المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 17 تشرين الثاني/2013

عناوين النشرة

*الزوادة الإيمانية/رسالة يوحنا الأولى/الفصل 02/07-17/الوصية الجديدة

*الأزمة اللبنانية مردها إلى قلة الإيمان وخور الرجاء والغنمية والغرائزية

*بالصوت/قراءة إيمانية للياس بجاني في حقيقة أسباب الأزمة اللبنانية وفي واجب تبني قضية الانسان اللبناني/أهم الأخبار/16 تشرين الثاني/13

*اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/16تشرين الثاني/13

*نشرة الأخبار باللغة الانكليزية

*تعليق على مقالة لعلي حماده/مواجهة احتلال حزب الله إما عن طريق الأمم المتحدة أو بحمل السلاح والمواجهة

*علي حماده/نحو سياسة مواجهة لحماية لبنان/16 تشرين الثاني/13

*نتنياهو يفتح ملف "حزب الله"في موقفه من التفاوض الدولي مع ايران

*الراعي عرض مع القائم بأعمال السفارة السعودية التطورات

*بري بحث مع قائد الجيش الاوضاع الامنية وتلقى رسالتي تهنئة بالاستقلال من نظيره الاوكراني ورئيس مجلس الشيوخ الكندي

*وفد من 14 اذار الى السعودية للرد على نصر الله

*اعتصام لعائلة سمير كساب وممثل وزير الاعلام أعلن قيام أجندة تحرك اعلامي للتأثير على الخاطفين

*لبنان لا يزال وسيبقى عصيّاً على التعليب والطيّ وأكبر بكثير من كل مَن تصوَّر أنّه قادر على بلعه وهضمه

*مقتل قيادي في حزب الله بمعارك السيدة زينب

*مقتل قائد ميدانيلـ "حزب الله" في سوريا

*الوزير السابق محمد شطح لرأي عام يقول "لا" لـ "حزب الله"

*تذكير "حزب الله" وغيره بكيفية صدور "اعلان بعبدا

*عكاظ: امكان الاتفاق الاميركي – الايراني يؤخّر الانفجار الامني في لبنان

*الوطن السعودية: مهما تنفخت اوداج نصر الله لن ترتفع معنويات جمهـوره

*بنك معلومات إسرائيل يشمل 80 % من مخازن صواريخ "حزب الله"

*"حزب الله" يصعد تهديداته لأن سلاحه بات على طاولة المفاوضات ويدرك أن إيران ستدفع فواتير باهظة لقاء أي صفقة أو تفاهم مع الغرب 

*محكمة خاصة للمتضررين اللبنانيين من الوجود السوري

*البطريرك الراعي عرض مع القائم بأعمال السفارة السعودية للتطورات

*الجيش دهم بريتال واعتقل مطلوبا بمذكرات توقيف

*فوز "القوات" برئاسة الهيئة الطالبية في كليتي الهندسة وإدارة الأعمال بالاميركية

*ريفي: يكفي شعبة المعلومات فخراً إحباطها مؤامرات العدو والعدو المتنكر بثياب الصديق، وآن لكم أن تخجلوا

*عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري: خطاب نصرالله في عاشوراء يهدد الشراكة الوطنية

*فتفت: يدمرون الدولة لبناء دولة ولاية الفقيه وجعل لبنان قاعدة للجيش الايراني وهم يغضون الطرف عن اسرائيل

*النائب قاسم هاشم: علاقتنا باللاجئين السوريين إنسانية ولن نسمح لهم بتخطيها وإلا نعيدهم من حيث أتوا

*النائب أمين وهبي: معركة القلمون ستكون دامية ولها ارتدادات كبرى على لبنان

*رعد: الفريق الآخر يضع شروطا تعجيزية لتشكيل الحكومة بانتظار أوامر الخارج

*سليمان فرنجية : فرع المعلومات ميليشيا بري ينعى الحوار .. والمبادرات

*لقاء التيار – الكتائب الحلقة الثالثة في مسلسل الانفتاح/ناجي غاريوس: بناء الدولـة العنـوان الرئيسي للقاءاتنا/فادي الهبر: لتأليف حكومة وتسهيل عمل مجلس النواب

*رئيس مجلس قيادة حركة الناصريين الأحرار زياد العجوز: سقط القناع المقاوم عن حزب الله وبانت حقيقته الميليشياوية

*شربل: ما طبق في المناطق الاخرى من خطط أمنية سيطبق في طرابلس ولن نقبل بشتاء وصيف تحت سقف واحد

*عون: السجال حول الصلاحيات في غير مكانه

*الرئيس سليمان يعتصم بحبل "إعلان بعبدا" و"حزب الله".. يفرّقه/كارلا خطار/المستقبل

*4 مطالب دولية تُخفّف عن إيران العقوبات

*حزب الله في سوريا والمجتمع الدولي/فايز سارة/الشرق الأوسط

*الأسد عن قرب!/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*عندما يتحول المأزق الى صراخ بصوت عال/ محمد مشموشي/المستقبل

*سليمان رعى ندوة الاستقلال من الميثاق الى اعلان بعبدا: لم يتكلم عن الحياد بل التحييد وهو ليس تحديا لأحد بل مطابق تماما للطائف

