المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 06 تشرين الأول/2013

عناوين النشرة

*اّيات عن الرضى في الكتاب المقدس

*بالصوت/قراءة إيمانية للياس بجاني في مفهوم الرضى والقناعة وفي حقيقة المشروع الإيراني التوسعي/أهم وآخر الأخبار/05 تشرين الأول/13

*اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/05 تشرين الأول/13

*نشرة الاخبار باللغة الانكليزية

*البابا يدين اللامبالاة حيال الذين يهربون من العبودية والجوع بحثا عن الحرية

*الياس بجاني/لا فائدة ولا جدوى من أي حوار مع حزب الله

*بالصوت/من تلفزيون ام تي في/مقابلة مع محمود حيدر تحكي مشروع حزب الله الإلغائي للبنان/04 تشرين الأول/13

*فيديو/من تلفزيون ام تي في/مقابلة مع محمود حيدر تحكي مشروع حزب الله الإلغائي للبنان/04 تشرين الأول/13

*مقالات لبنان: حوار مع "حزب الله"؟/علي حماده/النهار

*رئيس الجمهورية اطلع من نصري خوري على الاوضاع في سوريا وابدى ارتياحه لعودة الناجين من العبارة الاندونيسية

*أراضي القاع تُقضم تباعاً والدولة تتفرج الوزارات صمّت آذانها والتوتر الطائفي يتصاعد

*الناجون من حادثة العبارة الاندونيسية يعودون الأحد أيوب: عدد الركاب الاجمالي 72 وعدد الناجين الفعلي 28 بينهم 18 لبنانيا

*الأسد أوعز لحلفائه بإبقاء حكومة ميقاتي حتى انتخابات الرئاسة لأنه يفضل بقاء "الستاتيكو" الحالي في لبنان بانتظار التطورات الاقليمية 

*سلام يبذل جهدا بعيدا عن الاضواء لاخراج تأليف الحكومة من المأزق الحالي

*عكاظ": 10 أيام لتشكيل حكومة وفاقية

*الراي: استبعاد صدمة ايجابية تُخرج لبنان من الغيبوبة

*حبيـش: لا حـوار يُكرّس اعرافاً تُناقض الدســتور وسنبلغ سليمان وسلام تخلّينا عن المشاركة في الحكومة

*الفرزلـي: سـنناقـش قضايـا لبـنانية ومسـيحيــة/تمنى حضور "الكتائب" و"القوات" اجتماع "اللقاء المسيحي"

*ابو جمرة دعا الى مؤتمر يرعى شؤون اللاجئين: لا يمكن ان يدوم تصـريف الأعمـال 7 أشـهر

*الإعدام للضابط اللبناني غسان الجد  في جرم التعامل

*سعيد: التوجه هو نحو انتزاع حكومة حيادية ترتكز على إعلان بعبدا

*مروان حمادة لـ”السياسة”: لا فائدة من الحوار مع “حزب الله”  

*حمادة: سليمان وسلام يتصرفان بطريقة فيها ضعف ولا عذر لهما فيها

*حزب الله يشيع قتيلاً جديداً سقط في المحرقة السورية

*خطف سوري وولده في سرعين التحتا ردا على خطف نجل رئيس بلدية بريتال السابق

*جعجع بحث مع السفير الأميركي التطورات في المنطقة

*استمرار التحقيقات في موضوع ادخال السندويش المشبوه الى سجن رومية

*حمود كلف المباحث الجنائية تفريغ شريط مقابلة حمدان المتضمنة تشهيرا برئيس الجمهورية

*بري وصل إلى جنيف للمشاركة في جمعية الاتحاد البرلماني الدولي

*النائب السيد حسين الموسوي: حزب الله ليس المسؤول عن تأخر الدعم المالي للبنان

*حزب الله" وعبادة القوة

*النائب زياد القادري : أي تقارب إيراني سعودي لن يؤدي الى خلط التحالفات بين 8 و 14 آذار

*حوري: همنا تشكيل الحكومة

*بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام في نداء: للاسراع في إعادة الامن والامان الى الشعب السوري

*رامي عليق لـ"لبنان الحرّ": من المفيد أن تكون هناك حكومة من خارج الإصطفاف السياسي بين 14 و8 آذار

*مفاجأة الصفدي بعد سجال شمل رئاسة الحكومة: الطلب من ميقاتي الموافقة على تمويل المحكمة

*هل يخشى "حزب الله" الصفقة الشاملة بين إيران وأميركا؟

*أساقفة السريان الكاثوليك ناشدوا السياسيين نبذ الخلافات ورفضوا التطرف الديني

*الرئيس الجميّل: حزب الله اليوم كسوريا 1988/الأخبار/نقولا ناصيف

*مقالات وماذا عن"الوطن العبّارة"/ راجح الخوري/النهار/

*فتِّش عن إيران.../ الياس الديري/النهار

*الياس الزغبي - إنحطاط السياسة أمام الرئاسة

*دنيز عطالله حداد - بكركي تدعم رئيس الجمهورية.. ولا تؤيد التمديد

*العلاقات الأميركية - الإيرانية.. بين السر والعلانية.. عبر 35 عاما/ زين العابدين الركابي/الشرق الأوسط

*تقارب أميركيّ – إيرانيّ؟/حازم صاغية/الحياة

*السعودية ولبنان/احمد عياش/النهار

*داعش" تحاول إعادة ترسيم الشريط الحدودي السوري مع تركيا لإقامة إمارتها الإسلامية من اللاذقية إلى الأنبار العراقية

*هل يُقنّن بقاء «حزب الله» في سوريا باب المساعدات؟/جورج شاهين/جريدة الجمهورية

*11 ألف امرأة حامل ضمن عيّنة من 124 ألف نازح من أصل 1.3 مليون/مخاوف لبنانية من تزايد كبير في عدد النازحين السوريين ... بسبب الإنجاب

*العونيون مع دويلة "حزب الله".. وضدها/كارلا خطار/المستقبل

*عون ليس قلقاً لأنّ "المسيحية ازدادت انتشاراً.. بعد المسيح" و"حرب إلغاء" بين صهرَي الجنرال على.. خلافته/جورج بكاسيني/المستقبل

*العهد المُعَطّل!/انطوان سعد/جريدة الجمهورية

*هل وَرَثة التيّار العوني يتنافسون على كرسي الجنرال؟/رينا ضوميط/جريدة الجمهورية

*القيادة العامة" تحت مجهر "حزب الله" بعد متفجرة الرويس/علي الحسيني/المستقبل

*اللواء علي مملوك.. مجرم استخباري من هذا الزمان/داود البصري /السياسة

*نتنياهو: لعدم تخفيف العقوبات على ايران

*السفير السوري: سوريا ستنتصر بعبقرية رئيسها

*هدوء حذر في مصر عشية ذكرى 6 أكتوبر: الاخوان يحشدون لاحتلال ميادين القاهرة..وتحذير أمريكي جديد من العنف

*واشنطن:فكرة حصول الأسد على أية فرصة للترشح للانتخابات الرئاسية مهينة

*منتقداً ظهور “نصرالله” من مخبئه بإبتسامة ساخرة… قائد إسرائيلي: الرد على “حزب الله” سيكون قاسيا

*خامنئي: بعض أنشطة روحاني في نيويورك غير مناسبة… ولا نثق باميركا مطلقا

*عن "حزب الشاي"الذي تسبب بالازمة في واشنطن

 

تفاصيل النشرة

 


اّيات عن الرضى في الكتاب المقدس

الأمثال14/30: حَيَاةُ الْجَسَدِ هُدُوءُ الْقَلْبِ، وَنَخْرُ الْعِظَامِ الْحَسَدُ/الأمثال 15/15: كُلُّ أَيَّامِ الْحَزِينِ شَقِيَّةٌ، أَمَّا طَيِّبُ الْقَلْبِ فَوَلِيمَةٌ دَائِمَةٌ/الأمثال 17/22: الْقَلْبُ الْفَرْحَانُ يُطَيِّبُ الْجِسْمَ، وَالرُّوحُ الْمُنْسَحِقَةُ تُجَفِّفُ الْعَظْمَ/الأمثال 23/17 و18: لاَ يَحْسِدَنَّ قَلْبُكَ الْخَاطِئِينَ، بَلْ كُنْ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ الْيَوْمَ كُلَّهُ لأَنَّهُ لاَ بُدَّ مِنْ ثَوَابٍ، وَرَجَاؤُكَ لاَ يَخِيبُ/العبرانيين 13/05 لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ قَالَ:لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ 1 تيموثاوس 06/06: وَأَمَّا التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ")

 

البابا يدين اللامبالاة حيال الذين يهربون من العبودية والجوع بحثا عن الحرية

أعلن البابا فرنسيس خلال قداس بمناسبة عيد مار فرنسيس اقيم الجمعة في مدينة اسيزي، ان “هذا اليوم هو نهار حزن ودموع بسبب الحداد الوطني الذي اعلن في ايطاليا بعد مأساة لامبيدوزا”، وبتأثر شديد دان البابا “اللامبالاة حيال الذين يهربون من العبودية والجوع بحثا عن الحرية ويجدون الموت كما حصل امس في لامبيدوزا واعلنت ايطاليا يوم حزن وحداد بعد حادثة غرق المهاجرين في لامبيدوزا، التي اسفرت عن مصرع حوالى 300 مهاجر من القرن الافريقي، مما اعاد تحريك الجدل حول سياسة الهجرة الاوروبي.

 

لا فائدة ولا جدوى من أي حوار مع حزب الله
 
بالصوت/قراءة إيمانية للياس بجاني في مفهوم الرضى والقناعة وفي حقيقة المشروع الإيراني التوسعي/أهم وآخر الأخبار/05 تشرين الأول/13
 
اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/05 تشرين الأول/13
نشرة الاخبار باللغة الانكليزية
 
من ضمن النشرة تأملات إيمانية في مفهوم الرضى والقناعة مستوحاة من الأيات التالية: الأمثال14/30: حَيَاةُ الْجَسَدِ هُدُوءُ الْقَلْبِ، وَنَخْرُ الْعِظَامِ الْحَسَدُ/الأمثال 15/15: كُلُّ أَيَّامِ الْحَزِينِ شَقِيَّةٌ، أَمَّا طَيِّبُ الْقَلْبِ فَوَلِيمَةٌ دَائِمَةٌ/الأمثال 17/22: الْقَلْبُ الْفَرْحَانُ يُطَيِّبُ الْجِسْمَ، وَالرُّوحُ الْمُنْسَحِقَةُ تُجَفِّفُ الْعَظْمَ/الأمثال 23/17 و18: لاَ يَحْسِدَنَّ قَلْبُكَ الْخَاطِئِينَ، بَلْ كُنْ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ الْيَوْمَ كُلَّهُ لأَنَّهُ لاَ بُدَّ مِنْ ثَوَابٍ، وَرَجَاؤُكَ لاَ يَخِيبُ/العبرانيين 13/05 لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ قَالَ:لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ 1 تيموثاوس 06/06: وَأَمَّا التَّقْوَى مَعَ الْقَنَاعَةِ فَهِيَ تِجَارَةٌ عَظِيمَةٌ")

 

لا فائدة ولا جدوى من أي حوار مع حزب الله

http://newspaper.annahar.com/article/72849-لبنان-حوار-مع-حزب-الله

الياس بجاني/05 تشرين الأول/13

بالتأكيد ودون أي نوع من الشك إن التجارب والوقائع والحقائق المحسوسة والمعاشة والمنظرة تقول إن لا فائدة بالمرة من أي حوار مع حزب الله كونه أداة إيرانية وماكينة اغتيالات ولا قرار مستقل لديه وهو ينفذ ما يؤمر به دون أي سؤال. حزب الله جيش من المرتزقة تابع بالكامل لإيران الملالي. أحد المثقفين الكبار لدى الحزب المدعو محمود حيدر وهو باحث في الشؤون الإقليمية أجرى في الثالث من الجاري مقابلة مهمة جداً مع تلفزيون المر (أم تي في) وهي بالحقيقة وضحت ووضحت وعرت وكشفت مشروع حزب الله الذي لا يعترف باي مؤسسة من مؤسسات الدولة اللبنانية ويعتبر أن النظام اللبناني انتهى منذ زمن طويل. من المفيد جداً أن يستمع للمقابلة كل أولئك المتوهين والحالمين بأي نتيجة إيجابية من أي حوار مع حزب الله. في أسفل تعليقنا على المقابلة والروابط لسماعها ومشاهدتها.


مشروع حزب الله الهادف لأسقاط لبنان الكيان والدولة والرسالة على لسان الباحث في الشؤون الإقليمية، محمود حيدر
بالصوت/من تلفزيون ام تي في/مقابلة مع محمود حيدر تحكي مشروع حزب الله الإلغائي للبنان/04 تشرين الأول/13

فيديو/من تلفزيون ام تي في/مقابلة مع محمود حيدر تحكي مشروع حزب الله الإلغائي للبنان/04 تشرين الأول/13
الياس بجاني/04 تشرين الأول/13/ لم يكن كلام السيد محمود حيدر، الباحث كما يسمي نفسه إلا توضيحاً جلياً ولا لبس فيه لما هو واضح ومعروف ومعاش من قبل اللبنانيين الشرفاء والسياديين الذين بالطبع ليس منهم ربع 8 آذار من أمثال الساقط في كل تجارب ابليس ميشال عون وصاحب "الخط" سليمان فرنجية ومن معهما وحولهما من العصي والودائع والوصوليين والجاحدين بكل ما هو لبناني ومن بين هؤلاء للأسف رجال دين مسيحيين كبار غارقين في إبليستهم والملجمية. كما قال هذا الفيلسوف وعلنية وبوضوح تام واستكبار مقزز حزب الله لا يعترف بالدولة اللبنانية ويعتبر مجلسي النواب والوزراء مجرد ديكور ورئاسة الجمهورية أمر هزلي والحزب يقبل بطاولة الحوار فقط ومؤقتاً على أساس كونها اداة يستعملها للحصول على ما يريد وتعطيل ما لا يناسبه. والحزب يرى أن من حقه أن يرفض في أي وقت يشاء ما يقبله ويوافق عليه طبقاً للظروف وأحجام القوة. أما أخطر ما جاء على لسان هذا الناطق باسم ملالي إيران أنه على اللبنانيين ان يتعقلوا ويتكيفوا مع حضور حزب الله كونه كياناً وازناً لبنانياً واقليمياً بما يعني عدم التطرق إلى أمر سلاحه ودويلته ومشروعه وانفلاشه لا من قريب ولا من بعيد وتركه يؤدي الأدوار الموكلة له من حكام إيران وإلا الويل لمن يقف بوجهه. في عقل هذا الرجل الكيان اللبناني انتهى إلى غير رجعة وحزب الله هو من يحكم لبنان شاء اللبنانيون أو رفضوا لا فرق لأنهم عاجزون عن مواجهة قوته العسكرية. أما مفهومه للإنتصارات التي حققها محور الشر السوري-الإيراني في سوريا والتي كما يتوهم توجت بسعي أميركا حابية وراكعة نحو إيران وفي انتصار حزب الله بحرب تموز 2006 فهو مفهوم أقل ما يقال فيه أنه ورم كياني وسرطاني ونوع من أنواع أحلام اليقظة. منطق هذا الرجل منسلخ عن الواقع وغارق في أوهام مشروع ملالي إيران. المهم في هذه المقابلة الممتازة أن الإعلامي انطوان سعد تمكن من كشف ما يتوهم حزب الله انه سري، أي مشروعه الملالوي الهادف إلى اسقاط كل ما هو لبناني. لقد تمكن سعد وبلباقة من فضح مشروع حزب الله بالكامل وأظهار سطحية فكر وثقافة هذا الباحث الذي هو مجرد صنج يؤدي ما أوكل إليه. في الخلاصة حزب الله سرطان خطير يهدد ليس فقط لبنان بل كل دول المنطقة وهو أداة عسكرية وارهابية لملالي إيران ولبنان راهناً هو محتل من قبل هذا الحزب. ننصح من يهمه أمر لبنان واللبنانيين أن يستمه إلى هذه المقابلة

 

مقالات لبنان: حوار مع "حزب الله"؟

علي حماده/النهار

حتى الآن لم تلح على سياسة "حزب الله" أي تغييرات جوهرية يمكن البناء عليها في محاولة لفتح كوة في جدار الازمة اللبنانية التي تتراكم مفاعيلها السلبية على الواقعين الاقتصادي والاجتماعي، وكذلك على مؤسسات الدولة اللبنانية المهترئة. ومع ذلك ثمة استعداد للنقاش مع قيادة "حزب الله" خلف الابواب الموصدة في "حلول" وان تكن موقتة لتفكيك القنبلة الموقوتة التي تتهدد لبنان اذا ما انفجرت يوما ما، تبعا لايقاعات المنطقة. صحيح ان "حزب الله" يقف مع النظام في سوريا خلف جملة من الاغتيالات الكبرى في البلد منذ الاول من تشرين الاول مع محاولة اغتيال مروان حماده وصولا الى اغتيال وسام الحسن مرورا بالاغتيال الاكبر لرفيق الحريري ومن ثم مجموعة الشخصيات الاستقلالية. والصحيح ايضا ان "حزب الله" يقضم الدولة ومؤسساتها، ويقيم اكبر شبكة مافيوية عهدها لبنان منذ تأسيس الكيان. والصحيح ايضا وايضا ان "حزب الله" مسوؤل عن اكبر عملية تغيير منهجي لوجه البلد عبر انتهاجه اساليب "الوكالة اليهودية" للتمدد العقاري المذهبي في كل اتجاه على حساب توازنات لبنان الدقيقة. كل ما تقدم صحيح، بل اكثر. لكن اذا كان لا بد من التعامل مع هذا التنظيم المسلح ذي الوظيفة الاقليمية، فليكن ذلك تعاملا صريحا لا يطيح ما تبقى من ثوابت وطنية لبنانية تستحيل حمايتها اذا ما واصل بعضنا ولوج المنحى الانحداري في التعامل مع سياسة الحزب المذكور، واعتماد خطابين، واحد للاستهلاك المذهبي والفئوي الضيق، وآخر قائم على تنازلات لا حصر لها. ان دعوة البعض الى فتح حوار مع "حزب الله" ليست مرفوضة بالمطلق، لكن فليقل لنا ما هي اجندة الحوار، وما هو هدفها النهائي. هل هو التوصل الى حلول موقتة مقبولة توقف هذا المنحى الانحداري الذي نسير عليه؟ ام هو تخدير الراي العام اكثر مما هو مخدر لمنح "حزب الله" مساحات زمنية اضافية ليستكمل مسيرة تفكيك الكيان اللبناني واعادة تركيبه على صورته؟ وحده "حزب الله" جدي في ملاحقته لاهدافه. وهو جدي في انتهاج كل الاساليب المشروعة وغير المشروعة لحماية مشروعه، وصولا الى الغرق بالدماء اللبنانية او السورية. وفي المقابل، نسمع كلاما كثيرا وافعالا قليلة. كما اننا نقف بازاء مجموعات من "المنظرين" الذين يقف بعضهم على اطلال عز غابر، متوهمين ان المناورات على طريقة سياسيي لبنان في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي كفيلة بأن توازن مشروعا بخطورة مشروع "حزب الله" او ان تحد من خطورته! هؤلاء بكل بساطة واهمون. ثمة قنوات لحوار استكشافي مع "حزب الله" قائمة حاليا. ولا بأس في ذلك. لكن الاهم هو ان يعيد الاستقلاليون صوغ مشروع وطني عملي واحد بمعزل عن اي حوار مع "حزب الله"، يكون هدفه اجهاض مشروع الاخير ومحاصرته. فلا قيامة للبنان إلا بهزيمة مشروع "حزب الله" الناسف للكيان والصيغة، وعودة الطائفة الشيعية الى مشروع وطني جامع يعيد بناء جسور الثقة بين مكونات لبنان.

 

رئيس الجمهورية اطلع من نصري خوري على الاوضاع في سوريا وابدى ارتياحه لعودة الناجين من العبارة الاندونيسية

وطنية - اعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عن ارتياحه لعودة اللبنانيين الناجين من العبارة الاندونيسية، مبديا امله في "ان تواصل السلطات الاندونيسية اجراءاتها لتعجيل عودة الجثامين، والبحث عن المفقودين لاعادتهم الى ذويهم". وعرض سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم مع الوزير السابق مخايل ضاهر للتطورات السياسية الراهنة على الساحة الداخلية ولامور قانونية، تتناول بعض الملفات والخطوات المطروحة.

واطلع رئيس الجمهورية من الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني-السوري نصري خوري على عمل المجلس والاوضاع السياسية والامنية السائدة راهنا في سوريا.

 

أراضي القاع تُقضم تباعاً والدولة تتفرج الوزارات صمّت آذانها والتوتر الطائفي يتصاعد

خاص – "النهار" 05 تشرين الأول/13

السيطرة على اراضي اهالي القاع ومشاعاتها واراضيها غير المفرزة وتلك التابعة للجمهورية اللبنانية قائمة على قدم وساق. والى ان تنتهي الحرب في سوريا وتقرر الدولة اللبنانية اعادة فرض هيبتها وسلطة القانون على الحدود الشرقية الشمالية للبنان في القاع وضواحيها، لن يكون قد بقي شيء من اراضي القاع، ربما نتيجة فرض الامر الواقع تحت أعين القوى الامنية والعسكرية التي تقف عاجزة امام تردد الحكومة وكل السلطات القضائية والامنية عن القيام بعملها. وتخشى بلدية القاع الاقدام على اي خطوة كبيرة للتصدي للمخالفات "مخافة الاساءة الى السلم الاهلي واثارة النعرات"، علماً ان من يستولون على اراضي القاع لا يقيمون وزناً للعيش المشترك ولا للسلطة اللبنانية وسيادة القانون. كان يفترض ان يؤدي قرار وزير الداخلية الاخير اناطة سلطة الرقابة على مخالفات البناء بالبلديات، الى الحدّ مما يجري من انتهاكات واعتداءات. لكن ما يجري في القاع يتجاوز بلديتها بكثير. والامر يحتاج الى قرار سياسي على المستوى الوطني، وفحواه ان اراضي البلدة ليست مستباحة لمن يريد الاستيلاء على اراضي الغير، سواء اكان من السوريين الآتين من وراء الحدود ام من بعض جيران القاع الذين يجب ان يرتدعوا عما يقومون به دون اي وازع او حسيب. اثمر الضغط الشعبي والاعلامي والسياسي أول من أمس عن قيام بلدية القاع بمحاولة اولى للتصدي لعدد من مخالفات البناء، فتوجهت عناصر البلدية تؤازرها القوى الامنية الى منطقة مشاريع القاع المحاذية للحدود السورية وهدمت ست ورش ارتفعت فيها ركائز واعمدة باطون على اراض مملوكة بالشيوع وخاضعة لمرسوم الضم والفرز 4024/ 2010 والذي منع اعطاء التراخيص والبناء في تلك المنطقة الى حين اتمام الفرز. والمثير في الامر ان هذه الورش المخالفة كانت "تتلحف" او يحوطها ساتر من القماش لاخفاء ما يجري من اعمال بناء غير شرعي. لكن ما جرى انه ما ان انتهت البلدية وجرافتها من عملية الهدم وغادرت الموقع مع القوى الامنية، حتى باشر المخالفون البناء مجددا، كأن شيئاً لم يكن، ليستكملوا المخالفات التي يهددون بأن ازالتها سوف تؤدي الى "الدماء"، في معادلة "عصابات وتشبيح" فحواها اما انتهاك القانون والسيطرة على اراضي القاع والدولة واما اللجوء الى العنف والتهديد بنزف الدماء والاقتتال علماً ان غالبية المعتدين على اراضي القاع هم من عرسال وضواحيها او من "الثوار السوريين" المفترضين الذين لا يجدون غضاضة في الاستيلاء على اراض لبنانية دون وازع او حسيب، هؤلاء كانوا سابقاً وخلال الاحتلال السوري المديد للبنان من انصار البعث السوري، وتمكنوا بفعل ذلك من الاستيلاء على الكثير من الاراضي القاعية.

