المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 21 تشرين الثاني/2013

 

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/رسالة يوحنا الأولى/الفصل 03/19-24/الثقة أمام الله

*أحمد الأسعد، رئيس حزب الانتماء اللبناني يقرأ بجرأة وواقعية في انفجار السفارة الإيرانية

*بالصوت/قراءة لأحمد الأسعد في انفجار السفارة الإيرانية مع مقدمة للياس بجاني

*فيديو من تلفزيون المر/قراءة لأحمد الأسعد في انفجار السفارة الإيرانية

*اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/20 تشرين الثاني/13

*بالصورة/ قتيلان في انفجار السفارة الإيرانية من المتورطين باغتيال هاشم السلمان، عضو حزب الانتماء اللبناني أمام السفرة/اضغط هنا

*ذكرى اغتيال النائب بيار الجمل/من أرشيف الياس بجاني لسنة 2012

*الشهيد بيار أمين الجميل انتقل من الموت إلى الحياة/عربي وانكليزي/الياس بجاني

*بالصوت/الشهيد بيار أمين الجميل انتقل من الموت إلى الحياة/الياس بجاني

*الذكرى السابعة لإستشهاد النائب بيار الجميل/القتلة الأموات والشهداء الأحياء/الياس بجاني

*يقال نت": "حزب الله" كلّف "كتائب عزام" اغتيال جنبلاط

*مساعد وزير الخارجية الايرانية لشؤون المنطقة العربية وافريقيا حسين أمير عبد اللهيان: أمن لبنان من أمن إيران

*غالبية عُظمى من اللبنانيين لا تريد ذلك جنون حزب الله

*"حزب الله"... كفى انتحاراً... كفى دماء/مارون حبش/موقع 14 آذار

*الإرهاب لا دين له ولا مذهب ... المفتي الشعار لموقعنا: لعودة الجميع الى رشدهم الوطني وتفعيل تشكيل الحكومة/خالد موسى/موقع 14 آذار

*الشعار: الإرهاب لا دين ولا مذهب له ومرفوض بكل اشكاله وأنواعه

*نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري: حزب الله إنتحاري والمسبب الأول لما نعانيه

*أحمد الحريري: لا يوجد في لبنان طرفان يتصارعان بل واحد يملك السلاح

*سامي الجميّل: نصرالله أتى بالتكفيريين إلى لبنان

*هجوم على إيران في لبنان: كيف سيكون الرد؟ وأين؟

*العقلنة مقابل "العرقنة"/صلاح تقي الدين/ المستقبل

*حزب الله" و"القاعدة" مجنونان.. والعاقل واحد/كارلا خطار/ المستقبل

*انسحاب "حزب الله" من سوريا مخرج الإنقاذ الوحيد/ربى كبّارة/المستقبل

*كيف يقرأ أوباما تصريحات خامنئي؟/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*أين أخطأ أوباما مع إيران؟/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*مقالات سليمان "العطّار".../ علي حماده/النهار

*الفتوى» الإيرانية ضد «النووي» حقيقة أم مناورة؟/هدى الحسيني/الشرق الأوسط

*مقالات "الصفقة" إذا حصلت تتضمّن حتماً خروج إيران من الصراع مع إسرائيل/ جهاد الزين/النهار

*جنيف – بئر حسن: بشّار والنار/أنطوان مراد - رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ"

*لبنان: صندوق البريد المفخخ/اياد أبوشقرا/الشرق الأوسط/

*غزوة السفارة الإيرانية» في بيروت/طارق الحميد/الشرق الأوسط/

*هل تتحول بيروت إلى بغداد أخرى/عبد الرحمن الراشد/الشرق الاوسط"

*سليمان: لكشف منفذي تفجيري بئر حسن والمحرضين وتوقيفهم

*مجلس الدفاع الأعلى يؤكد العمل على مكافحة الارهاب بكل اشكاله وغصن يشير إلى خطر محدق بلبنان

*ارجاء الجلسة العامة الى 18 كانون الاول لعدم اكتمال النصاب

*بري عرض ونائب وزير الخارجية الايراني الاوضاع عبد اللهيان: نؤكد احتضاننا لمحور المقاومة وامن لبنان من أمن ايران

*سلام استقبل سفير رومانيا ووفد شراكة النهضة اللبنانية الاميركية

*رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد: للتوقف عن العمل ساعة واحدة الخميس حدادا على ارواح شهداء تفجير بئر حسن

*الرياض": لبنان على خارطـة التدمير بفعل ما قام به نصر الله وحزبه في سوريا

*14 آذار:المخرج الوحيد من المأساة هو عودة حزب الله إلى كنف الدولة

*الصيغة "الانتحارية" تضع المواجهة الامنية الرسمية خارج الخدمة

*القضاء يطلب كاميرات السفارة والاعلى للدفـاع يقوّم الوضــع

*هاجس الفتنة يحجب الاتهامات المذهبية في ضوء التقدم الاقليمي

*فتفت: لتحييد لبنان عما يجري في المنطقة

*ريفي لـ "الوطن" السعودية: التدخل في الأزمة السورية يشكل ضوءا أخضر لاشتعال "جبهة النار" في الأراضي اللبنانية

*أمانة 14 آذار: الفريق الذي يتفرّد بإقحام لبنان في مغامرات "غب الطلب" لن يستطيع رسم حدودها وردود الأفعال عليها

*عضو كتلة المستقبل النائب غازي يوسف: التكفيريون أُخرجوا من سجون النظام السوري وهم عملاء له

*عضو كتلة 'المستقبل” النائب عمار حوري: 'حزب الله” قدّم بطاقات دعوة للآخرين للدخول إلى لبنان

*جعجع: نواب كسروان تركوا ابناءها فريسة الركود

*عضو كتلة "المستقبل" النائب معين المرعبي: "حزب الله" يسعى الى عرقنة الوضع الداخلي والتدخل في سوريا سينقل الأحداث الى لبنان

*الشيخ سراج الدين زريقات والدته شيعية من ال المقداد

*وفد من "حركة الاستقلال" زار حرب وشمعون وزيادة ودعاهم للمشاركة بذكرى استشهاد الرئيس معوض

*نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم: لنقف صفا واحدا في وجه الإرهاب مهما تكن خلافاتنا السياسية

*عون استقبل زاسيبكين ووفدا من سوريا وديع الخازن: نخشى التحول الى حالة عراقية تستهدف الآمنين

*"اليسوعيـة" ساحة انتخابية بيـن "8 و14 آذار" غداً/القواتي نديم يزبك: "القوات" و"حزب الله" وجهاً لوجه في "هوفلان"/العوني انطوان سعيد: معركة طـاحنة وأيدينـا ممـدوة للجميع

*ندوة لحركة التجدد عن "الطائف والإستقلال والتعددية" حرب: الطائف مع بعض التعديلات يبقى الصيغة الفضلى لإدارة الدولة

*الراعي شارك في افتتاح الجمعية العمومية لمجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان: للتوسع في أفكار المجمع الفاتيكاني الثاني

*وفد من احزاب 8 آذار التقى الاسد/حفاوة سورية وانتخاب صالح اميناً عاماً/الازمة اللبنانية لم تحضر والحسم الميداني خلال ستة اشهر

*حرب القاعدتين/محمد سلام

*اجتماع إيران والغرب ينفض في 10 دقائق...الوفد الايراني في جنيف يشير الى "فقدان الثقة"

*لبنان: تقاصُف بـ «السعودية وإيران» بين «8 و 14 آذار» ليبرمان: العلاقات مع أميركا تتدهور وعلينا البحث عن حلفاء جدد

*نتنياهو: محظور السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي

*هولاند: تصريحات المرشد الأعلى مرفوضة

*خامنئي يؤكد أن إسرائيل «محكومة بالزوال»: لن نتراجع قيد أنملة عن «النووي»

*«هيومن رايتس» تندد بطرد إيران لأفغان هاربين من العنف

رايس: سنفرج عن عشرة مليارات دولار لإيران

*هاجم هولاند ووصف إسرائيل بـ "الكلب المسعور" 

*ديلي تلغراف": عرض أوباما الإيراني عبقرية أم غباء؟

*"خامنئي يرفض اي تراجع في "الحقوق النووية" لايران

*خامنئي: اسرائيل مصيرها الزوال

*فرنسا: مواقف خامنئي عن اسرائيل تعقد المفاوضات حول النووي

*نتانياهو يغادر إسرائيل إلى موسكو لبحث الاتفاق النووي مع إيران

*رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني: اميركا وإسرائيل أكبر المستفيدين من 'الأعمال الإرهابية' في المنطقة

*عشية استئناف المفاوضات "النووية" بين إيران والدول الست في جنيف.. اوباما يصعد.. ويشكك في التوصل لاتفاق مع طهران

 

تفاصيل النشرة

 

الزوادة الإيمانية/رسالة يوحنا الأولى/الفصل 03/19-24/الثقة أمام الله

بهذا نعرف أننا من الحق فتطمئن قلوبنا أمام الله إذا وبختنا قلوبنا، لأن الله أعظم من قلوبنا وهو يعلم كل شيء. إذا كانت قلوبنا لا توبخنا أيها الأحباء، فلنا ثقة عند الله . أن ننال منه كل ما نطلب لأننا نحفظ وصاياه ونعمل بما يرضيه. ووصيته هي أن نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح، وأن يحب بعضنا بعضا كما أوصانا. ومن عمل بوصايا الله ثبت في الله وثبت الله فيه. وإنما نعرف أن الله ثابت فينا من الروح الذي وهبه لنا.

 

أحمد الأسعد، رئيس حزب الانتماء اللبناني يقرأ بجرأة وواقعية في انفجار السفارة الإيرانية
بالصوت/قراءة لأحمد الأسعد في انفجار السفارة الإيرانية مع مقدمة للياس بجاني/20 تشرين الثاني/13

فيديو من تلفزيون المر/قراءة لأحمد الأسعد في انفجار السفارة الإيرانية/20 تشرين الثاني/13
اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/20 تشرين الثاني/13

نشرة الأخبار باللغة الانكليزية
الياس بجاني/بجرأة ومعرفة وواقعية يقرأ السيد أحمد الأسعد في انفجار السفارة الإيرانية في بئر حسن ويشرح بإسهاب وعلى خلفية لبنانية صرفة أخطار الإرهاب القاتل الذي تعاني منه الطائفة الشيعية اللبنانية بنتيجة خطفها من قبل حزب الله الإيراني وأخذها رهينة بالقوة والبلطجة والإرهاب. كما أفاض الأسعد في شرح وهم حكام إيران تصدير ثورتهم إلى كل دول المنطقة وحذر من أخطار وكوارث تحولها لبنان إلى ساحة لحروبها ومعسكراً ومنطلقاً لإرهابها.
بالصورة/ قتيلان في انفجار السفارة الإيرانية من المتورطين باغتيال هاشم السلمان، عضو حزب الانتماء اللبناني أمام السفرة/اضغط هنا
http://youkal.net/2012-12-02-14-05-23/24-25/33508-بالصورة-قتيلان-في-انفجار-السفارة-من-المتورطين-باغتيال-هاشم-السلمان

المعتدي الذي قتل الشاب الجامعي هاشم السلمان أمام السفارة الإيرانية في بيروت بدم بارد حماه حزب الله من قاضي الأرض ومن مواجهة العدل، إلا أنه لم يقدر أن يحميه من قاضي السماء. فطبقاً لموقع يقال نت وبناء لصور بثها تلفزيون الميادين فإن قاتل السلمان سقط قتيلاً في نفس المكان الذي قتل فيه ضحيته من جراء الانفجار الانتحاري الذي تعرضت لها السفارة الإيرانية أمس. العبرة هنا لمن يعتبر وهي أن لا أحد يمكنه أن يهرب من عقاب الله وحسابه.

 

ذكرى اغتيال النائب بيار الجمل/من أرشيف الياس بجاني لسنة 2012
الشهيد بيار أمين الجميل انتقل من الموت إلى الحياة/عربي وانكليزي/الياس بجاني/19 تشرين الثاني/13
بالصوت/الشهيد بيار أمين الجميل انتقل من الموت إلى الحياة/الياس بجاني/19 تشرين الثاني/13 

 

الذكرى السابعة لإستشهاد النائب بيار الجميل/القتلة الأموات والشهداء الأحياء
الياس بجاني/20 تشرين الثاني/13/نعم القتلة وجماعات الإرهاب وربع التكفير هم جميعاً أموات لأن الموت هو الخطيئة ونير العبودية والغرائزية والعيش في الظلمة، في حين الشهداء وإن كانت أجسادهم الترابية غائبة فأرواحهم بيننا حية وسوف تبقى معنا إلى الأبد. القتلة ترابيون ما عرفوا الله ولا تلذذوا طعمة الإيمان ولا كان الرجاء في يوم من الأيام في دواخلهم. إنهم أغبياء وجهلة ومصابون بعمى البصر والبصيرة والشيطان يعشعش في عقولهم المريّضة، أما ضمائرهم ففي غيبوبة أبدية. يخافون الأحرار وأصحاب القضية والأبرار ويتوهمون أنه بقتل أجسادهم الترابية يتخلصون منهم وتفرغ لهم الساحات. أما الحقيقة فهي عكس ذلك فكلما قتل هؤلاء الترابيون والغرائزيون جسد حر من أحرارنا بقيت روحه معنا ويننا لتكمل رحلة التحرر والتحرر.  نعم إن كل أرواح شهداء وطننا الحبيب باقون معنا وبيننا لأن الشهيد لا يموت.

يقال نت": "حزب الله" كلّف "كتائب عزام" اغتيال جنبلاط

ذكر موقع "يقال نت" انه "مع الغموض الذي يحيط بما سمي إعلان كتائب عبد الله عزام، من خلال حساب الشيخ سراج الدين زريقات على "تويتر" ما اعتبر تبنيا للتفجير المزدوج الذي استهدف السفارة الايرانية في الضاحية، لا بد من تفعيل الذاكرة، ففي آذار من العام 2012 كشف أعضاء في كتائب عبد الله عزام أن "حزب الله" عرض على قيادتها أن تقوم لمصلحته بعمليات محددة، ومنها اغتيال النائب وليد جنبلاط، ولكن هذه الكتائب رفضت التنفيذ".

اضاف في تقرير نشر على موقعه الالكتروني أمس: "من زار وليد جنبلاط، قبل ذلك بمدة، عرف بالموضوع، وعرف أن جنبلاط يأخذ على محمل الجد أن تكون هناك فعلا عملية يقف وراءها "حزب الله" تستهدفه. في ذاك الوقت، وزعت وكالات الأنباء مقتطفات عن بيان صدر عن كتائب عبد الله عزام،أعقبه، فورا إطلاق سراح الشيخ عبد السراج زريقات، وجاء فيه الآتي:

اعتبر بيان لكتائب عبدالله عزام، القريبة من تنظيم القاعدة، ان ما صدر عن وزير الدفاع فايز غصن ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي حول اكتشاف خلية اصولية ارهابية تعد لتفجير ثكنة عسكرية تابعة للجيش اللبناني "ترداد لما املاه عليهما اسيادهما من حزب الله". وتوجه البيان الى من سمّاهم "اجراء الحزب الاعلاميين". بالقول: "اذا لم تنتهوا من صنع الاحاديث سنكشف للرأي العام العروض التي قدمها لنا "حزب الله" ومخابرات النظام السوري لضرب اهداف في لبنان مقابل ما نريده من المال والخدمات". وأشار الى ان الكتائب "تكتفي بمثال واحد هو عرضهم علينا ان نغتال النائب وليد جنبلاط مقابل اطلاق بعض قيادات المجاهدين من سجون النظام السوري".

 

مساعد وزير الخارجية الايرانية لشؤون المنطقة العربية وافريقيا حسين أمير عبد اللهيان: أمن لبنان من أمن إيران

المستقبل/أكد مساعد وزير الخارجية الايرانية لشؤون المنطقة العربية وافريقيا حسين أمير عبد اللهيان أن "الأمن هو مفهوم متكامل غير قابل للتجزئة، وأن أمن لبنان من أمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية". وشدد على "عدم السماح بأي شكل من الأشكال للقوى الإرهابية التكفيرية المتطرفة المسيّرة من قبل الكيان الصهيوني أن تمد يدها الإجرامية وأن تعبث مرة أخرى بأمن ومقدرات كل الدول الصديقة والحليفة معنا وفي طليعتها الجمهورية اللبنانية الشقيقة"، معرباً عن قناعته "بضرورة وضع حد نهائي لتصدير الإرهاب والمسلحين والسلاح الى الأرض السورية، والحيلولة دون تصدير انعدام الأمن الى دول الجوار ومن بينها لبنان".

خيّم التفجيران الانتحاريان امام مبنى السفارة الايرانية في الجناح اول من امس على المحادثات التي أجراها عبد اللهيان مع الرؤساء الثلاثة والرئيس المكلف.

وتناول عبد اللهيان مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان في حضور السفير الايراني غضنفر ركن ابادي، موضوع التفجير الارهابي الذي طاول السفارة والمعطيات والمعلومات المتوافرة لغاية الآن عن الجريمة. وشكره على تعليماته الحازمة الى الاجهزة المعنية القاضية بمعرفة الجهات التي كانت وراء الجريمة وجلاء كل المعلومات والتفاصيل المتعلقة بها. وأطلع رئيس الجمهورية على أجواء اللقاءات في جنيف للبحث في الملف النووي الايراني.

والتقى عبد اللهيان رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة في حضور أبادي ووزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل، ودار الحديث حول التطورات الراهنة، والتفجير الإجرامي الذي استهدف السفارة الإيرانية. وقال بعد اللقاء: "عقدنا محادثات مهمة للغاية مع دولة الرئيس بري، ومن ضمن المواضيع التي طرحناها مع دولته العملية الإجرامية الدنيئة التي استهدفت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت. وتحدثنا أيضاً عن آخر المستجدات والتطورات والتحركات المشبوهة للقوى التكفيرية المتطرفة، إضافة الى آخر مجريات الأزمة السورية. كما تناولنا أيضاً العلاقات الطيبة بين ايران ولبنان الشقيق على مختلف المستويات وخصوصاً في مجال العلاقات البرلمانية الثنائية، إضافة الى شرح مسهب حول آخر ما يتعلق بالملف النووي الإيراني".

أضاف: "اسمحوا لي أن أغتنم هذه المناسبة لأتقدم بأسمى التعازي القلبية الحارة من ذوي شهداء وجرحى ضحايا الإنفجار الإرهابي الذي استهدف السفارة. ونحن في هذا الإطار، وعلى الرغم من هذا العمل الإجرامي الجبان نؤكد احتضاننا محور المقاومة ومحور الممانعة، وسنستمر في تعاوننا وتلاقينا ومشاوراتنا مع كل دول المنطقة في مجال مواجهة الفكر التكفيري الإرهابي الظلامي المتطرف. نحن نعتبر أن الأمن مفهوم متكامل غير قابل للتجزئة، وأن أمن لبنان من أمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وأكد "أننا لن نسمح بأي شكل من الأشكال للقوى الإرهابية التكفيرية المتطرفة المسيرة من قبل الكيان الصهيوني أن تمد يدها الإجرامية وأن تعبث مرة أخرى بأمن ومقدرات كل الدول الصديقة والحليفة معنا وفي طليعتها الجمهورية اللبنانية الشقيقة". ومساء، زار المسؤول الايراني رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي في السرايا، في حضور أبادي. وقال بعد اللقاء: "كانت لنا محادثات جيدة وبناءة، وتحدثنا عن الحادث الإرهابي المدان والمشين الذي استهدف البارحة سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت، وعن كل الأبعاد المتعلقة بهذا العمل الإجرامي، وعبّرنا لدولته عن تضامننا القلبي والأخوي مع الحكومة اللبنانية الشقيقة ومع الشعب اللبناني العزيز تجاه هذه الالآم التي عاناها من جراء هذا العمل الإرهابي المدان". أضاف: "لقد عبّرنا لدولته عن شكرنا وامتناننا للجهود الحثيثة التي تبذل من قبل السلطات اللبنانية القضائية والأمنية التي تعمل على كشف الملابسات المتعلقة بهذه الجريمة النكراء، وأيضاً تحدثنا بشكل مفصل مع دولته عن كل التطورات الإقليمية، وأكدنا ضرورة الالتزام بالعملية السياسية. ولأننا نصر على الاستمرار في ولوج باب العملية السياسية لحل الأزمة السورية، فقد عبّرنا لدولته عن قناعتنا بضرورة وضع حد نهائي لتصدير الإرهاب والمسلحين والسلاح الى الأرض السورية، كما عبّرنا عن قناعتنا وتأكيدنا بضرورة الحيلولة دون تصدير انعدام الأمن الى دول الجوار وبطبيعة الحال من بين هذه الدول لبنان، ومن أجل بلوغ هذا الهدف نحن نعتقد أنه ينبغي على كل الدول والأطراف المعنية أن تساعد الدولة السورية في مجال مكافحة الإرهاب الدامي". وأشار الى أن الحديث تناول "التطورات المتعلقة بالملف النووي السلمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية وبالمفاوضات السياسية التي تجريها ايران في جنيف حالياً مع مجموعة دول الخمسة زائد واحد". بعد ذلك، زار عبد اللهيان يرافقه أبادي الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام في دارته في المصيطبة، وقال بعد اللقاء: "أكدنا لدولته أن الجمهورية الاسلامية الايرانية تضع في صلب اهتماماتها وأولوياتها الالتفات نحو الأصدقاء والجيران والحلفاء في المنطقة. وتناولنا الظاهرة المشؤومة التي تستشري شيئاً فشيئاً في المنطقة، والمتمثلة بالفكر التكفيري الارهابي المتطرف، وأشرنا الى بعض الأطراف الذي يتبنى ويحفّز مثل هذه الافكار". أضاف: "أكدنا لدولة الرئيس التداعيات السلبية التي تترتب على تصدير الارهاب والمسلحين الى الارض السورية، والأهمية التي نوليها للحوار الرصين والجاد والبناء، الذي ينبغي أن يجري بين الدول المحيطة والمجاورة لسوريا مع الدول الاساسية والمهمة في المنطقة".

 

غالبية عُظمى من اللبنانيين لا تريد ذلك جنون حزب الله

"المستقبل اليوم"/كان لبنان في أزمة كبيرة وفظيعة فصار في واحدة أكبر وأفظع وأكثر مدعاة للقلق على المصير بكل مقوّماته. ما فعله ويفعله "حزب الله" في سوريا اليوم وقبلها في لبنان على مدى السنوات الماضية، جعل الوطن المدمّى والمنكوب "يقترب من حافة الخطر الوجودي"، على ما قال الرئيس سعد الحريري في ندائه التحذيري في حزيران الماضي، والذي أشار فيه بكل وضوح وصراحة إلى أنّ أسوأ "ما نخشاه هو أن يقع لبنان بكل مجموعاته الطائفية فريسة الضياع في صراعات أهلية مذهبية من دون أن نجد مَن يعيننا هذه المرّة على لملمة الجراح وركام الجنون الطائفي". .. ذلك الجنون وصل، أو يكاد، إلى ذراه. ونجح "حزب الله" بامتياز، وبفضل "جهوده" الاستثنائية في سوريا، في إكمال صرح النكبة وتعلية بنيان الكارثة من خلال تأكيده ما قاله الرئيس الحريري عنه من أنه "يضع دائماً مصلحته فوق مصلحة الدولة، ومصلحة النظام السوري فوق مصلحة لبنان، ومصلحة إيران فوق كل المصالح". ومع ذلك، فإنّ موجبات العدل تستدعي توزيع نسب المسؤولية بالعدل والقسطاس. وذلك بدوره يستدعي القول بوضوح لا مواربة فيه ولا خدش ولا غشيان: إنّ نوعين من المجانين يدمّران لبنان. النوع الأوّل هو "حزب الله" ومشروعه وارتباطاته وأجندته. والنوع الثاني هو الإرهاب بكل صنوفه وهوياته وأهدافه ومراميه. لكن الواضح أكثر، هو أنّ كل ذلك الجنون لا يلغي حقيقة مضادّة مفادها الناصع والبرّاق: إنّ غالبية عُظمى من اللبنانيين لا تريد ذلك الجنون. ولا تستسيغ الإقامة في مصح عقلي. مثلما لم تستسغ، برغم بحور الدم، الإقامة في مسلخ بشري، وإنّما جاهدت الجهاد الأكبر من أجل إعادة الاعتبار إلى لبنان كوطن يستحق الحياة.. بل لا تليق الحياة إلاّ لأمثاله. طريق العقل تبقى سالكة برغم كل المعوقات والمطبّات والكوارث والبلايا. وتلك، في الحساب الأوّل والأخير، أسلم وأضمن وأفضل وأثمن وأغلى من طريق الغرائز الفوّارة.. والجنونية بامتياز.

 

"حزب الله"... كفى انتحاراً... كفى دماء

مارون حبش/موقع 14 آذار

كفى استخفافاً بأرواح اللبنانيين، وكفى رمي الاتهامات زوراً، فتفجيري بئر حسن وما سبقهما من تفجيرات في الضاحية الجنوبية لم تحصل إلا جراء تدخل "حزب الله" في الأزمة السورية، وأي كلام غير ذلك، وأي اتهام للسعودية، وأي تحليل خبيث، ليس سوى "بروباغندا" غبية تريد تحميل جهة آخرى المسؤولية. قد تصل بعض المقالات الصحافية إلى حد التفاهة، في الاتهام والتطرف والمبايعة الحزبية، وكأن الكاتب حل مكان المحقق والقضاء والمحاكم والسجون والدولة... بالفعل "حزبه" بات كذلك في زمن أصبح فيه لبنان غابة. هي ساعات فقط على تفجيري بئر حسن، وكانت السعودية بالنسبة إلى إعلام "حزب الله" أول المتهمين... يا للتطرف!

جريمة أن تتهم أي جهة من دون اثبات أو دليل أو أقله مؤشر أساسي يقنع الجمهور بأن هذه الدولة أقدمت على هذا الأمر، إذا كيف تُتهم السعودية بـ"تحويل لبنان إلى العرقنة"؟ إنه سؤال العصر، إنها نكتة.. فبعض الصحف دخلت موسوعة "غينيس" في التحقيقات الجنائية والإرهابية، خصوصاً في هذا الزمن، حيث لا حسيب ولا رقيب... وتستطيع خلال ساعات معرفة المنتحر أو منفذ العمليات الإرهابية، وربما على الانتربول الدولي ودول العالم التعامل معها. وحتى لا تدور الأفكار في حلقة مفرغة لا بد من توضيح الأتي:

أولاً: "حزب الله" وإيران دخلاً الأزمة السورية ولن يستطيعا الخروج منها لأنهما غرقاً بدم الشعب السوري حتى اذنيهما، وتورطا بقتل مدنيين وأبرياء، وإذا هناك تحقيقات شفافة لبات أغلب قادتهما في السجون، وما يقال أن عدم تغيير موقفهما مبنى على قناعتهما غير صحيح، وبالفعل ستكمل الأمور في سوريا على المنوال نفسه، لأن هناك نظام وميليشيات تتبعه إحداها في لبنان، أدمنت على شرب دماء السوريين، لا تفهم معنى الحوار وتتخذ من الخيار العسكري الحل الأول بعكس ما تحاول أن تجسد للرأي العام عبر الإعلام.

ثانياً: السعودية تقف إلى جانب شعب مظلوم، يقتل كل يوم، النساء تذبح، الأطفال تموت من الجوع، في الوقت الذي تقوم فيه إيران بلعبة مساندة الشيطان الأكبر الذي بات الشعب السوري وليس أميركا، تماماً كما تفعل في لبنان عبر تقويتها موقع "حزب الله" وتوفير له الأسلحة اللازمة من أجل تنفيذ أجندتها في المنطقة واستخدامه كورقة ضغط. أما عن المعارك فهي منذ انطلاقها "كر وفر" وستبقى كذلك، وكما يحقق النظام انجازات هنا ويخطو خطوة إلى الأمام فالمعارضة في مناطق أخرى أيضاً تخطو خطوات إلى الأمام، إلا أن لبنان والإعلام حاليا لا تتجه أنظاره سوى على المناطق الحدودية ومنها القلمون، فكفى غباء.

ثالثاً: إن عدم انسحاب "حزب الله" من سوريا يعني المزيد من العمليات الانتحارية، ويعني أن "حزب الله" أناني لا يبالي بأرواح الناس، ويكفيه تكبره وتعاليه وتنفيذ الأوامر الإيرانية، وكأن امتلك كل لبنان، كما أن عدم انسحابه يعني مشاركته في تلك الجرائم بشكل غير مباشر... فما ذنب المدنيين؟

رابعاً: إن الأمن الذاتي ومنذ البداية لم يفد بشي ولن يفيد، فالأمن يكون سياسياً أولاً، ومصيرياً ثانياً وذلك عبر انسحاب "حزب الله" من سوريا، والوقوف في لبنان من أجل حمايته من التكفير والتطرف وعمليات الانتحار الجهنمية، فلبنان ليس ملكاً لـ"حزب الله" ولا كل حركات التكفير، وفي حال طال وجود الحزب في سوريا فإن لبنان فعلاً قد يختفي عن الخريطة السياحية والاقتصادية والاجتماعية ويدخل خريطة الارهاب.... فكفى "حزب الله" كفى...

 

الإرهاب لا دين له ولا مذهب ... المفتي الشعار لموقعنا: لعودة الجميع الى رشدهم الوطني وتفعيل تشكيل الحكومة

خالد موسى/موقع 14 آذار

لا جديد في تفجير بئر حسن أول من أمس والذي إستهدف محيط مبنى السفارة الإيرانية في بيروت، سوى مزيد من الضحايا بلغ عددهم الى 24 شهيدا وأكثر من 150 جريحا. الإنفجار الذي أتى إستكمالاً لسلسلة الإنفجارات التي طاولت بعض المناطق اللبنانية أبرزها الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت كما عاصمة الشمال طرابلس، ولكن ما يميز هذه التفجيرات النهج الجديد الذي إستخدم هذه المرة عبر الإنتحاريين ليتحول لبنان الى أشبه بعراق ثانٍ حيث لعنة التفجيرات تلاحقك أينما ذهبت. واقع التفجيرات هذا يضاف الى الواقع المرير الذي يمر به لبنان نتيجة التأخير في تشكيل الحكومة بعد تعنت "حزب الله" وإستمراره في قتل الشعب السوري الى جانب نظام بشار الأسد، ما جعل البلد ساحة مستباحة وصندوق بريد لتصفية الصراعات والتجاذبات الإقليمية الذي يدفع ثمنها المواطن اللبناني أولاً. ناهيك عن الصراعات والإشكالات الأمنية المتنقلة بدءا بطرابلس الذي يدفع أهلها ثمن صراعات الغير على أرضهم وممتلاكاتهم وأرزاقهم، من دون معالجات جذرية لهذا الواقع المرير من قبل الدولة وأجهزتها الرسمية التي تقف عاجزة عن توقيف المتورطين في التفجيرات التي طاولت مسجدي "السلام والتقوى" نتيجة تغطيتهم من قبل أطراف تمعن يومياً في إدخال البلد في آتون النار السورية عبر مشاركتها العلانية هناك.

 

الشعار: الإرهاب لا دين ولا مذهب له ومرفوض بكل اشكاله وأنواعه

مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، وفي حديث خاص لموقع "14 آذار"، إستنكر "التفجير الآثم الذي إستهدف منطقة بئر حسن في الضاحية الجنوبية لبيروت"، رافضاً "الإرهاب والتفجير بكل أشكاله وأنواعه في أي منطقة كانت"، وقال: "لسنا من الذين يفرقون بين منطقة وأخرى لأن الإرهاب في تصورنا لا دين له ولا مذهب على الإطلاق"، آملاً من المسؤولين اللبنانيين أن "يتوافقوا لتفعيل تشكيل الحكومة لعلها تدرء المشاكل والمخاطر التي يمكن أن يتعرض لها بلدنا الحبيب لبنان".

لبنان و"العرقنة"

وعما إن كان قد وصل لبنان الى مرحلة "العرقنة" عبر التفجيرات المتنقلة التي حصلت في الفترة الأخيرة، أمل الشعار أن "تكون هذه التفجيرات نهاية المآسي ونهاية الأحزان وأن يعود الجميع الى رشدهم الوطني، لأن الآلام التي تصيب مطلق لبناني فإنها تؤلمنا جميعاً وبالتالي ينبغي أن تكون اليقظة على مستوى الوطن حتى ندرء السوء والشر عن بلدنا وعن إخواننا وأهلنا المواطنين والقاطنين في بلدنا أياً يكن إنتماءهم السياسي أو الديني أو المذهبي، فالإنسان مكرم في شريعة الإسلام، دمه مصان وعرضه مصان وماله مصان وحياته ينبغي أن تكون مصانة من كل الجوانب والنواحي".

طرابلس تنشد الأمن والدولة

وفي شأن طرابلس وانطلاق الخطة الأمنية الثانية عبر إنتشار القوى الأمنية داخل الأحياء والشوارع وعما إذ كانت مثل هذه الإجراءات ستعمل على تخفيف التوتر في المدينة، اعتبر الشعار أن "الجميع في طرابلس والشمال ينشدون الأمن ويتطلعون الى الدولة والى الأمن، وأن تأخذ الدولة على يد المجرمين، خصوصاً الذين إفتعلوا وساهموا وفجروا السيارتين أمام المسجدين الطاهرين".

وتوجه الى الذين يرفضون المثول أمام أجهزة الدولة والقضاء اللبناني ويعتبرون أنفسهم أكبر من الدولة، بالقول: "سيعلم الجميع أن الدولة أكبر منهم جميعاً وأن حلم الدولة له نهاية وأن القضاء هو محط تقدير الجميع وأن القانون فوق رأس الجميع، فلا يجوز لأحد على الإطلاق كأن من كان أن يشعر أنه في مقابل الدولة وأنه يكون قد خرج بذلك عن القوانين وأصبح يغرد في شريعة الغاب".

تهديدات عيد

وبشأن التهديدات الاخيرة التي أطلقها رئيس "الحزب العربي الديمقراطي" رفعت عيد في مؤتمره الصحافي الأخير في حق طرابلس وأهلها وأجهزة الدولة الأمنية والقضائية، اعتبر الشعار أن "الدولة أخذت هذا الموضوع في حسبانها ولن تتساهل الدولة بأي خطوة من خطوات التمرد أو الإعتداء عليها أو على أمن مدينة طرابلس وأمن سكانها، وأنا أعول الكثير الكثير على الدولة ووعودها وعلى إرادة الدولة التي لا بد إلا وأن توقف المجرمين عند حدهم". موقع 14 آذار

 

نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري: حزب الله إنتحاري والمسبب الأول لما نعانيه

موقع 14 آذار/أعلن نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري أنّ مشاركة حزب الله في القتال في سوريا إلى جانب النظام السوري "جرّت الويلات إلى لبنان"، مشيراً إلى تفجيري بئر حسن في الضاحية الجنوبيّة لبيروت بالقرب من السفارة الإيرانيّة. ووصف مكاري، في حديث إلى قناة المستقبل، حزب الله بـ"الانتحاري لأنّه جلب المصائب إلى البلد ومزّق أجساد اللبنانيين"، لافتاً إلى أنّ الحزب هو "المسبب الأول لما نعاني في لبنان ويعانيه هو".