*القى الكلمات كل من: الدكتور شفيق المصري/عضو هيئة الحوار الوطني البروفسور فايز الحاج شاهين/رئيس المجلس الوطني للاعلام عبدالهادي محفوظ/الوزير السابق زياد بارود/

الوزير السابق جهاد أزعور/الوزير *السابق الدكتور خالد قباني/السفير الروسي الكساندر زاسيبكين/المنسق الخاص للأمم المتحدة ديريك بلاملي/الرئيس ميشال سليمان

*اختتام اعمال الدورة ال47 لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك: للكف عن منطق التعطيل والاشتراط من اجل تأليف الحكومة ووضع قانون للانتخابات

*ميقاتي: الامن ليس انتشارا عسكريا فحسب بل تحصين للسلم الاهلي بالتفاف الناس حول الدولة التي هي خيمتنا ومأوانا اليوم وغدا

*سوريا.. جنيف والحل العسكري/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*القنبلة النووية السعودية/عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

*كيف ولماذا «تلبنن» المسلمون في لبنان/باسم الجسر/الشرق الأوسط

*عندما "يتفجّر" أمن "حزب الله".. إهانات/علي الحسيني/المستقبل

*لنفترض أنه انتصار/حسام عيتاني/الحياة

*لو نوفيل أوبسيرفاتور" تفضح خبايا أقبية النظام/هكذا أسّس بشار "جبهة النصرة" و"فتح الإسلام" من سجونه

*أما وقد دعانا «حزب الله» إلى لبنان الجديد/بيسان الشيخ/الحياة

*"حارس" السعادة الإسرائيلية ـ الإيرانية/عبد السلام موسى/المستقبل

*نصرالله قرَع في عاشوراء جرس الفراغ لا حكومة ولا انتخابات رئاسية ولا نيابية/اميل خوري/النهار

* لبنان في محفظة خامنئي/احمد عياش/النهار
* نصرالله يُطلق الرسائل نيابة عن محوره ولبنان أكثر فأكثر رهينة ربطه بسوريا/روزانا بومنصف/النهار

*الأمين العام لحزب الله تحت مقصلة... لسانه/فادي شامية/المستقبل

*لمس السوريون تردّد باول.. فاستأسدوا/أسعد حيدر/المستقبل

*الراعي ترأس قداسا في اليوبيل ال 50 لتأسيس فرق السيدة في لبنان كاتشا نقل بركة البابا وتمنياته بأن تنتعش العائلات بالصلاة وبالقيم الروحية

*حركة نزوح كثيفة من القلمون السورية باتجاه البقاع الشمالي

*واشنطن: الاتفاق مع إيران ممكن جداً لكن ما زالت هناك قضايا صعبة

*الاتحاد الاوروبي يعيد فرض عقوبات على 7 مصارف ايرانية

جرائم النظام الايراني في الشام وجنيف 2 /داود البصري/السياسة

 

تفاصيل النشرة

 

 

 

البابا فرنسيس ‏

لقد أراد يسوع أن يحتفظ بجراحه كي يجعلنا نشعر برحمته. إن هذا هو مصدر قوتنا ورجاؤنا.

 

بكركي والمحل

الياس بجاني/في ظل الراعي الذي لا يرعى تغربت كنيستنا عن ذاتها وأمسى الراعي مبشراً لحلف الأقليات وصنجاً في خدمة مخططات محور الشر. إنه زمن محل حل على بكركي ولكن الله أقوى من المستكبر القابض على قرار الصرح وضارباً عرض الحائط بثوابته

 

الزوادة الإيمانية/رسالة يوحنا الأولى/الفصل 02/07-17/الوصية الجديدة

"لا أكتب إليكم، يا أحبائي، بوصية جديدة، بل بوصية قديمة كانت لكم من البدء. وهذه الوصية القديمة هي الكلام الذي سمعتموه ومع ذلك أكتب إليكم بوصية جديدة يتجلى صدقها في المسيح وفيكم، فالظلام مضى والنور الحق يضيء.  من قال إنه في النور وهو يكره أخاه، كان حتى الآن في الظلام. ومن أحب أخاه ثبت في النور، فلا يعثر في النور.   ولكن من يكره أخاه فهو في الظلام، وفي الظلام يسلك ولا يعرف طريقه، لأن الظلام أعمى عينيه.  أكتب إليكم يا أبنائي الصغار، لأن الله غفر خطاياكم بفضل اسم المسيح.   أكتب إليكم أيها الآباء، لأنكم تعرفون الذي كان من البدء. أكتب إليكم أيها الشبان، لأنكم غلبتم الشرير.  أكتب إليكم يا أبنائي الصغار، لأنكم تعرفون الآب. كتبت إليكم أيها الآباء، لأنكم تعرفون الذي كان من البدء. كتبت إليكم أيها الشبان لأنكم أقوياء، ولأن كلمة الله ثابتة فيكم، ولأنكم غلبتم الشرير.  لا تحبوا العالم وما في العالم. من أحب العالم لا تكون محبة الآب في.  لأن كل ما في العالم، من شهوة الجسد وشهوة العين ومجد الحياة لا يكون من الآب، بل من العالم.  العالم يزول ومعه شهواته، أما من يعمل بمشيئة الله، فيثبت إلى الأبد".

