المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 07 تشرين الأول/2013

 

عناوين النشرة

*إنجيل القدّيس متّى 7/13-27/ مِنْ ثِمَارِهِم تَعْرِفُونَهُم

*بالصوت/قراءة للياس بجاني في مأساة أهالي قبعيت في بحر اندونيسيا/أهم أخبار اليوم/06 تشرين الأول/13

*اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/06 تشرين الأول/13

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*من ضمن النشرة تأملات إيمانية عنوانها "من ثمارهم تعرفونهم" مستوحاة من انجيل القدّيس متّى

*سقوط كذبة.. جهاد النكاح/ ديانا مقلد/الشرق الأوسط

*تحول إيران إلى دولة فاشلة/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*تخيلوا محاربة «القاعدة» بلا أميركا/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*«14 آذار» لـ«الثلاثي الوسطي»: كفى انتظاراً على ضفّة النهر/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

*هل مَن يستعجل التوريث داخل التيار من خارجه/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*من هو الذئب المخادع الذي يرتدي ثوب الحمل/عطاء الله مهاجراني/الشرق الأوسط

*حزب الله" يشيع مقاتلاً قضى في سورية

*18ناجياً عادوا من أندونيسيا إلى لبنان: احتيالٌ قذفنا في البحار وخسرنا كل شيء

هل يعود الرئيس الجميل الى قصر بعبدا مجددا؟

*إعتصام أمام مبنى بلدية عرسال إحتجاجا على إختفاء الجندي الفليطي

*خطف 6 سوريين في بعلبك ردا على خطف اسماعيل

*قوى الأمن: مقتل شخص من أصحاب السوابق في تبادل إطلاق نار مع دورية في الأشرفية

*بعلبك شيعت علي الرفاعي وتشديد على وحدة المدينة في مواجهة الفتنة

*استقبال رسمي في المطار ل 18 ناجيا من غرق العبارة حبيش ممثلا الحريري: لتكن الحادثة عبرة للاهتمام بالمناطق المحرومة

*وفد من حزب الله شارك في استقبال الناجين في المطار

*استقبال حاشد للناجين من عبارة اندونيسيا في عكار

*حكاية نديمة بكور الراعي مع رحلة الموت عندما تنقلب الصدف الى مآسي في قارب الموت

*مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني اعلن الثلاثاء 15 الحالي أول أيام الأضحى المبارك

*حذارٍ من قادة الفرس المقنعين/ بقلم : مايكل توتن *السياسة

*من يمول المتشددين في سوريا/طارق الحميد/الشرق الأوسط/

*تهديدات الأسد لأردوغان/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*أعضاء في الكونغرس: الأسد لن يلتزم بالاتفاق الكيماوي بشكل كامل وتوقعوا أن يجد أوباما نفسه مضطرا لخوض حرب بمفرده/حميد غريافي/السياسة/

*الوطن” السعودية: حزب الله بات يملك قواعد لاطلاق الصواريخ بعيدة المدى تضاف لترسانة كيميائية من نظام الاسد

*تقرير الراي عن عملية عرسال - القلمون - الزبداني على الطاولة في القصر الجمهوري اللبناني

*بري: مخطط تمزيق بعض الدول العربية واغراقها في الحروب الاهلية مستمر  معادلة " القمصان السود" في رؤية "حزب الله" لتشكيل الحكومة

*ما هي خيارات المحكمة في حال لم يدفع لبنان مستحقاته؟

*فارس سعيد: لعدم تلطي سليمان وسلام خلف مقولة "ما فينا"

*سامي الجميل: لعدم إيهام الناس أن الجيش دخل الضاحية لانه موجود على تخومها فقط

*بطرس حرب: 8 آذار وعون يعملان للفراغ ووجود الجيش في الضاحية وبعلبك شكلي

*جعجع: حان الوقت لتشكيل حكومة تلبي طموحات المواطن

*سعي دولي لإقناع سليمان بالاستمرار في السلطة

*الحكومة باقية باتفاق ميقاتي - نصرالله ودمشق أوعزت لحلفائها بـ "افشال مبادرة بري"

*الجوزو: على لبنان تحديد موقفه من حزب الله

*تنسيق كامل خلال 17 اجتماع بين ميقاتي والسيد نصرالله

*عونيون يعترضون على توريث باسيل

*حزب الله يملك صواريخ تحمل "رؤوسا كيميائية" موزعة على ثلاثة مناطق

*النائب نهاد المشنوق: الثلث المعطل بدعة غير منطقية والمطلوب حكومة تكنوقراط

*وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية  محمد فنيش: للاسراع بإصدار المراسيم التطبيقية لاستخراج النفط

*النائب علي بزي: تعالوا الى الحوار أرقى أشكال الممارسة الديموقراطية العدو سبقنا بأشواط في ملف النفط ونحن ندور في حلقة مفرغة

*عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور علي فياض: 14 آذار بتحالفاتها الإقليمية تتحمل مسؤولية عدم تشكيل الحكومة

*رعد: تشكيل حكومة ليس فيها تمثيل حقيقي أمر غير وارد

*عبدالله: ما يعيق تشكيل الحكومة الأنانية السياسية الحاقدة

*رئيس مجلس الجنوب عضو هيئة الرئاسة في "حركة أمل" قبلان قبلان : سيبقى سلاحنا العلم ومن شكك بنتائج الامتحانات عنصري حاسد

*النائب وليد خوري: عون لا يزال قائد مسيرة انقاذ لبنان

*العميد المتقاعد أمين حطيط: المقاومة أدخلت لبنان في المعادلة الإقليمية

*نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق: فريق 14 آذار يقوم بدور تعطيلي لكل الدولة والوطن

*أحمد الحريري: الأفق السياسي مسدود لتورط حزب الله في سوريا النصرة وداعش ونظام الأسد وجهان لإرهاب واحد

*قاووق: فريق 14 آذار يعطل الدولة والوطن

*أبرشية بيروت المارونية أحيت الذكرى الأولى لرحيل كوكباني مطر: سيبقى حاضرا بالروح وسنبقى نذكر حياته ونضالاته ورسالته العطرة

*المجلس الوطني لثورة الأرز "[ الجبهة اللبنانية]

*ممثل الراعي في تكريم شخصيات من قضاء بشري: الجهاد في الحياة واجب على الجميع وكل نجاح هو نجاح للجميع

*الراعي: ندين بشدة التباطؤ المقصود في تأليف حكومة جديدة ونطالب المعرقلين بالإسراع في تأليفها بحيث تكون جامعة ومتساوية وقادرة

*الراعي: كل مسؤولية في العائلة والكنيسة والمجتمع والدولة هي وكالة من الله

*الشرطة: الطفلة الاسرائيلية التي اصيبت "كانت ضحية هجوم ارهابي"

*در شبيغل": الطائرات الحربية السورية بمأمن في إيران

*40 عاماً على حرب تشرين: جيشا مصر وسوريا من الجبهة الى الداخل

*قمة سعودية مصرية غداً لبحث العلاقات الثنائية/سيلتقي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس عدلي منصور الذي يصل غداً

*المارينز اعتقلوا "أبو أنس الليبي" أمام زوجته وأولاده/انتظروا عودته من مسجد صلى فيه الفجر بطرابلس فاعترضوه حين اقترب من البيت

*أبو أنس الليبي، يطارده الأميركيون منذ 13 سنة

*توقيف 4 اشخاص في ايران بتهمة محاولة تخريب في موقع نووي

*الكبش: نتمنى على السلطة الفلسطينية اعادة النظر بفصل اللينو

*احتفالات في «التحرير»... واشتباكات دامية على أطرافه

*الإخوان المسلمون... من عنف الخطاب إلى عنف الممارسة

*ضربة أميركية مزدوجة لـ«القاعدة»: اعتقال «أبو أنس الليبي» وغارة في الصومال

*ليفني تتوقع مفاوضات لأكثر من 9 أشهر واليمين يطالب بوقفها

 

تفاصيل النشرة

 

عبارة حزب الله المثقوبة بإبليسية الإرهاب والجحود تغرق كل لبنان
بالصوت/قراءة للياس بجاني في مأساة أهالي قبعيت في بحر اندونيسيا/أهم أخبار اليوم/06 تشرين الأول/13
اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/06 تشرين الأول/13
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية
 
من ضمن النشرة تأملات إيمانية عنوانها "من ثمارهم تعرفونهم" مستوحاة من انجيل القدّيس متّى 7/13-27

 

إنجيل القدّيس متّى 7/13-27/ مِنْ ثِمَارِهِم تَعْرِفُونَهُم

مِنْ ثِمَارِهِم تَعْرِفُونَهُم: هَلْ يُجْنَى مِنَ الشَّوْكِ عِنَب، أَو مِنَ العَوْسَجِ تِين؟ هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ صَالِحَةٍ تُثْمِرُ ثِمَارًا جَيِّدَة. أَمَّا الشَّجَرَةُ الفَاسِدَةُ فَتُثْمِرُ ثِمَارًا رَدِيئَة. لا تَقْدِرُ شَجَرَةٌ صَالِحَةٌ أَنْ تُثْمِرَ ثِمَارًا رَدِيئَة، ولا شَجَرَةٌ فَاسِدَةٌ أَنْ تُثْمِرَ ثِمَارًا جَيِّدَة. كُلُّ شَجَرَةٍ لا تُثْمِرُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وتُلْقَى في النَّار. فَمِنْ ثِمَارِهِم تَعْرِفُونَهُم. لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لي: يَا رَبّ، يَا رَبّ! يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوات، بَلْ مَنْ يَعْمَلُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذي في السَّمَاوَات. كَثِيرُون سَيَقُولُونَ لي في ذلِكَ اليَوْم: يَا رَبّ، يَا رَبّ! أَمَا بِٱسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وبِٱسْمِكَ أَخْرَجْنا الشَّيَاطِين، وبِٱسْمِكَ عَمِلْنَا كَثيرًا مِنَ الأَعْمَالِ القَدِيرَة؟ فَحِينَئِذٍ أُعْلِنُ لَهُم: مَا عَرَفْتُكُمُ البَتَّة. إِبْتَعِدُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْم!فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالي هذِهِ، ويَعْمَلُ بِهَا، يُشْبِهُ رَجُلاً حَكِيْمًا بَنَى بَيْتَهُ عَلى الصَّخْرَة. وهَطَلَتِ الأَمْطَار، وفَاضَتِ الأَنْهَار، وعَصَفَتِ الرِّيَاح، وصَدَمَتْ ذلِكَ البَيْت، فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّ أَسَاسَهُ بُنِيَ عَلى الصَّخْرَة. وكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالي هذِهِ، ولا يَعْمَلُ بِهَا، يُشْبِهُ رَجُلاً جَاهِلاً بَنَى بَيْتَهُ عَلى الرَّمْل. وهَطَلَتِ الأَمْطَار، وجَرَتِ الأَنْهَار، وعَصَفَتِ الرِّيَاح، وصَدَمَتْ ذلِكَ البَيْت، فَسَقَط، وكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيْمًا.»

 

سقوط كذبة.. جهاد النكاح

 ديانا مقلد/الشرق الأوسط

ها هي أكذوبة «جهاد النكاح» تتداعى.. هناك من احتفى بتلك الحكاية حين راجت قبل أشهر وعمل على جعلها روايات سطرها خيال مبتذل لملاحم دموية يختلط فيها الجنس بالقتال بشعارات دينية، وكيف أن النظام السوري يقف سدا «علمانيا» منيعا في وجه تلك الآفة. كل من انخرط في تلك الإثارة الرخيصة هو صامت اليوم إزاء الهبة المضادة التي تشير بالأصبع إلى أكذوبة انجذب إليها إعلام العالم كله ليتبين لاحقا أنه لا أساس لها.

لم يعثر لا الإعلام ولا الجمعيات الحقوقية ولا الناشطون على واحدة من أولئك اللواتي قيل إنهن قررن منح أجسادهن هبة لمقاتلين باسم الدين في سوريا. ولعل ما ثبت فجور تلك الحكاية وفشل الاستمرار في اختلاقها هو محاولة النظام السوري اليائسة في إعادة تلك الأكذوبة للتداول بعد أن جرى إهمالها جراء عدم التثبت منها. فقد خرج علينا النظام السوري بشهادة المراهقة الضحية روان قداح لتحكي حكاية لا يجيد فبركتها أحد كما يجيد نظام البعث. وروان هي فتاة أظهرها الإعلام السوري في كلام مسجل روت فيه حكاية غير مترابطة وبأسلوب مشتت عن تآمر والدها عليها واستخدامها سلعة جنسية له ولآخرين. ولعل الرواية التي لقنتها روان هي جريمة موصوفة للنظام السوري الذي لا يعنيه شيء في سبيل بقائه. مأساة روان التي تبين أن والدها معارض وقد خطفت قبل أشهر لتستخدم أداة ضغط ضده، حثت وسائل إعلام عديدة على إعادة التنقيب في الظاهرة المختلقة والمسماة بـ«جهاد النكاح». وقد أفردت «اللوموند» الفرنسية و«فورين بوليسي» الأميركية مقالات وتحقيقات حول كذب تلك الظاهرة ثم تبعهما سيل من المقالات في الصحافة الغربية والعربية التي حاولت التعويض عن فخ وقوعها في براثن كذبة من هذا النوع. لعل أفضل وسيلة اعتمدتها «اللوموند» و«فورين بوليسي» هي فكفكة القضية من بدايتها. فالشيخ الذي نسبت إليه الفتوى أكد مرارا أنه لم يطلقها، والإعلام الذي روج الحكاية لأول مرة إعلام موال للنظام السوري، والروايات حول القضية لم تتمكن من التثبت من حالة واحدة، وتونس التي تحدث مسؤولون فيها عن وجود فتيات انخرطن في تلك الظاهرة من دون أن يقدموا دليلا واحدا على ذلك تبين أن لهم أهدافا داخلية من هذا الأمر. وقد روت آمنة قلالي، وهي باحثة من منظمة «هيومان رايتس ووتش» في تونس، أن المسؤولين التونسيين فشلوا في إثبات تورط تونسيات في ما يسمى بـ«جهاد النكاح» وما ترويجهم لتلك الحكاية إلا للهروب من مسؤوليات النظام حيال مطالبات جماعات حقوقية نسائية بمزيد من الحريات فأتت وصمة «جهاد النكاح» بتونسيات لتستخدم كوسيلة ضغط للحد من طموحات التحرر لنساء البلاد. وإن كان بعض المسؤولين في تونس يتحملون مسؤولية جنائية وأخلاقية إزاء اتهام فتيات بتلك الممارسة من دون إثبات، تبقى مسؤولية النظام السوري تجاه ما ارتكبه بحق روان قداح أفدح بكثير.. لكن مع نظام مثل هذا لا يعود لأي كلام قيمة أو معنى.

*نقلاً عن "الشرق الأوسط"

 

تحول إيران إلى دولة فاشلة

طارق الحميد/الشرق الأوسط

يقول الرئيس الأميركي إن أمام إيران عاما أو أكثر على اكتساب القدرة على تصنيع سلاح نووي، واصفا هذه التقديرات بأنها «متحفظة» مقارنة بتقديرات المخابرات الإسرائيلية. وأضاف أوباما أنه يريد اختبار ما إذا كان روحاني سينفذ «ما وعد به»، مع إقراره بأن روحاني «ليس صانع القرار الوحيد.. إنه حتى ليس صانع القرار النهائي». تصريحات أوباما هذه جاءت في الوقت الذي أبدى فيه المرشد الأعلى الإيراني تحفظا على «بعض ما حدث في نيويورك» قاصدا المحادثة الهاتفية بين أوباما وروحاني، حيث اعتبر المرشد أنه تصرف «لم يكن ملائما، لأن الحكومة الأميركية ليست جديرة بالثقة، ومتغطرسة، ولا تفي بوعودها»، ومع ذلك عبر خامنئي عن دعمه الجهود الدبلوماسية، فيما يبدو أنها محاولة للمحافظة على التوازنات الداخلية الإيرانية.. وعليه، فإلى أي اتجاه سيسير الملف النووي الإيراني؛ هل ينتهي بانتصار إيران، أم «دبلوماسية» أوباما، أم إلى الحرب؟

أفضل تعليق في هذا الشأن هو ما كتبه الصحافي الأميركي توماس فريدمان؛ حيث يقول إن المفاوضات الأميركية - الإيرانية تنطوي على مخاطر كبيرة حال فشلها، مضيفا: «إنه في حالة فشل المحادثات، سيكون لدى الرئيس أوباما خياران حقيقيان؛ إما اللجوء للعمل العسكري، وإما العقوبات الدائمة التي يمكن أن تساعد في تحويل إيران إلى دولة فاشلة بشكل ضخم.. أرجو أن ينجح الخيار الثاني». فهل يلجأ أوباما للخيار العسكري، خصوصا أنه يقر بأن أمام إيران عاما أو أكثر لاكتساب القدرة على تصنيع سلاح نووي، مما يعني أن استحقاقات هذا الملف ستكون في فترته هو، لا الرئيس المقبل؟ ومن ناحية أخرى؛ هل يعتبر تحول إيران إلى دولة فاشلة أمرا سيئا؟

بالنسبة للخيار العسكري، فمن الصعب توقع ذلك مع الرئيس أوباما، خصوصا بعد مواقفه من سوريا، وهذا ما يعيه الإيرانيون جيدا، إلا في حال قامت إسرائيل بجر أميركا لهذه الحرب، وهي الوحيدة القادرة على ذلك، خصوصا أن في إسرائيل من يؤمن بمقولة تشرشل الشهيرة بأن «أميركا ستفعل الصحيح في نهاية الأمر»، كما يقول بعض الدبلوماسيين الإسرائيليين الآن! حسنا، ماذا عن تحول إيران إلى دولة فاشلة؟ المؤكد أن هذا لن يكون أمرا سيئا، خصوصا إذا تأملنا واقع المنطقة، وتأثير التدخل الإيراني فيها، فأينما وجدت إيران، كان الخراب، والفوضى، من لبنان إلى سوريا، ومن العراق إلى اليمن، وحتى في القضية الفلسطينية، فعلى مدى أربعة عقود سعت إيران، وتسعى، لتحويل كثر من دولنا إلى دول فاشلة وذلك لتعزيز نفوذها، مما جعل المنطقة في أزمة استقرار مستمرة. وعليه، فإن فشل إيران أفضل كثيرا من الحرب، وأفضل من أن تصبح إيران شرطي المنطقة. كما أن فشل إيران قد يدفع لإفاقة صوت العقل فيها داخليا بدلا من النزعة القومية، أو البعد الطائفي الذي تأذت منه المنطقة ككل.

 

تخيلوا محاربة «القاعدة» بلا أميركا!

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

برهن تنظيم القاعدة على خطورته بأنه لم يولد له مثيل في البأس والإرهاب في خمسين عاما، بقدرته على البقاء والتنقل والتجنيد والتدمير وتطوير ذاته ومنسوبيه. كل التنظيمات الإرهابية التي ولدت بعد الحرب العالمية الثانية لم تضارع قدرات «القاعدة» في الهوية العالمية. أهم أسلحتها تطويعها للفكر الديني المتطرف الذي منحها أكثر جنود العالم استعدادا لبذل أموالهم وأرواحهم وأبنائهم. بقي أعظم تنظيم إرهابي نشطا إلى اليوم رغم أنه عمليا جرى القضاء على كل مؤسسي وقادته الأوائل، باستثناء قلة مثل أيمن الظواهري، قتلوا أو قبض عليهم. وشرد من عقر داره الأول أفغانستان، وهزم في السعودية، الأرض الحلم بالنسبة له. ولم ينجح في اختراق الأراضي الأميركية منذ هجمات سبتمبر (أيلول) 2001. وهناك ما لا يقل عن ثلاثين دولة في العالم سخرت إمكانياتها لرصد وملاحقة «القاعدة»، في شبه إجماع دولي على مقاتلة التنظيم الأخطر في العالم. مع هذا «القاعدة» لا تزال حية تتنفس وتسعى.

وبالقبض على أبو أنس الذي يبدو أنه خطف على غفلة، نتذكر أن الحرب مستمرة وسجال بين الجانبين. ولحسن حظنا جميعا، أن الأميركيين طرف في المعركة، لأن هذا الغول، المسمى «القاعدة»، أكبر قدرة من أن يحارب من قبل الدول فرادى. لا شك أن الأميركيين منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر اعتبروه الخطر الأول على أمنهم، وقرروا تسخير كل إمكانياتهم الهائلة. وتكاد تكون الحرب بين «القاعدة» وخصومها يومية من رصد ومطاردات في أنحاء العالم. والمثير أن الأميركيين، والغرب عموما، كان ينظر بتشكك في التسعينات إلى حقيقة وجود التنظيم بمعناه الآيديولوجي. معظم ما كتب حينها ركز في تفسير الظاهرة على أنها نتاج الفقر والبطالة ونقص الحريات السياسية. إنما في العقد التالي لهجمات سبتمبر أدرك كثيرون منهم، أن «القاعدة» حركة عقائدية متطرفة لا علاقة لها بالوظائف والحقوق والحريات والانتخابات. يمكن أقرب نموذج لها الحركة النازية التي كانت ترفض الغير إلى درجة الإيمان بالتخلص منهم، وتؤمن بسمو أفكارها على غيرها، باستثناء أن «القاعدة» أكثر خطورة لأنها تدعي وتستخدم الدين. ولحسن حظ الجميع أن «القاعدة» استهدفت عددا كبيرا من حكومات العالم التي تحولت لمحاربتها، وإلا لو بقيت كما بدأت تستهدف دولا محدودة مثل السعودية ومصر، ربما كان الوضع أكثر خطورة. حاليا، «القاعدة» لا تمثل أبدا تهديدا لنظام بعينه، لكنها قادرة على إلحاق الأذى في كل مكان. وثبت أنها قادرة على البقاء والاختباء وتجديد خلاياها مهما لوحقت، وقادرة على الإنجاب مهما أبيدت أو جرت تصفية قياداتها. وسبق أن ذكرت وثائق «القاعدة» أن جدلا دار بين قادتها حول تنفيذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وأن بعضهم اعترض على فكرة استهداف الأميركيين في عقر دارهم، من قبيل تركهم إلى وقت لاحق، لكن بن لادن كان يعرف أن هجمات ضد أهداف ضخمة في نيويورك وواشنطن مثلا، كانت رسالة للعالم بقدراتهم وعزيمتهم ومشروعهم. أما الهجمات التي نفذوها ضد مصالح أميركية من قبل في السعودية واليمن، فقد كانت جزءا من معارك محصورة، لكن استهدافهم الولايات المتحدة من داخلها هو الذي غير اللعبة، وغير العالم. لم يكن للدول العربية قِبَلٌ على مواجهة هذا الخطر المرعب الذي لا يزال يشكل أكبر حرب تدور اليوم. أيضا، يجب القول إنه لم يكن بوسع الأميركيين الانتصار على التنظيم المتطرف لولا تعاون الدول الإسلامية التي هي أدرى بخصوصيات المحلي وفكره، وأقدر على مواجهته في نقطة قوته، أي الدينية. ويبقى للأميركيين القدرة الميدانية على الحرب نفسها.

 

«14 آذار» لـ«الثلاثي الوسطي»: كفى انتظاراً على ضفّة النهر

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

بين رئيس جمهورية متحرّق لتأليف حكومة لا تنهي عهده بالفراغ، أو بحكومة تصريف أعمال لم يكن له في تشكيلها خيارٌ، أسوةً باللاخيار الذي واجهه حين كان قائداً للجيش، ولم يمنع حصول السابع من أيّار، وبين رئيس مكلّف حظيَ بإجماع مفخّخ، أدخِل رغماً عنه في انتظار لن ينتهي قريباً، وبين رئيس كتلة وسطية تتحرّك على إيقاع تقدّم أو تراجع حظوظ النظام السوري بالبقاء أو الانتصار، يدخل الشهر السابع للتكليف مكبّلاً بالواقع ذاته الذي منع تأليف الحكومة في اللحظات الأولى للتكليف.

تستمرّ «14 آذار» في الضغط على سليمان وسلام للإسراع في التأليف

تبدو قوى "14 آذار" وهي تراقب هذا المشهد في وضع المراقب العاجز، ولكنّها في الوقت نفسه تضع الثلاثي الوسطي (سليمان وسلام وجنبلاط) أمام مسؤوليّات من نوع آخر.

فهذا الثلاثي الذي يلعب النائب وليد جنبلاط في داخله لعبة التعطيل والتسهيل، والإقدام والتراجع، بات قراره رهناً بهذا الوسطي الذي يملك كتلة نيابية صغيرة، يتحرّك بها من ضفّة النهر إلى الضفّة الأخرى، فلا يكاد يصل حتى يعود الأدراج، لخوف من عدم وجود مرفأ آمن، في بيئة تحوّلت منذ 7 أيّار بيئة تعجّ بالمخاطر. تستمرّ قوى "14 آذار" في الضغط على سليمان وسلام للإسراع في تأليف الحكومة، لكنّها، أو على الأقلّ لكنّ جزءاً وازناً منها، يضغط وهو في الوقت نفسه يعرف، أنّ لا سليمان ولا سلام، قادران على تحمّل نتائج حكومة الأمر الواقع. في هذا السياق، يشنّ رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع وبعض مسيحيّي "14 آذار"، حملة إعلامية وسياسية في اتجاه سليمان وسلام لإعلان تأليف الحكومة، على قاعدة عدم جواز بقاء الوضع على ما هو، وعدم الوصول إلى الاستحقاق الرئاسي، وحكومة تصريف الأعمال قائمة.

أمّا تيار "المستقبل"، فيضغط على الرئيسين على طريقته، ولكنّه لا يريد الوصول إلى اعتذار سلام من دون تأمين البديل، وهو حرص على إبقاء دعمه لسلام (أبلغه الرئيس فؤاد السنيورة بهذا الدعم)، كما ردّ على "جسّ النبض" الذي قام به رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالنسبة لإمكان تسميته رئيساً مكلفاً إذا اعتذر سلام، فكان ردّ السنيورة أيضاً: "لا تسمية لميقاتي، ولا ثقة لأيّ حكومة يؤلفها".

الضغط إذاً له حدوده، و"14 آذار" تعرف أنّ من أسقط حكومة الرئيس سعد الحريري، قادر اليوم ولو مأزوماً، على تكرار سيناريو الاعتصام والتوتير وصولاً إلى الامتناع عن تسليم الوزارات وغيرها من الخيارات، التي يمكن أن تحوّل الأزمة الدستورية الباردة، فوضى حامية في الشارع، فينتهي عهد سليمان بحكومتين تتنازعان السلطة. تعتبر قوى "14 آذار" أنّ جنبلاط نجح في الإمساك بملف تأليف الحكومة، من خلال التأثير على موقف سلام، وفرملة التسريع الذي يريده رئيس الجمهورية، وكلّ ذلك أدّى إلى أن يصبح ملف الحكومة، أسوةً بـ"الثلاثي الوسطي" في حال انتظار على ضفّة النهر، فيما من غير المؤكّد أن تمرَّ جثة النظام السوري، وحتى لو مرّت في الأشهر المقبلة، فقد تكون جثة الاستقرار الأمني والاقتصادي قد سبقتها، وحينها سيتحمّل رئيس الجمهورية والرئيس المكلف معاً، مسؤولية عدم الإقدام، وعدم القدرة على اتّخاذ القرارات الشجاعة في الوقت المناسب.

وتذهب قوى "14 آذار" في تحميل المسؤولية إلى أبعد من ذلك، حيث تدعو سليمان وسلام، إذا تعذّر عليهما تأليف حكومة "الثلاثة أثلاث"، إلى تأليفها مع "حزب الله" وحلفائه، وإذا رفض سلام السير بها، فليعتذر، وليبادر جنبلاط إلى إعادة تسمية ميقاتي، وعندها تستقيم النظرية التي يسوّقها عملياً وعاد على أساسها إلى صيغة حكومة "9+9+6"، وهي نظرية انتصار إيران وحلفائها في الإقليم.

 

هل مَن يستعجل التوريث داخل التيار من خارجه؟

شارل جبور/جريدة الجمهورية

بعد المعركة التي خاضها «حزب الله» ضد وصول العميد شامل روكز إلى قيادة الجيش اللبناني، يخوض اليوم معركة استبعاد روكز عن قيادة «التيار الوطني الحر». عون يسعى الى إتمام خطوة تاريخية بنقل السلطة وهو على قيد الحياة . إنّ أولوية "حزب الله" في المرحلة الفاصلة عن انتزاعه أي تعديل دستوري يمنحه مذهبياً حق الفيتو عوضاً عن الثلث المعطل، تبقى في الحفاظ على تحالفه مع الجنرال ميشال عون الذي يؤمن له وظيفتين أساسيتين: الغطاء المسيحي، والحجم النيابي لتكتل 8 آذار زائد عون الذي يتلطّى خلفه للمطالبة بالثلث المعطل. وإذا كان حق الفيتو هو الحد الأدنى المطلوب في حال خسارته لتحالفاته الوطنية ورفضه التسليم باللعبة الديموقراطية على أساس الأكثرية والأقلية، فإن هدفه الأول يبقى في نسج تحالفات عابرة للطوائف توفر الغطاء الوطني لسلاحه وتتيح له الإمساك بالقرار الوطني ديموقراطياً. ومن هذا المنطلق يعتبر الحزب تحالفه مع العماد عون استراتيجياً، وهو أحرص ما يكون للحفاظ على هذا التحالف، وهذا ما يفسر إلى حد بعيد امتصاصه لكل الانتقادات التي وجّهها عون إليه على أثر التمديدَين النيابي والعسكري. واللافت في هذا السياق أن التوريث داخل التيار طرح مباشرة بعد استبعاد روكز عن رأس المؤسسة العسكرية، وكأن "حزب الله" يخشى على مستقبل التحالف مع "التيار الوطني الحر" في حال آلت قيادته إلى روكز، ومن هنا جاء فتح هذا الملف استباقاً لأيّ مفاجأة من هذا النوع.

وخشية "حزب الله" متأتية من اعتبارات عدة، أبرزها:

أولاً، الحيثية العونية قامت أساساً على فكرة الالتفاف حول الجيش، وهناك شريحة واسعة داخل التيار ترى في روكز استمرارية لعون، خصوصاً أن مسيرته العسكرية تساهم في تعزيز هذه الوضعية وتقويتها.

ثانياً، وصول روكز الى رأس المؤسسة العسكرية كان سيحسم الخلافة داخل جسم التيار الذي يُبدّي بطبيعة الحال شخصية سَلكت نفس طريق مؤسسها، وتنتمي إلى المؤسسة نفسها التي ترى فيها الضمانة للبنان.

ثالثاً، السجل العسكري لروكز في مواجهة السوريين ورفضه التسليم بالأمر الواقع إبّان الحرب وبعدها، هو من العوامل التي تزيد من قلق الحزب.

رابعاً، التحالف الاستراتيجي بين الحزب والتيار لم ينعكس تقارباً بين الأوّل وروكز.

خامساً، عودة التيار مع روكز الى الخطاب العوني الأساسي الذي سبق ورقة التفاهم، والقائم على مركزية الدولة ضمن أولوية القضية اللبنانية في موقف رافض لكلّ المحاور الخارجية. وهذا الخطاب بالذات هو الذي حصد ما حصده في انتخابات العام 2005، وعاد وخسر جزءاً واسعاً من رصيده بعد تفاهم مار مخايل.

وانطلاقاً ممّا تقدم، يتبين أن هناك من افتعل إثارة خلافة الجنرال، بعد عمر طويل، في محاولة لضمان الحفاظ على الخط السياسي الحالي للتيار، تجنباً لأيّ عملية قلب للتحالفات وخلط للأوراق تصبّ في مصلحة 14 آذار ويكون "حزب الله" المتضرر الأكبر منها، لأنّ فَك التحالف بينهما سيجعل الحزب ينكفئ وطنياً ويفقد أهم ورقة من أوراقه الداخلية، فيما 14 آذار، التي ستستفيد من تفكك تحالف 8 آذار، ستكون أمام تحد جديد يتمثّل بولادة قوة وسطية حقيقية لا يُستهان بها، تعزّز حضورها على حساب القوى الأخرى التي تشهد تضعضعاً في صفوفها وتركيبتها وبرنامجها.

وإذا كانت مسألة التوريث مسألة عونية داخلية، وحقّ عوني غير قابل للنقاش، إلّا أن تأثيراتها الوطنية خارج التيار تجعل محاولات التأثير الخارجية في مجرياتها طبيعية، فكيف بالحري لفريق سياسي بحجم "حزب الله" يريد أن يضمن استمرار التحالف مع فريق مسيحي أساسي هو بأمسّ الحاجة إليه اليوم وغداً في ظلّ تَنامي الحديث عن غياب "الكيمياء" بين الحزب وروكز، وبالتالي حاجته إلى استبعاده لضمان استمرار التحالف بين مكوّني ورقة التفاهم.

ومن المتعارف عليه أيضاً أن صراع الأجنحة داخل أيّ حزب أو تيار سياسي مسألة صحية، لأنّ وجودها يوسّع هامش اللعبة الديموقراطية الحزبية. وبالتالي، من الطبيعي أن يدخل التيار في عملية شَدّ حبال لحسم مآل القيادة، فضلاً عن أن حسمها في ظل المؤسس يُكسب الخلف مشروعية سياسية ويُحمِّل المؤسس مسؤولية مواصلة خلفه نَهجه السياسي نفسه، وهذا ما يفسر سَعي "حزب الله" إلى حسم هذا الملف باكراً قطعاً للطريق على أيّ مفاجآت تفضي إلى إعادة النظر بالخط السياسي المُستجِد للتيار منذ العام 2006. ويبقى أن هذه المقاربة التحليلية تحاول الإضاءة على زاوية تتصِل بملف وطني، لأنّ ترتيب البيت العوني تتجاوز ارتداداته حدود هذا البيت إلى التحالفات والاصطفافات الوطنية. وبالتالي، لا تبغي الإساءة إلى التيار ولا الى أيّ شخص أو خط من الخطوط المتنافسة بشكل مشروع، بقدر مواكبة هذه القضية التي تعني شريحة واسعة من اللبنانيين.

 

من هو الذئب المخادع الذي يرتدي ثوب الحمل؟

عطاء الله مهاجراني/الشرق الأوسط

بداية يتعين القول إن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة يوم الثلاثاء 1 أكتوبر (تشرين الأول)، كان خطابا فريدا من نوعه. ولا أعتقد أن أي شخص آخر في أي وقت مضى - سواء كان رئيسا أو ملكا أو رئيس وزراء - ألقى خطابا فيها وذكر- اسم دولة أخرى أو رئيسها أو شعبها أكثر من مائة مرة في خطابه! لقد كان ذلك هو خطاب نتنياهو الذي ذكر – بشكل مباشر أو غير مباشر – اسم إيران 60 مرة وذكر اسم روحاني 40 مرة. كما أورد أسماء آية الله الخميني وآية الله خامنئي وآية الله رفسنجاني.