وأشار مكاري إلى أنّه "بات واضحاً للشعب اللبناني من ربط مصيره بالأزمة السوريّة"، وقال: "الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله جرّنا إلى ما حصل حتى بات بإمكاننا أن نسمي بئر حسن، بئر السيد حسن".

ورداً على سؤال، اعتبر مكاري أن لا فرق بين حزب الله وإيران "فالحزب يأتمر وينفذ مصلحة طهران". وفي الملف الحكومي، أوضح مكاري أنّ قوى 14 آذار "إتخذت قراراً نهائياً لا رجوع عنه، بأنّها لن تشارك في أيّ حكومة مع حزب الله طالما أنّه لم يُعلِن انسحابه من الحرب السوريّة". واستغرب مكاري "عدم دفاع حزب الله عن شعبة المعلومات في حين أنّها ضبطت عدداً كبيراً من العملاء لإسرائيل". كما أكّد أنّ ملف الوزير السابق ميشال سماحة واللواء السوري علي مملوك "موثَّق ويشمل إثباتات وحقائق دامغة". وإذ لفت إلى التقارب الأميركي- الإيراني، قال مكاري: "الأميركيون لم يشعروا بالضرر الذي نشعر به جرَّاء كل ما يحلّ بنا من مصائب".

ورداً على سؤال عن إمكانية وقوع تفجيرات خارج منطقة الضاحية، أجاب: "دخولنا في قتال لا يعنينا سيجلب الويلات إلى لبنان، ولكنني لا أعرف إلى أيّ منطقة فيه". وعن رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال مكاري: "لم أشك يوماً بلبنانيته وأعتبره دائماً رجل الحلول والمبادرات، لكنه ينعي الوضع الداخلي أخيراً، وعلى الرغم من أنّه داخل قوى 8 آذار لكننا نشعر أنّه يطلب تنازلات من 14 آذار حتى بتنا نشعر أنّه يمون على الأخيرة أكثر من الأولى". وحذّر مكاري من أنّ "الفراغ في رئاسة الجمهورية هو أخطر ما قد يحدث في لبنان"، مشيراً إلى أنّ التمديد للرئيس ميشال سليمان "هو أفضل من الفراغ خصوصاً وأنّه يتمتع بالصفات المطلوبة". وأشار إلى أنّ سليمان يقول في كل مناسبة إنّه لا يرغب بالتمديد "وباعتقادي أنّه يعمل لانتخاب رئيس جديد".

 

أحمد الحريري: لا يوجد في لبنان طرفان يتصارعان بل واحد يملك السلاح

موقع 14 آذار/ رأى الأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري أن تفجيري 'بئر حسن” هما نقطة تحول جديدة في الصراع الذي يحدث في المنطقة الممتدة على ثلاث ساحات اساسية، العراق وسوريا ولبنان. واوضح، في حديث إلى قناة 'العربية الحدث”، أن لبنان خلال السنتين الماضيتين، خصوصاً بعد الاحداث السورية بقي بمنأى طفيف عن الاحداث الامنية التي تحصل في سوريا، ولكن البلد تأثر سياسياً واقتصادياً. أما اليوم فقد دخل العامل الامني كعامل تأثير على البلد بشكل كبير بعد تفجيري بئر حسن”، مذكراً بأن التمهيد لهذين التفجيرين كان دموياً عبر تفجيرين في الضاحية الجنوبية وسيارتين مفخختين في طرابلس. ورأى ان هناك استخداماً للبلد كصندوق بريد، في ظل ملفات عديدة في المنطقة يجري العمل عليها بديبلوماسية حامية، من مؤتمر جنيف الى المفاوضات الايرانية على الملف النووي، والواضح أنه اذا لم تغلق هذه الملفات بشكل ديبلوماسي، فيتم للأسف استخدام الامن والتفجيرات لاغلاقها، وهذا امر خطير اذا عاد الوضع في لبنان الى هذا المنحى”. وأشار إلى ان هناك استهدافاً للامن في البلد ولأمن المواطن اللبناني، وهناك جو من الرعب، فالحديث في الشارع اليوم اين ومتى التفجير التالي وفي اي سوق او الى جانب اي مدرسة؟ هناك نوع من الهلع حصل بعد تفجيري أمس، خصوصاً طريقة استخدام الانتحاريين، وهذا مشهد جديد على لبنان منذ الثمانينيات حيث حصلت عمليات انتحارية ضد المارينز والفرنسيين”. وعن حال التشنج السياسي في لبنان التي ادت الى وجود بيئة مجهزة للتفجيرات والانتحاريين، ذكّر الحريري بخطابين للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله ولبشار الاسد، في مظاهرة 8 آذار 2005 التي كانت تحت عنوان شكراً سوريا ، قدم نصر الله استراتيجية للمرحلة المقبلة، وكان واضحاً انه كان هناك ناظم امني لهذا البلد اسمه النظام السوري في مخابراته وجيشه الموجود في لبنان، ولكن بعد خروج الجيش السوري سيكون الناظم الامني الجديد حزب الله وايران، وهذا المسار مستمر منذ ذلك الخطاب الى اليوم، ويتم تطبيقه”.

 

سامي الجميّل: نصرالله أتى بالتكفيريين إلى لبنان

 لبنان الآن/في ازدحام الوقائع اليومية في لبنان، سياسياً وأمنياً ومعيشياً، وعلى وقع الأزمات العاصفة بالمنطقة، يبقى لحزب الكتائب اللبنانية موقعه ودوره. دورٌ تغيّر ولا يزال وفق المُعطيات والمستجدات، لكنّه لم ينتهِ.

اليوم وعلى وقع طبول الحرب السورية التي تقضّ مضاجع اللبنانيين، تفجيرات إرهابية، وموجات نزوح كثيفة، وأمام التعقيد الحاصل على مستوى تأليف حكومة جديدة، كان لموقع NOW هذه المقابلة مع منسّق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل.

س: ما تعليقك على التفجير المزدوج الذي استهدف السفارة الإيرانيّة؟

ج: ما يحصل هو نتيجة طبيعية للسياسة المتّبعة من حزب الله بتدخّله في سوريا، لقد حذّرنا من ذلك منذ إعلان السيد حسن نصرالله مشاركته في القتال في سوريا. لطالما حذّرنا كل اللبنانيين بأنّه إذا لم يتم تحييد لبنان عن الصراع السوري سوف يدفع اللبنانيون الثمن. فما ذنب الناس؟ هم يدفعون ثمن مشاركة حزب الله، الذي هو مسؤول مباشرةً عن كل ما يحدث.

ما يجري هو عكس ما قاله نصرالله. هو يقول إنّه يمنع وصول التكفيريين إلى لبنان، إلاّ أنّه في الحقيقة ذهب وأتى بهم إلى لبنان، هذا هو الواقع. لم يكن في لبنان أي تفجيرات انتحارية إلاّ حين فجّروا هم السفارة الأميركية.

س: لكن هناك لبنانيين يقاتلون مع المعارضة، فلماذا هذا مسموح وذاك ممنوع؟

ج: كل تدخّل في سوريا مرفوض، من قبل الطرفين. لكن الفارق، أنّ هناك طرفاً سياسياً في الحكومة يعلن ويؤكد مشاركته في الحرب السورية ويقاتل بآلاف العناصر، فيما الطرف الآخر غير معروف. والموقف الرسمي لتيار المستقبل يرفض القتال ويطالب بتحييد لبنان.

هناك مجموعات صغيرة لا وجود سياسياً لها مرتبطة بالنزاع وتشارك في القتال ولا أحد يتحمّل مسؤوليتها. ونحن كقوى 14 آذار ضد الإثنين، ونطلب ضبط الحدود اللبنانية. وحده حزب الله يرفض ضبط الحدود. والمستغرب أنّ الحكومة اللبنانية لم تأخذ أي تدبير بحق النازحين لأنّهم إذا ضبطوا الحدود سيتم ضبط دخول مقاتليهم.

س: لماذا لا تقترحون الحلّ لكل ما يحدث؟

ج: نحن لسنا في السلطة ولا يمكننا إعطاء أمر لأحد، أو حتى مطالبة أحد، نحن في يدنا حقّ الاعتراض والموقف الإعلامي ولفت نظر الرأي العام، لكن المسؤولية على مجلس الوزراء فقط لا غير.

س: هل بقاء الوضع السوري على ما هو عليه يعني بقاء لبنان معلّقاً؟ وهل يستطيع لبنان أن يصمد بعد؟

ج: طبعاً. النمو انخفض من 8,1 % إلى 1%. أدخلوا مليون وثلاث مئة ألف نازح. خرّبوا الإقتصاد اللبناني. أوصلونا إلى حافة الإنفجار الداخلي. دخل حزب الله إلى سوريا، وغطّت الحكومة دخوله، وهذه هي نتيجة ما وصلنا إليه اليوم.

دخول لبنان على خط الصراع في سوريا، يعني عدم استقرار لبنان أمنيّاً. عدم الإستقرار الداخلي يعني شلل الإقتصاد، ومفتاح الاقتصاد هو الاستقرار الأمني. لا وجود لاقتصاد أو استثمار من دون استقرار أمني.

لبنان يمرّ بمراحل صعبة وسيتخطّاها بصعوبة أكبر، وأرجو بعد مشهد الانفجار أمام السفارة الايرانيّة، أن يخرج أحد من داخل حزب الله ويسأل: "إلى أين نحن ذاهبون؟". التيار الوطني الحر أقرب حليف لحزب الله هو ضد التدخل في سوريا. حركة أمل والرئيس نبيه بري تحديداً أقرب المقربين للحزب، وهم مع إعلان بعبدا وضد التدخل أيضاً، ألم يسأل حزب الله نفسه ماذا يفعل؟

س: يقول أمين عام حزب الله إنّه على قاب قوسين من الانتصار، ماذا ستفعلون في حال تحقّق ذلك؟

ج: كيف سينتصر على 70% من الشعب السوري الذين هم ضد النظام، و70% من المناطق لم تعد تحت سيطرة النظام السوري؟ نحن تعوّدنا على الانتصارات الوهميّة لحزب الله، فهذا لا يعني أنّها أصبحت حقيقة. مثل قصّة حرب تموز 2006، يريدون تحويل حرب تموز إلى انتصار، هذا حقّهم، لكني لم أره انتصاراً.

س: متى ستنتهي العِقَد أمام تأليف الحكومة؟

ج: لن تتشكّل الحكومة. طالما حزب الله يشارك في المعركة في سوريا لن يسمح بتشكيل حكومة في لبنان. سأضع نفسي مكان حزب الله، لديّ 30 وزيراً، بينهم 20 وزيراً لي، لماذا سآخذ 9 وزراء؟ أضف أنّ وزراءه الآن غير خاضعين للرقابة لأنّها حكومة تصريف أعمال، وتصرف المال كما تريد، ولا أحد يحاسب لأنّ مجلس النواب مقفل. كما وأنّ لدى الحزب محامي دفاع في كل المحاكم الدوليّة هو وزير الخارجية عدنان منصور. ممَّ سينزعج؟ ولماذا العجلة في تأليف الحكومة؟

كما أنّ الصراع في سوريا ليس أبدياً، فوجود حزب الله في سوريا غير سرمدي. وهناك حديث عن تسوية أو اتفاق أميركي إيراني، وعندما تحصل التسوية ستنعكس باتفاق في سوريا وينسحب حزب الله. وعندها سيمكننا تأليف الحكومة. لكن لن يخرج حزب الله قبل أي اتفاق.

س: لماذا إصرار قوى 14 آذار على وضع شرط انسحاب حزب الله من سوريا لتأليف الحكومة؟

س: هذا ليس شرطاً تعجيزياً، بل بنيوي، وهذا أقل ما هو مطلوب. وإذا كان قرار الانسحاب إيرانياً، إذاً أصبحت المشكلة عنده. لا تقتضي مهمّتي حلّ مشاكله النفسيّة وعلاقاته مع أصحابه والقيّمين عليه. جُلّ ما عليّ القيام به، هو التحدّث بما يهمّ مصلحة بلدي.

لا يمكننا أن نكون في حكومة فيها حزب الله والأخير يقاتل في سوريا. فالحكومة بوجود حزب الله في سوريا ستتشكّل لسبب واضح، ألا وهو لتكون ساحة صراع، فيما برنامجنا حماية لبنان، فإذا كانت القصة تأليف حكومة "نتفرّج عليها تُحيي الصراع، شو بدنا فيها". لذلك طالما حزب الله في سوريا سيبقى لبنان كما هو عليه.

س: بانتظار معجزة تأليف الحكومة، ألا يستحق ملف النفط اجتماعاً من الحكومة الحاليّة؟

س: حكومة يقول فيها وزير الداخلية إنّ مبالغ طائلة أُعطيت لتحسين سجن رومية ونُصِب المبلغ. حكومة تنصب المال ولا يمكنها وضع أبواب لسجن رومية، هل نلزّمها النفط؟ هذه الحكومة صرفت أموالاً طائلة لجلب بواخر إلى لبنان، وتبيّن أنّ البواخر معطّلة، لأنّهم تعاملوا مع شركات غير مناسبة، وأقاموا مناقصات غير قانونيّة، وتبيّن أنّ هناك محاولة سرقة.

الكل يعلم أنّه خُفّض سعر الباخرة 60 مليون دولار في جلسة واحدة، وهذا المبلغ كان ليدخل جيوب أحدهم لولا تدخّل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ويطلب إعادة التفاوض من جديد. حكومة لم تقم بشيء حتى الآن، ولم نشمّ فيها سوى رائحة الفساد، نسلّمها اليوم ثروة لبنان ألاّ وهو النفط! سيبقى ملف النفط معلقاً حتى تشكيل حكومة قادرة على تأمين مصلحة الشعب اللبناني.

س: لماذا لا تقبلون بصيغة 6-9-9 التي تعطيكم الثلث المعطّل؟

ج: نحن لا نتعاطى بأرقام، تكمن المشكلة، بـ"شو جايي تعمل هالحكومة". والمشكلة الأكبر، بوجودنا وحزب الله الذي يقاتل في سوريا في الحكومة نفسها، وفي هذه الحال ستكون حكومة فاشلة.

س: إذاً ترفضون وجود حزب الله في الحكومة

ج: فليعد حزب الله من سوريا ونحن مستعدون لأي صيغة حكوميّة، وليأخذ الثلث المعطل. كل شيء يصبح ممكناً وسهلاً وقابلاً للنقاش، وأي حكومة أفضل من اللاحكومة.

نحن يهمنا برنامج الحكومة وليس الحصص والأرقام، وأن تكون مع حماية البلد لا خرابه. وطالما أنّ حزب الله في سوريا لا يمكننا أن نكون في الحكومة نفسها، ولا يمكننا تحمّل جريمة ترتكب بحق لبنان.

لدى قوى 14 آذار خيار من اثنين، الصمود وقول كلمة الحق، أو الانتقال إلى حرب أهليّة مع حزب الله.

س: ماذا لو تمّ الاتفاق الأميركي الإيراني؟ كيف ستكون استراتيجيّة 14 آذار؟

ج: بحسب مضمون الاتفاق، فإذا كان الاتفاق ضد لبنان وعلى حسابه وسيسلّمه لإيران، سنواجهه. وإذا كان يتضمّن الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله واستقراره سندعمه. أما قضية أن يبقى بشار الأسد أو لا في سوريا، فـ"يصطفلوا"، لكن لا أحد يقترب من لبنان. مصلحة لبنان أولاً، وبعدها نبدي رأينا بالملفات الخارجيّة. سأكون واضحاً، لن أضحّي بلبنان من أجل سوريا.

س: ما هو أفق العلاقة مع التيار الوطني الحرّ لا سيما بعد لقائكم الأخير؟

ج: كان الإجتماع ضمن سلسلة لقاءات طلبها التيار الوطني الحر من كل الكتل النيابية لكي يعرض مبادرته التي ركّزت على فصل لبنان عما يحصل في سوريا وإعادة إحياء المؤسسات العامة وتشكيل حكومة والحفاظ على الموعد الدستوري لانتخاب رئيس الجمهورية.

س: لكن كأحزاب مسيحية عليكم تحصين وضع المسيحيين

ج: من ضمن أولوياتنا هذا الأمر. لكن اليوم المشكلة تطال كل اللبنانيين، مشهد الانفجار يطال كل حضاري يُشبهُنا. وإذا بقي الوضع على ما هو عليه لن يبقى شيعي، أو سنّي، أو مسيحي أو درزي إلاّ وسيهاجر. وإذا استمرّ حزب الله على هذا النهج لن يبقى أحد نبني معه البلد.

س: الكتائب تميّز نفسها دائماً عن قوى 14 آذار، فهل هذا التمايز يعني انتقالكم إلى الخيار الوسطي؟

ج: موقفنا ليس وسطياً. موقفنا واضح، ومعيار الموقف في لبنان ليس 8 آذار أو 14 آذار. نحن لنا تموضعنا الخاص ولنا رأينا الخاص. وتبيّن الآن أن رأينا هو الصحيح. منذ ثلاث سنوات، قلنا يجب تحييد لبنان، فاتُهمنا أنّنا في الوسط، وأنّنا نتمايز عن 14 آذار. وبعد ثلاث سنوات، انضمّت كل قوى 14 آذار الى موقف الكتائب. وفي بعض الأوقات، يختلف موقفنا عن 8 و14 آذار، لكن هذا لا يعني أننّا في النصف بل خيار ثالث.

عندما كانت 14 آذار تعتبر أنّ صراع المعارضة في سوريا هي معركتها، وكانت 8 آذار تعتبر أنّ الدفاع عن النظام السوري معركتها، كانت الكتائب ترفض كلا الصراعين، وهذا ليس موقفاً وسطياً، بل اختيار ثالث.

بالنسبة لسلاح حزب الله وبما يتعلق بموضوع المحكمة الدولية، نحن و14 آذار على الموجة نفسها. بما يتعلق بتحييد لبنان عن ساحة الصراع، أصبحنا على الموجة ذاتها.

س: وموقفكم من تشكيل الحكومة أيضاً خيار ثالث؟

ج: موقفنا من تأليف الحكومة ليس خياراً ثالثاً، بل مقاربة مختلفة. وأكرّر، مشكلتنا ليست مع الأرقام بل بالبرنامج الذي ستتشكّل من أجله الحكومة، ونحن متفقون مع 14 آذار في هذا الشيء، وتصريح سعد الحريري الأخير يشير الى ذلك. لكن الفرق بيننا وبين الرئيس الحريري أو بين 14 آذار هو أننا لم ندخل في لعبة الأرقام كما فعلوا.

س: كيف تصف علاقتكم اليوم مع سليمان فرنجية؟

ج: علاقة جيدة. طبعاً هناك خلاف سياسي في الخيارات الاستراتيجية، ولكن على الصعيد الشخصي والعلاقة بين الحزبين فالعلاقة جيدة جداً. نحاول الوصول إلى شيء مشترك سياسياً لكن حتى الآن هناك خيارات استراتيجية متباعدة.

س: والعلاقة بينكم وبين "القوات اللبنانية"؟

ج: ممتازة، بالأخص بعد اللقاء الذي تم الأسبوع الماضي مع رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع. "أصبح الجو حلو" وتُرجم بانتصار في نقابة المحامين.

س: استطعتم أن تحصلوا على تأييد الحزب التقدمي الاشتراكي لمرشحكم في نقابة المحامين، وقد فاز، فهل هذا يؤسس لتفاهمات جديدة معه؟

ج: بالأساس، العلاقة جيدة. ووقوفهم إلى جانبنا في الانتخابات ترجمة وتعزيز للعلاقة.

س: هل هذا يعني اقتراباً للتقدّمي من14 آذار؟

ج: الحزب الاشتراكي اليوم له خصوصيته، وهواجسه، ويتحرّك ويأخذ مواقفه بناءً عليها. رئيس الحزب وليد جنبلاط لديه هاجس وجودي يبني مواقفه السياسية عليه فقط لا غير. وأفهم ذلك. أفهمهم من خلال الجو الذي تعيش فيه المنطقة ويعيش فيه البلد، والذي يطال الوضع الأمني المزري والأقليات في المنطقة. أفهم أن يكون وليد جنبلاط كزعيم طائفة يحاول اليوم أن يحمي هذه الطائفة، التي هي أقلية صغيرة في لبنان والمنطقة في ظلّ الصراع القائم.

س: تتفهّمه على الرغم من انقلاب حزبه ضدكم في الحكومة؟

ج: لا أحمّل مسؤولية الانقلاب للحزب التقدمي الإشتراكي أو لجنبلاط، بل أحمّلها للبارودة التي رُفعت في وجهه وأجبرته على هذا الانقلاب، هذا هو الواقع. في 7 أيار كان هذا الفريق في الواجهة، وهو الوحيد في الداخل اللبناني الذي استطاع مواجهة حزب الله عسكرياً. فهل وقف أحد من قوى 14 آذار إلى جانبه وسانده؟ لذلك عندما ستُرفع البارودة مرة ثانية في وجهه، سيحتاج إلى طريقة لحماية نفسه. ولذلك لا أقول إنني أوافق على الانقلاب الذي حصل، ولكن أتفهّم.

س: العلاقة مع "تيار المستقبل"؟

ج: لا وجود لأي مشكلة مع تيار المستقبل، بل ممتازة وتُرجمت أيضاً في الانتصار في نقابة المحامين.

س: هل من علاقة صداقة تربطكم بتيمور جنبلاط وطوني فرنجيّة؟

ج: تجمعني علاقة جيدة بالإثنين و"كتير منيحة" وعلاقة صداقة بامتياز. تيمور لديه كاريزما وقدرات شخصيّة كبيرة. أنا لست مع من يرتدي العباءة، لكن هذا الشخص لديه القدرة على القيادة وتمثيل الناس. وينطبق هذا الكلام على طوني وهو قادر على تأسيس مستقبل لامع.المصدر : NOW

 

هجوم على إيران في لبنان: كيف سيكون الرد؟ وأين؟

 ما حدث في لبنان من تفجير انتحاري استهدف السفارة الايرانية في منطقة واقعة بين بيروت والضاحية الجنوبية، هو مؤشر خطير للمرحلة المقبلة ويحمل دلالات على جانب كبير من الأهمية. فالتفجير المزدوج هو «اعلان مزدوج» عن أمرين: من جهة يعلن توثيق الربط والصلة بين الأزمة السورية والوضع اللبناني وكلما اشتدت الحرب هناك وتقدمت في اتجاه معارك حاسمة اشتدت التفجيرات هنا وكبر مستواها وحجمها، ومن جهة ثانية يعلن إلحاق لبنان بالصراع الاقليمي المستعر بين محورين ومشروعين ليصبح ساحة من ساحاته، ولكن ليدرج أكثر في خانة الساحات المتفجرة الملتهبة. وهذا يعني ان لبنان غادر وضعية الاستقرار النسبي التي حافظ عليها مقارنة بما يجري من حوله، وصار مصنفا «نقطة ساخنة ومتفجرة» على خارطة المنطقة.

في القراءة السياسية لعملية الجناح يجدر التوقف عند ثلاث مسائل وملاحظات أساسية:

1 ـ التفجير المزدوج تم بالطريقة الانتحارية ووفق «النموذج العراقي» مع ما يعنيه ذلك من ارتفاع مستوى الخطر ومن وصول تنظيمات متطرفة مثل «القاعدة» بفروعها وتنظيماتها الى لبنان وتمركزها في شكل خلايا نائمة وسرية، ومع هذا النوع من العمليات الانتحارية لا يصبح الأمن الوقائي الاستباقي كافيا ولا الإجراءات الأمنية المشددة المتخذة في الشوارع.

2 ـ التفجير هذه المرة كان له هدف محدد واستثنائي، السفارة الإيرانية كانت هي الهدف والمستهدفة في عملية خطط لها لتكون مدمرة لمقر السفارة. لم يكن التفجير «عبثيا» وهادفا الى قتل اكبر عدد ممكن من السكان المدنيين، ولم يحدث في منطقة نفوذ حزب الله وضد جمهوره مباشرة، فالهجوم الانتحاري كان محددا في العنوان والهدف: السفارة الايرانية لايصال رسالة سياسية عبرها الى طهران التي وصلتها الرسالة وباشرت بتفكيك مضمونها وشيفراتها لتحديد «الجهة المرسلة» أولا.

3 ـ توقيت الهجوم على السفارة الايرانية الذي تزامن مع تطورين: انطلاقة معركة القلمون على وقع تقدم للنظام السوري المدعوم من ايران وحزب الله، وانطلاقة جولة ثانية وربما حاسمة في مفاوضات الاتفاق النووي بين ايران والمجموعة الدولية.

واستهداف السفارة الايرانية التي نعت ملحقها الثقافي الشيخ ابراهيم الأنصاري وخمسة من حراسها بينهم مسؤول أمن السفارة، يمكن اعتباره وفق قاموس الديبلوماسية والقانون الدولي «هجوما على ايران في لبنان واعلان حرب عليها» وبالتالي فإن السؤال المطروح بقوة وإلحاح حاليا هو: كيف سترد ايران؟ وأين؟. اذا كان الرد موازيا للاتهام ومفصلا على قياسه فمن المفترض ان يكون باتجاه اسرائيل. ولكن ما هو حاصل ان الاتهام الموجه ضد اسرائىل هو «اتهام رسمي» فيما الاتهام السياسي غير الصادر عن ايران والصادر بوضوح تلميحا او تصريحا عن حزب الله وأوساطه وإعلامه، هو الأهم وهو الذي تبنى عليه الفرضيات ومشاريع او خطط الرد الذي ينتظر نتائج التحقيقات وتوافر الأدلة والاثباتات التي تحول الاتهام من سياسي الى «أمني» ويحوّل الرد من احتمال الى واقع.

هذا الرد تحدد له ثلاث «ساحات ـ احتمالات»:

ـ داخل لبنان عبر رد مواز في حجمه ومستواه.. (احتمال مستبعد).

ـ في سورية عبر تسريع وتكثيف العمليات العسكرية لاسيما في القلمون وريف دمشق (احتمال وارد).

ـ في الساحة الدولية لتعزيز موقع ودور ايران في التحالف الدولي الجديد ضد الارهاب، وحيث يتيح لها انفجار بيروت ان تقدم او تصور نفسها ضحية الارهاب وهدفا من أهدافه. وهذا التحالف الدولي بدأ بناؤه من سورية وفي ضوء ما كشفه وزير الخارجية الروسي لافروف من أن الأولوية الدولية لم تعد لتغيير النظام في سورية وإنما لمحاربة الارهاب.

المصدر : الأنباء

 

العقلنة مقابل "العرقنة"

صلاح تقي الدين/ المستقبل

لا ينفع الكلام المكرّر كما لا تنفع الدعوات المتلاحقة بوجوب عودة جميع الفرقاء اللبنانيين إلى الداخل والعمل لصون الاستقرار و"تقليل الخسائر التي سيتسبّب بها الأتون السوري إلى الحد الأدنى"، على ما قال رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط في مناسبات عدة وآخرها في مقابلته مع برنامج "كلام الناس". فبعد كل ما قيل في هذا المجال وعلى الرغم من تكرار حوادث التفجير والاشتباكات المتنقلة، ها هي ضاحية بيروت الجنوبية تدفع بالأمس مجدّداً فاتورة التمسّك العنيد بالمواقف "العنترية" وخوض الحروب "الاستباقية" دفاعاً عن نظام دموي بطّاش مجرم كيماوي، لم ولن تُكتب له الحياة بعد سقوط ما يقارب 300 ألف قتيل من الشعب العربي السوري على يده. اللبنانيون يدفعون الثمن من أرواحهم وأرزاقهم وأعصابهم نتيجة تورّط فئة منهم من دون توكيل أو تفويض في حرب قرر نظام بشار الأسد شنّها ضد شعبه، وأثبتت الأيام أن جميع الحجج التي ساقها الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله تسويغاً لدماء قتلى الحزب التي تسيل على الأرض السورية، ليست في مكانها. فقبل إعلان تورّطه الصريح في الحرب إلى جانب النظام السوري، كانت الحجة الدفاع عن قرى شيعية أبخسها اتفاق "سايكس بيكو" حقّها، وضمّها إلى الخارطة السورية نتيجة "التقسيم الامبريالي والصهيوني" للعالم العربي عقب نهاية الحرب العالمية الأولى. وبعد سقوط هذه الحجة، استعان بحجة أخرى مفادها الدفاع عن المقامات الشيعية في سوريا تحت حجة "لن تسبى زينب مرتين" لكن هذه الحجة هي أيضاً بدت باهتة بعد أن تم "سبي" جميع النساء الباقيات في سوريا على يد النظام وشبّيحته. أما في المرة الثالثة، فالحجة كانت "لولا تدخلنا في سوريا لسقطت دمشق ومعها النظام في ساعتين" وربما هذا الأمر كان وحده صحيحاً بين جميع الحجج التي استخدمها السيد نصرالله لتبرير تدخّل حزبه في الدفاع عن بشار الأسد.

لكن الحجة التي لا تسمن ولا تغني عن جوع هي تذرّع السيد نصرالله بوجود "تكفيريين" على أبواب لبنان وعوضاً عن الاشتباك معهم على أرض الوطن الغالي، فلنذهب إلى سوريا لقتالهم هناك ومنعهم من المجيء إلينا. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل نجح في ذلك؟ هل صحيح أن "حزب الله" تمكّن من ردع التكفيريين وصد تقدّمهم باتجاه لبنان؟ وهل إن الحرب التي انتصر فيها في القصير، والتغطية الإعلامية الحاشدة التي تسبق خوضه معركة جبال القلمون، منعتا هؤلاء "قطاع الرقاب وأكلة الأكباد والقلوب" من المجيء إلى لبنان وتحويله إلى "ساحة للجهاد" بعدما كان هؤلاء قد أعلنوه "ساحة نصرة" وبشّروا به اللبنانيين، كل اللبنانيين غصباً عنهم؟

كل المؤشرات وإعلانات الانتصار "الوهمية" تعبّر عن غير الحقيقة على الأرض. وفي سياق التحليل المنطقي لمسار هذه التفجيرات، فكل أصابع الاتهام توجّهت صوب النظام السوري وهي كذلك منذ كشف اللواء الشهيد وسام الحسن المخطط الفتنوي الشهير المعروف باسم "مملوك - سماحة" والتي يمكن اعتبارها نقطة البداية لنقل الأتون السوري إلى لبنان بعدما كان هدّد رأس هذا النظام وابن خاله بحرق لبنان إذا احترقت سوريا.

لم يتوقف التهويل والوعيد فكرّت سبحة التفجيرات من الرويس إلى بئر العبد فطرابلس فالجناح ناهيك عن منصات إطلاق الصواريخ من عيتات وبلونة، والنتيجة كانت وقوع ضحايا أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل في معركة النظام السوري ضد شعبه. وبعدما أثبتت التحقيقات الرسمية ضلوع النظام السوري وأتباعه في لبنان بهذه التفجيرات، فإن النتيجة تشير إلى أن هذا النظام يريد نقل المعركة إلى لبنان وتحويله إلى ساحة خلفية لحربه، علّه بذلك يستغل الوقت والمفاوضات التي تجريها راعيته طهران مع "الشيطان الأكبر" الذي تحوّل بقدرة قادر إلى "الحليف الأكبر" للنجاة بنفسه، غير آبه بدماء اللبنانيين وأرواحهم.

ومع ذلك، يصرّ "حزب الله" على الانغماس أكثر فأكثر في الوحول السورية، وبذلك تراه يغرق هناك في حرب وهمية ضد من يسمّيهم تكفيريين، الذين ردّوا له الصاع صاعين فنقلوا المعركة إلى عقر داره، فبرزت المخاوف الكثيرة والمحقة من "عرقنة" لبنان، أي أن تصبح التفجيرات المتنقلة، الانتحارية منها وبالسيارات المفخخة، الزاد اليومي للبنانيين يفيقون عليها ولا يدرون إن كانوا سيعودون إلى أسرّتهم بسببها.

غير أن حادثة الانتحاريّين اللذين حاولا اقتحام السفارة الإيرانية وعلى الرغم من أنها تعيد إلى الأذهان حادثة تفجير السفارتين الأميركية والفرنسية في بيروت في العام 1982، إلا أن الاستعانة بانتحاريين مؤشر خطير اقل ما يمكن القول فيه إنه "عرقنة" في الأسلوب، ولا خلاص لدفع "العرقنة" عن لبنان إلا بالعقلنة، أي الاحتكام إلى العقل.

لن يجدي تكرار الدعوة إلى "حزب الله" للانسحاب من سوريا، فغالب الظن أن هذه الدعوة قد استهلكت والكل يعرف وفي مقّدمهم قادة الحزب، أن قراراً استراتيجياً مثل هذا لا يؤخذ في الضاحية الجنوبية ولا حتى في دمشق، فالمكان الوحيد الذي يصدر منه هذا القرار إن لم نقل جميع القرارات المرتبطة بالحزب هو طهران. لكن الأوان لم يفت على تكرار الدعوة إلى المنطق والحوار والاحتكام إلى العقل، وهذا ما شدّد عليه الرئيس سعد الحريري في بيان الإدانة والتعزية بشهداء تفجير السفارة الإيرانية بالأمس.

الاحتكام إلى العقل يعني أن الانغماس في وحول سوريا يستجلب نارها إلى لبنان حكماً.

الاحتكام إلى العقل يعني أنه مهما تورّطت جهة بعينها في سوريا فلن تغيّر في موازين القوى التي تتحكّم بها لعبة الأمم.

الاحتكام إلى العقل يعني الاتعاظ من تجارب الآخرين وعدم الاستقواء عليهم وفرض الرأي بوهج السلاح.

الاحتكام إلى العقل يعني أن لا أحد قادر على حكم لبنان بمفرده وتجارب الآخرين في ذلك لا تزال ماثلة أمام أعين الجميع.

