المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 28 تشرين الأول/2013

عناوين النشرة

*رسالة يعقوب/الفصل 01/19-27/اسمعوا واعملوا

*بالصوت/قراءة للياس بجاني في ذكرى استشهاد وليد حاوي وفي هرطقات الراعي وفي شجاعة مصباح الأحدب/أهم الأخبار/27 تشرين الأول/13

*اضغط هنا لقراءة تقرير خاص عن الشهيد وليم حاوي/27 تشرين الأول/13

*اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/27تشرين الأول/13

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*مسمار بجاني/وليم حاوي: شهيد وطن الأرز والهوية والكيان

*مسمار بجاني/مصباح الأحدب يشهد للحق ويقول بصوت عال إن محور الشر يدمر طرابلس ومرتزقته خانعون وخاضعون ومتآمرون على المدينة وأهلها

*اضغط هنا لمشاهدة فيديو المؤتمر الصحفي للنائب السابق مصباح الأحدب/27 تشرين الأول/13

*مسمار بجاني/راعي لا يفرق بين الخير الشر ليس براعي، بل ذئب يفترس خرافه

*إزاحة الستارة عن نصب وليم حاوي في الرميل

*الراعي: ليهيء السياسيون إستحقاق انتخاب رئيس جديد وينتزعوا من نفوسهم أي مشروع يرمي البلاد في الفراغ

*مسيرة صلاة من دير الكرمل الى جبل البلاط لمناسبة تكريس صليب القبيات

*فيديو المؤتمر الصحفي للنائب السابق مصباح الأحدب

*مصباح الأحدب يُذكّر نواب طرابلس بمواصفات ميقاتي ويسألهم: كيف تأمنون لصديق بشار الأسد؟

*من هو وليم حاوي؟/إلتزام وليم حاوي الحزبي

*وليم حاوي من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

*البيان الختامي لمؤتمر مسيحيي المشرق: المسيحيون المشرقيون أبناء هذه الأرض الأصيلون وهم باقون فيها مهما اشتدت عليهم الصعاب

*قيادة الجيش نعت رقيبا استشهد برصاص القنص في طرابلس

*وحدات من الجيش بدأت بالانتشار في منطقة جبل محسن

*3 قتلى بينهم رائد في الجيش اللبناني باشتباكات طرابلس

*7قتلى جدد في طرابلس وأهاليها ينتظرون تدابير الجيش

*معارك طرابلس تدخل يومها السابع.. ومسلحوها بلا غطاء سياسي ومقاتلون في التبانة يؤكدون أن «الحل العسكري» لن ينجح.. والحريري يتهم دمشق

*هذه ليست محنة طرابلس وحدها كي يقف المسؤولون والسياسيون وقفة اللامبالاة

*17 اعتداء وتفجيرين في طرابلس...فمتى ستتحرك الدولة للقبض على ارهابيي "رفعت عيد"؟/غسان عبدالقادر

*الوزير السابق طارق متري: الجيش لا يحتاج الى غطاء

*طلال المرعبي: طرابلس بحاجة إلى إنقاذ وقرارات جريئة

*النائب هادي حبيش: عصابة الأسد وراء الأمن المفقود

*نواب "المستقبل": ثكنة جبل محسن القابضة تروّع الناس

*ابراهيم بحث مع الابراهيمي في الدوحة ملف المطرانين

*قاسم هاشم: تعطيل عمل المؤسسات انعكاس سلبي على صورة لبنان

*وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال حسين الحاج حسن: عاكفون على تشكيل الحكومة بسرعة والفريق الآخر يتعمد التعطيل

*نواف الموسوي: لن نسمح بلبنان جائزة ترضية لمن خاب سعيه في سوريا

*عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض: من يقفل المنافذ أمام الإنفراج الداخلي يريد إعاقة الإنتخابات الرئاسية

*حسن فضل الله: هناك من يريد تقويض بنية هذه الدولة الهشة

*رعد في تخريج طالبي: المقاومة مصرة على النجاح

*"حزب الله": لبنان على حافة حرب أهلية

*مقتل وجرح العشرات من "حزب الله" في اشتباكات بدمشق

*معادلة خطرة جديدة يفرضها "حزب الله" على ألسنة اللبنانيين: التطاول على المقاومة خط احمر

*مأزق الحكومة وملامح الفراغ: هل تستسلم 14 آذار لشروط "حزب الله ولماذا؟

*المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى دعا قباني الى الرجوع عن مخالفاته وتحدّيه للسلطة القضائية وأعتبر أن السكوت عن أحداث طرابلس تواطؤ وخيانة

*لماذا لم يدرك الأسد بعد أنه انسحب من لبنان؟/ محمد مشموشي/المستقبل

*بشار التاجر ماذا سيبيع بعد الكيماوي؟/مصطفى علوش/المستقبل

*انسحاب "حزب الله" من سوريا جزء من صفقة إقليمية ـ دولية/ثريا شاهين/المستقبل/

*خطة التخلص من حزب الله و«القاعدة»!/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*الإبراهيمي وإيران.. والميليشيات الشيعية!/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*"الباب العالي" الأميركي وسياسة رعاة البقر/أحمد الجارالله: السياسة

*مسارات خطرة للتدخل في سوريا/فايز سارة/الشرق الأوسط/

*السقوط الأخلاقي لإدارة أوباما/عبدالله إسكندر/الحياة

*النائب والوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون: واهم من يعتقد أن حزب الله قد يقدم اي تنازلات لتسهل تشكيل الحكومة

*النائب محمد الحجار: ما يجري في طرابلس لم يعد مقبولا

*وخمسة مليارات أخرى لمصر/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*«جبل محسن مُقابل عرسال»: المعادلة واقعيّة أم وهميّة؟/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*ما الشروط المطلوبة لمشاركة لبنان في «جنيف 2»؟/الشرق الأوسط/جريدة الجمهورية

*إيران.. وسياسة الشوارع/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*الدول الكبرى مع حكومة جديدة والقوى السياسية تعرقل ولا تأبه للأخطار/خليل فليحان/النهار

*المراوحة الحكومية: سلام ممنوع من التأليف... ومن الاعتذار/سابين عويس/النهار

*أميركا "تجاهلت" انتقاد بندر أم السعودية؟/ سركيس نعوم/النهار

*الحقيقة المرة في عاصمة الشمال/نايلة تويني/النهار

*نتانياهو يدعو الى تشديد الضغط على ايران

 

تفاصيل النشرة

 

رسالة يعقوب/الفصل 01/19-27/اسمعوا واعملوا

اعلموا هذا، يا إخوتي الأحباء، ليكن كل واحد منكم سريعا إلى الاستماع بطيئا عن الكلام، بطيئا عن الغضب، لأن غضب الإنسان لا يعمل للحق عند الله. فانبذوا كل دنس وكل بقية من شر، وتقبلوا بوداعة ما يغرس الله فيكم من الكلام القادر أن يخلص نفوسكم. ولكن لا تكتفوا بسماع كلام الله من دون العمل به فتخدعوا أنفسكم. فمن يسمع الكلام ولا يعمل به يكن كالناظر في المرآة صورة وجهه، فهو ينظر نفسه ويمضي، ثم ينسى في الحال كيف كان.

وأما الذي ينظر في الشريعة الكاملة، شريعة الحرية، ويداوم عليها، لا سامعا ناسيا، بل عاملا بها، فهنيئا له في ما يعمل. ومن ظن أنه متدين وهو لا يحفظ لسانه، خدع نفسه وكانت ديانته باطلة. فالديانة الطاهرة النقية عند الله أبينا هي أن يعتني الإنسان بالأيتام والأرامل في ضيقتهم، وأن يصون نفسه من دنس العالم..

 

وليم حاوي والشهادة من أجل لبنان
بالصوت/قراءة للياس بجاني في ذكرى استشهاد وليد حاوي وفي هرطقات الراعي وفي شجاعة مصباح الأحدب/أهم الأخبار/27 تشرين الأول/13
اضغط هنا لقراءة تقرير خاص عن الشهيد وليم حاوي/27 تشرين الأول/13

اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/27تشرين الأول/13

English LCCC News bulletin for October 27/13نشرة الاخبار باللغة الانكليزية
من ضمن النشرة/تأملات إيمانية في ضرورة اقران الأقوال بالأفعال/تعليق ناقد لعظة البطريرك الراعي/تأملات في شهادة وليم حاوي/بالصوت: وقائع المئتمر الصحفي لمصباح الأحدب وتعليق عليه/طرابلس الضحية وجحود قادة مرتهنين/متفرقات

 

مسمار بجاني/وليم حاوي: شهيد وطن الأرز والهوية والكيان
الياس بجاني/27 تشرين/13/ الأوطان التي يفتديها بنوها بأرواحهم هي أوطان باقية ولا تزول. إن لبنان باق وسوف يبقى إلى اليوم الأخير شامخاً وحراً وسيداً ومستقلاً لأن شبابه المؤمنين والشجعان هم دائماً على استعداد كامل وتام  لتقديم انفسهم قرابين طاهرة على مذبحه عملاً بقول السيد المسيح: (يوحنا-15-13): "ما من حب أعظم من هذا: أن يضحي الإنسان بنفسه في سبيل أحبائه". وليم حاوي ابن وطن الأرز البار قدم ذاته فداءً للبنان ولكرامة الإنسان اللبناني وهو وإن غاب بالجسد فذكراه لن تغيب وتضحياته لن تنسى. تحية من القلب لروح وليم حاوي ولأرواح كل شهداء وطن الأرز الخالدين في وجداننا وعقولنا والضمائر. اليوم أحيت جمعية أصدقاء وليم حاوي ذكراه بإزاحة الستارة عن نصب له في الحديقة العامة التي تحمل إسمه في محلة الرميل – بيروت. اضغط هنا لقراءة تقرير خاص عن الشهيد وليم حاوي/27 تشرين الأول/13

 

مسمار بجاني/مصباح الأحدب يشهد للحق ويقول بصوت عال إن محور الشر يدمر طرابلس ومرتزقته خانعون وخاضعون ومتآمرون على المدينة وأهلها
الياس بجاني/27 تشرين الأول/13/قلة هم من السياسيين في لبناننا المحتل لديهم الوطنية والشجاعة للشهادة للحق ولتسمية الأشياء بأسمائها. من هؤلاء القلة النائب السابق مصباح الأحب. اليوم في مؤتمره الصحفي وضع الأحدب وبصوت عال الإصبع على الجرح وسمى الأشياء بأسمائها وسأل كيف يمكن الثقة بنجيب ميقاتي صنيعة النظام الأسدي ليأتي لطرابلس بالأمن والسلام في حين هو من يمول الجهاديين فيها.  إلى متى الكذب والنفاق والتعمية على اجرام محور الشر السوري الإيراني بحق أهل طرابلس؟ المجرم معروف كما مكانه وهويته وأسياده والمتسترين عليه فلماذا التعامي ولماذا الخنوع؟ مصباح الأحدب يكشف ويعري قادة وسياسيين وأمنيين ونواب ورجال دين ومسؤولين. اضغط هنا لمشاهدة فيديو المؤتمر الصحفي للنائب السابق مصباح الأحدب/27 تشرين الأول/13

 

مسمار بجاني/راعي لا يفرق بين الخير الشر ليس براعي، بل ذئب يفترس خرافه
الياس بجاني/27 تشرين الأول/13/إن فاقد الشيء لا يعطيه، والبطريرك الراعي الفاقد المصداقية 100% لا قيمة لكلامه ولا وزن وتأثير لكل مواعظه مهما علت نبرته لأنه عملياً مؤيد لمحور الشر ويساوي بين إجرام هذا المحور وبين ضحاياه. ترى ما قيمة نداءاته للمسلحين ليخافوا الله وهو لا يخافه ولا يتقيه ولا يعمل بوصاياه؟ كيف يمكن تصديق هذا الرجل وهو متحالف مع كل رموز محور الشر ومطارنته من أمثال ايلي نصار وسمير مظلوم والعديد ومن الكهنة التابعين له مباشرة يسوّقون اعلامياً وبوقاحة ومن على مذابح الكنائس للحقد والكراهية ويزرعون بذور الفتنة بين الموارنة أنفسهم؟ كيف يمكن الوثوق بمن يحمي سلاح حزب الله ويدافع عن الأسد ويتخلى عن أرض المسيحيين ويفتح أبواب بكركي لكل أيتام المخابرات السورية من سياسيين وإعلاميين ومرتزقة؟ لا، لا قيمة ومصداقية لكلام الراعي إلا إذا سمى الأشياء بأسمائها وطرد من هيكل بكركي كل الكتبة والفريسيين وأدى الكفارات وتاب، وإلا فالج لا تعالج.
اضغط هنا لقراءة موعظة الراعي، موضوع التعليق، وهي من ضمن نشرة أخبارنا

 

إزاحة الستارة عن نصب وليم حاوي في الرميل

http://www.nna-leb.gov.lb/ar/show-news/60931/

الأحد 27 تشرين الأول 2013 وطنية - أحيت جمعية "أصدقاء وليم حاوي" ذكراه بإزاحة الستارة عن نصب له في الحديقة العامة التي تحمل إسمه في محلة الرميل - بيروت، في حضور رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل وعقيلته، السيدة صولانج بشير الجميل، وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال نقولا صحناوي ممثلا الرئيس العماد ميشال عون، السيدة ليندا شربل ممثلة وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل، النائبين نديم الجميل وسيرج طورسركيسيان، النائب أنطوان زهرة ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، الوزراء والنواب السابقين: كريم بقرادوني، ابراهيم نجار، ادمون رزق، جوزيف الهاشم، منير الحاج ومنى عفيش، ممثل مدير عام قوى الأمن الداخلي النقيب يزبك، محافظ بيروت ناصيف قالوش، رئيس جبهة الحرية الدكتور فؤاد أبو ناضر وممثلين عن الحركة التصحيحية القواتية، مخاتير الرميل والاشرفيه وحشود من الأصدقاء. بعد النشيد الوطني، ألقى عريف الاحتفال عضو الجمعية جوزيف القصيفي كلمة قال فيها: "حاوي كان بانيا لا هداما، مقاتلا لا قاتلا، حادا كشفار سيف، عذبا كجدول رقراق، وإن سقوطه كان ايذانا بولادة لبنان الجديد، لبنان المقاوم، لبنان المعاند، لبنان المتمسك بهويته، كما كان المعول الأول الذي أهال التراب عن مخطط التوطين". ثم عرض وثائقي يمثل فصولا من حياة حاوي ونضاله. تلا ذلك، إزاحة الستارة عن النصب التذكاري، فكلمة كريمة حاوي ليلى حاوي زود التي قالت: "توافد الأصدقاء والرفاق من أماكن مختلفة واجتمعوا على تكريمه، ولو باعد بينهم إختلاف الأراء". أضافت: "في هذه المناسبة، نستلهم روح وليم حاوي، ومن خلاله، روح كل شهيد سقط من أجل القضية الوطنية الواحدة، لأن الوفاء لهم هو الوفاء لذواتنا وللبنان. من حق شهدائنا علينا ان نملأ الساحات والبلدات بحضورهم وبطولاتهم، من حقهم علينا أن نتذكرهم ونحفر صورهم في قلوبنا وفي ضمائرنا وعلى كل شبر من أرضنا، من حقهم علينا أن نخلد أسماءهم دون تغييب او تهميش، من حقهم علينا أن نتذكرهم بعيدا من الاستغلال والتسييس والمتاجرة، لكي لا يقتلوا مرتين". وختمت:"انهم بانتظار بناء وطن لا يخصخص الشهداء ويصنفهم، فيشوه استشهادهم وقدسيته، من حقهم علينا أن نحافظ على قدسية الشهادة التي تجسد الصدق والعزة والكرامة والمحبة والتضحية والعطاء، هم شهود للقضية في حياتهم وشهداؤها في مماتهم، لنكون نحن بدورنا شهودا لهم، جمعتنا المحنة وجمعنا الاستشهاد. سالت دماؤهم وتمازجت واتحدت من اجل لبنان الواحد، دماؤهم هي عامل وحدة وسلام، دماؤهم هي عامل محبة وتضحية، دماؤهم هي أمانة في اعناقنا، شهداؤنا يولدون ولا يموتون،انهم منذرون للبقاء، للخلود". وشاركت في الاحتفال فرقة موسيقى قوى الأمن الداخلي، ثم وزع ملخص عن وليم حاوي معززا بالصور التي مثلت مراحل حياته ونضاله في معركة الاستقلال، وفي حزب الكتائب وبلدية بيروت، والدور الذي اضطلع به عندما كان رئيس القوى النظامية في الحزب.

 

الراعي: ليهيء السياسيون إستحقاق انتخاب رئيس جديد وينتزعوا من نفوسهم أي مشروع يرمي البلاد في الفراغ

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه أمين عام الدوائر البطريركية الاباتي انطوان خليفة، أمين سر البطريرك المونسنيور نبيه الترس، القيم البطريركي العام المونسنيور جوزف البواري، في حضور محافظ الجنوب نقولا ابو ضاهر، قائمقام كسروان الفتوح جوزف منصور، عائلة الفنان الراحل وديع الصافي وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة جاء فيها:"تختتم الكنيسة اليوم السنة الطقسية بعيد المسيح الملك، الذي سيأتي بالمجد ليدين الأحياء والأموات على المحبة الإجتماعية تجاه كلِ إنسان يقع في حاجة مادية أو روحية أو معنوية أو ثقافية. وقد حدد هذه الحاجات بست أساسية هي: الجوع والعطش والغربة والعري والمرض والأسر. وبما أن الرب يسوع اتحد نوعا ما بكل إنسان بتجسده وفدائه وقيامته، يقول للذين يمارسون المحبة الإجتماعية: "ألحق أقول لكم: "كل ما عملتموه لأحد أخوتي هؤلاء الصغار، فلي قد عملتموه" (متى 25: 40). وعلى هذا الأساس ينال ثواب الخلاص الأبدي كل من مارس هذه المحبة، والهلاك الأبدي من يهملها أو يحجم عنها (راجع متى 25: 46)".

أضاف: "يسعدني أن أرحب بكم جميعا، وأن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، في مناسبة عيد المسيح الملك وختام السنة الطقسية. فنشكر الله على ما أفاض علينا من خير ونعم، ونلتمس غفرانه عن كل ما صدر عنا من أخطاء وخطايا وإساءات تجاهه أو تجاه أي إنسان، وعن التقصير في أعمال المحبة الإجتماعية تجاه من كانوا بحاجة إليها".

وتابع: "تشارك معنا في هذه الذبيحة المقدسة عائلات أشخاص أعزاء ودعناهم في هذه الأيام الأخيرة وهم: فقيد لبنان المرحوم وديع الصافي، الدكتور في الغناء والفن والموسيقى والتلحين، وفي الإيمان والصلاة، وفي محبة الله وجميع الناس. وما يعزينا عن فقده بقاؤه معنا بصوته المغني والمصلي، تنقله إلينا وسائل الإعلام يوميا، ولا سيما شاشة تيلي لوميار وفضائيتها نور سات، مشكورة، والمرحوم المقدم المتقاعد رامز سليمان اسكندر الذي تفانى في سبيل لبنان عبر مؤسسة الجيش، وفي سبيل عائلته، زوجته وبناته الثلاث، والمرحوم جورج يوسف صفيرالذي خدم المجتمع على المستوى السياحي في إدارة شركة التلفريك - حريصا، والمرحوم راغب بطرس أبي عقل، الماهر في مهنة البناء، والناشط الشجاع في الدفاع عن لبنان، والمناضل من أجل تحريره من الجيوش الغريبة، متحملا الضرب والإهانة والسجن والتعذيب. إننا نجدد تعازينا لكم، والصلاة لراحة نفوسهم في سعادة مجد السماء".

وقال: "إننا نشكر الله على نجاح زيارتنا إلى دولة قطر، وقد لبينا دعوة سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. فنشكره على الدعوة وحفاوة الاستقبال، وعلى اللقاء معه وما دار بيننا من أحاديث تختص بتوطيد الصداقة اللبنانية - القطرية، وبشؤونِ اللبنانيين الخمسة والعشرين ألفا العاملين في البلاد، ودعم لبنان للخروج من أزماته، ومساهمة قطر في معرفة مصير المطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم والكهنة الثلاثة، وبذل الجهود للافراج عنهم. وإنا لنواصل صلاتنا على هذه النية".

وتابع: "لكن كم آلمتنا مشاهد الأحداث المؤسفة والمؤلمة في مدينة طرابلس العزيزة. وهي أحداث تجرحها في الصميم، إذ توقعها وشعبها البريء ضحية - رهينة للمتقاتلين في سوريا، وأولئك المراهنين على نتائجها بالنسبة للفريقين المتنازعين. فلحاملي السلاح، الذين يبذرون الملايين من الدولارات يوميا على هدم البيوت والقتل والتنكيل بالسكان الآمنين وجعلهم أهدافا لقناص أعمى لا يخلف وراء فعله سوى المآسي واليتم والترمل، وحرمان الناس، وبخاصة الفقراء، لقمة العيش وهناء السكينة في الليل والنهار، وإهمال الأطفال والمرضى والمسنين، وتشويه صورة طرابلس العيش المشترك وأم الفقير، لهم نقول: إتقوا الله وخافوه في عباده. المال البخس الخائن الذي يدفع لكم من أمراء الحرب هو أياه يدينكم، ويجعل منكم سلعا مجردة من كرامة قضيتها".

أضاف: "يا رب ساعد الجيش اللبناني والقوى الأمنية على إحكام سيطرتها على مواقع الأحداث، وتجريد المتقاتلين من سلاحهم، وسوقهم إلى العدالة، وتمكين السكان الأبرياء من العيش بأمان وهدوء".

وقال: "بالمعمودية والميرون أشركنا الرب يسوع المسيح بملوكيته، ملوكية خدمة المحبة للجائع والعطشان والغريب والعريان والمريض والسجين. وهي حاجات لا تقتصر على مفهومها المادي والجسدي، بل تشمل الحاجات الروحية والمعنوية، الاجتماعية والإنمائية، الأخلاقية والثقافية، وتشمل وسائل تأمينها بالشكل الوافر والكافي".

وتابع: "الكنيسة، من جهتها، تواصل خدمة المحبة الاجتماعية أكانت نابعة من محبتها للمسيح، أم مفروضة عليها من العدالة الاجتماعية، وتمارسها بواسطة مدارسها العادية والمجانية والمهنية وجامعاتها، وبواسطة مؤسساتها الاستشفائية والعلاجية ومستوصفاتها، ومياتمها ودور الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، والمسنين والمعوقين، وبواسطة منظماتها الخيرية مثل رابطة كاريتاس لبنان، جهازِ الكنيسة الاجتماعي، وجمعية مار منصور دي بول، والبعثة البابوية، والمؤسسة المارونية الاجتماعية التي تعنى بالمشاريع السكنية، وأنشأت الصندوق التعاضدي الاجتماعي الصحي، واليوم تبدأ العمل في قطاع المشاريع الإنمائية وتوفير فرص عمل، فضلا عن مبادرات خاصة من أبناء الكنيسة وبناتها في إطار خدمة المحبة الاجتماعية والثقافية والإنمائية".

أضاف: "تدعونا الكنيسة للاقتداء بقديسين خدموا المحبة الاجتماعية بقوة إيمانهم ومحبتهم للمسيح من دون أي واجب تفرضه العدالة وهم:الطوباوي أبونا يعقوب حداد الكبوشي مؤسس مستشفى دير الصليب في جل الديب، وراهبات الصليب، ومؤسساتهن الاستشفائية والتربوية والاجتماعية، التي تعنى بخدمة المحبة على كل أنواعها. والقديسة الأم تريزا دي كالكوتا، وراهباتها اللواتي يعتنين بالمشردين والمهملين وذوي الحاجات. والقديس منصور دي بول مؤسس راهبات المحبة اللواتي يعتنين باليتامى والفقراء وضحايا الخلافات الزوجية والعائلية وسواها. والطوباوي فريديريك أوزانام، الذي، وهو في العالم، كرس نفسه لخدمة المحبة وأسس جمعية مار منصور دي بول للعلمانيين.والقديس يوحنا بوسكو، أبو الشبيبة ومؤسس جمعية الآباء السالزيان، وجمعية راهبات أم المعونة الدائمة مع القديسة Mazzarello، اللواتي يعتنين بالأطفال والشبيبة، وغيرهم العديدون تلألؤوا في سماء الكنيسة".

وقال: "أما السلطة السياسية المؤتمنة على المال العام ومقدرات الدولة، فمن واجب الضمير والقانون والحالة الوظيفية والعدالة الاجتماعية، أن توفر للمواطنين حاجاتهم، دونما تمييز ديني أو سياسي أو مذهبي أو مناطقي. والرب سيدينهم على كيفية أداء هذا الواجب. من واجب أصحاب السلطة والعاملين في الحياة العامة والشأن السياسي أن يفعلوا قدرات البلاد والمؤسسات الدستورية من أجل التقدم والازدهار والنمو، وإغناء الخزينة الوطنية بالمال العام، فتتمكن الدولة من القيام بواجباتها تجاه المستحقات للمستشفيات ودور العناية الاجتماعية والمدارس المجانية، ومن تحسين البنى التحتية كافة، وإنشاء مشاريع عمرانية انتاجية تؤمن المزيد من فرص العمل، وتحد من البطالة والهجرة. وهكذا تتوفر للمواطنين حياة كريمة وسعيدة في وطنهم، وللشباب الطالع إمكانيات تحفيز قدراتهم ومواهبهم على أرضهم وفي قطاعات دولتهم، وتتوفر للعاملين في حقول الصناعة والزراعة والسياحة والمؤسسات الإنتاجية إمكانية استثمارها، وتحسين مستوى العمال فيها، وتحريك الحياة الاقتصادية".

أضاف: " لكي يتمكن المسؤولون السياسيون من القيام بهذا الواجب الوطني الخطير، ندعوهم إنطلاقا من كلام الله في إنجيل اليوم، إلى الكف عن انتهاك هذا الواجب وإهمال وسائله: فليبادروا إلى تأليف حكومة جديدة، ووضعِ قانون جديد عادل ولائق للانتخابات، وإجرائها في أسرع ما يمكن. وليهيئوا استحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية في موعده الدستوري. ولينتزِعوا من نفوسهم أي تفكير أو مشروع سياسي أو مذهبي، من الداخل أو من الخارج، يرمي البلاد في الفراغ. وليكفوا عن إشعال نارِ الخلافات، وعن حماية السلاح غير الشرعي، والتجاوزات للأمن وللقانون، وعن تشويه العيش معا الذي نريده في المساواة والاحترام والتضامن. وليضعوا حدا للفساد والرشوة وسرقة المال العام". وختم: "كل ما عملتموه لأحد أخوتي هؤلاء الصغار، فلي قد عملتموه"(متى25: 40).

يا رب، أعطنا نعمة الثبات في ثقافة المحبة والعدالة. فإن منهما يولد السلام والسعادة لكل انسان في عائلته، ولكل شعب في وطنه، المحبة والعدالة هما الطريق إليك وإلى خلاصنا الأبدي، وتؤهلاننا لنرفع من كل القلب نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

استقبالات

بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية. كما التقى عائلة المرحوم وديع الصافي لشكره على مواساته لهم.

وألقى فادي وديع الصافي كلمة بإسم العائلة قال فيها: "صاحب الغبطة والنيافة أبينا مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، أصحاب السيادة والآباء الأجلاء، المسيح قام.. حقا قام. "اليوم أقف بإسم عائلتنا الصغيرة وأمام عائلتنا الكبيرة وغبطتكم تاجها لأقول كلمة شكر وعرفان، يا من تحملون مجد لبنان والشرق. الوالد الغالي الذي فارقنا الى جنة الخلود، هو أبدا في قلبكم وقلبنا، وهو المرنم والمغني دائما ان لبنان لن يموت لأنه ارض وقف، ولأنه وطن القديسين، وكما تفضلتم في كلمتكم المؤثرة بأن الدويع هو مطرب القديسين، وهيهات أن يجود الزمان علينا بمثله، هذا القديس السماوي كما ذكرتم في كلمتكم الراعية يوم دفنه. صاحب النيافة، أن عائلتنا تشكركم وتدعو لكم بطول العمر والعرفان الدائم لوقفتكم معنا في يومنا المؤلم هذا، ولتكرر وفاءها لهذا الصرح الكبير ولغبطتكم، فإنكم دائما ستبقون المرجع لهذا الوطن ولهذا الشرق.عائلتنا تطلب صلاتكم للغائب الحاضر بيننا، لأنه أصبح في بيت الأب الذي أحب، وكرس له عمره وصوته وصلاته، مجد لبنان سيبقى هنا ولن تزيده الأيام إلا لمعانا ورصوخا. أطال الله بعمركم يا صاحب الغبطة ونحن على عهدكم وعهد الوديع سائرون، حفظكم الله لنا وللوطن جامعين دائما شمل أبنائه".

زوار

ومن الزوار أيضا، وفد من عائلة المرحوم جورج صفير لشكره على مواساته لهم، ووفد آخر من عائلة المرحوم المقدم رامز اسكندر لشكره ايضا على مواساته لهم.

واستقبل بعد ذلك، المدير العام لمستشفى البوار الحكومي الدكتور شربل عازار.

 

مسيرة صلاة من دير الكرمل الى جبل البلاط لمناسبة تكريس صليب القبيات

وطنية - أقيمت مسيرة صلاة من دير الكرمل الى جبل البلاط، لمناسبة تكريس صليب القبيات، ترأسها الاب ميشال عبود وشارك فيها مئات الاشخاص وجمعيات كشفية واخويات من القبيات وعندقت، وأخذت الصلوات من كتاب درب الصليب الذي الفه شباب لبنان برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، والذي تمت تلاوته في الكوليزيه في روما في حضور البابا فرنسيس.

وأقيم قداس عند أقدام الصليب، ترأسه الخوري جوزف غصن وحضره النائب هادي حبيش وشخصيات دينية وعسكرية، والقى عبود الذي عاون غصن عظة قال فيها: "تخيلوا اننا نرفع مكان الصليب مصقلة، او مشنقة، او بندقية، لان الصليب كان اداة حكم الاعدام ايام المسيح، وهو حكم عليه بالاعدام لانه جاء ليشهد للحقيقة، ومات من اجل خلاصنا. بعد المسيح لم يعد الصليب اداة حكم اعدام بل اداة خلاص لمن يؤمن به. ننظر الى الصليب لنتعلم منه ان نغفر لبعضنا كما غفر المسيح لنا. ننظر الى الصليب لنتعلم ان نقف وقفة إيمان مثل مريم عند اقدام الصليب".