 

الأزمة اللبنانية مردها إلى قلة الإيمان وخور الرجاء والغنمية والغرائزية
بالصوت/قراءة إيمانية للياس بجاني في حقيقة أسباب الأزمة اللبنانية وفي واجب تبني قضية الانسان اللبناني/أهم الأخبار/16 تشرين الثاني/13

اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/16تشرين الثاني/13

English LCCC News bulletin for November 16/13نشرة الأخبار باللغة الانكليزية

 

لبنان: سادوم وعامورة وطوفان نوح
الياس بجاني/16 تشرين الثاني/13/من المعروف طبياً أن الاكتفاء بعلاج أعراض أي مرض لا يؤدي إلى الشفاء منه، بل إلى استفحاله وتفاقمه أكثر وأكثر. من هنا إن كل الطروحات الخبيثة لعلاج الأزمة اللبنانية المزمنة والمدمرة هي تلهي بالقشور ولا تلامس الجوهر، كون الأزمة وجدانية وأخلاقية وذاتية ناتجة عن قلة الإيمان وخور الرجاء، وعن عمى بصر وبصيرة في كل ما يتعلق بمفهوم الأبواب الواسعة والضيقة، ولأنها مغربة عن حقيقة الإنسان القديم الذي هو إنسان الغرائز، ولأنها بعيدة عن مفهوم الإنسان الجديد، انسان العماد بالماء والروح القدس. ولأن فاقد الشيء لا يعطيه فالحل الناجع يكمن في عودة اللبناني إلى ينابيع الإيمان وإلإبتعاد عن الشخصنة والغرائزية والغنمية، وفي تحريره لذاته من عبودية عبادة المال ومن شرور المسحاء الدجالين ومن رجال دين كفرة وسياسيين طرواديين ومسؤولين هم تجار هيكل.

 

 

تعليق على مقالة لعلي حماده/مواجهة احتلال حزب الله إما عن طريق الأمم المتحدة أو بحمل السلاح والمواجهة

علي حماده/نحو سياسة مواجهة لحماية لبنان/16 تشرين الثاني/13

الياس بجاني/16 تشرين الثاني/13/نعم 100% صح فقد بات المطلوب وبسرعة من 14 آذار ومن القيادات الدينية السيادية وهنا لا نعني لا الراعي ولا قباني أن يتخذوا القرار الموحد والوطني والحاسم والشجاع لكيفية مواجهة احتلال محور الشر السوري-الإيراني الذي يجسده جيش حزب الله الإرهابي. إن الخيارات في ظل الدولة العاجزة محدودة وتتلخص بخيارين لا ثالث لهما، إما السعي لإعلان لبنان دولة مارقة وفاشلة وتسليمه للأمم المتحدة، أو حمل السلاح وعلى الأقل حماية المناطق التي لا يحتلها حزب الله. سلاح الموقف والخيارات السلمية فشلت وهي لغة لا يفهما قادة محور الشر كون القوة هي اللغة الوحيدة التي يجيدها هذا المحور. حزب الله أعلن فض الشراكة مع الشرائح اللبنانية كافة وهو يسعي بالقوة والبلطجة والإرهاب لتهميشها وإذلالها وتهجيرها أو قبولها العبودية ونير محور الشر. حزب الله واضح ومباشر في ما هو ساعي له، فهل يستفيق قادة 14 آذار من غيبوبة ووهم سلاح الموقف ويجنحوا لخيار السلاح لصيانة موقفهم ووطنهم وكراماتهم قبل فوات الأوان، وخراب لبنان!!

 

نحو سياسة مواجهة لحماية لبنان

علي حماده/النهار

لم يطرأ جديد على مواقف "حزب الله" التي خرج بها الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله. التورط مستمر، وهو نابع من وظيفة اقليمية لا علاقة للبنان بها. فنصرالله يعتبر ان وظيفته الاقليمية لا يمكن مقايضتها ببضع حقائب وزارية تبدو تافهة بنظر ذراع ايران في لبنان. إذاً التورط في سوريا مستمر، ولا يحتاج الى "تغطية " اللبنانيين، ولا الى حكومة، ولا الى بيان وزراي يشمل الثلاثية "المقدسة". من هذا المنطلق، وبما ان الموقف على حاله، وكل ما يبغيه الحزب المذكور لبنانيا هو التسليم لا بل الاستسلام من دون قيد او شرط، فقد وجب على الاستقلاليين ان يعيدوا قراءة الواقع، لان الاستحقاقات الكبرى داهمة، ولا يمكن الاستمرار في انتهاج سياسة رد الفعل السلبي وحده. لقد حان الاوان لاجتماع الاستقلاليين على اعلى المستويات وصولا الى الكوادر الوسيطة لاتخاذ قرارات كبيرة تتعلق بكيفية ادارة المرحلة المقبلة من المواجهة مع "حزب الله" ولا سيما انه مصمم على ربط لبنان بشروط مواجهته والمحور الذي ينتمي اليه مع العالم العربي، واكثر من ذلك مع الشعب السوري الثائر. تأسيسا على ذلك نقول، ان من اولى مهمات القادة الاستقلاليين ان يجتمعوا في خلوة عاجلة لدرس الخطوات اللاحقة، وللخروج بأستراتيجية مواجهة سياسية لمشروع "حزب الله" الذي اثبت للمرة الالف وباعترافه الصريح انه يقحم البلاد ليس في صراعات اقليمية فحسب، بل ان مشروعه يشمل اولا واخيرا استتباع لبنان بأسره للمشروع الايراني الذي يمثل الحزب اداته الرئيسية في المنطقة. ولعل اخطر ما في الامر ان الحزب لا يريد حشر لبنان كله في المحور الذي ينتمي اليه، بل انه يعمل بجهد لا سابق له لتغيير الارض اللبنانية على جميع المستويات السياسة والاقتصادية والديموغرافية، من اجل تحويل جميع اللبنانيين اقليات مستضعفة تحكمها اكثرية مستقوية بسلاحها ودورها الخارجي. ان ثمن ادخال "حزب الله" في المحور الايراني هو تغيير البلد ونسف صيغته وتوازناته، بتغيير الارض ودفع البشر الى الاذعان او الى الرحيل البطيء المنهجي والمستمر. لذلك على القوى الاستقلالية ان تكف عن ممارسة سياسات رد الفعل، وعن التلهي ببعض القشور هنا وهناك، اكانت مناصب حكومية موعودة أم مقاعد نيابية عتيدة.

