المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 01 أيلول/2013

عناوين النشرة

*رسالة أفسس الفصل 4/24-32/التواضع والمغفرة

*أوباما يفاجئ العالم بإرجاء الضربة لسوريا وينتظر قرار الكونغرس بدءاً من 9 أيلول

*ميقاتي تسلم من ميلز نص التقرير الأميركي عن الأسلحة الكيميائية في سوريا

*أسد أوت" /محمد سلام

*إسقاط بشار أهم من الضربة/علي حماده/النهار

*الجيش: توقيف لبنانيين مرتبطين باطلاق الصواريخ من الجنوب باتجاه اسرائيل

*التحضير لتفجيري طرابلس بدأ "قبل 7 أشهر في سوريا"

*الادعاء على نقيب سوري في مخابرات طرطوس ومنقارة والغريب وآخريْن في الملف

*اعترافات تشير إلى «أصابع» لمملوك بتفجيري طرابلس

*خفر السواحل السورية يطلق النار على مركبين لبناني وفلسطيني

*الأمن الذاتي يتعرض لدبلوماسيين كويتيين

*السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري عن تفتيش "حزب الله" سيارة للسفارة: لا يجوز ان تقوم أي جهة بما هو حق للدولة

*إسقاط بشار أهم من الضربة/علي حماده/النهار

*بيان جون كيري: لن يرحمنا التاريخ إن لم نتحرك ضد ديكتاتور استعمل السلاح الكيميائي

*مفتشو الامم المتحدة دخلوا لبنان بعد انتهاء مهمتهم حول الكيميائي بسوريا

*صواريخ الرد العسكري الغربي على سوريا "سوف تمر فوق جبال لبنان

*لبنان يسأل عن الساعة الصفر وليس من يرشد إلى ما سيحدث

*ما يجب على لبنان اتخاذه قبل الضربة العسكرية

*كلمة لبري عصر السبت يعلن فيها "خروجه نهائياً من الاصطفافات السياسية"

*وفد من مجلس الشورى الايراني يزور لبنان وسوريا

*مستشار الرئيس سعد الحريري محمد شطح : الضربة لسوريا غير حاسمة إذا الحرب مستمرة

*الناشط والمعارض السوري  غسام إبراهيم لموقع 14 آذار: التأديب لا ينفع مع النظام السوري: نهاية الأسد قذافية و"حزب الله" يربط الساحل لميليشيات "الممانعة"

*ما «سرّ» الضربة المعروفة النتائج والأهداف!؟/ الجمهورية/عُدي ضاهر

*هل تفتح الضربة باب الحل السياسي أم أن الردّ قد يشعل حرباً في المنطقة؟/اميل خوري/النهار

*رئيس الجمهورية اطلع من نصري خوري على الاوضاع في سوريا

*ابراهيم عرض التطورات مع أوزيلديز وإيخورست وديسمور

*العلامة الشيخ عفيف النابلسي: سنكون في موقع الدفاع عن سوريا مهما بلغت الصعاب

*السفير السوري علي عبد الكريم  بعد لقائه عون: القيادة ترفض التنازل عن أي سيادة سوريا جادة في استقبال كل ابنائها وتوفير كل الامكانات لعودتهم

*البطريرك يازجي: سنبقى متجذرين في هذه الأرض ودعاة سلام وحوار لن يزيدنا الصمت والتعتيم إلا اصرارا على المطالبة بالافراج عن المطرانين

*الراعي التقى وفدا من رعية وادي قنوبين وترأس اجتماعا للجنة البطريركية لشؤون الوادي المقدس

*حزب الله في ذكرى تغييب الصدر ورفيقيه: نلتزم العمل لابقاء هذه القضية حية وحاضرة باعتبارها قضية وطنية وإسلامية وجهادية كبرى

*بري اقترح خلوة حوار متواصلة وصولا إلى تحقيق ادارة التوافق او الاختلاف: كل سلاح خارج سلاح الجيش وسلاح المقاومة على الحدود مرفوض وكفى لفا ودورانا

 

تفاصيل النشرة

 

رسالة أفسس الفصل 4/24-32/التواضع والمغفرة

والبسوا الإنسان الجديد الذي خلقه الله على صورته في البر وقداسة الحق. لذلك امتنعوا عن الكذب، وليتكلم كل واحد منكم كلام الصدق مع قريبه لأننا كلنا أعضاء، بعضنا لبعض. وإذا غضبتم لا تخطئوا ولا تغرب الشمس على غضبكم. لا تعطوا إبليس مكانا. من كان يسرق فليمتنع عن السرقة، بل عليه أن يتعب ويعمل الخير بيديه ليكون قادرا على مساعدة المحتاجين. لا تخرج كلمة شر من أفواهكم، بل كل كلمة صالحة للبنيان عند الحاجة وتفيد السامعين. لا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء. تخلصوا من كل حقد ونقمة وغضب وصياح وشتيمة وما إلى ذلك من الشرور، وليكن بعضكم لبعض ملاطفا رحيما غافرا كما غفر الله لكم في المسيح.

 

أوباما يفاجئ العالم بإرجاء الضربة لسوريا وينتظر قرار الكونغرس بدءاً من 9 أيلول

واشنطن - هشام ملحم نيويورك - علي بردى1 أيلول 2013

أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما في خطوة مفاجئة ستذهل الاميركيين والعالم انه قرر ارجاء القرار الذي اتخذه بتوجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري كما كان متوقعا في أي وقت، الى ما بعد استشارة الكونغرس الموجود حاليا في اجازته الصيفية حتى التاسع من ايلول، في حين وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتهام دمشق بهجوم كيميائي بأنه "محض هراء" وطلب ادلة.

جاء القرار الذي اعلنه اوباما في كلمة القاها بعد ظهر امس في حديقة الورود في البيت الابيض بعد مداولات مكثفة بينه وبين مساعديه الكبار لشؤون الامن القومي، وبعد التشاور مع القادة الكبار لمجلسي الكونغرس من ديموقراطيين وجمهوريين. كما اتصل بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند .

ومع ان اوباما ومساعديه يعتقدون انه سيكون قادرا على الحصول على موافقة الكونغرس وتفادي نكسة كبيرة مماثلة للنكسة التي مني بها حليفه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حين رفض مجلس العموم الموافقة على ضرب سوريا، الا ان اوباما يقامر بمكانته لا سيما ان مجلس النواب الجمهوري نادرا ما تعاون معه في السابق. وبعد ايام من الحديث عن حتمية الضربة الاميركية القريبة لسوريا، وضع اوباما عمليا قراره رهن موافقة الكونغرس.

وقال اوباما انه مستعد لاصدار الاوامر بضرب سوريا، واضاف: "بعدما اتخذت قراري بصفتي القائد الاعلى للقوات المسلحة بناء على قناعتي بانه يخدم مصلحة الامن القومي، الا انني ادرك ايضا أنني رئيس اقدم ديموقراطية دستورية في العالم" . واوضح انه بعدما اتخذ قراره المبدئي بضرب سوريا، فانه قرر اتخاذ قرار ثان الا وهو "السعي للحصول على تفويض باستخدام القوة من ممثلي الشعب الاميركي في الكونغرس". واشار الى ان البيت الابيض سمع في الايام الماضية اصواتاً من الكونغرس تدعوه للعودة الى مجلس الشيوخ قبل استخدام القوة.

ويعتقد ان اوباما ومساعديه قد تأثروا كثيرا بالصدمة التي شعروا بها من جراء التصويت في مجلس العموم البريطاني، والتي تزامنت مع اصوات في الكونغرس وفي الاعلام تذكّر الرئيس الأميركي بانه عندما كان في مجلس الشيوخ اعرب عن معارضته لقيام أي رئيس باللجوء الى القوة العسكرية من دون موافقة الكونغرس. وبعدما كرر انه يملك "الصلاحية للقيام بهذا العمل العسكري من دون تفويض محدد من الكونغرس، الا انني اعرف ان البلاد ستكون اقوى اذا اتخذنا هذا الاجراء، وان أي عمل سنقوم به سيكون اكثر فعالية".

واوضح مسؤول اميركي ان طلب اوباما الحصول على موافقة الكونغرس سيتيح ايضا للرئيس توسيع تحالف دولي في مواجهة نظام بشار الاسد، وسيعمل خصوصا على هذا الامر على هامش قمة مجموعة العشرين المقررة الخميس والجمعة المقبلين في بطرسبرج في روسيا.

واعلن رئيس مجلس النواب الأميركي جون بينر، أن المجلس سيبحث بدءاً من 9 أيلول المقبل في إمكان شن ضربة عسكرية على سوريا.

وقال في بيان إنه "وفقاً للدستور، فمسؤولية إعلان الحرب تقع على عاتق الكونغرس... نحن فرحون بسعي الرئيس لأخذ تفويض لأي عمل عسكري في سوريا استجابة لتساؤلات جديّة وموضوعية بارزة... وبالتفاوض مع الرئيس، نتوقع أن ينظر مجلس النواب في إجراء ما خلال الأسبوع الذي يبدأ في 9 أيلول ". وأضاف أن هذا سيعطي الرئيس الوقت ليعرض قضيّته على الكونغرس والشعب الأميركي.

وقال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل إن الرئيس أوباما أبلغ اليه أنه سيسعى للحصول على تفويض من الكونغرس باستخدام القوة قبل تنفيذ أي عمليات قتالية ضد سوريا. وأضاف في بيان: "يتعزز دائما دور الرئيس كقائد أعلى للقوات المسلحة عندما يحظى بالدعم الواضح من الكونغرس".

وينقسم الجمهوريون الذين يسيطرون على مجلس النواب بين مؤيدين للتدخل مثل السناتور جون ماكين والذين يطالبون الرئيس بوضع استراتيجية طويلة الامد لتجنب التورط. اما الديموقراطيون الذين يملكون اكثرية في مجلس الشيوخ فان غالبيتهم تؤيد اوباما، الا ان مبدأ توجيه ضربات لا يحظى باجماع بينهم.

تقرير المفتشين

وتلقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون إحاطة من الممثلة العليا لنزع السلاح أنجيلا كاين، التي وصلت للتو الى نيويورك آتية من دمشق بعدما أنجزت مهمة تقصي الحقائق في الإدعاءات ذات الصلة باستخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا تحقيقاتها في حادثة الغوطتين الشرقية والغربية.

وأفاد الناطق باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي أن كاين أبلغت الأمين العام أن فريق التحقيق تمكن من إجراء مجموعة واسعة من نشاطات تقصي الحقائق. ونقل عن كاين شكرها لكل من الحكومة والمعارضة على تعاونهما خلال المهمة. وقال: "ستكون البعثة في وضع يمكنها من نقل استنتاجاتها الى الأمين العام فور تلقيها نتائج التحليل المختبري لعيناتها"، موضحاً أن بان "يتطلع الى تلقي نتائج البعثة في أقرب وقت ممكن حتى يتمكن من تقديم النتائج الى الدول الأعضاء والى مجلس الأمن من دون تأخير". وأكد أنه بعد التقرير الأول عن حادثة الغوطة سيعود المحققون الى سوريا من أجل استكمال التحقيقات في الحوادث الأخرى المتفق عليها مع الحكومة السورية، بما في ذلك حادثة خان العسل.

ورداً على استخفاف وزير الخارجية الأميركي جون كيري بمهمة المحققين الدوليين في سوريا، أجاب أن "مهمة الأمم المتحدة قادرة بشكل فريد على التوصل بصورة نزيهة وموثوق بها الى الحقائق في شأن أي استخدام للأسلحة الكيميائية استناداً الى أدلة جمعت مباشرة على الأرض".

الجامعة العربية

ويجتمع اليوم وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة للبحث في الوضع في سوريا.

إيران

واكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بوروجردي الذي يترأس وفدا برلمانيا ايرانيا يزور دمشق، ان ايران "كانت ابلغت رسميا الولايات المتحدة" عام 2012 أن مقاتلي المعارضة السورية يملكون اسلحة كيميائية، و"لكن المؤسف ان الولايات المتحدة لم تلتفت الى هذا التحذير".

 

ميقاتي تسلم من ميلز نص التقرير الأميركي عن الأسلحة الكيميائية في سوريا

وطنية - استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، عصر اليوم في السرايا، القائم بأعمال السفارة الأميركية ريتشارد ميلز، الذي سلمه نص التقرير الصادر عن الحكومة الأميركية في ما يتعلق بموضوع استعمال الاسلحة الكيميائية في سوريا.  وقد جدد ميقاتي خلال اللقاء "تمسك لبنان بسياسة النأي بالنفس ودعوته الجميع إلى تحييد لبنان عن صراعات المنطقة".

 

أسد أوت"

محمد سلام

من حسنات الضجيج المثار حول الضربة الأميركية المفترضة في سوريا أنه كشف ضحالة منسوب الكرامة لدى الشعب اللبناني الذي صار يناشد الرئيس باراك أوباما الثأر من بشار نيابة عن "الأمة" اللبنانية.

ذكّروني بتلك السيدة التي كانت تشارك في "بيكنيك" 14 آذار مصطحبة "خادمتها" –مع التحفظ على عنصرية وطبقية المفردة- . تحتمي السيدة من المطر الآذاري بمظلتها، وتهتف "الشغالة" بإنكليزية ركيكة "مدام ساي سيريا أوت."

اليوم، بعد سنوات من ذلك النضال البيكنيكي، قرر اللبنانيون تصعيد تحركهم. صاروا  يهتفون لأوباما "أسد أوت." بين الهتافين تمايز وتطابق. في التمايز: أوباما ليس "شغالة" اللبنانيين. وفي التطابق: شغالة السيدة هتفت لإخراج سوريا، وشغالة أوباما تهتف لإسقاط الأسد. واقعيا: لا شغالة الست أخرجت سوريا-الأسد من لبنان. ولا شغالة أوباما ستخرج الأسد من سوريا.

الذي أخرج جيش الأسد من لبنان هو ثقل الطائفة السنّية على وقع دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله. قبل إلقاء الحجر السني في الميزان أمضى المسيحيون خمس سنوات يطالبون "بإعادة تموضع" القوات الأسدية في البقاع ... وما حصلوا عليها. والذي سيخرج الأسد من سوريا هو سنّة سوريا، لا أوباما ولا بوتين ولا العلمانيين، ولا أي طرف آخر. سوريا-الأسد، على الرغم من خروج جيشها، ما زالت تتمثل في لبنان. مثّلها الإرهابي هاشم منقارة، ومثلها الإرهابي أحمد الغريب، في طرابلس، ويمثلها مثلهما إرهابيون كثر في بيروت المحتلة، وفي صيدا الساقطة حديثاً تحت الاحتلال المعلن للحزب الإرهابي. كل الأعضاء السنّة في تجمع العملاء الإيرانيين المسمى زوراً تجمع العلماء المسلمين هم إرهابيون مفترضون وجب التحقيق معهم، أو الاستماع إليهم، أو تعقبهم، على الأقل، على خلفية أداء "رفاقهم" في الخيانة في طرابلس، الذين كانوا يحضرون معهم إجتماعات يرئسها الشيخ حسان العبدالله، مدير مكتب أمين عام الحزب الإرهابي حسن نصر الله. الكل صار يعلم أن الذي حضّر التفجيرين هو نظام الأسد. والذي أمن السيارتين اللتين فخختا هو نظام الأسد. والكل صار يعلم أن الخائنين السنيين، منقاره والغريب، علما وسهلا. فمن المسؤول عن قتل الضحايا السنة في المسجدين السنيين؟ المسؤول هو الإهمال اللبناني السني. التنازل اللبناني السني. طيبة القلب اللبنانية السنية.

ليس سراً أن أسماء العملاء السنّة من معممين وغير معممين، في طرابلس وغير طرابلس، طرحت في أكثر من إجتماع ضم قيادات سنية روحية وزمنية. وكان الجواب دائماً: "هؤلاء شلعوطين ونص. ما بيطلع منهم شي. وعم يترجونا ما نصفّيهم." ولماذا لا تطلبون من الأجهزة الأمنية توقيفهم أو متابعتهم؟ لجواب دائماً كان: "الأمن ما بيلبّينا". أو "الأمن بيغطيهم." رحمة الله على الضحايا الذين سقطوا في تفجيري مسجدي التقوى والسلام لأن سنّة القلوب الطيبة صدقوا أكذوبة أن الخونة يريدون ضمانات بعدم تصفيتهم. ونسأل الله ألا نترحم على ضحايا جدد، في تفجيرات جديدة، ينفذها محور الممانعة الإرهابي بأدوات سنية خائنة لضرب أهداف سنية في عدة مدن سنية ما عادت تمارس النضال إلا بالهتاف: "أوباما، بليز، أسد أوت." الأسد سيخرج من سوريا. سيخرجه سنّة سوريا، بغض النظر عما يفعله أوباما، وسيخرجه سنّة سوريا الذين لا يشتغلون عند أوباما. وسيخرجه سنّة سوريا الذين لا يشتغلون عند العلمانيين. أما في لبنان، فسيبقى الحزب الإرهابي الممانع جاثماً على الصدور إذا لم يتمكن السنّة من التخلص من خونة الطائفة والوطن ... عبر الدولة طبعاً، وإلى ذلك الحين سيبقى غلمان المولات يهتفون في الساحات "أسد أوت"، يمارسون الإستنماء الفكري ويقولون "ثأرنا ... ثأرنا. ثانك يو مستر أوباما." ويستفيقون من حلم إلى كابوس ليعودوا إلى الهتاف "أسد أوت" مرفقاً هذه المرة باعتصامات شموع، وإذا تطلب الموقف تصعيداً، يلجأون إلى مسيرات ... البندورة. صحيح أن المؤامرة هي على كل لبنان. ولكن للسيطرة على كل لبنان لا بد من السيطرة على الطائفة السنية، كبرى الطوائف، التي ما خرجت سوريا-الأسد من لبنان لولا ثورتها في شباط العام 2005.