وبعد القداس الذي شارك فيه نحو ألف شخص، كانت كلمة شكر لعبود، باسم اللجنة المنظمة المؤلفة منه ومن السيد بشارة قديح والمهندس جورج كرم، توجه بها الى "كل من تعب بتشييد هذا الصليب"، وخص بالذكر صاحب شركة Camusat التي نفذت الصليب والمهندس عمر مسعود الذي اشرف على التواصل بين اللجنة المنظمة والشركة.

ثم تم تكريس الصليب وإضاءته، وكانت ألعاب نارية وحفل كوكتيل تضمن مأكولات تراثية من عادات البلدة.

 

مصباح الأحدب يُذكّر نواب طرابلس بمواصفات ميقاتي ويسألهم: كيف تأمنون لصديق بشار الأسد؟

عقد رئيس "لقاء الاعتدال المدني" النائب السابق مصباح الأحدب مؤتمرا صحافيا في منزله في طرابلس، قال فيه: "بعد 7 ايام من الجولة الرقم 17 في طرابلس منذ عام 2008، نحن أمام 12 ضحية وأكثر من 80 جريحا بعضهم في حالة الخطر فضلا عن مئات المنازل والمؤسسات الصناعية والمحلات التجارية التي احترقت ودمرت وشرد أهلها، وبالتالي نحن امام اكثر من 200 ضحية و2000 جريح كحصيلة اولية لغاية الآن, ناهيك عن الدمار الهائل في البنيان والاقتصاد والاستمرار في استباحة كرامة المواطن وأمنه".

أضاف: "أمام هول هذا المشهد نتساءل ماذا فعل رئيس الحكومة ووزراء ونواب المدينة؟ عقدوا اللقاءات والاجتماعات واطلقوا المواقف والتصريحات، وكالعادة مقرراتهم سرية، المعلن منها الضرب بيد من حديد ورفع الغطاء عن المقاتلين من ناحية، وتفويض نواب طرابلس رئيس الحكومة بمعالجة الوضع الامني في المدينة ناحية أخرى. والسؤال هنا الى الاخوة النواب الا يتعلم المرء من أخطائه؟ فان كنتم متسامحين ونسيتم الانقلاب الذي قام به الرئيس ميقاتي على الرئيس سعد الحريري، فهل تأمنون لرئيس حكومة لم يسحب ترخيص الحزب العربي الديمقراطي الذي اثبتت التحقيقات بالصورة والصوت ضلوع عناصره بتفجير مسجدي السلام والتقوى في مدينته عقر داره طرابلس؟ هل تأمنون لرئيس حكومة لم يطلب من وزير خارجيته استدعاء السفير السوري بعد ان اثبتت التحقيقات ضلوع ضباط من المخابرات السورية في التفجيرين؟ هل تأمنون لرئيس حكومة لم يتجرأ على اتخاذ موقف واضح من ملف سماحة مملوك حتى الآن؟"

وسأل: "هل تأمنون لرئيس حكومة صديق بشار الاسد الذي اعتبر جبل محسن محافظة سورية دون ان يتجرأ هو او اي احد من المسؤولين على الاعتراض عليه؟ هل تأمنون لرئيس حكومة يوفر الغطاء للاجهزة الامنية لتحمي الميليشيات المتحكمة برقاب الناس والتي تتحرك وفق الايقاع السياسي لماكينة النظام السوري ومخابراته؟ هل تأمنون لرئيس حكومة يمول مجموعات مسلحة ويغطيها ثم يتهمها بإنشاء إمارة ويهدر دمها؟ هل تأمنون لرئيس حكومة أعطى التعليمات للهيئة العليا للاغاثة بدفع تعويضات للمتضررين في أحداث التبانة والجبل بقيمة 200 الف ليرة ولم يطلب من الهيئة التعويض عن متضرري تفجير المساجد حتى اللحظة؟"

وتابع: "فمن تأمنون وعلى ماذا تأتمنونه؟ اتأتمنونه ليضرب ابناء طرابلس بيد من حديد وفق نموذج عبرا فيقضي على ابناء التبانة والقبة والبقار والمنكوبين والريفا والبرانية والشعراني ويترك عملاء النظام السوري رفعت عيد وسرايا المقاومة يسرحون ويمرحون ويعيثون فسادا في طرابلس؟ ألم تسمعوا صرخة بهية الحريري بالامس عن الذل الذي يعيشونه في صيدا؟ لا والله لا والله لا والله، نحن ابناء طرابلس لن نقبل بذلك وطرابلس ليست عبرا". وختم الاحدب: "لكل ذلك اتوجه لكل القوى الحية والقيادات السياسية والتجار والصناعيين المنكوبين والمجتمع المدني الرافضين لهذا التآمر الرسمي على طرابلس ان يتداعوا وينسقوا ضمن اجتماعات مفتوحة ليشكلوا جبهة متراصة لإنقاذ طرابلس، كل طرابلس، بكل طوائفها وحمايتها مما يحاك ضدها من مؤامرة مجرمة باتت واضحة للجميع وعلينا واجب مواجهتها".

 

من هو وليم حاوي؟

إلتزام وليم حاوي الحزبي

لبّى وليم حاوي دعوة الشيخ بيار الجميّل وانضم الى منظمة الكتائب عام 1937 ، قبيل تحوّل المنظمة للعمل سراً خارج الشرعية القانونية بفعل صدور مرسوم حلها في 18/11/1938 . كانت نظرة وليم حاوي الى العمل الحزبي السياسي أقرب الى خدمة الشأن العام منه الى استغلال النفوذ ، وقد أدرك وليم حاوي أهمية إنخراط الكتائب في وجدان الجماعة، لذلك تكونت لديه قناعة ثابتة بأن الكتائب يجب أن تحتفظ بقوة ذاتية قائمة على هيبتها التنظيمية وعلى مراقبتها الدقيقة لتطوير الأحداث. عناوين عدة شكّلت حوارات ساخنة في حياته في هذه المرحلة منها : تفعيل السلطة الحزبية ، تأسيس وتطوير القوى النظامية بجو من الإنضباطية . كذلك كثرت مسؤوليات وليم حاوي وتنوعت، فعين رئيساً للمقاطعتين الثانية والرابعة ورئيساً لديوان التعبئة، ورئيساً لمصلحة الأمن والرياضة والحشد في 29 أيار 1952، وعضواً في المكتب السياسي في 12 تموز 1952 . وفي 16 حزيران 1958 كلّف بتنظيم الشباب وقيادتهم أثناء الأحداث اللبنانية وقد شكل ذلك نواة القوى النظامية التي أصبح قائدها في 6 شباط 1961 . --الحضور في المكتب السياسي

شكّل حضور وليم حاوي داخل المكتب السياسي ظاهرة خاصة إذ تفرّد في معارضة جريئة معلناً التغيير المطلوب ضمن النظام القائم في الحزب، متمسكأً بمفهوم الحزب المؤسسة كضمانة للإستمرارية الحزبية ، وبالديمقراطية كوسيلة للتغيير. لم تكن مواقف وليم حاوي المعارضة داخل المكتب السياسي ناتجة عن رغبة في المعارضة المزاجية والمشاكسة المتشنجة بل هي في الواقع كانت نتيجة رؤية ثاقبة للأمور، مجردة من المصلحة الذاتية . تسعى بعناد الى تصحيح الأخطاء. والكثير من القرارات التي تم الإتفاق عليها أعيدت مناقشتها تحت إصرار وليم حاوي على معارضتها. فموقفه كان مقياساً، ليس لأنه كان دائماً على حق بل لأنه كان نتيجة توافق ومتى انضم وليم الى هذا التوافق أصبح الأمر مفروغاً منه. فهو حريص على الحقيقة، صلب في الدفاع عنها ، لا يساير على حساب أفكاره. وإذا فشل في محاولته ، اقتنع بأن الديمقراطية الحزبية تقضي بأن يخضع لقرارات الأكثرية، فيتحول الى عضو منضبط حتى أقصى درجات الإنضباطية. لقد أعجب الشيخ بيار الجميّل بشخصية وليم حاوي إعجابه بالصديق الصدوق المخلص الذي لا يحابي أحداً من أجل مصلحته. على الرغم من إختلاف وجهات النظر في أمور كثيرة كان يدرك صدق مواقف الرجل وإخلاصه الحزبي والوطني ووفائه للصداقة القديمة ويعي أن مشاكسة هذا الرجل العنيد لا تعنيه شخصياً وإنما هي تهدف الى تحقيق المصلحة الحزبية والوطنية ، فكان الجميّل يعتمد عليه لأنه كان متأكداً من أمانته وفي الوقت نفسه كان يعرف أن هذا الأمين من أكثر المعارضين له .

النضال الوطني- في معركة الإستقلال عندما اعتقل الفرنسيون الشيخ بيار الجميّل ، تولى جوزف شادر القيادة السياسية ووليم حاوي العمل الأمني – التنظيمي ، فبرزت فعاليته بإعداد وتنظيم الإضرابات والمظاهرات وتنظيمها. راح يعقد الإجتماعات السرّية مع النجّادة في معمل المرايا الذي يملكه في ساحة الدباس، وقد تحول الى مركز للقيادة ولتنظيم التظاهرات ولتوزيع المناشير ليلاً ، غير أن الفرنسيين عرفوا بأمر تلك الإجتماعات فقاموا بمداهمته عدّة مرات بحثاً عنه ولمصادرة "جريدة العمل" التي كانت تخزّن في المعمل قبل أن توزع على الشباب، كما لاحقوا وليم حاوي الذي نجا منهم بعدما لجأ الى بيوت الأصحاب والجيران.

-في الخدمة العامةرشحت الكتائب اللبنانية عام 1952 وليم حاوي لعضوية المجلس البلدي عن منطقة الأشرفية – الرميل ، فنال أعلى نسبة بين الفائزين ، كما خاض عام 1957 المعركة النيابية منفرداً، واجه السلطة التي قامت بدور ضاغط لصالح خصومه كما لعب المال دوراً مهماً في شراء المؤيدين لخصومه، فاعتبرت الكتائب أن هذه الإنتخابات كانت بمثابة إثبات للنفوذ بالرغم من الخسارة التي منيت بها .

الخيار العسكري أ‌- أحداث 1958 في هذه المرحلة هيمنت على الساحة اللبنانية والعربية هالة الرئيس المصري جمال عبد الناصر وانعكس هذا الواقع على الشارع المحلي، أظهرت الكتائب معارضة شرسة للتيار الناصري، الذي دعا الى الإضراب وقام بأعمال شغب، فكلفت وليم حاوي بتنظيم الشباب وقيادتهم لضبط الأوضاع وحماية مناطقها. هكذا تمكنت الكتائب من ضبط الأوضاع في مناطقها وأمّنت فيها الإستقرار ولها الحماية. ب‌-   _حرب السنتين : منذ أواخر الستينات توالت التطورات بشكل دراماتيكي متّخذة بعد ذلك المنحى الفلسطيني إذ أخذ الفلسطينيون يتوغلون بين البيوت الآمنة في المدن والقرى مثيرين البلبلة ومتعدّين على الكرامات والأرزاق . عقد المكتب السياسي إجتماعاً إستثنائياً في 31 آذار 1970، وشكّل "مجلس أعلى" مهمّته السهر على تنظيم الأعمال الكتائبية المتعلقة بأمن الحزب والبلد، وقد تولى وليم حاوي شؤون الأمن وحاجاته. وفي الوقت الذي كانت فيه القيادة الكتائبية السياسية تسعى الى التهدئة والحوار، عملت القيادة العسكرية، بقيادة وليم حاوي ، على تحضير القوى النظامية، فجهّزت إمكانياتها البشرية والمادية إستعداداً للتصدّي لمخطط التوطين الذي بدأت خيوطه تظهر منذ ذلك الحين ، وبما أن الدولة عاجزة عن القيام بواجباتها والدفاع عن أبنائها، وبما أن المؤسسات العسكرية معطلة ومشلولة، فلا بد من رصّ الصفوف الحزبية وتنظيمها للإستعداد للدفاع عن النفس. النقص في التسلّح والذخيرة والتمرين أقلق وليم وعدم التنسيق بين القوى اللبنانية المتحالفة في الجبهات شغلت إهتمامه فعقد إجتماعات عدّة مع القوى الحليفة بغية إنشاء "غرفة عمليات موحدة " كانت النواة الأولى لتأسيس "القوات اللبنانية" .

معارك التحرير خاض وليم حاوي المعركة ضدّ الفساد، وخاض معركة التحرير، عندما سعى الفلسطينيون الى جعل المخيمات الفلسطينية طوقاً عسكرياً خانقاً لعزل بيروت تمهيداً للسيطرة الكاملة عليها.سقط مخيّم الكرنتينا بعد أربع وعشرين ساعة من بدء الهجوم الذي أعدّ خطّته وليم حاوي في إجتماع في بيت الكتائب – الأشرفية، بحضورالشيخ أمين الجميّل وفؤاد الشرتوني ، وفتحت الطريق التي تربط بيروت بمناطق كسروان وجبيل في كانون الأول 1976. كذلك ، سقط مخيم جسر الباشا بعد يومين من الحصار الذي أعده "الشاف" وليم، ممهداً الطريق الى تحرير مخيم تلّ الزعتر . كان التقدّم داخل مخيّم تل الزعتر بطيئاً والدفاع شرساً جداً، غير أن المخيّم راح يسقط بناية بعد الأخرى. في 11 تموز 1976، أعلنت مصادر القوى اللبنانية عن سقوط آخر معقل في تل الزعتر، وقالت أن رئيس المجلس الحربي الكتائبي أشرف على هذه العملية وأصبح المخيم بحكم الساقط ، غير أن الأقدار لها مسارها، فشهدت هذه الأيام أكبر هزيمة للقوى الفلسطينية المسلّحة منذ إندلاع حرب 1975 كما حمل معه المرارة والصدمة، ففي 13 تموز 1976 سقط وليم حاوي في ساحة المعركة قبل أن يحتفل بالإنتصار.

الإستشهاد في 13 تموز 1976 ، عند حدود تل الزعتر، بين الراعي الصالح وغاليري متّى ، حدّد رصاص قنّاص الثواني التي أتت لتنهي الحياة الصاخبة لهذا الرجل. مات وليم حاوي شهيداً برصاصة في جبهته، لأنه كان في مقدمة الجبهة، وما كان يوماً إلا في المقدمة. استشهد الى جانب رفاق له رأوا أن الشهادة شرفاً والعيش في الذل إهانة ، غير أن حرب التحرير لم تتوقف وقافلة الشهداء تابعت مسيرتها واستمر خطاب واحد يتردّد في وجدان هذا الشعب: الموت من أجل الوطن والحرية والسيادة والإستقلالSource: kataeb.org

 

وليم حاوي من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

وليم أمين حاوي (1908-1976)، سياسي لبناني كان أحد أبرز قيادي حزب الكتائب قبل أن يلقي حتفه أثناء معركة تل الزعتر إبان الحرب اللبنانية. ولد وليم في نيويورك لعائلة لبنانية أصيلة المتن الشمالي. عاد إلى لبنان سنة 1910. سنة 1937 إنضم إلى الكتائب التي كانت وقتها حركة شبابية. أصبح سنة 1952 عضوا في مكتبها السياسي. شارك سنة 1957 في الانتخابات النيابية كمرشح للمقعد الأرثوذكسي لدائرة بيروت الأولى لكنه خسرها أمام نسيم مجدلاني. سنة 1961 أصبح المسؤول عن القوى النظامية للحزب. قاد ميليشيا الحزب في المعارك الأولى للحرب الأهلية اللبنانية. توفي إثر إطلاق النار عليه من طرف قناصين أثناء حصار مخيم تل الزعتر.

وليم حاوي الإنسان[عدل]النشأة[عدل]تنتمي عائلة وليم حاوي إلى بلدة الشوير في المتن الشمالي. لبّى والد وليم، أمين حاوي نداءات الغُربة طلباً لمستقبل أفضل وهو في سنّ العشرين. فكانت ولادة ابنه الثاني وليم، في نيويورك في الولايات المتّحدة، سنة 1908.

قبل أن تكبر العائلة وتتجذّر فروعها في الأرض البعيدة، كان القدر يرسم مصيرها بلون جديد، فقرّر أمين حاوي العودة إلى لبنان في مطلع سنة 1910 حاملاً معه زوجته وثلاثة أطفال.

في الخطوات المُهمّة في حياة وليم حاوي، تَوََجُهه نحو النشاط الرياضي، وقد مارس لعبة كرة القدم بالإضافة إلى السباحة والتزلّج، وتوّج نشاطه هذا بالمُشاركة في تأسيس نادي السّلام في الأشرفيّة. تعرّف وليم حاوي إلى بيار الجميّل في لقاءات رياضيّة فدعاه هذا الأخير، سنة 1937، للانتساب إلى مُُنظّمة الكتائب اللبنانيّة.

الصناعي[عدل]شكل مصنع المرايا الذي يملكه مصدر الرزق الذي أمّن له الحياة الكريمة. كبرت المصلحة، واتسع مجال العمل وأضحى المعمل مصدراً للمستوردين في البلاد العربية ومن المصانع الأولى في الشرق الأوسط، وأنتقل من شاحة الدباس إلى منطقة جسر الباشا. مع اندلاع الحرب الفلسطينية – اللبنانية سنة 1975، تحولت ناحية جسر الباشا إلى منطقة سيطر عليها الفلسطينيون المتواجدون في مخيمي جسر الباشا وتل الزعتر، وأصبح المعمل هدفاً رئيساً للتدمير انتقاماً من مالكه وليم حاوي الذي يقود القوى الحزبية اللبنانية المناهضة للتدخل الفلسطيني في شؤون لبنان. دخل الفلسطينيون إلى المعمل، كسروا الزجاج، عطلوا الماكينات وفجروا عبوات ناسفة في داخله. تحمل هذه التجربة بصبر وصلابة مؤمناً بأنها ضريبة علينا أن نؤديها كلنا.

الزوج والأب[عدل]تزوج وليم حاوي سنة 1947، من مارسيل أنيس غبريل، وسكنا في منزل في حي بيضون في الأشرفية، سهرا على إعداد أثاثه بإتقان ورزقا ابنة وحيدة ليلى، اهتما بها اهتماماً بالغاً، وطبعاً في نفسها فضيلة الإيمان بالوطن وحبها له. كان لوليم رب العائلة شخصية شفافة، شديدة الإحساس، محبه، غير أنه لم يقدم محبته لعائلته على واجباته، فخصص الوقت الأكبر منها إلى العمل الحزبي والوطني.

التزام وليم حاوي الحزبي[عدل]لبى وليم حاوي دعوة بيار الجميل وانضم إلى منظمة الكتائب، عام 1937، عندما كانت المنظمة تعمل سراً خارج الشرعية القانونية بفعل صدور مرسوم حلها في 18/11/1938، فكان هذا التحدي عاملاً أساسياً استهواه وتفاعل مع أهوائه النضالية. كانت نظرة وليم حاوي إلى العمل الحزبي السياسي أقرب إلى خدمة الشأن العام منه إلى استغلال النفوذ، خصوصاً أن بعضاً من القرارات تأخذ المعنى السياسي الذي يساير طبيعة الحياة اللبنانية العامة وقد أدرك وليم حاوي أهمية انخراط الكتائب في وجدان الجماعة، لذلك تكونت لديه قناعة ثابتة بأن الكتائب يجب أن تحتفظ بقوة ذاتية قائمة على هيبتها التنظيمية وعلى مراقبتها الدقيقة لتطور الأحداث. عناوين عدة شكلت حوارات ساخنة في حياته في هذه المرحلة: تفعيل السلطة الحزبية، تأسيس وتطوير القوى النظامية بجو من الانضباطية. كثرت مسؤوليات وليم حامي وتنوعت، فعين رئيساً للمقاطعتين الثانية والرابعة ورئيساً لديوان التعبئة، وفي 29 أيار 1952 رئيساً لمصلحة الأمن والرياضة والحشد، وعضواً في المكتب السياسي في 12 تموز 1952، وفي 16 حزيران 1958 كلف بتنظيم الشباب وقيادتهم أثناء الأحداث اللبنانية وقد شكل ذلك نواة القوى النظامية التي أصبح قائدها في 6 شباط 1961.

دورة التنظيمي - الأمني[عدل]استمرت التوجهات المتصارعة حول قيام الجناح الأمني للكتائب إلى جانب الوجه السياسي فترة طويلة، قبل أن يأخذ الحزب خياره النهائي فيتبنى بشكل نهائي وجود القوى النظامية. كان وليم حاوي من مؤيدي الطرح الأول فرأى أن قوة الحزب تكمن في وجود قوة تنظيمية دائمة تلعب دور جهاز دفاعي وهي رادع للآخرين، لأن الخطر حقيقي ويومي، وهذا ما أكدته الأحداث في لبنان في جميع مراحلها القديمة والحديثة. بتاريخ 23 كانون الثاني 1961، حل المكتب السياسي منظمة الشباب وضم أعضائها إلى حزب الكتائب اللبنانية وأنشأ القوى النظامية، وفي 6 شباط 1961 تم تعيين وليم حاوي قائداً لها. انكب وليم حاوي على تنظيم هذا الجهاز بغية إعداد هذه القوى لجعلها على استعداد دائم لمتطلبات المرحلة الخطرة التي تهدد الكيان اللبناني، خاصة مع تصاعد الحركة الفدائية الفلسطينية وتراجع السلطة الوطنية. سنة 1963، تم إنشاء وحدة "الكومندوس الأولى" ثم وحدة "الكومندوس الثانية"، ففرقة الـ"ب ج"، وفي 1973 تأسست "فصيلة المغاوير" وفي1975 أعدت "مدرسة القتال". هذا وأشرف "الشاف" وليم على إقامة المخيمات وعلى تنظيم التدريب وتطويره مما دفع بالآلة الكتائبية التنظيمية إلى الأمام بالرغم من أن العمل كان مجاني والإمكانات المادية ضئيلة جداً إذ كان التمويل عائقاً مهماً في المسيرة العسكرية الحزبية. اما العلاقة التي نشأت بين القائد والأفراد العاملين معه فقد سيطر عليها سبع توجهات هي: العمل الصامت البعيد عن الاعلام، الابتعاد عن الشبهات المادية، رفض المستلزمين والازلام، الدفاع عن مرؤوسيه، التحلي بالجرأة والشجاعة، واحترام الممارسات الديمقراطية في العلاقات الحزبية والانضباطية التي كانت هاجساً عرف به وليم حاوي وتميز بتطبيقه. كما كانت مشكلة خاض في سبيلها مواجهات كثيرة: تفعيل السلطة الحزبية، ضبط القوى النظامية، منع الفوضى، أمور طالما شكلت حوارات ساخنة في حياته وكانت سبب معاناته الحزبية. كذلك سعى في توجيهاته إلى الحفاظ على المواصفات الأخلاقية والسمعة النظيفة وعدم الانقياد وراء الأهواء الغوغائية والغرائز والمصالح الشخصية، وأحيا في نفوس الحزبيين حب الوطن والدفاع عنه والحفاظ على السيادة والاستقلال. هذا حمله على إعطاء القسم الأكبر من وقته للقوى النظامية التي كان له شرف تأسيسها وتطويرها.

حضور في المكتب السياسي[عدل]شكل حضور وليم حاوي داخل المكتب السياسي ظاهرة خاصة إذ تفرد في معارضة جريئة معلناً التغيير المطلوب ضمن النظام القائم في الحزب، متمسكاً بمفهوم الحزب المؤسسة كضمانة للاستمرارية الحزبية، وبالديمقراطية كزسيلة للتغيير. لم تكن مواقف وليم حاوي المعارضة داخل المكتب السياسي ناتجة عن رغبة في المعارضة المزاجية والمشاكسة المتشنجة بل هي في الواقع كانت نتيجة رؤية ثاقبة للأمور، مجردة من المصلحة الذاتية، تسعى بعناد إلى تصحيح الأخطاء. والكثير من القرارات التي تم الاتفاق عليها أعيدت مناقشتها تحت اصرار وليم حاوي على معارضتها. فموقفه كان مقياساً، ليس لأنه كان دائماً على حق بل لأنه كان نتيجة توافق ومتى انضم وليم إلى هذا التوافق أصبح الأمر مفروغاً منه. فهو حريص على الحقيقة، صلب في الدفاع عنها، لا يساير على حساب أفكاره. وإذ فشل في محاولته، اقتنع بأن الديمقراطية الحزبية تقضي بأن يخضع لقرارات الأكثرية، فيتحول إلى عضو منضبط حتى أقصى درجات الانظباطية. لقد اعجب بيارالجميل بشخصية وليم حاوي اعجابه بالصديق الصدوق المخلص الذي لا يحابي أحداً من أجل مصلحته. على الرغم من اختلاق وجوهات النظر في امور كثيرة فهو يدرك صدق مواقف الرجل واخلاصه الحزبي والوطني وفائه للصداقة القديمة ويدرك أن مشاكسة هذا الرجل العنيد لا تعنيه شخصياً وانما هي تهدف إلى تحقيق المصلحة الحزبية والوطنية. فكان الجميل يعتمد عليه لأنه كان متأكداً من أمانتهوفي الوقت نفسه كان يعرف أن هذا الأمين من أكثر المعارضين له.

النضال الوطني[عدل]في معركة الاستقلال[عدل]عندما اعتقل الفرنسيون الشيخ بيار الجميل، تولى جوزيف شادر القيادة السياسية ووليم حاوي العمل الأمني – التنظيمي، فبرزت فعاليته بإعداد وتنظيم الإضرابات والمظاهرات وتنظيمها. راح يعقد الاجتماعات السرية مع النجادة في معمل المرايا الذي يملكه في ساحة الدباس، وقد تحول إلى مركز للقيادة ولتنظيم التظاهرات وتوزيع المناشير ليلاً، غير أن الفرنسيين عرفوا بأمر تلك الاجتماعات فقاموا بمداهمته عدة مرات بحثاً عنه ولمصادرة جريدة العمل التي كانت تخزن في المعمل قبل أن توزع على الشباب كما لاحقوا وليم حاوي الذي نجا منهم بعدما لجأ إلى بيوت الأصحاب والجيران.

في الخدمة العامّة[عدل]رشحت الكتائب اللبنانية عام 1952 وليم حاوي لعضوية المجلس البلدي عن منطقة الاشرفية – الرميل، فنال أعلى نسبة بين الفائزين، كما خاض عام 1957 المعركة النّيابية منفرداَ. واجه السلطة التي قامت بدور ضاغط لصالح خصومه كما لعب المال دوراَ مهمّا في شراء المؤيدين لخصومه ن فاعتبرت أن هذه الانتخابات كانت بمثابة إثبات للنفوذ بالرغم من الخسارة التي منيت بها.

الخيار العسكري[عدل]أحداث 1958[عدل]في هذه المرحلة هيمنت على الساحة اللبنانية والعربية هالة الرئيس المصري جمال عبد الناصر وانعكس هذا الواقع على الشارع المحّلي. أظهرت الكتائب معارضة شرسة للتيار الناصري، الذي دعا إلى الإضراب وقام بأعمال شغب، فكلفت وليم حاوي بتنظيم الشباب وقيادتهم لضبط الأوضاع وحماية مناطقها، فاهتم بالتعبئة الكتائبية. هكذا تمكنت الكتائب من ضبط الأوضاع في مناطقها وأضفت فيها الاستقرار ولها الحماية.

حرب السنتين[عدل]توالت التطورات بشكل دراماتيكي متّخذة بعد ذلك المنحى الفلسطيني إذ أخذوا يتوغلون بين البيوت الآمنة في المدن والقّرى مثيرين البلبلة ومتعدّين على الكرامات والارزاق. عقد المكتب السياسي اجتماعاَ استثنائياَ في 31 آذار 1970، وشكّل " مجلس أعلى " مهمتّه السهر على تنظيم الاعمال الكتائبية المتعلقة بأمن الحزب والبلد، وقد تولى وليم حاوي شؤون الامن وحاجاته. وفي الوقت الذي كانت فيه القيادة الكتائبية السياسية تسعى إلى التهدئة والحوار، عملت القيادة العسكرية، بقيادة وليم حاوي، على تحضير القوى النظامية، فجهّزت إمكانياتها البشرية والمادية استعداداَ للتصدي لمخطط التوطين الذي بدأت خيوطه تظهر منذ ذلك الحين. وبما أن الدولة عاجزة عن القيام بواجباتها والدفاع عن أبنائها، وبما أن المؤسسات العسكرية معطلة ومشلولة، فلا بد من رّص الصفوف الحزبية وتنظيمها للاستعداد للدفاع عن النفس. النقص في التسلح والذخيرة والتموين أقلق وليم وعدم التنسيق بين القوى اللبنانية المتحالفة في الجبهات شغلت همه...، فعقد اجتماعات عدّة مع القوى الحليفة بغية إنشاء " غرفة عمليّات موحدة " كانت النواة الأولى لتأسيس " القّوات اللبنانية ".

مكافحة الفساد[عدل]الحروب كلها مفسدة للاخلاق ومدمّرة للقيم. أصاب الفلتان والفوضى جميع الاطراف، مّما أثار نقمة وليم فأخذ يبتكر الحلول لضبط الأوضاع كإنشاء " شرطة عسكرية " مهمتّها السيطرة على هذا الواقع آلية نظامية لتأمين الطرقات الآمنة وإرشاد المواطنين إلى الطرق التي يجب سلوكها لتأمين سلامتهم. ومن أمّر التجارب التي تعّرض لها، تلك المجزرة التي وقعت في اليوم المشؤوم الذي أطلق عليه " السبت الأسود " حيث تعرض هو أيضاَ للتهديد والاهانة في محاولته إنقاذ من يستطيع من الابرياء وكثيرون منهم مدينون له بحياتهم وكرامتهم وأرزاقهم. ولاشك في أن هذا اليوم سجّل صفحة بيضاء في نضال الذين اخلصوا لقضيتهم بايمان لايتزعزع وضمير تشوبه شائبة.

معارك تل الزعتر[عدل]خاض وليم حاوي المعركة ضّد الفساد، وخاض معركة تل الزعتر، عندما سعى إلى إسقاط المخيمات الفلسطينية الواقعة في المناطق المسيحية من بيروت. سقط مخيّم الكرنتينا بعد أربع وعشرين ساعة من بدئ الهجوم الذي أعدّ خطته وليم حاوي وارتكبت الميليشيات المسيحة مجازر فيه وفتحت الطريق التي تربط بيروت بمناطق كسروان وجبيل في كانون الأول 1976. كذلك، سقط مخيم جسر الباشا بعد يومين من الحصار الذي أعده " الشاف" وليم، ممهداّ الطريق إلى إسقاط مخيم تلّ الزعتر. كان التقدم داخل مخّيم تلّ الزعتر بطيئاَ والدفاع شرساَ جداَ، غير أن المخَيم راح يسقط بناية بعد الأخرى. في 11 تمّوز 1976، أعلنت مصادر القوى اللبنانية عن سقوط آخر معقل في تلّ الزعتر، وقالت أنّ رئيس المجلس الحربي الكتائبي أشرف على هذه العملية وأصبح المخّيم بحكم الساقط، غير أنّ الاقدار لها مسارها، فشهدت هذه الايام أكبر مجزرة ترتكب بحق مدنيين منذ اندلاع حرب 1975 وتم اغتصاب العديد من الفتيات الفلسطينيات واختفى اثر نحو ستة عشر منهن حتى يومنا هذا.