لا بد من استراتيجية مواجهة صارمة تأخذ في الاعتبار ان الحكومة الحالية هي حكومة "حزب الله" ومن يشاركون فيها انما يشاركون كقوة غير فاعلة من الناحية العملية. والأهم من ذلك كل ان الحكومة مستقيلة، وتصرف اعمال، وفي حسابات "حزب الله" احداث فراغ على مستوى الرئاسة بعد انتهاء ولاية الرئيس، وإبقاء هذه الحكومة ورقة يستخدمها لتحقيق مزيد من المكاسب في التركيبة الداخلية، وتمنحه الغطاء الشرعي لمواصلة سياساته.

لا بد من قرارات كبيرة، وجريئة لمواجهة هذا الاخطبوط.

 

نتنياهو يفتح ملف "حزب الله"في موقفه من التفاوض الدولي مع ايران

أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو،عشية وصول الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الى اسرائيل الملفات الإقليمية العالقة مع ايران . وقال، في مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، ان المجتمع الدولي يجب الا يتراخى امام ايران التي تدعم بشار الاسد الذي يقتل عشرات الآلاف من الابرياء، وتنشر الإرهاب في العالم وتسلح حزب الله و حماس والجهاد الاسلامي بعشرات آلاف الصواريخ الموجهة الى المدن الإسرائيلية ،كما تهدد الاستقرار في دول كثيرة.

 

الراعي عرض مع القائم بأعمال السفارة السعودية التطورات

وطنية - التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بعد ظهر اليوم، القائم باعمال السفارة السعودية في لبنان عبد الله الزهراني، وكان بحث في الاوضاع العامة والتطورات في المنطقة، اضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

بري بحث مع قائد الجيش الاوضاع الامنية وتلقى رسالتي تهنئة بالاستقلال من نظيره الاوكراني ورئيس مجلس الشيوخ الكندي

وطنية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة قائد الجيش العماد جان قهوجي وعرض معه للاوضاع الامنية في البلاد، في حضور السيد احمد بعلبكي. من جهة اخرى، تلقى بري رسالة من رئيس البرلمان السويدي بيرو ستربيرج، اكد فيها تعزيز التعاون بين البرلمانيين، ووجه له دعوة رسمية لزيارة السويد. كما، تلقى رسالتي تهنئة بعيد الاستقلال من رئيس مجلس النواب الاوكراني فلاديمير ريباك، ورئيس مجلس الشيوخ الكندي نويل كينسيلا.

 

وفد من 14 اذار الى السعودية للرد على نصر الله

رأت أوساط في قوى 14 آذار ان مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تعود إلى بلوغه ومحوره أقصى درجات التوتر في ظل تقدم المفاوضات النووية وارتفاع هواجسه من أن تكون الصفقات الدولية على حسابه، مستغربة اطلالته المباشرة على مدى يومين متعاقبين، وما إذا كانت الظروف الأمنية التي حالت سابقاً دون هذه الاطلالات قد تبددت. وعلمت صحيفة "اللواء" ان 14 آذار بدأت حركة اتصال في ما بين قياداتها لمواجهة الواقع المستجد، عبر موقف مهم ستطلقه خلال مؤتمر يجري اعداده، باعتبار أن مواقف "حزب الله" ضربت صيغة لبنان التي أرساها البطريرك يوسف الحويك التي أسست لقيام الجمهورية. وذكرت المعلومات أن وفداً من هذه القوى سيتوجه إلى المملكة العربية السعودية لعقد لقاء مع الرئيس سعد الحريري والتشاور معه في تطورات الساعة بعد مواقف نصر الله، والقمة اللبنانية - السعودية، كما يزور وفد من هذه القوى واشنطن وموسكو وعدد من عواصم القرار للوقوف على آخر المستجدات.