يروي اهالي القاع الحانقون فصولاً لا تنتهي عن ان ابناء البلدة يحتاجون الى تراخيص من التنظيم المدني والبلدية لفتح شباك او بناء حائط صغير، في حين ان من يبنون المنازل والمزارع غير الشرعية ومن غير وجه حق على اراضيهم لا يحتاجون الى شيء، وكل ما في الامر انهم يستدعون الى مخفر القاع حيث يتم تنظيم محضر ضبط ومخالفة ويفرج عنهم ليعودوا الى اكمال البناء غير الشرعي كأن شيئاً لم يكن، بل ان بعضهم يعود الى اكمال منزله وحض اقربائه واصدقائه على بناء منازل اخرى غير شرعية، وتنتهي غالبية تقارير مخفر درك القاع بالجملة الآتية: "يرجى مراجعة السلطات الادارية بغية تكليف من يلزم الكشف وبيان ما اذا كان هناك اي اعتداء على الاملاك العامة او املاك الغير". لم تجد مناشدات اهالي القاع الى وزراء العدل والداخلية والدفاع نفعاً في وقف الاعتداءات التي زادتها الحرب السورية وحال الفلتان على الحدود السورية – اللبنانية. والانكى من كل ذلك ان ثمة 800 بيت مخالف على اراضي مشاريع القاع اقيمت جميعها على عقارات تابعة لبلدية البلدة والاراضي المشاع، في حين ان وزارة الطاقة تتكفل بتأمين الكهرباء للمخالفين ووزارة الاشغال تقوم بتعبيد الطرق ووزارة التربية تفتح المدارس العامة لهم، لينتهي الامر بأن من يريد السيطرة على قطعة ارض بوجه غير شرعي ما عليه الا التوجه الى مشاريع القاع ليجد غايته ومراده و "ما حدا احسن من حدا".

ويقول ابناء القاع انه يجب استثناء البلدة وخراجها من قرار وزير الداخلية، وتكليف الجيش والقوى الامنية قمع المخالفات والتعديات بعد اعلان المنطقة عسكرية، للتصدي للفوضى العارمة والممارسات الكيدية التي تؤجج التوتر الطائفي بين السنة والشيعة والمسيحيين. وتبقى ملاحظة اخيرة ان اقرباء عمر الاطرش الذي اتهمه "حزب الله" بتدبير متفجرة الضاحية، يقوم بعضهم بالكثير من التجاوزات والمخالفات في منطقة المشاريع – جوسية، والامور تحتاج الى اكثر من تدخل البلدية والداخلية، بل الى قرار سياسي على المستوى الوطني بحفظ العيش المشترك.

 

الناجون من حادثة العبارة الاندونيسية يعودون الأحد أيوب: عدد الركاب الاجمالي 72 وعدد الناجين الفعلي 28 بينهم 18 لبنانيا

وطنية - اندونيسيا - افادت مندوبة الوكالة الوطنية للاعلام الى اندونيسيا ماري خوري ان الناجين من حادثة العبارة الأندونيسية يعودون الى لبنان منتصف ليل السبت الأحد، وعددهم 18 شخصا، ويصطحبهم خلال رحلة العودة رئيس دائرة آسيا واستراليا في وزارة الخارجية والمغتربين القنصل ماهر الخير، فيصلون الى مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت عند العاشرة من صباح الأحد عبر الخطوط الجوية الإماراتية.

هذا وعقد المستشار الجنائي الدولي الخبير في الهوية الإنسانية البروفسور فؤاد ايوب مؤتمرا صحافيا في اندونيسيا، أعطى خلاله تفاصيل عن حادثة غرق العبارة، فأعلن ان "العدد الإجمالي للركاب كان 72 شخصا، اضافة الى القبطان ومساعده، اما بالنسبة الى العدد الفعلي للناجين، فمن الثابت ان 28 شخصا نجوا بينهم 18 لبنانيا، اما العدد الإجمالي للمفقودين فهو 44، والجثث المنتشلة بلغ عددها 43، وهناك معلومات وردت مساء امس عن انتشال جثة يتم حاليا التأكد عما اذا كانت من الركاب، وفي حال كانت النتية ايجابية، فسيتعادل عدد الجثث المنتشلة مع عدد جثث المفقودين". وأورد أيوب تاريخ انتشال الجثث كالتالي: "21 جثة في 28/9/2013، 12 جثة في 29/9/2013 و10 جثث بتاريخ 1/10/2013، نقلت كلها تباعا الى جاكارتا ووضعت في مستوعب براد في مستشفى الشرطة". وأوضح أن "الفحص الطبي الشرعي للجثث بدأ بتاريخ 1/10/2013 بمعدل 12 جثة في اليوم، وأنهت اللجان الفاحصة عملها بتاريخ 4/10/2013، وقد تبين ان 22 جثة تعود لذكور (18 بالغون و4 أطفال)، و21 جثة تعود لإناث (14 بالغون و7 أطفال)".

ولفت الى أنه "تم أخذ عينات لفحوص الحمض النووي خلال الفحص الطبي الشرعي، وهذه عملية دولية كون الركاب من جنسيات مختلفة وكون الحادثة حصلت على اراضي دولة اخرى"، وقال: "نحن كدولة لبنانية يقع على عاتقنا فقط اخذ عينات من اهالي المفقودين الذين اعلن عنهم، وهذا تم في لبنان، ونحن عندما وصلنا الى جاكارتا كانت نتائج هذه الفحوص معنا وكان معنا بصمات جينية نووية للعائلات كافة، قابلة للمقارنة مباشرة. اذا الملف اللبناني انجز عمليا بالكامل وبلغ عدد البصمات النووية الجينية لدى الفريق اللبناني 19، عائدة الى 19 عائلة، من بينها 17 بصمة جينية نووية قابلة للاستثمار مباشرة وبصمتان جينيتان نوويتان قابلتان للاستثمار من خلال فحوص مختلفة عن فحوص الأبوة والأمومة، وهي فحوص لإخوة، واذا لم نصل الى نتيجة سنذهب الى الحمض المتقدم ونقوم بفحوص جديدة".

أضاف: "يقع على عاتق الدولة الإندونيسية، كما على عاتق اي دولة تحصل على اراضيها كارثة، الفحوص كافة التي تجري على الجثث، اضافة الى فحوص الحمض النووي، وهي قامت بالجزءالأول اي الفحوص الطبية الشرعية للجثث، اما الجزء الثاني، اي فحوص الحمض النووي، فللأسف ستبدأ بها الأسبوع المقبل، وتقول انها تفضل التعامل مع الملف ككل وليس بالتقسيط، ووعدنا ان يتم البدء بالجزء الثاني اعتبارا من الإثنين. ونحن كفريق لبناني ضغطنا على المختصين للمباشرة بهذه الفحوص، نظرا لحساسية الموقف والوضع الإنساني الذي يعيشه اهالي الضحايا في لبنان".

وردا على سؤال، أعرب عن اعتقاده ان "العينات التي اتى بها ستغطي كل الضحايا اللبنانيين"، وقال: "نحن نتكلم عن 19 عائلة، وبالتالي هناك عينة واحدة من عائلة واحدة ستغطي تسع جثث دفعة واحدة، ولهذا، من المهم ان تكون العينات اخذت من اهالي المفقودين كافة ولم تقصر الدولة بالإعلان عن ضرورة اعطاء العينات". وردا على سؤال آخر قال انه "تم تحديد عدد الأشخاص على الباخرة وبما ان البحر لفظ 43 جثة، فالجثة التي لفظت بالأمس يمكن ان تكون على هذه الباخرة، واذا تم جمع هذا العدد مع الناجين يكون العدد 72 وهو متطابق تماما". من ناحية ثانية، ينتظر اللبنانيون الستة الذين اخلي سبيلهم بالأمس العودة الى لبنان مساء الإثنين، وهم عبروا في المؤتمر الصحافي الذي عقد بالأمس عن شكرهم للدولة اللبنانية وللوفد الرسمي اللبناني على الرعاية والإهتمام. بدوره شكر عضو بلدية قبعيت عوض سعد الله ديب الرئيس نجيب ميقاتي الذي لبى مطلب الأهالي بإيفاد وفد الى جكارتا. ونوه بمجهود القائمة بالأعمال قزي وبوقوفها الى جانب الأهالي، وقال: "أتينا منذ اسبوع وتفقدنا الجثث، كما تفقدنا الناجين وزرنا المساجين، وتككلت جهودنا بمجيء معالي الوزير احمد كرامي ورئيس الهيئة العليا للإغاثة العميد ابراهيم بشير لإطلاق سراحهم، ونشكرهم على ذلك". وكانت كلمة لتوفيق حمزة نوه فيها بالقائمة بالأعمال قزي التي واكبت اوضاع المسجونين والناجين، وعرض لمواكبته اعمال الإغاثة من اليوم الأول كونه من اهل الضحايا، وطالب ب"إيجاد الجثث وبمعرفة مصير المفقودين".

 

الأسد أوعز لحلفائه بإبقاء حكومة ميقاتي حتى انتخابات الرئاسة لأنه يفضل بقاء "الستاتيكو" الحالي في لبنان بانتظار التطورات الاقليمية 

 بيروت - خاص:السياسة/كشفت معلومات خاصة لـ"السياسة" نقلها زوار لبنانيون التقوا قيادات سورية رفيعة, سياسية وعسكرية, عن أن دمشق أبلغت حلفاءها في لبنان, وتحديداً "حزب الله", بأنها تفضل بقاء "الستاتيكو" الحالي في لبنان على حاله بانتظار معرفة طبيعة التوجه الإقليمي والدولي في ما يتصل بتطور العلاقات الأميركية - الإيرانية وانعكاساتها على الوضع في سورية, وكذلك الأمر في ما يتعلق بمؤتمر "جنيف 2" حيث لم تتضح الصورة نهائياً بشأنه ومدى مساهمته في إيجاد حل سلمي للأزمة السورية. وبحسب الزوار, فإن هناك رغبة واضحة لدى الرئيس بشار الأسد ومعاونيه ببقاء حكومة تصريف الأعمال في لبنان, لأنها وانطلاقاً من إمساك "حزب الله" وحلفائه بقرارها السياسي الداخلي والخارجي, قدمت الكثير من الخدمات للنظام السوري وكانت الناطقة باسمه في المناسبات العربية والدولية, من خلال مواقف وزير الخارجية عدنان منصور, وبالتالي فإن لا مصلحة لسورية في مجيء حكومة جديدة يتولى رئاستها تمام سلام المحسوب على قوى "14 آذار" وهي التي رشحته من "بيت الوسط", مقر رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري. واستناداً إلى ذلك, يفسر رفض "حزب الله" وحلفائه الموافقة على تشكيل أي حكومة, إذا لم يحصل على "الثلث المعطل" الذي يجعله يسيطر على القرار الحكومي مجدداً, كما يريد النظام السياسي, وإلا فلتبق حكومة نجيب ميقاتي ولو كانت مستقيلة بغض النظر عن النتائج المترتبة عن ذلك على الصعيد الداخلي. واستناداً إلى معلومات زوار دمشق, فإن الأسد الذي يعتبر أن وضعه السياسي والعسكري بات أفضل من ذي قبل, بعد تراجع الولايات المتحدة عن الخيار العسكري وعودة الحديث عن تسوية سياسية للأزمة, ويرى أنه من غير المقبول مجيء حكومة في لبنان, لا تأخذ بعين الاعتبار المصالح الوطنية والقومية لسورية في ظل هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها, ولذلك فإن "حزب الله" لا يمكن أن يوافق على تشكيل أي حكومة, إذا لم يحصل على الثلث المعطل, باعتبار أن لا ثقة له بالفريق الآخر الذي لا زال ماضياً في رهاناته الخارجية, ولم يتعلم من التجارب التي مر بها في السنوات الماضية وأثبتت فشل خياراته. وانطلاقاً مما تقدم, أكدت مصادر وزارية في حكومة تصريف الأعمال لـ"السياسة" أن لا حكومة في لبنان قريباً طالما استمر النزيف السوري, مشيرة إلى أن حكومة الرئيس ميقاتي ستبقى تصرف الأعمال حتى موعد الاستحقاق الرئاسي منتصف العام المقبل, خاصة أن المعنيين بعملية التأليف يدركون جيداً أن لا حكومة في لبنان من دون موافقة "حزب الله" وحلفائه, فإما حكومة وفقاً للأحجام النيابية وإما استمرار الأمور على ما هي عليه.

 

سلام يبذل جهدا بعيدا عن الاضواء لاخراج تأليف الحكومة من المأزق الحالي

اكدت مصادر وسطية لـ”النهار” ان الرئيس المكلف تمام سلام يبذل جهدا بعيدا عن الاضواء من اجل اخراج ملف تأليف الحكومة من المأزق الحالي. كما لفتت اوساط مواكبة الى ان ما ذكر عن تحرك لكل من فريقي 8 و14 آذار في اتجاه سلام لا اساس له. وافادت هذه الاوساط ان النافذة الوحيدة المفتوحة حاليا تتمثل بموقف الجهات الدولية المعنية بملف المساعدات للبنان للقيام باعباء اللاجئين السوريين الذي يحض المسؤولين على الاسراع في تأليف حكومة جديدة لكي تتعامل معها الجهات الدولية على هذا الصعيد. وفي هذا السياق، دعا الرئيس سليمان في مقابلة مع مجلة “الامن العام” الى قيام “حكومة جامعة تضم الجميع على قاعدة التساوي”. وعلى رغم ان هذه المقابلة أجريت مع رئيس الجمهورية قبل سفره الى الامم المتحدة، فان معلومات “النهار” تفيد ان الرئيس سليمان يوافق الرئيس المكلف على سقف للعمل تحته يقوم على الآتي: لا ثلث معطّل، لا وزير ملك ومع المداورة في توزيع الحقائب وذلك في مواجهة اصرار من “حزب الله” على الثلث المعطل عبر صيغة 9 – 9 – 6.

 

عكاظ": 10 أيام لتشكيل حكومة وفاقية

المركزية- كشفت مصادر سياسية مطلعة في بيروت لصحيفة "عكاظ" السعودية أن "مرجعية كبيرة وضعت مهلة لا تتجاوز 10 أيام لتشكيل حكومة وفاقية، وإلا فإنه سيلجأ إلى خيار حكومة الضرورة، كما أسماها أمام زواره".

وأضافت المصادر ان "المرجعية المذكورة ترى أن الأوضاع من دون حكومة باتت كارثية والسكوت عنها شراكة كاملة في الجريمة التي ترتكب بحق الوطن".

 

الراي: استبعاد صدمة ايجابية تُخرج لبنان من الغيبوبة

المركزية- نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن اوساط واسعة الاطلاع في بيروت تشكيكها في إمكان إحداث اي خرق سياسي في الوضع اللبناني في ظل التموضعات الاقليمية الحالية وتوازناتها، وقالت الاوساط إن احتمال تشكيل حكومة جديدة يتضاءل الى الحد الذي سيكون من الصعب معه التقدم بأي خطوة على صعيد هذا الملف المعلق منذ نحو ستة اشهر، وكذلك الامر بالنسبة الى امكان صوغ تفاهمات أولية تتيح تعويم طاولة الحوار الوطني برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان.وأبدت هذه الاوساط توجسها من "بقاء مجموعة المآزق اللبنانية الداخلية ريشة في مهب العواصف الاقليمية، في اللحظة التي تدهم بيروت استحقاقات لا يستهان بها كالفاتورة المالية والامنية لملف النازحين من سوريا الى لبنان، والخطر المكتوم من حدوث تفجيرات خبِرتها مناطق لبنانية اخيراً كالضاحية الجنوبية لبيروت وطرابلس، اضافة الى الانتخابات الرئاسية بعد ستة اشهر والخشية من انضمام الرئاسة الاولى الى الشلل الذي تعانيه السلطات الاخرى". واستبعدت تلك الاوساط "حصول اي صدمة ايجابية من شأنها إخراج الواقع اللبناني من حال الغيبوبة التي تكتنفه في ظل غياب الحاضنة الاقليمية لأي تسوية ممكنة في لحظة الصدام المفتوح بين المشروعين الكبيرين في المنطقة وتقاتلهما في ساحات عدة، من بينها لبنان، الذي عاد لحبس انفاسه مع عزوف الرئيس الايراني حسن روحاني عن زيارة الحج الى السعودية، بعدما كاد ان يتنفس الصعداء لمجرد الكلام عن تلك الزيارة المحتملة".

 

حبيـش: لا حـوار يُكرّس اعرافاً تُناقض الدســتور وسنبلغ سليمان وسلام تخلّينا عن المشاركة في الحكومة

المركزية- ينطلق الاسبوع المقبل قطار "حثّ التأليف" من محطة قوى "14 آذار" في اتجاه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلّف تمام سلام لمطالبتهما بفرض الحكومة التي يرياها مناسبة من دون الدخول في لعبة الشروط والمطالب التعجيزية. عضو كتلة "المستقبل" النائب هادي حبيش اكد لـ"المركزية" ان "ما يهمّنا تسهيل التأليف والضغط في هذا الاتّجاه لتشكيل حكومة حيادية، لانه من الصعب لفريق "8 آذار" كما هو واضح الدخول في حكومة من دون حصوله على الثلث المعطّل وعلى ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة"". وقال "سنُبلغ الرئيسين سليمان وسلام خلال جولتنا الاسبوع المقبل تخلّينا عن المشاركة في الحكومة لان همّنا الناس وشؤون المواطن اليومية، وليشكّلا حكومة حيادية في اسرع وقت ممكن، وبذلك يكونان قد وضعا الجميع امام مسؤولياتهما". واوضح رداً على سؤال ان "كل تقارب ايراني-سعودي من شأنه المساعدة في "حلحلة" الوضع الداخلي"، لكنه شدد في المقابل على عدم ضرورة "تأجيل ملف التشكيل لان اللقاء الذي كان مرتقباً بين الرئيس الايراني والملك السعودي الاسبوع المقبل قد تمّ تأجيله". وجدد حبيش تاكيده اننا "من الداعين دائماً الى الحوار شرط الا يكون هدفه تشكيل الحكومة، لانه لا يجوز تكريس اعراف تُناقض الدستور الذي اناط التشكيل برئيس الجمهورية والرئيس المكلّف".

 

الفرزلـي: سـنناقـش قضايـا لبـنانية ومسـيحيــة/تمنى حضور "الكتائب" و"القوات" اجتماع "اللقاء المسيحي"

المركزية- بعد ان شكّل "اللقاء المسيحي في بيت عنيا – حريصا" الترجمة العملية للدعوات التي اطلقها نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي خلال جولته على عدد من القيادات المسيحية لإيجاد القواسم المشتركة بين مختلف الاطراف المسيحية، يعقد اللقاء اجتماعه الثاني الاثنين المقبل. ولفت الفرزلي في حديثٍ لـ"المركزية" الى "ان هذا الاجتماع يأتي استكمالا للقاء السابق، حيث ستتم مناقشة ملفات عدّة تتعلق بقضايا الدولة، الدستور، الميثاق الوطني، تنظيم وظائف المسيحيين في لبنان، اضافة الى مسألة الملكية والأرض والتجنس"، متابعاً "كما اعدت اللجان المبثقة عن الاجتماع الاول اوراق عمل في غاية الأهمية تتناول الشؤون اللبنانية كافة من وحي البيان الختامي الذي صدر عن اللقاء المسيحي الاول". ورداً على سؤال، أكد "ان الذين شاركوا في الاجتماع الأول سيحضرون جميعا، وشخصياً اعلنت استعدادي لوضع نفسي بتصرّف اللقاء المسيحي"، مضيفاً "لا اعتقد انه سيكون هناك حضور لكلّ من حزبي "الكتائب" و"القوات اللبنانية" في الاجتماع بالرغم من اننا نتمنى ذلك لأن هدفنا ايجاد القواسم المشتركة بين الاطراف المسيحية كافة". وعما اذا كان العماد ميشال عون سيحضر اللقاء، قال الفرزلي "لا ادري، لكن اعتقد ان الحضور سيقتصر على وزير الطاقة والمياه جبران باسيل".

 

ابو جمرة دعا الى مؤتمر يرعى شؤون اللاجئين: لا يمكن ان يدوم تصـريف الأعمـال 7 أشـهر

المركزية- دعا النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء عصام ابو جمرة إلى "عقد مؤتمر يرعى شؤون اللاجئين السوريين ويحدّ من تدفقهم الكبير إلى البلاد"، متسائلاً "بالنسبة لمن يطالب بإقفال الحدود، هل يمكنهم منع الإمدادات إلى حزب الله أو منع عناصر الحزب من الذهاب إلى سوريا؟"، لافتاً إلى ان "هذا الموضوع يتم إستثماره سياسياً"، مضيفاً ان "للسعودية مصلحة عربية، ولإسرائيل مصلحة نووية بالنسبة إلى إيران، وبالنسبة إلى الدول المحيطة فهي تتأثر بالحرب السورية نتيجة ثورة الشعب السوري على النظام والربيع العربي وتدفق النازحين إلى لبنان بصورة كبيرة، وعلى تركيا والأردن أيضاً". وقال في حديث متلفز "طالبت سابقاً بتشكيل وزارة خاصة للنفط منفصلة عن وزارتي الكهرباء والمياه، لأن ثروة لبنان غنية بالنفط"، مشدداً على انه "لا يمكن ان يدوم تصريف الأعمال 7 أشهر"، مؤكداً ان "المصلحة الوطنية تقتضي ان تتشكل الحكومة سريعاً، لأنها تقتضي أيضاً السرعة في تنفيذ المشاريع المطروحة"، معتبراً ان "تشكيل الحكومة ليس سهلاً".

 

الإعدام للضابط اللبناني غسان الجد  في جرم التعامل

المركزية- أصدرت المحكمة العسكرية في بيروت حكماً غيابياً بالإعدام في حق الضابط اللبناني غسان الجد الذي أدين بالتجسس لإسرائيل، وآخر حضورياً بالسجن 10 سنوات على الفلسطيني أسعد الخطيب بالتهمة عينها.

وسبق للمحكمة العسكرية ان أصدرت عشرات الأحكام بحق متهمين بالتجسس لإسرائيل بينها أحكام بالإعدام.

 

سعيد: التوجه هو نحو انتزاع حكومة حيادية ترتكز على إعلان بعبدا

في ظل المراوحة الحكومية تتجه قوى "14 آذار" إلى تشكيل كتلة سياسية - إعلامية ضاغطة لتأليف حكومة حيادية، وهذا ما أكده أمين عام هذه القوى الدكتور فارس سعيد لصحيفة "الجمهورية"، وأضاف: "لا يوجد شيء مبرمج إلى الآن، ولكن التوجه هو نحو انتزاع حكومة حيادية ترتكز على "إعلان بعبدا"، ومن يرفض تضمين هذا الإعلان داخل البيان الوزاري فليذهب إلى تشكيل حكومة وفق أهدافه وتصوّراته".

وتساءل سعيد لماذا لا يسارع "8 آذار" إلى تأليف حكومة على قياسه وبشروطه طالما يعتبر أنه انتصر بإلغاء الضربة العسكرية وربح المعركة الديبلوماسية وتحولت إيران إلى "جندرما" أميركا في المنطقة في مواجهة الإسلاميين؟ وبالتالي لماذا لا يترجم هذا الفريق انتصاره في الحكومة؟ ودعا رئيسي الجمهورية والحكومة إلى تحمل مسؤوليتهما بالتأليف فورا.

 

حمادة: سليمان وسلام يتصرفان بطريقة فيها ضعف ولا عذر لهما فيها

رأى النائب مروان حمادة في حديث اذاعي ان "السياسة الحالية المعتمدة من القوى السياسية بالتلكؤ وعدم القرار وسياسة اللامبالاة التي نجدها على مستويات الدولة لا تؤدي الى شيء ويجب حصول "خضة" اساسية والأمل ان لا تأتي هذه الخضة بالعنف"، معتبرا انه "لم يفت الوقت امام اللبنانيين ليتماسكوا ويرموا جانبا كل ما هو مثقل على كيانهم ومصلحتهم المشتركة". وحذر حمادة من ان "لبنان كله على لائحة الاغتيال، فالمؤسسات اغتليت والحجر توقف ويتراجع"، مؤكدا ان "لا احد منتصر او مهزوم في لبنان". وعن تشكيل الحكومة الحكومة، رأى حمادة ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام يتصرفان منذ 7 اشهر بطريقة فيها ضعف عضوي ولا عذر لهما فيها، مشيرا الى ان سليمان "لم يكن يجب ان يؤجل الاستشارات النيابية في كانون الثاني 2011 وتأجيلها ادى الى ولادة الحكومة الميقاتية". ورأى ان وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل هو الوحيد في الحكومة الذي يصارح اللبنانيين.