الوفاة[عدل]في 13 تموز 1976، عند حدود تلّ الزعتر، بين الراعي الصالح وغاليري متّى، حدّد رصاص قنّاص الثواني التي أتت لتنهي حياة حاوي برصاصة في جبهته.

 في كومنز صور وملفات عن: وليم حاوي

كتاب[عدل]وليم حاوي, شاهد وشهيد, بقلم ليلى حاوي ذود.

William Hawi, Witness and Martyr, by Leila Hawi Zod, Mémoire DEA, Faculty of History, Université Saint Esprit, Kaslik, Lebanon, 2004.

 بوابة لبنان

 

البيان الختامي لمؤتمر مسيحيي المشرق: المسيحيون المشرقيون أبناء هذه الأرض الأصيلون وهم باقون فيها مهما اشتدت عليهم الصعاب

وطنية - شدد البيان الختامي للمؤتمر العام الأول لمسيحيي المشرق، الذي انعقد أمس واليوم في الربوة، على "أن المسيحيين المشرقيين هم أبناء هذه الأرض المشرقية الأصيلون، وأنهم باقون فيها مهما اشتدت عليهم الصعاب". وأكد على "تشجيع وتفعيل الحوار بين المسيحيين المشرقيين في كافة بلدانهم مع اخوانهم المسلمين، بغية تعزيز مناخات التفاهم حول بناء مجتمعاتهم المستقبلية في احترام كامل للحريات العامة وحقوق الإنسان".

وتضمن البيان الختامي، موجزا عن افتتاح المؤتمر وأعماله ومحاوره وما خلصت إليه المناقشات. وجاء فيه:

"انعقد المؤتمر العام الأول لمسيحيي المشرق يومي 26 - 27 تشرين الأول 2013 في المركز العالمي لحوار الحضارات "لقاء"، الربوة - مجمع البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، المتن - لبنان.

رعى فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان المؤتمر، وشارك فيه أصحاب الغبطة البطاركة ورؤساء الكنائس المشرقية وممثلوهم.

في الجلسة الافتتاحية تلا غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، صلاة شدد فيها على عيش المسكونية التي هي روح الحركة المسكونية الحقيقية.

تلا أمين عام لقاء مسيحيي المشرق سيادة المطران سمير مظلوم كلمة اللقاء مرحبا بفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية وغبطة البطاركة ورؤساء الكنائس المشرقية والحضور.

ثم تلا سيادة المطران الياس كفوري منتدبا من قبل غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي، دعاء خاصا ذكر فيه جميع المخطوفين لا سيما المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم.

افتتح فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان أعمال المؤتمر بكلمة الرئاسة، وشدد فيها على "أن التحدي المطروح على المسيحيين في لبنان والشرق هو الحؤول دون أن يصبح الشرق منطقة رتيبة ومعقمة حيث لا وجود لتنوع الأديان وامتزاج الحضارات المثمر". كما اختتم كلمته بالتأكيد على أن "مشروع المسيحيين في الشرق هو مشروع كل مواطن، إلى أي طائفة أو مذهب انتمى، يتوق الى الحرية والعدالة والسلام والتنمية".

تناولت أعمال المؤتمر مداخلات من مندوبين من الدول التالية؛ مصر، الأردن، فلسطين، العراق، سوريا، لبنان، وبلاد الانتشار. وتناولت المداخلات البحث في أربعة محاور أساسية تعني المسيحيين المشرقيين هي:

1) محور الديموغرافيا والهجرة.

2) محور واقع الحريات الدينية وممارسة الشعائر.

3) محور مشاركة المسيحيين في مؤسسات الدولة ودورهم في الحياة العامة.

4) محور دور المسيحيين على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي والعلاقة مع المؤسسات الدولية.

تلا البحث في المحاور الأربعة، جلسة مناقشة عامة استخلص منها التالي:

1) شكر فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان على رعايته المؤتمر.

2) شكر أصحاب الغبطة البطاركة وسائر رؤساء الكنائس المشرقية وممثليهم على حضور المؤتمر ومباركة أعماله.

3) التأكيد على أن المسيحيين المشرقيين هم أبناء هذه الأرض المشرقية الأصيلون وأنهم باقون فيها مهما اشتدت عليهم الصعاب.

4) تشجيع وتفعيل الحوار بين المسيحيين المشرقيين في كافة بلدانهم مع اخوانهم المسلمين بغية تعزيز مناخات التفاهم حول بناء مجتمعاتهم المستقبلية في احترام كامل للحريات العامة وحقوق الإنسان.

5) بنتيجة البحث والمشاورات التي جرت قبل وأثناء المؤتمر، وخصوصا الطروحات العديدة المتعلقة باستحداث آليات عمل لدعم الوجود المسيحي المشرقي وزيادة فعاليته، تم التفاهم على أن يقوم اللقاء ببحث هذا الموضوع بكل تفاصيله مع رؤساء الكنائس المشرقية قبل الشروع في إنشاء هكذا آليات.

6) تكليف لجنة من الهيئة الإدارية للقاء مسيحيي المشرق لوضع الدراسات اللازمة للآليات المقترحة بعد تلقيها مقترحات من المحاضرين والمشاركين ضمن فترة شهر، على أن تنهي هذه اللجنة أعمالها في فترة لا تتعدى ثلاثة أشهر ومن ثم يقوم اللقاء بعرض هذه الدراسات على رؤساء الكنائس لمناقشتها.

7) مع اختتام أعمال المؤتمر الأول للقاء مسيحيي المشرق، يتابع لقاء مسيحيي المشرق أعماله ويكثف اتصالاته مع رؤساء الكنائس المشرقية لوضع الأفكار والطروحات التي برزت في المؤتمر حيز التنفيذ.

وقد توافقت كلمات المتحدثين على دعوة المسيحيين المشرقيين للتشبث بأرضهم، فهم عنصر رئيس ومكون أساس في مجتمعاتهم وتعزيز العمل المشترك ضمن أطر مؤسساتية جامعة، لا سيما في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة لمواجهة التحديات المتفاقمة ورفض الخوف والتخويف واليأس وتأكيد أهمية المواطنة والمساواة والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان.

كما اتفق المتداخلون على مواصلة العمل على تعزيز العيش في المجتمعات التي يعيش فيها المسيحيون مع اخوتهم المسلمين ومواصلة المسيحيين القيام بدورهم ورسالتهم التي هي امتداد لتاريخهم وحضورهم في أرضهم المباركة كحملة للبشارة والشهادة للانجيل.

وإذ نوكل هذا اللقاء إلى عناية ابن الله المتجسد في شرقنا، نسأله أن يبارك جهودنا ويحقق آمالنا لما فيه خير مجتمعاتنا وبلداننا".

لجنة المتابعة

وقد عقدت لجنة المتابعة المنبثقة من المؤتمر، اجتماعها الأول في المركز العالمي لحوار الحضارات في الربوة، لجوجلة ما تم بحثه في المؤتمر عن وضع المسيحيين في بلدان المشرق "ولاسيما الذين يرزحون تحت ظروف ضاغطة من العنف والقتل والارهاب". وقررت أن تبقي اجتماعاتها مفتوحة لتنفيذ المهمة التي أناطها بها المجتمعون في تطوير "لقاء مسيحيي المشرق" من خلال وضع استراتيجية وبرنامج عمل تحقيقا للهدف المنشود ألا وهو تثبيت الوجود المسيحي في بلاد المشرق.

 

قيادة الجيش نعت رقيبا استشهد برصاص القنص في طرابلس

وطنية - نعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، الرقيب يوسف كمال، الذي استشهد متأثرا بجراحه بعد تعرضه لطلقات قنص في مدينة طرابلس، بعد ظهر اليوم. وفي ما يلي نبذة عن حياته:

- من مواليد 1/3/1983 في مدينة طرابلس.

- تطوع في الجيش بصفة جندي بتاريخ 15/9/2006.

- حائز على عدة أوسمة، وتنويه العماد قائد الجيش أربع مرات وتهنئته مرتين وتهنئة رئيس الأركان مرة واحدة وتهنئة قائد اللواء ثلاثة مرات.

- الوضع العائلي: متأهل ودون أولاد.

 

وحدات من الجيش بدأت بالانتشار في منطقة جبل محسن

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في طرابلس محسن السقال ان وحدات من الجيش اللبناني بدأت تنفذ انتشارا في منطقة جبل محسن، بدءا بالنافورة مرورا بالمشارقة وصولا الى حي الاميركان، وتعتبر الخطوة الاولى من الخطة المنوي تنفيذها بين جبل محسن والتبانة وفي ارجاء المدينة.

 

3 قتلى بينهم رائد في الجيش اللبناني باشتباكات طرابلس

بيروت – الحياة/نعت قيادة الجيش اللبناني الرقيب يوسف كمال، الذي توفي متأثراً بجراحه بعد تعرضه لطلقات قنص في مدينة طرابلس، بعد ظهر اليوم، ما يرفع عدد قتلى اليوم إلى 3. فيما يستكمل الجيش اللبناني انتشاره في طرابلس بالتزامن مع اشتباكات متقطعة تشهدها المدينة. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، أن "الرقيب يوسف كمال توفي مساء اليوم متأثراً بجراح أصيب بها بسبب أعمال القنص في طرابلس"، التي تشهد منذ أيام عدة اشتباكات بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة. وأشارت الوكالة إلى أن "وحدات الجيش أكملت انتشارها في جبل محسن، تمهيداً لتوسيع هذا الانتشار إلى المناطق المحيطة بالجبل، وسط تراجع ملحوظ للاشتباكات على مختلف المحاور التي اقتصر الوضع فيها على تسجيل بعض أعمال القنص". وقتل ظهر اليوم، رجل مسن من منطقة جبل محسن، في مدينة طرابلس شمالي لبنان، برصاص قناص من منطقة باب التبانة، بحسب مصدر أمني.

وأضاف المصدر إن "الرجل (75 عاماً)، تلقى رصاصة في رأسه، خلال تجواله في منطقة حارة الجديدة في جبل محسن، المنطقة المؤيدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، المطلة على شارع سورية في طرابلس، وتوفي بعد وصوله إلى المستشفى". وفي وقت سابق اليوم، قتل شاب، من جبل محسن، برصاص قناص أيضاً، وأصيب 3 آخرون في منطقة باب التبانة. وتجددت صباح اليوم الأحد الاشتباكات، لليوم السابع على التوالي، على خطوط المواجهات بين مسلحين مؤيدين لنظام الأسد، وآخرين معارضين له في طرابلس. وكانت اشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة، والقذائف الصاروخية اندلعت في عدد من الأحياء في طرابلس، الإثنين الماضي، بعد إطلاق مسلحين مؤيدين للنظام السوري في جبل محسن، النار ابتهاجاً بمقابلة تلفزيونية للأسد، فردّ مسلحو باب التبانة المعارضون للأسد على مصادر النيران.

 

7 قتلى جدد في طرابلس وأهاليها ينتظرون تدابير الجيش

بيروت – «الحياة»

عاشت طرابلس يوماً آخر من التوتر أمس في انتظار بدء الجيش توسيع انتشاره في مناطق الاشتباكات التي حولت العيش في المدينة الى كابوس على مدى 6 أيام. وإذ انضمت هيئات في المجتمع المدني الطرابلسي أمس الى صرخات فعاليات أخرى في المدينة تطالب الدولة والقوى الأمنية بتحمل مسؤولياتها للجم الفلتان والتدهور الأمني، فإن تأثير هذه التحركات اقتصر حتى أمس على بعض التهدئة خلال النهار مع استمرار عمليات القنص المتقطع بين مسلحي جبل محسن ومسلحي باب التبانة، وهو ما درجت وسائل الإعلام على تسميته بالهدوء الحذر، فيما تنفلت البنادق والرشاشات ومدافع الهاون ليلاً، كما حصل ليل أول من أمس وأمس، حاصدة 7 قتلى جدد بحيث ارتفع عدد القتلى الى 13 منذ الاثنين الماضي، إضافة الى عشرات الجرحى بينهم عسكريون، والأضرار المادية واحتراق شقق سكنية ومحال تجارية.

وإذ تعاملت وحدات الجيش المتمركزة على خطوط التماس بين مناطق الاشتباكات مع مصادر القنص وردّت عليها بالرصاص، فإن شوارع داخلية في المدينة بعيدة من مناطق الاشتباكات شهدت خلال ليل الجمعة – السبت وصباح أمس حالاً من الفوضى وانتشار السلاح، تارة بحجة توقيف الجيش بعض الأشخاص المشتبه باشتراكهم في العبث الأمني، وتارة أخرى لأسباب غير مفهومة تعامل الجيش معها بشدة لإخراج المسلحين من الشوارع. وقال النائب عن المدينة سمير الجسر لـ «الحياة» إن الجيش «موجود أصلاً في المدينة ومناطق الاشتباكات وهو تعامل نهار أمس بشدة مع الفلتان في بعض الشوارع». وأوضح أن «فترات التهدئة التي نشهدها تحصل نتيجة اتصالات متواصلة نبذلها، لأن لا أحد يريد الوقوع في الفخ الذي ينصب للمدينة... لكن ننتظر تدابير الجيش الحازمة التي قيل إنها ستظهر بين الأحد والإثنين». إلا أن الوضع عاد فتدهور ليلاً وأدى سقوط قذائف على باب التبانة الى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى، كما أفاد «الحياة» النائب عن المدينة محمد كبارة. وطالب كبارة القوى الأمنية باتخاذ تدابيرها «ضد الإرهابيين والمجرمين. فهل التدابير تتخذ على الضحية أم على المعتدي؟ لقد بات عدد جولات التصعيد 17 جولة من الاعتداءات بأوامر من بشار الأسد».

وحذّر بيان لبعض هيئات المجتمع المدني في طرابلس أثناء اعتصامها أمام سراي المدينة، من أنها ستلجأ الى العصيان المدني «في حال لم يعالج الوضع في سرعة». وتوجه الى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ونواب المدينة بالقول: «إذا عجزتم فالتحقوا بصفوف الشعب». وساد شعور لدى فعاليات المدينة بأن طرابلس متروكة بهدف تجريدها من دورها السياسي.

ورد ميقاتي الذي أكد أمس أن الجيش وقوى الأمن أبلغوا المعنيين بأنهم سيستخدمون كامل الصلاحيات المعطاة للقوى الأمنية، مشيراً الى رفع الغطاء عن مخالفي القانون، على مطالبته من قبل المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي أشرف ريفي والنقيب السابق للمحامين رشيد درباس بالاعتكاف في المدينة مع وزرائها، فقال إنه «لو كان قرار الاعتكاف يشكل حلاً للنزاع في طرابلس لما ترددنا في اتخاذه». واعتبر أن «المسؤولية التي نتحملها وثقة الطرابلسيين بنا تحتمان علينا عدم التوقف عند اتهام من هنا ومزايدة من هناك». ورأى أن « الاعتكاف هو تعقيد للمشكلة وهروب من المسؤولية».

وأصدر زعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بياناً أكد فيه أن طرابلس «تتعرض يومياً وأمام أعيننا وعلى مرأى ومسمع من جميع المسؤولين، لحرب قذرة قرر النظام السوري أن يشنها بواسطة أدواته المحليين». وربط الحريري بين «نجاح شعبة المعلومات في قوى الأمن بكشف الشبكة الإجرامية المسؤولة عن تفجيري طرابلس وبين أمر عمليات صدر لمعاقبة طرابلس واستدراجها الى قتال أهلي». وسأل: «هل يجوز أن يتحول الجيش اللبناني بقواته المجوقلة الى شاهد زور في الحرب المعلنة ضد طرابلس؟». وإذ دعا الدولة لإنقاذ المدينة وحسم الأمر... وأنها بخلاف ذلك تكون شريكة في الحرب التي أعلنها النظام السوري على المدينة».

وقال مفتي المدينة الشيخ مالك الشعار: «ما زلنا في حال رباطة الجأش ولا نريد أن نجر المدينة الى فتنة مذهبية، ليس عجزاً ولا ضعفاً. لأن قوتنا بوجود الدولة». ورأى أن «قضية طرابلس قاصرة على ذلك الفريق المجرم الذي تكررت اعتداءاته عليها». وطالب بتطبيق ما قرره الاجتماع الأمني برئاسة الرئيس ميشال سليمان. وحيا القضاء «الذي يقوم بكل ما له علاقة بالتحقيقات».

على صعيد آخر، قال سليمان أثناء رعايته «المؤتمر العام الأول لمسيحيي الشرق» في مقر بطريركية الروم الكاثوليك إنه تلقى رسالة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني بأنه يبذل جهوده للإفراج عن المطرانين المخطوفين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي. وألقى سليمان كلمة أكد فيها أن «سقوط المسيحية في لبنان ينهيها في الشرق كله»، مشدداً على أن «لا لحكم الأكثرية الساحقة التي تؤدي الى هيمنة العدد ولا للأقلية المهيمنة التي ينتهي حكمها الى الديكتاتورية». واعتبر أن «مستقبل المسيحيين المشرقيين لا يكون بالانعزال ولا بالحماية العسكرية الأجنبية ولا بما يسمى تحالف الأقليات».

 

معارك طرابلس تدخل يومها السابع.. ومسلحوها بلا غطاء سياسي ومقاتلون في التبانة يؤكدون أن «الحل العسكري» لن ينجح.. والحريري يتهم دمشق

طرابلس: سوسن الأبطح /الشرق الأوسط

قال مقاتلون ميدانيون في مدينة طرابلس (شمال لبنان) إن الإجراءات التي تتخذها الأجهزة الأمنية لن تسهم في وقف القتال المستمر منذ مساء الاثنين الماضي، من دون أن تؤدي الاتصالات والتعزيزات الأمنية إلى وضع حد له. وقال قائد مجموعة مسلحة في طرابلس لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «ما تتخذه الدولة من إجراءات عسكرية لن يكون ناجعا في وقف الاقتتال بين منطقتي جبل محسن (العلوية) وباب التبانة (السنية)».

وأضاف القائد الميداني، الذي رفض الكشف عن هويته: «لا أرى قرارا بوقف المعركة التي أتوقع أن تبقى على حالها حتى يوم الاثنين (غدا) على الأقل، علما بأن مجموعات رئيسية مسلحة لا تشارك فيها». وأشار إلى أن «هناك قرارا أمنيا اتخذ بالحسم من قبل الجيش اللبناني، هذا ما سمعنا عنه، لكن أحدا لم ينسق معنا كما كان يجري في العادة، وبطبيعة الحال لسنا من نبادر إلى فتح المعارك». وأكد أنه «ليس للمجموعات المسلحة في التبانة والبقار والمنكوبين وحارة البرانية رأي واحد. وبالتالي، على الدولة أن تعرف أن العنف لن يجدي نفعا، وبإمكانهم أن يجتمعوا ويقرروا ما يشاءون، لكن ما يجري على الأرض شيء آخر، ولا حلول تأتي من فوق». وكانت اشتباكات طرابلس اندلعت مساء الاثنين الماضي، تزامنا مع مقابلة تلفزيونية للرئيس السوري بشار الأسد، وأشعل إطلاق علويين من جبل محسن الرصاص ابتهاجا بمواقف الأسد فتيل جولة جديدة من الاشتباكات في المدينة. وشهدت طرابلس مساء الجمعة وحتى فجر السبت معارك على المحاور التقليدية، لكن اللافت كان ظهور مجموعات مسلحة داخل المدينة، والاعتداء على الجيش في أكثر من مكان، إذ أطلق النار على أحد الحواجز في الزاهرية من سطح إحدى العمارات، كما ألقيت قنبلة على الجيش المتمركز على ساحة عبد الحميد كرامي. وطارد الجنود المعتدين في منطقة التل. وأسفرت الاشتباكات الليلية عن مقتل ثلاثة شبان هم أبو بكر ميقاتي وخضر قاسم ومحمد الخالدي، شيعوا ظهرا في الجامع المنصوري الكبير، وسط رصاص كثيف، وانتشار مسلح، ما أوقع جريحين أحدهما بحالة حرجة. وقلل مصدر إسلامي مطلع من أهمية هذه الاشتباكات، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هؤلاء شبان متحمسون وغاضبون ولا خبرة قتالية لهم. وهم في غالبيتهم من صغار السن». وأضاف: «أستطيع أن أؤكد أن كل الجهات السياسية التي كانت تحمي المسلحين في السابق، رفعت يدها عنهم، وهم الآن متروكون ليتخذوا قرارهم». واعتبر أن «المقاتلين الخطرين منهم قرأوا الرسالة واستوعبوا المتغيرات، لكن يبقى المسلحون الصغار المستمرون في القتال، وهؤلاء هم الذين يتولى أمرهم الجيش».

وأضاف المصدر ذاته: «هذا في باب التبانة، أما في جبل محسن فنحن لا نعرف ما هي نواياهم، وما الذي يمكن أن يصدر عنهم»، محذرا من «رسائل كاذبة تتداول على خدمة (واتس أب) وموقع (فيس بوك) ليلا، وتشعل حماسة شبان لا ناقة لهم ولا جمل يذهبون ضحية اندفاعهم». وكان مفتي طرابلس والشمال مالك الشعار، وبعد اجتماع للمجلس الإسلامي الشرعي بحضور نواب المدينة، أعلن عن «إعطاء القرارات الصادرة عن اجتماع أمني مدة لا تزيد على 48 ساعة ليحسم الجيش كل أنواع التوتر ومظاهر السلاح». وقال: «ما يحدث في طرابلس لا دخل له بتقاتل مذهبي أو طائفي، بل هناك فريق يعلن ولاءه للخارج، ونحن لا نريد الانجرار للفتنة، وقوتنا في وجود الدولة، ومشكلة طرابلس مرتبطة بوجود ذلك الفريق، ونحن نشد على ما أعلنه اجتماع بعبدا على أنه من غير المسموح به على الإطلاق استنزاف دم الشمال ودم أهل طرابلس».

وأضاف: «نستصرخ ضمير الأمنيين كي يكونوا على قدر كبير من اليقظة والحضور، لأن الموضوع عندهم وحدهم، لأنهم الحل الوحيد والعمود الفقري لكل ما له علاقة بأمن الوطن وأمن الشمال»، داعيا إلى «إيقاف المجرمين الذين تكرر اعتداؤهم على المدينة». وكان الجيش اللبناني اتخذ إجراءات غير مسبوقة، في مدينة طرابلس، حيث أقام حواجز فصلت المناطق التي يتنقل بينها المسلحون، ما حال دون قدرتهم على الحركة، ليل أول من أمس، وهو على الأرجح ما استفز بعضهم، وتسبب في مناوشاتهم الليلة مع الجيش. وجدد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي تأكيده أن «الجيش اللبناني والقوى الأمنية سيتخذون كل الإجراءات اللازمة والضرورية لإنهاء حالة العنف والتفلت التي تشهدها مدينة طرابلس»، لافتا إلى أن «قيادة الجيش وقادة القوى الأمنية أبلغوا المعنيين بأنهم سيقومون باستخدام كامل الصلاحيات المعطاة للقوى الأمنية، بعدما استنفدوا كل الوسائل لإعادة الأمن والاستقرار إلى طرابلس». وفي سياق متصل، قال رئيس الحكومة السابق ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري، في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، إن «هناك حربا قذرة قرر النظام السوري أن يشنها بواسطة أدواته المحليين على طرابلس وأهلها». وأشار إلى أنه «بمجرد أن نجحت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، في كشف الشبكة الإجرامية المسؤولة عن تفجيري طرابلس (تفجير المسجدين خلال أغسطس – آب الماضي)، صدر أمر العمليات بمعاقبة طرابلس، واستدراجها إلى قتال أهلي من جديد».

 

هذه ليست محنة طرابلس وحدها كي يقف المسؤولون والسياسيون وقفة اللامبالاة

"المستقبل اليوم"/ هذه ليست محنة طرابلس وحدها كي يقف المسؤولون والسياسيون وقفة اللامبالاة أو رفع العتب. هذا امتحان حقيقي وعميق للدولة اللبنانية وأجهزتها: فإما أن تنخرط الدولة بكل مندرجاتها في عملية الدفاع عن طرابلس، المدينة والناس وقيم التسامح والحرية، واما أن تكون الدولة عملياً في موقع الشريكة أو المتواطئة مع الحرب القذرة التي يشنها النظام الأسدي وأدواته ضد أهل الشمال الأبي، وعاصمته الدرّة.

لأجل ذلك كله، شكّل بيان الرئيس سعد الحريري بالأمس والمتعلّق بطرابلس لحظة سياسية كلية الوضوح. قال بصريح العبارة ان "الكل مع الأسف يتعاطى مع المسالة وكأنه يدفن رأسه في الرمال، والكل يتداعى الى عقد الاجتماعات الأمنية، وعلى اعلى المستويات، ولا تلبث ان تذهب نتائج الاجتماعات ادراج الرياح". هي الصراحة التي لا بدّ منها. ففي طرابلس لا وجاهة لأي خطة أمنية "ترقيعية" تساوي بين أهل المدينة والمجموعة الفئوية الارهابية المدارة من نظام بشار الأسد. وفي طرابلس، لا أمن وسلام وتقوى الا بالعدالة.  الخطة الأمنية الناجحة في طرابلس تكون باحقاق الحق والعدالة. فلا أمن بالتراضي، ولا رهن لأوضاع الطرابلسيين وراء أهواء جماعة مرتبطة بنظام آل الأسد. لقد طرح الرئيس الحريري بالأمس جوهر المعادلة: نأي الطبقة السياسية بنفسها عما يحدث في طرابلس هو أمر مرفوض كونه يتناقض مع مكانة طرابلس، العاصمة الثانية، ومع كونها ضحية حرب أسدية مفتوحة من جديد ولو بالوكالة.

 

17 اعتداء وتفجيرين في طرابلس...فمتى ستتحرك الدولة للقبض على ارهابيي "رفعت عيد"؟

غسان عبدالقادر/نبهت قوى طرابلسية فاعلة إلى أنّ الوضع في طرابلس لم يعد يحتمل ليس من الناحية الأمنية فقط بل من الجانب الاقتصادي الذي أصبح عامل ضغط سيؤذن بتفجير المدينة ومحيطها اكثر. وتنقل تلك الاوساط حالة الضيق المعيشي الذي يعيشه أهل طرابلس نتيجة توقف المؤسسات المنتجة عن العمل وما أشاعه أيضاً تعطيل المدارس والجامعات عن الدراسة.  وقد علّق النائب محمد كبارة عن النزيف الذي تشهده طرابلس قائلاً "لقد نبهنا لسنوات من الإستهداف الذي تتعرض له طرابلس طوال السنوات الماضية، بحيث باتت صندوق بريد دموي للرسائل الخارجية والداخلية. الحالة الراهنة لا يمكن ان تستمر في ظل الإعتداءات المستمرة وما ينتج عن ذلك من وضع بالغ السوء بحق أبناء المدينة طال جميع الجوانب الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية. وإذا ما أضيف الى ذلك حالات الرعب والخوف والقتل والقنص اليومي، يكتمل مشهد الكابوس الذي تعيشه فيه طرابلس وأهلها. وحتى الآن، وصلنا إلى 17 جولة اقتتال افتعلها الحزب العربي الديمقراطي انطلاقاً من جبل محسن بالإضافة الى الإعتدائين التفجيريين الاجراميين التي ارتكبتهما المجموعة الارهابية التابعة للمجرم بشار الأسد وما نتج عنها من 50 شهيد و500 جريح سقظوا حول مسجدي السلام والتقوى". وفي حديثه الى موقع 14 آذار الالكتروني، قال كبّارة "لقد تابعنا اليوم الصرخة التي اطلقها الشيخ سعد الحريري والتي جاءت صادرة من القلب وقد حمّل فيها الجهات العسكرية والأمنية والسياسية والحكومية مسؤولية الوضع في المدينة. لذا علينا ابتداء من اليوم ان نسمّي الأمور باسمائها ونكون أكثر جديّة من خلال تطبيق خطة أمنية بحق من ارتكبوا المجزرتين، لأننا لا نرى جدية من جانب المولجين بالأمن. لقد تمّ توقيف أحد المطلوبين بفضل الجهود المشكورة لشعبة المعلومات، ولكن التقصير واضح لجهة عدم ملاحقة المجرمين الآخرين والضغط من أجل تسليمهم الى العدالة. وبعد كل هذا يأتي من يريد ان يصوّر طرابلس بأنها مدينة ارهاب في حين اننا نصرّ أنها ستبقى مدينة للانفتاح والتعايش، مدينة محبة للسلام والاستقرار، وستبقى على تواصل مع واقعها الجغرافي والوطني".

