المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 31 تشرين الأول/2013

عناوين النشرة

*رسالة يعقوب/الفصل 02/14-26/الإيمان والأعمال

*أخر من يحق لهم التحدث عن المعتقلين في السجون السورية هم عون والراعي ونصرالله وباقي زمر 8 آذار

*بالصوت/قراءة للياس بجاني في سفالة المتاجرين بملف المعتقلين بالسجون السورية/هم الأخبار/30 تشرين الأول/13

*اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/30تشرين الأول/13

*نشرة الأخبار باللغة الانكليزية

*بيان المطارنة الموارنة فقد وهجهه وغاياته منذ تولى الراعي سدة البطريركية/الياس بجاني

*اضغط هنا للإستماع لبيان المطارنة الموارنة/30 تشرين الأول/13

*المطارنة الموارنة: شعور بالخيبة أمام عجز المسؤولين عن تأليف حكومة واسف لما آلت اليه أحوال المجلس النيابي

*البابا فرنسيس يطلق نداء لأجل شعب العراق المتضرر من العنف

*اليومُ الاوّل الذي تعيشُه طرابلس ، بعدَ ثمانيةِ ايّام ٍمن اشتباكاتِ الجولةِ السابعة َعشْرة

*الحريري استقبل سلام في باريس

*ايفا غزال عادت لذويها الذين بتعرضون للضغوط لإسقاط القضية ضد ال مشيك والشيخ حسن المولى

*غطرسة «حزب الله»/رندة تقي الدين/الحياة

*اصابة 3 مواطنين بعد تعرضهم لاطلاق نار عند مستديرة الملولة

*وفاة جندي خلال مشاركته بإخماد حريق في صيدا

*الامن العام صادر البسة تنكرية تحمل رسوما مسيئة الى احدى الديانات في زوق مكايل والحازمية وجل الديب

*مذكرتا توقيف وجاهيتين بحق لبناني وتركي بملف السيارات المفخخة

*الأمينُ العام للمجلس الشرعي الاسلامي الأعلى الشيخ خلدون عريمط: السيّد حسن نصرالله يتصرّف في لبنان كما يتصرف الشاه في ايران  

*المسيحية تُنحر في الزوق و الكاثوليكي للاعلام شكر الامن العام لسحبه من منطقة جبل لبنان ألبسة تنكرية تسيء الى الزي الرهباني

*تغريم وسجن الاخوين الناطور بملف اللحوم الفاسدة

*شعبة المعلومات تستدعي علي عيد لضرورات التحقيق في انفجاري طرابلس

*سليمان ارتاح لاستتباب الامن في طرابلس : لابقاء المواقف السياسية المختلفة بعيدة من الواقع الامني الميداني

*سفارة الاميركية: انخراط حزب الله في سوريا يؤدي الى تفاقم التوترات الطائفية ويهدّد الامن

*فارس سعيد بعد اجتماع 14 آذار: لن نستسلم لأي قوة تحمل سلاحا غير شرعي

*النائب عمار حوري: نهج 'حزب الله” التدميري للمؤسسات ودعوته لمؤتمر تأسيسي يخدمان مشروعه لقيام دولة إسلاميّة في لبنان

*د. مصطفى علوش زار جعجع: لا موافقة على صيغة 9/9/6 وما زلنا نتشاور مع الكتائب

*د. مصطفى علوش: لم أتعّرض لاعتداء مسلّح أمس في طرابلس

*جعجع التقى سفيرة سويسرا… فرعون من معراب: الفراغ في 'الرئاسة” بهدف الدعوة لمؤتمر تأسيسي هو مشروع فتنة

*النائب ميشال فرعون زار جعجع : لاحترام موعد الاستحقاق الرئاسي والدعوة لمؤتمر تأسيسي مشروع فتنة

*رئيس الجمعية علي أبو دهن: هلّ السياسيين يستشعرون مطلبنا الانسـاني ونأمل من ابراهيم ان يستكمل ما بدأه مع محرري اعزاز

*سامي الجميل استقبل وفدا من اهالي المعتقلين في سوريا/ زوجة بطرس خوند : نحن ايضا ابناء الوطن ولدينا حقوق وعلى الدولة ان تساعدنا

*النائب فادي الهبر: ليتوسط نصرالله وعون لاعادة المفقودين في سوريا

*النائب سمير الجسر: لا يمكن ان يستمر البلد بلا حكومة

*تكثيف المساعي لتشكيل حكومة قبل "الاستقلال" وسليمان يجدد قبوله بأي "صيغة جامعة"

*جنبلاط: كنا سنحكم سوريا وصار مطلب 14 آذار رفض الثلث المعطل

*فتفت : التشكيل مستحيل في ظل تشبث حزب الله بتدخله العسكري في سوريا

*بري: من يعطلون يدفعون باتجاه الانحدار والمطلوب قانون جديد للانتخاب في أقرب مهلة

*لجنة الإدارة وفرعية قانون الانتخاب تابعتا درس القانون/روبير غانم: كلفنا لجنة مصغرة لدرس الإصلاحات ونأمل التوصل الى جامع مشترك

*العشاء السنوي لمؤسسة الكاردينال صفير

*"اللامركزية" مشروع متكامل ونادر في التشريع اللبناني/الوزير السابق زياد بارود: ما قمنا به يؤسس لعمل ميثاقي

*السفير السوري يرد على الدعوات لخطفه مقابل الافراج عن المعتقلين في سوريا: أرجو الحرص على خطاب فيه احترام للذات اكثروفد عوني في ضيافة صبي الأسد  الوزير السابق فايز شكر وإشادة بصمود الأسد

*خاطفو المطرانين في سوريا اشترطوا "وقف العنف" للافراج عنهما

*"كلام نصرالله عن المعتقلين في سوريا حمّال أوجه النهاية السعيدة تفترض كشف مصير المئات

*عبد الحميد بيضون للسياسة :حزب الله وإيران يعيشان وهم إمكانية إنقاذ الأسد/أوساط قيادية في المستقبل: نصرالله مصر على معاداة العرب

*بعد مرور نحو ثلاثين عاماً على اختفائهم في لبنان تطورات مفاجئة تكشف قريباً عن مصير الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة ورون آراد

*حاول شحذ الهمم لمعركة القلمون/وهم الانتصار لدى نصرالله يتحول غطرسة سياسية

*عضو "المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى" المحامي محمد المراد، كفى يا سماحة مفتي الجمهورية وأتحداه بأن يصرح مجدداً أنه لا يريد التمديد لنفسه/خالد موسى/موقع 14 آذار

*«الجمهورية» تكشف إسم خاطف المطرانين والمفاوضات لإطلاقهما/مارلين وهبة/جريدة الجمهورية

*العلامة السيد علي الأمين في مقابلة مع المستقبل/البديل الشيعي الديموقراطي موجود لكن ظهوره يحتاج إلى الدولة الديموقراطية/31 تشرين الأول/13

*من أسباب استعصاء الحل في طرابلس؟/مصطفى علوش/المستقبل

*هذا درس جديد قديم!/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*لماذا غضب لافروف؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*زوّار الحريري : ليلتزم "حزب الله" إعلان بعبدا وينسحب من سوريا غير معني بالـ 9 - 9 - 6... فليشكّلوا الحكومة وحدهم/ايلي الحاج/النهار
*إلى متى تبقى أميركا «عدوة» حلفائها؟/هدى الحسيني/الشرق الأوسط
*جنيف -2: حوار بين الأسد... والأسد/حسان حيدر/الحياة

*على مرأى من أجهزة الدولة اللبنانية العاجزة عن اعتقالهم لانتمائهم إلى حزب الله/المتهمون الخمسة باغتيال الحريري يظهرون علناً في بيروت/حميد غريافي

*سوية دولية مع الأسد إذا تعذّر حضور المعارضة/عبدالوهاب بدرخان/الحياة

*يعاقِبون حلفاء السعودية... من المحيط إلى الخليج!/طونى عيسى/جريدة الجمهورية

*هل بات «حزب الله» موالياً لأميركا؟/جاد يوسف/جريدة الجمهورية

*رهان الحزب بلا قفازات!/نبيل بومنصف/النهار

*مطالب التنازل... والتسويات/عبدالله إسكندر/الحياة

*ضوء أخضر أميركي إسرائيلي لـ«السلام الإيراني»/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

*طرابلس... الحديقة الخلفية للنظام السوري!/علي بركات أسعد/السياسة

*الوضع في طرابلس يكشف هشاشة النظام اللبناني/مهى عون/السياسة

*في رسالة ينقلها المالكي بهدف التسويق لتعاون رباعي في مواجهة الإرهاب الأسد يبلغ أوباما موافقته على تدخل عسكري أميركي ضد "القاعدة"

*نواب في الكونغرس ينتقدون موقف الإدارة الأميركية من التطورات في مصر والقاهرة تتجه لتعاون عسكري واسع مع موسكو

*الأسد يوجه ضربة لـ«جنيف 2» بإقالة جميل

*الاسد: وقف دعم 'الارهابيين” الخطوة الاهم لتهيئة الظروف لجنيف – 2

*نواب اميركيون يدعون الى استئناف المساعدات لمصر

*طهران: لم نوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%

*ضابط رفيع سابق في مكافحة الإرهاب للراي: جميع الزعماء العرب خاضعون للتجسس أيضاً

 

تفاصيل النشرة

 

رسالة يعقوب/الفصل 02/14-26/الإيمان والأعمال

ماذا ينفع الإنسان، يا إخوتي، أن يدعي الإيمان من غير أعمال؟ أيقدر هذا الإيمان أن يخلصه؟ فلو كان فيكم أخ عريان أو أخت عريانة لا قوت لهما، فماذا ينفع قولكم لهما: إذهبا بسلام! استدفئا واشبعا، إذا كنتم لا تعطونهما شيئا مما يحتاج إليه الجسد؟ وكذلك الإيمان، فهو بغير الأعمال يكون في حد ذاته ميتا. وربما قال أحدكم: أنت لك إيمان وأنا لي أعمال، فأقول له: أرني كيف يكون إيمانك من غير أعمال، وأنا أريك كيف يكون إيماني بأعمالي. أنت تؤمن أن الله واحد؟ حسنا تفعل. وكذلك الشياطين تؤمن به وترتعد. أيها الجاهل، أتريد أن تعرف كيف يكون الإيمان عقيما من غير أعمال؟  أنظر إلى أبينا إبراهيم، أما برره الله بالأعمال حين قدم ابنه إسحق على المذبح؟ فأنت ترى أن إيمانه رافق أعماله، فصار إيمانه كاملا بالأعمال، فتم قول الكتاب: آمن إبراهيم بالله فبرره الله لإيمانه ودعي خليل الله. ترون، إذا، أن الإنسان يتبرر بالأعمال لا بإيمانه وحده. وهكذا راحاب البغي: أما بررها الله لأعمالها حين رحبت بالرسولين ثم صرفتهما في طريق آخر؟ فكما أن الجسد بلا روح ميت، فكذلك الإيمان بلا أعمال ميت.

 

أخر من يحق لهم التحدث عن المعتقلين في السجون السورية هم عون والراعي ونصرالله وباقي زمر 8 آذار
بالصوت/قراءة للياس بجاني في سفالة المتاجرين بملف المعتقلين بالسجون السورية/هم الأخبار/30 تشرين الأول/13

اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/30تشرين الأول/13

نشرة الأخبار باللغة الانكليزية
من ضمن النشر/بالصوت تعليق انطوان مراد: صحن اليوم صيادية/بيانات المطارنة في ظل الراعي أمست ادوات تخدم محور الشر/مأساة الطفلة ايفا غزال وثقافة مد اليد وشرعة الغاب/تأملات إيمانية في مفهوم الإيمان دون أفعال مستوحاة من رسالة يعقوب/الفصل 02/14-26/: "ماذا ينفع الإنسان، يا إخوتي، أن يدعي الإيمان من غير أعمال؟ أيقدر هذا الإيمان أن يخلصه؟ فلو كان فيكم أخ عريان أو أخت عريانة لا قوت لهما، فماذا ينفع قولكم لهما: إذهبا بسلام! استدفئا واشبعا، إذا كنتم لا تعطونهما شيئا مما يحتاج إليه الجسد؟ وكذلك الإيمان، فهو بغير الأعمال يكون في حد ذاته ميتا".

 

بيان المطارنة الموارنة فقد وهجهه وغاياته منذ تولى الراعي سدة البطريركية
اضغط هنا للإستماع لبيان المطارنة الموارنة/30 تشرين الأول/13

http://mtv.com.lb/Press_Conference/Council_of_Maronite_Bishops_30_Oct_2013
الياس بجاني/30 تشرين الأول/13/للأسف ومنذ وصول البطريرك الراعي إلى سدة البطريركية فقد بيان المطارنة الموارنة الشهري وهجه وانحرف عن الغاية الأساس منه ولم يعد يسمي الأشياء بأسمائها كما كان الحال في عهد الكبير البطريرك صفير، وبالتالي أمسى بياناً انشائياً يتصف بالذمية والتقية وباللعب على المفردات و"متل قلتو". فهو يساوى القاتل بالقتيل، والمعتدي بالمعتدى عليه، ويغوص في الرمادية والفتور مما يناقض المفهوم الإنجيلي بالكامل الداعي إلى أن يكون كلامنا نعم نعم ولا لا. نسأل غبطة الراعي والأحبار الأفاضل من يعطل مجلس النواب، ومن يغتال الأحرار من أهلنا، ومن يفجر السيارات، ومن يمنع قيام الحكومة، ومن يهيمن على المطار والبور، ومن يصنع ويزرع ويصدر ويوزع المخدرات ويزور الأدوية، ومن يسرق السيارات ويخطف ويمتهن التهريب، ومن يحارب في سوريا وينفذ عمليات إرهابية في كافة أرجاء العالم، ومن يسرق أرض المسيحيين ويهجرهم، ومن يشعل طرابلس، ومن يعهر القضاء ويهمش مؤسسات الدولة، ومن فجر الجامعين في طرابلس، وماذا كان هدف مخطط سماحة المملوك، ومن يعيق قيام الدولة، ومن حول الدولة إلى تابعة وملحقة بالدويلة؟ أليس محور الشر الإيراني برأس حربته، حزب الله هو وراء كل هذه الهرطقات؟ ونسأل لماذا لم يتطرق البيان بوضوح لأهلنا المعتقلين في سوريا ولأهلنا اللاجئين في إسرائيل الممنوعة عودتهم إلا بذل؟ ونسأل لماذا لم يعيد الراعي أقله الراهبين الإنطونيين من سوريا يوم زارها و"عبط" المقداد وصفق فرحاً للأسد داخل الكنيسة؟ وتطول قائمة الأسئلة التي كلها تبين أن الراعي والعديد من مطارنته هم عملياً أعضاء في 8 آذار ولنا في فجور المطرانين سمير مظلوم وايلي نصار خير مثال لابط ونافر. هذه هي الحقيقة دون لف ودوران وهي مخجلة إلا أنها الحقيقة. ثم ماذا عن المؤتمر المسيحي الذي أشاد به البيان وهو الذي عقد في الربوة؟ نسأل من أعده ومن حضره ومن غاب عنه؟ في الخلاصة: للأسف بكركي التي أعطي لها مجد لبنان هي حالياً مغيبة عن دورها وما تقوم به في ظل سيدنا الراعي هو مناقض لهذا الدور في الكثير من المحطات.
مأساة وطن الأرز تكمن في قادة لا يقودون بل هم منقادون، وفي رعاة لا يرعون، بل هم تحولوا لذئاب تفترس الرعية، ومسؤولين لا يفقهون ألف باء المسؤولية يمارسون التبعية العمياء والخنوع المذل، وشعب في العديد من شرائحه قبل وضعية الغنمية وارتضى النوم في الزرائب والعيش على تبن من معالف. أليس هذه هو زمن البؤس والمحل؟ يبقى أن الله يمهل ولا يهمل وغداً لناظره قريب.

 

المطارنة الموارنة: شعور بالخيبة أمام عجز المسؤولين عن تأليف حكومة واسف لما آلت اليه أحوال المجلس النيابي

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في بكركي، الاجتماع الدوري للمطارنة الموارنة، بدلا من الاسبوع المقبل بسبب سفره الى روما. وشارك في الاجتماع الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، والرؤساء العامون للرهبانيات المارونية، وتدارسوا شؤونا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع صدر بيان تلاه امين سر البطريركية الاب رفيق الورشا، جاء فيه:

1 - "ثمن الآباء أعمال المؤتمر الأول "للقاء مسيحيي المشرق"، الذي انعقد في نهاية الأسبوع الفائت، في حضور رئيس الجمهورية وبطاركة الكنائس وشخصيات دينية ومدنية. فكانت مناسبة للاعراب، باسم المسيحيين والمسلمين في لبنان والمنطقة، عن القلق على الوجود أمام التحديات والأزمات التي تتهدد مصيرهم ومصير منطقتهم والحضارة المشتركة التي انجزوها معا منذ ألف وأربعماية سنة. وكانت الدعوة الى تجديد الالتزام بهذا المصير وبهذه الحضارة المشتركين، برؤية واضحة وثبات في الرجاء. فالمسيحية لا تقف موقف المتفرج على التاريخ بل تصنعه أو تشارك في صنعه ببناء ملكوت المحبة والعدالة والمصالحة والسلام، وبخاصة في هذا الشرق، في خط الإرشاد الرسولي: "الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة.

2 - يهنئ الآباء ذوي اللبنانيين التسعة الذين كانوا مخطوفين في أعزاز، بإطلاق سراحهم وعودتهم سالمين. وهم يصلون من أجل نجاح المساعي لإطلاق سراح المطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم، والكهنة الذين ما زالوا مجهولي المصير. وهم ينظرون بعين الأمل إلى اليوم الذي ستنجح فيه المساعي المحلية والدولية، في إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في السجون السورية، واللبنانيين المخطوفين في نيجيريا وسواها. وفي خضم الاعتداءات على كرامة الشخص البشري والحريات، يبقى لبنان، الذي تأسس ككيان حرية، مدعوا لتعزيز وحماية كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية، والحريات العامة، وفي طليعتها حرية التعبير والرأي والدين والضمير.

3 - لقد آلم الآباء وجميع اللبنانيين الاقتتال الدائر في مدينة طرابلس، وما يوقع من ضحايا وجرحى، وما خلف ويخلف من أضرار جسيمة في المنازل والمتاجر، ويحرم المواطنين لقمة عيشهم وهناءهم، ويمعن في إفقارهم بإهدار جنى عمرهم، ويعطل الحياة العامة في المدينة. وما يؤلم بالأكثر هو أن الأحداث في طرابلس هي مجرد تصفية لحسابات المتنازعين الإقليميين والدوليين، وأن قادة المحاور، في الداخل والخارج، يمدون المسلحين بالمال والسلاح. لذا يرحب الآباء بالخطة الأمنية التي بدأ الجيش والقوى الأمنية بتطبيقها في المدينة. فينبغي دعمها الكامل في مهمتها لكي تحكم سيطرتها على المتقاتلين وأماكن التوتر. كما ينبغي منع الإعانات والمساعدات عنهم، ورفع الغطاء السياسي. ونأمل أن يتم ذلك أيضا في مختلف المدن والمناطق اللبنانية حتى يعيش الجميع بأمان وسلام، وتعود الحياة الطبيعية إلى المناطق اللبنانية كافة.

4 - يشعر الآباء بالخيبة أمام عجز المسؤولين السياسيين عن التوصل إلى تأليف حكومة يلتف حولها اللبنانيون، وتواجه التحديات الخطيرة المحيطة بنا وتسهم في إخراج البلاد من الجمود السياسي والإقتصادي، ومن الفلتان الامني وتفشي السلاح غير الشرعي بين أيدي مواطنين. ويؤسفهم أن يكون العجز نتيجة لربط التأليف بما ستؤول إليه الأحداث في سوريا والمنطقة من انتصار لهذا الفريق أوذاك، ونتيجة لسعي الأفرقاء في الداخل إلى الهيمنة الواحد على الآخر. كأننا بذلك بلغنا مرحلة سقوط أسس الميثاقية والدستور لصالح التجاذب السياسي وصراع القوى، الأمر الذي يرفضه اللبنانيون المخلصون، ويعبرون عن هذا الرفض بأنواع شتى.

5 - توقف الآباء عند جلسة مجلس النواب الأخيرة، وأسفوا لما آلت اليه أحوال هذا المجلس. فبدل أن يسرع النواب الى القيام بدورهم التشريعي، وبخاصة إلى وضع قانون جديد، عادل ومنصف، للانتخابات النيابية والإسراع في إجرائها، استعدادا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في موعده الدستوري، إذا بهذه المؤسسة تتحول مكانا لتصفية الحسابات السياسية. هذا الجو يقلق اللبنانيين، ويعطل دور لبنان ورسالته في هذه المنطقة، على مستوى الإنماء والاستقرار والسلام وتعزيز العيش المشترك السياسي والاجتماعي القائم على الثقة المتبادلة والتعاون في ورشة النهوض، والمشاركة المتساوية والمتوازنة في الحكم والإدارة.

6 - وإذ يقلق العائلات خطر تفشي شلل الأطفال بسبب الاكتظاظ السكاني والنزوح المتواصل من الخارج والوباء البيئوي الذي قد يساعد على دخول فيروس هذا المرض، يدعو الآباء المدارس والمؤسسات والعائلات للافادة من "الحملة الوطنية للتلقيح ضد شلل الأطفال"، التي تنظمها وزارة الصحة العامة في لبنان وفقا لبرامجها المعلنة.

7. يعرب الآباء عن قلقهم من تفشي زراعة الممنوعات، وصناعة المواد المخدرة وتهريبها، ما يعرض سمعة لبنان للاهتزاز، ويضع المجتمع اللبناني أمام تزايد خطر الإتجار بالمخدرات وتعاطيها، ويقع ضحية ذلك كله جيلنا الشاب الذي يكفيه ما يواجهه من تحديات.

8 - تحتفل الكنيسة يوم الأحد المقبل بافتتاح السنة الطقسية الجديدة، ويلتئم خلال الأسبوع الثاني من الشهر مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان. فيدعو الآباء أبناءهم الى مواكبة هذا المجلس بالصلاة من أجل الاستقرار في لبنان، والسلام في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط، ونجاح الاستعدادات لمؤتمر جنيف 2. ويدعونهم إلى إحياء السنة الطقسية بمشاركة الكنيسة في التأمل بأسرار الخلاص وعيش ثمارها، بشفاعة الدائمة البتولية والدة الله مريم، والرسل والشهداء والقديسين".

 

البابا فرنسيس يطلق نداء لأجل شعب العراق المتضرر من العنف

أطلق البابا فرنسيس الأول نداء لأجل الشعب العراقي "العزيز" المتضرر من العنف، ليتمكن من العثور على طريق المصالحة والسلام.

وقدعا خلال لقائه وفدا من هيئة إشراف عراقية، إلى "الصلاة من أجل العراق، البلد العزيز الذي يتعرض للأسف يوميا لمشاهد عنف مأساوية"، ولكي "يتمكن هذا البلد من العثور على طريق المصالحة والسلام والوحدة والاستقرار".

 

اليومُ الاوّل الذي تعيشُه طرابلس ، بعدَ ثمانيةِ ايّام ٍمن اشتباكاتِ الجولةِ السابعة َعشْرة

هذا النهار هو اليومُ الاوّل الذي تعيشُه طرابلس ، بعدَ ثمانيةِ ايّام ٍمن اشتباكاتِ الجولةِ السابعة َعشْرة التي خَلـَّفت ضحايا وجرحى ، فضلا عن تدميرِ منازل وتعطيل ِبعض ِالمدارس واقفال ِمؤسساتٍ تجارية ، ما ادى الى خسائرَ اقتصاديةٍ كبيرة.وهذا النهار استدعت شعبة المعلومات علي عيد بعد تأكيد الموقوف احمد علي انه هرب المطلوب بمتفجرتي طرابلس احمد مرعي الى سوريا وفهم ان المعلومات فتحت ملفا بتهريب المطلوبين خارج الحدود؟

 وهذا النهار ، هو اليومُ الاولُ الذي تعيشُه بهدوء ايفا غزال ، بعد ستة َعشرَ يوما على اختطافِها من اشخاص ٍمن آل ِمشيك ، وربما تكونُ تعرّضت للاغتصاب بعد تخديرِها ، وهو ما سينكشفُ إنْ كان صحيحا ام لا ، بعد فترةِ العلاج التي تخضعُ لها في احدى المصحات.

 

الحريري استقبل سلام في باريس

زار الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام الرئيس سعد الحريري ظهر اليوم في دارته في باريس، واطمأن الى صحته بعد العملية الجراحية التي اجراها مؤخرا. وجرى خلال الزيارة التي تخللها مأدبة غداء، عرض ل"الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة"، بحسب بيان للمكتب الاعلامي للحريري.

 

غطرسة «حزب الله»

رندة تقي الدين/الحياة

غطرسة أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله في خطاباته تزيد كل ما توجه إلى جمهوره. فقد اعتبر أمس أن قتال قواته ضد الشعب السوري هو قتال رابح لمقاومة زعمت أنها تقاتل العدو الإسرائيلي وهي تقتل أبناء شعب عربي فتح لهم أبوابه وقلوبه عندما قصفت القوات الإسرائيلية مناطقهم في ٢٠٠٦. أين هذا التواضع الذي صوره نصرالله في قبول صيغة ٩-٩-٦ يفرضها هو الذي يسيطر على الأوضاع في لبنان. فهو يقرر إسقاط الحكومات من حكومة سعد الحريري إلى حكومة نجيب ميقاتي. وهو الذي كان أفشل اتفاق الدوحة الشهير بطلب من رئيسيه بشار الأسد وعلي خامنئي. أين التواضع الذي يدعيه نصر الله. ومن الصدف أن تكون هذه الكلمة الجديدة عشية صدور ملف القرار الاتهامي عن المحكمة الخاصة بلبنان والرئيس رفيق الحريري حيث قتل ٢١ شخصاً آخرين وأصيب ٢٢٦ شخصاً. ويقدم الملف عرضاً عن الأعمال الإجرامية لكل من المتهمين بمقتل الحريري: فسليم جميل عياش متهم بتنسيق الاعتداء والقيام مع مصطفى بدر الدين بتنسيق عملية مراقبة الحريري قبل التفجير. وساعد في الإعداد لعملية الإعلان المزور عن المسؤولية بهدف حماية المتآمرين الفعليين. وقام بشراء الشاحنة التي استخدمت لتنفيذ الاعتداء. أما المتهمان حسين حسن عنيسي وأسد حسن صبرا فشاركا قبل الاعتداء في اختيار شخص مناسب عرف في ما بعد باسم أحمد أبو عدس للقيام بعملية الإعلان زوراً عن المسؤولية وبعد الاغتيال مباشرة شاركا في نشر تصريحات تعزو زوراً إلى آخرين المسؤولية عن الاعتداء وفي التأكد من تسليم ولاحقاً بث شريط الفيديو الذي أعلنت فيه المسؤولية زوراً إلى مكتبي «الجزيرة» و «رويترز» في بيروت. وشارك عنيسي بمفرده في عملية إخفاء أبو عدس. فأين تواضع «حزب الله» في رفضه تسليم المتهمين للقضاء الدولي عندما طلب ذلك وتغطية جرائم لبنان الكبرى. كم سمعنا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يردد أنه لا يعرف أين هؤلاء المتهمون. فيبدو أنهم مفقودون ربما وهم يقاتلون الشعب السوري إلى جانب إخوانهم الذين يرسلهم نصرالله ليقتلوا في حرب نظام ضد شعبه إلى جانب القوات الإيرانية التي يقودها قاسم سليماني. فأين هذا التواضع الذي يدعيه سيد حزب يقتل رئيس حكومة لبناني دافع عنه في المجتمعات الدولية ومنع رؤساء العالم من وضعه على لائحة الإرهاب وأراد التحاور معه وإبعاده عن النظام السوري. وها هو الآن هذا الحزب يغطي قاتليه وقاتلي الشعب السوري ويدعي بالتواضع وهو يسيطر بأسلحته على قرار البلد ويخيف الناس بضاحية جنوبية مغلقة أمام للدولة ويشن هجوماً على دولة عربية مثل السعودية حيث يعمل مئات ألوف اللبنانيين على أرضها.

إن المواطن اللبناني الذي لا ينتمي إلى أي قوة سياسية يشمئز إزاء هذا التصرف ببلد هش يزيده «حزب الله» توتراً وانقساماً وتهديداً. إن الرئيس الإيراني حسن روحاني زعم لنظيره الفرنسي خلال لقائهما في نيويورك أن إيران تريد استقرار وأمن لبنان وأن «حزب الله» يقوم بخطوات إيجابية مع فتح الضاحية الجنوبية أمام فرق الجيش اللبناني. مزاعم إيرانية جاء خطاب نصرالله ينفيها. فإيران صانعة قرار الحزب والنظام السوري. ولدى سقوط النظام السوري الذي قد يأخذ بعض الوقت ستزداد قبضة إيران و «حزب الله» في لبنان مع تراجع السياسة الأميركية في كل المنطقة وإصرار أوباما على إجراء صفقة مع إيران حول سلاحها النووي من دون مبالاة بباقي ملفات إيران في المنطقة من العراق إلى سورية ولبنان وفلسطين. أما التفكير الفرنسي في عقد حوار سان كلو للمصالحة بين الأطراف اللبنانية فهو محاولة مشكورة ولكنها مستحيلة النتيجة قبل تغيير الأوضاع في سورية وحسم الأمور لأن غطرسة «حزب الله» ستتصدى لأي حوار حقيقي

 

اصابة 3 مواطنين بعد تعرضهم لاطلاق نار عند مستديرة الملولة

وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في الشمال محسن السقال انه اثناء عودة المواطنين محمد عبد الرزاق عبد الله، ناصر محفوظ وبلال علي محسن من عملهم، تعرضوا لاطلاق نار عند مستديرة الملولة واصيبوا في ارجلهم، مما استدعى نقلهم الى المستشفى للمعالجة. وباشرت الجهات المختصة التحقيق في الحادث.

 

وفاة جندي خلال مشاركته بإخماد حريق في صيدا

نهارنت/توفي المجند في الجيش اللبناني وسام اسماعيل اختناقاً خلال قيامه بالمساعدة في اخماد حريق شب في معمل للاسفنج في صيدا، صباح الاربعاء. وأفادت "الوكالة الوطنية للاعلام"، أن المجند توفي احتناقا في محلة الأوتوستراد الغربي بالقرب من مرفأ صيدا أثناء مشاركته في اهماد حريق اندلع في محل اسفنج. ولفتت الى أن صاحب المعمل هو شخص من آل الشامية وأن عناصر الدفاع المدني تعمل على اهماد الحريق بمؤازرة اطفاء في بلدية صيدا، وعناصر الجيش اللبناني.

 

الامن العام صادر البسة تنكرية تحمل رسوما مسيئة الى احدى الديانات في زوق مكايل والحازمية وجل الديب

وطنية - افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" ان الامن العام صادر البسة تنكرية تحمل رسوما مسيئة الى احدى الديانات، في زوق مكايل والحازمية وجل الديب، وذلك بناء لاشارة النيابة العامة الاستئنافية.

 

مذكرتا توقيف وجاهيتين بحق لبناني وتركي بملف السيارات المفخخة

نهارنت/أصدر قاضي التحقيق العسكري فادي صوان مذكرتي توقيف وجاهيتين بحق لبناني وتركي وأربع مذكرات توقيف غيابية بحق اربعة فارين في ملف تفخيخ السيارات وزرعها في اماكن سكنية. واستجوب صوان، الاربعاء، الموقوفين في ملف تفخيخ سيارات وزرعها في أماكن سكنية مختلفة انفجرت إحداها بعمر الأطرش وضبطت السيارة المفخخة في المعمورة قبل انفجارها. وأصدر مذكرتي توقيف وجاهيتين بحق موقوف لبناني آل الأطرش وهو قاصر، وموقوف ثان وهو تركي الجنسية يُدعى محمد صباح الدين أوزدالمير والدته لبنانية من عرسال. الى ذلك، أصدر أربع مذكرات توقيف غيابية في حق أربعة فارين من وجه العدالة معروفة كامل هويتهم وهم من آل الأطرش، والباقون مجهولو باقي الهوية وهم خبير المتفجرات العراقي محمد عبدالله القلعي الملقب "أبو عبدالله"، والآخرون سوريون، وسيتخذ في حقهم الاجراء القانوني المناسب. يُذكر أن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر كان قد ادعى يوم الاثنين على موقوفين اثنين و12 شخصاً فارين من وجه العدالة، بجرم تأليف عصابة مسلحة وتحضير سيارات مفخخة. وتم تفكيك سيارة مفخخة في المعمورة – المريجة في الضاحية الجنوبية لبيروت، في 14 تشرين الاول،في حين كلف صقر مخابرات الجيش التحقيق في الحادثة. يُذكر أنه في 11 تشرين الاول، أفادت الوكالة الوطنية للاعلام، عن "مقتل عمر الأطرش وسامر الحجيري ومرافقهما، على الحدود اللبنانية السورية في منطقة نعمات في كمين مسلح في جرود عرسال". في حين أن معلومات صحافية كانت قد أفادت آنذاك عن استهداف سيارة الأطرش بصاروخ حراري داخل الاراضي السورية في ريف القصير بين وادي بعيون ووادي المحترقة مما ادى الى مقتله ومقتل سامر الحجيري واصابة مرافقهما. وفي 14 تشرين الاول، لفتت صحيفة "النهار"، الى أن القوى الأمنية لم تؤكد مقتل الأطرش، وأنها أعربت عن شكوكها بعدما مُنِعَت من معاينة اشلاء الجثة، ومن فتح تحقيق في الحادث، خصوصاً وأن عملية الدفن تمت سريعاً داخل جبانة بلدة عرسال. الا أن الأهالي لفتوا الى أن سبب منع القوى الامنية من معاينة الجثة وفتح تحقيق في الحادث كان حال الجثة المشوهة والمقطعة أشلاء.

 

المسيحية تُنحر في الزوق

ام تي في/يبدو أن ظاهرة التعرض للمقامات الدينية والاساءة الى الرموز المسيحية وصلت الى لبنان... فبعد تحطيم تمثال السيدة العذراء في الرقة في سوريا والاعتداءات على الكنائس ودور العبادة في مصر وصلت هذه الممارسات المستهجنة والممجوجة الى لبنان لكن بصورة أخرى تمثلت بمحاولة تشويه صورة الراهبات وعرض ثيابهن في واجهات المحلات بشكل يسيء الى قدسية الرهبنة وهذه المرة حطت رحالها في كسروان عند اقدام سيدة حريصا. فما الذي يحصل وما هي مرامي مثل هذه التصرفات التي أقل ما يقال فيها انها تنمّ عن اساءة ما بعدها اساءة؟!... الى ذلك، وردت معلومات ظهر الاربعاء عن وجود ثياب تنكرية في عدد من المحلات مصدرها الصين تسيء الى احد الرموز الدينية المسيحية، وبعد الادعاء من جانب السلطات الروحية، تحركت النيابة العامة الاستئنافية عفوا وطلبت من الاجهزة الامنية معاينة المحلات، وقد تمكنت وحدة من جهاز الامن العام من ضبط أحد المحلات في زوق مكايل، الذي يعرض هذه الثياب المشكو منها، وقد تم الإتصال بالنيابة العامة التي طلبت مصادرة البضاعة والاستمرار في البحث عن محلات أخرى تعرض هذه الثياب المسيئة للديانة المسيحية لاجراء المقتضى القانوني بحق من يروج مثل هذه الثياب

 

تغريم وسجن الاخوين الناطور بملف اللحوم الفاسدة

نهارنت/أصدر القاضي المنفرد الجزائي في بيروت غسان طانيوس الخوري حكمه في حق آل الناطور، المتهمين بقضية اللحوم الفاسدة في آذار الفائت، ونص الحكم على السجن والتغريم المالي. وأفادت "الوكالة الوطنية للاعلام"، الاربعاء، أن الحكم قضى بسجن سميح الناطور لثلاث سنوات وتغريمه مليون ليرة لبنانية، وبسجن سليمان الناطور المخلى مدة سنتين وتغريمه مبلغ مليون ليرة لبنانية. الى ذلك، قضى الحكم بتغريم الشركة العالمية لتجارة اللحوم والمواد الغذائية مبلغ 10 ملايين ليرة لبنانية. يُذكر انه تم في آذار الفائت ضبط في ملحمة آل الناطور في محلة الطريق الجديدة، كميات كبيرة من اللحوم المثلجة المبردة والمعدة للبيع، منتهية الصلاحية، وكميات اخرى من المواد الغذائية المنتهية الصلاحية. والأخوان الناطور، وهما سوريان، متهمان بمحاولة القتل قصدا كل من يأكل من هذه اللحوم والاسماك بقصد جرمي احتمالي بعد أن توقعوا حصول النتيجة وقبولهم بالمخاطرة ولم يحل دون اتمام افعالهم سوى ظروف خارجة عن إرادتهم.