 

مروان حمادة لـ”السياسة”: لا فائدة من الحوار مع “حزب الله”  

كشفت مصادر قيادية في قوى “14 آذار” لـ”السياسة” عن اجتماع قريب سيعقد بعد عودة رئيس كتلة “المستقبل” فؤاد السنيورة من الخارج، للبحث في الدعوة إلى الحوار من جانب رئيس الجمهورية ميشال سليمان، مؤكدة أن “14 آذار” ليست بصدد مقاطعة أي دعوة في هذا السياق لكنها تصر على حصر الحوار بموضوع الستراتيجية الدفاعية وحده. واعتبر النائب مروان حمادة، في تصريحات إلى “السياسة”، أن عدم لجوء الرئيس ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام إلى استخدام صلاحياتهما الدستورية وتشكيل الحكومة، مرده إلى حرصهما على الاستقرار والسلم الأهلي، لكنه أكد أن الانتظار لن يؤدي إلى أي انفراج حكومي بل يبني ويؤسس لمأزق رئاسي في الاستحقاق المقبل، “لذا فإننا ندعو إلى تشكيل الحكومة الحيادية التي ستحكم ستة أشهر فقط, طالما أن انتخاب رئيس جمهورية يفسح المجال دستورياً لتشكيل حكومة جديدة”. وشدد على أن العودة إلى الحوار لا تنفع شيئاً إذا لم يدرك “حزب الله” أن استمرار احتفاظه بسلاحه واستخدامه في داخل وخارج لبنان, وتحديداً سوريا، هو “عملية عبثية لن تصل إلى شيء وستودي بلبنان إلى الهاوية”، مشيراً إلى أنه إذا لم يضبط الحزب سلاحه في كنف الشرعية اللبنانية, فلا أمل من الحوار، وهذا ما أثبتته كل طاولات الحوار منذ الـ 2006

 

 

حزب الله يشيع قتيلاً جديداً سقط في المحرقة السورية

عنصر أخر من حزب الله سقط في المحرقة السورية بعيداً عن بلدته ديركيفا في قضاء صور. فقد شيَع الحزب احد مقاتليه علي نعمة الزين الملقب ” ذو الفقار” الذي كان قتل في الإشتباكات مع الثوار المعارضين لنظام الأسد داخل الاراضي السورية. وقد تقدم المشيعين في ديركيفا حشد من مسؤولي الحزب كما شارك فيه مناصرون. وكالات

 

خطف سوري وولده في سرعين التحتا ردا على خطف نجل رئيس بلدية بريتال السابق

افادت الوكالة الوطنية للاعلام ان مسلحين يستقلون ثلاث سيارات رباعية الدفع اقدموا على خطف السوري محمود اسماعيل وزوجته وولده وزوجته التي افرج عنها ظهر اليوم، بينما كانوا عند مدخل سرعين التحتا في بعلبك، وهو من بلدة حوش عرب السورية، ويعمل على بيع المناقيش. وتأتي عملية الخطف ردا على خطف نجل رئيس بلدية بريتال السابق ياسر اسماعيل والذي كان خطف ليل الاربعاء من جرود بلدة بريتال على السلسلة الشرقية، ونقل الى الاراضي السورية.

 

جعجع بحث مع السفير الأميركي التطورات في المنطقة

وطنية - استقبل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب، السفير الأميركي ديفيد هيل، في حضور مستشار العلاقات الخارجية في الحزب ايلي خوري ورئيس جهاز العلاقات الخارجية بيار بو عاصي.

وأفاد بيان للمكتب الإعلامي في معراب، انه جرى خلال اللقاء عرض للأوضاع السياسية العامة في لبنان ولاسيما ملف اللاجئين السوريين "بحيث أكد جعجع أن حل هذه القضية يكون عبر إنشاء مناطق آمنة داخل سوريا بحماية دولية. كما تطرق المجتمعون للأوضاع في المنطقة بالأخص في سوريا وإيران فضلا عن جهود السلام الاسرائيلية - العربية".

 

استمرار التحقيقات في موضوع ادخال السندويش المشبوه الى سجن رومية

وطنية - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" هدى منعم عن استمرار التحقيقات الاولية في موضوع ادخال السندويش المشبوه الى سجن رومية، باشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، في انتظار ان تتكشف ملابساته، بعد الاستماع الى افادة عدد من عناصر "فتح الاسلام" المسجونين في سجن رومية.

 

حمود كلف المباحث الجنائية تفريغ شريط مقابلة حمدان المتضمنة تشهيرا برئيس الجمهورية

وطنية - كلف النائب العام التمييزي بالانابة القاضي سمير حمود رئيس قسم المباحث الجنائية المركزية تفريغ شريط المقابلة التلفزيونية التي اجريت مع العميد المتقاعد مصطفى حمدان بتاريخ 30/9/2013 والمتضمنة قدحا وذما وتشهيرا برئيس الجمهورية وذلك من اجل اجراء المقتضى القانوني.

 

بري وصل إلى جنيف للمشاركة في جمعية الاتحاد البرلماني الدولي

وصل رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد ظهر السبت الى جنيف، للمشاركة في اعمال الجمعية الـ129 للاتحاد البرلماني الدولي، يرافقه النواب: عبد اللطيف الزين، جيلبرت زوين، وإيلي عون ووفد إداري وإعلامي. ومن المقرر ان يعقد بري، على هامش اعمال الجمعية، اجتماعات ولقاءات مع عدد من رؤساء البرلمانات والوفود العربية والدولية في إطار التداول حول التطورات على الساحتين العربية والدولية. ويشارك غدا في الاجتماعات التحضيرية للاتحاد البرلماني العربي واتحاد مجالس دول مظمة المؤتمر الاسلامي، كما يشارك بعد غد الاثنين في أعمال المجلس الحاكم للاتحاد والبرلماني الدولي. ومن المقرر ان يعقد خلال اعمال الجمعية اجتماعات لمناقشة جدول الأعمال للمؤتمر المقبل للاتحاد في آذار العام المقبل، ومن بينها العنوان الرئيسي “من أجل عالم خال من الاسلحة النووية”.

 

النائب السيد حسين الموسوي: حزب الله ليس المسؤول عن تأخر الدعم المالي للبنان

وطنية - أسف عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد حسين الموسوي، في ندوته الأسبوعية، للبيانات والمواقف غير المسؤولة التي تصدر عموما عن بعض الكتل النيابية في بيروت. واعتبر "ان هذه السياسة قد تجر البلاد الى وضع مقلق نتيجة لوجود عقدة نقص عند هذا البعض من السلاح الذين يفتقرون إلى القدرة على حمله، لضعف شعورهم بالمسؤولية التاريخية عن عزة الوطن والأمة في مواجهة الأعداء الصهاينة". وقال "لقد انكشف أمر هؤلاء الذين لا هم لهم سوى توسل مذكرات الجلب الاسرائيلية الأميركية بحق المجاهدين الاحرار". أضاف الموسوي:" إن حزب الله ليس المسؤول عن تأخر الدعم المالي للبنان فتلك دعاية كاذبة بهدف الافتراء والتشهير فقط، وإذا كان الأمر كذلك جدلا، فمن ذا الذي يمنع الدعم عن الجيش اللبناني الوفي ويمنع تسليحه، ومن الذي يصنف اللبنانيين زورا ويمنع تشكيل الحكومة، ومن يمنع اتخاذ القرار الوطني لتحقيق الخطوة الأولى على طريق استخراج ثروتنا النفطية رصيد أبنائنا والأحفاد". وختم: "كم نشعر بالأسف لتأخر الرأي العام الوطني في التصدي للمضللين الظالمين بقوة ومسؤولية, إلا اننا مطمئنون أن سنة الله في خلقه لم ولن تتبدل فالحق باقٍ وراسخ والباطل ساقط زاهق،آملين الاستفادة من عبر التاريخ".

 

حزب الله" وعبادة القوة

قدم رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين درسا عن أهمية القوة وتأثيرها الحاسم، حتى يكادر المرء يظن لوهلة أن "حزب الله" أدهل تعديلا على إسمه واصبح "حزب القوة"! وقال خلال احتفال تأبيني في بلدة عدلون: "لا مكان في الواقع الجديد بالمنطقة إلا للأقوياء، ولا مكان في المعادلة الجديدة إلا لمن كان قادرا على حماية شعبه وبلده ووطنه وأمته، ولأننا مقاومة قادرة على حماية بلدنا ومياهنا ونفطنا وسيادتنا واستقلالنا ولأننا مقاومة قوية بهذا الحجم سيكون لنا مكان في المعادلة الجديدة". أضاف: "نقول بكل محبة وواقعية، لو أننا نريد أن نفرض منطق الربح والخسارة في البلد لكان لبنان اليوم شيئا آخر، لكننا حريصون على الشراكة والتعددية وعلى ان نكون مع الآخرين، ومن هذا المنطلق ندعو الآخرين الى الحوار بالرغم من إمعانهم في الخطأ في خياراتهم السياسية، ونقول لهؤلاء، كفى رهانا على معادلات ليس لها وجود وكفى تجنيا على المقاومة، وتعالوا الى المقاومة التي حفظتكم وحفظت الوطن والجميع. تعالوا الى الحوار دون اي شرط. ما أسباب خوفهم من الحوار ورغبتهم بفرض شروط هم يعلمون انهم في احسن أحوالهم غير قادرين على فرضها؟ لكننا من موقع قوتنا لا نريد ان نفرض شروطا على أحد لأننا لا نؤمن بهذا المنطق ونعرف ماذا نريد ونحن جاهزون لطاولة الحوار وجاهزون للحكومة ولكل شيء".

 

النائب زياد القادري : أي تقارب إيراني سعودي لن يؤدي الى خلط التحالفات بين 8 و 14 آذار

وطنية - اكد النائب زياد القادري انه "لا يمكن ان نبقى بإنتظار الأمور من حولنا لنستطيع إدارة عجلة الدولة في لبنان"، معتبرا ان "خلط الأوراق الحاصل على مستوى المنطقة يجب ان يكون حافزا للبنان ليعمل المسؤولون فيه على الأولويات اللبنانية". ورأى في حديث الى اذاعة صوت لبنان 100,3-100,5 "ان إيران تعبث بأمن الدول العربية الشقيقة وتعمل عبر ذراعها المتمثل بحزب الله على زعزعة إستقرار المنطقة، مشددا على ان تدخلها في دول ذات سيادة مرفوض، مؤكدا ان "أي تقارب إيراني - سعودي لا يمكن أن يؤدي الى خلط التحالفات بين 8 و 14 آذار، إلا إذا كان على قاعدة إنصهار الجميع في مشروع بناء الدولة". ولفت الى ان "شرعية حزب الله موجودة لدى الشعب اللبناني، ولكن إستراتيجيته وأفق سياسته إيرانية، وهذا لب الخلاف لأنه يتعارض مع المصلحة اللبنانية". وأمل في "تشيكل حكومة تخفف الإحتقان مع دخول المنطقة مرحلة الحلول على قاعدة ترتيب ملفات الاشتباك".

وأشار الى "عدم المشاركة في أي جلسة نيابية تتضمن جدول أعمال فضفاض لأنه يشكل ضربة لمفاهيم عمل النظام الديموقراطي البرلماني"، مبديا الإستعداد لحضور الجلسة في حال إقتصر جدول الأعمال على الامور الملحة والاستشارية. ورأى ان "وزارة الإتصالات تخرق من قوى الأمر الواقع ومن السلاح غير الشرعي الذي يضع يده على هذا القطاع، ولذلك وفي ظل إدارة الوزير جبران باسيل لوزارة الإتصالات لن نستغرب تقديم اي مساعدة أو دعم للنظام السوري إذا كان في حاجة الى أجهزة أو معدات". ووصف وضع قطاع الاتصالات وقيمته بالحضيض نتيجة سوء إدارة الوزراء الذين تعاقبوا في الفترة الأخيرة على الوزارة، مشيرا الى انه "في فترة تولي الوزير مروان حمادة حقيبة الاتصالات كان هذا القطاع عصيا على محاولات هيمنة سلاح حزب الله وكان تحت كنف الدولة". ورأى ان "المجتمع الدولي حذر من دعم لبنان في ظل عدم وجود حكومة مسؤولة، على الرغم من حاجة لبنان الى المساعدة لأنه يتحمل الجزء الاكبر من النازحين".

 

حوري: همنا تشكيل الحكومة

وطنية - أكد عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري ان "ما يهم فريقنا هو تشكيل الحكومة لأن استمرار الوضع الحالي هو الاسوأ"، مشيرا الى ان "هناك تجاوزا للخطوط على كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية والعلاقات الدولية للبنان". وقال في حديث الى "المؤسسة اللبنانية للارسال"، اليوم: "نريد حكومة تعالج هذه الملفات وتكون الاولوية فيها للجانب الحياتي وقضايا الناس، ومن ثم نأخذ القضايا الخلافية الى طاولة الحوار اي سلاح "حزب الله" ومتفرعاته". وقال ردا على سؤال: "بما ان هناك تراجعا من فريق "حزب الله" عن كلام سابق بما فيه صيغة الـ8-8-8، اذا المنطق يكون بتشكيل حكومة مؤلفة من وجوه ليست منغمسة في الانقسام الحاد، ونشجع على ان يتخذ رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف تمام سلام هذه الخطوة في سبيل حل المشاكل الحالية". وختم موضحا ان "الاساس يكمن في انتخاب رئيس للجمهورية ومن المحرمات الذهاب الى شغور في موقع الرئاسة".

 

بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام في نداء: للاسراع في إعادة الامن والامان الى الشعب السوري

وطنية - إعتبر بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، "أن أوضاع النازحين السوريين هي اليوم من أخطر نتائج الحرب التي تشهدها سوريا الى جانب أعمال القتل والتدمير". ورفع نداء الى الدول العربية والغربية، من "أجل الاسراع في سبيل السلام وإعادة الامن والامان الى الشعب السوري الذي اضطر لهجرة أرضه بسبب الحروب وحالة الرعب التي تشهدها سوريا". ووجه شكره الشخصي وشكر الكنيسة الملكية الكاثوليكية "للرئيس ميشال سليمان وللشعب اللبناني بكل طبقاته وطوائفه"، متمنيا "أن يحل السلام في سوريا، وأن يعود النازحون الى أهلهم وأرضهم ، وأن نحافظ جميعا على كرامة كل انسان". واعتبر أن الشعب اللبناني بتضامنه مع الشعب السوري في هذه الاستثنائية، يؤكد "أن لبنان بطوائفه وتعدديته هو فعلا بلد الخير والانفتاح والالفة والعدالة"، منوها ب "الجهود التي تبذل للتخفيف من معاناة النازحين"، داعيا الى "إنقاذ سوريا الانسان والحضارة والتراث والاديان، حتى يبقى الشرق الاوسط أرض سلام ومحبة وتلاق".

 

رامي عليق لـ"لبنان الحرّ": من المفيد أن تكون هناك حكومة من خارج الإصطفاف السياسي بين 14 و8 آذار

أسف الكاتب السياسي الدكتور رامي عليق عبر "لبنان الحرّ" ضمن برنامج كل مواطن سياسي لأن هناك فئة تريد الدخول إلى مسألة الحرب الأهلية من أي باب، معلناً أن مشاركة الشيعة في ثورة 10 تشرين الأول في ساحة الشهداء، التي دعا إليها عليق وهدفها إعادة الدولة القوية ستكون أكثر من مشاركة رمزية، مشددا على أن ما يحصل اليوم في الساحة الشيعية ليس سويًا ولا يخدم الطائفة. وكشف عليق عن تعرض البعض ممن سيشاركون في التجمع لضغوطات كبيرة وهناك من تلقى تهديدات مباشرة لإجباره على عدم المشاركة، مشيرا إلى أن من يهدد هؤلاء هم أناس في مؤسسات الدولة. وحمّل الدولة مسؤولية حماية هذا التحرك. أضاف: تقدمنا بالأوراق اللازمة إلى وزارة الداخلية، وندعو إلى التجمع منذ الصباح. وعن تشكيل الحكومة، رأى عليق أنه من المفيد أن تكون هناك حكومة من خارج الإصطفاف السياسي بين 14 و8 آذار، والأفضل اليوم إفراز عملة جديدة.

 

مفاجأة الصفدي بعد سجال شمل رئاسة الحكومة: الطلب من ميقاتي الموافقة على تمويل المحكمة

في خطوة مفاجئة تلت سجالا مع الوزير نقولا فتوش، دخلت فيه رئاسة الحكومة طرفا، وجه وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال محمد الصفدي كتابا إلى الرئيس نجيب ميقاتي يطلب فيه موافقة إستثنائية على توفير المبالغ اللازمة لتسديد حصة لبنان من موازنة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لسنة 2013 على ثلاث دفعات. وأوضحت الوزارة في بيان أن المبلغ الإجمالي لمساهمة لبنان هو 58 مليار ليرة، أي ما يوازي نحو 29 مليون يورو. وعلى لبنان أن يساهم سنويا بنحو 49 % من نفقات المحكمة الدولية وفق ما نص عليه الاتفاق الثنائي الموقع بين الطرفين.

 

هل يخشى "حزب الله" الصفقة الشاملة بين إيران وأميركا؟

القبس/حين يُسأل المسؤولون في «حزب الله» عما إذا كانوا يخشون من تداعيات التقارب بين واشنطن وطهران على وضع الحزب بل وعلى مستقبله، يقولون «ان دورنا لن ينتهي قبل ان تنتهي ازمة الشرق الأوسط». ولكن سبق للديبلوماسي الأميركي العتيق جورج بول ان نقل (في دمشق) عن هنري كيسنجر قوله: ان هذه الازمة ولدت مع الخليقة وتموت مع الخليقة. استطراداً، يقول مسؤول الحزب ضمناً «باقون حتى يوم القيامة». ولكن هل يمكن للبنان ان يبقى حتى يوم القيامة؟ أوساط الحزب لا تزال تتعامل مع اميركا على انها اميركا. اعتبرت ان ادارة باراك اوباما هي التي تتنازل، وليس مرشد الجمهورية علي خامنئي حيث يقول معارضون ايرانيون انه بات يخشى من ان تفضي النتائج الضاغطة بل والهائلة للعقوبات الى اندلاع فورة اجتماعية ضد.. الثورة الايديولوجية!

الماكينة الدبلوماسية

على كل، يعتبر ان الكلام الاميركي - الايراني الآن هو حول البرنامج النووي لا اكثر ولا اقل، واي اتفاق لن يؤثر البتة في«حزب الله» لكن هذا يظل كلاماً، فثمة اسئلة واضحة ورمادية على وجوه قيادات الحزب التي تدرك تماماً ان الماكينة الديبلوماسية ان انطلقت فلن يبقى هناك من ملف خارج النقاش وحتى خارج التفاهم، والاميركيون يفضلون الصفقات الشاملة، وحين يتحدثون عن التزامهم المطلق بأمن اسرائيل، فهم لن يفاوضوا على تفكيك البرنامج النووي، كما طلب بنيامين نتانياهو، بل على وقف التخصيب عند حدود معينة، لكن تفكيك «حزب الله» يبقى أولوية أميركية. والدليل ان ريتشارد ارميتاج، عندما كان نائباً لوزير الخارجية الأسبق كولن باول، قال «ان حزب الله هو فريق الارهاب الاساسي وان تنظيم القاعدة هو فريق الارهاب الاحتياطي»، كما لو انه يقول ان امن اسرائيل يتقدم على امن اميركا.

القيادة توقعت

لكن ما يتردد وراء الضوء ان طهران لم تطلع «حزب الله» على اعتزامها فتح صفحة جديدة مع واشنطن، هذا لا يعني ان قيادة الحزب لم تتوقع، ومنذ اختيار خامنئي لحسن روحاني رئيساً للجمهورية، ان تحوّلا ما سيحصل في اللغة السياسية الايرانية، وايضا في الاداء السياسي، ومع اعتبار ان نتائج العقوبات انعكست على الحزب نفسه الذي تراجع لديه مستوى «الرخاء» لتتركز المساعدات المالية على المسائل التي لها علاقة بالبنية العسكرية للحزب.

والواقع ان لا مجال لتجزئة السياسة الايرانية المستجدة، وهي حاصلة فعلاً، فحين يكون هناك تبدل في اللعبة السياسية لا بد ان يترافق ذلك مع تبدل في اللعبة الاستراتيجية. الاحداث السورية كانت بمنزلة ضربة قاصمة على الظهر وربما على الرأس ايضا. مثلما هو واضح للحزب ان سوريا لن تعود، في حال من الاحوال، كما كانت، واضح اكثر لطهران ان عليها ان تعيد النظر في رؤيتها الاستراتيجية للمنطقة، وبعدما ترددت في الكواليس معلومات تقول ان روحاني ليس متحمساً لمسألة «الصراع مع اسرائيل»، فها ان ديبلوماسيين ايرانيين في عواصم مختلفة يقولون انه عندما تفاوض «فتح» على اللاشيء، وعندما تغرق «حماس» في الادغال والتضاريس العربية، متخلية عن ايران التي طالما امدتها بكل وسائل البقاء والمواجهة، فلماذا يفترض بالايرانيين ان يكونوا ملكيين اكثر من الملك.

تغيير النظرة إلى إسرائيل

هناك من يذهب في التفسير الى ما هو ابعد، فعندما يقول روحاني بالانفتاح على الولايات المتحدة، يدرك جيداً ان هذا الانفتاح يبقى من دون معنى او من دون مفعول اذا لم تتغير النظرة الايرانية الى اسرائيل. لا داعي لصيحات محمود احمدي نجاد القائلة بازالتها من الوجود، وللسخرية من الهوكولوست، وبصورة تجعل من يفسر هذه السخرية يعتبر ان نجاد يريد القول ان ادولف هتلر كان على حق. على كل حال «حزب الله» منشغل في القتال في سوريا بعدما كان قد أوحى بأنه اذا ما اندلعت الحرب مرة اخرى، فسيقاتل على ارض الجليل، وثمة حديث عن ان الايرانيين مستعدون لسحب قوات «حرب الله» من سوريا مقابل سحب كل القوات الغريبة الأخرى، وبعدما لوحظ أن جيفري فيلتمان نفسه لم يعد يدعو الى خروج مقاتلي «حزب الله» فقط، بل يضيف الى ذلك عبارة «المقاتلين السنّة»، مثل هذا الكلام لم يكن يصدر عن مسؤولين اميركيين في السابق.

جحافل داعش

واذا كان النظام في دمشق مغتبطاً بالتقدم الكاسح لجحافل «دولة الشام والعراق» (داعش) على اكثر من جهة، وهي تبتلع «الجيش السوري الحر» والفصائل التابعة له، فهذه ليست حال «حزب الله»، الذي يدرك مدى الفاعلية الميدانية لتلك الجحافل، وكذلك مدى التعبئة الايديولوجية وعلى هذا الأساس، فالحزب يستعجل تسوية ما للوضع في سوريا حتى اذا ما حصل تفاهم ما بين واشنطن وطهران يمكن ان ينشأ مناخ جديد تنتج عنه «تسوية متوازنة» بطريقة أو بأخرى. ولكن ما يمكن تأكيده الآن أن الحزب سحب مئات المقاتلين من العمق السوري من دون أن يُعرف سبب لذلك، وبعدما أشيع الكثير عن معركة «جبال القلمون» أي تفريغ المناطق السورية المتاخمة للحدود مع البقاع من المعارضة هذا لم يحدث، وحين يطرح السؤال حول السبب يقال إن «الجيش السوري الحر» في هذه المناطق متوجّس جداً من تقدم التنظيمات التابعة للقاعدة او القريبة منها في العديد من المناطق السورية، وهو يتخذ الاستعدادات لمواجهة اي احتمالات، مستنداً الى تضاريس جبلية معقدة والى اودية ساحقة تسمح له الصمود.

اعتراض البيئة الحاضنة

هذه تبقى مجرد تفاصيل. «حزب الله» حائر، فيما البيئة الحاضنة التي كانت تعترض على سياسة المواجهة مع اسرائيل من دون سائر الجهات والقوى الأخرى، تعترض الآن على التورّط في الأزمة السورية التي تجاوزت في تعقيداتها حتى سوريا نفسها. ولكن إذا تخلى الحزب عن شعار «المقاومة» فأي قضية سيحملها وتبرر بقاءه، هنا السؤال الصعب في بلد شهد كل إشكال الموجات السياسية والعقائدية التي سرعان ما تتحول الى فقاعات وتختفي. «حزب الله» يخشى ان يتحول، بدوره الى فقاعة، وان تصل القفازات الحريرية، لا القبضات الحديدة الى رأسه، الايرانيون تعبوا كثيراً، ويفترض بالحزب أن يتفهم وأن يماشي سياسة التحول، ألم يتعب هو ايضاً؟

مصادر دبلوماسية في بيروت تقول إن تصفية الازمات في المنطقة، هذا اذا كانت الخطوات كما النوايا، جدية تحتاج إلى عشر سنوات، مدة كافية ليتغير المشهد اللبناني كنتيجة طبيعية لتغير المشهد الاقليمي، هل حقا أن «حزب الله» يخشى القفازات الحريرية أكثر مما يخشى القبضات الحديدية (التي تبرر بقاءه)؟ السؤال يكفي.