وتابع نائب الطرابلس كلامه "بالتالي على أجهزة الدولة ان تتحرك سريعاً بحق من يضعون انفسهم أوصياء على منطقة جبل محسن، والت يتم التصرف معهم كأنهم لم يرتكبوا أي فعل اجرامي، في وقت بات واضحاً أنهم هم الإرهابيون الحقيقيون وهم من يعتدون على أهل طرابلس الآمنين. هؤلاء المدعين انهم هم الآمر الناهي في جبل محسن يجب توقيفهم بعد تصريحات من قبلهم قالوا فيها انهم هم من يقرروا السلم والحرب، وقد عمدوا الى قصف طرابلس بعد قيام مسؤول عصابة الحزب العربي الديمقراطي، اي رفعت عيد، بالتهديد بضرب عاصمة الشمال. لا يجب ان تترك الأمور على الغارب وإلى هذه لدرجة، في وقت يمنح حزب الله والنظام السوري الغطاء الكامل لهذه المجموعات الارهابية. وعلى الدولة ان تدون عادلة وتطبق القانون على الجميع كي ندفع هذه الأعمال الإرهابية التي مصدرها جبل محسن عن أهلنا وأبنائنا". وعن التواصل مع الأجهزة المختصة في هذا الشأن، أجاب كبارة "في المرة الماضية، قلناها علناً انّ الأجهزة الأمنية فشلت في معالجة الأوضاع في طرابلس، وقد خاطبنا في حينه جميع مسؤولي الدولة في هذا الخصوص، ولم نلق منهم الأذن الصاغية لنا. لذا سنتابع هذا الموضوع مع فخامة رئيس الجمهورية ومع رئيس الحكومة، ولا يجوز بعد الآن أن لا يتم ردع هذه العصابات الارهابية الحاقدة. حزب الله والنظام السوري يسيروا السياسة اللبنانية ويأثّروا فيها ولكن طرابلس تأبى ان تخضع لهذه الممارسات وقريباً سيكون لنا موقف حازم تجاه هذا الموضوع".موقع 14 آذار

 

الوزير السابق طارق متري: الجيش لا يحتاج الى غطاء

 المستقبل/أكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا الوزير السابق طارق متري، أنه "يجب أن يغطي القرار السياسي أي دور يقوم به الجيش لفرض الأمن في طرابلس". ورأى أن "ليس كل مرة يحصل فيها توتر أمني علينا أن نؤمن الغطاء للجيش، فالقرار السياسي يؤخذ مرة لكل المرات، ولا يجب أن تمنع المواقف الجيش من القيام بواجباته". وأشار في حديث تلفزيوني أمس، الى أن "طرابلس تدعم الجيش وهكذا كانت دائماً"، لافتاً الى أن "فرض الأمن لا يحتاج تأويلات ولا يجب أن ينتظر الجيش موافقة 200 طرف للقيام بواجبه". وعن مشاركة لبنان في مؤتمر جنيف 2، شدد على أن "المهم هو مشاركة السوريين أولاً، ومشاركة لبنان أقل أهمية"، موضحاً أن "دور لبنان محدود في المفاوضات بين السوريين، وفي التسوية بين الولايات المتحدة وروسيا، وفي إعادة رسم خارطة توازنات المنطقة". وقال: "الحضور أفضل من الغياب، ونحن معنيون بما يجري في سوريا، إن كان لناحية تدفق اللاجئين السوريين، أو لدورنا في تصدير واستيراد العنف"، لافتاً الى أن "جنيف 2 مختلف عن جنيف 1 لأن الوضع اليوم مختلف لجهة إشادة الغرب بتصرف سوريا حيال الملف الكيميائي"، مشيراً الى أن "حظوظ نجاح هذا المؤتمر محدودة".

 

طلال المرعبي: طرابلس بحاجة إلى إنقاذ وقرارات جريئة

وطنية - اعتبر رئيس "تيار القرار اللبناني" النائب السابق طلال المرعبي خلال استقباله شخصيات سياسية وحزبية وهيئات تربوية وبلدية واجتماعية في دارته في عيون الغزلان- عكار ان "شمال لبنان لا يهم احد بصراحة"، سائلا "هل من يقول عكس ذلك؟" وقال: "من المؤسف والمحزن ما يجري في طرابلس من احداث دامية وقتل ودمار وتهجير، في الوقت الذي نرى فيه كل المعالجات خجولة، وهناك قطبة مخفية في احداث طرابلس، وإلا لماذا تشتعل الجبهات ولماذا تسكت؟" اضاف: "طالما هناك قرار سياسي من جميع الافرقاء برفع اي غطاء عن كل المخالفات من اي طرف كان، فلماذا لا تطبق القوى الامنية القانون على الجميع، ويتحرك القضاء لاخذ دوره لاعادة الاستقرار الى هذه المدينة المنكوبة التي تحتاج الى رعاية الدولة، والى مساعي جميع المسؤولين، والمفروض المباشرة فورا ودون تأخير بالتعويض على متضرري تفجيري مسجدي السلام والتقوى".

وتابع: "الشمال وطرابلس بحاجة الى انقاذ ابنائها من البطالة التي تؤدي بهم الى الفوضى، وضرورة التفكير الجدي، واتخاذ القرارات الجريئة بتشغيل مطار الشهيد رينيه معوض في القليعات، ومصفاة طرابلس، والمرفأ، ومعرض رشيد كرامي. هذه المرافق في حال تشغيلها تحرك العجلة الاقتصادية في الشمال، وتشغل العديد من ابنائه". وأشار إلى ان "النزف الامني، والوضع المعيشي والاقتصادي المتردي، والاوضاع الخدماتية والانمائية السيئة لم تعد تحتمل". ورأى ان "عدم اجتماع المجلس النيابي مؤشر خطر لانعدام الرؤية السياسية، والمفروض الحوار بين الجميع من اجل عدم تعطيل دور المؤسسات وتشكيل حكومة جديدة قادرة على معالجة قضايا الناس، وإعادة النشاط للمجلس النيابي المدد له". وإذ حذر من أن "موضوع النازحين السورين اصبح يشكل ضغطا كبيرا على لبنان، ومناطق الشمال، وعلى المواطنين اللبنانين"، دعا المسؤولين والمعنين الى "تكثيف الجهود للوصول الي معالجات لموضوع النازحين".

 

النائب هادي حبيش: عصابة الأسد وراء الأمن المفقود

 عكار ـ "المستقبل"/رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب هادي حبيش، أن "الخطة الأمنية لا تكفي لحل الأزمة المستعصية بين الجبل والتبانة". وذكر بأن "هذه الخطة وضعت لمنع دخول السيارات المفخخة الى طرابلس، فيما الجميع يعلم أن السيارة أتت من سوريا عن طريق البقاع فعكار وصولاً الى طرابلس". وأكد أن "أخطر ما نواجهه هو الشعور بفقدان الأمان في البلاد، بوجود سلاح كسلاح "حزب الله" وزمره الذي يتحكم برقاب الناس وأمن البلاد، ومثالها عصابة بشار الأسد في جبل محسن والتي يترأسها رفعت علي عيد التي تتحكم بكل الشمال وأمن الشماليين". نظمت منسقية القيطع في تيار المستقبل لقاء سياسياً وتنظيمياً لكوادرها حضره النائب هادي حبيش والمنسق العام سامر حدارة وأعضاء مكتب المنسقية ومنسقي القطاعات واللجان. وبعد النشيد الوطني اللبناني والوقوف دقيقة صمت حداداً على روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وشهداء ثورة الأرز وشهداء طرابلس والثورة السورية، تحدث المنسق العام حدارة فاعتبر أن "كارثة العبارة الاندونيسية بخسائرها البشرية الفادحة أصابت عكار في الصميم"، وانتقد من شن حملة على الأهالي الذين غرقوا أو الذين هاجروا من أجل لقمة عيشهم معتبراً أياها "أصواتاً لم تنظر الى واقع الناس وأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية والفقر والعوز التي كلها دفعتهم لسلوك هذا الخيار"، لافتاً الى الدور الكبير الذي لعبه الرئيس سعد الحريري في متابعة القضية من بدايتها حتى نهايتها".

ثم تحدث النائب حبيش، فتطرق الى الوضع السياسي، وقال: "في مسألة تشكيل الحكومة، لدي رأي الخاص، فهذه من الصلاحية المعطاة لرئيس الحكومة ولرئيس الجمهورية، وأدعوهما اليوم لتطبيق صلاحياتهما، ويذهبا الى تأليف الحكومة التي يريانها مناسبة، نحن كسياسيين وككتل سياسية نذهب الى المجلس، وفي المجلس الذي يعطي الثقة يعطيها، والذي لا يعطيها لا يمنحها، نحن كفريق سياسي نرى أن أفضل حكومة اليوم لمصلحة البلد أن تكون الثامن والرابع عشر من آذار غير ممثلة فيها، حكومة حيادية مهمتها إدارة شؤون الناس". أما بشأن الوضع في طرابلس فقال: "إن وزير الداخلية وضع خطة أمنية، هذه الخطة كان الهدف منها مسألة التفجيرات لذلك شهدنا، وهنا نحيي شعبة المعلومات على إنجازها التي حققته بكشف شبكة تفجيري مسجدي السلام والتقوى، وهذا لا يعني أن الذي حصل وظهور مشتبه بهم من جبل محسن، أن أهل جبل محسن وراء الموضوع، هم أشخاص من الجبل على القضاء والدولة محاسبتهم". وشدد حبيش على أن "الخطة الأمنية لا تكفي لحل الأزمة المستعصية بين الجبل والتبانة، هذه الخطة هي لمنع دخول السيارات المفخخة الى طرابلس، والجميع يعلم أن السيارة التي أتتنا من سوريا، أتت عن طريق البقاع عبر عكار الى جبل محسن فطرابلس، هذه الحواجز وضعت لمنع دخول السيارات، ولكن هذه الحواجز لم يكن هدفها منع أي اشتباك بين المنطقتين، أنا اليوم أدعو الدولة والحكومة والأجهزة الأمنية، صحيح حكوتنا حكومة تصريف أعمال، ولكن هذا لا يعني أنها غير مسؤولة، وهي لا تزال كذلك مسؤولة الى أن تؤلف حكومة جديدة، فالخطة الأمنية يجب أن تكون أولويتها منع التفجيرات في كل لبنان، ولكن المنطقة الملتهبة هي التبانة والجبل يجب أن تنصب كل الجهود لمنع أي احتكاك بين المنطقتين". ورأى أن "استمرار تفجر الوضع بين المنطقتين لا نعرف إلى أين سيؤدي وسينعكس على مناطق أخرى، وهنا أدعو الوزير شربل ورئيس الحكومة وفخامة الرئيس وقادة الأجهزة الأمنية، أن تكون خطتهم الأساسية مسألة طرابلس".

 

نواب "المستقبل": ثكنة جبل محسن القابضة تروّع الناس

المستقبل/شددت مواقف نواب في كتلة "المستقبل" أمس، على أن "لبنان أمام مشهد ثكنة قابضة في جبل محسن تعتدي على أمن مدينة طرابلس وأهلها وترّوع الناس"، مؤكدة أن "لا حل في طرابلس إلا بنزع السلاح وبقاء السلاح الشرعي الوحيد الموجود". وذكرت أن "هيبة الدولة لم تُضرب في المدينة بل بدأت مع ميليشيا "حزب الله" وتفرّعاتها، ما أدى الى تشبّه الجميع بـ"حزب الله".

[ لفت عضو الكتلة النائب عمار حوري، في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، الى أن "أزمة طرابلس ليست وليدة اليوم"، مؤكداً التضامن "مع أهلنا في طرابلس بهذا الجرح البليغ الذي يتنقل من منطقة الى أخرى في لبنان". وأشار الى أن "هذه الجولة في طرابلس بدأت بعد كلام بشار الأسد عن أن جبل محسن جزء من سوريا، والمسؤولون السياسيون في جبل محسن لا ينفون هذا الكلام، فكلنا نعلم الارتباط بينهم". وأكد أن "لا حل في طرابلس إلا بنزع السلاح وبقاء السلاح الشرعي الوحيد الموجود"، موضحاً أن "ما تقوم به الدولة اليوم هو أمن بالتراضي والتمني والرجاء، وليس فرض هيبة". وأسف لأن "حزب الله ورط لبنان في المستنقع السوري من خلال مشاركته في معركة القصير"، لافتاً الى أن "الساحة اللبنانية باتت ساحة تتلقى الرسائل الإقليمية". وشدد على أن "الرئيس نجيب ميقاتي عنده مساحة قرار يجب أن يتخذه"، موضحاً أن "القوى الأمنية تخضع للقرار السياسي في النهاية". وأشاد برئيس الجمهورية ميشال سليمان "ومواقفه المشرفة السيادية والوطنية، والتي تعبر عن رجل دولة مسؤول خصوصاً سلسلة المواقف التي أطلقها في الأيام القليلة الماضية".

[ رأى عضو الكتلة النائب أحمد فتفت، في حديث الى إذاعة "الشرق" أن "لا حل قريباً للأزمة السورية"، آسفاً لأن "الشعب السوري أصبح وقوداً لهذه الحرب، وربما ينجر لبنان ومعه طرابلس الى هذه الحرب ونصبح وقوداً لها أيضاً في لبنان". وقال: "المنتصر الأكبر من كل ما يحصل هو إسرائيل من خلال تقاطع المصالح بينها وبين إيران، فإسرائيل ترغب ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة كما إيران "وحزب الله" ومعهم روسيا يريدون بقاء الأسد في السلطة". وأوضح أن "الوضع الأمني غير المستقر في مدينة طرابلس ليس بالأمر الجديد عليها"، لافتاً الى أن "ما يسعى له المتضررون من قيام الدولة وفرض سلطتها في طرابلس تحديداً هو فرض منطقهم على منطق السيادة الذي ننادي به وهو منطق خاص بفريق "8 آذار" والتابعين له في طرابلس". وأعرب عن أسفه لأن "الدولة تمارس دور الحكم في الأحداث الجارية في طرابلس وتقف بين باب التبانة وجبل محسن". ورأى أننا أمام "مشهد ثكنة قابضة في جبل محسن تعتدي على أمن مدينة طرابلس وأهلها وترّوع الناس".

وعن الخطة الأمنية لمدينة طرابلس والتي كانت تنوي الدولة القيام بها، اعتبر أن "اللافت في هذه الخطة أن الحواجز التي أقيمت للأجهزة الأمنية كانت خارج المدينة وعلى مداخلها بدل أن تكون هذه الحواجز داخلها وفي الأماكن التي تشهد توترات أمنية بين جبل محسن وباب التبانة". واستبعد أن "تتوقف الأحداث الأمنية في طرابلس في المشهد القريب"، مذكّراً بأن "رفعت عيد سبق وبشّرنا بهذا الموضوع من خلال الأسلحة المتطورة التي تصله ويستعملها في المدينة". وأكد أن "الحزب العربي الديموقراطي هو في موقع الاتهام بمسؤوليته عن التفجيرات الأخيرة التي حصلت لمسجدي التقوى والسلام"، سائلاً "لماذا لا يسلّم هذا الحزب المسؤولين عن التفجيرات الى القضاء؟".

[ أكد النائب جمال الجراح أن طرابلس هي "بؤرة أمنية تأتمر بالنظام السوري من ضمن مخطط واضح بدأ بميشال ساحة وعلي المملوك، مروراً بتفجيرات المساجد واستئنافاً بالأحداث الأمنية التي تشهدها المدينة". وأوضح في حديث الى قناة "المستقبل" أن "النظام السوري ومن خلال الأحداث الأمنية التي يفتعلها في لبنان عبر أدواته في الداخل يسعى الى توجيه رسالة الى المجتمع الدولي مفادها أن ما يخسره في سوريا يريد أن يعّوضه في لبنان وفي طرابلس إن كان عبر تفجير الأوضاع الأمنية أو عبر تعطيل تأليف الحكومة ولاحقاً تعطيل انتخابات الرئاسة الأولى". وحول اتهام رفعت عيد وحزبه مدينة طرابلس وباب التبانة بمسؤوليتهم المستمرة بتفجير الأوضاع الأمنية بين باب التبانة وجبل محسن، قال: "تعودنا على كلام رفعت عيد، ولكن حقيقة الأمر أن الأجهزة الأمنية في المدينة تعرف جيداً من يفتعل المشاكل في المدينة ومن هو البادئ". وسأل "من هو المسؤول عن تفجيرات المساجد في طرابلس؟ أليست جماعة رفعت عيد؟ والتحقيقات في هذا الأمر واضحة للجميع وفرع "المعلومات" كشفها بالكامل". أما عن كلام بشار الأسد بأنه يريد أدلة ثابتة وقاطعة على تورط سماحة بمخطط الإرهاب والتفجير المنسوب اليه، أوضح أن "الهدف من تفجير المساجد في طرابلس هو خلق فتنة، والدليل على تورط سماحة هو اعتراف الشخص بمسؤوليته عن هذه الأمور، في حين أن الأسد لم يعترف أنه قتل مئات الآلاف من الشعب السوري الى اليوم". ورداً على سؤال عن دور القضاء في مواصلة العمل بموضوع التفجيرات الأخيرة التي حصلت في مسجدي السلام والتقوى في طرابلس، أجاب: "بغض النظر عن المنحى القضائي الذي يأخذ طريقه في هذه القضية، فإن المهم في السياسة هو كشف الجهة السياسية التي تقف وراء الحادثتين ومسؤوليتها عن قتل الناس، والمخطط الذي كان يُحاك للبلد ولطرابلس من وراء هذا العمل وهو خلق الفتنة". وأكد أن "أهالي طرابلس كانوا على قدر كبير من المسؤولية وفوتوا الفرصة على النظام السوري من أجل خلق فتنة في المدينة". وبشأن الأسباب التي حالت دون نجاح تطبيق الخطة الأمنية في مدينة طرابلس، لفت الى أن "طرابلس مدينة مطوقة بالحواجز، وجزء من المشكلة فيها خارجي والجزء الأكبر داخلي مصدره جبل محسن"، مشدداً على أن "الأوان آن لأن تحسم الدولة أمرها وتضرب بيد من حديد وتدخل الى كل المناطق وتسحب السلاح من الجميع في المدينة وهذا ما يطالب به أهل طرابلس ونوابها" . ردّ عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" النائب السابق مصطفى علوش في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" على القول إن "الوضع الأمني في طرابلس مرتبط بالوضع السوري"، قائلاً: "نكون غير منصفين أو بعيدين كل البعد عن الواقع إذا حصرنا قضية طرابلس بطرابلس". وذكر أن "هيبة الدولة لم تُضرب في المدينة بل بدأت مع ميليشيا "حزب الله" وتفرّعاتها، ما أدى الى تشبّه الجميع بـ"حزب الله". أضاف: "طالما أن "الحزب" يسرح ويمرح ويخطف ويشن حروب، والمسلحين التابعين له يتم تغطيتهم من قبل المخابرات ولا يوجد أحد يحاسبهم، فبالتالي هذه هي الضربة الأساسية لهيبة الدولة والباقي تفاصيل"، معتبراً أن "ضرب هيبة الدولة ليس في باب التبانة إنما نتيجة ضرب هيبة الدولة من قبل "حزب الله"، هذا الواقع القائم هو نتيجة وليس سبباً".

 

ابراهيم بحث مع الابراهيمي في الدوحة ملف المطرانين

وطنية - التقى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في الدوحة، خلال زيارته الاخيرة الى قطر، الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي ونائبه مختار لاماني وتناول البحث ملف المطرانين المخطوفين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم والدور الذي يمكن أن تقوم به المنظمة الدولية، اضافة إلى الاوضاع العامة في المنطقة.

 

قاسم هاشم: تعطيل عمل المؤسسات انعكاس سلبي على صورة لبنان

وطنية - أمل عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب الدكتور قاسم هاشم في "ألا يستمر تعطيل عمل المؤسسات التنفيذية والتشريعية الى أبعد مدى، لأن لا مصلحة في ذلك لا للبنان ولا للبنانيين، لأن في ذلك انعكاس سلبي على صورة لبنان والحياة اليومية للبنانيين بمستوياتها الإقتصادية والإجتماعية والمالية، زيادة على الواقع السياسي والأزمة الأمنية وما يشهده الشمال بعد تفلت الأمور بشكل فاضح، وبعد كشف البعض عن عوراتهم وأدوارهم في الرعاية والحضانة والتحريض والتمويل للمجموعات المسلحة من أمراء المحاور والزواريب، مما يستدعي وعيا وطنيا وحكمة وقرارا لوضع حد للتدهور الأمني وحسم الوضع الشاذ ورفع كل غطاء أو أي غطاء من أجل إعادة الأمور الى طبيعتها وفرض الإستقرار إذا ما صدقت النيات لدى القيمين، أللهم إذا كانت الأمرة داخلية وغير خاضعة للتوجيه الخارجي إرتباطا وإرتهانا بما يجري خارج الحدود".

كلامه جاء بعد لقائه فاعليات بلدية واجتماعية في العرقوب، وقال: "لقد لفتنا ما يطرح من مخارج لتهدئة هيجان الزواريب وزبائنها والدعوة للاستيعاب في المؤسسات الرسمية، وهنا نلفت نظر البعض ان البطالة هي معاناة شباب لبنان بكل انتماءاتها المناطقية، وهذا لا يمكن مقاربته إلا برؤية وطنية شاملة لأنه هم وطني لا يقف عند حدود منطقة معينة إلا إذا كان المطلوب أن تتحول المناطق الى محاور لتعالج مشاكلها وهذا ليس من المصلحة الوطنية".

أضاف: "في ظل الظروف السياسية والإقتصادية المعقدة التي يمر بها لبنان ، أصبح تشكيل حكومة جديدة ضرورة وطنية، وهذه مسؤولية فريق 14 آذار المعطل والمعرقل والتي عليها تجاوز شروطها التعجيزية بعد سقوط رهاناتها على تطورات ومتغيرات الأزمة في سوريا، لأن التعاطي بواقعية وموضوعية مع مسألة الحكومة هو ما يسهل الوصول الى حكومة وطنية جديدة بأسرع وقت، لأن المشكلات والقضايا اليومية ومقاربة الكثير من الأزمات بحاجة الى حكومة فاعلة جادة وقادرة على معالجة كل الأزمات بروحية وطنية. وهذا لن يتحقق إلا من خلال حكومة جامعة شاملة كل القوى السياسية الأساسية بعيدا عن أحلام البعض وبعيدا عن الإملاءات والتوجيهات والإرتباطات". وتابع: "إذا كان تشكيل مثل هذه الحكومة المنتظرة متعذرا لأسباب وأهواء خارجية، فليتخذ القرار وليتحمل الجميع مسؤولياتهم الوطنية، ولتعود الحكومة الحالية لتفعيل نشاطها والعودة لاجتماعاتها لأن في ذلك مصلحة وطنية، وعدا ذلك هو هرطقة دستورية وقانونية. لأن المصلحة الوطنية ومصلحة الناس هي فوق كل هذه الإعتبارات". وختم: "هناك قضايا لا تحتمل أكثر من المماطلة، فإلى متى ستبقى الثروة النفطية رهينة السجالات؟ فيما العدو الإسرائيلي يمعن في محاولاته لسرقة هذه الثروة التي ينتظرها اللبنانيون منذ عقود".

 

وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال حسين الحاج حسن: عاكفون على تشكيل الحكومة بسرعة والفريق الآخر يتعمد التعطيل

وطنية - أكد وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال حسين الحاج حسن أن "حزب الله وحلفاءه عاكفون على تشكيل الحكومة بأقصى سرعة واليوم قبل الغد ولكن الفريق الآخر الذي يتلقى تعليماته من الخارج يعطل لأن الجهات التي يأتمر بها مأزومة". كلام الحاج حسن جاء خلال حفل تكريمي للناجحين في الشهادات الرسمية، نظمه "حزب الله" في بلدة تمنين الفوقا، بمناسبة عيد الغدير، حضرته قيادات سياسية وحزبية وبلدية وحشد كبير من الأهالي، وقال: "أن الفريق الآخر يدأب على تعطيل العمل الحكومي بحجة أنه لا إمكانية لإصدار قوانين تشريعية في ظل حكومة تصريف الأعمال مع العلم أنه منذ العام 2005 صدر أكثر من 40 قانونا، ومنها إخلاء سبيل لبعض الموقوفين". وفي الختام وزعت شهادات تقديرية وجوائز رمزية على الناجحين.

 

نواف الموسوي: لن نسمح بلبنان جائزة ترضية لمن خاب سعيه في سوريا

وطنية - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب السيد نواف الموسوي خلال إحتفال تأبيني في بلدة الصوانة الجنوبية، اننا "نشكو في هذه الآونة من أن ثمة مسؤولين وقيادات لتيارات وجهات سياسية خرجت عن مقتضيات المصلحة الوطنية، وهي تعمل بموجب توجيهات تأتيها من مرجعياتها الإقليمية والخليجية بحيث تعطل المؤسسات الدستورية في البلد وتدفعه إلى حافة الحرب الأهلية التي هددنا بها أحد المسؤولين الخليجيين في محاضرة ألقاها في معهد مقرب من اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية". واضاف: "إن معنى ما قاله هذا المحاضر هو تهديد للبنان وللبنانيين وهذا يكشف عن المنحى الذي تسلكه سياسة هذه الدولة الخليجية تجاه بلدنا، فهي سياسة تصعيدية تخريبية تضع لبنان في دائرة الخطر، فالشلل الذي يعاني منه الوطن اليوم في مؤسساته الدستورية تتحمل مسؤوليته هذه الدولة الخليجية، فهي التي تعطل قيام حكومة تعكس الإرادة الحقيقية للشعب اللبناني وتتوافق مع روحية الميثاق الوطني ونصوصه وتتناغم مع مقتضيات الوفاق الوطني، بل هي تريد حكومة تفرض سيطرتها المطلقة عليها بحيث تتحكم بالقرار اللبناني بجهاته المختلفة بما فيه قرار استخراج النفط وتحرير لبنان من التبعية المالية والإقتصادية". وتابع: "ما يعاني منه لبنان اليوم هو أن ثمة جاهلية إقليمية تتحكم بمصيره وتمنعه من الخروج من أزمته السياسية وتقطع الطريق على خروجه من أزمته الاقتصادية من خلال هذه المواقف المتعندة للفريق الآخر الذي يرفض قيام حكومة وفاق وطني ويمنع مؤسسة المجلس النيابي عن القيام بدورها التشريعي، هذه الجاهلية التي نعاني منها في لبنان تضع لبنان واللبنانيين جميعا في دائرة الخطر، ولذلك فإننا نتفهم تماما الهواجس التي تعتمر في صدور المواطنين المسيحيين في الشرق كله، فاليوم إذ يعقد المسيحيون في الشرق مؤتمرهم الأول في لبنان ليعبروا عن الهواجس التي تنتابهم والتي تساورهم جراء الأوضاع السياسية والميدانية في سوريا وفي لبنان، ونحن نتفهم هذه الهواجس كاملة". ولفت الى ان "المخاطر التي يعاني منها المسيحيون في لبنان وفي الشرق هي المخاطر نفسها التي تعاني منها الجماعات الدينية جميعا في لبنان والمنطقة، ولو كتب لشوكة التكفير القتال أن تنتصر في سوريا فلن يبقى لبنان لا بوجود جماعاته الدينية ولا كبلد تعددي متنوع، بل سيتحول إلى إمارات وولايات يقتطعها هذا الأمير التكفيري وذاك".

وقال: "ان الطمأنينة والأمن لا يتحققان للجماعات التي تؤلف المجتمع اللبناني إلا من خلال التمكن من الإنتصار على التكفيريين في سوريا، وبهذا المعنى فإن الدور الذي تقوم به المقاومة حيث تقوم به هو دور الدفاع عن بقاء لبنان وعن أمن المجموعات اللبنانية جميعا التي تؤلف هذا الوطن النموذجي المثالي في تنوعه وتعدده، وإذا كان الأمن والطمأنينة لا يتأتيان إلا من خلال المواجهة المباشرة للقوى التكفيرية فإن عمل السياسة في لبنان لا يعود إلى طبيعته ولا يستقر الا بمواجهة التكفيرية السياسية، وهنا أشير الى أن مرجعية التكفيرية القتالة والتكفيرية السياسية هي واحدة، وإن من يحرك المجموعات التكفيرية في سوريا المقاتلة القتالة هو نفسه الذي يقود مجموعات التكفير السياسي في لبنان، والمقصود بالتكفير السياسي هو الفريق الآخر الذي يرفض أن يكون الحكم في لبنان قائما على الشراكة الوطنية، بل يعتبر أن الحكم هو له وحده وأن الباقي هو مجرد رعايا وأتباع وأهل ذمة يعملون وفق أجندته وبرنامجه. إن رفض الشراكة في الحكم ورفض مقتضيات الوفاق الوطني هو الوجه الآخر للتكفيرية القتالة في سوريا والمنطقة، ومصلحة اللبنانيين جميعا هي في هزيمة التكفيريين المقاتلين والقضاء على ذهنية الإستبداد والذهنية الأحادية التي لا تريد للحكم في لبنان أن يكون حكما وفاقيا تشارك فيه القوى السياسية جميعا". واضاف: "عندما يتحدث الآخرون عن موقفنا نسألهم هل أن موقفنا ينسجم مع المصلحة الوطنية أو لا، ومتى دعونا إلى حكومة تتألف من فريقنا السياسي لوحدنا منذ أن زاولنا العمل السياسي؟ نحن في فريقنا جميعا كنا ولا نزال نقول بوجوب قيام حكومة وحدة وطنية، وهنا نذكر أنه حتى حكومة الرئيس ميقاتي تأخرت أشهرا لمحاولة اقناع الفريق الآخر بالإنضمام الى هذه الحكومة". وتابع: "ما زلنا نقول دائما كما في السابق أن هذا البلد التعددي لا يمكن للحكومة أن تكون فاعلة ومجسدة للارادة السياسية للبنانيين جميعا إلا إذا كانت مؤلفة على أساس النسب التمثيلية للكتل النيابية، وكل كتلة تتمثل في الحكومة بحسب حجمها، لأن نظامنا السياسي في لبنان هو نظام الديموقراطية التوافقية، ما يعني أن كل سلطة ينبغي أن تكون سلطة إئتلافية موسعة على ما يتسالم عليه أهل السياسة والفكر السياسي في العالم أجمع. في مواجهة التهديدات والأفعال المهددة، لن نسمح لأن يكون لبنان جائزة ترضية لمن خاب سعيه في سوريا، ولن نقبل أن يحتجز لبنان رهينة لدى دولة للمساومة عليه في مؤتمر جنيف 2، ولن نقبل بعد تحرير المخطوفين من بلدة أعزاز أن تختطف دولة خليجية لبنان لتبتزنا به ولتبتز الدول في الاقليم او الدول المعنية بحل الأزمة في سوريا. إن لبنان هو بلد قائم بذاته وله استقلاله وحريته ويجب أن تمشي المؤسسات الدستورية وفق إرادة اللبنانيين لا وفق مزاجية هذا الأمير أو ذاك الأمير". وختم الموسوي: "كما مددنا اليد من قبل إلى الحوار والتفاهم فإننا نتوجه مرة أخرى إلى شركائنا في هذا البلد من الفريق الآخر بالقول منذ أكثر من سنتين وأنتم تراهنون على الوضع في سوريا وانتم تمنون النفس بأن تتطور الأوضاع فيها بما يخدم حكمكم الآحادي المنفرد، وجاءت الوقائع السورية بعكس ما تتمنون وتشتهون، إن الوقائع السورية في تطورها لن تكون في صالحكم بل إنها حتى لو كانت في صالحكم فإن التوازنات الداخلية اللبنانية هي على قدر من القوة بحيث لا تسمح لأي مؤثر إقليمي أن يقلب التوازنات الداخلية، ومن يرد أن يتذكر فعليه أن يعود إلى عام 1982، بحيث إن حلفا غربيا أميركيا إسرائيليا لم يمكن فريقا في الداخل من أن يحكم منفردا، لذلك لا تضيعوا الوقت، وأن هذا الوقت الذي يمضي نحن بحاجة إليه كلبنانيين لحل أزماتنا ولإطلاق عملية التنقيب عن النفط واستخراجه ليصبح لبنان دولة منتجة للنفط والغاز وغنية لا يضطر أبناؤها أن يهاجروا إلى الخارج بطرق تؤدي إلى موتهم غرقا في البحر أو تؤدي إلى موتهم بعيدين عن أهلهم وأحبائهم، فلا تضيعوا الوقت وبادروا إلى حكومة وفاق وطني وشراكة وطنية لأن لبنان لا يمكن أن يحكم إلا على قاعدة الشراكة وعلى قاعدة الوفاق".