استغرق خطابه 33 دقيقة، مما يعني أن اسمي إيران وروحاني ذكرا في كل دقيقة من خطابه! وكان ذلك فرصة عظيمة لإيران. وبمعنى آخر، قام نتنياهو بأداء دوره على أكمل وجه لإظهار إيران كطرف مؤثر وجدير بالملاحظة. ويرجع السبب في ذلك إلى أن نتنياهو قد بعث برسالة واضحة إلى العالم، بمن في ذلك الفلسطينيون والعرب والإيرانيون والدول الأخرى التي ترى ذلك ضمنيا أن إيران هو العدو الرئيس لإسرائيل. تريد إسرائيل التحضير لشن حرب ضد إيران وحدها! في حين تعد إيران أكبر من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا مجتمعين. وبالإضافة إلى ذلك، تعد إيران أخطر 50 مرة من كوريا الشمالية! التساؤل المهم: ما هو السبب الرئيس وراء الغضب الواضح لنتنياهو؟ كيف توصل نتنياهو إلى الاستنتاج بأن إيران أكثر خطورة بـ50 مرة من كوريا الشمالية؟

ركز نتنياهو على مسألة السلاح النووي الإيراني. وبناء على ذلك، فهناك تساؤلان بسيطان: السؤال الأول: بما أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، فكيف يكون من المقبول لإسرائيل امتلاكها، بينما تعد امتلاك غيرها للطاقة النووية كارثة؟ أود التركيز على البعد المنطقي لهذا الموضوع. لقد أعلنت إيران مرارا أنها لا تريد إنتاج أسلحة نووية، وفقا لما استشهد به أوباما من فتوى آية الله خامنئي في خطابه الذي ألقاه أخيرا في الأمم المتحدة. وعلاوة على ذلك، تعمل إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعلى الجانب الآخر، يعرف الجميع أن إسرائيل لم تفتح قط الباب أمام المفتشين للدخول إلى «ديمونا». في فترة وجود الشاه - والتي أشار نتنياهو إليها على أنها فترة حديثة لإيران - كانت هناك اتفاقية سلاح نووي مهمة بين إيران وإسرائيل. ووقع على هذه الاتفاقية من الجانب الإسرائيلي شيمعون بيريس، وزير الدفاع آنذاك، الذي قام بزيارة سرية إلى إيران لأسبوعين. وجرى تنظيم رحلته من قبل منظمة الاستخبارات والأمن الوطني لإيران (السافاك). وعلى حد علمي، تحتفظ إيران بتسجيل فيديو لتوقيع هذه الاتفاقية، وجرى أخذ هذا الفيلم من قبل منظمة خدمات أمنية أخرى خلال حكم الشاه، تحت رعاية الجنرال فردوست. لم تكن «السافاك» متورطة في حادث التجسس هذا. وعليه، فما هو رد نتنياهو على هذا الأمر، وكيف يكون ذلك الأمر بالنسبة لنظام الشاه – حينما كان من الجيد امتلاك رؤوس صواريخ – بيد أنه من غير المقبول ومن الكارثي في الوقت الحالي بالنسبة لدولة إيران الجديدة امتلاك طاقة نووية سلمية؟ عندما عاد روحاني إلى إيران واجه جماعة متشددة في المطار، حيث رقد بعض منهم في الشارع أمام سيارته وأغلقوا الطريق، وهتف البعض الآخر ضده وقذف حذاء نحوه. وبالنسبة لهذه النقطة في الوقت الحالي، فإن السؤال الحاسم هو: ما أوجه الشبه والاختلاف بين نتنياهو والجماعة المتشددة في إيران السالف ذكرها، وكذلك أيضا الجماعات المتشددة في أميركا؟ إنني أريد أن أقول إن المتشددين يعيشون في إيران وإسرائيل وأميركا. ومن الواضح أن لديهم نفس طريقة التفكير. ما يؤسف له اشتياق بعض المتشددين في إيران لشن حرب جديدة. وعلى الجانب الآخر، يعتقد نتنياهو بأنه لا مفر من شن الحرب ضد إيران! يوضح هذا الأمر أن معتقدات الجانبين – على الرغم من تعارضها سطحيا مع بعضها البعض – في الحقيقة تكمل كل منهما الأخرى، وأن كلا الطرفين سعيد بذلك. ففي خطابه، تحدث نتنياهو عن قضية الإصلاح، وانتقد روحاني ناعتا إياه بـ«الكذاب». وبالنسبة للسؤال الثاني: من الذي يمكن أن يقبل نتنياهو – على الرغم من كل ذلك – كواعظ عصري أو حاخام طاهر ونقي؟! قال نتنياهو «كان أحمدي نجاد ذئبا يرتدي لبوس الذئب، لكن روحاني ذئب يرتدي لبوس الحمل، فهو الذئب الذي يعتقد أنه يمكنه خداع المجتمع الدولي». إذن، فما هي الحقيقة بشأن طبيعة نتنياهو أو ثيابه التي يرتديها؟ هل تعلم أن هذا المصطلح الجميل «الذئب الذي يرتدي لبوس الحمل» له أصل في التوراة الموجودة الآن، وعلى وجه الخصوص أصل عبري؟ كانت هناك القصة المعروفة حول المنافسة السرية بين إسحاق وعيسو (سفر التكوين، الفصل 27). ويبدو لي أن هذا الأمر هو الأصل في وجود هذا المصطلح. دعني أقل إنه من المؤسف أن تعتقد إسرائيل - كدولة (وليس اليهود بوصفهم أهم وأعرق أمة) – أن بمقدورها خداع العالم. لكن هذا الأمر غير مقبول ولا حتى لبعض الكتاب والمفكرين المثقفين اليهود مثل إيلي فيزيل ونعوم تشومسكي، وكذلك الساسة الإسرائيليين الجدد البارزين مثل حزب «ميرتس» الذي تترأسه السيدة زهافا غالئون. وجه نتنياهو تهديدا لإيران مرات عديدة بشكل سافر، ولا سيما عندما قال: «أريد إزالة أي التباس بشأن هذه النقطة، لن تسمح إسرائيل لإيران بأن تحصل على الأسلحة النووية. وفي حال اضطرت إسرائيل لمجابهة هذا الأمر وحدها، فسوف تقوم به وحدها».

ما هو لب هذا التهديد؟ ألا يجب أن نقول إن هذا الأمر هو بالفعل منطق ومنهج الذئب؟ ووفقا للمادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة، الذي جرى توقيعه في سان فرانسيسكو، بتاريخ 1945، فإنه: «يمتنع أعضاء الهيئة جميعا في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة أو على أي وجه آخر لا يتفق مع مقاصد الأمم المتحدة». أعتقد أنه يتعين علينا جميعا، بما في ذلك نتنياهو، قراءة هذا الميثاق بعناية ودقة مع وضعه في الاعتبار. وبالإضافة إلى ذلك، لا يوجد في إيران والدول الإسلامية الأخرى - على الإطلاق - شعار «يسقط اليهود». ولا أفهم ما هو سبب رواية نتنياهو لهذه المعلومات المغلوطة. فعلى وجه العموم، يميز المسلمون بين الصهيونية واليهودية. وليس المسلمون وحدهم هم الذين يفرقون بشأن هذه المسألة، حيث إننا نرى بعض الحاخامات اليهود المعارضين أيضا لدولة إسرائيل والصهيونية. وكان ذلك هو السبب وراء وجود نائب برلماني يهودي بإيران ضمن وفد روحاني في رحلته الأخيرة.

 

حزب الله" يشيع مقاتلاً قضى في سورية

 السياسة/شيع "حزب الله", أمس, أحد مقاتليه من بلدة ديركيفا في قضاء صور, قتل في سورية ويدعى علي نعمة الزين الملقب "ذو الفقار". إلى ذلك, أقدم شبان من عائلة اسماعيل في بريتال بالبقاع على خطف 6 سوريين من عائلة سوطك رداً على خطف ابنهم في سورية. من جهة أخرى, توفي علي مصطفى الرفاعي متأثرا بجروحه على خلفية الاشتباكات التي وقعت في بعلبك الأسبوع الماضي ليرتفع بذلك عدد القتلى الى خمسة. ونفذ الجيش اللبناني عملية انتشار واسعة في المدينة وأقام الحواجز الثابتة والمتحركة تحسباً لأي حوادث أمنية. وصباح أمس, وصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي 18 لبنانيًا ممن نجوا من كارثة عبارة إندونيسيا, بعدما غادروا مطار جاكرتا أول من أمس متوجهين إلى بيروت, عن طريق إمارة دبي, حيث كان في استقبالهم وفود رسمية وشعبية.

 

18ناجياً عادوا من أندونيسيا إلى لبنان: احتيالٌ قذفنا في البحار وخسرنا كل شيء

بيروت - أمندا برادعي/الحياة

هي مأساة إنسانية بين برّ أندونيسيا وبحرها. وفي ثنايا المأساة اللبنانية في «عبّارة الموت» الأندونيسية التي غرقت في بحر سيناجور، توحّد عدد من اللبنانيين في بلدة قبعيت عكار (الشمال)، متبعين وجهة الهجرة نفسها، إما طلباً للقمة عيش بعدما سُدت الآفاق في وجه أكثرية هؤلاء في بلدهم، وإما لأسباب أخرى يصعب حصرها. رحلة جماعية إنسانية، تحاكي حكاية كل عائلة، ولو أن بعض الحكايات تتشابه. أحوال عائلات وقرى ومناطق تحاول أن تلملم آثار حزنها بالدموع وحرقة الانتظار. وفيما غصّ صالون الشرف في مطار رفيق الحريري الدولي أمس بأمهات اللبنانيين الـ 18 الناجين من غرق العبارة الأندونيسية وآبائهم وأقربائهم سط إجراءات أمنية مشدّدة، بدت مظاهر القلق والحزن على وجوه المنتظرين. أم تتأبط كتف من رافقها، وأخرى تشرد بعيداً وكأن الحادثة محت ذاكرتها، وأب يحار أين يقف لاستقبال ابنه. في القاعة عيون تملأها الحسرة وأخرى تبكي.

تبدو علامات القلق والحزن على وجه والدة الناجي محمود بحري، التي «لم ترض عن هجرة ولدها غير الشرعية»، ولكنها وجدت في صلاتها مخرجاً لحسرتها. وتقول: «ابني في بحث دائم عن وظيفة، كان يعمل أحياناً في حدادة السيارات، كره لبنان وسئم الانتظار. أخيراً اقتنعت منه بأن قدره سيصيبه أينما ذهب، فباع سيارته ودراجته النارية ليسافر. قال لي إنه ذاهب ليعيلني... كذبوا عليهم 3 أشهر. كل ثلاثة أيام ينزلون في فندق أو فيلا، ويوم إبحار العبّارة أرسل لي صورته على متن العبارة، وبعد يوم واحد وصلتنا رسالة من مجهول بأن المهاجرين وصلوا إلى استراليا... استغربنا وفجأة تلقيت اتصالاً من ابني نهار الجمعة صباحاً يقول فيه إن العبارة غرقت، وإنه يقوم بنفسه مع مجموعة من الشبان بانتشال الجثث». ويوضح محمد بحري، أخو محمود، سبب عودته إلى لبنان قبل 3 أسابيع من الحادثة، على رغم أنه سافر مع أخيه في قافلة الموت ذاتها منذ ثلاثة أشهر: «بدأت أشك بالعراقيين الذين استقبلونا هناك، فهم أخذوا ينقلوننا من فندق إلى آخر في أندونيسيا على حسابنا، وأبلغتهم أني أريد العودة إلى لبنان وعدت بعد مشاكل معهم».

أم خالد، تتذكر جملة واحدة في اتصال مع ابنها الناجي: «غرقت العبارة يا أمّي ونجوت»، تمسك بيدها صورة له وتقول: «ذهب ليؤمّن مستقبله ويعيش مرفوع الرأس، باع أبوه الباص الذي كان ينقل فيه ركاباً ليوفر له المبلغ المطلوب. لم يتبق لدينا قرش واحد». وسرعان ما امتزجت تلك الدموع بدموع الفرح، وتعالت أهازيج الأمهات مترجِمة لحظات السعادة برؤية الناجين الـ 18 داخلين من باب القاعة الأمامي، وهم: لؤي بغدادي، أحمد العبوة، وسام حسن، مصطفى بو مرعي، حسين خضر، أسعد أسعد، محمد محمود أحمد، عمر سويد، محمود البحري، عمر المحمود، إبراهيم عمر، أحمد توفيق محمود، خالد الحسين، خليل الراعي، نديمة بكور، وفره حسن، أفراح ديب وأحمد كوجا. ورافقهم على متن رحلة تابعة لشركة طيران الإمارات الآتية من دبي مسؤول قسم أفريقيا وآسيا وأوكرانيا في وزارة الخارجية ماهر خير، في حضور وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور والنائب هادي حبيش ممثلاً رئيس الجمهورية ميشال سليمان والنائبين علي عمار وبلال فرحات ممثلين «حزب الله» والنائب خالد زهرمان وعضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل» محمد مراد وإمام بلدة قبعيت الشيخ علي خضر. «أكثر من 40 لبنانياً وجدوا أنفسهم فجأة يغرقون، بعضهم أنقذ نفسه وبعضهم الآخر ابتلعته الموجة أو قذفته ميتاً إلى الشاطئ. ضحكوا علينا على أساس نقلنا إلى عبارة مجهّزة»، يقول لؤي بغدادي الآتي من مطار جاكرتا بعد ثلاثة أشهر من الوعود الكاذبة. ويضيف: «35 لبنانياً لقوا حتفهم انتشلتهم بيدي»، مؤكداً أن «جثث اللبنانيين كلها تم انتشالها». ويلفت إلى أنه «كان على متن العبارة عراقيون وإيرانيون وغانيون».

ويشرح: «تستغرق عملية التسفير من أندونيسيا إلى أستراليا بحراً 18 ساعة إذا كان البحر هادئاً، وإذا كان هائجاً 36 ساعة». ويتابع: «بعد إبحارنا من المياه الأندونيسية بـ 7 ساعات، أبلغنا القبطان أن علينا العودة إلى الشاطئ، واختلطت أسباب العودة بين نفاد الوقود ومنع خفر السواحل الأستراليين العبّارة من دخول المياه الإقليمية الأسترالية وأنها أضاعت الطريق. وبعد 5 أيام في البحر استطعت تحديد الطريق المؤدية إلى جزيرة في أندونيسيا بواسطة جهاز «ثريا» يحتوي على GPRS. وقبل وصولنا إلى شاطئ تلك الجزيرة بـ 200 متر ضربت موجة بعلو 5 أمتار العبارة بالرمل وقلبت المهاجرين».

وفيما يبقى العشرات مفقودين حتى انكشاف مصيرهم، توافقت روايات بعض الناجين بشأن الحادثة. ويقول عمر سويد: «حاربنا الموت 5 أيام بعد معرفتنا بأن السائق أضاع طريقه وأعادنا إلى أندونيسيا، وقبل اقترابنا مسافة 200 متر من الشاطئ أتت موجة وفصلت العبّارة إلى قسمين»، محمّلاً مسؤولية غرق المهاجرين إلى «السلطات الأسترالية والأندونيسية التي لم تسارع في إنقاذنا على رغم معرفتها بالحادثة». ودعا الحكومة اللبنانية إلى «النظر في وضعنا. لم يعد لدي مكان أسكن فيه، بعت منزلي وأخذ أبو صالح العراقي مني 10 آلاف دولار». وفيما انتقد بعضهم أعضاء وفد البعثة اللبنانية إلى جاكرتا وقالوا إنهم لم يروا أحداً منهم، شكر بعضهم الآخر جهودهم التي ساهمت في إعادتهم إلى بلدهم الأم، مثمّنين مساعي موفد الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري إلى أندونيسيا معتز زريقة، في تأمين اللازم من أجل عودتهم سالمين إلى لبنان.

وقال عمر المحمود الذي فقد عائلته: «لقد خسرنا كل شيء، كنت أتمنى على المسؤولين في لبنان أن يولونا أهمية قبل أن نسافر. ذهبنا إلى أندونيسيا مع عائلاتنا بطريقة قانونية وبأموالنا، كنا حوالى 80 شخصاً، وقبل أن نسافر دفعنا 40 ألف دولار إلى عبدالله طيبي، وكنت بعت بيتي ومحلي لتأمين هذا المبلغ. لم أستطع التعرف إلى جثة أي من أفراد عائلتي، حاولنا مرات عدة أن نتعرف إلى الجثث لكننا لم نستطع».

وفي المقابل، حمّل أسعد علي سعد، الذي فقد زوجته وأولاده الأربعة، نفسَه المسؤولية، «فنحن ذهبنا بأنفسنا»، وشكر «الدولة ومن ساعد على إعادتنا الى لبنان».

وأكد الوزير منصور أنه «استناداً إلى رئيس دائرة الهجرة في المنطقة التي غرقت فيها العبارة، فان السفارة اللبنانية كانت الأسرع والأفعل بين كل البعثات الرسمية الموجودة على الساحة» والحكومة تفاعلت مع السفارة، والتوجيهات كانت تعطى لحظة بلحظة من الخارجية. ولبنان يستقبل الناجين بفرحة ترافقها غصة، إذ إننا خسرنا ضحايا تعود إلى كل لبنان». وعن استعادة الجثامين في الأيام المقبلة، قال: «ننتظر بضعة أيام، على اعتبار أن نتيجة الحمض النووي تحتاج إلى أيام، ولأن العديد من اللبنانيين أتلفوا وثائقهم الرسمية، إضافة إلى أن الجثثت منتفخة ولا نعرف ملامحها أو هويتها، ويوجد جثث تعود إلى جنسيات أخرى».

وقال عن بقية اللبنانيين الذين هربوا قبل انطلاق العبارة، إضافة إلى 11 لبنانياً موقوفين لدى السلطات الأندونيسية: «سيعودون غداً بعدما دفعت المبالغ المحددة لتسوية أوضاعهم».

ولفت حبيش إلى أنه «لا بد من استخلاص السبب الذي من أجله غادر هؤلاء الناس مناطقهم إلى أقاصي الدنيا للاستحصال على لقمة العيش، وهو تقصير الدولة في إيلاء هذه المناطق المحرومة الاهتمام، الذي يتم من خلال فتح مؤسسات وجلب المستثمرين بعد تحسين البنى التحتية». واعتبر أن «المطلوب اليوم ان تولي الدولة بعد هذه الحادثة اهتمامها الكامل لمنطقة عكار ولبقية المناطق المحرومة، كبعلبك- الهرمل، تجنباً لانفجار اجتماعي».

وحمّل النائب خالد زهرمان مسؤولية التسفير غير الشرعي إلى الحكومة اللبنانية، «لأنها كانت فاشلة على كل المستويات». ولفت إلى أن «سعي نواب عكار لإعادة تشغيل مطار رينيه معوض يؤمن فرص عمل للشبان».

وقال عمار: «جئنا بتكليف وتشريف من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لمشاركة أهلنا في الشمال وعكار في استقبال الناجين»، وتمنى «لأهل المصابين الوافر من المواساة والصبر، على أمل أن تكون هذه الكارثة هي الأخيرة التي تطاول لبنانيين فارين من الحرمان». وعلمت «الحياة» أن مبلغ الـ10 آلاف دولار الذي يدفعه المهاجر إلى أستراليا يأخذ السمسار المحلي 4 آلاف دولار منه، فيما يحصل زعيم شبكة التسفير المدعو «أبو صالح» العراقي على 6 آلاف. كذلك نجا اللبنانيون الذين لم يصعدوا إلى متن العبّارة في اللحظات الأخيرة، إما لأنهم لم يجدوا مكاناً وإما لأنهم خافوا من المغامرة في اللحظة الأخيرة.

ولجأ عشرة مهاجرين غير شرعيين كانوا غادروا إلى أندونيسيا بالطريقة نفسها من دون أن يتمكنوا من تسوية أوضاعهم أو اللجوء إلى أستراليا، إلى السفارة اللبنانية في جاكرتا لتسوية أوضاعهم وإعادتهم إلى لبنان، بعد نداء وجّهته القائمة بالأعمال جوانا قزي. وهناك عشرات اللبنانيين المهاجرين بطريقة غير شرعية في جزيرة بابوا غينيا، الذين تحاول السفارة معرفة عددهم ومساعدتهم على العودة.

 

هل يعود الرئيس الجميل الى قصر بعبدا مجددا؟

تشير اوساط متابعة لـ”الديار”الى ان جميع الموارنة كالعادة مرشحون لاشغال الكرسي الاولى في وقت بدأ “بازار” الترجيحات المرتبط باتجاه ابرة البوصلة الدولية والاقليمية في صناعة رؤساء الجمهورية ومن الاسماء المطروحة النائب سليمان فرنجية والعماد ميشال عون، ولعل اللافت دخول الرئيس امين الجميل مرمى السباق. وأوضحت الاوساط ان فريق عمل الاخير بدأ الاعداد للامر على خلفية ان “لا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة بل مصلحة دائمة” وفق قواعد مصالح الامم، بحيث ابتعد “حزب الكتائب” عن فريق 14آذار. ولفتت الاوساط الى انفراد الرئيس الجميل بسرعة تلبيته لطاولة الحوار اذا ما انعقدت، اضافة الى مطالبة “الكتائب” بحكومة جامعة، وتوجيه الرسائل الايجابية نحو فريق 8 اذار.

 

إعتصام أمام مبنى بلدية عرسال إحتجاجا على إختفاء الجندي الفليطي

وطنية - نفذ أهالي بلدة عرسال إعتصاما أمام مبنى البلدية في عرسال في البقاع الشمالي، احتجاجا على إختفاء أحد أبناء البلدة الجندي شحادة ديب الفليطي منذ أكثر من أسبوعين، والذي كان قادما الى بلدته إثر مغادرته ثكنته العسكرية. وناشد الاهالي المسؤولين في بيان اليوم ، "أنه بعد مسلسل الخطف الذي طال العديد من إخواننا في هذا الوطن دون تمييز، إمتدت هذه المرة يد المتربصين بأمن الوطن والمواطنين لتختطف إبن المؤسسة العسكرية الجندي شحادة ديب الفليطي الذي أمضى 9 سنوات من عمره في خدمة الوطن والمواطنين دون تمييز بين منطقة أو طائفة أو لون". أضاف البيان: "شحادة هو إبن بلدة عرسال مواليد 1985، هو أب لطفلين ومعيل لثلاث عائلات يخدم في كتيبة الدعم في الحدث، فقد الاتصال به بعد خروجه من مركز عمله في الضاحية الجنوبية ولا يزال مفقودا حتى الساعة ولا معلومات حول ظروف اختفائه. ثمانية عشر يوما ونحن نعيش اوقاتا عصيبة لمعرفة مصيره الذي ما زال مجهولا. وهو كمثله من أبناء هذا الوطن وأبناء المؤسسة العسكرية، قدم العديد من التضحيات في سبيل إعلاء شأن وطننا والحفاظ على أمنه". وتابع البيان: "نحن أهالي عرسال التي قدمت ولا تزال تقدم شبابها قرابين للدفاع عن أرض هه الوطن ووحدته، نضع الامر بين أيديكم للوصول الى أي معلومة تطمئننا عن إبننا وتكشف مصيره".

 

خطف 6 سوريين في بعلبك ردا على خطف اسماعيل

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في بعلبك حسين درويش أن مجهولين أقدموا في بعلبك على خطف 6 سوريين من بلدة درة السورية، وذلك ردا على خطف ياسر إسماعيل من بلدة بريتال الذي خطف الأسبوع الماضي من جرود البلدة.

 

قوى الأمن: مقتل شخص من أصحاب السوابق في تبادل إطلاق نار مع دورية في الأشرفية

وطنية - صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة، البلاغ التالي: "الساعة 10,50 من تاريخ اليوم 6/10/2013 وفي محلة الاشرفية، اشتبه عناصر دورية من شعبة المعلومات بشخصين مجهولين على متن دراجة نارية نوع فريواي، على الاثر قامت بمطاردتهما ومحاولة توقيفهما، فأقدم احدهما على اطلاق النار من مسدس حربي بإتجاهها، فرد أحد عناصر الدورية بالمثل، مما ادى الى إصابة مطلق النار، حينها عمد رفيقه الى رميه عن الدراجة، وفر الى جهة مجهولة. وتبين في ما بعد انه يدعى: م . ي . ( مواليد 1983، لبناني) وقد فارق الحياة متأثرا بجراحه، وانه من اصحاب السوابق بجرائم سلب، نشل، انتحال صفة امنية، اطلاق نار على رجال الامن، نقل وحيازة اسلحة حربية ومقاومة رجال السلطة وتحقيرهم. وكان بتاريخ 23/5/2012 قد اطلق النار على دورية في محلة الاشرفية خلال مطاردته وفر الى جهة مجهولة. في ما بعد تم توقيفه، حيث أدخل الى السجن بتاريخ 5/6/2012 وخرج منه بتاريخ 13/8/2013. التحقيقات جارية بإشراف القضاء المختص، فيما العمل مستمر لتوقيف شريكه".

 

بعلبك شيعت علي الرفاعي وتشديد على وحدة المدينة في مواجهة الفتنة

وطنية - شيعت مدينة بعلبك أحد ضحايا أحداث الأسبوع الماضي الشاب علي الرفاعي الذي قضى متأثرا بجراحه، وقد اخترق موكب التشييع الحاشد شوارع وساحات بعلبك يتقدمه النائب كامل الرفاعي، مفتي بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، نائب رئيس بلدية بعلبك عمر صلح، رئيس دائرة أوقاف بعلبك الهرمل الشيخ سامي الرفاعي، مخاتير وفاعليات اجتماعية ودينية. أم المفتي الرفاعي الصلاة على الجثمان، وألقى كلمة تأبينية قال فيها: "كان علي عاليا في شهامته ومروءته ونخوته ومحبته، كان يسعى في خدمة الصغير والكبير ، وكانت زوجته وابنته وأولاده الصغار ينتظرونه ، وكان الموت أيضا ينتظره ، وكان باستطاعته أن يمضي قدما ولا يتعرض للموت ولكن مروءته وشهامته جعلته يهب لإنقاذ جريح ينزف في محله ، وكل ذنبه أنه لم يرض بما شاهده ". وتابع: "بدأت العشر الأوائل من شهر ذي الحجة ، وعلي أحرم كذلك ثوب الشهادة والكفن الأبيض ، وانطلق للقاء ربه ، ويعزينا أنه شهيد ومظلوم ، وفقدانه ليس خسارة للعائلة، هو كبقية الشهداء الذين ودعناهم ، خسارتهم على بعلبك ، كل بعلبك ، التي نحب ، وهي أحب بلاد الله علينا ، ونحن الحريصون عليها وعلى عائلاتها وعلى سلمها". وقال: "دماؤك يا علي كانت سببا رئيسيا لاجتماعنا ، لقد أديت واجبك الشرعي ، ووقفت بجانب إنسان جريح ، وخيارنا الدائم هو الدولة بكل مؤسساتها ، وليس لدينا أي خيار آخر". وختم : "يدنا ممدودة لكل إنسان عاقل ولكل إنسان حريص ، لا نريد الفتنة ، ولسنا من دعاتها ، وحق دماء الشاب علي ومن سبقه أن نعرف من أطلق النار ، ومن أردى القتلى ، ومن تسبب بالجرحى ، إنه مطلب شرعي وقانوني لا يستطيع أحد أن يتخلى عنه ". وكانت قد أضيئت الشموع على شرفات المدينة تلبية لدعوة تجمع شباب بعلبك لمناسبة مرور أسبوع على أحداث بعلبك ، والتأكيد "وحدة المدينة وأبنائها في مواجهة الفتنة ".

 

مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني اعلن الثلاثاء 15 الحالي أول أيام الأضحى المبارك

وطنية - أصدر مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني بيانا جاء فيه: "ثبت لدينا بالوجه الشرعي أن أول شهر ذي الحجة هو يوم الاحد الموافق 6 تشرين الأول 2013م، وعليه يكون يوم الوقوف بعرفة التاسع من شهر ذي الحجة هو يوم الاثنين الموافق 14 تشرين الاول الجاري، ويكون يوم الثلاثاء في 15 تشرين الاول الجاري هو أول أيام عيد الأضحى المبارك في العاشر من شهر ذي الحجة الجاري لعام 1434هـ ، الموافق 15 تشرين الاول لعام 2013م . واذ يهنىء حجاج بيت الله الحرام، ويتمنى لهم حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا وعودة سالمة للبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بعيد الأضحى المبارك، سائلا سبحانه الله تعالى أن يعيده عليهم وعلى اللبنانيين بكل خير، وقد استعاد لبنان أمنه وأمانه وسلامته واستقراره ووحدة المسلمين في العالم خصوصا في الظروف التاريخية المصيرية الحالية التي تمر بها البلدان العربية التي نسأل الله تعالى أن تكون عاقبتها خيرا على شعوب الأمة العربية ووحدتها قاطبة".من جهة اخرى، يؤدي مفتي الجمهورية صلاة وخطبة عيد الاضحى المبارك عند السابعة والنصف من صبيحة يوم الثلاثاء في مسجد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد الأمين في وسط بيروت. ويعتذر عن عدم استقبال المهنئين بعيد الاضحى المبارك بسبب الظروف والأوضاع الراهنة في البلاد.

 

حسين خضر كاشفاً تفاصيل المأساة: جمعت عائلتي جثة جثة وحيداً

 "جمعت جثث عائلتي المكونة من 9 اشخاص، واحدة تلو الأخرى، ولم تحضر الشرطة الاندونيسية او فرق الدفاع المدني لمساعدتنا، واتصلت ونحن في عرض البحر بالشرطة الاوسترالية وبعثت باشارات ورسائل وحددت موقع العبارة عبر الـ GPS ولكنهم لم يستجيبوا لنا ...الحزن عميق وخسارة عائلتي امر محزن واحمل السلطات الاندونيسية والاوسترالية مسؤولية هذه المأساة...". بهذه العبارات وبصوت متهدج وباك، بدأ حسين خضر كشف تفاصيل مأساة غرق العبارة في البحر الاندونيسي امام صحفيين واكبوا وصوله واثنين من ابناء بلدته قبعيت هما اسعد علي اسعد وافراح الحسن . قال خضر: "آمل عودة جثامين افراد عائلتي وكل الذين قضوا على متن عبارة الموت وسط ظروف صعبة ومخيفة ووسط اهمال منظور ومعلوم من قبل السلطات الاندونيسية والاوسترالية على السواء حيث تركنا لتتحكم فينا عصابات الموت" .

وطلب خضر "من الدولة متابعة مساعيها لاستعادة عائلتي"، مردداً " لقد جمعت عائلتي جثة جثة على شاطىء البحر الاندونيسي وحيداً، لا سند لي، والسلطات الاندونيسية لم تحضر لنجدتنا واني انصح الجميع بعدم تكرار ما قمنا به

وذكر الاب المفجوع "اننا غادرنا لبنان نظراً لظروف الحرمان التي نعيشها ولتراجع حقوق الانسان فيه، ودولتنا للاسف اصبحت دولة كل من يده له لا احد يحمينا وظروفنا صعبة ".

ما حصل في اندونيسيا لا يوصف على الاطلاق، وفق خضر الذي قال : "انها مأساة كبيرة، رحمة الله على الضحايا، وانا انصح الجميع بعدم تكرار هذه االمغامرة وليكن في علم الجميع ان اوستراليا ترفض استقبال اي احد على اراضيها، وانا وضعت الملامة على السلطات الاوسترالية لأنني حين كنت اغرق وعائلتي وركاب العبارة طلبت من اوستراليا ان تنقذنا وتؤمن خروجنا من البحر الى شاطىء اندونيسيا او الى شاطىء آخر، وليقولوا لنا بعدها بأنهم يأسفون لعدم استقبالنا و لما كان وقع هذا العدد الكبير من الضحايا ".

واعتبر خضر ان " الموقوفين في لبنان على ذمة التحقيق في هذه القضية هم كما يقول المثل الشعبي " ذنب حية " لا علاقة لهم، ولا يجب توريطهم في هذا الامر"، مضيفاً "كنت طلبت من السلطات الاندونيسية سحب "السيم كارت" الخاص بهاتفي كي ارسله الى كل الدوائر لأن عليه كل المعلومات، فانا صوّرت الباخرة لحظة انطلاقها وهي في البحر، وارسلت من البحر رسائل مباشرة الى السلطات الاوسترالية gbrs وللانقاذ البحري وحددت موقعنا في البحر سيما وان العبارة التي رحلنا فيها غير مؤهلة بخلاف المواصفات التي وعدونا بها حيث صوروا لنا ان فيها سترات نجاة وكل المعدات التي قد نحتاجها في البحر، الا ان كل هذا الامر لم يتحقق وكان وضع العبارة التي الزمونا الصعود اليها غير مجهز باي من هذا". وردد "دفعونا الى هذه العبارة كي يتخلصوا منا جميعا ...".

ورأى الى ان "الشرطة الاندونيسية هي المتهم الاول في كل ما جرى".  

 

استقبال رسمي في المطار ل 18 ناجيا من غرق العبارة حبيش ممثلا الحريري: لتكن الحادثة عبرة للاهتمام بالمناطق المحرومة

وطنية - وصل عند العاشرة وخمس دقائق من قبل ظهر اليوم الى مطار رفيق الحريري الدولي 18 لبنانيا نجوا من غرق العبارة في بحر اندونيسيا، على متن رحلة تابعة لشركة طيران الامارات في رحلتها 957 الآتية من دبي، وهم: لؤي بغدادي، احمد العبوة، وسام حسن، مصطفى بو مرعي، حسين خضر، أسعد أسعد، محمد محمود أحمد، عمر سويد، محمود البحري، عمر المحمود، ابراهيم عمر، احمد توفيق محمود، خالد الحسين، خليل الراعي، نديمة بكور، وفره حسن، أفراح ديب واحمد كوجا. ورافقهم على متن الرحلة مسؤول قسم افريقيا واسيا واوكرانيا في وزارة الخارجية والمغتربين ماهر خير وممثل عن المديرية العامة للامن العام.

وأقيم للعائدين استقبال رسمي في صالة الشرف في المطار، شارك فيه النائب هادي حبيش ممثلا الرئيس سعد الحريري، وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور، النائبان علي عمار وبلال فرحات ممثلين الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، النائب خالد زهرمان، وفد كبير من بلدة قبعيت العكارية ضم إمام البلدة الشيخ علي خضر وذوي وأهالي وأقرباء الناجين وضحايا العبارة.

بعض العائدين تحدث للصحافيين، فقال عمر المحمود الذي فقد عائلته: "لقد خسرنا كل شيء، كنت أتمنى على المسؤولين في لبنان ان يولونا أهمية قبل ان نسافر، ونحن ذهبنا الى اندونيسيا بطريقة قانونية وبأموالنا نحن وعائلاتنا، كنا حوالى 80 شخصا وفي 13 سيارة. قبل ان نسافر دفعنا 40 ألف دولار الى عبدالله طيبي وكنت قد بعت بيتي ومحلي لتأمين هذا المبلغ. لم أستطع التعرف الى أحد من افراد عائلتي وقد حاولنا مرات عدة الهرب لكي نتعرف على هذه الجثث لكننا لم نستطع". وقال أسعد علي سعد الذي فقد زوجته واولاده الاربعة: "أشكر الدولة اللبنانية وكل من ساعد على إعادتنا الى لبنان، نحن نحمل المسؤولية لأنفسنا، فنحن ذهبنا بأنفسنا. نحمد الله على كل شيء".بدوره قال احمد كوجا من طرابلس وهو فقد زوجته الحامل في شهرها السابع: "كنت أعتقد انني سأستطيع تأمين مستقبل جيد لي ولزوجتي، اذ بي أعود من دونها".

وقال محمد أحمد: "الفرحة تغمرني لانني عدت ورأيت أهلي وشممت رائحة بلادي، والحمد لله على كل شيء. كانت تجربة قاسية، اذ افتقدنا أغلبية الشباب الذين كانوا معنا، ونطلب من الدولة اللبنانية ان تعيد جثثهم بأسرع وقت. كنت أعمل في لبنان نجار باطون، وفي الفترة الاخيرة مع اشتداد الازمة في لبنان ضاقت بنا الامور فاعتقدنا انه بإمكاننا تأمين حياة آمنة لنا في الغربة بالرغم من صعوباتها".

منصور

وكانت كلمة لوزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور الذي قال: "استنادا الى رئيس دائرة الهجرة في المنطقة التي غرقت فيها العبارة فان السفارة اللبنانية كانت الاسرع والافعل بين كل البعثات الرسمية الموجودة على الساحة".

أضاف: "الحكومة تفاعلت مع السفارة والتوجيهات كانت تعطى لحظة بلحظة من قبل وزارة الخارجية التي لم تقصر في هذا الشأن. ولبنان يستقبل الناجين بفرحة ترافقها غصة كبيرة اذ اننا خسرنا ضحايا تعود الى كل لبنان وليس الى منطقة معينة". وعن الجثث قال: "ننتظر بضعة ايام على اعتبار ان نتيجة الحمض النووي تحتاج الى أيام، ولان العديد من اللبنانيين أتلفوا وثائقهم الرسمية إضافة الى ان الجثثت منفوخة ولا تعرف ملامحها او هويتها، ويوجد عدد من الجثث تعود الى جنسيات اخرى". وبالنسبة لباقي اللبنانيين الذين هربوا قبل انطلاق العبارة إضافة إلى 11 لبنانيا موقوفين لدى السلطات اللبنانية قال: "سيعودون الى لبنان بعد تسوية أوضاعهم ودفعت المبالغ المحددة لهم".

حبيش

أما حبيش فقال: "بداية لا بد من استخلاص السبب الذي من أجله غادر هؤلاء الناس مناطقهم الى أقاصي الدنيا للاستحصال على لقمة العيش وهو تقصير الدولة اللبنانية بإيلاء هذه المناطق المحرومة الاهتمام الذي يتم من خلال فتح مؤسسات في هذه المناطق وجلب المستثمرين الى هناك، والذي لا يمكن حصوله الا بتحسين البنى التحتية". واعتبر ان "المطلوب اليوم بعد هذه الحادثة ان تكون عبرة للدولة اللبنانية كي تعطي اهتمامها الكامل لمنطقة عكار ولبقية المناطق المحرومة كبعلبك - الهرمل. فالمناطق المحرومة تنذر بانفجار اجتماعي في حال ظل الوضع كما هو عليه". أضاف: "ان نسب البطالة في لبنان اصبحت مخيفة. ونواب المنطقة يقومون بجهدهم في هذا الموضوع الا ان السلطة التنفيذية ليست بيد مجلس النواب وحده بل بيد مجلس الوزراء، وهناك العديد من الاقتراحات تم تقديمها ولا يزال جزء منها في مجلس النواب وآخر في مجلس الوزراء". وأشار الى ان "الخلافات السياسية تعطل الوضع والبلد كذلك تعطل مسار المؤسسات، وهذا الموضوع يجب ان تكون له الاولوية عند تشكيل الحكومة حتى لا نقع بكارثة اخرى كما حدث في اندونيسيا".