عندما يُخرج السنّة الأسد من سوريا، سيبقى سيد الإرهاب جاثماً على صدوركم، ملوحاً أصبعه في وجوهكم. سيسمح لكم باعتصامات شموع، ومظاهرات بندورة، وسيشجعكم على نصب خيم لزوم إعتصامات "هويللوا وأراكيل". وقد يسمح لكم أيضاً بأن تهتفوا "ثأرنا ... ثأرنا" ما يساعدكم على الوصول إلى رعشة فكرية، هي أرقى درجات الانتصار بالهلوسة.

 

إسقاط بشار أهم من الضربة

علي حماده/النهار

بعد خروج بريطانيا من التحالف الدولي الذي تحاول الولايات المتحدة بناءه لتوجيه "ضربة عقابية" للنظام في سوريا ردا على استخدامه السلاح الكيميائي صبيحة ٢١ آب المنتهي اليوم، بدا ان الادارة الاميركية التي ترددت كثيرا في الانخراط مباشرة في الازمة السورية قد حزمت امرها في القيام بعمل مع الدول الراغبة وفي مقدمها فرنسا التي اعلن الرئيس فرنسوا هولاند انه سيشارك في الضربة "العقابية". واتى البيان المسهب الذي ادلى به وزير الخارجية الاميركي جون كيري مساء امس والذي اعلن فيه وجود معلومات موثوقة بدرجة عالية عن مسؤولية النظام في سوريا عن استخدام الاسلحة الكيميائية ليشير الى ان السؤال الراهن ليس اذا كانت اميركا ستقوم بالضربة بل متى ستقوم بها؟ واذا كان كل من الرئيس الاميركي باراك اوباما في مقابلة مع شبكة "بي بي اس" الاميركية اعلن ان الضربة ستكون محدودة، ووزير خارجيته جون كيري اعاد تأكيد محدودية الضربة، فإن السؤال المطروح اليوم ونحن على مسافة بضع ساعات من موعد انطلاق صواريخ "توماهوك" نحو مقرات ومراكز النظام في سوريا: ما هو مفهوم الضربة المحدودة؟ لماذا السؤال؟ بكل بساطة، لان اي ضربة محدودة تدمر بضعة مقرات خالية اصلا، او بضع طائرات معطلة على مدارج مطارات عسكرية ولا تلحق اذى حقيقيا بالنظام لن تكون اكثر من مناسبة لكي يخرج بشار الاسد في اليوم التالي ليعلن الانتصار على غرار "النصر الالهي" الذي اعلنه السيد حسن نصرالله مع انتهاء حرب ٢٠٠٦، على رغم مقتل اكثر من ١٣٠٠ لبناني وتدمير معظم البنى التحتية اللبنانية. اذا اتت الضربة الاميركية ضد نظام بشار الاسد محدودة بحيث لا تنعكس مباشرة على موازين القوى على الارض، اقله في محيط العاصمة دمشق التي لا تبعد مواقع مقاتلي الثورة فيها اكثر من بضعة اميال عن قلب العاصمة، من غير ان تفتح الباب امام اندفاعة حاسمة نحو قلب دمشق، فإن الضربة ستكون مناسبة ثمينة لبشار الاسد وحفنة المجرمين المحيطة به ليقولوا للعالم العربي انهم واجهوا نصف العالم ولم ينهزموا. كما ان ضربة محدودة غير مؤثرة فعليا ستضرب معنويا الثورة، وتزيد عزم الايرانيين وذراعهم الامنية - العسكرية في لبنان ("حزب الله") لمزيد من التورط المباشر والمكثف في المعركة في سوريا. وثمة امر آخر: من يضمن ألا يقوم نظام بشار الاسد بنقل كميات من الاسلحة الكيميائية الى "حزب الله" في لبنان، متى شعر انه بإفلاته من ضربة موجعة تفتح الباب امام انهياره، صار اقوى واكثر تصميما على فعل اي شيء لاطالة عمره؟ ثمة مسؤولية كبيرة ملقاة ليس على عاتق المجتمع الدولي، انما على النظام العربي الرسمي للدفع في اتجاه عمل عسكري حقيقي يعجل في سقوط النظام، وهزيمة ايران وبالطبع "حزب الله" في سوريا. و في اختصار كلي نقول ان اي عمل عسكري رمزي لا يقلب موازين القوى على الارض سيكون بمثابة انتصار للنظام وروسيا وايران و"حزب الله" وبالتأكيد سيكون هزيمة لكل العرب ومعهم المجتمع الدولي. من هنا قولنا ان اسقاط النظام اهم من الضربة نفسها.

 

الجيش: توقيف لبنانيين مرتبطين باطلاق الصواريخ من الجنوب باتجاه اسرائيل

نهارنت/أعلنت قيادة الجيش مديرية التوجيه عن توقيف شخصين من الجنسية اللبنانية، تربطهما علاقة بعملية اطلاق الصواريخ من الجنوب باتجاه الاسبوع الفائت. وفي بيان صادر عن المديرية، السبت، أعلنت أن عمليات التقصي والتحريات المكثفة حول عملية اطلاق 4 صواريخ من نوع كاتيوشا من منطقة الحوش - صور باتجاه اسرائيل، تمكنت مديرية المخابرات من توقيف اللبنانيين يوسف محمد الفليطي وعمر عبد المولى الأطرش. ولفتت الى أنهما اعترفا بإقدامهما على نقل الصواريخ من منطقة غزة في البقاع وتسليمها إلى أحد الأشخاص في صور، حيث تم إطلاقها. وقد أحيل الموقوفان على القضاء المختص، في حين يستمر العمل لتوقيف باقي المتورطين. يُذكر أن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، اوقف الجمعة، شخصين متورطين بقضية اطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه الشمال الاسرائيلي. يُشار الى أن طائرة حربية اسرائيلية نفذت في 23 آب الجاري غارة على موقع لفصيل فلسطيني موال لسوريا جنوب بيروت، رداً على سقوط صاروخين من أصل اربعة اطلقت في 22 آب في مناطق مأهولة في شمال اسرائيل ما ادى الى تسجيل اضرار بدون وقوع ضحايا، بحسب الجيش الاسرائيلي.

 

التحضير لتفجيري طرابلس بدأ "قبل 7 أشهر في سوريا"

نهارنت/أظهرت التحقيقات الاولية مع الموقوفين في تفجيري طرابلس، أن عملية التحضير بدأت قبل سبعة أشهر في اجتماعات مع أحد الموقوفين والمخابرات السورية في دمشق وطرطوس، وفق ما أفادته صحيفة "النهار".

ونقلت الصحيفة، السبت، معلومات مفادها أن سلسلة اجتماعات عقدها الموقوف المتهم الشيخ احمد الغريب، مع النقيب في المخابرات السورية محمد علي في دمشق وطرطوس، قبل سبعة أشهر، حضّرت للتفجيرين.

وكشفت أن الغريب طلب مراجعة رئيس حركة التوحيد الإسلامي الشيخ هاشم منقارة الذي استمهل لمراجعة اللواء السوري علي مملوك. الا أن منقارة نفى هذه المعلومات في التحقيق معه. وقتل 45 شخصا واصيب 500 بجروح في 23 آب الجاري في انفجارين استهدفا مسجدين في طرابلس. والجمعة، ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر على منقارة والغريب و"المخبر" مصطفى حوري وكل من يظهره التحقيق، في جرم تأليف عصابة مسلحة. كما ادعى على النقيب السوري محمد علي وعلى خضر العربان بجرم وضع سيارات مفخخة وقتل الناس. ووفق معلومات "النهار"، فإن مخطط التفجيرين في طرابلس أتى كبديل عن مخطط مملوك-سماحة (النائب والوزير السابق ميشال سماحة) الذي احبط بتوقيف الثاني. يُذكر أنه في 20 شباط، صدر قرار اتهامي في حق النائب السابق ميشال سماحة ومملوك "في قضية نقل متفجرات من سوريا الى لبنان بنية تفجيرها وقتل شخصيات سياسية لبنانية ورجال دين ومسلحين سوريين ومهربين" على الحدود بين سوريا ولبنان. وطلب القرار عقوبة الاعدام للمتهمين. وسماحة موقوف منذ آب الماضي بعد ان ضبطت القوى الامنية المتفجرات التي كانت ستستخدم في المخطط في سيارته. واصدر القضاء اللبناني في الرابع من شباط مذكرة توقيف غيابية في حق علي مملوك وارسل الى السلطات السورية اوراقا رسمية لتبليغه. الا انه لم يتلق اي رد.

 

الادعاء على نقيب سوري في مخابرات طرطوس ومنقارة والغريب وآخريْن في الملف

اعترافات تشير إلى «أصابع» لمملوك بتفجيري طرابلس

الراي/هل هو «مخطط اللواء علي مملوك - 2»؟ سؤال فرض نفسه بقوة في بيروت التي استعادت مع الادعاء امس على النقيب في المخابرات السورية (في طرطوس) محمد علي ورئيس «حركة التوحيد الاسلامي» (القريبة من النظام السوري) الشيخ هاشم منقارة والشيخ احمد الغريب والمخبر مصطفى حوري وعلي خضر العربان (سوري) في قضية التفجير المزدوج الذي ضرب طرابلس في 23 الجاري، «المخطط التفجيري الفتنوي» الذي كانت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي نجحت في إحباطه في اغسطس 2012 قبل ان ينطلق. وشكّل كشف خيوط «مجزرة المسجديْن» في طرابلس ثاني اختراق من نوعه لشعبة المعلومات ضد خلية مرتبطة بالاستخبارات السورية واول إماطة للثام عن اثنين من الانفجارات الاربعة التي ضربت لبنان بسيارات مفخخة منذ تفجير بئر العبد في الضاحية الجنوبية لبيروت في 9 يوليو الماضي ثم انفجار الرويس في 15 الجاري وبعده بثمانية أيام تفجيريْ طرابلس. ويُعتبر ادعاء مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر في ملف تفجير طرابلس التطور الثاني من نوعه في تاريخ العلاقات بين لبنان وسورية اذ كان القضاء اللبناني اتّهم قبل نحو ستة اشهر الوزير اللبناني السابق (الموقوف) ميشال سماحة ومدير مكتب الامن الوطني السوري اللواء علي مملوك ومعاونه العقيد «عدنان» بجرم «التخطيط للقيام بأعمال ارهابية عبر التفجير وتجهيز عبوات ناسفة ومتفجرات ونقلها من سورية الى لبنان لوضعها في اماكن عامة واحتفالات في مناسبات رمضانية بهدف اغتيال نواب ورجال دين وسياسيين» في عكار (شمال لبنان) وذلك سنداً الى مواد تنص عقوبتها على الاعدام.

وفي حين يسود «حبس انفاس» في بيروت لمعرفة اذا كان كشف «خلية طرابلس - طرطوس» سيتيح وقف مسلسل التفجيرات الذي كان يشي بالمزيد حلقات الدم والدمار، فان هذا التطور يأتي ليعكس طبيعة الأخطار التي تواجه لبنان والمنحى السلبي الذي اتخذته علاقته بسورية - الأسد منذ بدء الأزمة السورية ثم انكشاف مخطط سماحة - مملوك في اغسطس 2012 وتالياً الجهة التي تقف وراء «الضغط على زناد» الفتنة السنية - الشيعية في لبنان. وكان القاضي صقر ادعى امس على الشيخ منقارة والشيخ الغريب وحوري في جرم «تأليف عصابة مسلحة بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والاموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها والتعرض لمؤسساتها المدنية والعسكرية وتشكيل خلية ارهابية ووضع عبوات وسيارات مفخخة وتفجيرها امام المسجدين في الشمال»، كما ادعى على النقيب السوري محمد علي وعلى خضر العربان «بجرم وضع سيارات مفخخة وقتل الناس».

وأضيف الى الاتهامات بحث منقارة «عدم اخبار السلطات بالمعلومات عن التحضير لتفجير السيارتين».

وسبق الادعاء، ختم التحقيق الأولي مع منقارة مساء الخميس وسط معلومات عن ان الادلة والاعترافات افضت الى الآتي:

* ان التحضير لتفجيريْ طرابلس بدأ قبل نحو سبعة اشهر حيث حصلت اجتماعات عدة في دمشق وطرطوس مع احد مسؤولي الاستخبارات في الاخيرة اي المدعى عليه النقيب محمد علي.

* اعتراف الشيخ الغريب ان الاجتماعات تخللها مناقشة المسافة التي سيتم وضع السيارة المفخخة فيها امام مسجد «التقوى» في طرابلس.

* ان الغريب قال انه بعد راجعته الشيخ هاشم منقارة استمهله الاخير للعودة الى اللواء علي مملوك، وهو ما نفاه منقارة وقابله الغريب بالتمسك بروايته قائلاً «عندا يسقط المرء يتخلي عنه الجميع».

* ان السيارتين اللتين تم تفجيرهما في طرابلس أدخلتا الى سورية قبل اسبوعين من التفجير المزدوج حيث جرى تفخيههما.

* ان السيارة التي انفجرت امام مسجد «السلام» تم شراؤها من احد المطلوبين في البقاع على اساس انها مسروقة الا انه تبين انها ليست كذلك (عُرف مالكها الاساسي) مع ترجيح ان يكون السوري خضر العربان هو الذي اشترى هذه السيارة وقادها الى مسجد «السلام».

 

خفر السواحل السورية يطلق النار على مركبين لبناني وفلسطيني

نهارنت/فقد مركبان احدهما لبناني والآخر فلسطيني قبالة شاطىء العريضة الحدودية بعد اطلاق النار عليهما من جانب خفر السواحل السوري، صباح السبت. وأفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" أن ركاب المركب اللبناني هم محمد وطلال وهلال شتيوي وغازي مرانش، وركاب المركب الفلسطيني هم محمد داود، ناصر سليمان، احمد سليمان وسعيد داود. واقتيدوا جميعهم الى الداخل السوري، وفق ما نقلت الوكالة عن شهود عيان. يُذكر أنه وفي كانون الثاني الفائت، أفرجت السلطات السورية عن مركب صيد كانت البحرية السورية قد احتجزته بعد حادثة اطلاق النار عليه ومقتل الفتى ماهر حمد احد الصيادين الثلاثة الذين كانوا على متنه

 

الأمن الذاتي يتعرض لدبلوماسيين كويتيين

أعلن السفير الكويتي عبد العال القناعي عن تعرض ديبلوماسيين كوتيين للتوقيف والتحقيق على أحد الحواجز الأمنية الحزبية!

 

السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري عن تفتيش "حزب الله" سيارة للسفارة: لا يجوز ان تقوم أي جهة بما هو حق للدولة

رأى السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري أنه "لا يجوز ان تقوم أي جهة بما هو حق للدولة القيام به"، في اشارة الى حادثة تعرض عناصر من "حزب الله" لسيارة تابعة للسفارة. وفي حديث الى صحيفة "النهار"، السبت، أكد عسيري تقديم مذكرة احتجاج الى وزارة الخارجية اللبنانية على ما تعرضت له احدى سيارات السفارة في منطقة كاليري سمعان على أيدي عناصر من "حزب الله" من تفتيش، معتبراً ان هذا الامر يُعدّ "انتهاكاً للأعراف الديبلوماسية". واذ أكد أنه كان دائماً شديد الحرص على علاقة المملكة بلبنان شعبا وحكومة، الا أنه لفت الى أن "ما حدث يتناقض مع العلاقة بين البلدين ومتانتها". وأضاف "عبّرت عن استيائي بقوة لما جرى وتحدثت مع معالي وزير الخارجية (بحكومة تصريف الاعمال عدنان منصور) ثم مع رئيس مجلس الوزراء حول هذا التجاوز الذي لا نقبل به اطلاقاً". وتابع عسيري قائلاً "سلمت معالي الوزير مذكرة احتجاج وهو اتصل بي ثلاث مرات عبر الهاتف الخليوي، مبديا اعتذاره وأسفه لما حصل، وابلغني ان هناك تواصلاً مع الجهات المعنية لعدم تكرار ما حصل". الى ذلك، اوضح السفير ان الحادث "يترك انطباعاً سلبياً لدى الرأي العام، اذ لا يجوز ان تقوم أي جهة بما هو حق للدولة القيام به". يُذكر انه وبعد الانفجار في 15 آب في منطقة الرويس في الضاحية الجنوبية والذي أدى الى سقوط 27 قتيلا، بدأت عناصر من "حزب الله" الى اقامة حواجز والتدقيق بهويات المارة وتفتيش السيارات في الضاحية.