 

عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض: من يقفل المنافذ أمام الإنفراج الداخلي يريد إعاقة الإنتخابات الرئاسية

وطنية - اعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، خلال احتفال تأبيني في بلدة كفركلا، أن "الرأي العام يتعرض لتضليل كبير وتمارس معه عملية ذر الرماد في العيون كي لا يرى الأمور على حقيقتها، والذين يناوئون المقاومة وحلفاءها لا يملكون إلا سلاح العصبية والمذهبية، لأن بعض المزاج الشعبي عندما يتعرض للتعبئة المذهبية يصاب بانحرافات وتشوهات وتضل عنده البوصلة". ورأى أنه "من حق الرأي العام أن يعرف أن البعض أخذ لبنان رهينة لسياساته التصعيدية المذهبية، وهو يعطل تشكيل الحكومة ويعطل الجلسات التشريعية للمجلس النيابي ويغطي الإقتتال الداخلي في طرابلس"، مؤكدا أن "صورة الانقسام في المشهد السياسي اللبناني راهنا باتت واضحة في أبعادها وخلفياتها، فنحن نريد الاستقرار وإطلاق عجلة المؤسسات بينما الفريق الآخر يهدد الإستقرار ويعطل عمل المؤسسات. ان من يقفل المنافذ أمام الإنفراج الداخلي وإطلاق عمل المؤسسات يريد إعاقة الإنتخابات الرئاسية المقبلة". وأكد فياض أن "السياسة التصعيدية الغرائزية لا تخدم المصلحة اللبنانية بل تضربها في الصميم، وهؤلاء، نكدا بالمقاومة واستهدافا لها، مستعدون لأخذ البلد إلى الشلل والإضطراب والخراب، فالمعادلة التي يسعون لتكريسها هي أنه طالما هناك مقاومة فالبلد في حالة غير طبيعية من الإضطراب وعدم الإستقرار، في حين أنهم هم من يتسبب بالإضطراب وعدم الإستقرار عن سابق إصرار وتصميم. وان السياسيين الذين يوفرون الغطاء ويقدمون الذرائع لتبرير الإقتتال الداخلي في طرابلس هم أكثر إجراما من المسلحين الذين يطلقون الرصاص على المدنيين وعلى المناطق الآهلة". كما شارك فياض، في بلدة رب الثلاثين، باحتفال تكريمي للأسيرين المحررين من أعزاز حسن حمود وعلي عباس، وألقى كلمة قال فيها ان "المقاومة قاتلت على مدى ثلاثين عاما بنبل وشهامة لأن معركتنا لا تنفصل عن قيمنا وأخلاقنا، في حين أن المجموعات التي اختطفت المدنيين الأبرياء وحجزتهم في أعزاز ارتكبت فعلا إجراميا لا يمكن تبريره بأي معيار أخلاقي أو سياسي، وهو إلى جانب ما تمارسه تلك المجموعات فإنه يظهر الوجه الحقيقي لها ويسقط كل ادعاءاتها بأنها صاحبة قضية نضالية". ودعا فياض إلى "تركيز الجهد بعد تحرير أسرى أعزاز على إطلاق المطرانين ابراهيم ويازجي وبذل كل ما يلزم في سبيل ذلك".

 

حسن فضل الله: هناك من يريد تقويض بنية هذه الدولة الهشة

وطنية - أسف عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور حسن فضل الله "للمرحلة التي نعيشها اليوم في ظل انعدام وجود الدولة، لأن هناك من يريد تقويض بنية هذه الدولة الهشة من أجل أن تكون هناك فوضى في لبنان".

وقال خلال رعايته احتفال تكريم تلامذة في مدينة بنت جبيل: "نسمع بين الحين والآخر مواقف تأتي من هنا وهناك تحاول أن تمعن تقويضا في بنية الدولة، والذين يعطلون المؤسسات الدستورية سواء المجلس النيابي أو تشكيل الحكومة هم يسهمون عن سابق تصور وتصميم في تقويض هذا البنيان للدولة، لأنهم عندما لا يكونون متحكمين بالسلطة التي تدير هذه الدولة فهم يريدون تدميرها، وإلا ما معنى هذا الأداء السياسي الممنهج في تعطيل كل شيء في لبنان"، معتبرا "أن تعطيل المجلس النيابي هو تعطيل للقوانين وللمشاريع التي تتعلق بحياة الناس في أبسط القضايا المعيشية مثل سلسلة الرتب والرواتب، وعندما لا يكون هناك تشريع في المجلس النيابي لا يمكن أن نقر مثل هذه القوانين". ورأى أن "الذين يعطلون تشكيل الحكومة يعطلون اليوم حياة الناس سواء على المستوى الإنمائي أو المالي أو الإقتصادي أو الصحي أو التربوي أو أي مجال من مجالات الحياة اليومية"، وسأل: "لماذا لا يوجد حكومة في لبنان اليوم؟ ولماذا وضعت الدولة في الثلاجة؟ ولماذا اتخذ قرار بتجميد وتعطيل كل شيء في لبنان؟ هناك فريق سياسي لبناني لديه مرجعية في الخارج وهذه المرجعية أعطت أمرا بأن يجمد الوضع في لبنان بغض النظر عن النتائج السلبية على حياة الناس، ولذلك يوجد جمود وتعطيل، وهذا التعطيل يتحمل مسؤوليته أولئك الذين يقاطعون جلسات المجلس النيابي ويرفضون تشكيل الحكومة، أو أن يستفيد لبنان من ثرواته النفطية، وكل ذلك يتم ربطه بالوضع في سوريا، لأن هناك دولا في المنطقة تريد أن تغير المعادلة في سوريا وصدمت عندما لم تتغير هذه المعادلة بل تغيرت لغير مصلحتها، فلهذا أريد للبنان أن يجمد وأن ينتقم منه لأنه بقي بلدا مستقرا ومحافظا على هدوئه على الرغم من التوترات والأعمال الارهابية التفجيرية التي حصلت". وقال: "إن البعض اليوم يبشر اللبنانيين بالحرب الاهلية والفتنة، ويحرض على الفتنة والحرب الأهلية في لبنان. لماذا يجب أن يحصل حرب أهلية في لبنان؟ ولماذا هناك من يصر على ضرب الإستقرار والوحدة بين اللبنانيين؟ هناك مشروع إقليمي دولي قد انهار وبدأ ينهزم في سوريا، وانهزامه في سوريا سيرتد انهزاما على كل المنطقة، فلذلك يريدون أن يخربوا البلدان والدول ومنها لبنان". أضاف: "أننا معنيون جميعا بالمحافظة على استقرار بلدنا وعلى هدوئه ووحدته، وأن الدولة على الرغم من الضعف الذي يصيبها هي المعنية من خلال قواها الأمنية وفي طليعتها الجيش اللبناني الذي يحمي الإستقرار والسلم ويحافظ على الهدوء ويمنع جر لبنان إلى أي فتنة. سنبقى ضد الفتنة والحرب الاهلية وسنفشل المشروع الذي يحضر للبنان باستهداف أمنه واستقراره، وكما عملنا في السابق على منع الفتنة واسقاط مشروعها سنبقى على هذا الموقف وسنحافظ على بلدنا واستقراره وسنكون في طليعة المتصدين لأولئك الذين يريدون تخريب بلدنا من خلال الدولة ومؤسساتها".

وتابع: "لم يبق لأصحاب المشروع التخريبي في المنطقة سوى الخرطوشة الأخيرة التي يستخدمونها منذ فترة، وهذا المشروع التخريبي الذي أراد اسقاط المنطقة وسوريا واستهداف المقاومة يتلاشى، والبعض يصاب بالخيبة والخسران وبحالة الضياع جراء سقوط الرهانات". ودعا الجميع الى "تغليب لغة العقل والحوار والتلاقي والتفاهم والشراكة والعودة الى منطق التفاهم السياسي بتشكيل حكومة جامعة تضم كل الأطراف والقوى بحسب الموازين النيابية، وتشكل من خلال تلاقي أطرافها في المكان المناسب لمعالجة المشكلات وللنهوض بالبلد وحمايته، وعلى الرغم من كل الخطاب المتوتر والخيبة التي أصابت البعض في لبنان، لا نزال عند خطاب التهدئة والتلاقي ولم الشمل ، لأن بلدنا لا يمكن أن يقوم إلا على أساس التفاهم".

 

رعد في تخريج طالبي: المقاومة مصرة على النجاح

وطنية - أقامت مدارس جمعية الإمداد الخيرية حفل تكريم لتخريج دفعة من تلامذتها الناجحين في الشهادة الرسمية المتوسطة في ثانويتي الإمام الخميني وأهل البيت في زقاق البلاط، برعاية رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، ممثل عن سفير الجمهورية الإسلامية الايرانية، مدير عام جمعية الإمداد محمد برجاوي وشخصيات اجتماعية وتربوية وسياسية. بعد تلاوة القرآن الكريم، وكلمة التلامذة ألقتها فاطمة عقيل، تلاها كلمة لمدير ثانوية الإمام الخميني محمود تقش، ثم كلمة النائب رعد حيث تساءل "من الذي يعطل تشكيل الحكومة في هذه المرحلة ولماذا؟". وقال: "الذين حققوا انتصارا للبنان لا يريدهم البعض أن يكونوا في الحكومة، ولأن النهج الذي جسد وحقق انتصارين كبيرين للبنان، لا يريدون الإقرار به في البيان الوزاري، هؤلاء يريدون تقديم لبنان على طبق من فضة اذا بقي ثمة فضة في هذا البلد لأعداء لبنان للطامعين به للمتسلطين، للذين يريدون الهيمنة على سياستنا".

أضاف: "المقاومة تتصدى لهذا النهج، ومصرة على تحقيق النجاح، وعلى أن يكون النجاح انجازا وطنيا بامتياز، ومصرة على الانتصار وعلى أن يكون الانتصار انجازا وطنيا ايضا، ولن تنفع هؤلاء كل محاولاتهم للاطباق على المقاومة، ولاستدراج الحروب العدوانية ضدها ولمحاصرتها. كل هذه المحاولات لن تنفع معهم، وسيحبطون أكثر مما أحبطوا حتى الان اذا استمروا في هذا النهج". وتابع رعد: "الذين تطاولوا على المقاومة تعاملنا معهم بقدر تطاولهم وأقل، وقلنا أن التطاول على المقاومة خط أحمر، وما دون ذلك كله قابل للنقاش. لم نطلب تعديلا لا بميثاق وطني، ولا بدستور، ولا بصلاحيات، لكن أقل ما طالبنا به أن تحفظ مواقع القوة التي حققت انتصارات وتحمي لبنان من أي عدوان، ومع ذلك لا يريدون لهذه القوة أن تستمر". وسأل: "هل من يضحي بأعز من لديه من أبناء وأخوة ويقدمهم شهداء في سبيل تحرير أرض الوطن وفي سبيل رفع موقع الأمة في مواجهة أعدائه، هل يستحق أن يطعن في ظهره، أو أن يتآمر عليه؟ نحن نفهم أن يستهدف المقاومة أعداؤها، لكن لا نفهم على الإطلاق أن يستهدف المقاومة من يعيش في كنف بركاتها، ولأننا قوم أعزاء نستشعر الأسى على هؤلاء المتورطين الذي يقودهم قصر نظرهم إلى التواطؤ على المقاومة والطعن في ظهرها". وقال: "إننا نصنع الانتصارات للأمة وليس فقط للمناطق التي نعيش فيها، نحن نصنع الأمجاد للبنان كل لبنان، وليس فقط لجنوبه وبعض المناطق فيه، نحن نحمي السلم الأهلي في لبنان، والذي يحفظ الأمن والاستقرار ضد التدخلات الإسرائيلية في لبنان ليس الأمم المتحدة الذي يمنع ذلك فقط، هو "جهوزية المقاومة وبسالة مجاهديها". وفي الختام، تم توزيع الشهادات التقديرية لكل التلامذة الناجحين.

 

"حزب الله": لبنان على حافة حرب أهلية

 المستقبل/اشار "حزب الله" أمس، الى انه "جاهز لتشكيل الحكومة على أساس الشراكة وليس على أساس المنطق الإقصائي"، معتبراً ان "التطاول على المقاومة خط أحمر، وما دون ذلك كله قابل للنقاش"، معتبراً ان "تصريحات البعض تكشف وقوف لبنان على حافة حرب أهلية". وأوضح وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش، خلال رعايته الاحتفال الذي أقامه "حزب الله" وبلدية معروب لمناسبة عيد الغدير في بلدة معروب، "أننا لا نتصدى للتيارات التكفيرية لأننا نختلف معها في الرأي أو في الإنتماء المذهبي، بل لأنها سلكت طريق القتل والإجرام، وأباحت لنفسها أن تستبيح دم المسلمين ومالهم وأعراضهم، ولأنها تمثل مشروعا تدميريا لمجتمعنا وأمتنا ولوحدة قضايانا".  وأكد وزير الزراعة في حكومة تصريف الاعمال حسين الحاج حسن، خلال رعايته حفلا أقامه معهد "أمجاد" في النبطية "ضرورة تشكيل الحكومة للقيام بواجباتها الوطنية"، معتبرا ان "العراقيل التي يضعها فريق الرابع عشر من آذار، وآخرها تعطيل جلسة مجلس النواب بحجة جدول أعمالها، سببها الراعي الإقليمي لهذا الفريق وقال: "نحن جاهزون لتشكيل الحكومة على أساس الشراكة وليس على أساس منطقهم الإقصائي والإلغائي". وشدد رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد خلال حفل تربوي، على ان "الذين تطاولوا على المقاومة تعاملنا معهم بقدر تطاولهم وأقل، وقلنا ان التطاول على المقاومة خط أحمر، وما دون ذلك كله قابل للنقاش". وسأل "من الذي يعطل تشكيل الحكومة في هذه المرحلة ولماذا؟"، وقال "لأن الذين حققوا انتصاراً للبنان لا يريدهم البعض ان يكونوا في الحكومة، ولان النهج الذي جسّد وحقق انتصارين كبيرين للبنان لا يريدون الاقرار به في البيان الوزاري، هؤلاء يريدون تقديم لبنان على طبق من فضة اذا بقي ثمة فضة في هذا البلد لاعداء لبنان للطامعين به للمتسلطين، للذين يريدون الهيمنة على سياستنا". واعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض، خلال حلقة نقاش حوارية في مدينة صور، أن "الأزمة في لبنان هي مزيج من عوامل بنيوية وسياسية"، مشدداً على ان "الاسراع في تشكيل الحكومة هو موضوع حاجة ماسة لإعادة تسيير عجلة الدولة وتفعيل مواجهة بؤر التهديد الأمني التي تستهدف الاستقرار ومواجهة مسارب التسلل الارهابي التكفيري التي تريد تصديع وحدة اللبنانيين ودفع اللبنانيين الى التصادم المذهبي". ورأى ان "تصريحات البعض تكشف وقوف لبنان على حافة حرب أهلية وعن النوايا السيئة في المضي قدما في سياسية التصعيد والتهديد باستهداف السلم الأهلي في لبنان، وان الأغلبية العظمى للشعب اللبناني هي في غير هذه الوجهة، اذ تتمسك بوحدة اللبنانيين وعيشهم المشترك واصرارهم على صنع مستقبلهم وبناء بلدهم وحمايته من نزاعات التقسيم والتطرف والتهديد".

 

مقتل وجرح العشرات من "حزب الله" في اشتباكات بدمشق

أفاد المجلس العسكري للجيش السوري الحر لدمشق وريفها بمقتل وجرح العشرات من عناصر حزب الله في تفجير أحد مقرات القيادة في ضاحية السيدة زينب بالعاصمة السورية دمشق، بحسب ما ذكرت قناة "العربية"، الأحد.

وتدور اشتباكات عنيفة، الأحد، على محور السيدة زينب بين الجيش الحر وقوات النظام المدعومة بقوات حزب الله ولواء أبو الفضل العباس، وتحديدا في حي المشتل، وحي البيرقدار. وأظهرت الصور الواردة عن تلك الاشتباكات قيام الجيش الحر بتدمير مقر قيادة لميليشيا حزب الله في ضاحية السيدة زينب. وكانت مصادر متطابقة أكدت، السبت، مقتل 15 عنصرا من حزب الله في غوطة دمشق على يد الجيش السوري الحر. كما أكدت المصادر سقوط 7 جرحى من عناصر حزب الله نقلوا إلى لبنان لتلقي العلاج إثر معارك ضارية خاضتها ميليشيا حزب الله إلى جانب نظام بشار الأسد. العربية

 

معادلة خطرة جديدة يفرضها "حزب الله" على ألسنة اللبنانيين: التطاول على المقاومة خط احمر

يقال نت/كلام خطير جديد يدلي به "حزب الله" المسلح، من خلال رئيس كتلته النيابية محمد رعد! بعيد صدور القرار ١٥٥٩، قال الامين العام  للحزب حسن نصر الله ان من يمد يده على سلاح المقاومة تقطع. بعض من اتهموا بالتآمر على هذا السلاح، قتلوا! حاليا يخرج محمد رعد ليطلق معادلة جديدة... تتصل باللسان! قال: ان التطاول على المقاومة خط أحمر! وهذا بمعادلة نصر الله السابقة معناه: الالسنة ستقطع!  اذن، اعتبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ان "الذين تطاولوا على المقاومة تعاملنا معهم بقدر تطاولهم وأقل، وقلنا ان التطاول على المقاومة خط أحمر، وما دون ذلك كله قابل للنقاش"، وقال: "لم نطلب تعديلا لا بميثاق وطني ولا بدستور ولا بصلاحيات، لكن اقل ما طالبنا به ان تحفظ مواقع القوة التي حققت انتصارات وتحمي لبنان من أي عدوان، ومع ذلك لا يريدون لهذه القوة ان تستمر". وسأل خلال احتفال أقامته مدارس الامداد: "هل من يضحي بأعز من لديه من أبناء وأخوة ويقدمهم شهداء في سبيل تحرير أرض الوطن ورفع موقع الامة في مواجهة اعدائه، هل يستحق ان يطعن في ظهره او ان يتآمر عليه؟ نحن نفهم ان يستهدف المقاومة أعداؤها لكن لا نفهم على الاطلاق ان يستهدف المقاومة من يعيش في كنف بركاتها، ولاننا قوم اعزاء نستشعر الاسى على هؤلاء المتورطين الذي يقودهم قصر نظرهم الى التواطؤ على المقاومة والطعن في ظهرها". كما سأل: "من الذي يعطل تشكيل الحكومة في هذه المرحلة ولماذا؟ لأن الذين حققوا انتصارا للبنان لا يريدهم البعض ان يكونوا في الحكومة، ولان النهج الذي جسد وحقق انتصارين كبيرين للبنان لا يريدون الاقرار به في البيان الوزاري، هؤلاء يريدون تقديم لبنان على طبق من فضة اذا بقي ثمة فضة في هذا البلد لاعداء لبنان للطامعين به، للمتسلطين.

 

مأزق الحكومة وملامح الفراغ: هل تستسلم 14 آذار لشروط "حزب الله ولماذا؟

يقال نت/هل يمكن أن تتراجع 14 آذار وتقبل بتشكيل حكومة، وفق إرادة "حزب الله" تجنّبا للفراغ؟ هذا السؤال، طرح في الأيام الأخيرة في مجالس كثيرة، إنطلاقا من رؤية متوافرة لدى كثيرين بأن الفراغ لا يضير "حزب الله" على الإطلاق، لا بل قد يكون من أهدافه، على اعتبار أن هذا الحزب يريد الوصول الى إعادة تأسيس النظام اللبناني، وانتزاع المثالثة في الحكم على حساب المناصفة. وثمة من يعتقد بأن إعادة طرح بنية النظام اللبناني على طاولة البحث، سوف يتسبب، بما لا يقبل أي شك، بفراغ على مستوى رئاسة الجمهورية، بحيث يذهب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى منزله، في نهاية ولايته، من دون أن تكون هناك حكومة، تملك القدرة على تعبئة المرحلة الإنتقالية. ومن يعتقد ذلك، يرى أن "حزب الله" باستعمال قوته العسكرية، في ظل الفراغ، يستطيع أن يفرض وجهة نظره التأسيسية. ومن يعتقد بذلك، يرى أيضا أن أقل الخسائر لـ14 آذار يكمن في القبول بتشكيل حكومة، بالممكن، اي بشروط "حزب الله". ماذا كان الجواب عن هذا الطرح؟ وفق المتوافر، فإن قادة 14 آذار، يرفضون رفضا باتا المشاركة في حكومة وفق شروط "حزب الله"، وهم يعتقدون بأن الموافقة على ذلك، تعني الإستسلام نهائيا لإرادة هذا الحزب والتوقيع على صك بتسليمه لبنان. 14 آذار، لا ترفض الشراكة مع "حزب الله"، لكن "حزب الله" يريد منها الإستسلام.

من يدقق بما يطلبه "حزب الله " لتشكيل الحكومة، يرى الآتي:

أولا، الثلث المعطل.

والثلث المعطل يعني عمليا، إمساك "حزب الله" بقرار إسقاط الحكومة، حين يرى ذلك مناسبا له، وتاليا هو من يتحكم بتوقيت الفراغ في البلاد، أو بقلب المعطيات. وليس أدل على ذلك، سوى كيفية استخدام الثلث المعطل لإسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري.

ثانيا، القتال في سوريا.

إن "حزب الله" يريد حكومة تغطي مشاركته في القتال في سوريا، وتغطي تراجعه الدراماتيكي عن توقيعه على إعلان بعبدا، الذي جاء ليفرض على كل الأطراف اللبنانية الإبتعاد عن المشاركة الميدانية في سوريا، والإكتفاء بالمشاركة الإعلامية.

ثالثا، ثلاثية " الشعب والجيش والمقاومة".

إن " حزب الله" يريد ضمان تسليم كل اللبنانيين بهذه المعادلة، قبل الموافقة على شكل الحكومة وإعلانها.

ووفق قادة في 14 آذار، فإن الموافقة على هذه الشروط الثلاثة لتشكيل الحكومة، يعني الإستسلام وليس أي شيء آخر.

ووفق هؤلاء أيضا، فإن الموافقة على ذلك، لن توفر للبنانيين ما يطمحون اليه من تشكيل الحكومة، على اعتبار أن العلاقات اللبنانية بالعالم العربي تحديدا، ستدخل في أزمة أكبر من تلك التي هي عليه حاليا، كما أن العلاقات مع المجتمع الدولي ، سرعان ما سوف تتأزم، وسيكون كل لبنان من يدفع الثمن. أمام هذا المشهد، كيف يمكن الخروج من مأزق شبح الفراغ؟ ثمة من يؤكد، بأن المخرج المتوافر يكون باقتناع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بأن قلمه هو الأداة التنفيذية لقناعاته التي عبّر عنها بوضوح هذا الأسبوع. وهذا ممكن، عندما تضيق الخيارات وتقصر الأزمنة!

 

المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى دعا قباني الى الرجوع عن مخالفاته وتحدّيه للسلطة القضائية وأعتبر أن السكوت عن أحداث طرابلس تواطؤ وخيانة

 المستقبل/إعتبر المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، أن "الأحداث الأليمة التي تحصل في طرابلس وما تتعرض له المدينة من تهديد وأعمال عنف، هو إستباحة لأمنها وأرواح الآمنين وإقتصادها وتاريخها وعيشها المشترك". وأكد ان "السكوت بحق طرابلس خيانة والضعف امام إتخاذ المواقف الحاسمة من السلطة هو تواطؤ مشترك". ودعا مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، الى "الرجوع عن تجاوزاته ومخالفاته وتحديه للهيئات الناخبة في طرابلس وكل لبنان وللسلطة القضائية، لأنه لا يمكن ترك الأمور تجري كما هي اليوم دون إتخاذ القرار الحازم والنهائي".

عقد المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، إجتماعاً طارئاً في دار الفتوى بطرابلس، لدراسة آخر المستجدات على صعيد القرارات التي نفذها مفتي الجمهورية بإجراء إنتخابات أعضاء الشمال في المجلس الشرعي وسابقا إنتخابات ممثلي البقاع، في حضور الوزير في حكومة تصريف الاعمال أحمد كرامي ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، أحمد الصفدي ممثلا الوزير محمد الصفدي، النواب: خالد ضاهر، معين المرعبي، محمد كبارة، سمير الجسر، كاظم الخير، قاسم عبد العزيز، مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، مفتي البقاع الشيخ خليل الميس، ونائب رئيس المجلس الوزير السابق عمر مسقاوي والأعضاء.

وإستهل المفتي الشعار الإجتماع بكلمة رحب فيها بإنعقاد إجتماع المجلس الشرعي في مقر دار الفتوى بطرابلس وقال: "أهلا وسهلا بكم في دار الفتوى في طرابلس والشمال حاضنة الوطن ومحضنا للجميع في هذا اللقاء الإسلامي الذي يضم النخبة المباركة من السادة الوزراء والنواب لطرابلس والشمال واصحاب السماحة وأعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الذين نشد على أيديهم ونبارك جهدهم، ونعتبر أن مسيرة الخير لن تتوقف طالما أننا وإياكم عازمون على أن نستوعب كل قضايا المجتمع وكل قضايا الوطن فضلا عن قضايانا الإسلامية والوقفية الداخلية". أضاف: "هذه العاصمة التي لم تتوقف فيها الحركة والتي ستبقى تؤدي رسالتها ودورها الهام أيا كانت العواصف والرياح العاتية والمكائد التي تكاد لهذه المدينة او لهذا الشمال النابض، ورغبنا أن يكون هذا اللقاء هنا في بداية رحلة تغييرية من أجل ان يعم الوعي والأمن والإستقرار في ربوع وطننا بإذن الله تعالى، ونحن إذ نبارك بهذا المجلس الشرعي التي أعلنت مؤسسات الدولة في مجلس الشورى ورئاسة مجلس الوزراء شرعيته فإننا نتمنى دائما أن يحتضن هذا المجلس كل قضايا الوطن فضلا عن القضايا الداخلية الوقفية من أجل أن يستتب كامل العمل في مؤسساتنا الإسلامية في دور الفتوى في المناطق وفي دوائر الأوقاف وفي المجالس الإدارية وغيرها".وختم الشعار: "لا يسعني إلا ان أنقل تحيات رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الذي كان عازما على الحضور وتغيب لإنشغاله بأمور طارئة، إلا أنه يبارك ويؤيد كل ما نتوصل إليه في ملتقانا العام وفي إجتماعاتكم في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى".

ثم تحدث نائب رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الوزير السابق عمر مسقاوي فعرض للتحركات والخطوات السابقة التي قام بها المجلس. وقال: "رغبنا أن يكون إجتماعنا في دار الفتوى بطرابلس ليكون لهذا اللقاء معناه في ما يتعلق بمدينة طرابلس أولاً ومعناه لما حصل في الإسبوع الماضي من إنتهاك لهذه المدينة وإبتعاد عن المسؤولية التي كان يتوجب على دار الفتوى في لبنان إتخاذها في الإعتبار في إطار دور طرابلس في بنية هذه الدار فإبتعدت عن هذا الدور وأجرت إنتخابات غير شرعية لممثلي طرابلس والشمال في المجلس الشرعي، ونحن على إتصال بالوزراء والنواب الذين يطالبوننا في كل المناطق بأن يكون لهم دورهم إلى جانب المؤسسة التي يجب أن تعود إلى مسارها الصحيح". أضاف: "ونحن إذ نشكر سماحة المفتي الشعار على إستضافته هذا الإجتماع وننتهز هذه المناسبة بأننا فرحنا بيوم إنتخابه مفتيا من اهل المدينة رغم كل الإصرار الذي كان لدى سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الذي كان يرغب بالقيام ببدعة التعيينات، هذه التعيينات التي أدت إلى إفتقاد هذه المؤسسة كل بنية أساسية تتعلق بدورها في خدمة المسلمين عامة، لأن القانون قد جعل لها موقعا في إطار خيارات المسلمين أنفسهم وفي إطار خيارات المناطق على صعيد من يمثلهم في على صعيد إنتمائهم الإجتماعي بكل معناه الديني".

وشرح الظروف التي مدد فيها للمجلس الشرعي منذ نهاية دورته في العام 2009، وقال: "نحن نتطلع إلى دور لهذا المجلس في مهمته الذي لا يزال يسير بها وهذا الدور الذي يقوم على نقطتين أساسيتين أعلن عنها أصحاب الدولة وبحضور مفتي الجمهورية لتحديث وتطوير هيكلية هذه المؤسسة وإيجاد الروابط المتينة في ما بين كل فروعها من خلال روابط إدارية لها معناها القانوني وقد بدأنا بهذا الأمر العام 2010 حين طلب إلينا وإلى المجلس وإلى مفتي الجمهورية بالتمديد للمجلس الشرعي عام 2010 و2011 وفي تلك المرحلة توزعت المهام التي إتخذها أصحاب الدولة على عاتقهم القيام بها بمتابعة من المجلس الشرعي بأن يكون هناك متابعة للتحديث والتطوير".

وادلى مفتي البقاع خليل الميس بتصريح قال فيه: "إخواننا في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى ومن كافة المناطق اللبنانية توجهت عزيمتهم اليوم الى هذا اللقاء في طرابلس الفيحاء كموقف تضامني مع طرابلس واهلها في المحنة التي تمر بها المدينة، ونعلن من هنا وبإسم كل المناطق اللبنانية ان طرابلس عصية على المؤامرات والفتن التي تحاك ضدها، وإذ نشكر سماحة المفتي ونواب طرابلس على إستقبالنا هنا واننا نقول لكم كلنا طرابلس ولتسلم طرابلس ويسلم لبنان".