عمار

وكانت كلمة لعمار قال فيها: "جئنا بتكليف وتشريف من سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لمشاركة أهلنا في الشمال وعكار في استقبال الناجين من العبارة الاندونيسية، متمنين لاهل المصابين الوافر من المواساة والصبر على أمل ان تكون هذه الكارثة هي الاخيرة التي تطال اللبنانيين الفارين من الحرمان في ارضهم". وأشار الى ان "عكار دفعت وتدفع ثمنا كبيرا نتيجة الحرمان المزمن المتمثل في غياب الدولة عنها. نحن الآن واحدا في هذه المصيبة، ونسأل الله ان نكون واحدا في عملية النهوض بالبلد وإحقاق الحق وإنصاف المناطق المحرومة لدفع الناس إلى التمسك بأرضها أكثر وعدم وقوعها بين أيدي شبكات التهريب التي أودت بالكثير من الشبان اللبنانيين".

 

وفد من حزب الله شارك في استقبال الناجين في المطار

اعلن "حزب الله" في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي انه شارك في إستقبال الناجين من غرق العبارة الإندونيسية في مطار الشهيد رفيق الحريري الدولي، وذلك بوفد مؤلف من: النائبين الحاج علي عمار والدكتور بلال فرحات، مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله الشيخ علي دعموش، عضو المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمد صالح ووفد من المنطقة الخامسة يترأسه الشيخ رضا أحمد.

 

استقبال حاشد للناجين من عبارة اندونيسيا في عكار

وطنية - نظم أهالي بلدات قبعيت وفنيدق وحيذوق وشان استقبالات حاشدة للناجين من عبارة الموت في اندونيسيا، حيث كانت بلدة قبعيت التي رفعت يافطات الحزن فوق شوارعها حزنا على أبنائها الذين يشكلون العدد الاكبر من اللبنانيين ضحايا عبارة الموت قد استقبلت كل من الناجين الثلاثة من أبنائها، وهم: حسين خضر واسعد علي الاسعد وافراح الحسن، في حضور حشد من أبناء البلدة والمنطقة تقدمهم النائب خالد زهرمان ورؤساء بلديات ومخاتير وإمام مسجد البلدة الشيخ علي خضر . وقال الناجي حسين خضر: "عدت الى بلدي وحيدا بعد أن تركت كل عائلتي 9 أشخاص ضحايا"، شاكرا للجميع "تحملهم هذه الآلام ، وبخاصة الاعلاميين لوقوفوهم الى جانبنا وتحريك قضيتنا في الرأي العام اللبناني والعالمي"، آملا "عودة الجثامين وكل الذين قضوا على متن عبارة الموت وسط ظروف صعبة ومخيفة ووسط إهمال منظور ومعلوم من قبل السلطات الاندونيسية والاوسترالية على السواء لتتحكم فينا عصابات الموت". أضاف خضر: "أتمنى على الدولة متابعة مساعيها لاستعادة عائلتي، لقد جمعت عائلتي جثة جثة على شاطىء البحر الاندونيسي وحيدا لا سند لي، والسلطات الاندونيسية لم تحضر لنجدتنا، واني أنصح الجميع بعدم تكرار ما نحن قد قمنا به". وتابع: "غادرنا لبنان نظرا لظروف الحرمان التي نعيشها ولتراجع حقوق الانسان فيه، لا أحد يحمينا وظروفنا صعبة". وعن ما حصل في اندونيسيا، قال: "انها مأساة كبيرة، وأنصح الجميع بعدم تكرار هذه المغامرة، لان اوستراليا ترفض استقبال أي أحد على أراضيها".  وأمل ب "متابعة هذا الملف من قبل الدولة اللبنانية بداية لاستعادة المحتجزين الذين تم الافراج عنهم وبعض الذين رفضوا الذهاب على متن هذه العبارة وقد نجوا".

علي خضر

وقال إمام مسجد قبعيت الشيخ علي خضر "أن ما تم اليوم نعتبره حلقة من سلسلة يجب أن تكتمل، وعندما حملنا اوستراليا المسؤولية ما أخطانا، فهي لم تنقذ الغرقى الذين كانوا يستغيثون، كما ان اندونيسيا لم تقم بأي جهد لجمع الجثث . كما نحمل المسؤولية لدولتنا المسببة بالحرمان والشقاء لنا ولابنائنا الذين دفعوا قسرا لركوب هذه المراكب الخطرة والمغامرة بحياتهم وحياة عائلاتهم . وشكر للاعلام اللبناني الذي "كان له الدور في تحريك الاعلام العالمي الذي تضامن مع هذه القضية ومواكبتها"، مطالبا الدولة ب "مواكبة هذا الملف".

حسن

أما الناجية أفراح حسن 22 سنة فقالت: "عشنا مأساة كبيرة، قبل وصولنا على مسافة نحو 2 كيلومترات من احدى الجزر الاندونيسية ضربت موجة كبيرة العبارة فقسمتها الى نصفين واصبحنا فجأة في المياه وتمسكت بلوحة من الخشب ساعدتني على الوصول الى الشاطىء لكن هناك ضحايا قضوا اثر ارتطامهم بمحركات لعبارة وبالخشب المتطاير منها ومنهم من قضى غرقا لانهم غير قادرين على السباحة لا سيما الاطفال".وشكرت كل الذين ساهموا بإعادتها وجميع الناجين الى لبنان، لا سيما معتز زريقة الذي اوفده الرئيس سعد الحريري الى اندونيسيا لمساعدتنا وقدم لنا المأكل والملبس والمشرب والمال لتأمين احتياجاتنا، كما وصل ايضا الى اندونيسيا وفد من أبناء قبعيت.

وقالت:" ان حسين المعروف بأبو صالح وهو عراقي هو المسؤول عن كل ما جرى وهو في السجن يدير عصابة تعمل في الخارج ولها نفوذ قوي".

اسعد

أما الناجي أسعد علي أسعد الذي فقد زوجته و3 من أبنائه أوضح أنه غادر لبنان الى اوستراليا على أمل ألا يعود، وقد بات وحيدا. وتزامنت عودة أبناء بلدة قبعيت مع عودة ناجين آخرين هم : وسام حسن من بلدة شان ومحمد محمود احمد من بلدة حيذوق سكان الحصنية وابراهيم عمر من بلدة فنيدق، علما ان عددا من الناجين من أبناء عكار هم سكان طرابلس.

 

حكاية نديمة بكور الراعي مع رحلة الموت عندما تنقلب الصدف الى مآسي في قارب الموت

تحقيق ماري خوري/وطنية - لم تكن نديمة بكور الراعي تدرك ان رحلتها الى استراليا ستفقدها اعز ما لديها، زوجها واثنين من ابنائها وشقيقة زوجها، نديمة خريجة الجامعة الحاملة اجازة في الأدب العربي لطالما حلمت مثلها مثل كل ربة عائلة بمستقبل زاهر لها ولعائلتها، حلم كان يصعب تحقيقه يوما بعد يوم في طرابلس الفيحاء وتحديدا في باب التبانة حيث يقع منزلها قبالة جبل محسن حيث كان احتدام المعارك كل ليلة وازيز الرصاص المنهمر ينغص عليها هناءة العيش ويجعلها قلقة على المصير وخائفة من المستقبل.

حروب كبيرة وصغيرة عاشتها العائلة المكونة من الأب والأم، والاولاد:نور (7 سنوات)، خليل (6 سنوات) وكريم (3 سنوات) لتأمين مستلزمات الحياة الكريمة. هي تعطي دروسا خصوصية في ميتم الشعراني في منطقة ابو سمرا، ولزوجها صالون حلاقة في الشارع نفسه الذي تسكن فيه، تراجع العمل لديه نتيجة الأحداث السائدة، كانت العائلة تعول كثيرا على عيد الفطر لتحسين احوالها المادية، لكن الأمور ازدادت سوءا، فتدنى المدخول من مليوني ليرة كالمعتاد الى 300 الف ليرة، هذا الواقع جعل "زوجها الحنون والطيب" كما تصفه في حال من الضيق والعصبية، خاف على مستقبل اولاده واراد ابعادهم عن الواقع الصعب الذي يحيط بهم، واصبحت تراوده يوما بعد يوم فكرة الهجرة والسفر الى استراليا حيث اشقاؤه وافراد كثر من العائلة، لكنه ابى ان يذهب وحيدا ليعمل هناك مدة ثلاث سنوات كما اقترحوا عليه، لم يكن يطيق ولو للحظة الإبتعاد عن عائلته .

لم تأخذ نديمة في البدء هذه الرغبة على محمل الجد اعتقدت انه يمزح وعمدت الى تسجيل اولادها في مدرسة المطران في شارع عزمي لأنه سينسى رغبته هذه مع الأيام. احيانا تتحول الصدف التي لطالما ما تحمل اخبارا سارة الى صدف قاتلة، قرر زوجها السفر واصبح يدور على المكاتب التي تؤمن الهجرة، بالصدفة التقى ب "عبدالله طيبة" وطلب منه تأمين انتقاله الى استراليا وضع اسمه على لائحة الإنتظار ولم يكن يدرك انه الموت سيكون بانتظاره على قارب الموت. استدانت العائلة الأموال من الأهل والأقارب، باعت نديمة مصاغها لتأمين مبلغ 40 الف دولار الى "طيبة" ثمنا للتأشيرات الى اندونيسيا ولبطاقات السفر ولإنتقال العائلة الى استراليا بصورة غير شرعية عن طريق جزيرة كريسماس. سافرت العائلة في 28 آب من لبنان عبر المطار الى اندونيسيا وامضت عشر ساعات ترانزيت في مطار تركيا ووصلت في 30 آب الى جاكارتا.

فور وصولها الى هناك اخذها "حماده طيبة" الى كاميباتا سيتي واقامت العائلة في شقة هناك، وفي الغد اتت سيدة اسمها "ام سعيد" وطالبت العائلة بالمال المتبقي قبل وصول عبدالله طيبة، وعندما تمنعت نديمة عن الدفع بحجة انها لم تسافر بعد طردت من الشقة ورموا اغراضها في الشارع وابلغوها بأن "ابو صالح" عاضب جدا، فنقلت العائلة الى الفندق، وعندما اعطت نديمة الى طيبة مبلغ 23 الف دولار امضت العائلة ليلة في الفندق ثم عادت الى الشقة راضية بالأمر الواقع. هنا تقول نديمة:"كان زوجي يخفف علي ويقول لي اصبري حتى نصل الى استراليا، وبقينا في نفس الشقة حتى 23 ايلول، علما انهم اخذونا مرتين ضمن موكب مؤلف من ست سيارات واخذوا منا هواتفنا مدعين اننا في طريقنا الى استراليا ولكن في كل مرة كانوا يقولون لنا بأن الرحلة الغيت.

يوم 24 ايلول انتقلنا في ست سيارات الى منطقة تبعد ست ساعات عن مكان اقامتنا فوصلنا الى مكان قريب من البحر ودخلنا الى كوخ صغير وبقينا فيه من الثانية عشرة ليلا حتى الخامسة صباحا. وصلنا الى نهر ومنه الى البحر في نفس العبارة. استغربنا كثيرا وسألنا هل سنسافر على هذا المركب البدائي المخصص للصيد الذي يقوده رجل كبير في السن، وهو لا يحتوي طعاما وماء وحماما ؟ سألنا ونحن خائفات شابا مقربا من "طيبة "اسمه "جوهر" فأرانا عبر هاتفه صورة باخرة فخمة لونها ابيض تحتوي على غرقة ومن ضمنها حمام وصدقنا ذلك. سرنا في اليوم الأول ثلاث ساعات وسألنا عن الباخرة التي وعدنا بها، هذا مع العلم انهم اعطونا على المركب هاتف ثريا معطلا وبوصلة معطلة. بقينا في عرض المحيط وصار الموج يأخذنا يمينا ويسارا، وقالوا لنا في اليوم الثالث ونحن في قلب المحيط :"اخلدوا الى النوم وعندما تستيقظون نكون و قد صلنا الى جزيرة كريسماس". قمنا في اليوم الرابع ولم نصل، فألح علينا شخص عراقي اسمه اسامة توفي في الحادثة ان نستعمل GPS وعندها علمنا بأننا اقرب الى جاكارتا منها الى جزيرة كريستمس، يومها كانت العبارة في حال يرثى لها، لا ماء، لا طعام، لا وقود، لا حمامات، الأولاد يبكون خوفا، بدأت المياه تتسرب الى المركب . رأينا من البعيد جزيرة كالخيال فتمسكنا بخيط الأمل للوصول الى اليابسة، كنا نريد كلنا العودة الى لبنان فقد امضينا اربعة ايام رأينا فيه الموت امام اعيننا. اقتنع القبطان بأن يعود بنا الى اندونيسيا واقتربنا من الجزيرة ولاحت امامي، ونحن جائعون وعطشى اشجار مثمرة تكفي ان نقتات منها نحن واولادنا. ولم اكد انتهي من قولي حتى رأيت نفسي مرمية تحت المركب، لم ادرك ما حدث كنت اسبح واسبح لأعلو وارى الضوء، تمسكت بشيء ما لأطفو واتنفس لأن الموج كان اسرع من الرصاص وقارب ارتفاعه نحو 10 امتار. أديت "بالشهادة" في البحر وقلت يا "الله" وراودني فكر بأني سأموت ولكنني لم استسلم ثانية، كنت اصارع الموج حتى وصلت الى مسافة تبعد خمسة امتار عن الشاطىء فزحفت على المياه ورآني شاب اندونيسي فأتى الى نجدتي، كنت منهارة ولكن اعتقدت بأن زوجي السباح من الدرجة الأولى ينتظرني على الشاطىء. ولكن رأيت بعد ذلك ابني خليل غائب عن الوعي تجره المياه، لم اعرف كيف اتتني القوة لإخراجه وبدأت اصرخ واٌقرأ القرآن واضغط على انفه وبطنه فبدأت المياه تخرج من فمه، ورد الله الروح اليه فأخذه سكان الجزيرة الى بيت وعالجوه علاجا تقليديا ثم نقلوه الى المستشفى.علمت بعد ذلك ان زوجي وولداي نور وكريم قد توفوا رأيت اولادي في الصور قد تشوهوا وتحللوا اريد ان تصل الجثث اريد ان يعودوا وارتاح لم اكن اتوقع ان تكون الخسارة بهذا الحجم ولا اشجع احدا ان يسافر بطريقة غير شرعية من الصعب جدا ان يخسر الإنسان عائلته.

"الحمد الله رب العالمين"، "الله اعطى والله اخذ"، بهذه الكلمات تنهي نديمة رواية مأساتها ومأساة عائلات كثيرة على قارب الموت، لفتني صبرها وقوة جآشها ايمانها الكبير تسليمها المطلق بالقدر وتصميمها المطلق على النضال والإستمرار من اجل وحيدها خليل".

 

حذارٍ من قادة الفرس المقنعين!

 بقلم : مايكل توتن *السياسة

 تحدث باراك أوباما والرئيس الايراني حسن روحاني على الهاتف لبضع دقائق يوم الجمعة الماضي, وذكرت "بي سي نيوز" بلهفة أن " هذه المكالمة هي أول اتصال مباشر بين قادة من الولايات المتحدة وايران منذ الثورة الايرانية عام 1979". هذا ليس صحيحا تماما. فحسن روحاني ليس زعيما ايرانيا. المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي هو الزعيم الايراني. انه رئيس الدولة والديكتاتور الذي يتخذ جميع القرارات السيادية. بالطبع روحاني مخلص ويعني ما يقول. فقد اختاره خامنئي ومجلس صيانة الدستور بعد فحص وتدقيق, والا لما كان رئيسا الآن. بعد فوز روحاني في الانتخابات الرئاسية في اغسطس الماضي, قال الكاتب والمحرر الأميركي من أصل ايراني سهراب الأحمري بكل صراحة وجدارة في صحيفة وول ستريت جورنال :" هكذا تبدو الديمقراطية في نظام ديكتاتوري ثيوقراطي (ديني) : بدأ موسم الحملات الانتخابية الرئاسية الايرانية الشهر الماضي عندما استبعدت هيئة غير منتخبة مؤلفة من 12 فقيهاً غير مؤهل أكثر من 600 مرشح. ومن بين هؤلاء استبعد النساء تلقائياً, والمسيحيون الايرانيون واليهود وحتى المسلمون السنة. ثم تم تطهير ما تبقى, بما في ذلك رئيس سابق, بتهمة عدم امتلاك الحماسة الثورية الكافية. ودخلت أسماء ثمانية موالين للنظام على بطاقات الاقتراع, فاز منهم واحد يوم السبت ". لا يزال الأمر تاريخياً عندما يتحدث أوباما على الهاتف مع مسؤول في النظام من الدرجة الثانية, ولكن الأمر لا يشبه حالة ريتشارد نيكسون حين ذهب الى الصين واجتمع مع ماو تسي تونغ. ولا هذا أشبه ببداية نوع من الانفراج الذي حصل بين رونالد ريغان وميخائيل غورباتشوف, ما أسس لاقتراب نهاية الحرب الباردة.

لذلك, فان رئيس الولايات المتحدة بحاجة الى لقاء المرشد الأعلى لايران. والمرشد الأعلى لايران سوف يحتاج الى أن يكون منطقيا حصيفا. وسوف يكون بحاجة لسحب ذلك النوع من انعكاس السياسة الايرانية لما حصل لأنور السادات في مصر بعد حرب السادس من أكتوبر. أي من تلك الأمور لن تحدث. أود أن يحدث, لكنه لن يحدث. فدعونا لا نسترسل. ومن الجدية بمكان أن نعترف بأن الحماسة لروحاني أشبه بالحماسة التي يحظى بها زعيم أغلبية جديد في مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة. يتنبه الكثيرون في الشرق الأوسط من العرب والاسرائيليين على حد سواء, لسذاجة واشنطن في هذا السياق. أستطيع أن أفهم من أين تأتي هذه السذاجة. معظم الأميركيين لا يقدرون ولا يعرفون كم يمكر قادة الشرق الأوسط وكم هم بلا رحمة في سبيل بقائهم واستمرارهم. لدينا صعوبة في تخيل ذلك لأن خبرتنا السياسية هنا في الولايات المتحدة اقل بكثير.

الحقيقة أننا نود أن نرى علاقات ودية وطبيعية بين الولايات المتحدة وايران تماما مثل الدول الاخرى. ولا بد أن يحدث ذلك عاجلا أو آجلا. الشعب الايراني أقل عداء للولايات المتحدة وللغرب من النظام بكثير, وجميع الديكتاتوريات تسقط في نهاية المطاف. كثيرا ما يتم استبدالها بديكتاتوريات جديدة, ولكن هذا يبدو أقل احتمالا بكثير في ايران مما كان عليه الحال في مصر على سبيل المثال. الثقافة الايرانية أكثر تقدما بكثير.

في كلتا الحالتين, سوف تكون الثورة الايرانية المقبلة بشكل شبه مؤكد, معادية للاسلاميين, فهؤلاء حكموا بما فيه الكفاية ودمروا كل شيء على مدى السنوات الـ 34 الماضية. ولن يتمرد أحد ضد هذه الثورة باستثناء الاسلاميين.

حدد الكاتب الايراني رضا الزرابي الأمر منذ بضع سنوات قبل فشل الثورة الخضراء على الشكل التالي : " اسم ايران - الذي كان مرتبطا بالأشياء الفاخرة, كالنبيذ الصافي والفنون - أصبح مرادفا لكلمة ارهاب. عندما واجهت حكومة جمهورية ايران الاسلامية أخيرا امكانية نهايتها وزوالها, كان لديها العديد من رموز الحكم وشعاراته ووصاياه, لكن الأكثر عمقا كان الابادة الجماعية في ظل حكم اسلامي, ووصمة العار السوداء التي وضعوها على جبين أجيال عديدة قادمة ". هناك احتمال آخر قد يكون أيضا موضع ترحيب. وهو أن يقوم النظام باصلاح نفسه جزئيا بعد وفاة خامنئي الرجل العجوز. والأنظمة الأكثر اختلالا فكريا قادرة على اصلاح نفسها عندما يغادر بعض القادة.

الصين تغيرت بشكل كبير بعد رحيل ماو تسي تونغ. وتغيرت فيتنام بعد هوشي منه. كما أن بورما (ميانمار) قد تكون في طور ذلك النوع من التغيير الآن. لكن ايران ليست في هذا الوارد الآن. فخامنئي لا يزال على قيد الحياة لا يتزعزع. ولا تزال ايران أكبر دولة راعية للارهاب في العالم,ولا تزال على استعداد تام لقتل الأميركيين. فقبل بضعة أسابيع, تآمر الحرس الثوري الايراني على شن هجمات ارهابية ضد السفارة الأميركية في بغداد, وكان ذلك بعد انتخاب الرئيس روحاني. ومازال النظام لا يبدي أي احترام على الاطلاق للمعايير المتحضرة للسياسة الدولية, ولا يزال, بعد مرور أكثر من ثلاثين عاما على أزمة الرهائن, يعتبر الديبلوماسيين والموظفين المساعدين لهم أهدافا عسكرية.الشيء الوحيد الذي تغير في طهران هو القناع.  * صحافي أميركي مستقل عمل في الشرق الأوسط والبلقان والقوقاز. صاحب كتاب " الطريق الى بوابة فاطمة " عام 2011

* عن مجلة »الشؤون العالمية«

 

من يمول المتشددين في سوريا؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط/التعبير عن الرفض والاستياء مما تفعله بعض الجماعات المتشددة في سوريا لا يكفي، كما أن النقل المستمر لقصص تلك الجماعات عبر وسائل الإعلام الغربية لا يكفي أيضا، بل إنه يخدم ماكينة الأسد الدعائية، خصوصا أن الأسد استخدم قصة «المتطرفين» من أول يوم في الثورة، ولذا فإن السؤال الذي يجب طرحه هو: من يمول تلك الجماعات؟ قد يقول قائل إن هذا التساؤل يصب في خانة «نظرية المؤامرة»، وهذا غير صحيح، فمن السذاجة الاكتفاء فقط بما ينشره الإعلام الغربي حول المتشددين، خصوصا أن جل تلك القصص تصل للإعلام الغربي من قبل ماكينة الدعاية الأسدية، أو عبر حلفائه، وإذا افترضنا حسن النوايا، وأن ما يحرك الإعلام الغربي هو بشاعة بعض الفيديوهات المسربة، فقد رأينا أن بعضها غير دقيق، ومثل الفيديو الذي تورطت فيه صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية مؤخرا. ومن هنا فلا بد من التساؤل عمن يمول الجماعات المتشددة، ووفقا للنصيحة الذهبية: «تتبع الأموال»! المريب في قصة الجماعات المتشددة أنها لا تستهدف النظام الأسدي بعمليات «مركزة» بقدر ما أنها تستهدف الجيش الحر المشغول أساسا في محاربة الأسد، ووقف الزحف الإيراني في سوريا من خلال مقاتلي حزب الله، فكيف نفهم محاربة المتشددين «الإسلاميين» للجيش الحر الذي يحارب الأسد والإيرانيين في الوقت نفسه؟ أمر لا يستقيم! وهنا علينا أن نتذكر قصة العراق إبان الاحتلال الأميركي، فبينما كانت المجاميع المسلحة هناك تستهدف الأميركيين، وجميع من يسعون للمشاركة السياسية الضامنة لاستقرار العراق، لم يكن هناك استهداف واضح، أو جدي، للجماعات الموالية لإيران، أو المجاميع الإيرانية التي تسرح وتمرح في العراق منذ سقوط صدام حسين وحتى الآن! والقول بأن الجماعات المتشددة في سوريا تستفيد من تمويل خليجي فردي، سواء من الكويت أو السعودية، كما نشر من قبل غربيا، أمر لا يستقيم، فأيا كان الدعم الكويتي الفردي فإنه غير مؤثر، ففي الكويت أيضا من هم مع الأسد لأسباب طائفية! وبالنسبة للسعودية فإن أقل متابع يعرف أن الرقابة الحكومية على حركة الأموال صارمة، ولا تهاون فيها، وليس الآن بل ومنذ سنوات بسبب الحرب على الإرهاب. كما أن القول بأن «الطموح» القطري هو السبب وراء تمويل الجماعات المتشددة غير دقيق الآن، فالتغييرات الأخيرة في قطر ملحوظة، ويترتب عليها الكثير في ملفات المنطقة، وأبرزها سوريا.

ولذا فلا بد من تساؤل جاد عمن يمول الجماعات المتشددة التي تخدم الأسد أكثر من كونها تعاديه، وعدم الاكتفاء بالإدانة، أو الاستياء، فالقصة أكبر، ومن يقرأ تاريخ العراق القريب بعد سقوط صدام، ومحاولة ترويج «الجهاد» هناك، سيخلص إلى نفس النتيجة وهي أن هناك أطرافا مستفيدة، وفي قصة سوريا تكمن الاستفادة بإرباك الجيش الحر، وتشويه سمعة الثورة، والسنة، وهذا ما يريده الأسد تحديدا، وهذا ما يخدم إيران دائما.

 

تهديدات الأسد لأردوغان

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

كنت في تركيا، الأيام الثلاثة الماضية، ضمن مشاركتي في منظمة الحوار العربي - التركي الوليدة، فتركيا أصبحت شأنا عربيا، والعرب صاروا شؤونا تركية كذلك. ولم يكن غريبا أن أقرأ في الصباح التالي عن مقابلة الرئيس السوري بشار الأسد لمحطة «هالك» التركية. الأسد هدد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بأنه سيدفع الثمن لاحقا لدعمه من سماهم بالمتعصبين والإرهابيين. وأنا أتفق مع الأسد أن أردوغان سيدفع الثمن لكن لسبب آخر، لأنه لم يتبنَ سياسة تدخل أوسع في سوريا. فقد بلغت الحرب في داخل جارته الجنوبية حدا يهدد أمن تركيا، وليس مصالحها فقط. ومع هذا اكتفت الحكومة في أنقرة بالتهديد الكلامي، والقليل من الدعم للثوار. وأصبح في سوريا ثلاثة احتمالات سيئة وخطرة على الأتراك.. الأول، أن يهيمن المتطرفون مثل تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» المحسوبين على «القاعدة»، حينها ستكون تركيا هدفا لهم، لكونها خطا أول لحلف «الناتو»، وقاعدة للأميركيين. أهداف أولى دائما لتنظيم القاعدة. الثاني، أن ينتصر النظام الذي سيدعم الجماعات المعارضة المتطرفة مثل حزب العمال الكردستاني، المسؤول عادة عما يقع من عمليات إرهابية ضد الحكومة التركية. وهناك علاقة قديمة ووثيقة بينه وبين نظام الأسد الذي احتضنه لثلاثين عاما، ويستخدمه حاليا لمحاربة الأكراد السوريين وغيرهم. الثالث، غرق سوريا في الفوضى والحرب الأهلية، هنا كلا الاحتمالين سيحدثان معا، «القاعدة» والعمال الكردستاني سيستهدفان تركيا. إن سياسة الدعم الخجولة التي تقدمها تركيا للمعارضة السورية لن تساعدها على الانتصار، ولن تسقط الأسد بالطبع، ولن تحمي تركيا. والأتراك، بلدهم أكثر الدول المحيطة القادرة على تغيير الوضع في سوريا، من خلال دعم المعارضة المعتدلة لا الجماعات المتطرفة، التي ستكون عبئا على النظام التركي. وليس سرا أن كثيرين يتهمون أنقرة بأنها تسكت على الجماعات المتشددة التي تدخل عبر أراضيها وتنقل الدعم والرجال منها إلى سوريا. وهذه الجماعات هي التي سببت نكسة رهيبة للثورة السورية، وتخدم حاليا نظام الأسد، سواء برغبتها أو نتيجة مشروعها السياسي المتطرف المعادي للدولة المدنية. تركيا نموذج إسلامي معتدل ومتطور، لا يمت بصلة لهذه الجماعات التي ترفع صور وأعلام تركيا فقط لأنها تؤيدهم! هؤلاء لن يبنوا سوريا حديثة، بل سيؤسسون لدولة الفوضى والتقاتل، فإذا كانت تركيا مصرة على دعم إسلاميين، فعليها أن تبحث عمن يشابهها فكرا ونظاما. إسلاميو العرب، بمن فيهم السوريون، الذين يلجأون إلى تركيا اليوم، لا يحملون أي قواسم مشتركة مع حزبها الإسلامي الحاكم. وليس مهما الدعم المادي والعسكري فقط، بل الأهم منه الاختيار المبكر للرجال الذين تعوِّل عليهم تركيا مستقبلا.

 

أعضاء في الكونغرس: الأسد لن يلتزم بالاتفاق الكيماوي بشكل كامل وتوقعوا أن يجد أوباما نفسه مضطرا لخوض حرب بمفرده  

حميد غريافي/السياسة/ لم يستبعد أعضاء بارزون في لجنة العلاقات الخارجية والدفاع في الكونغرس الأميركي, أمس أن تكون "الأزمة السورية مرشحة للاستمرار سنتين على الأقل, لما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة, ولما بعد إعادة انتخاب بشار الأسد رئيسا لسورية مرة أخرى "بملايين الأصوات", ما من شأنه ان يضاعف المشكلة مرات عدة, فيرتفع عدد القتلى الى اكثر من ربع مليون سوري, وعدد الجرحى الى رقم مماثل وعدد المعتقلين والمدفونين في قبور جماعية الى مليون, إضافة إلى ارتفاع اللاجئين والنازحين". ونقل أحد قادة الاغتراب اللبناني في واشنطن عن هؤلاء النواب الجمهوريين المناوئين لسياسة أوباما تجاه الازمة السورية, قولهم "إن دماء آلاف السوريين الذين سقطوا بصواريخ ومدافع طائرات النظام منذ ضرب ريف دمشق قبل حوالي شهرين بأسلحة كيماوية ومصرع 1426 مدنيا ومقاتلا واصابة اكثر من 3000 آخرين بتشوهات هي في أعناق دول المجتمع الدولي التي احجمت في اللحظة الاخيرة عن ضرب الشر السوري المستطير, وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا, وبالتالي فإن ترك الأسد وعصاباته تعيث قتلا وتدميرا في طول سورية وعرضها كما يحدث, يعتبر في نظر العالم المتحضر جريمة دولية لا تغتفر ولا تقل هولا عن جرائم هتلر وبول بوت ومجازر حكام رواندا وقادة الصرب في البوسنة وكوسوفو". وتوقع نواب الكونغرس "ألا يفي الأسد ومجموعته الحاكمة بالقوة والنار, بالتزامات تسليم ترسانتيه الكيماوية والبيولوجية كاملتين, وان تكون انحناءاته امام الضغط الغربي لذلك محاولة لتأخير النهاية المحتومة, عندئذ سيجد الرئيس أوباما نفسه في الوضع الأكثر حرجا منذ دخوله البيت الأبيض, ما قد يضطره الى احياء قرار الحرب على سورية وهذه المرة من دون الاستماع الى الروس وحلفائهم الايرانيين, لأن هيبة الولايات المتحدة وصدقيتها وسطوتها على المحك الآن". وأضافوا "ان التصريحات المتتالية تقريبا التي يطلقها الأسد منذ الاتفاق على موضوع تجريد سورية من اسلحة الدمار الشامل الى قنوات تلفزيونية وصحف أميركية وفرنسية وروسية, التي تبدو مترددة وغير واضحة, وخصوصا ما يتعلق منها بترشيح نفسه مجددا لرئاسة البلاد العام المقبل, تبدو ذروة التحدي للمجتمع الدولي وللعالم العربي وأميركا, خصوصا بعدما تمكن من ضمان تحول بعض دول الغرب عن المأساة الأساسية إلى الخوف من "الإرهابيين التكفيريين" التابعين لتنظيم "القاعدة" ومن معاقبته على جرائمه الموصوفة, الى الاختباء وراء مزاعم الرعب الكيماوي رغم ادعاءاته الكاذبة بأنه لم يستخدم هذه الاسلحة اطلاقا". واعرب نواب الكونغرس عن اعتقادهم الا تشارك فرنسا, بعد بريطانيا, مرة اخرى في اي حرب على نظام الاسد "لأن الأوروبيين لدغوا من الجحر الأميركي مرتين: مرة بانسحاب اميركا من الحرب على ليبيا بعد اسابيع قليلة من انطلاقها, والاخرى بعدما تراجع أوباما عن تهديده بالخط الأحمر لاستخدام الكيماويات, وتراجع عن انقاذ ما يمكن انقاذه من سورية قبل تحولها الى دولة قاصر لا تقوم لها اي قائمة بعد الآن".

 

الوطن” السعودية: حزب الله بات يملك قواعد لاطلاق الصواريخ بعيدة المدى تضاف لترسانة كيميائية من نظام الاسد

كشفت لصحيفة “الوطن” السعودية مصادر لبنانية على اطلاعٍ وثيق على تحركات حزب الله اللبناني في سوريا، أن الحزب يملك قواعد لإطلاق الصواريخ بعيدة المدى، تضاف إلى ترسانة كيميائية، حصل عليها من نظام بشار الأسد. واكد النائب خالد الضاهر لـ”الوطن” أن حزب الله يمتلك منصات لإطلاق صواريخ بعيدة المدى قادرة على حمل “رؤوس كيميائية”. وأكد الضاهر، أن الحرس الثوري الإيراني أشرف على بناء تلك المنصات، لافتا إلى أن تلك القواعد تتركز في “جنوب الهرمل، جرود صنين المحاذية لبعلبك، ومناطق أخرى محاذية لعكار”، وغيرها من المواقع، مشيرا إلى أن من بينها مواقع “تحت الأرض”، تم تصميمها على يد الحرس الثوري الإيراني، الذي يدير حزب الله اللبناني، ويضعه في محل “منفّذ للسياسة الإيرانية في المنطقة”. وربط الضاهر بين هذه المعلومات، وتهديدات الأمين العام للحزب حسن نصر الله مؤخرا، بأن “إسرائيل ستواجه ما لم تره من قبل”، في إشارةٍ إلى إمكانية بلوغ تلك الصواريخ مدناً إسرائيلية، بما فيها العاصمة تل أبيب. وأضاف “نعتبر تلك القواعد تهديدا لاستقرار المنطقة، بل وتخدم المشروع الإيراني، وهذا الأمر قادنا أكثر من مرة إلى طلب المجتمع الدولي، وضع مواقع الحزب العسكرية تحت رقابته”. وتابع الضاهر بإن “هناك مناطق لا يستطيع أي شخص دخولها أو الاقتراب منها، وهذا يؤشر على خطورة ما تحويه تلك المواقع، التي نجزم أنها قواعد صواريخ بعيدة المدى، تأتمر بأمر حزب الله فقط دون غيره”. وكانت “الوطن” كشفت أخيرا عن عمليات نقل النظام لأجزاء من الترسانة الكيماوية، إلى أبرز حلفائه في المنطقة، “حزب الله، وبغداد”، في محاولة إلى الاحتفاظ بأكبر قدر من تلك الترسانة، التي أمضت دمشق في تأسيسها قرابة أربعة عقود. وجاء ذلك بعد الكشف عن عمليات تهريب السلاح الكيماوي التي قدرتها مصادر “الوطن” حينها بقرابة طنٍ من غاز السارين المحرم دولياًّ، وهو ما دعا نواباً في البرلمان اللبناني، إلى المطالبة بضرورة أن يضع المجتمع الدولي مواقع حزب الله تحت سلطته الرقابية أسوة بدمشق.

 

تقرير الراي عن عملية عرسال - القلمون - الزبداني على الطاولة في القصر الجمهوري اللبناني

بيروت - الراي/انكشف الوضع في لبنان على صراع محموم بين «استحالتين» تتناحران في مواجهة «وجهاً لوجه».

الاستحالة الاولى أطلّت عبر «التسليم» بانعدام فرص تشكيل حكومة جديدة من دون حدوث اختراق ايجابي في العلاقة الايرانية - السعودية، او اقله «فك اشتباك» بين الجانبين حول لبنان لحفظ استقراره السياسي والأمني، وهو الامر الذي يخضع لهبات باردة وهبات ساخنة على وقع التقارير المتناقضة عن مآل العلاقة بين الرياض وطهران. الاستحالة الثانية صعوبة الاستمرار في العيش في حال «تصريف الاعمال» نتيجة التحديات «التاريخية» التي يواجهها لبنان، بدءاً من الأعداد «المليونية» للنازحين من سورية في أسوأ أزمة يواجهها لبنان منذ نكبة فلسطين، والخطر الدائم من ان تؤدي الحروب «الصغيرة» على ارضه الى حرب كبيرة، اضافة الى الاستحقاق النفطي الاول من نوعه في تاريخ لبنان، والى عناوين اخرى كثيرة وضاغطة. وتشهد بيروت، وعلى نحو يومي، ما يشبه «الكرّ والفرّ» بين «الاستحالتين»، وسط تشدد «حزب الله» وفريقه في «8 اذار» في شروطه حيال الحكومة المفترضة، كالإصرار على الامساك بقرارها من خلال «الثلث المعطل» وعلى بيان وزاري يضمن شرعنة سلاحه، في الوقت الذي ابدت «14 اذار» تراجعاً مضبوطاً من خلال رفع «الفيتو» عن اشراك «حزب الله» في الحكومة من دون ابداء اي مرونة في تسليمه «الثلث المعطل» فيها مع اعتبار حكومة بتركيبة «ثلاث ثمانيات» (8 وزراء لكل من فريقي 8 و 14 آذار والرئيسين ميشال سليمان وتمام وسلام والنائب وليد جنبلاط) «أقصى الممكن».