 

أساقفة السريان الكاثوليك ناشدوا السياسيين نبذ الخلافات ورفضوا التطرف الديني

وطنية - ناشد آباء الكنيسة السريانية الكاثوليكية الانطاكية، في ختام مجمعهم السنوي، القادة السياسيين "نبذ خلافاتهم والالتفاف حول مؤسساتهم الدستورية من اجل إنقاذ لبنان من الفراغ والفوضى والشلل، وإزالة كل العقبات أمام تشكيل حكومة مسؤولة وفاعلة تخدم مصلحة لبنان فوق كل شيء، وطنا للعيش المشترك والحرية، واعتماد لغة الحوار بدل لغة السلاح، لغة الاعتراف بالآخر شريكا بدل لغة الاستئثار". وأعربوا عن تأييدهم "لكل مبادرات توحيد الصف الفلسطيني"، ودعوا القادة العراقيين والمصريين الى "إحلال السلام والأمان بالعدل والمساواة"، رافضين "التطرف الديني والتدخل الاجنبي".

البيان الختامي

وصدر عن المجتمعين بيان ختامي تلاه أمين سر المجمع المطران باسيليوس جرجس القس موسى، جاء فيه:

"عقد أساقفة كنيسة السريان الكاثوليك الأنطاكية مجمعهم السنوي في المقر البطريركي الصيفي، في دير الشرفة- درعون، من 2 الى 5 تشرين الأول 2013، برئاسة بطريرك السريان الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، ومشاركة آباء المجمع القادمين من أبرشيات لبنان والعراق وسوريا والأردن ومصر والولايات المتحدة وكندا وروما. حضر جلسة الإفتتاح ولأول مرة السفير البابوي المطران كبريالي كاتشا بدعوة من البطريرك يونان، والمطران ثيوفيلوس جورج صليبا ممثلا بطريرك أنطاكيا والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم مار اغناطيوس زكا الأول عيواص. وكان البطريرك عيواص ينوي تلبية دعوة غبطة أبينا البطريرك والحضور شخصيا لولا أن ظروفا صحية طارئة منعته، وهذه بادرة تاريخية تستحق التسجيل بين الكنيستين السريانيتين الشقيقتين.

وأقيم قداس وجناز عن روح المطران يوليوس ميخائيل الجميل المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي والزائر الرسولي في أوروبا المتوفى في روما في 3 كانون الأول 2012.

وكانت المواضيع الرئيسة التي عالجها المجمع السرياني لهذا العام، كما يلي:

1- الخدمة الكهنوتية والجوانب العملية لعيشها في الأبرشيات الأم وفي بلاد الإنتشار.

2- استكمال مشروع التجديد الطقسي في الإحتفال بالقداس، الذي أعدت دراسته اللجنة الطقسية. وأسند ضبط الترجمة العربية إلى لجنة ضليعة باللغتين العربية والسريانية لإقرارها في سينودس العام المقبل، مع إمكانية استخدام ليتورجيا الكلمة على سبيل الإختبار منذ الآن.

3- التقارير عن أوضاع الأبرشيات في الرقعة البطريركية وبلاد الإنتشار. وقد لاحظ الآباء الأوضاع المريرة التي تعيشها بلادنا المشرقية العربية بسبب فقدان الأمن والأمان والضغوط المتنامية والإعتداءات المباشرة على المسيحيين والكنائس من جراء التطرف الديني والهجرة الناجمة عن الحروب وأجواء الخوف من المستقبل. وفيما عبر الآباء عن ضرورة استمرار الحضور المسيحي في هذا الشرق، والشهادة والصمود في أوطاننا بصبر الشهود والقديسين، دعوا في المقابل الى إعطاء الإنتباه اللازم إلى كنائس الإنتشار كجناح متنام لكنيستنا السريانية، ورفده بالكهنة المهيأين تهيئة جيدة وبالدعوات لمتابعة خدمة أبنائنا، والحفاظ على التواصل مع تراثنا الكنسي وبين الأبرشيات الأم وجماعات الإنتشار.

4- شؤون المؤسسات الرهبانية والمعاهد الكهنوتية.

وخرج الآباء بهذه المناسبة ببعض التوصيات:

1- فيما يشيد آباء المجمع بالحرية والأمان اللذين ينعم بهما لبنان، يناشدون القادة السياسيين نبذ خلافاتهم، فيلتفوا حول مؤسساتهم الدستورية. ومن أجل انقاذ لبنان من الفراغ والفوضى والشلل، يهيبون بهم أن يزيلوا كل العقبات أمام تشكيل حكومة مسؤولة وفاعلة تخدم مصلحة لبنان فوق كل شيء، وطنا للعيش المشترك والحرية، وتعالج الضائقة الإقتصادية والبطالة المتفشية لاسيما في صفوف الشباب.

2- يرفع الآباء صلاتهم، منضمين إلى كل ذوي الإرادات الصالحة، من أجل عودة السلام والإستقرار في سوريا، ويشجبون أساليب العنف والمقايضة على حياة الناس في حرب يدفع الشعب ثمنها، كما يدينون كل تدخل خارجي، من حكومات أو مجموعات. ويدعون إلى تفضيل لغة الحوار على لغة السلاح، لغة الإعتراف بالآخر شريكا على لغة الإستئثار، لغة التطوير والإصلاحات الحقيقية على لغة الإدانة والرفض.

3- يجدد آباء المجمع دعوتهم الملحة إلى قادة العراق السياسيين والدينيين كي يرجحوا جانب التفاهم والتفاوض الهادئ لحل القضايا العالقة بغير لغة العنف، مستنكرين مسلسل التفجيرات العبثية التي تحصد نفوس الأبرياء كل يوم. ويعربون عن أملهم في أن ينعم الشعب العراقي أخيرا بالأمان والإستقرار، في جو المواطنة المتساوية والمسؤولة، من دون تمييز في الدين أو القومية أو المذهب أو الطائفة، بين أكثرية وأقلية.

4- يعرب المجمع عن تأييده لكل مبادرات توحيد الصف الفلسطيني لضمان حقوق الشعب الفلسطيني وكرامته، وصولا إلى قيام دولته المستقلة لتأخذ موقعها السلمي بين دول المنطقة، ويبني الشعب الفلسطيني ذاته ومؤسساته بصورة طبيعية.

5- يدعو الآباء كل الأطراف في مصر إلى احلال السلام والأمان في أرض الكنانة، بالعدل والمساواة بين جميع المكونات، ويرفضون التطرف الديني والتدخل الأجنبي اللذين كادا يؤديان إلى حرب أهلية وتقسيم الوطن، وقد نجمت عنهما اضطرابات واعتداءات على دور العبادة والمقدسات، ويسترحمون الله على أرواح الشهداء.

6- وإذ يثمنون بادرة قداسة البابا فرنسيس في الدعوة إلى يوم صلاة وصوم في العالم أجمع في 7 أيلول المنصرم من أجل السلام في سوريا والشرق الأوسط، هو القائل: "فلتصمت الأسلحة وليفسح المجال للسلام"، يتوجهون إلى الحكومات والأنظمة في بلدان الشرق الأوسط لتأمين الحقوق الدستورية الكاملة للمسيحيين في أوطانهم، فيتمتعوا بالمشاركة المتكافئة في حياة بلادهم، ويهيبون بأبنائهم للمساهمة بكل طاقاتهم وكفاءاتهم في بناء أوطانهم. كما يدعون أبناءهم وبناتهم الى أن يتمسكوا بالإيمان ومحبة الكنيسة، ويعوا رسالتهم كشهود لإنجيل السلام وكجسر للمصالحة والتلاقي بين أبناء الديانات والقوميات، ويحثونهم على الثبات في الرجاء والصبر والتمسك بالأرض".

 

الرئيس الجميّل: حزب الله اليوم كسوريا 1988

الأخبار/نقولا ناصيف

 اختبر الرئيس أمين الجميّل اول شغور في الرئاسة ادركته الجمهورية. بانقضاء سنوات طويلة يخشى استرجاع التجربة في ظروف يبدو انها تقترب، يوما تلو آخر، من ان تكون نفسها: ان يتكرّر عام 2014 ما حصل عام 1988. اضاع الخلاف على الرئيس الاستحقاق واغرق البلاد في حكومتين. بعد اقل من ستة اشهر تدخل البلاد، 25 آذار 2014، في المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية التي تنتهي في 25 أيار، موعد نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان. في الاشهر القليلة التي تسبق الاستحقاق لا حكومة. في احسن الاحوال حكومة تصريف اعمال يرأسها الرئيس نجيب ميقاتي قد تنتقل اليها صلاحيات رئيس الجمهورية اذا تعذّر انتخاب الرئيس الخلف في المهلة الدستورية. الى جانبها، رئيس مكلف تأليف الحكومة هو الرئيس تمام سلام يواجه صعوبات، من غير ان يجد اسبابا تحمله على الاعتذار عن المضي في مهمته، وفي الوقت نفسه يقرّ بأن الصعوبات تلك التي تتسبّب بها الشروط المتبادلة والمتناقضة بين قوى 8 و14 آذار لا توحي بأن التأليف وشيك. الى ذلك كله، يصر سليمان على عدم ابقاء البلاد في عهدة حكومة الفريق الواحد عند مغادرته السلطة. هكذا يجد لبنان نفسه في حال مثالية كي يستعيد تجربة فراغ رئاسي ادركه لـ26 سنة خلت، عام 1988 في الاشهر القليلة، حتى الساعات القليلة التي سبقت انتهاء ولاية الرئيس امين الجميّل.

لم يكن الفراغ الرئاسي الثاني عام 2007 اقل اقتداء بالسابقة. غادر الرئيس اميل لحود منصبه في ظل تعذر اجتماع مجلس النواب لانتخاب خلف له، فانتقلت صلاحياته الدستورية الى حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وكانت تمثّل حكومة الفريق الواحد، قوى 14 آذار، بعدما استقال منها الوزراء الشيعة الخمسة. فاذا هي خلو من تمثيل طائفة رئيسية فيها. كانت تلك المرة الأولى في ظل الدستور المنبثق من اتفاق الطائف التي تشغر فيها الرئاسة وتخلف الرئيس في صلاحياته الحكومة القائمة، وان مطعون في شرعيتها التمثيلية والميثاقية. مع الجميّل، كانت المرة الثانية بعد عام 1952 التي تتولى فيها حكومة انتقالية يصير الى تأليفها استثنائيا صلاحيات الرئيس بعد استقالته، لكنها المرة الاولى التي تعبر فيها البلاد انتخابات الرئاسة عام 1988 ولا تبصر رئيسا جديدا للجمهورية.

ما اشبه اليوم وغدا القريب بالبارحة!

اوشك الجميّل على مغادرة منصبه في 22 ايلول 1988 وسط انقسام سياسي بازاء حكومة كان يرأسها الرئيس رشيد كرامي حتى اغتياله في الاول من حزيران 1987، فلم تسقط بغيابه، بل عوّمها اتفاق سياسي قبلته دمشق على مضض، ثم استغلته بفجاجة عندما سحب الرئيس سليم الحص ـ وكان وزيرا في تلك الحكومة ــ استقالتها التي تقدّم بها رئيسها الراحل «الى الشعب اللبناني» لا الى رئيس الجمهورية عملا بالاصول المتبعة. صار الى تعويم حكومة العشرة حينذاك لمنع الجميّل من تأليف حكومة اخرى، ومن اجل مواكبة السنة الاخيرة من ولايته. ظلت حكومة الوكيل عن اصيل متوف تتخبط في جدل دستوري وسياسي حتى أزفت نهاية العهد، من غير ان يجتمع مجلس الوزراء او يلتقي رئيسها رئيس الجمهورية. اخفق الجميّل في تأليف حكومة سياسية تغطي المرحلة الانتقالية تذهب اليها صلاحياته لتعذر انتخاب خلف له، وسط اصرار الحص والوزراء المسلمين في حكومته على انهم يمثلون الشرعية الدستورية التي تنتقل اليها صلاحيات الرئيس متى شغر المنصب. اصدر الجميل مرسوم تأليف حكومة جديدة في الربع الساعة الاخير برئاسة قائد الجيش العماد ميشال عون وعضوية اعضاء المجلس العسكري الخمسة الباقين. علم الضباط الوزراء المسلمون الثلاثة باستقالاتهم من الحكومة العسكرية عبر التلفزيون، من غير ان يتقدموا بها خطيا حينذاك ولا في ما بعد تحت وطأة قرار دمشق وضع السلطة الاجرائية (صلاحيات الرئيس ومجلس الوزراء) في عهدة حكومة الحص. اختبر لبنان آنذاك لاول مرة، في آن واحد، شغورا مزدوجا: لا رئيس للدولة، ولا سلطة اجرائية موحدة.

على ابواب استحقاق 2014 تعود اللوحة نفسها، لكن اكثر تعقيدا واستعصاءً بسبب افتقار رئيس الجمهورية، عملا بالصلاحية المقيِّدة له في تأليف الحكومة، الى مبادرة كان الدستور السابق يتيحها له: لا يستطيع الرئيس، ولا الرئيس المكلف، اصدار مراسيم تأليف حكومة من دون موافقة مسبقة من الاطراف. بعض وزراء حكومة تصريف الاعمال يهددون برفض تسليم حقائبهم الى وزراء يخلفونهم في حكومة جديدة، ما يضع البلاد مجددا امام امتحان حكومتي تصريف اعمال، إحداهما بحقائب والاخرى من دونها. مجلس النواب لا يجتمع لاستحالة توافقه على رئيس جديد بالنصاب الموصوف (86 نائباً). قد يغادر الرئيس الحالي منصبه قبل ان يتمكن من تأمين مَن يخلفه فيه، فتمسي البلاد في شغور، وصلاحياته ضائعة بين حكومتين على غرار حكومتي 1988. لا يريد سليمان ترك الرئاسة بين يدي حكومة الفريق الواحد، او في احسن الاحوال ليست موضع توافق الاطراف المعنيين، كما فعل الجميل قبل اكثر من عقدين، فاذا المشكلة مضاعفة. سقطت الى غير رجعة، لاسباب دستورية وسياسية معا، الحكومة الانتقالية واختبار المجلس العسكري في الحكم، وهو بالكاد بنصف اعضائه.

كأن شيئا لم يتغيّر مذ ذاك سوى بعض الوجوه. حتى اولئك الباقون لم ينزلوا عن خشبة المسرح. بعد اكثر من عقدين تعود الازمة الدستورية الى الصفر.

ماذا يعني ذلك للجميّل، وكيف يقارب تجربته بما قد ينتظر سليمان؟

يقول: «الضغوط الداخلية والخارجية على الرئاسة هي نفسها. كان اطرافها بيروت الشرقية وبيروت الغربية والمحاور الاقليمية، اضافة الى البعد الاسرائيلي حينذاك الذي يبدو الآن ـ على الاقل ظاهريا ـ غير موجود، لكنه كان يضغط على ولايتي. مع ذلك حافظنا على البلد ونظامه ودوره ورسالته. منذ بدأ البعد الخارجي للمشكلة اللبنانية يسيطر عليها، ويطغى على البعد الداخلي، أخذ القلق على الكيان والمصير يساورنا. الواضح اننا في مرحلة تفتقر الى وعي المسؤولية الوطنية والولاء للوطن. في ما مضى ابان ولايتي، في احلك الظروف، كانت حكومة الرئيس كرامي، ومن بعدها حكومة الرئيس الحص، تتوجه الى المراجع الدولية والامم المتحدة خصوصا بموقف وطني واحد، كان يفاجىء بعض المسؤولين الدوليين الذين اعتقدوا بان خيط الاتصال والتواصل بين اللبنانيين انقطع تماما. كانوا يتلقون من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية رسائل تتكلم لغة واحدة، وموقفا واحدا، ومقاربة واحدة. لم يعد لذلك، ويا للاسف، وجود اليوم. وهذا ما يقلقني».

يضيف: «الصعوبات التي واجهتها ووصفت في حينه بأسوأ النعوت وشتى الاوصاف، تبيّن في ما بعد انها كانت مصطنعة ومفروضة علينا لغايات انكشفت عندما وضعت سوريا يدها على لبنان حتى عام 2005، وامسكت به بيد من حديد. تلك الضغوط التي كانت تمارس على عهدي، بالوسائل نفسها تستخدمها سوريا، يلجأ اليها اليوم حزب الله الذي فرض منطقه بكل الوسائل المتاحة، وسائل غير مشروعة دائما. فاذا هي تفوق قدراتنا الذاتية وتعمل لاهداف استراتيجية لا علاقة للبنان بها. رغم كل الجهود التي يبذلها الرئيس سليمان ـــ وانا ادرى الناس بالمعطيات الرئاسية ـــ لن يكون من السهل اختراق هذا الجدار المرفوع في وجهه».

ماذا يسع رئيس الجمهورية ان يفعل؟ يقول الرئيس السابق: «اخشى استمرار الوضع المعقد، وبقاء الحكومة الحالية في موقعها ما دام دستور الطائف قد صادر من رئيس الجمهورية الصلاحيات الضرورية لتنفيذ قسمه الدستوري، وهو مؤتمن على الدستور وعلى المصلحة الوطنية العليا للدولة. وقد حُرم الآن ما يمكّنه من تحقيق هذا الهدف. انا خائف على الرئاسة، وفي الوقت نفسه مقتنع بانه لا بد من ان يعي القادة اللبنانيون في اللحظة الاخيرة مصلحة بلدهم، وينقذوا الوطن من الخراب الذي لن يوفر احدا. لدي حدس يدفعني اكثر نحو هذا التوجه، والامل في حلّ اللحظات الاخيرة. وانطلاقا من تجربتي وتواصلي مع الخارج، لدي اقتناع بان القوى التي تصب الزيت على نار الازمة اللبنانية اليوم، ستدرك ان مصلحتها في ان يعود لبنان الى استقراره ودوره».وهل يتوقع عودة السجالين الدستوري والسياسي على نصاب انتخاب الرئيس والتلويح بانتخاب بالنصف +1، لاحظ الجميّل انه «حصل تلاعب بالدستور في الآونة الاخيرة، وعلى نحو مصطنع. المشترع الذي وضع الدستور على هذا النحو، كان مقتنعا بالمحافظة على رمزية موقع رئاسة الجمهورية، ما يقتضي ان يُنتخَب رئيس الدولة باكثرية مميزة وموصوفة. من هنا ضرورة انتخابه بثلثي اعضاء مجلس النواب. كل خروج على هذا المنطق يؤسس لأزمة ولصراعات وطنية لا تحمد عقباها». يقول ايضا إن قوى 14 آذار بدأت الخوض في الاستحقاق الرئاسي و«تنطلق في مقاربتها من مسلّمة وحدة مكوناتها، وتجاوز هذا الامر الى الانفتاح على اوسع تحالف ممكن ابعد من قوى 14 آذار، وعدم الانغلاق على نفسها».

 

مقالات وماذا عن"الوطن العبّارة" ؟

 راجح الخوري/النهار/ما الفرق بين مأساة "عبارة الموت" في بحر إندونيسيا وبين "الوطن العبّارة" الذي يغرق رويداً رويداً في بحر الإهمال والفوضى، جارفاً معه الى أعماق البؤس ما تبقى من ابنائه اللبنانيين التعساء، اضافة الى ما تدفق ويتدفق اليه من اللاجئين السوريين وقبلهم الفلسطينيين، وبعدهم هذا الخليط من الطارئين الحالمين بلقمة عيش لم يوفّرها لهم سوى هذا البلد السائب، فتسللوا اليه آمنين كما يدخل المرء كرماً سائباً على درب، لكنها الدرب التي لن تلبث ان تقوده وتقودهم الى القاع؟ قبل ان تنهي موفدة البنك الدولي إنغر اندرسن محادثاتها مع المسؤولين اللبنانيين [مسؤولون؟] للبحث في دعم هذا البلد الذي ينوء بأهله قبل ان يقفز اليه هذا العدد المخيف من اللاجئين، كان قد عبر الى لبنان من الحدود السائبة عدد اضافي من الهاربين من الجحيم السوري، أشك كثيراً في ان تتمكن جولتها الميمونة، اضافة طبعاً الى التحركات الأخيرة لدولتنا المصونة [ولست ادري من الذي عطس فأيقظها من سبات طويل] من ان تؤمن لهم ما يحتاجونه من الأرغفة والأغطية والبلد يتقدم الى حافة الافلاس والجوعة ونحن على عتبة شتاء وصقيع... وماذا سيفعل غداً اولئك الذين يقيمون في عراء الزمهرير والبراري؟

إيّاك ان تتخيّل، فالاحتمالات مقلقة وليس من مسؤول! عبّارة مليونية مشلّعة تملؤها الثقوب، بلا ربّان او شراع، تائهة وضائعة تتقاذفها الأمواج والأخطار، بحّارتها غارقون في صراع ديوك على ايقاعات آذارية ومذهبية وطاووسية وحمقاء، وهي تنوء بأكثر من اربعة ملايين انسان من ابناء هذا "الشعب العنيد"[شعب؟] الذين علقوا فيها فلم يفرّوا، او انهم يرفضون الفرار، اضافة الى مليون و300 الف لاجئ سوري وحبل اللجوء جرّار، اضافة أيضاً الى نصف مليون على الأقل ممن صدّرتهم الينا تجارة الهجرة التي نظمها الاحتلال السوري للبلد... نعم هذا هو لبنان الذي يربتون على أكتافه في المحافل الدولية ويغرقونه بالوعود وفي دراسات طويلة ومملة وباردة حول كيفية مساعدته، ولن تنتهي الى نتيجة قبل ان تبلغ العبّارة القاع. بداية السنة حضرت قمة المانحين في الكويت، يومها قال لي احد معاوني بان كي – مون إن عدد اللاجئين السوريين عندنا سيصل نهاية الصيف الى مليون ونصف، وإن لبنان لا يجيد الصراخ وطرح هذه القضية الخطيرة التي تهدد كيانه وقد تنسف نسيجه الديموغرافي على العالم. والآن اذا كان هناك في حطام الدولة اللبنانية البائسة من بدأ يتحرك، فقد تحرك متأخراً جداً، فاذا كانت 17 دولة من أصل 138 لم تقبل إستضافة اكثر من 10 آلاف لاجئ سوري، فهل كثير اذا قلت وبكثير من الألم إن لبنان ليس وطناً بل عبّارة غارقة تتقاذفها الأمواج؟

 

فتِّش عن إيران...

 الياس الديري/النهار

نابوليون بونابرت قال فتّش عن المرأة. فذهب قوله مثلاً، لا يزال ساري المفعول والانتشار الى يومنا هذا. أما في هذا العصر، فيقولون فتِّش عن أميركا. على الطالعة والنازلة. وخلف وقدّام كل أزمة سياسيّة، حتى على مستوى القارات الخمس. على صعيد العالم العربي، وأحداثه، وطقسه السياسي الدائم التقلّب، يقولون دون تردّد فتّش عن ايران. فإيران في كل مكان. وفي كل الأحداث. وفي كل التوتّرات، والتهديدات بإعلان الحروب من عاديّة وذريّة. كما من محليَّة ودولية. يوميّاً هناك تصريح من طهران في هذا الصدد أو عنها. وايران هي المحور غير الوهمي الذي تدور حوله الأحداث. وهي الحكاية. كل الحكاية في المنطقة وضواحيها. وهي التي لعبت واشنطن النادرة الذكاء والوفاء دوراً ملتبساً ومشبوهاً، بل مكشوفاً في ثورتها على نظام الشاه محمد رضا بهلوي. وفي خلعه. وتشجيعها العلني الامام الخميني الذي حلّ ضيفاً على باريس في تلك الحقبة، وتحت رعاية الرئيس فاليري جيسكار – ديستان. وهذا "اللغز" الذي بقي الى هذه اللحظة من أهم اسرار تلك الحقبة، وكيف انقلب السحر على الساحر، وكيف انقلب نظام الخميني الذي رعته اميركا وسهّلت سبله فرنسا على اميركا... ولا يزال الزعل ساري المفعول حتى اليوم. وحتى عزَّ اللقاء بين الرئيس باراك اوباما والرئيس حسن روحاني حين كان على مسافة سنتيمترات احدهما عن الآخر، وكيف حصلت تلك "المكالمة" الهاتفية التي لا تزال حديث الساعة. ولا يزال قائد الحرس الثوري الايراني منرفزاً منها أيّما نرفزة. صار الذي صار. وصارت ايران شريكاً مباشراً، أو مضارباً، او محارباً، في كل حدث، وفي كل اضطراب. من بيروت التي تعتبر وتُصنّف من قلاع طهران المتعطشة الى الدور الامبراطوري، الى العراق في الذهاب والاياب، الى دول الخليج حيث تتيّسر سبل التدخل والتغلغل، الى الدول التي زارها "الربيع العربي". خلال الأيّام والساعات القليلة الماضية شُنّفت الآذان، وامتلأت شاشات الفضائيات عربياً ودولياً بأنباء شغلت العالم، وشغلت بال حلفاء طهران في بيروت ودمشق وسواهما... متحدّثة عن زيارة للرئيس روحاني للسعودية يتخللها لقاء مع الملك عبد الله بن عبد العزيز. الباقي من التفاصيل معروف. لكن القصة لم تنته فصولاً. فلا تزال الزيارة واردة. ووفق تصريح للسفير غضنفر ركن أبادي، فإن ايران تولي أهمية خاصة السعودية... "وروحاني أكّد بعد الانتخابات مراراً هذا الموضوع". فالأولية، والأهمية لدى الجمهورية الاسلامية "هي تعزيز العلاقات بالجيران، وخصوصاً البلدان الخليجية. وفي مقدمها السعودية". على هذا الأساس، قد تشهد المنطقة، ولبنان تحديداً، تحوّلات لم تكن لتخطر في بال.