 

اعتصام لعائلة سمير كساب وممثل وزير الاعلام أعلن قيام أجندة تحرك اعلامي للتأثير على الخاطفين

وطنية - نظمت عائلة المصور اللبناني في قناة سكاي نيوز- عربية سمير كساب، عند الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم، اعتصاما امام حديقة سمير قصير وساحة الشهداء، وذلك بعد مرور اكثر من شهر على احتجازه وزميله المراسل الموريتاني اسحاق مختار وسائقهما السوري، بعدما فقد الاتصال معهم اثناء قيامهم بواجبهم المهني في منطقة حلب في الرابع عشر من الشهر الفائت، حيث كانوا يعملون على إجراء تحقيق ميداني يتعلق بالجانب الانساني لمعاناة السوريين خلال عيد الاضحى المبارك. شارك في الاعتصام مدير الاذاعة اللبنانية محمد ابراهيم ممثلا وزير الاعلام وليد الداعوق، نقيب المصورين كريم الحاج وحشد من المصورين الصحافيين العاملين في محطات التلفزة المحلية والعربية وفي الصحافة المكتوبة والوكالات العربية، الدولية والعالمية، رئيس نادي الصحافة يوسف الحويك، نائب رئيس بلدية حردين- بيت كساب بلدة المصور كساب غسان عبود، مختار البلدة حميد داغر، اعضاء البلدية، الامين العام لمركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب محمد صفا، عائلة سمير كساب: والده انطوان ووالدته ماغي واشقاؤه جورج وربيع وريتا، جدته ورد الحويك، خطيبته رزان حمدان وأصدقاؤه وعدد من ممثلي الهيئات الانسانية وحشد من الزملاء الصحافيين وأهالي قرية حردين -بيت كساب. بداية، تجمع المعتصمون أمام حديقة سمير قصير، حاملين لافتات كتب عليها "اشتقنالك يا كبير خليك قوي يا سمير"، "سمير ناطرينك أهلك ومحبيك"، "وينك عم نناديك" وغيرها من الشعارات، كما حملوا وساروا بمسيرة الى أمام تمثال ساحة الشهداء. والقى شقيق سمير جورج كساب كلمة العائلة، فقال: "فيما لا يزال مصير سمير وزملائه مجهولا، وبانتظار اي تحرك او خطوة من شأنها ان تساهم في معرفة مصيرهم وإطلاقهم، نعيد التذكير بأن سمير كان يقوم بعمله بمهنية ودون انحياز، وهو ليس طرفا في الصراع، يعمل في قناة سكاي نيوز- عربية منذ انطلاقها، ومشهود له بمهنيته وحياديته وانسانيته، كما انه لا ينتمي الى اي حزب او جمعية، وجل اهتمامه عائلته وعمله". وجدد مناشدة "كل من بإمكانه تقديم المساعدة من سياسيين واعلاميين وحقوقيين ومنظمات انسانية وعربية ودولية وأطراف مؤثرة على الاحداث في سوريا، بالعمل على المساعدة في إعادة سمير وزملائه". كما توسل محتجزيه للافراج عنه وعن زملائه، مستنكرا في الوقت نفسه "الاعتداء على الاعلام والاعلاميين"، ومطالبا ب"الإفراج عن كل الصحافيين المخطوفين وتحييدهم عن الصراع لأن مهامهم تقتصر على نقل الاحداث بحيادية وموضوعية".

ابراهيم

وألقى ابراهيم كلمة باسم وزير الاعلام أعلن فيها "التضامن مع قضية سمير كساب وأهله"، ودعا كل المؤسسات الانسانية والاقليمية والدولية الى "القيام باي خطوة باتجاه تحرير سمير وزميله وكل الصحافيين المختطفين".

وقال: "كل الاعراف والشرائع والقوانين الوضعية لشرعة حقوق الانسان ضد احتجاز الحريات الشخصية لا سيما الاعلاميين. الاعلامي، في الحروب خصوصا، يضحي بكل شيء ليوصل الخبر والمعلومة، وذلك في سبيل توثيق الحدث، ولا يجوز إطلاقا حجزهم واختطافهم ومعاقبتهم على قيامهم بمهامهم". ووضع ابراهيم إمكانات وزارة الاعلام المتاحة في خدمة هذه القضية، معلنا عن القيام ب "اجندة تحرك اعلامي للتأثير على الخاطفين".

وباسم نادي الصحافة، دعا الحويك الخاطفين الى إطلاق سمير ورفاقه وعدم التعرض الى المصورين والصحافيين في الحروب. وقال:" للصحافي رسالة ومهمة محددة ولا يشارك مع أي من الجهات المتصارعة".

الى ذلك، وزعت رابطة آل كساب بيانا استنكرت فيه ظاهرة الخطف عموما وخطف أحد أعضائها، المصور سمير كساب، خصوصا، وأهابت بالسلطات المدنية والدينية اللبنانية "التدخل لدى الجهات المعنية في سوريا من أجل معرفة مصيره وإطلاق سراحه، إسوة بمخطوفي أعزاز المحررين حديثا"، مؤكدة ان "مبدأ الخطف مرفوض رفضا تاما من جميع الديانات السماوية، وهو يتعارض مع أبسط مبادىء حقوق الانسان وشرعة الامم المتحدة".