وفي ختام الإجتماع صدر بيان جاء فيه: "توقف المجلس عند "الأحداث الأليمة التي تحصل في طرابلس وما تتعرض له المدينة من تهديد وأعمال عنف وإستباحة لأمنها وأرواح الآمنين وإقتصادها وتاريخها وعيشها المشترك"، مؤكدا ان "تلك التطمينات التي تصدر عن المسؤولين في كل مرة لم تعد مجدية، فالإخلال بأمن طرابلس وتعطيل حياتها اليومية والإقتصادية وحجز ما يزيد عن نصف ساكني الأبنية في المدينة عبر رصاص القنص والأسلحة الثقيلة التي تتسع في كل مرة بوسائل حديثة، بحيث ان السكوت بحق طرابلس خيانة والضعف امام إتخاذ المواقف الحاسمة من السلطة هو تواطؤ مشترك لا يخفى على من يراقب هذه الأزمة على مدى سنين من قبل الدولة التي تقف مشلولة امام إستقرار هذه المدينة وحياتها المنفتحة على الناس جميعا".

أضاف: "لقد تعرضت طرابلس لإعتداءين إرهابيين طالا مسجدا السلام والتقوى، ورغم فظاعة الجريمة اثبتت طرابلس انها مدينة لا تريد الفتنة ولكنها لا تقبل إلا بالوصول إلى نهاية التحقيقات في هذه الجريمة الإرهابية وإصدار الأحكام العدلية بحق جميع المتورطين، ولتكن رسالة للجميع ان طرابلس لم ولن تقبل اقل من ذلك، فإن كرامتنا في طرابلس وفي كل موقع في لبنان هو جزء من كرامة الإنسان في لبنان او سوريا لأن هذا الإعتداء على الآمنين لا يرتبط بموقع او مكان وانما إعتداء على قيمة الإنسان الذي كرمه الله بقوله تعالى: "من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا".

واكد المجلس على "ضرورة الإلتزام بالقرارات القضائية الصادرة عن مجلس شورى الدولة، ويدعو مفتي الجمهورية الى الرجوع عن تجاوزاته ومخالفاته وتحديه للهيئات الناخبة في طرابلس وكل لبنان وللسلطة القضائية لأنه لا يمكن لنا ترك الأمور تجري كما هي اليوم دون إتخاذ القرار الحازم والنهائي". وختم: "إن المجلس الشرعي يؤكد على خطة العمل التي اعلن عنها بتاريخ 8/12/2012 والتي تأسست على المبدأين التاليين، الأول توفير كافة الضمانات التي تؤمن إجراء كافة الإنتخابات التي تشكل البنية الهيكلية لإنتخابات المجلس الشرعي والتي تتمثل بإنتخابات المجالس الإدارية والمفتين المحليين وذلك طبقا للمرسوم 55/18 والذي إعتمده مجلس الشورى في قراراته المتعددة كأساس لبناء مشروعية المجالس الإدارية والمفتين بالإضافة للمجلس الشرعي، والثاني التأكيد على القرارات التي إتخذها المجلس الشرعي كمدخل لإجراء الإصلاحات المقترحة من لجنة التطوير والتحديث، وقد حققت اللجان التشريعية والقضائية تقدما في هذا الموضوع يمكن المجلس من ان يقرر بصورة نهائية العملية الإصلاحية سواء كانت في التوزيع العادل للمقاعد او الهيكلية الرقابية المالية والإدارية في مؤسسات دار الفتوى".

 

مقالات

 

لماذا لم يدرك الأسد بعد أنه انسحب من لبنان؟

 محمد مشموشي/المستقبل

لم يقل رئيس النظام السوري بشار الأسد، في مقابلاته الأخيرة مع ثلاثة أجهزة اعلام في لبنان، ولم يفعل في واقع الأمر، الا ما كان يقوله ويفعله على امتداد السنوات الماضية قبل انسحاب قواته من لبنان وبعده. كأن شيئا لم يتغير، لا في لبنان بعد نيسان من العام 2005 عندما تم سحب هذه القوات، ولا في سوريا بعد آذار العام 2011 عندما بدأت الثورة الشعبية ضده ولا تزال حتى الآن. ولا حاجة للقول إن هذه المفارقة لن تتغير، ما دام في لبنان من لا يزال يردد بمناسبة ومن دون مناسبة "شكرا سوريا"...ثم يحدد هذه الدولة الشقيقة بأنها "سوريا الأسد" فقط لا غير. ومن بين نقاط عديدة أوردها الأسد في مقابلاته هذه، يجدر التوقف أمام ثلاث منها على الشكل التالي:

حول مؤامرة ميشال سماحة ـ علي المملوك المثبتة بالصوت والصورة وأدوات الجريمة، قال الأسد انه يريد من لبنان دلائل فعلية وملموسة على هذا الاتهام، وأن أحداً لم يقدم "اليه" شيئا من ذلك. ولكن، لماذا "اليه" بالذات ومن دون اعتبار للقضاء اللبناني الذي تسلم هذه الدلائل وقام بتحقيقاته اللازمة مع سماحة ثم أصدر مذكرتي توقيف بحق المملوك وأحد الضباط العاملين معه، فهو يفسر في الواقع الأسلوب الذي تعاطى به نظام الأسد الأب والابن مع لبنان طيلة السنوات الماضية. ولبنان هنا، هو السلطة والقضاء والأمن والمال والاقتصاد وحتى الشعب كله بمختلف طوائفه ومذاهبه من دون استثناء.

الا أن الأسد لم يقف عند هذا الحد. فقد استغل، على عادة نظامه في مثل هذه الحال، مناسبة رغبة لبنان الملحة وحاجته لتحرير المخطوفين من أبنائه منذ عام ونصف العام في منطقة أعزاز، لإعادة تأكيد أنه لا يزال يتحكم بهذا البلد والسياسة والقضاء والأمن فيه بالرغم من كل شيء.

كان مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم مستعداً، فضلاً عن أنه مضطر، لطرق كل الأبواب في سوريا كما في تركيا وقطر وغيرهما لانجاز مهمة اطلاق المخطوفين واعادتهم الى بيوتهم وعائلاتهم، فلم يتورع نظام الأسد عن وضعه أمام المملوك بالذات وبصورة مباشرة. لماذا؟. لأنه يريد أن يقول للبنانيين، فضلا عن العالم الخارجي كله، إنه والنظام "بريئان" من التهمة الموجهة اليهما رسميا وعلنا من قبل الدولة والقضاء في لبنان.

ثم انه، بالأسلوب ذاته وللغاية ذاتها، تعمد الاخلال بما وصف بـ"صفقة متكاملة" يتم فيها الافراج عن أكثر من مئة من المعتقلات السوريات في سجونه، ليدعي تبريرا لذلك(ويردد معه اعلامه اياه في لبنان طبعا) بأن اطلاق سراح المعتقلات السوريات يتصل بقضية أخرى هي تحريرالمطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم المخطوفين بدورهما...ثم ليتم بعد ذلك الافراج عن حوالي ستين سجينة من دون حدوث أي شيء في مسألة المطرانين.

أما عن سياسة "النأي بالنفس" اللبنانية تجاه ما يحدث في سوريا، فقال الأسد انه يرفض مثل هذه السياسة من جهة أولى فضلا عن أن لبنان لم يطبقها في واقع الأمر من جهة ثانية. لكنه توقف عند هذه النقطة من دون زيادة في الشرح. فلم يقل مثلا انه كان يريد من الجيش وقوى الأمن الداخلي(عملاً بـ"معاهدة الأخوة والتعاون"، أو بمقولة "وحدة المسار والمصير") أن تدخل الأراضي السورية للدفاع عن نظامه في مواجهة شعبه، كما فعل "حزب الله" وكتائب "أبو الفضل العباس" العراقية. ولا أنه كان يتوقع ربما، للسببين اياهما، أن يقفل لبنان حدوده مع سوريا ليمنع مئات آلاف النازحين السوريين من عبورها، أو حتى أن يعيدهم في حال عبورهم الى الداخل السوري لتقوم قوات النظام باعتقال أو تصفية من تريد منهم. وفي هذين، رفض سياسة "النأي بالنفس" والشكوى من عدم تطبيقها، يمكن فهم اشارة الأسد الى ما يعتبره اخلال لبنان بموجبات "الوصاية" السابقة من ناحية، والى أن "حزب الله" تولى الوفاء بها تعويضا عن هذا الاخلال من ناحية ثانية.  بل وأكثر من ذلك، فمن خلالهما أيضا يمكن فهم مسلسل العمليات الأمنية والتفجيرات والسيارات المخففة الذي يضرب لبنان منذ عامين ونصف العام...أليس لبنان وسوريا بلدا واحدا، وان بشعبين ودولتين، وأن هذا البلد يخوض في هذه المرحلة معركة ضد "العصابات المسلحة" ووسط "حرب كونية" شاملة تشن عليه من الخارج؟.

أما في النقطة الثالثة، فيلقي رئيس النظام السوري محاضرة في العلم السياسي وفي "العمل الثوري"، يكرر فيها ما كان قد قاله سابقا عن عجز الدولة عن أداء مهامها في حماية الأمن الوطني وتاليا نشوء "المقاومة" لسد هذا العجز. حديثه هذه المرة كان عن سوريا، وتحديدا عن انشغال قواتها المسلحة بالدفاع عن البلد في مواجهة أعدائها في الداخل، وتوفر الظروف بنتيجة ذلك لنشوء "مقاومة" شعبية تقوم بمساعدة هذه القوات من جهة، في الوقت الذي تردع فيه أعداء الخارج عن محاولة المس بالأمن القومي من جهة أخرى. ولا يخفى على أحد هنا، أنه انما يتحدث عن لبنان بشكل خاص وبالتالي عن "حزب الله"، وأنه يغمز بذلك مجددا مما دأب(وأتباعه وحلفاؤه والحزب معاً) على اعتباره عجزاً من الدولة في لبنان أدى في النهاية الى نشوء ما يسميانه "المقاومة" فيه. وهل هناك من يسأل بعد لماذا عمل نظام الأسد و"حزب الله" وأتباعهما وحلفاؤهما دائما في خلال الفترة الماضية كلها والآن أيضا على منع اعادة بناء الدولة في لبنان، بل ولماذا لم يدرك كذلك أنه انسحب فعلا من لبنان؟.

العودة الى بداية المقال قد تقدم الجواب.

 

بشار التاجر ماذا سيبيع بعد الكيماوي؟

مصطفى علوش/المستقبل

"أكلما اغتال عبد السوء سيده أو خانه فله في مصر تمهيد نامت نواطير مصر عن ثعالبها

 فقد بشمن وما تفنى العناقيد ما يقبض الموت نفساً من نفوسهم إلا وفي يده من نتنها عود" (المتنبي)

فيما كانت بعض سرايا من الجيش السوري تقاوم على تخوم مدينة القنيطرة في اليوم الثالث لحرب 1967 أعلن رئيس الوفد السوري في مجلس الأمن الدولي عن سقوط المدينة وكل الجولان بيد إسرائيل.

في ذلك اليوم اتصل أحد الضباط المحاصرين بدبابات العدو بوزير الدفاع السوري ليعلمه بأن القنيطرة لا تزال تقاوم وبأن جنوده تحت القصف وأنهم بحاجة للدعم، فأجابه الوزير "علم!".

استشهد الضابط ومعظم جنوده بعد وقت قصير من الاتصال فيما كان وزير الدفاع يجلس وراء مكتبه الجديد في مكان ما من مدينة حمص، بعد أن انسحبت قيادة الحزب والجيش بأكملهما من العاصمة دمشق مخافة أن يتم احتلالها من الجيش الإسرائيلي بعد أن تم سحب كل الوحدات المسلحة والموالية للحكم من المواجهة مع العدو للحفاظ عليها!. وزير الدفاع يومها كان حافظ الأسد! بعد أيام جُمعت كوادر البعث في قاعة كبرى في حمص وخطب فيهم الدكتور ابراهيم ماخوس، وزير الخارجية في تلك الأيام، قائلاً: "لا يهم إن سقط الجولان ولا حتى دمشق وحلب فهذه مجرد مدن يمكن استعادتها، ولا يهم إن دمرت البيوت، لأنه يمكن إعادة تعميرها، المهم ألا يسقط حزب البعث" ببساطة فقد كان على السوريين تعلم الدرس منذ ذاك اليوم، فنظام كالذي حكم سوريا مستعد للتخلي عن كل الشيء والتضحية بكل شيء مقابل البقاء في الحكم، وكان بالتالي عليهم أن يعرفوا بأن بشار مثل أبيه ومثل من سبقهما، مستعد لبيع كل شيء ولتدمير كل شيء مقابل البقاء يوماً إضافياً في السلطة. كل الخطب العنترية وشعارات العزة والكرامة وتمنين البشر بالممانعة لم تكن سوى جزءً من البضاعة التي وضعها هذا النظام ليبيعها ويشتري بثمنها بقاءه "إلى الأبد وما بعد الأبد!"، ومن ضمن البضاعة المعروضة اليوم سلاحه الكيماوي!. لم يكن بشار بحاجة للكيماوي لكي يثبت طول باعه بقتل البشر، وبالأخص من كان أعزلاً منهم، فتاريخ أبيه حافظ وعمه رفعت حافل بالفظائع، ومع ذلك لم يستعمل أي منهما الكيماوي في دفن عشرات الألوف من أبناء حماة أحياءً سنة ولا في قتل المعتقلين في السجون ولا في ذبح المئات من أبناء باب التبانة في المجزرة المنسية سنة . ومن الواضح اليوم أن بشار تفوَق على أبيه وعمّه في عدد ضحاياه من الشعب السوري مستخدماً كافة أنواع الأسلحة التي لم يستخدمها أبداً في مواجهة إسرائيل. وهنا قد يُطرح سؤال وجيه فطالما نجح بشار في مهمته بالسلاح التقليدي فما جدوى استعماله للسلاح الكيماوي في وقت حذره العالم بأسره، وبالأخص الولايات المتحدة الأميركية، من رد حاسم في حال استعمله؟. من الواضح على المستوى العسكري أن القدرة على حسم المعركة بالكيماوي غير ممكنة إلا إذا استعمل على نطاق واسع بما يؤدي إلى إبادة عشرات الآلاف من البشر مما سيدفع حتماً إلى رد فعل دولي واسع وحاسم.  أما استعماله بشكل محدود فلن يكون له تأثير كبير على سير المعارك. فما الحكمة في استعماله بالطريقة التي حصلت، أي بين المحدود والواسع؟!. هناك من يقول إن خطأً في الحساب قد حصل على المستوى "الفني"، وآخرون يتحدثون عن مؤامرة ما؟ وأنا أرى أن بشار، وعلى الأرجح بتوافق مع الروس، فعل فعلته ليضع الكيماوي في التداول في السوق الدولية ليبيعه فيخرج الجميع "منتصرين" محتفظين بمياه وجوههم.  فروسيا أعادت صورتها كلاعب دولي قادر على إدارة الأزمات، والولايات المتحدة حركت أساطيلها مجبرة بشار على الخضوع مؤكدة أنها لا تزال القوة الأكبر في العالم، وإسرائيل تخصلت من تهديد الكيماوي وإن كان تهديداً نظرياً في ظل نظام الأسد، أما بشار فقد ربح فرصة جديدة ليستمر بالقتل غير الكيماوي، وليخرج من جديد على محطة جديدة ليردد مقولات قديمة حفظها من والده.صدق من قال إن قصر المهاجرين هو فعلاً "قصر المتاجرين" ولكن أي قطعة من ثيابه سيبيعها بشار غداً بعد الكيماوي؟.

()عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل"

 

انسحاب "حزب الله" من سوريا جزء من صفقة إقليمية ـ دولية

ثريا شاهين/المستقبل/إيران لا تتحدّث على الاطلاق عن مشاركة "حزب الله" في القتال في سوريا. أمّا روسيا الاتحادية فتتجنّب إعطاء معلومات للمسؤولين أو للسفراء الأجانب حول الموضوع بحجّة أنّها لا تتدخّل في شؤون سوريا الداخلية ولا في الشأن الداخلي اللبناني، ذلك على أساس أنّها تقف ضدّ أي تدخّل أجنبي في سوريا من أي جهة أتى سواء من الدول العربية أو من إيران. بعد إنجاز التفاهم الأميركي الروسي حول الموضوع السوري لا سيما نزع السلاح الكيماوي، كانت هناك توقّعات انسحاب "حزب الله" من سوريا في وقت قريب وأنّ هذا التفاهم سينعكس تخلياً من الحزب عن مشاركته في العمل العسكري في سوريا. إلاّ أنّ مصادر ديبلوماسية تؤكدّ انّ انسحاب الحزب من سوريا لا يرتبط بالتفاهم الأميركي الروسي. إذ إنّ الظروف التي أدّت في نظر الحزب ومَنْ وراءه، إلى المشاركة لا تزال قائمة ولم يحصل أي تطوّر فيها. وفي نظره أنّ كل العالم يتدخّل في سوريا. وجود "حزب الله" في سوريا بات مرتبطاً، وفقاً للمصادر، بالتسوية الأساسية للملف السوري، وهو يشكّل جزءاً لا يتجزّأ منها. قد يعمل الحزب على تخفيف العدد أو الإبقاء على جزء من الأرض إذا ما وجد ذلك لازماً، إنّما لن يكون هناك انسحاب كامل قبل أن يطمئن إلى "الظهر" وفق ما يقول أركانه. كما يرتبط إلى حد كبير بوقف الدعم الخارجي للمعارضة ولكل المجموعات التابعة لها. حتى أنّ بقاء الوضع السوري في حالة جمود على الأرض أو "ستاتيكو"، لن تكون مسألة مساعِدة لانسحابه من سوريا. على الأقل قد يكون مربوطاً باتجاه ما للحل أو للتسوية. على أنّ المصادر تجزم أنّ وجود الحزب في سوريا بات ورقة سياسية لن تُسلَّم هكذا من دون ثمن. وهو لن يتخلى عنها، طالما أنّ هناك بوادر لتسوية ما ستتبلور لاحقاً. الآن هناك مرحلة دولية من الإعداد لمفاوضات سورية سورية، ووجوده هناك ورقة يمتلكها ليس الحزب فحسب، بل النظام السوري والمحور الاقليمي الداعم له، ولن تسلّم إلاّ إذا جرى في مقابلها الحصول على مكتسبات سياسية وأمنية. حتى الآن لا يوجد اتفاق على "جنيف2" ومبدأه، وعلى مؤشرات الحل النهائي. لكن في مرحلة الانتظار والترقّب، الانسحاب سيكون صعباً. وفي المرحلة اللاحقة إذا ما حصلت التسوية، فإنّ قرار الانسحاب سيكون من ضمن الحلول التي يتم التوصّل إليها، ويأتي الانسحاب تسهيلاً لتنفيذ الحلول المتفق حولها.

أوساط نيابية تشير إلى أنّ الانسحاب هو رهن أوامر القيادة الإيرانية التي يتّبعها الحزب كلياً، وقراره ليس في يده بل من الحرس الثوري الإيراني، والذي يشكّل الحزب فيه فصيلاً. والأمر يرتكز إلى نظرة إيران لتطوّر الموقف في سوريا، ولتفاوضها مع الغرب حول النووي. ومن الواضح أنّه حتى على الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، لم يكن لدى الحزب أوامر بالرد. وتفيد المصادر الديبلوماسية أنّ موضوع الانسحاب له علاقة مباشرة بإيران. وبالتالي، علاقته ليست فقط بالوضع السوري. إذ انه إذا ما حصلت صفقة أميركية إيرانية بعد هذا الجو من الانفراج في العلاقات السياسية، فإنّه من ضمن الصفقة سيأتي انسحاب الحزب من سوريا مقابل ثمن ما لإيران. وهذا الموضوع سيُطرح ضمن أي حوار متطوّر ومتقدّم بين واشنطن وطهران في اطار إيجاد حل معيّن لمعالجة الوضع السوري، ومن ضمن الملفات التي يرتقب أن يناقشها الطرفان في مرحلة لاحقة من التفاوض الحاصل على البرنامج النووي. في اطار التفاهم الأميركي الروسي، لم يحصل أي تفاهم على انسحاب الحزب من سوريا، بل على سحب السلاح الكيماوي، وانسحابه سيأتي ضمن صفقة أميركية مع إيران، لأنّ إيران هي التي أرسلت الحزب للقتال في سوريا، أرسلتهم أولاً، لدعم النظام السوري ولكي يبقى صامداً، وثانياً، هذه المشاركة أعطت إيران والحزب موقعاً على طاولة التفاوض للحل في سوريا، وباتت المشاركة عاملاً من العوامل المؤثّرة على واقع الأحداث في سوريا ومن خلال تزويد النظام بأسلحة وذخائر وللدعم العسكري والقتال لأجله، ولن ينسحب الحزب ما دام يؤدي نتائج على الأرض لصالح النظام، لذلك لا انسحاب إلاّ إذا حصلت ترتيبات دولية اقليمية معينة وفي اطار ضمانات حول الثمن لذلك.  ومهما علت أصوات المسؤولين الكبار في الدولة ونوّاب 14 آذار حول ضرورة حصول هذا الانسحاب، فإنّ الأمر مستبعد. مع الإشارة إلى أنّ إسرائيل مرتاحة لمشاركة الحزب في سوريا، وهذا يقع لمصلحتها ويناسبها إلى أقصى حد.

 

خطة التخلص من حزب الله و«القاعدة»!

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

نسب حديث لأحد الأميركيين يعلق فيه على طول الحرب في سوريا التي تجاوزت مواجهاتها العامين ونصف العام، قال إن من الأفضل استمرار القتال حتى يجهز حزب الله و«القاعدة» بعضهما على بعض، وتتخلص الولايات المتحدة من عدوين شرسين. وقد سبق أن ناقشت ما قيل بأن سوريا تمثل «مصيدة الذباب»، أي إنها الحلوى التي تغري الجماعات الجهادية من أنحاء العالم بالذهاب للقتال هناك، حيث يتم التخلص منهم جميعا. وعيب هذين المنطقين المتقاربين أنهما لن ينجحا، بل قد تكون النتيجة عكسية تماما، وهي زيادة قواعد التنظيمين وقدراتهما على خوض حروب إقليمية أكبر لاحقا.

هناك فارق كبير بين الحروب الفكرية، الدينية في الحالة السورية، وحروب العصابات التي تحدث في أميركا الجنوبية أو حتى في ضواحي لوس أنجليس. «القاعدة»، تنظيم آيديولوجي ديني، وكذلك حزب الله. وكلا التنظيمين، المتشابهين عقلا وعملا، ترعرعا وازدهرا بسبب المواجهات المختلفة. تنظيم القاعدة خسر معظم صفوفه الأولى التي بدأت معه في التسعينات، لكن رغم الملاحقة والتصفيات زاد وتوسع، ليس لأنه كان ينتصر عسكريا، بل كان يستخدم هزائمه، وانتصاراته كذلك، ضمن الترويج لطروحاته المتطرفة. الخطأ الجسيم ترك سوريا ساحة حرب مفتوحة، تسهل على الجماعات المتطرفة أن تنمو في أجوائها. وقد عرف النظامان الإيراني والسوري قيمة هذه الجماعات في تخويف الغرب، ونتيجة لذلك استخدما «القاعدة» في العراق واليمن والسعودية. كما استخدما قبل ذلك حزب الله منذ الثمانينات في تنفيذ عمليات انتحارية وخطف طائرات والحرب بالوكالة عنهما.

مأساة سوريا هي التي رفعت عدد المجندين إلى الرقم المخيف الذي نراه اليوم، ومكنت «القاعدة» من العودة بقوة إلى الشارع الإسلامي رافعة لواء الدفاع عن الشعب السوري المضطهد. والنظام السوري لم يمانع في وجود تنظيم القاعدة، عبر «داعش» و«جبهة النصرة»، مدركا أن مقاتلي «القاعدة» سيرتكبون من الجرائم أبشعها بما يحقق للنظام تحسين وضعه كخيار أمام العالم؛ إما «القاعدة» أو نظام الأسد، ونحن نعرف أن الاثنين بعضهما مثل بعض، مرفوضان من قبل أغلبية السوريين. وحزب الله، بدوره، حصل على دور جديد وإضافي سياسي وعسكري ويكافأ عليه ماديا كذلك، نتيجة دخوله الحرب في سوريا، وهو يعرف أنه يستطيع تعويض ضحاياه لو خسر آلافا من مقاتليه بآخرين. باسم الدين يستطيع تجنيد آلافا آخرين. وبالتالي، يخطئ من يعقد مقارنة بين عصابات المخدرات والجماعات الدينية المتطرفة ويبني عليها استنتاجاته من أن هذه التنظيمات سيقضي بعضها على بعض. يستطيع المتطرفون، مثل «داعش» وحزب الله، التقاتل أو التعايش داخل الصراع السوري لعشر سنوات أخرى، خاصة أن «القاعدة» كانت - ولا تزال - تتعامل مع إيران، ولا يزال بعض قادتها يعيشون على أراضيها. ومن سوريا المدمرة يمكن لهم الانطلاق نحو دول المنطقة والعالم كما فعلت «القاعدة» عندما نفذت عملياتها التي هزت العالم في شرق أفريقيا ثم هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

 

الإبراهيمي وإيران.. والميليشيات الشيعية!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

في الوقت الذي نقلت فيه وسائل إعلام إيرانية عن مبعوث السلام الدولي الأخضر الإبراهيمي قوله من طهران إن «مشاركة إيران في مؤتمر جنيف طبيعية وضرورية ومثمرة أيضا، ومن ثم نأمل أن توجه هذه الدعوة»، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» معلومات مهمة عن الدور الإيراني في سوريا تناقض تقييم الإبراهيمي تماما للدور الإيراني هناك!

الصحيفة الأميركية تقول في عددها الصادر أمس، نقلا عن مسؤولين أميركيين وعرب، إن الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والمعروف أن مرجعه المباشر هو المرشد الأعلى، يقوم بزيارات منتظمة لسوريا، وإنه، أي سليماني، يضطلع بدور قيادي مهم في العمليات التي تقوم بها قوات بشار الأسد ضد الثوار السوريين. كما نشرت الصحيفة أن إيران تقوم بإرسال قوات من حرسها الثوري، وميليشيات حزب الله بالطبع، وهو ما أعلنه حسن نصر الله بنفسه. والأهم في القصة هو تأكيد المسؤولين الأميركيين أن إيران تقوم باستقطاب مقاتلين من اليمن يتم تدريبهم في إيران ونقلهم إلى سوريا ليشاركوا في القتال دفاعا عن الأسد! ومن المعلوم أيضا أن هناك ميليشيات شيعية عراقية تشارك في الدفاع عن الأسد تحت نفس المنظومة الإيرانية، وبالتالي فإن السؤال هو: كيف يمكن أن يقول الإبراهيمي، بعد كل ذلك، إن «مشاركة إيران في مؤتمر جنيف طبيعية وضرورية ومثمرة أيضا، ومن ثم نأمل أن توجه هذه الدعوة»؟! كيف يمكن أن يكون لإيران دور إيجابي في سوريا، بينما تحاول السعودية، مثلا، بحسب ما نقلته «نيويورك تايمز»، تنقية الثوار السوريين من المتطرفين، بمساعدة أردنية، هذا غير الجهود المبذولة من الإماراتيين، في حين تقوم إيران باستقطاب وتدريب وإرسال متطرفيها الشيعة إلى سوريا للقتال هناك؟! وكيف يمكن القبول بما قاله الإبراهيمي والمعلومات تقول إن عدد المتطرفين في سوريا قابل للتضاعف كل ستة أشهر ما دامت جرائم الأسد مستمرة، بمساعدة إيرانية؟! أوليس من الأولى أن يطالب الإبراهيمي إيران أولا بسحب ميليشياتها الشيعية، وخصوصا أن الإرهاب الشيعي في سوريا يتم برعاية النظام الإيراني نفسه، بينما السعودية، وحلفاؤها، يفعلون المستحيل لوقف تدفق المتطرفين السنّة إلى سوريا، وهو الأمر الذي تؤكده عدة مصادر، وأهمها الآن قصة «نيويورك تايمز» المشار إليها في هذا المقال؟! إيران جزء من الأزمة السورية، وليست جزءا من الحل، والإشكالية في دعوة إيران لمؤتمر «جنيف 2» تعني أمرين؛ الأول أن طهران تجني ثمار استثمارها بالأزمة السورية، من خلال الميليشيات الشيعية التي تقاتل هناك دفاعا عن الأسد. والأمر الثاني هو أن دعوة إيران تعني إدراج سوريا في ملف المفاوضات النووية الدولية بين إيران والمجتمع الدولي، مما يعني تسويفا للأزمة السورية، وتعزيزا للموقف الإيراني في المفاوضات النووية من دون وجه حق، وهو ما يخالف الحكمة السياسية التي تقتضي تجريد إيران من أوراقها التفاوضية، وليس تعزيزها كما يحدث الآن بالحديث عن ضرورة دعوتها لمؤتمر «جنيف 2»!

 

"الباب العالي" الأميركي وسياسة رعاة البقر

أحمد الجارالله: السياسة

لا يا مستر أوباما... المملكة العربية السعودية ليست جمهورية موز, ولا هي حديقة خلفية لواشنطن. لا, ليس مع السعودية تمارس سياسة الخفة, فالمملكة لها ثقلها الدولي ودورها المميز, وقيادتها تدرك جيدا هذا الحجم والدور وتعمل في إطارهما, وهو ما أغفلته إدارتك أخيراً بالتعاطي مع قضايا المنطقة بانتهازية لن تعود على بلادك إلا بالمزيد من الخسائر وخصوصاً في هذه المرحلة التي وصل فيها الدين العام إلى رقم فلكي لم يسبق ان وصلت إليه دولة. لا يا مستر أوباما, الرياض لم تخضع يوماً للإملاءات, ولا كانت سياستها رد فعل, فهي مرجعية خليجية وعربية وإسلامية, فلا تُعقد  صفقات على حسابها أو تملى عليها أوامر التحرك, ومن يتوهم ذلك هو مشتبه قصير نظر لم ير حقيقة حجم المملكة. على البيت الأبيض العودة إلى التجارب السابقة في هذا الشأن, فطوال العقود السبعة الماضية من التحالف السعودي - الأميركي كانت مواقف المملكة واضحة ومحافظة على استقلال قراراتها, ولم تتحكم بإدارتها مصالح حزبية أو قوى ضغط اقتصادية, كما هي حال الإدارات الأميركية. وما على أوباما وفريقه سوى قراءة المواقف السعودية الأخيرة جيداً فكلها تتحدث بمفردات واحدة لا التباس فيها, وكلها مستوحاة من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. في السنوات الماضية تعددت الاشارات التحذيرية السعودية لواشنطن من مغبة سياستها في المنطقة, لكن يبدو أن البيت الأبيض غارق في غيبوبة جراء أمراض الشيخوخة التي بدأت تفتك بالرجل الاميركي المريض, تماما كما كانت حال السلطنة العثمانية التي تسببت سياسة الباب العالي في ربع القرن الاخير من عمرها باطلاق رصاصة الرحمة عليها مع نهاية الحرب العالمية الاولى.

