً في واقع محكوم بالإيجابية، في الاقتصاد والتجارة وحركة الأموال والثقافة والفنون والمصالح... إلخ. لاعتبارات ذلك التطور في كلّيته، وللعولمة في ذاتها، صار "ممنوعاً" أكثر من السابق تهديد هذا العالم بالإرهاب أو بالممارسات الكيماوية والنووية الآتية من الشمولية الفكرية وتنظيماتها وأنظمتها... وصار من تحصيل الحاصل اعتبار أن "ملاحقة" المرتكبين مسألة "مؤسساتية" دولية قبل أن تكون قراراً رئاسياً أو حكومياً يحتاج الى ردف ودمغ من الكونغرس أو من مجلس العموم! "التردّد" الأميركي بهذا المعنى تفصيل على هامش الأصل. والأصل هو أن زمن "أنظمة الكيماوي" انتهى مبدئياً وأن الضربة العقابية حتمية... وعلى الطريق نحو إتمام تلك النهاية!

 

ورقة التوت التي نزعها الأقباط عن الغرب

سليمان جودة/الشرق الأوسط

عاش البابا شنودة، بطريرك الأقباط الأرثوذكس في مصر، ثم مات، وهو يردد عبارة خالدة تقول: مصر وطن يعيش فينا، قبل أن نعيش فيه. ومن قبل، كان هذا المعنى قد تجلى على أنصع ما يكون، عندما تكلم الأوروبيون في الغرب، في أثناء ثورة 1919، وما بعدها، عن أنهم يمكن أن يتدخلوا لحماية الأقباط في الدولة المصرية، وعن أن وجود الإنجليز وقتها، على الأرض المصرية، يهدف إلى حماية الأقباط عموما، مما يمكن أن يتعرضوا له، من اضطهاد، أو تمييز.. فعندها، راح كل قبطي يتبنى شعارا استقر في وجدان كل مواطن منهم، وكان يقول: إذا كان الأمر كذلك، فليمتْ الأقباط، ولتحيَ مصر! وعندما رحل البابا شنودة في مارس (آذار) قبل الماضي، فإن البابا تواضروس الثاني قد حل في مكانه، وجاءت أحداث ما بعد ثورة 30 يونيو لتكشف عن أن الرجل، شأنه شأن شنودة الراحل، يدرك تماما ماذا تعني مصر، بالنسبة له، ولجميع الأقباط، وماذا يجب عليه أن يقول، إذا كان لا بد له أن يتكلم. ذلك أن جماعة الإخوان، حين حرّضت أتباعها على مهاجمة عدة كنائس، في أعقاب فض اعتصامي «رابعة» و«النهضة»، يوم 14 أغسطس (آب) الماضي، فإنها كانت تراهن على استفزاز الأقباط، من أجل الاشتباك معهم، ثم تصوير الأمر، أمام الخارج، على أن أصحاب الديانة المسيحية يجري قتلهم في مصر، التي تعاني من عدم الاستقرار، وأن.. وأن.. إلى آخر ما يمكن أن يذهب إليه أصحاب هذا الرهان!

غير أن الأقباط كانوا، من خلال التجربة، ومن خلال أي رصد موضوعي لما حصل، أكثر وطنية من الإخوان «المسلمين»، مع التنبه هنا إلى أن كلمة المسلمين موضوعة بين قوسين، لعلة، هي أن يلتفت كل واحد فينا إلى أن الذين يرتكبون أفعالا من نوع ما رأيناه يوم فض الاعتصامين يسمون أنفسهم مسلمين، في حين أنهم أقرب ما يكونون إلى أن تنطبق عليهم تلك العبارة التي كان مرشدهم العام الأول، حسن البنا، قد أطلقها على قَتَلة النقراشي باشا، عام 1948، فقال عنهم بصدق إنهم ليسوا إخوانا.. وليسوا مسلمين. وعندما نظم الأقباط مؤتمرا في القاهرة، يوم السبت قبل الماضي، تحت عنوان «أقباط مصر يتحدون أميركا والأوروبيين»، ثم أصدروا عنه ما سُمي بـ«وثيقة للوطن»، ووجهوا رسالة قوية وواضحة من خلاله، إلى أنهم ليسوا في حاجة إلى حماية من أي نوع، من الولايات المتحدة، ولا من أوروبا، فإنني تمنيت لو أنهم كشفوا في مؤتمرهم عن أن صمت الغرب في إجماله عن اعتداءات «الإخوان»، على الكنائس، ليس جديدا، فقد سبق للغرب نفسه أن خذل الأقباط وتخلى عنهم تماما، طوال عام من حكم مرسي.. وقد رأينا بأنفسنا كيف أن ارتفاع وتيرة الهجرة القبطية من مصر، طوال ذلك العام، لم يكن يعني شيئا، أي شيء، لدى أي عاصمة أوروبية، فضلا بالطبع عن العاصمة الأميركية، على الرغم من أنه قد قيل، من مصادر موثوق فيها، إن عدد الأقباط الذين هاجروا إلى كندا، وإلى غيرها، على مدى العام الإخواني إياه، قد وصل إلى مائة ألف قبطي! ليس هذا فقط، وإنما التزمت تلك العواصم الصمت المطلق، عندما أقر «الإخوان» دستور 2012، على الرغم من انسحاب ممثل الأقباط من اللجنة التي وضعته، وقد كان المتوقع، أن يحرك صدور الدستور بهذا الشكل ضمير أي سياسي غربي أو أميركي، وهو ما لم يحدث أبدا مع الأسف! لذلك، كان مؤتمر وثيقة الوطن لطمة على خد كل سياسي غربي مات ضميره، ولم يعد يتعاطف في القاهرة إلا مع جماعة تمارس العنف ضد المواطنين، وتحرض عليه، ثم يتعامى عن أن 85 كنيسة قد تعرضت للاعتداء تارة، وللحرق تارة أخرى، وهو ما أعلنه مؤتمر السبت، على الدنيا، بوضوح كامل! ما أريد أن أقوله إن ثورة 30 يونيو قد جاءت لتنزع عن الغرب في أغلبه ورقة التوت الأخيرة، التي كان يتغطى بها أمامنا، طول الوقت، وأقصد بها ورقة حقوق الإنسان التي كان يتاجر بها علينا، ويستخدمها عند اللزوم، ثم يحجبها عند الضرورة، وهو ما جرى بالضبط في أزمتنا المصرية مؤخرا؛ إذ تبين لنا، بالدليل المرئي، أن الاعتداء من جانب «الإخوان»، على دور عبادة لـ10 ملايين من الأقباط، لا يعني أي شيء، إذا كان يتعارض مع مصلحة أوروبية أميركية تحققت بوجود «الإخوان» في الحكم 12 شهرا، وكانوا يريدون استمرار تحققها، لولا أن طوفان 30 يونيو قد جرفها في طريقه إلى الأبد.  ثم جاء البابا تواضروس الثاني ليجرف ما تبقى من معالم الصفقة التي جرى افتضاح أمرها على الملأ، حين قال في عز الأحداث: كنائسنا كلها فداء لمصر.

 

اطمئنوا ... انها ضربة «محدودة»

الياس حرفوش/الحياة

قد تأتي الضربة الاميركية المنتظرة لسورية الليلة او غداً، مع صدور هذا المقال او بعد ايام من صدوره. لم يعد التوقيت مهماً. المهم الآن والبارز على سطح الاحداث هو ان ضربة باراك اوباما لبشار الاسد آتية لا محالة. انه اوباما الجديد الذي لم نتعرف على وجهه الخشن منذ انتخابه هو الذي نراه اليوم على الشاشة، متلبساً وجه جورج بوش الابن وبيل كلينتون وجورج بوش الاب، يقود مغامرة جديدة في ساحات الشرق الاوسط.