 

الياس الزغبي - إنحطاط السياسة أمام الرئاسة

 كان كبار لبنان ، منذ القرن التاسع عشر على الأقلّ ، يشاركون في كتابة التاريخ الكبير لوطنهم والمنطقة العربيّة ، فبات صغاره اليوم غائصين في وحول "التاريخ الصغير" بما يعنيه التعبير بالفرنسيّة من حوادث (La petite histoire ) فرعيّة  بسيطة ومناوشات أونوادر محليّة  بعض الساسة الطامحين إلى كرسي الرئاسة الأولى، لا يشعرون كيف تميد أرض الشرق الأوسط ، وكيف تصنع التطوّرات فيها تاريخها الجديد ، وتحدّد مصائر الدول والشعوب ، وبينها لبنان . غارقون في يوميّاتهم ومناكداتهم الصغيرة ، فلا ينظرون إلى أبعد من مَسندَيْ الكرسي التي يتوقون إليها . تجلد نفسك كي تستمع إلى خطبهم على منابرهم وأحاديثهم المتلفزة ، لعلّك تحظى بفكرة ، بلمحة  بلمعة ، بنظرة ، برؤية .. فتصدمك نرجسيّة معيبة وضحالة مخجلة وضآلة في المعرفة والفكر . نموذج من هؤلاء الطامحين المزمنين حار ودار على نفسه في حديث تلفزيوني ، وتشاطر على محاوره بجواب مضحك : لا أرشّح نفسي ، وإذا انتخبوني فليكن! أمّا أعظم إبداعات برنامجه الداخلي " الرئاسي" ، فهو تحريم رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة المكلّف من تسمية حقائب الوزراء ، فهو وحده يحتفظ بتسميتها وتسميتهم !

إذاً ، يبدأ برنامجه بنسف سافر للدستور . لكنّه لم يقل إذا كان يقبل ، في حال انتخابه رئيساً ، بالتحريم الذي يضعه  الآن على الرئيس . وتبلغ الضحالة ذروتها ، حين يأخذه الحديث إلى السياسة الخارجيّة ، فلا يستطيع الذهاب أبعد ، ولو بخطوة واحدة ، من السياسة التي رسمها حليفه وفرضها بالسلاح ، فقال إنّه لا يعارض تدخّل "حزب الله" في سوريّا " طالما لم يوجد حلّ"! أيّ حلّ لورطة "حزب الله" في سوريّا ؟ المرشّح يبرّر التورّط ويطالب بحلّ للمتورّط ومكافأة ، تماماً مثل ذاك الذي سطا على مال جاره وطالبه بالفائدة ! إنهما عيّنتان من "سياسة وبرنامج" مرشّح للمنصب الأوّل في الجمهوريّة اللبنانيّة السعيدة ، ووراءهما عيّنات لا تقلّ عيوباً سياسيّة ودستوريّة وأخلاقيّة . فلنتصوّر للحظة كيف ستكون حال هذه الجمهوريّة المسكينة ، أو ما تبقّى منها بفعل تفريغها من المعنى والمبنى ، إذا تحكّمت غفلات الزمن بمصير لبنان ! إذا كان أحد أبرز الطامحين للرئاسة يتعاطى مع مفهوم الدولة والسيادة والدستور والرئاسة بهذه الخفّة ، بل بهذا النزق ، فماذا يبقى من السياسة ، بمعناها السامي والنبيل في لبنان ؟ بل المخجل أكثر أن يقول متزلِّف ، غداة ذاك الحديث التلفزيوني  : "هذا كلام رجل دولة.. أهل للرئاسة" ! فبئس دولة هذا هو "رجلها" ،  وبئس رئاسة هؤلاء هم "أهلها" . رحمكم الله يا منائر لبنان . هذا لا يعني تعميم الرداءة على جميع المرشّحين الآخرين ، بل هناك شخصيّات تحمل الكثير من إرث كبار لبنان ، ولم تهبط في زمن الهبوط ، ولم يسفّ خطابها في زمن الإسفاف . لكنّ المشكلة تكمن في الصراع بين الشعبويّة والنخبويّة ، فتكاد الأولى تحجب الثانية وتبتلعها . والسبب هو الخداع الشعبوي الذي يحكّ على غرائز البسطاء والأبرياء من الناس ، فيميلون إلى من يخاطب غرائزهم لا عقولهم   وهذا الوباء السياسي طارىء على لبنان ، لا يتعدّى عمره ربع قرن ، والشفاء منه ليس بعيداً أو مستحيلاً. الحالات الشعبويّة لا تدوم في تاريخ الأمم ، وسرعان ما تسقط أمام الحقائق . لكنّ أثمان سقوطها كبيرة ، وتترك ندوباً تتطلّب جيلاً كي تندمل ( ألمانيا النازيّة مثالاً ) . ونحن في لبنان ، في نهاية الشعبويّات الآن بوجهيها "الممانع والإصلاحي" ، وهي تخوض جولتها الأخيرة تحت عناوين فقدت بريقها وخفّ سحرها الخادع . ما يعني اللبنانيّين أبعد بكثير من تهافت على حكومة هنا ورئاسة هناك . يعنيهم إرساء مفاهيم الدولة والسيادة والسياسة والمؤسسات ووضعها في نصابها ، والربط مع تقاليد كبارهم في التاريخ السياسي ، والنسج على منوالهم . الرئاسة ليست خاتمة السياسة ومنتهاها ، بل بدايتها واختبارها . والكرسي الأولى هي منصّة لبنان للإطلال على تحوّلات المنطقة وتفاعلات العالم ، والانخراط في التغيير الكبير ، وليست غاية في ذاتها .

هكذا كانت في عيون كبارنا ، وهكذا يجب أن تبقى . وما زال هناك من يحمل رسالتها ، ويدرك معناها . ولو مسّها شيءٌ من الخلل والزلل ، بفعل انحطاط بعض الحالمين بها . 

 

دنيز عطالله حداد - بكركي تدعم رئيس الجمهورية.. ولا تؤيد التمديد

السفير/ليس كلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمس عن «عدم وجود مبرّر للحديث عن التمديد» حجرا في مياه راكدة. فالصالونات السياسية تضج بالسيناريوهات حول ما سيحصل في الاستحقاق الرئاسي. ويؤكد متابعون في الاوساط المسيحية ان «التداول في هذا الملف يجري في حلقات ضيقة، كما يشكل مادة اساسية في نقاش مستفيض يتقاطع بين بعبدا وبكركي وسياسيين مسيحيين وسطيين يريدون ان يكون للمسيحيين كلمة اساسية في اختيار الرئيس المقبل». تلتقي بكركي وبعبدا على «محدودية صلاحيات رئيس الجمهورية في موازاة المطلوب منه. وتتفقان، ضمنا، على ان لهذا الموقع اهميته الوطنية ودوره الوسطي كحكم. الا ان للرئاسة الاولى خصوصيتها الطائفية ايضا، في بلد تتقاسم فيه الطوائف السلطات والادوار والمواقع. كما ان وجود رئيس مسيحي على رأس دولة عربية بات اكثر إلحاحا ودلالة وسط العواصف التي تجتاح المنطقة». وتؤكد مصادر متقاطعة بين مركزي القرار المارونيين ان «الاتفاق يكاد يكون متطابقا بين البطريرك بشارة الراعي والرئيس سليمان على اهمية الموقع ووجوب تحصينه، واسترداد بعض صلاحياته العملية لتسيير شؤون الوطن قبل ان يكون تعزيزا لصلاحيات فئة او طائفة». الا ان الانسجام والاتفاق بين البطريرك والرئيس دفعا بعض «الغيارى» الى تسويق فكرة تؤكد «دعم بكركي للتمديد لرئيس الجمهورية». هذا الكلام تنفيه مصادر متقاطعة في بكركي وتؤكد ان «الكنيسة المارونية، وعلى رأسها البطريرك الراعي، تحمل كل تقدير للرئيس سليمان ودوره وسياسته الحكيمة في ادارة ازمات البلد. وهي تدعمه بشكل تام، وتؤيد اعلان بعبدا الذي وافق عليه جميع الاطراف وتدعوهم الى الالتفاف حول الرئيس لتطبيق هذا الاعلان وتحييد لبنان عن نزاعات المنطقة». وتضيف المصادر»ان بكركي التي تحترم موقع الرئاسة، والرئيس سليمان تحديدا، والتي ستبقى تدعمه حتى اللحظة الاخيرة من عهده، لا يمكنها ان تبادر الى تبني اي تمديد في اي موقع. نحن ننتقد كل تأجيل في الاستحقاقات الدستورية، ونجدد المطالبة باحترام الاصول والمهل، بدءا من الانتخابات النيابية وتشكيل الحكومة الى التعيينات الادارية وحتى رأس الهرم، اي رئاسة الجمهورية. ان كنيستنا التي تطالب بتعزيز كل ما من شأنه النهوض بالدولة وتكريس الديموقراطية وتداول السلطة لا يمكنها ان تعلن قبل اشهر من اي استحقاق تسليمها بالتمديد او التجديد». وتتابع: «في كل الاحوال كان الرئيس سليمان سبّاقا في هذا المجال، واعلن قبل اكثر من سنة انه غير راغب بالتمديد وهو ما يكرره باستمرار».

في المقابل تؤكد مصادر مسيحية مطلعة ان «لقاءات جدية تعقد وتتمحور حول موضوع انتخابات الرئاسة والدور المفترض للمسيحيين فيها». وتتلخص ابرز الافكار المتداولة حول «وجوب سعي كل القوى السياسية المسيحية للضغط في اتجاه تكوين مناخ يسمح بانتخاب رئيس جديد. صحيح ان المناخات الدولية والاقليمية لها تأثيرها الجوهري في هذا الانتخاب، لكن يمكن للمسيحيين، احزابا وقوى وكنيسة، المساهمة في اعداد الظروف والاجواء لاختيار رئيس يكون صناعة لبنانية بأعلى قدر ممكن. عليهم ان يسعوا للتوافق في هذا الملف لانه ليس تفصيلا حزبيا. في هذا الموقع يتلخص الكثير. ففي الاشهر الأخيرة سقطت كل المؤسسات في افخاخ الشلل او التعطيل، ومع ذلك استطاعت رئاسة الجمهورية ان تحمل لبنان وقضاياه الى كل المحافل الدولية وان تنطق باسمه وتطلق المواقف وتحدد الاطر الوطنية الواجب التعامل معها ومن ضمنها». من هذا المنطلق و«من باب الحرص على الجمهورية اولا وموقع رئاستها الاولى ثانيا» تطرح هذه الاوساط «وجوب تجنب الفراغ في هذا الموقع، مهما كانت الظروف والدوافع. فالمسيحيون هم اكبر الخاسرين في تعذر الوصول الى انتخاب رئيس، ليس لانه الموقع المسيحي الاول ، بل كون الفراغ عدو المؤسسات والدولة. وفي اسوأ الاحوال لا بد من التفكير ببدائل، حتى لو كانت على مثال رئيس لتصريف الاعمال، في اكثر السيناريوهات دراماتيكية. يجب الا يتكرر مشهد مغادرة الرئيس اميل لحود قصر بعبدا من دون تسلم وتسليم تحت اي ظرف كان. فلماذا مثلا يتم التمديد للمجلس النيابي؟ وتصرف الحكومة الاعمال الى حين تشكيل اخرى؟ وحين يتعلق الامر برئاسة الجمهورية، التي يفترض ان تكون الموقع الاول والحكم بين كل مؤسسات الدولة، تترك الامور الى القلق والفراغ والشغور؟».

 

العلاقات الأميركية - الإيرانية.. بين السر والعلانية.. عبر 35 عاما

 زين العابدين الركابي/الشرق الأوسط

لم نفاجأ بالتطور الجديد في العلاقات الإيرانية - الأميركية: ليس لأننا كتبنا - في هذا المكان - وقبل ذهاب الشيخ روحاني إلى نيويورك، مقالا بعنوان (ماذا يجري بين الغرب وإيران رغم الظاهر الخادع؟)، توقعنا فيه (توافقا نسبيا) بين إيران والغرب بوجه عام وبينها وبين أميركا بوجه خاص.. وليس لأننا مقتنعون بأن ليس في العلاقات الدولية (يقينيات قطعية)، أو أن العلاقات الدولية لا تعدو أن تكون (ناديا لعشاق) متقلبي العواطف والأمزجة: كل يوم أو كل ساعة على حال، وبين انخفاض وارتفاع، والتهاب وبرود!

إنما السبب الرئيس في عدم تفاجئنا هو:

أولا: أنه رغم الصخب العالي، والكلام المفرط عن (الشفافية)، فإن العالم غارق فيما يمكن تسميته (الباطنية السياسية)، أي إن ما يظهره كثير من الساسة غير ما يبطنونه.

ثانيا: أن خطوط الاتصال (غير المرئية) لم تنقطع بين الولايات المتحدة وإيران منذ قامت الثورة الإيرانية وحتى يوم الناس هذا.. صحيح أنه قد بدا في أحيان كثيرة أن العلاقة بين البلدين قد تكهربت، وأن حربا باردة نشبت بينهما، وأن هذه الحرب الباردة مقدمة تمهيدية لحرب ساخنة!

مثلا: في ذروة (أزمة الرهائن): رهائن السفارة الأميركية في طهران، بدا الوضع كأنه صدام حتمي بين الطرفين، ولا سيما أن الدستور الأميركي يجيز للرئيس الأميركي إعلان الحرب على أي دولة تعتدي على أميركي أو أميركيين، ولهذا السبب دخلت أميركا الحربين العالميتين: الأولى والثانية (بغض النظر عن صحة الأسباب وصدقها).

في ذروة أزمة الرهائن: كان الباطن، أي ما تحت القشرة والسطح، يشهد مفاوضات أميركية على أعلى مستوى.

في سبتمبر (أيلول) عام 1980، عقد وارين كريستوفر - نائب وزير الخارجية في حكومة جيمي كارتر - اجتماعا – في ألمانيا - مع صادق طبطبائي (أحد رجال آية الله الخميني المقربين). واتفق الاثنان على تحديد موعد الإفراج عن الرهائن بشرط أن توافق واشنطن على إمداد إيران بأسلحة قيمتها 400 مليون دولار.

بلغت هذه المعلومات فريق ريغان - بوش المتأهب لخوض انتخابات معركة الرئاسة، فطار صواب هذا الفريق بمقتضى تقديره: أن الإفراج عن الرهائن في هذا الوقت سيرجح حظوظ الديمقراطيين بالفوز بمنصب الرئاسة.. وهذه كارثة بالنسبة لهم!

فماذا حدث.

تفتق ذهن الجمهوريين عن مبادرة – تجاه إيران - خلاصتها (تأجيل) الإفراج عن الرهائن إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية.

بناء على هذه المبادرة، ترتبت سلسلة من الاجتماعات (السرية) بين شخصيات إيرانية كبيرة ومجموعة من فريق ريغان - بوش.. ولقد ضم الفريق الإيراني: آية الله محمد بهشتي، وحجة الإسلام على رفسنجاني، ومحسن رفيق دوست قائد الحرس الثوري.. وضم الفريق الجمهوري الأميركي: جورج بوش الأب (فقد أصر رفسنجاني على حضور بوش كضمانة قوية للاتفاق المزمع).. وويليام كيسي مدير حملة ريغان - بوش الانتخابية الذي أصبح مدير الاستخبارات المركزية.. وريتشارد آلن.. وفريد أكيل.. ولورانس سيلبرمان.. وعقد الاجتماع في فندق لانفان بلازا بباريس.

وخلال هذا الاجتماع، اتفق المجتمعون بطريقة سرية - طبعا - على تأجيل الإفراج عن الرهائن حتى الانتهاء من معركة الانتخابات الرئاسية.

وبالفعل: لم تفرج إيران عن الرهائن إلا بعد فوز فريق ريغان - بوش في الانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني) 1980.

وكانت ساعة التنفيذ هي (الكلمة الأخيرة) من القسم الرئاسي الذي أداه ريغان.. وكان الجندي المكلف إعطاء إشارة الإقلاع لطائرة الرهائن يمسك بإشارة الإقلاع بيد، وبجهاز اتصال لاسلكي باليد الأخرى.

هذه المعلومات والتفاصيل انتظمها كتاب (مفاجأة أكتوبر) الذي ألفته باربارا هوليغز: العضو البارز في طاقم البيت الأبيض.

ولعل الناس لم ينسوا صخب الإعلام السياسي الإيراني ضد الحربين اللتين شنتهما أميركا ضد أفغانستان والعراق. ولكن على الرغم من هذا الصخب، كان هناك تنسيق أو تفاهم بين أميركا وإيران على ضرب النظامين القائمين - يومئذ - في أفغانستان والعراق: نظام صدام حسين، ونظام طالبان.. وبدا الأمر وكأن الأميركان يحققون - بهذا الغزو - مصلحة عليا لإيران:

1 - فالبلدان - أفغانستان والعراق - يجاوران إيران.

2 - لإيران مصلحة (أكبر) من المصلحة الأميركية في سقوط النظامين المعادين لها في البلدين.. فقد كانت تعادي نظام صدام حسين لأسباب كثيرة، منها سبب حرب الثماني سنوات المدمرة بين العراق وإيران.. ولقد احتضنت طهران منذ وقت مبكر المجلس الإسلامي الأعلى للثورة الإسلامية في العراق.

وكانت – في نفس الوقت - تعادي نظام طالبان، لأنها تعده نظاما (مذهبيا متعصبا) لا يمكن التعايش معه.. لهذه الاعتبارات، كان لأميركا وإيران مصلحة مشتركة في زوال هذين النظامين.

لهذا كله: لم نفاجأ بـ(التبدل المثير) في العلاقات الإيرانية - الأميركية.

ولكن، بقيت أسئلة: لا بد من الجواب عنها:

1 - السؤال الأول: ألا يدخل ما تقدم في سياق (نظرية المؤامرة)؟

الجواب: إن ما تقدم ليس سوى حقائق ومعلومات ووقائع.. وليس من حق أحد أن يغالط في الحقائق والوقائع بحجة أنه من (المترفعين) عن الاقتناع بنظرية المؤامرة.. ولطالما قلنا: إن الغلو بإطلاق في المؤامرة إنما هو خدمة لها!! وإن الغلو في نفيها بإطلاق هو جزء منها!!

2 - السؤال الثاني: لقد قاطع الغرب - بقيادة أميركا – إيران وحاصرها اقتصاديا سنوات كثيرة.. فهل كل هذا الحصار مجرد تمثيل، في حين أن الشعب الإيراني قد ضج منه بعد أن ذاق مرارته؟

والجواب: إن الحصار حقيقة واقعة لا مجرد تمثيل، ولكنه حصار لتعديل سلوك النظام، وليس من أجل اجتثاثه وإسقاطه كما يتوهم كثيرون.. وتعديل السلوك يتطلب ضغطا عموديا في أحيان كثيرة.. وثمة تصريحات لرؤساء ومسؤولين أميركيين تؤكد أن الولايات المتحدة لا تبيّت النية لاجتثاث النظام الإيراني.. قال الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش: ((إني لا أعتزم مهاجمة إيران قبل أن أغادر البيت الأبيض، وإن ما يتردد عكس ذلك مجرد شائعات مسلية ومضحكة)).. وقالت كوندوليزا رايس: ((ليس لدينا نية للمزيد من التصعيد الاستراتيجي ضد إيران)).. وقال الرئيس باراك أوباما: ((نحن لا نسعى إلى إسقاط النظام الإيراني)).

فهل أثمر الحصار الاقتصادي على إيران أثره في تعديل سلوك النظام الإيراني؟

وهل التجاوب الشعبي الإيراني مع توجهات روحاني: ورقة في يد القيادة الإيرانية لمزيد من التعديل والتجميل؟ من حيث تفسير التعديل بأنه مطلب شعبي!!

مهما يكن من أمر، فإن ما يهمنا هو: أن يكون السلوك الإيراني الخارجي عاقلا وحكيما في التعامل مع الإقليم، كما هو نزوعه الجديد مع المحيط العالمي. بل إن الصاحب بالجنب أولى بذلك وأحرى.

ثم إنه من المهم: ألا تتكرر التجربة الشاهنشاهية في الطموح إلى (دور الوكيل الإقليمي) للغرب في المنطقة. فنحن نريد سياسة غربية وأميركية في المنطقة بـ(دون وكلاء إقليميين): لا إيران ولا إسرائيل ولا غيرهما.

نقلاً عن صحيفة "الشرق الأوسط"

 

تقارب أميركيّ – إيرانيّ؟

حازم صاغية/الحياة

مدهشٌ مدى الفرح الممانع بـ «الاختراق» الذي شهدته العلاقات الأميركيّة – الإيرانيّة، أو في تسمية أخرى أشدّ صراحة وإشهاراً: «التقارب الأميركيّ – الإيرانيّ». وهذا من قبيل تباهي الصلعاء بشعر جارتها، لكنّه، فوق ذلك، ينطوي على نسيان أنّ أميركا... «عدوّ». المهمّ، إذاً، أن تنتقل هذه الأميركا إلى صفّ إيران، والباقي تفاصيل. ومن يدري، فقد نشهد غداً، أو بعد غد، إشارة أو إشارتين إسرائيليّتين توحيان للممانعين أنّ الدولة العبريّة نفسها تمارس «التقارب» مع إيران. وهذا، في حال حصوله، يمكن أن يرتقي بالفرح إلى مصاف اللذّة. إنّ في هذا شيئاً من عقليّة القبائل والعصبيّات التي تغلّب على كلّ مبدأٍ مبدأَ انتصارها على قبائل وعصبيّات مقابلة، وكفى المؤمنين الإيديولوجيا ومعاداة الإمبرياليّة والصهيونيّة! على أنّ ذلك كلّه لا يعدو كونه اصطهاجاً بزواج فيل من نملة. وما التشبيهان اللذان انتشرا بعد تلك المكالمة الهاتفيّة بين باراك أوباما وحسن روحاني سوى دليل على الجهل، لا بأميركا وإيران وحدهما، بل أيضاً بالصين وروسيّا. فقد شُبّهت تلك المكالمة بزيارة ريتشارد نيكسون إلى الصين الشيوعيّة وانفتاحه عليها، كما شُبّهت بالانعطافة الإيجابيّة التي أقدم عليها رونالد ريغان حيال روسيّا السوفياتيّة في عهد ميخائيل غورباتشوف. وقد فات أصحابَ التشبيهين هذين أنّ الصين آنذاك، في 1972، كانت قد خرجت من حرب حدوديّة مع الاتّحاد السوفياتيّ في 1969، ومذّاك وهي تتبع سياسة مناهضة لموسكو، وأقرب إلى واشنطن، في غير بقعة من بقاع الأرض. أمّا غورباتشوف، فلم ينقض غير أشهر على تولّيه الأمانة العامّة للحزب الشيوعيّ السوفياتيّ في 1985، حتّى باشر سحب قوّاته من أفغانستان، بعدما اقترح تصفية الأسلحة النوويّة ذات المدى المتوسّط في أوروبا. بلغة أخرى، جاء التقاربان الأميركيّان مع الصين، أوائل السبعينات، ومع روسيّا، أواخر الثمانينات، تتويجاً لتحوّلات كبرى، وذات أثر كونيّ، أقدمت عليها القيادتان الصينيّة والسوفياتيّة وجنت منها الولايات المتّحدة مكاسب هائلة. صحيحٌ أنّ الاتّفاق على تنظيم الخلاف مع إيران قد يكون مطلباً أميركيّاً، كما قد يُغري واشنطن توفير هامش ضيّق للتلاقي في مواجهة «الأصوليّة السنّيّة»، بما يذكّر بالتلاقي الجزئيّ الذي حصل قبلاً حول العراق وأفغانستان. وما من شكّ في أنّ الأوباميّة، بنزوعها الراسخ إلى تجنّب المواجهات العسكريّة، مولعة باستكشاف كل الفرص المتاحة لحلّ النزاعات سلماً، أو مداورتها وتدوير زواياها، ولو بشيء من التوهّم والرغبويّة.