الاحتكام إلى العقل يعني التواضع والتنازل عن شروط يصح القول فيها إنها مستحيلة، متعالية ومفروضة من فوق، لتشكيل حكومة يكون مجّرد وجودها في السلطة بمثابة رادع للفلتان الأمني، وحافز لتعاون السلطات الأمنية في ما بينها لتعزيز قدراتها الاستخبارية وتجنيب اللبنانيين هاجس الأمن والاهتمام عوضاً عن ذلك بشؤونهم الحياتية ومعيشتهم.

الاحتكام إلى العقل، يعني عدم المجاهرة بالرأي دون الأخذ بالاعتبار مشاعر الآخرين، فلا يمكن تغيير وجه لبنان الطبيعي أو نظامه من دون مشاورة أو مشاركة باقي اللبنانيين بهذا القرار.

الاحتكام إلى العقل يعني العودة إلى الحوار، وهو ما لم يكف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والنائب جنبلاط وبالأمس رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الدعوة إليه.

الاحتكام إلى العقل يعني احترام مقررات الحوار السابقة وتنفيذها وليس التنكّر لها.

الاحتكام إلى العقل هو دعوة الرئيس الحريري فلا قوة أكبر من قوة العقل.

إنها منحة من الله، فليحتكموا إليها.

 

حزب الله" و"القاعدة" مجنونان.. والعاقل واحد

كارلا خطار/ المستقبل

الإتهامات التي تلت التفجير المزدوج أمام السفارة الإيرانية تؤشّر كلها الى تفاقم خطورة الأحداث.. فخطاب قوى الممانعة يرتفع بدل أن يتّخذ منحى اعتداليا ليزداد تطرّفا وانقساما في توجيه الإتهام تارة الى المملكة العربية السعودية وطورا الى إسرائيل. وهذا كله يستتبع ردود فعل مماثلة، فالمستقبل مفتوح على تفجيرات وربّما اغتيالات، وإذا ما استمر "حزب الله" بتعزيز مستوى "الجنون الجهادي والخطابي" لديه، فإن ردود فعل "القاعدة" وغيرها من المنظمات الإرهابية لن تكون طبعا أقل تهوّرا.. إنه التحدّي المجنون! وهذا تماماً ما يظهر الفرق بين جنون القتال والحروب المتهوّرة المفتوحة على مصراعيها، وبين لغة العقل والخطاب السياسي الهادئ الذي تعتمده قوى 14 آذار، وتحديدا تيار "المستقبل" الأكثر استهدافاً من قبل قوى الممانعة الإيرانية.. جنون الإنقلابات، والتعديات على الدستور والقانون، وجنون الحروب الهمجية والإنتصارات الإلهية أثبتت مرة جديدة أنها لا تمثّل لبنان منذ 8 سنوات وحتى اليوم. "تمثيل الإنتحاري" متبادل بين قتال قوى الممانعة في سوريا وردّ الفعل الذي تقوم به الجماعات الإرهابية التي تربّت منذ عقود في أحضان النظام السوري. وكأن لغة التفجير وتبادل الرسائل الإرهابية باتت بديلاً عن التبادل الديبلوماسي، فـ "حزب الله" بسلاحه وعتاده وتهوّره لم يترك لـ "الأخذ والعطاء" مكاناً. حزم حقائبه وغادر مودّعاً الأهل والأقارب ومتوعّداً اللبنانيين الأحرار بقطع الأيادي وواعداً النظام السوري بنجدته. أشعلت إيران للحزب الضوء الأخضر وحمّلته المهمة الأصعب على الإطلاق وتركت شباب لبنان يواجهون الموت: "الله يعطي وإيران تأخذ".

ضحّى "حزب الله" بشباب لبنان طمعاً بنيل بركة إيران ورضى النظام السوري. ومع تدخّل "حزب الله" نيابة عن إيران في ثورة الشعب السوري، انتقلت ثورة الحرية والإستقلال والتعبير عن الرأي الى مرحلة الحرب الهمجية التي تقمع الشعب بواسطة القتل، واتّخذت منحى دينياً مع اعتراف "حزب الله" بأنه يدافع في سوريا عن المقامات الدينية. تجنّى "حزب الله" على الطائفة الشيعية، وعلى أبنائها غير أن ردود الفعل شملت لبنان كلّه، وجرّ تهوّر "حزب الله" في سوريا تهوّراً من نوع آخر في لبنان، هو الذي يدفع بشباب لبنان نحو الإنتحار واستتبع تدخّله انتقاما انتحاريا تمثّل بسيارات مفخخة في الضاحية الجنوبية وآخرها انتحاريان أمام السفارة الإيرانية.

لم يرتدّ "حزب الله" عن المغامرة ولم يردعه أحد عن المغامرة التي يفاخر بها ويعتبرها نصراً إلهياً. فلا الحكومة حرّكت ساكناً واعترضت طريقه نحو الداخل السوري ولا القرار السياسي صدر لرفع الغطاء عن القوى الأمنية المسؤولة عن إحكام السيطرة على الحدود، ولا إيران أشفقت على شباب لبنان، ولا الأمين العام لـ"حزب الله" استمع الى صوت العقل والى نصائح كل الذين دعوا الى انسحاب حزبه من سوريا حتى لا يكون السبب في عرقنة لبنان. ظلّ الحزب يعاند ويكابر وبين الجولة والأخرى يوزّع الحزبيّون البقلاوة، واعتلى القيّمون على الحزب المنصات والمنابر في كل المناسبات، ولم تردعهم حرمة موت شباب لبنان في سوريا عن ملذّات من نوع السخرية والتهديد.. يقول الأمين العام للحزب بأن تدخل "حزب الله" في سوريا "أسقط العرقنة"، وفي المقابل فإن الحزب لم يعد يقاتل على جبهة واحدة، لا بل تكثر من حوله الجبهات الإرهابية التي تطوّق لبنان وتعرّض حياة اللبنانيين للخطر.. إن "حزب الله" حوّل الساحة اللبنانية الى ساحة لتصفية الحسابات، فكل من يسعى الى الإنتقام من "حزب الله" والى الردّ على تدخّله في ما ليس له فيه يستغلّ الخاصرة الرخوة للحكومة اللبنانية ويعتدي على اللبنانيين الآمنين.. فهل للحزب أن يشرح للبنانيين، ومن حقّهم أن يلقوا جوابا، كيف أن تدخّله في سوريا أسقط العرقنة؟

أسئلة كثيرة لن يجيب عنها "حزب الله" لأنه من دون شكّ يعتبر أن التفجيرين الإنتحاريين هما نصر إلهي، وسيتم استغلال الحادثة وتوظيفها لمصلحة النظام السوري المغلوب على أمره والضعيف في المعادلة الدولية، فيما هناك من يريد تشويه صورة إيران بمواجهة إسرائيل دفاعاً عن فلسطين! هكذا بكل بساطة، الفضل في ارهاب "داعش" وأخواتها يعود الى ثلاثي الممانعة، من دون أي اكتراث بالمواطن اللبناني وطبعاً من دون أن يعترف "حزب الله"، وإن كان مدركاً، بأنه "كما يُعامِل سيعامَل"، وكما تجرّأ على فتح الحدود أمام مقاتليه للدخول الى سوريا، فإن هناك العديد من الجماعات الإرهابية المتطرّفة، التي حذت حذوه ودخلت الى لبنان للإنتقام منه.

"هذا ما جنته قريش".. فـ "حزب الله" جعل من لبنان مكسر عصا، جرّده من الدستور وأسقط عنه القوانين بانقلابه على الدستور، وبرفضه مشاركة السني المعتدل والمنفتح في الحكم وهو تيار "المستقبل"، ثم عمد الى تطيير "إعلان بعبدا" ملغيا بالتالي شراكته مع قسم كبير من المسيحيين المعتدلين والمنفتحين على الجميع وأوّلهم رئيس الجمهورية.. فاتّضح أن "حزب الله" لا يريد الإعتدال، بل يفضّل التطرّف، وهو أصلا يعترف بذلك عن نفسه في البيان التأسيسي للحزب. "حزب الله" في سوريا يسيء الى لبنان، وهي المرة الأولى التي يواجه فيها بالدمّ الجماعات الإرهابية المتطرّفة، وبات الحزب المنقلب قاعدة لـ "القاعدة" وملحقاتها.

بين التهوّر والتعقّل حدود مشرّعة على الإرهاب والقتل.. شرّعها "حزب الله" واستغلّها من يسعون الى تلقينه درساً، لكنها في كل مرة "بتطلع براس" المواطن اللبناني. مهما حوّرت تفسيرات "حزب الله" الوقائع، إن الحقيقة واحدة لا ثانية لها: رفض "حزب الله" الإعتراف بأن هناك من اخترق دويلته ومن يهدده بالتصعيد في حال لم ينسحب من سوريا، فكان التوجّه الى المحرّض أي إيران، رسالة أرادها الإرهابيون الطائشون أن تكون من لبنان.. ومن خلال التجربة، فلا إيران ستغيّر موقفها ولا الحزب مستعدّ للتفرّد بقرار العودة من سوريا، والأوضاع بالتالي ستتجه الى مزيد من التأزّم، ووحده لبنان سيتحمّل سداد الديون المتأخّرة! فمن سيرأف لحاله؟

 

انسحاب "حزب الله" من سوريا مخرج الإنقاذ الوحيد

ربى كبّارة/المستقبل

تُظهر العملية الارهابية التي استهدفت بتفجير انتحاري مزدوج الثلاثاء سفارة ايران في بيروت، إن من حيث الاسلوب المستجد او الموقع، أن تعنت "حزب الله" في التمسك بتورطه العسكري الى جانب نظام بشار الأسد، فتح الباب واسعا امام تحويل لبنان من ارض نصرة الى ارض جهاد للمتطرفين، أسوة بما شهده ويشهده العراق منذ فترة وما تشهده ارض سوريا. فقد سبق للأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله الاعلان ان انخراطه في حرب النظام السوري على شعبه هدفه منع نشاط المتطرفين من الوصول الى لبنان. لكن عملية السفارة الايرانية وتبنيها من قبل "كتائب عبد الله عزّام" المرتبطة بـ"القاعدة" يدلّ على ان التشبّث بهذا الانخراط اتى كمن يستدعي الدب الى كرمه، بعد ان فشلت الصواريخ الرمزية على معاقله والسيارات المفخخة في بئر العبد والرويس في اقناعه. ويلفت سياسي لبناني مخضرم الى صحة موقف "قوى 14 آذار" المتمسكة بأولوية انسحاب "حزب الله" من سوريا كمخرج وحيد لانقاذ لبنان من اخطر تداعيات الازمة السورية التي تشكل فاتحة لمعادلة جديدة تستحضر النموذج العراقي، مشبها الارهابيين بمخلوقات تنقلب على خالقها في اشارة الى الدعم السابق، وربما الآني، الذي تلقته "القاعدة" من طهران او دمشق. فالتبجح بمساندة نظام الاسد بهدف القضاء على الارهابيين المتطرفين جعل "حزب الله"، كما لبنان بأسره، هدفا لهم يتخطى حدود سوريا، وإلا فلماذا لم تشهد الاراضي الاردنية مثلا او التركية هذا النوع من العمليات رغم مساندة الثورة السورية ومعاداة نظام الاسد؟ اضافة الى ان سلاح "حزب الله" الذي استخدمه واستخدم وهجه في مواجهة شركائه في الداخل يفقد اهميته في مواجهة متطرفين يستعجلون الوصول الى الجنة.

ويذكّر المصدر بمخاطر تكرار هذه العمليات خصوصا في ضوء الانقسام العمودي بين مساندي النظام السوري ومناصري الثورة الذي ادى الى شبه شلل في مؤسسات الدولة وصولا الى الحؤول دون قيام حكومة فاعلة تستقطب المساعدات الدولية الضرورية لمواجهة تفاقم قضية النازحين السوريين والمرشحة دوما الى التصاعد. ويرى المصدر أن المخاطر تزداد مع عدم اتضاح مآل المفاوضات الايرانية - الغربية بشأن النووي رغم بوادر تفاؤل ورغم وضوح حاجة الطرفين الى انجازها. فأجواء الجولة الثالثة التي انطلقت امس لا بد من ان تتأثر بمستجدات احتمالات انعقاد "جنيف 2" وآخرها اعلان روسيا ان الاولوية حاليا هي لمحاربة الارهاب لا لتغيير نظام الاسد. كما جددت الولايات المتحدة رفضها مشاركة ايران في جنيف 2" رغم انها اصبحت الآمرة الناهية في سوريا لا نظام الاسد المتداعي. ومن الادلة على ذلك استهداف سفارة طهران لا دمشق رغم الفارق البالغ في الاجراءات الامنية، كما مسارعة ايران الى اتهام اسرائيل وعملائها بالوقوف وراء العملية بما يوحي أنها تتجنّب في هذه اللحظة الاقليمية الحرجة المواجهة المباشرة مع دولة اقليمية. فيما لم تتردد سوريا وعلى السنة بعض اتباعها اللبنانيين، وحتى بلسان وزير اعلامها عمران الزعبي، في اعتبار ان استهداف السفارة الايرانية "له علاقة بالتطورات السورية ومؤتمر جنيف 2 والمفاوضات النووية". ويذكر المصدر كيف احتضنت سوريا كما ايران في مرحلة سابقة رموزا من تنظيم "القاعدة" لتشغلهم في العراق وقد انقلبوا ضدهما كمخلوقات تنقلب على خالقها.

 

كيف يقرأ أوباما تصريحات خامنئي؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

في قصة المفاوضات الدولية مع طهران لا يهم ما قاله المرشد الإيراني بالأمس عن أن بلاده لن تتراجع «قيد أنملة» عن حقوقها النووية، وأن هناك حدودا لن يتخطاها فريق المفاوضات الإيراني في محادثات جنيف، الأهم من كل ذلك هو كيف سيقرأ الرئيس أوباما نفسه تصريحات المرشد؟ بالطبع لا يهمه قول المرشد خامنئي، وأمام حشد من آلاف المتطوعين في ميليشيا الباسيج، التي تنكل بالسوريين: «نؤكد أننا لن نتراجع قيد أنملة عن حقوقنا النووية». أو قوله «لا نتدخل في تفاصيل هذه المحادثات، هناك خطوط حمراء وحدود معينة يجب مراعاتها. وجهت إليهم تعليمات للالتزام بهذه الحدود». مما يعني أن المرشد هو المسؤول الأول عن المفاوضات.

ولا يهم حتى قول المرشد، إن «الغرب ينوي تعزيز الضغوط على إيران. الإيرانيون لن يرضخوا لأحد بسبب الضغوط»، مهددا بأنه «يجب أن يعرفوا أن الأمة الإيرانية تحترم كل الأمم لكننا سنوجه للمعتدين صفعة لن ينسوها أبدا»! هذا كله لا يهم، وحتى عندما سرد المرشد ما اعتبره سلسلة طويلة من الجرائم التي اقترفتها أميركا، وسط هتاف الباسيج «الموت لأميركا»، ولا عندما قال، إن «المسؤولين الفرنسيين لا يرضخون للولايات المتحدة وحسب وإنما يركعون أمام النظام الإسرائيلي». كل ما سبق غير مهم، ما سيتوقف عنده الرئيس الأميركي تحديدا هو قول المرشد الإيراني «نريد علاقات ودية مع كل الأمم حتى مع الولايات المتحدة.

لا نضمر العداء للأمة الأميركية. هم مثل غيرهم من أمم العالم»! هذا ما سيتوقف عنده الرئيس أوباما، حتى لو أن تلك الكلمة قيلت وسط هتافات «الموت لأميركا»، فهذه الجملة، أي العلاقات الودية، هي ما يريد الرئيس أوباما سماعه بعيدا عن أي تفاصيل أخرى، لأن الإدارة الأميركية تريد اتفاقا وحسب وليس إنجازا حقيقيا متكاملا يضمن أمن المنطقة ككل، ويحد من طموح إيران النووي. الإدارة الأميركية، وفي كل قضية من القضايا الدولية التي هي بصددها، أثبتت أنها إدارة أنصاف الحلول، وترضى بكل ما يحفظ ماء الوجه شريطة ألا يكون هناك عمل عسكري، أو عمل سياسي جاد.

الإدارة الأميركية تريد أقصر الطرق، وأسهلها، حتى وهي تتعامل مع إيران التي لم يعرف عنها احترام لقوانين، أو مراعاة لحدود دولية، ويكفي ما تفعله طهران في سوريا الآن، وبالعراق، ولبنان، وغيرها.

وبالطبع ليس من الصعب رصد التخبط الأميركي في منطقتنا والذي أعاد الروس إلى أقوى مما كانوا عليه ذات يوم، وليس في سوريا، أو مصر، بل يكفي تأمل التعامل الإسرائيلي الآن مع الروس، وذلك لأن الجميع يدرك أن إدارة أوباما ستتلقف سطرا من خطاب، مثل خطاب خامنئي، وتبني عليه تفاؤلها الذي لم يحقق نتيجة تذكر منذ وصول أوباما للرئاسة، وحتى اليوم!

 

أين أخطأ أوباما مع إيران؟

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

حالة الاحتجاج الواضحة في المنطقة ضد مفاوضات الولايات المتحدة مع إيران، ربما فاجأت البيت الأبيض الذي يسعى لاتفاق تاريخي ينهي النزاع مع النظام الإيراني. وقد يستغرب المفاوض الأميركي استعمال الأطراف المحتجة، مثل دول الخليج العربية وإسرائيل، في الحكم على ما يجري، والأمر لا يزال في طور النقاش. الحقيقة نزع السلاح النووي الإيراني دون حرب ليس محل اعتراض أبدا، بل العكس تماما محل ترحيب إن جرى وفق ثمن معقول. فالخوف كان أكبر من حرب إيرانية دولية واسعة ومدمرة، نتيجة استهداف مراكز المشروع النووي الإيراني، تنفيذا للوعيد الذي سبق وأطلقه الرئيس السابق جورج دبليو بوش، والرئيس الحالي باراك أوباما. لهذا على مدى سنوات انخرط الجميع في مشروع تضييق الخناق اقتصاديا على إيران لدفعها باتجاه التنازل سلميا عن مشروعها النووي العسكري. وعندما عرض الإيرانيون، تحت رئاسة روحاني بعد انتخابه، رغبتهم في وقف جزء من نشاطهم النووي لقاء رفع جزء من العقوبات والانخراط في تفاوض نحو حل ما، التقطت إدارة أوباما الإشارة وسارعت بالتفاوض. المشكلة، كما تبدو، أن الإدارة الأميركية لم تكن شفافة مع الدول المعنية من أصدقائها. زودتهم بمعلومات ناقصة عن الاتفاق المؤقت ليكتشفوا أن العرض الأميركي أكبر، من حيث مكافأة إيران ماديا، والسماح ببعض التخصيب وغيره. بسبب ذلك دارت الشكوك في رؤوس الجميع، متخيلين أن إدارة أوباما في حالة استعجال لإبرام صفقة تكون على حساب المنطقة. ما الذي يمكن أن يكون على حسابها؟ الأول، أن توافق إيران على نزع سلاحها النووي مقابل إطلاق يدها في المنطقة، أي أن تسحب الولايات المتحدة قوتها من مياه الخليج وتتعهد بعدم الانخراط معها في معارك في الشرق الأوسط، طالما أنها ليست موجهة ضد الولايات المتحدة. الثاني، أن توافق الولايات المتحدة على ترك إيران تكمل مشروعها النووي العسكري مقابل ضمانات بعدم استخدامه.

وكما نرى، الخياران سيئان وخطيران جدا، لدول المنطقة. الحالة الأولى ستسمح وتشجع إيران على تعويض خسارتها النووية بارتكاب المزيد من الحروب والمواجهات في الشرق الأوسط إلى ساحة حرب إقليمية، أوسع مما نراه في سوريا. أما الثانية، فستجعل إيران دولة بسلاح لا يقهر، يزيد من شعورها بالمنعة ورغبتها في الانتقام والتوسع، وسيدفع دول المنطقة إلى السلاح النووي لموازنة القوة الإيرانية، وبالتالي سباق تسلح نووي في منطقة مليئة بالمجانين. ردا على هذا التخوف، سمعت من أحد المسؤولين الأميركيين، في أحد المؤتمرات المغلقة قبل أيام، تأكيداته، أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بسلوك عدواني في المنطقة. المشكلة أننا الآن أمام وضع غير مسبوق في سلوك نظام إيران من حيث العدوانية. النظام يعتقد، وربما هو محق، أن إدارة أوباما لن تتدخل مهما ارتكبت إيران وحلفاؤها من جرائم. لأول مرة النظام يدفع بآلاف من قواته للقتال خارج التراب الإيراني، في سوريا، أمر لم يفعله حتى الرئيس المتشدد جدا، أحمدي نجاد، حيث كان يكتفي بالاقتتال عبر وكلائه من حزب الله ونحوه. إيران تقاتل بعنف برجالها في الخارج تحت رئاسة روحاني لأنها تعتقد أن الحكومة الأميركية الحالية لن تتحداها.

في الوقت الذي يغازل أوباما إيران، لم يفعل شيئا لطمأنة حلفائه وأصدقائه، على الأقل ردع النظامين الإيراني والسوري عن ارتكاب الجرائم المروعة في سوريا. يتحدث عن أنه لن يسمح لإيران بسلوك سيئ ونحن نشهد سكوته عن أكبر مأساة في تاريخ المنطقة، حيث قتل أكثر من مائة وثلاثين ألف إنسان وجرى تشريد أكثر من ستة ملايين، وتستخدم الطائرات والأسلحة الثقيلة ضد المدن والقرى. والآن حكومته تستغرب لماذا هذا الغضب من مفاوضات غامضة مع نظام إيران، يفاوض الإيرانيين لإطلاق يدهم أكثر وأكثر.

 

مقالات سليمان "العطّار"...

 علي حماده/النهار

جئنا الى الكويت لحضور فعاليات "القمة العربية - الافريقية" "الثالثة التي افتتحت اعمالها صباح يوم الثلثاء الماضي، وفي جلسة الافتتاح بدأت الاخبار السيئة من لبنان بالورود على اجهزتنا الهاتفية عن انفجار في محيط السفارة الايرانية في محاذاة ضاحية بيروت الجنوبية، او ما يعتبر انه "مربع" امني لـ"حزب الله". وجهت ناظري صوب الوفد اللبناني الذي كان يرأسه الرئيس ميشال سليمان، ولاحظت حركة ايضا هناك، فقد كان الرئيس احيط علما بخبر التفجير من دون ان تكون ثمة تفاصيل في هذا الشأن. بعد دقائق قليلة رأينا سليمان يهم بمغادرة القاعة، فسارعنا نحن الصحافيين اللبنانيين هنا الى اللحاق به علنا نحظى ببعض المعلومات الاضافية وبرأيه في ما حصل. لحقنا بسليمان الى احد الاروقة ووقفنا معه قليلا للحديث عما حصل، فبدا شديد الانزعاج والحزن في آن معا، وهو الذي اتى الى الكويت وفي جعبته للقمة كلام عن لبنان وعن ضرورة مساعدة لبنان اولا على تحمل نتائج الازمة السورية في انعكاساتها المالية والاجتماعية والاقتصادية على لبنان جراء وجود اكثر من مليون لاجئ سوري والعدد الى ازدياد مطرد. وكان في جعبة الرئيس سليمان بدرجة ثانية لا تقل اهمية، رسالة لبنانية الى العرب وفي مقدمهم الخليجيون بان اللبنانيين يرفضون اي قطيعة او جفاء او تباعد معهم، ايا تكن الاسباب، وايا تكن سياسات قسم من القوى السياسية اللبنانية وخياراتها. فالاحزاب وسياستها شيء ولبنان ككل شيء آخر. من هنا حرص سليمان واصراره على الا تترك ساحة ولا محفل ولا منبر لاعادة التشديد على علاقات لبنان العربية. امام هول ما حصل في تفجير السفارة الايرانية، كان رئيس الجمهورية اتخذ قراره بقطع زيارته والعودة الى لبنان، لكنه اراد الا يغادر قبل ان يلقي كلمته ويجري بعض الاتصالات بالمسؤولين الكبار هنا، فجرى تقديم موعد القائه خطابه، ليتسنى له ان يعود الى لبنان مساء، علما انه كان من المقرر ان يبقى حتى مساء اليوم التالي.

المهم ان سليمان الذي اختصر مشاركته في القمة العربية الافريقية في الكويت، بدا لي شخصيا آتيا كمحام عن بلده، وانه لا يكل من العمل على اصلاح ما يخربه البعض في استمرار. هم يدمرون اسس الكيان والصيغة وموقع لبنان التاريخي، وهو "العطار" الذي يكاد يقاتل الزمن الرديء لاصلاح ما افسده! لمست امرا مهما وجوهريا خلال الدقائق القليلة التي وقفنا فيها مع ميشال سليمان في اروقة قصر بيان الاميري في الكويت، ان الرجل الذي لقبته يوما بـ"المطران على مكة" قد تغير: انه رجل يحاول ان يترك خلفه ارثا مغايرا لارث اسلافه، ولاسيما الاخير الذي مثل ابشع الحقبات السياسية. هذا رجل (ميشال سليمان) لا يبدو لي انه سيستسلم امام القوة واستكبارها لمجرد انها قوة مستكبرة.

 

الفتوى» الإيرانية ضد «النووي» حقيقة أم مناورة؟

هدى الحسيني/الشرق الأوسط

في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (24 سبتمبر/ أيلول، 2013)، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما: «إن المرشد الأعلى أصدر فتوى ضد تصنيع الأسلحة النووية». في الواقع لم تصدر مثل هذه الفتوى عن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، كما لم يعلنها بنفسه، ولم يستطع النظام الإيراني أو أي شخص آخر تقديمها. في مايو (أيار) 1989 أعلن آية الله الخميني بنفسه أن المسلمين يتحملون مسؤولية قتل سلمان رشدي لخروجه عن الإسلام في روايته «آيات شيطانية». كانت تلك فتوى واضحة، تبناها النظام بكل أجهزته، وتخوفت منها الدول، واضطرت بريطانيا إلى تأمين حياة سلمان رشدي، الأمر الذي ضج العالم به. أما بخصوص الفتوى المتعلقة بالسلاح النووي فإن النظام يحركها، وفي كل مرة يشير إليها المتحدثون باسم النظام يردون صدورها إلى سنوات مختلفة: 2005، 2007 أو 2012. لكن لم يقدم أحد نص الفتوى، وربما يعتقد النظام الإيراني أن تكراره لوجود هذه الفتوى يدفع العالم إلى القبول بها كحقيقة «ملموسة». الأميركيون راغبون في تبينها، لكن الأوروبيين يرفضون تقبلها. أول من أشار إلى وجود مثل هذه الفتوى كان سايروس ناصري في اجتماع لمجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 11 أغسطس (آب) 2005. بعد ذلك بدأ كبار شخصيات النظام يشيرون إليها، وفي 12 أبريل (نيسان) 2012 عشية محادثات إيران مع الدول الخمس زائد واحد، وفي مقال نشرته «واشنطن بوست»، كتب وزير الخارجية الإيراني آنذاك علي أكبر صالحي: «لقد سجلنا معارضتنا القوية، وفي عدة مناسبات، لأسلحة الدمار الشامل. ومنذ سبع سنوات تقريبا أصدر المرشد الأعلى تعهدا ملزما، بفتوى دينية، تمنع إنتاج أو تكديس أسلحة الدمار الشامل». وقبل يوم من نشر هذا المقال، قال رئيس القضاء الإيراني صادق لاريجاني: «إن الفتوى التي أصدرها المرشد الأعلى هي أفضل ضمانة للغرب بأن إيران لا تريد إنتاج أسلحة نووية». وكذلك فعلت وكالة الأنباء الإيرانية «مهر» التي نقلت تصريح لاريجاني وأضافت أن خامنئي أصدر فتوى يعلن فيها أن تكديس الأسلحة النووية واستعمالها حرام. في المقابل، كانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إيرنا» نشرت في 8 أبريل 2012، بالتفصيل، ما كان أشار إليه خامنئي سابقا من منع لاستعمال الأسلحة النووية، من دون أن تأتي على ذكر أي فتوى صدرت عنه. هذا على الرغم من أن «إيرنا» نشرت في شهر أغسطس 2005 أن الممثل الشخصي الإيراني لمجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية قدم تقريرا عن فتوى خامنئي (ليس الفتوى ذاتها) إلى مجلس أعضاء الوكالة، كوثيقة إيرانية رسمية. وتجدر الإشارة إلى أن «إيرنا» بعد فترة سحبت هذا الخبر من موقعها على الإنترنت.

كلما حان موعد استئناف المفاوضات حول برنامج إيران النووي يعود الحديث عن هذه الفتوى، وكان النقاش بلغ الذروة حول هذه الفتوى التي لم يطلع عليها أحد في أبريل من العام الماضي، أثناء محادثات إيران مع الغرب في اسطنبول. وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك هيلاري كلينتون وحتى الرئيس أوباما مع كل ممثلي الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن، إضافة إلى ألمانيا، وأيضا أعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعاملون في مؤسسات أبحاث دولية، اعتبروا الفتوى واقعا فعليا، رغم أنها لا تعدو أكثر من بروباغندا إيرانية في محاولة لخداع الإدارة الأميركية وبقية دول العالم.

قبل اجتماع اسطنبول العام الماضي كادت إيران تنجح، إذ أوضحت وزيرة الخارجية كلينتون أنها ناقشت الفتوى «مع علماء دين واختصاصيين»، وأيضا مع رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان. ففي مؤتمر الحلف الأطلسي في نورفولك (فرجينيا) في أوائل أبريل من العام الماضي قالت كلينتون: «إن التطور المثير الآخر الذي لا بد أنكم تابعتموه كان تكرار المرشد الأعلى خامنئي أنه أصدر فتوى ضد الأسلحة النووية، وضد أسلحة الدمار الشامل. لقد ناقشت بشيء من التفصيل هذا الأمر مع رئيس الوزراء أردوغان، ومع عدد من الخبراء وعلماء الدين. وإذا كان ما يقال أمرا مبدئيا، وقائما على القيم، فهو يشكل نقطة بداية يمكن تفعيلها، مما يعني أنه يشكل مدخلا إلى التفاوض، ولذلك نحن سنختبر ذلك».

خلال زيارته إلى طهران في نهاية شهر مارس (آذار) من العام الماضي، وفي مقابلة مع التلفزيون الإيراني، قال أردوغان: «لقد بحثت (بيان) المرشد الأعلى مع الرئيس أوباما، وقلت له: في مواجهة هذا التأكيد، ليس لديّ موقف مختلف بأن الإيرانيين يستخدمون الطاقة النووية سلميا» (صار معروفا أن أردوغان كان المستشار غير المعلن للرئيس أوباما في الشؤون الإسلامية، وهو من نصحه بالانفتاح على «الإخوان المسلمين» كبديل معتدل عن تنظيم «القاعدة»، أي أن الإسلام هو إما «الإخوان» أو «القاعدة»).

وفي السابع من أبريل 2012 ذكرت صحيفة «كيهان» نقلا عن تلفزيون «برس» الإيراني، أن أحمد داود أوغلو، وزير الخارجية التركي، أعلن على التلفزيون التركي «قناة دي» ما مفاده أنه «لا يوجد أي احتمال في إيران بأن يتم عصيان الفتوى التي أصدرها خامنئي وتحرم امتلاك أو استعمال الأسلحة النووية». وأضاف داود أوغلو أنه «ما إن تصدر فتوى عن ولاية الفقيه، فإنها تصبح ملزمة، وطاعتها واجبا دينيا».

أيضا، حسب تقرير «كيهان» الذي نقلته عن «تلفزيون برس»، فإن خامنئي قال في 22 فبراير (شباط) 2012: «من دون شك فإن صناع القرار في الدول التي تعارض إيران يعرفون جيدا أن إيران ليست وراء الأسلحة النووية، لأن (الجمهورية الإسلامية)، منطقيا ودينيا ونظريا، تعتبر امتلاك الأسلحة النووية خطيئة جسيمة، وترى أن انتشار هذه الأسلحة لا معنى له، فهي مدمرة وخطيرة» (في إشارة المسؤولين الإيرانيين إلى «فتوى» خامنئي، يقولون إن «الإسلام» منع حيازة الأسلحة النووية. وفي تصريح خامنئي أنه قال «الجمهورية الإسلامية» لا الإسلام).

أيضا في التقرير نفسه إشارة إلى أن داود أوغلو قال: «إذا كانت القوى الغربية مهتمة حقا بالتفاعل مع دول الشرق الأوسط، فينبغي عليها تعميق فهمها للخطاب الديني»، مضيفا أن رئيس وزرائه أردوغان «أعطى تعليمات» للرئيس أوباما حول هذه المسألة. أما هوشانغ أمير أحمدي، رئيس المجلس الأميركي - الإيراني والمقرب من دوائر النخبة في النظام الإيراني، فقد قال يومها: «لحسن الحظ قرر الرئيس أوباما أن يثق مبدئيا في المرشد الأعلى وفي كلماته بأن القنبلة النووية ممنوعة في الإسلام». وكأن إيران مع تجنيدها الكثيرين لتسويق فكرة أن القنبلة الإيرانية ممنوعة في الإسلام، مع العلم بأن الغرب يعرف أن دولة مسلمة كبيرة هي باكستان تملك القنبلة النووية، فإنما يمثل ذلك تجربة استباقية منها لمنع دول إسلامية أخرى من امتلاك مثل هذا السلاح، تاركة المجال مفتوحا أمامها، إذ تعرف إيران أن المرشد لم يصدر أي فتوى بهذا الخصوص. والقصة كلها مجرد تصريحات. ومن يراجع موقع الفتاوى التي أصدرها خامنئي لا يجد أي نص يتعلق بهذه الفتوى بالتحديد، إنما في الفتوى رقم 245 جاء التالي: «السؤال: هل مسموح خداع غير المسلم في التجارة؟ الجواب: الكذب أو ارتكاب الغش أو التزوير في العلاقات التجارية ممنوع، حتى لو كان الطرف الآخر غير مسلم». كل مواقع فتاوى خامنئي تنشر رده على أسئلة موجهة إليه شخصيا، ويستطيع أي كان توجيه سؤال. في 15 أغسطس 2012 وجهت مجموعة تسمي نفسها «نور الحرية» عبر الـ«فيس بوك» السؤال التالي: «سعادتكم أعلنتم تحريم استخدام السلاح النووي، لكن إذا أخذنا بعين الاعتبار أن هذه الأسلحة مطلوبة كعامل ردع، وأن الحصول عليها يخيف الأعداء ويمنعهم من التصرف بعدوانية، وكما جاء في سورة (الأنفال) الآية 60، فهل يبقى الحصول عليها ممنوعا، لأنه حسب قراركم فإن استعمالها ممنوع؟».. فجاء الجواب: «لا يوجد في رسالتكم جانب فقهي، وعندما يكون لها ذلك الجانب فسوف يكون من الممكن الإجابة عنها». من ناحيتهم، يرفض الأوروبيون الاقتناع بوجود هذه «الفتوى» أو حتى الالتزام بها دوليا. وحسب مصدر مطلع، فإن مستشاري الدول الأوروبية الثلاث الأعضاء في مجلس الأمن منذ عام 2005 تقدموا بطلب رسمي إلى النظام الإيراني ليرسل لهم نسخة من هذه الفتوى، لكن حتى الآن لا جواب من النظام.