لم يكن اوباما يرغب في تورط كهذا. تفاداه حتى اللحظة التي صار فيها تفاديه يعتبر هزيمة لأميركا ذاتها. لا تعادلها سوى الهزيمة التي يمكن ان تتعرض لها في الحرب الفعلية. جلس اوباما في مكتبه البيضاوي في البيت الابيض على مدى سنتين ونصف السنة، يحصي أعداد القتلى من ابناء الشعب السوري بعشرات الألوف، وأعداد الجرحى بمئات الألوف، وأعداد المهجرين بالملايين، الذين ملأوا شوارع المدن والساحات والمخيمات التي استطاعوا الوصول اليها في البلدان المجاورة، من تركيا الى الاردن الى العراق الى لبنان. وماذا فعل رئيس الولايات المتحدة طوال هذه المدة؟ لا شيء! الى ان زلّ لسانه وارتكب ذلك «الخطأ» ذات يوم من شهر آب (اغسطس) من العام الماضي، فحذّر بشار الاسد من تجاوز «الخط الاحمر» وعدم استخدام السلاح الكيماوي ضد شعبه. لم يفهم نظام بشار من ذلك سوى انها رسالة مهادنة من اوباما مفادها: اقتل منهم من تشاء وبالأعداد التي لا توجع «ضميرك». فقط، استخدم اسلحة لا تحرجني امام العالم، ولا تظهرني كرئيس ضعيف لأميركا قوية. اعتقد بشار ان سقف الحماية الروسية وحلف «الممانعة» والعجز الغربي حيال القتل المتمادي ليست سوى تراخيص تجيز له ان يفعل بشعبه ما يشاء. أليس ان هذا شعبه، وليس امامه سوى تأديب هذا الشعب بكل الوسائل، اذا تحوّل الى مجموعات من «الارهابيين»؟

لم يبقِ بشار اي فرصة امام اوباما للهرب من مواجهة الازمة السورية. مع ذلك، اختار الرئيس الاميركي أهون انواع المواجهة. وصفها بنفسه بأنها مواجهة «محدودة»، مطمئناً الرئيس السوري الى ان نظامه باقٍ، وأن قدرته على استئناف القتل لن تمسّ. فقط بضعة صواريخ «كروز» لإنقاذ سمعة اوباما في الداخل وأمام الحلفاء، كي لا يقال ان كلمة رئيس الولايات المتحدة صارت بلا قيمة امام العالم.

من كلام اوباما الى شبكة «بي بي اس» (PBS) الاميركية العامة يوم الاربعاء الماضي يمكن استخلاص الكثير. ولا شك في ان الرئيس السوري وحلفاءه تمعنوا في هذا الكلام واستخلصوا منه ما يرضيهم. يقول اوباما: هذه مجرد اشارة الى الاسد ان من الافضل له ألا يفعلها مرة ثانية (المقصود ألا يقتل السوريين بالكيماوي مجدداً). ويضيف اوباما ببلاغته المعهودة (!): ... لكن هذا لن يحل كل المشاكل داخل سورية، كما انه لن ينهي قتل المدنيين الأبرياء داخل سورية. بكلام آخر، يتوسل اوباما الى الاسد ان يتفهم «ظروفه». انه مضطر «لارتكاب» هذه الضربة، ويأمل ألا يحرجه الرئيس السوري بالكيماوي مرة اخرى. هناك وسائل عدة اخرى «مقبولة» لقتل السوريين. رجاء، لا تكرروا هذه الغلطة مع رئيس اميركا. فقلبه لا يتحرك الا امام منظر ضحايا الكيماوي. لا تهدف الضربة الاميركية الى تغيير شيء على الارض في سورية. لا الى تغيير ميزان القوى بين النظام والمعارضة ولا الى الحد من اعمال القصف بالطيران والبراميل المتفجرة. ولا طبعاً الى اسقاط النظام. ويخطئ من يقارن بين ما ينوي اوباما ان يفعله في سورية وما فعله بيل كلينتون بعد عام 1995 لإرغام الصرب على التفاوض ومن اجل انقاذ اقليم كوسوفو بعد ذلك بأربع سنوات. لقد تأخر القرار الاميركي في سورية كثيراً الى ان تضاعفت شراسة النظام وازداد التفكك في صفوف المعارضة واخترقتها كل صنوف المقاتلين و «المجاهدين» من كل حدب وصوب، وبات الحل السياسي بعيد المنال.

 

الأمن الذاتي تمدّد إلى بيروت والبقاع: بيئة الحزب تتلمّس ثمن قراراته الباهظة

علي الأمين/البلد

الخطة الأمنية في الضاحية الجنوبية مستمرّة، وهي تتمدد باتجاه بيروت او بعض احيائها ليلاً خصوصا تلك التي تقطنها غالبية شيعية، كما هي الحال في محيط منزل رئيس الحكومة المكلف، على سبيل المثال لا الحصر.

الاجراءات الاحترازية، وضبط مداخل الضاحية التي يتجاوز عددها المئتين، باتت تحت السيطرة الكاملة لحزب الله، رغم وجود حواجز للجيش اللبناني. فالدخول الى الضاحية لا يمكن ان يتم من دون المرور على حاجز لحزب الله. وبعد كل حاجز للجيش لا بد من وجود حاجز امني "للشباب".

جزء كبير من مداخل الضاحية بات مجهزاً بأدوات تقنية معدة لكشف المتفجرات قبل وقوعها. ويتمنى ابناء الضاحية ان تحول هذه الاجراءات دون تكرار تفجيري الرويس وبئر العبد. رغم ان التساؤل بات يزداد حول المدة الزمنية التي يمكن ان تستمر... ولا اجابة توحي بأنها ليست طويلة. بل ان الاجراءات الميدانية، ومحاولة ايجاد مواقف سيارات جديدة في اكثر من منطقة داخل الضاحية، المكتظة اصلاً، يوحي ان هذه الاجراءات ستطول، وليس في الافق ما يوحي بتغيير يطمئن الناس.

اكثر من ذلك: بعض السكان القادرين على الانتقال الى خارج الضاحية، غادروها. بعضهم تلقى نوعاً من النصائح بالإقامة خارجها. لذا عمدت بعض العائلات الى الانتقال نحو مسقط الرأس في الجنوب والبقاع. بعضهم نقل افراد عائلته ويحضّر إلى نقل اولاده نحو مدارس في الأرياف. الباحثون عن جواب مطمئن من قياديي الحزب لم يتلقوا ما يتمنون سماعه: "المرحلة قاسية تحتاج الى صبر، وعلى كل مواطن ان يرتب اوضاعه على اساس ان كل الاحتمالات واردة".

الى ذلك كان للتفجيرات الدموية/ وما تلاها من اجراءات، اثر سلبي على الحركة الاقتصادية. لذا استوعب حزب الله نحو ثلاثة آلاف شاب في الوظائف الأمنية المستجدّة، خصوصًا على الحواجز. لكنّ ذلك، على اهميته في امتصاص جزء من البطالة، لم يمنع تململ مؤسسات تجارية، كبيرة وصغيرة، من حجم التراجع في الحركة. إذ تحولت الضاحية الى مكان يحسن عدم الدخول اليه لغير المقيم فيه. وبعض المؤسسات بدأت تتحضر للخروج من الضاحية. بعضها الآخر بدأ صرف جزءا من عماله. والآخرون لا خيار لهم غير الانتظار والأمل بأن تمر الازمة كغيمة صيف عابرة.