إلاّ أنّ هذا شيء والاختراق والتقارب، ناهيك عن الرضوخ الأميركيّ لإيران، شيء آخر. ففضلاً عن امتداد الخلاف من إسرائيل، التي توالي الضغط بقدر بادٍ من العصبيّة طلباً لمزيد من التشدّد مع طهران، إلى سوريّة، إلى الخليج، لم تقدّم إيران شيئاً يُذكر ممّا يوحي بإعادة النظر. وليس مؤكّداً حتّى اليوم أنّ الرئيس روحاني يحظى بتفويض جدّيّ من الحاكم الفعليّ خامنئي، هو الذي انتقده «الحرس الثوريّ» بقسوة واستقبله، لدى عودته من نيويورك، حذاء لا يمكن أن يشرد على هواه في بلد كإيران. أمّا أن يقال، بعد هذا، إنّ الولايات المتّحدة رضخت مقابل اللاشيء الإيرانيّ، فيما إيران معاقَبة وجائعة، فهذا خليط من عقليّتين كثيراً ما اختلطتا عندنا: تلك التي رفعت حرب تمّوز (يوليو) 2006 إلى «انتصار إلهيّ»، وتلك التي ترى العالم حقلاً لـ «الصفقات»، كما ترى السياسة إدارة لها.نقلاً عن صحيفة "الحياة"

 

السعودية ولبنان

احمد عياش/النهار

لم يكن تفصيلاً صغيراً اعلان تأجيل زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى السعودية غداة عودته من الرحلة المهمة الى نيويورك، ومثل ذلك اعلان الامارات في بيان عن تأجيل مماثل لزيارة الرئيس سليمان اليها.بدا الامر وكأن الرئيس سليمان يتعرض لعقاب هو شبيه لما كان تعرض له الرئيس الشهيد رفيق الحريري مراراً عندما أحرز نجاحات باهرة في زياراته الدولية لاسيما منها زياراته الاميركية وكما حصل مع نجله سعد الذي جرى اسقاط حكومته اثناء استقبال الرئيس الاميركي باراك اوباما له في البيت الابيض في كانون الثاني 2011. ولكن الفارق هنا هو ان الرئيس سليمان يتلقى "العقاب" من الرياض والمنامة بينما كان العقاب للرئيس رفيق الحريري ومن ثم للرئيس سعد الحريري يأتي من دمشق وطهران.فهل هذه المقارنة في مكانها الصحيح؟بالطبع الجواب بالنفي لسبب جوهري هو ان سليمان لم يكن في يوم من الايام الرجل المفضل عند النظامين السوري والايراني. اذا، ما الذي حصل حتى ترجئ الرياض ثم المنامة زيارتيه لهما؟ للمرة الاولى ومنذ نشوء النظامين الايراني والسوري في النصف الثاني من القرن الماضي يسمع المرء باتصال بين الرئيسين الاميركي والايراني ويشاهد الرئيس السوري ينتشي بصفقة روسية – اميركية تقضي بتجريد النظام السوري من ترسانته من الاسلحة الكيميائية. ومن يتابع اعلام هذين النظامين يظن ان أشد حلفاء واشنطن في الشرق الاوسط هما دمشق وطهران. وفي هذه الحال لا يسع المرء الذي يسمع ما يسمعه ويشاهد ما يشاهده، الا ان يفعل كما فعل اهل الكهف فيعود اليه ليستغرق في سبات ابدي كي يداوي دهشته كما فعلوا عندما فوجئوا بمفارقات تغيّر الاحوال. اما مشكلة لبنان عموما وليس مشكلة الرئيس سليمان وحده انه في زمن العشق الاميركي – السوري – الايراني ان احداً من محور العشق هذا لا يسأل عن مشكلة اللاجئين السوريين التي ارتكبها النظامان السوري والايراني، بل ان هذا المحور يطلب من الرياض والمنامة وسائر دول الخليج ان تموّل علاج هذه المشكلة من دون أي اعتراض. في المقابل، لم تتخل السعودية في اعقد الظروف التي مرت بها المنطقة عن دورها الاقليمي وخصوصا حيال لبنان. فاذا كان النظامان الايراني والسوري بواسطة وكيلهما "حزب الله" يمسكان بورقة لبنان فهذا لا يعدو كونه ظرفاً عابراً عرف لبنان مثله ظروف مماثلة ولكنها عبرت. ويتذكر من رافق الرئيس سعد الحريري في زيارته لطهران عندما كان رئيسا للحكومة ان المرشد علي خامنئي قال له يومذاك: "في قصة الاديب الفرنسي فيكتور هيغو "أحدب نوتردام" أمرأة فاتنة تدعى أزمرالدا يرغب فيها جميع الرجال فيما هي كانت تخفي سكينا لتدافع عن نفسها عند اللزوم. ولبنان هو ازمرالدا الشرق الاوسط والسكين الذي بيده هو المقاومة (حزب الله)" فرد عليه الحريري قائلا: "ولكن يخشى ان تجرح ازمرالدا نفسها يوما ما". لم يرق هذا الجواب لخامنئي الذي رفع الاجتماع بعد نحو عشر دقائق. على السعودية ان لا تتخلى عن لبنان مهما كانت سكاكين دمشق وطهران.

 

داعش" تحاول إعادة ترسيم الشريط الحدودي السوري مع تركيا لإقامة إمارتها الإسلامية من اللاذقية إلى الأنبار العراقية

موناليزا فريحة/النهار/يواصل تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" معركته في شمال سوريا على جبهتين، معبر باب السلامة، والجيب الكردي، وكلتاهما على الحدود مع تركيا وتشكلان عائقين أساسيين في خطته الاوسع لاقامة إمارته الاسلامية المفترضة، وقت تسعى فصائل سلفية الى رص صفوفها لمواجهته. يستمر خلط الاوراق في صفوف الفصائل السورية المعارضة، وبذلك يزداد الوضع تعقيدا. فمع اعلان زعيم "لواء الاسلام" زهران علوش أخيراً تكتل نحو 50 فصيلاً كانت تنشط خصوصاً حول دمشق في ما سمي"جيش الاسلام"، "يزداد تهميش "الجيش السوري الحر" في أجزاء من سوريا كانت تعتبر معقله.

وجاء تشكيل هذا "الجيش" بعد تمرد 11 من أقوى الفصائل الاسلامية، أكثرها في شمال شرق البلاد وتضم أيضا جماعة" لواء الإسلام"، على"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية".

وليس خافياً أن الهدف الاساسي لـ"جيش الإسلام" هو تقوية قبضة السلفيين الجهاديين في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) الذي انتزع في الأسابيع الأخيرة السيطرة على إعزاز من "لواء عاصفة الشمال" ومناطق في شمال سوريا وشرقها والذي يركز جهوده حالياً على معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا. وتذكر هذه الاستراتيجية بمجالس الصحوة التي أنشأتها واشنطن لمواجهة مقاتلي "القاعدة".

وعلى غرار "داعش"، تقاتل الفصائل السلفية من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية في سوريا، غير أنها لا تشاطر الجهاديين الذين ينتمون الى "القاعدة"، وغالبيتهم أجانب، طموحهم الى الجهاد العالمي.

والى وقت قريب، كانت الجبهة الجنوبية تعد حلبة "الجيش السوري الحر" الذي سعت قيادته السياسية طوال أشهر الى تعزيز المجموعات المسلحة التابعة له في دمشق ومحافظة درعا في اطار هيكلية واضحة، وحصلت لهذه الغاية على دعم بالاسلحة والتدريب من الغرب ودول خليجية تتطلع الى اقامة سد ضد المتطرفين قرب دمشق. ولكن مع الخلط الاخير للأوراق في صفوف الفصائل المعارضة، صار السلفيون القوة الرئيسية في هذه المناطق المحررة، وبات "لواء الاسلام" أكثر نفوذا في المنطقة من كل من "الجيش السوري الحر" وميليشيات راديكالية مثل "أحرار الشام" و"جبهة النصرة". وفي معرض تبريره تشكيل "الجيش الاسلامي"، انتقد علوش اخفاق "الائتلاف الوطني" في رص صفوف المعارضة، لكن خبراء يرون في تكتل المجموعات السلفية فرصة لمواجهة المتطرفين الآخرين المرتبطين بتنظيم "القاعدة"، مثل "النصرة" و"داعش" اللتين بدأتا تعيثان فساداً في شرق سوريا وشمالها، وذلك بالاقتتال في ما بينها، ومقاتلة مجموعات معتدلة أخرى. ويعد "لواء الإسلام" الذي يتزعمه علوش بضعة آلاف من المقاتلين، وهو من أكبر جماعات المعارضة وأفضلها تنظيماً، ويحظى باحترام حتى بين المعارضين غير الإسلاميين لنزاهته وفاعليته. ونسبت "رويترز" الى ديبلوماسي مقيم في الشرق الأوسط أن " لواء الإسلام وحلفاءه لم يشعروا بالارتياح لايجاد القاعدة موطئ قدم لها في الغوطة". ويبدو واضحا أن تشكيل "جيش الإسلام" أزعج "داعش" فعلاً، إذ ان تعليقات بعض المقربين من "الدولة الإسلامية في العراق والشام" على "فايسبوك" و"تويتر" تعكس نظرة هؤلاء إلى الكيان الجديد على أنه منافس. ومع ذلك، يبدو أن " جيش الإسلام" يرغب في تجنب القتال مع "داعش" في الوقت الحاضر، ربما نظرا الى القدرات القتالية العالية للتنظيم. فبعدما أبلغ رجل يدعى سعيد جمعة قال إنه نقيب في "جيش الإسلام"، تلفزيوناً معارضاً أن صراعاً مفتوحاً قد ينشأ مع "الدولة الإسلامية في العراق والشام" إذا واصلت ما وصفه بالفوضى، تبرأ علوش من تصريحاته في تغريدة بموقع "تويتر" الثلثاء، معتبرا أن كلامه "خطير" ويهدف الى بث الفتنة في صفوف المسلمين.

باب السلامة

وعلى الجبهة الشمالية، استمر الاقتتال بين كتائب "عاصفة الشمال" ومسلحي "داعش" الذين يحاولون السيطرة على معبر باب السلامة الاستراتيجي مع تركيا. وأحصى "المرصد السوري لحقوق الانسان" الذي يتخذ لندن مقراً له سقوط قتيل من "عاصفة الشمال" أمس. وكان الاقتتال في إعزاز دفع أنقرة في 19 أيلول الماضي الى اقفال معبر باب السلامة الواقع على مسافة خمسة كيلومترات تقريبا والذي يمثل شريان حياة للمناطق الشمالية في سوريا، باعتباره منفذاً لعبور اللاجئين ودخول الامدادات الغذائية ومواد البناء اضافة الى المساعدات للثوار. ومنذ سيطرتهم على إعزاز، أقام مقاتلو "داعش" حواجز حول البلدة وسيطروا على قواعد لفصائل معارضة أخرى. وفي المقابل، رص ثوار من "عاصفة الشمال" وفصائل أخرى صفوفهم عند معبر باب السلامة، على مسافة كيلومترات قليلة، وهم يستعدون لرد أي هجوم إذا تقدم الجهاديون في اتجاههم.

وفشلت على ما يبدو المحاولة الاخيرة للتوصل الى هدنة بين الجانبين. فقد دعا بيان لناشطين الخميس إلى "وقف فوري للنار" بين الجانبين، وطالبهما بنقل نزاعهما إلى محكمة شرعية في حلب على مسافة نحو 30 كيلومترا جنوباً. وقال: "نربأ بهم عن الوقوع في دماء المسلمين والمسارعة إلى وصفهم بالكفار". ووقع البيان قادة عسكريون من حركة "أحرار الشام" و"لواء التوحيد" و"ألوية صقور الشام" و"جيش الإسلام" وأوردت صفحة "عاصفة الشمال" في موقع "فايسبوك" نسخة منه. وقال مسؤول في فصيل "أحرار الشام" لـ"رويترز": "هذا إعلان وقعته أكبر ألوية المعارضة في سوريا. الرسالة واضحة". وشكل صعود "داعش" في مناطق شمال سوريا وشرقها مشكلة للمعارضة السورية. فمع أن غالبية الثوار في المنطقة اسلاميون، فان هدفهم الرئيسي هو اطاحة نظام الاسد، بينما تقدم "داعش" أهدافها الجهادية وطموحها الى اقامة امارتها الاسلامية العابرة للحدود.

الأكراد

وعلى جبهة أخرى على الحدود التركية أيضاً، سقط 18 قتيلاً في اشتباكات بين مقاتلين من "داعش" و"جبهة النصرة" ومقاتلين اكراد في محافظة الحسكة بشمال شرق البلاد . وقال "المرصد السوري لحقوق الانسان": "تأكد مقتل 14 مقاتلاً من مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة، في اشتباكات مع مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي في محيط قرية صفا القريبة من ناحية جل آغا (الجوادية) في محافظة الحسكة. كما لقي اربعة مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي حتفهم". ومنذ منتصف تموز، تدور اشتباكات عنيفة احيانا وتتراجع حدتها احيانا اخرى بين مقاتلين اسلاميين متطرفين وأكراد في مناطق عدة من الحسكة ومحافظة الرقة.  في باب السلامة كما في الحسكة، تسعى "الدولة الاسلامية" الى تحقيق أجندة مختلفة لا تمت بصلة الى الاهداف الحقيقية للثورة السورية، ولا مكان فيها لاطاحة نظام الرئيس بشار الاسد. هناك، تحاول "داعش" رسم إمارتها العابرة للحدود السورية، مستغلة تزايد سيطرتها على منطقة تمتد من ريف اللاذقية في الغرب حتى الحدود مع العراق شرقاً وصولا الى الانبار.

 

هل يُقنّن بقاء «حزب الله» في سوريا باب المساعدات؟

جورج شاهين/جريدة الجمهورية

فرَضت الزيارة العاجلة لنائب رئيس البنك الدولي أنغر أندرسون إلى بيروت وقعاً مستعجلاً لتطبيق ما يمكن تطبيقه من نتائج «مؤتمر المجموعة الدولية من أجل لبنان»، لكن، ما لم يكن في الحسبان هو أن يواجه لبنان ما يسمّى «ملف وجود حزب الله» في سوريا، فهل سينعكس بقاؤه هناك على المساعي لمواجهة ازمة النازحين؟ لم يفاجَأ المسؤولون اللبنانيون العاملون على خط ترجمة التوجهات الدولية التي أسفر عنها مؤتمر "المجموعة الدولية من اجل لبنان"، بسرعة تحرّك البنك الدولي. فهم يدركون أنه كان وما زال المساهم الأكبر في توفير الدعم الدولي للبنان لمعاونته في مواجهة كلفة مليون وثلاثمئة الف نازح سوري باتوا على الأراضي اللبنانية، ما عدا العمال السوريين الموسميّين والفلسطينيين المقيمين سابقاً والنازحين الجدد، والذين يتقاسمون كلفة الخدمات العامة والتقديمات في معظم القطاعات الإستهلاكية والإقتصادية والإجتماعية والتربوية اللبنانية مع أربعة ملايين لبناني يعانون ضآلة التقديمات الحكومية الرسمية. وقد جاءت زيارة أندرسون للدّلالة على حجم اهتمام البنك الدولي شعوراً منه بحجم المخاطر المترتبة على البلد الصغير من جراء الأزمة السورية الكبرى، التي تحوّلت بعد ثلاثين شهراً على اندلاعها مسرحاً لأكبر مواجهة إقليمية ودولية من خلال الإنقسام الحاد في مجلس الأمن الدولي. وعلى هذه الخلفيات، رحَّب المسؤولون اللبنانيون بسرعة التحرك الدولي وخصوصاً أنه جاء على ابواب اجتماعات البنك الدولي السنوية التي ستنعقد في واشنطن مطلع الأسبوع المقبل، والتي سيشارك فيها لبنان بوفد يضمّ حاكم مصرف لبنان الذي غادر الى واشنطن الخميس الفائت، ووزير الإقتصاد في حكومة تصريف الأعمال نقولا نحاس الذي يغادر صباح اليوم على أن يتبعه وزير المال محمد الصفدي مساء. وفي هذا الإطار، قالت مصادر مواكبة، إنّ وفد البنك الدولي وعد بإنهاء التقرير النهائي في شأن الوضع في لبنان خلال ثلاثة اسابيع، وهو أمر إستثنائي، إذ لم يولد بعد ايّ تقرير من هذا النوع قبل ستة أشهر من الإشارة ببدء تحضيره. وأوضحت أنّ لبنان وفّر داتا المعلومات كاملة وبأدق التفاصيل، الأمر الذي رسم خريطة الطريق السريعة لصياغة التقرير. ولا تغفل المصادر أنّ هذا التوجه يشكل ترجمة عملية لقرار سياسي ودولي كبير بدعم لبنان وسياسة النأي بالنفس عن الأزمة السورية والحفاظ على الحدّ الأدنى من الأمن والإستقرار في البلاد، وهو ما عبّرت عنه المواقف التي رافقت لقاءات رئيس الجمهورية في نيويورك.

وعلى رغم النيات الصادقة، لا يبدو انّ الطريق ستكون سهلة. ففي مقابل الدعم المنتظَر من بعض الجهات الدولية، هناك من رسم حدوداً لحجم هذا الدعم ونوعيّته وربطه بقرارات مطلوبة من لبنان، لعلّ ابرزها البحث في بقاء "حزب الله" في سوريا مقاتلاً الى جانب النظام، ما سيزيد من حدّة المواجهة في لبنان، وخصوصاً إذا ما رفعت التحضيرات الجارية لمعركة القلمون والنبك والزبداني في الشريط السوري المحاذي للأراضي اللبنانية من المصنع وصولاً الى بريتال وعرسال، من عدد النازحين، الذين لن يكون امامهم سوى المسارب المؤدية الى الأراضي اللبنانية للفرار من بلداتهم.

ويقول العارفون إنّ منسقة المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس كانت اول من حذّرت مَن يعنيهم الأمر وتحديداً وزير الشؤون الإجتماعية وائل ابو فاعور، والمعنيين بملف المساعدات، والجهات المشرفة على توزيعها، مِن أنّ بقاء "حزب الله" في سوريا سيصعّب على بعض الجهات المانحة تقديم ما يمكن تقديمه لمساعدة لبنان. وقالت المصادر إنّ هذا الكلام لم يكن مجرد تنبيه او تحذير مُسبق، فقد تلمّس أبو فاعور الأمر في إجتماعات جنيف للهيئات الدولية المانحة، وتبلّغ حجم التردّد في تلبية مطالب لبنان في هذه المرحلة وهي كانت في حدّها الأدنى، فكيف إذا كانت تقديرات البنك الدولي لخسائر لبنان قد بلغت ما يزيد على سبعة مليارت دولار. وختاماً، وامام حجم المخاوف والهواجس من إستمرار تورّط لبنانيين في حرب سوريا، فقد ناقش الإجتماع الموسع الذي عُقد في قصر بعبدا حجم المخاطر المترتبة على لبنان من جراء ذلك، في ظلّ غياب ايّ مخارج او حلول، وجاء تصريح السفير السوري علي عبد الكريم علي في وزارة الخارجية أمس ليزيد من حجمها بقدر ما وجهه من اتهامات للبنان بإستغلال قضايا النازحين، مستخفاً بحجم الأزمة وهو ما يؤشر الى المصاعب المقبلة.

 

11 ألف امرأة حامل ضمن عيّنة من 124 ألف نازح من أصل 1.3 مليون/مخاوف لبنانية من تزايد كبير في عدد النازحين السوريين ... بسبب الإنجاب

| بيروت - «الراي» /على وقع «نداءات الاستغاثة» التي يطلقها لبنان الرازح تحت وطأة ما بات يصفه بأنه «كارثة اقتصادية وأمنية» مردّها الى استضافته نحو 1.3 مليون نازح من سورية يشكلون ثلث عدد سكانه، جاءت الأرقام التي تم نشرها امس عن عدد الحوامل بين النازحات لتضاف الى المخاوف المتعاظمة من ان ملف النازحين يشكل فعلياً «كرة ثلج» تتدحرج وتسابق محاولات «بلاد الأرز» تسييل الدعم الدولي لها بمساعدات عاجلة ربما لم تعد كافية لاحتواء الوضع والأعداد التي تتضخّم يوماً بعد آخر. وفيما كان وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل يعلن أن عدد النازحين السوريين الى الأراضي اللبنانية قد وصل الى 1.175 مليون نازح «ونحن امام كارثة اقتصادية وامنية»، صُدمت بيروت بتقارير عن حصيلة جولة قام بها وفد من وزارة الصحة اللبنانية بالتعاون مع اليونيسف وجمعية «beyond» في اغسطس الماضي على 114 مجمعا تقطن فيها عائلات سورية ويبلغ عدد أفرادها 124040 وخضع منهم 41237 شخصا لفحوص طبية ليتبيّن ان بينهم 10896 سيدة حامل. ونقلت هذه التقارير الصحافية عن مصادر صحية مواكبة ان العشرات من الحوامل تعرضن لعمليات اغتصاب أدت في النهاية الى حملهن وان الكثير منهن من غير المتزوجات في اشارة الى اقامتهن علاقات جنسية غير شرعية. وكان اللافت أيضا ان المتزوجات ينشطن في الانجاب، رغم الظروف المعيشية والاقتصادية التي تمر بها عائلاتهن. وتوقفت دوائر مراقبة عند ارتفاع معدل الحمل والولادات بين النازحات، مشيرة الى ان وجود 11 الف سيدة حال من ضمن 124 الف نازح يعني اذا تم حساب النسبة على 1.2 مليون نازح فان لبنان امام زيادة مرتقبة تلقائية في عدد النازحين بما بين 70 الى مئة الف خلال اقل من سنة وهذا رقم «كارثي».

 

العونيون مع دويلة "حزب الله".. وضدها

كارلا خطار/المستقبل

ميليشيا = تنظيمات مسلّحة خارجة على الشرعية و"عَ اللبناني" تعني "حزب الله".

دويلة = تصغير دولة، أو انقسام الدولة إلى دويلات.

بين الدويلة والميليشيا روابط عسكرية وسياسية ودينية. العبارتان ليستا منفصلتين، فلا يمكن تقسيم الدولة مثلاً إلا بوجود الميليشيا, ولا يمكن أن ينشأ في وطن ما تنظيم مسلّح خارج إرادة الدولة من دون أن يخلق هدفاً لنفسه مستعطفاً الشعب الى أن يظهر هدفه الحقيقي الخارج بدوره على الشرعية والقانون. فكلّما دار حديث بين مواطنَين لبنانيَّين اثنين اتّفقا على أنه عند القول الحزب المسلّح أو الميليشيا المسلّحة فهذا يعني "حزب الله" لأنه طبعاً لا يعني الشعب اللبناني الأعزل ولا الجيش اللبناني الشرعي أو القوى الأمنية الأخرى، وأن الدويلة هي تلك الدولة الصغيرة التابعة للميليشيا وهي إذاً لا تعني الجمهورية اللبنانية أو لا تمتّ الى لبنان بصلة!