وبعد «الأمل» الذي تَبدَّد باعلان ان زيارة الحج التي تم التداول بان الرئيس الايراني حسن روحاني سيقوم بها للسعودية لن تحصل، عادت بيروت لتتعلَّق بـ «قَشة» التقارير عن نية روحاني التوجّه الى المملكة بعد عيد الاضحى المبارك، علّ تبلور ملامح تفاهم بين الرياض وطهران يلاقي «كسر الجليد» بين ايران والولايات المتحدة ويعيد «التوازن الاقليمي» حيال الوضع اللبناني بما يتيح إخراجه من «عنق الزجاجة».

وفيما كانت نائبة رئيس البنك الدولي انغر اندرسون تنهي زيارتها الاستطلاعية لبيروت التي حاولت من خلالها استشراف خريطة طريق لتطبيق مقررات المؤتمر الذي عقدته مجموعة الدعم الدولية للبنان في نيويورك في 25 سبتمبر الماضي ولا سيما حيال ملف النازحين من سورية، أنهى لبنان استعداداته لاجتماعات البنك الدولي في واشنطن بدءاً من يوم غد والتي يشارك فيها وزيرا المال محمد الصفدي والاقتصاد نقولا نحاس وحاكم البنك المركزي رياض سلامة وعدد من الخبراء. وترافق ذلك مع معلومات عن ان اجتماعاً عقد في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة الرئيس ميشال سليمان وخصص لوضع خطة عمل لمتابعة تنفيذ مقررات بيان «المجموعة الدولية لدعم لبنان» وان النقاش تركز على محاور عدة ابرزها «وضع خطة لتوزيع اعباء كلفة النازحين والدول التي ستشارك لبنان هذه الأعباء ومده بالمساعدات الضرورية، رد قسم من النازحين الى الأراضي السورية التي استعادت هدوءها، تنفيذ خطة الاستيعاب التي باشرت فيها بعض الدول الغربية وامكان توسيع مروحة هذه الدول وكيفية تحصيل المساعدات التي تقررت في مؤتمر نيويورك في خطوطها العريضة والتعويض على لبنان جراء الأضرار التي لحقت به منذ اندلاع الثورة في سورية». وبحسب ما اوردته «وكالة الأنباء المركزية» عن مداولات اجتماع بعبدا، يتضح ان خلفية احد المحاور ارتكزت على ما سبق ان كشفته «الراي» قبل اسبوع عن عملية وشيكة للجيش السوري و«حزب الله» للسيطرة على مثلث جرود عرسال - القلمون - الزبداني.

ووفق الوكالة فان المجتمعين سألوا في معرض الحديث عن سبل تحقيق المحاور الاربعة «ما الذي سيتغير من حجم النزوح الكثيف وما الذي يمكن ان يكون عليه الوضع في حال تجددت العمليات العسكرية في منطقة القلمون والنبك والزبداني او بمعنى آخر في الغوطتين الشرقية والغربية لدمشق، وليس امام النازحين الجدد المحتملين سوى المسارب المؤدية الى لبنان؟».

وفي موازاة ذلك، برز سباق في الملف الحكومي بين قوى 14 آذار و 8 آذار على خطين:

* استعداد 14 آذار لتشكيل قوة ضاغطة تدفع نحو تأليف الحكومة من خلال رفع وتيرة المواقف واستنفار وسائل الاعلام والقوى السياسية والطالبية والعمالية وذلك على قاعدة ثوابت هذه القوى لجهة تشكيل حكومة ترتكز في البيان الوزاري على «اعلان بعبدا»، تحييد لبنان وانسحاب حزب الله من سورية، وعدم وجود ثلث معطل ولا معادلة «جيش وشعب ومقاومة».

* سعي فريق 8 آذار الى «تعويم» حكومة تصريف الاعمال من بوابة الاسراع لتأمين الارضية القانونية (اصدار المراسيم) لاستغلال الثروة النفطية.

وبدا واضحاً ان قوى 8 آذار تحاول لملمة خلافاتها حول مقاربة الملف النفطي في اطار السعي للضغط على الرئيس ميقاتي لإسقاط تحفظه عن تعويم الحكومة المستقيلة هو الذي يعتبر ان تشكيل حكومة جديدة هو الاولوية.

ومع عودة رئيس الحكومة المستقيلة الى بيروت امس التقت اطراف 8 آذار اي الرئيس نبيه برّي و«حزب الله» ومعهما العماد ميشال عون على اولوية عقد جلسة لمجلس الوزراء لبتّ موضوع المراسيم النفطية (تتناول البلوكات البحرية ودفتر الشروط ونموذج عقد الإستكشاف والإنتاج). الا ان نقطة الخلاف ضمن هذا الفريق تبقى بين بري ووزير الطاقة جبران باسيل (صهر العماد عون) حول تلزيم «البلوكات» في المنطقة الاقتصادية الخالصة اذ يصرّ رئيس البرلمان على ان يكون التلزيم شاملاً «البلوكات العشرة» في حين يطالب باسيل بأن يقتصر على بلوكين يكونان بمثابة اختبار للاسعار التي يمكن ان يحصل عليها لبنان من الشركات التي قدمت عروضاً مغرية لاستخراج النفط اللبناني. وفي حين أزال النائب جنبلاط اعتراضه على عقد هذه الجلسة باعلانه «اذا كانت المسألة تتطلب امراً استثنائياً لحلها، فليس لدي مانع على الإطلاق، ولكن الأهم ان يؤخذ بتوصيات هيئة ادارة قطاع البترول»، لم يُحسم موقف ميقاتي من الدعوة الى الجلسة. اذ بعدما نقلت صحف قريبة من 8 آذار عن اوساطه انه كان مستعداً للدعوة إلى هذه الجلسة منذ فترة طويلة «لكنه كان ينتظر حل بعض الأمور، مخافة أن تعطي جلسة كهذه مفاعيل سلبية، فإذا توافر الإجماع السياسي وانتفت الموانع الدستورية لا مانع من الدعوة الى جلسة كهذه»، أوضح وزير الاقتصاد نقولا نحاس (المحسوب على ميقاتي) ان «هناك خلافا في المقاربات بين الأفرقاء بشأن عقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء للبحث في ملف التنقيب عن النفط»، مشيرا الى ان «التأخير بأخذ القرار لا ينعكس سلباً على الثروة النفطية بل بالعكس ربما قد يحسن الظروف السياسية والاقتصادية المواكبة لعملية التنقيب».

 

بري: مخطط تمزيق بعض الدول العربية واغراقها في الحروب الاهلية مستمر 

حذر رئيس مجلس النواب نبيه بري من المخطط المستمر الهادف الى تمزيق العديد من الدول العربية وتقسيمها، واغراقها في سفك الدماء والحروب الاهلية/بري وخلال اللقاءات التي اجراها على هامش اجتماعي الاتحاد البرلماني العربي واتحاد برلمانات الدول الاسلامية في المقر الدولي للمؤتمرات في جنيف، تمهيدا لبدء اعمال الجمعية العامه للاتحاد الدولي غدا/ قال ان هذا الوضع الخطير الذي يواجهنا كعرب يشكل فرصة الآن لاسرائيل لكي تقتنص الحل الذي تريده لفلسطين// وقد عقد بري اجتماعا مع رئيس مجلس الامة الجزائري عبد القادر بن صالح، في حضور الوفدين البرلمانيين للبلدين/ وكذلك مع رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم//

وكان البرلمانيون العرب في الدول الاسلامية أجمعوا صباح اليوم على ان يترأس بري اجتماع اتحاد مجالس الدول الاسلامية التمهيدي لأعمال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي التي تبدأ اليوم/

وفي مستهل ترؤسه للاجتماع، شدد بري على توحيد الاقتراحات للبرلمانات العربية والاسلامية لتبني اقتراحهم كبند اضافي في اعمال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني العربي//

 

معادلة " القمصان السود" في رؤية "حزب الله" لتشكيل الحكومة

صوت لبنان/في الاسبوع الفائت قصدت باريس للمشاركة في اجتماع مصرفي دولي وفي سياق البحث عرض المجتمعون مشاريعهم وطروحاتهم وهم يمثلون مجموعات مصرفية كبيرة في اوروبا وأميركا الشمالية وأفريقيا.توقفوا عند تطور اقتصاداتهم من خلال أرقام تبين مدى تقدم معدلات النمو وأحجام القطاعات المنتجة.وقد شقى علي أن أطالع ما صدر بالأمس من تقرير لمنتدى الاقتصاد العالمي الذي صنف اقتصاد لبنان في خانة الأسوء في العالم أي بين الدول التي تعاني من أزمات خانقة طبعا بسبب الأزمة السياسية وانعكاس المسألة السورية بكل موازينها ونتائجها.هذا الاقتصاد الذي يفتقر الى الاستثمارات المطلوبة واقع في مخاطر عدم التخطيط من قبل الدولة أو شبه الدولة لا بل من عدم الاكتراث طالما أن الثروات الشخصية والعائلية لبعض من يتولون الأمر عندنا هي بخير.والشعب اللبناني ونحن منه لا نحاسب وفي كثير من الأحيان لا نتخذ موقفا ولو من حيث المبدأ.وأضيف مثلا الى خبر زكرته احدى الصحف اليوم ان ميزانية القصر الملكي في اسبانيا ستنخفض اثنين في المئة في السنة المقبلة. وتساءلت:هل سيأتي يوم نرى فيه ميزانيات ومصاريف وأتعاب ومخصصات القصور والدوائر عندنا تنخفض؟هذا سؤال برسم من يسمع ويستمع.أما لبنان المنتظر لم يزل أسير التجاذبات اذ أن الرياح الآتية من تسويات مفترضة وغيرها  تبين أنها واقعة في غير محلها.التواصل السعودي الايراني لم ينعقد واتصال الرئيسين الأميركي والايراني يهدف أول ما يهدف لحل ما يسمى بالملف الايراني النووي ولمسائل استراتيجية.اذا لبنان غير واقع على خارطة التسويات وبالتالي فان المراوحة مستمرة أما الارادة الوطنية أو ما تبقى منها عند البعض تحتاج الى بلورة قرارات اجرائية تفضي الى تشكيل حكومة جديدة فورا قبل أن تنضم الرئاسة بعد انقضاء العهد الحالي الى الأزمات الدستورية المفتوحة.حكومة بات وجودها يشكل أمرا استراتيجيا مع بيان وزاري يقلع عن الترداد اللغوي الفارغ ويلامس أزمات الدولة والمواطن من تبني خطة شاملة وطارئة لمواجهة مسألة اللاجئين وهي شديدة الخطورة على الكيان اللبناني بتوازناته السياسية والطائفية والاجتماعية.من اللاجئين الى الوطن الى شعبنا اللبناني الذي يعاني وهو بات منه من لجا في الوطن.نحتاج الى لامركزية علمية تنعش الاقتصادات المحلية المناطقية وتفقد روحيات الفساد والافساد. من قوانين حديثة الى رعاية اجتماعية حقيقية,من قوانين ضريبية عادلة الى وقف الهدر والافراغ غير المشروع وقد وصل الى قمة ما بعدها  قمة.نعم انني أحلم ربما مع الجيل الجديد ولكننا لم نزل نحلم بوطن عصري حيادي,تعددي ديموقراطي حيث ترتسم معالم الحداثة ويعود الاقتصاد الى الازدهار وتعود السياسة الى الانتاج ولعل في الايمان المستمر دفعا دائما نحو الأفضل.

 

ما هي خيارات المحكمة في حال لم يدفع لبنان مستحقاته؟

اكد مصدر قريب من المحكمة الخاصة بلبنان إن الموعد الموقت الذي حدده قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرنسين في 13 كانون الثاني المقبل لبدء المحاكمة في ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري لا يزال موعدا موقتا، باعتبار ان غرفة الدرجة الاولى في المحكمة هي التي تقرر الموعد النهائي للانطلاق بالمحاكمة، بعد ان تتسلم من فرنسين ملف هذه القضية. وأشار الى ان كل الاستعدادات جارية للشروع فيها، في اطار الموعد المضروب، بمعنى ان غرفة الدرجة الاولى برئاسة القاضي ديفيد راي هي التي ستثبت هذا الموعد، سواء كان قبل 13 كانون الثاني او بعده بقليل، وفق مقتضيات التحضيرات للاجراءات، فيما يتابع كل من مكتب المدعي العام والمحامون المعينون من مكتب الدفاع العمل والتحقيق على حدة.  ووفق هذا المصدر، فان فريق الدفاع تسلم 90 في المئة من المستندات من جهة الادعاء، والنسبة المتبقية تُعتبر بمعظمها مستندات على صلة بالترجمة الجارية، واعلن عنها تكرارا في اكثر من جلسة تمهيدية عقدها فرنسين للافرقاء في الملف تحضيرا للاجراءات، وهي في الغالب تتعلق بملف التحقيق الذي اجراه القضاء اللبناني في القضية.

وأكد المصدر ان لبنان، طبقاً للنظام الاساسي للمحكمة والاتفاق الذي وقعه مع الامم المتحدة، ملزم ان يدفع مستحقاته للمحكمة تحت الفصل السابع، كاشفا انه خلال الزيارة البروتوكولية التي قام بها رئيس قلم المحكمة الشهر الماضي لبيروت بعد تعيينه في هذا المركز، فاتح المسؤولين الذين التقاهم في موضوع تمويل المحكمة، ويستخلص ان الجواب الذي سُمع في هذا الاطار هو ان ثمة نية ان يفي لبنان بإلتزاماته بعد تشكيل الحكومة، فعدم وجودها يعوق هذه العملية باعتبار ان الامر يخرج عن نطاق صلاحية الحكومة المستقيلة لتعذر وجود آلية لديها للدفع. وتحدث المصدر عن خيارات عدة يمنحها القانون للمحكمة عند استمرار تعثر عملية الدفع، بينها اللجوء الى مجلس الامن والطلب منه المساعدة في ممارسة ضغوط معينة في هذا الموضوع، كتضييق الخناق على المساعدات للاجئين السوريين في لبنان. واوضح المصدر ان "لبنان تأخر في الدفع، وتقع حاليا نفقات المحكمة، والتي تضم فريقا كبيرا من العاملين لديها، على عاتق مدخرات من الدول المساهمة، ويمكن ان تفي حاجتها مع اقتراب السنة من النهاية"، الا انه ابدى اعتقاداً ان"الحكومة اللبنانية ستسدد القسط المتوجب عليها لان لبنان التزم ذلك، مثلما التزمت المحكمة اعطاء نتيجة في هذا الملف".   النهار

 

فارس سعيد: لعدم تلطي سليمان وسلام خلف مقولة "ما فينا"

 حثّ منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام على تحمّل مسؤولياتهما في ملف تأليف الحكومة، وعدم الاختباء خلف مقولة "ما فينا"، لأن في الواقع البلد "لم يعد يحتمل، كاشفا ان هناك اتصالات داخل 14 آذار لانشاء قوة ضاغطة من اجل انتزاع حكومة على اساس اعلان بعبدا، ومن لا يرد تشكيل هذه الحكومة، فليذهب ويشكل حكومة كما يشاء". وأعاد سعيد في حديث لـ"المركزية"، تحديد الثوابت الرئيسية لقوى 14 آذار في ما يخص الحكومة ولخّصها بأربع نقاط، وقال"ما يصدر عن 14 آذار رسميا هو ما يرد في بيانات اجتماعات القيادة او بيانات الامانة العامة الاسبوعية، وما يصدر عن الافراد امر طبيعي، فللجميع الحق بالبوح بما يريدون، لكن الثوابت الاساسية التي لا تحيد عنها 14 آذار هي: أولا، انشاء حكومة في أسرع وقت. ثانيا، أن يرتكز بيان الحكومة على اعلان بعبدا، اي تحييد لبنان وانسحاب حزب الله من سوريا. ثالثا، لا تقبل 14 آذار ان تكون هناك شروط من قبل اي طرف، اي لا ثلث معطلا ولا "جيش وشعب ومقاومة". رابعا، مسؤولية تشكيل الحكومة تقع اولا وأخيرا على رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وليس على التصريحات والتصريحات المضادة، وهما اللذان يحظيان بكل دعمنا، عليهما ان يبادرا وينتزعا الفرصة والمناسبة ويشكلا الحكومة التي يريانها مناسبة وفقا للمعطيات الموجودة، لكن الثابت هو ان الطرف الآخر لا يريد حكومة". وعما اذا كان امر التأليف في يد سليمان وسلام، أجاب سعيد "تبين حتى الآن، ان هناك كلاما كثيرا وافعالا قليلة، فرئيس الجمهورية يقول لـ"Le Figaro" ان حزب الله سينسحب من سوريا، ويقول ذلك ايضا في مجلة "الامن العام" ولكن حتى اليوم لم يصدر اي شيء عن حزب الله، هي تمنيات صادقة من قبل الرئيس سليمان، لكن لا يمكن لرئيس الجمهورية والرئيس المكلف ان يقولا "مش طالع بإيدنا"، لان ذلك اوصلنا الى ما نحن عليه اليوم من وضع النازحين ووضع الادارات ووضع الناس والاقتصاد، والشغور في كل شيء دبلوماسيا وسياسيا، فهما الرئيسان ويتمتعان اليوم باقصى درجة احترام من اللبنانيين، فلا يمكنهما التهرب من مسؤولياتهما والقول "مش طالع بإيدنا. فليحددا من يمنعهما من التصرف، معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" تتناقض مع اعلان بعبدا، فاما هما مع الاعلان او لا، واذا كانا معه ليشكلا حكومة لا تتضمن هذه المعادلة، وليضعا اللبنانيين اما الامر الواقع".

وعن احتمال الا تنال هذه الحكومة الثقة؟ قال سعيد "من قال ذلك، ليضعانا امام الامر الواقع، ولنر ان كانت ستنال الثقة ام لا". واضاف "التهديد والوعيد الذي يطلقه الفريق الآخر، فلنر ماذا سيفعل به، ان كانوا يرون فعلا انهم انتصروا من خلال الدبلوماسية، وتراجع الاميركيون عن ضربة عسكرية لسوريا، وباتوا اليوم "جندرما الاميركان" في المنطقة في وجه الاصولية الاسلامية، وهم فرحون بذلك، فليستثمروا اذا هذا الانتصار وليشكلوا الحكومة التي يرونها مناسبة". وأكد ان "الجميع يتواصل مع سليمان وسلام، ولم نفقد الثقة بهما، لكن ازاء تلكؤ الجميع والتلطي خلف مقولة ان اذا أقدمنا على التشكيل، "مدري شو بدو يصير"، نقول لا يمكن ان يحصل أكثر مما يحصل اليوم".

وأوضح سعيد ان خطة 14 آذار في المرحلة المقبلة تقضي بتشكيل قوة ضاغطة تدفع نحو تأليف الحكومة من خلال رفع وتيرة المواقف واستنفار وسائل الاعلام والقوى السياسية والطالبية والعمالية، و"هناك هندسة متكاملة يتم درسها، ونتداول بها من خلال اجتماعات واتصالات داخلية، فلبنان لا يمكن ان يعيش بعد الآن من دون حكومة، ولا يمكن لرئيس الجمهورية والرئيس المكلف اللذين يتمتعان بثقتنا الكاملة واحترامنا، ان يتلكأ، ويختبئا خلف مقولة "ما فينا"، لان البلد لم يعد يحتمل.  

 

سامي الجميل: لعدم إيهام الناس أن الجيش دخل الضاحية لانه موجود على تخومها فقط

وطنية - التقى منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل وفدا من مصلحة طلاب المتن الشمالي ضم اكثر من 600 طالب، وكشف عن "الاسباب الحقيقية لعدم دخول الجيش مع القوى الأمنية الى الضاحية الجنوبية في اطار الخطة الأمنية التي وضعت للمنطقة"، وقال: "السبب الحقيقي يعود الى ان الجيش رفض الدخول الى منطقة لا تكون الأمرة فيها له وهذا امر لا يمكن له ان يرضى به، لذلك عندما رفض وللأسف ان تكون الإمرة له رفض ان يكون في اللجنة المشتركة والدخول الى المنطقة". ودعا الى "عدم ايهام الناس بأن الجيش دخل الى الضاحية لانه موجود على تخومها فقط". وفي موضوع اللاجئين السوريين في لبنان، اكد الجميل انه يؤمن "بحق اللاجئين السوريين في العيش حياة كريمة وان يتأمن لهم كل ما هو ضروري"، لكنه شدد في المقابل على "اهمية الا يحصل هذا الامر على حساب اللبنانيين"، وقال :"من حقنا كلبنانيين القول ان الاولوية للبنانيين، واذا كان لبنان غير قادر على ان يتحمل مليون و300 الف لاجئ فهذا يعني ان لبنان لا يمكنه تحمل هذا العدد. الاولوية هي للشعب اللبناني بالحصول على فرص العمل، والطبابة، والاولوية للبناني في كل شيء، واذا كانت هناك قدرة على استيعاب اخرين فليكن، ولكن ليس على حساب اللبناني".

ودعا الى "بناء لبنان جديد بعيدا عن الاستسلام على الرغم من الصعوبات التي نمر بها واهمها ثلاث: اولا، انتشار السلاح بين ايدي الفلسطينيين وحزب الله وبعض المجموعات المتطرفة. ثانيا، الفساد والسارقون الذين يستلمون الدولة اللبنانية ويحاولون افلاسها كل يوم. ثالثا، شعور اللبنانيين بالاستسلام وهذا الامر يشكل الخطر الاكبر علينا ونريد ان نحاربه".

ولفت الى ان "اللبنانيين يعيشون اليوم تحديا كبيرا، وممنوع ان نستسلم وان نقول ان الحياة في مكان اخر افضل من لبنان".

 

بطرس حرب: 8 آذار وعون يعملان للفراغ ووجود الجيش في الضاحية وبعلبك شكلي

وطنية - رأى النائب بطرس حرب أن "فريق 8 آذار لم يعد مؤمنا بالصيغة الحالية للنظام اللبناني وهو وينشئ خلافا لدى كل استحقاق، وحزب الله يعطل تشكيل الحكومة بقوة السلاح مهددا بضرب الاستقرار، وهو يمنع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف من ممارسة مهامهما الدستورية". وقال في حوار لصحيفة "اللواء" ينشر غدا الاثنين: "ان النائب وليد جنبلاط هو من اقترح صيغة 8- 8- 8، ومن ثم تراجع بعد رفض حزب الله وتهديده بضرب الاستقرار". واعتبر ان "وزراء 8 آذار حولوا الوزارات الى مزارع ومراكز للرشوات الانتخابية والصفقات المالية ولنشر الفساد. فنحن نقدم التسهيلات والتنازلات والفريق الآخر مش فارقة معو"، وقال: "نخشى من وجود مؤامرة للانقلاب على الدستور، فقوى 8 آذار وميشال عون يعملان للفراغ في جميع المؤسسات الدستورية، وصولا لعقد مؤتمر تأسيسي لصياغة نظام جديد يتناسب وهيمنة السلاح والاعداد البشرية للطوائف، ووقتها يكون لبنان قد طار".

ووصف مواقف النائب العماد ميشال عون ب"المخزية، تسخر لتعطيل الدستور والدولة واضعاف موقع رئاسة الجمهورية، وكان على الحكومة بما فيها الاصوات المزايدة وضع خطة لاستيعاب النازحين السوريين في مناطق حدودية لضبط تواجدهم ولمنع انتشارهم العشوائي". وشدد على "ضرورة الاسراع بالتنقيب عن النفط، فمن الممكن ان تجتمع الحكومة لرفع الضرر، ونخشى اهدار المال العام عبر صفقات بمليارات الدولارات في ظل غياب الرقابة البرلمانية". ورأى ان "وجود الجيش اللبناني في الضاحية الجنوبية وبعلبك شكلي، فهو لا يستطيع القيام بأي اجراء الا بترخيص من حزب الله".

 

جعجع: حان الوقت لتشكيل حكومة تلبي طموحات المواطن

NNA /رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، أن "الوضع في كسروان اليوم افضل مما كان عليه في السابق، فقد عادت كسروان الى سابق عهدها، كسروان المقاومة، بعد فترة ضياع كبيرة، ونحن في القوات اللبنانية ما ضيعنا الفرصة ابدا، بل انكببنا على تنظيمها كما يجب ان تكون، والطريق ما تزال طويلة وحافلة بالعمل". أوضح جعجع في كلمة له عبر الهاتف في عشاء سنوي أقامه قسم "القوات اللبنانية" في بلدة حراجل الكسروانية، أن "كل ظروف نجاحنا باتت جاهزة ولا نحتاج الا لأن نبقى موحدين، فلا نختلف مع بعضنا البعض، لنتوحد ونعمل معا لنصل الى ما نريده من كسروان وما تريده كسروان منا، وكذلك لبنان". وأن  "هذه السنة كانت سنة خير على القوات اللبنانية، حيث اكملت فيها كل تنظيماتها الداخلية واطلقت عملية الانتساب حتى بلغ عدد طالبي الانتساب اليها حتى الساعة 15 الف طلب، وننتظر المزيد في الاسابيع المقبلة، وتوقعاتنا ان تصل طلبات الانتساب الى ما فوق 25 الف طلب، لا سيما من كسروان". وتابع: "بفضلكم ايها الرفاق والرفيقات سنصل بأذن الله لتحقيق ما نصبو اليه من اهداف تصون لبنان وتحفظه من ارتدادات الداخل والخارج، وبعد اكتمال الانتسابات واقرارها سنذهب الى اول انتخابات حزبية جدية. فالقوات اللبنانية - كما ترون وتسمعون - تقريباً هو الحزب الوحيد الجدي في لبنان والذي سيبقى اكثر فأكثر بفضل تماسكه والمبادىء التي يؤمن بها... وكلكم تعرفون المثل القائل "لا يصح الا الصحيح ". من هنا اؤكد لكم ان ما بني على رمل سيذهب مع الرمل وما بني على صخر ودماء الشهداء سيبقى الى ابد الآبدين". وعن الوضع الداخلي قال جعجع: "لست قلقاً من انفجار امني كبير كما يصوره البعض اليوم رغم الانفجارات التي اصابت لبنان حتى تاريخه، صحيح انها مؤسفة ومستنكرة اكانت في الضاحية او في طرابلس، لكنني لا انتظر اكثر مما حدث، فالمنطقة المحيطة بنا بأسرها تغلي، ونتلقى من غليانها وارتداداتها الشظايا التي كان بإمكاننا ألا نصاب بها لولا تدخل البعض فيها". وعن الحكومة رأى ان "الوقت حان لتشكيل حكومة تهتم بمصالح اللبنانيين والقوات اللبنانية ستضغط بكل قواها من اجل ذلك، اذ لا ارى حكمة في الانتظار، "اللي بدو يبين بين"، والمواقف كلها معلنة فحرام ان يبقى البلد هكذا في حالة من الجمود والانتظار". وتوقع "ضغوطا متزايدة وكبيرة في الاسابيع المقبلة توصلا الى تشكيل حكومة تلبي طموحاتكم وطموحاتنا، وتهتم بشؤون الوطن والمواطن".

وختم جعجع مكالمته بالقول: "لا تختلفوا مع بعضكم البعض بل ابقوا موحدين متكاتفين متضامنين لتستمروا في نضالكم وحدة متماسكة من اجل حراجل، والقوات اللبنانية ولبنان".

 

سعي دولي لإقناع سليمان بالاستمرار في السلطة

تعتقد مصادر ديبلوماسية ان نفي رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان نيته أو رغبته في التمديد، لا يعني سقوط هذا الخيار، فرغبته شيء وتلبيته لرغبة أو طلب المصلحة الوطنية شيء آخر، وهناك تجارب سابقة مشابهة تؤكد ان التمديد يبقى مطروحا في كل الأحوال حتى لحظة الحسم. وأشارت الى ان رحلة البحث عن الرئيس الثالث عشر للجمهورية اللبنانية منذ الاستقلال قد تنتهي بالتمديد، فحتى الساعة لا شيء تغير في الظروف التي أفضت الى وضع لبنان في ثلاجة الانتظار. والتي بدأت الترجمة العملية لمعالمها بالتمديد للمجلس النيابي ثم لقادة الأجهزة الأمنية. وبالتالي فالخاتمة الطبيعية لهذا المسار قد تكون بالتمديد لرئيس الجمهورية انطلاقا من ان الظروف القائمة تحتم إبقاء القديم على قدمه حتى انقشاع المشهد الإقليمي المجاور المتعلق بالأزمة السورية والمشهد الدولي في ضوء المؤشرات الأخيرة المتصلة ببدء فتح قنوات الحوار المباشر بين واشنطن وطهران. المصادر تحدثت عن سعي لم يتبلور بعد من قبل عواصم مهتمة بالشأن اللبناني لإقناع الرئيس سليمان بالاستمرار في السلطة في هذه المرحلة المفصلية، وبعدما أثبت حكمة وإدراكا عاليين في معالجة الأمور، وذلك انطلاقا من اعتبار هؤلاء ان التمديد بات أمام هذه اللحظة السياسية خيارا مطروحا لمثل هذا الاستحقاق. المصادر لفتت الى ان سليمان نجح في تصور المواجهة السيادية وتحول الى رقم صعب ومطلب دولي للحفاظ على الاستقرار الى درجة ان مجلس الأمن خصه بالاسم دعما لجهوده في تطبيق إعلان بعبدا، وبالتالي المكسب الذي تحقق مع سليمان تريد الأسرة الدولية المحافظة عليه لا التفريط به في حال تعذر إتمام هذا الاستحقاق.  الأنباء

 

الحكومة باقية باتفاق ميقاتي - نصرالله ودمشق أوعزت لحلفائها بـ "افشال مبادرة بري"

"النهار" /فيما تعتقد قوى "14 آذار" ان قرار تأليف الحكومة الجديدة أو عدمه ممسوك منها، وانها تملك تسهيل تلك العملية أو عرقلتها، فإن حركة الاتصال والتنسيق توحي بعكس ذلك، إذ ان "حزب الله" ومعه قوى 8 آذار تستفيد من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الى الحد الأقصى، وقد تخطت هذه القوى حدود تصريف الأعمال الى القيام بمعظم المهمات المنوطة بالوزراء، واضيف اليها تعاقد وظيفي تجاوز الحدود المعمول بها عادة، وفي مختلف المجالات.

ويرى مصدر مطلع في "8 آذار" ان الحكومة الحالية باقية الى العهد الجديد، أو العهد الممدد له في أيار 2014، "ولا سبيل لقيام حكومة جديدة إلا بشروط هذه القوى". ويكشف المصدر لـ "النهار" عن تنسيق كامل ما بين رئيس حكومة تصريف الأعمال و"حزب الله"، ويقول ان الرئيس ميقاتي التقى الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله نحو 15 الى 17 مرة منذ تسلمه مهماته الحكومية. وظلّت اللقاءات بعيدة من الاعلام باتفاق الطرفين. ويقول ان هجوم اعلام قوى "8 آذار" على ميقاتي كان من ضمن اتفاق الطرفين، ولم يزعج ميقاتي إلا عند تفلّت بعض الاعلام من قيوده، أما اتهامه بأنه يعمل لمصلحة قوى 14 آذار، "فلم يزعجه" وفق المصدر عينه.

ويضيف: "ثمة ترقب لدى "حزب الله" لأداء رئيس الجمهورية بعد عودته من نيويورك، وما إذا كان سيزداد حدة في مواقفه من الحزب ارضاء للمجتمع الدولي"، لكنه يرى ان عدم استقبال الرئيس سليمان في السعودية فرمل كل حركة الرئيس، ودفعه مجدداً الى الاعتماد على أفرقاء الداخل ومنهم "حزب الله". وتنتظر أوساط الحزب مبادرة ما من الرئيس تجاه قوى 8 آذار قد يكون مفتاحها الرئيس نبيه بري، خصوصاً بعد اعلان العماد ميشال عون انه لن يتراجع تاركاً المجال أمام احتمال التمديد من دون احراج نفسه كما في المرحلة التي سبقت اتفاق الدوحة. لكن "التيار الوطني الحر" أبلغ حلفاءه انه يعارض التمديد بشدة وانه لن يمضي به الى مجلس النواب.

وينقل المصدر عن مسؤولين سوريين عدم ممانعتهم في الابقاء على حكومة الرئيس ميقاتي الى حين الاستحقاق الرئاسي المقبل، لأنهم لا يرغبون حالياً في انجاح مبادرات يطلقها الرئيس بري، "اذ ثمة استياء منه منذ اطلاق مبادرته في ذكرى الامام موسى الصدر، لأنه لن يأتِ على ذكر العدوان المحتمل على سوريا، بل بدا كأنه ركب موجة الضربة الأميركية على النظام السوري، وصار يرسم لما بعدها، وللدور الذي يمكن ان يلعبه في هذا المجال، مما حدا بالقيادة السورية للايعاز الى حلفائها في الداخل اللبناني لعرقلة كل مساعيه وافشال مبادرته في مهدها".

 

الجوزو: على لبنان تحديد موقفه من حزب الله

انتقد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في بيان تدخل "حزب الله في سوريا"، معتبرا أن "هذا التدخل سوف يؤدي بلبنان إلى كارثة غير مسبوقة". وقال: "نحن أمام كارثة تاريخية لم يسبق للبنان ان تعرض لها، بفضل وضع اليد على لبنان من قبل فريق ينتمي الى دولة اقليمية تموله وتسلحه، وترسم سياسته في المنطقة والتي تتعارض مع السياسة اللبنانية". وسأل "بأي حق يظل لبنان رهينة لفريق السلاح؟، والى متى يظل هذا السلاح متحكما بمصير لبنان السياسي والاقتصادي والثقافي والحضاري؟، مؤكدا أن "هناك فئة تحكم لبنان بحكومة أو بغير حكومة، وقد تسببت بفضل ارتباطها الخارجي بانهيار لبنان اقتصاديا وسياحيا وتجاريا، واصبح لبنان معزولا عن عالمه العربي، وعن العالم كله، بفضل غرور هذا السلاح، وعدم خضوعه لقوانين الدولة، ولا للعرف الاخلاقي والاجتماعي، ولا للتوازن الطائفي والمذهبي، اصبح السلاح هو الذي يفرض على تشكيل الحكومة الصورة التي يريد".

وحذر من أن "الارهاب يزداد انتشارا في لبنان، والدماء اصبحت رخيصة، والقتل لأبسط الاسباب، والخطف على الهوية المذهبية والتجارية، والسيارات المفخخة، التي تجاوزت الاحياء الحزبية الى المسجد، وقتلت المئات من المصلين الآمنين الابرياء". ورأى أن على "لبنان ان يحدد موقفه من حزب الله، ولا يجوز السكوت على هذا العهر السياسي، فاما ان يكون حزب الله لبنانيا، واما ان يكون ايرانيا، والمطلوب ان يعلن ذلك صراحة، فلا يتكلم عن الاوزان في الحكومة اللبنانية، والذي جعل له وزنا هو المال الايراني والسلاح الايراني والولاء الايراني".  

 

تنسيق كامل خلال 17 اجتماع بين ميقاتي والسيد نصرالله

 يرى مصدر مطلع في "8 آذار" ان الحكومة الحالية باقية الى العهد الجديد، أو العهد الممدد له في أيار 2014، "ولا سبيل لقيام حكومة جديدة إلا بشروط هذه القوى". ويكشف المصدر عن تنسيق كامل ما بين رئيس حكومة تصريف الأعمال و"حزب الله"، ويقول ان الرئيس ميقاتي التقى الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله نحو 15 الى 17 مرة منذ تسلمه مهماته الحكومية وظلّت اللقاءات بعيدة من الاعلام باتفاق الطرفين.

ويؤكد مصدر الصحيفة ان هجوم اعلام قوى "8 آذار" على ميقاتي كان من ضمن اتفاق الطرفين، ولم يزعج ميقاتي إلا عند تفلّت بعض الاعلام من قيوده، أما اتهامه بأنه يعمل لمصلحة قوى 14 آذار، "فلم يزعجه" وفق المصدر عينه. ويضيف: "ثمة ترقب لدى "حزب الله" لأداء رئيس الجمهورية بعد عودته من نيويورك، وما إذا كان سيزداد حدة في مواقفه من الحزب ارضاء للمجتمع الدولي"، لكنه يرى ان عدم استقبال الرئيس سليمان في السعودية فرمل كل حركة الرئيس، ودفعه مجدداً الى الاعتماد على أفرقاء الداخل ومنهم "حزب الله". وجاء من المكتب الاعلامي لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الرد الآتي:

يهم المكتب الاعلامي الايضاح ان الرئيس ميقاتي لم يعقد اي اتفاق مع اي طرف وموقفه الثابت هو الدعوة الى تشكيل حكومة جديدة تتولى مهامها كاملة.

اما بشأن ما ورد عن لقاءات بين الرئيس ميقاتي والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فان اي لقاء لم يحصل بينهما منذ فترة ولا صحة لما ورد في المقال المذكور عن عدد اللقاءات بينهما".