في طبيعة الحال، ليست هذه الاجراءات مقتصرة على الضاحية الجنوبية وبعض مدينة بيروت. ايضا ثمة ما يوازيها من اجراءات في مدينتي النبطية وصور جنوبا، وفي مدينة بعلبك وغيرها بقاعاً. إجراءات يظهر فيها حضور الجيش والقوى الامنية الرسمية، الا انه يبقى هامشيا على ما تظهر الوقائع على الارض. وبات واضحا ان الوجود الامني والعسكري الرسمي في هذه الاجراءات الميدانية على الارض هو مكمل لاجراءات حزب الله، وليس العكس. ولا يخفى على أحد أن هذه الاجراءات مرشحة، في حال استمرارها مدّة طويلة، الى مزيد من الاعتراضات والتململ. هذا ما يدركه الجميع. وبالتالي فإنّ منفذي التفجيرات حققوا ارباكا امنيا واجتماعيا واقتصاديا داخل البيئات الشيعية. في المقابل تحولت مرجعية حزب الله الى اكثر من مجرد قوة سياسية وعسكرية مسيطرة داخل هذه المناطق، بل الى مرجعية امنية كاملة، فيما تراجعت المؤسسات الامنية والعسكرية الرسمية، التي سلمت عمليا بمرجعية حزب الله على هذا الصعيد. وبات العنوان الامني الطاغي، ومستلزماته، يتيح للحزب القيام باعتقالات او تفتيش سيارات بعض الدبلوماسيين، او اي شخص آخر، من دون مساءلة.

طوال السنوات الفائتة كان لبنان كلّه يشعر بالخوف من التفجيرات والإغتيالات، وبقيت البيئة الشيعية تحتضن الأماكن الأكثر أمنا. من طرابلس إلى صيدا والبقاع وبيروت وحتى عكار والشوف وعاليه.. كلّها كانت مناطق "حروب متنقلة". وكانت الضاحية هي الأكثر أماناً. اليوم، في المحصّلة، ما عاد مفجّر السيارات يشعر بالربح فقط إذا نجح في زرع سيارة مفخخة هنا أو هناك. الداخل إلى الضاحية والخارج منها، والداخل إلى صور وبعلبك والنبطية والخارج منها، يعرف تماما أنّ العدوّ المجهول قد نجح في تخريب الحياة كلّها وليس فقط الأمن. وربما، في مكان ما، ينظر ويكتفي بأنّه جعل هذه البيئة تبدأ في دفع ثمن قرارات قيادتها.. وينتظر.

البلد

 

انسوا أوباما!

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

صحيح أن تردد الرئيس الأميركي باراك أوباما، وتأجيله الضربة العسكرية التأديبية التي توعد بها نظام بشار الأسد في سوريا، سبب القنوط عند البعض، وأفرح النظام في دمشق، مع هذا على المعارضة أن تدرك أنها وحدها مسؤولة مسؤولية كاملة عن تحرير بلادها، سواء بعون من دول كبرى أو من دونها. ويفترض أن يقتنع حلفاء المعارضة، من دول عربية وأجنبية، أن واجبهم مضاعفة دعم الجيش السوري الحر ليقوم بهذه المهمة، ومنع غيره من الوصول إلى دمشق وحكم البلاد. نحن في ساعة السباق نحو العاصمة رغم كل التحصينات ورغم حتى استخدامه للأسلحة الكيماوية. ورغم تلكؤ الرئيس أوباما اليوم ما زلت أتوقع أن يفعلها لاحقا، ويلعب دورا رئيسا في إسقاط نظام الأسد. السبب ليس فقط لأن في دمشق نظاما شريرا تمادى في حرب الإبادة ضد شعبه، بل أيضا لأن أمن أميركا ومصالحها ستفرض عليها التدخل. فقد أصبحت سوريا أكبر مزرعة لإنتاج الإرهابيين تستقطب مقاتلين من أنحاء العالم، وغاية هؤلاء استهداف قوى أساسية مثل الولايات المتحدة. نظام الأسد مهّد للمتطرفين دخول الحرب، اعتقادا منه أن ذلك سيدفع الدول الغربية لمساندته ضدهم، كما وقفوا إلى جانب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من قبل، وغيره. وقد يتساءل البعض مستنكرا، فعلا لماذا نتوقع أن يصطف أوباما إلى جانب هذه الجماعات الجهادية لإسقاط الأسد، وليس العكس؟ السبب أن نظام الأسد سقط فعلا، لم يعد يحكم معظم سوريا. وفي غياب نظام مركزي تنجرف سوريا لتصبح مثل أفغانستان والصومال. وفي هذا الفراغ والفوضى وجدت القوى الجهادية تربة خصبة، ولعبت على مشاعر مئات الملايين من المسلمين في أنحاء العالم الذين رأوا في سوريا مأساة لا يمكنهم السكوت عنها. سيأتي اليوم الذي يدرك فيه الأميركيون أن الدخول في سوريا ضرورة أمنية لا فكاك منها. لكن إلى ذلك الحين، على المعارضة السورية نسيان الدور الدولي، والدور الأميركي، وعليهم أن يقتلعوا النظام السوري بأيديهم. هذا واجبهم، وهي قضيتهم، ولو أن المعارضة المسلحة والسياسية تمكنت من ترتيب أوضاعها، فهي قادرة على الإطاحة بنظام الأسد اليوم أكثر من أي وقت مضى. فالدعم الخارجي، من إيران وروسيا، استنفد معظم طاقته، وقد وجد حلفاء الأسد أنهم يدعمون جثة هامدة، وبالتالي لا قيمة لكل ما يفعلونه اليوم سوى أنهم يؤخرون دفن النظام أشهرا أخرى.

 

أوباما أراح الأسد وحير الجميع

طارق الحميد/الشرق الأوسط

أثار قرار الرئيس أوباما، المفاجئ، بضرورة الحصول على تفويض من الكونغرس للقيام بضربة عسكرية ضد نظام بشار الأسد الكثير من الحيرة في واشنطن، ولدى الحلفاء بالمنطقة، كما أراح نظام الأسد الذي عد إعلامه الرسمي أن هذه الخطوة تمثل استمرارا لمسلسل التراجعات الأميركية، فكيف نفهم قرار أوباما؟ المؤكد أننا أمام رئيس أميركي متردد، لا يملك رؤية سياسية حقيقية تجاه المنطقة، ولذا فإن قراره بضرورة الرجوع للكونغرس الأميركي، رغم إقراره علنا بأنه سيقوم بالضربة العسكرية، يعني أن أوباما قلق، ومتردد، خصوصا أن قرار اللجوء للكونغرس، وبحسب الإعلام الأميركي، جاء في اللحظات الأخيرة، وفاجأ حتى المقربين منه، مما يوحي بأن أوباما أراد من القرار حماية نفسه، وتاريخه الشخصي، وليس مصالح بلاده، وأمن المنطقة الذي هو جزء من مصالح أميركا. أوباما يريد أن يذكر التاريخ أنه الرئيس الذي أنهى الحروب، لا الذي سار على نهج جورج بوش الابن، وهذا بحد ذاته دليل ضعف سياسي، فأيا كانت قوة الرئيس الأميركي فإنه ليس من يقرر سير الأحداث في عالم فيه أمثال بشار الأسد، وإيران، وحزب الله، وبالطبع روسيا. قرار أوباما يظهر أنه يريد غطاء من الكونغرس ليتجنب «المقص السياسي» الذي وقع فيه في واشنطن، خصوصا أن أحد المسؤولين في إدارته يقول نقلا عن أوباما نفسه إنه قلق من بعض أعضاء الكونغرس الذين سينتقدونه إن لم يحصل على إذن من الكونغرس، وسينتقدونه بعد ذلك على أي قرارات يتخذها، أي أن أوباما يدرك أنه بات أشبه بمن انطبقت عليه مقولة: «اللعنة إن فعلت، واللعنة إن لم تفعل»، وهذا بحد ذاته يظهر ضعف أوباما، وضعف قيادته. وخطورة تردد أوباما اليوم في سوريا لا تقل عن خطورة تردده منذ اندلاع الثورة، فكلما قرر الهروب من الأزمة زادت تعقيدا، ولاحقته أكثر، خصوصا أنه، أي أوباما، هو من رسم الخطوط الحمراء للأسد الذي تجاوزها بكل استهتار وتحدٍ، مما وضع الرئيس الأميركي في ورطة حقيقية تتزايد يوما بعد الآخر. والحقيقة أن خطاب أوباما ليس بذاك السيئ لو كان نابعا من زعيم يعرف ما يريد، حيث يمكن اعتبار خطابه مناورة لتحقيق عدة أهداف مثل الحصول على غطاء سياسي داخلي يخوله قيادة تحالف دولي ضد الأسد، مع استغلال خطوة اللجوء للكونغرس من أجل الضغط على الروس القلقين من تداعيات الضربة العسكرية على الأسد، إلا أن الإشكالية هي أن إدارة أوباما نفسها، وفريقه، قد صدموا من قرار اللحظات الأخيرة باللجوء للكونغرس، مثلهم مثل الحلفاء، مما يظهر أن أوباما لا يتحرك في الملف السوري وفقا لرؤية سياسية واضحة، أو على غرار نصيحة الرئيس الأميركي السابق روزفلت: «تكلم بهدوء واحمل عصا غليظة» وإنما يتحرك بتردد حير من حوله، وأراح الأسد كثيرا، وهنا تكمن الخطورة، ليس على سوريا وحدها، وإنما على كل المنطقة!