نعم, سياسة البيت الابيض أدت في ربع القرن الاخير إلى الكثير من الخطايا في المنطقة لأن اداراتها المتعاقبة  تعاملت مع الشرق الاوسط بذهنية رعاة البقر وليس بسلوك حضاري لدولة تعتبر نفسها رائدة العالم, لذا على ادارة الرئيس باراك أوباما التعلم من التجارب الماضية مع المملكة, ولاسيما تجربتي العام 1973 حين قادت السعودية معركة قطع النفط عن الغرب أثناء حرب أكتوبر, او في العام 1996 عندما طردت السفير الاميركي بعدما تخطى حدود الديبلوماسية. رغم التحالف الستراتيجي بين الرياض وواشنطن, كانت المملكة ولاتزال تتبع سياسة ثابتة تقدم فيها مصالح الامة على المصالح الخاصة, على العكس من ذهنية رعاة البقر المتحكمة بالسلوك السياسي الاميركي والمتمثلة بالعديد من المواقف, أكان في انحيازه الأعمى الى جانب اسرائيل وسكوت البيت الأبيض, بل منعه, مجلس الامن من إدانة ممارساتها في فلسطين وتحويل القدس عاصمة للكيان الاحتلالي, وسعيه اليوم الى رفع خطر السلاح الكيماوي السوري عنها بنزعه, او تقليم أظافر ايران نووياً. سياسة رعاة البقر التي مارستها واشنطن مع دول عربية عدة, أكان في لبنان او اليمن او العراق, أغرقت تلك الدول في حمامات دم بعدما قدمتها على طبق من فضة الى ايران, مطلقة يدها في ارتكاب المجازر الطائفية, بينما في مصر خلعت كل أقنعة الديمقراطية وحقوق الانسان حين فرضت, بالتهديد والوعيد, حكم عصابة الإفك على المصريين, وتحولت سفيرتها في القاهرة عازفة في جوقة جماعة "الاخوان", ووقفت علنا ضد ارادة 40 مليون مصري خرجوا الى الشوارع  لاسقاط حكم المرشد المسترشد بما يُملى عليه من واشنطن.

اما على الصعيد البحريني, فلسنا بحاجة الى التذكير بدور السفير الاميركي لدى المنامة الذي بات يعمل طبالا عند فرقة ما يسمى المعارضة  التي هي في الاصل طابور خامس تشغله ايران للولوج من البحرين الى بقية دول الخليج العربية, تحقيقا للحلم الفارسي التوسعي الذي لم يتغير رغم زوال نظام الشاه, وليس بعيداً عن ذلك موقفها المتردد في انقاذ الشعب السوري. أمام كل هذا, حين تتخذ قيادة المملكة هذا الموقف الحازم بوجه الولايات المتحدة, فهي تقول بوضوح ان لا أحد, لا أميركا ولا روسيا أو غيرهما, يمكنه بعد اليوم فرض ارادته على العرب والمسلمين, ولا إخضاعهم لصفقات وشروط ضد مصالحهم وعلى حساب أمنهم. وليس الاعتذار عن عدم شغل مقعد في مجلس الأمن الدولي إلا رفضاً للسلوك الحقيقي الأميركي الذي تسبب بشلل هذه المؤسسة, وأفسح في المجال أمام روسيا لمنح نظام دمشق أطول فترة ممكنة لقتل المدنيين, وحماية الجرائم الإسرائيلية التي تمارس ضد الفلسطينيين, عبر حق النقض الذي أصبح في الواقع أداة لانزال الظلم على الشعوب وسلب حقوقها. ان موقف المملكة في جوهره هو موقف دول "مجلس التعاون" الخليجي, بل هو موقف العالم العربي ومعه الكثير من دول العالم التي تعاني من ظلم يتسبب به ازدواج المعايير والعجز الاممي, وقيادة المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حين أعلنت هذا الموقف التاريخي, قرعت جرس الانذار إزاء ما يواجهه العالم من كيل بمكاييل عدة في المؤسسات الدولية, وهو تحذير قوي للولايات المتحدة المتوهمة أنها قادرة على قيادة العالم وفقا لما تمليه مزاجية راعي البقر.

 

مسارات خطرة للتدخل في سوريا

فايز سارة/الشرق الأوسط/

مما لا شك فيه أن الأزمة في سوريا بدأت أزمة داخلية، كان أساسها ثورة السوريين ضد نظامهم الاستبدادي بعد أن صادر حقوق السوريين واستعبدهم، ورسم ملامح حياتهم ومستقبلهم وفق مصالحه، التي لا تمثل في الأساس سوى مصلحة أقلية، اتخذت لها ملامح عائلية وطائفية ومناطقية، وطبقية، بل إن النظام استطاع دمج كل تلك الاعتبارات في بنية واحدة، ولدت هذا الشكل من النظام الأمني العسكري الذي لم يتأخر في كل تاريخه عن الانخراط في عنف شامل ضد السوريين، حيث تطلب الأمر ذلك قبل أن يبلغ هذا العنف حده الوحشي على نحو ما يظهر اليوم.

لقد واجه المحيط الإقليمي الأزمة السورية باعتبارها صراعا بين السوريين ونظامهم بقليل من الاهتمام وكثير من الحذر، والسبب الرئيس في ذلك عاملان؛ أولهما حذر المحيط الإقليمي من رد فعل النظام في حال اتخاذ موقف مؤيد للحركة الشعبية ومطالبها في التغيير، وقد اعتادت الدول المحيطة على سياسة انتقامية يطبقها النظام ضد أي دولة، تعارض سياسته أو تؤيد تحركات معارضيه من خلال فتح ملفات جاهزة وتدخلات أمنية وسياسية ذات طبيعة انتقامية. والأمر الثاني، رغبة الدول المحيطة في الابتعاد عن صراعات دول الجوار، والانتباه إلى مشكلاتها الداخلية، ومعظم الدول المجاورة لسوريا والقريبة منها لديها مشكلات سياسية واقتصادية وأمنية، تدفعها للابتعاد عن التدخل في شؤون بلد لا تأمن نتائج تدخلها فيه.

لقد بدت السياسة الإقليمية حيال الأزمة السورية في الأشهر الأولى من الثورة هادئة وحذرة كما ظهر الموقفان العراقي والأردني، وبعضها طرح مبادرات وعلاجات للازمة على نحو ما حاولت تركيا، في حين اتخذ لبنان موقفه الشهير «النأي بالنفس عن الأزمة»، بل إن دولة حليفة للنظام السوري مثل إيران، سعت للظهور بموقف المحايد من الأزمة السورية.

غير أنه وإزاء دخول الصراع بوابة الصراع العسكري مع إصرار النظام على الحل الأمني – العسكري، أخذت مواقف الدول المحيطة والقريبة من سوريا تتغير وتتبدل، وكان الأبرز في هذا التبدل وقوف إيران بكل قوتها إلى جانب النظام، وزادت على ما سبق تقديم دعم سياسي واقتصادي، وتجاوزتهما إلى دعم عسكري، شمل في البداية معونات عسكرية وخبراء، قبل أن تضغط على تنظيمات موالية لدعم النظام بالمقاتلين على نحو ما فعل حزب الله اللبناني، ثم ميليشيات أبو الفضل العباس العراقية، اللذان يشاركان في الحرب على السوريين، ولا سيما في حمص وريف دمشق.

وتوازى مع توسع التدخل الإيراني في الأزمة السورية، اتخاذ تركيا موقفا هو الأقوى إقليميا في معارضة سياسة النظام السوري، وكانت مؤشراته تقديم دعم سياسي ولوجيستي للمعارضة، وجعل تركيا مقرا رئيسا للمعارضة وبوابة عبور رئيسة للأسلحة والذخائر إلى الداخل السوري، إضافة إلى تحملها عبء مرور وإقامة أكثر من مليون سوري أغلبهم في مخيمات ترعاها الحكومة التركية وسط قلة من المساعدات الدولية.

ولم يكن التبدل في تدخلات الجوار في الأزمة السورية مقتصرا على الإيرانيين والأتراك، إنما شمل دولا أخرى، وإن كان بأشكال مختلفة على نحو ما طرأ على الموقفين اللبناني والعراقي؛ فالأول رغم الإبقاء على شعار «النأي بالنفس» ناصر بالمحصلة سياسة النظام في دمشق في المستويين العربي والدولي من خلال الامتناع عن اتخاذ موقف يدين تلك السياسة، بل هو ناصرها أحيانا بصورة مباشرة، وذهب إلى الأبعد في عدم ممانعة التدخل العسكري لحزب الله في سوريا، وهو شريك رئيس في الحكومة والبرلمان اللبناني، كما رسمت السلطات اللبنانية سياسة أمنية تناهض المعارضة وتتعاون مع السلطات السورية في مجالات عدة بما فيها اعتقال وتسليم معارضين للنظام.

واتخذ التبدل العراقي شكلا مختلفا، يكرس سياسة الدولة العميقة، التي تمثلها سلطة المالكي. ففي الظاهر ظلت ادعاءات الحياد معلنة، أما في الباطن فقد قدمت السلطات العراقية دعما مميزا للنظام السوري وسياسته في مواجهة الثورة، شمل تقديم مساعدات مالية ونفطية كبيرة، وتسهيلات لتنظيم ومرور الميليشيات العراقية وأسلحتها إلى سوريا للقتال إلى جانب النظام وتأمين خطوط إمدادها، وترافق هذا الخط من السياسة العراقية مع خط حصار أي نشاط يدعم المعارضة السورية في العراق، ودفع وحدات من الجيش العراقي إلى الحدود لمنع المرور عبرها في الاتجاهين، وإغلاق الحدود العراقية بوجه الهاربين السوريين من عنف النظام وإرهابه. وتشير معلومات محصورة التداول إلى خط ثالث في السياسة العراقية وهو نشاط استخباري يخدم سياسات النظام السوري ونظريته في قول إن المعارضة السورية جماعات إرهابية أصولية ترتبط بـ«القاعدة»، وفي هذا السياق يمكن رؤية عملية تهريب مئات من قيادات وكوادر تنظيم القاعدة من سجن أبو غريب الصيف الماضي، وفتح باب تمرير أسلحة وذخائر وأموال عراقية إلى تنظيمات ترتبط بـ«القاعدة» في إطار عمل استخباري، تقول المعلومات، إنه يجري بالتنسيق مع أجهزة تابعة للنظامين السوري والإيراني. والتدخلات في الأزمة السورية وغيرها، إنما تقوم أساسا على مبدأ الحفاظ على مصالح القوى المتدخلة، وتعزيز حضورها وتأثيرها لدى أطراف الأزمة وفي البيئة العامة، غير أن هذه القاعدة تطورت في واقع الأزمة وتداعياتها، بحيث صار للتدخلات أهداف تتجاوز الواقع السوري إلى محيطه الإقليمي والدولي، وعلى سبيل المثال، فإن تدخل إيران وأنصارها في الأزمة السورية تعدى مجال حفاظها على النظام إلى استخدام الأزمة السورية ورقة في الملف النووي الإيراني، وهو ملف له أبعاد إقليمية ودولية، وفي مثال آخر، فقد صار للتدخل التركي في الأزمة السورية أبعاد تركية داخلية وإقليمية ودولية، منها أن تركيا معنية بالأزمة السورية في ثلاثة أمور داخلية؛ أولها مواجهة التطرف الديني الذي يمثله نمو نفوذ «القاعدة» من دولة العراق والشام وجبهة النصرة، والثانية عودة تطرف حزب العمال الكردستاني (P.K.K) وأنصاره السوريين من «P.Y.D»، والثالث مواجهة التمايز الذي يمثله موقف بعض العلويين الأتراك في تقاربهم مع سياسات النظام في الأزمة السورية، وبالتأكيد فإن لهذه الأمور الداخلية تأثيرات إقليمية ودولية في السياسة التركية. إن التدخلات الإقليمية في الأزمة السورية وتطوراتها، أدت وتؤدي إلى تعقيدات في الأزمة، الأمر الذي يتطلب السعي نحو ثلاث خطوات إقليمية ودولية، أولها تأكيد الطبيعة الداخلية للأزمة في سوريا باعتبارها أزمة بين النظام والشعب، وأنها ينبغي علاجها على هذا الأساس، والثانية وقف التدخلات الإقليمية أو الحد منها على الأقل، والثالثة السعي لحل الأزمة في سوريا سلميا وبصورة عاجلة، وما لم يحدث ذلك فإن الأمور تتجه نحو استمرار الأزمة وتشعبها، مما يجعل شعوب المنطقة، وخصوصا السوريين، تتحمل مزيدا من الأعباء وفواتير الدم والدمار.

 

السقوط الأخلاقي لإدارة أوباما

عبدالله إسكندر/الحياة

يتأكد أن المعلومات التي تتضمنها تسريبات ادوارد سنودن محلل المعلوماتية السابق في وكالة الأمن القومي الأميركي صحيحة، أو على الأقل يتعامل معها زعماء دول على أنها كذلك. حتى أن الرئيس فرنسوا هولاند الذي راقبت وكالة التجسس الأميركية نحو 80 مليون مكالمة هاتفية لمواطنيه وصف هذه التسريبات بأنها مفيدة وينبغي على الصحافة الاستمرار في نشرها. علماً أن سنودن اللاجئ في روسيا مطلوب في الولايات المتحدة بتهمة الخيانة ويواجه عقوبات قاسية أمام القضاء الأميركي. ماذا يجعل رئيس فرنسا يشيد بمطلوب في الولايات المتحدة؟ كشفت إحدى الوثائق الأخيرة، بحسب صحيفة «الغارديان»، أن الإدارة الأميركية هي التي زودت وكالة التجسس بأرقام هواتف 35 زعيم دولة ينبغي التنصت على مكالماتهم. (وهذا يعني أن كل رئيس دولة يغامر بالتحدث هاتفياً إلى الرئيس باراك أوباما سيوضع هاتفه على لائحة التنصت الأميركية!) وبات معروفاً أن بين هؤلاء زعيمي أوثق حليفين للولايات المتحدة في أميركا اللاتينية، الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف، وفي أوروبا الغربية، المستشارة الألمانية انغيلا مركل.

وتقدم إدارة الرئيس أوباما عذراً أقبح من ذنب عندما تحاول الرد على اعتراضات العالم على ممارساتها التجسسية هذه. عندما تقول إن هذه الممارسة شائعة وإن كل الدول تسعى إلى الحصول على معلومات، وإن هدف مراقبة الاتصالات هو مكافحة الإرهاب... لتصبح، بحسب هذا العذر، روسيف ومركل من المشتبه بهم في عمليات إرهابية أو تهريب مخدرات، أسوة بملايين الفرنسيين الذين ثبت أن الوكالة الأميركية تراقب هواتفهم...!

المفارقة في هذه الممارسة الأميركية أنها تصدر عن إدارة ديموقراطية عمد رئيسها في حملتيه الانتخابيتين إلى التركيز على جعل الأخلاق محور السياسة، من جهة. كما وضع السعي إلى التفاهم مع دول العالم هدفاً لسياسته الخارجية من أجل إرساء السلام وتفادي الحروب، من جهة أخرى. وجاءت فضائح التجسس الأميركية على هذا النحو لتكشف حجم النفاق الذي أظهرته هذه الإدارة أو حجم الانحدار الأميركي عن المبادئ التي وضعها أوباما لإدارته في أحسن الأحوال. وفي الوقت الذي مارست فيه الإدارة، تحت شعار الامتناع عن خوض الحروب، تخلياً سياسياً كاملاً في أفغانستان والعراق، لمصلحة خصومها المعلنين، عمدت باسم مكافحة الإرهاب إلى أكثر الممارسات انتهاكاً لحقوق الإنسان، بحسب ما وثقت المنظمات الحقوقية الأميركية والدولية. وفي مقدم هذه الانتهاكات إصدار أحكام بالإعدام بتهم الإرهاب في حق أشخاص في مناطق عدة في العالم، خصوصاً في باكستان وأفغانستان واليمن، وتنفيذ هذه الأحكام عبر صواريخ تطلقها طائرات بلا طيار. وعلى رغم اعتراضات الحقوقيين الأميركيين على هذه الممارسة التعسفية تعتبر إدارة أوباما أن عمليات الطائرات بلا طيار توفر أعباء التدخل البري والمطاردة البرية لهؤلاء المطلوبين. وثبت أن هذا النوع من العمليات لا يفرق بين متهمين وأبرياء ويقتل من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال، أضعاف ما يقتل من مطلوبين، من غير أن يظهر أن واشنطن ستعيد النظر في مثل هذه الممارسة. لا بل تتمسك بها، على رغم كونها تنتهك أبسط الحقوق الإنسانية وعلى رغم الاعتراض الشديد من حكومات البلدان التي تمارس فيها. وفي الوقت نفسه، لجأت إدارة الرئيس أوباما إلى عمليات كوماندوس وخطف لمشتبه بهم في مناطق عدة في العالم، من دون أي اعتبارات لسيادات الدول أو لمرجعيات قانونية. هذه الممارسات تنزع عن إدارة أوباما أي ادعاء تمسك بالأخلاق في ممارسة السياسة، لا بل تجعلها ساقطة أخلاقياً، خصوصاً بعدما باتت تتعامل مع رؤساء دول كمجرد إرهابيين ومهربي مخدرات. سيحفظ التاريخ لأوباما أنه تمكن من إصلاح نظام الرعاية الصحية على نحو يفيد الفقراء الأميركيين، وسيحفظ له أيضاً أنه سمح بالتجسس على زعماء دول، خصوصاً أصدقاء الولايات المتحدة، وأنه سبب أعمق أزمة ثقة مع حلفائها.

 

النائب والوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون: واهم من يعتقد أن حزب الله قد يقدم اي تنازلات لتسهل تشكيل الحكومة

ال بي سي/رأى النائب والوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون أنه واهم من يعتقد أن حزب الله قد يقدم اي تنازلات لتسهل تشكيل الحكومة، او انه قد يساهم ولو من بعيد في اخماد الحرائق الأمنية قبل ان تتوضح له نتائج معركته في سوريا، معتبرا  أنه وبالرغم من إدراك حزب الله بأنه أصبح معزولا عربيا ودوليا وبالرغم من يقينه بأن فقد شرعية سلاحه، الا انه مصرّ على اتخاذ لبنان رهينة تحسبا لكل طارئ اقليمي ودولي.

 وقال بيضون في حديث الى صحيفة "الانباء"  الكويتية :"ان ما فات حزب الله هو ان كما الرئيس السوري بشار الأسد سلم سلاحه الكيميائي مقابل اطالة فترة بقائه في الحكم، كذلك ستسلم ايران برنامجها النووي مقابل انقاذ نظامها من ثورة شعبية باتت تلوح في الأفق"، مؤكدا أنه لن تكون هناك أي تسويات اميركية لا مع ايران ولا مع الأسد، انما هناك تكتيك أميركي يهدف للوصول الى تدمير البرنامج النووي الايراني بإرادة ايرانية ودون الاضطرار للدخول في حرب معها. من جهة اخرى، لفت بيضون الى ضرورة مشاركة لبنان في مؤتمر جنيف 2 لتأكيد عدم انفصاله عن التوجه الدولي، خصوصا ان المؤتمر مخصص للبحث بمستقبل سوريا وقال:"لبنان أكثر المعنيين بما سيطرح في المؤتمر على مستوى الاستقرار الامني والسياسي في سورية وانعكاسه مباشرة على الداخل اللبناني"، واعتبران جنيف 2 مرشح لعدم الانعقاد بسبب عدم تطبيق الاسد لجنيف 1 القاضي بسحب صلاحياته كرئيس دولة وبحضوره جنيف 2 كفريق في النزاع وليس كرئيس سلطة وهو ما لن يقبل به الاسد على الاطلاق.

 

النائب محمد الحجار: ما يجري في طرابلس لم يعد مقبولا

أكد النائب محمد الحجار ان ما يجري في طرابلس لم يعد مقبولا ولابد للدولة والقوى الامنية والجيش ان يتخذوا موقفا حازما لوقف اعتداءات هذه العصابة في جبل محسن على المدنيين, مشدداً على أن هذا السكوت المتمادي على من يهدد الآمنين بسلاحه بات مرفوضاً في كل الناس, لأنه يأخذ طرابلس رهينة خدمة لأجندة اقليمية. ولفت الحجار في حديث الى صحيفة "السياسة" الكويتية  الى ان هناك علامات استفهام كثيرة تطرح امام عجز الجيش عن فرض الامن في طرابلس ومواجهة الذين يعملون على ابقاء النزيف قائماً في عاصمة الشمال.  واتهم الحجار  المخابرات السورية وحزب الله بالوقوف وراء ما يجري بين باب التبانة وجبل محسن, معربا عن مخاوفه من اتساع رقعة المعارك لتشمل مناطق اخرى في لبنان, مؤكداً أن عدم وقف الحرب الدائرة في طرابلس سيهدد مناطق لبنانية اخرى. وحمل الحجار بعنف على "سرايا الزعران", كما قال, "الذين يسمون أنفسهم سرايا مقاومة" زوراً, بسبب الاعمال المسيئة التي يقومون بها في مدينة صيدا ضد الآمنين, من دون أن تحرك القوى الأمنية ساكناً لوقف هذه الممارسات, بحيث ان "سلطتهم أصبحت اقوى من سلطة الدولة والقوى الشرعية".

 

وخمسة مليارات أخرى لمصر

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

مصر ليست على شفير الإفلاس، إنما اقتصادها مريض جدا ويحتاج إلى معجزات لعلاجه. تدخل الإمارات بمد مصر بنحو خمسة مليارات دولار معجزة جاءت في الوقت الحرج، فقد تراجعت في سلم الاقتصاد التنافسي إلى المرتبة 118 بين 148 دولة في العالم، بعد أن كانت مرتبتها 81، قبل الثورة، منذ نحو ثلاث سنوات. وهذه مؤشرات تبين حجم المخاطر التي تنتظر المصريين، الذين يعانون معيشيا منذ ذلك الحين، وتنبه إلى أن العدو الحقيقي للنظام المصري الحالي ليس الإخوان فقط، بل الاقتصاد المنهك أيضا، بارتفاع التضخم، وتزايد البطالة، وهبوط المداخيل، وضعف الثقة عند المصريين أنفسهم.

المساعدة تعكس الرغبة في عدم السماح للمعارضة بتخريب الاقتصاد، ومنع دفع البلاد نحو الفوضى. وهي تكمل مشروع دعم مصر باثني عشر مليار دولار كانت السعودية والإمارات والكويت قد أعلنت التزامها به.

المعارضة الإخوانية التي قررت تخويف المستثمرين الأجانب، سبق ذلك عندما كانت في الحكم أن أبرمت صفقات مصالحة مع الملاحقين من رجال الأعمال في عهد الرئيس المخلوع مبارك، من دون أن تحقق المصالحة داخل السوق نفسها. أمام الحكومة المصرية واجبات صعبة كلها مستحقة في نفس الوقت، أن تنجز الدستور، وتعد للانتخابات التشريعية، وتنقذ الاقتصاد، إلى جانب التصدي لتهديدات الإخوان المسلمين بزرع الفوضى وتخريب المؤسسات وتخويف المستثمرين. الدعم الجديد سيعزز الثقة في الاقتصاد المصري، وسيطمئن الشعب المصري على مستقبله. وتبقى المهمة الصعبة على الحكومة المصرية في تنفيذ خطط تزيد من إنتاجية البلاد، لأنه لن يكون ممكنا الاكتفاء بالاعتماد على الدعم الخارجي نظرا لضخامة إنفاق الدولة والتزاماتها. وهنا، على الدول الحريصة على استقرار مصر وازدهارها أن لا تكتفي بتقديم الدعم المالي، بل أن تشجع الحكومة على تبني المزيد من الإصلاحات، والتوجه نحو مشاريع إنتاجية تعين البلاد على التعافي والوقوف على قدميها. لن يكون سهلا دعم بلد كبير مثل مصر، بثمانين مليون نسمة، إلى ما لا نهاية. وكانت مصر قد حققت نموا كبيرا في العقد الماضي، وهي قادرة على تفعيل اقتصادها من جديد

 

«جبل محسن مُقابل عرسال»: المعادلة واقعيّة أم وهميّة؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

ليس في يدِ فريق سنّي في لبنان سلاح جدير بمواجهة سلاح «حزب الله». لكنّ البعض في طرابلس يهدّد: «إذا أرادوا إسقاط عرسال، فسنردُّ بإسقاط جبل محسن»! فهل بات «قادة المَحاور» هناك أقوياء إلى هذا الحدّ؟

منذ السبعينيات، حوَّل السوريون جبل محسن متراساً لهم في طرابلس. ويقال إنّ "الجبل" قادر على المواجهة أشهراً... أي إلى أن يُتاح للحلفاء إيصال الدعم له. المثير هو أنّ المعنيين بعرسال يقولون أيضاً كلاماً مشابهاً: "نستطيع الصمود، والطريق إلى العمق السوري مفتوح". إذاً، وسط هاتين المقولتين، يبدو إنفجار طرابلس الحالي أخطر من سابقاته. فطبيعة النزاع السوري في المرحلة المقبلة تقتضي حسم المناطق المتشابكة، أو تلك التي تعوق سيطرة هذا الطرف او ذاك، في سوريا ولبنان. والمواجهة في طرابلس أو عرسال قد تقود اليوم إلى حرب مفتوحة على كلّ البقعة الحدودية. فعلى ضفتَي الحدود، تتداخل المدن والجرود والسهول. وربما المطلوب من طرابلس أن تكون الشرارة لإشعال البقعة الحدوديّة كلّها، دفعة واحدة أو بالتقسيط. ولا يجوز التعاطي مع ملف طرابلس، وكأنه مجرد رغبة من جانب الرئيس بشار الأسد في إمتلاك أوراق قوية تحضيراً لـ"جنيف ـ 2". فالأسد ليس مستعجلاً لعقد المؤتمر. وحتى اليوم، لا موعد لإنعقاده. وتقاطعت التقارير، في العامين الأخيرين، على التخوف من تطورات دراماتيكية على ضفتي الحدود، تكون لها تداعيات مباشرة على التوازن العسكري والديموغرافي في تلك البقعة. وبناء على هذه التطورات، قرّر "حزب الله" التورّط في المعركة السورية ميدانياً، وحسم معركة القصير. وهذا الترابط بين الحدَثين اللبناني والسوري هو الذي يقود الطرفين المتنازعين في لبنان وسوريا، إلى إستحقاق "التنظيف المذهبي" في المناطق الحدودية. فالنظام وحلفاؤه سيكونون أمام مهمة حسّاسة تقضي بـ"تقليم أظافر" عرسال، التي تشكّل متراساً سنّياً متقدماً في إتجاه الداخل السوري. وهي باتت اليوم تضمّ نحو ثمانين ألف نسمة، نصفهم من السوريين الناقمين على النظام و"حزب الله". وعلى رغم تضييق "حزب الله" وتدابير الجيش، فإنّ عرسال تتواصل مع المدن السنّية في سوريا. وهذا ما يدفع النظام و"الحزب" إلى التحضير لمعركة القلمون - عرسال.

وحصلت أخيراً تطورات مذهبية بين عرسال واللبوة. وتتهم القوى السنّية "حزب الله" بالسعي إلى السيطرة على جرود الهرمل ـ أكروم ـ وادي خالد لإخضاع عكار والمنية ـ الضنّية وطرابلس.

ولا يمتلك السنّة سلاحاً يتيح لهم التهديد بمواجهة متكافئة... إلّا في جبل محسن. لكنّ المعلومات توحي بأنّ "الجبل"، على رغم ضيق مساحته، عصيٌّ على السقوط، لأنّ الأسد و"الحزب" جعلاه ترسانة حصينة. والأخطر، وفق التوقعات، هو أنّ "حزب الله" سيتدخل لمنع سقوط جبل محسن، أيّاً كان الثمن، وهو لذلك قد يجتاح مناطق في عكار والمنية ـ الضنّية. وهذه المواجهة ستجعل البقعة الممتدة من طرابلس إلى الضنّية وعكار فالهرمل وعرسال، نزولاً إلى القرى السنّية في البقاع الغربي، ساحة لمعركة واحدة. وسيكون ذلك، عملياً، أوّل حرب مذهبية حقيقية في لبنان. وفي هذه الحال، قد تسقط المقوِّمات الأخيرة لمؤسسات السلطة المركزية. فهل مِن مرجعية في لبنان تمنع الحرب المذهبيّة المكشوفة، والمفتوحة على سوريا؟ تَبيّن أخيراً أنّ طرابلس والمناطق الحساسة كلها متروكة لقدَرها، وأنّ ما يسمّى "خطة أمنية" لطرابلس هو "فضيحة أمنية". وآخر الإبتكارات الرسمية كان الآتي: "تدابير سرّية، وبالتقسيط". وإلى أن تنتهي السلطة من "التقسيط"، ستكون النار قد إستهلكت طرابلس، وتمدّدت... بالتقسيط أو دفعة واحدة! فالسلطة تتعاطى بإستخفاف مع إستحقاقات مصيرية وذات أبعاد إقليمية. وإذا كانت تنام على أمجاد خطتها في الضاحية الجنوبية لبيروت، فيجدر التنويه بأنّ الضاحية لا تشبه طرابلس. فهي ليست مدينة مَحاور ولا "قادة مَحاور"، بل هي كلّها محور واحد لقائد وحيد. في أيّ حال، إذا وقعت الواقعة، فترسانة "حزب الله" ستجعل إسقاط "الجبل" صعباً جداً. فيما إسقاط عرسال سيكون مكلفاً جداً. فعرسال ليست القُصير. وإذا كان "الحزب" يعمل لتنظيف الذاكرة من دوره في القُصير، فبديهي سعيه لتجنّب 7 أيار. فهل يتجنّب الجميع كأس الخيارات المريرة؟ أم ينقادون إليها رغماً عنهم؟

 

ما الشروط المطلوبة لمشاركة لبنان في «جنيف 2»؟

الشرق الأوسط/جريدة الجمهورية

صدرت مجموعة مواقف رسمية وغير رسمية، أخيراً، مؤيّدة للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2» في حال دعي لبنان إليه، ولكن من دون أن تقدّم تبريراً او تفسيراً لسبل التوفيق بين المشاركة في هذا المؤتمر، وبين التزام سياسة النأي بالنفس. الشعار الذي اتخذته الحكومة الميقاتية لسياستها الخارجية تحت عنوان النأي بالنفس كان موفّقاً لو نجحت في تطبيقه وترجمته على أرض الواقع، إلا انّ "حزب الله" حوّله إلى عنوان من دون مضمون، لأن علّة وجود الحزب تتناقض مع هذا العنوان انطلاقاً من رؤيته التي لا تحدها حدود الدول والكيانات، حيث يرى كل الساحات مجالاً لعَمله في سياق مشروعه الإقليمي الذي يتعارض كلياً مع مبدأ التحييد، وذلك من إبقاء لبنان رأس حربة في المواجهة مع إسرائيل، إلى القتال في سوريا في سابقة لا مثيل لها لبنانياً، وما بينهما تنفيذ عمليات أمنية في دول عربية وأوروبية. فمَن أسقط سياسة النأي بالنفس للحكومة الميقاتية هو "حزب الله" عبر قتاله في سوريا، كما بجعله الموقف الرسمي اللبناني من خلال وزير الخارجية متطابقاً مع سياسة النظام السوري ومتعارضاً مع السياسة العربية والدولية، الأمر الذي أضرّ بصورة لبنان ودوره، وأدى الى مزيد من الخلل والانقسام الداخليين.