 

عونيون يعترضون على توريث باسيل

اكدت مصادر عونية معارضة لحلول الوزير جبران باسيل مكان العماد ميشال عون في رئاسة "التيار الوطني الحر ان باسيل لا يمثل طموحاتهم وبالتالي لا يشعرهم بقوة الجنرال التي ترفع معنوياتهم على كل الاصعدة، منتقدين تدخل باسيل بكل شاردة وواردة خصوصاً حين يعطي الاوامر يميناً وشمالاً، "على الرغم من اننا جميعاً ناضلنا وقدمنا التضحيات منذ ان تواجد العماد عون على ارض السياسة اللبنانية". ويشير هؤلاء الى ان الكوادر المعارضة لباسيل تعمل على الأرض وُتشكّل عصباً حقيقياً في "التيار"، إلا ان احداً لا يستمع الى مطالبها وسرعان ما يقولون عنها انها تحلم بالمناصب والمواقع، مستبعدين ان يتم انتخاب الخلف انما تعيينه كما اعتدنا واصفين ما يجري بـ"البروفة" التي وُضعت منذ زمن لإيصال باسيل على الرغم من كل التضحيات التي قدمّها الاف الرفاق على مدى اكثر من عقدين. وسألوا: "كيف تمت مصادفة إلغاء الانتخابات وتعييّن المنسقين مع إقتراب وصول باسيل الى هذا المنصب؟، فلو حصلت الانتخابات لغاب تمرير التوريث".   الديار

 

حزب الله يملك صواريخ تحمل "رؤوسا كيميائية" موزعة على ثلاثة مناطق

كشفت مصادر لبنانية على اطلاعٍ وثيق على تحركات حزب الله اللبناني في سورية، أن الحزب يملك قواعد لإطلاق الصواريخ بعيدة المدى، تضاف إلى ترسانة كيماوية، حصل عليها من نظام بشار الأسد. وأكد عضو تيار المستقبل النائب خالد الضاهر، أن تلك القواعد أشرف على بنائها الحرس الثوري الإيراني. وأوضح أن تلك القواعد، لديها القدرة على استخدام صواريخ بعيدة المدى، يحمل بعضها "رؤوساً كيمائية". وربط الضاهر بين هذه المعلومات، وتهديدات الأمين العام للحزب حسن نصر الله مؤخرا، بأن "إسرائيل ستواجه ما لم تره من قبل"، في إشارةٍ إلى إمكانية بلوغ تلك الصواريخ مدناً إسرائيلية، بما فيها العاصمة تل أبيب. وحدد الضاهر عددا من المواقع التي تحتضن تلك القواعد، منها على سبيل المثال "جنوب الهرمل، جرود صنين المحاذية لبعلبك، ومناطق أخرى محاذية لعكار"، بينها مواقع "تحت الأرض"، تم تصميمها على يد الحرس الثوري الإيراني. وأضاف "نعتبر تلك القواعد تهديدا لاستقرار المنطقة، بل وتخدم المشروع الإيراني، وهذا الأمر قادنا أكثر من مرة إلى طلب المجتمع الدولي، وضع مواقع الحزب العسكرية تحت رقابته". وتابع الضاهر بإن "هناك مناطق لا يستطيع أي شخص دخولها أو الاقتراب منها، وهذا يؤشر على خطورة ما تحويه تلك المواقع، التي نجزم أنها قواعد صواريخ بعيدة المدى، تأتمر بأمر حزب الله فقط دون غيره".  

 

النائب نهاد المشنوق: الثلث المعطل بدعة غير منطقية والمطلوب حكومة تكنوقراط

وطنية - إعتبر النائب نهاد المشنوق "أن المطلوب اليوم لمعالجة هموم الناس وملف اللاجئين السوريين الضاغط، حكومة مؤلفة من تكنوقراط"، مشيرا الى أن صيغة الثلاث ثمانات التي طرحت والتي لم يسمح لقوى الرابع عشر من آذار بإعطاء رأيها فيها، "نسفت من قبل حزب الله منذ اليوم الاول على طرحها". وقال في حديث الى "صوت لبنان 93,3"، "أن الصراع القائم في سوريا والذي يمتد الى لبنان لن يسمح بتأليف حكومة وفق القواعد التقليدية"، لافتا الى "أن الحكومات السياسية السابقة أثبتت فشلها في إدارة شؤون البلاد"، مؤكدا أن حزب الله، "لا يريد تشكيل حكومة جديدة". ودعا المشنوق رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الى "تأليف حكومة بأسرع وقت ممكن لأن الانتظار لن يفيد"، معتبرا "أن الثلث المعطل بدعة غير منطقية". وأضاف: "في حال تعذر تأليف الحكومة، نحن مع إجراء حوار بدعوة من رئيس الجمهورية لمناقشة المواضيع السيادية حصرا"، معتبرا "أن لا امكانية للتفاهم على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وفي هذه الحالة سيتم التمديد للرئيس ميشال سليمان". وشدد على "أن السعودية لا تتدخل في الشؤون الداخلية للبنان"، مشيرا الى "أن المملكة ألغت زيارة سليمان لانها لا تريد أن تكون بريد رسائل من لبنان الى ايران أو العكس". واعتبر "أن قرار انسحاب "حزب الله" من سوريا قرار دولي لا يتخذه الحزب"، لافتا الى "وجود خطة كبيرة تحضر للمنطقة لا علاقة لها بالتقسيم". وردا على سؤال، دعا المشنوق الى "تسليم ملف اللاجئين السوريين في لبنان الى جهات دولية والى إقامة مخيمات قريبة من الحدود". وعن ملف التنقيب عن النفط والغاز، حذر "من وجود سمسرات ومصالح شخصية يسعى البعض الى توظيفها"، سائلا:" هل فعلا يهم اللبنانيين عدد البلوكات النفطية الذي سيتم تلزميه؟" وعن غرق العبارة الاندونيسية، أكد المشنوق "أن أبناء منطقة عكار متروكون لقدرهم ولا من يسأل"، مطالبا المسؤولين اللبنانيين ب "أخذ العبر من هذه المأساة التي تعبر عن مدى وجع المواطن اللبناني في بلده".

 

وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية  محمد فنيش: للاسراع بإصدار المراسيم التطبيقية لاستخراج النفط

وطنية - اعتبر وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش أن "المقاربات والشروط السابقة ووضع قواعد لتأليف الحكومة لم تعد صالحة بل المطلوب مقاربة مختلفة وتغيير القواعد والشروط لتشكيل حكومة تشارك فيها جميع المكونات الأساسية في الوطن". وقال: "نحن بحاجة إلى تضافر الجهود والطاقات وتوفير مناخ توافقي نستطيع من خلاله أن نبني على المشترك لنضع حلولا لمشكلات الوطن وهذا لن يكون باعتماد طرق الهيمنة أو في التفكير بإمكانية تشكيل حكومة يهيمن فيها فريق على الآخرين وأن هذا الأمر متعذر ولا يمكن تحقيقه". ورأى خلال رعايته احتفال تكريم الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية في مدينة صور أن "كل الرهان على متغيرات أو حرب إقليمية او غير ذلك من الرهانات الخاطئة بات أمرا خارج الحسابات الواقعية، لأن التحولات والمؤشرات تدل على أنه لم يعد هناك إمكانية لمثل هذه الرهانات الخاطئة، وأن ما يجدي نفعا هو العودة لإرادتنا الوطنية"، مشيرا الى أن" مقتضى التصدي للمسؤولية العامة هو أن نبحث عن كيفية إيجاد مشترك حتى تستمر عجلة المؤسسات ونكون قادرين على تلبية احتياجات الناس ولو بالحد الأدنى، رغم الخلافات ومعرفتنا وإقرارنا ان هناك خلافا وانقساما وتباينا في الرؤى". وأكد أن "كل الإحصاءات والدراسات تشير إلى أن لبنان لديه ثروة نفطية واعدة في منطقته البحرية الإقتصادية الخالصة، والعدو الصهيوني كعادته يتربص بنا شرا ويريد أن يعتدي حتى على حقنا في المياه البحرية، وهو الذي لم يتورع عن البدء بالتنقيب على بعد أربعة كيلومترات من حدودنا البحرية. هذا العدو لا يمكن ردعه الا بالتمسك بالمقاومة وبمعادلة الشعب والجيش والمقاومة التي حققت للبنان ما لم تتمكن من تحقيقه غالبية الدول العربية المحتلة أرضها، والتي ردعت وأحبطت عدوان تموز عام 2006 وهي الكفيلة بردع العدو عن التفكير بالإعتداء على حقوقنا". وسأل: "هل تتخلى حكومة تصريف الأعمال والمؤسسات عن دورها في ما يحفظ ثروة الوطن بحجة أن هناك مانعا دستوريا؟ هذا الأمر غير مفهوم لأن مسألة المراسيم التطبيقية لاستخراج النفط هي استكمال لقرارات صدرت عن الحكومة ولقانون أصبح نافذا ولهيئة ادارة الشؤون النفطية التي تشكلت ولبعض المراسيم التطبيقية التي أقرت. لم يبق الا بعض المراسيم من أجل ألا نعطل عملية استدراج العروض التي شاركت فيها شركات عالمية. هذا الأمر لا ينبغي أن يكون هناك اختلاف عليه لأن مصلحة الوطن الأكيدة تكمن بالإسراع في إصدار المراسيم التطبيقية التي تصدر عن مجلس الوزراء مجتمعا".

 

النائب علي بزي: تعالوا الى الحوار أرقى أشكال الممارسة الديموقراطية العدو سبقنا بأشواط في ملف النفط ونحن ندور في حلقة مفرغة

وطنية - اشار النائب علي بزي الى "اننا في المواقع المتقدمة في هذا الوطن. أصالة في الانتماء وأصالة في الالتزام لنبدد هواجس الجميع ونزيل الخوف من نفوس الجميع فتعالوا الى الحوار الذي هو أرقى أشكال الممارسة الديمقراطية في اي مجتمع من المجتمعات". كلام بزي جاء خلال رعايته احتفال تكريمي في بلدة الزرارية للطلاب الفائزين بالشهادات الرسمية في الساحة العامة للبلدة، في حضور المسؤول التربوي لحركة "أمل" في اقليم الجنوب الدكتور عباس نصرالله، رئيس اتحاد بلديات ساحل الزهراني علي مطر ورؤساء مجالس بلدية واختيارية ومدراء مدارس والاهالي. بعد النشيد الوطني ونشيد الحركة، حيا بزي الطلاب وهنأهم وقال: "من على منبر التربية ومن على منبر العلم ومن بوابة عريقة مقدسة من بوابات الجنوب نفتح مشاعرنا ونفتح جراحنا وعلاماتنا وآلامنا وآمالنا لنقول الى كل اللبنانيين تعالوا الى كلمة سواء. تعالوا الى لغة الوحدة التي عبر عنها السيد موسى الصدر، تعالوا لنعزف جميعا على آلات المحبة والسلم الاهلي والاستقرار الامني والسلم الاجتماعي والثقافي ولا تعزفوا أبدا على آلات التحريض والتعبئة والتجييش والفتنة المذهبية والطائفية. هذا العزف قاتل لكل اللبنانيين ولم ينج منه أحد على الإطلاق. نحن لا ننكفىء لزمن التحديات ولا نتراجع لالسنة الازمات، نحن في المواقع المتقدمة في هذا الوطن. أصالة في الانتماء وأصالة في الالتزام لنبدد هواجس الجميع ونزيل الخوف من نفوس الجميع فتعالوا الى الحوار الذي هو أرقى أشكال الممارسة الديمقراطية في اي مجتمع من المجتمعات". أضاف: "حين طرح الرئيس نبيه بري مبادرته التي عرفت بخارطة الطريق في ذكرى جريمة إخفاء وتغييب سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر في 31 آب، كان يريد من خلال هذه المبادرة كسر الجليد السياسي والنفسي بين اللبنانيين، وكان يريد ان يقول لنا ولكل الشركاء في هذا الوطن، تعالوا لكي نلبنن الحل في لبنان، ولا تراهنوا على تحولات او متغيرات على مستوى المنطقة. نحن بإمكاننا اذا صفت النوايا وصدقت الارادات ان نقتدي بوعينا وبمسؤوليتنا وفكرنا الى مستوى خطورة المشهد السياسي الذي يعيشه البلد وتعيشه المنطقة، فما هو المانع من حصول مثل هكذا حوار بين المكونات السياسية في هذا البلد، من اجل ان نتوصل الى تفاهم حول النقاط الخلافية ونكون بذلك قد أدينا خدمة الى كل اللبنانيين، واذا لم نتفق نريد على الاقل ان ننظم هذا الاختلاف بطريقة سلمية وحضارية. ما المانع من هذا اللقاء؟ ربما نحن الدولة رقم واحد التي دخلت موسوعة غينيس في تحطيم الارقام القياسية في إضاعة الفرص وإهدار الوقت. الزعيم والمسؤول والقائد السياسي هو الذي يتفنن بصناعة الخير العام لشعبه كما تفنن الانبياء والرسل بصناعة الخير العام لامتهم ولشعوبهم ولدينهم ولرسالاتهم، هكذا نفهم المسؤولية السياسية التي تتجسد في صناعة الخير والتي لا تتجسد على الإطلاق في صناعة الشر". وتابع: "لا خلاص ولا مفر لنا كلبنانيين الا ان نتحاور ونتواصل ولا توجد مشكلة من دون حل على الاطلاق، واذا لم نتوصل الى حل، على الاقل نتدبر امرنا في كيفية التعاطي مع هذه الامور بطريقة واعية ولائقة ومحترمة ومهذبة وسلمية وحضارية وديموقراطية. الدساتير والقوانين والانظمة سنت من اجل مصلحة الشعوب لا من أجل استعبادها وإلحاق الضرر والاذى بها وبالاوطان، لذلك، فليكف البعض في هذا البلد عن الدوران في حلقة مفرغة حول مواضيع ليس لها علاقة بالانتظام العام للمؤسسات الدستورية في البلد، ونحن في لبنان نعوم على قشرة نفطية هائلة، وهذا الكلام هو بتقدير الخبراء والشركات المنقبة عن النفط في لبنان، والعدو الاسرائيلي سبقنا بأشواط في عمليات التلزيم والبحث والتطبيق والاستكشاف، اما نحن في لبنان فلا ادري لماذا حتى هذه اللحظات ما زالت الحكومة متقاعسة عن القيام بأبسط واجباتها لدعوة مجلس الوزراء للاجتماع وإصدار المراسيم التطبيقية العائدة لملف قانون الموارد النفطية. هل لانها تصرف اعمالا؟" وختم: "راهنوا على وحدتكم، راهنوا على تماسككم، ولا تراهنوا ابدا على المتحولات والمتغيرات في هذا الاقليم او في ذاك، ونشجع بالتالي على إعادة الدفىء الى العلاقات العربية العربية والعربية الايرانية لمصلحة الدور العربي من اجل أن يتقدم على ما عداه من ادوار مشبوهة لا تريد الخير لمنطقتنا وأوطاننا وشعوبنا".

بدوره هنأ رئيس بلدية الزرارية الدكتور عدنان جزيني الطلاب ودعاهم إلى المثابرة. وفي الختام وزعت الجوائز والدروع التقديرية.

 

عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور علي فياض: 14 آذار بتحالفاتها الإقليمية تتحمل مسؤولية عدم تشكيل الحكومة

وطنية - رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور علي فياض "إن الرئيس المكلف بإصراره على صيغة الثلاث ثمانات، وبعد الموقف الجنبلاطي الحاسم بات يخالف رأي الأغلبية النيابية، وهذا يتناقض مع فلسفة التكليف من قبل الأكثرية، مما يعني عدم مراعاة المعيارين الحاسمين في التكليف وهما التوافق والأغلبية". وقال خلال إحتفال تأبيني في بلدة قبريخا الجنوبية، وخلال تخريج التلامذة الناجحين في الشهادات الرسمية في بلدة عين التينة، في حضور عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات والاهالي: "فريق 14 آذار يرفض الحل السياسي في سوريا، ويصر على ضخ الأزمة السورية بعناصر التأزيم تحت عنوان دعم الجماعات المسلحة المعارضة، علما أن هذه الجماعات الفاعلة في سوريا باتت بمعظمها إما تدور في فلك القاعدة أو أنها جماعات سلفية مذهبية وتكفيرية متشددة". واعتبر فياض "أن في لبنان بات واضحا وجود قرار بعدم تشكيل حكومة وترك المراوحة سيدة الموقف وإقفال الأبواب أمام الحوار، وأن المشهد اللبناني شديد الوضوح وعلى الرأي العام اللبناني أن يعرف الحقائق والمعطيات، بعيدا عن المواقف المضللة وسياسة ذر الرماد في العيون، وأن يدرك بأن فريق 14 آذار بتحالفاته الإقليمية يتحمل المسؤولية الفعلية عن عدم تشكيل حكومة وإغلاق منافذ الحوار، وبالتالي إغلاق منافذ الحل". وأكد "أن فريق 8 آذار يتعاطى بمرونة وإيجابية، في حين أن فريق 14 آذار يتعاطى بسلبية وتصعيد، وهذا لا يخدم المصلحة اللبنانية أو الإستقرار في لبنان"، مشيرا إلى أننا "تجاوزنا أمورا كثيرة وما زلنا على استعداد لتجاوز أمور أكثر في سبيل الإستقرار".

 

رعد: تشكيل حكومة ليس فيها تمثيل حقيقي أمر غير وارد

وطنية - دعا رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الى "إقامة الدولة من اجل كل المواطنين واعتماد معيار واحد في الحكم على الاشياء والسياسات". وقال: "آن لكل اللبنانيين ان يعيدوا النظر ويراجعوا حساباتهم ويفكروا مليا اذا كانت كل الرهانات لديهم قد سقطت فليس عليهم الا ان يعيدوا النظر في ادائهم مع شركائهم في الوطن وان يتوافقوا معهم على ما يعزز الوحدة الوطنية ويبني استراتيجية وطنية تؤسس لدولة تحقق الحد الأدنى من الانصاف مع العلم ان دولة العدل والانصاف لن تتحقق في لبنان لكن على الاقل يجد المرء من ينتصر لظلمه على المستوى القضائي والاجهزة الامنية والادارات الرسمية". وجدد خلال احتفال تأبيني في النادي الحسيني لبلدة كفرحتى الجنوبية الدعوة الى "عدم الوقوع في خطأ كبير يصيب البلاد بأضرار والمجتمع بمزيد من التفكك، فتشكيل حكومة ليس فيها تمثيل حقيقي للقوى الوازنة في مكونات هذا البلد أمر غير وارد على الاطلاق والحكومة المطلوبة خصوصا في هذه المرحلة هي الحكومة التي تتمثل فيها القوى السياسية بحجم تمثيلها الراهن في المجلس النيابي". وقال: "دعونا من الحديث عن ثلث ضامن وعن أمور أخرى فالمدخل للتوافق ولفتح نوافذ التفاهم هو هذا التمثيل في الحكومة وغير ذلك معناه ان البلد لا يزال ينسج على منوال الرهانات الخارجية ونحن نريد ان ننسج الحكومة على منوال الادارة الوطنية الصادقة. انتم تتبعون معايير مزدوجة وتبحثون في كل قضية بمعيار خاص فبالامس تقطبت الوجوه عندما حصل اتصال بين امريكا وايران من اجل تسوية ملف نووي لغايات سلمية وقد اعترف الامريكي والغربي بأن ايران لا تريد تطوير اسلحة نووية بل من أجل مسائل سلمية. وبالامس الكيان الصهيوني بالصوت والصورة يقر لمسؤوليه ان في حرب اوكتوبر 73 عندما لويت ذراعه اوصى وزير دفاعه باستخدام السلاح النووي ضد مصر وسوريا. لماذا لم تقام الدنيا بوجهه ولا يتم التحريض عليه؟ لماذا عندما بدا شبح اتصال بين ايران وامريكا بدأ البحث عن بوابات ونوافذ للتواصل مع اسرائيل ونحن نعرف ان في بعض الصالات والصالونات الملكية والاميرية كان يقال "لكم عدوكم ولنا عدونا؟"وختم: "هذا المنطق وهذه المعايير التي تعتمد لا يمكن ان تبني استقرارا او ان تنصر قضية وهذا ما اوصلنا الى تضييع قضية فلسطين في دهاليز الانهزامات والاذعانات والتفاوضات وفي دهاليز الرهانات على من يحمي اسرائيل ويدعم اسرائيل ويشكل السند والراعي للأرهاب الاسرائيلي".

 

عبدالله: ما يعيق تشكيل الحكومة الأنانية السياسية الحاقدة

وطنية - دعا مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبدالله خلال إلقائه كلمة في احتفال تأبيني في الريحان "الى نبذ الفكر التعصبي والتركيز على الفكر العقلاني المبني على أساس التواصل والعيش مع الآخر"، مشددا على "تقوى الله"، مؤكدا أن تجربة التحريض الطائفي "أوصلت البلد في السابق الى شفير الهاوية"، مذكرا بمواقف الإمام السيد موسى الصدر التي تعتبر "أن الطوائف نعمة والطائفية نقمة"، معتبرا ان "النظام الطائفي السياسي في لبنان هو أساس البلاء الطائفي والمذهبي في لبنان".  وفي الموضوع الحكومي، أشار عبد الله الى "أن ما يعيق تشكيل الحكومة هو الأنانية السياسية الحاقدة"، مؤكدا "أن الحكومة يجب أن تكون من أجل تيسير أمور الناس وليس للتحكم بهم".

 

رئيس مجلس الجنوب عضو هيئة الرئاسة في "حركة أمل" قبلان قبلان : سيبقى سلاحنا العلم ومن شكك بنتائج الامتحانات عنصري حاسد

وطنية - رعى رئيس مجلس الجنوب عضو هيئة الرئاسة في "حركة أمل" قبلان قبلان حفل تكريم الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية، الذي أقامته بلدية رومين في النادي الحسيني للبلدة، في حضور الفنان دريد لحام، رئيس بلدية رومين يحيى الجوني ووفد من قيادة الحركة وفاعليات وحشد كبير من ابناء البلدة وذوي الطلاب المكرمين. بعد النشيد الوطني، القيت كلمة باسم الطلاب، ثم كلمة ل الجوني، تحدث بعدها لحام الذي هنأ الطلاب ودعا الى "مزيد من المثابرة"، معربا عن اعتزازه لوجوده في الجنوب اللبناني "الذي اعطى الجميع واعطى الانسانية ولامس في تضحيات ابنائه قلوب الجميع".

ثم تحدث قبلان، فانتقد بشدة "العنصريين والحاسدين الذين شككوا بالنتائج الباهرة التي حققها الطلاب في محافظتي الجنوب والنبطية"، وقال: "تعالوا الى الجنوب، زوروا مدارسه وجالسوا معلميه، كي تعرفوا لماذا هو مميز، ابناء هذه الارض تميزوا بكل شيء، هذه الارض رفعت رأس الجميع ورأس الامة التي اصبحت بفضل الجنوب تحتفل بالانتصارات بعدما كانت تحتفل بالنكسات والهزائم. هذا الجنوب ليس لديه سوى الارادة والعزيمة ولديه شباب لم يدر ظهره للعدو". أضاف: "للاسف هناك في هذه الامة من لا يستسيغ ان يسمع بكلمة شهيد او بكلمة مقاومة، هم يفضلون عبارات اكثر ملائمة الى اسمائهم، يبحثون عن عبارات النفط والاموال في المصارف، وعن الملاهي، يبحثون عن العبث الذي يفضله بعض العرب". وتابع: "سيبقى سلاحنا العلم، ولن نتخلى عن السلاح الذي هو عنوان قوتنا في مواجهة العدوانية الصهيونية، سيبقى الكتاب في يد والبندقية في يد اخرى، ستبقى عيوننا مفتوحة باتجاه العدو الذي يتربص بوطننا، وبوحدتنا الوطنية الحقيقية بعيدا عن الكذب والتكاذب نحمي المسيحية كما نحمي الاسلام، نحمي الوحدة الاسلامية التي تؤمن بالتسامح وليس الاسلام الذي يؤمن بأكل الاكباد وانتزاع القلوب وليس اسلام تفجير المساجد وحرق الاطفال. علينا التمسك بقيم الاسلام السمح". واختتم الاحتفال بتوزيع الدروع والشهادات على الطلاب الناجحين.

 

النائب وليد خوري: عون لا يزال قائد مسيرة انقاذ لبنان

وطنية - أقامت هيئة اده - كفرمسحون - بنتاعل في "التيار الوطني الحر" عشاءها السنوي الاول في جبيل، حضره النائب وليد خوري ممثلا رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون، قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح، منسق قضاء جبيل في التيار كابي عبود، نائب منسق القضاء طوني أبي يونس،القيادي في التيار بسام الهاشم، رئيس بلدية اده جوزف اده وعدد من الفاعليات ومنسقي الهيئات في التيار ومخاتير.

بداية النشيد الوطني فكلمة عريفة الحفل هنادي مرهج، بعدها القى منسق هيئة اده - كفرمسحون - بنتاعل ريمون مرهج كلمة نوه فيها بتضحيات العماد عون في سبيل الحفاظ على الوطن، مؤكدا "البقاء على مبادىء التيار".

بدورها ألقت حنان مرهج كلمة هيئة قضاء جبيل واكدت الوفاء لنهج ومسيرة التيار، واعتبرت ان "الاخبار المتداولة عن الوضع داخل التيار هي لزرع الفتن والشقاق داخل صفوفه"، مشددة على "عدم تنحي العماد عون عن رأس التيار الوطني الحر". والقى النائب خوري كلمة اكد فيها أن "العماد عون لا يزال قائد مسيرة انقاذ لبنان"، نافيا الاخبار التي تداولتها الصحف عن تنحيه، ومنوها ب"رؤيته لاوضاع لبنان والمنطقة وصوابية خياراته".

ورأى أنه "للعماد عون اليد الطولى في السلم الاهلي الذي يعيشه لبنان حاليا"، معتبرا أن "الجمهور العوني وطني بامتياز ولا يساوم على القضايا الوطنية"، مضيفا أن "التيار يرفض سياسة تبويس اللحى والصفقات السياسية التقليدية لاننا من مدرسة العماد عون المؤمنة بالسياسة الشفافة والوطنية الصادقة ولا نستطيع أن نغير قناعتنا ونضحك على شعبنا". ولفت الى انه "لا يمكن اصلاح الحياة السياسية في لبنان من دون قانون انتخابي عادل"، مبديا اسفه ل"عدم التمكن من اقرار القانون"، وطالب بصحة تطبيق الدستور. واشار الى أن "لبنان من دون اقرار موازنة منذ العام 2005 ما يعرض البلد للهدر والفساد"، مشددا على "ضرورة الاصلاح المالي"، داعيا الى "قيام التنسيق بين الاجهزة الامنية نظرا لغياب التنسيق في ما بينها لانها أصبحت مطيفة ومرتبطة باحزاب"، معتبرا أنه "لا امل لقيام الدولة من دون تعاون وتنسيق الاجهزة الامنية بين بعضها البعض". وتطرق الى موضوع الانماء المتوازن، فدعا الى توزيع الاموال للبلديات من الصندوق البلدي المستقل، ولفت الى أن 37 بالمئة من الشباب اللبناني يعاني خطر البطالة بسبب تضاؤل فرص العمل ونقص النمو ما يؤدي الى هجرتهم الى الخارج. ورأى أن "هناك خطرا على لبنان بسبب تزايد أعداد اللاجئين السوريين حيث وصلت اعدادهم في حدود المليونين ما يؤدي الى مزاحمتهم اليد العاملة اللبنانية"، منتقدا "التلهي بالمنكافات السياسية بينما الاقتصاد ينهار في ظل عدم وجود امل لتشكيل الحكومة، والعماد عون استشرف هذا الموضوع ومد يدا صادقة حتى مع الد الخصوم السياسيين لانقاذ لبنان"، آملا في "وعي جميع اللبنانيين والفرقاء السياسيين للتفاهم مع بعضهم البعض لان هذا الامر كان سبب ورقة التفاهم مع حزب الله"، معلنا "البدء بخطوات باتجاه رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط"، متمنيا أن "يتلقف باقي الفرقاء هذا الامر ويبدأوا بالحوار لانقاذ لبنان".

 

العميد المتقاعد أمين حطيط: المقاومة أدخلت لبنان في المعادلة الإقليمية

وطنية - أكد الخبير في الشؤون الإستراتيجية والعسكرية العميد المتقاعد أمين حطيط خلال لقاء سياسي أقامه "حزب الله" في حسينية بلدة القليلة أن "لبنان كان يمكن أن يكون حرفا منسيا ساقطا على موائد الكبار، لولا المقاومة التي أعطته القيمة وجعلته رقما صعبا وأدخلته في المعادلة الإقليمية، وأصبحت هي شريكا رئيسيا في صنع المستقبل في النظام الاقليمي والدولي". ولفت إلى أن "الذين اعتنقوا الفكر المقاوم وبلوروا بفكرهم محور المقاومة هم وحدهم لم يخضعوا لإرادة الأمريكي الذي حاول أن يقتص من هذا المحور، بعد أن ثبت وحده بمواجهة المشروع الغربي بقيادة أميركا لاقامة النظام العالمي الجديد القائم على الأحادية القطبية، في الوقت الذي لم تجرؤ فيه أي قوة سياسية في العالم ان تقول كلمة لا في وجه هذا المشروع".

 

نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق: فريق 14 آذار يقوم بدور تعطيلي لكل الدولة والوطن

وطنية - أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "أن إسرائيل تدرك تماما أنها إذا استخفت بقرارات دولية لا يمكنها أن تستخف بمعادلات ومفاجآت المقاومة، وهذا ما يردعها ويحمي حق لبنان في ثروته النفطية"، مشيرا إلى أن "إسرائيل تراهن على أدوات أميركية تعمل في لبنان من أجل إضعاف المقاومة وتقديم خدمات مجانية لإسرائيل، في الوقت الذي تدق فيه المناورات الإسرائيلية أبواب الجنوب".

كلام قاووق جاء خلال رعايته حفل تكريم الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية في بلدة عيتيت والذي أقامته البلدية على ملعب ثانوية الإمام الصادق، في حضور عضو قيادة إقليم جبل عامل في حركة "أمل" حسين معنى، عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات التربوية والثقافية والاجتماعية والأهالي. ورأى "أن لبنان اليوم بقوته وقوة معادلات المقاومة استطاع أن يفوت على اسرائيل فرصة استغلال الأزمة في سوريا لتغيير المعادلات"، لافتا إلى "أن الذي يفتح شهية إسرائيل على العدوان هي استفزازات واتهامات ومواقف فريق 14 آذار العدائية تجاه سلاح المقاومة، فإسرائيل تهدد الثروة النفطية للبنان، وفريق 14 آذار يطالب بشطب معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي أوكل إليهم استهدافها بالرغم من أنهم لا يستفيدون على مستوى المعادلة الداخلية بشيء بل يقدمون خدمة مجانية لاسرائيل". وأشار إلى أن إسرائيل "أكدت بأن المقاومة في لبنان باتت هي الرقم الأصعب في معادلات المنطقة في ظل التطورات الاقليمية، وهي تعترف بدور المقاومة"، لافتا إلى "أن فريق 14 آذار لا زالوا ينكرون على المقاومة انتصاراتها وانجازاتها لأنهم محاصرون بالرهانات الخاسرة، وهم في نكبة الفشل والخيبة من هذه الرهانات وهم إنما يستهدفون المقاومة من اجل التغطية على حالة الاحباط والضياع التي أصابتهم جراء رهاناتهم الفاشلة على الأزمة في سوريا". واعتبر قاووق "أن فريق 14 آذار يقوم بدور تعطيلي لكل الدولة وكل الوطن ويعطلون المجلس النيابي وتشكيل الحكومة، لأن قرارهم ليس بيدهم بل من دولة راعية لهم لا تزال تراهن على إسقاط الدولة في سوريا"، مطالبا فريق 14 آذار ب "تسهيل تشكيل الحكومة خدمة لكل الوطن ولكل اللبنانيين لأنها ضرورة وطنية ملحة"، مشددا على "عدم ربط مصير الحكومة بمصير رهانات إقليمية، بل المطلوب الإسراع بتشكيل حكومة مصلحة وطنية جامعة يشارك فيها الجميع حسب نسبة تمثيلهم داخل المجلس النيابي".

معنى

بدوره شدد حسين معنى على "أهمية دعوة الرئيس نبيه بري ومبادرته الهادفة إلى لجم التوترات والغرائز الطائفية ونقلها من الشارع والدوائر المتشنجة إلى الأطر الهادئة على طاولة الحوار، بما يدفع إلى ما هو مشترك بدل استيلاد الأزمات التي تجهد أحلام اللبنانيين التواقين إلى طي الصفحات السوداء"، لافتا إلى أهمية دعوة الرئيس بري "لضرورة عقد جلسة خاصة لحكومة تصريف الأعمال للبحث ببند وحيد بخصوص النفط والغاز خصوصا بعدما لمسنا خطورة تحركات العدو الصهيوني باتجاه الدوائر الغربية للالتفاف على حقنا بهذه الثروة التي ما إن استفاد منها لبنان يصبح من الدول الغنية والمتقدمة والقوية". وفي الختام ، تم توزيع الدروع التقديرية على التلامذة الناجحين وعلى رأسهم التلميذة زهراء رضا عطوي الأولى في لبنان في فرع علوم الحياة.

 

أحمد الحريري: الأفق السياسي مسدود لتورط حزب الله في سوريا النصرة وداعش ونظام الأسد وجهان لإرهاب واحد

وطنية - كرمت "مؤسسة المستقبل الأميركية اللبنانية" الأمين العام ل"تيار المستقبل" أحمد الحريري، في حفل استقبال أقامته على شرفه، في فندق جورج تاون، في واشنطن، تخلله لقاء سياسي مع رسميين ومناصرين للمستقبل.

وألقى الحريري كلمة استهلها بالتأكيد أن "اللبنانيين في الخارج هم مدعاة فخر واعتزاز لتيار المستقبل". وقال: "لطالما كان من دواعي سعادتي الإطلاع على قصص نجاحات اللبنانيين وإنجازاتهم وراء البحار. رفيق الحريري كان واحدا منكم، وأراه في عيون كل فرد منكم. إنه انعكاس الفرد الناجح والصادق، اللبناني الذي أحب بلده أكثر من أي شيء آخر، ولم يتخل عنه أبدا. كما أنها صورة الفرد ذو السمعة الحسنة، الذي ترك وراءه صدى شريفا وإيجابيا أينما حل. لقد استثمر رفيق الحريري هذه الأصداء من أجل حشد الدعم للبنان، وضمان ازدهاره". أضاف "نحن نؤمن أن دوركم، كمغتربين، لا يقل أهمية عن دور أي مواطن مقيم في لبنان، وكل فرد منكم سفير للبنان. لطالما لعبتم أدوارا ريادية على الصعد الإقتصادية والإجتماعية والثقافية. ووجودي معكم هنا في واشنطن، يجعلني أدرك، أكثر من أي وقت مضى، ما كان عليه رفيق الحريري وما يريد سعد الحريري أن يكون".

وأوضح أن "تيار المستقبل يواجه تحديا كبيرا، وهو العمل على مأسسة العلاقة بين لبنان والمغتربين. لكن أي مأسسة لا يمكن أن تتم إلا من خلال انتظام الترابط والتواصل، مع العلم أنها تبقى ناقصة ما لم ترفق بخطوات تساهم في مضاعفة حجم مشاركتكم في شؤون الوطن، هذا لا يمكن أن يحصل إلا من خلال سن قانون انتخاب عصري يضمن للمغتربين حقهم الطبيعي في الإقتراع لاختيار ممثليهم في البرلمان اللبناني".

وإذ توقف عند الأزمة في سوريا، وانعكاساتها على لبنان، قال: "يستطيع أي كان أن يلاحظ العلاقة المتداخلة بين الأنظمة التي أسقطت، ومطالب الشعوب التي بدت متطابقة. إن التطورات في لبنان، والتي يمكن فهمها بالنسبة للبعض من ضمن سياق الأحداث الإقليمية، تنحو بالوطن نحو الإتجاه المعاكس".

أضاف "في العام 2005، مباشرة بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، نظر العالم إلى ثورة الأرز بتقدير. كان شبابنا روادا في هدم جدار الخوف عندما تحدى مليون ونصف مواطن مسالم ومحب للحياة قبضة النظام السوري الحديدية، وأرغموا قواته العسكرية على الإنسحاب من لبنان في نيسان 2005. لكن اليوم، وبعد مضي ثماني سنوات، فإننا نواجه أفقا سياسيا مسدودا. فتأثير الأزمة السورية لم ينجم عنه هز الإستقرار اللبناني فحسب، بل إنه يهدد وجود لبنان كمجتمع متجانس وموحد. مؤسساتنا مشلولة، وقد تم التغاضي عن موجبات الدستور مرات عديدة، كما يتم خرق سيادتنا يوميا من قبل النظام السوري ولاعبين محليين آخرين، بينما يستمر حزب الله في تجاهل سياسة النأي بالنفس وإعلان بعبدا، عبر قراره بأن يكون رافعة للنظام السوري من خلال إرسال الآلاف من مقاتليه للقتال كمرتزقة في الحرب ضد الشعب السوري".

ورأى أن "إعلان بعبدا الصادر في حزيران 2012، بعد جلسة الحوار الوطني، يعتبر مرجعا فيما يتعلق بحياد لبنان، وتعزيز سيادة القانون، عبر دعوة جميع الفئات اللبنانية إلى الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية"، سائلا "اين نحن من كل هذا في ظل تورط حزب الله المستمر في المستنقع السوري؟".