 

إسقاط بشار أهم من الضربة

علي حماده/النهار

بعد خروج بريطانيا من التحالف الدولي الذي تحاول الولايات المتحدة بناءه لتوجيه "ضربة عقابية" للنظام في سوريا ردا على استخدامه السلاح الكيميائي صبيحة ٢١ آب المنتهي اليوم، بدا ان الادارة الاميركية التي ترددت كثيرا في الانخراط مباشرة في الازمة السورية قد حزمت امرها في القيام بعمل مع الدول الراغبة وفي مقدمها فرنسا التي اعلن الرئيس فرنسوا هولاند انه سيشارك في الضربة "العقابية". واتى البيان المسهب الذي ادلى به وزير الخارجية الاميركي جون كيري مساء امس والذي اعلن فيه وجود معلومات موثوقة بدرجة عالية عن مسؤولية النظام في سوريا عن استخدام الاسلحة الكيميائية ليشير الى ان السؤال الراهن ليس اذا كانت اميركا ستقوم بالضربة بل متى ستقوم بها؟ واذا كان كل من الرئيس الاميركي باراك اوباما في مقابلة مع شبكة "بي بي اس" الاميركية اعلن ان الضربة ستكون محدودة، ووزير خارجيته جون كيري اعاد تأكيد محدودية الضربة، فإن السؤال المطروح اليوم ونحن على مسافة بضع ساعات من موعد انطلاق صواريخ "توماهوك" نحو مقرات ومراكز النظام في سوريا: ما هو مفهوم الضربة المحدودة؟ لماذا السؤال؟ بكل بساطة، لان اي ضربة محدودة تدمر بضعة مقرات خالية اصلا، او بضع طائرات معطلة على مدارج مطارات عسكرية ولا تلحق اذى حقيقيا بالنظام لن تكون اكثر من مناسبة لكي يخرج بشار الاسد في اليوم التالي ليعلن الانتصار على غرار "النصر الالهي" الذي اعلنه السيد حسن نصرالله مع انتهاء حرب ٢٠٠٦، على رغم مقتل اكثر من ١٣٠٠ لبناني وتدمير معظم البنى التحتية اللبنانية. اذا اتت الضربة الاميركية ضد نظام بشار الاسد محدودة بحيث لا تنعكس مباشرة على موازين القوى على الارض، اقله في محيط العاصمة دمشق التي لا تبعد مواقع مقاتلي الثورة فيها اكثر من بضعة اميال عن قلب العاصمة، من غير ان تفتح الباب امام اندفاعة حاسمة نحو قلب دمشق، فإن الضربة ستكون مناسبة ثمينة لبشار الاسد وحفنة المجرمين المحيطة به ليقولوا للعالم العربي انهم واجهوا نصف العالم ولم ينهزموا. كما ان ضربة محدودة غير مؤثرة فعليا ستضرب معنويا الثورة، وتزيد عزم الايرانيين وذراعهم الامنية - العسكرية في لبنان ("حزب الله") لمزيد من التورط المباشر والمكثف في المعركة في سوريا. وثمة امر آخر: من يضمن ألا يقوم نظام بشار الاسد بنقل كميات من الاسلحة الكيميائية الى "حزب الله" في لبنان، متى شعر انه بإفلاته من ضربة موجعة تفتح الباب امام انهياره، صار اقوى واكثر تصميما على فعل اي شيء لاطالة عمره؟ ثمة مسؤولية كبيرة ملقاة ليس على عاتق المجتمع الدولي، انما على النظام العربي الرسمي للدفع في اتجاه عمل عسكري حقيقي يعجل في سقوط النظام، وهزيمة ايران وبالطبع "حزب الله" في سوريا. و في اختصار كلي نقول ان اي عمل عسكري رمزي لا يقلب موازين القوى على الارض سيكون بمثابة انتصار للنظام وروسيا وايران و"حزب الله" وبالتأكيد سيكون هزيمة لكل العرب ومعهم المجتمع الدولي. من هنا قولنا ان اسقاط النظام اهم من الضربة نفسها.

 

بيان جون كيري: لن يرحمنا التاريخ إن لم نتحرك ضد ديكتاتور استعمل السلاح الكيميائي

وكالات/قدم وزير الخارجية الأميركي اليوم الجمعة مبررات جمة للقيام بعمل عسكري محدود ضد سوريا للاشتباه في استخدامها أسلحة كيماوية قائلا إنه لا يمكن أن تفلت دمشق من العقاب على ما وصفها "بجريمة ضد الإنسانية".

قال  جون كيري، إن الولايات المتحدة واثقة من أن النظام السوري هو من استخدم أسلحة كيميائية، وشدّد على أن ما حصل يستدعي التحرّك، ولكنه أوضح أنه أياً يكن القرار الذي يتخذه الرئيس الأميركي بارك أوباما بشأن سوريا فهو لن يكون شبيهاً بما جرى في أفغانستان أو العراق أو حتى ليبيا. وقال كيري في مؤتمر صحافي بوزارة الخارجة الأميركية، إن الولايات المتحدة توصّلت إلى استنتاج بأن النظام السوري هو من نفّذ الهجوم الكيميائي على الغوطة الشرقة ما خلف حوالي 1429 قتيلاً بينهم 426 طفلاً. وأضاف  نحن نعلم أن نظام الأسد يملك أكبر برامج السلحة الكيميائية في الشرق الأوسط، ونعلم أن النظام استخدم هذه الأسلحة عدة مرات هذه السنة.. ضد شعبه، وقد صدرت تعليمات محدّدة قبل تنفيذ الهجوم بالغوطة الشرقية في 21 آب/أغسطس إذ طلب من عناصر النظام وضع اقنعة غاز واتخاذ كل الإجراءات الواقية من الأسلحة الكيميائية. وأكد أن واشنطن تعرف موعد إطلاق الصواريخ يومها ومكان إطلاقها وسقوطها، و نحن نعلم أنها انطلقت من مناطق يسيطر عليها النظام وحده وسقطت في منطقة تسيطر عليها المعارضة وحدها. وإذ أكد أن المجتمع الدولي يعمل على التخلّص من الأسلحة الكيميائية، أشار إلى أن البعض يتساءلون عن خطر القيام بشيء ما، ولكن لا بد من السؤال عن خطر عدم القيام بشيء ما. وقال كيري إن هذا الأمر مهم  لأننا إذا اخترنا العيش في عالم تمكن فيه قاتل مثل بشار الأسد من إطلاق الغاز على الآلاف من شعبه من دون عقاب.. فلن تكون هناك نهاية لاختبار عزمنا والمخاطر التي ستتدفق من الذين يعتقدون أنهم قادرون على التصرّف كما يريدون. وشدّد على أن ما يجري يتخطى الحدود السورية ويتعلق بما إذا كانت إيران ستزداد جرأة، في ظل غياب أي تحرّك، لامتلاك سلاح نووي، ويتعلق بحزب الله وكوريا الشمالية وكل  مجموعة إرهابية  قد تفكر باستخدام أسلحة دمار شامل. وشدّد على أن  مصدر قلقنا هو أن ما يجري في سوريا يتعلق بالخيارات التي ستؤثر على دور أميركا ومصالحها في العالم. لكنه ذكر أن  أميركا يجب أن تشعر بالثقة والامتنان لأننا لسنا الوحيدين في إدانة ما يجري ولسنا وحدنا في الرغبة بالقيام بشيء ما والتحرّك. وأضاف أن العالم يتكلم  والعديد من أصدقائنا مستعدون للرد، مشيراً إلى موقف الجامعة العربية وتركيا وفرنسا وأستراليا. وسأل  بعد كل ما بتنا نعرفه ماذا سنفعل؟. وأوضح أن أميركا تؤمن بالأمم المتحدة وتحترم المفتشين الدوليين، لكن كما قال الأمين العام بان كي، مون فهم لن يتمكنوا من تحديد مَن استخدم الأسلحة الكيميائية في سوريا، كما أن روسيا تعيق أي تحرّك عبر مجلس الأمن الدولي. لذا أكد كيري أن أوباما سيتأكد من أن أميركا ستتخذ قراراتها بناء على جدولها الزمني وبناء على قيمها ومصالحها، وسبق أن قال بوضوح إن أي قرار يتخذه في سوريا لن يكون مشابهاً لما حصل في أفغانستان أو العراق او حتى ليبيا، ولن يشمل إرسال قوات إلى الأرض ولن يكون مفتوحاً من دون تحديد نهاية، كما لن يتحمّل مسؤولية حرب أهلية موجودة الآن. ولفت إلى أن أوباما سبق وأوضح أن أي تحرّك يقرره سيكون محدوداً ومناسباً لضمان  محاسبة استخدام الطاغية الفاضح لأسلحة كيميائية. وختم موضحاً أن أميركا ما زالت ملتزمة بالسعي وراء حل سياسي يتم التوصّل إليه على طاولة المفاوضات.

 

مفتشو الامم المتحدة دخلوا لبنان بعد انتهاء مهمتهم حول الكيميائي بسوريا

نهارنت/دخل مفتشو الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية الاراضي اللبنانية صباح السبت قادمين من سوريا حيث انهوا مهمتهم في التحقيق في هجوم كيميائي مفترض وقع في 21 آب في ريف دمشق، بحسب ما ذكر صحافيون في وكالة فرانس برس. وقال مصور في فرانس برس ان موكب المفتشين الدوليين عبر الحدود اللبنانية قبيل الثامنة الا ربعا من هذا الصباح. وشاهد صحافي في الوكالة الموكب المؤلف من سبع سيارات تحمل شعار الامم المتحدة بمواكبة سيارات رباعية الدفع سوداء تابعة لقوى الامن اللبناني وهي تمر على الطريق الدولي في شتورا (شرق) القريبة من الحدود السورية. وكان الخبراء البالغ عددهم 13 غادروا قرابة الساعة الخامسة والنصف (2.30 ت غ) فندق "فور سيزنز" الذي كانوا ينزلون فيه في دمشق وتم تحميل حقائبهم في سيارات تابعة للامم المتحدة استقلوها بدورهم وانطلقوا. وكانت ممثلة الامم المتحدة لشؤون نزع الاسلحة انجيلا كاين غادرت دمشق امس الجمعة الى لبنان. واعلن المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي ان فريق خبراء الامم المتحدة انهى عمله في سوريا الجمعة، وانه يعتزم اصدار تقرير "سريعا" بشأن الاستخدام المحتمل للاسلحة الكيميائية في النزاع السوري. وكان الفريق الذي يرأسه الخبير السويدي آكي سيلستروم وصل الى سوريا قبل ايام من وقوع الهجوم الكيميائي المفترض الذي تتهم المعارضة والدول الغربية النظام بتنفيذه في ريف دمشق في 21 آب. وحصلوا على موافقة السلطات السورية بالتحقيق في هذا الهجوم الذي تسبب بمقتل 1429 شخصا، بحسب تقرير استخباراتي للولايات المتحدة. وقد زاروا الاثنين معضمية الشام جنوب غرب دمشق، والاربعاء والخميس الغوطة الشرقية شرق العاصمة. وهي مناطق يفترض انها شهدت القصف بالسلاح الكيميائي. واخذوا عينات من التربة ومن المصابين سيتم تحليلها في مختبرات اوروبية، بحسب ما ذكر مسؤولون في الامم المتحدة. كما زاروا الجمعة مستشفى المزة العسكري غرب دمشق لمعاينة مصابين ذكر انهم تعرضوا لغازات سامة. وكان النظام السوري اتهم مقاتلي المعارضة باستخدام سلاح كيميائي، مشيرا الى اصابة عدد من جنوده في حي جوبر في شرق العاصمة بحالات اختناق نتيجة ذلك. واعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري الجمعة ان العملية العسكرية المحتملة ضد سوريا ستكون محددة الهدف ولن تشارك فيها قوات على الارض. ويتوقع ان تشارك فرنسا في العملية. واعلنت بريطانيا انها لن تشارك في ضربة عسكرية تستهدف النظام السوري احتراما لراي برلمانها الذي صوت غالبية اعضائه ضد مشاركة حكومتهم في مثل هذه الضربة. وكالة الصحافة الفرنسية

 

صواريخ الرد العسكري الغربي على سوريا "سوف تمر فوق جبال لبنان

نهارنت/في ظل ارتقاب العالم بأسره لتطورات الوضع السوري، وما اذا كانت ستتم الضربة العسكرية على سوريا رداً على الاستخدام المفترض للسلاح الكيميائي، برزت معلومات تفيد بأن الصواريخ التي ستستعمل في الضربة سوف تمر فوق جبال لبنان باتجاه دمشق. ورجحت مصادر عسكرية فرنسية، وفق صحيفة "السفير"، السبت، أن "السيناريو الهجومي يضع لبنان في مقدمة المشهد الحربي، باحتشاد البوارج الأميركية في المتوسط، لضرب الغرب السوري والوسط، من شعاع يشق جبال لبنان". ولفتت الصحيفة الى أن المساهمة الفرنسية في الضربة المحتملة "متواضعة"، موضحة أنها "اقتصرت على غواصة نووية بلا صواريخ، وفرقاطة "لو شوفالييه بول" متعددة المهام، الموجودة شرقي المتوسط، وتحمل خمسة صواريخ متوسطة المدى". وتابعت مصادر عسكرية فرنسية، مشيرة إلى أن "الدعم الفرنسي اقتصر على الأمور اللوجيستية والاستخبارية فقط، بسبب تخوف أمني قد يطال القوات الفرنسية المشاركة في اليونيفيل في جنوب لبنان". واعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري الجمعة ان العملية العسكرية المحتملة ضد سوريا ستكون محددة الهدف ولن تشارك فيها قوات على الارض. ويتوقع ان تشارك فرنسا في العملية، في حين أعلنت بريطانيا انها لن تشارك في ضربة عسكرية تستهدف النظام السوري احتراما لراي برلمانها الذي صوت غالبية اعضائه ضد مشاركة حكومتهم في مثل هذه الضربة.

 

لبنان يسأل عن الساعة الصفر وليس من يرشد إلى ما سيحدث

النهار/يعيش اللبناني هاجس الضربة الاميركية لسوريا ولا يجد من ينيره او يجيبه بما اذا كانت بلاده ستتأثر بتلك الضربة وما هي الاحتياطات التي عليه ان يتخذها؟ وهو يتابع الاخبار الواردة من دمشق وباريس ولندن وانقرة ونيويورك وواشنطن عبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي، يسأل لماذا تأهبت القوات المسلحة في الدول المجاورة لسوريا وحتى في انحاء مختلفة منها ولم نسمع عن اي استنفار لقواتنا النظامية؟

من المفيد ان يشعر المواطن في مثل هذا الظرف بأن لديه سلطات ترشده فيما طبول الحرب تقرع في محيطه، وان تحدد له الاجراءات التي يجب اتخاذها لمواجهة اي طارئ. ربما هناك استنفار للجيش ولم يعلن عنه لسبب ترى القيادة وجوب ابقائه بعيدا عن التداول الاعلامي، لكن يبقى الأهم من يرشد الناس في هذا الوضع الناشئ لاتخاذ الاجراءات الوقائية لما يمكن ان يحصل من حوادث امنية، قصدا او من طريق الخطأ، لطمأنتهم او لتحذيرهم مما قد يحدث، وعدم الاتكال فقط على تصريحات المسؤولين على اختلاف مستوياتهم من مؤيد للضربة او معارض لها.

وأفادت مصادر وزارية "النهار" ليلا انه يجب الاعتراف بأنه ليس من السهل معرفة مصير الضربة وتوقيتها وما اذا كانت ستحصل ام لا، بعد اعتذار بريطانيا عن عدم المشاركة في الحلف الدولي الذي تسعى الولايات المتحدة الاميركية الى تأليفه ليشكل غطاء دوليا لمعاقبة الرئيس السوري بشار الاسد على استعماله السلاح الكيميائي ضد مدنيين عزل، وهذا خط احمر تجاوزه بعدما كان الرئيس الأميركي قد حذّره من استخدامه في اكثر من مناسبة. وأشارت الى أن البعثات الديبلوماسية اللبنانية في عواصم القرار استفسرت عن حجم الضربة وما اذا كانت ستتطور اذا طرأ عليها عنصر او اكثر من حلفاء سوريا، ولم تتوافر لديها اي اجوبة من اي دولة عن تحديد الساعة الصفر. وذكر اكثر من سفير ان ليس من معلومات تفصيلية عن الضربة وموعدها سوى ما يجري تداوله في الاعلام، لأن لا قرار نهائياً بعد بتحديد موعد للبدء باطلاق الصواريخ. ووفقا لتلك المصادر، المسألة الآن ليست للديبلوماسية، بل للتحضيرات العسكرية من حشد بوارج والحديث عن الصواريخ التي يحتمل ان تطلقها المنصات الاميركية، بعدما فشلت الدول ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الامن من التوصل الى مسودة مشروع قرار لمعالجة موضوع السلاح الكيميائي بفرض المزيد من الحصار على سوريا، في حال ثبت ان قوات النظام هي التي استخدمت الغاز السام الذي قتل اكثر من الف مدني من بينهم اطفال.

وافادت مصادر ديبلوماسية في بيروت "النهار" ان فريق الامم المتحدة الذي انهى مهمته في دمشق امس كشف على المواقع التي اصيبت بالكيميائي واستخرج كميات من دم المصاب وبوله وكل ما يحتاج اليه في هذا المجال، لتحليلها وتثبيت الاصابة. واكدت ان ليس من صلاحيات الوفد الاممي اتهام الجهة التي اطلقت هذا الغاز القاتل، بل صلاحياته هي علمية بحتة لوصف ما حصل علميا وتحديد مكان اطلاقه ورفع التقرير بعد انتهائه الى مجلس الامن لمناقشته واتخاذ القرار في شأنه. واستبعدت أي تطور عسكري في اتجاه سوريا قبل تسليم الخبراء تقريرهم الى الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون، وان تكن مقتنعة بأن اوباما لا ينتظر من مجلس الامن دعما للضربة التي ينوي توجيهها الى سوريا، بل يتكل على فيتو روسي وصيني لاسقاط اي مشروع يجيز اطلاق صواريخ "توماهوك" التي سبق للقوات الاميركية ان استعملتها في حرب الخليج والعراق وكوسوفو وافغانستان. ويقول مطلعون إن اوباما لم يعد في امكانه اطالة ما ينوي القيام به من اعمال عسكرية.