فالانقسام اللبناني حال ويحول دون تأدية لبنان أيّ دور خارجي، وخلاف ذلك سيكون أيّ دور لمصلحة أحد طرفي النزاع 8 أو 14 آذار، إلا في حال الحياد الذي من دون تطبيقه سيبقى لبنان غير مستقر وساحة للقوى الخارجية التي لا يمكن وقف تدخلاتها في الشؤون اللبنانية إلا من خلال تطبيق سياسة الحياد. ومن هنا تكمن مصلحة لبنان في عدم المشاركة في "جنيف 2" إلّا وفق الشروط الآتية:

أولاً، إدراج قضية اللاجئين السوريين في صلب المؤتمر، أي بجعلها بنداً أساسياً، لا ثانوياً، وذلك وفق خطة عملية تعمل على حسن توزيعهم والعناية بهم، واستطراداً عدم ترك لبنان يتخبّط وحيداً في معالجة هذا الملف الذي أصبح أكبر من طاقته وقدراته. وفي حال عدم إدراج هذا البند وبهذا الوضوح، فلا لزوم لمشاركة لبنان.

ثانياً، تمثيل لبنان بوفد يمثّل جميع اللبنانيين لا فئة منهم، وذلك عبر استبعاد مشاركة وزير الخارجية وجَعل كل ما يتصِل بالمؤتمر من مسؤولية رئيس الجمهورية، خصوصاً أنّ كل التجارب مع عدنان منصور غير مشجعة كونه جسّد بمواقفه في المؤتمرات العربية والدولية موقف النظام السوري لا الحكومة اللبنانية إلى درجة أنه نشأ داخل هذه الحكومة ازدواجية ديبلوماسية.

ثالثاً، حَصر لبنان مداخلته بما يتصِل بقضية اللاجئين من دون التطرق إلى المسألة السياسية المتصِلة بالأزمة السورية، لأنّ أي مداخلة دعماً للنظام أو ضده تشكّل خروجاً عن سياسة النأي بالنفس وتنعكس سلباً على الواقع اللبناني.

وإذا كان يفترض بلبنان عدم تغييب نفسه عن أي مؤتمر دولي يُعنى بشؤون المنطقة خشية من إتمام صفقة على حساب سيادته واستقلاله، إلا أنّ الأولوية تبقى في إبعاد كلّ ما من شأنه أن يرفع منسوب التوتر والاحتقان الداخليين عبر تغليب وجهة نظر على أخرى، الأمر الذي ينطبق تحديداً على الحماس الزائد للمشاركة في "جنيف 2"، هذه المشاركة التي تؤشر الى وجود توجّه لتشكيل جبهة للدفاع عن النظام السوري.

ومن هنا أهمية تفويت الفرصة على مَن يريد استخدام لبنان ووضعه في مواجهة واشنطن وباريس والرياض، وبما أنّ الحكومة مستقيلة فإنّ ذلك لا يجعلها في وَضع يخوّلها تمثيل لبنان في مؤتمر بهذا الحجم، إضافة الى أن لا مصلحة لرئيس الجمهورية بأن يطلّ لبنان في نهاية ولايته بإطلالة فئوية. فمعيار مشاركة لبنان في أيّ مؤتمر هو في تجنيبه المزيد من التشرذم والانقسامات وفتح الملفات السجالية الساخنة، وبالتالي فإنّ التحدي الأساس أمام الرئيس سليمان يكمن في كيفية إدارة هذا الملف الذي من الواضح انّ "حزب الله" يريده كمنصّة للدفاع عن حليفه السوري.

 

إيران.. وسياسة الشوارع

طارق الحميد/الشرق الأوسط

استيقظ سكان العاصمة الإيرانية ليجدوا لوحات إعلانية تهاجم الحوار الأميركي الإيراني، وبعد ثلاثة أيام أعلنت بلدية طهران إزالة هذه اللوحات التي تتحدى سياسات الحكومة الجديدة، وانفتاحها على أميركا، كما تدعي، وأعلنت بلدية طهران أن لا علاقة لها بتلك الإعلانات، فما الذي يحدث في إيران؟ الحقيقة أنه لا جديد، فالسياسة الإيرانية هي سياسة دعائية في كل شيء، من صواريخ الفوتوشوب، إلى حملات تشويه الخصوم العرب، وكذلك الادعاء بالتقارب والحوار، واليوم فإن الدعاية الإيرانية التي أشغلت بها المنطقة على مدى أربعة عقود تعود لأرضها، ومهدها إيران، بعد اللعب طويلا خارج الحدود. وعلى غرار ألاعيب وسائل إيران الدعائية من قناة «المنار» إلى قناة «العالم» الإيرانية، وغيرهما من قائمة طويلة، من مؤسسات وأفراد، يبدو أن الدعاية الإيرانية عادت الآن لتلعب أول مباراة لها على الأراضي الإيرانية، وذلك لمرور إيران الآن بلحظات حرجة، أهمها معركة الانفتاح على الغرب، وأميركا تحديدا، وقبلها بالطبع معركة إضعاف، واقتراب سقوط الأسد، والذي يعني مساسا بالمشروع الإيراني الأم بالمنطقة. وعندما نقول: إن السياسة الإيرانية سياسة شوارع فهناك تاريخ يثبت هذا الأمر فمن الشارع الذي سمي باسم قاتل الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، والذي بحسب المعلن، تم تغييره من أجل أن تتمكن إيران من فتح صفحة جديدة مع مصر بعد رحيل نظام مبارك، إلى مرحلة تنظيف بلدية طهران لشوارعها اليوم من الدعاية السلبية ضد واشنطن فقط لأن النظام يريد الانفتاح على أميركا، هكذا بكل بساطة. وحملة الشوارع هذه، سواء بالدعاية، أو إزالتها، هي نهج إيراني مستمر منذ الثورة الخمينية، وهي سياسة شوارع تبدأ من الحملات، مرورا بالمساجد، ووسائل الإعلام، وحتى الجماعات الموالية لإيران ليس في إيران وحدها، بل وفي المنطقة، مثل حزب الله، وغيره، وإلى الأنظمة الموالية لطهران مثل الأسد والمالكي.

وبالطبع فإن النظام الإيراني كان يعتقد أن هذه الدعاية مثل ما كتبت بالحبر، ونشرت باللوحات، فإن من السهل إزالتها، متناسيا، أي النظام الإيراني، أن هذه الدعاية كانت بمثابة الغذاء الفكري لأجيال، وترتب عليها ما ترتب، وبالتالي فمن الصعب أن تمحى بجرة قلم، كما تحاول طهران فعله اليوم، وهذه هي نفس الورطة التي وقعت بها جماعات إسلامية سنية، مثل الإخوان المسلمين، حيث اعتقدوا أنه في لحظة سياسية معينة يمكن محو عقود من الدعاية، والانتقال من الشعارات الفضفاضة إلى البرغماتية السياسية دون مراجعات حقيقية، بالنسبة للجماعات، أو إصلاحات في حالة الأنظمة، وكحال النظام الإيراني الذي استمرأ الدعاية والتضليل، بالداخل والخارج.

ومن هنا فإن عملية وضع لوحات مناهضة لأميركا في طهران، أو إزالتها، ليست بالأمر الرمزي البسيط، بل هي مؤشر على أن النار تحت الرماد في إيران نفسها، وبالطبع لدى كثر من حلفائها، فإيران، وأتباعها، يجمعهم التخريب لا بناء الدول، ولذلك فإن محاولة الخروج للضوء تسبب لهم العمى السياسي، ولذا يبدو أن القادم سيكون أكثر من لوحات دعائية.

 

 

الدول الكبرى مع حكومة جديدة والقوى السياسية تعرقل ولا تأبه للأخطار

خليل فليحان/النهار

لا تزال الدول الصديقة للبنان تحض على تشكيل حكومة جديدة من دون تأخير ولا سيما "المجموعة الدولية لدعم لبنان" التي تضم الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة التي تعهدت بالحفاظ على وحدة لبنان واستقراره السياسي وإبقائه في منأى عن امتداد الأزمة السورية الى مناطقه. ويستغرب مسؤولون استناد الى تقارير ديبلوماسية واردة الى لبنان استمرار المناكفات بين القوى السياسية التي حالت الى الآن دون تشكيل الحكومة من خلال وضع الشروط والشروط المضادة وتعود الدعوات الدولية الى تشكيل الحكومة الى نحو ستة اشهر خلت فيها العقد تتوالى على المصيطبة ويصبر عليها الرئيس المكلف تمام سلام ويتعرض لاحراجات وانتقادات بسبب تأخره في طرح مشروع حكومة جديدة من بعض زعماء الفاعليات وآخر هؤلاء رئيس "تكتل الاصلاح والتغيير" ميشال عون الذي حدد مهلة 45 يوما امام سلام لإنجاز مهمته أو الاعتذار.

واللافت ان الدول المشجعة على تشكيل الحكومة متحمسة اكثر من الاحزاب والفاعليات السياسية اللبنانية ومدركة لاخطار أبقاء البلاد في حالة فريدة في ظل حكومة تصريف اعمال لا تجتمع ورئيس مكلف عاجز عن تشكيل حكومة. والخوف الاكبر هو في استمرار الفراغ السياسي حتى بلوغ استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية في الربيع المقبل والكلام السياسي على عدم حصوله في موعده يكبر. السؤال المطروح ما المخرج؟ من هي الجهة القادرة على مساعدة سلام الذي صبر طويلا واكد قبل رمضان انه سيكون لديه موقف ما بعده وامس الاول اجتمع الى الرئيس ميشال سليمان ولم يصدر عنه اي موقف.؟هل ستبقى الحالة الحكومية كما هي الآن مشلولة ام ان المعرقلين لديهم نية لدفع البلاد الى مزيد من التشرذم؟ مصدر ديبلوماسي اوضح لـ "النهار" ان الدول الكبرى التي تحض على تشكيل الحكومة لن تتدخل مع الافرقاء لإنهاء خلافاتهم وتسهيل مهمة سلام، فهذه المسألة ليست في مهامهم، بل انها شأن داخلي على اللبنانيين ايجاد حل له. اما على المستوى العربي فيبدو ان ما من دولة مقبولة من طرفي النزاع عازمة على القيام بهذه المهمة كما ان الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي غير مهتم بلبنان وبما يجري فيه منذ تسلمه الأمانة العامة. حتى انه لم يزر بيروت حتى اليوم. لذلك سيكون على الفاعليات السياسية تسهيل مهمة الرئيس المكلف بتنازلات متبادلة من اجل مصلحة البلاد وحمايتها من شظايا الازمة السورية وان تكون هناك حكومة قوية وقادرة على التفاوض في حال نجحت المساعي الديبلوماسية الاميركية - الروسية لعقد مؤتمر جنيف 2 نظرا الى العبء الذي يتحمله لبنان ولا سيما في استضافة العدد الاكبر من اللاجئين السوريين، وهو حاليا يشكل خمس مجموع سكانه، وانعكاسات تلك الاعداد الهائلة تربويا وصحيا واقتصاديا. اضافة الى افتراض وقف النار في سوريا وهذا يساعد في وقف الخروق السورية ويعيد الحركة التجارية وربما حركة الترانزيت والى عودة العدد الكبير من اللاجئين . تشكيل الحكومة يقطع الطريق على ما يتوقعه تيري رود لارسن مبعوث الامين العام للأمم المتحدة لمراقبة تنفيذ القرار 1559، وهو الذي زعم ان لبنان يواجه الوضع الأخطر منذ نهاية الحرب ويتجه "بسرعة قياسية " الى تلك الحالة نتيجة لتوقع استمرار تدفق اللاجئين السوريين الى أراضيه. واستنتج ان استمرار هذه الحال سيمنع انتخاب رئيس جديد للجمهورية او انه سيلقى صعاباً كبيرة امام انتخابه.

 

المراوحة الحكومية: سلام ممنوع من التأليف... ومن الاعتذار

 سابين عويس/النهار

طغى ضجيج الوضع المتفجر في طرابلس قبل اطلاق يد الجيش في خطة أمنية جديدة ترمي الى ضبطه، على مبادرتين اطلقهما كل من رئيسي الجمهورية ميشال سليمان ومجلس النواب نبيه بري في مناسبات مختلفة.

فرئيس الجمهورية الذي دعا الى عدم تعطيل العمل الديمقراطي، ومعاودة الحوار، أكد سعيه الى اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها طالبا تقصير ولاية المجلس النيابي الممددة من اجل تحقيق ذلك.

تزامن موقف سليمان مع موقف مماثل لرئيس المجلس الذي سعى الى تعويض فشل انعقاد الجلسة التشريعية بدعوة لجنة الادارة والعدل الى تفعيل نشاطها بهدف التحضير لقانون انتخاب جديد، كاشفا امام " النهار" انه سيعمد الى الطلب الى كتلته النيابية اعداد اقتراح قانون بتقصير ولاية المجلس فور التوافق على قانون جديد للانتخاب. لكن المبادرتين لم تحظيا بفرصة تفتح النقاش حولهما في ظل الانقسام الحاد الذي يحكم المشهد السياسي.

وقد بدا واضحا من عدم تلقف أي فريق لطروحات رئيسي الجمهورية والمجلس، معطوفا عليها عدم تسهيل اي منهما لجهود تشكيل الحكومة ان لا خروق مرتقبة في المشهد السياسي المحلي، وان المراوحة المتكئة على حال الفراغ الدستوري والمؤسساتي ستحكم هذا المشهد حتى موعد الاستحقاق الرئاسي وعلى الأرجح بعده. فيما سيملأ الوقت الضائع بنقاشات عقيمة لن تؤدي في نهاية المطاف الا الى ترسيخ الانقسام الطائفي والسياسي تمهيدا لإرساء معادلة دستورية جديدة يجري فريق الثامن من آذار بقيادة حزب الله الاعداد لها بدقة ومواظبة ولا سيما على الصعيدين الحكومي والبرلماني.

فعلى الجبهة الحكومية، لا ينطوي تمسك الحزب بالثلث المعطل على شرط تعجيزي لمنع قيام الحكومة، بقدر ما ينطوي على قرار استراتيجي بضرورة تكريس هذا المبدأ في اطار تقاسم قرار السلطة التنفيذية والمشاركة فيه او في تعطيله. اما على المحور البرلماني، فإن التشريع في غياب السلطة التنفيذية يهمش دورها وصلاحياتها لتنتقل الى سلطة مجلسية تتولى تسيير شؤون البلاد، حذّر منها الرئيس فؤاد السنيورة، خصوصا في حال تعذّر إجراء الانتخابات الرئاسية. في الظاهر، بدا من قرار رئيس المجلس نبيه بري تأجيل الجلسة العامة للمرة الرابعة الى موعد جديد يقع في العشرين من الشهر المقبل، أن رئيس المجلس لا يرى عائقا في المشكلة الدستورية التي يشكوها فريق الرابع عشر من آذار وعلى رأسه كتلة "المستقبل"، وتعتري انعقاد جلسة تشريعية بجدول اعمال عادي في ظل حكومة مستقيلة.

كما لا يرى مشكلة في استبدال عضو هيئة مكتب المجلس من فريق ١٤ آذار بآخر من "تكتل التغيير والإصلاح". وهو يدافع عن موقفه من المسألتين بقوله ان دخول عضو من التكتل لا يسحب الأكثرية من يد الفريق الآذاري. فهم خمسة مقابل اثنين، ويصبحون اربعة مقابل اثنين، علما أن الطرح من أساسه جاء هكذا، في حين ان اقتراح استبدال نائب من القوات بآخر منها جاء من رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي الذي تلقف الفكرة بحسب ما ينقل عن بري، ونقلها الى السنيورة بهذه الصيغة وليس بالصيغة التي اقترحها رئيس المجلس، مما أدى الى خنقها في مهدها. أما في شأن جدول الاعمال، فلا يخفي بري انه اعرب للسنيورة خلال لقائهما الثاني عن استعداده لعدم طرح مشاريع القوانين التي يرفضها "المستقبل"، حتى بلغ به الامر حد إبداء الاستعداد لتأجيل البحث في 30 بنداً مستعملاً بذلك صلاحياته كرئيس للمجلس. لكن جواب السنيورة في الاجتماع الثالث عقب جلسة انتخاب اللجان جاء سلبياً. ويؤمن رئيس كتلة "المستقبل" بأن قبوله بطرح بري يعني استدراجه الى التسليم بشرعية التشريع الفضفاض وغير الملحّ في غياب السلطة التنفيذية، مما يعني في رأيه تسليما بصلاحيات هذه السلطة للمجلس النيابي، علما أن السنيورة يرى كذلك ان استبدال احد اعضاء هيئة المكتب بآخر من "تكتل التغيير والإصلاح" سيؤدي عمليا الى تعديل التركيبة السياسية لهيئة المكتب ولنتائج انتخابات ٢٠٠٩. وفي ظل تمسك كل من بري والسنيورة بمواقفهما، يستمر الاشتباك السياسي والدستوري قائما على المحظورين الحكومي والبرلماني، ويستمر تأجيل المواعيد المضروبة للتشريع او للتأليف. فبعدما انقضت عطلة الأضحى التي كان يؤمل ان تحمل على اثرها التشكيلة الحكومية الى قصر بعبدا، موعد جديد ضربه رئيس الجمهورية، حدده بعد عيد الاستقلال، اي بعد اقل من شهر. وفيما يمضي الرئيس المكلف إجازة عائلية قصيرة في جنيف، انضم الرئيس السنيورة الى وفد ١٤ آذار الموجود في باريس للقاء الرئيس سعد الحريري، لتقويم الوضع والتحضير للمرحلة المقبلة بما فيها الموقف من ملف التأليف. لكن مصادر سياسية مواكبة أشارت في المقابل الى ان الرئيس المكلف بات امام واقع مأمون حقاً. فبقدر ما هو ممنوع من التأليف، فهو ممنوع أيضاً عن الاعتذار!

 

أميركا "تجاهلت" انتقاد بندر أم السعودية؟

 سركيس نعوم/النهار

قال رئيس مجلس الأمن القومي السعودي الامير بندر بن سلطان أخيراً، في أثناء لقاء مع عدد من الديبلوماسيين الاوروبيين، ان بلاده يمكن ان تنفّذ نقلة سياسية مهمة جداً تبعدها عن الولايات المتحدة التي ترتبط معها بعلاقات تحالفية وثيقة منذ خمسينات القرن الماضي، وذلك جرّاء عدم قيامها بأي عمل جدي يوقف مجازر النظام السوري ضد شعبه، وجرّاء عدم ممارستها الضغط اللازم على اسرائيل لتسوية قضية فلسطين على نحو عادل، واخيراً جرّاء التقارب مع ايران رغم معرفتها خطرها الكبير على حلفائها العرب وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية. طبعاً لم يأت هذا الكلام في إطار تصريح او موقف رسمي نقلته وسائل الاعلام. بل سُرِّب إليها. والمهم في هذا الموضوع ان أحداً في المملكة لم ينفه وكذلك من الاوروبيين الذين سمعوه الأمر الذي جعل صحته غير مشكوك فيها. إلا أن الإدارة الأميركية لم تعلّق على هذا الموقف السعودي رغم طابعه الانتقادي القاسي، ورغم مضاعفاته في المنطقة، مما دفع الكثيرين في العالم العربي كما في واشنطن إلى التساؤل عن أسباب امتناعها عن التعليق أو عن الرد.

هل من جواب عن تساؤل كهذا؟

لا جواب رسمياً عن ذلك، بل أجوبة تحليلية يقدمها باحثون متابعون عادة للعلاقة الأميركية – العربية واستطراداً السعودية. أولها، يعتبر أن عدم صدور الكلام عن الملك عبد الله بن عبد العزيز شخصياً يعني أن لا قرار نهائياً في موضوع علاقة بلاده بأميركا. علماً ان ذلك لا يقلِّل من أهميته، ومن ضرورة العمل لاستكشاف أبعاده وخلفياته ومراميه، وخصوصاً ان قائله هو أحد أصحاب الأوزان الثقيلة في التركيبة السعودية الحاكمة راهناً. وثانيها، هو الميول الواضحة للأمير بندر إلى الحزب الجمهوري الأميركي، فضلاً عن وثوقه المبالع فيه بالنفس. وثالثها، هو تثمين الإدارة الأميركية للتعاون الكبير بين الرياض وواشنطن على مدى عقود الذي كان مفيداً للدولتين. أما رابع الأجوبة، واكثرها خطورة ربما، فقد جاء على شكل سؤال هو الآتي: كيف تستطيع واشنطن ان تخشى نقلة رئيسية في السياسة السعودية في وقت لا ترى المملكة العربية السعودية حليفاً بديلاً من أميركا، كما لا ترى دولة أو مجموعة دول قادرة على الحلول مكان أميركا في العلاقة معها. والتلويح بالبديل الروسي او بالبديل الصيني ليس له معنى على الاطلاق. ولعل رد فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل اسابيع، على المبادرة السعودية التي نقلها الأمير بندر بن سلطان اليه، وهي قد تكون مبادرة خاصة به، يؤكد صحة هذا الجواب الرابع. فسياسات الدولتين الكبريين المذكورتين في الشرق الأوسط تؤذي السعوديين أكثر من سياسات أميركا. وهم يعرفون ذلك جيداً. كما ان لا معنى لنقل السعودية تحالفها الدولي الى اوروبا بدلاً من أميركا. ذلك أن دولها وخصوصاً التي منها كبرى ضعيفة، ولا تستطيع تلبية طلبات او طموحات المملكة التي شكت أساساً من عدم تلبية أميركا لها. ويعرف الجميع وفي مقدمهم السعودية هذه الحقيقة. أما توجه السعودية نحو الدول العربية لإقامة رابط جدي وثابت معها لمواجهة التحديات القائمة ولحماية انفسها وأنظمتها، وخصوصاً بعد اليأس من أميركا، فانه في غير محله وهو لا يوفر بديلاً استراتيجياً للمملكة. فهذه الدول مختلفة كثيراً بعضها عن بعض في الكثير من الأمور، ربما باستثناء الحكم المطلق، ولذلك فإنه من الصعوبة بمكان تخيُّل نجاحها في تأسيس تحالف عاجل قادر على الفعل. وهذه حقيقة تعرفها الرياض. إلا أن الأجوبة المفصّلة أعلاه كلها وعلى أهميتها يجب أن لا تدفع الإدارة الأميركية إلى الإقتناع بأن السعودية ودولاً عربية أخرى صارت "عالقة" مع أميركا ولا تمتلك أي بديل منها. إذ تبقى قادرة على الإقدام على خيارات أخرى رغم الأخطار التي قد يرتبها عليها ذلك ربما، ورغم إمكانات الأذى بل الدمار التي قد يحملها لها ذلك.

ما هي الأسباب الفعلية للغضب السعودي على أميركا أوباما؟

أحد ابرز الأسباب هو غياب أي استراتيجيا شرق أوسطية واضحة عند الرئيس أوباما، وهو أيضاً عدم فهم السعودية والدول العربية الأخرى السياسة الشرق الأوسطية التي يمارسها. ولا يعني ذلك ان تردُّد أوباما ولامبالاته حيال ما يجري في سوريا، وعدم فاعليته فلسطينياً - اسرائيلياً، واتجاهه نحو ايران ليسوا أسباباً حقيقية للغضب المذكور أعلاه. بل يعني اضافة الى كل ذلك ان الأنظمة العربية الحليفة لأميركا تخشى فعلاً ان يكون رئيس أميركا مقتنعاً بأن "الربيع العربي" سيوصل المنطقة الى الديموقراطية. فهو سيوصلها وعلى نحو ما ظهر حتى الآن الى أنظمة إسلامية متشددة ومتعصّبة تطيح الأنظمة الحالية. فهل ذلك في مصلحة أميركا؟

 

الحقيقة المرة في عاصمة الشمال

نايلة تويني/النهار

الجولة الـ 17 من الاقتتال الدائر في عاصمة الشمال لم تجد اتفاق هدنة بعد، ويبدو انها لن تجد خاتمة سعيدة، ولا تسوية تلوح في الافق، كأن الصراع بين المحورين الخليجي السني، والايراني السوري الشيعي العلوي، لم يجد مساحة لتصفية الحسابات غير طرابلس، اذا صدقنا ان المعركة صارت اقليمية، وان المحور المشار اليه قادر على ان يغير المعادلات على امتداد منطقة الشرق الاوسط.

الوضع في الشمال لم يعد مقبولا بكل المقاييس الانسانية والامنية والوطنية. ولم يبذل احد جهدا حقيقيا لصفقة ما، او لتسوية حقيقية تنهي حال النزاع المستمر والذي يقتات من اجساد الفقراء ويمتص دماءهم. هؤلاء الفقراء لا يعرفون مصلحتهم، يظنون انهم يدافعون عن وجودهم غير المهدد اصلا. فالتركيبة اللبنانية كفيلة بالمحافظة على كل المجموعات والطوائف والمذاهب والاحزاب، حتى شبه المنقرض منها.

فقراء طرابلس دخلوا في لعبة الامم، يتنازعون، يتقاتلون ويقتلون، لا لشيء يدركونه جيدا، بل تحولوا ادوات تفجير كلما اراد اللاعب المحلي او الاقليمي ذلك، بعدما تحول اللاعبون ايضا ادوات.

وفي طرابلس ثمة حقائق كثيرة يجهلها الناس. ويطرحون الاسئلة التي لا يجدون عنها اجابات شافية. ونحاول معهم الاقتناع بمبررات تقاعس عدد كبير من الافرقاء إما في الاجابة وإما في توفير الحلول.

يقال في باب التبانة وجبل محسن، ان اجهزة امنية تتدخل سلبا في جولات الاقتتال، وهي توفر الحماية لقادة المحاور، وتمد المتقاتلين بالسلاح، وتسهل انتقالهم، وتمرر لهم المؤن. واذا كان كل ذلك صحيحا، فمعناه ان الاجهزة الامنية الرسمية تشارك في القتال، وقد تحولت ايضا ادوات تفجير للخارج الذي يريد اشعال الحرب. ولا اتهام للجيش وحده بالتقصير، بل ايضا لقوى الامن الداخلي، والامن العام، وامن الدولة، وكلها تشارك في خطط امنية، وتتسابق في تعداد الإنجازات، وتتبارى في تبني بعض العمليات الناجحة، من غير ان يعلن اي جهاز مسؤوليته عن الفشل المتمادي في طرابلس، فالفشل دائما يتيم الاب.

ولا نريد ان نصدق ايضا ان رئيساً للحكومة ووزراء، وتحت عنوان عمل الخير، يمدون المسلحين بالاموال الشهرية، مما يعني انهم يعملون بخلاف ما يعلنون للاعلام، ويضربون صدقيتهم في السعي الى إنهاء جولات الاقتتال.

صحيح ان ثمة حسابات اقليمية كبيرة ومعقدة، ظاهرها نزاع سني - شيعي، وربما كانت اقوى واقدر من اللاعبين المحليين، لكن الحقيقة ايضا ان تضييق الاجهزة الامنية على المتقاتلين، ومنع المساعدات والاعانات عنهم، ورفع الغطاء السياسي، ستجبر المسلحين على الاستسلام. اما الحل الآخر، فيكون بان تحسم الحكومة امرها، فتطلق يد الجيش في شارع النزاع لضرب الفريقين وكل من تسول له نفسه اطلاق النار على المواطنين وعلى الجنود معا.

ان عدم القيام بأي مبادرة بعد 17 جولة من العنف في طرابلس يعني حكما الفشل السياسي والامني، ويعني ضرورة مطالبة رئيس الحكومة ووزراء المدينة اولا، ثم الحكومة مجتمعة، ومعها القادة الامنيون، بالذهاب الى منازلهم، او محاسبتهم على التقصير المتعمد، فينقذون انفسهم من لعنة التاريخ الذي سيسجل ان هيبة الدولة سقطت امام حفنة من المتقاتلين.

انها صرخة ضمير، وصرخة ألم، ونداء من كل مواطن طرابلسي، بل من كل لبناني شريف، لان السكوت لم يعد مقبولا، وفيه تواطؤ مع القتلة.

 

 

دوليات

 

نتانياهو يدعو الى تشديد الضغط على ايران

نهارنت/دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مجددا الاحد الى تشديد الضغط على ايران وبرنامجها النووي، وفق بيان صدر عن مكتبه. واعلن نتانياهو خلال مجلس الوزراء الاسبوعي "يجب تشديد الضغوط على ايران لان هذا البلد يواصل عملياته لتخصيب اليورانيوم بموازاة المفاوضات" مع الدول الكبرى. وقال ان "ايران مستعدة للتنازل عن تخصيب اليورانيوم بنسبة عشرين في المئة لكن ذلك قد فقد من اهميته اذ ان التقدم التكنولوجي يسمح لايران ان تنتقل من تخصيب بنسبة 3,5 الى تخصيب بنسبة تسعين في المئة في بضعة اسابيع". ويسمح اليورانيوم المخصب بتسعين بالمئة بانتاج السلاح الذري رغم ان طهران تؤكد ان برنامجها محض مدني لكن اسرائيل، وتعتبر القوة النووية الوحيدة في المنطقة، ترى في ذلك البرنامج خطرا على وجودها. وافادت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان نتانياهو يخشى ان توافق الولايات المتحدة، حتى من دون تنازلات حقيقية من ايران، على تخفيف العقوبات المفروضة على طهران تجاوبا مع "الحملة الدعائية" التي بداها الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني. وزاد التجاوب الايجابي مع اخر جولة من المفاوضات في منتصف تشرين الاول بين الدول الكبرى وايران في جنيف، في اثارة الريبة في اسرائيل. ودعت المفاوضة الاميركية حول البرنامج الايراني وندي شرمان الجمعة الكونغرس الاميركي الى الامتناع عن تشديد العقوبات الاقتصادية بحق طهران مجددا من اجل الدفع بالمفاوضات المتوقع استئنافها في السابع والثامن من تشرين الثاني في جنيف.

وكالة الصحافة الفرنسية.