في 16 فبراير 2006 نقل موقع «رووز» الإيراني أن محسن غارافيان، أحد تلامذة آية الله مصباح يزدي، أشار إلى وجود «فتوى» تقول إن الشريعة لم تمنع استعمال الأسلحة النووية، لا بل تدعو إلى امتلاك هذا النوع من الأسلحة. الآن وقد استؤنفت اللقاءات لإيجاد تسوية لبرنامج إيران النووي، فالأفضل أن يعتمد الغرب الوقائع العلمية، وما يجري على الأرض، كي يتجنب سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط. وإذا كانت إيران تدعي أن برنامجها النووي لأغراض سلمية فلماذا إذن الصواريخ البعيدة المدى، وما هي الرؤوس التي ستحملها في حال تم استخدامها؟

 

مقالات "الصفقة" إذا حصلت تتضمّن حتماً خروج إيران من الصراع مع إسرائيل

 جهاد الزين/النهار

بسبب صعوباته وتعقيداته البالغة وخصوصا أنه يعني، إذا حصل، تغييرا نوعيا في البيئة السياسية لمنطقة الشرق الأوسط فإن "الاتفاق" بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران لن يكون "مكتوباً" سوى في بعض بنوده. فهو من ذلك النوع من الاتفاقات التي إذا حصلت يكون المعلَن فيها أقل من غيرالمعلن. هنا محاولة لفهم "منطق" غير المعلن... البند المكتوب الاستراتيجي هو طبعا الاتفاق المتعلّق بطبيعة الطاقة النووية التي تملكها إيران. لكن "البنود" الأخرى غير المكتوبة هي التفاهمات الفعلية على المكاسب والتنازلات بين الطرفين وهي، كي نتذكّر دائما حدود "الاتفاق"، مكاسب وتنازلات بين القوة الدولية العظمى الأولى وبين قوة إقليمية سياسية ونفطية نافذة في بعض أقاليم الشرق الأوسط. لهذا فإن "الاتفاق" الإيراني الأميركي إذا حصل فسيكون عبارة عن "صفقة" غير المكتوب فيها كثيفٌ جدا وفقا لحساب كلٍّ من الطرفين لمصالحه ومستقبلها ولذلك لها على الأرجح السمات التالية:

1 - سمة تدرّجية أي لن تعتمد فقط على وقائع قائمة بل على تغيير وقائع قائمة أيضا في المنطقة الجغراسية التي تتعلّق بها. هذا يجعلها، إذا حصلت، من الاتفاقات التي ستقرّر وتغيّر أدوارا لقوى أصغر.

2 - سمة غير ثنائية بمعنى أنها باتت لا تتعلّق بتوازن طرفين متفاوضين فقط بل أساسا، ويجب أن لا ننسى ذلك مطلقا، تتعلق بثلاثة أطراف أساسية هي إلى طهران وواشنطن، طرف دولي- إقليمي هو روسيا. فروسيا بحكم تطوّرِ معطيات المنطقة بعد موجات "الربيع العربي" وتحديدا بعد الانفجار السوري، هي طرف داخلي في الاتفاق وليس خارجيا لأنه بات هناك تحالف حقيقي بين موسكو وطهران.

3 - سمة استراتيجية. فالاتفاقات الجزئية البراغماتية بين طهران وواشنطن تمّت في العراق وأفغانستان بعد العام 2001 وقد ظهرت مؤخّرا مقالات معلوماتية هامة منها في مجلة "نيويوركر" لديكستر فيلكينز و صحيفة "النيويورك تايمز" للسفير الأميركي السابق ريان كروكر حول طبيعة التفاوض السري وتفاهماته الجزئية وانهياراته السابقة لكن العلاقة الصراعية الحادة بقيت بينهما أيديولوجيا وسياسيا وأمنيا.

في رصد المعاني الجوهرية لـ السمة الاستراتيجية في "صفقة" من هذا النوع يمكن القول أنها لا يمكن أن تحصل، إذا حصلت، بدون أن تعني "انسحابا" إيرانيا تدريجيّا وإنما عميق من الصراع مع إسرائيل. هذا الصراع الذي أقحم النظام الإيراني نفسه فيه منذ لحظة ولادته عام 1979 وتحوّل ليس فقط إلى "إقحام ذاتي" بل إلى اقتحام ناجح للصراع العربي الإسرائيلي ولاسيما عبر الاستثمار الأمني والسياسي الذي مثّله "حزب الله"، إلى حد أن الوافد وهو إيران، ولو عبر تحالفات مع أطراف عربية، حلّ بصورة ما مكان الأصيل وهو العرب في هذا الصراع؟! لقد انطبع الصعود الإيراني في العالم العربي بهذا الدور الإيراني الذي كان النظام السوري قاعدته الجغراسية الكبرى.

إذا كان لـ"الصفقة" أن تحصل فسيجري تأريخُها ( الهمزة على الألف الأولى) مستقبلاً، على الأرجح، من يوم تسليم السلاح الكيميائي السوري. ولهذا تنشأ حاليا مفارقة هي أن الطرف الكبير القلق والمتوجّس من احتمال "الصفقة"، أي إسرائيل، هو أول المستفيدين منها، بينما الطرف الكبير الآخر المتوجّس بل الخائف، وهو السعودية، يتحسّس احتمال خسائره في سوريا. فالتنازل الروسي الإيراني السوري يكون مع تسليم السلاح الكيميائي قُدِّم إلى إسرائيل! و حول هذا الملف يجب أن نصدّق الرئيس بشار الأسد حين قال لمدير "قناة الميادين" غسان بن جدّو قبل فترة أن هذا السلاح الكيميائي كان الوسيلة الوحيدة المتاحة لقدر من التوازن مع السلاح النووي الإسرائيلي.

إذا كانت هذه هي البداية فهل يعقل أن لا تكون "فلسفة" أي صفقة شاملة مع إيران هي من وجهة نظر واشنطن إنهاء الدور الإيراني في الصراع مع إسرائيل؟

الطريف أن أول من أثار هذا الموضوع حول انعكاس الاتفاق بين طهران وواشنطن على الصراع مع إسرائيل كان حسن نصرالله أمين عام "حزب الله". فعلى طريقته في تأكيد النفي أو في نفي التأكيد قال بما معناه أن هناك من باتوا ينتظرون الاتفاق الإيراني الأميركي لكي يشهدوا نهاية "حزب الله". وفي تصدّيه لفكرة تسليم إيران لورقة "حزب الله" في أي اتفاق مع واشنطن، قال نصرالله في انفعال يتقنه أن "حزب الله" سيصبح أقوى بعد هذا الاتفاق.

هذا صحيح. ولكن أقوى أين؟

أقوى في السياسة اللبنانية وفي النظام السياسي اللبناني ولكن سيزول دوره الذي بات تقليديا عل الجبهة مع إسرائيل... إذا حصلت "الصفقة". فإذا كان "حزب الله" الآن يكابر في موضوع نفي معنى انسحاب إيران من الصراع مع إسرائيل في "الصفقة" فإن أخصام "حزب الله" لاسيما اللبنانيين منهم عليهم أن يفهموا أن التخلي الإيراني عن دور "حزب الله" العسكري حيال إسرائيل ليس تخلّيا عن دوره في المعادلة الداخلية اللبنانية. بل إن الثمن التعويضي عن انتهاء دور "المقاومة ضد إسرائيل" ( أيّاً يكن شكل الانتهاء) "يُقبض" في بيروت. فالأميركيون و الإسرائيليون لا يعترضون على دوره في الحياة السياسية اللبنانية الداخلية خصوصا أنه بات قوة شعبية تسيطر على البيئة الشيعية اللبنانية وتقيم بالتحالف مع حركة "أمل" نوعا من "نظام حكم" في مناطق الطائفة تعرف الطائفيّات اللبنانية كيف تقيمه بأشكال مختلفة مثلما كان الأمر خلال الحرب الأهلية في المناطق المسيحية ومثلما هو حاليا في مناطق الدروز ( الحزب الجنبلاطي) وبعض مناطق السُنّة ( الحزب الحريري). تنخرط القوى الأساسية في الطائفتين الشيعية والسنية انخراطا عسكريا مباشرا و خدماتيا في الحرب الأهلية السورية. ومع أن الانخراط السُنّي اللبناني المعلن سبق الانخراط الشيعي اللبناني، فقد كانت لإعلان "حزب الله" المشاركة في القتال في سوريا دلالة قد تصبح هائلة مستقبلاً: إنها تاريخ تحوّل الدور العملي لـ"الحزب" من الجبهة الجنوبية مع إسرائيل إلى دور جديد على الجبهة الشمالية هو الدور داخل سوريا. ... إنها الكيمياء السياسية التي تعيد إنتاج دلالات الماضي من المستقبل. شيء ما عميق حصل في هذا الانتقال من الجنوب إلى الشمال بدون "الصفقة"... فكيف إذا حصلت؟ ستكون بدايتها عندها في هذا الانتقال!

 

جنيف – بئر حسن: بشّار والنار

أنطوان مراد - رئيس تحرير إذاعة "لبنان الحرّ"

لا تذهبوا بعيداً في قراءاتكم للإنفجار المستنكر أمام مبنى السفارة الإيرانية. يقول البعض: إسرائيل. ربما، فإسرائيل عدو لا يقصّر عندما يستطيع، فهل يستطيع؟ في اعتقادي الشخصي، إن إسرائيل لا تملك هذه القدرة لجهة الإعداد والتجهيز والنقل والمراقبة والتنفيذ. فهذه العملية تحتاج إلى احتراف وإمكانات ومجموعة تتنقل بحد أدنى من الثقة والراحة، إلا إذا كان حزب الله الذي هزم إسرائيل قد اصبح مخروقاً  كجبنة الغرويار! وفي أي حال، يمكن لإسرائيل أن تنفذ عمليات أسهل بكثير وفي بلدان وأماكن أخرى، إذا كانت فعلاً تريد استهداف إيران بهذا الشكل. التكفيريون؟ ربما أيضاً. ولكن الأمر يبقى مجرد احتمال، ولو أنه احتمال كبير. فالمطلوب البحث أولاً عن الجهة الدافعة، وبالمعنيين! هل هي جهة تكفيرية فعلاً، أم جهاز تابع لدولة إقليمية؟ وهل هذه الدولة هي في موقع الخصومة لإيران، أو دولة حليفة لها تتمثل بالنظام السوري، المنزعج من التقارب الأميركي – الإيراني، ويخشى أن يكون كبش محرقة، مع اقتراب مؤتمر جنيف 2 وحتمية المرحلة الانتقالية؟ التجارب علّمتنا أن هذا النظام هو الأشطر والأقدر على إنتاج التكفيريين وتحريكهم، بدءاً من العراق، وصولاً إلى لبنان مع تجربة فتح الانتفاضة التي تحولت فجأة في البارد، وعلى البارد، من فتح الانتفاضة إلى فتح الإسلام، وشاكر العبسي الذي جاء من إيران عبر سوريا وعاد إلى سوريا، والقيادي الأصولي السعودي الذي صفاّه نظام الاسد بعدما اكتشفت المملكة وجوده في سوريا وطالبت بشار على أعلى المستويات باسترداده! أياً كانت الجهة المحرّضة والمنفذة ، فالانفجار مُدان ، والذين سقطوا هم شهداء أياً كان انتماؤهم. لكن بالتأكيد إن ما يحصل يندرج في إطار الأثمان الغالية التي يدفعها لبنان

واللبنانيون الابرياء في معظمهم، بسبب تورط حزب الله في الحرب السورية، وهو تورط نافر جداً ، مع وتيرة التشييع اليومي لقتلى الحزب، وما يستتبعه من تورط مقابل، علما أن دور الحزب لا يُضاهى، لأنه دور منظم وفاعل وكبير ويساهم تعديل الموازين الميدانية، وفي جرّ الموت والفلتان والصراع إلى لبنان! هذا ليس لبنان الذي نريد. إنه لبنان الإيراني أو السوري أو العراقي أو الافغاني، أو مزيج من كل ما تقدم!

والفراغ الذي يسعى إليه حزب الله، هو فراغ ذو حدين. والنتيجة هي الماثلة اليوم دماً ودموعاً وناراً وخراباً. أما الأغرب، فهو إصرار بعض رموز 8 آذار من مختلف العيارات والمراتب العليا والدنيا، على الرؤية العوراء. فهم يرون خطر التكفيريين، وهو خطر جدي ومستهجن، ويتحدثون عن التطرف السني وعن عناصر تتسرّب إلى لبنا ، ويغمضون أنظارهم عن مشاركة حزب الله في الحرب السورية ، واستقوائه على الدولة وسائر اللبنانيين.

في أي حال، تذكّروا من كان وراء تفجيري طرابلس، وتذكّروا شبكة المملوك – سماحة . وعاشت السياحة. والسلام.

 

لبنان: صندوق البريد المفخخ

اياد أبوشقرا/الشرق الأوسط/لم ينتظر حزب الله اللبناني طويلا قبل اتهام «عملاء إسرائيل» بارتكاب تفجيري محيط السفارة الإيرانية في ضاحية بئر حسن (جنوب بيروت). وفي المقابل، لم تنتظر الجماعات المحسوبة على «القاعدة» طويلا قبل إعلانها تبني التفجيرين. وراء الإعلانين غايات سياسية حتما، وكذلك هناك غايات سياسية واضحة وراء تفجيرين بهذا الحجم وهذا التوقيت. ماذا يريد «الحزب» عبر اتهامه إسرائيل و«عملاءها»؟ يريد، على الأرجح، استعادة «شرعية» سلاحه الذي حوله منذ 2006 بعيدا عن إسرائيل، ومن ثم زج به في أتون حرب أهلية إسلامية - إسلامية باسم قتال ما يسميهم «الجماعات التكفيرية». والحال، أنه رغم خفوت بريق القضية الفلسطينية، والأخطاء التكتيكية والاستراتيجية المتراكمة التي ارتكبتها القيادات الفلسطينية، فتح ثم حماس، ما زالت قضية فلسطين معيارا أو محكا لشرعية أي سلاح عربي. ومن هنا، ما كان لدى حزب الله، والقوى التي تقف خلفه، من خيار غير اتهام «عملاء إسرائيل والصهيونية» لتجاوز الواقع المرير الذي يعبر عنه إسهامه وإسهامها في تهجير ملايين السوريين الأبرياء المشردين - من «غير التكفيريين» طبعا - وعشرات المدن والبلدات والقرى المدمرة... ناهيك بنحو 200 ألف قتيل ومفقود.بدأ «الحزب» تبريره التدخل العسكري في سوريا - كما نتذكر - بحماية المزارات المقدسة، ومنها مقام السيدة زينب في دمشق، والقرى الحدودية التي يقطنها «لبنانيون» في غرب محافظة حمص. وبعدها، اتسعت دائرة التدخل واكتسب مبررات إضافية، فعند وصول قوات «الحزب» إلى نبل والزهراء والفوعة في شمال سوريا... ما عادت ذريعة «المزارات» واردة ولا حماية «اللبنانيين» هناك قابلة للتصديق. وبالتالي، انتقلنا إلى تبرير أخطر ألا وهو قتال «التكفيريين». الانشغال بقتال «التكفيريين»، رغم استمرار «احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا» الذي استوجب احتفاظ «المقاومة» بسلاحها بخلاف باقي اللبنانيين، يعني أمرين لا ثالث لهما. الأول: أن ثمة قضية أخرى أكثر جدية من الاحتلال الإسرائيلي الذي من أجله وجد سلاح «المقاومة»، والثاني، أن لا مانع من قتال «التكفيريين» الذين «يكفرون» خصومهم باسم الإسلام.

بالنسبة للأمر الأول، لا بد من تذكر أن النظام السوري اتهم إسرائيل وأميركا وبعض الدول الغربية والعربية بإشعال فتيل الثورة عليه، لأنه «عدو» لدود لإسرائيل والإمبريالية. لكننا اكتشفنا لاحقا أن لا إسرائيل ولا أميركا ولا دول الغرب «الإمبريالية» مستعجلة على التخلص منه. بل أوضحت تل أبيب وواشنطن صراحة أن لا نية لأي منهما بمهاجمة سوريا، وبالأخص، بعدما سلمت دمشق مخزونها من السلاح الكيماوي المخصص سابقا «لتحرير فلسطين»! أما بالنسبة للأمر الثاني، فبديهي أن إيران، واستطرادا حزب الله، لا يريان خطر فتنة إسلامية - إسلامية (سنية - شيعية) من قتال «التكفيريين». وإذا ما اعتبرنا أن إيران «جمهورية إسلامية» وأن حزب الله تنظيم إسلامي وشعاراته إسلامية - فهذا يعني التشكيك في «إسلام» الخصم الذي يقاتلون... أي «يكفرونه»، ما يوقعهم في التهمة التي يلصقونها به.

بعدها، بهدف طمأنة المسيحيين المؤمنين بـ«تحالف الأقليات»، ظهر مبرر ثالث هو أن التدخل في سوريا جاء «لمنع تسلل الفتنة إلى لبنان» (!). مع هذا، منذ التدخل تكاثرت التفجيرات ومحاولات التفجير، وتبين أن بعض المتهمين بها مقربون من النظام السوري. ثم أدى تدفق النازحين السوريين - ومعظمهم من السنة – إلى خلق تعقيدات إضافية. بداية، أوجد حالة من التشنج الديني والمذهبي، إذ ازداد قلق جماعات مسيحية تخشى ديمومة النزوح وتحوله إلى الاستقرار، وبالتالي تسريع تهميش المسيحيين عدديا في بلد غدوا فيه أقلية فعلية. وثانيا، رفع حرارة الاستقطاب المذهبي، وخصوصا أن حزب الله وأتباع نظام دمشق في لبنان حريصون على حماية ظهورهم بتشكيل جماعات مسلحة غير نظامية خارج مناطق الكثافة الشيعية. وثالثا، أنه غدا مستحيلا التأكد من أنه ليس بين النازحين السوريين جماعات «جهادية»، وذلك بعدما أسقط حزب الله وغيره الحدود بين البلدين وفتحت خطوط التموين والإمداد العسكري. ورابعا، أن الأوضاع المتفجرة على طول الحدود اللبنانية - السورية المنتهكة أوجدت حالة غاية في الخطورة في منطقة البقاع الشمالي (المتاخمة لجبهة القلمون)، وتحديدا في بلدة عرسال السنية ومحيطها الشيعي. وبالأمس، نبه الوزير وائل أبو فاعور والنائب بهية الحريري خلال لقاء حضرته فعاليات سنية ودرزية من «تصدير» الفتنة المذهبية إلى البقاع الجنوبي (أي البقاع الغربي ووادي التيم) على وقع التوتر المفتعل في منحدرات جبل الشيخ وبلدات ريف القنيطرة وجنوب ريف دمشق. إذن، غاية حزب الله المعلنة عن تدخله في سوريا «لمنع تسلل الفتنة» إلى لبنان سقطت، وما هو أكثر إثارة أن بعض من أسقطوها حلفاء لـ«الحزب»!

وهنا، نصل إلى «القاعدة» أو التنظيمات المحسوبة عليها. لا شك في أن الوضع في سوريا اليوم يختلف تماما عنه عند اندلاع الثورة الشعبية السلمية في مارس (آذار) 2011، إذ بدأت الثورة مع أطفال درعا بريئة وسلمية، غير أن النظام واجهها بالطريقة الوحيدة التي يتقنها. فبعد الاستعلاء على أهالي درعا وإهانتهم.. اعتمد الرصاص الحي في التحاور مع مطالب الانفتاح والإصلاح. في مارس 2011، ما كانت هناك مطالب بسقوط النظام، ولا كانت هناك «قاعدة». غير أن أركان النظام ومن يدعمه أدركوا أن التصدي لثورة شعبية حقيقية لا يمكن أن ينفع إلا عبر تصعيد القمع العسكري وصولا إلى الحرب الشاملة بشتى أنواع الأسلحة، وكذلك استخدام «الطوابير الخامسة» والأسلحة الخفية الأخرى من الفصائل الإرهابية والمتشددة التي سبق للنظام أن رعاها واستغلها بقصد إرباك المعارضة وتشتيتها وابتزازها. ثم شهدنا انهيار سلطة النظام على المعابر الحدودية، ومعه بدأت الزمر والجماعات من شتى التوجهات تتدفق على البلاد، كذلك فتح النظام أبواب السجون أمام «إرهابييه» ليخرجوا ويمارسوا دورهم «الأمني والميداني» في شق المعارضة ومجابهة «الجيش الحر»... وهذا بالضبط ما حصل. اليوم، أجهزة أمن النظام وراء الكثير من التعديات والتجاوزات المرتكبة باسم «المعارضة» داخل سوريا، وفي لبنان. هذه حقيقة يعرفها حزب الله.. مثلما يعرف جيدا طبيعة ذلك النظام الذي يدّعي الممانعة والعلمانية والعروبة.

 

غزوة السفارة الإيرانية» في بيروت!

طارق الحميد/الشرق الأوسط/على الفور تبنى تنظيم القاعدة عملية التفجيرات الإرهابية التي وقعت قرب السفارة الإيرانية ببيروت، وأطلق عليها مسمى «غزوة السفارة الإيرانية». وبالطبع فإن هذا عمل غير مستغرب، وإن كان مستنكرا، ويستحق الإدانة. ونقول غير مستغرب لسبب بسيط وهو أن إيران، وحلفاءها بالمنطقة، يعتقدون أن النار التي يلعبون بها لن تحرقهم، وهذا خطأ بكل تأكيد. والقصة هنا بالطبع ليست للتبرير، وإنما لأخذ العبر، فما تفعله إيران، بالسلاح والرجال والأموال، في سوريا، وما يفعله حليفها حزب الله هناك أيضا، كفيل ليس بإحراق سوريا وحدها وإنما إحراق المنطقة ككل بأتون الطائفية المقيتة التي لا يمكن أن تتوقف عند حدود معينة، ولا يمكن ضمان منتصر فيها. ما تفعله إيران، ومعها حزب الله، في سوريا لا يقل أبدا عما يفعله تنظيم القاعدة وفروعه هناك، فجميعهم شريك في الدم السوري، ودمار سوريا، ويضاف لهم بشار الأسد بالطبع ونظامه. ولذا فمن الطبيعي أن تصل نار الطائفية تلك إلى لبنان، وهذا ما توقعه اللبنانيون أنفسهم، سواء علنا، أو بعيدا عن الإعلام خوفا من حزب الله وإيران، لكن الجميع كان ينتظر لحظة الانفجار، سواء ضد السفارة الإيرانية، أو أسوأ. وعليه فإن القصة اليوم ليست قصة استنكار «الإرهاب» الذي وقع بحق السفارة الإيرانية، بل هي أكبر، فالقصة اليوم هي تذكير واضح، وقوي، بخطورة ما يحدث في سوريا من قتل وتدمير على يد قوات الأسد، وبمشاركة فاضحة من إيران وحزب الله هناك. وخطورة ما يحدث في سوريا لا تنعكس على لبنان وحده، بل على المنطقة ككل، سواء تركيا، أو الأردن، أو العراق، وأكثر من ذلك، خصوصا أن المنطقة ما زالت تحارب آفة الإرهاب، ومنذ انطلاق أعمال «القاعدة» في أواخر التسعينات ولليوم، فكيف بمكافحة الإرهاب الآن مع تأجج نار الطائفية بالمنطقة، خصوصا على خلفية ما يحدث في سوريا؟ ومن هنا فقد آن الأوان الآن للتوقف عن التصريحات الدبلوماسية الخداعة، والفضفاضة، حول انتقاد المعارضة السورية بسبب مؤتمر «جنيف 2»، وعن الدور الإيراني «الإيجابي»، وضرورة مشاركة طهران في المؤتمر الدولي. فالمفروض اليوم، سواء كانت «القاعدة» هي من قام بتفجيرات بيروت أو غيرها، هو بحث السبل الكفيلة بوقف المشاركة الإيرانية، ومعها حزب الله، في القتال بسوريا. المفروض اليوم على المجتمع الدولي أن يستشعر القلق من المشاركة الإيرانية، ومشاركة حزب الله، في القتال بسوريا، وعلى قدر القلق من وجود «القاعدة» هناك. فهما، أي إيران و«القاعدة»، ومعهما حزب الله، وجهان لعملة واحدة وهي إحراق سوريا والمنطقة. فتفجيرات السفارة الإيرانية في بيروت ليست استهدافا «لجبهة المقاومة» كما يقول السفير الإيراني لدى لبنان، بل هي دليل على أن النار التي تؤججها إيران في المنطقة، وتحديدا سوريا، هي نار لن يسلم منها أحد، ولا حتى إيران نفسها، ومعها حزب الله.

 

هل تتحول بيروت إلى بغداد أخرى

عبد الرحمن الراشد/الشرق الاوسط"

عبد الرحمن الراشد لم يعد أحد يحصي أعداد ضحايا الجرائم السياسية تقريبا كل يوم في العراق، متزامنة ومتعددة وفي كل مكان، من أسواق إلى مساجد وأحياء سكنية، في موجة التفجيرات الجديدة التي تشهدها البلاد منذ عام. الخشية أن هذا الوباء يمكن أن ينتقل إلى بيروت، التي هزها تفجيران انتحاريان دفعة واحدة استهدفا السفارة الإيرانية. ومن الواضح أنهما جزء من تداعيات الحرب السورية، والمخاوف حقيقية من أن ينفجر هذا البلد الصغير المزدحم، نتيجة العبث واستعراض القوة من الأطراف المتصارعة. فالتحارب في لبنان لن يحسم شيئا في سوريا، تأثيره عليه يكاد يكون صفرا. في نفس الوقت، الإرهاب عملة رخيصة في المنطقة، بوجود جيش من شباب انتحاريين، ومتفجرات، وسيارات مسروقة. الإرهاب لا يكلف الفاعلين الكثير، ومعظم ضحاياه من لا علاقة لهم بالصراع. السيارات الانتحارية مجرد رسائل تهديد وانتقام عادة يرد عليها الطرف الآخر برسائل مماثلة ويدفع ثمنها غالبا مارة عابرون. بيروت نفسها ليست غريبة على الإرهاب، خاصة منذ عام 2005 فقد قتل على شوارعها وفي مبانيها عشرات الشخصيات، وراح معهم عشرات الأبرياء. الخشية أن الأزمة السورية ستنقل الصراع بقوة إلى التراب اللبناني، وما تفجيرات السفارة الإيرانية ومدينة طرابلس وقبلها الضاحية إلا حلقة من مسلسل طويل اسمه النزاع السوري. وهذه ليست حالة اغتيال الحريري، وبقية قيادات 14 آذار، عندما كانت إرهابا من طرف واحد، دفع المستهدفين إلى الاحتماء في فندق فينيسيا أو الرحيل إلى الخارج، بل صراع تتعمق جذوره، وتتسع دوائره. صراع سياسي في لباس سني شيعي، وصراع سوري سوري، وصراع حزب الله مع معارضي نظام الأسد، وإيراني إقليمي. وبيروت مدينة مفتوحة متعددة الثقافات والأديان ستتحول غدا إلى حواجز وثكنات عسكرية، وستنقل مناخ الرعب إلى بقية المدن اللبنانية. هل على لبنان أن يصبح مكانا لتصفية الخلافات؟ لن يستطيع حزب الله ولا الجماعات المتطرفة السنية في الشمال، وبقية الفرقاء الحلفاء، حسم معارك الإرهاب، الانتقام والانتقام المضاد. وسيجد الجميع أن الحل الوحيد هو تحييد لبنان من الصراع السوري الذي قد يطول ويصبح أكثر عنفا وقبحا. وبكل أسف لأن المجتمع الدولي ليس متحمسا لحسم الصراع في سوريا، فإن هذا البلد المضطرب الذي تتقاتل على ترابه كل القوى المحلية والدينية سيكون مصدرا مخيفا للفوضى في لبنان، الأرض الرخوة.

 

سليمان: لكشف منفذي تفجيري بئر حسن والمحرضين وتوقيفهم

وطنية - تناول رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع مساعد وزير اللخارجية الايرانية لشؤون المنطقة العربية وافريقيا حسين أمير اللهيان في حضور السفير غضنفر ركن ابادي، موضوع التفجير الارهابي الذي طاول السفارة الايرانية في بيروت والمعطيات والمعلومات المتوفرة لغاية الآن عن الجريمة. وشكر اللهيان للرئيس سليمان تعليماته الحازمة الى الاجهزة المعنية القاضية بمعرفة الجهات التي كانت وراء تنفيذ الجريمة وجلاء كل المعلومات والتفاصيل المتعلقة بها. وفي خلال اللقاء اطلع المسؤول الايراني رئيس الجمهورية على اجواء اللقاءات التي انعقدت في جنيف للبحث في موضوع الملف النووي الايراني.

وزير العدل

وعرض الرئيس سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم مع وزير العدل شكيب قرطباوي للتطورات الراهنة، لا سيما الامنية منها وعمل الوزارة وأجهزتها في هذه المرحلة.

مدعون عامون

واطلع الرئيس سليمان من المدعي العام التمييزي بالوكالة القاضي سمير حمود ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، على المعلومات المتوفرة عن حادثي التفجير الاجرامي الذي استهدف السفارة الايرانية أمس، وشدد على تكثيف الجهود والتحريات والتحقيقات لكشف الفاعلين والمحرضين وتوقيفهم واحالتهم على القضاء.

 

مجلس الدفاع الأعلى يؤكد العمل على مكافحة الارهاب بكل اشكاله وغصن يشير إلى خطر محدق بلبنان

نهارنت/إطلع المجلس الأعلى للدفاع على الإجراءات الأمنية حول السفارات ودور العبادة للحؤول دون التفجيرات التي حصل آخرها الثلاثاء مستهدفا السفارة الإيرانية.  وقال اللواء محمد خير في بيان بعد اجتماع المجلس في بعبدا عصر الأربعاء "دان المجلس بشدة العمل الإرهابي الذي طال الدبلوماسية الإيرانية في بيروت وشدد على مكافحة الإرهاب بكل أشكاله". ونوه المجلس "بالموقف اللبناني الجامع برفض الإرهاب والإرهابيين والحرص على الوحدة" مضيفا " اطلعنا على المعلومات المتوفرة والإجراءات الأمنية لكشف المخططين لهذه الجريمة وسوقهم إلى القضاء المختص". كذلك كشف عن تشديد الإجراءات الأمنية حول دور العبادة والسفارات "للحؤول دون تمكين المجرمين". من جهة أخرى قال خير أن المجلس اطلع "على ضرورة تنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس لتمكين المواطنين" من تسيير أمورهم بهدوء. واستمع المجلس لعرض كل من وزيري الصحة والشؤون الإجتماعية عن النازحين "بعدما بدأت تزداد أعدادعم جراء المعارك في البلدات السورية القريبة". عليه "اتخذ المجلس القرارات اللازمة وأعطى توجيهاته للوزارات وأبقى على مقرراته سرية" دائما بحسا بيان. إلى ذلك أعلن وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال فايز غصن بعد الإجتماع أن "هناك خطرا على لبنان وغيمة سوداء نتمنى أن تمر بسرعة". يُذكر أن جماعة كتائب عبد الله عزام تبنت التفجيرين اللذين وقعا، الثلاثاء، بالقرب من السفارة الايرانية في بئر حسن واسفرا عن سقوط 23 قتيلا على الاقل وحوالى 150 جريحا، مؤكدة انها تهدف بذلك الى الضغط على حزب الله لسحب مقاتليه من سوريا والافراج عن معتقلين في لبنان.

 

ارجاء الجلسة العامة الى 18 كانون الاول لعدم اكتمال النصاب

نهارنت/أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري عن ارجاء الجلسة العامة لمجلس النواب الى الثامن عشر من شهر كانون الاول المقبل، لعدم اكتمال النصاب. وارجئت الجلسة التشريعية التي كنت مقررة الاربعاء، الى العاشرة والنصف من صباح 18 كانون الأول المقبل لدرس جدول الأعمال الموزع سابقا وإقراره. يُذكر أن بري ومنذ تموز الفائت، يدعو الى اجتماع لمجلس النواب، الا انه يفشل في عقد الجلسة لعدم اكتمال النصاب. فرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وفريق 14 آذار يرفضان حضور الجلسة التشريعية، لأن الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال. أما تكتل "التغيير والاصلاح" فكان متمسكاً بعدم حضور الجلسة، مطالباً بري بإدراج بنود معينة على جدول الاعمال الا ان الاخير كان يرفض ذلك، الا أن التكتل أعلن الثلاثاء، عن موافقته على حضور الجلسة، من اجل تسيير شؤون المواطنين.

 

بري عرض ونائب وزير الخارجية الايراني الاوضاع عبد اللهيان: نؤكد احتضاننا لمحور المقاومة وامن لبنان من أمن ايران

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد ظهر اليوم، في عين التينة، مساعد وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان والسفير الإيراني في لبنان غضنفر ركن أبادي بحضور وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل، ودار الحديث حول التطورات الراهنة، والتفجير الإجرامي الذي استهدف السفارة الإيرانية. بعد اللقاء قال عبد اللهيان: "عقدنا محادثات هامة للغاية مع دولة الرئيس بري، ومن ضمن المواضيع التي طرحناها مع دولته العملية الإجرامية الدنيئة التي استهدفت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت. وتحدثنا أيضا عن أخر المستجدات والتطورات والتحركات المشبوهة للقوى التكفيرية المتطرفة، إضافة الى آخر مجريات الأزمة السورية". اضاف: "كما تناولنا أيضا العلاقات الطيبة بين ايران ولبنان الشقيق على مختلف المستويات وخصوصا في مجال العلاقات البرلمانية الثنائية، إضافة الى شرح مسهب حول آخر ما يتعلق بالملف النووي الإيراني". وتابع: اسمحوا لي أن أغتنم هذه المناسبة لأتقدم بأسمى التعازي القلبية الحارة من ذوي شهداء وجرحى ضحايا الإنفجار الإرهابي الذي استهدف السفارة. ونحن في هذا الإطار، وعلى الرغم من هذا العمل الإجرامي الجبان نؤكد على احتضاننا محور المقاومة ومحور الممانعة، وسنستمر في تعاوننا وتلاقينا ومشاوراتنا مع كافة دول المنطقة في مجال مواجهة الفكر التكفيري الإرهابي الظلامي المتطرف. نحن نعتبر أن الأمن مفهوم متكامل غير قابل للتجزئة، وأن أمن لبنان من أمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية". وختم: "لن نسمح بأي شكل من الأشكال للقوى الإرهابية التكفيرية المتطرفة المسيرة من قبل الكيان الصهيوني أن تمد يدها الإجرامية وأن تعبث مرة أخرى بأمن ومقدرات كل الدول الصديقة والحليفة معنا وفي طليعتها الجمهورية اللبنانية الشقيقة".