 

الأمينُ العام للمجلس الشرعي الاسلامي الأعلى الشيخ خلدون عريمط: السيّد حسن نصرالله يتصرّف في لبنان كما يتصرف الشاه في ايران  

لبنان الحر/ رأى الأمينُ العام للمجلس الشرعي الاسلامي الأعلى الشيخ خلدون عريمط أن طرابلس ضحية صراع القوى الاقليمية على الساحة اللبنانية ولا يمكن أن يتوقف نزيفُ الدم بين أبناء المنطقة الواحدة إلا بعد ان يرفع الجميع أيديهم عن لبنان. وأضاف: "عندما ترفع الدول المجاورة أيديها عن لبنان وتقف عند الحدود اللبنانية ولا تستعمل مجموعات داخلية موالية لهذا الفريق او ذاك تنتهي هذه الجولات العنيفة والدموية".

وقال "للبنان الحرّ": "مشكلتنا في لبنان ان البعض يريد من الساحة اللبنانية منصة لإرسال الرسائل الحارقة خدمةً لهذا الطرف الاقليمي او ذاك". ولفت إلى أنّ بعض الأطراف في طرابلس عملت لأن تكون ورقة سياسية بيد اطراف إقليمية، لتضغط على بعض الأطراف الاقليمية من جهة، وعلى بعض الأطراف اللبنانية من جهة أخرى. عريمط أكد أنّ السيّد حسن نصرالله لا يتصرّف في لبنان كطرف لبناني فاعل على الساحة اللبنانية إنما كما يتصرف الشاه في ايران. ففي ايران هناك علي خامنئي وفي لبنان هناك حسن نصرالله. وأضاف: "نصرالله لا يتصرف كزعيم لبنان يلتزم بالدستور والقوانين وبالمؤسسات. وقال: "الدستور أعطى الحق للرئيس المكلف لتشكيل الحكومة بالتفاهم مع رئيس الجمهورية، والخيار النهائي لهما كي يؤلفا حكومة تراعي مصلحة الناس، في حين أن نصرالله لا يريد ان يعترف بهذه المعطيات التي تفرض على الرئيس المكلف ان يمارسها، وهو من موقعه يريد ان يشكل حكومة كما يريد وتخدم مصالحه المحلية والاقليمية". واعتبر أنّ نصرالله يتصرف في خطاباته كأنه القائد الأوحد "أنا أو لا احد". وقال: "على نصرالله ان يقرأ جيدا تاريخ لبنان وتاريخ المنطقة العربية، وأن يعود إلى جادة الصواب، لأنّ في لبنان لا تستطيع أي فئة او حزب او طائفة ان تحكم هذا البد كما تريد. فلبنان هو وطن التوافق والتلاقي والتضامن ولا يمكن لأي فئة ان تتحكم بموقعه ودوره السياسي. يمكن ان تتحكم به لوقت قصير لكن على المدى الطويل ستدفع الثمن غالياً". وأعرب عن اعتقاده بان رئيس الجمهورية والرئيس المكلف يأخذان بالاعتبار مصلحة البلاد ولا يريدان لحكومة تشكل أن تُحاصر في السراي كما حوصرت أيام الرئيس فؤاد السنيورة، وهما يعلمان ان هناك قوى ميليشياوية تقاتل موجودة على الساحة اللبنانية تفرض إرادتها السياسية والعسكرية لتؤمّن مصالحَها المحلية أولاً، ومصالحَها الاقليمية ثانيا.

ورأى أنّ البلد يحتاج إلى قرار شجاع لتشكيل حكومة يرتأيها رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، وتضع كل الأطراف امام مسؤولياتها التاريخية، وليتحمّل كلُّ طرف يعيق هذه الحكومة مسؤوليتَه.

وقال: "لا بد من حكومة تتحمل مسؤولياتها لخدمة الناس بعد ان تجاوزت نسبة البطالة الـ40%. وأضاف: "لا نريد حكومة تحقق اهدافاً محلية لتكون جزءا من الصراع الاقليمي والدولي على الساحة اللبنانية بل حكومة لبنانية لخدمة المجتمع اللبناني.  وقال: "ليتقوا الله من بيدهم القرار السياسي والعسكري ويدخلوا إلى رحاب الوطن، ويخرجوا من الصراع الاقليمي والدولي، وليطلقوا سراح هذه الوطن ويرفعوا أيديهم عن مصالح الشعب اللبناني".

 

سليمان ارتاح لاستتباب الامن في طرابلس : لابقاء المواقف السياسية المختلفة بعيدة من الواقع الامني الميداني

وطنية - أبدى رئيس الجمهورية ميشال سليمان ارتياحه "لاستتباب الامن في طرابلس"، مشددا على ان "لا عودة الى الوراء فيها"، وداعيا الجميع الى "التجاوب معها وابقاء المواقف السياسية المختلفة بعيدة من الواقع الامني الميداني الهادف اساسا الى اعادة الطمأنينة للمواطنين وانهاء هذه الحال الشاذة ومنع اي انعكاسات خارجية من الدخول عليها والتأثير فيها".

اللواء ابو جمرا

وفي نشاطه عرض الرئيس سليمان مع النائب السابق لرئيس الحكومة عصام بو اجمرا للتطورات السياسية والحكومية والامنية السائدة راهنا على الساحة الداخلية.

النائب قباني

وتناول رئيس الجمهورية مع النائب محمد قباني الاجواء النيابية في ظل عدم انعقاد الجلسة التشريعية في الفترة الاخيرة.

النائب السابق هاشم

وزار بعبدا النائب السابق مصطفى هاشم وكان عرض للأوضاع العامة.

عيد الاستقلال

وتسلم الرئيس سليمان من وفد من قيادة الجيش دعوة الى ترؤس الاحتفال والعرض العسكري الذي يقام في 22 تشرين الثاني المقبل لمناسبة الذكرى السبعين للاستقلال.

عائلة الصافي

واستقبل رئيس الجمهورية وفدا من عائلة الفنان الكبير الراحل وديع الصافي شكر له تعزيته بوفاة الفنان الراحل حيث تم استذكار اليوم الاخضر عندما قام الفنان الراحل بغرس شجر ارز في كل المناطق اللبنانية واعادة احياء هذا التقليد في الاول من تشرين الثاني من كل عام.

 

السفارة الاميركية: انخراط حزب الله في سوريا يؤدي الى تفاقم التوترات الطائفية ويهدّد الامن

وكالات/أعربت السفارة الأميركية في لبنان عن قلق بلادها العميق إزاء تدهور الوضع الامني في لبنان بما في ذلك في طرابلس، داعية إلى ضبط النفس. وأشارت إلى ان العنف في طرابلس يظهر ضرورة قيام الجهات بحماية لبنان من تداعيات الصراع السوري، مؤكدة ان بلادها تدعم القرارين 1559 و1701 واعلان بعبدا. ودانت استهداف الجيش في طرابلس، مشيدة بدوره وتضحياته. ورأت ان انخراط أحزاب لبنانية، وأبرزها حزب الله، في سوريا يؤدي الى تفاقم التوترات الطائفية، ويهدّد الامن..

 

فارس سعيد بعد اجتماع 14 آذار: لن نستسلم لأي قوة تحمل سلاحا غير شرعي

وطنية - عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار إجتماعها الدوري في مقرها في الأشرفية، في حضور منسقها الدكتور فارس سعيد والنائبين دوري شمعون وعمار حوري والنائب السابق مصطفى علوش والسادة: آدي أبي اللمع، نادي غصن، ساسين ساسين، شاكر سلامة، الياس أبو عاصي، سيمون درغام، جوزف كرم، هرار هوفيفيان، واجيه نورباتليان، آرديم نانيجيان، نوفل ضو، شربل عيد، ربى كبارة وجوزف جبيلي.

وبعد الاجتماع أعلن سعيد أنه أطلع المجتمعين على نتائج جولة المحادثات التي عقدت مع الرئيس سعد الحريري في باريس حول مجمل المواضيع المطروحة على الساحتين اللبنانية والاقليمية، والتي ترتكز على أنه "في مرحلة إعادة ترتيب المنطقة هناك قضية لبنانية ستستمر في حملها قوى 14 آذار التي لا علاقة لها بمستقبل العلاقات الأميركية - الإيرانية والعربية مع الولايات المتحدة، وهي قضية الدولة والمؤسسات وحصر السلاح في يد الدولة اللبنانية، وألا يكون هناك ميليشيات خارج إطار الدولة. وهناك قضية احترام الدستور واتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية، ولا سيما منها 1559 و1701، وطبعا المحكمة الدولية. إنطلاقا من هذه الثوابت التي هي مشتركة بين كل أفرقاء 14 آذار التي يتم التداول داخلها بإعادة رفع عنوان حماية لبنان وحماية القضية اللبنانية من جراء السلاح المتفشي والذي يحاول أن يفرض وجهة نظره على جميع اللبنانيين".

وتعليقا على موقف الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، إعتبر سعيد أنه "دعوة للبنانيين إلى الاستسلام لحزب الله الذي يعتبر نفسه منتصرا من القصير إلى اليوم، وإذا كان هذا الإنتصار فعليا كما يعني السيد نصرالله فليشكل الحكومة التي يراها مناسبة من دون الأخذ في الاعتبار أن هناك قوى أخرى، وندعوه إلى تفهم التركيبة اللبنانية وتجربة لبنان المعاصر أنه لا أحد يستطيع مهما علا شأنه ومهما إعتبر نفسه مرتاحا، وهو ليس كذلك، أن فرض شروطه على جميع اللبنانيين، وطرح السيد حسن هو مشروع استسلام وليس شراكة". وشدد سعيد على أن 14 آذار "لن تستسلم، ومعها جميع اللبنانيين، لأي قوة تحمل سلاحا غير شرعي في لبنان".

وعن الخلوة المزمع عقدها في طرابلس، أعلن أنه سيقوم بجولة ثانية على كل الفاعليات والمرجعيات الطرابلسية ونوابها، لأن وظيفة هذه الخلوة هي أن أهل طرابلس بدل أن تكون مطالبهم شمالية وطرابلسية، يجب أن تكون وطنية جامعة تحملها كل الأحزاب والأطياف، وما نريده من هذه الخلوة أيضا هو تثبيت السلم الأهلي في الشمال، وألا ينزلق هذا الشمال كما يريد بشار الأسد في اتجاه الفرز المذهبي والطائفي".

وأضاف: "العنف لا يولد إلا العنف، وهناك استنابات قضائية صدرت بحق مطلوبين بتفجير المساجد، وعلى الدولة اللبنانية أن تتحمل مسؤولياتها القضائية والأمنية والإدارية، وعلينا في هذا البلد ألا نسمح بأن يكون هناك فرز وعنف طائفي في مدينة طرابلس أو على مستوى الشمال". وأكد أن "ليس هناك أي تخل وطني عن طرابلس، ونريد أن نحمل مع أهل الشمال همومهم وهموم طرابلس بالتحديد في إطار وطني جامع إسمه 14 آذار".

وعن الكلام عن حصول حرب أهلية في لبنان وفراغ على مستوى رئاسة الجمهورية، أمل سعيد حصول الإستحقاق الرئاسي في موعده المحدد، والحرب الأهلية في لبنان ليس هناك خوف من حصولها، لأن القرارات الدولية والعربية تتقاطع على حماية لبنان، ودوائر القرار الخارجية تسعى الى الدفع في اتجاه مؤسسات الدولة، وليس هناك قرار يدفع في اتجاه الحرب الأهلية. وما حصل في الشمال والجنوب وتحديدا في مدينة صيدا، وما يحصل في البقاع هو مناوشات، وعلينا نحن المسؤولين اللبنانيين أن نقمع أي محاول لإنزلاق لبنان في اتجاه الفتنة". وسئل عن الكلام عن عدم تشكيل الحكومة، فأكد "أننا نريد أن تتشكل الحكومة اليوم قبل الغد، ونريد من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف أن يتحملا مسؤولياتهما ويشكلا حكومة فورا"، مشددا على "عدم الخضوع لحكومة إستسلام وعدم الدخول في عملية الأرقام. ما نريده أولا هو التزام إعلان بعبدا الذي ينص على حياد لبنان والذي يتناقض مع ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، وثانيا هناك مطلب إقليمي ينعكس على أمن اللبنانيين، هو إنسحاب حزب الله من سوريا، وعند تحقيق هذين المطلبين تشكل الحكومة المناسبة".

 

النائب عمار حوري: نهج 'حزب الله” التدميري للمؤسسات ودعوته لمؤتمر تأسيسي يخدمان مشروعه لقيام دولة إسلاميّة في لبنان

أكّد عضو كتلة 'المستقبل” النائب عمار حوري أن 'أجندة 'حزب الله” إقليميّة وبالتالي فالأولويّة عنده هي للمصلحة الإقليميّة وليس للمصلحة الوطنيّة”، مشيراً إلى أن 'الحزب لا يقوم سوى بما يفيد تلك المصلحة الإقليميّة، وإن كانت هذه المصلحة تقتضي إبقاء لبنان ساحة وورقة ضغط فالحزب سيعمل على إبقائه كذلك”. وأضاف: 'إن النهج التدميري للمؤسسات الذي يتبعه 'حزب الله” والدعوة للمؤتمر التأسيسي يخدمان الفكرة التي تكلّم الحزب عنها يوماً وهي قيام الدولة الإسلاميّة في لبنان على غرار الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران حيث تكون الأولى تابعة للثانية”، لافتاً إلى أن 'الحزب يعتقد بأنه كلما ذهب بعيداً في تدمير مؤسسات الدولة اللبنانيّة يقترب أكثر من تحقيق برنامجه”.

حوري، وفي اتصال مع موقع 'القوّات اللبنانيّة” الإلكتروني، لفت إلى أن ممارسات 'حزب الله” الإرهابيّة لا تقتصر فقط على الأعمال العسكريّة وإنما تتعدى ذلك إلى استعمال وهج سلاحه لإرهاب اللبنانيين وتحوير المسارات السياسيّة في البلاد، مشيراً إلى أن 'أبرز مثال على ذلك هو القمصان السود التي أجبرت بعض القوى السياسيّة على تغيير مواقفها نتيجة الضغط والإرهاب الذي مارسه 'حزب الله”. وأضاف: 'أليس قول 'حزب الله” إما أن تشكل حكومة تبعاً لما يريده هو أو لا حكومة يشكل ترهيباً للبنانيين؟”، موضحاً أن 'إرهاب 'حزب الله” موجود في حياتنا اليوميّة وهناك عشرات الأمثلة لذلك، فالحزب يرهب المواطنين تارة عبر قطع الطرق وطوراً عبر التهويل والتهديد والقول إما أن تقوموا بما نريد أو الويل والثبور وعظائم الأمور”.

ورداً على سؤال عما إذا كانت هناك علاقة بين ما تكشّف من معلومات عن التحقيق في تفجيري طرابلس واتهام كتلة 'المستقبل” 'حزب الله” بالإرهاب، أجاب حوري: 'ما تكشف في طرابلس أفاد بأن من قام بالتفجيرين هم حلفاء لـ”حزب الله”، مشيراً إلى أن 'سلاح الحزب 'فرّخ” في أكثر من منطقة تارة تحت اسم سرايا المقاومة وطوراً عبر حلفاء الحزب”. وأضاف: 'بطبيعة الحال إن 'حزب الله” وحلفاءه يقومون باعمال إرهابيّة”.

وتعليقاً على ما ورد في بيان الكتلة عن أن الشعب اللبنانيّ لن يرضخ امام بدع دعوات التطرف والتقسيم والتباعد الخطيرة التي تروجها افكار ولاية الفقيه، قال حوري: 'التطرّف مرفوض من أي جهة أو دين أتى”، مشيراً إلى أن 'الدعوات المقنّعة للمثالثة والدعوات لعقد مؤتمر تأسيسي التي يطلقها 'حزب الله” ملتبسة وتهدف إلى خلط الأوراق في البلد وإعادة تأسيسه من جديد”.

واعتبر حوري أن 'أي دعوة من أجل إعادة ترتيب الأمور يجب أن تأتي من تحت سقف الطائف الذي توافقنا عليه وأصبح جزءاً من مقدمتنا الميثاقيّة في الدستور حيث اتفقنا على نهائيّة الكيان البناني وعروبته وعلى المناصفة بين المسلمين والمسيحيين والنظام الحر”، مشدداً على أنه 'لا يجوز إعادة البحث في هذه المسلمات”. وأضاف: 'إن 'حزب الله” يذهب باتجاه تدمير البلد من خلال دعوته للمؤتمر التأسيسي وأكثر من دعوة أخرى ملتبسة”.

وختم حوري مؤكداً أن 'هذه ليست المرّة الأولى التي تتهم بها كتلة 'المستقبل” 'حزب الله” بالإرهاب”، سائلاً: 'في أي خانة يمكننا وضع حوادث 7 أيار؟ أليست إرهاباً؟ إن المحكمة الدوليّة والإتحاد الأوروبي وكل الناس يتهمون 'حزب الله” بالإرهاب”.

 

د. مصطفى علوش زار جعجع: لا موافقة على صيغة 9/9/6 وما زلنا نتشاور مع الكتائب

وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في معراب، القيادي في "تيار المستقبل" مصطفى علوش، في حضور مستشار رئيس حزب القوات للعلاقات الخارجية ايلي خوري. عقب اللقاء الذي استغرق ساعتين، أكد علوش "عمق العلاقة المتينة التي تربط تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية، وهي عبارة عن مسار طويل من الاقتناعات المشتركة بلبنان جديد ومتعدد". وعن موافقة حزب الكتائب على صيغة 9-9-6 ودعوته "تيار المستقبل" الى إرساء معادلة وطنية جديدة قوامها حكومة فاعلة وهيئة حوار وخطة أمنية متوافق عليها، قال علوش إن "الأمور ما زالت في إطار التشاور مع حزب الكتائب، وخلال النقاش مع ممثليهم في قوى 14 آذار لم تكن الأمور بهذا الوضوح، أي لا موافقة على صيغة 9-9-6، ولكن فقط من باب الحرص على ضرورة انتاج حكومة في ظل الوضع القائم". ورأى أن "الموقف الواضح لنا وللقوات اللبنانية هو أنه في حال تواضع حزب الله حسبما قال أمينه العام في خطابه الأخير، فليذهب ويؤلف الحكومة التي يريدها ويرسلها الى مجلس النواب لتنال الثقة، ولكن نحن لسنا مستعدين لتغطية اشتراكه في الجريمة القائمة في سوريا وتغطية مسألة السلاح غير الشرعي الذي يمثل التهديد الحقيقي للدولة". وعن الوضع الراهن في طرابلس، قال: "ليس هناك آمال لاستقرار أمني طويل الأمد، باعتبار أن المسألة لا تتعلق بالخطط الأمنية الموضوعة، ولكن متعلقة بقرار مخابراتي من خارج الحدود أو من عملاء تابعين لجهة خارجية يمكنها اشعال الجبهات في أي لحظة"، لافتا الى أن "القرار السياسي الذي يحمي الوضع الأمني غير موجود". وردا على سؤال، وصف علوش "الزمن الذي وعد به السيد حسن نصرالله بزمن الخراب والدمار الذي جربناه طيلة الفترة الماضية، فإذا كان الزمن الآتي هو زمنه، فعلى الهيكل السلام، أما الأمل الوحيد للبنانيين فهو بالتأكيد زمن 14 آذار". واعتبر "أن نظام الأسد لن يستمر مهما بنى عليه حزب الله من آمال، والتاريخ يشهد أن مثل هذه الأنظمة لا يمكن أن تستمر باعتبار أن الناس ستنتفض وتواجهه".

 

د. مصطفى علوش: لم أتعّرض لاعتداء مسلّح أمس في طرابلس

 أكد القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علّوش اليوم الأربعاء أنّ لا صحة لخبر تعرّضه لاعتداء مسلّح أمس الثلاثاء في طرابلس. وروى علّوش ما حصل معه أثناء تصريح مباشر له على إحدى القنوات، وقال: "تهجّم عليّ أحد كلاميّاً، وتمّت معالجة الأمر محلّياً، واعتذر أهل المتهجّم مني بعد الحادثة". وأوضح علوش أنه "تم التصدّي للاعتداء الكلامي ولكن ليس بواسطة السلاح". وكانت ذكرت بعض وسائل الإعلام أن علوش "تعرّض أمس الثلاثاء للاعتداء من قبل أربعة مسلّحين متطرّفين مزوّدين بمسدسات لدى إدلائه بتصريح لقناة المستقبل مباشرة على الهواء، ما أدّى إلى انقطاع البثّ". وأشارت منسقيّة المستقبل في بيان لها أن "مرافق علّوش تصدّى للمعتدين الذين يحاولون تقويض جهود تيار المستقبل بالسعي إلى السلم الأهلي". ورداً على سؤال حول الخطة الأمنيّة التي ينفّذها الجيش اللبناني في طرابلس، قال علّوش: "نأمل خيراً، إلا أنّ التجربة السابقة أثبتت أنّ الخطط الأمنيّة عاجزة عن تأمين إستقرار دائم وطويل الأمد"، لافتاً إلى أنه لو تأمّن الإستقرار الموقّت فهو راضٍ به، لأنّ مسألة الاستقرار لا تتعلّق بطرابلس فقط وإنما بكل البلد.المصدر : الآن

 

جعجع التقى سفيرة سويسرا… فرعون من معراب: الفراغ في 'الرئاسة” بهدف الدعوة لمؤتمر تأسيسي هو مشروع فتنة

التقى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في معراب النائب ميشال فرعون في حضور منسق القوات اللبنانية في بيروت عماد واكيم. بعد اللقاء، دعا فرعون الى 'وجوب احترام موعد الاستحقاق الرئاسي اذ ان البعض يُهدد بعدم إجراء الانتخابات الرئاسية، مع العلم أنه يجب أن يكون الجميع ملتزمون بها”. كما طالب باحترام مبدأ المناصفة الذي نصَّ عليه دستور الطائف، منتقداً من يدعو الى مؤتمر تأسيسي ولاسيما بعد سقوط 100 ألف شهيد لبناني في الحرب الأهلية. واذ شدد على ضرورة احترام صلاحيات رئيس الجمهورية لا بل تحسينها، استغرب فرعون موقف بعض المسيحيين الرافض لصلاحيات رئيس الجمهورية في التوقيع والمشاركة في تأليف الحكومة. وحذّر من 'أن الفراغ في موقع الرئاسة بهدف الدعوة لمؤتمر تأسيسي هو مشروع فتنة اسلامية-اسلامية، اسلامية-مسيحية وحتى مسيحية-مسيحية”. وأعرب عن أهمية دور بكركي في حماية صلاحيات رئيس الجمهورية ولاسيما أنها كانت عرابة لاتفاق الطائف، لافتاً الى أن الحلّ في البلد يكمن في اعتماد اللامركزية الادارية التي تُرضي كل الأفرقاء. واشار الى أن 'الخطر ليس محدقاً فقط بالمسيحيين بل تعداه الى الإسلام المعتدل، فبدل أن تكون المواجهة مع اسرائيل، تحولت القضية الى نوع من الجهاد الاسلامي – الاسلامي الذي يُهدد الاسلام المعتدل والمسيحيين على حدٍّ سواء”. وذكّر فرعون 'أن النظام السوري كان مسؤولاً عن تهجير أكثر من نصف المسيحيين في لبنان منذ عشرين عاماً والحال مشابه اليوم في سوريا”، محذراً من الاستخفاف بهذه القضية. واذ جدد المطالبة بتأليف حكومة باعتبار ان الفساد بلغ مستوى غير مسبوق في معظم الوزارات في لبنان منذ الاستقلال، رفض فرعون تلزيم البلوكات النفطية في البحر قبل أن نلمس شفافيةً تامة فضلاً عن الالتزام بمعايير كتلك المعتمدة في أوروبا. ورداً على سؤال، اعتبر فرعون 'ان على أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الالتزام أمام الشعب اللبناني بعدم تعطيل التأليف الحكومي والانتخابات الرئاسية او المطالبة بمؤتمر تأسيسي ينسف الدستور”. من جهة أخرى، عرض جعجع مع السفيرة السويسرية في لبنان روث فلنت  للأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة.

 

النائب ميشال فرعون زار جعجع : لاحترام موعد الاستحقاق الرئاسي والدعوة لمؤتمر تأسيسي مشروع فتنة

وطنية - التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب النائب ميشال فرعون في حضور منسق القوات في بيروت عماد واكيم. وافاد بيان صادر عن الدائرة الاعلامية في القوات ان فرعون دعا بعد اللقاء الى "وجوب احترام موعد الاستحقاق الرئاسي اذ ان البعض يهدد بعدم إجراء الانتخابات الرئاسية، مع العلم أنه يجب أن يكون الجميع ملتزمون بها"، مطالبا ب"إحترام مبدأ المناصفة الذي نص عليه دستور الطائف"، ومنتقدا من "يدعو الى مؤتمر تأسيسي ولا سيما بعد سقوط 100 ألف شهيد لبناني في الحرب الأهلية". وشدد على "ضرورة احترام صلاحيات رئيس الجمهورية لا بل تحسينها"، مستغربا "موقف بعض المسيحيين الرافض لصلاحيات رئيس الجمهورية في التوقيع والمشاركة في تأليف الحكومة". وحذر فرعون من "أن الفراغ في موقع الرئاسة بهدف الدعوة لمؤتمر تأسيسي هو مشروع فتنة اسلامية - اسلامية، اسلامية - مسيحية وحتى مسيحية - مسيحية".

وأعرب عن "أهمية دور بكركي في حماية صلاحيات رئيس الجمهورية ولا سيما أنها كانت عرابة لاتفاق الطائف"، لافتا الى أن "الحل في البلد يكمن في اعتماد اللامركزية الادارية التي ترضي كل الأفرقاء". واشار الى أن "الخطر ليس محدقا فقط بالمسيحيين بل تعداه الى الإسلام المعتدل، فبدل أن تكون المواجهة مع اسرائيل، تحولت القضية الى نوع من الجهاد الاسلامي - الاسلامي الذي يهدد الاسلام المعتدل والمسيحيين على حد سواء". وذكر فرعون "أن النظام السوري كان مسؤولا عن تهجير أكثر من نصف المسيحيين في لبنان منذ عشرين عاما والحال مشابه اليوم في سوريا"، محذرا من الاستخفاف بهذه القضية. وجدد المطالبة ب"تأليف حكومة باعتبار ان الفساد بلغ مستوى غير مسبوق في معظم الوزارات في لبنان منذ الاستقلال، رافضا "تلزيم البلوكات النفطية في البحر قبل أن نلمس شفافية تامة فضلا عن الالتزام بمعايير كتلك المعتمدة في أوروبا. وردا على سؤال، اعتبر فرعون "ان على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الالتزام أمام الشعب اللبناني بعدم تعطيل التأليف الحكومي والانتخابات الرئاسية او المطالبة بمؤتمر تأسيسي ينسف الدستور". من جهة أخرى، عرض جعجع مع السفيرة السويسرية في لبنان روث فلنت  للأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة.

 

رئيس الجمعية علي أبو دهن: هلّ السياسيين يستشعرون مطلبنا الانسـاني ونأمل من ابراهيم ان يستكمل ما بدأه مع محرري اعزاز

المركزية- تستكمل جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية تحركاتها بهدف رفع الصوت عاليا والمطالبة بالافراج عما تبقى من معتقلين احياء في السجون السورية موثقة اسماؤهم في بيانات ومعروف مكان وجودهم في سجون سوريا. وفي هذا السياق، قال رئيس الجمعية علي أبو دهن لـ"المركزية": " نشعر بتجاوب الشارع وتعاطفه مع مطلبنا الانساني اكثر من اهتمام المعنيين والمسؤولين، خصوصا بعد الافراج عن معتقلي اعزاز"، لافتا الى ان اللقاء مع النائب سامي الجميل امس كان جيدا وبناء، ولمسنا ايجابية وحماسة لهذا الموضوع الانساني البحت". وقال "قضيتنا انسانية ، ولا بدّ من النظر اليها من هذا المنظار، نحن نشعر بتعاطف الناس معنا ، في وقت يتأبط السياسيون السكوت وعدم الاهتمام بالموضوع". وأمل ابو دهن من مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم استكمال ما بدأه مع محرري اعزاز والمباشرة فعليا بالتحرك من اجل المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، خصوصا اننا كجمعية لدينا اثباتات ومعلومات كافية عن هذا الملف، ومستعدون للتعاون الى اقصى الحدود لأنه لا يجوز السكوت عن هذا الموضوع خصوصا مع ما تتعرض له السجون في سوريا في ظل الوضع الراهن والقصف والدمار". وكرّر ابو دهن الدعوة الى عدم دمج موضوع المعتقلين مع المخطوفين والمخفيين قسرا، لافتا الى ان كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول تشكيل صيغة للسير بهذا الموضوع قدما امر نرحب به، ولكن اولا نريد تحرير المعتقلين الذين لا يزالون على قيد الحياة في السجون السورية، وثانيا نذهب جميعا الى مرحلة البحث عن المخفيين قسرا، الملف الشائك الذي يشمل الآلاف من اللبنانيين".

 

سامي الجميل استقبل وفدا من اهالي المعتقلين في سوريا/ زوجة بطرس خوند : نحن ايضا ابناء الوطن ولدينا حقوق وعلى الدولة ان تساعدنا

وطنية - استقبل منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل وفدا من اهالي المعتقلين ضم زوجة الرفيق بطرس خوند السيدة جانيت خوند ونجلها رواد، رئيس جمعية المعتقلين اللبنانيين السياسيين في السجون السورية علي أبو دهن والمعتقل السابق في السجون السورية ريمون سويدان، وذلك في اطار متابعته لقضية المعتقلين في السجون السورية. وقالت خوند بعد اللقاء :"اجتمعنا مع النائب الجميل لاعادة تحريك ملف المخطوفين والمعتقلين في السجون السورية، ولدفع الدولة وكل المسؤولين الى الاهتمام بهذا الملف كما اهتموا بملف اعزاز الذي انتهى بعودة المخطوفين". وتابعت :"نحن ايضا ابناء هذا الوطن ولدينا حقوق وعلى الدولة اللبنانية ان تتضامن معنا وتساعدنا، والا ينتظروا ان نطلب نحن منهم ذلك". واكدت انها "على استعداد للقاء كل الفعاليات من رئيس الجمهورية الى غبطة البطريرك الراعي والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وكل شخص بامكانه مساعدتنا لحل هذه القضية". من جهته، اعتبر ابو دهن ان "النائب سامي الجميل وضع النقاط على الحروف في قضية المعتقلين في السجون السورية"، ورأى "ان احدا لا يتذكرهم"، مشددا على "ضرورة مشاركة كل لبناني في تحريك هذه القضية لانها قضية انسانية وليست سياسية". واطلق ابو دهن "صرخة انسانية من اجل عودة كل المعتقلين من السجون السورية"، وقال: "هذا الملف يجب الا يقفل، فقد فتح مع مخطوفي اعزاز ويجب الا يقفل إلا بإعادة كل اللبنانيين المفقودين في السجون السورية، الذين نعرفهم وكانوا معنا وتركناهم في تلك السجون". وشدد على انه "من غير المسموح ان يقول احد انه لا وجود لمعتقلين في السجون السورية"، مضيفا :"نحن كنا هناك وتركنا اشخاصا لم يعودوا بعد، لدينا اسماءهم التي سلمناها للدولة، وعليها ان تتحرك بصدق ولو لمرة وان تقف مع الشعب اللبناني واهالي المفقودين والامهات اللواتي يواصلن اعتصامهن امام الاسكوا، ونحن نفقد أما تلو الاخرى واولادهن لم يعودوا بعد". وردا على سؤال عن "امكان لقاء اللواء عباس ابراهيم"، قال :"يدنا ممدودة لكل شخص بامكانه مساعدتنا، إن كان اللواء ابراهيم او رئيس الجمهورية، وحتى اننا مستعدون للقاء السفير السوري ان كان باستطاعته المساعدة في حل قضيتنا".اضاف :"نحن مستعدون للقيام بأي تحرك سلمي يساعد على حل هذه القضية، وإلا فهم يدفعوننا للقيام بأمور نحن نكرهها وهي ليست من عاداتنا".

 

النائب فادي الهبر: ليتوسط نصرالله وعون لاعادة المفقودين في سوريا

موقع الكتائب/يميل حزب الكتائب نحو حكومة بعيدة عن منطق الأرقام والمعادلات، تدير الفترة الفاصلة عن نهاية ولاية رئيس الجمهورية. عضو "كتلة الكتائب" النائب فادي الهبر اوضح لـ"المركزية"، ان "الخلاف ليس بالنسبة الينا على الارقام في ما يخص تأليف الحكومة، شرط ان تكون متوازنة، فما يهمنا هو مشروع الحكومة العتيدة، وما الذي ستفعله، وهذا برأينا اهم من شكلها. اي يجب ان تتمسك هذه الحكومة باعلان بعبدا وبتحييد لبنان، وان يتجه مشروعها نحو مؤسسات الدولة وان تضمن النظام البرلماني الديمقراطي ومبدأ تداول السلطة وتحسين الادارة، ونعلق اهمية على مشروعها على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، حيث يجب ان تحسن مستوى معيشة الناس وان تحاول اعادة النمو الذي فقده لبنان بعد 3 سنوات من حكم الحكومة التي اتت بانقلاب". وأضاف "في هذا الزمن الرديء والصعب وفي ظل الحرب الدائرة في سوريا، يجب ان تكون هناك حكومة تعيد الهيبة الى مؤسسات الدولة والى سيادة لبنان ورئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء، وان نحظى بحكومة تعمل بشكل طبيعي ومباشر لا عبر تصريف الاعمال. في الوقت عينه، لا نطالب في ظل هذا الظرف الذي نمر به والانقسام العمودي الذي نعيشه، بحكومة مثالية بل بحكومة قادرة، يمكن ان يتفق عليها اللبنانيون، لكن لا يمكن ان نبقى في ظل حكومة تصريف اعمال. فلا يجب ان ننسى انها اتت بانقلاب، ويجب التخلص من هذا الوضع الشاذ الي يدفع ثمنه اللبنانيون".

واكد الهبر ان "مسألة الارقام لا تهمنا، ولا نريد تضييع وقت اللبنانيين بالارقام والمماحكات، بل ما يهمنا هو مشروع الحكومة، ونريد ان يسير البلاد بالوفاق الممكن. اليوم تراجعت الايرادات وهي لا تتجاوز الـ 10مليارات دولار، كما اننا نعاني من عجز، والحاجة الى حكومة باتت ملحة، كي لا نكون على حافة الانكسار". وعن تزخيم حزب الكتائب قضية المخفيين في سوريا، اوضح ان "لا تزخيم للقضية، بل هناك حق نطالب به في حزب الكتائب بجب ان يعود الى اصحابه. وعلى من يملك علاقة جيدة مع النظام السوري كالسيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون ان يتوسطوا ويلعبوا دورا في اعادة المفقودين والمخطوفين والمسجونين. اهل المفقودين زاروهم ويبلغ عددهم 622. ان كانوا ماتوا، نريد جثثهم والا فلعيدوهم".