 

الوزراء العرب يدعون لمعاقبة النظام وروسيا ترسل السفن

أم تي في/ هي دعوة من قبل وزراء الخارجية العرب الى المجتمع الدولي والامم المتحدة للاضطلاع بمسؤولياتهم، محملين في الوقت نفسه النظام السوري المسؤولية الكاملة عن استخدام الاسلحة الكيميائية في ريف دمشق، اما لبنان فكالعادة فقد تحفظ على قرار الوزراء العرب.  الأمين العام للجامعة نبيل العربي لفت الى ان "الجامعة سلمت الملف السوري لمجلس الامن لأن الموضوع فيه استخدام قوة" مؤكدا ان "المفتشين الدوليين ليس من صلاحياتهم ان يؤكدوا اي جهة استخدمت السلاح الكيماوي، فتقرير المفتشين لن يؤدي الى شيء والمطلوب الان العودة الى المجتمع الدولي الذي يمثل الامم المتحدة، حيث ان جميع الدول محرم عليها استخدام السلاح الكيميائي لانه سلاح دمار شامل".  وأكد العربي ضرورة معاقبة وتحميل المسؤولية للنظام لأن النظام هو المسؤول عما يدور في سوريا والنظام هو الذي يملك السلاح الكيميائي والنظام السوري هول الوحيد القادر على استعمال هذا السلاح، و18 دولة من الجامعة العربية يعتبرون النظام مسؤولاً ويحمّلون الامم المتحدة مسؤوليتها، موضحاً ان قرار الجامعة العربية يطالب باتخاذ قرارات تعاقب سوريا على استعمال الكيميائي.

 تزامنا، ذهبت روسيا بعيدا جدا في تصعيد مواقفها من الضربة العسكرية التي تنوي الولايات المتحدة توجيهها للنظام السوري. موسكو وبعدما جاهرت برفضها أي اتهام للنظام باستخدام الأسلحة الكيميائية، جزمت أن الضربة العسكرية يمكن أن تؤجل مؤتمر السلام لفترة طويلة، إن لم يكن إلى الأبد، مجددة التأكيد أنها غير مقتنعة بالأدلة التي قدمتها واشنطن.  كما أرسلت روسيا سفينة استطلاع من أسطول البحر الأسود إلى المياه قبالة السواحل السورية.  أميركيا، يواصل الرئيس الأميركي ووزير خارجيته جون كيري مساعيهما لحشد التأييد للضربة العسكرية لسوريا، وقد ظهر كيري في أربع مقابلات تلفزيونية في ساعات قليلة على عدد من المحطات الأميركية من أجل ضمان تصويت مؤيد للضربة في الكونغرس الأميركي.  أما فرنسيا التي أكدت أنها لن تذهب منفردة لتوجيه ضربة لسوريا، فأعلنت حكومتها أنها ستضع في تصرف البرلمان وثائق تؤكد مسؤولية نظام الأسد في الهجوم الكيميائي.

 الجيش النظامي السوري سيبقى في حال تأهب رغم إرجاء الضربة العسكرية، وفق ما نقل مسؤول أمني، في وقت عادت نيران الميدان تشغل الرأي العام. التطورات السياسية التي حجبت الانتباه لبعض الوقت عن الميدان السوري، لم توقف غليانه، بحيث قتل 42 شخصا بينهم 20 مقاتلا معارضا على الاقل، في قصف من القوات النظامية على بلدة الرحيبة شمال شرق دمشق واشتباكات في محيطها، حيث تدور اشتباكات عنيفة منذ الأحد.

 

لهذه الأسباب قرر أوباما التريث..

أم تي في/ يبدو عضو "الإئتلاف لقوى الثورة والمعارضة السورية" وليد البني واثقا بأن التدخل العسكري في سوريا "واقع حتما"، غير أنه يعزو تردد الولايات المتحدة الى انهماك سيد البيت الأبيض بالبحث عن بدائل لما بعد مرحلة إنهيار نظام بشار الأسد.  البني يصرّ على أن "التدخل الغربي مطلوب لإسقاط نظام الأسد، إذ يستحيل إسقاطه من دون مساعدة المجتمع الدولي".  تدخل ينبغي"أن يكون مدروسا بشكل محكم، بحيث لا يدخل سوريا في مرحلة الفوضى، وقد يكون هذا هو السبب الحقيقي وراء تأجيل الرئيس الأميركي باراك أوباما الضربة العسكرية"، وفق ما يؤكد البني في اتصال هاتفي مع صحيفة "الجمهورية". وعلى الرغم من أن المجتمع الدولي إستشاط غضبا عند استخدام الأسد للكيماوي، إلا أن البني يستغرب تهديد الرئيس الأميركي بضربة وشيكة، متسائلا: "هل فكر في نتائج الضربة ونتائج الإنهيار الفعلي للنظام؟ وكيف سيتم تفادي الفوضى فيما لو انهار النظام بشكل مفاجئ؟"

 في الوقت عينه، يشدد البني على أن "أوباما عازم على تنفيذ هذه الضربة العسكرية، لكن تردده قد يكون مرده الخشية من الإنهيار والوقوع في الفوضى، لعدم وجود بديل جاهز لما بعد الأسد".

 ويؤكد أن "تأجيل الضربة قد يكون جاء بهدف دراستها بشكل أعمق، والتفكير في الحلول والبدائل بعد انهيار النظام".  تردد أوباما "لن يقوي الأسد، فهو بعد استخدام السلاح الكيميائي لا يمكن ان يستمر في الحكم" على حد تعبيره.

ويلمح البني إلى أن التريث قد يكون أحد أسبابه، سعي الروس في هذه الفترة إلى بذل أقصى جهودهم لإقناع الرئيس السوري بنقل السلطة والخروج، تفاديا للتدخل العسكري.

 ويقول: "الروس يحاولون إقناع الأسد بالتنحي قبل جنيف 2، وقد تكون الولايات المتحدة أعطت روسيا بعض الوقت لإنجاز ذلك قبل التدخل العسكري".  ويشدد على أنه ليس من مصلحة روسيا والولايات المتحدة والشعب السوري "أن ينهار نظام الأسد فجأة، من دون أن يتم ضبط الوضع".

 ويرفض إعتبار أن التدخل العسكري الغربي سيقتصرعلى توجيه ضربات محدودة إلى نظام الأسد، عقابا على استخدامه الأسلحة الكيماوية في فترات سابقة، وآخرها في 21 آب الماضي في الغوطة في دمشق.