 

سلام استقبل سفير رومانيا ووفد شراكة النهضة اللبنانية الاميركية

وطنية - استقبل الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام اليوم في دارته في المصيطبة سفير رومانيا الجديد في لبنان فيكتور ميريكا في زيارة تعارف . والتقى الرئيس سلام وفد شراكة النهضة اللبنانية الاميركية برئاسة وليد معلوف الذي اطلعه على اعمال ونشاطات شراكة النهضة . وابدى الوفد تأييده للرئيس سلام وطالبه بالاسراع في تشكيل الحكومة لما فيه خير للبنان واللبنانيين .

 

رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد: للتوقف عن العمل ساعة واحدة الخميس حدادا على ارواح شهداء تفجير بئر حسن

صدر عن المكتب الاعلامي لمجلس القضاء الأعلى البيان التالي: "وجه رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد كتابا الى الرؤساء الأول في جميع المحاكم طلب فيه التعميم على جميع رؤساء الهيئات القضائية والقضاة المنفردين ورؤساء الأقلام بوجوب التوقف عن العمل يوم الخميس الواقع فيه 21 تشرين الثاني 2013، لمدة ساعة، اعتبارا من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر ولغاية الساعة الثانية عشرة ظهرا، حدادا على أرواح الشهداء وتضامنا مع الجرحى الذين سقطوا بالتفجير الحاصل في منطقة بئر حسن يوم الثلاثاء الواقع فيه 19 تشرين الثاني 2013".

 

الرياض": لبنان على خارطـة التدمير بفعل ما قام به نصر الله وحزبه في سوريا

المركزية- أشارت صحيفة "الرياض" السعودية" إلى ان "لبنان استقل شكلاً عن فرنسا، وبقي مستعمرة عالمية، ورأت انه "كما باع لبنان طوائفه المختلفة لكل زبون، جاء حزب الله ليعلنها صريحة أنه تابع لحكومة الولي الفقيه، لكنه ابتعد عن مساحته بشكل أكبر فقد تدخلت قوات الحزب مساندةً لنظام الأسد باسم مكافحة الإرهاب، لكنه لم يدرك أن التدخل في هذه المنزلقات يبدأ سهلاً تصاحبه دعايات بطولية، وشعارات لم يبق منها إلا طابعها المحرض قديماً، والمستخف به حديثاً، ولعل ورطة حزب الله ليست فقط كسب عداء ما يزيد على خمسة وعشرين مليون سوري بل يظل وجود حزب الله مع النظام يشابه هيمنة إسرائيل على الجولان، وبالتالي فالنتائج قد لا تظهر اليوم وغداً وإنما ما بعد نهاية الأسد، فالجوار السوري للبنان لم يكن طبيعياً لأن ساسة سوريا يشعرون أنه أقيم كيانه مقتطعاً من أراضي سوريا، وظل ما بعد تحرره مركز تجسس وتآمر وانقلابات عليهم، ولذلك كان الأسد أكثر صرامة مع اللبنانيين حين حوّل بلادهم إلى ملحق بدولته، وحالياً لا يختلف الأمر، فقد جاء نصر الله ليجذر عداوة أخطر، وسيصبح لبنان رهينة الوضع السوري مع الأزمنة القادمة، حتى إن استقراره سيمر عبر دمشق، وقد تكون القضية ليست تحالف مذاهب وأقليات، بل ان الاعتداء على أكثرية وطنية سورية وتدمير ما بنته خلال مئات السنين، سيجعل لبنان خارطة التدمير بفعل ما قام به نصر الله وحزبه وآخرها ما حدث من تفجيرات في الضاحية وغيرها". 

 

14 آذار:المخرج الوحيد من المأساة هو عودة حزب الله إلى كنف الدولة

وطنية - عقدت الأمانة العامة لقوى 14 آذار اجتماعها الدوري اليوم، في حضور النائبين السابقين مصطفى علوش وفارس سعيد، الياس أبو عاصي، آدي أبي اللمع، نادي غصن، ساسين ساسين، راشد فايد، سيمون درغام، وليد فخر الدين، نجيب أبو مرعي وهرارهوفيفيان".  وتلا منسق الامانةالعامة النائب السابق فارس سعيد بيانا بعد الاجتماع، جاء فيه:

"في الذكرى السابعة لاستشهاد الشيخ بيار أمين الجميل، استعادت الأمانة العامة المواقف الوطنية التي استشهد من أجلها، وأكدت متابعة المسيرة. صدم لبنان البارحة بالتفجير الذي استهدف سفارة إيران في بيروت وأودى بأبرياء.

وتستنكر الأمانة العامة بأشد العبارات هذا الإعتداء الآثم الذي يعبر عن عقل إرهابي. وهي تدين كل اشكال العنف والإرهاب أيا كان مصدرها في أي مكان من لبنان، خاصة أن الإرهاب يصيب الأبرياء ويزعزع كيان الدولة.

إن حلقة العنف والإرهاب التي أطلت برأسها بعد اندلاع الثورة السورية وكذلك إقحام "حزب الله" نفسه في القتال الدائر داخل سوريا بإرادة إيرانية صريحة، فضلا عن إصرار النظام الأسدي على تفجير لبنان نهجا وممارسة، وصلت بالأمس إلى منطقة الغبيري – الجناح ووضعت لبنان مجددا أمام نتيجة واحدة هي أن يدفع ثمن سياسة أيران التدخلية في سوريا، وغير البعيدة عن الإرهاب بقتالها إلى جانب النظام المجرم، والتي استدعت إرهابا مضادا على أرض لبنان هذه المرة.ومن هذا المنطلق تؤكد الأمانة العامة لقوى 14 آذار النقاط التالية:

- إن الفريق الذي يتفرد بإقحام لبنان في مغامرات "غب الطلب" لن يستطيع رسم حدودها وردود الأفعال عليها.

- إن الإستعلاء على لبنان واعتباره تفصيلا في خريطة طريق الإمبراطورية الفارسية لن يؤدي إلا إلى خراب الوطن لحساب مصالح إقليمية لا طاقة لنا عليها.

- إن المخرج الوحيد من هذه المأساة الطويلة والمؤلمة، ومن أجل تجنيب اللبنانيين الأبرياء دفع الثمن تلو الآخر ومنذ زمن طويل، يكمن في عودة "حزب الله" إلى كنف الدولة وإلغاء دويلته لحساب الوطن، فضلا عن وجوب قيام الدولة اللبنانية بواجباتها التي هي مبرر وجودها".

ورد سعيد على اتهام المملكة العربية السعودية بتفجيري الجناح، وقال: "هناك ثلاثة أنواع من الإتهامات، أولا إيران الرسمية إتهمت إسرائيل، حزب الله حتى الآن لم يصدر عنه أي إتهام مباشر، والصحافة التي تدور في فلك الحزب تتهم السعودية، وبالتالي أنا أعتقد بعد هذا التفجير الضخم الذي حصل من المبكر الإجابة عن هذا الموضوع، والمملكة العربية السعودية ليست دولة إرهابية، والإستهداف حصل ضد سفارة إيران في لبنان، أي أن المصالح الإيرانية في العالم وضعت كأهداف من بعض المجموعات المتطرفة، وبالتالي من المبكر أيضا أن يقال هذا هو المتهم وهذا هو رد الفعل على الاتهام".

 

الصيغة "الانتحارية" تضع المواجهة الامنية الرسمية خارج الخدمة

القضاء يطلب كاميرات السفارة والاعلى للدفـاع يقوّم الوضــع

هاجس الفتنة يحجب الاتهامات المذهبية في ضوء التقدم الاقليمي

المركزية- كل التصريحات السياسية وبيانات الادانة والاستنكار بدت مستهلكة وممجوجة امام حاجة اللبنانيين الملحة لأمن مفقود تعجز السلطات السياسية والعسكرية عن ارسائه، ما دامت القوى السياسية هي التي اوصلت البلاد الى ما وصلت اليه اليوم وبدأت تجني نتاج ما اقترفته اياديها من تورط في وحول الازمة السورية عوض النأي بالنفس وصون مصالح الوطن.

وكل وجوه الاستنفار السياسي والامني غير المسبوق لاستدراك الوضع الكارثي الذي دُفع اليه لبنان عنوة، تبقى عصية امام الوجه المتجدد للتفجيرات الانتحارية الذي يبدو حل محل السيارات المفخخة والعبوات الناسفة، فارضا نفسه عنصرا ضاغطا على "كل من يعنيهم الامر" وحوّل اللبنانيين اسرى هواجسهم المشروعة بفعل انتقال لبنان من مرحلة استخدامه صندوق بريد لتبادل الرسائل الى محطة للمواجهة المباشرة المفتوحة على شتى انواع المخاطر الانتحارية.

الحوار: واذا كانت المواجهة بين الجهات الاقليمية اتخذت من لبنان ساحة مباشرة لتصفية الحسابات دمويا، فان منسوب القلق والخوف الذي بلغ اعلى درجاته محليا ودوليا دفع بشريحة واسعة من اللبنانيين القلقين على مصيرهم ومستقبلهم الى مناشدة القوى السياسية اللبنانية العودة الى الحوار وتجنيب لبنان اتون النار السوري الذي كان تمكن حتى ما قبل يوم امس من عدم دخوله بفعل سياسة النأي بالنفس وتحييد البلاد عن مفاعيله، غير ان مضي البعض في خرق هذه السياسة وتجاهل قرار السلطات الرسمية لا يحمل على الكثير من التفاؤل، حتى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري ذهب في لقاء الاربعاء النيابي الى التحذير من المخطط الاجرامي الهادف الى عرقنة لبنان، داعيا جميع الافرقاء الى التحلي بالمسؤولية العالية، ومؤكدا ان الحوار هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

سقوط الهيكل: واكدت اوساط سياسية مراقبة ان سياسة الدولة الرسمية ازاء ازمة سوريا هي الاسلم، بعدما اثبتت التطورات ان المضي في التورط اللبناني في الحرب السورية سيربط الساحتين ببعضهما البعض بما يجعل فك الترابط عصيا على كل الجهود. ودعت الجميع الى التلاقي في هيئة الحوار والعمل على تسهيل تشكيل الحكومة في اسرع وقت وعودة جميع الاطراف اللبنانيين من سوريا لحماية استقرار لبنان والا فان العواقب ستكون وخيمة وسيسقط الهيكل على كل من فيه.

الكاميرات: وفي وقت بقيت منطقة التفجير قرب السفارة الايرانية معزولة امنيا، استمرت عمليات المسح وجمع الادلة والاشلاء كما التحقيقات، وتمكن عناصر الادلة الجنائية من اخذ عينات من جثتي الانتحاريين لاخضاعها لفحوص الـDNA بعدما كانت كاميرات السفارة التقطت صورهما قبل التفجير، الا ان مصادر مطلعة اكدت لـ"المركزية" ان اشرطة الفيديو التي سجلتها كاميرات السفارة لم تسلم الى الاجهزة القضائية المختصة ولا زالت في حوذة اجهزة السفارة الامنية، علما ان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر وجه كتابا للسفارة لتزويد المحققين بأفلام كاميرات المراقبة.

الاعلى للدفاع: ومواكبة للتطورات يرأس رئيس الجهورية العماد ميشال سليمان، الذي دعا الى تكثيف الجهود والتحريات والتحقيقات لكشف الفاعلين، جلسة للمجلس الاعلى للدفاع في الرابعة عصرا لمناقشة الوضع الامني.

تطور المعركة: وفي السياق ربطت مصادر دبلوماسية التفجير الانتحاري بتطور المعركة في سوريا والتحضيرات الجارية لمؤتمر جنيف 2، معتبرة انه شكل رسالة للجانب الايراني ذلك ان ما يحصل ميدانيا في القلمون يهيء الاجواء للمعركة الحاسمة التي تفرملها روسيا وايران ويدفع نحوها النظام السوري لتعويم موقعه وتحصين اوضاعه قبل الانتقال الى المفاوضات متحدثة عن ان النظام يعتمد سياسة القضم الممنهج عبر السيطرة على الجيوب في معركة القلمون. الا ان الخطورة تكمن في رأي المصادر بالتلاصق الجغرافي لهذه المنطقة مع الحدود اللبنانية وتحديدا عرسال برمزيتها بما يخشى معه ان تستجر معركة القلمون تفجيرا للصراع المذهبي السني – الشيعي في الداخل اللبناني وتشعل الفتنة.

وتوقفت المصادر عند ثلاث محطات اساسية في انفجار امس، الاولى: رد الفعل الايراني الذي سارع الى توجيه اصابع الاتهام لاسرائيل متحاشيا اثارة ما قد يؤجج لهيب النعرات المذهبية، ذلك ان دعم ايران للنظام السوري سياسي وليس مذهبيا، والثانية رد فعل حزب الله الذي لم يصدر بيانا بعد التفجير واكتفى بعض نوابه باتهام العدد الصهيوني من دون سوق الاتهام الى التكفيريين، اما المحطة الثالثة فمسارعة بعض القوى غير الاساسية المنضوية تحت لواء 8 اذار الى اتهام المملكة العربية السعودية بالوقوف وراء العملية.

واعتبرت المصادر ان الامور تبدو متجهة نحو واحد من خيارين اما الدفع في اتجاه التقارب السعودي – الايراني بما يعبد طرق الحل وبنفس اجواء التشنج والاحتقان في الشارع الاسلامي او توسع الهوة التي تعبر عنها بعض المواقف المتشددة ازاء مفاوضات جنيف. الا انها اعربت عن اعتقادها ان ما جرى لن يكون بداية للمواجهات بل مجرد تحصين مواقع قبل بلوغ مرحلة المفاوضات الدولية المباشرة، خصوصا ان روسيا تحاول من خلال دعوة النظام والمعارضة للتفاوض على ارضها الى تهيئة المناخات المناسبة لمؤتمر جنيف- 2 الذي تبذل كل جهودها من اجل عقده في العام الجاري.

ايران: وليس بعيدا اكد مساعد وزير الخارجية الايراني لشؤون المنطقة العربية وافريقيا حسين امير عبد اللهيان ان أمن لبنان من أمن ايران، مشددا بعد جولة على الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي وتمام سلام على عدم السماح بأي شكل للقوى الارهابية التكفيرية المتطرفة المسيّرة من قبل الكيان الصهيوني، ان تمد يدها الاجرامية وتعبث مرة اخرى بأمن ومقدرات كل الدول الصديقة والحليفة وفي طليعتها لبنان.

14 اذار: الى ذلك، حملت الامانة العامة لقوى 14 اذار "سياسة ايران التدخلية في سوريا مسؤولية الارهاب المضاد على ارض لبنان. واعتبرت ان الفريق الذي يتفرد باقحام لبنان بمغامرات غب الطلب لن يستطيع رسم حدودها وردود الافعال عليها، مشيرة الى ان الاستعلاء على لبنان واعتباره تفصيلا في خريطة طريق الامبراطورية الفارسية لن يؤدي الا الى خراب الوطن".

الى 18 كانون: على خط آخر، وللمرة الثامنة على التوالي وللاسباب نفسها منذ الارجاء الاول، طارت الجلسة التشريعية العامة الى 18 كانون الاول المقبل بعدما لم يكتمل النصاب، واعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الموعد الجديد بجدول الاعمال ذاته.

 

فتفت: لتحييد لبنان عما يجري في المنطقة

وطنية - أكد عضو "كتلة المستقبل" النائب أحمد فتفت في حديث الى قناة "الجديد" اليوم رفض فريقه التطرف، مشيرا الى أن "فريقه يدين الاسلوب السياسي الذي اوصلنا الى هنا". وقال :"إن موقف تيار المستقبل واضح من خلال البيان الذي صدر عن الكتلة بإدانة الارهاب. نحن ندين كل أشكال الإرهاب واستعمال العنف في السياسة، ونحن عانينا كثيرا من الارهاب سابقا. منذ سنوات ننبه، ولكن لا يوجد فريق سياسي مستعد لفهم هذا الكلام بل ينظر الى أجندته السياسية ولا ينظر إلى الواقع السياسي في البلد". وعن اتهام دول خليجية بما يحصل، قال فتفت :"صدر كلام مخز جدا في الاعلام، فالمملكة العربية السعودية كانت أول من حارب تنظيم القاعدة وانتصر عليها، اذا، هذه التهمة مردودة، عندما وصل الارهاب الى لبنان من خلال فتح الاسلام وغيره ساندت المملكة السعودية الحكومة اللبنانية للقضاء على الارهاب". وشدد على أن "من له مصلحة بما يحصل هي الأطراف التي تدفع باتجاه التطرف لتبرر وجودها وسلاحها غير الشرعي، من يهاجم الاعتدال السني والمعتدلين. ما حصل خلال هذه المرحلة يبين أن القاعدة ليست بحاجة لرعاية معينة وأنها قادرة على معالجة شؤونها عندما نحدث لها الفراغ السياسي". أضاف :"إذا لم نحيد لبنان عما يجري في المنطقة بأسرع وقت ممكن وإذا لم يتم الكف عن التدخل في شؤون المنطقة الأمنية، بالتأكيد نحن نجر الويلات على لبنان". وقال ردا على سؤال :"نحن قدمنا أمس التعازي للسفارة الايرانية وبالتأكيد سيكون هناك مشاركة في التعزية على الرغم من عتبنا على السفارة الايرانية التي لم تدن التفجيرات التي حصلت في طرابلس ودانت فقط اغتيال الشيخ سعد الدين غية".

 

ريفي لـ "الوطن" السعودية: التدخل في الأزمة السورية يشكل ضوءا أخضر لاشتعال "جبهة النار" في الأراضي اللبنانية

اعتبر المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي أن التدخل في الأزمة السورية يشكل ضوءا أخضر لاشتعال "جبهة النار" في الأراضي اللبنانية. وفي حديث إلى "الوطن" السعودية، لفت ريفي الى انه "لا يمكننا فتح باب الجهاد، وفي نفس الوقت لا نتوقع فتح باب جهاد مضاد"، محذرا من مغبة "عرقنة" لبنان.

 

أمانة 14 آذار: الفريق الذي يتفرّد بإقحام لبنان في مغامرات "غب الطلب" لن يستطيع رسم حدودها وردود الأفعال عليها

في الذكرى السابعة لاستشهاد الشيخ بيار أمين الجميّل، استعادت الأمانة العامة المواقف الوطنية التي استشهد من أجلها وأكّدت على متابعة المسيرة. وقالت في بيان أذاعه الدكتور فارس سعيد: صُدم لبنان البارحة بالتفجير الذي استهدف سفارة إيران في بيروت وأودى بأبرياء. تستنكر الأمانة العامة بأشد العبارات هذا الإعتداء الآثم الذي يعبّر عن عقل إرهابي. وهي تُدين كلّ اشكال العنف والإرهاب أياً كان مصدرها في أيّ مكانٍ من لبنان، خاصةً أن الإرهاب يصيب الأبرياء ويزعزع كيان الدولة. إن حلقة العنف والإرهاب التي أطلّت برأسها بعد اندلاع الثورة السورية وكذلك إقحام "حزب الله" نفسه في القتال الدائر داخل سوريا بإرادة إيرانية صريحة، فضلاً عن إصرار النظام الأسدي على تفجير لبنان نهجاً وممارسةً، وصلت بالأمس إلى منطقة الغبيري – الجناح ووضعت لبنان مجدّداً أمام نتيجة واحدة هي أن يدفع لبنان ثمن سياسة أيران التدخُّلية في سوريا، وغير البعيدة عن الإرهاب بقتالها إلى جانب النظام المجرم، والتي استدعت إرهاباً مضاداً على أرض لبنان هذه المرة. ومن هذا المنطلق تؤكّد الأمانة العامة لقوى 14 آذار على النقاط التالية:

1- إن الفريق الذي يتفرّد بإقحام لبنان في مغامرات "غب الطلب" لن يستطيع رسم حدودها وردود الأفعال عليها.

2- إن الإستعلاء على لبنان واعتباره تفصيلاً في خارطة طريق الإمبراطورية الفارسية لن يؤدّي إلاّ إلى خراب الوطن لحساب مصالحَ إقليمية لا طاقة لنا بها.

3- إن المخرج الوحيد من هذه المأساة الطويلة والمؤلمة، ومن أجل تجنيب اللبنانيين الأبرياء دفع الثمن تلو الآخر ومنذ زمن طويل، يكمن في عودة "حزب الله" إلى كنف الدولة وإلغاء دويلته لحساب الوطن، فضلاً عن وجوب قيام الدولة اللبنانية بواجباتها التي هي مبرّر وجودها.

عضو كتلة المستقبل النائب غازي يوسف: التكفيريون أُخرجوا من سجون النظام السوري وهم عملاء له

أكد عضو كتلة المستقبل النائب غازي يوسف أننا 'لم نرد يوما أن تأتي ساحة القتال الى لبنان وكنا أول السياسيين الذين دعوا حزب الله الى ترك الساحة السورية حتى لا يحصل ما حصل بالأمس، مطلبنا كان تحييد لبنان عن هذا الصراع”. ورأى في حديث لإذاعة 'الشرق” أن 'الأزمة السورية التي تزداد تعقيدا ترتد سلبا، وعلينا كلبنانيين مواجهة التحديات الموجودة جراء الأعداد الهائلة للنازحين السوريين، وكل ذلك تفاقم مع تدخل حزب الله العسكري في سوريا. لذا نطالب مجددا حزب الله بالإنسحاب من سوريا وأن يعود بشروط لبنان الى لبنان. نحن نرحب بأي حوار يناقش المشكلة الأساسية وليس تشكيل الحكومة الجديدة لأن الكيان اللبناني في خطر”.

وعما إذا كنا أمام مرحلة تفجير سفارات على غرار ما شهده لبنان في الثمانينات؟ أجاب:” هذا القمقم قد فتح ولا ندري متى سيكون التفجير التالي، البارحة استهدفت السفارة الإيرانية حيث دفع الثمن العديد من الشهداء ولبنان يدفع ثمن ما يحدث في سوريا”، لافتا الى 'وجود تحريض من قبل قوى 8 آذار حيث لديهم فكرة ملتوية بأن هناك دولا عربية وخاصة المملكة العربية السعودية كانت وراء هذا التفجير، إن هذا التحريض ضد المملكة قد يجعل سفارتها في خطر”. وأوضح أن 'هؤلاء الذين تطلق عليهم تسمية التكفيريين أخرجوا من السجون السورية وهم عملاء لدى النظام السوري الحالي ولا أستبعد أن من قام بهذا التفجير هي قوى تابعة للنظام السوري”، لافتا الى 'ما فعله شاكر العبسي حيث أدت مواجهته الى استشهاد العديد من عناصر الجيش اللبناني”، واصفا النظام السوري بأنه 'لا يتورع عن استعمال كل الوسائل الإرهابية التي لديه لأنه يعيش على عمليات إرهابية”.

 

عضو كتلة 'المستقبل” النائب عمار حوري: 'حزب الله” قدّم بطاقات دعوة للآخرين للدخول إلى لبنان

 رأى عضو كتلة 'المستقبل” النائب عمار حوري ان الحل للازمة اللبنانية يكمن بإعادة تحييد لبنان عن صراعات المنطقة وانسحاب 'حزب الله” من سوريا فورا. وقال في حديث الى اذاعة 'صوت لبنان” (100.5): 'منذ اللحظة التي ورّط 'حزب الله” نفسه وورط اللبنانيين معه في المستنقع السوري، مستنقع الدم، فتح الابواب على لهيب الازمة السورية، وقدّم بطاقات دعوة للآخرين الى الدخول إلى لبنان وتبادل الارهاب والجرائم المستنكرة، واللبنانيون دائما من يدفع الثمن”. واضاف حوري: 'على الرغم من كل المكابرة التي يكابرها 'حزب الله”، وعلى الرغم من كل النفاق الذي يتلقاه 'حزب الله 'من بعض حلفائه، وعلى الرغم من كل هذا الهروب الى الامام، الحل هو بلبننة هذه الصراعات والخلافات السياسية إلى داخل لبنان، كفانا اغراقا للبنان واللبنانيين بهذه الدماء وبتعقيدات الآخرين”. وختم حوري مشدداً على ان 'أهم مبادرة يمكن ان تأتي من إيران هي باتخاذ قرار بوقف تدخلها في سوريا وبلبنان، وبهذه الطريقة تكون تقدم خدمة جليلة للمنطقة وحتى لحلفائها في المنطقة، وبذلك تعود الامور الى وضع افضل بكثير مما هي عليه اليوم

 

جعجع: نواب كسروان تركوا ابناءها فريسة الركود

إستقبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وفدا من أهالي بلدة المرادية - فتوح كسروان شكر له المساهمة التي قدمها الحزب لإعادة تأهيل الطريق العام الذي يربط البلدة ببلدتي يحشوش وبزحل، وذلك في حضور مرشح القوات في كسروان - الفتوح شوقي الدكاش ورئيس تحرير إذاعة "لبنان الحر" أنطوان مراد ومنسق كسروان الفتوح الدكتور جوزيف خليل وأمين سر المنطقة ناجي يحشوشي. وقد انضم إلى الوفد عدد من أهالي بلدة بزحل تقدمه منسق قطاع جرد الفتوح ناجي جرمانوس. واستغرب جعجع خلال اللقاء "الإهمال المزمن الذي تعانيه منطقة فتوح - كسروان والتمييز بينها وبين مناطق أخرى مجاورة"، لافتا إلى "غياب نواب كسروان الفتوح عن ملاحقة مطالب المنطقة وهمومها وترك أبنائها فريسة الركود والنزوح في غياب أي مشاريع حيوية وبنى تحتية مناسبة". وأشار إلى أن "الخدمات العامة لا الخاصة هي المطلوبة أولا، لأنها تشمل الجميع بإيجابياتها"، مؤكدا "الاستعداد للمساعدة ضمن الإمكانات المتاحة" ومشددا على "الدور الأساسي للدولة". ودعا الأهالي إلى "ملاحقة مطالبهم بإصرار لدى المراجع المعنية لا سيما في ظل الفساد المستشري وعدم الالتفات بالحد الأدنى إلى القضايا الإنمائية والمعيشية، وبخاصة في عهد الحكومة الحالية قبل الاستقالة وبعدها".

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب معين المرعبي: "حزب الله" يسعى الى عرقنة الوضع الداخلي والتدخل في سوريا سينقل الأحداث الى لبنان

أسف عضو كتلة "المستقبل" النائب معين المرعبي للضحايا الأبرياء الذين سقطوا بالأمس في الإنفجار في منطقة الجناح، مديناً ومستنكراً أشد الإستنكار أي عملية تفجير، معتبراً ان مثل هذه الأعمال لا تمت بصلة الى أي دين كان. وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، دعا الى سؤال "حزب الله" المعني مباشرة بما يحصل من عصبية طائفية او مذهبية، خصوصاً وانه يخوض المعارك ضد أطراف معينة في سوريا. وذكر أننا منذ اللحظة الأولى لتدخّل "حزب الله" في سوريا حذرنا من أن الأمر سيرتدّ سلباً على لبنان ككل، وبالتالي يسعى "حزب الله" الى عرقنة الوضع الداخلي. : قلنا هذا الكلام منذ العام 2011 وحذرنا من تداعياته، ولذلك طالبنا بانتشار الجيش عند الحدود لمنع تسلّل أي طرف أكان مع المعارضة او مع النظام، لمنع اي تدخّل يحصل في الشأن السوري وبالتالي منع التداعيات عن لبنان. ودعا المرعبي المرتبطين بولاية الفقيه والأصوليات المتورّطين بأعمال التفجير وبالأعمال الإرهابية للإجابة عما إذا كان ما يقومون به يخلق بيئة حاضنة للتطرّف الديني او المذهبي. ورداً على سؤال، أجاب المرعبي، لا أحد يعلم ما الذي يرتكبه "حزب الله" في سوريا، فهو دخل الى سوريا تحت شعار حماية مقام السيدة زينب والقرى الشيعية وكأنه يأبه لأمر القرى السنية أو المسيحية، وذلك رغم اعتراض طائفة معينة على أدائه. واضاف: لا ندري الى أي حدّ وصل تورّط "حزب الله" الطائفي والمذهبي في سوريا. وتابع: ما حذّرنا منه يحصل اليوم، حيث "حزب الله" يقوم بشتى الأعمال العسكرية على الساحة السورية. هذا السياق أبدى المرعبي خشيته من عرقنة لبنان، قائلاً: هذا ما كنّا قد حذرنا منه سابقاً نتيجة تدخّل "حزب الله" في سوريا، وبالتالي استغلال ما يحصل في سوريا واستجلاب ما يحصل الى لبنان. وختم: تدخّل "حزب الله" في سوريا سينقل الأحداث الى لبنان.

 

الشيخ سراج الدين زريقات والدته شيعية من ال المقداد

انشغلت الاوساط السياسية والدينية بعد التفجيرين في بئر حسن واستهداف السفارة الايرانية امس، باعلان الشيخ سراج الدين زريقات على حسابه عبر "تويتر" ان " كتائب عبدالله عزام " التابعة لـ "القاعدة" تتبنى المسؤولية عن الانفجارين . وسبق لمخابرات الجيش ان اوقفته وجرى اطلاقه في ما بعد بعد تدخل من دار الفتوى. هذا الشيخ- اللغز الذي "طلق" دار الفتوى بعدما تخرج من كلية الازهر في بيروت وحصل على اجازة في الشريعة ، وكان يحظى برعاية خاصة من المشرفين على الدار وهو خطيب مفوه وجرى تكليفه بامامة الصلاة في عدد من مساجد العاصمة. وبعد احداث ايار 2007 في بيروت اخذ يوجه نقدا لاذعاً الى " حزب الله" والطائفة الشيعية . ويتحدث عارفوه في تلك الاثناء انه اخذ يميل في افكاره الى السلفيين ولم يعد يلتزم بقواعد دار الفتوى وخلع ربطة العنق. وتقول المعلومات نقلاً عن مشايخ رافقوه ان "ثمة جهة استدرجت الشيخ زريقات الى مشروعها القريب من خط القاعدة ونهجها واستغلته للقيام بهذا الدور الذي ينفذه لمصلحة كتائب عبدالله عزام". وزريقات من اصول عائلة بيروتية ونشأ في وسط اسرة فقيرة ويعمل والده على في حقل دهان المنازل، ووالدته شيعية من احدى بلدات البقاع وتدعى ابتسام المقداد وكانت تقيم قبل اعوام في محلة الرمل العالي على طريق المطار. وزريقات شاب في العشرينات متزوج من سيديتين وسبق له ان طلق الاولى ثم تزوجها ثانية وعمل جاهداً لتحسين وضعه المادي من خلال فتحه محل لبيع الاسطوانات الدينية. اطلالة زريقات عبر " تويتر" اثبتت للبنانيين ان "القاعدة" اصبحت في ربوعهم غير العامرة. المصدر : النهار

 

وفد من "حركة الاستقلال" زار حرب وشمعون وزيادة ودعاهم للمشاركة بذكرى استشهاد الرئيس معوض

وطنية - زار وفد من "حركة الاستقلال" ضم عبدالله معوض وانطوان ابراهيم موفدين من رئيس الحركة ميشال معوض، كلا من النائب بطرس حرب ورئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون من اجل دعوتهما للمشاركة في الذكرى ال24 لاستشهاد الرئيس رينه معوض ورفاقه والتي ستقام، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، يوم الجمعة 29 الحالي، في مركز اميل لحود للثقافة والمؤتمرات - ضبيه. كما زار الوفد وللغاية نفسها مركز "حركة التجدد الديموقراطي" في سن الفيل حيث استقبله رئيس الحركة النائب السابق كميل زيادة وامين السر الدكتور انطوان حداد.

 

نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم: لنقف صفا واحدا في وجه الإرهاب مهما تكن خلافاتنا السياسية

وطنية - أكد نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في مداخلة عبر أثير "إذاعة النور" أن "التفجير الإرهابي الذي ضرب قرب السفارة الإيرانية في بيروت هو تفجير موصوف لتلك الأيدي اللئيمة والمجرمة التي تعبر عن المنهج التفكيري الإسرائيلي". وقال: "نحن نعلم أن هؤلاء يعيشون على الفوضى وضرب الاستقرار، ولذا يمكننا القول إن الهدف الذي تواجهه المنطقة منذ سنوات عدة هو وجود جماعة ومحور يتماهى بين اسرائيل والتكفيريين، وتدعمه أميركا بشكل مباشر، ويعتمد الارهاب من اجل ان يحقق هدفا مركزيا هو ضرب الاستقرار وتعميم الفوضى، لأنهم لا يعيشون الا داخل الفوضى ولا تعيش اسرائيل الا اذا كانت المنطقة ملتهبة وهي تتفرج عليها وتساهم في اشعالها". وشدد على أن "ما حصل جزء لا يتجزأ من مسار إرهابي يطال الجميع ولا يختص بفريق دون آخر، وواهم من يعتبر أنه في منأى عن العدو الموجود على الأرض اللبنانية أو في المنطقة، لأن هذا الإتجاه الارهابي يرفض الجميع"، داعيا الى "التماسك والوقوف صفا واحدا في وجه هذا الارهاب مهما تكن خلافاتنا السياسية، ولنناقش هذه الخلافات بموضوعية في مجالها ولا نرد الأمور إلى أسباب واهية".

وأضاف: "الكل يعلم أن الازمة في المنطقة محورها المركزي اسرائيل، وان ما يجري في سوريا ليس قضايا مطلبية وإنما محاولة أميركية اسرائيلية لضرب المقاومة من الخاصرة السورية، إضافة الى ذلك هناك التكفيريون الذين وجدوا متنفسا مساعدا من خلال أميركا واسرائيل ليقوموا بالتخريب وليحققوا بعضا من مشروعهم في نشر الفوضى والارهاب والاستبداد، لأنهم لا يؤمنون بغيرهم على الاطلاق كائنا من كان، سنيا ام شيعيا ام عروبيا ام مسيحيا أم ما شابه". وأكد "أننا ما زلنا قادرين على معالجة الأمور والتلاقي قبل أن تتفاقم أكثر، وحل هذه المواجهة يبدأ سياسيا، وبعد ذلك تكون الخطوات الأخرى التي هي خطوات امنية عسكرية تقوم بها السلطات المختصة، اضافة الى محاولة تهدئة الساحة وإراحتها من بث السموم المذهبية والطائفية التي تترك فرصة ملائمة لينمو هؤلاء كطفيليات في إطار المجتمع الذي نعيشه".