 

النائب سمير الجسر: لا يمكن ان يستمر البلد بلا حكومة

أمل النائب سمير الجسر أن يستمر الهدوء في طرابلس بعد انتشار الجيش، وأن تُمنع الأسباب التي تفجّر الوضع في المنطقة، ومنها التّراخي وعدم اتّخاذ الإجراءات المناسبة وعدم ملاحقة الخالين بالأمن مؤكّداً أنّ كلّ الأحداث التي تشهدها المدينة مدبّرة. الجسر وفي حديث لصوت لبنان ، لفت الى أنّ البعض يعمل على مصادرة المبادىء الدستوريّة وسلفاً تفرض البيان الوزاري على الرغم من أنّ الدستور يحدّد آليّـة تشكيل الحكومة وهذا ما يهدم نظامنا الدستوريّ. وعمّا إذا كان سيقبل تيار المستقبل بصيغة ال 9+9+6 في حال قبل بها كلّ من رئيس الجمهوريّة والرئيس المكلّف، لفت الجسر الى أنّ كتلته النيابيّة تنتظر ما سيطرح من اقتراحات، مؤكداً أنّ البلد لا يمكن أن يستمر من دون تأليف حكومة، ودعا كلّ من رئيس الجمهوريّة والرئيس المكلّف الى طرح ما يتوصّلان اليه من سيناريوهات وفي حال تمّ التوافق عليها نحن نؤيّدها ولكن المهم أن نحترم نظامنا الديمقراطي البرلماني وألاّ نلعب بالدّستور

 

تكثيف المساعي لتشكيل حكومة قبل "الاستقلال" وسليمان يجدد قبوله بأي "صيغة جامعة"

نهارنت/تتكثف الجهود والمساعي من أجل تأليف الحكومة العتيدة قبل عيد الاستقلال في 22 تشرين الثاني المقبل، وسط تجديد تأكيد رئيس الجمهورية ميشال سليمان أنه سيقبل المضي بأي صيغة حكومية تكون "جامعة وشاملة".

ونقلت صحيفة "اللواء"، الاربعاء، عن زوار سليمان، أنه يفكر "جدياً" باصدار مراسيم الحكومة الجديدة قبل عيد الاستقلال بالتوافق مع الرئيس المكلف تمام سلام. ولفتوا الى أن الاتصالات على هذا الصعيد قطعت شوطاً.

بدورها، أوضحت أوساط سلام عبر الصحيفة عينها أن "النقطة المحورية التي تشغل اهتمام سلام هي كيفية تأليف الحكومة، بحيث ان يأتي عيد الاستقلال، وتكون الحكومة قد تألفت". وأضافت أنه "حريص على الوصول الى تفاهم مع كل الافرقاء، وان لم يوفق حتى الساعة، لكنه مستمر في مهمته حتى اشعار آخر". من جانبها، كشفت صحيفة "النهار"، الاربعاء، أن سليمان لا يمانع أي صيغة حكومية، يتوافق عليها الجميع من شأنها أن تتسلم ادارة البلاد في هذه المرحلة الانتقالية قبل الانتخابات الرئاسية السنة المقبلة. وتابعت اذا جرت هذه الانتخابات "ستكون الحكومة في موقع الاهتمام بشؤون الناس قبل مجيء العهد الجديد، واذا لم تجر الانتخابات لسبب من الاسباب تكون الحكومة التي تضم كل الاطراف قادرة على ملء الفراغ في سدة الرئاسة الاولى". وكان مستشار سليمان، الوزير السابق خليل الهراوي، قد أكد في حديث الى قناة "المنار" الثلاثاء، أن رئيس الجمهورية لا يعترض على أي حكومة تكون جامعة وشاملة، مشدداً على أن "المهم التوافق بين القوى السياسية". وأردف، "الرئيس يوافق على صيغة 8-8-8 وعلى 9-9-6 ، المهم حاجة البلد الى هذه الحكومة ولكن على رئيس الحكومة المكلف ان ينشط لتشكيل الحكومة، وعلى القوى السياسية ان تواكب وتدعم حركته". يُذكر أن الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، قال في خطاب ألقاه الاثنين، "نحن نؤيد 9-9-6 وهم يرفضونها، لو شكلت حكومة على هذه القاعدة يرتاح جو البلد وثمة مكان للحديث ونعود لطاولة الحوار ويعود مجلس النواب لمعالجة قوانين تهم الناس وكل القرارات بالحكومة التي لا تحتاج الى الثلثين لا احد يستطيع تعطيلها اما المحتمل تعطيله هو القرارات التي تحتاج الى الثلثين". وبعد استقالة حكومة نجيب ميقاتي في آذار الفائت، تم تكليف سلام تشكيل حكومة جديدة الا أن جهوده لم تنجح في ذلك، في ظل تمسك كل فريق بمطلبه.

 

جنبلاط: كنا سنحكم سوريا وصار مطلب 14 آذار رفض الثلث المعطل

الديار/يغالط  النائب وليد جنبلاط بقوة اصرار الرئيس سعد الحريري على رفضه صيغة (9-9-6)، لكونها تتماشى مع التوازنات الاقليمية والداخلية التي اصابت فريق 8 اذار، اذ بعد ان كان هذا المحور مرتقب له ان يحكم لبنان ومن ثم سوريا، فقد خسر المعركة وعاد الرئيس السوري بشار الاسد عزز اوراقه بما يؤشر لاستمراره في السلطة واضحى في موقع قوي خلافا للواقع الذي كان عليه منذ نحو عدة اشهر… وفي ظل هذا الواقع المستجد من التعديل في موازين القوى يردد جنبلاط بسخرية امام زواره، بات مطلب قوى 14 آذار ينحصر فقط في رفضه الثلث المعطل دون ان يرى الحريري او يعمد لقراءة التطورات التي هي ليست لصالحنا في هذه المرحلة، ومن الافضل مماشاة فريق الممانعة حتى انجلاء واقع دولي جديد، وذلك من خلال المشاركة في الحكومة على قاعدة التراجع عن مطلب (8، 8، 8). ولا يخفي النائب جنبلاط، عدم قدرته على تحمل نتائج تحالفه مع قوى14 آذار لتشكيل غالبية نيابية واعطاء الرئيس المكلف سلام دفعا لتأليف حكومة دون ثلث معطل، اذ هو غير مستعد وقادر على مواجهة «حزب الله» له، لا سيما ان ايران قد كسبت حالياً من خلال الانفتاح الاميركي عليها. وكذلك استفاد كل من الأسد و«حزب الله» في حين ان غياب الدور السعودي وديناميته اوصل الامور الى هذا الحد، مبديا مآخذ جمة على الرئيس الحريري لعدم اعتماده سياسة مرنة وقرارا متعاونا للمشاركة في حكومة باعطاء الثلث المعطل لحزب الله، لكون سواء كان هذا المطلب من حصة 8 آذار أم لا، فانها قادرة في اي وقت على تعطيل البلاد، في حين يعمد الحريري الى اتخاذ مواقف مبدئية ولا يأخذ بعين الاعتبار بأنه وحلفاءه ونحن قد خسرنا المعركة والافضل لنا الانضواء في حكومة تدير شؤون البلاد.. حتى بروز توازنات جديدة.

 

فتفت : التشكيل مستحيل في ظل تشبث حزب الله بتدخله العسكري في سوريا

وطنية - رأى عضو كتلة المستقبل النائب احمد فتفت في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" 3،93" ، "استحالة ان يكون هناك حكومة في ظل تشبث حزب الله بتدخله العسكري في سوريا، الا اذا اراد رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام ان يؤلفا حكومة". اضاف :"يجب على سليمان وسلام ان يدعوا القوى السياسية الى ان تتصرف في المجلس النيابي على أنها قوى نيابية تعطي او لا تعطي الثقة بناء لتكوين الحكومة وللبيان الوزاري". وأوضح ان "المشكلة ليست في مسألة صيغة الـ 9-9-6، ولكن في التعاطي مع حزب الله ، لأنه في كل مرة يتم التقدم خطوة او يتم تقديم تنازل ما، يتراجع "حزب الله" الى الوراء". وشدد على ان "حزب الله يريد الـ 9-9-6 لتثبيت مقولة أنه يملك دائما حق النقض في الحكومة، اي لتثبيت ما نتج عن غزوة بيروت"، مؤكدا "اننا لا نريد حق النقض لأنه يخالف للدستور". من ناحية اخرى، علق فتفت على الخطة الامنية في الشمال، وقال :"لا يمكننا ان نتأكد اذا كانت الخطة الامنية ناجحة اذا لم يكن هناك استمرارية لها، ومن دون نزع السلاح الكامل من المدينة ومعالجة قضية الحزب "العربي الديموقراطي" وتورط رفعت عيد بجريمة وضع السيارات المفخخة أمام مساجد طرابلس".

 

بري: من يعطلون يدفعون باتجاه الانحدار والمطلوب قانون جديد للانتخاب في أقرب مهلة

وطنية - جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري تأكيد ضرورة البحث الجدي والعمل لإنجاز قانون جديد للانتخاب في أقرب مهلة ممكنة. وقال أمام النواب في "لقاء الاربعاء" النيابي اليوم: "لقد انقضى ما يقارب ثلث المهلة الممددة للمجلس النيابي ولم نفعل في هذا الموضوع شيئا، مع العلم ان هذا الاستحقاق يعتبر من المهمات الاولى للمجلس الممدد له". وأضاف:"هناك مسؤولية علينا جميعا لإنجاز هذا الاستحقاق في أقرب فرصة، من هنا كانت دعوتي للجنة الادارة والعدل واللجنة الفرعية لبدء اجتماعات ناشطة من أجل درس قانون الانتخاب". من جهة أخرى، انتقد بري بقوة "التعطيل الحاصل في البلاد"، ونقل عنه النواب قوله ان "الذين يعطلون المؤسسات الرسمية يدفعون في اتجاه المزيد من الانحدار والانهيار". واستقبل بري في إطار "لقاء الاربعاء"، الوزير محمد فنيش والنواب: أيوب حميد، اسطفان الدويهي، علي عمار، نواف الموسوي، ميشال موسى، قاسم هاشم، عبد المجيد صالح، بلال فرحات، ياسين جابر، الوليد سكرية، علي فياض، علي بزي، غازي زعيتر، علي خريس، هاني قبيسي، اميل رحمة، نوار الساحلي وعبد اللطيف الزين.

والتقى بعد الظهر عين التينة، الهيئة الإدارية الجديدة للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم برئاسة رئيسها أحمد ناصر، وجرى عرض لأوضاع المغتربين والجاليات اللبنانية في العالم، وللتطورات الراهنة. وقال ناصر بعد الزيارة: "تشرفنا بزيارة دولة الرئيس بري، وهو زميل في الإغتراب، وهذا اللقاء هو الأول بعد مؤتمرنا الخامس عشر، ولا شك أن أهدافنا كثيرة، لكن الهدف الأساسي هو إعادة اللحمة الى الإغتراب. وكان دولته متجاوبا ومشجعا جدا في هذا الإتجاه. وقال: إذا لم نستطع أن نتحد في الداخل فعلى الأقل يجب على المغتربين أن يتحدوا في الخارج. وقد لمسنا منه تفاؤلا، وكانت نصائحه عديدة، وهو المتبصر الصابر. وكان اللقاء مفيدا عرضنا فيه أيضا أمورا عديدة تهم الإغتراب والوطن. وكان بري استقبل المغترب علي عباس مراد ونجله الدكتور حسن، المحامي لدى المحكمة الأميركية العليا. من جهة أخرى، أبرق بري الى رئيس مجلس الأعيان الأردني الجديد عبد الرؤوف الروابدة مهنئا.

 

لجنة الإدارة وفرعية قانون الانتخاب تابعتا درس القانون/روبير غانم: كلفنا لجنة مصغرة لدرس الإصلاحات ونأمل التوصل الى جامع مشترك

وطنية - عقدت لجنة الإدارة والعدل واللجنة الفرعية المنبثقة عن اللجان النيابية والمكلفة درس قانون الإنتخابات، جلسة قبل ظهر اليوم، في المجلس النيابي برئاسة رئيس لجنة الادارة النائب روبير غانم، وحضور وزير الداخلية مروان شربل ووزير العدل شكيب قرطباوي، مقرر اللجنة النائب نوار الساحلي، والنواب السادة: احمد فتفت، آلان عون، ميشال الحلو، نديم الجميل، سيرج طورسركيسيان، غسان مخيبر، ايلي عون، الوليد سكرية، هاني قبيسي، اميل رحمة، علي بزي، جورج عدوان، هاغوب بقرادونيان، علي خريس، سمير الجسر، غازي زعيتر، سامي الجميل، علي فياض، علي عمار واسطفان الدويهي.

غانم

اثرالجلسة قال غانم: "عقدنا أول جلسة في لجنة الإدارة بحضور وزيري الداخلية والعدل وأعضاء لجنة التواصل المنبثقة عن اللجان المشتركة سابقا، وبدأنا بوضع الآلية التي سننطلق منها لدرس قانون الإنتخاب، لأنه كما نعرف هناك مشاريع وجلسات عدة، استمررنا خلال 6 و7 أشهر بدراستها في اللجنة المصغرة وقد توصلنا آنذاك الى بعض القواسم المشتركة، لكن لم نتوصل الى إنهاء هذا الموضوع وإصدار قانون متفق عليه، وكلنا نعرف ان قانون الإنتخاب له شق سياسي وشق فني تقني وإداري، من هذا المنطلق استمعنا الى بعض الزملاء الذين أبدوا رأيا في هذا الموضوع، كيف سنتوصل الى وضع شيء ما وبدون ان نتكلم هل هناك إمكانية أو لا، أستطيع القول اننا جديون في أن نسعى ونطرح كل الخروقات الممكنة من أجل التوصل الى شيء ما، لكن هذا يتطلب إرادة طبية ونيات حسنة من قبل جميع الأفرقاء الموجودين على الطاولة، طاولة لجنة الإدارة والعدل".

اضاف: "اليوم بعدما استمعنا الى الزملاء وكما قلت هذا موضوع يتعلق بشقين، إداري وسياسي، وطبيعي ان دولة الرئيس بري الذي أحال هذا الموضوع مجددا الى لجنةالإدارة والعدل وهي لجنة صاحبة الإختصاص في هذا المجال، قد يكون لديه معطيات نحن ليست لدينا، لكننا سنبدأ بدرس هذا الموضوع بشكل جدي وكلفنا لجنة مصغرة برئاسة مقرر اللجنة وعضوية بعض الزملاء للبدء بدرس الإصلاحات التي يتضمنها هذا المشروع الوارد من الحكومة، وهذه اللجنة ستجتمع يوم الثلاثاء المقبل للبدء بدرس هذه الإصلاحات،اي من المادة 4 الى المادة 107. يبقى ان دور لجنة الإدارة هو في إيجاد الخروقات بالإستناد الى ما توصلنا اليه سابقا في لجنة التواصل، هل هناك إمكانية للوصول الى خروقات جديدة كيف سنصل اليها، هذا ما سنتابعه في لجنة الإدارة والعدل ككل لأنها هي المكلفة بهذا المشروع، وسنحدد لاحقا جلسة لمتابعة الدرس والبحث في قانون الإنتخاب".

وتابع: "ان اللجنة المصغرة برئاسة مقرر لجنة الإدارةالنائب نوار الساحلي وعضوية النواب سمير الجسر، سيرج طورسركيسيان، ايلي عون، غسان مخيبر وغازي زعيتر، ستبدأ يوم الثلاثاء بدرس المواد من 4 الى 107 وهذه كلها إصلاحات. والمادتان المتعلقتان بتوزيع الدوائر وتقسيمها وأي نظام انتخابي الأكثري أم المختلط ام النسبي فهذه من الخروقات التي تعود صلاحياتها للجنة الإدارة مع اللجنة المصغرة، طبعا لجنة الإدارة أحال دولة الرئيس هذا الموضوع اليها، هي التي ستقوم بالتصويت على هذا المشروع بحضور أي نائب يريد".

وردا على سؤال قال: "سنرى ما هو الممكن في إيجاد خروقات توصلنا الى جامع مشترك ولا أريد القول إننا قادرون ان نفعل شيئا، وكما قلت الموضوع يتعلق بشقين سياسي وإداري، ولكن علينا أن نحاول بجدية وأن يسعى رؤساء الكتل لأن موضوع الإنتخابات أساسي، اليوم اتفقنا ان هذا الموضوع لا خلاف فيه بحضور الجلسات التشريعية إذا توصلنا الى شيء، وأحاله دولة الرئيس يكون هذا الموضوع استثنائيا وضروريا، وبالتالي لا خلاف انه إذا حصل نصاب أو لا يحصل، حكومة مستقيلة أو غير مستقيلة".

سئل: هل الأجواء تساعد على طرح قانون الإنتخابات الآن؟

أجاب: "ربما لا تساعد الأجواء، لكن علينا أن ننظر جديا ونطرح كل الطروحات ونحاول إيجاد مخرج أو خرق ما في جدار هذه الإصطفافات من خلال هذاالقانون، وعلينا أن نعمل لأنه بالنتيجة كما تعرفون، ان التمديد لمجلس النواب غير مستحب عند الشعب اللبناني وواجباتنا أن نقوم بعمل قدر الإمكان يتوقف علينا، على رؤساء الكتل، على الوضع السياسي،الأمور مرتبطة، لكن علينا ان نسعى".

عون

بدوره قال النائب آلان عون: "هناك واقع لا أحد يستطيع تجاوزه، ان هكذا قانون انتخابي كان سلك طريقه ووصل الى الهيئة العامة للمجلس، ويبقى مصيره إما إقراره في الهيئة العامة وإما إسقاطه وإما أن تتخذ الهيئة العامة قرارا بإعادته الى اللجان المختصة، هذا هو المسار القانوني الدستوري ولا يمكن لأحد أن يتجاوزه، ثانيا، إذا كان من نقاش سياسي جديد يمكن أن يحل عقدة إنتاج قانون إنتخابي جديد فنحن منفتحون على ذلك".

اضاف: "ان مشاركتنا اليوم في هذه الجلسة هي حرص منا على السير في المسارالصحيح، ولكن تبين لنا إنه وحتى هذه اللحظة لم يطرأ أي جديد منذ أن توقف عمل لجنة التواصل وحتى هذه الساعة، وسنبقى منفتحين للمشاركة عندما يطرأ جديد يمكن أن يضيف شيئا على موضوع عملية البحث في قانون انتخابي جديد، والمشكلة بالطبع ليست بالشق التقني ولا بالقانون بقدر ما هي مشكلة سياسية في البلد وبحاجة الى معالجة، ونتمنى أن يتوفر الجو والظرف المناسب حتى يكون قانون الإنتخاب متوافق عليه وجزء من التسوية والتي يفترض أن تحل كل الأزمات التي تشهدها البلادء سواء في السلطة التنفيذية أو في السلطة التشريعية وما يعانيه المواطن، ونأمل أن يكون هناك حل في الأسابيع القليلة المقبلة".

الجميل

بدوره قال النائب سامي الجميل: "بالنسبة لنا وللأسف ان هذا الإجتماع اليوم هو مجرد رفع عتب أكثر مما هو اجتماع يهدف للوصول الى أي شيء جديد، وأقولها بكل صراحة، وعمليا اليوم الصيغ والقوانين الإنتخابية أصبحت في الهيئة العامة للمجلس النيابي، ولم تعد الهيئة العامة هذا المشروع الى اللجان، وبالتالي لا صلاحية للجان المختصة ان تناقش هذا المشروع، وبالتالي بالنسبة لموقفنا نحن إنه طالما أصبحت القوانين الإنتخابية في الهيئة العامة للمجلس ومكان مناقشتها الطبيعي وإقرارها هو في الهيئة العامة وليس في اللجان المختصة، فنحن اليوم برأينا أن ما يحصل هو فقط لحفظ ماء وجه مجلس النواب، وهذا شيء مؤسف، وبالنسبة لنا كحزب، كنائب لبناني حضرنا حتى لا نكون سلبيين في اي شيء وحتى لا نكون سببا لأي عرقلة، ونحن لا نعرقل شيئا وأي خطوة عملية لإقرار قانون انتخابي جديد نحن سنسير به، وبالتالي ندعو وبدلا من تضييع الوقت في لجنة تضم أكثر من أربعين شخصا يبدأون الآن بإعادة مناقشة هذا الموضوع من جديد، ويضيعون وقت الناس من جديد فهذا لا فائدة منه، نطالب بالذهاب فورا الى الهيئة العامة وإقرار هذا الموضوع في الهيئة العامة".

سئل: هل إذا أقر قانون جديد في الهيئة العامة لا يكون توافقيا ستشاركون في الجلسة؟

أجاب: "نحن بهذا الموضوع واضحون جدا ونشارك في أي جلسة لإقرار قانون انتخابات جديد، قلناها قبل ومارسناها قبل وسنعود لممارستها في المستقبل ونحن نحتفظ بحقنا بالتصويت مع أو ضد، ولكن سنحضر الجلسة وليقر القانون الذي يحظى بأكثرية النواب، ويكون قانونا تجري على أساسه الإنتخابات النيابية، هكذا يقول الدستور وهكذا يكون القانون، والدستور لا يقول ان هذا القانون يحتاج الى ثلثي أعضاء المجلس للتصويت على قانون الإنتخابات، الدستور يقول ان قانون الإنتخابات يتم التصويت عليه بشكل عادي وبأصوات خمسين زائدا واحدا، فليطبق الدستور وإذا لم يكن ذلك، فليعدل الدستور وطالما الدستور يقول ان هذا القانون يحتاج الى النصف زائدا واحدا فليطبق الدستور".

عدوان

وقال النائب جورج عدوان: "بالنسبة لنا كقوات لبنانية نعتبر ان لجنة التواصل أنهت مهمتها بشكل نهائي وفي حينه كنا طلبنا نحن أن تذهب الى الهيئة العامة لتناقش كل الصيغ المطروحة لقانون الإنتخابات ليصار الى التصويت على صيغة جديدة توافقية كقانون انتخابات جديد يتم الإنتخاب على أساسه في اسرع وقت ممكن، لأنه برأيي التمديد لم يحظ بارتياح الناس وهم على حق لأن التمديد ليس خطوة ديمقراطية والآن أبدينا هذا الرأي في جلسة اللجنة اليوم وقلنا ان لجنة التواصل النيابية انهت مهمتها المكلفة بها وأرسلت تقريرها النهائي الى الهيئة العامة للمجلس، ولذلك نحن مع الذهاب بهذا الموضوع الى الهيئة العامة لإقراره، ولا يجوز أن نعطي أمالا كثيرة اليوم للبنانيين، ونوحي لهم بأننا نجتمع ونحضر لقانون جديد ".

اضاف: "أعتقد ان اللبنانيين أصبحوا بحاجة الى أفعال أكثر مما هم بحاجة الى آمال لأن الآمال كانت مخيبة للناس في أكثر من مرحلة ونحتاج الآن لأفعال والفعل الوحيد الذي بإمكاننا إنجازه هو إقرار قانون انتخابات جديد بسرعة ولا ننتظر أن تنتهي مهلة التمديد الجديد للمجلس النيابي ونذهب الى الإنتخابات في أسرع وقت ممكن لتقصير المهل ونذهب في اسرع وقت ممكن الى حكومة جديدة والى مجلس نيابي يجتمع ويشرع في القضايا الضرورية والإستثنائية فقط كما يجب أن يحصل في ظل حكومة تصريف أعمال، والناس بحاجة لمثل هذه الأمور، ونحن كنواب ولكي نثبت صدقيتنا بحاجة لإنجاز قانون جديد في أسرع وقت ممكن ولا نعود نغرق الناس بالآمال وبالأراء المتعددة والمختلفة".

قيل له: هل تشعرون كلجنة تواصل بأن الموضوع سحب من يدكم؟

اجاب: "نحن كلجنة تواصل نيابية لم يعد أمامنا أي موضوع جديد لبحثه، ونحن بحثنا وناقشنا كل ما هو مطلوب منا وأصبحت الأمور الآن في مرحلة الحسم والقرار هو في الهيئة العامة ويجب أن نذهب اليها لاتخاذ القرار المناسب لأن البحث من جديد لن يفيد أي شيء وهذا مضيعة وقت نحن بغنى عنها كلبنانيين".

شهيب

وقال النائب اكرم شهيب: "ان الحراك مفيد وواجب في ظل الواقع اللبناني والجمود السياسي"، معربا عن أمله في أن يكون هنالك "بادرة خير".

وحول موقفه من مشروع اللقاء الأرثوذكسي قال شهيب: "ان الأرثوذكسي أصبح مثل قانون الستين وكل سنة وأنتم سالمون".

بزي

وكان النائب علي بزي قال لدى دخوله الى الجلسة: "من المفترض الإستفادة من النقاشات السابقة خصوصا وان خرقا حصل في عمل لجنة التواصل وهو الإتفاق على مبدأ النسبية، وإذا استطاع مجلس النواب إقرار قانون جديد حينها يستطيع رئيس مجلس النواب الدعوة الى تقصير مهلة المجلس النيابي، وبالتالي الدعوة الى انتخابات جديدة".

 

العشاء السنوي لمؤسسة الكاردينال صفير

المركزية- تُنظّم مؤسسة "البطريرك نصر الله صفير" العشاء السنوي الخيري السابع"، ويحضره الى جانب الكاردينال صفير البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وحشد من الفعاليات الدينية والاجتماعية والاقتصادية، الثامنة والنصف مساء السبت 2 تشرين الثاني المقبل في الهيلتون الحبتور غراند اوتيل في سن الفيل.

 

"اللامركزية" مشروع متكامل ونادر في التشريع اللبناني/الوزير السابق زياد بارود: ما قمنا به يؤسس لعمل ميثاقي

المركزية- اعلن الوزير السابق زياد بارود ان مشروع قانون اللامركزية الادارية التي أنهت اللجنة وضع بنوده كلها عمليا هو مشروع متكامل غني بمضمونه، يقارب الموضوع بكليته وسيكون موضع نقاش في مجلسي الوزراء والنواب، فيكون المعنيون فيه قد اعطوا آراءهم. وقال لـ"المركزية": "المشروع والتقرير سيكونان في متناول الجميع للمناقشة، وهذا الموضوع لا يفرض فرضا نظرا لاهميته، بل سيطرح لنقاش عام واسع يواكب الاجراءات الدستورية". اضاف "سيصبح لدينا على الاقل مشروع متكامل وتقرير تفصيلي وارقام وبيانات ومحاكاة وهذا امر نادر في التشريع اللبناني لناحية القيام بمقاربة الموضوع بهذه الكلية، مقاربة كلية علمية تأخذ في الاعتبار كل ما كان مقترحا في السابق وما كتب عن المركزية واللامركزية. نسمع كثيرا اسئلة عن الجدوى من القيام بهذا العمل في ظل غياب مجلس الوزراء ومجلس النواب وهنا اقول "نحن نقوم بعمل نضمن استمراريته والعودة اليه في وقت ما، وأكرر دائما ان هيئة الوزير فؤاد بطرس انهت تقريرها بين عامي 2005-2006 ، وهذا التقرير لم يستأثر بالاهتمام اللازم لغاية العام 2013 الموعد الذي كان مفترضا لاجراء الانتخابات النيابية، حيث طلب منّا اكثر من نسخة عن مشروع قانون الانتخاب، وهذا دليل ان لا شيء يذهب سدى في لبنان". واشار الى "ان الوضع المأزوم في البلد لا يستدعي الوقوف عنده، وعن التفكير بالامور، ولا بدّ من الاستفادة من الوقت الضائع بالعمل الى حين حصول الاستقرار كي نكون على جهوزية تامة، لا ان نبدأ من الصفر". وقال "العمل الذي قمنا به هو موضوع تأسيسي لعمل ميثاقي، فموضوع اللامركزية لا يقل اهمية عن موضوع قانون الانتخاب، هو موضوع ميثاقي بين اللبنانيين، واجماع منذ اتفاق الطائف، يساهم في وحدة البلد خلافا لما يعتقد البعض، فاللامركزية تساعد على وحدة البلد وعلى جعل اللبنانيين جميعا مشاركين في بناء الدولة، هو موضوع يوفر الضغط عن المركز ويجعل المناطق جزءا من دينامية الدولة، يحافظ على الديموقراطية المحلية، لم نتعرض اطلاقا لصلاحيات البلديات ولا لأموالها، واعتبرنا ان البلديات خلية اساسية نبني عليها، والبناء اصبح على مستوى مجالس اقضية منتخبة بالكامل تتمتع بالاستقلال المالي والاداري وبموارد كافية لتستطيع ان تقوم بالمهام الملقاة عليها.  من جهة اخرى، اشارت مصادر اللجنة الى ان المشروع والتقرير تم انجازهما والامور اصبحت على مستوى بعض الملاحق الخاصة بالتقرير التي سيتم انجازها خلال ايام قليلة.

 

السفير السوري يرد على الدعوات لخطفه مقابل الافراج عن المعتقلين في سوريا: أرجو الحرص على خطاب فيه احترام للذات اكثر

استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عدنان منصور السفير السوري علي عبد الكريم علي الذي قال بعد اللقاء :"بحثنا في الاوضاع التي تتعرض لها المنطقة ومحور اللقاء التفجيرات ومؤتمر "جنيف 2"، والبحث عن الحلول السياسية والحراك الدولي، والنجاحات التي تحققها سوريا والجيش السوري والحالة الشعبية التي تتماسك يوما بعد يوم زيادة عن اليوم السابق، كل هذا كان محور اللقاء. وطبعا تحدثنا عن آفاق حلول تضمن علاقة أخوية أعمق بين البلدين وضبطا اكثر للحدود، وكان التفاؤل سمة هذا اللقاء".

سئل: "ما يقلق اليوم اللبنانيين هو موضوع طمر السلاح الكيميائي في الاراضي اللبنانية، ما صحة هذه الإشاعة وما هو رأيكم في هذا الموضوع؟".

أجاب: "نحن لا نتحدث في الإشاعات، ان سوريا تحرص على لبنان كحرصها على سوريا، اما العلاج للسلاح الكيميائي والاتفاق الذي تم في هذا الخصوص تحرص فيه سوريا على إنجازه بما ينعكس أمانا لسوريا وللبنان ولا مجال للكلام في الشائعات".

سئل: "خلال جولة الموفد الأممي الاخضر الإبراهيمي على المنطقة هل لمستم ان مؤتمر جنيف 2 سوف يؤجل؟".

أجاب: "هناك حرص دولي دفع المجتمع الدولي باتجاهه نظرا لسقوط الرهانات على اسقاط سوريا وتدميرها وإخراجها من دائرة الفعل، صار الحل السياسي هو المخرج الذي يحفظ لبعض القوى الدولية التي راهنت على هذا الأجرام الذي استهدفت فيه سوريا، لذلك هذه الحلول الدولية هي حاجة دولية، وسوريا مع حل سياسي يكون عبر حوار سوري - سوري، هذا ما قالته منذ بداية الازمة وما تزال. هي تواجه الإرهاب وتكافحه بصلابة وقوة ونجاحات مستمرة وقوة وهي في الوقت ذاته حريصة على حوار سياسي تسمح به هذه القوى التي ضغطت لوقفه ولمنع هذا الحوار، نراها اليوم مضطره للقبول وأخص بالقول الادارة الاميركية والذين يدورون في فلكها. لذلك مصلحة أميركا الوصول الى حلول سياسية وسوريا ترحب بهذا، وروسيا ودول "البريكس" وإيران وكل الدول الحريصه على وقف سفك الدم السوري ووقف الدمار الذي يهدد ليس سوريا وحدها بل المنطقة كلها، هم حريصون على إنجاز ما أمكن من السرعه الوصول الى تفاهمات سياسية تقود الى حوار داخلي ينتج حلولا قابلة للحياة ويوقف الدمار في سوريا ويعيد بناءها. ان شعب سوريا حي وقادر هو على إيجاد المخارج بإذن الله".

سئل: "ان الجماعات التكفيرية هددت ان كل من يذهب للمشاركة في جنيف 2 ستحلل اعدامه؟".

أجاب: "هذا التهديد ليس بجديد، وهذه الجماعات جاءت بلغة التهديد ولكن هذه التهديدات الان هي سكرات الموت لهم، لان الانهيارات التي تصيبها والصراعات فيما بينها وقناعة الدول التي راهنت ودعمت ومولت وسلحت انها لا تستطيع المضي في هذا الاتجاه لانه في طريق مغلق ومسدود وينعكس على أوروبا والدول الإقليمية التي دعمت. ان خوف هذه الدول من المجموعات الإجرامية التكفيرية والإرهابية خوفها كبير الان، لذلك هذه الدول في صدد التوافق على حلول يمكن ان تشكل لها حصانه في مواجهة ما يمكن الارتداد على هذه الدول. اما التهديدات التي تطلقها فهي تطلقها من البداية وهذا الفكر الإجرامي ليس في مصلحة اي دولة او اي بلد او القوى التي تطلقها لان البعض منهم مغرر بهم والبعض مغسول أدمغتهم او تم اغراؤهم بالمال وهنالك فكر ظلامي ادخل على نفوس الكثيرين. ولكني ارى كل هذا الامر الى تراجع وتقهقر وسوريا حققت نسبة كبيرة من الانتصار والنصر تحقق لكن فصوله لم تنته بعد، ونرجو لسوريا ولبنان والمنطقة ان يكون التوافق بينهما على مواجهة كل معاني الفتنه التي تريد دول تتربص بالمنطقة الاستقواء بالفتنة وبالتكفير وبالسلاح الإجرامي للنيل من امن هذه البلدان، وارى المستقبل اكثر تفاؤلا".

سئل: "هل حملتم الى الوزير منصور اجواء لقاءات السيد الإبراهيمي في سوريا؟".

أجاب: "ان لقاءات الإبراهيمي عبر عنها بنفسه وسوريا عبرت عن موقفها بوضوح، أظن اذا كان الإبراهيمي والدول الراعية للحراك الدولي في هذا الاتجاه حريصة على النجاح، فبالتالي سوريا كانت وما تزال وستبقى جادة في الوصول الى حلول قابلة للحياة، حلول سياسية تحترم سيادة الشعب السوري وحصرية حقه في الوصول الى حل سياسي بين ابنائه وليس عبر الإملاءات الخارجية. هذا ما عبرت عنه سوريا امس واليوم وغدا وفي كل يوم".

سئل: "هل بحثتم مع الوزير منصور موضوع إقامة مخيمات للاجئين السوريين داخل الاراضي السورية؟".

أجاب: "ان سوريا كانت تدعو وستبقى تدعو لوقف التمويل والتسليح والعبث بدماء الشعب السوري، حينها يعود السوريون الى وطنهم الذي هو الأقدر على تأمين كل ما يطلبه السوريون وهم الأقدر على التوافق فيما بينهم. ان لبنان والأردن وتركيا والعراق والسعودية وقطر وكل الدول الأوروبية عندما تتفق ان هذا الإرهاب ودعمه وتمويله واستقدام الإرهابيين من السجون ومن اربع رياح الارض ان هذا ليس من مصلحتهم كما ليس في مصلحة سوريا والمنطقة. المساعدة الاساسية هي وقف التمويل والتسليح وبعدها كل هذه الأمور تصبح في طريق الحل وبسرعة كبيرة اكثر مما يتوقع".

سئل: "هناك أزمة حقيقة نواجهها وهي أعداد النازحين؟".

أجاب: "هذه ألازمة صنعها بعض القوى التي دفعت في هذا الاتجاه، لتسمى الأشياء بأسمائها وتوضع النقاط على الحروف، لا نبحث عن غير الحقائق ونلبسها غير أثوابها".

سئل: "ولكن في هذه الأثناء لماذا لا تقيمون المخيمات داخل الاراضي السورية؟".

أجاب: "لا اريد الوصول الى تفاصيل ما دمت قادرا على إلغاء الينابيع التي تقود الى هذه التفاصيل، يجب البحث في هذا الاتجاه، على الحكومة والقيادات اللبنانية وقف كل البيئات الحاضنة لهذه القوى التكفيرية والتسهيلات لعبور المسلحين أو للتهريب، بما ينعكس سلبا على أمن لبنان كما على أمن سوريا. وسوريا حكومتها فاعلة ومنتجة وعبرت دائما عن حرصها على التعاون مع الحكومة اللبنانية لإيجاد مخارج في هذا الاتجاه، والأمور قابلة للتفعيل وإيجاد مخارج حقيقية اذا ما كان التعاون جادا بين الحكومتين".