وفي ما يتعلق بتأجيل الإنتخابات التشريعية، قال "ننظر إلى هذا الإستحقاق الدستوري كمحطة كطريقة للخروج من الأزمة والتغيير، لكن جرى تأجيله، ليصبح لبنان الساحة الخلفية الإقليمية للفوضى، بحيث يتم استعماله كجبهة ثانوية، وساحة معركة صامتة، تتحكم بها إيران وبشار الأسد". وتوقف عند الوضع الاقتصادي، لافتا إلى أن "اقتصادنا آخذ في الإنهيار، في وقت نستضيف حاليا أكثر من مليون من النازحين السوريين الأعزاء، وهذا الرقم يشكل عبئا كبيرا على كاهل لبنان، الأمر الذي يستدعي تدخلا سريعا وخطة بقيادة المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة". وشدد على "أننا في تيار المستقبل نقف خلف الرئيس ميشال سليمان وإعلان بعبدا، ونحث المجتمع الدولي والحكومات المعنية على بذل المزيد من الضغوط لسحب حزب الله من مغامرته الإنتحارية، التي تدفع بلبنان إلى حرب أهلية جديدة". وتطرق إلى الأزمة السورية، معتبرا أن "الشعب السوري يستحق العيش بحرية وسلام، ويستحق مقاربة صادقة وفعالة، بمعزل عن لعبة السياسة بين الدول. نحن مع الخيار الدبلوماسي إذا كان البديل حربا ودمارا، ففي الكثير من الأزمات التاريخية، أثبتت الأساليب الدبلوماسية نجاحا في إسكات طبول الحرب وحقن الدماء. ولكن، بعد عامين من إراقة الدماء والتدمير في سوريا، وتداعيات هذه الأحداث على لبنان، لا نريد القول أن هذه المقاربة الدبلوماسية وصلت متأخرة، ولكنني نتمنى ألا تتطلب عامين آخرين لتحقيق تطور ملموس".

وقال: "نحن نؤمن بأنه من أجل أن تكون الجهود الدبلوماسية فعالة ومثمرة، يجب ألا يكون منحاها سياسيا فحسب، بل ينبغي أن يكون لها توجهات أخلاقية. إن مصالح الدول المعنية يجب أن تتضمن مطالب الشعوب وتضحياتها وعطشها للحرية". وأكد "خيار تيار المستقبل في التمسك بنهج الإعتدال، قائلا" إننا في تيار المستقبل نؤمن بأن الحرية السورية لن تتحقق من خلال جبهة النصرة، أو الدولة الإسلامية في العراق والشام. هذا ليس بيانا سياسيا، بل هو الواقع، فنحن في تيار المستقبل، لطالما حاربنا سلميا وسياسيا، جميع أشكال العنف والإرهاب والتطرف، من خلال اللجوء إلى مؤسساتنا الديمقراطية".

وشدد على أن "ما تقوم به هذه المجموعات يخدم نظام الأسد المجرم فقط. والجرائم الفظيعة المرتكبة من قبل جبهة النصرة وداعش في سوريا، تعيد إلى الذاكرة صور جرائم الحروب التي يعرفها لبنان جيدا، فالإسلام الراديكالي في سوريا، ونظام الأسد وجهان لعملة إرهاب واحدة. فالأول يمارس ما يسمى بالإرهاب غير الرسمي، بينما يمثل الثاني نموذجا واضحا لإرهاب الدولة. وكلا الطرفين يسعى للقضاء على الحلم السوري، الذي لن يكون قابلا للحياة إلا في ظل مجتمع حر، ديمقراطي، مدني وتعددي".

 

قاووق: فريق 14 آذار يعطل الدولة والوطن

أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "أن إسرائيل تدرك تماما أنها إذا استخفت بقرارات دولية لا يمكنها أن تستخف بمعادلات ومفاجآت المقاومة، وهذا ما يردعها ويحمي حق لبنان في ثروته النفطية". ورأى خلال رعايته حفل تكريم الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية في بلدة عيتيت "أن لبنان اليوم بقوته وقوة معادلات المقاومة استطاع أن يفوت على اسرائيل فرصة استغلال الأزمة في سوريا لتغيير المعادلات"، لافتا إلى "أن الذي يفتح شهية إسرائيل على العدوان هي استفزازات واتهامات ومواقف فريق 14 آذار العدائية تجاه سلاح المقاومة، فإسرائيل تهدد الثروة النفطية للبنان، وفريق 14 آذار يطالب بشطب معادلة الجيش والشعب والمقاومة التي أوكل إليهم استهدافها بالرغم من أنهم لا يستفيدون على مستوى المعادلة الداخلية بشيء بل يقدمون خدمة مجانية لاسرائيل".

واعتبر قاووق "أن فريق 14 آذار يقوم بدور تعطيلي لكل الدولة وكل الوطن ويعطلون المجلس النيابي وتأليف الحكومة، لأن قرارهم ليس بيدهم بل من دولة راعية لهم لا تزال تراهن على إسقاط الدولة في سوريا"، مطالبا فريق 14 آذار بـ"تسهيل تأليف الحكومة خدمة لكل الوطن ولكل اللبنانيين لأنها ضرورة وطنية ملحة"، مشددا على "عدم ربط مصير الحكومة بمصير رهانات إقليمية، بل المطلوب الإسراع بتأليف حكومة مصلحة وطنية جامعة يشارك فيها الجميع حسب نسبة تمثيلهم داخل المجلس النيابي".

 

أبرشية بيروت المارونية أحيت الذكرى الأولى لرحيل كوكباني مطر: سيبقى حاضرا بالروح وسنبقى نذكر حياته ونضالاته ورسالته العطرة

وطنية - أحيت أبرشية بيروت المارونية، قبل ظهر اليوم، الذكرى السنوية الأولى لوفاة مرشدها الروحي الخوري داود كوكباني، وللمناسبة ترأس رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر قداسا في كنيسة مار أغسطينوس في عين سعادة، أحاط به لفيف من الكهنة والإكليريكيين، بمشاركة عارفيه ومحبيه وتلامذته من راهبات وعلمانيين.

وألقى مطر عظة تحدث فيها عن الراحل قائلا: "تجمعنا اليوم ذكرى عطرة، ولو كان فيها حزن عميق على فراق من أحببنا جميعا. لكن بولس الرسول، يقول لنا: أنتم تحزنون والرجاء في قلبكم. نحن لا نتعزى وحسب، بل نفرح ونفتخر بأن الخوري داود مر على حياتنا، كهنة ورهبانا وعلمانيين، وترك فينا كل هذا الأثر المنير الطيب. طوبى له لأنه سلم خبز الكلمة ولم يبخل به على أي إنسان، بل ترسل لهذه الكلمة، كلمة الله، وتعمق فيها وتأمل بمضمونها طوال حياته حتى صار جزءا منها وصارت جزءا منه، وراح ينشرها عبيرا طيبا في كل الأوساط، الأوساط الإكليريكية والشبيبة والمجتمع على شاشات التلفزة والإذاعة، ووصل صوته إلى كل القلوب".

أضاف: "حضوركم هنا اليوم هو حضور أمانة لذكر هذا الإنسان الكاهن الكبير. سوف يبقى الخوري داود في ذاكرة الكنيسة والأبرشية وفي ذاكرة المؤمنين. أليس هذا عنوانا للقيامة؟ انه يبقى حاضرا منتصرا على غياب الجسد. طبعا القيامة تضعه عند الله، في قلب الله إلى الأبد. لكن ذكراه العطرة هنا هي علامة على قيامته الحقيقية، لأنه ما زال حاضرا. نذكره كل يوم في كل الأوساط، يسمع كلامه مجددا ويعطي ثمرة طيبة. خبز الكلمة وخبز القربان في رعاياه، في مدرسته الإكليريكية وفي الجامعات والمخيمات الصيفية يكسر خبزالقربان، يعطيه طعاما للجائعين إلى الله، فيقتاتوا وينالوا القوة في حياتهم والنور لدروبهم. كل كاهن عندما يكسر خبزالقربان، المسيح يكون حاضرا في الخبز. لكن عندما يكون الكاهن مسيحا آخر، بحياته وبقداسته، ثمار قداسه تكون أوفر وتعطي نورا للضمائر. هكذا كان الخوري داود".

وتابع: "نحن اليوم في زمن الصليب، ليس بمعنى صليب العذاب دون أن نتنكر لهذا الصليب. المسيح يقول لنا: من يتبعني، يحمل صليبه كل يوم ويتبعني. نحن نحمل صليبنا. إذا أعطانا الرب أن نتألم، نقبل الألم. إذا أعطانا المسؤوليات الشاقة، نقبلها. إذا أعطانا ظروفا صعبة، نقول لتكن مشيئتك يا رب موقنين أن الذي يشترك بالعذاب والآلام، يشترك بالمجد. هكذا قال لنا مار بولس الرسول. الخوري داود تألم في آخر حياته جسديا، لكنه كان منتصرا على آلامه روحيا. لم يرد يوما أن يتأخر عن مسؤولية، عن طلب، على الرغم من أوضاعه الصحية التي مر بها. كان يتطهر بآلامه وصولا إلى المجد الذي وعده به السيد. نحن نذكر اليوم، لا صليب الألم وحسب، بل نحيا صليب المجد. الصليب المرتفع والمنتصر الذي تحول من آلة تعذيب مخصصة للعبيد زمن الرومان، إلى علامة إنتصار للحياة والمحبة. ونحن نرجو من الله أن تكون حياته مقبولة لديه، علامة قداسة ستظهر إن شاء الله، لأن حياته كانت حياة القديسين والرسل الأبرار والمجاهدين الحقيقيين. لذلك فيما الألم يحز بنا جميعا، نحن رفاقه، وبعائلته بالجسد، نحن واثقون من أن الله مجده، كافأه مكافأة الفعلة الصالحين والرعاة الأبرار في سمائه إلى الأبد، وأصبح قوة للذين يلتمسون قوة في حياتهم ليكملوا مسيرتهم على الرغم من صعوباتها. يكفي أن يذكر الخوري داود، تذكر حياته ونضالاته ورسالته العطرة، حتى يتقوى الإنسان ويعرف أن عليه هو أيضا، أن يسير وراء المسيح إلى الإنتصار والقيامة". وختم مطر: "الخوري داود غاب عنا بالجسد، بقي حاضرا بالروح وسيبقى. هو في قلب المسيح الذي دعاه من بطن أمه قبل أن يولد، والذي وضع يده عليه والذي رافقه وقدسه واليوم يستقبله بفرح في بيته. هذا الفرح ينسحب علينا مجدا وتمجيدا لله. نحن نمجد الله به لكل ما فعل وقام به في هذه الحياة، طالبين أن يعطينا الرب على مثاله كهنة ورعاة صالحين، يرعون رعية المسيح حق رعايته، يكونون قريبين من الناس، بكل ما للكلمة من معنى. ذاكرا في هذه المناسبة مواقف قداسة البابا فرنسيس، الذي قال لنا نحن الرعاة، أنه يجب علينا أن تفح فينا رائحة المسيح. أي أن نكون مرتبطين بشعب الله إرتباطا وثيقا. وهو ما يزال يطالب الأساقفة والكهنة في العالم كله، ألا يبقوا وراء مكاتبهم وأن يكونوا منظمين، بل أن ينزلوا إلى الناس ويكونوا معهم رعاة، يحملون الخروف المكسور، يداوون الجراح ويبقون مع الناس، أمامهم ومعهم ووراءهم. حتى نسير كلنا على طريق الرب إلى القيامة. داود في ذلك إستبق تعاليم البابا، عاشها في قلبه لأنها تعاليم الرب. البابا يذكرنا اليوم فيها، ونحن نأخذ منه القوة والعبرة حتى نسير في هذا الطريق، ونكون كلنا رعية واحدة وراع واحد هو ربنا يسوع المسيح. نطلب من الرب أن يكون الخوري داود عنده بسعادة مطلقة، وأن يصلي من أجلنا ومن أجل كنيسته وأبرشيته وشعبه ووطنه لبنان وكل المنطقة، ليعم عندنا سلام المسيح ويكون فينا، فرح المسيح ورجاؤه".

 

ممثل الراعي في تكريم شخصيات من قضاء بشري: الجهاد في الحياة واجب على الجميع وكل نجاح هو نجاح للجميع

وطنية - أقيم اليوم احتفال تكريمي ل"شخصيات من قضاء بشري لمعت في عالم القضاء، الإدارة، الصحافة، الأدب، الطب، الأعمال الإقتصادية والتجارية، الحياة الكنسية والرعائية والروحية، التنمية الإجتماعية، الرياضية، الفن والحياة العسكرية"، وذلك برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بالنائب البطريركي على الجبة المطران مارون العمار، وفي إطار السنوية الثالثة لبرنامج التعريف بتراث قضاء بشري الذي يحييه مركز الشهيد شبل عيسى الخوري للخدمات الاجتماعية، في حضور ممثل نائبي بشري ستريدا جعجع وايلي كيروز جوزف فخري، النائب السابق نادر سكر، ممثل النائب السابق جبران طوق حنا طوق، رئيس بلدية بشري أنطوان الخوري طوق، القاضي أنطوني عيسى الخوري، عضو مجلس القضاء الأعلى المونسنيور يوسف فخري، أمين عام رابطة قنوبين للرسالة والتراث نوفل الشدراوي ورؤساء بلديات واهالي المكرمين.

روي عيسى الخوري

بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيبية لجوزيف جبور، القى مدير مركز شبل عيسى الخوري المحامي روي عيسى الخوري كلمة أعرب فيها عن فرحه وفخره بالطاقات التي تزخر بها منطقة بشري، وقال: "ها نحن اليوم في اللقاء السنوي الثالث من برنامج التعريف بتراث قضاء بشري، نكرم سادة تميزوا في مجالاتهم وأعمالهم وأصبحوا موضوع إحترام وتقدير. وما يميز إحتفالنا اليوم هو رعايته من قبل صاحب الغبطة، بطريرك الشراكة والمحبة، صاحب المواقف الجريئة الذي أصبح اليوم ضمير الوطن بحكمة خطابه الجامع وجرأته في قول الحق في زمن أصبحت فيه الجرأة والشجاعة تهورا والدعوة الى التفاهم والحوار ضرب من الجنون. فالشكر كل الشكر له".

أضاف: "نمر اليوم بأصعب مرحلة في تاريخ وطننا، حيث الإنقسام سيد المواقف والإختلاف أصبح خلافا يهدد كيان هذا الوطن الصغير الذي يرزح تحت أزماته السياسية والإجتماعية والإقتصادية. ونرى أمامنا أنواع الإرهاب تجتاح وطننا وتتنقل في جميع المناطق وتطالعنا في كل يوم صور اللبنانيين ضحايا القتل الخطف والجوع والموت في البحار البعيدة، وأمام أبواب السفارات هربا من وطن أصبح سجنا كبيرا لأبنائه. أمام هذا الواقع الأليم، أيحق لنا أن نشعر بالعجز والإحباط؟ وكيف نشعر باليأس من الخروج من هذا النفق المظلم ونحن نرى بأن لبنان يزخر بالطاقات الكبيرة في كل مناطقه، كما في منطقة بشري"؟

وختم: "لقد آن لنا جميعا أن ندرك أن إتحادنا قوة لنا، وأن أصالتنا اللبنانية هي خشية الخلاص. لقد آن للجميع بأن يبادروا الى الحوار والتفاهم سبيلا وحيدا لإنقاذ الوطن، وعلى كل مسؤول أن يعلم أن مصلحته الشخصية هي من خلال مصلحة الوطن. ففي القضايا الوطنية الكبرى نربح جميعا بإتحادنا، ونخسر جميعا بإختلافنا. وقد آن للجميع في منطقة بشري وخاصة المسؤولين فيها أن يبادروا الى الحوار والتفاهم في هذه الأيام العصيبة".

الدروع

ثم سلمت الدروع للمكرمين: الشيخ أنطوني عيسى الخوري، الشيخ الياس أبي صعب، الأستاذ طوني العبد جعجع، الدكتور بطرس المعلم، الأستاذ جوزيف شيبان رحمة، الدكتورة رندا الشدياق، الأستاذ سليم الزعني، المربي سمعان صالح، المونسنيور عبد الله السمعاني، الخوري عبد الله يزبك، المحامي غسان فارس، الفنان فرنسوا سليمان رحمة، العميد ميشال خوري، المونسنيور يوسف فخري، والمرحوم عبد الله طالب.

فخري

والقى فخري كلمة باسم المكرمين، قال فيها: "في زمن شح فيه الوفاء وأهل الوفاء، وفتر الإخلاص، وضاعت القيم، ونضب عرفان الجميل، وأصبحت مجتمعاتنا إستهلاكية وإنتفاعية مصابة بداء الأنانية وعشق الإمساك والإستملاك، يعيش فيها أناس مستلقون بطمأنينة على أريكة الأمثال والحكم البالية وريثة العهود الرجعية: "معك قرش بتسوى قرش" أو "الكذب ملح الرجال". في هذه الفوضى البابلية الهوجاء التي تعصف بعالمنا، ينتفض، من خلف الأفق البعيد البعيد، عميد شهداء بشري الأبرار، الشهيد شبل قبلان عيسى الخوري، ويصرخ بفم مركزه المكرس للخدمات الإجتماعية في مدينة المقدمين والقضاء، ويدوي صوته كالرعد في كياننا، بشخص رئيسه الكبير الشيخ روي عيسى الخوري، قائلا: لا، لم ينقرض أهل الوفاء والإخلاص، فرجال البيوت المؤمنة والعريقة هي كالذهب الصافي، لا تتبدل ولا تتغير ولا تتلون بكل لون، بل تبقى هي هي، وعلى أصالتها الوطيدة، دارا لتقييم العظام وتكريمهم وتقديرهم، تبقى صرحا للنبل، ومكارم الأخلاق، وصونا لكرامة الإنسان. ولولا أهل الأصالة، لكنا صرنا مثل صادوم وشابهنا عامورة. وما لقاؤنا الأخوي اليوم، تحت رعاية أبي "الشراكة والمحبة"، البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إلا خير دليل على أن أهل التقدير والوفاء وعرفان الجميل، ما زالوا بيننا خميرة طيبة، وأعلام رفعة وشرف ومودة. فبإسم إخوتي المكرمين الأحباء وبإسمي، أشكر مركز "شبل عيسى الخوري للخدمات الإجتماعية"، على مبادرته الكريمة، لتكريمه، وللمرة الثالثة، وجوها طيبة مشرقة من مدينة بشري وقضائها، عملت بضمير حي، وغيرة إنسانية ملتهبة، وحمية متوهجة ونجاح سام في شتى الحقول الروحية والمدنية والإجتماعية. فالشكر، وكل الشكر، للمركز صاحب المبادرة الكريمة الذي كرم وجوههم المشرقة، وأظهر نجاحهم وتفوقهم لأهلنا في بشري والمنطقة، لكي يكونوا مثالا حيا رائعا يقتدي به عند الأجيال الصاعدة. وبعمله المشكور هذا، كسر التقليد بتكريمهم في حياتهم، بعدما تعود مجتمعنا على تكريم المرء بعد مماته". وختم: "إسمحوا لي أن أذكركم أنه مهما عظم شأن علمكم وعملكم وثقافتكم ومراتبكم، ضعوا الحكمة الإلهية في مقدمة أولوياتكم اليومية واتشحوا بثوب المحبة".

العمار

ثم القى العمار كلمة الراعي، وجاء فيها: "كلفني فشرفني غبطة أبينا السيد البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى أن أمثله في هذا اللقاء السنوي الذي يرعاه من برنامج التعريف بتراث قضاء بشري الذي يحييه مركز الشهيد شبل عيسى الخوري للخدمات الإجتماعية، والذي نكرم فيه شخصيات من هذا القضاء العزيز لمعوا في عالم القضاء، الإدارة، الصحافة، الأدب، الطب، الأعمال الإقتصادية والتجارية، الحياة الكنسية والرعائية والروحية، التنمية الإجتماعية، الرياضية، الفن والحياة العسكرية. وإنني أرى في هذا التكريم وقفة وفاء لمن بادروا، ونجحوا، متحدين كل الصعوبات التي واجهتهم، وكل العراقيل الإجتماعية والسياسية والإقتصادية التي حاولت أن تضع العصي في مسيرتهم المشرفة. وعلى الرغم من ذلك، ثابروا، وكان النجاح حليفهم. هؤلاء الأشخاص يعلموننا الكثير الكثير وأنا أول المتعلمين.

أتعلم منهم أن الجهاد في الحياة واجب على الجميع، وكل نجاح هو نجاح للجميع، ولا فضل لنجاح على الآخر إلا من خلال الخدمات التي يقدمها للمجتمع، والثمار التي يجلبها بعرق الجبين، ويتركها إرثا نضرا للعائلة والمجتمع.

أتعلم منهم أن النجاح باب مفتوح أمام مفكر خير في حقل عمله وإختصاصه، شرط أن يتحول هذا الفكر النير الى خطوات عملية يثابر على تحقيقها بإيمان الإنسان الواثق بذاته وبقدراته، والمتكل على ربه، وعلى الخيرين من أبناء جيله. أتعلم منهم أن على الإنسان أن يقتضي مفاعيل النعم التي أغدقها عليه الله، ويتاجر بها تجارة العبد الصالح الذي وضعه سيده وكيلا على أهل بيته ليعطيهم الطعام في حينه، فعمل أمينا لرسالته، وربح بتجارته الخيرة أضعاف ما حصل عليه، فاستحق قول الرب: "طوبى لك أيها العبد الصالح، كنت أمينا على القليل، فسأقيمك على للكثير، أدخل الى فرح سيدك" (متى 21:25).

أتعلم منهم أن ثمار العمل الناجح لا تأتي عادة إلا في أوانها، ولا تكون ناضجة ولذيذة الطعم إلا إذا مرت عليها كل الفصول ولفحتها الشمس بعدما نال منها البرد مطالبه.

أتعلم منهم المثابرة في العمل وإن بانت في الطريق بعض الصعوبات، أو بدت الثمار بعيدة المنال، أو ظهر الإخفاق قاسيا في بعض الحالات، أو عملت الشيخوخة عملها في الجسم والنفس. فالإنسان الذي يعمل بإستمرار إنطلاقا من ظروفه والذي يحاول جاهدا أن يغني هذه الظروف بشجاعته وحكمته، هو الذي يحصل على النتائج الجيدة. بهذه الآمال أتقدم منكم أيها المكرمون: الشيخ أنطوني عيسى الخوري، الشيخ الياس أبي صعب، الأستاذ طوني العبد جعجع، الدكتور بطرس المعلم، الأستاذ جوزيف شيبان رحمة، الدكتورة رندا الشدياق، الأستاذ سليم الزعني، المربي سمعان صالح، المونسنيور عبد الله السمعاني، الخوري عبد الله يزبك، المحامي غسان فارس، الفنان فرنسوا سليمان رحمة، العميد ميشال خوري، المونسنيور يوسف فخري، والمرحوم عبد الله طالب، بأحر التهاني، مستمطرا عليكم وعلى عائلاتكم ومحبيكم بركات الله ونعمه، وحاملا إليكم بركة أبينا السيد البطريرك الذي يحملكم الآن في صلاته خلال ترؤسه الذبيحة الإلهية، ويثني على ما قمتم به ويبارك غلال أيديكم. وإننا بإسمه نشكر المسؤولين والقيمين على مركز الشهيد شبل عيسى الخوري للخدمات الإجتماعية على مبادرته الوفية الرائدة، آملين أن تعم هكذا مبادرات في كل ربوعنا، وبين أهلنا هنا، وفي بلاد الإغتراب".

ثم سلم روي عيسى الخوري المطران العمار لوحة تذكارية من خشب الارز للبطريرك الراعي.

 

المجلس الوطني لثورة الأرز "[ الجبهة اللبنانية]

عقد " المجلس الوطني لثورة الأرز "[ الجبهة اللبنانية] إجتماعه الأسبوعي برئاسة أمينه العام ، وحضر جميع أعضاء المكتب السياسي الممثلين لأحزابهم  وناقشوا جميع البنود المدرجة على  جدول الأعمال ، وفي نهاية الإجتماع  صدر عن أمانة  الإعلام البيان الآتي نصه :

1. يأسف المجتمعون لإستمرار عرقلة عملية تأليف الحكومة التي دخلت منذ اليوم شهرها السابع على أمل أن تكون ولادة قيصرية وينتهي المخاض بتشكيلها . ويلاحظ المجتمعون أنّ الرئيس المُكلّف لم يتمكّن لغاية اليوم من إحداث كوّة صغيرة في جدار الأزمة القائمة التي باتتْ تُنذر بالكثير من المضاعفات السلبية على الوضع اللبناني . ويتخوّف المجتمعون وهذا ما أثاروه في أكثر من لقاء مع العديد من المرجعيات السياسية الرسمية والروحية من محاولات تقوم بها أطراف مُمْسِكة بزمام الأمور في لبنان لتعويم حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المستقيلة والدفع إلى إستمرارها حال المراوحة على صعيد عملية التأليف من خلال إختلاق عراقيل وذرائع واهية أمام الرئيس المُكلّف وأمام مقام رئاسة الجمهورية والهدف بات واضحًا ومعلومًا علم اليقين . وينظر المجتمعون بقلق شديد من مغبّة أن يكون هناك من يسعى فعلاً الى تعويم حكومة الرئيس ميقاتي ويعتبرون أنّ هذه الخطوة مخالفة صريحة لأحكام الدستور التي تنص بوضوح على أنّ مجال عمل حكومة تصريف الأعمال محصور في أضيق الحدود ، وبالتالي إنّ التوّجه لإعادة الحياة الى هذه الحكومة غير دستوري وغير قانوني ولا قيمة له . لذا يُوّجه المجتمعون نداءً الى غبطة السيّد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وسائر الأساقفة التوّاقين دائمًا الى الحرص على الحياة الديموقراطية وعلى الأصول الدستورية وإلى فخامة رئيس الجمهورية ودولة الرئيس المُكّلف الى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة تأخذ على عاتقها إخراج لبنان من الأزمة المُتفاقمة التي يُهدّدْ أصحابها بعرقلتهم النظام اللبناني وكيانه .

2. يُثمّنْ المجتمعون كل الجهود الجبّارة التي قام بها موقع رئاسة الجمهورية إنطلاقًا من إعلان بعبدا والرحلة العظيمة الى نيويورك ، وهذا يعني أنّ هذه المساعي فتحتْ الباب أمام تدويل المسعى اللبناني الرئاسي لتحييد لبنان عن إنعكاسات الصراع السوري ، وكذلك تدويل الجهود لمواجهة أخطر وجوه هذه الإنعكاسات الذي يتمثّلْ بأزمة اللاجئين السوريين ...وهذه الجهود أتتْ من مرجع ماروني رفيع في وقت يُحارب من زعماء موارنة ومن قادة رأي آخرين ويتطاولون على المارونية السياسية . والأمر الأكثر فخرًا لهذا الإنجاز هو ما أُدْرِجَ في البند الرابع من البيان الإفتتاحي لمجموعة الدعم عن تقدير المجتمعين لحكمة الرئيس ميشال سليمان . ويأمل المجتمعون متابعة تنفيذ البنود التي تقرّرتْ في إجتماع مجموعة الدعم الدولي عبر عقد إجتماعات مماثلة يمكن أن تتناول هذه الإجتماعات كل البنود التي نصّ عليها بيان المجموعة كبند دعم الجيش اللبناني وتوسيعه . ويشجب المجتمعون أي عرقلة لهذه الإنجازات الرئاسية عبر خلافات سياسية سخيفة يقوم بها بعض الأطراف المتضرّرين من الدعم الدولي ، ويضع المجتمعون كل إمكاناتهم وطاقاتهم لترجمة هذه البنود على أرض الواقع شرط تأليف لجنة للمتابعة والتنفيذ تتسّم بالشفافية في الإدارة والمراقبة للحؤول دون التصرف بطرق ملتوية .

3. عرض المجتمعون من خارج جدول الأعمال مطلب إدارة المدارس الكاثوليكية بإعتماد زيادة معينة على الأقساط المدرسية لهذا العام ويأسف المجتمعون لسوء الإدارة التي تتحكّم في هذا الملف ، وكأنّ الأهالي لا يكفيهم سوء الوضع السياسي المتأزّمْ والوضع الإقتصادي الذي يزداد سؤا يوما بعد يوم والصراع والتخبّط في معالجة الملفات ومنها سلسلة الرتب والرواتب التي رفض غبطته إقرارها ومن ثمّ بعد لقاء مع المعلمين عَمِلَ على إقرارها من خلال قرار إتُخِذَ من قبل إدارة المدارس الكاثوليكية ، وهذا القرار يُضّرْ بمسيرة البطريركية المعروفة بإتزانها ، وهو ليس لصالح الأهل الذين يرزحون تحت وطأة الديون والحرمان . ويعتبر المجتمعون أنّ هناك تداعيات خطيرة لترّدي الوضع الإقتصادي لخاصة إنعدام فرص العمل وإزدياد نسبة البطالة وأسعار المواد الغذائية التي هي في إرتفاع مستمّرْ ، والأنكى إرتفاع الأقساط المدرسية والجامعية بالإضافة الى كلفة الدواء والطبابة ، وهذه الأمور لا تتناسب مع أصحاب الدخل المحدود والمتوسط . ويعتبر المجتمعون أنّ الحرمان دخل كل البيوت وتخطّى غلاء المعيشة الخط الأحمر ، وأخطر ما يتعرّضْ له المواطنون مشكلة الأقساط المدرسية والزيادات ، ويعتبر المجتمعون أنّ هذه الزيادات لا مُبرّرْ لها والمؤسف أنْ تلجأ المدارس الكاثوليكية الى إقرارها في هذا الظرف الدقيق والصعب ، وأنْ يخفُتْ صوت الكنيسة أمام هذه الحالة ، ويعتبر المجتمعون أنّ الأهالي غير قادرين على تحمّل أعباء الزيادة  وفي حال أصّرتْ المدارس الكاثوليكية على إقرارها فما عليها سوى تغذيتها من رواتب النوّاب المسيحيين العاطلين عن التشريع ، ويأمل المجتمعون من الكنيسة تبنّي هذا الطرح والتداول به مع السّادة النوّاب وإقراره وفقًا للأصول ، وإلاّ صدق قول أحد الرهبان حين قال : " وينكْ يا مار مارون طل وشوف ... "

 

الراعي: ندين بشدة التباطؤ المقصود في تأليف حكومة جديدة ونطالب المعرقلين بالإسراع في تأليفها بحيث تكون جامعة ومتساوية وقادرة

وطنية - زغرتا - اختتم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي جولته على قرى وبلدات قضاء زغرتا والضنية مساء اليوم. وكانت المحطة الاخيرة له وصحبه في بلدة بسلوقيت في قضاء زغرتا، حيث كان في استقبالهم خادم الرعية الخوري حنا حنا، والخوري انطوان بو نعمه، رئيس بلدية بسلوقيت جيرار عبدالله، مختار البلدة روجيه بو نعمه، وابناء البلدة، وسار الجميع باتجاه الكنيسة تتقدمهم الاخويات والطلائع، وصولا الى الكنيسة على وقع موسيقى كشافة لبنان فوج حرف ارده. ثم اقيم في كنيسة مار سركيس وباخوس في البلدة، قداس احتفالي، ترأسه الراعي وتحدث في بدايته خادم الرعية حنا مرحبا بالبطريرك وصحبه. وقال: "اننا اليوم معك نجدد الوعد والقول: "نعم لبطريرك القيم الروحية والإنسانية، لبطريرك الشركة والمحبة، نبادلك الحب بالحب، ونعبر لك عن وقوفنا إلى جانبك ليحقق الله فيك خلاص شعبه. نتضرع الى الرب يسوع ان يشد على يديك من اجل الحفاظ على رفعة الوطن ومناعته، بكل مقوماته، نقول ذلك ونحن نعلم حجم المسؤولية الملقاة على عاتقكم وأهمها ان تعطي الكنيسة المارونية دورها ومكانتها في الشرق بأسره".

الراعي

وبعد الانجيل القى البطريرك الراعي عظة لمناسبة عيد مار سركيس وباخوس، قال فيها: "من هو الوكيل الأمين الحكيم؟" (متى 24: 45). "الوكيل الأمين الحكيم" هو كل شخص يمارس بالأمانة والحكمة مسؤوليته الشخصية تجاه نفسه وتجاه الاشخاص الموكولين إلى عنايته، أكان في العائلة، أم في الكنيسة، في المجتمع أم في الدولة. وكالة تعني ثلاثة: الموكل، الحق والواجب، والأشخاص الموكولين إلينا. يدعونا الرب يسوع لممارسة وكالتنا بأمانة وحكمة، فيوصي: "من هو الوكيل الأمين الحكيم؟" (متى24: 45)". أضاف: "يسعدنا أن نحتفل مع سيادة أخينا المطران جورج بو جوده راعي الأبرشية، ومعكم بهذه الليتورجيا الإلهية، لإحياء عيد القديسين الشهيدين سركيس وباخوس، شفيعي بسلوقيت العزيزة. فنحييكم ونحيي بنوع خاص كاهن الرعية، ونهنئكم بالعيد، ملتمسين من الله بشفاعتهما أن يفيض عليكم النعم والخيرات الروحية والزمنية، وأن يشفي مرضاكم، ويريح نفوس موتاكم في ملكوته السماوي، ويعزي الحزانى من بينكم. ونصلي من أجل أطفالكم وشبيبتكم راجين لهم النمو في الإيمان، مع مستقبل أفضل في الوطن اللبناني حيث يحقق كل واحد منهم مشروع حياته".

تابع: "إننا بهذا الاحتفال نختتم الزيارة الراعوية، التي قمنا بها بدعوة عزيزة من سيادة أخينا المطران جورج. وقد بدأناها في الساعة الثامنة والنصف في رعية مار مارون - البحيرة. ثم زرنا تباعا كلا من رعية مار جرجس - بحويتا، ومار سركيس وباخوس - حرف مزياره، ومار سركيس وباخوس - أسلوت، ومار اسيا - تولا. ونذكر في ذبيحة القداس كل هذه الرعايا وأبناءها وبناتها، أينما وجدوا، مع الصلاة لراحة نفوس موتاهم.

ونود أن نشكر الله على تحقيق هذه الزيارة بسلام، وعلى ثمارها الروحية والخير الناتج عنها. ونشكركم ونشكر كل الرعايا التي زرناها على المحبة والسخاء وحسن الاستقبال، بل على كل التضحيات والجهود التي بذلت لإعدادها ولرفع الزينة واليافطات. أسأل الله أن يكافئ الجميع بغنى عطاياه". وقال: "إننا نرفع أنظارنا وعقولنا وقلوبنا إلى القديسين الشهيدين سركيس وباخوس اللذين اعتبرا عطية الإيمان بمثابة وكالة تسلماها من الله. فعاشاها بالأمانة والحكمة. بالأمانة لله عاشا الإيمان اتحادا به عبر الصلاة وممارسة الأسرار. وشهدا له بالمثل الصالح في عائلتيهما ومجتمعهما. وبالحكمة عاشا مقتضيات الإيمان، فسلكا من دون لوم أمام الله والناس، حريصين على مرضاة الله في كل شيء، متجنبين كل إساءة له وللناس. انخرطا في الجيش الروماني، وتميزا بالشجاعة والأخلاقية، فأصبحا قائدين معروفين من الأمبراطور الروماني مكسيميانوس.

عاشا في زمن التيوقراطية الوثنية، إذ كان دين الدولة الوثنية. وفي أحد الاحتفالات الرسمية طلب منهما الأمبراطور تقديم البخور للآلهة الوثنية. فرفضا مجيبين أنهما مسيحيان. أمر بتعذيبهما فلم ينكرا الإيمان المسيحي، وثبتا صامدين حتى الاستشهاد. فقدما ذاتهما قربانا لله مع قربان ابنه الوحيد سنة 307. لقد بلغت الأمانة والحكمة عندهما الذروة في المحافظة على إيمانهما، وبقبول الموت من أجل الشهادة".

تابع: "انهما لنا نحن المسيحيين، في لبنان والشرق الأوسط، خير مثال وقدوة، لكي نصمد في هذه الأرض المشرقية من أجل أن ينتصر فيها إنجيل السلام والعدالة، إنجيل المحبة والحرية، إنجيل الحقيقة والوحدة، إنجيل الإخاء والتضامن. بهذه الثقافة الإنجيلية نستطيع أن نعيد الدور "للبنان الرسالة والنموذج". فإنا مع شركائنا في الوطن مدعوون لتحمل مسؤوليتنا المشتركة الموكولة إلينا من شعبنا وتاريخنا وخبرتنا. وهي أن نعزز لبنان كمكان وفرصة للعيش معا على تنوعنا الديني والمذهبي والعرقي والثقافي، فنحميه ونعمل جاهدين على صونه من أن ينحرف إلى موقع للمواجهات والاضطرابات والصراعات الدينية والسياسية والمذهبية، وعلى تحييده من الانخراط في تحالفات ومحاور إقليمية ودولية". أضاف: "إنني شخصيا ازيد اقتناعا وإدراكا لأبعاد ما كتب الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني في الإرشاد الرسولي: "رجاء جديد للبنان"، حيث نقرأ: "أود أن أشدد، بالنسبة إلى مسيحيي لبنان، على ضرورة المحافظة على علاقاتهم التضامنية مع العالم العربي وتوطيدها. وأدعوهم إلى اعتبار إنتمائهم إلى الثقافة العربية، التي أسهموا فيها إسهاما كبيرا، موقعا مميزا لكي يقيموا هم وسائر مسيحيي البلدان العربية، حوارا صادقا وعميقا مع المسلمين. إن مسيحيي الشرق الأوسط ومسلميه مدعوون إلى أن يبنوا معا مستقبل عيش مشترك وتعاون، يهدف إلى تطوير شعوبهم تطويرا إنسانيا وأخلاقيا. وعلاوة على ذلك قد يساعد الحوار والتعاون بين مسيحيي لبنان ومسلميه على تحقيق الخطوة ذاتها في بلدان أخرى. (فقرة 93)".