وردا على سؤال عن تحميل "حزب الله" مسؤولية ما جرى نتيجة دوره في سوريا، اعتبر ان "مثل هذا الكلام سخافة موصوفة، لأن حزب الله هو دائما في موقع الدفاع ولم يكن يوما في موقع الهجوم أمام المشروع الإسرائيلي وتداعياته في المنطقة. ونحن في مشروعنا ندافع عن المقاومة ومحور المقاومة، ولا نحاول أن ندخل ساحات الآخرين ولا نتدخل فيها، هؤلاء الذين يحاولون أن يصرفوا النظر لتبرير التعطيل وتبرير انخراط دول إقليمية يتبعون لها في المشروع الآثم لتدمير سوريا او المنطقة، يخطئون كثيرا في إعطاء تبرير لهذه المجموعات الارهابية". وإذ اعتبر قاسم أن "الاستهداف المباشر للسفارة الإيرانية يكتسب عنوانا خاصا بأن ايران من ضمن المحور الذي يحملونه مسؤولية إعادة الامور الى نصابها ومحاولة استعادة المنطقة لاستقلالها وشرفها ومقاومتها"، رأى أن "الاستهداف شامل لكل أقسام هذا المحور". وتوجه الى "جمهور المقاومة وكل الجمهور الشريف المؤيد والمناصر وكل صاحب ضمير حي كائنا من كان موقعه"، بالتأكيد أن "هذا العمل الإرهابي لن يثنينا عن مسارنا، وسنبقى صامدين وأقوياء وجاهزين لكل التحديات مهما كبرت، علينا ان نكون واثقين تماما بنصر الله تعالى الذي يكون قريبا إن شاء الله تعالى في كل الميادين التي نخوضها، ولكن لا بد من آلام أثناء المسير في الطريق". واعتبر أن "مثل هذه التفجيرات قد تتكرر رغم كل الاحتياطات الأمنية التي تتخذها الجهات المعنية والعمل المضني الذي تتحرك به هذه الجهات من أجل كشف الفاعلين أو منعهم وقائيا من القيام ببعض الأعمال. علينا أن نتوقع ان تحصل مثل هذه الامور، ولكن مع اليقظة من ناحية والمتابعة من ناحية أخرى، والتصميم والثقة بالله تعالى من ناحية ثالثة، نستطيع أن نفوت الفرصة على ان تحقق هذه الاعمال اهدافها، ونأمل ألا تتكرر ونكون قادرين على منعها الى الحد الأقصى الممكن". وردا على سؤال عن احتمال تحول لبنان الى العرقنة، اعتبر قاسم "أننا لسنا الآن في وارد ان يكون لبنان مثل العراق. الأمور مختلفة، وما زلنا في بداية الطريق، وعلى شركائنا في البلد أن يتعاونوا على المستوى السياسي لتضييق الهوة لكي لا تترك الفرصة لهؤلاء ان يلعبوا في الوقت الضائع، وكي نقطع الطريق على أن يتحول لبنان الى عراق آخر، ما زلنا في بداية الطريق ويمكننا أن نعالج إذا توافرت الإرادة الصحيحة".

 

عون استقبل زاسيبكين ووفدا من سوريا وديع الخازن: نخشى التحول الى حالة عراقية تستهدف الآمنين

وطنية - استقبل رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون صباح اليوم في دارته في الرابية، وفدا من سوريا برئاسة الدكتور ياسر صافي. وشكر له الوفد "مواقفه الإيجابية من سوريا وشعبها". كذلك التقى رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، وتداولا الاوضاع العامة ولا سيما منها الوضع الامني بعد التفجيرين أمس في بئر حسن. بعد اللقاء قال الخازن: "لقد تناول الاجتماع التطورات السياسية الايجابية التي فتح فيها التيار الوطني الحر قنواته مع جميع الأفرقاء، بدءا من تيار المستقبل مرورا بكتلة النائب وليد جنبلاط والكتائب اللبنانية، والتي أخذت تبشر بمرحلة سياسية منفتحة، متجاوبة مع متطلبات المرحلة الخطيرة التي رأينا تداعياتها أمس في الانفجار الانتحاري الارهابي في موقع السفارة الايرانية. وقد وصف العماد عون هذا النمط الانتحاري الجديد بأنه أسوأ أسلوب تعتمده الجهات المتطرفة ومن يقف خلفها من قوى خارجية ليست بعيدة عن الاصابع الاسرائيلية. وكان الرأي متفقا على وقف الحملات التي يتقاذف فيها الافرقاء الاتهامات بتعطيل تشكيل الحكومة، احتراما لدم الابرياء المراق على طرق الانفجارات التي تحمل رسائل دموية وشعارات تستهدف روح التعايش بين الديانات والثقافات والحضارات في سوريا ولبنان". وأضاف الخازن: "ان مثل هذه العمليات الارهابية يؤكد رؤية العماد عون لمخاطر النزعة المذهبية التي حذر منها مرارا، والتي تحركها طوابير الموت المستوردة من الخارج، وتحاول تعميمها على لبنان في استهداف واضح لوحدته التي تشكل صمام أمان للسلم الاهلي. وأخشى ما نخشاه أن تحاول العناصر الارهابية تحويل الحالة اللبنانية الى حالة عراقية تستهدف الآمنين في منازلهم ومراكز عملهم". ورأى أن "ما جرى بالامس يعزز المطالبة السريعة بتأليف حكومة جديدة تتولى اتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة الفتنة التي يراد للبنان أن يزج بها، والتلاعب من خلالها بالوضع الداخلي". واستقبل عون أيضا السفير الروسي الكسندر زاسيبكين، في حضور الوزير جبران باسيل. واستبقاه الى مائدة الغداء. ولم يشأ السفير الإدلاء بأي تصريح.

 

"اليسوعيـة" ساحة انتخابية بيـن "8 و14 آذار" غداً/القواتي نديم يزبك: "القوات" و"حزب الله" وجهاً لوجه في "هوفلان"/العوني انطوان سعيد: معركة طـاحنة وأيدينـا ممـدوة للجميع

المركزية- في الظاهر، تشهد الجامعة اليسوعية بكلياتها المنتشرة على الاراضي اللبناني كافة، انتخابات طالبية غداً. الا انها في الباطن، انتخابات سياسية بامتياز، يتواجه فيها كما في كل مفاصل الحياة السياسة اللبنانية، فريقا 8 و14 آذار، حيث تخوض "القوات اللبنانية" ومعها "الكتائب اللبنانية" و"تيار المستقبل" المعركة، في مقابل تحالف "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" و"حركة امل" و"تيار المردة" والقوميين.

يزبك: رئيس مصلحة الطلاب في "القوات اللبنانية" نديم يزبك اوضح لـ"المركزية" ان "الكليات المنتشرة في البقاع والجنوب والشمال، صغيرة نسبيا، وتركيز "القوات" الرئيسي على معركة كلية الهندسة في حرم العلوم والتكنولوجيا، وعلى كلية ادارة الاعمال وفي حرم العلوم الاجتماعية في هوفلان، اذ هما الاكبر من حيث عدد الطلاب، وتدور فيهما معارك سياسية مباشرة، ومن يفوز بهما يكون انتصاره كامل في "اليسوعية". فالفوز في انتخابات اليسوعية يحمل الكثير من الالتباسات. هدفنا نحن ان نفوز في اكبر عدد من اعضاء الهيئات الطالبية في جميع الكليات على "8 آذار"، وان نفوز برئيس واعضاء الهيئتين في "الهندسة" و"ادارة الاعمال"، اكبر كليتين في اليسوعية. وهكذا نكون حققنا انتصاراً كاملا".

وعمّن يرجّح ان يكون الفائز في هاتين الكليتين، قال "نعلم ما هي النتيجة، لكننا نتكتم عن اعلانها حتى صدورها عن ادارة الجامعة".

وتابع يزبك "القواعد الشعبية الضعيفة للتيار الوطني الحر في هوفلان، وضعت "حزب الله" و"القوات" وجها لوجه في "اليسوعية"، كما هي في الحياة السياسية ايضاً. فنحن و"حزب الله" لا نلتقي على شيء، نحن نتجه نحو الحرية والسيادة والاستقلال، بينما يميل الحزب نحو عدم الاعتراف بالكيان اللبناني، ويتجهون نحو الامة الاسلامية، هو صراع بين رؤيتين نقيضتين للبنان، يتظهّر ايضاً في الجامعات".

واشار الى وجود ثقل لـ "حزب الله" في كلية الهندسة، وهو يشكّل رافعة للتيار في الكلية، كما في "ادارة الاعمال"، لكننا هذا العام سنحقق ارقاما افضل تساهم في فوزنا".

وعن اعتبار البعض ان الانتخابات الطالبية لا تقدم ولا تؤخر اليوم، اجاب يزبك "ان تحدثنا بهذا المنطق، فلا اهمية ايضا للمجلس النيابي، لانه معطّل على سبيل المثال، لكننا لا ننظر الى الامور هكذا. نحن نغوص في اللعبة السياسة اللبنانية حتى النهاية، ولا ننأى بأنفسنا ونبتعد، وكل معركة يمكن ان تظهر ارجحية لـ14 آذار لا يجب ان نقصر في خوضها، خصوصاً على صعيد الشباب، فمن ينتصر في معركة الشباب، ينتصر بمعركة لبنان الغد، انتخاباتنا قد لا تقلب موازين، لكنها ستحدد المستقبل، وهدفنا تحويل الشباب الى بيئة حاضنة لقوى "14 آذار"، فيكون المستقبل لنا، وهذا الامر الاهم".

وختم يزبك "لا شيء اجمل من ان تهاجم "8 آذار" رئيس حزب "القوات" سمير جعجع وتصفه بالعميل وتعتبره طرفا ضعيفا في لبنان، وفي اليوم التالي، يتّجه اليه مئات الشباب الداعمين لخطه ونهجه، للقول له نحن معك".

سعيد: من جهته، توقّع رئيس قطاع الشباب في "التيار الوطني الحر" انطوان سعيد ان "تكون المعركة الانتخابية "طاحنة" كما في انتخابات السنوات الماضية"، لافتاً الى "اننا نخوض المعركة الانتخابية الى جانب قوى "8 آذار" والحزب التقدمي الاشتراكي".

وقال لـ "المركزية" "التيار الوطني الحرّ" هو صمّام الامان في كل المعارك الانتخابية في "اليسوعية" التي تُعتبر رمزية خاصة بالنسبة الينا لاننا نفوز فيها دائماً"، واشار الى 3 عوامل تُساهم في الفوز في الانتخابات: التحالفات السياسية، علاقات الطلاب المرشّحين بزملائهم والخدمات الاكاديمية".

واعلن ان "التيار الحرّ" فاز بالتزكية في كلية طب الاسنان بينما قوى "14 آذار" فازت بالتزكية في كلية الحقوق"، مؤكداً ان "المعركة الانتخابية غداً ستكون مواجهة بين "التيار الوطني الحرّ" و"القوات اللبنانية".

واذ اكد سعيد رداً على سؤال ان "ايدينا ممدودة للجميع للتحالف في الانتخابات الطلابية، حتى من الاحزاب المنضوية في قوى "14 آذار"، استبعد حصول اي "إشكال في الانتخابات غداً لان لا مصلحة لأحد في ذلك".

وفي الختام، دعا سعيد طلاب "الوطني الحرّ" الى ان "يخوضوا الانتخابات غداً بكل ديموقراطية وان يكونوا على قدر المسؤولية وان يبتعدوا عن الاشكالات حتى لو تم استفزازهم لانها معركة للتنافس على خدمة الطلاب"، كاشفاً عن اننا "اذا فزنا في الانتخابات سنزور الرابية لاهداء الانتصار لرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون كما في كل عام".

 

 ندوة لحركة التجدد عن "الطائف والإستقلال والتعددية" حرب: الطائف مع بعض التعديلات يبقى الصيغة الفضلى لإدارة الدولة

وطنية - نظمت حركة "التجدد الديموقراطي" ندوة بعنوان "الطائف" والاستقلال وحماية التعددية، في مقر الحركة في سن الفيل، بمشاركة النائب بطرس حرب والصحافي جهاد الزين وادارها عضو اللجنة التنفيذية للحركة الدكتور حارث سليمان. حضر الندوة النائبان دوري شمعون وهنري الحلو، الوزراء السابقون نايلة معوض، محمد يوسف بيضون والشيخ ميشال الخوري والنواب السابقون صلاح الحركة، جواد بولس، صلاح حنين، رئيس "حركة التجدد الديموقراطي" كميل زيادة وأعضاء اللجنة التنفيذية، رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، والسيدة عبلة نسيب لحود، وحشد من الشخصيات السياسية والفكرية والاقتصادية والاعلامية والاجتماعية. استهلت الندوة بالنشيد الوطني ثم دقيقة صمت عن أرواح شهداء انفجار بئر حسن وكل شهداء لبنان.

زيادة

ثم أعلن زيادة أن "الحركة قررت "اعادة اطلاق برنامج السياسات العامة الذي ترعاه بندوة عنوانها "الطائف والاستقلال وحماية التعددية". وقال: "لماذا؟ لأن الازمة السياسية التي نعيشها تعطل المؤسسات الدستورية والممارسة الديموقراطية. ذلك بفعل سلطة الوصاية ونشوء مواقع نفوذ طوائفية واستفحال لغة القوة والاغتيال، فغاب مفهوم المصلحة الوطنية واستنفرت العصبيات والتطرف. وبدأنا نسمع بطموحات تعديل الصيغة اللبنانية الميثاقية".

ولفت الى أنه "في ذكرى استقلال لبنان هذه السنة، تقفز الى الواجهة مجموعة من الأسئلة الحيوية إن لم نقل المصيرية: معنى الاستقلال والهوية الوطنية في ظل تجاوز الصراعات والاصطفافات والحروب الحدود الوطنية لدول المنطقة، قدرة وشروط الكيان اللبناني، المستقل والموحد على حماية الهوية الثقافية للمجموعات الدينية والاتنية المكونة للبنان في ظل استفحال تلك الصراعات". وسأل: "هل ما زال اتفاق الطائف، كوعاء ميثاقي، صالحا لحماية الاستقلال وإدارة التعددية معا؟".

سليمان

من جهته سأل سليمان: "يطرح عنوان الندوة اشكاليات عدة، فعن اي طائف نتحدث؟". وقال: "عمليا اتفاق الطائف وقعه زعماء التقليد السياسي في مجلس النواب، ليكتشفوا لاحقا ان ما اجازوه للراعي الاقليمي هو تشريع انطلاق عملية تغيير بنيوي في التمثيل السياسي في مختلف الطوائف". ولفت الى أن اعلان بعبدا يشكل "شرطا ضروريا للبحث بامكانية بقاء لبنان الذي نعرفه او تحوله لشيء لا يشبهه بأي حال". وسأل أيضا "اي تعددية مطلوبة اليوم هل هي تعددية الطائف الثنائية اي الاعتراف باقتسام السلطة بين المسلمين والمسيحيين، ام تعددية ثلاثية يجري التلميح اليها وتستجيب لتعاظم قوة "حزب الله" لبنانيا بحيث تصبح السلطة مثالثة سنية- شيعية– مسيحيية، أم تكون مذهبية؟".

حرب

ثم تحدث حرب فتوجه بتحية احترام لذكرى نسيب لحود "الذي شكل ظاهرة استثنائية في الحياة السياسية اللبنانية"، وسرد تاريخ الدولة اللبنانية منذ نشأتها كموئل للحريات، وكملجأ للمضطهدين، وفي ظل دستور وقوانين تصون حرياتهم وخصائصهم، الى الحرب اللبنانية في سنة 1975 والتي استمرت حتى اتفاق الطائف، الذي جاء ليوقف التدمير والاقتتال، ما جعله الوسيلة الضرورية الوحيدة لإخراج لبنان من دائرة العنف واستئناف الحياة الديمقراطية السياسية. وكيف جاءت تطورات المنطقة السياسية لتعاكس مسيرة أستعادة لبنان لسيادته وإستقلاله، فالعراق أحتل الكويت وتعرض بذلك الأمن الدولي للخطر، فكانت الحاجة إلى تغطية العملية العسكرية، فكان لبنان الفدية التي دفعها العالم لسوريا لكي تغطي تلك الحرب. حيث التقت مصالح سوريا بمصالح ايران، فكان حزب الله الذي تولت إيران إنشاءه وتدريبه وتجهيزه وتذخيره وتمويله، ما سمح له السيطرة الفعلية على مجمل الطائفة الشيعية الكريمة، وبالتالي إظهارها كقوة سياسية كبيرة تدين بالولاء للنظام الإيراني على حساب الولاء للبنان". أضاف: "نشأت في لبنان منظومة سياسية وأمنية غريبة عن الهوية الثقافية الوطنية، ومناقضة لمفهوم الشعب الواحد المتعدد الانتماءات الدينية والاتنية التي قام عليها لبنان، ومناقضة للأسس التي قام عليها المجتمع اللبناني، ولا سيما مفهوم الدولة والشرعية والديمقراطية والمواطنية والمشاركة في تقرير مستقبل لبنان، ما حول لبنان، من دولة ديمقراطية ينظم مسارها دستور واحد وقوانين واحدة، إلى صورة لدولة ضعيفة فاقدة الهوية، تسودها شريعة الغاب، تحكمها مافيات من المتسلطين واللصوص على حساب الدستور والقانون ما أدى إلى تعطيل أحكام الدستور وشل الصلاحيات الممنوحة للمؤسسات الدستورية من رئاسة الجمهورية إلى الحكومة رئيسا وأعضاء، وتبعا لذلك، شل مجلس النواب وتعطيل السلطة القضائية، ناهيك عن المؤسسات العسكرية والأمنية والاقتصاد، وصولا إلى حياة اللبنانيين وحرياتهم ولقمة عيشهم، ما أدى إلى تعطيل الدولة وإفقار اللبنانيين ودفع قسم كبير من اللبنانيين إلى الهجرة تفتيشا عن فرصة حياة كريمة آمنة.

وفي المحصلة النهائية سقطت الحياة السياسية الديمقراطية في لبنان، وحل مكانها لغة القوة والتسلط والسلاح والقتل والتفرد والعزل والهيمنة. وبات تشكيل الحكومات في لبنان عملية مستحيلة، إذا لم يباركها حزب الله والقوى السياسية التابعة له، ولا سيما بعد أن قرروا تحويل السلاح، الذي يدعون أنهم يحملونه لمواجهة إعتداءات إسرائيل وتحرير أرض لبنان، إلى صدور اللبنانيين الآخرين لفرض رأيهم وسياستهم عليهم وللسيطرة على المؤسسات الدستورية". وتابع: "أصبحت المعادلة إما القبول بشروطنا أو لن نسمح بتشكيل حكومة. وإما القبول بنا في السلطة بشكل يسمح لنا بتعطيل أي قرار لا نقبل به، أي مع منحنا حق الفيتو، أو سنمنع الدولة من القيام وسنعطل كل المؤسسات. وإما السكوت على كل ما نقوم به، ولو كان يتعارض مع كل المواثيق الوطنية وعلى حساب لبنان، عبر التورط في الصراع الدائر في سوريا إلى جانب النظام في وجه شعبه، أو لن نسمح بقيام الدولة.

إن هذه الممارسة الجديدة، المناقضة لمبادئ تكوين لبنان، دفعت الكثيرين من اللبنانيين إلى التفكير في بدائل ووسائل تسمح لهم بالتحرر من هذه الهيمنة والتسلط، ما يفسر عودة نغمة التسلح والفدرالية والتقسيم إلى الظهور، ما يشكل أرضية عرضة للإنفجار الأمني الكبير في لبنان. فكيف تتمتع دولة لبنان بالاستقلال وهي دولة غائبة مستضعفة لا يدين قسم لا يستهان من أبنائها بالولاء لها. وماذا يتبقى من معنى للهوية الوطنية في ظل التجاوزات التي ترتكبها فئة كبيرة من اللبنانيين وفي ظل الاصطفافات المذهبية والإقليمية على حساب دولة لبنان.

وماذا يحمي أستقلال لبنان ويحصنه، وهو الخارج من معركة الاستقلال الثانية من الوصاية السورية، مضرجا بالدماء الذكية الغالية لكوكبة من قادتنا ورجال الفكر لدينا، يوم يقوم فريق من اللبنانيين بإيعاز إيراني وسوري بالمشاركة في حرب الآخرين المشتعلة في سوريا، ودون الرجوع إلى مؤسسات الدولة الدستورية صاحبة صلاحية القرار، ودون التشاور مع اللبنانيين الذين يتشاركون معهم المصير والحياة والقرار، متكلين في ذلك على تواطؤ بعض تجار السياسة والمناصب والمنافع، وعلى سكوتهم المغلف بمواقف خجولة، تزعم أنها غير موافقة على تدخلهم في الحرب السورية دون أن تبادر إلى مساءلتها أو محاسبتها أو فك حلفها الاستراتيجي معها".

وإذ رأى حرب أنها "أسئلة محرقة محرجة في ذكرى الاستقلال"، قال: "إنها أسئلة لا بد من طرحها، لا لإذكاء الخلاف أو لفض الشراكة الوطنية، لا سمح الله، بل لإيقاظ الضمائر لعلهم يتقون الله ويرحمون الوطن.

نطرح هذه الأسئلة المقلقة لأننا قلقون على غد لبنان. لقد قام لبنان على تعاون أبنائه، على تسامحهم، على قبولهم ببعضهم البعض، بآرائهم المتعددة والمختلفة، بمشاريعهم وأحلامهم وعقائدهم الدينية والسياسية المتنوعة، لكنه قام على مبادئ أساسية لا يجوز التلاعب بها، وهي التصميم على الحياة المشتركة في دولة لبنان المدنية السيدة المستقلة، على أن يكون النظام السياسي الذي يكرسه دستورهم ديمقراطيا برلمانيا، وعلى أن تكون القرارات الوطنية صنيعة الإرادة الوطنية التي تعبر عنها المؤسسات الدستورية المنبثقة من إرادة الشعب، بحيث ليس من سلطة إلا سلطة الدولة التي تبسطها بواسطة أجهزتها الشرعية العسكرية والأمنية.

لقد قام لبنان بتفاهم أبنائه على قيام دولة ديمقراطية يتمثل فيها الجميع ويتشاركون ويتشاورون لإدارة البلاد، يوالون ويعارضون ضمن أطر وأصول الأنظمة الديمقراطية، ويخضعون جميعا لأحكام الدستور والقانون، بحيث لا يعلو أحد منهم، أو أي فئة منهم، على هذا الدستور والقوانين. وكل تصرف مخالف لهذه المبادئ يضرب صيغة لبنان وميثاقه وحياة أبنائه المشتركة ووحدة دولته ومجتمعه".

واردف: "لا أشك لحظة أن الجميع يدركون ذلك، ولا سيما حزب الله وحلفائه. ومن هنا التساؤل حول سبب خروجهم على الميثاق والديمقراطية والانتماء، فإما أنهم خاضعون لإرادات خارجية تملي عليهم ما يخدم مصالحها، وهم غير قادرين على الرفض، ما يشكل مصيبة كبيرة، وإما أنهم يعملون بإرادتهم واقتناعاتهم على ضرب الميثاق الوطني والحياة المشتركة، وعلى إعادة بناء لبنان على أسس تختلف والقيم والمبادئ التي قام عليها، وهذه مصيبة أكبر.

إنهم، في ما يقومون به، يعلنون ولاءهم لدولة إيران لأسباب مذهبية ودينية، كما يعلنون رفضهم للبنان وصيغته ولدستوره ولمؤسساته، ومن هنا رفضهم لأي حكومة لا يملكون فيها الثلث المعطل، الذي يمنحهم حق الفيتو على أي قرار هام لا يوافقون عليه، بالإضافة إلى قرارهم باستعمال القوة في وجه إخوانهم اللبنانيين إذا استدعت الحاجة لمنعهم من ممارسة حقهم وحريتهم في إتخاذ أي قرار يؤثر على مصالحهم.

ولقد استباحوا في سبيل ذلك كل الوسائل، من التهديد إلى تعطيل العدالة، إلى اللجوء للعنف كما جرى في 7 أيار 2008، أو أمام السفارة الإيرانية لقمع تظاهرة إحتجاجا على سياستهم.

إنه من الضروري أن نعلي الصوت لنطلب إلى قوى الأمر الواقع، إلى حزب الله وحلفائه، من المسلمين والمسيحيين، إدراك خطورة ما يقومون به والمسؤوليات التاريخية المترتبة على استمرارهم بسياستهم هذه. إنهم يدمرون لبنان ويضربون وحدة أبنائه، وأن السلاح، الذي يهولون به دوما ويستعملونه في وجه اللبنانيين أحيانا سيؤدي حتما إلى ضرب لبنان بقيمة وثقافته ورموزه وديمقراطيته وحرياته وكيانه واستقلاله".

وقال: "بكل أسف، لم يعد حزب الله يتصرف كحزب لبناني، إن لجهة قراره، ولنا في تنفيذه التوجيهات الإيرانية في مساندة نظام بشار الأسد وإقحام كل اللبنانيين في الصراع الدائر في سوريا أكبر دليل، أو لجهة إشهاره الولاء والطاعة لولاية الفقيه الإيرانية، ما يعني خروجه عن الولاء والطاعة للدولة اللبنانية ولدستورها وقوانينها، كما وأنه، لم يعد مؤمنا بلبنان الأمة والوطن والدولة، بل تحول إيمانه بدولته المدنية الديمقراطية، التي تحترم خصائصه وخصائص كل مكوناتها، إلى إيمان بالأمة ذات القواعد الشرعية والدينية غير المدنية، وبالتالي غير الديمقراطية، التي أمة ترفض رأي الآخر وحقه في الوجود حرا آمنا خارج السجون، ما يتعارض كليا مع كل المبادئ والأسس التي قام عليها لبنان، والتي جمعت شعبه المتعدد الانتماءات الفكرية والدينية والسياسية والاجتماعية. ما جرى نتيجة تداخل أحداث المنطقة مع واقع لبنان خطير، إن الصراع تجاوز إطاره السياسي الديمقراطي بدخول العنف كأداة للتخاطب السياسي، وصولا إلى الاغتيالات لأسباب سياسية، ما أدى إلى تعطيل قدرة النظام اللبناني على الحياة. بالإضافة إلى أن وجود حزب ذي طابع مذهبي أدى إلى نشوء تيارات سياسية مناهضة، أعتمدت على الخارج أيضا كمصدر تمويل وتدريب، ما حول لبنان، المستقل ضمن حدوده المعترف بها دوليا، إلى أرض سائبة لا حدود لها، وإلى دولة تابعة لإرادات خارجية تتصارع على أرضه تحقيقا لمصالحها على حساب سيادة لبنان ومصلحة اللبنانيين". واضاف: "انه لمن دواعي الأسف أن تحل ذكرى الاستقلال ولبنان يتخبط في هذه الحال. فما معنى الاستقلال والهوية الوطنية مع تسونامي الصراعات الدينية والمذهبية الذي أطاح بحدود معظم دول المنطقة، ولا سيما في ظل سقوط مفهوم الحدود اللبنانية السورية. فالجيش السوري النظامي يستبيح الحدود ويعتدي على السيادة اللبنانية بطيرانه وصواريخه وعسكره ومخابراته، يدخل الأراضي اللبنانية يطارد أخصامه يعتقلهم أو يقتلهم، وحزب الله، الممثل في الحكومة اللبنانية، يشارك رسميا في المعارك الدائرة على الأرض السورية، وفريق لبناني آخر متطرف دينيا من سنة لبنان تورط مقابله في الصراع فأستباح أيضا حدود سوريا ولبنان، والدولة اللبنانية عاجزة عن ضبط حدودها، بل هي غير راغبة بذلك. أنه من المقلق جدا أن نشهد إرتدادات هذه الأمور على لبنان كيانا ودولة، إذ كيف يمكن حماية الاستقلال إذا أنقسم شعب لبنان حول الهوية والولاء والسيادة والنظام والحياة المشتركة".

وتابع: "إن وحدة لبنان في خطر، إذ أن قسما كبيرا جدا من الشعب اللبناني يرفض هيمنة حزب الله والسلاح على الحياة الوطنية وعلى الخيارات السياسية وعلى حريات المواطنين وعلى عمل المؤسسات الدستورية وعلى القضاء والعدالة والأمن والسلامة. لقد تحول السلاح إلى حمل ثقيل رابض على صدر لبنان، لأن حامليه لم يعودوا يحسبون لأحد حسابا، بحيث تملكهم الكبرياء والاستخفاف وفائض القوة غير الشرعية، وحولهم إلى متسلطين على اللبنانيين الآخرين، حتى حلفائهم منهم. لقد تحول الحزب المسلح إلى حزب طاغ، لا يقيم وزنا لأي اعتبار غير ما يقرره، ولا يحترم قواعد الحياة المشتركة مع اللبنانيين الآخرين، ولم يعد صدره يتسع لرأي مخالف لسياسته، ما جعل وجوده ودوره في لبنان شبيها بالأنظمة الشمولية الاستبدادية التي يثور العالم لاقتلاعها. إلا أن المشكلة تكمن في أن مواجهتنا له قد تتحول إلى صراع مذاهب بين أبناء الشعب الواحد، وليس إلى مواجهة شخص مستبد، ما يحول الصراع ضد التسلط صراعا مذهبيا خطيرا يعرض الكيان والدولة للانهيار".

واردف: "من هنا التساؤل حول سبل الخروج من هذه الأزمة الوطنية الخطيرة والمعقدة، إنطلاقا من أنه لا يجوز للبنانيين أن يرتكبوا مجددا الخطيئة المميتة في اللجوء إلى العنف والسلاح لمواجهة الحال القائمة. والوسيلة الأمثل تكمن في أن يدرك حزب الله، ومن وراءه، أن مسارهم الحالي سيؤدي إلى الكارثة الوطنية التي ستصيب كل مكونات الشعب بمن فيهم الحزب ومصالحه ومحازبيه، وأن يدركوا أنهم، بتصرفاتهم هذه، يدمرون لبنان وتراثه ورسالته وأمنه وإقتصاده، ويقهرون شعبه، ويولدون الأحقاد والضغائن والتعصب والتباعد. أن يدركوا أنهم يشجعون التطرف والموجات التكفيرية، التي لا تقيم وزنا لمفهوم الأوطان، والتي توازيه وتتفوق عليه عنفا وتعصبا وحقدا وتسلطا، وأن الظلم والقهر يشجع قسما من المظلومين والرافضين إلى الإنضمام إلى التكفيريين، إما تعصبا، أو حماية للذات والوجود".

واشار الى انه "على الحزب أن يدرك أن لا قيامة للبنان بالقهر والاستئثار والتكبر، وإنه، للمحافظة على لبنان الواحد، عليه أن يتواضع وأن يعود إلى أجواء الإلفة والمحبة والوحدة، وأن يقدم مصالح لبنان وكل مكوناته الاجتماعية على أي مصلحة أخرى، وأن يعود إلى تقديم ولائه للبنان على تبعيته لولي الفقيه. عليه أن يعمل معنا لإعادة بناء الثقة بين اللبنانيين، فلا يعود الأطراف يخشون غدر الآخرين لأنهم أخوة في الوطنية والحياة. فخيار حزب الله بين أن يستمر في تعاليه على كل اللبنانيين الآخرين، وعلى فرض ما يقرره على لبنان، ويعرض لبنان وكيانه لخطر الإنفجار، وبين أن يعود إلى العائلة اللبنانية، يساهم في ترميم الدولة العادلة والقادرة على حمايته وحماية كل اللبنانيين. غير أنه، وفي مواجهة هذا الانهيار، وفي حال استمر الحزب في سياسته الحالية، وهو المرجح، لا بد لنا من متابعة مواجهته، إذ أنه من غير الجائز الاستسلام، بل من الواجب العمل الجدي لإيجاد المخارج والحلول في إطار التعاون والحوار والتوعية، ولا سيما مع الأوساط الشيعية المثقفة الرافضة".

وقال: "إلا أن الواقعية السياسية تفرض علينا الإقرار بصعوبة القدرة الداخلية لوحدها على التغيير، بعد أن حولت التطورات الحاصلة لبنان جزءا من الصراعات، وأنه لا بد من السعي لدفع الأمور، دوليا وإقليميا، باتجاه حماية لبنان كقيمة إنسانية من خلال تحييده عن الصراعات العربية والإقليمية باستثناء الصراع مع إسرائيل، وبشكل يسهل عودة اللبنانيين إلى دولتهم وتوحيد توجههم لحماية الوطن والدولة، وصون الصيغة الميثاقية التي تم بناء لبنان على أساسها لأنها، بنظري، لا تزال تشكل الوعاء الميثاقي الوحيد الصالح لحماية الاستقلال والإدارة التعددية، مع إقتناعي أنه من المستحيل الحكم على إتفاق الطائف، وهو لم ينفذ مرة بصورة جدية، وأنه إذا تم إدخال بعض التعديلات عليه، تعديلات لا تمس الأسس، بل تحسن آلية عمل النظام وتعالج بعض ثغراته، يبقي الصيغة الفضلى لإدارة شؤون الدولة وحماية التعددية فيها".

اضاف: "اسمحوا لي في ختام مداخلتي هذه، أن أعلن تأكيد تمسكي بالكيان اللبناني والدولة والشرعية والاستقلال، لأنني من المقتنعين أن التجارب المريرة التي تمر بها الشعوب تجذر الانتماء وتقوي الإيمان. في المحصلة النهائية سقطت الحياة السياسية الديمقراطية في لبنان، وحل مكانها لغة القوة والتسلط والسلاح. وبات تشكيل الحكومات في لبنان عملية مستحيلة، إذا لم يباركها حزب الله. وأصبحت المعادلة إما القبول بشروطنا أو لن نسمح بتشكيل حكومة. وإما السكوت على كل ما نقوم به، ولو كان يتعارض مع كل المواثيق الوطنية وعلى حساب لبنان، عبر التورط في الصراع الدائر في سوريا إلى جانب النظام في وجه شعبه، أو لن نسمح بقيام الدولة. إن هذه الممارسة الجديدة، المناقضة لمبادئ تكوين لبنان، دفعت الكثيرين من اللبنانيين إلى التفكير في بدائل ووسائل تسمح لهم بالتحرر من هذه الهيمنة والتسلط".