سئل: "هناك دعوات لخطفك مقابل الإفراج عن المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية، ما هو رأيك؟".

أجاب: "أرجو من هؤلاء أن يكون هناك حرص على خطاب فيه احترام للذات اكثر".

سئل: "بماذا ترد على دعوة رئيس جمعية المعتقلين في السجون السورية الى الاجتماع بكم إذا قبلتم بذلك؟".

أجاب: "الأمور بحثتها سوريا، وطرحت هذا الأمر بجدية، وهنالك لجان طرحت هذا الموضوع في ما مضى والحكومة اللبنانية تدرك الحقائق، ولا نريد الكلام الذي يقصد منه التهويل".

سئل: "هل لديكم مانع من إعادة النظر في هذه القضية الآن؟".

أجاب: "سوريا كانت جادة منذ البداية وعلى الدوام في معالجة أي أمر عالق بين البلدين، ولكن بعض الكلام الذي لا يستند إلا الى الأوهام سوريا غير معنية به".

 

وفد عوني في ضيافة صبي الأسد  الوزير السابق فايز شكر وإشادة بصمود الأسد

استقبل الامين القطري لـ”حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان” الوزير السابق فايز شكر، وفدا من 'التيار الوطني الحر” برئاسة بسام الهاشم وعضوية كل من رمزي دسوم ورامي مجذوب، في حضور اعضاء القيادة القطرية ابراهيم عيسى، محمد محمدية وسهيل القصار حيث تم استعراض الاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، بحسب بيان الحزب. بعد اللقاء اشار الهاشم الى ان هذه الزيارة 'ضمن جولة نقوم بها على كافة الاحزاب اللبنانية بتكليف من رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون”، مضيفاً أنه جرى التداول في آخر المستجدات التي تأتي ضمن خضم تحركات تاريخية تشهدها المنطقة اقليميا وداخليا ولبنانياً. واعتبر الهاشم أن ابرز هذه التحولات صمود سورية ومواجهتها لكافة محاولات التفتيت المقصود الهادف للقضاء على محور المقاومة، مسجلاً إرتياحه 'لثبات سوريا وصمودها وفرض نفسها طرفا اساسيا في المعادلة التي تضمن محور المقاومة والممانعة الممتد من لبنان الى سورية فالعراق فايران والى كل القوى والحلفاء في العالم”. بدوره رأى شكر ان 'هذه الزيارة تدل على الحرص الكبير للتيار قيادة وافرادا والتي تهدف دائما الى وحدة واستقرار وسيادة لبنان، لافتاً الى وجود 'فريق لبناني يزيد من عناده خدمة لاجندات خارجية وتحديدا ارضاء السعودية وال سعود بينما العالم نراه يتغير ضمن معادلات جديدة على مستوى الكون كله”، ودعا الى تشكيل حكومة تخرج البلد من المأزق الواقعة فيه”.

 

هيئة الثورة: تفجير مقر لميليشيا حزب الله في السيدة زينب بدمشق ومقتل وجرح العشرات

 

خاطفو المطرانين في سوريا اشترطوا "وقف العنف" للافراج عنهما

نهارنت/اشترط خاطفو المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس اليازيجي، وقف أعمال العنف في سوريا من أجل اطلاق سراحهما، في حين كشف المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم أنه على تواصل غير مباشر مع الجهة الخاطفة. وكشفت صحيفة "اللواء"، الاربعاء، أن خاطفي المطرانين اشترطوا وقف العنف في سوريا، من أجل اطلاق سراحهما، كما طالبو بأن يلتزم النظام السوري بهدنة طويلة. يُذكر ان مجموعة مسلحة أقدمت في نيسان الفائت على خطف المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم، قرب حلب. الى ذلك، كشف ابراهيم انه تمكن منذ حوالى شهر من التواصل مع أحد الاشخاص الذي حدد مكان احتجاز المطرانين و"بدأنا المفاوضات على هذا الأساس". وأضاف "أصبحنا بطريقة غير مباشرة على تواصل مع الجهة الخاطفة، وهذه نقطة أساسية نستطيع أن ننطلق منها لتحقيق النتائج". من الجدير بالذكر، أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان، كشف السبت، عن تلقيه رسالة من أمير الشيح تميم بن حمد آل ثاني، يؤكد فيها بذل المساعي من أجل الافراج عن المطرانين. والاسبوع الفائت التقى امير قطر البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وابراهيم، وبحث مع كل منهما ملف المطرانين. يُشار، أن قطر لعبت دوراً مهماً في الافراج عن مخطوفي أعزاز الذي وصلوا الى لبنان في 19 الجاري بعد 17 شهراً من الاحتجاز.

 

"كلام نصرالله عن المعتقلين في سوريا حمّال أوجه النهاية السعيدة تفترض كشف مصير المئات

خاص – "النهار"

يستدرج موقف الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن المعتقلين في السجون السورية الكثير من الكلام وخصوصاً لجهة وصفه المعتقلين لدى النظام السوري بالمفقودين. اضافة الى ربطه بينهم وبين من فقدوا خلال الحرب في لبنان او الموجودين، لدى العدو الاسرائيلي والذين عدد بعضاً من اسمائهم. ليس لشخص في حجم نصرالله وموقعه السياسي الا يعرف تفاصيل قضية المعتقلين في سوريا وما قامت به القوات السورية واجهزة مخابراتها والمتعاملون معها من عمليات احتجاز قسري وتعذيب ونقل الى المعتقلات السورية. والاكيد ايضاً ان الامين العام لـ "حزب الله" يعلم ان عناصر الامن السوري والمتعاملين معها قاموا بخطف لبنانيين في انحاء مختلفة، وتالياً لا يمكن تبرير الخلط في كلامه اول من امس بين المفقودين والمعتقلين الا من باب "تعميم الخطأ وتأكيد مقولة دعاية النظام السوري ان لا معتقلين لبنانيين لديه.

وقبل تفصيل كلام نصرالله، لا بد من الاشارة الى ايجابية كلامه عن "ملفات انسانية يجب ان تفتح مع الشقيق السوري"، وهو بذلك يسجل سابقة في الاعتراف بهذه المشكلة، وخصوصاً ان قيادة "حزب الله" كانت قد تسلمت مع قيادة "التيار الوطني الحر" ملفاً كاملاً عن هذه القضية من خيمة اهالي المعتقلين قرب "الاسكوا" عند توقيع التفاهم بين الحزب والتيار.

معتقلون لا مفقودون

ما يستوقف في حديث نصرالله هو اولاً تعريفه المعتقلين بالمفقودين، ذلك ان هذا الخلط المتعمد من قوى "8 اذار" ليس بريئاً، بل يستند الى معادلة واضحة فحواها أن إلصاق تسمية المفقودين بهذه القضية يؤدي الى الحاقها بقضية 17 الف مفقود خلال الحرب اللبنانية. وهؤلاء لهم جمعياتهم وهيئاتهم ومؤسساتهم وذووهم. وهذه الفئة من ضحايا الحرب تسببت بها الميليشيات التي كانت مسيطرة والتي عمدت الى خطف المقيمين على الاراضي اللبنانية في سياق صراعاتها وحروبها العبثية المتبادلة لينتهي الامر بهم ضحايا الحرب اللبنانية الذين تمت توفيتهم بواسطة اللجان التي تشكلت لمعالجة الملف. والتعريف الافضل لهذا الفصل كان للمحامي ماجد فياض خلال المؤتمر الذي نظمته "جمعية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية" و"أمم" قبل اسبوعين، اذ ميز بوضوح بين المعتقلين قسراً ورغماً عن ارادتهم ومن خرجوا من منازلهم بارادتهم ليصبحوا مفقودين نتيجة ظروف معينة(...). وبهذا المعنى يمكن فهم اصرار قوى 8 اذار ووزرائها على تشكيل "الهيئة الوطنية المستقلة للمخفيين قسراً"، والتي هب اهالي المعتقلين في سوريا وذووهم والجمعيات المدافعة عنهم، الى الاحتجاج عليها طالبين التمييز بينها وبين قضية المعتقلين لدى النظام السوري. والمذكرة التي رفعها هؤلاء الى وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال شكيب قرطباوي لا تزال موجودة، وابرز ما فيها: "يصعب إيجاد حلول ناجعة لكلّ المخفيين قسراً خصوصا بعض من فقد أثره ولم يعد في الإمكان التعرّف الى اي معلومات تعود اليهم وخصوصاً من فقدوا خلال الحرب الاهلية بين 1975 و 1990، الاّ أنه في الوقت عينه هناك ملفات لا تحتمل اي تأويل، عنينا بذلك قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية والتي تملك الدولة اللبنانية معلومات واضحة ودقيقة وموثقة عنها".

هذه المعلومات موثقة لدى لجنتي العميد بو اسماعيل ولجنة النائب فؤاد السعد وموجودة لدى وزارة العدل ولدى اللجنة التي ترأسها الوزير السابق جان اوغاسبيان. اضافة الى الجهد الكبير الذي بذلته مؤسسات حقوق الانسان المختلفة وفي مقدمها لجنة "سوليد" ورئيسها غازي عاد ومؤسسة "الحق الانساني"، الى المؤسسات العالمية التي اصدرت عشرات التقارير عن اعتقال اللبنانيين ونقلهم الى السجون السورية.

متابعة الملف الى خواتيمه

كلام نصرالله باسم القيادة السورية عن استعدادها للوصول الى نهاية طيبة لهذا الملف، يستدعي من الجانب اللبناني العمل على ملاحقة الامور حتى خواتيمها، من خلال تكليف فريق او مسؤول معين الاتصال بالجانب السوري لتأمين هذه "النهاية الطيبة"، علماً ان اهالي المعتقلين ما عادوا يطلبون الكثير سوى التعرف الى مصير احبائهم اذا كانوا امواتا واطلاقهم اذا كانوا احياء، وخصوصاً ان الملف دخل دائرة التسويف والمماطلة مع الحكومات اللبنانية قبل ان تعمد سلطات النظام السوري الى التحايل والتهرب من مسؤولياتها القانونية الناجمة عن هذا الامر. وادعاء اختفاء الراهبين الانطونيين شرفان وابي خليل في وضح النهار وامام كتيبة من الجيش السوري، اضافة الى واقعة خطف بطرس خوند عن حاجز القوات الخاصة السورية في حرج تابت لا يمكن التهرب منها الى ما لا نهاية. والنهاية الطيبة قد تكون بالكشف عن مكان الرفات وتسليمها في ما تبقى من معتقلات الموت. ويشار الى ان ايلي رومية شقيق اقدم معتقل لبناني في السجون السورية بشارة رومية، يؤكد ان شقيقه فقد عينه اثناء محاولته الهروب من سجن حلب خلال الشهر الفائت، وذلك في اخبار تلقتها العائلة.

وكلام نصرالله عن تحمل جيش الاحتلال مسؤولية ما يحدث في ظل سلطته، يقود حتماً الى مسؤولية النظام السوري عن اختفاء المئات من اللبنانيين منذ 13 تشرين الاول 1990، تاريخ السيطرة، السورية على المناطق التي كان يسيطر عليها العماد ميشال عون الى نيسان 2005 تاريخ الانسحاب. وبهذا المعنى يبدو كلام النائب سامي الجميل عن وجود 622 معتقلاً في سوريا قريباً من الحقيقة. ولا يمكن اغفال المفرج عنهم وكشف مجموعة من جثث شهداء الجيش في المقبرة الجماعية في وزارة الدفاع، والتي كان يظن ان اصحابها لدى النظام السوري. والاصح ان يقال ان النظام السوري دأب على تسليم لوائح الى السلطات اللبنانية لا تتطابق مع اللوائح التي قدمتها الهيئات والجمعيات اللبنانية الى الرأي العام. وتقضي مراجعة اللوائح الى معادلة تؤكد وجود 200 الى 350 لبنانياً في شكل مؤكد في "ذمة النظام السوري"، علماً ان النظام تمسك خلال كل اجتماعاته مع القضاة اللبنانيين بتأكيد وجود سجناء لبنانيين لديه، نافياً وجود معتقلين، من دون ان يكشف للجانب اللبناني عن اي معلومة عن السجون العسكرية والامنية، وخصوصاً تلك التابعة لاجهزة الامن والاستخبارات السورية التي تولّت اعتقال اللبنانيين والتنكيل بهم.

تبدو دعوة نصرالله الى تشكيل اطار جاد من اجل متابعة الموضوع، منطقية، لكن المشكلة ان هذا الطرح يصطدم برفض النظام السوري التعامل بجدية مع الموضوع. فمع الاخذ في الحسبان اللجان التي شكلتها الحكومات اللبنانية المتعاقبة وصولاً الى "اللجنة المشتركة اللبنانية – السورية" والتي ضمت خيرة القضاة اللبنانيين، فانها جميعاً لم تنجح في انتزاع اعتراف النظام السوري، ولو المبدئي بوجود معتقلين سياسيين لبنانيين لديه. وتلك مشكلة عقيمة يحتاج الامر فيها الى تدخل نصرالله شخصياً لدى النظام السوري من اجل انتزاعها من قادته، وعندها تسير الامور في اتجاه خواتيمها السعيدة.

 

عبد الحميد بيضون للسياسة :حزب الله وإيران يعيشان وهم إمكانية إنقاذ الأسد/أوساط قيادية في المستقبل: نصرالله مصر على معاداة العرب

بيروت - "السياسة" والوكالات:   قللت أوساط قيادية في تيار "المستقبل" من أهمية خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله, أول من أمس, لأنه لم يحمل أي جديد باستثناء إصراره الدائم على الاستخفاف بخصومه ومحاولاته اليائسة في إقناع الناس بأنه قادر على تحريك الشارع لصالحه, مؤكدة لـ"السياسة" أن الرجل لا يتعظ من التجارب السابقة, وهو حتى الآن يتبع دائماً نفس الأسلوب المتعالي والمهدد للآخرين إن لم يتوافقوا معه في ما يريد, متناسياً أن هذا الأسلوب لا يبني وطناً ونتيجته المزيد من التفسخ والتباعد بين أبناء الوطن.

وردت الأوساط على نصر الله بالتأكيد على أن حكومة مستقلين هي الأفضل للبنان في الظروف الحالية, سيما في ظل الانقسام العمودي القائم, لافتة إلى أنه إذا كان محور "حزب الله" والنظام السوري وإيران, المسمى زوراً بـ"محور المقاومة والممانعة", يعتقد أنه قادر على فرض شروطه وآرائه ومشروعه في هذه المنطقة على الآخرين, "فهو مخطئ بالكامل", و"على "حزب الله" أن يفهم أن مصلحته هي في العودة إلى لبنان واللبنانيين والتخلي عن تنفيذ الإملاءات الإيرانية التي تأتيه من الخارج, والابتعاد عن المشروع الفارسي, لأن مصلحته هي الاندماج في المشروع العربي". وعبرت الأوساط عن أسفها لهذا الإصرار من قبل "حزب الله" على أن يكون في المحور المعادي للعرب, ولمن مد يده دائماً للبنان لمساعدته في أحلك الظروف, سواء على الصعيد المادي أو السياسي, "فعوض أن الاعتراف بالجميل نرى حسن نصر الله يصر على العكس ويفاخر بأنه جندي لدى الولي الفقيه وينفذ تعليماته, وفي النهاية فإن إيران تبحث عن مصلحتها ومصلحة شعبها وقطعاً ليس مصلحة العرب والمسلمين".

بدوره, أكد الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون أن نصر الله منذ قيام الانتفاضة في سورية أخذ يصعد في لهجته ويتحدث بلغة عسكرية وابتعد تماماً عن الحلول السياسية, وأصبح في منطقة قريباً جداً من منطقة بشار الأسد لناحية التركيز على الحسم العسكري, لافتاً إلى أن أكبر وهم تعيشه إيران ونصر الله أن بإمكانهما إنقاذ نظام الأسد, تماماً كالوهم الآخر الذي يعيشانه في إمكانية التحكم بلبنان. وقال بيضون لـ"السياسة" "إننا نتعاطى مع عقول ميليشياوية عسكرية وليس عقول سياسية قادرة على اجتراح حلول للأزمة في البلد", مشدداً على أن "خطة الحرس الثوري الإيراني و"حزب الله" إبقاء لبنان ورقة مساومة بأيديهما لاستعماله في المفاوضات بشأن مستقبل سورية". ولفت إلى أن "إيران والنظام السوري يحاولان إرسال رسائل إلى المجتمع الدولي بأنهما قادران على هز استقرار لبنان في الوقت الذي يريدان, كما أن سورية و"حزب الله" وإيران يريدون شطب تيار "المستقبل" من المعادلة بهدف دفع قواعده الشعبية إلى الاتجاه نحو الفئات المتطرفة, بمعنى آخر أن تصبح طرابلس مسرحاً للمتطرفين حتى يبرر "حزب الله" والنظام السوري ومعهما إيران تدخلهم في لبنان بحجة مواجهة المتطرفين". ورداً على خطاب نصر الله, أكد المستشار العام لـ"حزب الانتماء اللبناني" احمد الأسعد, أنه "أياً كان مسار الأوضاع الميدانية والتطورات السياسية, لا يمكن أن يستمر النظام السوري, ولا يمكن ان يعود الوضع, بعد كل هذا الدم, إلى ما كان قبل الثورة".

ودعا الأسعد نصر الله إلى تخفيف ثقته بنفسه وبحليفه الإيراني, "فالزمن الذي تحدث عنه لا يمكن أن يعود إلى الوراء". من جهته, اعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت أن نصر الله "تصرف بصفته المرشد الأعلى للدولة اللبنانية وذلك بتوجيهه تأنيبا مبطنا لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان, وتوبيخه الواضح لرئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي متجاوزاً كل الأعراف والأصول الدستورية اللبنانية ومعتمداً على مجموعة كبيرة من الأضاليل والافتراءات التي طاولت الدول العربية الشقيقة وعدداً كبيراً من المسؤولين اللبنانيين". وقال في بيان "ان الأخطر في كلام نصر الله تماديه العدائي مع الدول العربية مستنسخاً الشعوبية الفارسية ومتخلياً عن اي ارتباطه بالعرب والعروبة الى حد اختراعه ربط نزاع في قضية موسى كوسى بموضوع الإمام المغيب موسى الصدر مع دول الخليج, الأمر الذي ينذر بفتح جبهة جديدة ذات خلفية مذهبية مع دول عربية شقيقة يرتبط فيها لبنان واللبنانيون بكثير من المصالح الحيوية المشتركة". واضاف "أما بالنسبة لإتهامه قوى "14 آذار" بأنها تراهن على انتصار ما في سورية, فكأن بالسيد نصر الله ينظر الى المرآة حين يتبجح بانتصار موهوم لخطه السياسي في سورية واعتماده على ظروف آتية ومستقبلية لمصلحته السياسية التي تسمح له بفرض شروطه على اللبنانيين".

 

بعد مرور نحو ثلاثين عاماً على اختفائهم في لبنان تطورات مفاجئة تكشف قريباً عن مصير الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة ورون آراد

"السياسة" - خاص: كشفت مصادر استخباراتية غربية لـ"السياسة" عن تطورات مفاجئة ستحصل خلال الأسابيع القليلة المقبلة من شأنها أن تفك طلاسم لغزين استخباريين بعد ما يزيد على ربع قرن من الغموض الذي لفهما. وقالت المصادر إن أول اللغزين هو اختفاء الايرانيين الاربعة في بيروت منذ العام 1982, وهم محسن الموسوي القائم بالأعمال الإيراني في بيروت آنذاك وأحمد متوسليان قائد "الحرس الثوري" في لبنان آنذاك, وتقي رستغار مقدم سائق السفارة الإيرانية, وكاظم إخوان الصحافي في وكالة الأنباء الايرانية الرسمية "ارنا". أما اللغز الثاني فيتعلق بمصير الطيار الاسرائيلي رون آراد الذي أسقطت طائرته فوق الأجواء اللبنانية العام 1986 ومازل مصيره مجهولاً حتى اليوم. وأكدت المصادر أنه سيتم التوصل إلى كشف اللغزين بشكل لا يقبل الشك أو التأويل للمرة الأولى, من خلال تحديد ما جرى مع المفقودين الخمسة منذ اختفائهم أو مكان وجودهم الحالي في ما إذا كانوا أحياء, أو مكان دفنهم في ما إذا كانوا أمواتاً. وأوضحت المصادر, التي رفضت الإفصاح في هذه المرحلة عن مصير الخمسة, ان التقدم الملحوظ في حل اللغزين جاء إثر معلومات جديدة وقيمة وصلت إلى أحد أجهزة الاستخبارات الغربية بشأن مصير الطيار الإسرائيلي رون آراد, مشيرة إلى أن المفاجأة كانت في أن هذه المعلومات مصدرها أحد أفراد عائلة محسن الموسوي أحد المفقودين الإيرانيين, وتحديداً من شقيقه حسين الموسوي الذي كان في دائرة أحد القلائل في إيران الذين يعرفون مصير الطيار الإسرائيلي, حيث شغل في الفترة التي تزامنت مع سقوط الطيار في أيدي الميليشيات الشيعية آنذاك, منصب مستشار وزير الخارجية الايراني لشؤون الشرق الاوسط والعالم العربي. وبحسب المصادر, فإن المعلومات التي بحوزة حسين الموسوي, الذي يشغل حالياً منصب مدير مركز البحوث العلمية والدراسات الستراتيجية في الشرق الاوسط, وصلت إلى الجهات الاستخباراتية الغربية عن طريق عدد من الوسطاء, وتم التأكد من صحتها بعد فحصها بشكل معمق, رغم علامات الاستفهام التي دارت بشأنها, في ظل الخشية من أن تكون رغبة موسوي بمعرفة مصير شقيقه, دفعته لتمرير معلومات غير دقيقة أو غير مؤكدة. وأضافت المصادر أن جهاز استخبارات غربياً يعتزم المساهمة بمعلومات حساسة تتعلق بمصير الإيرانيين الاربعة, حصل عليها إثر نشاط استخباراتي مكثف كان يقوم به في لبنان في الثمانينات من القرن الماضي, ولم يتمكن حتى الآن من استخدامها أو الإفصاح عنها لأسباب تتعلق بحماية الطريقة والأشخاص الذين حصل بواسطتهم على هذه المعلومات, إلا أن وفاة أحد أهم مصادر هذا الجهاز في لبنان أخيراً, أتاحت المجال لاستخدام هذه المعلومات. وأكدت المصادر أن التقارب بين إيران والدول الغربية يشجع على إمكانية التوصل إلى صفقة في هذا الموضوع, حيث تُدرس الآن الطريقة المثلى لعرض هذا الموضوع على الإيرانيين والإسرائيليين, بشكل يضمن إظهار الطرفين بأنهما رابحان من هذه الصفقة.

 

حاول شحذ الهمم لمعركة القلمون/وهم الانتصار لدى نصرالله يتحول غطرسة سياسية

بيروت - "السياسة":   في إطار الاستعداد لمزيد من التورط في الأزمة السورية, جاء خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله, أول من أمس, حربياً نارياً, هدف بالدرجة الأولى إلى شد أزر أنصاره ومقاتليه وجمهوره, إضافة إلى توجيه رسائل خارجية وداخلية.

وبرأي مصدر سياسي مطلع يمكن تحليل أبرز نقاط الخطاب على النحو الآتي:

أولاً: يستعد "حزب الله" للمشاركة في معركة القلمون داخل سورية, التي يعتبرها ستراتيجية لا تقل أهميتها عن القصير, كونها منطقة حدودية طويلة مع لبنان. وأجمع المراقبون أنها ستكون معركة قاسية للغاية, سواء ربحها مع قوات النظام السوري أو خسرها, وستسبب للحزب خسائر فادحة بمئات القتلى. ودب الذعر في أوساط "حزب الله", سيما داخل العائلات التي تخشى أن تخسرها أبناءها, لذا فإن نصر الله أراد بداية شحذ الهمم, من خلال الإيحاء بأن النصر قريب.

ثانياً: وقع نصر الله في التناقض, إذ دعا من جهة لحل سياسي في سورية, وأطلق مواقف نارية ضد الذين يدعمون المعارضة السورية من جهة أخرى, في الوقت الذي تقاتل قواته في سورية, فكيف يطالب بحل سياسي وهو يدعو للحشد والتعبئة من أجل المزيد من القتال?

ثالثاً: يعتقد نصر الله أن الانفتاح الأميركي المحدود على إيران تسبب بإرباك السعودية وغضبها, فخرج عن تحفظه وانتقد المملكة علانية, ليس لموقفها الداعم للثورة السورية, وإنما لتصفية حسابات قديمة معها, لأسباب إقليمية ومحلية.

رابعاً: الثقة المفرطة بالنفس, لا بل الغطرسة, دفعت نصر الله إلى تحدي الفرقاء اللبنانيين بأن يقبلوا ما مَنَّ عليهم به, أي حكومة (9-9-6), لاعتقاده أن الظروف ستتغير لصالحه في الأشهر القليلة المقبلة. وهو يعلم أن هذا التحدي هو من النوع الذي ترفض الخضوع له قوى "14 آذار", ما يعني بقاء البلد من دون حكومة, وهذا هو مطلب "حزب الله" الأساسي. وليحبك العقدة أكثر استخدم الاستهزاء وسيلة لتحدي الرئيس سعد الحريري شخصياً.

خامساً: جاء الخطاب ليعطي زخماً لتحرك بدأه "حزب الله" داخلياً لرص صفوف حلفائه. وفي المعلومات, أن الحزب ضغط على الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون لينسجا تفاهماً معيناً تحت عباءته. فهو يستغل لحظة جمود الوضع الداخلي وانكفاء الخصوم في قوى "14 آذار", ليعيد بري إلى الصف, وليعيد أيضاً عون إلى خطه بعد انفتاح جزئي على المملكة العربية السعودية, في وقت يحاول الحزب دغدغة مشاعره بتبني ترشيحه إلى رئاسة الجمهورية, إذا حصلت الانتخابات.

سادساً: كل ما ورد في الخطاب مستمد من حسابات إقليمية يعتقدها نصر الله مؤاتية. وهو لا يجانب الصواب كثيراً, إذ إن الأزمة السورية ذاهبة إلى الجمود عند الوضع الراهن, إلا أنه يبالغ كثيراً في استثمارها, أو محاولة استغلالها, ليفرض قواعد جديدة للعبة في لبنان, مع ما يعنيه ذلك من أبعاد إقليمية.

 

عضو "المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى" المحامي محمد المراد، كفى يا سماحة مفتي الجمهورية وأتحداه بأن يصرح مجدداً أنه لا يريد التمديد لنفسه

خالد موسى/موقع 14 آذار

رغم سيطرة الملفات الأمنية والسياسية على الساحة اللبنانية، إلا أن ذلك لم يحجب قضية "الخلاف القانوني" بين المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى السابق ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، التي عادت الى الواجهة مجدداً، مع إستمرار المفتي في إجراء إنتخابات جديدة لتعيين أعضاء جدد في المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى بدلاً عن المجلس السابق الذي يعتبره قباني غير قانوني وغير دستوري، نتيجة لشن الأخير سلسلة من المواقف ضده جراء الأعمال التي يقوم بها ومن بينها إدخال الطرف الآخر وسط الخلاف الدائر بين المجلس وبينه، بسبب سوء الإدارة لبعض الملفات من قبله، فضلاً عن بعض المواقف الذي إتخذها والتي أوصلت دار الفتوى الى حال يرثى لها لا تتناسب مع جمهورها الكبير على طول الأراضي اللبنانية. آخر هذه الإنتخابات أجراها المفتي في محافظتي البقاع والشمال لتعيين أعضاء جدد، في الوقت الذي أصدر فيه مجلس شورى الدولة قراراً أبطل بموجبه هذه الإنتخابات نتيجة عدم قانونيتها، فيما المفتي الذي يجب أن يحافظ على تطبيق القانون إستمر في موقفه الرافض لهذه القرارت. وبحسب معلومات صحافية، برز تطور لافت على أزمة دار الإفتاء، إذ يستعد المجلس الإسلامي الشرعي المنتخب للتمديد لقباني سنتين قابلتين للتجديد، الذي يثير حفيظة المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى الحالي ورؤساء الحكومة السابقين الذين اتفقوا على ضرورة عزل قباني وفق عريضة موقعة منهم ومن أغلبية أعضاء المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى إضافة الى ونواب ووزراء حاليين وسابقين منضوين ضمن المجلس، فهل سيسمح المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى بهذه السابقة الخطيرة، وأين أصبحت عريضة العزل الجديدة، وهل تعيين مفتي جديد للجمهورية يحتاج الى توافق إقليمي أم أنه شأن داخلي لبناني؟!

لا مجلس شرعي جديد

عضو "المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى" المحامي محمد المراد، وفي حديث خاص لموقع "14 آذار"، اعتبر أنه "لا يوجد أي مجلس شرعي سوى المجلس الشرعي الحالي القانوني، وما يحكى عن بعض الأعضاء الذين يغتصبون هذه الصفة، فهم ليسوا بشرعيين وليسوا بمجلس شرعي، وأن الأساس القانوني والقضائي هو الذي يقول ذلك واقصد القرارات الصادرة عن القضاء، وتحديداً عن مجلس شورى الدولة بإبطال الدعوات إلى انتخابات وإبطال نتائج الانتخابات المزورة، وبالتالي لسنا أمام مجلس حتى نتحدث عن إمكانية التمديد لمفتي الجمهورية"، لافتاً إلى أن "مخطط مفتي الجمهورية منذ البداية ومنذ أن أحدث حال التحول باتجاه فريق معين والهدف منه في الأصل والمبدأ هو الوصول إلى مسألة التمديد مدى العمر، وعندما قلت ذلك وقتها وصفني بالكذاب، واليوم أتحداه بأن يصرح مجدداً أنه لا يريد التمديد لنفسه سواء لسنة أو لمدى العمر، وأن هذا المخطط هو مخطط معروف آتي من الخارج في خدمة الداخل وتحديداً خدمة ما يسمى بخط الممانعة والمقاومة". وشدد المراد على أن "هذا المخطط سيصطدم بحقيقة أن أكثر من 90 % من إرادة الطائفة السنية يقول كفى يا سماحة مفتي الجمهورية، كفى تشرذماً، وكفى إحداث إنشقاقات على مستوى الطائفة خدمةً لشخصك ولنفسك ولمصالح سياسية تريد الفتنة داخل الطائفة وتريد التمزق لها".

عريضة العزل

وبشأن العريضة الجديدة لعزل المفتي قباني، كشف المراد إلى أن "العريضة موقعة بنسبة أكثر من 87% من الهيئة الناخبة، لكن الحكمة والموضوعية والدقة والحرص على مفتي الجمهورية وعلى وحدة الطائفة، تفرض بمكان معين أن تؤخذ الأمور بطريقة تخدم وحدة الطائفة عن طريق الاستقالة، وكنا نعتقد جميعاً أنه عندما صدر قرار عن القضاء الشرعي بكف يد مفتي الجمهورية عن إدارة وقف العلماء المسلمين السنة واعتباره سفيهاً، كنا وكل إنسان عاقل يعتقد أن مجرد أن صدر القرار مفتي الجمهورية قدم استقالته ، لكن للأسف هذا لم يحصل، إنما ما حصل هو الإمعان في تحدي السلطة القضائية وفي مخالفة إرادة المسلمين وفي خدمة مشروع لا يريد لهذه الطائفة ولهذا الوطن إلا الشر".

انتهاء ولاية المفتي

وعن انتهاء ولاية المفتي والخطوات التي سيتخذها المجلس في هذا السياق، أوضح المراد أن "ولاية مفتي الجمهورية تنتهي تحديداً في 14 -9-2014 وأنه وبحكم المرسوم 18/55 في اليوم الذي تنتهي فيه ولاية المفتي وككل مؤسسة فإن المفتي سيذهب إلى بيته وأن أي حلم آخر للمفتي وأعوانه ولمن يملي عليه لا يستطيعون جميعاً أن يقفوا بوجه هذه الطائفة وإرادة مخلصيها لأننا نؤمن بالدولة وبمؤسساتها وبتداول السلطة، فإن أراد هؤلاء تجاوز السلطات وتحديها يكونون كالذي يمسك المعول بيده ويهدم الهيكل عليه".

 

«الجمهورية» تكشف إسم خاطف المطرانين والمفاوضات لإطلاقهما

مارلين وهبة/جريدة الجمهورية

«لا مفاوضات على جُثث! انما على أحياء»... من هذه الثابتة، انطَلقت المفاوضات بين خاطِفي المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي، وبين الوسطاء ومن ضمنهم دوَل عظمى، إقليمية وخارجية، لتؤكد أنّ المزاعم التي تحدّثت عن وفاتهما أو عن موت أحدهما باطلة، أما المزاعم عن تسليم اليازجي في المرحلة الاولى ليتبعه لاحقاً ابراهيم، هي عروض وهميّة افتراضية يؤكّد المفاوضون رفضها في حال حصلت جملة وتفصيلاً، فالإفراج عن المطرانَين الاثنين هو الشرط الثابت والحقيقة الوحيدة، أمّا الباقي فأوهام وتضليل.

حقان فيدان المفاوض الأول للخاطف الشيشاني محمد أكروف,الابراهيمي وبدا خلفه لماني المفاوض الثاني

في وقت كانت "الجمهورية" سبّاقة الى تأكيد خبر سلامة المطرانين، وفي أوّل معلومة رسمية ودقيقة من أهمّ المصادر الرفيعة المستوى، وهي الخارجية الاميركية، نَفت بعض المصادر الخبر واعتبرته غير دقيق، مؤكدة انّ مصيرهما مجهول، لا بل اكدت أنه قُضي عليهما منذ اليوم الاول لاحتجازهما، استناداً الى روايات عدة من مسؤولين ديبلوماسيين ووزراء سابقين وتحليلات صحافية استقصائية بحسب قولهم.

و"الجمهورية" التي استَقَت معلوماتها منذ قرابة أربعة أشهر عبر عضو الكونغرس الاميركي السيناتور شارلي دينت الذي أكد سلامتهما ووجودهما في مكان آمن، رافضاً حينها البَوح عن تفاصيل اضافية، تؤكد اليوم من مصادر رسمية واكبَت الحدث منذ اليوم الاول للاختطاف، أنّ المطرانَين على قيد الحياة وأنّ الجهة الخاطفة اعلنت هويتها ومسؤوليتها ومطالبها. وقد وصل مسار المفاوضات اليوم الى مرحلة مهمة وشائكة انما متقدمة، وسنسردها في تحقيقنا هذا:

أولاً: من هي الجهة الخاطفة وما هي مطالبها؟ ومن هو الخاطف المفاوض والمتحدث باسمها؟

ثانياً: من هم المفاوضون ومن يُمثّلهم؟ ومن هي الدول المساهمة في إنهاء القضية؟ وما كان شرط بعض الدول المشاركة في العملية لإتمام صفقة الافراج؟

وتكشف "الجمهورية" كذلك، عن مكان المطرانَين، ولا سيما بعد إعلان مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسّون أنهما أصبحا في الاراضي التركية، الخبر الذي اعتبرته مصادر كنسية وسياسية رفيعة المستوى ومواكبة لمسار المفاوضات، أنه عار عن الصحة، مطالبة المفتي بالتريّث والتأكد قبل الادلاء بالتصاريح. وإذ وصف المعلومة بأنها غير دقيقة، كشف لنا أنّ المطرانين لا يزالان حتى الساعة داخل الاراضي السورية.

من هي الجهة الخاطفة؟  الجهة الخاطفة هي نفسها التي اشارت اليها "الجمهورية"، في بداية تقصّيها عن مكان المطرانين، وهي مجموعة مسلحة شيشانيّة احتجزتهما منذ اليوم الاول ولا تزال تحتجزهما حتى الساعة.