 

ما يجب على لبنان اتخاذه قبل الضربة العسكرية

كثرت التحليلات العسكرية في شأن التداعيات التي يمكن أن تحدثها الضربة العسكرية الغربية لسوريا على لبنان، إذ رأى الخبير العسكري العميد المتقاعد نزار عبد القادر ان من "أهم القضايا التي يجب أن يتحضر لها لبنان العدد الضخم الذي سيستقبله من اللاجئين السوريين، حيث سيكون هناك عند اطلاق اول صاروخ تدفق كثيف لللاجئين لم تشهده الحدود من قبل، سواء من المنطقة الشمالية لسوريا أو من دمشق"، مضيفاً: "إذا استمرت الضربة 3 أو 4 ايام، فعلينا أن نتوقع دخول نصف مليون سوري إلى لبنان، وسيؤدي الأمر إلى مشكلات كبيرة، أكان من الناحية ألأمنية أو اللوجستية ".

عبد القادر وفي حديث لـ"النهار" لاحظ أن "هناك احتياطات أخرى على الدولة والأجهزة الأمنية الانتباه لها وهي، أولاً: قيام حلفاء سوريا في لبنان بتظاهرات في المدن، خصوصاً بيروت، ويكون الخوف من أن تتحول بعض جوانب هذه التظاهرات حالة من الشغب والفوضى، ثانياً: يجب إعلان حال من الطوارىء للحؤول دون أن تقوم بعض الجهات الفلسطينية التي تسير في الركب السوري ومنها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة أو فتح الانتفاضة التي ما زال لها قاعدة على الحدود الجنوبية الشرقية في راشيا الوادي، باطلاق بعض الصواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل، ثالثاً: القيام باعتداءات ضد الأميركيين أو الأوربيين في لبنان أو ضد مصالحهم".

 

كلمة لبري عصر السبت يعلن فيها "خروجه نهائياً من الاصطفافات السياسية"

نهارنت/يوجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري كلمة عصر السبت لمناسبة الذكرى الـ35 لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه، حيث لفتت مصادر صحافية الى أنه سيعلن "خروجه نهائياً من الاصطفافات السياسية وفي مقدمها قوى 8 و14 آذار". ويلقي بري كلمته عند الخامسة والنصف من عصر السبت، من عين التينة، بعدما كانت قد ارتأت "حركة أمل" ارجاء مهرجان الذكرى والاستعاضة عنه بالكلمة، حيث أشارت مصادر مطلعة لصحيفة "اللواء" أن بري قد يعلن في هذه الكلمة، أنه لا يعارض صيغة 8-8-8 في تأليف الحكومة. بدورها لفتت مصادر نيابية للصحيفة عينها الى أن بري سيجدد التنبيه من مخاطر المرحلة، والتأكيد على ان "هذا الظرف الاستثنائي يتطلب قيام حكومة سياسية جامعة، تكون على مستوى التحدي". ونفت المصادر أن تكون لبري مبادرة محددة من الازمة السياسية الداخلية، "باستثناء اعلان خروجه نهائياً من الاصطفافات السياسية وفي مقدمها قوى 8 و14 آذار".

يُذكر أنه وبعد استقالة حكومة نجيب ميقاتي في آذار الفائت، تم تكليف تمام سلام تشكل حكومة جديدة الا أن جهوده لم تنجح في ذلك، اذ أنه يسعى الى تشكيل "حكومة المصلحة الوطنية"، متعهداً الاستقالة بحال استقالة اي مكون من مكونات الحكومة، وفي حين تطالب قوى 14 آذار بحكومة حيادية تريد 8 آذار حكومة سياسية وقال رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط أنه "لن يصوت على حكومة من لون واحد".

وأضافت مصادر "اللواء" أن بري سيشدد على مسألة الاستقرار، و"التحذير من الانسياق وراء المخطط الرامي إلى الإيقاع بين المسلمين الشيعة والسنّة". وأشارت المصادر إلى أن الكلمة ستكون شاملة على المستوى الداخلي، "لجهة التركيز على ضرورة تفعيل المؤسسات ودور الجيش والحفاظ على دور المقاومة في وجه الاحتلال". وأضافت أنه سيكون لبري "موقف من التهديدات الأميركية لسوريا، وارتداداتها فيما لو حصلت على لبنان".

يُذكر ان بري كان قد أعرب عن خشيته من استمرار عملية زرع المتفجرات على الاراضي اللبنانية وبالاخص في مناطق شيعية وسنية لاستدراجهم الى الفتنة.

 

وفد من مجلس الشورى الايراني يزور لبنان وسوريا

نهارنت/اعلن مسؤول في مجلس الشورى الايران ان وفدا من اعضاء المجلس توجه صباح السبت الى لبنان وسوريا "لدراسة الوضع" في سوريا و"ادانة استخدام اسلحة كيميائية من قبل مجموعات ارهابية".ونقل الموقع الالكتروني للبرلمان عن حسين شيخ الاسلام ان "هدف هذه الزيارة هو دراسة الوضع في سوريا وادانة استخدام اسلحة كيميائية من قبل المجموعات الارهابية والاصرار على ضرورة ايجاد حل سياسي للازمة السورية".وقال مسؤول آخر في البرلمان ان الوفد الذي يضم ثلاثة من اعضاء المجلس يقوده علاء الدين بورجردي رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان سيلتقي الرئيس السوري بشار الاسد. من جهة اخرى، ذكرت وسائل اعلام ايرانية ان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اجرى محادثات هاتفية الجمعة مع الموفد الخاص للامم المتحدة الى سوريا الاخضر الابراهيمي "ليحذر من اي مغامرة ستكون لها عواقب خطيرة" على كل المنطقة.واضافت ان ظريف اتصل ايضا بوزراء خارجية اكثر من عشرة بلدان اوروبية (بينها فرنسا وايطاليا والنمسا والبرتغال وعربية منها الكويت والاردن) لادانة "استخدام الاسلحة الكيميائية" في سوريا و"انتقاد محاولات شن الحرب (من قبل الولايات المتحدة وحلفائها) والتعبير عن قلقه من نتائج اي تحرك عسكري في المنطقة". وكالة الصحافة الفرنسية

 

مستشار الرئيس سعد الحريري محمد شطح : الضربة لسوريا غير حاسمة إذا الحرب مستمرة

صحف لبنانية/لم ير مستشار الرئيس سعد الحريري محمد شطح بالضربة المتوقعة للنظام السوري أي حسم "إذاً الحرب مستمرة"، مشيراً الى أن الإحتمال الأكبر هو إستمرار الحرب السورية لأن إيران وحلفاءها مقتنعين بأن أي ديموقراطية يختار فيها الشعب ما يريد لن تبقي سوريا حليفة استراتيجية لإيران.

وعما يشاع عن التحضير لحكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري في اليوم التالي للضرب سوريا، أوضح شطح، في حديث الى إذاعة "الشرق"، أن "هذه تكهنات صحافية وأن الرئيس سعد الحريري لم يذكر هذا الامر".

وقال: "يمكن ان تحصل حكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري او غيره ولكن عندما يكون هناك وحدة وطنية حقيقية لتقوم بمهمات تنفيذ الخطوات التي تعنيها هذه الوحدة".

أضاف: "ماذا سيفعل سعد الحريري مثلا اليوم اذا كان حزب الله يريد ارسال جنود اكثر الى سوريا واستباحة السيادة اللبنانية؟ وماذا سيكون موقف سعد الحريري كرئيس حكومة حين تصدر قرارات قضائية وادعاءات من الدولة الثانية؟ هناك من سيتصرفون على اساس انهم حلفاء للذين يخططون وينفذون عمليات تخريبية فتنوية في لبنان ويتناسوا انهم في حكومة وحدة وطنية لبنانية. فلا سعد الحريري ولا الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولا اي شخص آخر في لبنان يستطيع القيام بهذه المهمة تحت وهم حكومة وحدة وطنية في ظل إمعان البعض بالانقسام الوطني والتصرف على اساس ان هناك اولوية اكبر بكثير من الوحدة الوطنية ومن لبنان".

الى ذلك، أكد أن "النظام في سوريا لا يمكن ان يكون على ما هو اليوم ولا ان يحقق إنتصارات لولا المد الضخم بالسلاح والدعم من إيران ولولا حزب الله الذي يلعب دورا مهما"، لافتاً الى أن "أهم ما يعتمدون عليه في الحرب السورية، هو تقييمهم بأن الغرب ليس في موقع خوض هكذا حروب". وتابع: "الغرب لا يريد ان يدخل في حروب خارجية، لأن التجارب السابقة كالدخول في حروب بمناطق الشرق الأوسط من أفغانستان إلى العراق وليبيا كانت نتائجها سيئة عليهم من ناحية الخسائر البشرية والسياسية". ورأى أن "السيناريوهات المنطقية والمعقولة في سوريا تؤكد عدم الإمكانية لأن يكون النظام السوري جزءا من عملية إنتقالية، فإما يكون أو لا يكون"، وقال: "هناك إحتمال أكبر وهو إستمرار الحرب السورية لأن إيران وحلفائها مقتنعين بأن أي ديموقراطية يختار فيها الشعب ما يريد لن تبقي سوريا حليفة استراتيجية لإيران والأخيرة لن تقبل بأن تخسر سوريا كحليف استراتيجي او كمعبر الى الشرق المتوسط، وبالتالي استمرار الحرب هو أقصى ما تستطيعه إيران في سوريا، وهي تستطيع تحقيق ذلك طالما أنها تمد النظام بما يحتاجه، ليس للانتصار ولكن للاستمرار بالحرب".

ولفت الى أن "كثيرين في أميركا يعتبرون ان إزاحة النظام بطربيقة غير مبرمجة ومتفق عليها ستحدث فوضى في سوريا، ما يعتبر أسوأ ربما من الحرب الحالية"، موضحاً أن "أسوأ السيناريوهات الفوضى التي تنتج عن إزاحة الاسد من دون توافقات وبرمجة للانتقال". كذلك، أشار الى أن "هناك مؤشرات عديدة تدل على أن إيران أعطت حزب الله الجزء الاكبر من مسؤولية إدارة المسرح اللبناني، خصوصا بعد ان انكفأت الادارة السورية عن لبنان عام 2005". وإذ لفت الى أن هناك كلفة لانعدام وجود حكومة طبيعية في لبنان، شدد على وجوب ان تكون هذه الحكومة على ارض صلبة وأن العمل على تحييد لبنان، مؤكداً أن "رئيس الجمهورية هو العمود الفقري لتماسك المؤسسات والبلد، وما يقوم به أمر طبيعي ومطلوب". وتابع: "كان هناك محاولات عدة لعزل رئيس الجمهورية، اولها تخويفه، ثانيها شبه تخوينه وإشعاره وكأنه خرج عن الاجماع الوطني وذهب الى مكان آخر، وهذا بسبب سيناريو واضح وأساسي ومستمر منذ وقت طويل، بأنه يجب على الساحة اللبنانية ان تستكين وتقبل بإدارة حزب الله بما يمكنها ان تفعل المطلوب أكان داخل لبنان او خارجه". وختم بالقول: "لن تكون اي حكومة قادرة على أي أمر يصب في الاشكالية الأمنية الجذرية التي يواجهها لبنان إذا لم يكن هناك قواسم مشتركة وقاعدة نعطيها لهذه الحكومة للتصرف، لن يمكنها التصرف كفريق عمل يحمي اللبنانيين مما هم ذاهبون اليه".

 

الناشط والمعارض السوري  غسام إبراهيم لموقع 14 آذار: التأديب لا ينفع مع النظام السوري: نهاية الأسد قذافية و"حزب الله" يربط الساحل لميليشيات "الممانعة"

 موقع 14 آذار/"ضربة محدودة"... آخر ما كشف عنه الرئيس الأميركي باراك أوباما عن كيفية معاقبة بشار الأسد. بريطانيا باتت خارج السرب. فرنسا أكدت مساندتها الولايات المتحدة حتى النفس الأخير. الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعلن أن تحليل العينات التي جمعت في الغوطة بدمشق يحتاج لاسبوعين، ما يعني محاولة تأخير أي ضربة عسكرية. النظام السوري يطل عبر المعلم "التلميذ" ويطلق تهديدات أولها اللعب بالورقة الإسرائيلية، ويصف الدلائل الأميركية بالكاذبة. أما الشعب السوري فينتظر موعد الضربة ويخشى منها في الوقت نفسه، لكنه مع أي ضربة تساعده على اسقاط الأسد. الناشط السوري المعارض ومدير الشبكة العربية العالمية غسان إبراهيم رفض فكرة العقاب التأديبي الذي يوصّفه الغرب للضربة، قائلاً لموقع "14 آذار": "من المفترض أن يستخدم العنصر التأديبي مع جهة تفهم، وإذا أدبتها قد تستجيب، فيما النظام السوري مجرم وقتل أكثر من 200 ألف مواطن سوري، ودمر أكثر من 80% من البنى التحتية، لا ينفع معه أسلوب التأديب". ولاحظ ابراهيم أن "التأخير يقصد به ممارسة الحرب النفسية على النظام السوري، وبالتالي محاولة اجبار بعض الضباط أيضا على فتح قنوات مع بعض الدول العربية أو الغربية لتقول أنها مستعدة للتخلي عن النظام"، مذكراً بمقتل مقتل اللواء محمد اصلان مدير قسم الكيمياء العسكرية في الحرس الجمهوري والمسؤول عن "مجزرة" الكيمائي في غوطتي دمشق، ومشيراً إلى أن "النظام قتله، وقد يكون سرب معلومات للأميركيين فذهب النظام إلى تصفيته". أما عن كلام وزير الخارجية وليد المعلم ورفضه أي تقرير جزئي للمفتشين الأممين، قال: "النظام السوري يحاول ابقاء المفتشين الأممين قدر المستطاع، حتى ينصب لهم الأفخاخ، كما كانوا ينصبوها للبعثات السابقة لاتهام المعارضة بأنها وراء استخدام الكيميائي. فهذا النظام عمره 50 سنة وهو بارع في اللعب بمثل هذه الأمور". واعتبر ان "الضربة العسكرية لن تأتي من قيم وأخلاقيات المجتمع الغربي إنما من أجل مصالحه، في المقابل نحن أيضا لدينا مصالح تتمثل باسقاط النظام السوري وأي طرف سيحمي الشعب نمد يدنا له".  وعن السيناريو المحتمل، رجح أن تكون الضربة "بين يومين واسبوع، وبعدها يرتكب النظام الحماقات النظام، فيمارس المجتمع الدولي المزيد من الضغط، إلى أن يصبح النظام امام خيارين إما الاستشلام ودخول مفاوضات وايجاد المخرج للهرب أو الاستمرار إلى حين اسقاطه على طريقة معمر القذافي، في المقابل الجيش الحر سيطهر البلاد مستفيدا من هذه الضربة"، مشيراً إلى أن "حزب الله استفاد من ضربات النظام بالسلاح الروسي، أما اليوم فالجيش الحر سيستفيد من الضربة العسكرية الغربية".  وحذر ابراهيم من "ميليشيات طائفية يحاول النظام أن يخلقها قبل اسقاطه، وتكون شبيهة لحزب الله الذي يحاول ربط الساحل السوري بلبنان ليؤمن مناطق أمنة للميليشيات ويبقي ما تسمى الممانعة".

المصدر : خاص موقع 14 آذار

 

ما «سرّ» الضربة المعروفة النتائج والأهداف!؟

 الجمهورية/عُدي ضاهر

الضربة العسكرية الأميركية المتوقعة للنظام السوري والتي يبدو أنها باتَت مقررة من خارج توافق مجلس الأمن الدولي، لا تزال تحتلّ اهتمامات المسؤولين والمراقبين على إختلاف اتجاهاتهم وانتماءاتهم، سواء في لبنان أو في الدول المجاورة، وذلك إستناداً الى حسابات وتداعيات مثل هذه الضربة وتأثيراتها السياسية والأمنية على الدول المحيطة بسوريا، ولبنان تحديداً.

لكنَّ السؤال الاساسي الذي برَز لدى مختلف المراقبين والمحلّلين العسكريين في الايام القليلة الماضية، يكمن في معرفة السرّ الكامن وراء هذه الضربة المعلومة النتائج والاهداف سلفاً.

وبمعنى اوضح السرّ وراء هذه "العلانية المفرطة" في كشف المواقع والاماكن التي ستقصفها قوات التحالف الدولية بزعامة واشنطن جواً وبحراً، وهل يدخل مثل هذا الأمر ضمن استراتيجية الهجوم المتوقع، أو في اطار طمأنة الخصم، أي النظام السوري ورئيسه بشار الأسد وحلفائه المعترضين في روسيا وايران، أنّ الضربة ستكون محدودة الأهداف ومحسوبة النتائج، وأنها بالتالي لن تؤدي الى إسقاط النظام، بل الى تأديبه فقط!؟

الاسئلة بلا شك كثيرة ولكنّ الإجابات عنها تبدو قليلة حتى الساعة، في انتظار حصول الضربة وقراءة نتائجها الفعلية والعملية على أرض الواقع السوري وامتداداته الاقليمية.

كيف تبدو صورة الاوضاع حتى الآن؟

المراقبون والديبلوماسيون الغربيون يرسمون الصورة الآتية:

1 - إنّ الضربة التي تزمع قوات التحالف تنفيذها باتت حتمية، وحصولها لن يتجاوز ساعات الأيام القليلة المقبلة. والمراهنون على عدم حصولها سيخسرون رهانهم من دون أن يعني ذلك خسارة حليفهم، أي رأس النظام السوري. فالضربة لن تسقط النظام الآن بل ستضعضعه وتضعفه في وجه معارضيه، وستؤدّبه واشنطن وحلفاؤها على خلفية استعماله السلاح الكيماوي ضد شعبه.