من يسعى إلى بناء دولة القانون والمؤسسات؟ ومن يريد الدويلة ويسعى الى تغيير وجه لبنان من خلال الانقلابات والمطالبة بمؤتمر تأسيسي وطاولة حوار ممهّدة له؟ معروف ما يريده تيار "المستقبل" وما يريده حزب "القوات اللبنانية" وغيرهما من الأحزاب في قوى 14 آذار التي قدّمت رجالها على مذبح الوطن، ومعروف أيضاً ما يريده الطرف النقيض، ما عدا "التيار الوطني الحرّ" الذي يحتاج كلامه الى من يفكّ الألغاز لفهم المقصود أو المُراد... فهل كلامه "ضياع" سياسي، أو رسائل سياسية الى الحلفاء أو "تجليس" للخطّ؟ لهجة جديدة ذات مضمون غامض وهذا يُنبئ بتغيير ما... ولأنه لا يمكن أن يصدر أي "شطط" عن عضوين في "التيار" في يوم واحد، فإنه لا بدّ من استبعاد احتمال "الضياع". ولأنه أيضاً ليس هناك من تقارب يذكر بين "التيار" وقوى 14 آذار، ولأن الأول مستمرّ بإظهار تأييده للنظام السوري خصوصاً بعدما خرق وزير الاتصالات الحظر الدولي على النظام، فإن كلام "التيار" ليس أبداً "تجليساً" للخط السياسي. إذاً إنها رسائل سياسية، اختار "التيار" إيصالها الى حلفائه على لسان كل من وزير الطاقة جبران باسيل والنائب آلان عون في هذا التوقيت الذي يُشاع فيه بأن "حزب الله" يسحب بعض عناصره من الداخل السوري، ليس بقرار من الحزب طبعاً، إنما بناء على قرار إيراني جاء بعد محادثات أميركية-إيرانية. يريد "التيار" أن "يحفظ رأسه". ففي الوقت الذي كان من المفترض أن يتم الحديث عن ميليشيا وعن دويلة لم ينبس "التيار" ببنت شفة... ظلّ صامتاً من دون أن يناصر الحقّ، وهو اليوم أضاع بوصلته واحتار معه "الأطباء"، فهل يصحّ فيه اليوم قول الإمام علي "إنهم لم ينصروا الباطل ولكنّهم خذلوا الحق"؟

يعبّر باسيل عمّا يريده، في اختتام مؤتمر النبيذ اللبناني: "نحن نريد لبنان الدولة وليس الدويلة، لبنان الوطن وليس المزرعة"... فالمناسبة أرخت بثقلها على موقف الوزير، وبات "التيار" يريد الدولة ويرفض الدويلة، ويريد لبنان الوطن ويرفض المزرعة، وبهذا الكلام يكون باسيل قد ردّ على نفسه وانتقد "التيار" الذي لطالما دافع عن "حزب الله" المسلّح، وأبدى عدم اكتراث بسلاحه لينصبّ الاهتمام على ما يمكن أن يؤمن له من مواقع في السلطة. وانتقاد باسيل لنفسه وتناقض موقفه اليوم مع كل مواقف "التيار" بالأمس لهو دلالة واضحة على أن "التيار" يحتاج الى عملية "إصلاح وتغيير" داخلية!

في موقف مكمّل، يستبق النائب آلان عون كل الحلول التي تُعنى بالميليشيات والعصابات، ويبرّر ذلك عبر قوله بأن "عقلية الميليشيوي لا تتأقلم مع منطق الدولة والمؤسسات"، والسؤال هو كيف تمكّن "التيار" من التأقلم مع عقلية الميليشيوي منذ العام 2006؟ وإن كانت الميليشيا غير قابلة للتجانس مع الدولة، فلمَ قبل بمشاركتها الحكومة؟ وإن كانت الميليشيا تشكّل خطراً على مؤسسات الدولة ألم يكن من الأجدى الوقوف على الحياد، بعد الانفصال عن قوى 14 آذار، أوليس ذلك خيراً من أن يشهد قسم من المسيحيين أمام مار مخايل بالباطل؟ وبجرأة غير معهودة، لم يتردّد عون في عرض طريقة حلّ "العصابات المسلّحة". وعادة ما تستخدم عبارة "حلّ" للكلام عن حزب معيّن، فالعصابات قليلاً ما تكون منظّمة، إضافة الى أنها لا تحتاج الى أن تحلّها الدولة لأن العصابة أساساً لا تقدّم العلم والخبر، إلا إذا بات "التيار" يعتبر حليفه "حزب الله" عصابة. ويقول عون بأن "حل مسألة العصابات المسلحة يكمن في سحب السلاح وليس في إدخالهم جميعاً إلى قوى الأمن الداخلي"، وهو موقف متقدّم يؤكّد أن أي عضو في أي "عصابة" بات من الضروري "حلّها" لا يعمل عمل العنصر في قوى الأمن الداخلي ولا يمكنه بالتالي أن يكون شرعياً ولا أن يحلّ محلّ القوى الشرعية لا في منطقته ولا في أي منطقة أخرى...

 

عون ليس قلقاً لأنّ "المسيحية ازدادت انتشاراً.. بعد المسيح" و"حرب إلغاء" بين صهرَي الجنرال على.. خلافته

جورج بكاسيني/المستقبل

لم يكن يتوقّع رئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون أن تكون مأدبة الغداء التي دُعي إليها قبل أسابيع في منزل شقيق قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز في اللقلوق، إطاراً لسؤال وجّهه إليه أحد كادرات التيّار وبحضور روكز والوزير جبران باسيل وحشد من المدعوّين: "ما هو مستقبل العميد روكز بعد تبديد فرصة تعيينه قائداً للجيش؟". لم يجد عون سبيلاً للخروج من ارتباكه سوى الاكتفاء بالقول: "العميد روكز يقرّر". كما لم يتوقّع الجنرال أن يكون هذا السؤال سبباً هو الآخر لمفاتحة جدّية من قِبَل الوزير باسيل، عقب هذا اللقاء، مفادها وجوب بتّ الخلافة في التيّار قبل رحيل زعيم التيّار "لأنّ الأعمار بيد الله". والمقصود بذلك طبعاً، حسب أوساط قيادية في "التيّار الوطني الحر" أن يمهّد عون الطريق لباسيل، وقطع الطريق على أي طامح آخر بالخلافة، وهو على قيد الحياة، بدلاً من ترك الأبواب مشرّعة أمام صراعات لا تنتهي في وقت لاحق.

اقتنع عون بنظرية باسيل. اتخذ قراره.. وسارع إلى التنفيذ. فمرّر أوّل جرعة من هذا القرار في اللقاء الأسبوعي الذي يعقده كل سبت في الرابية (الأسبوع الماضي) مع بعض الكوادر وهم: سليم عون، غابي جبرايل، جورج ياسمين، روجيه عازار، ماريو عون، طوني نصرالله، بسام الهاشم وناجي حايك. قال الجنرال بوضوح: "الأعمار بيد الله، لن أبقى رئيساً للتيّار، يجب اختيار رئيس جديد للتيّار خلال ستة شهور يكون صاحب كفاءة وقدرة وخبرة في الحكم لقيادة التيّار".

هذه العبارة المقتضبة كانت كافية ليلتقط الحاضرون من خلالها إشارة دعم عون لباسيل للخلافة (خبرة في الحكم)، تماماً كما كانت كافية أيضاً لإطلاق العنان لصراعات بين الطامحين لزعامة التيّار: باسيل المطمئن لدعم الجنرال له يسعى إلى تحصين معركته داخل التيّار من خلال عقد اجتماعات شبه يومية مع كادرات ومنسّقي مناطق مؤثّرين في التيّار. كما يسعى، حسب الأوساط القيادية، إلى تدعيم هذا الاتجاه من خلال "مفاتيح" انتخابية من خارج التيّار، مثل نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي الذي بدأ جولات على قيادات في التيّار لتسويق باسيل. فيما تسعى كادرات أخرى إلى تسويق اسم روكز على قاعدة أنّ له "رمزية" الانتماء إلى المؤسسة العسكرية، مع العلم أنّ استعجال عون في بتّ هذا الملف خلال الشهور القليلة المقبلة يقطع الطريق أمام هذا الاحتمال، باعتبار أنّ روكز لا يزال داخل المؤسسة العسكرية ولا يمكنه تولّي أي موقع حزبي قبل تقاعده أو الاستقالة من المؤسّسة.

ولم يكتفِ الجنرال بهذا القدر في تحريك هذا الملف، وإنّما شكّل لجنة من كادرات التيّار منذ عدة أيام مهمّتها إجراء تعديلات في النظام الداخلي للتيّار تفتح الطريق أمام الخلافة، قوامها: النواب آلان عون، زياد أسود، سيمون أبي رميا، النائب السابق سليم عون، طوني مخيبر، انطون الخوري حرب، ميشال دوشاداروفيان، نعيم عون، نجم خطّار، فؤاد الأشقر وسركيس روكز.

وحصر الجنرال، حسب الأوساط، مهمّة البحث بالنظام الداخلي بهذه اللجنة، بعد أن قرّر إلغاء الاجتماعات التي كان يعقدها مع "مجموعة السبت"، بسبب تسريب أحد المشاركين فيها خبر فتح ملف الخلافة لإحدى وسائل الإعلام المكتوبة (جريدة "الاخبار"). ويُفترض أن تسلِّم هذه اللجنة الجنرال مسوّدة الاقتراحات التي أعدّتها يوم الثلاثاء المقبل. وفي المعلومات التي كشفتها الأوساط القيادية في التيّار لـ"المستقبل" أنّ الاتجاه ليس لانتخاب أو تعيين رئيس جديد للتيّار، وإنما إعادة انتخاب العماد عون رئيساً وتعيين، أو انتخاب، نائب رئيس، يتولّى مهام الرئيس في حال شغور مركزه لأي سبب من الأسباب، وفقاً للاقتراحات الواردة في المسودة.

وهذا يعني حسب الأوساط أنّ المعركة ستقع حول مركز نائب الرئيس وسط رأيين متعارضين في هذا الخصوص، بين عون من جهة وبين معظم أعضاء اللجنة المشار إليها من جهة ثانية. ذلك أنّ الجنرال يريد أن يتيح له النظام الداخلي الجديد (علّق العمل بالنظام السابق إثر حرب تموز وما زال مُعلقاً حتى اليوم بانتظار إقرار النظام الداخلي الجديد) تعيين نواب الرئيس (يريد تعيين أربعة: واحد شيعي وثانٍ درزي واثنان مسيحيان)، وكذلك تعيين أعضاء المكتب السياسي أو الهيئة السياسية، رغبةً منه في تعيين باسيل نائب رئيس أوّل بما يضمن تزعّمه للتيّار لاحقاً. فيما يطمح معظم أعضاء اللجنة لانتخاب أعضاء المكتب السياسي الذين بدورهم ينتخبون نواب الرئيس. ذلك أنّ معظم أعضاء هذه اللجنة لا يرغبون في أن تكون زعامة التيّار العتيدة من نصيب أحد أقرباء الجنرال، رفضاً منهم لمبدأ الوراثة العائلية. ومعنى ذلك، برأي الأوساط، أنّ الصراعات الكامنة داخل "التيّار البرتقالي" منذ سنوات، مرشّحة للظهور إلى العلن في الأسابيع والشهور القليلة المقبلة، خصوصاً في ظلّ الاعتراضات المتنامية على موقع باسيل وحجمه في التيّار، رافضةً الإجابة عن سؤال يتعلّق بموقف حليف التيّار، أي "حزب الله"، ازاء هذه الخلافة، وما إذا كان له رأي في هذا الموضوع. ولا تُخفي هذه الأوساط قلقها من نتائج هذا الصراع على التيّار، وعلى تماسكه ووحدته بعد الجنرال أطال الله بعمره وإن كان عون يسعى إلى طمأنة القريبين منه بالقول: "بعد المسيح.. زادت المسيحية انتشاراً..".

 

العهد المُعَطّل!

انطوان سعد/جريدة الجمهورية

لم يكن خافياً على أحد أنّ أحداث السابع من أيار 2008 رَتّبت "اتفاق الدوحة" الذي أفضى إلى انتخاب الرئيس العماد ميشال سليمان، وإقرار قانون الإنتخاب الحالي، ووَقف الأعمال الحربية التي شَنّها "حزب الله" مع بعض حلفائه على تيار "المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي في بيروت والجبل. ومنذ انطلاق عهد الرئيس سليمان راح "حزب الله" يفرض "الثلث المعطّل" في حكومات هذا العهد، ففَعلها مع حكومة الرئيس سعد الحريري وحكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وها هو اليوم يطالب بهذا الثلث جهاراً، وإذا فعلها فسيكون قد كرّس "المثالثة" بطريقة غير مباشرة التي لطالما أثيرت، سواء في مؤتمر "سان كلو" أو في الاتصالات السعودية ـ الإيرانية، وكانت تُنفى من هنا وهناك. هكذا تكون جمهورية "الطائف" قد انطلقت في ظلّ الوصاية السورية حتى العام 2005، وجاء "التعطيل" أو "الفيتو" الحكومي الذي يفرضه "حزب الله"، ما يشكّل واقعاً غريباً عن الدستور وبعيداً من الميثاق إسمه "المثالثة" التي تُعطي مجموعة طائفية حق "الفيتو" داخل مجلس الوزراء، فتشلّ البلاد وتُعطّل آلية الحُكم وتُبقي الشعب رهينة خيارات هذه المجموعة في الحرب والسلم والإستراتيجية الدفاعية والقدرة على أسر الإقتصاد وإبعاد لبنان عن العالم العربي. لبنان الذي كان دائماً متصالحاً مع محيطه العربي، لبنان الذي بات اليوم لا يجد سائحاً عربياً على أرضه وباتت قراراته في جامعة الدول العربية غريبة عنه وعنها. وقد فُرِضَ على لبنان أن يكون شاهد زور أمام وحدة الخيارات العربية التي تشوبها أحياناً بعض المطبّات التي لم يكن لبنان أبداً مُسبّباً لها أو أحد الخارجين عن هذه الوحدة. هكذا، ولأن الممارسة أفضَت إلى القول إن لا إمكانية للسير في عجلة الحكم إلا برضى "حزب الله" الذي يأسر طائفته ويأسر لبنان معه، لبنان الذي فاق عمره ستة آلاف سنة في مقابل مشروع الحزب الممتَد منذ العام 1982 والمرتبط بطهران، والذي يريد تغيير وجه لبنان الدولة ليصبح ولاية منبوذة عربياً ومرفوضة في قاموس الدوَل. وبعدما تُرجم الإتفاق الروسي ـ الأميركي بقرار صدر عن مجلس الأمن في 28 ايلول المنصرم حمل الرقم 2118، وقضى بإجماع دوَل مجلس الأمن بوجوب نزع السلاح الكيماوي من النظام السوري في مهلة لا تتعدّى السنة، هذا السلاح الذي لطالما جعل من سوريا محوراً رئيسياً في النزاع العربي ـ الإسرائيلي، تبيّن أنه بمجرد إطلاق إسرائيل صاروخاً باليستياً واحداً بَقيَ مجهولاً لدى الرادارات الإيرانية قبل السورية، تمّ التخَلّي عن الكيماوي، وها هي إيران تتواصل مع الولايات المتحدة الأميركية (الشيطان الأكبر بالنسبة اليها) بعد عداء استمرّ منذ العام 1979 إثر احتجاز طاقم السفارة الأميركية في طهران، ليسقط شعار العداء لأميركا وربما تسقط قريباً شعارات أخرى. ولئلا نبقى متفرّجين على ما يدور هنا وهناك من تحوّلات يسمّيها البعض انتصارات، والبعض الآخر يسخر منها في اعتبارها زحفاً على البطون من شأنه أن يمنع السقوط مقابل تقبيل الأيدي، ينبغي على رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف تمام سلام، وانطلاقاً من صلاحياتهما الدستورية واستناداً الى أحكام المادتين (53 ف 4 و64 ف 2) من الدستور، والآن قبل الغد، أن يؤلّفا حكومة، فيُصدر الرئيس مرسوم استقالة حكومة ميقاتي، على أن يكون شَكْل هذه الحكومة حيادية بالدرجة الأولى، لأن أيّ حكومة أخرى لن تكون قابلة للحياة ولا مُنتجة. وإذا استحال هذا الأمر، يمكن تأليف حكومة لا يملك طرف فيها قدرة على التعطيل لتتسَلّم هي زمام الحكم في حال حصول الفراغ الرئاسي الذي ترتفع أسهمه بقوّة. أما إذا أراد "حزب الله" ممارسة "الذراع الحديدية" مع هذا الخيار، واتخذ قراراً بـ"احتلال" الوزارات التي يشغلها وزراؤه ووزراء حلفائه، فيصبح شاغلاً لها من دون أيّ مسوّغ قانوني أو دستوري لأن حكومة ميقاتي ستصبح حينها مستقيلة وغير موجودة دستوراً وقانوناً بعد تأليف حكومة سلام، التي، وإن لم تَنل الثقة في مجلس النواب المعرّض بدوره للتعطيل منعاً لمَنحها الثقة ومنعاً لتمكينها من عَرض بيانها الوزاري، فإننا سنكون أمام حكومة قائمة بالمعنى الدستوري، ولكنها غير قادرة على ممارسة صلاحياتها استناداً الى أحكام الفقرة الثانية من المادة /64/ من الدستور. لكنّ هذه الحكومة تكون على مسافة واحدة من كل القوى السياسية، ولا تضع نقاط القوة فيها (وزارة الخارجية ووزارة الدفاع) في سلة "حزب الله". ولأنّ معظم الشعب اللبناني ينتظر فسحة الأمل، يبقى على رئيس الجمهورية والرئيس المكلف أن يقوما بدورهما ويمارسا حقهما وينقذا البلاد من الأجل المحتوم والموت البطيء.

 

هل وَرَثة التيّار العوني يتنافسون على كرسي الجنرال؟

رينا ضوميط/جريدة الجمهورية

يدور نزاع صامت بين أجنحة «التيار الوطني الحرّ»، يرتبط مباشرةً برئاسة التيار التي ينوي النائب ميشال عون التنحّي عنها في فرصة أو توقيت يرتبطان به وحده على الأقل، في الوقت الذي بدأ «الورَثة» يتنافسون على كرسيّ الجنرال قبل أن يحسم الأخير خياراته... لم يكن العشاء الطويل الذي جمع منذ أيام نائب رئيس مجلس النوّاب السابق إيلي الفرزلي والوزير جبران باسيل في مطعم المندلون ـ ضبية وأحد نوّاب التكتّل، عشاءً عادياً، بل اندرج في سياق اجتماعات مكثّفة يعقدها الفرزلي تحضيراً لوراثة رئاسة "التيار الوطني الحر". وفي معلومات لـ"الجمهورية" أنّ الفرزلي وأحد وزراء تكتّل "التغيير والإصلاح" ينشطان بالتعاون مع أحد إعلاميّي "التيار" البارزين لتعزيز حظوظ وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل لتولّي قيادة هذا التيار بين المتنافسين عليها، وذلك وفق سلّم أولويات وعناوين سياسية وإدارية على حدّ سواء:

أوّلها، أنّ باسيل هو الأقرب إلى عون مصاهرةً وعلاقةً وموقعاً وزاريّاً واطّلاعاً شخصياً على تفاصيل ملفّات النفط والطاقة معاً، وثانيها أنّ باسيل يمسك بورقة التفاهم مع "حزب الله" بالمعاني الشكلية والضمنية، وثالثها أنّ "الوزير المميّز" ينال حظوة عمّه كونه يشرّع الأبواب للعلاقات الوثيقة مع دمشق - النظام، وما للفرزلي من "ضربات صائبة" على تلك اللوحة، على الاقلّ على صعيد الدعاية المسيحية في المجال المشرقي.

وعطفاً على نشاط الفرزلي في هذا الاتجاه، يشكّل وزير التكتّل رافعة "دستورية" لباسيل في معركته الداخلية عبر مساهماته في صوغ تعديلات دستورية تتلاءم مع الوضع المسيحي الحالي وتستقطب رأياً عاماً في هذا الاتجاه. وبالإضافة الى ذلك يعمل أحد الصحافيين على خط التسويق الدعائي والسياسي لـ"مشروع" باسيل.

نقولا

وفي حديث لـ"الجمهورية"، يؤكّد النائب نبيل نقولا أنّ موضوع التوريث السياسي غير وارد، وأنّ عون هو الآن على رأس التيار وسيبقى على رأسه". ويضيف: "العملية بكاملها هي أنّ عون كان يشرح خلال جلسة كيف يمكن الأحزاب أن تتطوّر، وكيف أنّ الأحزاب اللبنانية تنتهي بوفاة مؤسّسها، من هنا يرى عون أنّ على رئيس الحزب تحضير كوادره، وأنّ في التيار قياديّين صالحين، وأنّ عليه أن يتنحّى خلال وجوده". ويؤكّد أنّه "لم يكن هناك من فكرة للتنحّي أو التوريث، إذ إنّ لا أحد يرث عون إلّا هو نفسه". ويشدّد على أنّ "عون لن يتنحّى عن رئاسة التيار إلّا عندما يصبح في بعبدا".

ألان عون

ولدى سؤاله على المعلومات التي تتحدّث عن اجتماعات بين الفرزلي وأحد وزراء التكتّل من أجل تعويم باسيل، ردّ النائب ألان عون في حديث لـ"الجمهورية"، فقال: "حتى لو صحّت تلك المعلومات، فهذا الموضوع هو شأن داخليّ يعني التيار، وهم ليسوا جزءاً منه وليسوا معنيّين به، لا من قريب ولا من بعيد، وقد يطرحونه على خلفية مآرب شخصية خاصة بهم، وهذا لا يعنينا كتيّار لأنّ ما نتطلع اليه من هذا الموضوع هو تأمين آلية تضمن استمرارية حزبنا".

وعن تردّد إسم باسيل بديلاً لرئاسة التيار، قال عون: "هذا الموضوع سابق جداً لأوانه. فهناك مؤسّسة حزبية يجب أن تنضج وتضع نظامها الداخلي في الوقت المناسب، وتقرّر تداول المناصب ومواقع المسؤولية في داخلها، وعندها يحين الوقت لتُطرح الأسماء للمسؤوليات".

وحول تنحّي العماد عون، في حال وصوله الى رئاسة الجمهورية فقط، سأل: "لماذا يصرّ البعض على إخراج العماد عون من المعادلة السياسية؟ إنّ مَن يسوّق لهذه النظرية لديه سوء نيّة، ويريد إخراج الجنرال من المعادلة وإضعافه، لأنّه يعرف مدى تأثيره على الحال السياسية والشعبية التي يملكها حاليّاً، وهو بذلك يريد إرباكه وإضعافه قبل الاستحقاقات الرئاسية والنيابية".

عوائق مشروع التوريث؟ العوائق كثيرة وكبيرة، تؤكّد مصادر لـ"الجمهورية"، موضحة "أنّ أساس هذه العوائق المسوّقون الثلاثة أنفسهم الذين يحيطون بباسيل ويُعتبرون من الخوارج، ولا يحظون بثقة قواعد التيّار العوني وكادراته البارزة، سواءٌ النيابية منها أو القيادية، فباسيل لا يتمتّع بشعبية كبيرة، ويحاربه النائب آلان عون ونعيم عون وعدد من النواب بينهم زياد أسود وسيمون أبي رميا، فيما يُعتَبر وزير التكتّل، في نظر قواعد التيار، وثيق الصلة بـ"حزب الله" والنظام السوري، وما يقوم به هو تنفيذ خطة لم يشارك في إعدادها، بغية الإمساك بالتيار بكامله عبر مفاصله الأساسية وإغراقه أكثر في خط "حزب الله" السياسي وتورّطه في سوريا، والذي ترفضه هذه القيادات، إنّما تدافع عنه بخجل. أمّا الفرزلي والصحافي العاملان على تعزيز حظوظ باسيل، فقد أخذا كلٌّ على حِدة، وعلى عاتقهما تسويق باسيل عبر اللقاء المسيحي الذي لم يشارك فيه أيّ من الأقطاب المسيحية، بدءاً من الحليف سليمان فرنجية وصولاً إلى "القوات اللبنانية" وحزب الكتائب... كما أنّ صيتهما بين العونيين غير مشجّع على الإطلاق لارتباطهما موضوعيّاً وفعلياً بالنظام في سوريا، الى درجة أنّ أحد الكادرات البارزة لدى عون وصفهما بـ"الودائع السورية لدينا، ونحن لا نريد مزيداً من التورّط في مستنقعات لم تعد تشبهنا". ذكرى 13 تشرين على الأبواب، والتيار يستعدّ لخلوة نيابية في دير القلعة في بيت مري يُتوقع أن تكون صاخبة ونارية إذا فُتح فيها جدل حول التوريث، ولكن سواءٌ فُتح هذا الجدل أم لم يُفتح، فإنّ صحّة الجنرال في ألف خير، إلّا أنّها لا تنعكس على صحّة تياره على الإطلاق!

القيادة العامة" تحت مجهر "حزب الله" بعد متفجرة الرويس

علي الحسيني/المستقبل

خلال إطلالته الأخيرة عبر شاشة "المنار"، أعلن السيد حسن نصر الله أنه و"بفضل الله وبعونه وجهود المخلصين فقد توصّل "حزب الله" الى نتائج حاسمة حول الجهة التي تقف خلف متفجرة الرويس" وأن هناك "مجموعات تكفيرية تقف خلف هذه الجهة تعمل في إطار المعارضة السورية وتنطلق من الأراضي السورية أيضاً"، رافضاً حينها الدخول "في لعبة الأسماء والأفراد والأماكن" وهو الأمر الذي ترك أكثر من علامة استفهام لدى الرأي العام اللبناني.