 وإذ ينتقد تأخر المجتمع الدولي في تناول الملف السوري، يعتبر أن "الضربة المتوقعة ستكون خطوة مدروسة للتخلص من نظام الأسد، وهي ستعجل بانهياره". ويشير إلى أن الولايات المتحدة لم يسبق في تاريخها أن صرحت بأنها تريد التدخل بغرض إسقاط أي نظام.  ويقول: "عندما يقومون بضرب مواقع القوة، لنرى الى متى سيصمد الأسد، فهو لم يستطع التقدم نحو جوبر وهذا دليل ضعفه، وقوته مردها اعتماده على عناصر حزب الله والحرس الثوري الإيراني".  وينفي بشكل قاطع إتهام المعارضة بتزويد الولايات المتحدة ببنك الأهداف التي يجب ضربها، وهو ما أكده له كل من رئيس الجيش السوري الحرّ سليم إدريس ورئيس الإئتلاف أحمد الجربا.

 ويبدي البني ثقته بعدم قدرة الأسد على التحوط وإخفاء بعض المواقع وتضليل المجتمع الغربي. ويقول: "لا يستطيع الأسد إخفاء أي شي. إستمرار النزاع سيكلف سوريا 100 ألف سوري آخر ومزيدا من الخراب. وجود مساعدة سيعجل بإنهاء النظام، ويوفرسقوط مزيد من المدنيين".  ويقلل البني من جدية تأكيد الأسد بأن سوريا قادرة على مواجهة أي عدوان خارجي. ويتساءل: "ألم يسبقه الرئيس العراقي صدام حسين والزعيم الليبي معمر القذافي بقول كلام مماثل؟"  ويبدو واثقا بأن موازين القوى ستكون بعد الضربة لمصلحة الثوار، على قاعدة أن "النظام لم يستطع التقدم ودخول جوبر التي تبعد 700 متر عن ساحة العباسيين منذ نحو سنة".

 ولا يعتبر البني أن انتظار تحليل العينات التي استخرجها مفتشو الأمم المتحدة بشأن الأسلحة الكيميائية في سوريا، والتي قد تستغرق ثلاثة أسابيع، من شأنه "أن يقدم أو يؤخر في المسألة".  يذكر بأن "الأقمار الصناعية للولايات المتحدة وفرنسا لديها صور، والإستخبارات الأميركية والأوروبية أعدت تقاريرها التي يظهر فيها من استخدم الأسلحة الكيميائية".

 إنطلاقا من ذلك، يقلل البني "من أهمية تقرير لجنة المفتشين الدوليين، سيما وأنه سيقتصر على إثبات استخدام الكيماوي من عدمه، من دون تحديد الجهة التي قامت بذلك". ويرى فيه سببا إضافيا لتأجيل الضربة.

 عربيا، وبالتزامن مع انعقاد إجتماع وزراء الخارجية العرب أمس في مقر الجامعة العربية في القاهرة، لا ينكر البني وجود تمايز لاسيما بين مواقف كل من مصر والأردن والجزائر في النظرة الى التدخّل العسكري في سوريا، في ظل غياب رغبة عربية لتأمين غطاء لهذا التدخّل.  فالمطلوب برأي البني أن "تقف الجامعة العربية الى جانب الشعب السوري، وتقوم بتشكيل قوة عربية تتولى ضبط مرحلة ما بعد الإنهيار".  وختم قائلا: "لو قرر أشقاء الشعب السوري وداعمو الثورة مساعدتنا، ليس أمامهم سوى تشكيل قوات عربية بالتعاون مع أصدقاء سوريا والجيش الحر لتفادي الفوضى التي ستعقب الإنهيار".

 

الفيصل: سوريا محتلة من إيران و"حزب الله"

كيري: مقتنع بموافقة الكونغرس رفسنجاني: النظام قصف شعبه بالكيميائي

مطالبة عربية بتحرّك دولي ضد الأسد

المستقبل/طالب وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ في القاهرة أمس، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياتهم واتخاذ الاجراءات الرادعة واللازمة لوضع حد للانتهاكات وجرائم الإبادة التي يقوم بها النظام السوري، إلا أن لبنان وحيداً تحفظ من كامل القرار العربي. وجدّدت المملكة العربية السعودية وقوفها مع الشعب السوري ممثلاً بالائتلاف الوطني السوري، وطالب وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل المجتمع الدولي بردع العدوان الدموي الغاشم الذي يقوم به بشار الأسد ضد شعبه، معتبراً في كلمته الى وزراء الخارجية العرب خلال جلستهم الافتتاحية، أن سوريا أرض محتلة بعد تدخل الحرس الثوري الإيراني و"حزب الله" في دعم الأسد.

كذلك دعا رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا العرب إلى دعم ضربات عسكرية دولية ضد نظام دمشق "المدعوم باحتلال إيراني خبيث من خلال مشاركة مرتزقة إيران و"حزب الله""، حسبما جاء في كلمة الجربا الى الاجتماع الوزاري العربي.

أميركياً، قال وزير الخارجية جون كيري لشبكة "ان.بي.سي" أمس، أنه يعتقد ان الكونغرس سيوافق على طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي أرسل رسمياً الى الكونغرس مشروع قرار يطلب فيه السماح بتوجيه ضربات عسكرية ضد سوريا وإعطائه الضوء الاخضر لـ"وقف" و"تجنب" حصول هجمات كيميائية.

وفي طهران برز أمس موقف للرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني يحمّل فيه الحكومة السورية مسؤولية مهاجمة شعبها بأسلحة كيميائية، قبل أن تستبدل الوكالة الإيرانية التي نشرت الخبر بآخر يخلو من تحميل أي طرف المسؤولية عن الهجوم.

ففي القاهرة أدان وزراء الخارجية العرب بشدة الجريمة البشعة التي ارتكبها النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا في تحد صارخ واستخفاف بالقيم الإخلاقية والانسانية والأعراف والقوانين الدولية.

وحمّل مجلس جامعة الدول العربية في قرار له في ختام أعمال دورته الأربعين بعد المائة برئاسة ليبيا، النظام السوري المسؤولية الكاملة لهذه الجريمة البشعة، مطالباً بتقديم كافة المتورطين عن هذه الجريمة النكراء لمحاكمات دولية عادلة اسوة بغيرهم من مجرمي الحروب، كما طالب بتقديم كافة أشكال الدعم المطلوب للشعب السوري للدفاع عن نفسه وضرورة تضافر الجهود العربية والدولية لمساعدته. ودعا وزراء الخارجية العرب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم وفقا لميثاق المنظمة الدولية وقواعد القانون الدولي لاتخاذ الاجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي هذه الجريمة التي يتحمل مسؤوليتها النظام السوري ووضع حد لانتهاكات وجرائم الإبادة التي يقوم بها النظام السوري منذ عامين. وقرر المجلس البقاء في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الأوضاع في سوريا. وتحفظت الجزائر من الفقرة التي تضمنها القرار والمتعلقة بدعوة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياتهم واتخاذ الاجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي هذه الجريمة، ودعت إلى انتظار النتائج النهائية لفريق مفتشي الأمم المتحدة، ولم يصوت العراق على الفقرة المتعلقة بتحميل النظام السوري المسؤولية عن هذه الجريمة وكذلك دعوة الأمم المتحدة لاتخاذ اجراءات رادعة ضد سوريا، فيما تحفظ لبنان من قرار المجلس بالكامل.

ومن القاهرة كذلك برز تأييد سعودي واضح للتدخل الدولي لردع الأسد عن قتل شعبه بأسلحة الدمار الشامل، وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة العربية إن معارضة التدخل الدولي ضد الحكومة السورية ليس من شأنه سوى ان يشجعها على استخدام أسلحة الدمار الشامل.