2 - ستوجه الضربة ضد أهداف معلومة عسكرياً وميدانياً ويعرفها الأعداء قبل الاصدقاء، ولكنها ستوجّه ايضاً ضد أهداف مجهولة لم يعلن عنها حتى الآن، خصوصاً انّ بنك الاهداف الذي وضعته قوات التحالف الدولية، وفقاً للمراقبين انفسهم، لا يعرفه إلاّ قادة هذا التحالف ولم يسرب منه إلاّ النذر اليسير تبعاً لمتطلبات الهجوم.

3 - إنّ التأخير أو الارتباك الذي تحدث عنه البعض لجهة توقيت الضربة، مرده الى أمور لوجستية وعسكرية يتوقع انتهاؤها في الساعات المقبلة على أبعد تقدير، وليس الى اسباب سياسية مطلقاً كما يحلو للبعض التسويق وفقاً للديبلوماسيين والمراقبين أنفسهم.

4 - يجزم هؤلاء بأنّ الضربة ستكون أقل من اسقاط للنظام واكثر من تأديب له. بمعنى انها لن تسمح له بالادعاء بعدها بأنه انتصر على اعدائه لمجرد انه صمد هو ونظامه، ولم ينكسر، بل ستكون موجعة له ولنظامه، حتى ولو لم يكن في حساباتها اسقاطه الآن.

5 - يؤكد الديبلوماسيون والمراقبون انفسهم انّ الضربة ستكون على مراحل ولأيام معدودة، وستستهدف نقاطاً ومواقع عسكرية فقط تابعة للنظام مع تحييد كامل للمدنيين، الاّ مَن صودف وجودهم في مواقع قريبة من الاهداف العسكرية التي ستتعرض للقصف.

6 - يكشف هؤلاء انّ الضربة ستشمل، الى قوات النظام، مواقع محددة للمتطرفين والمتشددين الذين بدأت تعاني منهم المعارضة ويعاني منهم الشعب السوري مثل معاناته من النظام نفسه.

ويختم الديبلوماسيون قائلين "إنّ ما بعد الضربة لن يكون كما قبلها مطلقاً، وإنّ نتائجها ستكون من ضمن التحضيرات الجارية لانعقاد مؤتمر "جنيف - 2" المرجح في بداية الخريف المقبل، والذي سيكون مؤداه تسوية سياسية ولكن من دون الاسد! فهل يصدق الديبلوماسيون والمراقبون الغربيون؟ فلننتظر ونرَ!

المصدر : الجمهورية

 

هل تفتح الضربة باب الحل السياسي أم أن الردّ قد يشعل حرباً في المنطقة؟

اميل خوري/النهار

إذا كان توقيت الضربة العسكرية لسوريا بات مرتبطاً بتقرير مفتشي الأمم المتحدة حول استخدام السلاح الكيميائي، فإن هذا يطرح الاسئلة الآتية:

أولاً: هل سيحدّد التقرير الجهة التي استخدمت هذا السلاح ام يكتفي بالقول إنه تم استخدامه من دون تحديد الجهة المسؤولة، وإلى من توجه عندئذ الضربة العسكرية؟ هل توجه إلى كلا الطرفين المتقاتلين، النظام والمعارضة؟ ثانياً: إذا حدد التقرير الجهة المسؤولة عن استخدام السلاح الكيميائي بأدلة قاطعة وكان النظام السوري هو هذه الجهة، ما هي الأهداف التي ستتعرض للضربة العسكرية؟ وهل تكون كافية لتعديل موازين القوى على الأرض لمصلحة المعارضة فيتوقف تقدم الجيش النظامي؟ ثالثاً: هل تكون للضربة العسكرية ردود فعل غير محدودة، ومن يقوم بها؟ هل تأتي من الداخل السوري فقط أم تأتي من "حزب الله" في لبنان ومن إيران وعندئذ تفتح الضربة العسكرية المحدودة الأبواب لحرب واسعة في المنطقة وغير محدودة الزمان والمكان؟ رابعاً: هل تعيد دول غربية مثل بريطانيا وألمانيا وإيطاليا النظر في موقفها من الضربة العسكرية إذا جزم تقرير المفتشين الدوليين بأن النظام السوري هو الذي استخدم السلاح الكيميائي ضد المدنيين، فتنضم عندئذ إلى الولايات المتحدة الاميركية في توجيه هذه الضربة وتنتفي أسباب من يعارض ذلك؟

خامساً: هل يطرح تقرير المفتشين الدوليين، إذا كان يحمّل النظام السوري مسؤولية استخدام السلاح الكيميائي، على مجلس الأمن الدولي في محاولة لاتخاذ موقف موحد من النظام يكتفي بإنزال عقوبات شديدة به تجنباً لضربة عسكرية قد يكون لها تداعياتها، ليس على دول الجوار فحسب، بل على المنطقة بكاملها، أم أن اتفاقاً أميركياً - روسياً قد تم على حل سياسي يعقب الضربة المحدودة برد محدود؟

ومهما يكن من أمر تقرير المفتشين الدوليين ومضمونه، فمن سيكون المستفيد من الضربة العسكرية لسوريا، أهو النظام فيها أم المعارضة أم الحل السياسي؟

ثمة من يقول إن الضربة العسكرية إذا كانت محدودة جداً ولا تؤثر في موازين القوى على الأرض، فإن النظام السوري سيكون هو المستفيد منها لأنه سيصوّر نفسه بأنه كان ضحية الاعتداء عليه وقد استطاع أن يواجه هذه الضربة بصمود وتضامن بين الجيش والشعب وأهل الحكم، لا بل انه يصور للرأي العام الداخلي والخارجي انه خرج منتصراً ويستطيع مواصلة حربه على من يسميهم ارهابيين وتكفيريين، وينعكس هذا "الانتصار" على حلفاء سوريا في لبنان والاردن والعراق بحيث تأخذ بهم النشوة الى حد رفع سقف مطالبهم وشروطهم في مواجهة الاطراف الآخرين خصوم النظام.

وثمة من يقول إن الضربة العسكرية لسوريا، وإن تكن محدودة، فإنها تكون قاسية وموجعة وتجعل المعارضة السورية قادرة على الافادة منها في تحقيق تقدم عسكري على الارض يضع مصير الرئيس الاسد في دائرة الخطر ويحسم الأزمة السورية لمصلحتها. لكن إيران و"حزب الله" وربما روسيا قد ترد على هذه الضربة للحؤول دون تحقيق هذه النتائج التي ينتج منها غالب ومغلوب بحيث يتعطل اي حل سياسي، أو يكون حلاً فيه غالب ومغلوب أيضاً. وهناك من يقول إن الضربة العسكرية لسوريا ستكون محدودة في مكانها وزمانها ونتائجها، والغاية منها حفظ ماء وجه الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي كان قد وضع خطاً أحمر لاستخدام السلاح الكيميائي، ولم يعد من الجائز السكوت على استخدامه لئلا يصبح متاحاً للجميع، وعندها تقع كوارث إنسانية خطيرة يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليتها لأنه لم يضع حداً لها.

والضربة العسكرية، المحدودة بنتائجها، قد لا تستدرج رداً شديداً عليها بفتح أبواب حرب شاملة في المنطقة لا أحد يريد فتحها خصوصاً الدول الكبرى، بل تشق هذه الضربة الطريق الى مؤتمر جنيف – 2 ولا تعود الشروط الصعبة المتبادلة بين طرف النظام السوري وأطراف المعارضة تعرقل انعقاده بل يصبح في مقدور الدول الكبرى صنع حل سياسي عادل ومتوازن استناداً إلى بنود مؤتمر جنيف السابق، ويصبح تشكيل حكومة انتقالية تنتقل إليها كل صلاحيات السلطة في سوريا وتتمثل فيها كل القوى السياسية الاساسية المعتدلة فيها نقطة انطلاق لهذا الحل، ويصير مطلوباً من المعارضات السورية توحيد موقفها لتسهيل تشكيل مثل هذه الحكومة التي تهتم بوضع دستور جديد لسوريا وقانون جديد تجرى الانتخابات النيابية على أساسه كي ينتخب مجلس النواب المنبثق منها رئيسا للجمهورية، وتشكيل حكومة تعيد إعمار ما تهدم في سوريا وتعيد اللاجئين السوريين من دول الجوار إلى منازلهم. إن الايام القليلة المقبلة هي التي ستجيب عن هذه الاسئلة وغيرها، وخصوصاً عن الضربة العسكرية لسوريا، وهل تفتح باب الحل السلمي أم أبواب الحرب المدمّرة.

 

رئيس الجمهورية اطلع من نصري خوري على الاوضاع في سوريا

وطنية - تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اليوم مع المعنيين عددا من التطورات والملفات السياسية والامنية، واطلع على التدابير المتخذة في شأنها.

الامين العام للمجلس اللبناني-السوري

واطلع الرئيس سليمان من الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني السوري نصري خوري على الاوضاع السائدة في الداخل السوري في ظل التطورات الراهنة.

نواب سابقون

وتناول رئيس الجمهورية مع كل من النواب السابقين منصور البون، ميشال خوري ونادر سكر الاوضاع السائدة راهنا على الساحتين الداخلية والاقليمية.

رئيسة راهبات الصليب

واستقبل الرئيس سليمان الرئيسة العامة لجمعية راهبات الصليب الام ماري مخلوف التي اطلعته على واقع الدير والمستشفى والديون المترتبة على الدولة، من اجل تحسين نوعية الخدمات التي تقدمها للمرضى.

 

ابراهيم عرض التطورات مع أوزيلديز وإيخورست وديسمور

وطنية - التقى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في مكتبه قبل ظهر اليوم مديرة مكتب الأنروا في لبنان آن ديسمور وبحث معها في ملف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. واستقبل ابراهيم سفير تركيا إينان اوزيلديز وكان عرض لملف المخطوفين اللبنانيين في أعزاز والطيارين التركيين في لبنان، وتناول الأوضاع العامة والتطورات في المنطقة مع سفيرة الإتحاد الأوروبي انجلينا إيخورست

 

العلامة الشيخ عفيف النابلسي: سنكون في موقع الدفاع عن سوريا مهما بلغت الصعاب

وطنية - اعتبر العلامة الشيخ عفيف النابلسي خلال استقباله وفدا عراقيا أن "أميركا وحلفاءها يريدون السيطرة على المنطقة عن طريق العدوان على سوريا وتدمير جيشه وتمزيق أرضه، وكما فعلوا مع العراق سيفعلون ذلك مع مصر، وحينئذ لا تبقى أرض موحدة ولا جيش قوي ولا عالم عربي بل شرق أوسط يخضع بالكامل للنفوذ الأميركي وللهيمنة الإسرائيلية". ولفت إلى أن "المعركة على سوريا هي معركة على قلب العالم العربي وعلى مصير ومستقبل المنطقة لأجيال آتية، فمن يسيطر على القلب يتحكم بالمستقبل والمصير". وشدد على أن "الإرهاب كان طريقا لأميركا للدخول إلى المنطقة والتكفير مدخلا للاستيلاء على سوريا، وعلى هذا الاساس اميركا حضرت المسرح جيدا قبل البدء بالضربة التي تعتبرها قاضية". وقال: "لا يجوز لأحد أن يهرب من مسؤولية الدفاع عن سوريا، فهذه المعركة مع الاستكبار هي معركة وجود فإما أن نكون أقوياء شجعان كرماء وإما أن نستسلم ونضعف أمام الأعداء. ونحن لن نستسلم ولن نكون إلا في موقع الدفاع عن سوريا والأمة مهما بلغت الصعاب واشتد وطيس الحرب". وكان وفد العتبة الحسينية المقدسة ضم مدير المركز الوثائقي للدفاع عن المقدسات الاسلامية الشيخ الدكتور يوسف الناصري وعضور البرلمان العراقي السابق المحامي مظهر الحكيم والسيد فاضل الشريف، ووجه دعوة للنابلسي للمشاركة في المؤتمر الدولي لحماية المقدسات الدينية الذي سيعقد في مدينة كربلاء.

 

السفير السوري علي عبد الكريم  بعد لقائه عون: القيادة ترفض التنازل عن أي سيادة سوريا جادة في استقبال كل ابنائها وتوفير كل الامكانات لعودتهم

وطنية - التقى رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون ظهرا، في دارته في الرابية السفير السوري علي عبد الكريم علي، على مدى أكثر من 90 دقيقة.

بعد اللقاء قال علي: "إن ما تتعرض له المنطقة، وليس فقط سوريا، من تهديد ومن أجواء مشحونة، ومن إرهاب أطل برأسه على المنطقة، وبشكل يقلق الجميع، كان محور لقاء معمق مع العماد ميشال عون".

أضاف: "إن رؤيتنا مشتركة حول التهديدات الأميركية ضد سوريا، وكل الضجيج الذي يرافقها من الأوروبيين والخليجيين، ويشارك بها الإعلام، يدل على الإرباك في السياسة الأميركية".

وقال: "طمأنت العماد عون على ان الجيش السوري في كفاءة عالية، وان الشعب السوري اليوم في حماسة أكثر، للالتفاف حول جيشه وقيادته، وأن التهديد الأميركي والأوروبي والإنقسام الموجود والرفض الشعبي، زاد في إحساس السوريين بانتمائهم الى وطنهم، والإلتفاف حول جيشهم".

وأعلن أن "القيادة ترفض التنازل عن أي سيادة، ونحن ننظر باطمئنان أكثر بعد سنتين ونصف الى مستقبل سوريا بعد مواجهة أفواج المسلحين والتكفيريين، الذين استخدموا حتى الآن من 83 دولة، وهم يمولون من استخبارات أميركية- تركية-اوروبية- خليجية، وبفكر وإعلام يقلب الحقائق، وبذرائع تصنع، كما حدث من يومين في استعمال الأسلحة الكيميائية، الذي سوقوه واستخدموه، ولم تنتظر الإدارة الأميركية، ولا بعض الدول الأوروبية نتائج تحقيق اللجنة الدولية".

ورأى ان "سوريا واثقة من قدرتها وتحالفاتها ورصيدها في البنية العربية، لا سيما على المستوى الدولي، رغم كل هذا العدوان المركب والمفبرك"، معتبرا ان "الإرباك الآن يحكم التهديد الأميركي والحاضنة الأوروبية والخليجية والعربية، ونحن مطمئنون الى ان الغد لنا، والنصر لنا، وفي سوريا وعي شعبي مستنفر".

سئل: هناك وجهة نظر ثانية، وهي الوجهة الإسرائيلية التي تريد من هذه الضربة ضد سوريا، أن تضعف الجيش السوري لكي تذهب سوريا الى جنيف -2، وتدخل في التسوية على قاعدة التوازن؟

أجاب: "هذا الطرح ليس جديدا، يريدون إعادة التوازن على الأرض. اسرائيل ضمن سياق كل الدول التي تهاجم سوريا، إسرائيل هي المستفيدة من كل ما يجري في سوريا. ربما الرهان الأساسي هو على تغيير موازين القوى، وتفكيك موازين الدفاع التي تشكل عائقا أمام فرادة إسرائيل، والمشاريع الأميركية. إسرائيل تتمنى عبر هذا الطرح الذي عبرت عنه عبر محلليها ومفكريها وسياسييها أن الجيش السوري يضعف، وهي تحاول تفكيك بنية الجيش، وضرب المراكز ودفاعاته وتحصينات الجيش السوري، وتريد تفكيك البنية التحتية للشعب السوري. ولكن بعد سنتين ونصف هذا الرهان يتكسر"، لافتا الى ان "الجيش السوري اليوم، يتقدم ويمسك بالمفاصل الأساسية، والإرهابيون يقعون في الكمائن، أو يقتلون أو يدخلون السجون، أو في يد الشعب السوري"، مشيرا إلى أن "كل الإرهاب ينهار ان في مصر، او تونس، او في كل البلدان، وفي المنطقة. كل الإرهاب سينهار أمام عودة الحق لكل الشعوب، لا سيما حق الشعب الفلسطيني، لا سيما استعادة السيطرة على القدس بكل مساجدها وكنائسها، وكل الشعوب يجب ان تلتف حول هذا الحوار، محور الممانعة والمقاومة وفي الدفاع عن معنى السيادة".

سئل: لماذا اليوم سوريا تضع السيارات المفخخة في لبنان، بحسب ما تقوله قوى 14 آذار؟

أجاب: "سوريا لم تكن يوما الا مع الاستقرار مع هذا البلد الشقيق. لكن الحقائق المقلوبة يجب الا تكون الشغل الشاغل لبعض الذين يريدون ان يستغلوا الرأي العام ويعكسوا الحقيقة. سوريا ومصر والاردن ولبنان لها عدو واحد هو اسرائيل. وأميركا تراهن على تفكيك المنطقة للحفاظ على استقرار اسرائيل، لكن كل هذه الرهانات ستبوء بالفشل. سوريا حريصة على لبنان شعبا ودولة ومقاومة كمحافظتها على بلادها".

سئل: ما مصير النازحين السوريين في لبنان؟.

أجاب: "هذا الموضوع كان من ضمن المواضيع التي ناقشناها مع العماد عون، الحكومة السورية ما تزال حكومة فاعلة ومنتجة وجادة، على الحكومة اللبنانية ان تعالج هذا الامر مع الحكومة السورية التي رحبت وما تزال ترحب، وحريصة على التنسيق، فسوريا جادة في استقبال كل ابنائها، وتوفير كل الامكانات لعودتهم في الاماكن التي يوجد فيها أمان، وهي ستؤمن كل المستلزمات للامان والتعليم، ضمن الامكانات الجيدة الموجودة".

وأوضح أن "المساعدات التي ستقدم لن تكون للمتاجرة من قبل جمعيات، او دول خارجية، او الدول التي تغذي الارهابيين"، معتبرا أن "الدول التي ترسل المساعدات للنازحين السوريين، هي نفسها التي تؤمن التسليح والتمويل للارهاب. فلتوفر الاموال التي تعطيها للارهابيين ولتعطها للفقراء الموجودين في الدول الخليجية ذاتها".