وتساءل حرب: "ماذا يحمي استقلال لبنان ويحصنه، يوم يقوم فريق من اللبنانيين بإيعاز إيراني وسوري بالمشاركة في حرب الآخرين المشتعلة في سوريا، ودون الرجوع إلى مؤسسات الدولة الدستورية صاحبة صلاحية القرار، ودون التشاور مع اللبنانيين الذين يتشاركون معهم المصير والحياة والقرار، متكلين في ذلك على تواطؤ بعض تجار السياسة والمناصب والمنافع".

وشدد قائلا: "إنه من الضروري أن نعلي الصوت لنطلب إلى قوى الأمر الواقع، إلى حزب الله وحلفائه، من المسلمين والمسيحيين، إدراك خطورة ما يقومون به والمسؤوليات التاريخية المترتبة على استمرارهم بسياستهم هذه. إنهم يدمرون لبنان ويضربون وحدة أبنائه، وأن السلاح، الذي يهولون به دوما ويستعملونه في وجه اللبنانيين أحيانا سيؤدي حتما إلى ضرب لبنان بقيمة وثقافته ورموزه وديمقراطيته وحرياته وكيانه واستقلاله".

ولفت الى أنه "من المقلق جدا أن نشهد إرتدادات هذه الأمور على لبنان كيانا ودولة، إذ كيف يمكن حماية الاستقلال إذا أنقسم شعب لبنان حول الهوية والولاء والسيادة والنظام والحياة المشتركة". مشيرا الى أن "الحزب المسلح تحول الى حزب طاغ، لا يقيم وزنا لأي اعتبار غير ما يقرره، ولا يحترم قواعد الحياة المشتركة مع اللبنانيين الآخرين، ولم يعد صدره يتسع لرأي مخالف لسياسته".

ورأى أن "الوسيلة الأمثل للخروج من هذه المعضلة تكمن في أن يدرك حزب الله، ومن وراءه، أن مسارهم الحالي سيؤدي إلى الكارثة الوطنية التي ستصيب كل مكونات الشعب بمن فيهم الحزب ومصالحه ومحازبيه، وأن يدركوا أنهم، بتصرفاتهم هذه، يدمرون لبنان وتراثه ورسالته وأمنه وإقتصاده، ويقهرون شعبه، ويولدون الأحقاد والضغائن والتعصب والتباعد. أن يدركوا أنهم يشجعون التطرف والموجات التكفيرية، التي لا تقيم وزنا لمفهوم الأوطان، والتي توازيه وتتفوق عليه عنفا وتعصبا وحقدا وتسلطا، وأن الظلم والقهر يشجع قسما من المظلومين والرافضين إلى الإنضمام إلى التكفيريين، إما تعصبا، أو حماية للذات والوجود".

وشدد على أنه "على الحزب أن يدرك أن لا قيامة للبنان بالقهر والاستئثار والتكبر، وإنه، للمحافظة على لبنان الواحد، عليه أن يتواضع وأن يعود إلى أجواء الإلفة والمحبة والوحدة، وأن يقدم مصالح لبنان وكل مكوناته الاجتماعية على أي مصلحة أخرى، وأن يعود إلى تقديم ولائه للبنان على تبعيته لولي الفقيه. عليه أن يعمل معنا لإعادة بناء الثقة بين اللبنانيين، فلا يعود الأطراف يخشون غدر الآخرين لأنهم أخوة في الوطنية والحياة. فخيار حزب الله بين أن يستمر في تعاليه على كل اللبنانيين الآخرين، وعلى فرض ما يقرره على لبنان، ويعرض لبنان وكيانه لخطر الإنفجار، وبين أن يعود إلى العائلة اللبنانية، يساهم في ترميم الدولة العادلة والقادرة على حمايته وحماية كل اللبنانيين. غير أنه، وفي مواجهة هذا الانهيار، وفي حال استمر الحزب في سياسته الحالية، وهو المرجح، لا بد لنا من متابعة مواجهته، إذ أنه من غير الجائز الاستسلام، بل من الواجب العمل الجدي لإيجاد المخارج والحلول في إطار التعاون والحوار والتوعية، ولا سيما مع الأوساط الشيعية المثقفة الرافضة".

وختم: "ان الواقعية السياسية تفرض علينا الإقرار بصعوبة القدرة الداخلية لوحدها على التغيير، بعد أن حولت التطورات الحاصلة لبنان جزءا من الصراعات، وأنه لا بد من السعي لدفع الأمور، دوليا وإقليميا، باتجاه حماية لبنان كقيمة إنسانية من خلال تحييده عن الصراعات العربية والإقليمية باستثناء الصراع مع إسرائيل، وبشكل يسهل عودة اللبنانيين إلى دولتهم وتوحيد توجههم لحماية الوطن والدولة، وصون الصيغة الميثاقية التي تم بناء لبنان على أساسها لأنها، بنظري، لا تزال تشكل الوعاء الميثاقي الوحيد الصالح لحماية الاستقلال والإدارة التعددية، مع إقتناعي أنه من المستحيل الحكم على إتفاق الطائف، وهو لم ينفذ مرة بصورة جدية، وأنه إذا تم إدخال بعض التعديلات عليه، تعديلات لا تمس الأسس، بل تحسن آلية عمل النظام وتعالج بعض ثغراته، يبقي الصيغة الفضلى لإدارة شؤون الدولة وحماية التعددية فيها".

الزين

ثم كانت كلمة الصحافي جهاد الزين التي بدأها بطرح أسئلة سياسية عن معنى كلمة "استقلالي" في السياسة اللبنانية، مجيبا أنه "لا معنى لكلمة "استقلالي" اليوم في ما آلت اليه السياسة اللبنانية من تبعية غير مسبوقة للخارج، والسؤال الثاني هو عن معنى "اتفاق الطائف" اليوم؟ الذي هو قرار النظام الدولي بابقائنا دولة موحدة، لكن الطائف فاقم معضلة عدم قدرة اللبنانيين على حكم أنفسهم بأنفسهم. أما السؤال الثالث فهو عن معنى "تعددية" في لبنان اليوم؟ وأوضح ان "هناك مستويين هما تعددية طوائف، والتعددية داخل كل طائفة، لافتا الى أن "المفارقة هو أن الطائفة الأكثر تعرضا للخطر وهم المسيحيون هي الطائفة الأكثر احتفاظا بتنوعها الداخلي بينما الطوائف الاسلامية هي الاقل تنوعا سياسيا داخل كل منها".

أضاف: "بقينا دولة واحدة في الطائف وبعده، أدعى بعضنا أنه يحب ذلك أم لا؟ أكانت النخبة المسيحية التي شاركت في صياغة اتفاق الطائف تمثل أقلية في الجو المسيحي أم لا؟ والنخبة المسحية التي شاركت في استقلال 1943 كانت أيضا أقلية". وأشار الى "اننا اليوم نتحدث عن ذكريين واحدة في آخر الحرب العالمية الثانية هي ذكرى الاستقلال وواحدة موصولة بآخر الحرب الباردة وهي ذكرى الطائف، لكن الزلزال السوري أعادنا الى ما بعد الحرب العالمية الاولى فيما نستشعره بأنه اعادة صياغة ل"سايكس بيكو". فمنذ بدا الانفجار السوري أعتقد أن الاساسيات في الحياة السياسية اللبنانية مؤجلة بانتظار ظهور نتائج الوضع السوري، لذلك في المثلث الذي طرحه موضوع هذه الندوة فان أقوى ما لدينا هو التعددية بين الطوائف، رغم أنها مهددة جديا في المنطقة ورغم أنها منتكسة داخل كل طائفة عند الشيعة والسنة والدروز بالأخص، فخسارة تعدد المنطقة ستكون نهائية اذا حصلت، أما التعدد داخل كل طائفة فيستعاد بقوة الاجتماع السياسي في عالمنا المعولم، والخطر الحقيقي هو الخطر الوجودي الذي يهدد هذه البيئة أو تلك الجماعة، أما أضعف ما لدينا فهو الاستقلال".

وختم: "أما الطائف فسنرى مآله على ضوء مصير سوريا، والسؤال هل تصمد الدولة اللبنانية أمنا واقتصادا حتى اتضاح ذلك؟".

 

الراعي شارك في افتتاح الجمعية العمومية لمجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان: للتوسع في أفكار المجمع الفاتيكاني الثاني

وطنية - بدأت أمس الثلاثاء في حاضرة الفاتيكان اعمال الجمعية العمومية لمجمع الكنائس الشرقية، تحت عنوان "الكنائس الشرقية الكاثوليكية بعد خمسين سنة من انعقاد المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني"، وتستمر حتى مساء الجمعة 22 منه. ويشارك فيها البطاركة ورؤساء الاساقفة الاعلين، رؤساء الكنائس الشرقية الكاثوليكية الاثنتين والعشرين، وثلاثة عشر كاردينالا، وثلاثة اساقفة، كما يشارك ايضا أمين سر دولة الفاتيكان الجديد المطران بيترو بارولين. ويرأس الجمعية العمومية الكاردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية، والى جانبه امين سر المجمع المطران سيريل فاسيل. وتحدث في الجلسة الافتتاحية الكاردينال ليوناردو ساندري والبطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. تناول الكاردينال ساندري موضوع "الشؤون الجديدة التي جاء بها المجمع الفاتيكاني الثاني بشأن الشرق الكاثوليكي"، فعرض باسهاب لما علم هذا المجمع في الوثيقة المجمعية الاساسية "قرار حول الكنائس الشرقية"، وفي الوثيقتين "القرار حول الحركة المسكونية ووحدة الكنائس" و"الدستور العقائدي حول الكنيسة". من جهته تناول الكاردينال الراعي موضوع "التوسع في افكار المجمع الفاتيكاني الثاني عبر تعليم البابوات والرسالة العامة للطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني "نور الشرق"، ومجموعة قوانين الكنائس الشرقية وفي ضوء جمعيتي سينودس الاساقفة الروماني الخاصتين بالشرق الاوسط، وبالكرازة الجديدة بالانجيل. فطرح الموضوع بقسمين: الاول، "هوية الكنائس الشرقية" القانونية والليتورجية والمجمعية في بعديها الشرقي والانتشاري. والثاني، "رسالة الكنائس الشرقية" في ثلاثة حقول: النشاط المسكوني، الكرازة الجديدة بالانجيل والحوار بين الاديان.

وأعطيت كل مداخلة خمس واربعون دقيقة تلتها مناقشة وحوار لمدة نصف. وتواصل الجمعية العمومية اعمالها اليوم الاربعاء بالاستماع الى ثلاث مداخلات: الاولى لرئيس الاساقفة الاعلى للكنيسة الاوكرانية Shevchuk، عن "واقع الكنائس الشرقية في الكنيسة الجامعة وتفاعلها في الرسالة الكنسية"، والثانية لرئيس الاساقفة الاعلى للكنيسة الملبارية الكردينال Georges Alencherry، حول "العلاقة بين السلطتين الكنسيتين الشرقية واللاتينية في الخدمة الراعوية"، اما المداخلة الثالثة فهي للكردينال كريستوف شونبورن رئيس اساقفة فيينا بموضوع "الشرقيون في بلدان الانتشار".

الى ذلك، عقد مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك مساء أمس اجتماعا في المعهد الحبري الماروني في روما بدعوة من البطريرك الراعي وشارك فيه البطاركة: بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، البطريرك الانطاكي للسريان يوسف الثالث يونان، بطريرك الأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر، بطريرك بابل للكلدان لويس روفائيل الأول ساكو، بطريرك الأقباط الكاثوليك إبراهيم إسحاق، بطريرك القدس للاتين فؤاد طوال. كما شارك امين سر المجلس الاب خليل علوان.

وقد اعد المجلس المذكرة التي سوف يقدمها البطاركة الى البابا فرنسيس، استعدادا لاجتماع صباح غد الخميس معه. وتتناول ثلاث نقاط اساسية:

1- نشاط الكنائس الشرقية الكاثوليكية على مستوى الشركة فيما بينها، والنشاط المسكوني، والحوار مع المسلمين.

2- علاقاتها مع الكرسي الرسولي الروماني، الكنسية والادارية والراعوية في الشرق وفي عالم الانتشار.

3- متطلباتها من الاسرة الدولية في ما يختص بالاستقرار في لبنان والسلام والعدالة في سوريا والعراق ومصر وفلسطين.

ثم اطلع المجلس على تقرير اللجنة الاسقفية لرسالة العلمانيين في الشرق الاوسط. وتناول مشروع "مؤتمر العلمانيين في الشرق الاوسط"، وأقر التقرير المالي وموازنة المجلس. وتم الاتفاق على عقد مؤتمره المقبل في خريف 2014 في بغداد بضيافة بطريرك بابل للكلدان لويس روفائيل ساكو.

وأخيرا وزع البطاركة المواضيع التي سيعرضها كل منهم على البابا فرنسيس في اجتماع يوم غد الخميس لمدة سبع دقائق.

 

وفد من احزاب 8 آذار التقى الاسد/حفاوة سورية وانتخاب صالح اميناً عاماً/الازمة اللبنانية لم تحضر والحسم الميداني خلال ستة اشهر

المركزية- علمت "المركزية" من مصادر في قوى 8 آذار ان وفد احزابها عاد الى بيروت مساء امس من دمشق بعد مشاركته في مؤتمر الاحزاب العربية الذي انعقد الاثنين وتوج الوفد اللبناني زيارته امس بلقاء الرئيس السوري بشار الاسد في حضور 17 شخصية عربية اخرى عن أحزاب من سوريا ومصر والأردن وفلسطين والمغرب وتونس والبحرين. وعكست مصادر في الوفد اللبناني لـ"المركزية" الحفاوة الكبيرة التي حرصت القيادة السورية على إظهارها تجاه الوفد العربي وخصوصاً اللبناني الذي ضم مسؤول العلاقات العربية في "حزب الله" الشيخ حسن عزالدين وعضو المجلس الاعلى وامين سر المكتب السياسي في "الحزب السوري القومي الاجتماعي" قاسم صالح، وعضو المكتب السياسي في حركة "امل" محمد جباوي ونائب رئيس حزب "الاتحاد" احمد مرعي ورئيس "التنظيم القومي الناصري" سمير شركس. حفاوة سورية: وانعكست هذه الحفاوة خلال المؤتمر صباح الاثنين حيث انتخب صالح اميناً عاماً للاحزاب العربية كتتويج لمسيرته مع مؤتمر الاحزاب العربية التي بدأها في العام 1996 . كما شكلت لجنة تحضيرية لمتابعة إجراءات انعقاد المؤتمر السادس للأحزاب العربية. ومساء اليوم نفسه اولمت القيادة السورية على شرف الوفد العربي واللبناني وحرصت على تمثيلها بمستشارين للرئيس الاسد ولرئيس الحكومة ووزراء وقيادات عسكرية وامنية وحزبية. واعطى المسؤولون السوريون مساحة كبيرة للاستماع والإصغاء لآراء واقتراحات اعضاء الوفد. لقاء الاسد: وصباح امس استقبل الرئيس الاسد الوفد في حضور الامين العام المنتخب للاحزاب العربية قاسم صالح وكان حريصاً على الاستفاضة في الرد على استفسارات اعضاء الوفد وتوضيح وجهة نظره من كل القضايا المطروحة. ونقلت المصادر نفسها لـ"المركزية" اجواء اللقاء حيث اكد الرئيس الاسد صمود سوريا في وجه الهجمة التي تتعرض لها والتصميم على مواجهتها حتى النهاية، فلا معنى لاي تسوية سياسية في ظل وجود عناصر ارهابية اجنبية وتكفيرية على الارض السورية والشعب السوري والجيش سيستمران في الدفاع عن انفسهم". واضافت المصادر ان "القيادة السورية تدعم انعقاد جنيف 2 ، لكنها ترى وجوب تهيئة الظروف الملائمة لعقده، فإذا كان الهدف منه إيقاف النزاع ونزف الدم السوري وإيجاد تسوية وحلول، فلا بد اولاً من ايقاف ارسال المسلحين ودعمهم بالمال والسلاح ورفع الغطاء عن المجموعات التكفيرية ولا سيما القاعدة وفروعها". وحمل الاسد "السعودية ممثلة بالاميرين بندر بن سلطان وسعود الفيصل مسؤولية رعاية الارهاب في سوريا والدفع في إتجاه استمرار العمليات العسكرية لتدميرها عقاباً على وقوفها مع المقاومة وتحالفها مع محور الممانعة". وتابعت المصادر ان النقاشات تنقلت بين الازمة السورية والقضية الفلسطينية والتبدل في المشهد المصري والدور الروسي الفاعل لاعادة التوازن الى النظام العالمي الذي كان محصوراً بالقطب الاميركي الاوحد". واكد الوفد اللبناني للاسد "وقوف المقاومة وشعبها وحلفاء سوريا في لبنان خلفها قيادة وشعباً". وشدد على "عدم السماح بان يكون لبنان ممراً للسلاح والمسلحين لاستهدافها". ورداً على سؤال عن امكانية عودة التواصل بين سوريا وبعض الدول والقيادات العربية والاجنبية التي شاركت في الحرب لاسقاط النظام، اكد الرئيس الاسد ان "هناك معايير وضعت وستعتمد لإعادة النظر في اي علاقة". وعن الوضع الميداني ومعركة القلمون وحمص وحلب طمأن الاسد المجتمعين الى "ان الحسم الميداني للعمليات سيتم خلال الاشهر الستة المقبلة".

 

مقالات

 

حرب القاعدتين

محمد سلام

أولاً: لا إعتداء على مقر السفارة الإيرانية:قانونياً وتقنياً لم يقع أي هجوم على مقر السفارة الإيرانية في ضاحية بيروت الجنوبية. التفجيران الانتحاريان وقعا خارج أسوار السفارة، أي على الأرض اللبنانية، باعتبار أن "الحدود السيادية" لأي بعثة دبلوماسية محددة حصراً بأسوارها، وفق الاتفاقية الدولية التي تنظم الحصانة الدلوماسية. قانونياً وتقنياً، السفارة الإيرانية تحتل أرضاً لبنانية خارج أسوارها، وهي البعثة الدبلوماسية الوحيدة (الوحيدة) في لبنان التي لديها حرسها الخاص خارج أسوارها. والبرهان على ذلك هو أن المستشار الثقافي الإيراني إبراهيم الأنصاري قتل على الأرض اللبنانية على بعد عشرين متراً تقريباً عن أسوار سفارته، حيث كان برفقة مسؤول حرس السفارة على الأرض اللبنانية. البعثات الدلوماسية كلها المعتمدة في لبنان لديها حرسها داخل أسوارها، حتى السفارة الأميركية في ضاحية عوكر شمالي بيروت لا يوجد لها حارس واحد خارج أسوارها. قانون حصانة البعثات الدبلوماسية واضح في هذا الأمر ويطبق في كل دول العالم. الأمن الوطني للسفارات هو حصرياً داخل أسوارها. حماية السفارات خارج أسوارها هي من مسؤولية الدول المضيفة وليس من مسؤولية الضيف.  والحرس الرسمي اللبناني للسفارات الأجنبية لا يحق له دخول هذه السفارات، بل تقام له منشآت خاصة به خارج "حرم" السفارات، كالمنشآت الصحية وغيرها. وإذا كان لبنان قد قدم شكوى لدى مجلس الأمن الدولي عنوانها إعتداء على السفارة الإيرانية، فإنه بذلك يكون قد إرتكب جريمة التنازل عن أرضه لدولة أجنبية، لأن الاعتداء وقع خارج السفارة. وإذا كان لا بد من تقديم شكوى في هذا الصدد فإن مضمونها يجب أن يكون محدداً بالاعتداء على دبلوماسي إيراني على الأرض اللبنانية. وليس الاعتداء على السفارة الإيرانية. المشكلة تكمن في أن لبنان لا يفهم، أو لا يطبق مفهوم، السيادة الوطنية عموماً.

ثانياً: هل كان هدف الإنتحاريين هو تفجير السفارة أم إغتيال السفير؟

يبدو سخيفاً الاعتقاد بأن الانتحاري الأول كان يريد فتح ثغرة في سور السفارة أو بابها بعبوة زنتها خمسة كيلوغرامات. خمسة كيلوغرامات من المتفجرات، بأي تقدير، لا تحدث على سور من الإسمنت المسلح، أو باب من المعدن المصفّح، أكثر من "خرمشة" وفق المفردة الشعبية المحكية.

وما يبدو أكثر سخفاً هو القول بأن الانتحاري الثاني الذي كان يقود سيارة رباعية الدفع أراد إقتحام مبنى السفارة الإيرانية لتهديمها بعبوة لا تزيد زنتها عن خمسين أو ستين كيلوغراماً.

هذا الكلام الردحي الترويجي الذي مصدره مطبخ التلفيق التابع للحزب الإرهابي يستخف بعقول اللبنانيين.

فإذا كانت أحجام جميع العبوات التي استهدفت الرويس وبئر العبد في ضاحية بيروت الجنوبية ومسجدي التقوى والسلام في طرابلس لا تقل عن 100 كلغ، فكيف تكون عبوة الخمسين كيلوغراماً معدة لتفجير السفارة الإيرانية؟؟؟؟ وكيف تكون عبوة الخمسة كيلوغرامات معدة لفتح ثغرة في سور أشبه بسور الصين العظيم؟

وإذا كان اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله تطلب عبوة زنتها أكثر من ألف كيلوغرام، وإذا كان تنظيم القاعدة قد إستخدم ثلاثة إنتحاريين يقودون ثلاث شاحنات مفخخة كل منها بمئات الكيلوغرامات من المتفجرات لتفجير "أسوار" سجن أبو غريب العراقي، فكيف تكون عبوة الخمس كيلوغرامات كافية لفتح ثغرة في سور السفارة الإيرانية المحصنة أكثر من سجن رومية؟ وكيف تكون عبوة الخمسين كيلوغراماً معدة لتفجير سفارة أكثر تحصيناً من سجن أبو غريب؟

وإذا كان صحيحاً ما نشر عن أن السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي كان يستعد لمغادرة مبنى السفارة لدى وقوع الانفجار الأول الصغير (إنفجار الانتحاري الدراج) فعاد أدراجه، وإذا ربط مشهد تواجد الملحق الثقافي الأنصاري خارج أسوار السفارة ومقتله في التفجير الانتحاري، فمعنى ذلك، إستنتاجاً، أن هدف التفجيرين الانتحاريين المحتمل كان إغتيال السفير الإيراني، وليس تدمير السفارة.

تدمير السفارة الإيرانية، نظرياً، يحتاج إلى ما هو أكبر بكثير من عبوة الخمسين كيلوغراماً.

تماماً كما حصل في العملية الانتحارية التي نفذتها المخابرات الإيرانية وحزب الدعوة (الذي ينتمي إليه الشيخ نعيم قاسم) ضد السفارة العراقية بمنطقة الرملة البيضاء في 15 كانون الأول العام 1981، والتي إقتحمها الانتحاري بشاحنة صغيرة (بيك أب) مفخخة ب 750 كيلوغراماً من المتفجرات.

لو كان نزار قباني حياً لقال لكم كيف قُتِلَت زوجته بلقيس الراوي، سكرتيرة السفير العراقي، في ذلك التفجير الإيراني-الأسدي المشترك.

السؤال الإفتراضي الذي يبقى مطروحاً هو: إلى أين كان يريد السفير الإيراني الذهاب؟ وهل كان سيصطحب معه الأنصاري الذي تواجد خارج أسوار السفارة؟ وأي دبلوماسي "يكزدر" (يتمشى) خارج أسوار سفارته ... المهددة؟

 الدبلوماسيون في لبنان يستقلون سياراتهم داخل أسوار سفاراتهم من "مواقف مقفلة" ما يعني أن أحداً من موظفي سفاراتهم لا يشاهدهم يستقلون سياراتهم، وهو إجراء أمني "طبيعي". فلماذا كان الأنصاري يتمشى علناً خارج أسوار حصنه؟ اللغز يكمن في الإجابة عن هذه التساؤلات، وليس في ردحيات زجلية تستخف بعقول اللبنانيين، من سياسيين وإعلاميين ومواطنين عاديين.

ثالثاً: في أرض "الجهاد": لا تستطيع أي حملة تلفيق دعائي (بروباغاندا) أن تخفي حقيقة أن "المجاهد" حسن نصر الله هو الذي استجلب "المجاهد" القاعدي إلى الأرض اللبنانية لأنه هو، السيد حسن، قال لكل الناس إنه أرسل جماعته إلى سوريا ""للجهاد ضد التكفيريين" هناك كي لا يأتوا ويقاتلوه في لبنان فانتهى به الأمر بأن أحضرهم إلى لبنان عبر تقديمه الذريعة لهم.

أليست حقيقة أننا لم نشهد أي عملية تفجير إنتحاري ضد هدف لبناني في لبنان قبل أن "يجاهد" نصر الله في سوريا؟

ولا تستطيع أي حملة تلفيق دعائي أن تخفي حقيقة أن الدولة اللبنانية بإدارتها السياسية السيئة هي التي استجلبت "الجهاديين" الانتحاريين إلى لبنان لأنها لم تطبق إعلان بعبدا الذي تدعو إلى الالتزام به؟

ألم يقل فخامة رئيس الجمهورية إن إعلان بعبدا تم التوصل إليه لمنع تهريب السلاح والمقاتلين إلى سوريا بعد ضبط الباخرة في شمال لبنان؟ ألم تؤيد الدول العربية ودول العالم إعلان بعبدا على أساس أنه يمنع تدفق السلاح والمسلحين إلى سوريا؟

وأثناء زيارته الأخيرة إلى السعودية سأل العاهل السعودي الرئيس سليمان، وفق ما نشرته صحيفة النهار بتاريخ 13 الجاري: "كيف يُسمَح للحزب بالذهاب إلى سوريا، داعيا إلى إرجاعه إلى لبنان ... "فكان "توضيح من رئيس الجمهورية في شأن منع "حزب الله من التدخل عسكرياً في سوريا، مشيراً إلى تداعياتها إذا دخل الجيش اللبناني في مواجهة على هذا الصعيد..."

بالتالي، يكون رئيس كتلة نواب الحزب الإرهابي محمد رعد صادقاً ومصيباً عندما يقول إن إعلان بعبدا "جف حبره"، بإعتبار أن من عمل له، وحشد التأييد الدولي له، لم يستطع أن يطبقه في خصوصية ذهاب الحزب إلى سوريا.

رابعاً:  الخلاصة: نعم. بفضل "جهاد" الحزب الإرهابي الفارسي في سوريا، ونظراً لعدم قدرة الدولة اللبنانية على تطبيق إعلان بعبدا، صار لبنان أرضاً لحرب بين كل التكفيريين، الشيعة والسنة، ويدفع الشعب اللبناني المسكين ثمن هذه الحرب من دماء الأبرياء. نسأل الله الرحمة لكل الضحايا الأبرياء الذين سقطوا، والذين سيسقطون، في حرب القاعدتين: قاعدة ولي فقيه يقاتل خارج أرضه ودولته، وقاعدة لا دولة لها ولا أرض ولا فقيه.

 

 

دوليات

 

اجتماع إيران والغرب ينفض في 10 دقائق...الوفد الايراني في جنيف يشير الى "فقدان الثقة"

أفادت مصدر دبلوماسي أن الاجتماع الموسع بين إيران والقوى العظمى (5+1) حول البرنامج النووي الإيراني انتهى بعد أقل من عشر دقائق على بدئه مساء الأربعاء في مقر الامم المتحدة في جنيف. وأوضح المصدر أن إيران طلبت تخصيص الاجتماع للإيضاحات حول عملية التفاوض، قبل البدء بدرس الاتفاق نفسه، معتبرة أن "الثقة فقدت" خلال الجولة السابقة من المفاوضات. وفي وقت سابق، أكدت موفدة "العربية" إلى جنيف بدء الاجتماع بين الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الأربعاء، في إطار مفاوضات جنيف التي تضم مجموعة دول الـ5+1 مع إيران بشأن ملفها النووي، وتستمر هذه الجولة حتى الجمعة المقبل. وتجتمع هذه الدول للمرة الرابعة هذه السنة لمحاولة التوصل إلى اتفاق يخفف العقوبات عن إيران مقابل تخفيض نشاطها النووي. واقتربت الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا من الحصول على تنازلات من إيران بشأن حجم أنشطتها النووية مقابل تخفيف بعض العقوبات، وذلك خلال مفاوضات جرت في المدينة السويسرية بين 7 و9 نوفمبر. ومنذ ذلك الحين قال مسؤولون كبار من الدول الست إنه أخيراً يمكن التوصل إلى اتفاق مؤقت بشأن خطوات لبناء الثقة للبدء في إنهاء 10 سنوات من الشكوك والعداء بين الغرب وإيران. لكن دبلوماسيين نبهوا إلى أن الخلافات لا تزال قائمة ويمكن أن تعرقل التوصل الى اتفاق خلال المحادثات الحالية. وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أوضحت أن إبطاء إيران برنامجها النووي لم يكفِ القوى الغربية المتخوفة من امتلاك إيران سلاحاً نوويا.

شروط الغرب وشرط إيران

وتشترط القوى الست وقف إيران لإنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة 20% وتحويل مخزونها الحالي منه إلى صورة الأوكسيد وتقليل إنتاجها من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5% وشحن بعض اليورانيوم المخصب خارج إيران.

كما يطالب الغرب إيران بالسماح بمزيد من عمليات التفتيش الدولية لمنشآتها، كما وعدم تشغيل مفاعل الأبحاث النووي "أراك". وترفض إيران معظم هذه المطالب باستثناء الحد من عمليات التخصيب والسماح بمزيد من عمليات التفتيش الدولية. وتطلب إيران في المقابل اقرار الدول الست صراحةً بحقها في تخصيب اليورانيوم. وتعتقد واشنطن أن الاتفاق المقترح سيؤخر لبضعة أشهر فقط قدرة إيران على نتاج أسلحة نووية إذا أرادت ذلك.

إلا أن الخبراء النوويين يقولون إن قدرة إيران ستظل قائمة لا محالة، حيث قد تتعطل لمدة أسابيع فقط لا أشهر، شارحين أنه لإيقافها يتعين خفض عدد أجهزة الطرد المركزي العاملة في إيران.المصدر : AFP

 

لبنان: تقاصُف بـ «السعودية وإيران» بين «8 و 14 آذار»

بيروت - من ليندا عازار/الراي

بين «مسرح الجريمة» في محلة بئر حسن - الجناح الذي استعار مشهداً عراقياً بخلفياتٍ ترتبط بالأزمة السورية وامتداداتها لبنانياً، و«مسرح السياسة» الذي يتّسع لملفات المنطقة الساخنة او الموضوعة على سكة التبريد، كالحرب في سورية والنووي الايراني، بدت بيروت كأنّها مشدودة بالكامل الى وقائع لاهبة تشكّل صدى للصراع الاقليمي الكبير الذي صار لبنان مفتوحاً عليه.

فغداة التفجير الانتحاري المزدوج أمام السفارة الايرانية والذي أدى الى مقتل 25 شخصاً وجرح نحو 150، كانت بيروت مستنفرة أمنياً بعدما شكّلت هذه العملية أخطر مؤشر الى المنزلق الذي دخله لبنان الذي استعاد مشهداً غاب عنه 30 عاماً وتحديداً منذ استهداف السفارة الاميركية في 18 ابريل 1983 بهجوم انتحاري بشاحنة مفخخة تبنته منظمة «الجهاد الاسلامي» ثم العمليتين الانتحاريتيْن على ثكنتين تابعتين لقوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) والجيش الفرنسي في بيروت وكانتا تقعان تحت سيطرة «قوات حفظ السلام المتعددة الجنسيات». وبينما كانت عمليات مسح مسرح الانفجارين وجمع الأدلة وانتشال الأشلاء تتواصل على وقع عرض الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة عن بُعد للحظة وقوع العملية، أطلّت من خلف غبار التفجيريْن أسئلة مقلقة قضّت مضاجع اللبنانيين وطرحت علامات استفهام كبرى حول ما بعد قيام تنظيم «القاعدة» (كتائب عبد الله عزام) بـ «طرق باب» السفارة الايرانية في بيروت بواسطة «بطلين من أبطال أهل السنّة في لبنان» (كما جاء في بيان التبني)، وتالياً تكريس لبنان «ساحة مواجهة» ربطاً بتموضعات طهران في ملفات عدة ولا سيما الأزمة السورية كما بالمساعي لبتّ ملفها النووي مع ما يرتبّه ذلك من «صراع نفوذ» اقليمي على الأدوار والأحجام في اكثر من بلد بينها لبنان.

فلبنان الذي يتهيأ يوم غد لإحياء الذكرى 70 لاستقلاله، يطلّ عليه العيد مثقلاً بأخطار تكاد ان تكون «كيانيّة» في ظلّ وقوعه «بين ناريْ» مأزق سياسي داخلي ينذر بان يكون عنوان خط النهاية فيه «أزمة حكم»، وواقع أمني غير مسبوق، ولم يعرفه حتى في عزّ حربه الاهلية، حيث بات الصراع مذهبياً و«بلا قفازات» ويفاقم من خطورته انه امتداد لـ «خط الزلازل» الاقليمي، وهو ما يعني انه خارج اي قدرة محلية على وقف اندفاعته التي تشي بانزلاق البلاد وبلا أي «كوابح» الى انفجار يهدّد ركائزه في غمرة التحولات الكبرى في المنطقة وخرائطها الجيو - سياسية.

وتكفي قراءة في الخلاصات التي استنتجها طرفا الصراع في لبنان اي قوى 8 و 14 آذار لتفجير بئر الحسن للخروج بتصوّر عما ينتظر البلاد في مقبل الايام وعما يدور في المنطقة التي تشهد سباقاً تمتزج فيه احياناً «النار بالماء» على جبهتيْ ملفيْ سورية والنووي الايراني. ففريق 8 آذار، ووسط عدم إصدار «حزب الله» حتى عصر امس بياناً رسمياً باسمه عن انفجار الجناح، صوّب عبر إعلامه بشكل مباشر على المملكة العربية السعودية متهماً اياها بالوقوف وراء العملية التي سمتها كتائب عبد الله عزام «غزوة السفارة الإيرانية في بيروت»، ومعتبراً ان ما بعد هذه العملية التي تؤشر الى تغيير «قواعد الاشتباك» غير ما قبلها، وان استخدام «الأسلحة المحرّمة» في المعركة المفتوحة في لبنان كرس تحويل البلد من «ساحة نصرة» الى «ساحة جهاد» تحاكي ما يحدث في العراق وسورية.