وقال الأمير الفيصل إنه لا يكفي إدانة سوريا في ما يتعلق بالهجوم بالغاز السام الذي يقول المسؤولون الأميركيون انه أودى بحياة 1429 شخصا.

وقال إن "أي معارضة لأي إجراء دولي لا يمكن إلا وأن تشكل تشجيعا لنظام دمشق للمضي قدماً في جرائمه واستخدام كافة أسلحة الدمار الشامل".

ومضى يقول "لقد آن الأوان ان نطالب المجتمع الدولى بتحمل مسؤلياته واتخاذ الاجراء الرادع الذي يضع حدا لهذه المأساة التي دخلت عامها الثالث فالنظام السوري فقد مشروعيته العربية".

وقال انه "لم يعد مقبولاً بأي حال من الأحوال التذرع بأن أي إجراء دولي يعتبر تدخلاً في الشأن الداخلي لسوريا..، فنظام دمشق هو الذي فتح الباب على مصراعيه لدخول قوات الحرس الثوري الإيراني وقوات "حزب الله" وغيرها من قوات دول مجاورة حتى أصبحت سوريا أرضًا محتلة".

ودعا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا الى دعم ضربات دولية ضد النظام السوري.

وقال الجربا أمس، "اقف اليوم بينكم لاطالبكم بكل الحمية الاخوية والانسانية ان تدعموا العملية الدولية ضد آلة الدمار" التي يستخدمها النظام السوري.

وأضاف في كلمته امام الاجتماع الوزاري العربي امس، إن السوريين عانوا كثيراً من نظام قاتل، تسانده قوى غاشمة، بذل كل قوته وطاقته لطمس هوية شعبنا وسلب سيادتهم والعبث بعقائدهم والتنكيل بشرفهم، وسعى لإفساد وتدمير سوريا وجعل عزة أهلها أذلاء، وكلها أمور حصلت بتعاون وثيق بين نظامين في دمشق وطهران، اللذين حاولا تكريس ذلك ونقله في الكثير من بلدان المنطقة، من لبنان وفلسطين والبحرين واليمن.

وطالب الوزراء العرب "بكل الأخوية والحمية والانسانية التي تتمتعون بها في أن تدعموا العملية الدولية، ضد آلة القتل والدمار التي تضم طائرات وصواريخ ومدفعية وراجمات وصواريخ، وأن تصدروا قرارا لتحرير سوريا من سلطة نظام القتل من القوة العسكرية وشبه العسكرية التي تحتل سوريا، وخاصة ايران وحزب الله وميليشيات المتطرفة العراقية وعصابات التطرف التي دخلت البلاد من أنحاء كثيرة".

وأعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري أمس، ان الولايات المتحدة تمتلك دليلا على ان غاز السارين استخدم في هجوم 21 اب الذي اتهم النظام السوري بشنه قرب دمشق، داعيا الكونغرس الى الموافقة على توجيه ضربة عسكرية للنظام.

وقال كيري لمحطة "ان بي سي نيوز" و"سي ان ان" ان عمال طوارئ في موقع الهجوم قدموا عينات شعر ودم للولايات المتحدة اظهرت مؤشرات على استخدام غاز الاعصاب السارين.

وفي تطور وصفه كيري بأنه مهم جدا قال "اطلعنا خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية من خلال عينات تسلمتها الولايات المتحدة من اول الواصلين الى موقع (الهجوم) شرق دمشق، على عينات وجرى اخضاعها للفحص".

وقال ان فحص "اثار غاز السارين في عينات شعر ودم جاء ايجابيا". واضاف "ان كل يوم يمر تزداد قوة الادلة. نحن نعلم ان النظام امر بشن هذا الهجوم. ونعلم انه استعد له. ونعلم من اي جاءت الصواريخ. ونعلم اين سقطت". وتابع "نحن نعلم ان الضرر وقع. وشاهدنا المشهد المروع على جميع قنوات التواصل الاجتماعي، ولدينا ادلة عليه بطرق اخرى، ونعلم ان النظام حاول اخفاء الادلة بعد ذلك".

وخرج كيري على العديد من القنوات التلفزيونية صباح أمس لحشد الدعم لشن ضربات عسكرية اميركية ضد سوريا بعد ان دعا الرئيس باراك اوباما الكونغرس الى التصويت على تخويله بشن تلك الضربة.

ودعا كيري الكونغرس الى منح اوباما الضوء الاخضر لشن تلك الهجمات على نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وقال لشبكة "ان بي سي" انه يعتقد ان الكونغرس سيوافق على طلب الرئيس اوباما.

وقال "لا اعتقد ان الكونغرس الاميركي سيتخلى عن هذه اللحظة.. اعتقد ان الكونغرس سيوافق". وتابع "لا اعتقد ان زملائي السابقين في مجلسي الشيوخ والنواب في الولايات المتحدة سيديرون ظهورهم لجميع مصالحنا ولصدقية بلادنا، وللاعراف المتعلقة بتطبيق الحظر على استخدام الاسلحة الكيميائية المطبق منذ العام 1925".  وقال ان "الكونغرس تبنى ميثاق حظر الاسلحة الكيميائية، وصادق على قانون محاسبة سوريا. والكونغرس يتحمّل المسؤولية في هذه الحالة كذلك". وأرسل البيت الابيض رسميا الى الكونغرس مشروع قرار يطلب فيه السماح بتوجيه ضربات عسكرية ضد سوريا واعطاء الرئيس باراك اوباما الضوء الاخضر لـ"وقف" و"تجنب" حصول هجمات كيميائية.

وينص مشروع القرار على ان دعم الكونغرس سوف "يرسل رسالة واضحة عن موقف اميركا الحازم" حيال هذه المسألة. وفي طهران نقلت وكالة انباء إيرانية عن الرئيس الايراني السابق هاشمي رفسنجاني قوله إن الحكومة السورية هاجمت شعبها باسلحة كيماوية، لكنها استبدلت بالخبر لاحقا تقريرا يتضمن نسخة مختلفة من التصريحات تخلو من تحميل اي طرف المسؤولية عن الهجوم. ونقل التقرير الجديد لوكالة العمال الإيرانية عن رفسنجاني قوله أمس "من ناحية شعب سوريا يتعرض لهجوم باسلحة كيماوية والآن يتعين عليه كذلك انتظار هجوم على أيدي أجانب." وكانت الوكالة نقلت في النسخة الاولى للتصريحات عن رفسنجاني قوله "كان الشعب هدفا لهجوم بأسلحة كيماوية على يدي حكومته والآن يتعين عليه كذلك انتظار هجوم على أيدي أجانب." وتختلف هذه النسخة من التصريحات بشدة مع تصريحات المسؤولين الإيرانيين الآخرين الذين يقولون إن قوات المعارضة هي المسؤولة عن استخدام الغاز السام في هجوم على مشارف دمشق يوم 21 آب. ولم تغير الوكالة تصريحات أخرى نقلتها عن رفسنجاني منها "الان تكاد أميركا والعالم الغربي وبعض الدول العربية تطلق نفير الحرب في سوريا... اللهم الطف بالشعب السوري." ومضى يقول "لقد قاسى الشعب السوري الكثير في هذين العامين فالسجون مكتظة وحولوا استادات إلى سجون ويكشف مقتل أكثر من مئة الف شخص وتشريد الملايين عن المحنة التي تعيشها سوريا أكثر من أي وقت مضى".

 

نائب وزير الخارجية السعودية

يستقبل أبو فاعور/المستقبل

استقبل نائب وزير الخارجية السعودية الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز في مكتبه في جدة امس، في حضور مدير مكتبه دهام بن عواد الدهام، وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال وائل أبو فاعور. وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتقويتها، فضلاً عن القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

 

حزب الله "سيرد من حمص في حال حصول الضربة العسكرية على سوريا"

نهارنت/كشف مصدر صحافي أنه وفي حال حصول الضربة العسكرية على سوريا، فإن "حزب الله" سيرد على اسرائيل من داخل الاراضي السورية، تاركاً منصاته داخل الاراضي اللبنانية للرد بحال هجوم اسرائيل على لبنان.

ونقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن مصدر مسؤول في "غرفة العمليات المشتركة"، التي تضمّ النظام السوري، وايران و"حزب الله"، قوله أن احتمالا الحرب على سوريا "لم تنته أبداً وهي مفتوحة على مصراعيها".

وأوضح أن "حزب الله" في سوريا "لن يتردد في المشاركة بالعمليات الصاروخية الهجومية وإطلاق صواريخ ارض - ارض من داخل الحدود السورية كي ينأى بنفسه عن توريط الداخل اللبناني بأي مبادرة تُحسب عليه".

ولفت الى أن الحزب يستفيد من مساحة موجود فيها في ريف حمص وتقارب 8000 كيلومتر مربع. وشدد المصدر على أن "حزب الله يترك منصات الصواريخ التكتيكية والاستراتيجية المنتشرة داخل لبنان في مكانها من دون الحاجة لتحريكها ليتسنى العمل فيها عند اول استهداف اسرائيلي للمناطق اللبنانية". وأشار الى انه في حال "كان المعتدي الاول على لبنان هو اسرائيل يصبح مباحاً لحزب الله امام الرأي العام اللبناني والعربي الرد على الاعتداء الاسرائيلي من داخل الاراضي اللبنانية". يُشار الى أن التلويح الغربي باحتمال شن ضربة عسكرية ضد النظام السوري، يتصاعد، ردا على هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية قرب دمشق في 21 آب الجاري، بعد أن صعدت القوات النظامية من هجومها على مناطق في محيط العاصمة ابرزها الغوطة الشرقية ومعضمية الشام (جنوب غرب) في محاولة للسيطرة على معاقل للمقاتلين يتخذونها قواعد خلفية لهجماتهم تجاه دمشق. وكثفت العواصم الغربية اتصالاتها على اعلى المستويات في الايام الماضية، في حين افادت الصحافة الاميركية ان الرئيس باراك اوباما يدرس شن ضربة قصيرة ومحدودة ضد سوريا.

 

رفسنجاني: حكومة الأسد هاجمت شعبها بأسلحة كيمياوية وحوّلت الإستادات إلى سجون

الشفاف/الشيخ رفسنجاني ربما عبّر بالطريقة الإيرانية "الملتوية" عن موقف الرئيس روحاني الذي يبدو أنه لا يؤيّد الدعم الإيراني غير المحدود للنظام السوري. وفي أي حال، فتصريح رفسنجاني هو "أقل الواجب" من مسؤول إيراني كان في السلطة، وبجانب الخميني، حينما قصف صدام حسين الإيرانيين والأكراد بالسلاح الكيميائي. في أي حال، رفسنجاني أكثر "مصداقية" من الرئيس الأميركي أوباما الذي قرّر أن يختبئ وراء الكونغرس لكي يتهرّب من معاقبة نظام الأسد على قصف شعبه بالسلاح الكيميائي! تردّد الرئيس الأميركي أفقده مصداقيته لدى حلفائه الأوروبيين، ولدى تركيا، ولدى المعارضة السورية، وفي دول الخليج وفي طليعتها السعودية، وأيضاً لدى الإسرائيليين الذين يقولون أن رئيساً غير قادر على معاقبة الأسد لن يكون قادراً على منع إيران من صنع قنبلة ذرية!

بعد كارثة بشار الأسد، أوباما "كارثة"!

دبي (رويترز) - نقلت وكالة انباء إيرانية عن الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني قوله إن الحكومة السورية هاجمت شعبها باسلحة كيماوية لكنها استبدلت بالخبر لاحقا تقريرا يتضمن نسخة مختلفة من التصريحات تخلو من تحميل اي طرف المسؤولية عن الهجوم. ونقل التقرير الجديد لوكالة العمال الإيرانية عن رفسنجاني قوله يوم الأحد "من ناحية شعب سوريا يتعرض لهجوم باسلحة كيماوية والآن يتعين عليه كذلك انتظار هجوم على أيدي أجانب."

وكانت الوكالة نقلت عنه في النسخة الاولى للتصريحات قوله "كان الشعب هدفا لهجوم بأسلحة كيماوية على يدي حكومته والآن يتعين عليه كذلك انتظار هجوم على أيدي أجانب."

وتختلف هذه النسخة من التصريحات بشدة مع تصريحات المسؤولين الإيرانيين الآخرين الذين يقولون إن قوات المعارضة هي المسؤولة عن استخدام الغاز السام في هجوم على مشارف دمشق يوم 21 أغسطس آب.

ودفع الهجوم قوى غربية للتهديد بالرد بعمل عسكري يستهدف الحكومة السورية. ولم تغير الوكالة تصريحات أخرى نقلتها عن رفسنجاني منها "الان تكاد أمريكا والعالم الغربي وبعض الدول العربية تطلق نفير الحرب في سوريا... اللهم الطف بالشعب السوري." ومضى يقول "لقد قاسى الشعب السوري الكثير في هذين العامين فالسجون مكتظة وحولوا استادات إلى سجون ويكشف مقتل أكثر من مئة الف شخص وتشريد الملايين عن المحنة التي تعيشها سوريا أكثر من أي وقت مضى." ورفسنجاني حليف مقرب من الرئيس الإيراني حسن روحاني ويرأس مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يقدم المشورة للزعيم الأعلى على أكبر حامنئي.

 

لماذا زار مسؤول إيراني الضاحية سرّاً ؟

كريستينا شطح/الجمهورية

زيارة لمسؤول إيراني إلى لبنان أو العكس، ليست بالأمر المستغرب أو المُستهجن، خصوصاً في ظلّ علاقات ومصالح مشتركة تجمع بين البلدين اللذين يُفترض أنّهما جاران أو صديقان، لا عدوّان أو خصمان، ومن ضمن هذه العلاقة أتت زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أخيراً إلى طهران للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، والتي جاءت بعد ساعات على الانتقادات الحادة التي وجّهها سليمان لـ«حزب الله».

زيارة سليمان إلى ايران منذ فترة قريبة تلاها بعد اسبوعين زيارة سرّية لمسؤول ايراني رفيع المستوى الى لبنان. والمستغرب في الامر هو ما كشفته بعض المعلومات عن زيارة لها طابع امني قامت بها هذه الشخصّية إلى لبنان، وتحديداً إلى الضاحية الجنوبية، حيث التقت بعض قياديّي الحزب وعلى رأسهم الامين العام السيد حسن نصرالله، والتي قيل أنّها انحصرت بعنوان واحد، "فرضية قيام اسرائيل بضربة لبعض مواقع تخصيب اليورانيوم في ايران".

قيل الكثير في بيئة "حزب الله" حول الشخصيّة وأهمية الدور الذي تلعبه على صعيد السياسة الإيرانية، فمنهم من أكّد أنّ الشخص هو أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، ومنهم من لم يؤكّد، لكنّه لم ينفِ أيضاً، لكنّ إجماعاً شبه واضح أنّ زيارة من هذا النوع قد تمّت فعلاً.وتؤكّد مصادر خاصة أنّ اللقاء بين الشخصية الإيرانية الامنية وبين نصرالله قد حصل فعلاً لكن ليس داخل الضاحية، وأنّ اللقاء تمحور حول مدى جهوزية الحزب وتحضيراته العسكرية واللوجستية لساعة الصفر التي يبدو أنّها أصبحت على مسافة مرمى حجر، كتلك المسافة التي تفصل بين لبنان وفلسطين المحتلة.