وقال: "يوجد فقراء في السعودية يحتاجون الى حل مشكلاتهم، رغم ان ثروة اي امير من الامراء تكفي لحل المشاكل في لبنان مع السعودية، وفي مصر مع السعودية، لتوفر هذه الدول اموالها لحل مشكلة النازحين، حينها ستكون سوريا قادرة على النهوض في البنية الداخلية. وستلاقي حلولا لكل مشاكل النازحين في الداخل، او في دول الجوار. وليوفر هؤلاء الاهانات على أنفسهم"، آسفا "للمتاجرة بحاجات السوريين وبأوضاعهم الحالية".

وختم: "نتمنى الا نرى او نسمع او نقرأ اي اهانة توجه الى السوريين لان هذا يحز في نفس سوريا. فسوريا كانت حاضنة لكل الشعوب العربية من فلسطينيين ولبنانيين وسودانيين ومصريين واردنيين. الاشقاء لم يجدوا في سوريا الا بيتا لهم. سوريا هو البلد الوحيد الذي لم يشعر اي عربي انه غريب. نحن نريد ان تتعاون معنا الدولة اللبنانية وكل المعنيين لكي نجد مخرجا مقنعا. السوريون يجدون في ارضهم افضل مكان يضمن لهم الحياة والملاذ والكرامة، ولو كانت الظروف فيها تحتاج الى تعاون، ولكن سوريا فيه غنى وشعب حي قائم وسينهض باذن الله".

 

البطريرك يازجي: سنبقى متجذرين في هذه الأرض ودعاة سلام وحوار لن يزيدنا الصمت والتعتيم إلا اصرارا على المطالبة بالافراج عن المطرانين

وطنية - عقد بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي مؤتمرا صحافيا في قاعة دير سيدة البلمند البطريركي، في حضور متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس افرام كرياكوس، رئيس دير سيدة البلمند الاسقف غطاس هزيم، مدير الديوان البطريركي الاسقف افرام معلولي ولفيف من الكهنة والشمامسة.

وتلا البطريرك بيانا عنوانه "رفعت عيناي الى الجبال من حيث يأتي عوني" قال فيه: "تمر بلادنا في مرحلة صعبة وظروف قاسية، فتهدد شعوبها مخاطر جمة. يحزننا هذا الوضع الاليم الذي وصلنا اليه، من اعتداء على الافراد قتلا او خطفا، او تهجيرا، ومن استعمال لاسلحة الابادة الجماعية، ومن عدم احترام للشرائع الدولية، ومن تفجيرات متنقلة، تعرض للاضمحلال مصالح الافراد والاوطان ومن تسخير للدين لبث الفرقة بين ابناء الوطن الواحد، حتى ان الحرب باتت تهدد اوطاننا، واذا بامكانيات السلام تبدو صعبة المنال".

وتابع: "يهم كنيستنا المتجذرة في هذه الارض ان تؤكد على الثوابت التي قام عليها تعاطيها عبر العصور مع الشأن العام، وهي تطالب الهيئات الدولية باتخاذ الخطوات الايلة الى حماية سكان هذه البقاع، والدعوة كي تترفع كل الدول المعنية بشكل مباشر او غير مباشر عن مصالحها الضيقة والمساعدة في تهيئة الارضية المناسبة في سوريا لترسيخ اسس الحل السياسي السلمي، وذلك باحلال منطق الحوار بدلا من منطق السيف والنار. كما نهيب بالمراجع الاممية كي تعتمد مقاربات جديدة لاعادة الامان الى انسان هذه المنطقة الذي يدفع الثمن الغالي من جراء هذه الاجواء كما هي الحال في لبنان او العراق او فلسطين او مصر. اذ نطلق اليوم هذه الصرخة تجاه الراي العام العالمي، فلان الملآسي تتكرر وتصيب كل بيت آمن من بيوت مدننا وقرانا".

أضاف: "نحن ندين كل انتهاك للحريات وكل تعد على كرامات الانسان. نحن ندينها بمنطق الفطرة المزروعة في قلب كل كائن بشري. نحن ندينها بمنطق الانجيل وتعاليم السيد المسيح رسول المحبة والسلام، كما ندينها بمنطوق المعاهدات الدولية. هذا موقفنا ككنيسة وكشعب، من كل ما يجري حولنا اليوم. نحن لا ننظر لانفسنا كأقلية دينية ولا نسمح بأن ينظر الينا في هذا المنظار، بل من زاوية المسؤولية الوطنية والشراكة الكاملة في المواطنة. وسنسعى مع كل أصحاب النوايا الحسنة لبلورة موقف وطني جامع ينبع من قناعتنا حول الانسان والمجتمع ودوره من السياسة في تنامي نموها الثقافي والحضاري. وما عملية خطف اخوينا المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي الا حالة من بين حالات عديدة أصابت مواطنينا ولا نستطيع ان نبقى مكتوفي الايدي تجاهها".

وقال: "بهذه المناسبة يهمنا ان نذكر انه مرت اربعة اشهر على هذه الحادثة، وحفلت هذه الفترة بعديد من التكهنات والشائعات والتحاليل حول اسباب اختطافهما او ظروف احتجازهما او حتى مصيرهما. طيلة هذه الاشهر ظلت كنيستنا منكبة على الصلاة من اجلهما متضرعة الى الله الكلي اقتداره ليظللهما برحمته، واعية بشكل تام انه لا يمكن ان تكون اساليبنا نحن المؤمنين بالمحبة والداعين الى السلام، الا متناغمة مع مقتضيات ايماننا المتجذر في الصليب ورجاء القيامة. وفي الوقت الذي كانت قلوبنا وقلوب شعبنا المؤمن تخفق، لا بل تعتصر صلاة وتضرعا من اجل عودة اخوينا وسائر المخطوفين سالمين، لم تأل بطريركية انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس جهدا، ولم توفر قناة اتصال مع الجهات الدولية والاقليمية الا وسلكتها، ولم تستثن بابا دوليا وكنسيا او محليا الا وطرقته، الا اننا لم نظفر بمعلومات موثوقة عن هذا الملف الانساني بالدرجة الاولى. ليس لنا الا ان نشكر كل الجهود التي بذلت هنا وهناك لمتابعة هذا الامر وان نثمن تلك المواقف الانسانية النبيلة وتلك المساعي التي قدمت لنا يد العون والتضامن على الرغم من انها لم تفض الى غاية المبتغى. لكن يبقى ان الفاعلين ومن وراءهم ومن يغفل عن فعلتهم يعون تماما الوقع السيىء لاختطاف هكذا شخصيتين مسيحيتين على المنطقة وسكانها".

وتابع: "لكن نحن مصممون كجماعة مؤمنة بدورها الحضاري وكجزء لا يتجزأ من نسيج هذه المنطقة الاجتماعي، على عدم الخروج عن مواقفنا التاريخية وسنبقى متجذرين في هذه الارض ساعين ان نكون فيها دعاة سلام وحوار، رغم ذلك نحن نستنكر ما جرى ونتعجب من غياب التحركات الفاعلة لانهاء هذا الواقع المرير ونستغرب اينما استغراب محدودية المعلومات التي تم التوصل اليها، لذلك سنخطط لجولات اتصالات متواصلة ساعين كي تصل الامور الى خواتيمها الحسنة باسرع وقت ممكن. لن يزيدنا الصمت والتعتيم الا اصرارا على المطالبة بالافراج عن المطرانين وسائر المخطوفين ونحن نعتبر المجتمع الدولي باسره مسؤولا عن انهاء هذا الواقع راجين ان يعم هذا المسعى الخير وضع المنطقة بأسرها".

وختم يازجي: "نسمع هذا المجتمع من حين لاخر يتباكى على مسيحيي الشرق ويحزن لما يدعيه عن اوضاعهم السيئة. نحن لسنا بحاجة الى مثل هذه المواساة اذ ان مصيرنا في بلادنا هو المصير ذاته لاخوتنا في المواطنة الذي نعيش معه بمحبة ووئام لعقود طويلة. نحن بحاجة الى مساعدة حقيقية في كشف مصير اخوتنا، ونحن واثقون ان المجتمع الدولي، ان اراد، له القدرة في الوصول الى حل لهذه القضية".

 

الراعي التقى وفدا من رعية وادي قنوبين وترأس اجتماعا للجنة البطريركية لشؤون الوادي المقدس

وطنية - التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وفدا من رعية وادي قنوبين، في حضور النائب البطريركي المطران مارون العمار وخادم الرعية الخوري حبيب صعب ومختارها طوني خطار وحشد من ابنائها. وعرض الوفد للبطريرك الراعي ظروف القرية وحاجاتها الأساسية المتمثلة بايصال طريق تراثية تراعي خصوصية القرية وتؤمن سهولة الوصول لأبنائها ولزوارها من اللبنانيين والاجانب.

وألقى الخوري صعب كلمة باسم الرعية أكد فيها "ارتياح ابناء الرعية لتوجهات البطريرك الراعي المتعلقة باحياء الحياة الروحية في الوادي". وشكر لغبطته البعد الانساني العميق الذي يقارب به ملف الوادي بتراثه البشري وكيانه الاجتماعي والرعوي القائم، وسعيه الى توفير الحد الادنى من الحقوق الطبيعية للأهالي. وقال الخوري صعب: "منذ ان صنف الوادي، ونحن نؤكد التزامنا بمضامين الاتفاقية الدولية التي ترعى المواقع المصنفة، والتي تعتبر هجر السكان من الموقع احد اخطر اسباب شطبه من لائحة التراث العالمي. الا ان التطبيق الكيفي التعسفي للتصنيف يفاقم من تهجير الأهالي. وقد بادرتم منذ زيارتكم الاولى الى الوادي بعد ان دعاكم الله على رأس كنيستنا الى تصويب التعامل مع هذا الملف. وها هم أبناء وادي قنوبين يجددون عهد الولاء لكنيستهم، وامانتهم للتراث الروحي والثقافي والطبيعي الذي تمثله قريتهم، والذي كان لهم دور اساس في حمايته والمحافظة عليه. وكلنا امل بانهم سيكسبون حقوقهم المزمنة المهدورة بعناية غبطتكم الأب المحب". ورد الراعي بكلمة رحب فيها بالوفد. وقال: "قنوبين منارة مشعة في مسيرة كنيستنا، وحجر أساس في البناء الكنسي بوجهيه الروحي والزمني. وانتم تمثلون تراثها البشري المحفوظ في قلب الكنيسة بالمحبة والحرص عليه. من هذا المنطلق نحن نتفهم اوضاعكم، ولن نرضى باستمرار حرمانكم من حقوقكم الطبيعية. وسنعمل مع المعنيين على تأمين طريق الى قريتكم، لاننا نريد المحافظة عليكم فيها، ونريد تراثا حيا في الوادي يتمكن الجميع من الوصول اليه والافادة منه".

لجنة الوادي

بعد ذلك، ترأس البطريرك الراعي اجتماعا للجنة البطريركية لشؤون الوادي المقدس، حضره رئيسها المطران مارون العمار، رئيسا اتحاد بلديات قضاءي زغرتا وبشري طوني سليمان وايلي مخلوف، رئيس دير مار انطونيوس قزحيا الاب مخائيل فنيانوس، رئيس دير مار ليشع الاب جوزف مسلم، ممثل مكتب الاونيسكو في بيروت جو كريدي، ممثلة المديرية العامة للآثار سمر كرم، عضو اللجنة الاب عبدو بدوي، المهندس شارل ساسين من دار الهندسة التي وضعت دراسة وادي قنوبين قرية نموذجية للحياة الروحية، وعضو اللجنة السابق جورج زوين. وفي نهاية الاجتماع، اوضح المطران العمار أنه "بتوجيه غبطة البطريرك اتخذ قرار بموافقة الجميع على تأهيل الطريق الترابية الى وادي قنوبين، وهذا القرار أنهى مرحلة البحث النظري لننتقل الى مرحلة التنفيذ. وفي هذا الاطار طلب غبطة البطريرك والمجتمعون من دار الهندسة المباشرة بتأهيل الطريق وانجاز مسافة بطول خمسين مترا كنموذج نطلع عليه، ونستكمل على اساسه تأهيل الطريق بكاملها وصولا الى دير سيدة قنوبين حيث تقيم الراهبات الانطونيات صيفا شتاء". وأشار الى العمل على اقامة جماعات مكرسة اخرى في سائر اديار وكنائس الوادي في سياق اعادة احياء الحياة الروحية في الوادي المقدس، التي وضعها البطريرك الراعي هدفا اساسيا، والعمل جار لتحقيق هذا الهدف.

 

حزب الله في ذكرى تغييب الصدر ورفيقيه: نلتزم العمل لابقاء هذه القضية حية وحاضرة باعتبارها قضية وطنية وإسلامية وجهادية كبرى

وطنية - أصدر "حزب الله"، بيانا لمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لتغييب الإمام السيد موسى الصدر، استهله بالقول: "في مثل هذا اليوم، 31 آب، من كل عام، تتجدد ذكرى المأساة الوطنية الكبرى المتمثلة بتغييب وإختطاف إمام الوطن والمقاومة سماحة الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه سماحة الشيخ محمد يعقوب والإستاذ عباس بدر الدين، أعادهم الله تعالى جميعا. ويتجدد الألم العميق والإحساس بالغضب والحزن في آنٍ واحد لهذا الظلم الكبير الذي لحق بالإمام ورفيقيه من جهة وبوطنهم وشعبهم وعائلاتهم وقضاياهم العادلة من جهة أخرى". أضاف: "المناسبة اليوم، تدعونا إلى استذكار هذا الإمام القائد والمؤسس، واستحضار تضحياته الجسيمة وجهوده الجبارة من أجل الحفاظ على وحدة لبنان وهويته وسلامة شعبه وعيشه المشترك الواحد، ومن أجل وأد الفتن الداخلية بين اللبنانيين أنفسهم وبين اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين، ومن أجل الدفاع عن لبنان وجنوبه بشكل خاص في وجه العدوان الصهيوني المستمر، ومن أجل القدس وفلسطين وشعب فلسطين. واستحضار دوره القيادي على مستوى الأمة ككل وعلى صعيد العالمين العربي والإسلامي وتعريف وتقديم هذا الإمام على صورته الرائعة والمشرقة لكل الأجيال الجديدة التي ولدت بعد خطف الإمام الصدر وتغييبه". واعتبر أن "هذا اليوم، مناسبة أيضا لتذكير العالم بالمسؤولية الكاملة والمباشرة الملقاة على عاتقه في هذه القضية، ووجوب أن تعمل جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكل القوى الحية في هذه الأمة، والسلطات الليبية الجديدة على إطلاق سراح الإمام الصدر ورفيقيه، وإعادتهم سالمين إلى وطنهم وشعبهم وعائلاتهم وساحات جهادهم". وختم بالقول: "اننا في حزب الله، وإلى جانب إخواننا في حركة أمل وكل الشرفاء في هذه الأمة، نؤكد التزامنا العمل من أجل بقاء هذه القضية حية وحاضرة باعتبارها قضية وطنية وإسلامية وجهادية كبرى، والسعي الدؤوب من أجل الوصول بها إلى الخاتمة الطيبة والمرجوة، مع تأكيدنا أن الخاطفين وان احتجزوا الإمام إلا أن نهجه وخطه وطريقه وفكره وآماله وأهدافه، استمرت بقوة وتحولت إلى شعب كامل ينجزها ويحققها الواحدة تلو الأخرى باسم الإمام الصدر وتحت رايته الخفاقة".

 

بري اقترح خلوة حوار متواصلة وصولا إلى تحقيق ادارة التوافق او الاختلاف: كل سلاح خارج سلاح الجيش وسلاح المقاومة على الحدود مرفوض وكفى لفا ودورانا

وطنية - وجه الرئيس نبيه بري في الذكرى 35 لاخفاء الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه، كلمة الى اللبنانيين والعالمين الاسلامي والعربي والمجتمع الدولي، بثتها وسائل الاعلام والمحطات الفضائية والتلفزيونية عند الخامسة والنصف من عصر اليوم، في حضور نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام الشيخ عبد الامير قبلان، عائلة الامام الصدر، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، اعضاء هيئة الرئاسة في "حركة امل"، رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ، نقيبي الصحافة والمحررين محمد بعلبكي، والياس عون، وحشد من رؤساء ومدراء التحرير في وسائل الاعلام والصحافة.

وقال بري "بسم الله. للبنان في يوم الامام الصدر، تحية الامام، وتحية حركة امل، حركة اللبناني نحو الافضل، الى شماله وجنوبه وبقاعه وجبله وعاصمته بيروت، للحركة للاخوة والاخوات، للكشافة والاشبال والزهرات، كنت اتشوق في مثل هذا الوقت للقياكم، لعلو جباهكم المؤمنة، واعلامكم الخفاقة- اللبنانية والحركية، كالعصافير فاتحة لصباحاتنا. وفي النبطية حكاية سفرنا عبر الزمان، وكتاب مقاومتنا وخزانة اسرارنا، ووضوء مائنا وضريح جسدنا، وصلاة برنا وبحرنا امنياتنا.

أضاف "غير أنه وللاسباب ذاتها التي حرص عليها الامام الصدر، بالغاء مهرجان عام 1975 في بيروت حفاظا على الوحدة، واحباطا لخطط المخربين والفتنويين، اقوم بمخاطبتكم عن بعد، لا سيما بعد الفاجعة التي حاقت بأهلنا في الضاحية وطرابلس الفيحاء، وما تأكد لنا من تخطيط ورصد واصرار على الفتنة"، وقد قال الامام علي (ع) "كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب"، وطبعا لن نكون بإذن الله".