وأملت رابطة آل كساب في بيانها ان تصل هذه المأساة سريعا الى خواتيمها السعيدة مع إطلاق سراح ابنها سمير دون قيد او شرط "وهي تقف بكل إمكاناتها الى جانب عائلته حتى تخطي هذه المحنة الأليمة".

 

لبنان لا يزال وسيبقى عصيّاً على التعليب والطيّ وأكبر بكثير من كل مَن تصوَّر أنّه قادر على بلعه وهضمه

"المستقبل اليوم"/صار من الضروري، والضروري جدّاً، أن يقول أحد ما في هذه الدنيا، للسيد حسن نصر الله، إنّ مفعول يقينيّاته لا يسري خارج نطاق محوره القائم بين نظامَي بشار الكيماوي من جهة وإيران من جهة ثانية.. وأنّ لبنان ومهما كانت مقوّمات الصلف الذي يواجهه، كان ولا يزال وسيبقى عصيّاً على التعليب والطيّ وأكبر بكثير من كل مَن تصوَّر أنّه قادر على بلعه وهضمه، أو التحكّم بمقوّماته وناسه، أو دفعه إلى الإذعان والرضوخ لمنطق الاستبداد والظلم والطغيان. وأنّ اللبنانيين في أوّل المطاف وآخره، هم صنو الحرّية، وأنّهم فوق ذلك وقبله وبعده عاشوا ونموا وكبروا وانتشروا وفق مُعطى التسوية النبيلة التي تحفظ للجميع حقوقهم وكراماتهم وانتماءاتهم، وأنّ أي خلل مَرضي كسري فرضي في ذلك المُعطى لم يولّد ولن يولّد إلاّ الكوارث ولم ينتج ولن ينتج إلاّ الخسائر، حتى لمَن ظنّ ويظن واهماً أنّه منتصر أو أقوى من غيره. يصرّ نصر الله على الشرّ ويفترض أنّ ارتباطاته وارتكاباته ومشاركته في ذبح شعب سوريا وتكسير الشرعية اللبنانية ومسح أسس الشراكة الوطنية بالأرض، والإيغال في منطق التحدّي والتشاوف والمكابرة والصلف والغرور هي بضاعة يمكن له أن يبيعها للبنانيين أو يفرضها عليهم غصباً عنهم، أو أن يُعمّم ذاتيّاته وسياساته ومحوره عليهم.. أو أن ينسيهم أصلهم وفصلهم الذي كان ولا يزال وسيبقى بعيداً ونائياً عن الرضوخ أو الإذعان لأنظمة الإجرام والطغيان. خياره في دعم حليفه الكيماوي هو خيار لعَنَه السوريون والعرب والمسلمون في كل مكان وسيتوّج التاريخ تلك اللعنة ويبقيها في صفحاته أبد الدهر.. والباقي تفاصيل.

 

مقتل قيادي في حزب الله بمعارك السيدة زينب

قُتل في سوريا قائد عمليات حزب الله اللبناني، علي شبيب، في السيدة زينب، وبحسب المعارضة السورية، فإن شبيب مات متأثراً بجراح أصيب بها قبل أيام. ونشر موقع جنوب لبنان، التابع لحزب الله، خبر مقتل شبيب والمعروف أيضاً بأبو تراب الرويس، خلال معارك في سوريا، ولم يحدد الموقع مكان مقتله. ميدانياً، ارتفع عدد القتلى في سوريا حتى اللحظة إلى 17 قتيلاً، سقط معظمهم في دمشق وريفها وحمص وحلب. وأفاد ناشطون باستمرار القصف المدفعي على بلدة القارة وجريجير في القلمون بالتزامن مع اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام. فيما تحدثت الهيئة العامة للثورة عن استهداف الجيش الحر قوات النظام على الأوتستراد الدولي بين دمشق وحمص من جهة النبك. وفي الغوطة الغربية في ريف دمشق، استهدف النظام وفقاً لمصادر المعارضة معضمية الشام، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى. شمالاً تحدث مركز حلب الإعلامي عن استهداف الثوار مطار النيرب العسكري بقذائف وصواريخ قالوا إنها محلية الصنع، إضافة إلى اشتباكات في محيط مطار حلب الدولي قرب اللواء ثمانين.

 

عكاظ: امكان الاتفاق الاميركي – الايراني يؤخّر الانفجار الامني في لبنان

المركزية- كشفت مصادر دبلوماسية غربية في بيروت لصحيفة "عكاظ" السعودية عن "مخاوف امنية جدّية تُحيط بلبنان في هذه المرحلة والأمور مفتوحة على كل الاحتمالات". ولفتت المصادر الى ان "انسداد الأفق السياسي الداخلي إضافة إلى المؤشرات الأمنية في طرابلس وعلى الحدود مع سوريا تجعل الأمور كلّها في وضع خطر ومتفجر"، معتبرة ان "ما يؤخر الانفجار تأمّل البعض في إنجاز إتفاق إيراني- اميركي على الملف النووي إلا ان تعثر هكذا اتفاق سيذهب بالأمور في لبنان إلى تصعيد خطير".