تابع: "من هذا المنطلق نقول أن "الربيع العربي الحقيقي" يمر عبر "ربيع لبنان"، ربيع الحوار والتعاون والمعالجة السلمية للخلافات والأزمات، لا عبر العنف والحرب والإرهاب. ولذا نطالب، بشدة وبإدانة، التباطؤ المقصود، الأفرقاء السياسيين في لبنان الذين يعرقلون تأليف حكومة جديدة، الإسراع في تأليفها بحيث تكون جامعة ومتساوية وقادرة، والتحلي بالتجرد من المصالح الفئوية والمذهبية؛ ونطالبهم بالتحرر من الجموح إلى شهوة النفوذ والاستكبار؛ وبالجلوس بروح المسؤولية الوطنية إلى طاولة الحوار لحل القضايا المصيرية العالقة. فلبنان بكيانه ومكوناته ورسالته ونموذجيته معطى لكل اللبنانيين بمثابة وكالة. فتعالوا بروح المسؤولية لنمارس هذه الوكالة بالأمانة لشعبنا الموكل وللواجب تجاهه وتجاه الوطن، وبالحكمة فلا ينحرف أحد منا، في التصرف والتعاطي، إلى ما هو مسيء لله وللشعب وللوطن".

تابع: "ونناشد الأسرة الدولية، مع قداسة البابا فرنسيس، السماع لصوت الضمير، لا لصوت المصالح الاقتصادية والسياسية؛ والعمل الجدي على إيجاد حلول سلمية ودائمة للنزاع في سوريا، يكون منطلقا لمواجهة النزاعات الجارية في المنطقة، ولوضع حد لمأساة شعوبها". وختم: "فلنرفع صلاتنا إلى الله، بشفاعة أمنا مريم العذراء سلطانة السلام وسيدة لبنان، وبشفاعة القديسين الشهيدين سركيس وباخوس، ملتمسين الصمود في الإيمان المسيحي والشهادة له في الشرق الذي على أرضه تجلى كل سر الله بالمسيح، لكي نعمل مع إخواننا في أوطاننا على بناء السلام العادل والشامل والدائم. ومعا نرفع نشيد المجد والتسبيح لإله السلام، الآب والابن والروح القدس، إلى الأبد، آمين".

واقامت بلدة بسلوقيت عشاء على شرف الراعي ومدعويين، في قاعة الكنيسة في البلدة، تحدث خلال العشاء رئيس البلدية. وختمت الزيارة بكلمة لراعي الابرشية المطران جورج بو جوده الذي قال: "عظيم كان هذا النهار، وعظيمة كانت هذه الزيارة، لن تغيب ابدا عن البال، بل ستبقى محفورة في اذهان ابناء الرعايا التي تباركت بحضوركم وصلواتكم، ونحن واثقون من محبتكم الكبيرة لنا ولابناء هذه الابرشية، وما نظنكم ستبخلون عليها يوما بزيارات مماثلة، تباركون ارضنا وتجعلوننا نتشبث بها اكثر، لن تبخلوا علينا بزيارات تقوي ايمان الضعفاء منا وتجعلهم يثقون بانهم باقون في هذه الارض مع شركاء لهم يشهدون للمسيح".

وكان الراعي قبيل اختتام جولته في بسلوقيت انتقل وصحبه من حرف مزيارة مباشرة الى كنيسة مار سركيس وباخوس في بلدة اسلوت، حيث كان في استقبالهم خادم الرعية الخوري مرسال نسطه، ومختار البلدة اميل بو منصور وجمهور المؤمنين في الرعية. وبعد صلاة قصيرة داخل الكنيسة، القى خادم الرعية الخوري انطانيوس يزبك كلمة باسم الرعية، ثم قدم للبطريرك هدية للمناسبة، بعدها رد البطريرك بكلمة موجهة للرعية، وانتقل لتدشين قاعة مار سركيس وباخوس بجانب الكنيسة وازاحة الستارة عن اللوحة التذكارية. وفي بلدة تولا في قضاء زغرتا، اقيمت صلاة في كنيسة مار اسيا في البلدة، ثم تحدث خادم الرعية الخوري مارون بشاره باسم الرعية، فاشار في كلمته الى "الزيارات الخارجية للبطريرك الراعي التي حمل فيها الى الرعايا المنتشرين هناك محبته الابوية وبركته". ثم قدم للبطريرك هدية تذكارية عبارة عن "تاج"، ثم رد البطريرك شاكرا ابناء الرعية على استقبالهم.

 

الراعي: كل مسؤولية في العائلة والكنيسة والمجتمع والدولة هي وكالة من الله

وطنية - زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بدعوة من راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة، قرى وبلدات في قضائي زغرتا والضنية، في الابرشية هي: البحيرة، حرف مزيارة، اسلوت، تولا، وبسلوقيت في قضاء زغرتا، وبلدة بحويتا، في قضاء الضنية، في اطار استكمال جولاته الراعوية على رعايا الابرشية.

البحيرة

استهل الراعي زيارته صباحا، الى بلدة البحيرة في قضاء زغرتا، المحطة الاولى له في هذه الزيارة، حيث كان في استقباله المطران بو جودة، رئيس بلدية البحيرة عادل دغيم، خادم الرعية الخوري شهيد دعبول، والطلائع والفرسان والاخويات. وتوجه سيرا على الاقدام نحو كنيسة مار مارون، حيث اقيم زياح للقديس مارون.

بو جودة

وألقى بو جودة، كلمة ترحيب بالبطريرك الراعي وصحبه، فقال: "لقد اتخذتم من "الشركة والمحبه" شعارا لحبريتكم، فترك هذا الشعار صداه الطيب في نفوس المؤمنين والمواطنين التواقين الى جو السلام والمصالحة. وكم نحتاج كلنا وكم يحتاج العالم، خصوصا منطقتنا الى السلام، الذي هو الثمرة الاولى للشركة والمحبة. أولم يصالحنا المسيح مع الله، ومع الانسان بشركته معنا، وبمحبته اللامتناهية تجاهنا؟ وانتم يا صاحب الغبطة باتخاذكم لهذا الشعار تعلنون هذه الحقيقة الخلاصية الاساسية، وهي ان المسيح الذي مات عنا، واقامنا معه الى الحياة، دعانا الى ان نتخلى عن انانيتنا، وان نعود عن شرورنا، لنكتشف بالايمان محبته ونقتدي به".

دعبول

بعدها، ألقى دعبول كلمة رحب فيها بالبطريرك الراعي، وقال: "نصلي ونتضرع الى الله، لكي يعطيكم القوة والحكمة، لكي تزيدوا من فرص اللقاءات، فيفهم القادة والمواطنون ان كل شيء يحل بالحوار والمصالحة".

ثم قدم دغيم ودعبول وآخرون، هدية تذكارية للبطريرك الراعي، تؤرخ للزيارة، وهي عبارة عن لوحة زجاجية تحمل رسم الصليب.

بعدها، توجه البطريرك الراعي وصحبه الى قاعة الرعية المجاروة، فباركها بالماء المقدس، وازاح الستارة عن اللوحة التذكارية، من ثم استقبل والى جانبه بو جودة، اهالي الرعية والحاضرين.

بحويتا

بعدها، زار البطريرك الراعي وصحبه بلدة بحويتا في قضاء الضنية، وكان في استقبالهم رئيس اتحاد بلديات قضاء الضنية محمد سعدية، رئيس البلدية انطوان الخوري، خادم الرعية الخوري آلان نصر، مختار البلدة، وفاعلياتها، وجمهور الاهالي. بعد صلاة قصيرة للبطريرك امام المذبح، تحدث نصر باسم الرعية شكر فيها للبطريرك الراعي زيارته، وقال: "باسم كل بحويتي أصيل، مقيم ومغترب، باسم كل الفاعليات الروحية والمدنية في بلدتنا، بإسم صاحب السيادة المطران جوزيف الخوري، الذي حال سفره دون حضوره معنا، وباسم كل من سكن هذه البلدة الحبيبة منذ اكثر من مئتين وخمسين عاما، وقد سبقونا إلى كنيسة السماء، والذين حلموا أن يروا يوما، أباهم البطريرك يباركهم في كنيسة مار جرجس– بحويتا، باسم هؤلاء جميعا أرحب بكم يا صاحب الغبطة في رعيتنا الصغيرة بحجمها والكبيرة بمحبتها للرب وللكنيسة".

من ثم قدم الخوري للبطريركية هدية باسم رعية بحويتا، عبارة عن لوحة تذكارية للقديس مار جرجس، ورد البطريرك الراعي بكلمة الى جمهور الرعية شكرهم فيها على استقبالهم ودعاهم الى "التجذر بالارض، لانه لا قيمة لحياة الانسان من دون ارضه، فهي هويته وحياته. ومن يبيع أرضه يبيع تاريخه وحياته".

حرف مزيارة

وفي حرف مزيارة، ترأس الراعي قداسا احتفاليا في كنيسة مار سركيس وباخوس في الرعية، عاونه فيه المطارنة: حنا علوان، جورج بو جودة، بولس صياح، خادم الرعية الخوري حنا الباشا، الأب ايلي نصر، وبمشاركة لفيف من الكهنة. وقد حضر القداس قائمقام زغرتا السيدة إيمان الرافعي، ممثل مدير عام قوى الأمن الداخلي العميد جان الهبر، ممثل مدير عام امن الدولة العميد ميلاد التولاني، ممثل قائد الدرك العقيد فؤاد خوري، ممثل مدير المخابرات المقدم طوني أنطون، وفاعليات مزيارة، وحشد كبير من المؤمنين.

في بداية القداس، ألقى الأب ايلي نصر كلمة شكر فيها للبطريرك الراعي زيارته، وقال: "في رعايتك الابوية وغيرتك الرسولية تشارك قطيعك ما يعاني اليوم من إنعدام السلام العادل وغياب الأمن والاستقرار".

بعد الانجيل المقدس القى البطريرك عظة قال فيها: "من هو الوكيل الأمين الحكيم (متى 24: 45)، يتناول كلام الرب يسوع في إنجيل اليوم، موضوع الحساب الذي يؤديه كل إنسان لله عن المسؤولية الموكولة إليه. ومن أولى المسؤوليات مسؤولية كل واحد منا عن حياته التي وهبه إياها الله، وعن إيمانه ودينه الذي ولد فيه، واختاره وهو راشد. هذا الحساب يسمى "دينونة"، والمسؤولية تسمى "وكالة". سنحاسب على أمانتنا لله الموكل، وعلى حكمتنا في ممارسة وكالتنا، ولهذا يوصينا المسيح الرب بتوجيهه "من هو الوكيل الأمين الحكيم" (متى 24: 45)".

أضاف "من أجل أن نمارس وكالة الإيمان المسيحي بأمانة وحكمة، نجد المثال والقدوة في شخص القديسين الشهيدين سركيس وباخوس، شفيعي رعية حرف مزيارة. فيسعدنا أن نلبِّي دعوة سيادة أخينا المطران جورج بو جودة، راعي الأبرشية، وكاهن الرعية وأبنائها، للقيام بهذه الزيارة الراعوية، والاحتفال بهذا القداس الإلهي احتفاء بعيد شفيعيها، وبتكريم ذخائر القدِّيس الشهيد سرك،س التي حصلتم عليها من الكرسي الرسولي، وبتدشين القاعة الرعائية والمستوصف".

وتابع "إننا نقدم هذه الذبيحة الإلهية على نية كل أبناء رعية حرف مزيارة، حيثما وجدوا، أكان في لبنان، أم في بلدان الانتشار، وكل من لهم تعب وإحسان في الكنيسة وقاعتها والمستوصف. نصلي من أجل حماية الإيمان المسيحي، وتربية أجيالنا الطالعة عليه، وعيشه بأمانة وحكمة، والشهادة له في العائلة والمجتمع والدولة، في لبنان وبلدان الشَّرق الاوسط، بحيث يطبع بقيم الإنجيل ثقافتنا اللبنانية، وثقافات هذا المشرق. إن اللجنة الأسقفية لرسالة العلمانيين، وجهازها التنفيذي المجلس الرسولي العلماني، برئاسة سيادة أخينا المطران جورج، راعي الأبرشية، تعنى بتعزيز الإيمان المسيحي لدى المؤمنين العلمانيين وتثقيفهم عليه. ويدخل هذا الاهتمام في إطار الكرازة الجديدة بالإنجيل الموجه أولا إلى المسيحيين".

وأكد أن "القديسين الشهيدين سركيس وباخوس، مثال وقدوة في الايمان وعيشه بامانة وحكمة. الايمان هو عطية من الله، ومن يقبله يصبح موكلا عليه، وملزما بالحفاظ عليه، فينميه بالصلاة والتثقيف بتعليم الكنيسة، ويدافع عنه حتى الاستشهاد المعنوي والحسي. هكذا فعل القديسان سركيس وباخوس. كانا قائدين شجاعين في الجيوش الرومانية، وحازا مرتبة رفيعة لدى الامبراطور الروماني مكسيميانوس، في الزمن الذي كانت فيه الوثنية الرومانية دين الامبراطورية. وطلب الملك من القائدين تقديم البخور للآلهة الأصنام في أحد الاحتفالات الدينية الرسمية، فرفضا لكونهما مسيحيين ويؤمنان بالاله الحي لا بالحجارة الصنمية الصماء. فغضب الامبراطور وحكم عليهما بالتعذيب والقتل بسبب صمودهما في الايمان المسيحي. فاستشهدا في سبيل هذا الايمان سنة 307. نالا إكراما خاصا في الشرق بعد موتهما، وصارا شفيعي المسيحيين المحاربين من أجل الايمان، حتى راحوا يرسمون صورة مار سركيس على البيارق التي تتقدمهم. عبادتهما مشهورة في لبنان، وفيه العديد من الكنائس المبنية على اسميهما".

وشدد على أن "كل مسؤولية في العائلة والكنيسة والمجتمع والدولة هي وكالة من الله في الشؤون الدينية والكنسية، وتتم بواسطة الدعوة الالهية والقبول من الشخص المدعو، كالدعوة الى الكهنوت والأسقفية والحياة المكرسة، والدعوة الى الحياة الزوجية والعائلية. تقدرها الكنيسة وتتأكد منها، ثم تقبلها بطقوس ليتورجية. وهي وكالة من الشعب في الشؤون الزمنية، تعطى من الشعب بالانتخاب والترتيب المؤسساتي كما نقرأ في مقدمة الدستور اللبناني "الشعب مصدر السلطة وصاحب السيادة، يمارسها عبر المؤسسات الدستورية"، هذه المسؤولية- الوكالة تقتضي أن تعاش وتمارس بالأمانة والحكمة، كما قلنا في بداية هذه العظة".

ولفت إلى أن "الاساقفة والكهنة مؤتمنون على حمل سلطتهم الروحية القائمة على المحبة، وهم مؤتمنون على حمل محبة المسيح لجميع الناس. وقد أقيموا خداما ووكلاء لإعطاء الجماعة طعام كلمة الله بالكرازة والتعليم وشهادة الحياة، وطعام نعمة الخلاص بتوزيع الأسرار، وطعام المحبة بهبة الروح القدس وجمع عائلة الله بالوحدة والأخوة. المكرسون والمكرسات موكلون على كمال المحبة بالسير الدائم على خطى المسيح، وتجسيد محبته لجميع الناس عبر مؤسساتهم الدينية والتربوية والاستشفائية والاجتماعية. تحركهم الطاعة لإرادة الله والكنيسة، وعطية الذات بتكريس النفس والجسد لخدمة المحبة الشاملة، والتجرد وروح الفقر اغتناء من الله، من أجل إغناء الآخرين".

واشار إلى أن "الازواج والوالدين مدعوون لتكوين جماعة الحب والحياة، على صورة الله الثالوث، برباط لا ينفصم على مثال اتحاد المسيح بالكنيسة. هم موكلون على الحب الزوجي الذي يجمعهم ويسعدهم، ويوليهم سلطان نقل الحياة البشرية وتربيتها ونموها جسديا وروحيا وأخلاقيا. مسؤوليتهم المدنية أن يجعلوا من عائلتهم مدرسة طبيعية للقيم الإنسانية والاجتماعية والوطنية. ومسؤوليتهم المسيحية أن تكون عائلتهم كنيسة بيتية تنقل الإيمان وتعلم الصلاة. والمسؤولون السياسيون والمدنيون منتدبون لممارسة السلطة السياسية والادارية كفن شريف لخدمة الإنسان والخير العام. فتوجب عليهم أن يؤمنوا للمواطنين الأوضاع الحياتية التي تمكنهم من تحقيق ذواتهم تحقيقا أفضل، على مستوى الأشخاص والجماعات العائلية والمدنية. وذلك من خلال ممارستهم المسؤولة والفاعلة للنشاط التشريعي والإجرائي، والاقتصادي والإداري، والقضائي والثقافي. وعليهم أن يتخذوا كقاعدة لنشاطاتهم الشخصي البشري وكرامته وحقوقه الأساسية ونموه الشامل. وتوجب عليهم مسؤوليتهم السياسية توطيد السلام والعدالة والاستقرار الأمني".

وأوضح "على مثال القديسين الشهيدين سركيس وباخوس، يدعونا قداسة البابا فرنسيس الى النضال الروحي في سبيل الايمان، من أجل تقويته عندما يضعف في المحن والصعوبات، والدفاع عنه عندما يحارب بالتضليل والايدولوجيات المناهضة والتعليم المناقض، واحيائه بالصلاة والتثقيف عندما يفتر ويهمل، والثبات بصبر والصمود فيه، عندما يضطهد ويعتدى عليه. ويضيف قداسته: "الصليب هو معركة يسوع الأخيرة: ففيه وبه كان انتصاره النهائي. على الصليب قال يسوع "نعم" لطاعة الآب، التي افتدت عصيان الانسان الاول. على الصليب ألقيت الحية القديمة في الهاوية. الكنيسة ولدت على الصليب، وقد رمز اليها بالدم والماء، اللذين سالا من صدر يسوع المطعون بالحربة. وكذلك انتماؤنا اليها يتم بنعمة الصليب". وختم "لذا حياتنا المسيحية تتصف بالنضال الروحي في سبيل المحافظة على الايمان وثقافة الانجيل والمسيحية، لكي تنطبع بقيهما ثقافات اوطاننا وثقافات الشعوب (راجع كتابه بالايطالية: افتحوا عقلكم وقلبكم، ص62). هو الرب يقول لنا لا تخافوا: "سيكون لكم في العالم ضيف. لكن ثقوا انا غلبت العالم" (يو 33:16). بهذا الرجاء وبهذه الثقة نحافظ على وجودنا ورسالتنا في هذا الشرق، لكي يرتفع من جميع الألسنة المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، إلى الابد، آمين".

بعد القداس، توجه البطريرك الراعي الى الساحة الملاصقة للكنيسة حيث بارك المكان، ووضع حجر الاساس لبناء قاعة للرعية. ثم انتقل المدعوون الى صالة الرعية المجاورة، حيث اقيم غداء على شرف البطريرك الراعي ومدعوين، وتحدث الباشا باسم اهالي حرف مزيارة، وقدم للبطريك هدية رمزية تؤرخ للمناسبة.

 

دوليات

 

 

الشرطة: الطفلة الاسرائيلية التي اصيبت "كانت ضحية هجوم ارهابي"

نهارنت/اعلنت المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية الاحد ان الفتاة الاسرائيلية التي اصيبت مساء السبت في مستوطنة بالقرب من رام الله في الضفة الغربية المحتلة "كانت ضحية هجوم ارهابي على ما يبدو". وقالت لوبا سمري لوكالة فرانس برس "يبدو انه هجوم ارهابي حتى مع عدم استبعاد اي مسار (في التحقيق)". واصيبت الفتاة نوعام جليك وهي من مستوطنة بساغوت القريبة من مدينة البيرة "في الجزء العلوي من جسمها ببينما كانت تلعب في باحة امام منزلها" في المستوطنة، بحسب الشرطة. من ناحيتها، اكدت المتحدثة باسم مستشفى شعاري تصيدق في القدس ان الفتاة "نقلت الى العناية المركزة في قسم الاطفال ولكنها تجاوزت مرحلة الخطر وهي واعية وحالتها مستقرة صباح الاحد". وكانت حالة الفتاة وصفت بانها "خطيرة" في البداية. ودان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الهجوم. واكد نتانياهو الاحد قبل الاجتماع الاسبوعي لحكومته ان الحكومة تدين هذا "الهجوم الحاقد"، مشيرا الى ان القيادة الفلسطينية تتحمل المسؤولية على الرغم من وقوع الحادث في منطقة تخضع للسيطرة الاسرائيلية الكاملة في الضفة الغربية المحتلة. وبحسب نتانياهو، فانه "طالما يوجد تحريض ضد اسرائيل في وسائل الاعلام الرسمية الفلسطينية، فان السلطة الفلسطينية لا تستطيع ان تتبرأ من مسؤولياتها من هذه الحوادث". وقال متطوع في خدمات الاسعاف الاسرائيلية التي عالجت الفتاة لوكالة فرانس برس انها قالت له بانها رات رجلا مسلحا.

وبحسب المتطوع، فان الفتاة اخبرته ان "رجلا ملثما ويحمل سلاحا اطلق النار باتجاهها". بينما قالت وسائل الاعلام الاسرائيلية الاحد ان الاطباء في مستشفى شعاري تصيدق غير متأكدين من اصابة الفتاة بالرصاص مشيرين الى ان اصابتها قد تكون طعنة سكين. واكد الجيش في بيان الاحد ان "السياج المحيط بالمستوطنة تم قطعه". وعاد الجيش عن تصريح سابق له حول العثور على سلاح مشيرا الى انه "تم العثور على امر يشبه السلاح ولكنه لم يكن سلاحا". واكد الجيش ان "قوى الامن تواصل بحثها في المنطقة للعثور على المشتبه به الذي هرب والتحقيق ما زال متواصلا". وقتل جندي اسرائيلي الشهر الماضي برصاص قناص فلسطيني في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، ولم يتم اعتقال اي شخص بعدها. وخطف جندي اخر وقتل بالقرب من قلقيلية شمال الضفة الغربية الشهر الماضي ايضا. وكالة الصحافة الفرنسية..

 

40 عاماً على حرب تشرين: جيشا مصر وسوريا من الجبهة الى الداخل

واشنطن - هشام ملحم/النهار/قبل 40 سنة في السادس من تشرين الاول، في الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت القاهرة عبر الجيش المصري قناة السويس واخترق خط بارليف الاسرائيلي في الضفة الشرقية للقناة وسيطر عليها. في الوقت عينه اقتحم الجيش السوري الدفاعات الاسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة وحقق تقدما سريعا. الانجازات المصرية والسورية في الايام الاولى للقتال لها اكثر من سبب، ابرزها عنصر المفاجأة، ولكن ايضا التحسن النوعي الذي طرأ على تدريب الجيشين المصري والسوري، ومعنوياتهما العالية وادائهما الجيد الذي اتسم بالشجاعة والتنسيق، وهو أمر اعترف به الضباط الاسرائيليون .

الاسبوع الاول من الحرب كان افضل وانصع سجل للجيشين. في الايام الاولى للحرب وصل التضامن العربي بمختلف صوره الى اعلى مستوياته مع مصر وسوريا. وارسل العراق والمغرب والسعودية والاردن وليبيا الجنود والاسلحة الى الجبهتين، وعندما بدأت الولايات المتحدة باقامة جسر جوي مع اسرائيل لتزويدها بالاسلحة، بعد خساراتها الفادحة لعشرات الطائرات ومئات الدبابات،اتخذ العاهل السعودي انذاك الملك فيصل بن عبد العزيز قرارا تاريخيا حين فرض مع دول عربية اخرى حظرا على تصدير النفط الى الولايات المتحدة. كم يبدو اليوم المشهد العربي مختلفا ونقيضا بالمطلق، لما كان عليه الوضع في تشرين الثاني 1973 على مستوى الدول، وعلى مستوى المنطقة ككل. الجيش المصري اليوم يقوم بعمليات عسكرية في سيناء، ولكن ليس ضد اسرائيل بل ضد تمرد محلي لقوى جهادية مصرية تدعمها عناصر اسلامية متطرفة من الخارج. وفي الوقت عينه يقوم الجيش المصري بعمليات "عقابية" ضد الفلسطينيين في غزة من خلال اغلاق وتدمير الانفاق بين سيناء وقطاع غزة. وفي الداخل، لا يزال الجيش المصري بعد ثلاثة اشهر من اطاحة الرئيس الاخواني محمد مرسي يواجه المتظاهرين الاسلاميين في شوارع القاهرة والاسكندرية وغيرها من المدن، حيث يستخدم احيانا الذخيرة الحية ضدهم.

المشهد السوري أكثر مأسوية وفظاعة. الجيش السوري يواصل أطول وأشرس حرب في تاريخه بدأت قبل اكثر من سنتين وليس من المرجح ان تنتهي في أي وقت قريب. ولكن العدو الان ليس مرابطا في الجولان، بل في المدن السورية واريافها. هذه الحرب استخدم فيه الجيش جميع انواع الاسلحة المتوافرة لديه لقمع انتفاضة شعبية كانت في اشهرها الاولية سلمية، وسرعان ماساهم النظام في عسكرتها، وبعدها تطورت بشكل مقلق للغاية مع بروز عناصر جهادية متطرفة الكثير منها جاء من الخارج. الدمار المادي الهائل الذي لحق بمدن سوريا التاريخية مثل حلب وحمص وحماه ، هو ذلك الدمار الذي ينجم عن استخدام الطائرات والصواريخ والمدفعية الثقيلة. حتى السلاح الكيميائي، الذي كان يفترض ان يردع اسرائيل، استخدمه النظام ضد السوريين. نزوح مليون لاجيء سوري الى لبنان، وعدد مماثل تقريبا الى الاردن، وعبور الحرب السورية بمستويات مختلفة الى لبنان والعراق وتركيا يمكن ان يفجر المنطقة بكاملها. معظم الدول العربية في المشرق تعيش في ظل جيرانها غير العرب : اسرائيل، ايران وتركيا.

بعد 40 سنة من حرب تشرين الثاني، تغير الكثير، وبقي الكثير. اللاعبون الرئيسيون رحلوا جميعهم، باستثناء هنري كيسنجر. انهار الاتحاد السوفياتي وخلفته روسيا الاتحادية. توفي حافظ الاسد وخلفه بشار الاسد. اقتراب واشنطن وموسكو خلال الحرب من المواجهة العسكرية، وأزمة النفط، ودور كيسنجر في اقناع اسرائيل بالسماح بالمؤن بالوصول الى الجيش المصري الثالث المحاصر وبعدها بالتوصل الى اتفاق لوقف النار واتفاقات فك الارتباط، اقنعت واشنطن بضرورة لعب دول أكبر واهم في "عملية السلام"، خصوصاً وان الرئيس السادات كان يهدف من الحرب الى ارغام واشنطن على لعب مثل هذا الدور، خصوصاً بعدما اخفق قراره بطرد الخبراء السوفيات في 1972 باقناع واشنطن بالضغط على اسرائيل للدخول في مفاوضات سرية. الوثائق التي كشفتها وزارة الخارجية الاميركية تشير الى ان كيسنجر رأى ان الحرب وضعت اميركا "في موقع مركزي" والحقت "هزيمة" بموسكو. الوثائق تبين ايضا انه قبل الحرب كان كيسنجر يقول للمصريين " لا تتوقعوا ان تربحوا وانتم امام طاولة المفاوضات ما خسرتموه فوق ارض المعركة" وفقا للديبلوماسي المصري احمد ماهر السيد. وابرزت حرب تشرين خطورة التنافس الاميركي-السوفياتي ورغبة كل طرف بالحفاظ على نفوذه ومصالحه، الامر الذي دفع بالرئيس نيكسون للقول قبل توقف القتال " لا احد يدرك أكثر مني ما هي المصالح الموجودة على المحك: النفط وموقعنا الاستراتيجي".

حرب تشرين، كانت بمثابة تذكرة سفر للرئيس السادات للهروب من الصراع العربي-الاسرائيلي والتوصل الى سلام منفرد مع اسرائيل. الحرب كانت البداية الحقيقية لتطبيع العلاقات المصرية-الاميركية، والى تحول مصر الى احدى دعائم الاستراتيجية الاميركية في المنطقة، اضافة الى اسرائيل والسعودية وتركيا. تعثرت الحرب في بدايتها لاكثر من سبب عسكري ولوجستي، ولكن كانت لذلك اسباب اخرى منها ان انور السادات وحافظ الاسد دخلا الحرب بمنظورين مختلفين: السادات خطط لحرب قصيرة الاجل ضد اسرائيل لارغام واشنطن على التوسط وبدء المفاوضات مع اسرائيل لاستعادة سيناء المحتلة بعد اعادة الاعتبار الى الجيش المصري. من جهته كان الاسد يأمل بحرب أطول ( تتحمل فيها مصر العبء الاكبر) لارغام اسرائيل على الانسحاب من جميع الاراضي العربية المحتلة. الديبلوماسية الاميركية التي بدأها كيسنجر باتفاقات فك الارتباط على الجبهتين، ادت لاحقاً الى اتفاقات كمب دافيد و معاهدة السلام المصرية-الاسرائيلية التي اعادت بقية سيناء الى مصر. في تسعينات القرن الماضي وقعت اسرائيل معاهدة سلام مع الاردن، واتفاقات اوسلو مع منظمة التحرير، لكن الضفة الغربية لم تحرر حتى الان، ولا يزال الجولان تحت الاحتلال الاسرائيلي. حرب تشرين، احدثت شروخ عميقة وتحولات في العلاقات العربية-العربية، وادت الى ازمة وقطيعة طويلة بين دمشق والقاهرة، ولكن ابرز هذه التحولات، كان انتقال مركز الثقل والنفوذ من شرق المتوسط الى منطقة الخليج. أميركيا، تقاطعت حرب تشرين مع فضيحة ووترغيت، التي اضعفت مركز ومكانة ودور الرئيس نيكسون، ورفعت من اهمية ونفوذ ودور هنري كيسنجر، قبل تحول نيكوسن الى أول رئيس في تاريخ اميركا يستقيل من منصبه. المشهد النفطي تغير جذريا بين 1973 واليوم. في السنوات الاخيرة بدأت الولايات المتحدة بتقليص حجم مستورداتها من النفط العربي، والاعتماد على مصادر اخرى، والاهم من ذلك زيادة انتاجها المحلي من خلال تطوير وسائل تقنية جديدة لاستخراج النفط والغاز. يوم الاربعاء الماضي لخص العنوان الرئيسي لصحيفة وال ستريت جورنال هذه الحقيقة :" الولايات المتحدة تستبدل روسيا كأكبر منتج للنفط والغاز". مرت الذكرى ال40 لحرب تشرين، دون أي اهتمام تقريبا في الاوساط السياسية والاكاديمية والاعلامية الاميركية. الزميل ديفيد اغناتيوس نشر مقالا في صحيفة "الواشنطن بوست" حول كتاب اسرائيلي بعنوان "1973: الطريق الى الحرب" لمؤلفه ييغال كيبنيس يقول ان حرب تشرين كان يمكن تفاديها لو لم تتسم القيادة الاسرائيلية آنذاك "بالغطرسة، والثقة المفرطة والعمى السياسي" لأنها لم تتجاوب مع الاتصالات السرية التي بدأها كيسنجر مع المصريين في 1972 الذين ابلغوه برغبتهم في التوصل الى اتفاق سياسي لاستعادة سيناء. ونشرت "النيويورك تايمس" مقالا للخبير الاسرائيلي في الشؤون النووية أفنر كوهين مبني على حوارات مع مسؤولين اسرائيليين سابقين يفند فيه النظرية التي تقول ان اسرائيل اقتربت من اللجوء الى الخيار النووي في 1973. ويشير الى لقاء طرح فيه وزير الدفاع انذاك موشي دايان الخيار النووي، الا ان رئيسة الوزراء غولدا مائير قالت له بوضوح وحزم "انسى الموضوع".

 

در شبيغل": الطائرات الحربية السورية بمأمن في إيران

"ا ف ب" - وكالات /6نقل الموقع الالكتروني لمجلة "در شبيغل" عن اجهزة الاستخبارات الالمانية ان "ايران سمحت للنظام السوري بنقل طائراته الحربية الى اراضيها لحمايتها من اي هجوم اجنبي". واضاف الموقع ان التقرير الذي وصفه بالسري اشار الى علاقات عسكرية وثيقة بين دمشق وطهران تشمل وقوف "حزب الله" الى جانب الجيش السوري. ونقل التقرير عن مصدر قوله ان "اتفاقا عسكريا بين سوريا وايران ابرم في تشرين الثاني 2012 يسمح للرئيس بشار الاسد بتوقيف قسم كبير من سلاحه الجوي على الاراضي الايرانية وباستخدامه عند الحاجة اليه". واضاف تقرير الاستخبارات الالمانية ان "ايران ارسلت قوات نخبة من الحرس الثوري (باسدران) لدعم القوات السورية".

 

قمة سعودية مصرية غداً لبحث العلاقات الثنائية/سيلتقي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس عدلي منصور الذي يصل غداً

الرياض- العربية. نت /تعقد غداً في جدة، قمة سعودية مصرية، حيث يستقبل العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الرئيس المصري عدلي منصور، الذي سيصل غدا (الاثنين) إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة (غرب السعودية). وسيتم خلال القمة بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، بالإضافة للقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ويأتي ذلك وسط تأكيدات الرئيس المصري أن الدعم السعودي والعربي في المرحلة التي تلت 30 يونيو كان له بالغ الأثر في دعم الموقف المصري. وكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد أكد بعد أحداث 30 يونيو على وقوف المملكة شعباً وحكومة مع أشقائها في مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة، وتجاه كل من يحاول المساس بشؤون مصر الداخلية، في عزمها وقوتها وحقها الشرعي لردع كل عابث أو مضلل لبسطاء الناس من أشقائنا في مصر. وأضاف في الخطاب الذي لاقى أصداء عربية واسعة: "وليعلم كل من تدخل في شؤونها الداخلية بأنهم بذلك يوقدون نار الفتنة، ويؤيدون الإرهاب الذي يدعون محاربته، آملاً منهم أن يعودوا إلى رشدهم قبل فوات الأوان، فمصر الإسلام، والعروبة، والتاريخ المجيد، لن يغيرها قول أو موقف هذا أو ذاك، وإنها قادرة ـ بحول الله وقوته- على العبور إلى بر الأمان. يومها سيدرك هؤلاء بأنهم أخطأوا يوم لا ينفع الندم".