المفاوض

المفاوض هو الاخضر الابراهيمي عبر ممثّله في دمشق، مختار لماني، الذي يتواصل شخصياً مع الجهة الخاطفة، وتحديداً مع احد الخاطفين الشيشانيين ويُدعى محمد أكروف (Mohammad akroff) بواسطة رئيس المخابرات التركي حقان فيدان الذي وعد لماني بوجود دليل ملموس وحسّي سيكون في متناول أيديهم قريباً. أما لماني، ممثل الابراهيمي، فقد تسلّم بدوره الادلة الحسيّة التي استحصل عليها من الجهة الخاطفة، واستحصل على وثائق تُثبت أنّ المطرانين في أمان. ويضيف المصدر: "استناداً الى تلك الوثائق والتقارير، أكد الابراهيمي للواء عباس ابراهيم سلامة المطرانين". وعلمت "الجمهورية" أنّ هذا الدليل الحسي هو عبارة عن تسجيل صوتي مدّته 6 دقائق، سلّمه رئيس المخابرات التركية الى لماني، المفاوض الرئيسي المباشر مع الجهة الخاطفة، وتحديداً مع الشيشاني محمد اكروف. وقد سلّم لماني هذا الشريط الى الابراهيمي كدليل حسي أوّلي في مسار القضية الشائكة، والذي ارتكز عليه الابراهيمي ليطمئن السلطات اللبنانية والسورية، وهو أبلغ فحواه الى كل من الرئيس السوري بشار الأسد واللواء ابراهيم الذي يتابع مسار المفاوضات. وفي هذا الإطار، علمت "الجمهورية" أنّ مرجعاً روحياً مهماً معنياً بالقضية اطّلع على مضمون الشريط، ما يفسّر سبب صمته واطمئنانه. اما عن مكان المطرانين، فيؤكد المصدر أنهما ضمن الاراضي السورية في منطقة مقلقة وغير آمنة وقريبة من خطوط تماس لأطياف عدد من المجموعات المسلحة، منها: "داعش" و"النصرة" ومجموعات مجهولة متطرفة، إلّا أن الجهة الخاطفة شيشانية ولا تزال كذلك منذ 6 أشهر.

هل ينقل المطرانان الى لبنان؟

يشير المصدر عينه الى أنّ النقطة التي تشكّل أهمّ القضايا الشائكة في مسار المفاوضات، ستكون في المكان الذي سينقل اليه المطرانان عند تحريرهما، والسؤال محور التفاوض سيكون: "الى أين سيتوجه المطرانان حين يطلقان؟ إذ إنّ هناك توجهاً لنقلهما الى لبنان، وتحديداً الى عنجر، الامر الذي لا يزال قيد البحث راهناً، ليعود المصدر ويؤكّد أنّ الصعوبة تكمن في الوضع اللوجستي وفي تأمين سلامة الطريق التي سيسلكها المطرانان جواً أو براً".

الدور القطري

اما بالنسبة الى الدور القطري، فقد كشف المصدر المطلع نفسه أنّ قطر عرضت مساعدتها المالية واللوجستية، لا بل اكثر من ذلك، لقد عرضت على المعنيّين تقديم كل ما يمكن لتسهيل الافراج عن المطرانين، من طائرات وتقديمات لوجستية. واكد المصدر أنّ هذا المناخ جديد وطارئ في الملف بعدما لفَّه غموض كبير بداية الامر، وقد علمنا من هي الجهة الخاطفة من مصدر رسمي وموثوق، وعرفنا أن المطرانين على قيد الحياة، وأن الخاطفين أبدوا استعدادهم للحوار وبدأوا بالتفاوض. ولفت المصدر الى أنهم مطمئنون لأنّ الدولة اللبنانية أخذت على عاتقها حلّ هذا الملف، شاكرين اللواء ابراهيم شخصياً تبنّيه قضيتهم في الوقت الذي شعرت فيه الطائفتان السريانية والارثوذكسية بالإحباط.

من هو مختار لماني؟

أما بالنسبة الى الجهة الرسمية التركية المخابراتية، فقد ضمنت لمستشار الابراهيمي، مختار لماني، أنّ المطرانين هما على قيد الحياة. ولماني هو ديبلوماسي مغربي، برز في حلّ أزمة الجنود الفيليبيين التابعين لبعثة الامم المتحدة الذين احتجزهم "الجيش السوري الحر"، وقد نوّه الابراهيمي بكفاءته وجدارته، معتبراً انّ علاقاته بمختلف الاطراف في سوريا مَكّنته من حلّ هذه الازمة، وقد شارك في بعثات لتقصّي الحقائق والمساعي الحميدة للامم المتحدة.

وفي سياق متصل، استقصَت "الجمهورية" أجواء المصادر الكنسية السورية ليتضِح انهم مرتاحون كثيراً للسببين الآتيين، كما فنَّدها مرجع ديني رفيع المستوى:

1 - لدينا تأكيد رسمي وجدّي بأنّ المطرانين بخير.

2 - وصلتنا اكثر من اشارة وصورة من لماني من خلال تواصله مع الخاطفين الذين أعلنوا هويتهم ويكلّمونه باستمرار، وهو يعرفهم وفي صدد التنسيق معهم، ولدينا تأكيدات اخرى موثوقة من عسكريين سياسيين يستطيعون التفاوض معهم. ويضيف المرجع الديني انّ المطالب اللوجستية تتلخّص بتسهيلات مذهلة على مستوى القرار السوري، بشخص الرئيس الاسد الذي أبدى استعداده لتقديم كل ما يلزم من مساعدات لوجستية.

ما حقيقة إصابة المطران ابراهيم؟

في معلومات دقيقة، أوضحت مصادر كنسية رفيعة المستوى لـ"الجمهورية"، أن المطران يوحنا ابراهيم كان قد أصيب بعد أسبوعين على الخطف، إثر المعارك الدائرة قرب مكان احتجازهما، وقد عولج لاحقاً وهو تعافى اليوم. وهذا الامر اكّده قريب للمطران يوحنا ابراهيم مقيم في الولايات المتحدة الأميركية، موضحاً أنها المعلومة الاخيرة الوحيدة التي وصلته عن الموضوع. وتضيف المصادر: "هناك وعود قريبة بحصول تواصل صوتي مع المطرانين بواسطة مستشار الابراهيمي الذي يفاوض الخاطفين والجهة الرسمية التركية المخابراتية. ولأن الجهتين لا ترغبان في الدخول في التفاصيل المخابراتية للعملية، اكتفى المصدر بالاشارة لها، متحدثاً عن دليل حسّي سيظهر قريباً. لكن على رغم كل التأكيدات، تضيف المصادر أنها ما زالت حذرة وتترقّب الصوَر أو التسجيل الصوتي الذي وعدوا بالاطلاع عليه.

مرجع ديني يواكب الملف من لبنان

زار لبنان أخيراً مرجع ديني رفيع المستوى، قال لـ"الجمهورية" ان اللواء ابراهيم طمأنهم الى أن المطرانين في أمان، ما يعني أنهما في أياد يعلمها هو وليست مجهولة!

وهذا المرجع شارك في لقاء مسيحيّي المشرق، وأكد أنه باق في لبنان حتى الإفراج عن المطرانين، بعدما وصلته تطمينات محلية وإقليمية بأن العملية وشيكة وقد تحصل على الاراضي اللبنانية.

ويفيد أنّ "المعلومات والمعطيات التي نملكها تشير الى أن المطرانين على قيد الحياة، على عكس ما أشيع في لبنان عن مقتل المطران ابراهيم. ولكن هذا لا ينفي بأنه كان قد اصيب وعولج لاحقاً، وقد أكد اللواء ابراهيم انه يفاوض على شخصين اثنين على قيد الحياة، وليس واحداً فقط، وأنهما بخير، وفي صحة جيدة وسيحرّران سوياً. ويشير المرجع الديني الى انه لطالما حذّر المطران ابراهيم من الحراك الكثيف الذي بدأه قبل اختطافه حين حاول أن يخدم النظام والمعارضة، فأصبح هو المخطوف.

شروط الجهة الخاطفة

ويروي المرجع الديني ان ّالمطلوب مقابل تحرير المطرانين، إطلاق ضبّاط اتراك احتجزهم النظام السوري أثناء أدائهم مهمة سرية. وفي وقت يريد النظام تظهير خبر إطلاق الضباط الاتراك من السجون السورية الى العلن، ترفض الجهة التركية الامر، وتطلب أن يكون التبادل سرّياً، وهذا الامر كان من الشروط المستعصية التي حالت دون تقدم مسار المفاوضات.

وفي السياق عينه، لفت المرجع الى أن الجهة الخاطفة، أي الشيشان، أرادت مقايضة المطرانين بقياديين شيشانيين كبار، لكن النظام السوري أنكر حينها وجودهما، قبل أن يغيّر روايته ويقول إنهما قتلا، فلم يصدقه الخاطفون واصرّوا على أن المطرانين مسجونان لدى النظام السوري. ويضيف: "بعدها علمنا انّ فرنسا تدخلت في مسار المفاوضات، وطالبت بإطلاق ضباط فرنسيّين احتجزوا أثناء أدائهم مهمة خاصة".

وأثنى المرجع الديني على الجهد

الذي يبذله أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، شاكراً كذلك جهود رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.ولفت المرجع الديني الى أن "كل يوم يمر نتأكد فيه من جدية المفاوضات، ويبقى معالجة الامور اللوجستية"، مضيفاً: "نلاحظ ان قطر دخلت على الخط اكثر من تركيا. فهل صحيح أن لديها أميراً مخطوفاً كما يتردد وتريد إطلاقه مقابل المطرانين؟ ونتساءل لماذا يهمّ قطر تحرير المطرانين ودفع فديتهما ومَن هي الجهة التي ستقبض الأموال؟". وقال المرجع الديني تعليقاً على احتمال أن يكون المطرانان قد قتلا: "لا اعتقد ان اللواء ابراهيم والمفاوضين الدوليين يفاوضون على جثث انما على أحياء". وكشف المرجع الديني أنه في الاسبوع الثاني بعد حادثة الاختطاف توجّه الى اميركا واجتمع مع سفير اميركا في دمشق روبرت فورد ومع مطراني الروم والسريان الارثوذكس في نيوجرسي، مؤكداً لهم أن المطرانين بخير.

وفي سياق متصل، اتصل ابراهيم ابراهيم، إبن اخ المطران يوحنا ابراهيم، والمقيم في الولايات المتحدة، بمكاتب "الجمهورية"، مستنكراً المعلومات التي أوردتها بعض وسائل الاعلام اللبنانية و"موقع الحقيقة" الالكتروني عن خبر إعدام عمّه المطران ابراهيم على ايدي المخابرات التركية. كذلك، نفى صحة المعلومات التي وصلت بحسب الموقع الى أسقفية "كانتبري" (الكنيسة الانغليكانية البريطانية)، وتفيد بأن المطران اليازجي ما زال على قيد الحياة، بينما اختفت آثار المطران ابراهيم منذ ثلاثة اشهر. وأوضح ابراهيم أنه اتصل بالأسقفية الانغليكانية البريطانية، فأفادته انّ ما نُشر عن لسانها في موقع "الحقيقة" عار عن الصحة وملفّق، وهي لم تشر أبداً الى فقدان الاتصال بالمطران ابراهيم، وكل ما فعلته منذ حادثة اختطافهما هو إضاءة الشموع يومياً على نيّة المطرانين في كاتدرائية الرعية.

لقاء الأسد - الخوري

كذلك، علمت "الجمهورية" أن لقاءً جمَع مساء الأحد الفائت الأسد والسكريتير الأول للبطريركية السريانية الأرثوذكسية المطران متى الخوري الذي أوضح لـ"الجمهورية" أنّ الزيارة أتت في سياق شكر الرئيس السوري على المساعدة التي عرضها على اللواء ابراهيم في سبيل الإفراج عن المطرانين، مشيرا الى أن الأسد عاد وكرَّر أمامه استعداده الكامل لتقديم اي مساعدة لتسهيل إطلاقهما.

أما في ما يتعلق بانتقال البطريركية السريانية من دمشق الى تركيا، أكد الخوري أن الخبر مفبرك ومطلقي هذه التضليلات واهمون، لأنّ البطريركية لن تنتقل من دمشق، والسريان الوطنيون باقون في سوريا ولن يغادروها مهما كلّف الأمر. اليوم أصبح الجميع شبه متأكد انّ المطرانين بخير، انما الخوف والخشية من أن يعرقل تشعّب المطالب لمختلف الدوَل المشاركة في المفاوضات إطلاقهما، فهل يتخطى المطرانان المرحلة الاصعب؟

 

العلامة السيد علي الأمين في مقابلة مع المستقبل/البديل الشيعي الديموقراطي موجود لكن ظهوره يحتاج إلى الدولة الديموقراطية/31 تشرين الأول/13

الأمين لـ "المستقبل": مَن يقاتل في سوريا لا يمكنه اتهام الآخرين بالإرهاب

المستقبل

جدد العلامة السيد علي الامين رفض "مشاركة حزب الله وغيره في الحرب الدائرة على الأراضي السورية"، داعيا الى "الإنسحاب من هذه الفتنة العمياء"، معتبرا ان "من كان مشاركاً في القتال الدائر في سوريا ليس له أن يبرر تدخله باتهام الآخرين بدعم الإرهاب"، وذلك ردا على الاتهامات التي وجهها الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في خطابه الاخير الى المملكة العربية السعودية.

ورأى أن "ما يمنع "داعش" وغيرها من التدخل في لبنان هو قيام الدولة اللبنانية بضبط حدودها ومنع السلاح والمسلحين أفراداً وأحزاباً وجماعات دخولاً وخروجاً من سوريا وإليها". واعتبر انه كان من الواجب توجيه الشكر الى مَن ساهم باطلاق مخطوفي أعزاز"، مشيرا الى ان "الرئيس سعد الحريري كان في طليعة الذين بذلوا المساعي لإطلاق سراحهم منذ اللحظات الأولى لاختطافهم." وشدد على انه "لم يعد هناك من دور لـ "حركة أمل" والمجلس الشيعي في عهد الرئيس نبيه بري"، لافتا الى ان هذا الدور أصبح مختزلاً في السنوات الماضية بمواقف ورؤية "حزب الله" المرتبط بالسياسة الإيرانية في المنطقة وظروفها".

ولفت في حديث إلى "المستقبل" أمس، الى ان "البديل الديموقراطي موجود داخل الطائفة الشيعية وليس غائباً ولكنه يحتاج في ظهوره إلى الدولة الديموقراطية الحافظة للحقوق والحامية للحريات".

وناشد رئيس الجمهورية ميشال سليمان العمل لتوسيع دائرة المتحاورين، مشيرا الى وجود "أشخاصٌ من المدعوّين الى طاولة الحوار ما زالوا يرفضون ويقمعون الرأي الآخر داخل طوائفهم وأحزابهم بقوّة السّلاح غير الشّرعي، فكيف يقبل هؤلاء بالرّأي الآخر من خارج طوائفهم وأحزابهم؟".

وتوجه الى اللبنانيين بالتأكيد لهم "لن تحمينا طوائف ومذاهب، ولا دول ولا أحزاب، ولا أكثرية ولا أقليّة، ما يحمينا فقط بعد الله ويبعد عنا الفتن هو التمسك بالدولة ووحدتنا الوطنية".

وفي ما يأتي نص الحوار:

[ ماذا قرأت في اتهامات الامين العام لـ"حزب الله" التي وجهها ضد "المستقبل" في قضية مخطوفي اعزاز وفي مسألة عودة الرئيس سعد الحريري عبر مطار دمشق؟ ولماذا يزيد الشرخ مع الطائفة السنّية باتهامه المملكة العربية السعودية بتمويل الارهاب في سوريا؟

ـ إن منطق الإتهامات، خصوصاً عندما يفتقر إلى الدليل يزيد من حالات الإحتقان الداخلي، ويساهم في رفع حدّة الإنقسامات السياسية بين مختلف الأطراف في لبنان، ومن كان في موقع المسؤولية يجب أن يبتعد عنه، ومناسبة تحرير مخطوفي إعزاز أدخلت البهجة والسرور إلى قلوب اللبنانيين كلهم، والمطلوب عند الحديث عنها توجيه الشكر إلى كل الذين ساهموا في الوصول إلى النتيجة السعيدة، وقد كان الرئيس الحريري في طليعة الذين بذلوا المساعي لإطلاق سراحهم منذ اللحظات الأولى لاختطافهم.

وحديث العودة عن طريق مطار دمشق ينعكس تصعيداً لأجواء التوتّرات الطائفية المتصاعدة في المنطقة بسبب الأحداث الجارية في سوريا، ومن كان مشاركاً في القتال الدائر هناك ليس له أن يبرر تدخله باتهام الآخرين بدعم الإرهاب.

[ يستعد "حزب الله"، وفق ما اعلنه لمعركة القلمون، ويقال انه حشد لهذه المعركة 15 الف مقاتل، بعد معركته في القصير والايحاء بانه انتصر في حربه في سوريا كما قال امينه العام، هل توريط شباب الطائفة الشيعية ما زال مقبولا برأيك في بيئة "حزب الله" كما كان سابقا وكيف يمكن تخليص هؤلاء من منطق وأوامر الولي الفقيه في هذا الشأن؟

ـ إننا نجدد رفضنا لمشاركة "حزب الله" وغيره في الحرب الدائرة على الأراضي السورية ونطالبهم بالإنسحاب من هذه الفتنة العمياء، ونحن نعتقد ان الطائفة الشيعية لا تقبل بهذا التدخل، ولم يستطع "حزب الله" أن يقنعها بمبرراته الدينية وغيرها لتغطية هذا التدخلّ على الرغم من تحويل وسائل إعلامه باتجاه التبرير وعلى رغم مساعدة حلفائه في حركة "أمل" وغيرها وسكوت المجلس الشيعي وبعض الجمعيات الدينية عن تشييع أبنائها دون السؤال لماذا يُقتلون وأين يُقتلون؟. فعلى الرغم من ذلك كله، فإن تساؤلات عدة في المدن والقرى، في البقاع والجنوب والضاحية الجنوبية، بدأت تظهر عند العديد من العائلات عن المبررات الدينية والسياسية لهذا التدخل الذي سيترك آثاراً سلبية على علاقات الشيعة بالطوائف الأخرى وخصوصاً مع الشعب السوري، والمطلوب من الدولة أن تفسح في المجال للرأي الآخر في الظهور والوصول إلى شبابنا، وأن تحمي حريات المواطنين في التعبير عن آرائهم وأفكارهم في مناطقهم بعيداً عن هيمنة السلاح غير الشرعي.

أحداث طرابلس

[ كيف تنظر الى احداث طرابلس وما يجري فيها والتحذيرات من وصول "داعش" و"جبهة النصرة" في حال لم يتم التعاطي بمسؤولية من قبل الاجهزة الامنية مع قضية الحزب العربي الديموقراطي وحادثة التفجيرين امام مسجدَي "التقوى" و"السلام"؟

ـ إن ما يجري في طرابلس وغيرها من أحداث هو من نتائج السلاح غير الشرعي المنتشر على الأراضي اللبنانية والذي لم تعمل الدولة لوضع حدٍّ لانتشاره، وقد جاءت الأحداث السورية ومشاركة أطراف لبنانية فيها لتنعكس على طرابلس حالياً وهي مرشحة للإنتقال إلى مناطق أخرى إذا لم تقم الدولة اللبنانية بواجباتها في بسط سلطتها الكاملة والوحيدة على كل الأراضي اللبنانية من دون انتظار ومن دون استرضاء أحدٍ من الأحزاب والزعماء. وما يمنع "داعش" وغيرها من التدخل في لبنان هو قيام الدولة اللبنانية بضبط حدودها ومنع السلاح والمسلحين أفراداً وأحزاباً وجماعات دخولاً وخروجاً من سوريا وإليها.

[ كيف تفسرون مواقف الرئيس نبيه بري وهل يمكن المراهنة عليه في الابتعاد عن "حزب الله" والتأسيس لمرحلة جديدة في لبنان؟ وهل يمكن للشيعة ان يجدوا في "امل" بديلا من جديد؟

ـ إن فرض "حزب الله" نظرته على المشهد الشيعي واللبناني ما كان ليحصل من دون تأييد الرئيس بري لمواقف "حزب الله" السياسية والعسكرية في لبنان وخارجه، وقد تجلّت هذه الموافقة التي وصلت إلى حدّ التبعية بالمشاركة مع "حزب الله" في محطات عدة قبل حرب تموز وما بعدها وصولاً إلى ساحة رياض الصلح وأحداث السابع من أيار وتعطيل انتخاب رئاسة الجمهورية بإغلاق المجلس النيابي، وهو بذلك كان ينفذ سياسة "حزب الله" التي ظهرت جليّاً، حتى على مستوى الإعلام والثقافة التي تخلّى عنها الرئيس بري في تنظيم حركة "أمل" لصالح "حزب الله"، بحيث أصبح "حزب الله هو المسؤول العسكري والسياسي، بل والثقافي لكل الشيعة في لبنان، ولم يعد هناك من دور لـ "حركة أمل" والمجلس الشيعي في ذلك، ولذلك يقال ان الثنائي الشيعي ("حزب الله" وحركة "أمل") في عهد الرئيس بري أصبح مختزلاً في السنوات الماضية بمواقف ورؤية "حزب الله" المرتبط بالسياسة الإيرانية في المنطقة.

تغيّر المزاج الشيعي

[ لماذا لم يتشكل حتى الآن بديل لـ "حزب الله" يمثل الطائفة الشيعية؟ هل تقرأ متغيرات في المزاج الشيعي وهل ترى بديلا ديموقراطيا متنوعا يستطيع ان يخترق الجدران التي وضعها الحزب حول الطائفة الشيعية؟

ـ نحن نعتقد أن المزاج الشيعي العام لا يزال ثابتاً على حاله في الإيمان بلبنان الوطن والعيش المشترك ومشروع الدولة الواحدة ذات السلطة الكاملة والوحيدة على أرضها وشعبها كما هو المزاج العام لدى كل الطوائف اللبنانية، وإن ظهر شيء من التغيير عند بعضهم، فهو بفعل الواجهة السياسية للطائفة الشيعية المتمثّلة ب"حزب الله" وحركة "أمل" وارتباطها بسياسات خارجية، وقد استطاعت هذه الواجهة أن تطبع عموم الطائفة بطابعها من خلال وكالة حصرية عن الطائفة حصلت عليها بالقوّة بمباركة من الدولة والقوى السياسية من آذار وغيرها التي تقاسمت السلطة مع الثنائي على أساس المحاصصة الطائفية وحصرية التمثيل بحَمَلَة السلاح. والبديل الديموقراطي أو الفريق المتنوّع موجود داخل الطائفة وليس غائباً ولكنه يحتاج في ظهوره إلى الدولة الديموقراطية الحافظة للحقوق والحامية للحريات وإلى القوى السياسية التي تؤمن بأن دولة القانون والمؤسسات لا ينحصر بناؤها والعبور إليها بالذين أسقطوها وشهروا السلاح بوجهها.

[ ما هو دور رجال الدين الشيعة المتنورين، ولماذا لم يستطيعوا إحداث تغيير في المزاج الشيعي وكيف يمكن لهم لعب دور في هذا الاطار مع القوى السياسية الاخرى والشخصيات الشيعية التي لا تتفق مع حكم ولاية الفقيه؟

ـ إن دور رجال الدين المتنورين مختلف في درجة معارضته لقوى الأمر الواقع، فمنهم من تعرض لبطشها ومنع من التواصل مع القواعد الشعبية، ومنهم من يخشى التعرض لبطشها إذا رفع سقف معارضته، ومنهم من يكتفي بالقول إنه ضد نظرية ولاية الفقيه في علم الفقه من دون أن يُبدي معارضة لنظام ولاية الفقيه والأحزاب التابعة له والمنفذة لسياسته في لبنان والمنطقة، وعلى كل حال إن القوى السياسية الأخرى داخل الطائفة وخارجها هي التي لم تنفتح على رجال الدين الذين يحملون الرؤية الدينية المنفتحة والتي تعمل لنشر الآراء الجامعة لكل اللبنانيين وتعزيز ولائهم للوطن بعيداً عن الولاءات الخارجية.

الدعوة إلى الحوار

[ كيف تنظر الى اداء رئيس الجمهورية ودعوته الى الحوار، وهل بالامكان اللجوء الى قرارات تنقذ لبنان، مثل تشكيل الحكومة واجراء انتخابات نيابية قبل انتخابات الرئاسة؟

ـ نحن من الذين عقدوا الآمال الكبيرة على خطاب القسم لفخامة رئيس الجمهورية في إعادة الثقة بلبنان من خلال إعلانه محاربة الفساد وإزالة هيمنة السلاح غير الشرعي والعمل لبناء دولة المؤسسات والقانون، ونأمل في ما تبقى من ولايته أن يحقق الشيء الكثير، ونحن نرى في دعوة فخامته إلى الحوار خطوة مهمة لجمع الأطراف السياسية مع الأخذ في الإعتبار أن الحوار إنّما يطرح في الأساس من اجل جني الثّمار وليس مطلوباً لنفسه ولذلك لا بدّ من السّعي لتوفير الآليات لنجاحه بالنّظر في أشخاصه وموضوعاته وظروفه، فهناك أشخاصٌ من المدعوّين ما زالوا يرفضون ويقمعون الرأي الآخر داخل طوائفهم وأحزابهم بقوّة السّلاح غير الشّرعي، فكيف يقبل هؤلاء بالرّأي الآخر من خارج طوائفهم وأحزابهم ؟!. ولذلك نحن نجدد مطالبتنا لفخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال سليمان بتوسعة الدّعوة الى الحوار لتشمل كلّ القوى والآراء، وأن لا تقتصر على القوى السّياسيّة التي كان بعضها سبباً من أسباب تعطيل الحوار في الماضي.

الخطر على الأقليات

[ هل من خطر على الاقليات الطائفية في المشرق وما هو حال الطائفة الشيعية ومصير العلويين في سوريا في حال اشتعلت الفتنة المذهبية؟

ـ إن خطر الفتنة على تقدير اندلاعها-لا سمح الله- لن يوفر أكثريات وأقلّيات في المنطقة، ولذلك فإن المطلوب من المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية العمل لوقف معاناة الشعب السوري بكل فئاته ومنع وقوع الفتنة التي لن تقتصر أخطارها على سوريا وحدها، ويجب علينا نحن في لبنان أن نعمل لتجنيب بلادنا الفتنة من خلال الإجتماع على مشروع الدولة الواحدة ومطالبتها ببسط سلطتها على كامل أراضيها، ولن تحمينا طوائف ومذاهب، ولا دول ولا أحزاب، ولا أكثرية ولا أقليّة، ما يحمينا فقط بعد الله ويبعد عنا الفتن هو التمسك بالدولة ووحدتنا الوطنية.

حاورته: فاطمة حوحو

 

من أسباب استعصاء الحل في طرابلس؟

مصطفى علوش/المستقبل

"قل لمن يدعي في العلم معرفة حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء" (أبو نواس)

لمرة واحدة فلنخرج من دوامة الاتهامات المتبادلة والشعارات الفارغة والمرتبطة بوجهة نظر فئوية مرحلية وأحياناً دائمة وخشبية، ولنشرح قضية طرابلس التي تحولت إلى عنزة سوداء ، في بلد كله عنزات سوداء. أذكر بوضوح يوم تدشين خط التماس في شارع سوريا، شريان طرابلس الإقتصادي، ومصدر رزق السنّة والعلويين وحتى بعض المسيحيين. تحول الشارع فجأة إلى ساحة للقتل والتدمير وقطع الأرزاق. كانت في بداية سنة 1976 وقيل لنا يومها ان حافظ الأسد يتآمر على المقاومة الفلسطينية لمصادرة قرارها الوطني المستقل، ولم افهم لماذا تجمع علويون ليتآمروا على القرار الوطني الفلسطيني في مواجهة آخرين سنّة يدافعون عن ذاك القرار الذي أصبح اليوم في خبر كان. الغريب هو أن كثيرين من العلويين يومها قاتلوا ضد حافظ الأسد، وكان آخرون من السنّة ضد ياسر عرفات. والمفارقة هي أن آمر مجموعتنا كان علوياً وكنا نتندر عن اسمه المطابق لاسم رئيس الحزب العربي الديموقراطي! كنا نتحاشى ونرفض تسمية الطوائف بأسمائها! فكنا إما وطنيين أو عملاء وإما يساريين أو يمينيين... ولم نكن لا سنّة ولا علويين، ولا مسلمين ولا مسيحيين!

لست أدري اليوم إن كان بإمكاني القول "سقى الله تلك الايام" لأن الواقع اليوم ما هو إلا ابن تلك الأيام. ولكن، وككل الصراعات التي تطول بالزمن، وتتشعب بالتدخلات، وتتغير فيها أدوات اللعبة، تختفي أسس الصراعات من الذاكرة لتحل معها الوقائع اليومية والتجارب الشخصية وفوقها الآلاف من الأساطير والأفكار المسبقة والهواجس والأحقاد. كما أن التركيبة الإجتماعية والإقتصادية تصبح مبنية على اساس وجود هذا الصراع وتجعل أرزاق البعض مرهونة لديمومة هذا الواقع. يضاف إلى ذلك، ان طرابلس ليست جزيرة في البحر، فهي تتأثر وتتفاعل سلباً وإيجاباً مع الوضع العام في لبنان. ولبنان ليس قلعة مسورة، فهو كما تاريخه مشرع الأبواب لكل التأثيرات الإقليمية والدولية... من هنا تكمن صعوبة، لا بل استحالة، المعالجة الحصرية بطرابلس دون المناطق الأخرى. من الحلول المطروحة والفعالة نظرياً هي ما قلناه حول "طرابلس منزوعة السلاح".

بالطبع، فلو نُزع السلاح فإن التراشق بالشتائم أو الحجارة يصبح أقل ضرراً. ولكن هل بالإمكان سحب السلاح من جبل محسن وهو قطعة من سوريا حسب قول بشار الأسد وموقع من مواقع المقاومة والممانعة المحمية من قبل "حزب الله" المهيمن عملياً على جزء كبير من القرار الرسمي اللبناني؟ ولنفرض أن هذه المسألة المستحيلة تم حلّها، فبماذا نقنع المسلحين على الطرف الآخر، وبعضهم يعتبر نفسه جزءاً من معادلة تمتد على مدى الأمة الإسلامية، وآخرون يربطون سلاحهم باستمرار سلاح "حزب الله"، وكثيرون يرتزقون بطريقة أو بأخرى من الواقع القائم. والملاحظ هو أن هذا الإرتزاق تمدد ليشمل حتى بعض من هم موكلون بحفظ النظام في عملية يختلط فيها المذهبي بالمال وتجارة الأسلحة. في الوقت نفسه ليس خافياً على أحد أن نظام الأسد ترك العديد من العملاء النائمين داخل الأجهزة الإدارية والأمنية مما يسهل له العبث بفعالية في القرار الوطني وبالتالي إفشال أي مخطط لمجرد احتواء دورات العنف بانتظار الحلول الطويلة الأمد. من المفيد أيضاً النظر بتجرد إلى الخطط الأمنية "الجدية" التي تمت تجربتها على مدى الست سنوات الماضية، فهل تمكنت أي منها من احتواء كامل لإمكانية انطلاق العنف مؤقتاً، وإن حصل فكم من الوقت؟ الجواب واضح فكل الخطط كانت عملياً بالتوافق مع قوى الأمر الواقع ولم يتم القبض على مرتكب واحد، وإن قُبض عليه فلا يصل إلى المحاكمة.

جميل اليوم أن تصدر مذكرات توقيف بحق حاملي السلاح، وبحسب المعادلة الوطنية المقدسة، أي - مكرر، وقد يقبض على بعضهم أو كلهم! ولكن ماذا سيفعل الأمنيون إن أشعل ذلك بحد ذاته المعارك والجبهات، أو قوبلت الإجراءات بمقاومة مسلحة استدعت رداً مناسباً ومن سيتحمل تبعات هذا الرد إن أدى إلى سقوط ضحايا أو دمار بيوت؟ ومن سيمنع الناس من القول إن الدولة تتغاضى عمّن يحمل السلاح وينقل راجمات الصواريخ ويُدخل عناصره إلى سوريا بالآلاف ويعتقل ويخطف وينصب الحواجز ويُغفر ذنبه لأنه "شيعي" تحت عباءة الولي الفقيه وشعار المقاومة، ويستهدف سنياً يحمل مسدساً أو رشاشاً أو حتى قاذفة صواريخ "يدافع بها عن بيته وعرضه وكرامته". ماذا سيقال عمّن قتل سامر حنا بدم بارد وخرج بكفالة دون أن تتم محاكمته؟ ماذا عن قتلة العسكريين في البقاع الذين هربوا بتغطية من "حزب الله"؟ ماذا عن المتهمين باغتيال رفيق الحريري؟ ماذا عن الذين قتلوا الجرحى في القصير؟ ماذا عن خاطفي الاتراك الذين أصبحوا أبطالاً قوميين...؟ مشهد سوريالي لا شك، وأنا، "معاذ الله"، لا أريد تكبير الحجر حتى يستحيل حمله، وأتمنى المعجزة التي تعزل مدينتي على الأقل عن دوامة العنف، وبالتالي فإن تقصير الدولة يقع في عدم فضح المتورطين في لعبة الدم وفي استمرار السماح بتسرب السلاح والذخائر عبر القوى الأمنية.

() عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل"

 

هذا درس جديد قديم!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

صحيح أن الحدث في أفغانستان، لكنه يهم كل منطقتنا، وتحديدا العراق وسوريا، وكل من هو مهتم بإيران، ونفوذها بالمنطقة. القصة كالتالي لمن لم يتابعها، فمع الاستعداد الأميركي للانسحاب من أفغانستان اتضح للأميركيين أن هناك أزمة خطيرة تتسبب فيها الحكومة الأفغانية، ولها علاقة بتنظيم القاعدة! ففي الوقت الذي تعاني فيه أفغانستان من تنظيم القاعدة، وحركة طالبان، وتتهم باكستان بدعمهما، تفتق ذهن المخابرات الأفغانية عن فكرة من أجل تأديب الباكستانيين، وذلك من خلال فتح قنوات تواصل بين المخابرات الأفغانية وطالبان باكستان التي تخوض معارك ضد الحكومة الباكستانية، بمعنى أنه بدلا من أن تدعم باكستان طالبان في أفغانستان فإن الأفغانيين قرروا هذه المرة «النوم مع العدو» طالبان، ولكن في الأراضي الباكستانية على أمل أن يؤدي ذلك إلى ردع الحكومة الباكستانية في معركة النفوذ القديمة بين إسلام آباد وكابل. وبالطبع فإن المستفيد من قصر نظر هذه اللعبة هو طالبان، الأفغانية والباكستانية، و«القاعدة»، والمتضرر بالطبع هما البلدان، أضف لهما أميركا. وبالطبع فلا يلام بقصر النظر هذا الأفغان والباكستانيون وحسب، بل الأميركيون وبسبب انسحابهم غير محسوب العواقب من أفغانستان، وكما حدث في العراق، وكما يحدث في التراخي حول سوريا الآن. وقصة أفغانستان وباكستان هذه، المحاربة باستخدام العدو، طالبان و«القاعدة»، هي نفس ما فعلته إيران، ومعها بشار الأسد، في العراق بحق الأميركيين، والعراقيين بالطبع، ومن باب «عدو عدوي صديقي»، وهو ما يحدث في اليمن من خلال «القاعدة» والحوثيين، وهو ما يحدث أيضا في سوريا حيث فتحت كل المنافذ لـ«القاعدة» ليقال إما الأسد أو «القاعدة»، هي نفس اللعبة، وإن اختلفت العقائد، أو الآيديولوجيات، فعلاقة إيران بـ«القاعدة» ليست بالسر، وخصوصا للأجهزة الاستخباراتية الغربية، أو العربية، سواء في العراق، أو حتى بعض العمليات الإرهابية التي وقعت من قبل في السعودية، وكلها كما ذكرنا من باب أن «عدو عدوي صديقي»! ومن هنا فلا غرابة إذا كانت هذه الخطة الأفغانية القاصرة من وحي الأجهزة الاستخباراتية الإيرانية استعدادا لما بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان، ومن أجل ابتزاز باكستان الحليف المهم لدول الخليج، وتحديدا السعودية والإمارات. وبالتالي فإننا أمام درس جديد قديم في لعبة النفوذ الإيرانية بالمنطقة، أو في أفغانستان وباكستان، فليس بمقدور إيران ملء فراغ الانسحاب الأميركي من كل مكان في المنطقة بالطبع، لكن بمقدور طهران استخدام جماعات، ولو كانت سنية، كحماس، أو متطرفة، كـ«القاعدة»، لتحقيق أهدافها، خصوصا أن أهداف إيران ليست نشر الديمقراطية، أو التسامح، وإنما الفوضى. وعليه فلا بد من التنبه لهذه اللعبة، ليس في أفغانستان وباكستان وحسب، بل وفي سوريا أيضا، خصوصا أن هذه اللعبة تحدث يوميا هناك، وأمام أعين الجميع!