وتابع "للامام الصدر الذي عتقنا له الحب في خوابي قلوبنا عاما بعد عام، لخمسة وثلاثين عاما، واضرمنا له اشواقنا يوما بعد يوم، واختزنا الحنين لعمره لحظة بعد لحظة. للامام الصدر الذي ينهض فينا فصلا واعدا، يزدهر بمواسم الماء، ويكسر معنا خبز شتائنا المر في ساعات المساءات الموحشة، ويورد معنا تعبنا من المرارات التي نحملها من جيل الى جيل، ويضحك لنا، ونحن نشتكي اليه حرماننا، وحقوقنا المنتزعة ووجعنا، ويرمم ذاكرتنا كلما اصابنا النسيان، وللامام الذي سيبقى يستدعينا غيابه من الجب حيث رماه اخوة عرب، واعتقدوا ان الصحراء تخفي سرهم، وان عصفة الريح على صفحة الرمل يطوي اثار اقدامهم، ويزيل بصمات جريمتهم. للامام الصدر ولأخويه فضيلة الاخ المجاهد الشيخ محمد يعقوب، والصحافي عباس بدر الدين، ولكم كل التحيات والتبريكات وبعد...".

وأردف "فإننا بداية ندخل اليكم ايها الاهل الاحبة من بوابة الامام القائد السيد موسى الصدر مؤكدين اولا: ان حركة امل التي انحازت الى الثورة الليبية منذ اليوم الاول لاندلاعها، وخصصت كل امكاناتها ووسائل اعلامها في نقل مباشر ليوميات الثورة، كانت تتنسم عبر مصادر الثورة، وعبر من يلقى القبض عليهم من رجالات النظام البائد الاخبار عن الامام ورفيقيه، وقد تابعنا كل إخبار، وكل اشارة، الا ان الصندوق الاسود للنظام لم يفتح بعد رغم القاء القبض على رئيس مخابرات ذلك النظام، وتسليمه الى عدالة الثورة ورغم القاء القبض على بعض اتباع النظام، وبعض ابناء المجرم القتيل معمر القذافي".

ثانيا: "ان كل ما قيل في الاعلام عن مصير الامام الصدر ورفيقيه، عار عن الصحة، كما ان كل الانباء التي حاولت تشويه الجهود المبذولة، في اطار تظهير الحقيقة، وتحرير الامام، بالحديث عن تسويات للقضية، هي انباء كاذبة".

ثالثا: "ان الاتهام باطالة امد المأساة، هو كلام خطابي في غير موقعه، والصحيح ان اللجنة الحكومية المكلفة لم تتوان لحظة عن التواصل الدائم مع السلطات الليبية سعيا الى التوصل للحقيقة لتحريره".

رابعا: "إننا بصراحة، فوجئنا حتى الآن بتردد السلطات الليبية بالمبادرة الى فتح الملفات السرية للنظام، وجرائمه وارهابه ضد شعبه ومعارضيه واشقائه وضد امن الدول واستقرارها، انطلاقا من مفتاح كل الغاز النظام المتمثل بجريمة اختطاف واخفاء الامام الصدر ورفيقيه".

خامسا: "اننا في قضية الامام الصدر تحديدا، لاتزال تغلبنا الحيرة، ونحن ننتظر ان تقوم السلطات الليبية بإعلام الرأي العام الدولي والعربي، وخصوصا اللبناني والليبي، بما توصل اليه القضاء الليبي بعد اعلامنا، وما افاد به اتباع النظام، وبينهم عدد غير قليل من مسؤولي النظام، في طليعتهم عبدالله السنوسي كبير جلادي النظام البائد، وما افاد به وريث جنونه ممول عمليات الجريمة المنظمة لنظامه سيف الاسلام القذافي، حول قضية اخفاء الامام الصدر ورفيقيه. عبدالله السنوسي بين ايديكم، بعد تجاوب موريتانيا مشكورة، في مثل هذه الايام مع طلبنا، وتسليمه لكم، وهو يعلم كل شيء، حتى انه هو طلب ختم الجوازات في مطار روما عام 1978، لمن انتحل شخصية الامام واسمه محمد علي الرحيبي. نقول ان القلق يساورنا حول وجود تواطؤ بين بعض من وضعوا ايديهم على مقاليد السلطة الجديدة، وبعض اركان النظام البائد، للتحفظ على الملفات السرية السياسية والامنية لذلك النظام، لأسباب تتصل بلوائح طويلة عريضة من المورطين في جرائم النظام او صفقاته. كما اصبح لدينا شكوك، بأن اجهزة دولية تقوم بحرق الادلة، ومسح البصمات السوداء للنظام، حفاظا على سجلات العلاقات الاستخبارية المتنوعة، او خطف شخصيات، او قطع الطريق على كل مشروع، او فكرة، تتعارض مع بعض السياسات الدولية والاقليمية، وصولا كذلك الى تمويل انتخابات بعض الدول الغربية. وأكبر دليل على ذلك، ما صرح به مؤخرا رئيس المجلس الانتقالي السابق مصطفى عبد الجليل، بالنسبة لقضية الامام قائلا "بعدم الجدية لدى السلطات السياسية والقضائية بكشف القضية".

سادسا: "ان هذا المشهد يجيز لنا التساؤل حول وجود خيوط وخطوط بين الثورة على النظام السابق، وبين النظام نفسه، ووجود مصالح مشتركة لشخصيات يجمعها التاريخ والقربى والجهوية والفئوية والعشائرية، وان هناك بالواقع من هم وجهان لعملة واحدة، والا لماذا تستمر مؤامرة اخفاء الامام الصدر ورفيقيه؟ ولماذا لم يفتح السجل الاجرامي الدموي للنظام؟ ولماذا لم تبدأ المحاكمات العلنية؟ ولماذا لم يسلم احد لمحكمة الجنايات الدولية؟ وما هي شروط الحقيقة المتوفرة اليوم حول كل القضايا؟ وهل هناك من يعتقد ان موت معمر القذافي يعني نهاية التاريخ المتصل به، وانه يجب بالتالي اقفال كل الملفات وعفا الله عما مضى؟".

سابعا: "اننا ننتظر بشغف كحل لبناني ليبي تشكيل لجنة لوضع قواعد للعلاقات القضائية والامنية بين لبنان وليبيا، لعل هذا الامر يفتح ابوابا مغلقة للحقيقة. ونقول لاركان الثورة، انه حتى ولو كان هناك من اركان النظام البائد المتهمين بهذه الجريمة ممن هم من اقرب الاشخاص اليكم، كمثل الريفي علي الشريف، وهو موقوف ايضا ومشبوه بقضية الامام، وكان رئيس الاستخبارات العسكرية عام 1978 نقول لكم: اتقوا الله بالامام الصدر ورفيقيه. ونقول لكم بصراحة: ان هذه القضية لن تنتهي لا بيننا ولا بينكم، ولا بين لبنان وبينكم، الا بجلائها وتحرير الامام ورفيقيه. ونقول لكم: ان قضية الحرية هي ما يجب ان يميزكم عن النظام البائد، الذي اغتال الحرية والحقوق والوحدة، والاحلام على انواعها. ان لبنان كل لبنان، وكل منظمات الحقوق والعدالة والحرية ننتظر من ليبيا الرسمية اليوم، اجوبة واضحة على اسئلة واضحة من خلال استجواب المجرمين السياسيين، ورجال مخابرات النظام السابق، وكل من كان مسؤولا عن اختطاف واحتجاز الامام الصدر ورفيقيه".

اخيرا: "نقول ان المؤشر الحقيقي لاستقرار ليبيا، وقيام نظام العدالة فيها، والتأكيد ان ليبيا تشهد عصرا من التغيير الديموقراطي الحق، انما يتوقف على فتح هذه القضية، وعلى تحرير الامام الصدر ورفيقيه، بإعتبارها قضية حرية، وقضية عدالة وقضية فكر وقضية انسانية وقضية اخلاقية، اضافة لكونها قضية اسلامية من الدرجة الاولى، ونحن نقول للاسلاميين في ليبيا، لنتذكر واياكم، ولم يمر بعد شهر تقريبا على صيامنا هذا العام، انه وفي عهد القذافي البائد، الشعب كل الشعب هناك: "بدل ما كان يشوف برمضان فوازير رمضان، او ينصرف للتوسل للباري عز وجل، بالابتهال كانت الناس تفطر على الشنق ورصاص الرحمة في الرؤوس. فالعمل في سبيل الامام ورفيقيه هو بداية العودة لينابيعنا الاسلامية الحقيقية وليس العكس".

وقال: "ايها الاعزاء، من باب الامام الصدر ندخل الى ساحة الوطن المربكة، والمضطربة، بفعل تعطيل الدولة وتعليق عمل المؤسسات، واننا لن ندخل في اسباب حالة الشلل القائمة، فهي باتت معروفة ومنطلقها، ان البعض يعتبرنا رعايا، ويعتبر نفسه الدولة، وان له حقوقا مكتسبة في وضع اليد على مقاليد السلطة، في حين ان اسبابنا مازالت تنطلق من الحقوق والمساواة والمواطنة والمشاركة وتعزيز الشراكة، وليس الشركة، وتحويل لبنان الى طاولة لتقاسم الغنائم"، سائلا "اين نحن من هذه الشعارات؟ هل هناك من يريد تقديم تنازلات لمشروع الدولة، واي لبنان نريد واية دولة نريد للبنان؟".

أضاف: "إننا في الطريق الى الدولة نذكر الجميع ان انتاج اتفاق الطائف ورسم معالم الدولة الراهنة، كان بفضل صمودنا ومقاومتنا وتضحياتنا التي مكنت لبنان من اسقاط العصر الاسرائيلي واتفاق 17 ايار، وفتحت الباب امام الدور والمسؤولية العربية والمساعي الدؤوبة لقيادة المملكة العربية السعودية وسورية، وصولا الى تحرير لبنان من الحرب الاهلية واستتباعاتها واحلال فصل السلم الاهلي".

وتابع: "لقد اعتبرنا ان لبنان منذ ذلك الحين، تجاوز محنته وانه بات بإمكانه المضي في حياته الطبيعية. وكنا في كل مرة يتعرض فيها النظام العام للاختبار والاهتزاز، نتمكن بالحوار الوطني الذي أطلقناه في مجلس النواب وصولا الى تفاهم الدوحة من وضع خارطة طريق نستعيد معها نوعا من الاستقرار النسبي.

ونذكر اننا كنا اول من رحب بإستئناف الحوار برئاسة فخامة رئيس الجمهورية، وصولا الى اننا وقبل وقت طويل، وعندما استشعرنا ببعض الاخطار، بادرنا الى طلب استئناف الحوار ولكن برز شرط مفاده ان الحوار لا ينطلق بظل استمرار الحكومة وعندما استقالت الحكومة برز شرط ان الحوار لا ينعقد الا بعد تشكيل حكومة تماما كما الشرط الآن ان لا ينعقد مجلس النواب الا بعد تشكيل الحكومة".

وقال: "العصي في الدواليب صناعة قديمة جدا، ولكن لا تقدم ولا تتقدم ابدا وستبقى قديمة.

اليوم ونحن نقع تحت ضغط ظل:

أولا: غياب المسؤولية الرسمية الى حد التلاشي والافلاس السياسي، وغياب اي احساس رسمي بوجود رقابة صارمة للعدو الاسرائيلي على صورة المشهد اللبناني، مترافقة مع المناورات العسكرية وعروض القوة، حتى اليوم كانت الطائرات الاسرائيلية فوق سماء لبنان، واستمرار الانتهاكات الجوية والبحرية والبرية وآخرها في اللبونة حيث كانت المقاومة وحدها حاضرة ناضرة.

ثانيا: الانعكاسات المتزايدة للمسألة السورية على لبنان وضغوطها الأمنية ووجود أزمة انسانية متزايدة يوميا، يعبر عنها وصول عدد اللاجئين والنازحين من الاشقاء السوريين والفلسطينيين الى حوالي مليون ونصف قبل نهاية العام ضمنهم ما يزيد عن ثلاثماية الف طالب، وهو أكثر بكثير من القدرة الاستيعابية للمؤسسات التربوية اللبنانية.

ثالثا: تصاعد التوترات المحلية الناجمة عن الجرائم الأمنية الطيارة وحرب العصابات المسلحة التي تنصب الكمائن وتخطف وتقتل وتفجر وترتكب المجازر الدموية ضد المدنيين كما حصل في الرويس وطرابلس، وما كان وما زال يخطط له".

وأردف قائلا: "إنني في مسألة التفجيرات واطلاق الصواريخ التي تجري تحت مسميات اسلامية، ارى انها تخفي وراءها ادوارا اسرائيلية ليس لأنها تشكل خدمة مجانية لاسرائيل وحدها، بل لأن اسرائيل تواصل شن حرب استخبارية على لبنان. وقد سبق ان فككت الأجهزة الأمنية اللبنانية والمقاومة عشرات شبكات التجسس والتخريب الاسرائيلي. واليوم نقول: ان اي شبكة تقوم بأعمال التخريب والقتل والتوتير هي بالنتيجة شبكات اسرائيلية مهما كانت اسماؤها وعناوينها وان كل من يمول ويسلح هذه الشبكات انما يمول انتحار لبنان وانتحار جهته نفسها".

وتابع: "وفي كل الحالات، وفي ظل ما تقدم، فإنه ليس هناك من بداية مخرج سياسي وطني سوى: الحوار. اننا كطرف مؤمن بالحوار ومبني على ثقافة الحوار، نقول للجميع تعالوا نكسب الوقت ونخوض حوارا مفتوحا وجها لوجه دون انتظار لتحولات في المدى الاقليمي المنظور لأن في ذلك مضيعة للوقت. كما ان انتظار كلمة للسر من هنا او من هناك وضوء اخضر لاطلاق قطار التفاهمات، هو اضاعة للمزيد من الوقت، حيث ان لبنان لم يعد اولوية على جدول اعمال المكلفين بمعالجة الملفات، لأن العناوين التي تتصدر الأولويات تفوح منها رائحة الموت والبارود ولبنان يبحث عن ابرة سلامه في كومة هشيم يحترق من حوله".

وقال: "إننا من جهتنا نقترح على فخامة رئيس الجمهورية، خارطة طريق للتنصل من الوضع المتراكم المتفاقم الراهن، تلخص بالشروع فورا بالحوار في خلوة تمتد لخمسة ايام متصلة يدعى اليها دولة الرئيس المكلف الاستاذ تمام سلام وجدول أعمالها:

1- شكل وبيان الحكومة الجديدة، لئلا يقال الآن اني اتعدى على السلطة التشريعية.

2- منح الجيش، بالاضافة لحقه بتطويع خمسة آلاف جندي، التفويض الوطني الكامل لرفع السلاح المصوب الى رأس طرابلس وانقاذ البقاع وكامل منطقة الحدود الشمالية مع سوريا، من فوضى السلاح والمسلحين وشبكات التفجير وعصابات الاتجار بالموت وبكل شيء.

3- وسائل اخراج التداخلات اللبنانية في المسألة السورية.

4- خارطة طريق للخروج من الأزمة الاقتصادية - الاجتماعية.

5- اعادة تفعيل الحوار حول قانون الانتخابات.

6- ودائما، الاستراتيجية الوطنية للدفاع.

وتابع: "إننا نرى ان طاولة الحوار، وهذا البرنامج ينبغي ان ينعقد ويكون مفتوحا بشكل متواصل حتى لو اقتضى الامر يوما زائدا، حتى التوصل الى تحقيق ادارة التوافق او الاختلاف".

وقال: "هذا على المستوى السياسي، اما على المستوى الدفاعي، فإننا نعيد توجيه الذاكرة الى اننا حملنا السلاح عندما تخلت الدولة عن واجب الدفاع.

لقد حملنا السلاح عندما قصفت اسرائيل خط الدفاع العربي الوهمي واختطفت ضباطا لبنانيين وسوريين من عيتا الشعب، البلدة نفسها التي تمكنت المقاومة عند حدودها عام 2006 من أسر جنود اسرائيليين.

لقد حملنا السلاح عندما اصبح الجنوب عنوانا للمجزرة الاسرائيلية المستمرة.

لقد حملنا السلاح عندما تحول الجنوب والبقاع الغربي، مرتعا للكومندوس الاسرائيلي وغاراته الليلية ونسفه للمنازل واختطافه للمواطنين.

حملنا السلاح عندما اجتاحت اسرائيل حدودنا السيادية بعنوان: عملية الليطاني عام 1978 واقامت ما اسمته الحزام الامني. وعندما اجتاحت بقيادة (رئيس وزراء العدو الأسبق ارييل) شارون ثلثي الجمهورية اللبنانية عام 1982 عبر خطوط قوات اليونيفيل وصولا الى ان استباحة عاصمتنا وارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا.

وحملنا السلاح بمواجهة الاجتياحات الجوية لأرضنا في اعوام 1993 و1996 و1999 ومجازر النبطية والمنصوري وسحمر وقانا.. و.. والى آخره.

وحملنا السلاح بمواجهة حرب اسرائيل على لبنان عام 2006 وحقق لبنان، بتضافر عناصر وحدته الوطنية ومقاومته وجيشه وشعبه، أول انتصار على الجيش الذي لا يقهر وأوقع أول هزيمة استراتيجية بتاريخ اسرائيل".

أضاف: "وبالنسبة للقرار الدولي رقم 1701، وهم يعرفون اننا نحترم القرارات الدولية بل كان لنا بعض الدور في صنع بعضها، فيما لا تقيم اسرائيل وزنا لتلك القرارات والمعروف ان كل القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية وبالأراضي العربية المحتلة منذ عام 1948 وحتى اليوم هي قرارات مع وقف التنفيذ. البعض يرى ان الحرب انتهت وكفى الله المؤمنين شر القتال، ويرغبون من المقاومة بكل بساطة تسليم السلاح!