 

مقتل قائد ميدانيلـ "حزب الله" في سوريا

 المستقبل/نقل جثمان قائد عسكري ميداني لـ"حزب الله" قتل أخيراً في سوريا أمس الى مستشفى راغب حرب في تول ـ النبطية ويدعى حسن محمد مرعي، وهو في العقد الرابع من عمره، وكان قائد مجموعة للحزب داخل الأراضي السورية. ويشيع مرعي غداً الاثنين في مسقط رأسه جبشيت في قضاء النبطية. وكان تردد فور الإعلان عن مقتل مرعي في سوريا، أنه المطلوب رقم 5 في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولكن تبين لاحقاً أنه ليس هو وأن اسم الأب ومكان الولادة وتاريخها مختلفان. وكان "حزب الله" شيّع في بلدة معركة في قضاء صور أول من أمس قتيلاً آخر من قتلاه في سوريا هو حسن أحمد بلاغي الذي حمل نعشه على أكف زملاء له يرتدون الزي العسكري. وتقدم المشيعين عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي وعدد من مسؤولي "حزب الله".

 

الوزير السابق محمد شطح لرأي عام يقول "لا" لـ "حزب الله"

 المستقبل/لاحظ مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح، أن "حزب الله يتحدث عن دوره في لبنان وكأنه باقٍ الى الأبد"، مشدداً على وجوب "أن يتشكل رأي عام كبير يقول "لا" لحزب الله، لأن لبنان لا يتحمل هذا الأمر". ودعا الى "الالتزام بخارطة الطريق التي وُضعت مع إعلان بعبدا".وقال في حديث الى إذاعة "لبنان الحر" أمس: "لبنان معرّض للخطر لأن العواصف حوله والمتغيرات السلبية والإيجابية كلها مهيئة لأن تضعنا في أماكن جديدة. هناك نزاع إقليمي كبير جداً تقوده إيران، وقد فُرض على لبنان أن يكون جزءاً أساسياً من هذا النزاع، وبات القطعة الأساسية على طاولة الشطرنج في هذه المواجهة الكبرى، إذ إن هناك من ورّط لبنان بدرجة مرتفعة جداً، بلعب دور السلاح. لبنان بات ساحة أساسية في المواجهة التي احتدمت، خصوصاً بعد ما حدث في سوريا". أضاف: "التعابير التي نسمعها من إيران وإيجابيتها في الكلام، وتناقض ذلك مع ما يُقال في لبنان يؤشر الى أن إيران لم تتغير في العمق، وأن كلام إيران الايجابي ينبع بالدرجة الأولى من أن العقوبات الاقتصادية على إيران وصلت الى مكان لا يمكن معه إلا فك هذا الخناق عنها". وقال: "من يعتقد أن أي قوى كبيرة، إقليمية أو دولية، قادرة على تقسيم النفوذ يكون مخطئاً، هذا الأمر لم يعد قائماً، ولا يمكن لأحد أن يفرض نفسه بالطريقة القديمة. من يتوهم أن روسيا وأميركا أو إيران وأميركا سيوزعان النفوذ في المنطقة يكون مخطئاً". وأوضح أن "معظم اللبنانيين لا يشاركون حزب الله بأن لبنان يجب أن يبقى ساحة صراع وأداة أساسية في محور ما"، لافتاً الى أن "هناك خارطة طريق وُضعت مع إعلان بعبدا، والأعمدة الأساسية لهذه الطريق هي أن تستعيد الدولة في لبنان سلطتها وسيادتها كاملة، وأن تتم حماية لبنان جنوباً من إسرائيل وشرقاً من تداعيات الحرب السورية، وأن يستكمل لبنان تدعيم نظامه الداخلي عبر نظام الطائف".

 

تذكير "حزب الله" وغيره بكيفية صدور "اعلان بعبدا

"المستقبل اليوم"/ لم يكن غريباً ان يعيد الرئيس ميشال سليمان تذكير "حزب الله" وغيره بكيفية صدور "اعلان بعبدا" وماذا يعني ذلك الاعلان والعودة بالتالي الى تأكيد التمسك به باعتباره طريقاً لا ثاني ولا ثالث له لمحاولة ابقاء النار السورية خارج حدود الكيان ومكوناته الوطنية. ولم يكن غريباً بالمقابل ان يحضر الجميع باستثناء "حزب الله" الى حيث القى رئيس الجمهورية كلمته باعتبار ان الشكل يدل على المضمون، وطالما ان الحزب لحس توقيعه ونقض موافقته وتراجع عن التزاماته وهذه من عاداته المأثورة، فلا داعي او مبرر ليأتي ويستمع الى محاضرة تذكره بمدى نكرانه.. او تدله على السبيل الصحيح والوحيد الذي يحفظ ما تبقى من عرىً وثقى تجمع بين اللبنانيين وتجنبهم شرور التجارب المريرة والمكلفة والعبثية. وما قاله الرئيس سليمان هو في المحصلة نتاج المنطق والحكمة ووضع المصلحة الوطنية العليا فوق كل شيء وقبل اي ارتباط او ارتهان او تبعية تناقضها، عدا عن كونه تكثيفاً تلقائياً لمعظم المواقف الوطنية والخارجية التي دعت وتدعو الى سياسة النأي بالنفس عن النار السورية، والى تراجع "حزب الله" عن غيّه وعودته من انغماسه الدموي في المذبحة الاسدية في حق الشعب العربي السوري، كما عودته الى لبنان والانضواء تحت سقف شرعيته الدستورية القائمة وتحت خيمة الاجتماع الاهلي، صوناً وحفظاً لما تبقى من هذه وتلك.ولكن لأن قراره ليس في يده، ولأنه في الاساس لا يأخذ في حسبانه الا مصالح ارتباطاته الخارجية وليس مصلحة لبنان واللبنانيين، فانه تعامل ويتعامل وسيتعامل دائماً مع اهله تعامل "الابن الضال" الذي لا يبدو انه سيعود الى بيته قريباً، بل الأرجح أن يبقى ضالاً وأن يذهب بعيداً في ضلاله.