 

لماذا غضب لافروف؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

هذه المرة الأولى التي نسمع فيها وزير الخارجية لافروف يشتكي من داعمي المعارضة السورية، قائلا دائما لكل معارضة دول تدعمها، وإنه يعرف من يدعم المعارضة السورية. وهو محق، كلنا نعرف من يدعم الثورة السورية. فالسعودية تدعم الجيش الحر الذي يمثل العمود الفقري للمعارضة المسلحة، أما بقية الفصائل المتطرفة مثل «القاعدة» فهي تدار من قبل إيران والنظام السوري. لكن المثير في تعليقه، غير المصادفة، أنه وجه حديثه لدول المنطقة، الداعمة، «على أولئك الذين لديهم تأثير مباشر على مختلف مجموعات المعارضة في سوريا بحملها على الامتناع عن القيام بأي استفزازات من شأنها أن تعرقل نزع الأسلحة الكيماوية، وإثارة الحديث مرة أخرى عن ضرورة التدخل الخارجي». الوزير الروسي يريد نقل اللوم على كاهل المعارضة في حال فشل مشروع نزع الأسلحة الكيماوية، إنما الأهم أنه يعني وجود المعارضة المسلحة، التي لا تزال واقفة على قدميها. فهي تقاتل خبراءه الروس، وقوات النظام السوري، وكذلك القوات المساندة من إيرانية وعراقية وحزب الله. أما لماذا طالب الدول الداعمة للمعارضة، وهو هنا يعني السعودية وقطر وتركيا وغيرها، بردع المعارضة السورية المسلحة حتى لا تعترض طريق نزع الأسلحة الكيماوية السورية، فالسبب لأن مشروع التفتيش هو أول امتحان دولي على الأرض يظهر من يحكم على الأرض. من حيث المبدأ، المعارضة السورية لا يمكن أن تمانع في نزع الأسلحة الكيماوية، بل من صالحها أن تنزع اليوم قبل الغد، حتى لا يستخدمها النظام لإبادة سكان المناطق التي تدعم المعارضة، وفي القضاء على مواقع مقاتليها، وقد يستخدمها سوريون غدا لو اتسعت الحرب إلى أهلية. وبالتالي التخلص من أسلحة الدمار الشامل لمصلحة سوريا، لكن من المصلحة ألا يستغلها الروس لوقف القتال من أجل تعزيز وضع الأسد، أو مكافأته في مؤتمر جنيف، لأنه لا يعقل أن يدعى نظام الأسد للمؤتمر، ومعه إيران، ويسمح له أن يبقى مستقبلا بصيغة ما في الحكم، فقط لأنه تنازل عن أسلحته الكيماوية. هذا النظام كان يفترض أن يعاقب، لا أن يكافأ، على الجرائم التي ارتكبها بقتل مئات الأطفال والنساء بغاز السارين.

نحن ندرك اللعبة الروسية باستخدام مشروع نزع السلاح الكيماوي للإبقاء على الأسد ودولته الأمنية، ليكون عذرا لتعطيل التغيير السياسي ومحاصرة المقاتلين. لهذا عندما فشل الأسد والروس في وقف القتال، ظهر لافروف يتحدث بصراحة وعلانية يلوم الدول التي تدعم المعارضة، ويطالبها بردع المعارضة السورية، ويستنجد بواشنطن حتى تضغط على هذه الدول لتضغط بدورها على المعارضة لوقف نشاطها! ألا يذكرنا هذا الموقف بما كنا نقوله قبل عام وعامين، أن على روسيا أن تضغط على حليفها، نظام الأسد، لوقف هجومه؟! لن تقبل دول الخليج التدخل في إدارة المعارضة المسلحة، طالما أن المجتمع الدولي ساكت عن جرائم النظام وآلاف الأبرياء يقتلون بلا توقف منذ أكثر من عامين ونصف. ليس من حق أحد أن يقول للمعارضة أن تفتح الطريق للمفتشين الدوليين وهم يمرون من عند القرى والمدن المحاصرة، حيث يأكل الناس القطط والكلاب للبقاء على قيد الحياة، لأنه أصبح المحرم الوحيد هو استخدامه السلاح الكيماوي، أما سلاح التجويع صار مسكوتا عنه. وبالتالي أمر مستحيل التنفيذ، ومعيب في حق من يتجرأ على التوسط أو الضغط لتحقيقه. فالأسد لم يعد يقاتل المعارضة بل صار يلجأ إلى حصار المدن والأرياف والهجوم الشامل المدمر مستخدما المقاتلات والمدفعية بعيدة المدى، وغيرها من أسلحته الثقيلة.

 

زوّار الحريري : ليلتزم "حزب الله" إعلان بعبدا وينسحب من سوريا غير معني بالـ 9 - 9 - 6... فليشكّلوا الحكومة وحدهم

 ايلي الحاج/النهار

ينقل بعض من التقوا الرئيس سعد الحريري في باريس تأكيده أن لا تراجع عن شرط التزام "حزب الله" اعلان بعبدا، ولا سيما بند حياد لبنان عن النزاع في سوريا، وكذلك عن شرط سحب وحدات الحزب المقاتلة من سوريا للقبول بالمشاركة معه في حكومة واحدة. و"أهلاً وسهلاً به في هذه الحال". علماً أن اعلان بعبدا يتضمن التزام تطبيق الطائف والقرار 1701 بمعنى تسليم السلاح الى الشرعية.

وتعليقاً على ما ذهب اليه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في كلمته الأخيرة الثلثاء الماضي، قال هؤلاء السياسيون ان "الرجل استعجل اعلان نصر المحور الذي ينتمي اليه حزبه من اعزاز الى نيويورك، وهو عملياً كان يعرض على قوى 14 آذار الاستسلام تحت وطأة الشعور بالنصر من أجل الامساك بالسلطة في لبنان . كلامه بالنسبة الينا غير واقعي وغير مقبول طبعاً. انه يدعو المفترض أنهم شركاء في الوطن الى الاستسلام وليس الى الشراكة. وجوابنا أن لا مشكلة عندنا في أن يشكل مع حلفائه الحكومة التي يريدون. أما نحن قوى 14 آذار فلن نشارك". ولاحظ هؤلاء السياسيون أن قيادة "حزب الله" تسعى الى ايهام الناس أن موازين القوى قد تبدلت، وأن الرئيس الايراني حسين روحاني تفاهم مع الرئيس الأميركي باراك أوباما على الكبيرة والصغيرة في المنطقة. وهذا خطأ فادح. فمحاولة ادارة أوباما الحوار مع طهران ما زالت في مرحلة التلمس. المسألة ليست بالسهولة التي يظنها بعضهم. يتباهى "حزب الله" اذاً بنصر يعتبره محققاً ويتمثل بالتوصل الى اتفاق ما زال افتراضياً، بين طهران وواشنطن، يغفل من يصدّقون هذا الكلام من طيبي القلب في السياسة عن أن الولايات المتحدة تعتبر "حزب الله" تنظيماً ارهابياً، ولا يبدو أنها في وارد تغيير نظرتها اليه". أضحوا رؤيتهم الى الأمور قائلين ان عملية اعادة ترتيب أوضاع تجري في المنطقة وكل فريق يجرب أن يأخذ مكاناً له وفق حجمه والامكانات المتاحة له. لكن الأكيد أن الايرانيين يريدون أولاً رفع العقوبات عنهم لأنها تصيبهم بأضرار جسيمة وخانقة. يصطدم هذا التطلع بالطبع بحقيقة أن ايران استطاعت في ظل العقوبات الاقتصادية التمدد وتوسيع رقعة تأثيرها من البحرين الى العراق وفلسطين وسوريا وحتى الضاحية الجنوبية لبيروت، فكيف سيكون الأمر اذا رفعت العقوبات عنها؟ ويلفت السياسيون الى ثقل موازٍ وكبير يتمثل في مجلس دول التعاون الخليجي بقيادة السعودية، ومعه مصر، يرفض بقوة التسليم بالنفوذ الايراني على المنطقة ويرفع راية الدفاع عن هوية المنطقة العربية، وهذا الفريق خلافاً لما تحاول تسويقه وسائل اعلام وبعض سياسيي قوى 8 آذار، تولي رأيه الادارات والدول الغربية اهتماماً كبيراً، ولا تتحمل أن تصبح في حال خصام معه في سبيل مراضاة ايران والنظام السوري و"حزب الله". "من يفكر بهذا المنطق واهم"، يقول أحد هؤلاء السياسيين. نقطة أخرى مهمة يركز عليها بعض من التقوا الرئيس الحريري هي أن رئيس "المستقبل" الذي لا يلتفت الى معادلات 9-9-6 ولا 8-8-8 استناداً الى المبادئ التي رفعها فريق 14 آذار منذ استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، يحرص أشد الحرص على أن لبنان ليس ساحة لاسقاط النظام السوري، رغم تأييده للمعارضة السورية انطلاقاً من اعتبارات أخلاقية وعربية وانسانية، بل أن ذلك النظام سيسقط في سوريا طال الزمان أم قصر. بمعنى أن الأمن والاستقرار في لبنان يجب الحفاظ عليهما والدفاع عنهما برموش العيون، ومهما كلف الأمر من تضحيات وتحمل مظالم.

 

إلى متى تبقى أميركا «عدوة» حلفائها؟

 هدى الحسيني/الشرق الأوسط

الإدارة الأميركية تسير، وعلى مفترق كل طريق تصدم أو تتخلى عن أصدقائها أو حلفائها. الشرق الأوسط لم يستفق بعد من صدمات هذه المواقف الأميركية.. أوروبا تستفيق بداية كل أسبوع على حبل كان يشد حول أعناق زعمائها ومواطنيها، والحبل أميركي تجسسي، وهي لم تكن لتلحظ. أما أعداء أميركا، فإنهم، كما قال عنهم يوم الأحد الماضي ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، متجاوزا دوره في عمليات التجسس في زمن الحرب على الإرهاب، «لم يعودوا يخشوننا، أما أصدقاؤنا فلم يعودوا يعتمدون علينا لأنهم لم يعودوا يثقون بنا». وأعرب عن الشك في قدرة إدارة الرئيس باراك أوباما على إجبار إيران على الامتثال للمطالب التي تدعوها لإظهار أن برنامجها النووي سلمي.. قال: «أصدقاؤنا في المنطقة متخوفون من أن العملية الإيرانية ستذهب في طريق العملية السورية نفسه.. أي إنه سيصدر كلام جريء وقوي عن الإدارة، وفي النهاية لن تفعل شيئا».

الرئيس أوباما بارع في إلقاء الخطب المؤثرة، وبارع في المراهنة على أن أميركا في المستقبل لن تحتاج إلى نفط وغاز العرب. أسقط العراق وأسقط ليبيا.. دولتين نفطيتين، وأسقط مصر الدولة ذات الدور الاستراتيجي.

أما المملكة العربية السعودية، فإنها تنتج ما يقرب من 10% من الإجمالي العالمي للنفط.. إنها أكبر دولة مصدرة للنفط وأساسية في التأثير على أسعار النفط التي لا تزال مرتفعة، وتشير كل التقارير إلى أن الولايات المتحدة ستظل في حاجة إلى النفط السعودي في المستقبل المنظور. وإذا كانت كل الخيارات مطروحة على الطاولة، فما الذي يمنع الرياض من إبرام عقود طويلة الأمد مع الصين التي «تبتلع» النفط. والمعروف أن السعودية هي القوة الصلبة التي تحافظ على منظمة «أوبك» مربوطة بنظام البترودولار. ماذا إذا قررت التخلص من البترودولار؟ ثم مع عام 2020 فإن الصين ستستورد 9.2 مليون برميل يوميا.

لكن بالنسبة لسوريا، فمع بداية الثورة فيها أعلن أوباما أن إدارته ستركز قوتها على آسيا، وأدار وجهه بعيدا عما يجري.. ثم، وكما قال تحقيق «نيويورك تايمز» (22 - 10 - 2013)، إن الرئيس كان يقرأ رسائل هاتفه أثناء مناقشة الوضع في سوريا.. كان يصدر بين سنة وأخرى تصريحا إما يتعلق بضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، أو بوضع خط أحمر على استعمال السلاح الكيماوي. ومن مصادر أميركية مطلعة، فإن الرئيس شخصيا لم يكن مستعدا لأي عمل عسكري، فهو كما يردد انتخب لأنه ضد الحرب لا ليشعل حربا جديدة في الشرق الأوسط. ومع ردود الفعل الغاضبة حتى من قبل مسؤولين أميركيين على موقف الإدارة، بدأ تسريب التبريرات، بأن الإدارة تجنبت فكرة تغيير النظام في سوريا من أجل الحفاظ على الاستقرار وعلى الدولة، ثم إنها وقعت في ارتباك لأنه ما كان يمكن أن تعمل على هدف يرضي المصالح الاستراتيجية للحلفاء الإقليميين عربا وغير عرب.

كما أن إدارة أوباما أخذت بعين الاعتبار الأوضاع الاجتماعية والتقليدية القائمة في سوريا، ووجدت أن تطعيمها بقيم ليبرالية أو ديمقراطية أمر صعب جدا.. ثم إنها لم تعرف طريقة تحفز العلويين والأقليات الأخرى أو طبقة رأس المال على الانفصال عن النظام، مع العلم بأنها منذ البداية كانت على استعداد لتقبل بديل عن الرئيس السوري من داخل الطائفة العلوية إنما غير مرتبط مباشرة مع النظام ويعمل على دمج المعارضة المعتدلة في نظام جديد. واشتكت الإدارة من أنها كانت تدعم شكلا من أشكال النظام السياسي التعددي، في حين أن الحلفاء الإقليميين كانوا ضد أي نوع من الحكم لا تكون الأغلبية فيه هي التي تحكم. هذه تبقى تبريرات، لأن ما جرى ويجري في كل من العراق وليبيا لا يشير إلى رغبة أميركية في إتمام أي مهمة بدأتها. منذ توليه السلطة والرئيس الأميركي يوجه الإشارات والرسائل إلى القيادة الإيرانية.. من «اليد الممدودة» التي تنتظر أن تلاقيها قبضة غير محكمة، إلى الشعور بالانتصار جراء مكالمة هاتفية يراهن الرئيس الأميركي بها على تحقيق إنجاز وحيد في رئاسته، وهو الوصول إلى إيران والمصالحة معها مهما كان الثمن.

«الفتوى» التي يتمسك بها الرئيس الأميركي لم يقرأها أحد حتى الآن، ثم إن الفتاوى تتغير مع تغيير الظروف والأوضاع. والتصريحات الإيرانية الأخيرة عن منشأة فوردو «الخط الأحمر»، ورفض تجميد تخصيب اليورانيوم حتى نسبة 20%، ليست سوى بداية لطريق «وردي» لن ينتهي.. ثم إن إيران الرئيس الجديد حسن روحاني أعدمت في لحظة واحدة 16 معتقلا من دون محاكمة، أو عدالة، وذلك في رد فعل على قتل «جند العدل» 16 من رجال الحدود الإيرانية. في إيران روحاني، لا يزال الرئيس الأسبق محمد خاتمي ممنوعا من السفر، والأسبوع الماضي رُجمت أربع نساء حتى الموت، وجرى اعتقال 100 كردي في طهران، ويستمر النظام في حملته المسعورة ضد عرب الأهواز، ومنذ انتخاب روحاني أعدم رسميا 150 شخصا. ونصل مع الإدارة إلى انكشاف دور وكالة الأمن القومي الأميركي.. المرشح أوباما زار برلين فخرجت العاصمة الألمانية تصفق له ولشعار «نعم نستطيع».. برلين اليوم انقلبت عليه.. يوم الاثنين الماضي استفاقت إسبانيا على عملية تجسس أميركية طالت 60 مليون مكالمة هاتفية خلال شهر، ثم اكتشف اليابانيون أن حكومتهم السابقة رفضت طلبا أميركيا كي تراقب وكالة الأمن القومي الأميركي كابلات الألياف البصرية للتجسس على الصين. عندما تسلم أوباما السلطة تكلم عن إعادة القيم الأميركية إلى السياسة الخارجية الأميركية.. عن وضع حد للتعذيب وإقفال معتقل غوانتانامو.. الأمر الذي لم يشر إليه إطلاقا هو اتخاذ إجراءات للجم «دولة المراقبة» التي تضخمت وكبرت منذ حقبة الحرب على الإرهاب.. لم يفعل شيئا، وربما وافق عليها كما في حالة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

ما يقلق أن الأميركيين انكشفوا بهذه الطريقة، ومن المتوقع المزيد، خصوصا أن هذه الوثائق يجري تسريبها ببطء وتدريجيا. هناك امتعاض من نسبة التجسس الأميركي: رئيسة البرازيل ديلما روسيف افتتحت الجمعية العمومية للأمم المتحدة بشن هجوم على التجسس الأميركي عليها، وألغت زيارة كانت مقررة لها لواشنطن رغم اتصال أوباما.. هناك امتعاض في المكسيك وأغلب دول أميركا اللاتينية.. في أوروبا والآن في اليابان. لم يعد مهما ما سيجري اكتشافه بعد، فالضرر وقع، وعلى الرغم من هذا الكنز من الوثائق التي وضعها إدوارد سنودن أمام العالم، فإننا لاحظنا أنها لا تحتوي على ما يضر أو يسيء لمناوئي الولايات المتحدة.. لم نرَ تجسسا على روسيا أو الصين أو الشرق الأوسط (إيران وسوريا). هذه الأمور فتحت نقاشات في دول صديقة لا يرغب الأميركيون في أن تطرح خصوصا اليابان، لأن التحالف الأمني بين أميركا واليابان (منذ 50 عاما) والقواعد العسكرية الأميركية كلها مرفوضة من الرأي العام الياباني، ثم إنها تحتاج للمصادقة عليها كل 10 سنوات. الصعوبة في كل هذه الأوضاع أن الإدارة الأميركية تقوم بالتجسس على أصدقائها، وبالتخلي عن حلفائها، وتصيخ السمع وتمد يديها لمناوئيها.

نقلا عن صحيفة "الشرق الاوسط"

 

جنيف -2: حوار بين الأسد... والأسد

حسان حيدر/الحياة

طالبة «المجلس الوطني السوري» بإعفاء الإبراهيمي من مهمته، وانتقاد الائتلاف الوطني» المعارض لمواقف الموفد الدولي والعربي، لم يأتيا من فراغ. فالرجل يتصرف وكأنه ممثل للولايات المتحدة وروسيا فحسب، ومهمته الترويج للاتفاق الذي توصلت اليه الدولتان، ولا يأخذ في اعتباره، عندما يصرح ويعلن مواقف، أنه مكلف اساساً من الامم المتحدة التي قال أمينها العام ان بشار الاسد فقد شرعيته ومتهم بجرائم حرب ولم يعد بإمكانه ان يحكم، ومن جامعة الدول العربية التي دعت الغالبية الساحقة من أعضائها الى رحيل نظام دمشق بعدما علقت عضويته فيها. وهناك فرق كبير بين الدور الذي خولت المنظمتان الدولية والعربية الابراهيمي القيام به، وبين الاتفاق الاميركي – الروسي الذي كان ثمرة عجز مجلس الأمن، بسبب تعنت موسكو وتخاذل واشنطن، عن التوصل الى قرار ينهي الحرب السورية. فالأول يعني بدء مرحلة انتقالية من دون الأسد تمهد لقيام نظام ديموقراطي تعددي يحفظ لسورية وحدتها وينقذها من التفتت وانهيار المؤسسات، والثاني يعني مماطلة الى ما لا نهاية ومناورات بلا حدود تبقي الاسد في السلطة وتغرق مؤتمر السلام المقترح في متاهات لا توقف النزف ولا تفضي الى قيام سورية جديدة. ولا يستقيم في أي منطق ان يؤكد الابراهيمي من دمشق التي «منّت» عليه امس بلقاء حاكمها أن «السوريين وحدهم يقررون مصيرهم»، وان يدعو في الوقت نفسه الى مشاركة ايران في «جنيف -2» ويعتبر ذلك «طبيعياً وضرورياً»، فيما هي دولة اجنبية تشارك في القتال الى جانب النظام وتدعم بقاءه بالمال والسلاح. فهو بذلك «يفتي» بما لم يُفوض به، وخصوصاً من الجانب العربي. ولم يعد ينقصه سوى ان يدعو «حزب الله» الى المشاركة في المؤتمر طالما انه ايضاً يقاتل الى جانب قوات النظام. واذا استمرت جهود الوسيط الجزائري في الاتجاه نفسه، بما تتضمن من تنازلات لمصلحة الاسد ونظامه، وبينها تأكيده على «دور» له في المرحلة الانتقالية، واستمرت ايضاً استفزازاته للمعارضة الفعلية الممثلة بـ «الائتلاف الوطني» ودفعها الى مقاطعة مؤتمر جنيف، واذا اقترنت هذه المواقف بما سمعه من «معارضة الداخل» التابعة للنظام من انها ترفض المشاركة تحت راية «الائتلاف»، فهذا يعني ان المؤتمر اذا عقد سيكون الحوار فيه بين الاسد وبين من عينهم «معارضين» ومنهم وزراء وأزلام وتابعون. اي بين الأسد ونفسه. والأرجح ان «تمثيلية» اقصاء نائب رئيس الوزراء قدري جميل جزء من هذه اللعبة المكشوفة لاختراع معارضين لا يمثلون شعبهم، ولا دور لهم سوى إظهار ان المعارضة منقسمة وغير قادرة على توحيد مواقفها السياسية، بينما تعمل أجهزة النظام الأمنية على محاولة شقها ميدانياً ودفعها الى الاقتتال.

واذا كانت المعارضة السورية استطاعت خلال مؤتمر «اصدقاء سورية» المنعقد في لندن اخيراً انتزاع موافقة اميركية على انتفاء اي دور للاسد في المرحلة الانتقالية، فباسم من يتحدث الابراهيمي اذاً؟ الا اذا كان واثقاً من ان الاميركيين يقولون ما لا يضمرون، ويحاولون «رشوة» المعارضة بالتصريحات المطمئنة بينما ينسقون مع الروس الذين اهدوهم مع اسرائيل ترسانة الاسد الكيماوية على طبق من فضة، في مقابل بقائه.

 

على مرأى من أجهزة الدولة اللبنانية العاجزة عن اعتقالهم لانتمائهم إلى حزب الله/المتهمون الخمسة باغتيال الحريري يظهرون علناً في بيروت

لندن - كتب حميد غريافي: السياسة/  باتت محاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري على الأبواب, بعدما عقد قضاة غرفة الدرجة الأولى الدولية في لاهاي, اول من امس, أولى جلساتهم العلنية لمناقشة مسائل الاعداد للمحاكمة المفترض ان تعقد أولى جلساتها بعد نحو شهرين ونصف, أي في 13 يناير من العام المقبل, بعد التصديق في يونيو 2011 على قرار الاتهام بحق المتهمين الأربعة الذين ينتمون إلى "حزب الله" وهم سليم جميل عياش, ومصطفى امين بدر الدين, وحسين حسن عنيسي, واسد حسن صبرا, ثم ظهور اسم متهم خامس قبل نحو شهرين هو حسن حبيب مرعي وينتمي إلى الحزب أيضاً. ورغم تذكير المحكمة الدولية السلطات اللبنانية بضرورة مواصلة البحث عن المتهمين الخمسة الفارين من وجه العدالة, إلا أن الأجهزة الأمنية اللبنانية (الواقعة بغالبيتها تحت نفوذ "حزب الله") مازالت مستمرة في إعلان "جهلها" بشأن مكان هؤلاء المجرمين, فيما تؤكد أجهزة امنية حزبية وحكومية أخرى خارجة على هيمنة "حزب الله" في بيروت أن "المتهمين الخمسة غير مختبئين تحت الأرض ولا في قرى نائية في الجنوب والبقاع, بل يمارسون أعمالهم الأمنية الاستخبارية بأوامر من المسؤول الأمني في الحزب رفيق صفا وأحد كبار القادة العسكريين في هرم القيادة من آل بدر الدين, قريب من حسن نصر الله, ويقال انه صهره, بشكل طبيعي ولكن حذر, وبصحبتهم عدد من المرافقين على غرار مرافقي محمد رعد ومحمد فنيش وحيسن الحاج حسن وسواهم". وكشفت مصادر في هذه الأجهزة لـ"السياسة" عن أن اثنين من المتهمين الأربعة الأوائل "شوهدا في منطقة الأشرفية يوم اغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن (قبل نحو عام), وفي ضاحية بيروت الجنوبية مع الاثنين الآخرين اللذين ظهرا مرات عدة في الطريق الجديدة وبعلبك وبعض قراها, كما شوهد بعضهم أيضاً في بعض القرى الشيعية الخمس عشرة المتداخلة بالأراضي السورية, ورصدت هؤلاء استخبارات الجيش والأمن العام, إلا أن هذين الجهازين الأمنيين مخترقان من حزب الله وحركة أمل".

وأكدت المصادر أن المتهمين مصطفى بدر الدين وأسد صبرا "شاركا في التحقيقات التي جرت ومازالت جارية في تفجيري ضاحية بيروت الجنوبية اللذين أديا الى مقتل وجرح العشرات في الأشهر القليلة الماضية, وأن مسؤولي الأمن اللبناني الذين اشرفوا على تلك التحقيقات اجتمعوا بهذين المتهمين اللذين رافقاهم في أثناء وجودهم داخل المربعات الأمنية للحزب, وحضرا اجتماعاتهم مع متهمين بالتفجيرات, من دون أن يتم إلقاء القبض عليهم".

وبحسب المصادر, فإن الشهود الذين سيحضرون المرحلة الاولى من بدء المحاكمات في مطلع العام المقبل, "قد تؤدي شهاداتهم الى كشف ما بين 10 و13 عنصراً آخر من "حزب الله" على علاقة باغتيال الحريري, مازال التكتم على أسمائهم جارياً للحفاظ على سرية المحاكمات, كما ان هناك اسماء أخرى لنواب ووزراء سابقين مؤيدين بقوة لنظام الاسد ومتعاونين مع استخباراته في سورية ولبنان, سيتم استدعاؤهم كشهود قبل ان يتحولوا الى متهمين من قبل عشرات الشهود السريين, من أصل نحو 70 شاهداً تحتفظ بهم المحكمة". ونقلت الأجهزة عن مصادر المعارضة السورية في لبنان قولها ان "أكثر من 12 مسؤولا سورياً بينهم رأس النظام بشار الأسد وشقيقه ماهر وصهره المتوفى آصف شوكت ومدير الاستخبارات السورية السابق في لبنان اللواء رستم غزالي ومساعده الأكبر الذي قتل أخيراً في دير الزور اللواء جامع جامع, سيواجهون شهادات شهود سريين سوريين ولبنانيين موجودين راهناً بحماية الحكومة, من شأنها كشف ضلوعهم في إعطاء الأوامر بالمشاركة والتخطيط والاشراف على اغتيال الحريري واغتيال ومحاولة اغتيال 9 آخرين من قياديين لبنانيين سياسيين وأمنيين واعلاميين".

وقالت المصادر ان "ثلاثة ضباط سوريين برتب عقيد ولواء من الأمن والجيش منشقين عن النظام البعثي باتوا من بين الشهود السريين, بعدما قدموا لقيادات المعارضة في الداخل والخارج تقارير واعترافات مكتوبة ومصورة عن أدوار هذه القيادات السورية".

 

تسوية دولية مع الأسد إذا تعذّر حضور المعارضة

عبدالوهاب بدرخان/الحياة

الخميس ٣١ أكتوبر ٢٠١٣لماذا يكثّف بشار الأسد ظهوره الإعلامي لتكرار عزمه على الترشح للرئاسة بعد انتهاء ولايته الحالية؟ لأنه يرتاب بأن مصيره على رأس النظام ربما يصبح قيد التداول بين الروس والاميركيين. فبالنسبة اليه ضاعت فرصة الحل السياسي الذي يناسبه حين تعذّر عقد «جنيف 2» في تموز (يوليو) الماضي في ضوء الدعاية العارمة لـ «انتصاره» في معركة القُصَير. بعدها اتّجهت «البروباغندا» الأسدية الى التركيز على «داعش» (تنظيم «الدولة الاسلامية للعراق والشام») وكأنها المنقذ الذي سيعيد الاعتبار للنظام من خلال الوظيفة الأمنية التي يجيدها. في لقاء موسع عقد أخيراً في احدى العواصم العربية وشارك عدد كبير من الموالين والمعارضين، بحضور وإشراف دوليين، كان الحديث «غير السياسي» يدور عن المستقبل، عن المتطلّبات العاجلة لإعادة الأوضاع الطبيعية لأن المدن والبلدات كافة لم تعد صالحة للعيش، عن رفع الدمار وإعادة الاعمار، وعن الحفاظ على المؤسسات «تحت شرعية الأمم المتحدة»... ورغم أن الكلام لم يتطرّق الى أي سلطة ستتولى هذه الأعباء الجسيمة إلا أن ما لم يقله أحد صراحة كان واضحاً في الأذهان: ليس السلطة الحالية، بكل تأكيد. تجاوز هذا اللقاء النظام والمعارضة على السواء، لكن «داعش» حضرت في النقاش. اذ أفاد قادمون من «مناطقها» أنها تستقطب في شكل رئيسي المخبرين السابقين للنظام، الذين اختفوا بعد سيطرة «الجيش الحر» ثم ظهروا فجأةً حين جاء «الداعشيون» وأرخوا لحاهم وأعلنوا توبتهم واستأنفوا النشاط. وقالوا إن «داعش» تشيع خوفاً يذكّر بأيام النظام، وتقلّده بطرائق الاحتجاز والتعذيب، حتى ان عناصرها يمارسون التنكيل والقتل الميداني، كما يفعل «الشبيحة».

وحين لا يكون «القاعديون» هم مَن يتقدّمون لأداء خدمة للنظام، ينبري أكراده «الأوجلانيون» للمهمة، إذ إن ميليشيا «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي التابع لحزب العمال الكردستاني أقدمت على طرد مقاتلي «داعش» و «جبهة النصرة» و «أحرار الشام» من بلدة اليعربية الحدودية المجاورة للعراق. وعدا سيطرتها على موقع انتاج النفط هناك، واستكمالها السيطرة على محافظة الحسكة، فقد تسببت بتهجير الآلاف من العرب. وتبين أنها تلقت تسهيلات من الجانب العراقي، الذي سبق أن وفّر تسهيلات مماثلة لآلاف الايرانيين والعراقيين الذين دخلوا سورية للقتال الى جانب النظام وتحت الإمرة الايرانية، كما غضّ النظر عن تغلغل مئات «القاعديين» ليرفدوا «داعش» في مناطق المعارضة السورية... كل ذلك يلفت الى خطط للنظام يأمل بأن تمكّنه من توريط الأتراك من جهة، ومن ضرب وتفكيك مواقع للمعارضة (في الشمال) أو عزلها (في الغوطتين) من جهة اخرى، وذلك من طريق توظيف مكوّنات اجتماعية سبق أن جنّدها لمصلحته أو باستقدام «مكوّنات» هجينة تابعة لـ «القاعدة». ثم أن النظام لا يزال عازماً على استخدام ورقة الأكراد لطرح مشروع التقسيم.

اذا رُبطت هذه الخطط بمواصلة الإعداد لمعركة القلمون (شمال شرقي دمشق)، فما الذي ترمي اليه؟ لا بد من التذكير بأن النظامين السوري والايراني اعتمدا منذ نهاية آذار (مارس) 2011 استراتيجية قوامها أن الأمر يتعلّق بـ «مؤامرة على المحور الممانع» ولا بد من هزمها بأي طريقة. ومنذ أوائل 2013 لم يعد ممكناً التمييز بين اتباع النظامَين، بل أن بلوغ نظام الاسد نقطة نقطة العجز عن تنفيذ خطط «الحسم» أبرز في الشهور الأخيرة ميليشيا «أبو الفضل العباس» الايرانية، التي ذاع سيط وحشيتها أخيراً بعد مجازر الذيابية (جنوب دمشق)، لكن العديد من عناصرها وقع في أسر مقاتلي المعارضة في مناطق اخرى. قبل ذلك سُلّطت الأضواء على ميليشيا «حزب الله» خصوصاً بعد معركة القُصَير، ورغم تسريب الحزب أنه انسحب أو على الأصح سحب جزءاً من قواته من سورية إلا أن التحضيرات الجارية لمعركة القلمون كشفت كذب هذا الادعاء.

ما الهدف اذاً؟ لا علاقة للقلمون بالتحضير لـ «جنيف 2» ولا داعي لسؤال خبراء عسكريين أو قريبين من «حزب الله»، فأي دمشقي يعرف مدينته ولا يزال مقيماً فيها سيقول لك فوراً: أولاً، أن هذه المعركة ستكون ايرانية بكل تفاصيلها. ثانياً، أنها ترمي الى وقف النزيف الذي تتعرّض له الفرقة الثالثة المتمركزة في هذا القطاع لأن عديدها هبط من 17 ألفاً الى 9 آلاف بسبب الهروب والانشقاقات. ثالثاً، أن النظام وحلفاءه يريدون هذه المعركة، خلافاً لكل مظاهر الثقة التي يبدونها في حرب الغوطتين، بسبب قلقهم على وضع دمشق وتحسباً لأي ضغط مباغت. لذلك، رابعاً، يراد اقفال آخر مسالك المساعدات العسكرية التي تصل الى المعارضين في الغوطتين، تحديداً من لبنان... لكن هذا الدمشقي، عادياً كان أم أكاديمياً، سيضيف أن الأخطر، خامساً، أن معركة القلمون استكمال لمعركة القصَير في عملية «ترسيم حدود الدولة العلوية» رغم أن النظام لم يتلقَّ أي اشارة دولية مطمئنة بشأن هذه «الدولة».

الى ذلك، تحاول هذه التحركات ايجاد ردود ميدانية واضحة على تساؤلات القوى الدولية في سياق التحضير لـ «جنيف 2». وأهمها ما كرره بشار الاسد في مقابلاته، وهو أن النظام جاهز للتفاوض لكن الطرف الآخر غير موجود أو يقتصر على «ارهابيين»، واذا أريد حصره بـ «الائتلاف» فإنه يعاني من تفكك روابطه مع الداخل، وفي هذه الحال يمكن اشراكه في «جنيف 2» لا كممثل وحيد للمعارضة بل كواحد من أطيافها بمن فيها المعارضة الداخلية المدجّنة شريكة النظام. وإذ أوحى رفض «المجلس الوطني السوري» المشاركة في «جنيف 2»، وكذلك بيانات الداخل عن نزع شرعية التمثيل من «الائتلاف»، بانقسام المعارضة حول المفاوضات المزمعة، إلا أن هذه المواقف ساهمت عملياً في تصليب الموقف الذي حمله «الائتلاف» الى اجتماع «أصدقاء سورية» في لندن. اذ جاء معبراً عن معارضي الداخل، خصوصاً باستبعاده أي مساومة حول «تنحي الاسد». ولعل السفير روبرت فورد الذي قصد اسطنبول ساعياً الى اقناع المعارضة بعدم تفويت فرصة التفاوض اصطدم بممانعة لها أساس صلب: ما الذي قدمته اميركا لنا كي تضغط علينا، خدعتنا وخذلتنا وتركت أهلنا يذبحون ومدننا تدمّر، عرقلت وتعرقل تسليح «الجيش الحر»، ساهمت في شكل غير مباشر في انتشار «القاعدة»، وعملت على التضييق علينا مالياً وحتى إغاثياً، لا نحن ولا أي من «الأصدقاء» نعرف على ماذا تتفاهم اميركا مع روسيا، وتريدنا أن نذهب الى تسوية رسمها النظام، لا أحد في المعارضة يستطيع التفاوض وفقاً لهذه الظروف والمعطيات...