وفيما أخذت قوى 8 آذار على فريق 14 آذار استخدامه «منطقاً تبريرياً للجريمة الارهابية» امام السفارة الايرانية، اعتبر نائب الامين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن «الاستهداف المباشر للسفارة الإيرانية يكتسب عنوانا خاصا بأن ايران من ضمن المحور الذي يحملونه مسؤولية إعادة الامور الى نصابها ومحاولة استعادة المنطقة لاستقلالها وشرفها ومقاومتها»، لافتاً الى أن «الاستهداف شامل لكل أقسام هذا المحور»، ومشيراً الى أن «ما حصل جزء لا يتجزأ من مسار إرهابي يطال الجميع ولا يختص بفريق دون آخر، وواهم من يعتبر أنه في منأى عن العدو الموجود على الأرض اللبنانية أو في المنطقة، لأن هذا الإتجاه الارهابي يرفض الجميع (...) ونحن ما زلنا قادرين على معالجة الأمور والتلاقي قبل أن تتفاقم أكثر، وحل هذه المواجهة يبدأ سياسياً». وفي المقابل، تمسّك فريق 14 آذار بمنطقه الذي يعتبر ان «حزب الله» بذهابه الى سورية «اتى بالحرب الى لبنان»، وسط تصويب الامانة العامة لهذه القوى على ايران معتبرة «ان حلقة العنف والإرهاب التي أطلّت برأسها بعد اندلاع الثورة السورية وكذلك إقحام حزب الله نفسه في القتال الدائر داخل سورية بإرادة إيرانية صريحة، فضلاً عن إصرار النظام الأسدي على تفجير لبنان نهجاً وممارسةً، وصلت بالأمس إلى منطقة الغبيري - الجناح ووضعت لبنان مجدّداً أمام نتيجة واحدة هي أن يدفع ثمن سياسة ايران التدخُّلية في سورية، وغير البعيدة عن الإرهاب بقتالها إلى جانب النظام المجرم، والتي استدعت إرهاباً مضاداً على أرض لبنان هذه المرة»، ولافتة الى «ان الفريق الذي يتفرّد بإقحام لبنان في مغامرات غب الطلب لن يستطيع رسم حدودها وردود الأفعال عليها».

وفي موازاة ذلك، التأم المجلس الاعلى للدفاع عصر امس برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان في محاولة لتدارُك الامر على الصعيد الامني وسط مخاوف من ان يكون تفجيرا الجناح «اول الغيث» في مرحلة أشدّ خطورة على وقع «الصراخ» العسكري في القلمون السورية والمساعي لـ «إسكات» النووي الايراني.

 

ليبرمان: العلاقات مع أميركا تتدهور وعلينا البحث عن حلفاء جدد

نتنياهو: محظور السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي

/الراي/القدس زكي ابو الحلاوة |

اعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انه «من المحظور السماح» لإيران بامتلاك سلاح نووي وتكرار خطأ كوريا الشمالية. وأجرى نتنياهو محادثات في موسكو هدفت للقيام بحملة ضد اتفاق ممكن حول الملف النووي الايراني، تزامنا مع استئناف المفاوضات في جنيف بين ايران والقوى العظمى. واضافة الى الملف الايراني، بحث نتنياهو مع الرئيس فلاديمير بوتين في الكرملين الملف الفلسطيني اضافة الى الوضع في سورية.

واكد نائب وزير الخارجية الاسرائيلي زئيف الكين قبل ان يغادر مع نتانياهو الى موسكو "ان روسيا ليست على وشك الانضمام الى الموقف الاسرائيلي" مضيفا "لكن اي تغيير بسيط قد يؤثر على المسار باكمله".

وذكرت صحيفة «اسرائيل اليوم» ان نتنياهو التقى اول من امس، مرة اخرى بالرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. وقال اثناء «مؤتمر للحداثة الاسرائيلي الفرنسي» في تل أبيب «ما نراه اليوم هو المستقبل. الاسلام المتطرف يريد أن يأخذنا الى الماضي، فيما نحن نسير نحو المستقبل وهم الى العصور الوسطى الظلماء. نحن نتطلع الى فتح مجتمعنا على الجميع رجال نساء واقليات، وهم يريدون توحيدا باعثا على الاكتئاب، ويريدون أن يدعموا كل هذا بسلاح للدمار الشامل». وتابع نتنياهو: «محظور السماح لهم بذلك، سيكون من الخطأ الجسيم تكرار الاخطاء التي ارتكبت مع كوريا الشمالية، مجتمع مغلق آخر مع عقيدة متصلبة وعدوانية، أعتقد أنه في حالة ايران توجد فرصة كبيرة وسيكون من الخطأ التنازل لايران عندما تكون لديهم كل الاسباب للاستجابة للضغط الذي يمارس عليهم. وبدلا من الاستسلام الى هجمة ابتساماتهم، من المهم ان يستسلموا هم الى الضغط الذي يمكن ممارسته عليهم الى أن يتخلوا عن برنامجهم للسلاح النووي». وتشير التقديرات في اسرائيل الى أن القوى العظمى وايران قريبة جدا من التوقيع على اتفاق، ويتوقع محللون أن تتفاقم الخلافات بين نتنياهو والرئيس باراك أوباما، على خلفية تقدم المفاوضات الإيرانية الغربية، واحتمالات رفع العقوبات عن طهران. الى ذلك، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إلى البحث عن حلفاء جدد لديهم مصالح مشتركة مع إسرائيل على ضوء ما وصفه بتراجع العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ليبرمان قوله في خطاب أمام "مؤتمر سديروت للمجتمع" امس، إنه "فيما العلاقات مع الولايات المتحدة آخذة بالتراجع، فإنه على إسرائيل البحث عن حلفاء إضافيين لهم مصلحة مشتركة". وأضاف أن "الأميركيين يواجهون تحديات كثيرة، وهناك مشاكل في كوريا الشمالية وباكستان وأفغانستان وإيران وسورية ومصر والصين، كما أنه لديهم مشاكل اقتصادية داخلية ولذلك فإنني أتساءل ما هو مكاننا في الحلبة الدولية". وحول مشاكل إسرائيل نفسها دولياً، اعتبر ليبرمان أنه "توجد دولة يهودية واحدة و57 دولة إسلامية، ونحن في وضع متدنٍ مسبقا، وكل دولة تبحث عن استثمار أو مساعدة خارجية".

وقال إن "دولا أوروبية تواجه أزمات اقتصادية تسعى إلى جلب استثمارات لديها من دول الخليج وتركيا وهذا الأمر يؤثر على موقف الدول الأوروبية ضد إسرائيل"، مضيفا:"ليس لدينا رافعات اقتصادية كهذه".

وتابع: "علينا تفهم الآخرين وعدم التباكي والتذمر، وينبغي التفكير بكيفية ترميم أنفسنا في الساحة الدولية، وينبغي أن يكون هناك مفهوم واضح، ونحن مرغمون على البحث عن دول لا تبحث عن المال وليست بحاجة إلى العالم الإسلامي، وأن تكون هذه دول تبحث عن المعرفة في مجالات التكنولوجيا والزراعة والتقنية المتقدمة، وهذا ما يمكننا إعطاءه". وأضاف ليبرمان أن "السياسة الخارجية يجب أن تكون متنوعة وأن نبحث عن حلفاء مع مصالح مشتركة وألا ننتظر قدومهم نحونا".

 

هولاند: تصريحات المرشد الأعلى مرفوضة

خامنئي يؤكد أن إسرائيل «محكومة بالزوال»: لن نتراجع قيد أنملة عن «النووي»

 | /الراي/طهران - من أحمد أمين |

قال القائد الأعلى في ايران آية الله السيد علي خامنئي، انه يدعم حكومة الرئيس حسن روحاني في حركتها، ويقدم الدعم للمسؤولين، موضحا في كلمة امام الالاف من قادة واعضاء تنظيمات الباسيج «نحن نصر على الدفاع عن حقوق الشعب الايراني وعدم التراجع قيد انملة خصوصا في المجال النووي، وعلى المسؤولين المفاوضين ألا يخشوا جعجعة الأعداء».

وأوضح انه لايتدخل في تفاصيل المحادثات، وقال: «لكن هناك خطوط حمر يجب المحافظة عليها»، مشيرا الى «أن العقوبات المفروضة على الشعب الايراني مردها حقد الاعداء وحقد اميركا»، مبينا «أن الشعب الايراني يستطيع ان يتحمل الضغوط والتهديدات وسيحولها الى فرصة، أن الحظر لم يجعل اميركا تحقق اهدافها وعليها ان تعلم ذلك». وقال «ان اللجوء الى الحديث عن التهديد العسكري يعني ان الحظر لم يحقق اهدافه، والشعب الايراني سيصفعكم اذا أقدمتم على عمل ما حيث لاتنسون هذه الصفعة أبدا، على اميركا أن تذهب وتقوم بإصلاح اقتصادها الذي يعاني من الديون قبل أن تتحدث عن خيار عسكري».وبعد ان هاجم خامنئي اميركا، مستعرضا «تاريخها الاجرامي» على مر العصور، قال «ان الكيان الصهيوني محكوم بالزوال ولا يستطيع الاستمرار بحياته، بسبب اسسه الضعيفة ولأن ما فرض بالقوة لايمكنه الاستمرار»، ثم حمل على فرنسا، لافتا الى ان «بعض الاوروبيين يريقون ماء وجههم أمام الكيان الصهيوني (...) ان فرنسا اليوم تستصغر نفسها أمام الصهاينة». وتأتي تصريحات خامنئي متزامنة مع الجولة الثالثة للمحادثات النووية بين ايران والسداسية الدولية في جنيف أمس.

وفي باريس، اعلنت الناطقة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقاسم،أمس، ان مواقف المرشد الايراني الاعلى وقوله ان اسرائيل "ايلة الى الزوال" من شأنها "تعقيد المفاوضات" التي استؤنفت امس، في جنيف حول الملف النووي الايراني. وقالت بلقاسم اثر جلسة لمجلس الوزراء ترأسها الرئيس فرنسوا هولاند ان "تصريحات خامنئي مرفوضة وتعقد المفاوضات، ونأمل بالتأكيد ان تنجح المفاوضات، نريد اتفاقا جديا وصلبا يوفر كل الضمانات".

من ناحيته، رفض وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أمس، التعليق على مواقف خامنئي. وقال للصحافيين في اسطنبول ان المفاوضات المرتقبة في جنيف حول الملف النووي الايراني تشكل "فرصة تاريخية".

وفي هذا السياق، صرح وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، قبيل توجهه والفريق النووي المفاوض الى جنيف، في مؤتمر صحافي جمعه في روما مع نظيرته الايطالية ايما بونينو، انه «بالامكان التوصل الى تسوية في جولة اليوم (امس)». الى ذلك، وفي تطور غير مسبوق خلال العقد الاخير، اجرى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، اتصالا هاتفيا مع الرئيس حسن روحاني، ناقش فيه الجانبان التطورات المرتبطة بالمفاوضات النووية بين ايران والسداسية الدولية والعلاقات الثنائية. وتحدث روحاني عن التطورات على الساحة الدولية بعد الانتخابات الرئاسية الايرانية الاخيرة، وقال «ان الطرفين وفي هذه الاجواء ومن خلال الارادة السياسية يجب ان يتمكنا من فتح منفذ جديد على العالم ويقوما بتسوية المعضلات والمشاكل الموجودة في الساحة الدولية، وعلى هذا الاساس فقد شهدنا خطوات ايجابية في المفاوضات النووية في جنيف وتمكنا من التوصل الى نتائج جيدة في المراحل التمهيدية للمفاوضات من خلال اعتماد الجدية والنظرة البعيدة الامد والاستراتيجية، لذلك اؤكد انه يجب الا نسمح بان تتسبب العراقيل التي يضعها البعض في اثارة مشاكل امام هذا الاجراء المؤثر والفاعل في مسيرة الربح - الربح». واشار الى ان بلاده «تتوقع من الطرف الاخر ان يظهر ارادة جادة، وان تستفيد الدول في مجموعة 5+1 من جميع طاقاتها لتوفير اجواء مناسبة لمفاوضات جنيف وتبذل جهودا لكي يحل الاحترام والتكريم محل لغة التهديد او الحظر»، مبينا «ان ايران كما قالت مرارا، لن تسعى وراء اسلحة الدمار الشامل او عدم الالتزام بالقوانين والقرارات الدولية وانها ضحية هذه الاسلحة، ورغم انها مصممة على ان تكون نشاطاتها النووية سلمية بشكل كامل، فانها في الوقت نفسه تصمد وتصر في شكل راسخ على الحقوق النووية لشعبها وتؤكد عليها، ونحن لن نقبل تحت اي عنوان التمييز في هذا المجال ومستعدون للاهتمام بحالات القلق المنطقية للطرفين خلال مفاوضات متكافئة وبناء على احترام متبادل، لذلك امل ان تؤدي نتائج هذه المفاوضات الى احلال مزيد من الاستقرار والامن في منطقة الشرق الاوسط الحساسة». من جانبه اعرب كاميرون، عن ارتياحه للتطورات المستجدة في مفاوضات جنيف «والامواج الايجابية للغاية لبناء الثقة»، وقال «ان الحكومة البريطانية لها القناعة ايضا بان المفاوضات يجب ان تتم بناء على الاحترام المتبادل وان نستفيد بشكل صحيح من هذه الظروف التي وجدت». وتحت قبة البرلمان، صرح رئيس السلطة التشريعية علي لاريجاني: «سنتابع استحصال حقوقنا النووية من دون اي نقص»، وتابع «اذا شعر مفاوضونا ان البعض يحاول اتباع سياسة غير مناسبة، فعليهم الصمود واعطاء الرد الحازم والواضح، تحقيقا لتوقعات الشعب الايراني منهم». ووصف لاريجاني المواقف الاميركية المتناقضة من القضية النووية الايرانية، بانها «مخزية»، وقال «انتم الذين تزعمون ادارة العالم لستم على قدر المسؤولية بحيث انكم لاتستطيعون الثبات على موقف واحد لمدة اسبوع، لذا فكيف تتوقعون من الآخرين ان يحسبوا لكم حسابا؟».

 

«هيومن رايتس» تندد بطرد إيران لأفغان هاربين من العنف

كابول - ا ف ب - نددت منظمة «هيومن رايتس ووتش» للدفاع عن حقوق الانسان، أمس، بانتهاك السلطات الايرانية واجباتها الدولية في مجال حق اللجوء، عبر طردها بصورة مكثفة افغانا يهربون من اعمال العنف في بلادهم. وأكدت المنظمة في تقرير ان «السلطات الايرانية تطرد الاف الافغان بطريقة تعسفية من دون منحهم فرصة اثبات حقهم في البقاء في ايران او طلب اللجوء». واضافت ان «سياسة الحكومة الايرانية حيال المهاجرين واللاجئين الافغان تشكل انتهاكا لواجباتها القانونية بحماية هؤلاء السكان الضعفاء». واكدت انها أحصت العديد من المهاجرين الافغان الذين يتعرضون لاعمال عنف جسدي وهم محتجزون في ظروف غير انسانية وغير صحية او هم منفصلون عن عائلاتهم. وتابعت المنظمة في التقرير ان «الحكومة الايرانية تتحمل مسؤولية ايضا لانها لم تتخذ الاجراءات الضرورية لحماية السكان الافغان من اعمال العنف الجسدي المرتبطة بشعور كره الاجانب المتنامي في ايران». وأشارت ايضا الى ان «هذه الممارسات تمثل تهديدا خطيرا لحقوق وامن» الافغان المتواجدين على الاراضي الايرانية، وتنتهك الاتفاقية الدولية للعام 1951 حول حقوق اللاجئين وايران احدى الدول الموقعة عليها.

ويحاول الاف الافغان سنويا الوصول الى ايران المجاورة بصورة شرعية او غير شرعية للهرب من اعمال العنف في بلادهم التي يمزقها منذ 2001 نزاع بين الحكومة التي يدعمها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة وحركة تمرد «طالبان». وهناك حوالى 840 ألف أفغاني مسجلين لدى الامم المتحدة بصفة لاجئين في ايران. ويقيم اكثر من مليون آخرين من جهة اخرى بصورة غير شرعية، حسب مصادر شبه رسمية.

 

رايس: سنفرج عن عشرة مليارات دولار لإيران

  واشنطن - يو بي اي, ا ف ب: كشفت مستشارة الأمن القومي الأميركية سوزان رايس عن أن قيمة الأموال التي سيتم الإفراج عنها بموجب الاتفاق النووي الذي يجري التفاوض عليه مع إيران, "متواضعة" وهي أقل من عشرة مليارات دولار. وقالت في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" ليل اول من امس, إن الاقتراح المطروح على إيران "جيد", مشيرة إلى أن "هندسة العقوبات" ستبقى قائمة لذا الأموال التي سيفرج عنها "محدودة ومتواضعة وموقتة وقابلة للإنعكاس", وهي أقل من عشرة مليارات دولار. من جهته, أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما انه لا يعلم ما اذا كانت المفاوضات بشأن البرنامج النووي الايراني في جنيف ستؤدي الى توقيع اتفاق انتقالي هذا الاسبوع, لكنه طلب من عدد من كبار المسؤولين في مجلس الشيوخ التريث قبل التصويت على عقوبات جديدة بحق ايران, من دون ان يبدو انه تمكن من اقناعهم بذلك حتى الآن. وقال اوباما, ليل اول من امس, "لا أعلم ما إذا سنكون قادرين على التوصل الى اتفاق هذا الاسبوع او الاسبوع المقبل", مشدداً على أن أي تعليق للعقوبات الدولية المدرج في اتفاق محتمل سيكون محدوداً. واضاف "لن نقوم بأي شيء لتخفيف العقوبات القاسية. العقوبات النفطية والمصرفية والمفروضة على الخدمات المالية لها أكبر تأثير على الاقتصاد الايراني", مؤكداً أن "كل هذه العقوبات ستبقى قائمة". وأشار الى ان جزءا محدودا من مئة مليار دولار من الاسهم الايرانية المجمدة سوف يفرج عنه. وكان أوباما قد التقى خلال نحو ساعتين المسؤولين الديمقراطيين والجمهوريين عن أربع لجان معنية بالعقوبات, هي الخارجية والدفاع والاستخبارات والمصارف, وطلب منهم غطاء فرصة للمفاوضات وعدم التصويت على تعزيز العقوبات القائمة كما يطالب البعض. وجاء في بيان للبيت الابيض ان الرئيس اعتبر ان مشروع الاتفاق لمدة ستة اشهر الذي يتم التفاوض بشأنه حالياً "سيوقف تقدم البرنامج (النووي الايراني) للمرة الاولى منذ نحو عشر سنوات".

 

هاجم هولاند ووصف إسرائيل بـ "الكلب المسعور" 

خامنئي يضغط على المفاوضين الإيرانيين لعدم تقديم تنازلات أمام القوى الكبرى  (أ. ف. ب) عواصم - وكالات: جدد المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي, صباح أمس, رفضه أي تنازلات بشأن برنامج بلاده النووي المثير للجدل, وذلك قبل ساعات من اجتماع جديد بين المفاوضين الإيرانيين والدول الكبرى في جنيف.وفي خطاب متلفز  حازم اللهجة ألقاه أمام خمسين ألفاً من عناصر "الحرس الثوري" الايراني في مسجد طهران الكبير, قال خامنئي "أشدد على ترسيخ حقوق ايران النووية". وجدد المرشد, الذي لم يخف تشاؤمه من نتيجة المفاوضات, دعمه المفاوضين وقدم لهم توصيات في الوقت نفسه, قائلاً "أنا لا أتدخل في تفاصيل المفاوضات, لكن هناك خطوطاً حمراء يجب على المسؤولين احترامها من دون التخوف من ردود الاعداء, وقد قلتها للمسؤولين" الذين يشاركون في المحادثات مع القوى الكبرى. ومساء أمس, استأنف ممثلو مجموعة خمسة زائد واحد (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا) وإيران المحادثات, الثالثة من نوعها في غضون خمسة أسابيع, بهدف وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق "مرحلي" بشأن برنامج ايران النووي.

ولم تثمر المحادثات الحثيثة التي بدأت قبل عشرة أيام عن اتفاق لكن المشاركين يؤكدون أنهم حققوا تقدماً, حيث أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف, الذي يقود وفد بلاده, أن عدم التوصل الى اتفاق "لا يعني أننا في مأزق بل إن هناك طريق بناء", فيما اعتبر نظيره البريطاني أن المفاوضات تشكل "فرصة تاريخية". وقال أمام الصحافيين خلال زيارة لاسطنبول انه لا يزال من المبكر جداً تحديد المنحى الذي ستسلكه الجولة الجديدة من التفاوض, لكنه شدد على أن "ثمة اتفاقا مطروحاً يصب في مصلحة كل الدول بما فيها دول الشرق الاوسط". واضاف إن "التباينات التي لا تزال موجودة بين الاطراف محدودة ويمكن تجاوزها بإرادة سياسية", متحدثاً عن "فرصة تاريخية لابرام اتفاق يسمح بالحد من الانتشار النووي في المنطقة واقامة علاقات مع ايران على أسس أخرى". من جانبه, أعلن الرئيس الايراني حسن روحاني في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون غير مسبوقة منذ نحو عشر سنوات, نقلت فحواها وكالة "ارنا" الرسمية, امس, أن ايران "ستدافع بحزم عن حقوقها النووية" وسترفض "اي تمييز" في هذا المجال. وترى طهران ان الحق في تخصيب اليورانيوم متضمن في معاهدة الحد من الانتشار النووي التي وقعت عليها. وينص مشروع الاتفاق الذي اقترحته الدول الكبرى بهدف التحكم في النشاطات النووية الايرانية, خصوصاً على وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة عشرين في المئة, وخفض مخزون اليورانيوم المخصب بهذه النسبة, ووقف بناء محطة الماء الثقيل في آراك, التي ستدخل حيز العمل نهاية 2014. وفي إطار حملته المتواصلة لمنع التوصل إلى اتفاق بين ايران والدول الكبرى, التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو, أمس, الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو بعدما استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في القدس في الأيام القليلة الماضية.

وأمس, هاجم خامنئي بشدة الدولة العبرية, منتقداً ايضاً فرنسا. وقال ان "الأعداء وخصوصا من خلال الفم القذر والشرير للكلب المسعور في المنطقة, النظام الصهيوني, يقولون ان ايران تشكل خطرا على العالم. هذا غير صحيح ومخالف تماما لتعاليم الاسلام", متهماً اسرائيل "وبعض مسانديها" بأنهم يشكلون "الخطر الحقيقي" على العالم. واضاف "مع الأسف يندفع البعض من أوروبا لمقابلة القادة الصهاينة -الذين من المؤسف ان نسميهم بشراً- ليتملقوا لديهم ويخذلوا بذلك اممهم", في اشارة الى هولاند. واعتبر أن "أسس النظام الصهيوني ضعفت كثيراً ومصيره الزوال", بعد ان وصف اسرائيل في أكتوبر الماضي بأنها نظام "غير شرعي ولقيط". وسارعت باريس الى الرد على موقف خامنئي, حيث اعتبرت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية أن تصريحاته "تعقد المفاوضات" بشأن الملف النووي الايراني.

 

ديلي تلغراف": عرض أوباما الإيراني عبقرية أم غباء؟

المركزية- نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية مقالا بعنوان "هل عرض أوباما لإيران ينم عن عبقرية أم غباء"؟ هل هو "اختراق استراتيجي" أم "مقامرة تنم عن عدم الاكتراث"؟ ورأت الصحيفة ان الاتفاقية الاميركية- الايرانية إذا أبرمت كفيلة بإعادة تشكيل الشرق الأوسط والتأثير بعمق على ما يسمى "بالربيع العربي". ولفتت الى ان الخطوة الأميركية المحتملة تواجه معارضة من كل من إسرائيل والمملكة العربية السعودية، ورغم أن عداوة تقليدية تسم العلاقة بين إسرائيل والسعودية إلا أن الخوف من برنامج إيران النووي هو سمة مشتركة بينهما. واشارت الى ان لدى إيران والسعودية خشية من أن تتمخض الاتفاقية التي قد يوقعها الجانبان الأميركي والإيراني عن رفع عقوبات اقتصادية مفروضة على إيران مقابل إرجاء تكتيكي لتحقيق طموحات إيران النووية.

 

"خامنئي يرفض اي تراجع في "الحقوق النووية" لايران

نهارنت/جدد المرشد الاعلى لجمهورية ايران الاسلامية آية الله علي خامنئي الاربعاء رفضه اي تنازلات حول برنامج بلاده النووي المثير للجدل، وذلك قبل بضع ساعات من اجتماع جديد بين المفاوضين الايرانيين والدول الكبرى في جنيف. وفي خطاب متلفز حازم اللهجة القاه امام خمسين الفا من عناصر الحرس الثوري الايراني في جامع طهران الكبير، قال خامنئي "اشدد على ترسيخ حقوق ايران النووية".

ويستأنف ممثلو مجموعة خمسة زائد واحد (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا والمانيا) وايران المباحثات عصر الاربعاء بهدف وضع اللمسات الاخيرة حول اتفاق "مرحلي" حول برنامج ايران النووي الذي يشتبه الغربيون في انه يخفي شقا عسكريا رغم نفي طهران. ولم تثمر المباحثات الحثيثة التي بدأت قبل عشرة ايام عن اتفاق لكن المشاركين يؤكدون انهم حققوا تقدما.

وفي شريط فيديو بث على يوتوب اكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الذي يقود الوفد الايراني ان عدم التوصل الى اتفاق "لا يعني اننا في مأزق بل ان هناك طريق، طريق بناء".

وجدد آية الله خامنئي الذي لم يخف تشاؤمه من نتيجة المفاوضات، دعمه المفاوضين وقدم لهم توصيات في الوقت نفسه. وقال خامنئي صاحب القرار في القضايا الاستراتيجية بما فيها الملف النووي، "انا لا اتدخل في تفاصيل المفاوضات، لكن هناك خطوطا حمراء يجب على المسؤولين احترامها دون التخوف من ردود الاعداء، وقد قلتها للمسؤولين". من جانبه اعلن الرئيس الايراني حسن روحاني في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، نقلت فحواها وكالة ارنا الرسمية الاربعاء، ان ايران "ستدافع بحزم عن حقوقها النووية" وسترفض "اي تمييز". وترى طهران ان الحق في تخصيب اليورانيوم متضمن في معاهدة الحد من الانتشار النووي التي وقعت عليها. وينص مشروع الاتفاق الذي اقترحته الدول الكبرى بهدف التحكم في النشاطات النووية الايرانية، خصوصا على وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة عشرين بالمئة وخفض مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين في المئة ووقف بناء محطة الماء الثقيل في اراك (وسط) التي ستدخل حيز العمل نهاية 2014. وتتهم ايران التي تقول انها عازمة على التوصل الى اتفاق، فرنسا بانها تقف وراء "مطالب مبالغ فيها" اعربت عنها اسرائيل عدوة الجمهورية الاسلامية اللدودة والمتهمة بمحاولة "نسف" المباحثات. ويلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاربعاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو بعدما استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في القدس.

وهاجم آية الله خامنئي الاربعاء بشدة الدولة العبرية، منتقدا ايضا فرنسا. وقال ان "الاعداء وخصوصا من خلال الفم القذر والشرير للكلب المسعور في المنطقة، النظام الصهيوني، يقولون ان ايران تشكل خطرا على العالم. هذا غير صحيح ومخالف تماما لتعاليم الاسلام" متهما اسرائيل "وبعض مسانديها" بانهم يشكلون "الخطر الحقيقي". واضاف "مع الاسف يندفع البعض من اوروبا لمقابلة القادة الصهاينة -الذين من المؤسف ان نسميهم بشرا- ليتملقوا لديهم ويخذلوا بذلك اممهم" في اشارة الى زيارة هولاند. وتابع ان "اسس النظام الصهيوني ضعفت كثيرا ومصيره الزوال"، بعد ان وصف اسرائيل في تشرين الاول/اكتوبر بانها نظام "غير شرعي ولقيط". وسارعت باريس الى الرد على موقف خامنئي، وقالت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية الاربعاء ان تصريحات المرشد الاعلى "تعقد المفاوضات" حول الملف النووي لطهران. ولا تعترف ايران بدولة اسرائيل وتدعم الحركات المسلحة التي تحاربها.

وكالة الصحافة الفرنسية.

 

خامنئي: اسرائيل مصيرها الزوال

اكد المرشد الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي اليوم ان "اسرائيل مصيرها الزوال" في خطاب القاه امام 50 الفا من عناصر الميليشيات الاسلامية (الباسيج) المحتشدين في طهران. وفي خطاب نقله التلفزيون الرسمي مباشرة قال خامنئي: "ان أسس النظام الصهيوني ضعفت كثيرا ومصيره الزوال"، متابعا ان "اي ظاهرة تفرض بالقوة لا يمكن ان تدوم". علما بأن ايران لا تعترف بوجود دولة اسرائيل وتدعم الحركات المسلحة المناهضة لها. واكد خامنئي ان "على المفاوضين الايرانيين الالتزام بالخطوط الحمر في شأن برنامج طهران النووي". وذلك قبل ساعات من استئناف المحادثات مع القوى العظمى في جنيف. وقال خامنئي : "لا اتدخل في تفاصيل المفاوضات لكن ثمة خطوطا حمر يجب على المسؤولين احترامها من دون اي تخوف من هياج الاعداء".

 

فرنسا: مواقف خامنئي عن اسرائيل تعقد المفاوضات حول النووي

وطنية - أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقاسم، اليوم، ان المواقف الاخيرة للمرشد الايراني الاعلى آية الله علي خامنئي وقوله ان اسرائيل "آيلة الى الزوال" من شأنها "تعقيد المفاوضات" التي تستأنف اليوم في جنيف حول الملف النووي الايراني. وقالت اثر جلسة لمجلس الوزراء ترأسها الرئيس فرنسوا هولاند ان "تصريحات خامنئي مرفوضة وتعقد المفاوضات".

 

نتانياهو يغادر إسرائيل إلى موسكو لبحث الاتفاق النووي مع إيران

غادر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء إسرائيل متوجهاً إلى موسكو فيما تستأنف اليوم في جنيف المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني الذي يرفض نتانياهو أي اتفاق بشأنه. ولم يدل رئيس الوزراء الاسرائيلي بأي تصريح قبل مغادرته مطار بن غوريون في تل ابيب حوالى الساعة السابعة بتوقيت غرينتش. وسيلتقي نتانياهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المساء وغداً الخميس سيتوجه إلى أعضاء الطائفة اليهودية الروسية.

 

رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني: اميركا وإسرائيل أكبر المستفيدين من 'الأعمال الإرهابية' في المنطقة

قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، إن أميركا وإسرائيل هما أكبر المستفيدين من "الأعمال الإرهابية" في المنطقة "كالتفجير الإرهابي" المزدوج الذي وقع أمام السفارة الإيرانية في بيروت أمس. وقال لاريجاني في كلمته، اليوم الأربعاء، قبل بدء اجتماع مجلس الشورى "لا شك أن أكبر المستفيدين من مثل هذه الأعمال الإرهابية هما أميركا والكيان الصهيوني اللذين سعيا على مدى أعوام طويلة لضرب استقرار وأمن لبنان وإثارة الاضطراب والتفرقة في صفوف المسلمين". واضاف "لهذا السبب فقد أشعلوا فتيل الحرب في سوريا خلال الأعوام الأخيرة كي يتمكنوا من الإضرار بمحور المقاومة، وكذلك توفير أرضية النزاع بين المسلمين". واعتبر أنه "ينبغي على بعض دول المنطقة ذات الماضي السيء في تنظيم مثل هذه العمليات خلال الأعوام السابقة، أن تدرك جيداً بأننا نعرف دورها منذ أعوام، وحتى أنها هي نفسها قالت إنها لعبت دوراً في تاسيس مثل هذه المجموعات المغامرة". ولفت لاريجاني الى أن هذه الدول "تستغل هذه المجموعات لتمرير أهدافها الخاصة عبر تقديم الدعم المالي واللوجيستي لها، ومن جانب آخر تستفيد هذه المجموعات المنحرفة من إمكانيات هذه الدول، ومن ثم تنقلب عليها وتستهدفها".

 

عشية استئناف المفاوضات "النووية" بين إيران والدول الست في جنيف.. اوباما يصعد.. ويشكك في التوصل لاتفاق مع طهران

وصفت الادارة الاميركية تفجير بئر حسن المزدوج بأنه "عمل دنيء"، خصوصا أنه يأتي عشية انعقاد جولة المفاوضات الجديدة بين إيران والدول الست في جنيف التي من المزمع استئنافها الأربعاء. وبالتزامن، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه ليس واضحا ما إذا كانت القوى الكبرى ستتوصل لاتفاق مع إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووي. حصل تفجير بئر الحسن المزدوج قبل 24 ساعة على استئناف المفاوضات بين إيران ومجموعة 5+1 في جنيف حول برنامج طهران النووي، وفي غمرة الجهود الدولية لتذليل العراقيل من أمام عقد مؤتمر جنيف 2.

اوباما

وفي هذا السياق، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما، إنه ليس واضحا ما إذا كانت القوى الكبرى ستتوصل لاتفاق مع إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووي عشية استئناف المفاوضات في جنيف الأربعاء، مشيراً إلى أن أي اتفاق مقترح مع طهران يجب أن يحظى بقبول حلفاء متشككين كإسرائيل، وأضاف أن الاتفاق المقترح سيسمح برفع محدود للعقوبات الاقتصادية على طهران.

العقوبات على إيران             

وطلب أوباما من عدد من كبار المسؤولين في مجلس الشيوخ التريث قبل التصويت على عقوبات جديدة بحق إيران، من دون أن يبدو أنه تمكن من إقناعهم بذلك حتى الآن. والتقى أوباما خلال نحو ساعتين المسؤولين الديمقراطيين والجمهوريين عن أربع لجان معنية بالعقوبات هي الخارجية والدفاع والاستخبارات والمصارف، وذلك عشية استئناف المفاوضات في جنيف بين إيران والقوى العظمى وهي الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا. وقال السناتور الجمهوري، بوب كوركر، في ختام الاجتماع "طلب منا بعض الوقت" مضيفا أن العديد من المشاركين لا يزالون "غير راضين على الإطلاق". وكان عدد من أعضاء الكونغرس من الديمقراطيين والجمهوريين، أعربوا عن نيتهم فرض دفعة جديدة من العقوبات على إيران لاقتناعهم بأن العقوبات السابقة هي التي دفعت إيران إلى القدوم لطاولة المفاوضات. إلا أن البيت البيض يخشى من أن يؤدي فرض عقوبات جديدة إلى إضعاف موقف الوفد الإيراني المفاوض في جنيف ما سيقوي موقع المتشددين في إيران. وكانت الجولة الأخيرة من المفاوضات بين إيران والقوى العظمى انتهت في 9 تشرين الثاني من دون التوصل إلى اتفاق