بعد أقل من أربع وعشرين ساعة على كلام نصر الله، خرجت وسائل الإعلام "الممانعة" وكعادتها لتصطاد في الماء العكر ولتتهم بعض أبناء بلدة عرسال بالوقوف وراء التفجير بالتعاون مع "جبهة النصرة" وأكثر من ذلك فقد خرج أحد جهابذة هذه "الممانعة" في اليوم التالي، ليفك طلاسم كلام نصر الله ويحدد بالهوية والأسماء العناصر المسؤولة عن التفجير وأماكن تواجدها إلاّ انه نسي أن يذكر نوعية الطعام الذي تناولته هذه العناصر قبل تنفيذ الجريمة.

"هل فعلاً نحن مخترقون؟ ومن هي الجهة التي تخترقنا؟". أسئلة رددتها قيادة "حزب الله" الأمنية بعد ساعات قليلة على وقوع متفجرة الرويس إذ لا يُمكن لأي شخص, أو جهة, أن يجول بسيارة محمّلة بالمتفجرات داخل أحياء الضاحية الجنوبية من دون أن يملك تفاصيل دقيقة ومعلومات أكيدة حول طبيعة المنطقة والمكان الذي ينوي التفجير فيه وهذا بالطبع يحتاج إلى أمرين لا ثالث لهما، إمّا أن يكون واضع العبوة قد دخل إلى المنطقة المستهدفة أكثر من مرّة قبل أن يضعها وتعرّف على أحيائها والطرق التي تصل مناطقها بعضها ببعض، وإمّا أن تكون هناك جهة تعرف طبيعة المنطقة وتتردد اليها بشكل منتظم هي من ساعدت الجهة المنفذة على إدخال السيارة المفخخة في ذلك اليوم. المعلومات تؤكد أن "حزب الله" وضع يده فعلاً على طرف الخيط الذي يوصله إلى تحديد الجهة التي تقف وراء متفجرة الرويس لكن هذا بالتأكيد لا يعني أنه تمكّن من تحديد هويّة الأسماء او المناطق التي ينتمي إليها هؤلاء وما إذا كان من بينهم لبنانيون كما أسلف، وهذه المعلومات حصل عليها بعد أسابيع على وقوع المتفجرة من خلال تحقيقات ومتابعات ميدانية بين مسؤولين أمنيين في الحزب وبين جهات حليفة له تخللها لقاءات مكثّفة في إحدى "الكافيتيريات" على طريق المطار، وليتبين لاحقاً أن مسؤول أمن "القيادة العامة" التابعة لأحمد جبريل في بيروت المدعو أبو راتب، قد ألقى القبض على عناصر تنتمي إلى المعارضة السورية، ليفرج عنهم لاحقاً لقاء حصوله على مبلغ عشرة آلاف دولار أميركي.

بعد حصول "حزب الله" على هذه المعلومات أخضع المسؤول المذكور لمراقبة شديدة على يد جهازه الأمني المميّز المعروف بـ"الأمن المضاد" أفضت في نهاية الأمر إلى التأكد من أن للمدعو أبو راتب علاقات بمجموعات جهادية وسلفية معارضة للنظام السوري ونتج عن هذه العلاقات بيعه لهذه الجهات مجموعة متطورة من الأسلحة والصواريخ كانت استلمتها جماعة جبريل من الحزب قبل حرب تموز بأسابيع قليلة الامر الذي اضطر فيه الأخير إلى إرسال مجموعة من القياديين العسكريين لديه، لإجراء فحوص وتدقيق على كل مخازن السلاح التابعة للقيادة العامة في لبنان في كل مواقعها في البقاع وبيروت والجبل.

وتجزم المعلومات بأن ضباطاً عسكريين من "حزب الله" قاموا منذ اسبوعين تقريباً بإحصاء كميات الصواريخ وأنواع الأسلحة الموجودة لدى جماعة جبريل وسجّلوها في كشوف، ووثقوها بالصور من أجل ضمان عدم انتقالها مجدداً من مخازنها إلى المعارضة السورية، وأن التقارير المفصّلة التي وضعت على طاولة الحزب لاتخاذ القرار المناسب حول مستقبل هذا السلاح سواء سيترك في عهدة القيادة العامة تحت المراقبة أو سينتقل إلى مخازن سلاح "حزب الله" مجدداً قد أدخل الخوف والشك إلى قلب أبو راتب الذي عمد في الأسابيع الماضية إلى التقليل من إقامته في منزله الثاني الواقع في الضاحية الجنوبية ليلازم بشكل يومي منزله في مخيم برج البراجنة بعد أن رحّل عدداً من أبنائه إلى دول أوروبية عبر مطار بيروت. المعلومات تُفضي إلى أن أجواء من عدم الثقة تسود العلاقة بين "حزب الله" و"القيادة العامة" خلال المرحلة الراهنة على عكس المرحلة السابقة التي كان يتعامل فيها الحزب مع جماعة جبريل بنوع من الاطمئنان والثقة الزائدة خصوصاً مع اكتشاف الأول مجموعة كبيرة من الاختراقات الأمنية داخل هذه الجماعة في لبنان وهو ما يُعد ضربة جديدة لحلف تبيّن أن ما كان يجمعه في الأصل أقل بكثير مما يفرّقه، لكن "حزب الله" اليوم يجد نفسه مضطراً الى التغاضي عن الخيانات التي يتعرّض لها على يد "الحلفاء" إلى أن يأتي يوم ويجد نفسه في حِلّ من هذا الاضطرار.

 

اللواء علي مملوك.. مجرم استخباري من هذا الزمان

داود البصري /السياسة

للنظام الإرهابي السوري تاريخ حافل وموثق بالإرهاب والإجرام, ولجلادي هذا النظام عبر حقبه المتحولة أدوار تاريخية مشهودة في قمع السوريين وحتى من وقع بين براثنهم من العرب, وفرض الإرهاب الأسود عليهم, وقتل خيرة رجالهم, وملف المخابرات السورية واحد من أبشع الملفات في الشرق القديم بأسره, فالنظام السوري هو في حقيقته وملفاته وسجلاته نظام خاص للمخابرات ووجوده وتاريخه استخباري محض كأي نظام إرهابي مشابه يعتمد على  إشاعة الإرهاب والقتل والترويع كسبيل لاستمراريته وحياته, وقد استفزتني تلك الحملة السخيفة التي قام بها أحمد الجلبي في العراق بدعم عناصره العشائرية لتدشين حملة تضامن عشائري عراقية وهمية مع نظام القتل السوري, وحيث برز مشروع اتحاد كونفدرالي مثير للسخرية يجمع بين حكومة ( أحزاب الحجيرة ) العراقية التعبانة وحكومة البعث السوري, الآيلة للسقوط, والأنكى أن تلكم العشائر المزعومة تعتزم تقديم طلب للوحدة الكونفيدرالية لرئيس جهاز الأمن القومي السوري اللواء علي مملوك! وفي ذلك قمة الاستهتار والسخف والغباء, فهذا اللواء الاستخباري مجرم وإرهابي من طراز متميز واسمه اليوم مدرج على قوائم الاتحاد الأوروبي باعتباره متورطاً في قتل السوريين وله سجل حافل في الجريمة السلطوية منذ سبعينيات القرن الماضي, فمن هو اللواء المملوك الذي تلهج باسمه الإرهابي عشائر أحمد الجلبي? هذا ما سنحاول الإجابة عنه عبر لمحات مختصرة ولكنها ذات دلالات قطعية تؤكد تاريخه الإرهابي المخزي والمجلل بالعار.

 إنجازات المجرم علي مملوك (الإنسانية)

هذا العنصر الاستخباري, شأنه شأن بقية العناصر التي باعت ضميرها ورهنت مصيرها بمصير نظام إرهابي بشع, استقطب الساديين والمجرمين والذي يعتبر علي مملوك واحدا من أشرسهم, وحيث بدأ حياته الإجرامية مع بداية تسلط الأب حافظ الأسد على الشعب السوري عام 1971 وكان من أوائل الضباط المؤسسين لفرع مخابرات القوة الجوية, وحيث شغل منصب رئيس فرع التحقيق فيها في مطار المزة العسكري, وما يهمنا في جرائمه الموثقة من الناحية العراقية تحديدا مسؤوليته المباشرة عن تعذيب وتعويق وشلل د. فؤاد طالباني ابن عم الرئيس العراقي الحالي جلال طالباني, والذي اختطف في مطار دمشق بعد أن كان قادما من لندن في شهر اغسطس 1989 لإجباره على الاعتراف بنيته بمقابلة الرئيس العراقي السابق صدام حسين بأمر من جلال طالباني!, ولما لم تنفع مع المرحوم فؤاد طالباني كل عمليات التعذيب الوحشية في إجباره على الاعتراف بأمور ليست حقيقية, عمد المجرم علي مملوك لتعذيبه بيده وكسر رقبته بحديد باب غرفة التعذيب, الأمر الذي تسبب بشلله شبه التام, وحيث نقل في حالة يرثى لها لسجن صيدنايا العسكري قبل أن يختفي من السجن عام 1992, وتنقطع أخباره, ولتتم مساومة جلال طالباني وتعقد صفقة بينه وبين حافظ الأسد لم تعرف طبيعتها تمت من خلالها تسوية موضوع مصرع فؤاد طالباني, وهي جريمة بشعة وشنيعة تشير لدناءة وإرهاب لا مثيل له, ولعل أبرز محطات المملوك الإرهابية قيامه بتجربة الأسلحة والتراكيب الكيمياوية والبيولوجية على المعتقلين في ممارسة تذكرنا بأساليب النازية, وهؤلاء المعتقلون هم من السوريين والفلسطينيين واللبنانيين والأردنيين,وحيث كانت هنالك لجنة حكومية عليا مكونة من وزير الدفاع( مصطفى طلاس ) واللواء علي ملا قائد الدفاع الجوي وجمع من الأطباء المختصين كانت تجرب العناصر الكيمياوية على أجساد المحكومين بالإعدام في سجن (خان أبو الشامات) السري وكان المملوك مسؤولا عن تلك العملية البشعة وكان يجبر المعتقلين على التوقيع على نص يقول :   

(أنا السجين.... بعد أن تبلغت حكم الإعدام الصادر بحقي أعرب بملء إرادتي ودون إكراه عن استعدادي للتطوع من أجل اختبار عقاقير طبية لصالح مصنع إنتاج الأدوية سواء منها التي تملكها وزارة الصحة أو تلك التابعة لوزارة الدفاع أو أي جهة حكومية أخرى). فتصوروا بشاعة ذلك الفعل الإرهابي, ثم جاءت قضية اعتقال وتعذيب العميد الجوي عصام أبو عجيب وهو أحد أبطال حرب أكتوبر 1973 لتؤكد إجرامية هذا العنصر السفاح, وحيث اعتقل ذلك الضابط السوري الشجاع بأمر مباشر من حافظ الأسد لأنه كشف تواجد عملاء إسرائيل في سلاح الجو السوري وهو ما عرضه عام 1989 للاعتقال البشع والتعذيب على يد المجرم علي مملوك وإرساله لسجن صيدنايا العسكري أيضا عام 1992 وحيث توفي لاحقا من شدة التعذيب الوحشي.                             

الملفات الإرهابية والإجرامية للمجرم علي مملوك تحتاج لمجلدات لتشرحها ومتابعتها, وقد اكتفيت ببعض النتف العابرة من سجل إرهابي ضخم ومتورم بالمصائب, فيا لبؤس تفكير من يرسل لهذا المجرم الأشر طالبا منه تنفيذ الوحدة الكونفدرالية مع نظام عشائر وطوائف العراق, فتبا وسحقا ًللقوم الظالمين, والطايح حظهم.

 

دوليات

 

نتنياهو: لعدم تخفيف العقوبات على ايران

حث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الدول الغربية على عدم تخفيف العقوبات المفروضة على ايران قبل موافقتها على وقف نشاطاتها النووية. ونقلت وسائل اعلام اسرائيلية عن نتنياهو قوله لدى وصوله الى اسرائيل عائدا من الولايات المتحدة: "الاسبوع المقبل سألتقي قادة دول اوروبية وسأتحدث مع قادة عالميين آخرين". وأضاف: "سأشدد على حقيقة ان العقوبات على ايران يمكن ان تحقق النتيجة المرجوة اذا استمرت.على العالم ألا ينخدع بالحيلة الايرانية بتخفيف العقوبات طالما لم يفكك الايرانيون برنامجهم النووي العسكري".

 

السفير السوري: سوريا ستنتصر بعبقرية رئيسها

أكد  لسفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي أن "سوريا تواجه اليوم أعتى وأشرس عدوان ولكن بقوة جيشها وعبقرية رئيسها بشار الأسد ستنتصر"، مثمنا "مواقف الحلفاء الذين يشكلون أكثر من نصف العالم روسيا، الصين، ايران".ورأى وفي كلمة له خلال لقاء جماهري نظمته "حركة الناصريين المستقلين - المرابطون" في قصر الاونيسكو في بيروت إحياء لذكرى "حرب اكتوبر أن "ما نتعرض له اليوم في سوريا هو صراع متعدد الوجوه والأسلحة والأغراض لذلك يجب أن نقاوم بالفكر والعدالة وتجديد قوانا وامكاناتنا واحترام مواهبنا"، مشيرا إلى أن "سوريا ولبنان والعراق وفلسطين وكل الأراضي العربية مليئة بالمواهب والكفاءات وكما كانت مهبط الديانات هي ايضا مهبط الرجولة والابطال".

 

هدوء حذر في مصر عشية ذكرى 6 أكتوبر: الاخوان يحشدون لاحتلال ميادين القاهرة..وتحذير أمريكي جديد من العنف

الوكالة الوطنية للإعلام/عشية الذكرى الأربعين لحرب أكتوبر، يسود هدوء حذر في الشارع المصري مع حشد الدعوات والدعوات المضادة بين مناصري حركة "تمرد" ومناصري الرئيس المعزول محمد مرسي. شيخ الأزهر توجه للشعب اليوم بالقول بأن كل عمل تخريبي للاحتفالات بهذه الذكرى يمثل "عقوقا للوطن".

المعارضون دعوا لمظاهرات احتجاج على نظام الحكم الحالي

وبعد يوم شهد اشتباكات دامية خلفت أربعة قتلى على الأقل وعشرات المصابين في القاهرة وبعض المحافظات، واصلت وسائل إعلام وحركات موالية للجيش الدعوة لتظاهرات احتفالية بمناسبة الذكرى الأربعين لحرب اكتوبر.

وبالتزامن، دعا أنصار جماعة الإخوان المسلمين الى احتلال ميادين رئيسة في القاهرة ومحافظات أخرى.

4 قتلى و40 جريحا على الأقل

وكان أربعة أشخاص قتلوا وأصيب 40 على الأقل في اشتباكات في مناطق مختلفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة المصرية.

بان كي مون: قلقون من أعمال العنف

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه من أعمال العنف. وقال متحدث باسمه إن "الأمين العام يشدد مجددا على الحاجة إلى عملية سياسية تشمل الجميع، وإلى الاحترام الكامل لحقوق الإنسان بما في ذلك حقوق المعتقلين في السجون، وإلى حكم القانون كأساس لانتقال سلمي ديمقراطي".

السفارة الامريكية تحذر رعاياها

وجددت السفارة الأمريكية في القاهرة تحذيرها الأمريكيين بالتزام الحذر في تحركاتهم في مصر وتجنب استخدام مترو الإنفاق بسبب المظاهرات التي تنظم قرب محطاته.

ونبهت السفارة في بيان نشرته على موقعها على الإنترنت إلى احتمال أن تشهد القاهرة مظاهرات حاشدة خلال عطلة نهاية الأسبوع.

كما دعت الولايات المتحدة المتظاهرين إلى التزام السلمية

 

منتقداً ظهور “نصرالله” من مخبئه بإبتسامة ساخرة… قائد إسرائيلي: الرد على “حزب الله” سيكون قاسيا

أكد قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي اللواء يائير غولان ان “حزب الله” يعتير عدو كفوء، لذا لا ينصح لأي عسكري ان يستهين به، معتبرا ان الجيش الاسرائيلي يعرف كيف يواجه، ولديه قوة هائلة. وأضاف: “في الوقت الذي ادعو فيه الى عدم الاستهانة بعدونا، ممنوع علينا الاستهانة بقدراتنا الذاتية، اما ما رأيناه من قتال لحزب الله في مدينة القصير في سوريا، فانا لم ار مشكلة بحجم مختلف عما رأيناه حتى اليوم، ولدينا رد جيد على ذلك”. وشدد غولان في حديث لموقع “واللا” الاسرائيلي على ان المعركة مع “حزب الله”، ستكون أقسى بكثير من قبل، وستتسبب باضرار فادحة وإصابات أكثر في صفوف المدنيين وفي الداخل الإسرائيلي، الا انه اكد ايضا على وجود تلازم بين ضرباته والرد، قائلا: “كلما استخدم الحزب قوة أشد في وجه اسرائيل، كان الرد اقسى وأكثر فتكا”. واشار الى ان الجيش خبير وقادر على معالجة صواريخ “حزب الله”، لكن عليه ان يصل الى اماكن تخزينها، اي الى القرى والى داخل منازل المدنيين، مؤكداً حال الارتداع الموجودة لدى “حزب الله”، ولافتا الى ان الردع يكون في الوعي، وبالتالي ليس مسألة مادية قابلة للقياس.

 وفي ما يخص إرادة “حزب الله” في إقامة حرب على إسرائيل، قال غولان: “حاليا لا نية لديه، لكن الامور قد تتغير تبعا للظروف والتطورات، ما يعني ان نبقى على جاهزية عالية لخوض اي مواجهة محتملة مع حزب الله وحلفائه”. وأضاف غولان: “في كل مرة يقولون فيها ان نصر الله في المخبأ، وينتظرون ان يسمعوا كلمة غير لائقة وابتسامة ساخرة، اما انا، فلا احب هذه الاشياء، لان علينا ان نتعاطى مع حزب الله كعدو جدي، يخطط على نحو جدي، وبمستوى لا يقل عما نقوم به نحن، لذا اقترح ان نستعد على نحو مدروس للمواجهة معه”.المصدر: وكالات

 

خامنئي: بعض أنشطة روحاني في نيويورك غير مناسبة… ولا نثق باميركا مطلقا

اعتبر مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي، السبت، أن بعض أنشطة الرئيس الإيراني حسن روحاني في نيويورك غير مناسبة. وقال وفقا لتصريحات نشرت على موقعه: “ندعم المبادرة الدبلوماسية للحكومة ونولي أهمية لأنشطتها خلال هذه الرحلة، لكن قسما مما حصل خلال الزيارة إلى نيويورك لم يكن في محله”. وتابع: “أننا متشائمون بشأن الأميركيين ولا نثق بهم، الحكومة الأميركية غير جديرة بالثقة وغير عقلانية ولا تفي بوعودها”.

وكان رئيس الجمهورية الإسلامية حسن روحاني قد زار نيويورك أيلول الماضي لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأجرى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، خلال الزيارة اتصالا هاتفيا بروحاني كان الأول من نوعه بين رئيس أميركي وآخر إيراني منذ أكثر من 3 عقود، وذلك في إطار سياسة الانفتاح التي تنتهجها طهران إثر انتخاب روحاني رئيسا للبلاد. وأكدت الرئاسة الايرانية حصول المحادثة الهاتفية مشيرة على موقعها على الإنترنت إلى أن الرئيسين “شددا على الإرادة السياسية لحل المسألة النووية سريعا واعداد الطريق لحل مسائل أخرى”. كما بحث روحاني مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، خلال الزيارة، البرنامج النووي الإيراني والأوضاع في سوريا ولبنان.

 

عن "حزب الشاي"الذي تسبب بالازمة في واشنطن

يتهم نواب حزب الشاي المتطرفون والفوضويون كل يوم بتخريب النظام السياسي الاميركي لكن تعنتهم سر نجاحهم في جغرافية انتخابية اكثر واكثر استقطابا. واحتدم الجدل في كواليس الكونغرس الاميركي منذ بدء اول اغلاق جزئي للدوائر الفدرالية منذ 17 سنة الثلاثاء. ويرى هاري ريد زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ حليف الرئيس باراك اوباما "اننا نتعامل مع فوضويين يكرهون الدولة".  فما هو عددهم داخل المجموعة الجمهورية في مجلس النواب؟ بين 30 و40 من اصل 232 يعتبرون اعضاء "متشددين" في حزب الشاي (تي بارتي)، متشددين بين المتشددين ومناهضين للدولة وللضرائب ومحافظين بشأن القضايا الاجتماعية والدينية والاسلحة.

ويعد العديد منهم مبتدئين في المعترك السياسي تم انتخابهم خلال الانتخابات التشريعية في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 العام الذي تم فيه تبني اصلاح النظام الصحي الذي روج له اوباما واعتبر بانه اول حجرة لاشتراكية اوروبية في الولايات المتحدة. وتيم هولسكامب (44 عاما) افضل مثال لعملية الترويج هذه. ويمثل هذا المزارع الذي يحمل شهادة دكتوراه في العلوم السياسية الدائرة الاولى لكنساس. فقد انتخب في 2010 مع 73% من الاصوات. وفي 2012 لم ينجح الحزب الديموقراطي في ايجاد مرشح واعيد انتخابه ب100% من الاصوات. ومنذ اشهر ينشط لربط تمويل الدولة الفدرالية بتخريب القانون حول الصحة وهو نهج متشدد اعتمده الحزب الجمهوري تحت ضغطه وضغط زملائه الى حد الشلل. ورغم رأي عام ينتقد بشدة الجمهوريين للتعطيل، يبقى النواب مثل النائب تيم هولسكامب محميا من عقوبة انتخابية محتملة.

وتقول سارة بايندر الباحثة في العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن "ان النواب يسعون قبل كل شيء الى اعادة انتخابهم". وتضيف "من المحتمل ان تتأثر صورة الجمهوريين لكن هذا الامر غير واضح في ولايات مثل ايداهو او كنساس" الجمهوريتين. ويقول هولسكامب "في النهاية من الصعب جدا العودة الى المعترك خصوصا في انتخابات تمهيدية جمهورية والقول +مرحبا افسحت المجال لهاري ريد+".

وبحسب بايندر العامل الاساسي في ظهور مرشحين محازبين هو الاستقطاب المتنامي للجغرافية الانتخابية اكثر من اعادة التوزيع الانتخابي. ويسيطر الجمهوريون على المناطق الريفية في حين يسيطر الديموقراطيون على السواحل والمدن. واصبحت الانتخابات التمهيدية تكتسي اهمية اكثر واكثر لانها تكشف الايديولوجيات. يضاف الى ذلك نفوذ المنظمات الوطنية المحافظة مثل "كلاب فور غرووث" التي تصنف النواب وفقا لنسبة المحافظة ويستثمرون الملايين في الحملات الدعائية ضد الجمهوريين المعتدلين. وترى سوزان ماكمانوس الاستاذة في جامعة جنوب فلوريدا ان الضغوط المستمرة من قبل الاعلام والقنوات التلفزيونية المسيسية (فوكس نيوز الى اليمين وام اس ان بي سي الى اليسار) تؤجج ايضا هذا الاستقطاب. وقالت "ان افرادا مثل (السناتورين) تيد كروز وراند بول يستغلون نهج العدائية الذي نراه لدى المشاهير على التلفزيون وفي برامج تلفزيون الواقع حيث لا يأتي اللطف باي نتيجة". وفي عامي 1995 و1996 تواجهت الغالبية الجمهورية مع الرئيس الديموقراطي بيل كلينتون حتى الشلل، لكن بحسب المؤرخ ستيف غيلون من جامعة اوكلاهوما كان زعيم الجمهوريين في حينها نيوت غينغريتش يحظى بنفوذ على اعضائه. ولا يتمتع جون باينر رئيس مجلس النواب الحالي بهذا النفوذ على كتلته. واعرب عدد من الجمهوريين عن استيائهم لتصرف هؤلاء الزملاء المتمردين. وقال بيتر كينغ النائب عن نيويورك "اعتبر انني محافظ حقيقي لكنني اجد ان ما يحصل هنا مع الجمهوريين على غرار تيد كروز ضرب من الجنون". واعرب عن اسفه بالقول "لقد سمحنا لهم بان يحتجزوا حزبنا رهينة".