لم يكن اجتماع «أصدقاء سورية» في لندن مريحاً للاميركيين. أدرك جون كيري خلاله أن الجميع، أوروبيين وعرباً وسوريين، لا يشعرون بثقة حيال تداعيات التفاهم الاميركي - الروسي على الأزمة، كما ظهرت في معالجة ملف السلاح الكيماوي، ولا حيال التقارب الاميركي - الايراني الذي يثير قلق دول الخليج وشكوك بعض الاوروبيين. غير أن موقف «الائتلاف» السوري كان الأكثر تعبيراً عن واقع شاء الاميركيون تجاهله، وهو أن المعارضين الحقيقيين على الأرض (لا «داعش» ولا «جبهة النصرة» ولا اشباههما) يشعرون بأن «الأصدقاء»، مختزلين في اميركا، تسببوا بمزيد من المآسي لهم ويتصرفون كما لو أنهم يريدون للمعارضة أن تُهزم وتستسلم أمام النظام. لذلك ينصح مساعدو كيري بتأجيل «جنيف 2» أو حتى بإلغائه، لأنهم أدركوا أن الروس يقودون الموقف الاميركي الى ما أراده الأسد منذ البداية: تسوية دولية مع النظام الذي قدم السلاح الكيماوي دفعة أولى من ثمنها، أما الثانية فقد تكون بتعهّده ضرب اتباع تنظيم «القاعدة».

* كاتب وصحافي لبناني

 

يعاقِبون حلفاء السعودية... من المحيط إلى الخليج!

طونى عيسى/جريدة الجمهورية

هل يضغطون على السعودية لاستيعابها ودفعها إلى الذوبان في تسوية تريح الإيرانيين، أم للتخلّص منها كقطب إقليميّ وازِن؟ الأرجح أنّ الجواب موجود عند القطريّين الذين عرفوا «من أين تؤكل الكتِف»!

هناك مَن يقول: عوقِبت السعودية على أدوار لعِبتها، ولم يكن يراد منها أن تفعل، وعلى أدوار مطلوبة فشلت فيها. لكن هناك مَن يقول: ليست المسألة لا هذه ولا تلك. هناك تغييرات سياسية تجتاح الشرق الأوسط سار فيها القطريّون، لأن لا شيء عندهم يخسرونه. وأمّا السعوديّون فعاندوا لأنّ خسارتهم أكبر من قدرتهم على التحمُّل.

لطالما كان السعوديّون عرّابي التسويات الإقليمية، بغطاء أميركي. ففي أوسلو ومفاوضات التسوية مع إسرائيل كان لهم الدور الأوّل. وفي التسويات التي أوقفت الحروب في لبنان، في الطائف وقبله وبعده، كانوا القطب الإقليمي النافذ مقابل دمشق. وفي الثورات العربية، والثورات على الثورات، من تونس إلى مصر وسوريا واليمن والبحرين وليبيا، كان السعوديّون شركاء في الحدث. ولطالما انطفأت سريعاً محاولات قطر في المنافسة.

وأخيراً، ظهرت هذه المنافسة عنيفة في ثلاث ملفّات:

- الدعم السعودي للفريق العسكري الذي أطاح "الإخوان المسلمين"، حلفاء قطر، في مصر.

- دعم الرياض لـ"الجيش السوري الحرّ" في سوريا، مقابل دعم قطر للمجموعات الإسلامية.

- في لبنان، إنتقلت قطر من دعم القوى الإسلامية إلى دور الوسيط، كما في ملفّ مخطوفي أعزاز. وأمّا السعودية فهي مُربَكة مع حلفائها في طريقة التعاطي مع الأزمة أمنيّاً وسياسيّاً.

لقد جاءت التسوية حول السلاح الكيماوي السوري لتفتح باب التسوية مع إيران. وفهمت قطر لغة المصالح، ودخلت على خط الوساطة، وهي "الخبيرة العتيقة" في العلاقات مع إيران والغرب على حدّ سواء. وفي لغة المصالح، بقي السعوديّون على قارعة التسوية ينتظرون مَن يقرع بابهم قبل إبرامها. لكنّ الأميركيين لم يُظهروا حماساً لتلميع الدور السعودي. وتصرّفوا في هذا الشأن وفق القاعدة الآتية:

السعوديّون في الجيب، وهم أساساً في "بيت الطاعة"، والقوى العربية التي يدعمونها تفشل في كلّ مكان. ولا بأس في استيعاب قطر التي كان يسود الظنّ بأنّ إخضاعها صعب، نظراً إلى إعتمادها على القوى الجهادية التي تؤرق الغرب. فباستمالة قطر، ضَرَب الأميركيّون عصفورين بحجر واحد: الأوّل هو استخدامها منصّة خليجية مجدّداً، والثاني هو تعرية القوى المحسوبة عليها، خصوصاً في مصر وسوريا ولبنان.

بالنسبة إلى واشنطن، المطلوب من السعودية أن تبارك التسويات مع حلف إيران - الأسد - "حزب الله". لكنّ هذا الحلف يستفيد من التوتّر الأميركي ـ السعودي لإطلاق النار على الرياض. وهو يطمح، في الحدّ الأدنى، إلى استيعاب السعودية، وإلّا فستكون هناك ضربة مؤلمة لها أو لاستقرارها من الداخل والخارج، سياسيّاً أو أمنيّاً أو ماليّاً. وستكون هناك محاولات لتأليب المجتمع الدولي ضدّها تحت شعار "خروجها عن التوافق الدولي".

وهذا الحلف سيتعاطى مع حلفاء السعودية، من إمارات الخليج وممالكه إلى العراق وسوريا ولبنان، كـ"يتامى". وسيتعرّض هؤلاء للتعرية والتشفّي. والحملة التي شنّها الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله في خطابه الأخير على السعودية جاءت معبّرةً، إذ أرفقها بمخاطبة 14 آذار: "الآتي من الأيام ليس في مصلحتكم".

وفق هذه المنطلقات، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سيَحكم سعيداً في العراق إلى ما بعد الإنتخابات التشريعية. والمعارضة السورية ستبقى عاجزة عن فرض إيقاعها العسكري أو طروحاتها السياسية، وقد يتكرّس إستمرار الأسد إلى ما بعد الإستحقاق الرئاسي. وأمّا في لبنان، فلا حكومةَ ولا حوار ولا إنتخابات رئاسية ولا قانون إنتخاب ولا إنتخابات نيابية، إلّا بالتسوية الإقليمية التي تنأى السعودية بنفسها عنها.

ومن هنا الإرباك المتعمّد للوضعين السياسي والأمني، وإرباك الفريق الذي لطالما احتمى بالقطبية السعودية ضمن تسويات الـ"س - س" وخارجها، والذي يتعرّض اليوم للمعاقبة. وقد يجد حلفاء السعودية أنفسهم مضطرّين إلى استبدال دعمها ظرفيّاً، والوقوف في صفّ المنادين بشعار "شكراً قطر"، عملاً بمبدأ "بالشكر تدوم النِعَم". ولكن أيّ نِعَمٍ ستدوم؟

 

هل بات «حزب الله» موالياً لأميركا؟

جاد يوسف/جريدة الجمهورية

لم يحمل كلام الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله أمس الأوّل جديداً عندما استعرض «إنجازاته» السياسية الأخيرة. بدت مواقفه نوعاً من «الشماتة» بالطرف الآخر، مُبشّراً بأنّ علاقته بـ«الأميركي» وكأنّها تسير وفق الآلية التي خطتها القيادة الإيرانية، وداعياً شركاءَه في الوطن إلى أن يقبلوا ما يعرضه عليهم اليوم، قبل ضياع الفرصة. الحديث عن تسوية سياسية قد تبدّل مشهد التحالفات الإستراتيجية القائمة منذ عقود، يفتقر حتى الساعة إلى معرفة حدود قدرات هذا الطرف أو ذاك على تحقيق رغباته، ودائماً بحسب ما تتيحه الهيمنة الأميركية على المنطقة. واللافت في خطاب نصرالله هو غياب الحديث عن "التكفيريّين" وتركيزه على المملكة العربية السعودية وحليفها اللبناني، ما يكشف بنحو غير مباشر طبيعة الصفقات والتسويات التي يحاول المبعوث العربي والدولي الأخضر الابراهيمي لعب دور أساسيّ فيها خلال تحضيراته لعقد مؤتمر "جنيف ـ 2".

وتكشف مصادر أميركية مُطّلعة أنّ الإبراهيمي بحث مع الإيرانيين في إمكان القبول باستبعاد الرئيس السوري بشّار الأسد عن المرحلة الإنتقالية، شرط حصولهم على ضمانات حقيقية في مستقبل سوريا. لكنّ المشكلة تبقى في أنّ المرجعية الإقليمية الموازية لإيران في المنطقة، غير موافقة على هذه الصفقة التي لا تلبّي طموحاتها، ناهيك عن رفضها المطلق أيّ موقع ممتاز لطهران فيها.

وتؤكّد المصادر أنّ السعودية التي رفضت أن يزورها الإبراهيمي، تعمل على تجميع أوراق قوّتها المتعدّدة والتي لا يُستهان بها، سواءٌ داخل سوريا أو في المنطقة. فعملية "فكّ وتركيب" قوى المعارضة السورية وتنظيماتها، كما سمّاها نصرالله، قد شارفت على الاكتمال مع الإعلان عن الإندماجات والإنشقاقات التي حصلت أخيراً، وسعي السعودية إلى تجميع التنظيمات الصغيرة والكبيرة والمتوسطة في ما يشبه التقسيم المناطقي، بهدف إفهام من ينبغي إفهامه أنّ طريق التسوية، أيّ تسوية، سواءٌ في سوريا أو المنطقة، يمرّ في الرياض.

هذا ما تقوم به المملكة في المنطقة ايضاً، حيث تعمل على إعادة تجميع مواقع نفوذها، عبر تفعيل الدعم المادي لمصر ورعاية التحوّلات المرتقبة في دول "الربيع العربي" الذي اجتاحه تيار "الإخوان المسلمين" بهدف استعادته الى "بيت الطاعة". فأمام هذه اللوحة المُستعادة للنزاع، ما هي حظوظ انعقاد مؤتمر "جنيف ـ 2" إذا كانت الجهة التي تُمسك بالميدان غير راغبة في المشاركة؟

يقول محلّلون إنّ الدعوة الى عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب الأحد المقبل، قد تشكّل مخرجاً للمأزق الذي وجدت الأطراف نفسها فيه. فإذا كان أيّ طرف لا يستطيع تحمّل تبعة إلغاء المؤتمر العتيد أو تأجيله أو إحباطه، لا مفرّ عندئذ من استعادة تجارب أزمات سابقة، على غرار ما حصل في لبنان خلال سِنيّ حربه الأهلية الأولى، حين رفضت القوى اليسارية والقومية المتحالفة مع الفلسطينيّين الذهاب الى مؤتمر السلام عام 1976، فحضرته بديلاً لها قوى الإسلام السياسي التقليدي برئاسة رئيس الوزراء الأسبق الراحل صائب سلام، ليتكرّر بعده مشهد مؤتمرات السلام، من مؤتمر لوزان الذي فشل في وضع حدّ للحرب، الى مؤتمر الطائف الذي ما كان لينعقد لو لم تعلن القوى اللبنانية المتحاربة عجزها عن الإستمرار في الحرب، بعدما أصابها الوهن جرّاء حروب "الزواريب" و"التحرير" و"الإلغاء" والانقسامات التي لا تزال عالقة في ذاكرة اللبنانيين.

هذا المشهد يمكن أن يتكرّر في سوريا عبر احتمال تأليف وفدِ معارضةٍ إلى "جنيف ـ 2" لا يعكس إرادة القوى الميدانية التي أعلنت تباعاً رفضها المشاركة فيه.

كذلك ينطبق هذا الوضع على النظام السوري نفسه، بعدما كشفت صفقة إطلاق محتجزي إعزاز والطيّارين التركيين، مدى هشاشته ومدى تحوّله منفّذاً لإرادات القوى الخارجية، ما دام وجوده بات مرهوناً بإرادتها. فوضع الأسد اليوم صار أشبه بوضع الرئيس اللبناني الراحل الياس سركيس الذي استهلكته الأزمة اللبنانية، واستهلكت الرئيسين اللذين تعاقبا على منصب الرئاسة من بعده...

ويرى ديبلوماسيّون عرب ودوليّون في واشنطن أنّ الحرب الأهلية في سوريا مرشّحة لأن تطول مُدّتها، ولا يمكن التكهّن بنهايتها، وهي ستستهلك الأسد وغيره بعدما تحوّل النزاع المحتدم فيها نزاعاً إقليميّاً ومذهبياً بامتياز.

فالمنطقة تقف أمام انقسام غير مسبوق، والاصطفافات الحاصلة قد تُعيد تكوين تحالفات لم تكن في الحسبان. إيران تسعى إلى نيل الاعتراف بحصّتها الإقليمية، والسعودية تقف لها في المرصاد، والانفتاح الأميركي عليها عنوانه الأبرز نزع سلاحها النووي وضمان أمن إسرائيل، فيما حصّتها الموعودة هي من رصيد الآخرين.. إذاً، هي تَعدُ نفسها بشيك تحصيلُه بيدِها، ومن حساب غيرها.

طهران، حتى الساعة، تقف على خلاف مع إسرائيل التي تستدرج العروض لتحدّد المعسكر الذي ستنحاز إليه، وعلى رغم إعلانها أخيراً وقوفها موضوعيّاً مع السعودية ما دامت لم تضمن نزع سلاح إيران النووي، وتعارض دوراً كبيراً لها في المنطقة، إلّا أنّ شيئاً لا يمنع من تبدّل موقفها إذا كانت ستفاضل بين "حزب الله" في لبنان و30 ألف متشدّد إسلامي في سوريا، إن ضمنت انتزاع الورقة النووية من المعادلة.

فالمنطقة كلّها في حال "فكّ وتركيب"، من سوريا، مروراً بتركيا والعراق ولبنان، وصولاً إلى إيران نفسها. وما حرب الأكراد على الحدود السورية ـ العراقية ـ التركية إلّا دليلٌ على المستقبل الذي تستعدّ له المنطقة!

 

رهان الحزب بلا قفازات!

نبيل بومنصف/النهار

لعل الأمر لا يتعلق بالسيد حسن نصرالله وحده حين يلوح بسلاح الاقصاء السياسي لفريق لا يزال يعترف له بتمثيله النيابي على الاقل لاكثر من نصف الشعب اللبناني. هذه مسألة جديدة وجدية كفاية لسؤال حلفاء السيد وحزبه وكذلك سائر الآخرين ممن يصنفون وسطيين ومستقلين عن مسارها لان مطلق الموقف منها "ليس مزحة" اطلاقا وحجمه ودوره باتا على سوية اقليمية تتجاوز لبنان.

افضل ما في الخطاب الاخير للسيد نصرالله تخليه عن القفازات وقول الكلام الحقيقي بمنتهى الصراحة الى حد التهويل العاري باقصاء قوى 14 آذار ولو كنا لا ندري بعد ما اذا القصاص بالاقصاء يطاول الحكومة العتيدة وحدها او ما يتجاوزها الى ابعد لا يزال في البال. قالها السيد على خلفية حسابات عارية شديدة الواقعية على مستوى لحظة اقليمية يستشعر فيها تفوقا واستقواء على المحور الاقليمي والداخلي الخصم وذهب الى حيث لم يبلغ من قبل. لخصوم "حزب الله " اذن ان يقيموا من جانبهم حسابات المواجهة او الاحتواء او ما بينهما. ولكن ما يستدعي الاهتمام هنا هو معرفة ما اذا كنا امام فصل من فصول استعادة الوصاية السورية المقنعة او السافرة ببديل داخلي قسري هو مكون اساسي من مكونات التركيبة الطوائفية اللبنانية قبل اي شيء او اعتبار آخر. بهذا المعنى يكتسب تلويح السيد خطورته القصوى من الزاوية الميثاقية حصرا ولن نبحر في الاعتبارات الخفية التي املت عليه تصعيدا كهذا طالما امتنع عن بلوغه. والواقع انه مع كل التعارض العمودي بين الحزب وخصومه خصوصا بعد تورطه في الصراع السوري الذي فاقم واقعيا الى اقصى الحدود التشنج المذهبي وساهم في مراكمة مئات الالوف من اللاجئين السوريين في لبنان، فان تخييرا استعلائيا لقوى آذار بين التسليم بشروط الحزب او مواجهة الاقصاء لاحقا لا يعد الا في اطار تهويل انقلابي ليس على مجرد ازمة ظرفية وانما على تركيبة سياسية – دستورية – طوائفية تحتم على حلفاء الحزب قبل سواهم ان يحددوا مواقفهم العلنية منه. اذا كانت قواعد اللعبة ستخرج عن خطوطها الحمر فان ذلك يعني ان ما قاله السيد في تعيير خصومه بسقوط رهانهم السوري ينسحب عليه بالمقلوب اي انه يراهن هو الآخر على لحظة اقليمية غير مأمونة ولا شيء يضمن له الاحتفاظ بالمكسب الظرفي علما ان المفارقة العجيبة تتمثل في ان رهان الحزب بات على تسوية ايرانية مع اميركا العدو الاول للحزب.

تبعا لذلك يبدو الحزب في نقطة تستوجب تبريد الافراط في الرهانات وتقليل الشماتة علما ان الحزب لا يزال على رغم كل شيء بغنى عن تقليد الوصاية السورية البائدة. وهنا مفارقة هذا الافراط في الرهان على نظام انقذه الحزب في تورطه في الصراع السوري ويدرك في قرارته استحالة الرهان عليه.

 

مطالب التنازل... والتسويات

عبدالله إسكندر/الحياة

الأربعاء ٣٠ أكتوبر ٢٠١٣لاحظ الأمين العام لـ «حزب الله» اللبناني السيد حسن نصرالله، في خطاب له أول من أمس، أن ميزان التأييد الشعبي لكل من قوى 8 آذار، الاسم الحركي للشيعية السياسية كما يعبر عنها الحزب، وبين قوى 14 آذار، الاسم الحركي للسُنية السياسية كما يعبر عنها تيار المستقبل، سيظل من دون تغيير لمئة سنة مقبلة، ليستخلص انه ينبغي على الطرفين تقديم تنازلات من اجل الخروج من هذا المأزق.

هذا الانقسام، بالمعنى الذي اراده نصرالله، يضرب في عمق التاريخ. وما دام يتعلق بصلب معتقدات مقدسة فإن السنوات المئة المقبلة لن تحمل له حلاً. الحل الحقيقي للأزمة هو في تقديم التنازلات ليس من اجل مزيد من تقاسم للحصص في السلطة السياسية وانما اعادة الحقوق الى الدولة، والمنهوبة منها بقوة السلاح. المؤسسون للبنان الحديث توافقوا، وإن على مضض، ان تبقى الدولة ومؤسساتها المساحة المشتركة للجميع. وهم، وإن لم يتميزوا جميعاً بالتجرد الطائفي والمذهبي او بالنزاهة السياسية او بالحس الوطني، وفروا الظروف الملائمة لتعايش سلمي وتداول على السلطة. وذلك من خلال الحفاظ على المساحة الجامعة الممثلة في الدولة التي حافظت بدورها على الحصص داخل مؤسساتها. لتتشكل مفارقة تاريخية تتمثل في كون الضعف البنيوي لهذه الدولة مرتبطاً بمدى استمرار التوافق بين الطوائف على اعتبارها مساحة للجميع. وهذا ما جعل السلم الاهلي يتعرض للاهتزاز والانهيار في كل مرة حاول طرف ما ان يخرق التوافق على هذه المساحة المشتركة. واليوم يتهدد هذا السلم الأهلي أكثر من أي وقت مضى، مع امتلاك «حزب الله»، الممثل للشيعية السياسية، للقدرة على التميز عن بقية مكونات لبنان، ولقوة عسكرية واقتصادية وسياسية تفوق قوة الطوائف الاخرى، ومع توظيفه لكل هذه القدرات في تقليص مشاركة الآخرين في المساحة المشتركة التي هي الدولة. خصوصاً ان ما يحد من الاعتراف له بحق التمدد على كل هذه المساحة يرتبط بنوعية الانقسام الطائفي والمذهبي الذي لا يرى الامين العام للحزب امكان تغيره ولو بعد مئة سنة.

الأولى في مثل هذه الحال، وإن صدقت النيات في احلال التعايش والاستقرار السياسي، ان يطالب نصرالله الجميع، بمن فيهم حزبه، بتقديم التنازلات الى الدولة ومؤسساتها، وليس ان يتبادل الاطراف التنازلات.

والتنازل للدولة يعني ان تُعاد اليها السلطات والصلاحيات كاملة في ادارة شؤون الناس وعلى كل المستويات، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة. ومثل هذا التنازل مطلوب من الحزب الذي استولى عنوة على وظائف اساسية للدولة ويسعى الى احكام سيطرته على ما بقي من مساحة مشتركة. وعندما يطالب الحزب الآخرين بالتنازل له فإنه في الواقع يطالب بتمكينه من إكمال سيطرته على الدولة عنوة. وربما هذا هو معنى القول إن التنازل الطوعي حالياً سيكون تنازلاً عنوة قريباً. واذ يربط الحزب إرغام الآخرين بالتنازل له في لبنان بتوقعه انتصار النظام السوري على شعبه فإنه يعزز نظرية النزاع التاريخي الذي لا حل له. نظراً الى طبيعة التحالف العابر لحدود البلدين. ويكمل نصرالله نظريته بالحملة العنيفة على المملكة العربية السعودية. اذ من غير المتوقع ان يكون متأثراً، في نظرته الى السعودية، بما تكتبه احدى الصحف «الممانعة» عن الدور السعودي. فبيت القصيد بالنسبة الى السعودية ليس دورها في دعم مطالب الشعب السوري، وإنما في ثقلها الديني في ميزان الخلاف التاريخي وفي وقوفها الندي في مواجهة إيران. وهنا ايضاً تتطابق المطالبة بالحل السياسي في سورية مع مطلب التنازلات في لبنان. اي التسليم للمحور الايراني، و «حزب الله» والنظام السوري أحد أعمدته على شواطئ البحر المتوسط، ليس على مستوى الهيمنة الاقليمية فحسب وانما في التفسير التاريخي للانقسام الاسلامي.

 

ضوء أخضر أميركي إسرائيلي لـ«السلام الإيراني»

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

كان الكلام الذي قاله السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير متوقعاً... ولا سيما بعد الصفقة الأميركية – الروسية - الإيرانية.

أذكر جيداً كلاماً قاله الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي – قبل انتخابه رئيساً عام 2007 – رداً على سؤال عن دعم إيران للإرهاب، وجاء فيه «الإرهاب هو ما تفعله «فيس» (الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية)».

استغرب البعض، وانا منهم، التمييز يومذاك بين إرهاب وآخر استناداً إلى الهوية المذهبية، لا سيما أن 58 عسكرياً فرنسياً قُتلوا في تفجير مقر القوة الفرنسية العاملة في العاصمة اللبنانية بيروت يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) 1983، وذلك في اليوم نفسه الذي استُهدف مقر «المارينز» الأميركيين في المدينة وقتل فيها 241 عسكرياً أميركياً. ويومذاك حمّلت باريس وواشنطن، حقاً، إيران والقوى اللبنانية المرتبطة بها المسؤولية عن العمليتين.

أيضاً إبان الحرب اللبنانية خطف عدد من الرهائن الأجانب لسنوات بينهم المفاوض البريطاني تيري ويت، موفد أسقف كانتربري، الذي أسرته جماعات مرتبطة بإيران بين 1987 و1991، وجاء إطلاقه بعد أربع سنوات عبر صفقة ما كانت طهران بعيدة عنها. وأكثر من هذا دأبت وزارة الخارجية الأميركية على جعل إيران ضمن زمرة «الدول المارقة» والداعمة للإرهاب. إذاً الإرهاب إرهاب بصرف النظر عن هويّة الجهة التي ترتكبه. اليوم منطقة الشرق العربي أمام مفترق خطير ازداد خطورة بعد ما سُمي بـ«الربيع العربي»، وهو التعبير المستخدم لوصف الانتفاضات الشعبية التي هبّت ضد أنظمة حكم تسلّطية، جمهورية بالاسم، تقوم على أرضية «المافيات العائلية» و«الدولة البوليسية». وفي ضوء سقوط الطرحين القومي واليساري، وظهور الإسلام السياسي كقوة وحيدة تتمتع بحد أدنى من التنظيم، كان من الطبيعي ان تكون الأحزاب والتنظيمات الإسلامية بشتى ألوانها البديل الأقوى لهذه الأنظمة. وبالفعل، ظهر هذا في تونس ومصر وليبيا واليمن... ثم سوريا. إيران رحّبت علنا بالتغيير في تونس ومصر، وكانت مرتاحة للتغيير في اليمن حيث دعمت وبقوة تمرّد الحوثيين في الشمال، وكذلك في ليبيا. فقط، عندما وصلت رياح التغيير إلى سوريا تغيّرت الحسابات وانكشفت أكاذيب انطلت طويلا على المنطقة العربية.

بدايةً، لا بد من أن نتذكر أن «اللوبي الليكودي» في واشنطن كان في طليعة القوى التي دعت لغزو العراق بعد اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وكان من مخطّطيها ومنفذيها. يومذاك، أصرّت واشنطن على الغزو مدعومة من بريطانيا مقابل تحفّظات عربية تستند إلى الخشية من ملء إيران الفراغ الناتج عن إسقاط صدام حسين. ولكن «اللوبي الليكودي» لم يكترث بتاتاً بالتحفّظات العربية، بل سار قُدما في غزوٍ انتهى تماماً كما توقع المتشائمون، إذ غدا العراق عملياً «ساحة حرب» مذهبية طاحنة، وصار الشمال الكردي دولة شبه مستقلة، وتحوّلت الدولة العراقية إلى تابع إيراني أكمل ربط الأراضي الإيرانية استراتيجياً بسوريا ولبنان على البحر المتوسط... وحدود إسرائيل.

ما بدا غريباً في حينه، أن إسرائيل لم تتخوّف من وصول نفوذ طهران إلى حدودها الشمالية. وأمر لافت آخر هو أنه بمجرد سقوط بغداد في أيدي قوات الغزو الأميركية عادت القيادات العراقية اللاجئة في إيران إلى العراق المحتل مع أن القوة التي غزته واحتلته كانت تراها طهران... «الشيطان الأكبر»! في هذه الأثناء في لبنان كان شعار «الموت لأمريكا» يُرفع ويجلجل في ساحات احتفالات «حزب الله» ومهرجاناته الخطابية والتأبينية. وكان أي لبناني يُرمى على الفور بالخيانة والعداء لـ«المقاومة»... إذا تجرّأ وتساءل عن أسباب إبقاء سلاح «حزب الله» بعدما تخلت كل التنظيمات اللبنانية المسلحة عن سلاحها. أمّا في سوريا فكان النظام، الذي ضمن بقاء خط الهدنة في الجولان المحتل أهدأ خط هدنة عربي مع إسرائيل منذ 1973، يقود جبهة «الممانعة»... ويستضيف قيادات الجماعات الأصولية الفلسطينية – السنّية – في عاصمته دمشق، ويزايد على معظم القادة العرب معتبراً إياهم «أشباه رجال»، ويحرّر فلسطين كل يوم في مسلسلاته التلفزيونية! هذا كان في الماضي. الآن نحن في زمن آخر... في عصر آخر. نحن الآن في عصر «السلام الإيراني» بمباركة إسرائيلية أميركية روسية. إيران أسقطت شعارات «الشيطان الأكبر» وأزالت لافتات «الموت لأمريكا» وبدأت غزلاً مفتوحاً مع واشنطن – باراك أوباما. والموضوع النووي الإيراني الذي خدعت طهران العالم بشأنه طيلة 18 سنة، صار مسألة تتقبل واشنطن التعايش معها. وسوريا «الممانعة» سابقاً اطمأنت إلى مواقف اوباما بعد صفقتي طهران وموسكو مع واشنطن. وهذا بعدما زعم مندوبها في الأمم المتحدة بشار الجعفري أنها تقاتل «الإرهاب بالنيابة عن العالم كله»... وأخذت تطرح أمام العالم الغربي المسيحي أن نظامها هو حامي الأقليات في المنطقة من الأصوليين و«الجهاديين» و«التكفيريين». أما السيد حسن نصر الله، الذي نقل «مقاومته» بعيداً عن فلسطين، ليقاتل داخل سوريا ضد «التكفيريين» – على حد قوله – فمن الطبيعي ان يشعر بالسعادة اليوم. يشعر بالزهو بإنجاز حسن روحاني، واقتناع أوباما ووزير خارجيته جون كيري، بان ثمة «إرهاباً» مقبولاً أميركياً وإسرائيلياً... وفي المقابل هناك «إرهاب» مرفوض. ولهذا جاء خطابه بالأمس متفائلاً بالمستقبل، ومتعالياً على الشركاء في الوطن، ومتباهياً بالانتصار على إرادة الشعب السوري. شعارات «الممانعة» و«المقاومة» و«العداء لإسرائيل» و«الموت لأمريكا» انتهت صلاحيتها... لكن إرادة الشعوب لا تموت مهما عقدت فوقها من صفقات مشينة.

 

طرابلس... الحديقة الخلفية للنظام السوري!

علي بركات أسعد/السياسة

طرابلس اللبنانية, وكالعادة, هذه المدينة لا تزال تعاني من جرح نازف في مواجهات مذهبية مسلحة بين المربعات المسلحة في باب التبانة السنية الانتماء  والمربعات المسلحة في جبل محسن العلوية الانتماء, والدولة اللبنانية غير قادرة على بلسمة هذا الجرح الأليم في الوقت الحاضر, بسبب مزاجية الفريق السياسي في قوى "8 أذار" المتواجد داخل حكومة تصريف الاعمال المعروف بولائه للنظامين السوري والايراني, والمهيمن على مفاصل الدولة عموماً وعلى المؤسسة العسكرية خصوصاً, ووضع العراقيل السياسية امام منح الجيش الغطاء السياسي لوقف الانفلات للدخول الى مناطق الاشتباكات, والضرب بيد من حديد لوقف الانفلات الأمني المستشري الذي يهدد بانفجار أوسع للأوضاع الأمنية في مدينة طرابلس, اسوة بالمربع المسلح السابق للشيخ أحمد الأسير في عبرا شرق مدينة صيدا جنوب لبنان طرابلس, هذه المدينة التي اصبحت حديقة خلفية للنظام السوري في تمرير رسائله الامنية على الصعيدين المحلي والاقليمي وباباً لتنفيس اجرامه المحتقن, يترجمها عبر عملائه في ميليشيا الحزب العربي الديمقراطي اللبناني بزعامة رجل الاستخبارات السورية في طرابلس رفعت علي عيد, الذي فتح النار على ابناء مدينته عن قصد تزامنا مع ظهور الرئيس السوري بشار الاسد على شاشة التلفزيون خلال مقابلة معه واطلاق تهديدات مباشرة للبنان بقصد إفهام الشعب اللبناني ورئيس الجمهورية على ان منطقة جبل محسن هي خط أحمر واعتبارها محافظة سورية, وبالتهديد هذا ايضا يفهم من الرئيس الاسد ان لبنان ليس بمنأى عما يجري على الساحة السورية, وايضا ممنوع على الجيش اللبناني والقوى الشرعية الامنية اللبنانية الدخول الى جبل محسن واداء واجباتها في حفظ الأمن على الارض, وإلقاء القبض على اي مشبوه او مجرم مطلوب للعدالة, كما يأتي فتح اطلاق النار ايضا على أبناء مدينة طرابلس في باب التبانة من قبل ميليشيات رفعت علي عيد المسلحة, تغطية على جريمة تفجير المسجدين في طرابلس بعد إلقاء القبض على ثلاثة من اتباع الحزب العربي, من بينهم المدعو يوسف دياب المنتمي لذاك الحزب, وهو الذي قاد سيارة "الفورد" الرباعية الدفع واوقفها امام مسجد السلام, كما قتل بسام عبدالله, وهو واحد من ابرز المسؤولين العسكريين في ميليشيا رفعت علي عيد, وأحد المطلوبين للاشتباه بتورطه في تفجيري المسجدين في كمين مثير للجدل, نصبه له مسلحون مجهولون في منطقة البقار في القبة شرق مدينة طرابلس, اما ماتبقى من المجموعة فمازالوا مختبئين في جبل محسن تحت حماية مسلحي رفعت علي عيد, ووفق تحليلي الشخصي, ليس من المستبعد ان يكون من أعطى أوامر التفجيرين في مدينة طرابلس لتلك المجموعة رجل الاستخبارات السورية, ورئيس الحزب العربي الديمقراطي رفعت علي عيد, الذي استبدل بميشال سماحة في تأدية الواجب الإجرامي وبأمر من الباب العالي في النظام السوري. طالما ان نظام الاسد قائم في سورية, ستبقى الساحة اللبنانية عموما ً والطرابلسية خصوصا ً مشتعلة من وقت إلى آخر, حتى تتبلور الصورة السياسية والعسكرية على الساحة السورية لصالح النظام هناك, والضغط على الساحة الاقليمية سياسيا ً بهدف إعادة انتخاب بشار الاسد من جديد رئيسا ً على سورية في العام 2014.

 

الوضع في طرابلس يكشف هشاشة النظام اللبناني

 مهى عون/السياسة

 لايزال الوضع الأمني المتفجر في طرابلس يكشف يوماً بعد يوم عن تردد الدولة اللبنانية ووهنها وعجزها عن تحمل مسؤولياتها الأمنية البديهية, مع العلم أن تدخل الجيش والقوى الأمنية لحسم الأوضاع المتردية في طرابلس لا يتعدى في الحقيقة قدراتها الذاتية, حيث برهنت هذه القوى في مواقع سابقة على قدرتها وأفلحت في ضبط أوضاع أكثر صعوبة, لكن المماطلة والتقاعس عائدان لارتباط الوضع في طرابلس بالوضع السوري, ولعجز الدولة اللبنانية سياسياً عن اتخاذ قرار بالحسم, الذي يأتي مكمِّلاً لعجزها عن مواجهة "حزب الله" ولجمه عن التدخل في الأزمة السورية. بالمختصر, يمكن القول إن تقاعس الدولة اللبنانية ليس ناتجاً عن عجز لوجيستي بمقدار ما هو عجز على صعيد اتخاذ القرار السياسي المناسب, فالقوة في المرتبة الأولى قرارٌ سياسي قبل أن تكون قوة ضاربة على الأرض.

يأتي إذاً التصعيد المنفلت من عقاله في مدينة طرابلس, ليس فقط بسبب الغياب الكامل ليد من حديد تضرب الطرفين, ولكن أيضاً لهشاشة النظام اللبناني, المطيَّف أصلاً, والذي تفاقمت آفته هذه نتيجة الاصطفاف المذهبي الحاد الحاصل في الداخل السوري, والذي بدأ صداه بالتردد إلى داخل الكيان اللبناني, من دون أن ننسى أمراً مهماً, وهو مسألة انجرار السلطة في لبنان بمعظمها وراء محور الممانعة السوري الإيراني, ما يبدد الأمل بإمكان تحركها في مسألة ضبط الأمن خارج إطار موقف التحيز للمحور السالف الذكر, الذي كان ظهر في السابق بكل تجلياته في منطقة عبرا, حيث تمت معالجة تفلت مماثل للذي هو حاصل في جبل محسن بسرعة قياسية, كانت نتيجته تفكيك تنظيم الأسير بواسطة تدخل مباشر من الجيش اللبناني وسقوط 19 ضابطاً وجندياً له في هذه المعركة ونحو 100 جريح.