هل قصدهم هو تسليم السلاح بلا شروط وبلا ضمانات بعدم قيام اسرائيل بالتهديد باللجوء الى القوة بدون انسحاب من باقي ارضنا المحتلة، ام اننا سامحنا بأرضنا المحتلة، والا فإننا سنكون خارجين عن الشرعية الوطنية وربما العربية والدولية، بل قصدهم تسليم السلاح دون تنفيذ حتى مندرجات القرار 1701؟ القرار 1701 ينص على وقف حالة العداء، حتى وقف اطلاق النار لا ينص عليه هذا القرار والمفروض ان يستبدل هذا الامر".

وتابع: "إننا نتذكر بسخرية وبحزن مشاهد تاريخية لأهلنا المهجرين المقيمين في الخيام على مجرى نهر الأولي او منتشرين على أرصفة بيروت، وكيف كنا مقبولين عندما كنا ضحايا مقتولين وخاسرين، وكان تعويضنا الوحيد مجلس الجنوب قبل ان يتحول مؤسسة للانماء وليس فقط للتعويض. وكيف كنا مقبولين فقط عندما كنا مواطنين مؤجلين ومحرومين من خدمات الدولة بلا شبكات امان تربوية وصحية ودون كهرباء وماء وهاتف ودون دفاع؟

الآن لماذا اصبحنا مرفوضين؟ لأننا بتنا نستطيع ان نردع العدو وان نحمي سيادة الوطن لا سيادة الطائفة، وحدود الوطن لا حدود الطائفة؟".

واستطرد قائلا: "إننا نتساءل في السياق من تراه يحدد مشروعية ان ندافع عن انفسنا بمواجهة عدوانية وغطرسة اسرائيل وتمردها على الشرعية الدولية، في غياب مسؤولية الدولة والمجتمع الدولي، وفي ظل تجاهل موت المواطنين طيلة خمسين عاما منذ عام 1948 حتى تحرير معظم ارضنا عام 2000.

اليوم نقول ان مفهوم الدفاع لا يخص طائفة ولا مذهب بعينه، الحدود الجنوبية ليست حدودا للشيعة، والحدود الشرقية - الشمالية ليست مساحات للطفار والعاصمة ليست للسنة، وطرابلس ليست مشاعا لأمراء الزواريب وصيدا ليست لأحد بعينه، انها عاصمة الجنوب وعاصمة المقاومة وعاصمة التاريخ والجغرافيا والتجارة على البحر المتوسط هي عين وصور مما لا شك فيه هي العين الأخرى لابناء الجنوب".

أضاف: "الآن نقول بصراحة ان كل سلاح خارج سلاح الجيش وسلاح المقاومة على الحدود هو سلاح مرفوض وكفى لفا ودورانا".

وقال: "اننا نذكر ان السلاح وضع في يد المواطنين منذ سنوات بعيدة خلال مراحل الحرب الفتنة، حتى قبل ان ينشأ حزب الله والمقاومة الاسلامية، وان بعضنا فقط نحن في حركة امل وفي الحزب التقدمي الاشتراكي، والتزاما بإتفاق الوفاق الوطني للطائف، نحن من تقدم طوعا وسلم اسلحته للجيش، ونحن اخذنا بيد الجيش الى كل الجغرافيا البشرية الوطنية المفترض اننا نسيطر عليها ونحن فتحنا منازلنا وقلوبنا لمشروع الدولة ولادوار الدولة، فيما لازال الآخرون يسعون الى اعادة انتاج نظام المصالح، النظام الذي أرساه الانتداب دون ان ينتبهوا الى ان العالم تغير والى ان القاعدة التي تحكم العلاقات داخل الاوطان باتت المشاركة".

و"بالنسبة الى الانخراط اللبناني في المسألة السورية والتجاوز على سياسة النأي بالنفس"، طالب بري "وبقوة، ليس باخراج عنصر التداخل اللبناني في الأزمة السورية على انواعه فحسب، بل باخراج وتحييد كل عناصر التدخل والتداخل الخارجي العسكري والامني والمالي العربي والاقليمي والدولي من المسألة السورية، ذلك لأن اللبنانيين الذين تشكل سوريا عمقهم العربي والاسلامي والجغرافي كانوا آخر العرب بل آخر دول العالم، بالانخراط في المسألة السورية والاصابة بعدوى الحمى السورية".

وتابع: "ونشير انه وعلى خلفية المسألة السورية والاستثمار عليها، تشن اسرائيل حربا ديبلوماسية انطلاقا من اوروبا ضد لبنان، ولم ينتبه بعضنا للأسف الشديد الى ان ذلك سيتحول الى كابوس ضاغط على كل لبناني وسيخضع كل منا الى فحص لأصله وفصله واصوله المالية وعمله وسجله العدلي وسجله العائلي بل شجرته العائلية قبل منحه اي تأشيرة او اقامة في اوروبا، بما في ذلك الدول الاوروبية الجارة على المتوسط.

اننا نرى ان الهجوم السياسي الديبلوماسي الذي استهدف لبنان انطلاقا من اوروبا يأتي في سياق الضغط على مصالح اللبنانيين في كل مكان، ثأرا من تمكن لبنان دولة وشعبا وجيشا ومقاومة من دحر الاحتلال وردع العدوانية الاسرائيلية، حيث وعلى الصعيد نفسه يجري افتعال احداث تتعلق بلبنانيين في غير بلد افريقي وتعريض مصالحهم اللبنانيين التجارية والاقتصادية لضغوط متنوعة وقد طاول الامر نفسه تأشيرات اللبنانيين الى دول كبرى واصبح كل لبناني عرضة للمساءلة والتحقيق".

وقال: "اننا، اذ نؤكد ان من حق الدولة، اية دولة، اتخاذ الاجراءات التي تضمن امنها وامن مواطنيها بالاستناد الى نظامها القضائي لا الاحكام السياسية ونعيد التذكير بأن اللبنانيين بدأوا رحلة الاغتراب الى مختلف دول العالم منذ حوالي المئتي عام، وكان لهم حضورهم العلمي والثقافي المميز اضافة الى دورهم في عالم التجارة، لذلك فإنني اطالب كل البلدان الشقيقة والصديقة بوقف تمييز اللبنانيين طائفيا ومذهبيا ووقف عمليات ابعادهم ومعاملتهم معاملة مميزة بدل معاقبتهم على اساس اية خلفية سياسية. واجدد المطالبة بالمناسبة بالعودة الى اطلاق وزارة المغتربين التي هي مصلحة لبنانية قبل كل شيء".

وتطرق بري إلى الوضع الإقتصادي، قائلا: "على المستوى الاقتصادي فإننا، ايها الاعزاء، وفيما نستمر في سياسة الاستنزاف المالي المتبعة بالاستدانة على مستقبل اولادنا واحفادنا وبالكاد خدمة الدين العام، ونقصر عن دفع حقوق القطاعات ونتخلف عن اقرار سلفة الرتب والرواتب، وقد رمت الحكومة الراحلة الكرة في ملعب المجلس النيابي واراحت واستراحت، فإن المجلس النيابي اذا ما تمكن من القيام بدوره التشريعي قادر على انجاز مشروع السلسلة وايجاد المداخيل المناسبة لتمويلها، وهو قادر على ضمان تجاوب الموظفين مع اية خطوات ضرورية تؤمن ديمومة تمويل السلسلة".

وتابع في هذا المجال: "إننا اليوم أمام ثروة بحرية موعودة ستفتح آفاقا أمام لبنان دون ان يعني ذلك ان نضع ارجلنا في المياه الباردة، ونستريح كما يقول المثل. ولسنا ضد انعقاد جلسة لمجلس الوزراء لاقرار مراسيم النفط، التي سبق واقرت مبدئيا، قبل استقالة الحكومة، ولكن على ان يتم تلزيم كامل "البلوكات" في الوقت ذاته، دفعا لكل اطماع اسرائيلية".

وحذر من "اي تلزيم جزئي لا يطال الكل لانه سيفسر لمصلحة اسرائيل واطماعها، بينما شمول التلزيم يؤكد على حقوقنا في المنطقة الاقتصادية الخالصة دون اي نقصان. فاسرائيل تعقد الاتفاقات وتسعى ليل نهار إلى ضم مساحات شاسعة من مياهنا المليئة بالخيرات من هذه الثروة...في الوقت الذي نسعى نحن ليل نهار ليس لردعها، بل لردع المقاومة التي هي الضامن والملجأ الاوحد مع الجيش للحفاظ على هذه الثروة".

وقال: "واليوم اطلب كسب الوقت لاصدار قوانين، واتخاذ اجراءات تنفيذية تقنية لربط شبكات صناعية وخدماتية لتوزيع الغاز، والى التفكير بشكل جدي بربط المصفاتين في طرابلس والزهراني بنفط العراق عن طريق البر، بما يؤمن آلاف فرص العمل، اضافة الى التوفير الذي سنلمسه على الفاتورة النفطية".

أضاف "لقد كان العام 2012-2013 عام الليطاني، وقد بدأ العمل بمشروع الليطاني على منسوب 800 متر، مترافق مع مشروع بيئي ضخم، يتضمن تنظيف حوض مجرى الليطاني على كامل مجراه في البقاع الشمالي، خصوصا في البقاع الغربي، بمبلغ يتجاوز المئتي مليون دولار اميركي بعد الآن مع المختصين في البنك الدولي للسير به. كذلك وفي الايام القليلة القادمة سيوضع حجر الاساس لمستشفى صور الحكومي، وبذلك نكون قد استكملنا الخارطة الصحية للجنوب. كما سيوضع حجر اساس لدار البلدية في كفررمان".

وتابع "ايها الاعزاء...من لبنان الى الواقع العربي، فإنني هنا سأعيد عليكم كلاما للامام الصدر قاله لصحيفة النهار، وما اشبه اليوم بالبارحة، ومما جاء فيه: "ان لبنان والعالم العربي، في منعطف تاريخي كبير، بل في منزلق مخيف، وان اسرائيل تعتبر الواقع الراهن بمثابة مولد جديد لها، وهي تنظر فترى ان العالم العربي ينحل من حولها، ويتفكك، وان قواه تتبدد، فهل يجوز لنا ولأبنائنا في لبنان، والعالم العربي ونحن نتحسس كل ذلك، ان نعيش غفلة اخرى، او ان نغض الطرف عما يجري؟"، معلقا "يومها دعانا الامام الصدر الى التحرك جميعا قبل فوات الاوان".

وخاطب الامام المغيب "نعترف اليوم انه فاتنا ما اردت يا سيدي الامام الصدر، وان النظام العربي كله يكاد يسقط ضحية الغفلة، وها هي اسرائيل لا تجد فرصة اكبر من اللحظة السياسية الراهنة لتفرض حلا على حساب اماني الشعب الفلسطيني، بشروط الامن والاستيطان".

واعتبر ان "صورة المشهد من فلسطين تعبر عن واقع عربي مشابه للذي كان يوم ولادة الكيان الصهيوني، حيث تمضي اسرائيل في مخطط تهويد الكيان، وتحويله الى دولة دينية خالصة نظيفة من كل الاغيار، وتقوم بإجلاء عرب النقب في اطار مخطط استيطاني عام، سيتم في مرحلته الثانية، اخراج عرب الارض المحتلة ضمن الخط الاخضر، والاستمرار في مخطط تجفيف القدس من العرب الفسلطينيين، بما في ذلك محيط الحرم القدسي الشريف نفسه، اضافة الى الحفريات التي لا تتوقف اسفله".

وأشار إلى ان "الواجبين الوطني والقومي، والواجب الانساني، يتطلب منا اعادة ترتيب اولوياتنا ونبذ خلافاتنا وانقساماتنا، وتوجيه معركتنا نحو التناقض الرئيسي الذي تمثله اسرائيل، وبذل جهودنا ومهجنا وارواحنا في سبيل القضية المركزية الفلسطينية، وفي سبيل احقاق حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف".

وقال: أيها الاعزاء...ان سوريا في الواقع العربي الراهن تمثل نكبة تعادل نكبة فلسطين مع اختلاف المكان والزمان. ان كارثة سورية الانسانية والبنيوية، وما اصابها من دمار قد تجعلنا امام كارثة كارثة فلسطين الرقم 2".

وتابع "ايها اللبنانيون...لقد صدر حكم سياسي من تحالف الراغبين بوضع سورية على منظار التصويب العسكري، حتى قبل انتهاء لجنة التحقيق الدولية من مهمتها حول المسؤولية عن الهجمات الكيماوية، وحتى دون انتظار قرار من مجلس الامن الدولي. لقد اطلق نفير الحرب، ودقت الطبول، وتحركت الاساطيل الغربية وفي طليعتها المدمرات، فيما اسدلت جامعة الدول العربية ستار تغطية الحرب على سورية، تماما كما حصل على العراق، وكما يجري تأهيل بعض الادوار العربية لاستهداف مصر في المستقبل، بالقفز على ما كانت قد اعلنته دول عربية برفض التدخل العسكري ضد سورية، وبرفض استخدام اراضيها منطلقا للعدوان على سورية، فيما الحقيقة هي ان صواريخ الكروز والتوماهوك وغيرها، ستعبر الاجواء العربية، وقد ذكرت احدى الصحف اليوم انها ستمر فوقنا لتضرب اهدافها في بلد عربي، دون توجيه اسئلة عما ستصبح عليه حال سورية والمنطقة بعد موجات الصواريخ".

وحذر من ان "لبنان سيكون الاكثر تأثرا بالنتائج، وسيصبح مكشوفا اكثر فأكثر امام الاخطار المتأتية من الحرب على سورية، ومن استمرار الحرب السورية نفسها، التي وبكل تأكيد ستزداد عنفا وقسوة، وستضخ المزيد من موجات اللاجئين، وستجعل الحدود اللبنانية السورية محكومة بشكل متزايد بحركة المسلحين والسلاح العابر للحدود".

فت إلى أن "ما يجري في هذه اللحظة السياسية ليس لعبة غميضة ابدا على مستوى المنطقة وسورية وجوارها، بل مشاهد حية لصورة الحراك الدولي والاقليمي والمحلي المسلح بكل انواع السلاح الاكثر حداثة والاشد فتكا، والذي يحاول اعادة تقسيم اقطارنا الى فيدراليات وكونفدراليات، لنترحم على سايكس بيكو، كما قلت هذا الكلام في ذكرى الامام الصدر واكرر اليوم، وتوطين القضايا واستيطان الملفات، والقفز على الاماني والاحلام، وستعود المنطقة الى ما كانت عليه محكومة الى السلام المفقود والديموقراطية الغائبة كما عنون الاستاذ محمد حسنين هيكل في احد كتبه".

وأكد ان "حل المسألة السورية لن يكون الا بالمفاوضات لا بالغارات كما، ان مد الازمة السورية بالمزيد من الاسلحة والمال، لن يؤدي سوى الى استمرار الحرب في سورية حتى آخر سوري، وان المستفيد الوحيد من الوضع السوري الراهن هو اسرائيل، التي تريد ان تبقى سورية تلحس المبرد وتستنزف الى ما لا نهاية، مما يؤدي الى اسقاط دورها الاقليمي وانهيارها، وتقويض مؤسساتها ودمار جيشها".

ودعا "ابناء سورية في الموالاة والمعارضة الى وقف حمام الدم الجاري، والى القبول بمشروع الحوار في اطار "جنيف 2"، والجلوس الى طاولة الحوار، وصنع وبناء تفاهم يؤسس الى عودة السلام الاهلي والاستقرار، وعودة سورية للنهوض بموقعها وبدورها الذي يتكامل مع التاريخ".

ولفت إلى أن "الاتفاق السوري السوري، وكذلك الاتفاق الروسي الاميركي، على سلوك طريق الحل السياسي للازمة السورية عبر "جنيف 2"، والدعم الصيني الاوروبي، لن يكون كافيا، بل ان المطلوب اولا ودائما، بناء علاقة ثقة في العلاقات الايرانية- السعودية تفتح الباب لصنع تفاهمات اقليمية، وفي الطليعة دعم سلام سورية، وترسيخ سلام لبنان، وضمان تحقيق اماني الشعب الفلسطيني، واخراج العراق العزيز من واقع العصف المتفجر، وتجفيف مصادر الارهاب المذهبي الذي يقتل دون رحمة"، سائلا "الى اين؟، مجيبا "صدقوني ان جميع المسلمين هم شيعة لانهم كلهم يحبون اهل البيت، وهم ايضا سنة لأن جميع المسلمين يعتقدون بوجوب العمل بكل ما ثبت صدوره عن النبي الاكرم. الم يأت اسمنا من هاتين؟ اوليس لنا كتاب واحد؟".

وختم "ها نحن نعود الى ظل صوتك يا سيدي الامام الصدر، مؤكدين معك على الالتزام المطلق بالوطن الذي يجب ان يبقى، والذي لا يحل محله شيء، وان الانسان لا معنى لوجوده في هذا العصر دون وطن. وها نحن يا سيدي تزمجر حولنا عواصف، وتحاول ان تجتاحنا الاعاصير، فنحتمي بما علمتنا من محبة وتسامح والوحدة والتعايش. ها نحن نسكن صحوك وكلامك، نستعير منك الماء لعطشنا، فيركض خلفنا النهر الذي كان يركض امامنا نحو تحقيق احلامك، ها انت على موائد اوجاعنا ارغفة من الكلمات، كنا خبأناها لأيامنا فلا نجوع ولا نركن للصدى والصمت. عهدنا اليك الحرية، وعهدك الينا حفظ لبنان وفي قلبه الجنوب. عشتم يا سيدي الامام، عاش لبنان".