وتقول المصادر، "إنّه وبعد أقلّ من يومين على الزيارة المذكورة، بدأ "حزب الله" بإجراء مناورات متلاحقة ما زالت تشهدها منطقتا الجنوب والبقاع حتى اليوم، لكن بشكل متفاوت يُشارك فيها ما لا يقلّ عن 10 آلاف عنصر، معظمهم من قوات النخبة في الحزب، والتي تُسمّى بـ"القوات الخاصة.

وقيل إنّ نصرالله الذي كان دأب خلال الفترة الماضية على الحضور الشخصي لعدد من المناورات التي كان يُجريها الحزب في مناطق الجنوب قبل الأزمة السورية وبعدها بفترة قصيرة، قد تغيّب عن هذه المناورات ليحلّ مكانه قياديّ عسكري رفيع في المقاومة يُدعى الحاج مصطفى شحادة يُرجّح بأنه هو من يتولى قيادة مقاومة حزب الله خلال هذه الفترة".

وتكشف المصادر أنّ منطقة "البقاع كان لها النصيب الاكبر من هذه المناورات، وأنّ بعض العبوات التي كانت انفجرت منذ فترة غير بعيدة على طريق البقاع إنّما استهدفت عناصر للحزب كانت تتنقّل بين بيروت والبقاع لأسباب تتعلق بالمناورة، ومن المرجّح أن يشهد البقاع أمّ المعارك بين الحزب وإسرائيل، نظراً إلى استمرار تدفّق السلاح النوعي والمتواصل اليه من دمشق، خصوصاً بعد السيطرة على منطقة القصير، ولكونه يُعتبر الرئة الوحيدة التي يتنفّس منها سلاح المقاومة في الجنوب"، وتُشير إلى أنّ "اللافت في المناورة هو المشاركة الكثيفة لعدد كبير من الشبّان الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و20 عاماً، فهؤلاء لم يتسنّ لهم القتال في حرب تموز 2006 نظراً إلى صغر سنّهم آنذاك". وتضيف المصادر: "هناك قياديّون داخل الحزب بدأوا يعدّون العدّة للحظة الحاسمة، وهم فعلاً بدّلوا أماكن سكنهم وحَدّوا من تحرّكاتهم اليومية، وعدا ذلك، من المرجّح أن يعتمد "حزب الله" التكتيك نفسه الذي اعتمده أثناء حرب تموز، لكن مع فارق وحيد في نوعية الأسلحة المتطوّرة التي جرى استقدامها أخيراً من روسيا وإيران ومن السوق السوداء في بعض الدول العربية مثل ليبيا، ومن ضمنها صواريخ مضادة للدروع وطائرات استطلاع يمكن تزويدها بعبوات تنفجر بواسطة أجهزة لاسلكية". وتختم: "هناك أكثر من 2000 عنصر من قوات النخبة في الحزب يخضعون لدورات عسكرية على نوع جديد من الصواريخ الموجّهة في إيران كانت استلمتها الأخيرة من روسيا منذ فترة، وبحسب بعض التسريبات فإنّ من شأن هذا السلاح أن يُغيّر الكثير في المعادلة العسكرية القائمة بين الحزب وإسرائيل بشكل يؤدّي الى الحد من تحرّكأتها الجوّية والبرّية، وهو الأمر الذي فسّره أحد قياديّي "حزب الله" أمام عدد من المسؤولين السياسيين ضمن الحلف الواحد، أنّ أيّ معركة مقبلة مع إسرائيل سوف تشهد نهاية هذا الكيان وتدميره بشكل كامل".  

 

الحرب على الإرهابيين التكفيريين… نعم! ولكن من هم هؤلاء؟ 

روكز اسطفان

لنتعرف عليهم يكفي فقط ان نلقي نظرة سريعة على بعض الوقائع الدموية المسجلة والمحفوظة في كل ارشيفات العالم وفي ذاكرة الكثيرين ممن يزالون حتى اليوم احياء يرزقون. هذه الوقائع الدموية الحية كافية وحدها لوضع من ارتكبها ونفذها، وهو معروف بالإسم والكنية، ولا لبس او غموض في هويته الكاملة، في خانة الإجرام المطلق، او ما يشبه ما يسميه البعض بالإرهاب… التكفيري.

وسنبدأ بالتكفيري الإرهابي الكبير حافظ الأسد الذي دمَر حماه بالطائرات وقتل في ليلة ظلماء واحدة اكثر من ثلاثين الف انسان بريء، لا ذنب لهم سوى انهم ابدوا بعض المعارضة لنظامه الإستبدادي. حافظ الأسد وكل من كان يدور ولا يزال في فلك هذا المجرم التاريخي هو جزء لا يتجزأ من منظومة الإرهاب التكفيري. وننتقل الى الإرهابي التكفيري الآخر، ابنه، بشار الأسد، الذي يبدو انه حفظ جيداً درس والده. مئة الف قتيل سوري بريء حتى الآن، ماتوا تحت مقصلة قصف طيرانه العشوائي، ومدفعيته الثقيلة، ودباباته، التي لا تنفك تدمر سوريا الجميلة، وكتائبه التي ترتكب المجازر الجماعية وتقتل كل من اشتمت فيه رائحة معارضة ضد نظامه حتى ولو كان طفلاً. ايضاً كل من يدور الآن في فلك هذا المجرم هو جزء لا يتجزأ من منظومة اللإرهاب التكفيري. هذا في سوريا. اما في لبنان فإن التكفيريين الإرهابيين هم من زرعوا العبوات المتفجرة في كل مكان، والتي ذهب ضحيتها رجال دولة عظام، ورجال سياسة عظام ورجال امن عظام ورجال فكر واعلاميين عظام، وابرياء وجدوا بالصدفة في امكنة التفجيرات وهم يعدون بالمئات. وهؤلاء الإرهابيون التكفيريون الذين زرعوا الرعب في لبنان لا يزالون احرار في مربعاتهم الأمنية، ومحمياتهم المذهبية وهم معروفون بالأسماء لدى الرأي العام اللبناني ولدى المحكمة الدولية. والإرهابيون التكفيريون هم ايضاً ميشال سماحة الذي كشف والذي كان يهم بزرع عبواته الناسفة في التجمعات الأهلية المدنية. ولكن كم من ميشال سماحة لم يكشف بعد، ولا يزال يسرح ويمرح في البلد منتظراً الفرصة المناسبة لإستكمال المخطط الجهنمي الذي رسمت خيوطه في اقبية بشار الأسد وحلفائه في لبنان؟

وهنالك ايضاً الى جانب هذا الإرهاب التكفيري الدموي الخطاب التكفيري الذي هو اشد خطراً مما يحصل على الأرض من تنكيل وتمثيل في البشر وتدمير ممنهج للعمران والتراث والتاريخ. الخطاب التكفيري الذي يحضر الأرضية لنمو الإرهاب الدموي والذي هو الأساس في بناء الإنسان الإرهابي في الوطن العربي. من هم ابطال هذا الخطاب المجرم؟ الأسماء هنا ايضاً معروفة. انهم من يحللون القتل العلني على صفحات جرائدهم السوداء، ويهددون بإجتياح مناطق لمنع الصوت الحر من التعبير عن نفسه، ويشنون الحملات المسمومة التهويلية ضد كل من يخالفهم الرأي. الخطاب العوني هو واحد من هؤلاء. خطاب حاقد لا وظيفة له سوى خلق الإنسان التكفيري الإرهابي الذي يحلل لنفسه ارتكاب الشنائع تحت مسميات مضحكة كمحاربة الإرهاب التكفيري في الوقت الذي يجسدون هم، وبالقول والفعل هذا الإرهاب، وبأبشع صوره. من هم التكفيريون الإرهابيون الحقيقيون؟ انهم هؤلاء. ولا حاجة للبحث عن وجودهم في مكان آخر. موقع القوات اللبنانية