لقد باتت مدينة طرابلس في الحقيقة أسيرة مشهدين: الأول غياب الأمن وانعدام الاستقرار والرغبة السياسية الجادة في إيجاد الحلول عند مختلف الأطراف المتنازعة, ما حوَّل الجيش وقوى الأمن اللبنانية شاهدَ زور على مجريات الأحداث الخطيرة. أما المشهد الثاني, فيتمثل بحالة الانقسام والتنافس بين القيادات المسلحة على الأرض وفي فقدان القوى السياسية المحلية السيطرة عليها, بدليل ما شهدته المدينة خلال الأيام الماضية, لجهة التطور النوعي في استعمال الأسلحة الميدانية بين جبل محسن وباب التبانة, وصولاً إلى مناطق أخرى لم تكن تصلها القذائف من قبل, ما ينذر باحتمال امتداد الاشتباكات المذهبية إلى مناطق أبعد, ولا سيما في منطقتي عكار والبقاع, ومنهما إلى القلمون السورية, في ظل تقاعس الدولة عن ضبط تمدد النيران, خصوصاً وأن النفوس باتت مشحونة جداً من الناحية المذهبية, بعد الكشف عن الخلية الإرهابية المسؤولة عن تفجيري المسجدين في طرابلس, والتي تتوارى في جبل محسن بحماية زمرة رفعت عيد وعصابته.

ويُرجع البعض عجز الدولة اللبنانية عن اتخاذ قرار بخصوص أزمة طرابلس, إلى انغماس شرائح من اللبنانيين, ولا سيما مقاتلي "حزب الله", في الوحول السورية, رغم استمرار ادعاء الدولة اللبنانية التزامها مبدأ النأي بالنفس, ف¯"حزب الله" يدعم مقاتلي جبل محسن تحضيراً لهدف ستراتيجي أوسع يتمثل بالمعركة المنتظرة في القلمون السورية.

ويبقى القول إن مجمل التصاريح والمواقف الصادرة عن قادة طرابلس ومسؤوليها باتت من دون فائدة تذكر, فالتدهور والتصعيد ما زالا سيدَي الموقف, حيث شهدت عاصمة الشمال خلال الليلتين قبل الماضيتين أسوأ السيناريوهات وأعتاها, إذ قدِّر عدد القذائف التي سقطت على طرابلس خلال ثلاث ساعات فقط بنحو خمسين قذيفة, كما شهدت المعارك تحولاً ميدانياً تمثَّل بانخراط مجموعات مسلحة جديدة في المعارك, منها الإسلامية ومنها المحسوبة على سياسيين, ما رفع عدد المقاتلين وزاد من شراسة المعركة.

إن الثمن الذي بات على لبنان دفعه كلما تأخر الحل, ضخم جداً وناتج عن سياسة الدولة اللبنانية المنحازة وتصرفها العشوائي في مساندة فئة على حساب أخرى, أو أقله في غض النظر عن ارتكاباتها, وهو ثمن لم تكن لتظهر كل أشكاله المزرية والبشعة لو كانت الدولة اللبنانية آثرت سياسة النأي بالفعل لا بالقول فقط. ولو كانت هناك سلطة فعلية قائمة وغير فئوية لتجنب لبنان دفع ثمن جواره مع أوضاع متفجرة في سورية.

في الحقيقة, لم يتغير لبنان الذي نعرفه اليوم كثيراً عن لبنان القائمقاميتين, إلا بمظاهر الحداثة فيه, فلبنان اليوم يستبطن شرخاً أكثر عمودية بين مختلف مكوناته الطائفية, والخوف كل الخوف من أن تتعذر عليه, بعد انغماسه في الوضع السوري, العودةُ حتى إلى اللعبة الدستورية الباطنية التي كانت قائمة على شعار واهٍ وغير حقيقي اسمه "الوحدة الوطنية", كان مغطى بورقة توت لم تلبث أن وقعت عند اندلاع الأحداث في سورية, فكشفت عورة لبنان الحقيقية, والتي تعود إلى طبيعة تركيبته السياسية وإلى دستوره المرتكز على تقسيم طائفي وتوزيع للمواقع والسلطات بشكل طائفي ومذهبي. واللافت رغم التردي المتواصل في سمعة الدولة اللبنانية وهيبتها, وحتى في حضورها المؤسساتي والأمني, ما زال معظم السياسيين اللبنانيين يراهنون على الخارج لتحقيق "مكاسب" في الداخل.... وهكذا, بعد أن كان لبنان "الدولة" إشكالاً محلياً محصوراً في الداخل, تحول اليوم إشكالاً إقليمياً مرشحاً لأن يتحول إلى أزمة دولية قد تلقي بظلالها على جوارها القريب, وربما الأبعد أيضاً.

 

في رسالة ينقلها المالكي بهدف التسويق لتعاون رباعي في مواجهة الإرهاب الأسد يبلغ أوباما موافقته على تدخل عسكري أميركي ضد "القاعدة"

بغداد - باسل محمد:السياسة/كشفت أوساط عراقية مطلعة لـ"السياسة", أمس, عن أن رئيس الحكومة نوري المالكي سينقل رسالة شفوية من الرئيس السوري بشار الاسد الى الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال محادثاتهما في واشنطن, خلال الأيام القليلة المقبلة, مفادها أن الأسد مستعد لقبول تدخل عسكري أميركي جوي لقصف مواقع تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام" المعروف باسم "داعش" و"جبهة النصرة" الإسلامية المتطرفة, المرتبطين بتنظيم "القاعدة", وذلك بالتنسيق مع الأجهزة السورية المعنية. وقالت الأوساط الحكومية ان التفاهمات بين المالكي من جهة وبين القيادتين الايرانية والسورية من جهة ثانية, التي تمت في الأيام الاخيرة تركزت على كيفية استدراج الادارة الاميركية الى تعاون أمني في سورية لأن من شأن ذلك أن يحقق هدفين حيويين:

- إعادة الشرعية الى نظام الأسد وهذا أمر ضروري كي يكون الأخير جزءاً مهماً من اي عملية سياسية انتقالية او مستقبلية في اي تسوية تتمخض عن مؤتمر "جنيف 2".

- بدء عملية عسكرية واسعة بدعم اميركي داخل الاراضي السورية لتدمير مواقع الجماعات الاسلامية المتطرفة التابعة لتنظيم "القاعدة", وبذلك يكون المحور الإيراني - السوري نجح في توجيه ضربة قاضية للثورة السورية.

واضافت الأوساط ان دور المالكي الاساسي في زيارته لواشنطن تكمن في التسويق لهذه الستراتيجية الايرانية - السورية في ظل اجواء مناسبة من التقييم الايجابي في البيت الابيض عن تعاون نظام الاسد في ملف نزع الاسلحة الكيماوية, وبالتالي يريد رئيس الوزراء العراقي استثمار هذا المناخ "الإيجابي" لبلورة تعاون أمني رباعي أميركي - عراقي - إيراني - سوري لمواجهة ما يسمى الإرهاب, خاصة ان طهران ابلغت المالكي بأنها لا تمانع ابرام اتفاق أمني رباعي لكنها حتماً تعارض بلورة اتفاق ثنائي عراقي - اميركي, كما ان نجاح المالكي في جذب المسؤولين الاميركيين الى التعاون الرباعي قد ينعكس سلباً على العلاقات الاميركية مع بعض العواصم العربية والاقليمية في مصر ودول الخليج العربي وتركيا, وهذا أيضاً هدف حيوي لمحور نظامي ايران وسورية.

وأكدت الأوساط أن رهان النظامين الايراني والسوري على نجاح المالكي في مساعيه مع اوباما يستند إلى دعم اسرائيلي محتمل لعملية مكافحة إرهاب الجماعات المتطرفة داخل سورية لأن الحكومة الاسرائيلية قلقة من ملف الارهاب وأرسلت إشارات إيجابية عن تعاون نظام الاسد مع فرق تدمير السلاح الكيماوي السوري, مشيرةً الى ان المالكي سيحاول خلق انطباع لدى الإدارة الاميركية بأن المحور العربي - التركي يقف وراء دعم الجماعات الاسلامية السلفية في سورية وبالتالي على واشنطن ان تمارس ضغوطاً على هذا المحور.

وبحسب الأوساط, فإن المالكي سيكون أمام امتحانين صعبين: الأول يتعلق بأنه إذا نجح في خلق اي مستوى من التعاون الأمني بين بغداد وطهران ودمشق وواشنطن فإن معنى ذلك أنه يمكن ان يستعين بصورة علنية بتحالفه الأمني مع النظامين الايراني والسوري, بخلاف الفترة السابقة التي كان فيها هذا التحالف سرياً, وفي الغالب يجري تجنب الاعلان عنه أو الاعتراف به امام المسؤولين الاميركيين.

أما الامتحان الآخر فيرتبط ارتباطاً وثيقاً بعملية التعاون على الارض وبالتالي يريد المالكي ان ينتقل هذا التعاون الى مرحلة تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة في مناطق الحدود العراقية - السورية لضرب معاقل الارهابيين, كما يطمح الى تنفيذ عمليات سورية - أميركية مشتركة على الحدود السورية - التركية بالقرب من منطقة اعزاز التي دخل إليها مقاتلو "داعش", وبهذه الطريقة يستطيع الاسد كسب حليف اميركي لمواجهة الثورة السورية وإجهاضها, وهذا هو سر الخطة الايرانية الشاملة التي تتضمن العديد من الخطوات السياسية.

 

نواب في الكونغرس ينتقدون موقف الإدارة الأميركية من التطورات في مصر والقاهرة تتجه لتعاون عسكري واسع مع موسكو

القاهرة: عبد الستار حتيتة واشنطن: هبة القدسي/الشرق الأوسط

أكد مصدر حكومي مصري أمس أن بلاده تستعد لفتح باب التعاون مع موسكو في المجالات العسكرية «المتطورة» والأمنية بشكل أوسع من السابق، وأنها تنتظر تغير موقف واشنطن من الإطاحة بالرئيس السابق المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي، لكن المصدر شدد على أن التقارب مع موسكو ليس موجها ضد الولايات المتحدة الأميركية. ومنذ الإطاحة بمرسي، تشهد العلاقة بين القاهرة وواشنطن فتورا مقلقا لكثير من السياسيين في الولايات المتحدة، كما اتضح في جلسة في الكونغرس أمس، خاصة بعد التقارب الملحوظ بين مصر وروسيا، وزيارة وفد استخباراتي عسكري روسي للقاهرة يوم أول من أمس. وأكدت إليزابيث جونز، مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، أن الولايات المتحدة حريصة على استمرار العلاقات مع مصر وتنفيذ خارطة الطريق وتلبية مطالب المصريين في تحقيق الديمقراطية. وأكدت حرص الإدارة الأميركية على مساعدة الجيش المصري في عمليات مكافحة الإرهاب في سيناء، وشددت على دور بلادها في تدريب أفراد الشرطة ودعم المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والعمل على حماية الأقليات، خاصة الأقباط. وخلال جلسة استماع في لجنة الشؤون الخارجية تحت عنوان «الخطوات القادمة بشأن مصر» صباح أمس، واجه ثلاثة من مسؤولي وزارة الخارجية الأميركية والدفاع ووكالة المعونة الأميركية أسئلة متلاحقة وانتقادات لاذعة من النواب حول موقف الإدارة الأميركية من التطورات في مصر.

وشددت جونز خلال الجلسة التي استمرت لأكثر من ساعتين، على أن الاتصالات مستمرة بين الإدارة الأميركية والمسؤولين في الحكومة المصرية المؤقتة حول ضرورة الالتزام بخارطة الطريق للوصول إلى ديمقراطية حقيقية، وأوضحت أن موقف الإدارة يستند إلى الملايين التي خرجت إلى الشوارع مطالبة بعزل الرئيس (السابق) مرسي.

وواجهت جونز أسئلة ساخنة وحرجة من أعضاء لجنة الشؤون الخارجية الذين اتهموا الإدارة الأميركية بعدم الوضوح والتذبذب وعدم انتقاد أداء حكومة مرسي وقيامها بتحويل مصر إلى مسار غير ديمقراطي، وانتهاج «أسلوب إسلامي متطرف في الحكم» واستغلال الانتخابات للسيطرة على الحكم وفرض حكم استبدادي مطلق.

وقال النائب الديمقراطي إد رويس: «منذ سقوط الرئيس (الأسبق) مبارك شهدت مصر اضطرابات سياسية واقتصادية واجتماعية وضعت مصر في خطر ووضعت مصالحنا في المنطقة في خطر أيضا». وشدد على أن مرسي جرى انتخابه بطريقة ديمقراطية، لكنه حكم مصر بأسلوب استبدادي مطلق، وأن الإدارة الأميركية اتخذت موقفا سلبيا تجاه الأسلوب الاستبدادي الذي اتبعه مرسي في الحكم.

وقال رويس أيضا: «الإخوان المسلمون كانوا ملتزمين التزاما عميقا بالعنف والاستبداد، وهؤلاء المتطرفون معادون للمصالح التي تربطنا بالحكومة المصرية». وطالب بدعم العلاقات العسكرية القوية مع مصر وأن تستخدم الولايات المتحدة نفوذها للمساعدة في توجيه الحكومة الجديدة نحو دستور ديمقراطي يحترم الحريات الفردية بما في ذلك النساء والأقليات.

وقال النائب الديمقراطي اليوتانجل إنه لو كان الخيار أمامه بين حكم جماعة الإخوان المسلمين وحكم الجيش لاختار أن يحكم الجيش مصر، مشيرا إلى أن وقف المساعدات الأميركية لمصر سيكون له تأثير سلبي على المصالح الأميركية في الشرق الأوسط وعلى نفوذها في المنطقة، وقال: «المعونة لمصر تدعم مصالح الولايات المتحدة من خلال السماح للطائرات الأميركية بالتحليق في المجال الجوي والسماح للسفن الأميركية بحق المرور في قناة السويس». وانتقد النواب قيام الإدارة الأميركية بقطع جزء من المعونة العسكرية لمصر في وقت يكافح فيه الجيش لحماية سيناء من المتطرفين، ووجه أحد النواب انتقادات غاضبة لحوادث حرق الكنائس وخطف الفتيات المسيحيات. وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي إن المعونات التي قدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة والكويت تدعم خطة الإصلاحات الدستورية والاقتصادية في مصر.

ومن جانبه أكد داريك شوليت المسؤول بوزارة الدفاع الأميركية على متانة العلاقات والتعاون الوثيق بين البنتاغون والجيش المصري، ردا على سؤال أحد النواب حول النفوذ الروسي ومحاولات روسيا الدخول في مجال المساعدات العسكرية لمصر، وقال: «هم (المصريون) يريدون العمل معنا ويدركون الإمكانيات التي نملكها وقد امتدت علاقتنا معهم لمدة عقود».

وردا على الانتقادات لقطع جزء من المساعدات العسكرية لمصر في وقت يكافح فيه الفريق عبد الفتاح السيسي الإرهاب الإسلامي المتطرف في سيناء، قال شوليت: «نحن مستمرون في مساعدة المصريين وإمدادهم بالأسلحة، لكن هذا القطع في المساعدات العسكرية ليس قطعا، وإنما تأجيل يتعلق بالإمدادات الجديدة».

وكان وزير الخارجية المصري نبيل فهمي قال الليلة قبل الماضية في كلمة أمام الغرفة التجارية الأميركية بالقاهرة في بحضور 22 سفيرا معتمدا لدى مصر، إن التقارب «المصري - الروسي» ليس موجها ضد الولايات المتحدة، وإن بلاده لا يمكن أن تعزل نفسها عن العالم، مشيرا إلى أن علاقاتها مع الدول الأخرى تؤدي لـ«تقوية وتدعيم الدور المصري على الساحة العالمية»، وأنه على واشنطن أن تتفهم ما يحدث في مصر، في إشارة إلى عدم رضا الإدارة الأميركية عن عزل مرسي. ووفقا للمصادر الحكومية المصرية فإن القاهرة تتجه للتوسع في علاقات التعاون مع روسيا، خاصة في المجالات العسكرية والأمنية، مشيرة إلى أن أحد أسباب زيارة مدير المخابرات الحربية الروسي للقاهرة «بحث إمكانية إمداد مصر بأسلحة متطورة». ومن جانبه بدأ مدير المخابرات العسكرية الروسية الجنرال فيكسلاف كوندراسكو، زيارته للقاهرة على رأس وفد أمني يوم أول من أمس.

وقالت مصادر مصرية مسؤولة إن الجنرال الروسي سيلتقي عددا من القيادات المصرية العسكرية والأمنية لبحث سبل دعم علاقات التعاون بين البلدين في مجالات التدريب والتسليح وتبادل المعلومات.

 

الأسد يوجه ضربة لـ«جنيف 2» بإقالة جميل

الشرق الأوسط/محللون: إما أنه تجاوز ما هو مرسوم له أو انتهى دوره.. أو حاول تسويق نفسه كبديل مقبول > نائب رئيس الوزراء المعزول: خروجنا من الحكومة أسهل من دخولنا إليها

لندن: مانويل ألميدا ومينا العريبي بيروت: ثائر عباس ـ واشنطن: هبة القدسي باريس: ميشال أبو نجم

في ضربة جديدة لجهود عقد مؤتمر «جنيف 2» للسلام الخاص بسوريا، أعلنت الرئاسة السورية في بيان رسمي مفاجئ أمس، عزل نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية قدري جميل، إثر لقائه مع السفير الأميركي لدى سوريا (غير المقيم) روبرت فورد في جنيف السبت الماضي. وبررت دمشق قرار إعفاء جميل، الذي تسلم منصبه في يونيو (حزيران) 2012 ضمن حكومة رياض حجاب, الذي انشق لاحقا، بـ«تغيبه عن مقر عمله وقيامه بلقاءات في الخارج من دون التنسيق مع الحكومة السورية». وقال أحمد رمضان، القيادي في الائتلاف السوري المعارض، لـ«الشرق الأوسط» إن «الأميركيين سبق أن أبلغوا معارضين في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بأن جميل التقى مسؤولين أميركيين، بناء على طلبه، وأبدى أمامهم الاستعداد للقبول بمرحلة انتقالية لا يكون الرئيس بشار الأسد جزءا منها». وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية،لـ«الشرق الأوسط» أمس، لقاء السفير الأميركي فورد مع جميل, وقال إن جميل «كان يقود حزبا معارضا مرتبطا بالحكومة، ويبدو أنه ترك هذا المنصب الآن». وحسب مصادر مطلعة فإن جميل طلب من فورد المشاركة في «جنيف 2» كجزء من وفد المعارضة، إلا أن الدبلوماسي الأميركي رفض طلبه، شارحا أنه من الصعوبة بمكان أن يكون المرء في الحكومة والمعارضة في الوقت نفسه. وفي رد أولي على القرار، كتب جميل على صفحته على موقع «فيس بوك»: «نقول منذ زمن إن خروجنا من الحكومة أسهل بكثير من دخولنا إليها». وفسر محللون، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، الخطوة التي أثارت تساؤلات عديدة, بأن جميل إما أن يكون حاول تسويق نفسه كبديل مقبول, أو استنفد الغرض المطلوب منه بعد أن بدأت الريح تتجه لصالح الأسد، أو أنه قد يكون تخطى الدور المرسوم له, الذي كان يقوم خلاله بإطلاق بالونات اختبار. وفي عثرة أخرى أمام «جنيف 2», أبلغت دمشق على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم، أمس، شروط مشاركتها في المؤتمر إلى المبعوث العربي والدولي, الأخضر الإبراهيمي, الذي يزور دمشق حاليا، مشترطة أن يكون الحوار في جنيف «بين السوريين وبقيادة سوريا».

 

الاسد: وقف دعم 'الارهابيين” الخطوة الاهم لتهيئة الظروف لجنيف – 2

استقبل الرئيس السوري بشار الأسد الموفد الدولي إلى سوريا الاخضر الابراهيمي الموجود في دمشق، لإجراء محادثات حول التحضير لمؤتمر 'جنيف-2. وقال الأسد للإبراهيمي إن الشعب السوري هو الجهة الوحيدة المخولة لرسم مستقبل سوريا، وأي حل يتم التوصل إليه أو الاتفاق حوله يجب أن يحظى بقبول السوريين ويعكس رغباتهم بعيدا عن أي تدخلات خارجية. واعتبر الأسد أن وقف دعم الإرهابيين والضغط على الدول الراعية لهم هو الخطوة الأهم لتهيئة الظروف المواتية للحوار ووضع آليات واضحة لتحقيق الأهداف المرجوة منه. من جهته أوضح الإبراهيمي أن الجهود المبذولة من أجل عقد مؤتمر جنيف تتركز حول توفير السبل أمام السوريين أنفسهم للاجتماع والاتفاق على حل الأزمة بأسرع وقت ممكن ووضع تصور مبدئي حول مستقبل سوريا.

 

نواب اميركيون يدعون الى استئناف المساعدات لمصر

نهارنت/دعا نواب اميركيون الثلاثاء الادارة الاميركية الى استئناف مساعداتها العسكرية لمصر، محذرين من تعريض عقود من التعاون مع هذا البلد العربي الحليف للخطر. وقررت الحكومة الاميركية قبل ثلاثة اسابيع "اعادة تقييم" مساعداتها للقاهرة البالغة مليار ونصف مليار سنويا منها 1,3 مليار من المساعدة العسكرية، وذلك ردا على قمع انصار الرئيس الاسلامي محمد مرسي الذي عزله الجيش في الثالث من تموز/يوليو. وقد علقت واشنطن تسليم الجيش المصري معدات ثقيلة على غرار مروحيات اباتشي ومقاتلات اف 16 وقطع غيار لدبابات ابرامز وصواريخ هاربون. واكد النائب الديموقراطي اليوت انغل امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب انه ايد في البداية هذا القرار، وتدارك "لكنني لا اعتقد اليوم ان تعليق المساعدة العسكرية سيجعل الحكومة المصرية اكثر ديموقراطية او سيتيح للولايات المتحدة ان تكون اكثر نفوذا حيالها". واضاف انغل "في الواقع، اعتقد ان هذا الامر سيكون له تاثير عكسي واخشى ان يهدد ذلك عقودا من التعاون العسكري بين الولايات المتحدة ومصر"، في اشارة الى العلاقة الوثيقة منذ نهاية سبعينات القرن الماضي مع نظامي انور السادات وحسني مبارك والتي استمرت مع الرئيس الاسلامي المعزول مرسي. وتابع "اذا كان علي ان اختار بين العسكريين والاخوان المسلمين، ساختار العسكريين في كل مرة". وابدى زميله الجمهوري ورئيس لجنة الشؤون الخارجية اد رويس مخاوفه من اخطار زعزعة الاستقرار في شبه جزيرة سيناء ما سيهدد امن اسرائيل التي وقعت اتفاق سلام مع مصر برعاية واشنطن. وقال رويس "احض الادارة على اعادة النظر في قرارها بتعليق بيع اسلحة لمصر ستساعدها اكثر فاكثر في مواجهة المنظمات الارهابية". وردت ممثلة الحكومة مساعدة نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط اليزابيت جونز ان "اعادة تقييم المساعدة" هدفت الى تعزيز "مصالح الولايات المتحدة في مصر والمنطقة عبر دفع السلطات المصرية الى التقدم نحو انتقال ديموقراطي". وتحدث وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين عن امكان توجهه الى مصر خلال "الاسابيع المقبلة"، في زيارة ستكون الاولى منذ عزل الجيش المصري مرسي في تموز/يوليو.

وكالة الصحافة الفرنسية

 

طهران: لم نوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%

 طهران - ا ف ب: أعلن رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي, في تصريح للموقع الرسمي لمجلس الشورى الايراني, أمس, أن إيران تواصل بصورة طبيعية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة.

وقال صالحي ان "انتاج اليورانيوم بنسبة 20 في المئة وانتاج صفائح الوقود (لمفاعل البحث في طهران) مستمران, ولم يحصل أي توقف", نافيا بذلك تصريحات نائب تحدث الاسبوع الماضي عن تعليق التخصيب بنسبة 20%.

واضاف "يتم إنتاج الوقود لمفاعل طهران بصورة طبيعية, وتؤمن شهرياً الكميات الضرورية من صفائح الوقود". والسبت الماضي, أكد رئيس اللجنة الايرانية للشؤون الخارجية علاء الدين بوروجردي ان تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة مستمر, نافياً تصريحاً للمتحدث باسم هذه اللجنة حسين نجفي حسيني. وتخصيب اليورانيوم من قبل ايران في صلب هواجس الدول الغربية واسرائيل التي تتخوف من ان يستخدم اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة للحصول على اليورانيوم بنسبة 90 في المئة من أجل الاستخدام العسكري, على رغم نفي طهران. وتؤكد إيران أن هذا اليورانيوم مخصص لمفاعل طهران للبحوث والاختبارات الطبية, وتشدد على حقها في التخصيب على اراضيها على رغم مطالب الامم المتحدة بوقف برنامجها النووي والعقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة. في سياق متصل, يتوجه وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الاسبوع المقبل الى باريس قبل الجولة الجديدة للمفاوضات بشأن الملف النووي مع مجموعة "5+1" في السابع والثامن من نوفمبر المقبل في جنيف. وذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية أن ظريف سيلقي خطاباً في منتدى القادة الذي تنظمه اليونيسكو لمناسبة الدورة السابعة والثلاثين للمؤتمر العام للمنظمة الأممية, كما سيلتقي نظيره الفرنسي لوران فابيوس. وستكون اول زيارة لوزير خارجية ايراني الى باريس منذ سنوات عدة, حيث تدهورت العلاقات بين طهران وباريس الى حد كبير خلال ولاية الرئيس المحافظ محمود احمدي نجاد (2005-2013). من جهة أخرى, أعلن وزير الاستخبارات الايراني محمد علوي, أمس, أن الاشخاص الاربعة الذين اعتقلوا أخيراً لقيامهم بعمليات تخريب ضد البرنامج النووي الايراني, هم في الواقع "لصوص نفايات الفولاذ". وقال ان "هؤلاء الاشخاص الاربعة ليسوا مخربين لكنهم تسللوا الى نطاق الموقع لسرقة نفايات الفولاذ التي كانت موجودة فيه لبيعها في السوق", موضحاً أنهم "حفروا تحت الجدار الذي يبلغ ارتفاعه مترا ونصف المتر والمحيط بالموقع وقطعوا الاسلاك. وهم من قرية مجاورة وفعلوا الشيء نفسه في السابق", من دون أن يحدد الموقع المقصود.

 

ضابط رفيع سابق في مكافحة الإرهاب للراي: جميع الزعماء العرب خاضعون للتجسس أيضاً

بروكسيل - من ايليا. ج. مغناير/الراي

ولى زمن الهدهد الذي تجسس لمصلحة النبي سليمان على الملكة بلقيس... لقد حلّت مكانه الصحون اللاقطة لكل ما يمرّ فوق الارض وفي السماء للتجسس على الملوك والأمراء والرؤساء والقادة والجيوش والجماعات وحتى الأفراد على رقعة العالم برمّتها. إنها «العيون الخمس» تراقبنا وتحصي أنفاسنا. تدخل البيوت من نوافذها وتكاد «تقيم» معنا تتسلل من خلال أجهزة الاتصال والانترنت. أجهزة تعرف ماذا تفعل، وماذا تريد، و«تتعرّف» على سكان البيت والحي والبلد والبلدان المجاورة. «عيون خمس» لها آذان صاغية تقتحم الدول من دون استئذان، تصول وتجول فيها وتعرف عنها أكثر من رؤسائها وقادتها وربما أجهزتها الاستخباراية، وتكاد تكون كل شاردة وواردة في قبضتها متى شاءت هذه التكنولوجيا التي تجعلك وكأنك في «العراء». فجأة صار هذا النوع من التجسس في الصدارة أخيراً مع المعلومات التي أفشاها المستشار في الوكالة الامنية الوطنية الاميركية ادوارد سنودن وتحوّلت «كرة ثلج» آخذة في التدحرج من عاصمة الى اخرى، وسط معلومات عن ان التجسس لم يكن فقط على حلفاء الولايات المتحدة الغربيين بل شمل الحلفاء العرب... أما السؤال فهو «مَن يراقب المراقِب؟».

وعلى طريقة شهد شاهد من أهلها، كشف الضابط الرفيع المتقاعد في جهاز «مكافحة الإرهاب» تريستان آش لـ «الراي» عن خفايا هذا «العالم السري»، حين تحدّث عن ان «جميع بلدان الشرق الاوسط، من رؤسائها وقادتها وأحزابها، هي على لائحة التنصت اليومي، ومن دون تمييز بين عدوّ وصديق»، لافتاً الى ان «الحزب الوحيد الذي لا يملك بصمة الكترونية تتيح التجسس عليه هو حزب الله اللبناني، الذي يستخدم النظام السلكي وليس اللاسلكي، رغم ان عدداً كبيراً من مسؤولي هذا الحزب يستخدمون - ولو بحذر - الاجهزة اللاسلكية الخاصة بهم ما يسمح بالتقاط معلومات ذات أهمية لا تجعلنا في ظلام دامس حيال ما يفعله، آخذين في الاعتبار ان هذه المعلومات بواسطة المراقبة الالكترونية ليست في المستوى المطلوب».

واوضح الضابط ان «من المستحيل مراقبة جميع الخطوط في الشرق الاوسط دون التواطؤ مع السلطات المحلية التي تقوم في اغلبها بتسهيل المهمة علينا، الا اننا نحتاج في بعض الاحيان الى فريق عمل على الارض لوضع اجهزة مراقبة في امكنة محددة لتمكننا من اخذ الداتا المطلوبة»، كاشفاً عن ان «كل جهاز UHF - VHF او اي اشارة من 1 ميغاهرتس الى ما لا نهاية، تُرسل الى الفضاء او تكون موجودة في السماء يستطيع كل لاعب (جهاز مخابراتي مراقب) التقاطها وإرسالها الى الاقمار الاصطناعية لإعادتها الى المركز الام وتحليلها وفرزها ليبنى على الشيء مقتضاه»، مضيفاً: «لذلك لا يوجد جهاز في العالم يبث إشارة لا تستطيع التقاطها، ما يجعل كل شخص يستخدم الهاتف او الانترنت او الرسائل او الفاكس او الفيديو الموصول الى الانترنت قابلاً للتحليل وفك رموزه، وليست هناك حصانة على اي شيء او اي شخص من الاختراق الالكتروني».

وأكد آش انه «بعد عملية القاعدة في 9/11 أُعطيت الاوامر بجعل وتحويل كل سفارة في العالم الى مركز تنصت معزَّز، وتم تزويد البعثات الديبلوماسية بأجهزة تنصت عالية الدقة حتى اصبحتَ ترى داخل كل سفارة قاعدة شبيهة بمحطة الناسا الفضائية. ولهذا بات لكل سفارة دور مهم بالمراقبة والتنصت وكذلك السفن الحربية العسكرية المتمركزة قبالة الشواطئ المستهدفة والتي سهلت عملية الاستقبال والتجسس الالكتروني على كل رئيس دولة او مسؤول سياسي او عسكري وعلى عائلات هؤلاء فأصبحوا جميعاً تحت المراقبة الايجابية بغرض حمايتهم، او سلبية بغرض التجسس عليهم وجمع المعلومات لتحديد نقاط الضعف وأفضل طرق التعامل معهم. وهذه الخريطة الشخصية تساعد أجهزة المخابرات المتخصصة لمعرفة ماذا يكره هذا الرئيس وما المشاكل العائلية التي يتعرض لها؟ هل يزور الطبيب، ولماذا؟ هل احد من افراد عائلته بحاجة للعلاج؟ هل يحتاج الى ارسال اولاده او اقربائه للتعليم في الخارج ام لايجاد فرص عمل معينة في بلد معين؟ هل لديه عشيقة سرية واحدة او اكثر؟ وماذا تفعل هذه العشيقة ومدى تأثيرها عليه؟ هل لديه معلومات مهمة في اجهزة الهاتف المحمول ام في اجهزة الحاسوب؟ هل يحب الترف ام يحب الالبسة الحديثة من ماركة معينة؟ هل يحاول تخفيف وزنه ولا ينجح في ذلك؟ كل هذه الاسئلة وغيرها تساعد على بناء ملف كامل عن كل شخص ليحللها الضابط المختص ويخرج بتوصيات وبخلاصة عن نقاط الضعف ونقاط القوة عن كل شخصية مستهدفة سلباً ام ايجاباً».

ويتابع الضابط : «كل الاجهزة المتوافرة اليوم تُعتبر غير موثوقة، اي يستطيع المراقب تشغيل الجهاز والكاميرا والميكروفون حتى ولو كان مغلقاً، والمضحك في الأمر ان اكثر المسؤولين لا يحتفظون بأجهزة الهاتف الخاصة بهم بل يسلّمونها الى المرافق ويبدّلون اجهزتهم باستمرار. فيكفي ان تراقب الكترونياً حركة المرافق الشخصي او الأرقام التي يتصل بها او تتصل بهذا المسؤول باستمرار، حتى تعاد رسم الخريطة الالكترونية من جديد للشخص الهدف».  ويؤكد الضابط ان «هناك قاموساً كبيراً للاجهزة الضخمة التحليلية التي تمتلكها اجهزة المخابرات الدولية. فاذا استُخدمت كلمة مثل عبوة - صاروخ - اميركا - اسرائيل - حزب الله - القاعدة او كلمات كثيرة اخرى، فان ذلك يُستتبع بأخذ المحادثة الى التحليل فتدخل الى بنك المعلومات للخروج بالتوصيات اللازمة لتحديد ردة الفعل».

ويشرح ضابط المخابرات السابق ان «اوستراليا، كندا، نيوزيلندا، بريطانيا والولايات المتحدة أنشأت وحدة اسمها العيون الخمس ولديها أجهزة اتصال في كل أنحاء العالم وحول العالم تلتقط منها كل ذبابة تحلق في السماء بغض النظر عن صاحبها. وهذه الوحدة هي مجموعة أجهزة أمنية في كل من البلدان الخمسة متخصصة بالتنصت الالكتروني وهي GCHQ البريطانية، NSA الاميركية، CSE الكندية، DSD الاسترالية، GCSB النيوزلندية. وهذه الاجهزة المخابراتية تتعاون في ما بينها وتتبادل المعلومات وتجتمع دورياً لتطوّر نفسها وتشرح ما لديها». ويضيف الضابط الرفيع السابق في مكافحة الارهاب ان «اجهزة اخرى صديقة تتعامل مع العيوان الخمس ومنها الوحدة الاسرائيلية المسماة بيهودا سموني يتاييم او وحدة الـ8200. وهي وحدة موجودة اساساً في صحراء النقب ولديها قدرة تفوق قدرة التنصت للقاعدة البريطانية الموجودة في آيوس نيكولايس في فامأغوستا في قبرص».

ويؤكد الضابط ان «الوحدة 8200 تسللت عدة مرات داخل العمق الجغرافي لبلدان عدة وعلى رأسها لبنان لتضع أجهزة تنصت على خطوط حزب الله السلكية لان احتراف حزب الله وضربات اسرائيل الدقيقة علمته ان يبتعد عن الخطوط اللاسلكية، ولهذا كان من الضروري النزول على الارض ووضع أجهزة متطورة لخرق اتصالاته. وقد فشلت هذه العملية مرات عدة لان حزب الله كان يرسل دوريات بأوقات غير منتظمة لفحص خطوطه الارضية. الا ان عمليات اخرى استطاعت ان تعود بالفائدة على المجتمع الاستخباراتي». ويقول الضابط ان التنصت الالكتروني لا يقتصر على التنصت لأغراض عسكرية او لمنع عمليات ارهابية قبل حدوثها، بل يذهب الى التجسس الصناعي ايضاً «فقد استُخدمت التكنولوجيا لمعرفة نوايا العرب بما يتعلق بالاقتصاد والنفط وشراء المعدات الحربية والتي تُعتبر اساسية للغرب ولاقتصاده».