 

المارينز اعتقلوا "أبو أنس الليبي" أمام زوجته وأولاده/انتظروا عودته من مسجد صلى فيه الفجر بطرابلس فاعترضوه حين اقترب من البيت

 أبو أنس الليبي، يطارده الأميركيون منذ 13 سنة

 لندن - كمال قبيسي/العربية/بعد أكثر من ساعتين من نشر "العربية.نت" لتأكيد من مصدر ليبي في لندن بأن "أبو أنس الليبي" تم اعتقاله فجر أمس السبت في العاصمة الليبية، بعد بحث أميركي عنه استمر طوال 13 سنة، ورد تأكيد من مسؤولين أميركيين بأن فريقا أميركيا اعتقله فعلا، وهو ما تضيفه "العربية.نت" إلى تقريرها عن "أبو أنس" المطلوب أميركيا لدور مهم قام به وأدى إلى نجاح "القاعدة" في 1998 بتفجير السفارة الأميركية في العاصمة الكينية، نيروبي، تزامناً مع هجوم آخر استهدف نظيرتها في تنزانيا، حيث سقط 224 قتيلاً، ومعهم أكثر من 4500 جريح. ومما تناقلته الوكالات بعد نشر "العربية.نت" لتقريرها عن اعتقال "أبو أنس" أن شقيقه، واسمه نبيل، أخبر بأن 3 سيارات اعترضت شقيقه قرب البيت حين عاد بسيارته بعد أن صلى الفجر في أحد المساجد بطرابلس، ونزل منها ملثمون شاهدتهم زوجة "أبو أنس" من نافذة البيت، وكذلك عاينهم أولاده وهو يجردونه من مسدسه ويسيطرون عليه ويقودونه الى جهة مجهولة، في عملية أعلن البنتاغون أن "وحدة عسكرية أميركية" نفذتها. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جورج ليتل، في بيان إنه "اثر عملية اميركية لمكافحة الارهاب فان ابو انس الليبي هو الآن محتجز بشكل قانوني لدى الجيش الاميركي في مكان آمن خارج ليبيا". المصدر في لندن هو نعمان بن عثمان، رئيس "مؤسسة كويليام" البريطانية الناشطة في أبحاث خاصة بمكافحة التطرف والإرهاب، فذكر "نقلاً عن مقربين جدا جدا من أبو أنس" الذي ولد باسم نزيه عبدالحميد نبيه الرقيعي في 1964 بطرابلس، بأنه بعد خروجه من مسجد صلى فيه فجر السبت بالمدينة اتجه إلى حيث يسكن قرب طريق المطار "وهناك اعترضه ملثمون واعتقلوه وهو يكاد يهم بدخول البيت" كما قال. وذكر بن عثمان الذي كانت تربطه صداقة قديمة مع "أبو أنس" استمرت 20 سنة في الماضي، أن الملثمين نزلوا من سيارات غير معروف عددها تماما، إلا أن المقربين من "أبو أنس" أخبروه بأنهم شاهدوا منها سيارتين فقط، وفي أحداها نقلوه عند الفجر أمام شهود عيان. وقال بن عثمان، الذي كتب تغريدة في "تويتر" عبر فيها عن استغرابه لعدم اعتراف الحكومة الليبية باعتقال "أبو أنس" حتى الآن، إنه ليس متأكدا من وقوع بيت "أبو أنس" حاليا قرب طريق مطار طرابلس "لأنه ربما انتقل إلى غيره، لكنه كان يقيم هناك مع زوجته وأولاده الثلاثة قبل 7 أشهر" على حد ما ذكر عن الرجل الذي لم يرتبط اسمه بتفجير السفارة في كينيا إلا عام 2000 فقط.

مغربي كشف عنه معظم المعلومات

في ذلك العام، أي بعد 18 شهرا من العملية الانتحارية، اكتشف الأميركيون علاقته بتنظيم "القاعدة"، عندما أخبرهم عضو سابق فيه بأنه كان ضمن فريق راقب سفارات غربية، وأهمها الأميركية بنيروبي قبل سنوات من تفجيرها، وسريعا ضمه "الأف.بي.آي" في 2001 إلى لائحة مطلوبيه، بجائزة ما زالت قيمتها 5 ملايين دولار لمن يساعد على اعتقاله. وقال نعمان بن عثمان إن ذلك العضو السابق في "القاعدة" لم يكن إلا المغربي الحسين خرشتو، المعروف باسم "أبو طلال المغربي" والذي كان بأواخر 1994 في كينيا يدرس الطيران وقيادة طائرة بن لادن الخاصة، ثم انشق عن التنظيم وأخبر الأميركيين بكل ما يعرفونه عن "أبو أنس" الذي طرأ في 2002 جديد بشأنه.

وكان الجديد هو ما نشرته صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية من أن السودان "اعتقل 21 شخصا تمهيدا لتسليمهم إلى الولايات المتحدة لقاء استبعاده من قائمة الدول الراعية للإرهاب" وبينهم 9 متشددين "منهم أبو أنس الليبي" على حد قولها. لكن الحكومة السودانية نفت على لسان غازي صلاح الدين، مستشار رئاسة الجمهورية لشؤون السلام بالسودان آنذاك، ثم اتضح أن شخصا لقبه "أبو أنس" بالفعل تم اعتقاله، إلا أنه لم يكن ليبيا "بل هو مصري" على حد ما أعلنه وزير الداخلية السوداني، اللواء عبدالرحيم محمد حسين، وراجعته "العربية.نت" في صحف أتت ذلك الوقت على الخبر.

كان ينتحل شخصية بن لادن للتمويه

 شاحنة محملة بأكثر من 900 كيلو تي أن تي دمرت سفارة أميركا بنيروبي

وجمعت "العربية.نت" معلومات عن "أبو أنس" من مصادر عدة أطلعت عليها، ومنها أنه تخرج من كلية الهندسة بجامعة الفاتح، وهي "جامعة طرابلس" الآن، حيث درس علوم الكمبيوتر، وهو متزوج من ليبية والدها كان دبلوماسيا سابقا، وكان له منها 4 أبناء، إلا أن أحدهم، وهو عبدالرحمن، سقط قتيلا في 2011 حين شارك بالهجوم على معقل العقيد القذافي في باب العزيزية بطرابلس. و"أبو أنس" خبير بالمعلوماتية والاستطلاع والتجسس والمراقبة والتعامل مع الأجهزة الإلكترونية والكمبيوتر، وبفضلها ارتقى بسرعة في "القاعدة" وانضم إلى مجلس الشورى فيها، طبقا لما طالعته "العربية.نت" من شهادات أدلى بها معتقلون من التنظيم، ممن أكدوا أنه ساهم في 1993 بمراقبة السفارة الأميركية بنيروبي وتصويرها، لتستهدفها "القاعدة" بعد 5 أعوام بانتحاري اقتحم مقرها بشاحنة محملة بأكثر من 900 كيلوغرام "تي.أن.تي" وأتت عليها بالكامل. وكان "أبو أنس" حين أقام في أفغانستان ينتحل شخصية بن لادن ويرتدي الثياب نفسها التي كان يرتديها زعيم "القاعدة" القتيل، لأنه بطوله تقريبا وطريقته بالمشي شبيهة بطريقة بن لادن تماما، فكانت "العيون" الأميركية تراه في مكان ما وتظنه بن لادن الحقيقي.

فتاوى تجيز تعذيب الرهائن

وأهم ما طرأ من جديد بشأن "أبو أنس" كان العام الماضي حين ذكر كثيرون أنهم "شاهدوه يتجول بحرية في طرابلس" طبقاً لما بثته "سي.أن.أن" نقلا عن مصادر في استخبارات غربية طلبت عدم كشف هويتها، وأن السلطات الليبية قد لا تكون عارفة بوجوده على أراضيها، كما نفت تلك المصادر علمها بقيام جهات أمنية دولية بالطلب من طرابلس اعتقاله، لأنه لا توجد اتفاقية لتبادل المطلوبين بين ليبيا والولايات المتحدة.

وكانت الولايات المتحدة تسعى وراء "أبو أنس" ما أمكن، وربما علمت العام الماضي فقط أنه عاد إلى ليبيا، بعد أن اطمأن إلى تراجع اهتمام أجهزة الاستخبارات بملاحقته خلال السنوات الأخيرة، علما أنه التحق بتنظيم "القاعدة" في أواخر الثمانينيات "وخلال تلك الفترة، وبعد أن شن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي حملة ضد الأصوليين المتشددين، فر إلى السودان" ثم غادره قبل رحيل بن لادن في 1996 إلى أفغانستان، فأقام في قطر قبل أن يستقر بمدينة مانشستر في بريطانيا التي منحته حق اللجوء السياسي لخشيتها من تعرضه للأذى إذا عاد إلى ليبيا. وحين اكتشف الأميركيون أمره أسرع الأمن البريطاني بأوائل عام 2000 وداهم منزله للقبض عليه، لكنهم اكتشفوا أنه فر من البيت الذي عثروا فيه على "وثيقة إرهابية" من 180 صفحة عنوانها "دراسات عسكرية في الجهاد ضد الطواغيت" وفيها تفاصيل للمقاتلين عن استخدام المتفجرات وتعذيب الضحايا، كما شرح المحاذير الأمنية التي يتطلب عليهم اتباعها حين القيام بعملياتهم بدقة وأمان، مع فتاوى من بعض علماء الدين "أجازوا فيها تعذيب الرهائن، خاصة من يحجبون المعلومات والأخبار والأسرار عن شعوبهم".

 

توقيف 4 اشخاص في ايران بتهمة محاولة تخريب في موقع نووي

وطنية - اعلن رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي اعتقال اربعة اشخاص بتهمة محاولة تخريب في احد المواقع النووية الايرانية، حسب ما نقلت وسائل الاعلام الايرانية.  واشار صالحي الى "اننا اكتشفنا انشطة تخريب يقوم بها عدد من الاشخاص في مركز نووي، سمحنا لهم بمواصلة انشطتهم لجمع المزيد من المعلومات. اعتقلناهم في الوقت المناسب والاستجواب يتواصل".

 

الكبش: نتمنى على السلطة الفلسطينية اعادة النظر بفصل اللينو

وطنية - طالب الشيخ خضر الكبش، في بيان، الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأعضاء اللجنة المركزية في حركة "فتح" إعادة النظر بفصلها للعميد محمود عيسى "اللينو" والتراجع عنه "وخاصة في ظل هذه الظروف الأمنية الصعبة التي يشهدها لبنان ومخيماته والتي نحتاج فيها الى الوحدة وتجنيب ساحتنا اللبنانية والفلسطينية أي نزاع داخلي يستفيد منه العدو الإسرائيلي". وتمنى على "السلطة الفلسطينية تجنيب الساحة الفلسطينية في لبنان من خلافها الداخلي لأن الساحة اللبنانية لها ظروفها الخاصة والإستثنائية ولا تحتمل تداعيات أي نزاع وصراع داخلي لا تحمد عقباه".

 

احتفالات في «التحرير»... واشتباكات دامية على أطرافه

القاهرة - محمد صلاح/الحياة

توارت صباح أمس احتجاجات نظمتها جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر خلف مشهد احتفال عشرات الآلاف في ميدان التحرير بالذكرى الأربعين لـ «نصر أكتوبر». لكن إصرار مسيرات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي على دخول الميدان المكتظ بمعارضيه سبب اشتباكات بين «الإخوان» من جهة والأهالي والأمن من جهة أخرى سقط فيها قتلى وجرحى. ويبدأ اليوم الرئيس المصري الموقت عدلي منصور أولى جولاته الخارجية بزيارة إلى المملكة العربية السعودية يستقبله خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قبل أن يتوجه إلى الأردن. وقال الناطق باسم الرئاسة ان وزير الخارجية نبيل فهمي ومجموعة من كبار مستشاري منصور سيرافقونه خلال الجولة، مشيراً إلى أن الرئيس «سيعبر لخادم الحرمين الشريفين عن شكر وتقدير مصر، قيادةً وشعباً، للموقف المبدئي للملكة التي ساندت إرادة الشعب على المستويين السياسي والاقتصادي». وقدرت وزارة الصحة في إحصاء أولي ضحايا مواجهات يوم امس بـ 28 قتيلاً وأكثر من 100 جريح، 26 منهم في القاهرة واثنان في محافظتي بني سويف والمنيا جنوب مصر. وقالت وزارة الداخلية إنها تعاملت «بحزم وحسم مع مثيري الشغب الذين يحاولون إفساد احتفالية الشعب بنصر أكتوبر وتصدت للجماعات التي تحاول التسلل إلى الميادين الرئيسة».

وجرت اشتباكات عنيفة بين الشرطة و»الإخوان» خصوصاً في شارع التحرير في حي الدقى وأمام مسجد الفتح في ميدان رمسيس. وشوهد مسلحون بأسلحة آلية قرب أنصار مرسي يطلقون النار صوب قوات الشرطة في رمسيس والدقي. وأوقف مئات من المتظاهرين من جماعة «الإخوان» حركة سير قطارات مترو الأنفاق في مناطق عدة، بعدما افترشوا قضبان القطارات قبل أن يتصدى لهم ركاب المترو وشرطة النقل.

في موازاة ذلك، احتشد عشرات الآلاف منذ الصباح في ميدان التحرير في قلب القاهرة للاحتفال. وتزين الميدان بمئات الأعلام المصرية ووضعت قوات الشرطة بوابات إلكترونية عند مداخله للتأكد من عدم حمل المتظاهرين أسلحة، واصطفت عشرات من آليات الجيش والشرطة عند مداخل الميدان لتأمين الاحتفالات. ورفع المتظاهرون أعلام مصر وصوراً لوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي الذي تصدرت صورة ضخمة له واجهة مجمع التحرير المطل على الميدان، وردد المتظاهرون هتافات مؤيدة للجيش والسيسي، وتنتقد حكم جماعة «الإخوان» ومرسي. وزدات أعداد المتظاهرين مع غروب الشمس ليكتظ الميدان بالمتظاهرين المؤيدين للجيش، وسط إطلاق كثيف للألعاب النارية، ولوحت الحشود لطائرات الجيش التي نفذت عروضاً جوية في سماء القاهرة وطافت ميدان التحرير مرات عدة. وزارت الفرق الموسيقية التابعة للجيش والشرطة الميدان، وعزفت مقطوعات موسيقية وسط ترحيب المتظاهرين. وتجمع آلاف آخرون في محيط قصر الاتحادية الرئاسي، ولوحوا بأعلام مصر وصور الفريق السيسي وسط عروض بالطائرات في سماء حي مصر الجديدة.

في المقابل، تجمع بضعة آلاف من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بعد صلاة الظهر أمام مساجد عدة في أحياء القاهرة، ونظموا مسيرات اتجهت صوب ميدان التحرير، رغم امتلائه بعشرات الآلاف من معارضي «الإخوان» ومرسي، ما أثار مخاوف من حدوث مصادمات دامية في حال تمكنوا من دخول الميدان الذي انتشرت فرق استطلاع من المتظاهرين عند أطرافه لرصد وصول أي من مسيرات «الإخوان» إليه. وتوجه «الإخوان» صوب ميدان التحرير من اتجاهات مختلفة، في ما بدا أنه تكتيك لإرهاق قوات الشرطة التي كانت مستنفرة عند كل مداخل الميدان لمنع وصول أنصار مرسي إليه.

وتحركت صوب الميدان مسيرات من حي الدقي بعد اشتباكات عنيفة مع الأهالي استخدمت فيها زجاجات حارقة وأسلحة خرطوش، لتشتبك مع قوات الشرطة في نهاية شارع التحرير المؤدي إلى جسر قصر النيل المطل على ميدان التحرير. وأطلقت قوات الشرطة عشرات من قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الصوت في الهواء لتفريق المسيرة، ما أدى إلى سقوط قتلى وعشرات الجرحى. وألقت الشرطة القبض على آخرين، وتحولت المنطقة إلى ساحة للكر والفر بين المتظاهرين والأمن. وتوجهت مسيرة أخرى من حي المنيل إلى الميدان، فتصدت لها قوات الشرطة عند مدخل شارع القصر العيني، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، فيما أحرق «الإخوان» إطارات سيارات لتتصاعد ألسنة اللهب، قبل أن تتفرق المسيرة. ووقعت اشتباكات مماثلة عند كورنيش النيل قرب ميدان التحرير مع مسيرة لـ «الإخوان» قدمت من حي المعادي وسعت إلى دخول الميدان.

ووقع أعنف الاشتباكات في ميدان رمسيس وسط القاهرة، حيث تجمع نحو ثلاثة آلاف من أنصار مرسي من أحياء مدينة نصر ومصر الجديدة والعباسية، وقطعوا الشارع الرئيس أمام مسجد الفتح، لتدور حرب شوارع بين المتظاهرين وأهالي المنطقة التجارية والعاملين في متاجرها، استخدمت فيها الحجارة والزجاجات الحارقة، قبل أن تتدخل الشرطة لتطلق الرصاص في الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود وتُلقي القبض على عشرات من أنصار مرسي أشعلوا النار في إطارات السيارات. واشتعلت حدة المواجهات بين الأمن و»الإخوان» مساء مع تقارير عن ظهور مسلحين وسط المتظاهرين، ما أسقط عدداً من القتلى والجرحى، غالبيتهم في القاهرة.

 

الإخوان المسلمون... من عنف الخطاب إلى عنف الممارسة

أحمد زايد /الحياة

لماذا هذا التحول التاريخي في الممارسة السياسية لدى جماعة الإخوان المسلمين؟ لماذا التحول من خطاب دعوي - أو دعوي سياسي - إلى الجنوح لاستخدام العنف، ثم إلى ما هو أبعد من العنف، أي الإرهاب؟ يشغل هذا السؤال وما يحيط به من أسئلة المراقبين والمهتمين بدراسة الجماعات الدينية. ويزداد الإلحاح في البحث عن إجابة عندما نسمع أن الخطاب الاخواني- على رغم العنف الظاهر في الممارسات السياسية الاحتجاجية وغير الاحتجاجية - لا يزال خطاباً مثقلاً بادعاءات السلم واتهام الآخرين بالعنف اتهاماً ينطوي على كثير من المغالطة والعنف. تحدث هذه الادعاءات على أصداء أصوات السلاح الذي يستخدم بأيدي الإخوان ليردي القتلى من المدنيين والعسكريين مع إسراف شديد في القتل يصل إلى حد التمثيل بالجثث وعرضها على الملأ. وبصرف النظر عن بعض حوادث العنف التي قامت بها الجماعة والتي كان أشهرها حادثة اغتيال النقراشي باشا عام 1948، فإن ثمة ادعاء دائماً بالسلمية، وثمة ممارسات تعتمد على التحالفات السرية والعلنية وعلى ممارسات أدائية – وسيلية تضع مصلحة الجماعة فوق كل اعتبار. ولكن ما لبث هذا الوجه أن اختفى أمام تحول تاريخي إلى استخدام العنف ليس فقط ضد الدولة وإنما ضد الشعب الأعزل أيضاً. وهذا التحول هو الذي جعل طرح السؤال أمراً ملحاً ومهماً. وأغلب الظن أن الميل إلى العنف – وتبرير استخدامه – متجذر في الخطاب الإخواني؛ وأن الدعوة إلى استخدامه ظهرت في هذا الخطاب، على نحو ضمني في الصياغات الأولى وعلى نحو صريح في بعض الصياغات التالية. ونفترض هنا أن الممارسات السياسية الصراعية بين الإخوان والدولة قد أفرزت ميلاً نحو التشدد والتطرف، ومن ثم الجرأة على تحويل هذه الصياغات الفكرية إلى ممارسات عملية بمجرد أن أتيحت لهم أول فرصة. وقد نحتاج بداية إلى أن نتأمل بعض الصياغات الفكرية الإخوانية في ما يتصل باستخدام العنف كوسيلة جهادية.

وعلى رغم أن المؤسس الأول للجماعة (حسن البنا) لم يناد باستخدام العنف، وكتب عن ضرورة الخلاف، وأهمية التجميع من دون التفريق، وأهمية أن نتعامل مع أعداء الجماعة (أطلق عليهم المتحايلين بلغته) بالدعاء والنداء والرجاء، وأن تعتمد الجماعة في دعوتها على الأساليب الحديثة من «نشرات ومجلات وجرائد ورسالات ومسارح وحاكٍ ومذياع». نقول إن على رغم ذلك، فإنه قد تحدث في نصوص كثيرة عن الجهاد وعن أهمية استخدام السيف إذا فشلت الحجة والبرهان، وعن حراسة الحق بالقوة، مستشهداً بقول الشاعر:

«والناس إذ ظلموا البرهان واعتسفوا

فالحرب أجدى على الدنيا من السلم».

ولقد تحولت هذه الجذور العقدية، التي كانت تنسج في شكل غير مباشر وفي سياق الحديث عن الجهاد في الإسلام، تحولت إلى دعوة صريحة في الصياغات التي قدمها سيد قطب في كتابات السجن، والتي كان أهمها كتاب «معالم على الطريق». ثمة أربع نقاط جوهرية هنا أحدثت تحولاً نوعياً في الخطاب الإخواني: الأولى هي نزع الإسلام عن الحضارة الإسلامية في ما بعد دولة الراشدين، وعن الحكام المسلمين المعاصرين، بل وعن الشعوب الإسلامية، حيث يعيش العالم كله اليوم في «جاهلية... تقوم على أساس الاعتداء على سلطان الله في الأرض وعلى أخص خصائص الألوهية وهي الحاكمية». والثانية هي الدعوة الصريحة إلى القطيعة مع المسلمين؛ فأولى خطوات الطريق هي الاستعلاء على المجتمع الجاهلي وقيمه وتصوراته وألا يتم التصالح أو المهادنة معه «إننا وإياه على مفرق الطريق وحين نسايره خطوة واحدة، فإننا نفقد الطريق». والثالثة هي منح أولئك الذين يسيرون في هذا الطريق سلطة رسوليه لتغيير المجتمع بانتزاع السلطان» من مغتصبيه من العباد وردّه إلى الله وحده» من طريق مجتمع حركي يكون «تمثيلاً صحيحاً وترجمة حقيقية للتصور الاعتقادي»، ويكون أقوى في قواعده النظرية والتنظيمية وروابطه وعلاقاته ووشائجه من المجتمع الجاهلي القائم فعلاً. والرابعة هي تقرير استخدام القتال لتحرير الإنسان من مجتمع الجاهلية:

«وَمَنْ لَـمْ يَـذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِه

يُـهَدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِمِ الـنَّاسَ يُظْلَمِ».

وعلى رغم أن هذه الدعوة التي تنتصر لاستخدام العنف وتكفير المجتمع قد لاقت رفضاً من بعض قادة الإخوان (أنظر كتاب الهضيبي بعنوان «دعاة لا قضاة»)، فإنها لاقت قبولاً لدى بعض الشباب، الذين التفوا حول سيد قطب وظلوا يكافحون العزلة داخل الجماعة إلى أن تربعوا على عرشها فهم يشغلون مواقع القيادة الآن (كان منهم محمد بديع ومحمود عزت). لقد كون هؤلاء تياراً متشدداً داخل الجماعة كان له الانتصار في النهاية، وأصبح الشباب الذين آمنوا بأفكار الجاهلية والتكفير والحاكمية قادة للجماعة؛ وتحولوا من فئة معزولة داخل الجماعة إلى فئة قوية تحكم قبضتها على التنظيم. وتعد العدة للانقضاض على المجتمع والدولة (ربما يفسر لنا ذلك التسرع الشديد في القرارات والإجراءات الذي وسم فترة حكم الإخوان وعجّل في سقوطهم).

ليس غريباً إذاً أن يكون العنف وسيلة جوهرية من وسائل هذه الجماعة، وهو عنف لم يظهر فقط بعد أن فقدوا حكم مصر، ولكنه ظهر قبل ذلك وأثناء الثورة نفسها. فإذا كان لنا أن نقرأ مشهد العنف المعاصر لجماعة الإخوان، فإننا يجب أن نرجع بهذا المشهد إلى الأيام الأولى للثورة، ونتتبع مساراته حتى الآن. وأستطيع أن أرصد في هذا المشهد ثلاث استراتيجيات لاستخدام العنف، اختلفت باختلاف السياق: الأولى استخدام العنف لإحداث فوضى وإرباك مؤسسات الدولة في بدايات الثورة لكي تتحول الثورة من السلمية إلى العنف وتتمزق العلاقة بين الجيش وقوى الأمن والشعب (نستدعي في هذا السياق فتح السجون، والاعتداء على أقسام الشرطة والمؤسسات الرسمية).

وتمثلت الإستراتيجية الثانية في استخدام العنف الرمزي للدولة أو الاستقواء بها أثناء فترة حكم الإخوان «30 حزيران (يونيو) 2012- 3 تموز (يوليو) 2013» وذلك لتفكيك أواصر الدولة «الكافرة طبعاً»، والعمل على إحكام قبضة الإخوان عليها (نستدعي في هذا السياق الحصارات الشهيرة لمدينة الإنتاج الإعلامي والمحكمة الدستورية، وقتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية، وإرباك السلطة القضائية والشرطة)؛ وكانت الإستراتيجية الثالثة هي الكشف عن الوجه السافر للعنف بعد فقدان كرسي العرش. لقد كان العنف هنا طاغياً يسرف في القتل ويختلط بالإرهاب على نحو ظاهر إذ يحاول – بطريقته في القتل والتمثيل بالجثث – أن يلقي بالخوف في القلوب وأن يروع الناس؛ (ومن المعروف أن التخويف والترويع هو الخط الفاصل بين العنف والإرهاب) وهو ما يحول العنف إلى الإرهاب.

وبناءً عليه، فإن استخدام العنف في ما بعد فض الاعتصام لم يكن جديداً، بل كان استمراراً لاستراتيجيات عنف مبيتة ومستخلصة من فكر متطرف. لقد كان الجديد فيه هو السفور، أعني الكشف عن الوجه السافر للعنف. لقد كان السلاح في بداية الثورة يوجه من خلال أيادٍ خفية تضرب من وراء ستار، وكان أثناء الحكم يوجه من خلال أنصار ومؤيدين وبلطجية، أما الآن فإنه يوجه مباشرة – وفي العلن وأمام الكاميرات – إلى وجه الدولة والمجتمع. وهنا نطرح أسئلة الختام: هل يمكن القول إن الإرهاب يتخذ وجهاً جديداً؟ وهل هذا الشعور يصنع بداية النهاية؟ وما موقف التنظيم الدولي من هذا التحول؟ وهل يمكن أن يستعاد موقف الهضيبي، ويظهر من بين جماعة الإخوان من يقول لهم نحن دعاة لا قضاة؟ أم أن رفع السلاح يعني خفض الخطاب بل موته؟ وقبل هذا وذاك كيف يكون موقفهم من الوطن الذي رعاهم ومنحهم الفرصة لكي يتعلموا، ولكي يكون لهم خطاب وتنظيم، فلما شبّوا عن الطوق رفعوا في وجهه السلاح واعتبروه لا وطن؟

* استاذ في علم الاجتماع السياسي في كلية الآداب - جامعة القاهرة

 

ضربة أميركية مزدوجة لـ«القاعدة»: اعتقال «أبو أنس الليبي» وغارة في الصومال

واشنطن - جويس كرم/الحياة

طرابلس، مقديشو - ا ف ب، رويترز - وجهت الولايات المتحدة ضربة مزدوجة إلى تنظيم «القاعدة» بتنفيذها عمليتين متزامنتين تقريباً في ليبيا والصومال، أدت أولاهما إلى اعتقال الليبي نزيه الرقيعي (ابو انس الليبي)، القيادي المطلوب في تفجير السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا العام 1998، فيما لم يتسن التأكد من حصيلة العملية الثانية التي قالت وزارة الدفاع الأميركية انها استهدفت منزلاً ساحلياً لقيادي في «حركة الشباب المجاهدين» الصومالية المرتبطة بـ «القاعدة». وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية اعتقال «أبو أنس الليبي»، فجر أمس قرب العاصمة الليبية. وأكد الناطق باسم الوزارة جورج ليتل أن القوات الخاصة الأميركية نفذت العملية، مشيراً إلى أن «أبو انس الليبي» بين يدي الجيش الاميركي «في مكان آمن خارج ليبيا»، وقد يُنقل إلى الولايات المتحدة. وأضاف أن محكمة في نيويورك وجهت إليه اتهامات على خلفية التفجيرين و «دوره المفترض» في التنظيم.

ويعتبر «الليبي» (49 عاماً) من أبرز المتهمين في التفجيرين اللذين تسببا بمقتل 224 شخصاً، وهو كان عضواً في «الجماعة الإسلامية المقاتلة»، قبل أن ينضم إلى «القاعدة». وكانت الحكومة الاميركية عرضت مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله. وغادر «أبو أنس الليبي» مهندس المعلوماتية ليبيا إلى السودان مطلع التسعينات هرباً من قمع النظام للإسلاميين. وبفضل درايته في مجال المعلوماتية وأنظمة الاتصالات، تقدم بسرعة في صفوف «القاعدة». وعاش في افغانستان واليمن قبل حصوله على اللجوء السياسي في بريطانيا التي أقام فيها حتى العام 2000، لينتقل منها للعيش في باكستان. وبحسب أحد اقاربه، فإن أولاده «وجدوا صعوبات في التأقلم في مدرستهم في ليبيا بعد سنوات عدة من المنفى في باكستان». وكان الرقيعي عاد إلى بلاده اثر انطلاق الثورة في العام 2011 وشارك في المعارك الى جانب الثوار الليبيين. وأشار مصدر إلى أنه «الليبي»، وهو أب لأربعة ابناء، خسر أحد أبنائه إثر مقتله على يد القوات الموالية لمعمر القذافي خلال عملية «تحرير طرابلس» في تشرين الاول (اكتوبر) 2011.

وقال جار للرقيعي لم يذكر اسمه: «عندما كنت أهم بفتح باب منزلي رأيت مجموعة سيارات تنطلق بسرعة من اتجاه المنزل الذي يعيش فيه الرقيعي. دهشت لهذه الحركة في الصباح الباكر... خطفوه. لا نعرف من هم.» وأشار شاهد من عائلة « ابو انس الليبي» إلى أن الاخير «كان يركن سيارته أمام منزله عندما طوقته ثلاث سيارات، وبسرعة فائقة قام رجال ملثمون بكسر الزجاج من جهة السائق وسحبوه إلى خارج سيارته قبل أن يقتادوه معهم». ولفت إلى أن المعتقل كان «متكتماً، لا يعمل ولا يغادر منزله سوى للتوجه الى المسجد. وكان غالباً يرتدي الزي الافغاني». وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الحكومة الليبية ساعدت في اتمام العملية، كما نقلت وكالة «رويترز» عن ابن «الليبي» ان أفراد المجموعة التي اعتقل والده لدى عودته من صلاة الفجر كانوا يتحدثون باللهجة المحلية وملامحهم ليبية. لكن طرابلس نفت علمها بالعملية، في ما بدا محاولة لتفادي رد فعل غاضب من الإسلاميين الذين يسيطرون على كتائب مسلحة. وقال مكتب رئيس الوزراء الليبي علي زيدان إن الأخير طلب من السلطات الأمريكية أمس تفسيراً للعملية. وأضاف في بيان أن الحكومة «تتابع الأنباء المتعلقة باختطاف أحد المواطنين الليبيين المطلوب لدى سلطات الولايات المتحدة بزعم علاقته بتفجيرات... ومنذ سماع النبأ تواصلت الحكومة مع السلطات الأميركية وطلبت منها تقديم توضيحات في هذا الشأن». وأبدت الحكومة «حرصها على ان يحاكم المواطنون الليبيون في ليبيا في اي تهم كانت». وأشار عبدالباسط هارون، وهو قيادي سابق في ميليشيا إسلامية يتعاون مع الحكومة الليبية في التعامل مع الوضع الأمني، إلى أن العملية الأميركية «تظهر أن ليبيا ليست مأوى للإرهابيين الدوليين»، لكنه حذر من أن الإسلاميين المتشددين بمن فيهم أولئك الذين ألقيت عليهم مسؤولية الهجوم الدامي على القنصلية الأميركية في بنغازي قبل عام «سيردون بقوة، ولن يمر هذا الأمر مرور الكرام».

وفي عملية متزامنة أكدت واشنطن أن تقاطعها مع اعتقال «أبو أنس الليبي» مصادفة، دخلت فرقتان من البحرية الأميركية و «نايفي سيل» التي سبقت أن قتلت زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، من المحيط الهندي الى الساحل الصومالي فجر الجمعة - السبت، ونفذت عملية ضد «إرهابي معروف من (حركة) الشباب» في بلدة براوة الصومالية.

وأكد الناطق باسم البنتاغون أن العملية «أوقعت ضحايا» من الحركة لم يعلن هوياتهم، مشيراً إلى أن القوات غادرت قبل التأكد مما إذا كان الهدف الأساسي للعملية قضى فيها «لتفادي وقوع ضحايا مدنيين». وأوضح أن التحضيرات للعملية بدأت قبل أسبوع بعد اعتداء نيروبي الذي أعلنت «الشباب» مسؤوليتها عنه. وفي حين أقر الناطق باسم «الشباب» عبدالعزيز أبو مصعب بسقوط قتيل في صفوف حركته وتحدث عن سقوط «قتلى عدة» في صفوف القوات الأجنبية، شدد على أن «زعم الولايات المتحدة أن مسؤولاً رفيعاً في الشباب كان في المنزل غير صحيح... كان هناك مقاتلون عاديون يعيشون في المنزل وصدوا الهجوم بشجاعة وطاردوا المهاجمين».

لكن مسؤولاً في المخابرات الصومالية قال إن هجوم براوة كان يستهدف قيادياً شيشانياً جُرح وقُتل حارسه. وخلافاً لموقف الحكومة الليبية، أعلن المسؤولون الصوماليون أنهم يتعاونون مع «شركائهم الاجانب في مكافحة الإرهاب». وقال رئيس الوزراء عبدي فرح شريدون للصحافيين إن «تعاوننا مع شركاء دوليين في مكافحة الارهاب ليس سراً... ومصلحتنا هي في جعل الصومال سلمياً وخالياً من الإرهاب والمشاكل». وهذه أكبر عملية عسكرية أميركية في الصومال منذ قتلت قوة كوماندوس أميركية القيادي الكبير في «القاعدة» صالح علي صالح النبهان قبل أربع سنوات. وتأتي بعد أسبوعين من الهجوم الذي تبنته «الشباب على مركز «وست غيت» التجاري في نيروبي وأسفر عن سقوط 67 قتيلاً. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن العمليتين العسكريتين في ليبيا والصومال تظهران تصميم واشنطن على ملاحقة قادة «القاعدة» في جميع أنحاء العالم. واضاف: «نأمل بأن يظهر ذلك أن الولايات المتحدة لن تتوقف أبداً عن بذل جهودها الرامية لمحاسبة منفذي الأعمال الإرهابية. أعضاء القاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية يستطيعون الهرب ولكن لا يمكنهم الاختباء... سنواصل مطاردة هؤلاء لتقديمهم الى العدالة».

 

ليفني تتوقع مفاوضات لأكثر من 9 أشهر واليمين يطالب بوقفها

الحياة/توقعت رئيسة الطاقم الإسرائيلي للمفاوضات مع الفلسطينيين، الوزيرة تسيببي ليفني، أن تطول المفاوضات بين الجانبين لأكثر تسعة أشهر، وهي الفترة المحددة لإنتهاء المفاوضات وفق اتفاق أميركي فلسطيني إسرائيلي.

وفي المقابل دعا اليمين الإسرائيلي إلى وقف هذه المفاوضات وتكثيف الاستيطان.

وكشفت ليفني في مقابلة أجرتها القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي مع لفني، كشفت الوزيرة الإسرائيلية أن المفاوضات تتناول جميع القضايا المهمة مشددة على أن الغرض الأبرز من المفاوضات هو التوصل لاتفاق دائم وليس اتفاقاً مرحلياً جديداً. وقالت ليفني "سيعرف الجانبان قريباً حقيقة وإمكانية التقدم في المفاوضات من عدمها إلى جانب إذا ما كانت المفاوضات تسير في الطريق الصحيح أم لا علماً أن الجانبين لديهما رغبة بالتوصل لاتفاق سلام دائم وليس مؤقتاً والمضي قدماً في تحقيق السلام". من جهته رأى رئيس لجنة الخارجية والامن، أفيغدور ليبرمان، أن التوجه القائل بأنه يمكن حل القضايا الجوهرية مع الفلسطينيين وإبرام اتفاق دائم خلال ستة أشهر هو توجه خاطئ، سيقود في نهاية المطاف إلى طريق مسدود وتعثر المفاوضات. وقال ليبرمان، خلال مشاركته في ندوة سياسية إن "التوجه القائل بأنه يمكن حل القضايا الجوهرية مع الفلسطينيين وإبرام اتفاق دائم خلال ستة أشهر هو توجه خاطئ، سيقود في نهاية المطاف إلى طريق مسدود وتعثر المفاوضات". وبرأي ليبرمان فإن وضعاً كهذا سيجر عواقب وخيمة، لأنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق حول القضايا الجوهرية مع الفلسطينيين في فترة زمنية قصيرة.

ورداً على اقتحام فلسطيني مستوطنة "بساحوت" في الضفة، صعّد اليمين الاسرائيلي حملته ضد المفاوضات مطالباً بوقفها كلياً والرد بعمل عسكري وفوري على عملية إطلاق النار على مستوطنة "بساجوت" وإلغاء اتفاقية تحرير اسرى فلسطينيين. ودعا وزير الإسكان أوري أريئيل، رئيس الحكومة إلى السماح للجيش الإسرائيلي بانتهاج سياسة حازمة ضد ما اسماه "الارهاب الفلسطيني" لمنعه من رفع راسه من جديد.

وأصدرت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب البيت اليهودي المتطرف، بياناً دعت فيه إلى وقف المفاوضات مع الفلسطينيين وإلغاء اتفاقية تحرير الأسرى. واتهم رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، أفي روئيه، السلطة الفلسطينية بالمسؤولية عن عملية إطلاق النار، معتبراً أنه "بعد فترة من الهدوء الأمني عاد "الإرهاب" ليرفع رأسه مجدداً تحت ظل مفاوضات سياسية وسياسة الإفراج عن أسرى فلسطينيين".

وطالب الحكومة الإسرائيلية بوقف اتفاق تحرير الأسرى، و"القضاء على "الإرهاب" والرد على ما حدث بتكثيف الاستيطان. يشار إلى أن  ملثماً فلسطينياً اقتحم مستوطنة بساغوت القريبة من رام الله وأطلق النار باتجاه إحدى شرفات المنازل، مما أسفر عن إصابة فتاة إسرائيلية بجراح. ورد جيش الاحتلال بعمليات تمشيط واسعة في المنطقة، وقالت مصادر فلسطينية إن شابين فلسطينيين أصيبا بجراح بنيران قوات الاحتلال.