 

الوطن السعودية: مهما تنفخت اوداج نصر الله لن ترتفع معنويات جمهـوره

المركزية- اعتبرت صحيفة "الوطن السعودية" ان "امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله، ظهر اول من امس ليعلن ان لولاه لسقطت سوريا، فهو يؤكد بصورة غير مباشرة ان النظام السوري بلغ مرحلة من الضعف استدعت تدخل الآخرين لإنقاذه وجعله يتماسك قليلا، وان يخرج علنا وهو الذي اعتاد ان يخاطب انصاره عبر شاشة "بلازما" فتلك إشارة إلى محاولة منه لرفع معنويات اتباعه وطائفته ممن هبطت عزائمهم وهم يرون جثث مقاتلي "حزب الله" تأتي تباعا إلى ضاحية بيروت وغيرها من اجل معركة خاسرة". وفي الموقف اليومي للصحيفة، اضافت ان "نصرالله لا يستطيع ان ينكر ولاءه المطلق لإيران وتلقيه التعليمات والتوجيهات منها في كل جزئية يتحرك بها، ولذلك فإن ادعاءه بأن تدخله في سوريا من اجل فلسطين لتغطية ممارساته في قتل الشعب السوري دفاعا عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد مردود عليه، وهو كلام لا يقنع، وكذبة الدفاع عن فلسطين التي طالما نادى بها بانت وانكشفت ولم تعد تنفع بعد الشعارات الطائفية التي رفعها مقاتلوه في سوريا، فالقصير بعيدة عن حيفا، ودمشق ليست القدس، اما الحقيقة الوحيدة فهي انه ينفذ إملاءات طهران ومرشد إيران بحكم التبعية المطلقة التي لا يستطيع إنكارها، وهو الذي يمجّد مرشد قم في ختام خطاباته". وتابعت الصحيفة "حزب الله" ورّط لبنان في المأزق السوري رغم علمه بأن قيادة لبنان اوضحت مراراً انها تقف على الحياد وتنأى بنفسها عن الأزمة السورية، واخترق "إعلان بعبدا" الذي ينص على حفظ الوحدة اللبنانية، فخرج عن النسق متحدياً الإرادة اللبنانية والسياسة الخارجية للدولة، ليقحم الجميع في معركة تهدف إلى بقاء الأسد اطول مدة ممكنة، وإلى تعزيز الاستقطابات الطائفية في المنطقة من غير إدراك بأن ما يفعله سينعكس سلبا عليه لاحقا حين لا ينفع الندم". وختمت الصحيفة "سواء تنفخت اوداج زعيم "حزب الله" او صرخ فلن ترتفع معنويات جمهوره، فالكل يعلم ان حزبه في وضع لا يحسد عليه، فهو صار منبوذاً لبنانياً، وايران قد تتخلى عنه وهي تفاوض الولايات المتحدة حول سلاحها النووي، وربما فعلت مثل النظام السوري الذي سلّم اسلحته الكيميائية، وسقوط النظام السوري متى حدث فهو يعني نهاية الحزب الحتمية لأن الطائرات والدبابات التي تمهد له الطريق اليوم ستختفي، ولن يقوى بعدها على الحديث عن تدخله في سوريا ليحرر فلسطين".

 

بنك معلومات إسرائيل يشمل 80 % من مخازن صواريخ "حزب الله"

حميد غريافي: السياسة/كشفت مصادر استخبارية إسرائيلية أن أبراج التجسس على الحدود مع لبنان موجودة منذ نهاية العام الماضي, وأنها نجحت في اختراق شبكات "حزب الله" طيلة الأحد عشر شهراً الماضية, مستغربة إثارة الموضوع في لبنان خلال هذه الفترة رغم وجود الأبراج منذ فترة طويلة. وقالت مصادر استخبارية اسرائيلية في بروكسل لديبلوماسي عربي إن الاستغاثات بالدولة التي يطلقها "حزب الله" هي "محاولة متعمدة وسخيفة لنفض يده من فشله وفشل أسياده في طهران وحلفائه في روسيا وكوريا الشمالية والصين بمواجهة الكترونيات اسرائيل". وكشف الديبلوماسي ل¯"السياسة" معلومات خطيرة عن "الاختراق الاسرائيلي غير المسبوق" لشبكات اتصالات "حزب الله" و"حركة أمل" على كامل التراب اللبناني, مشيراً إلى أن الأمين العام للحزب حسن نصرالله وكبار القياديين السياسيين والأمنيين, "لا يستخدمون إلا نادراً هواتفهم الجوالة, خصوصا بعد اتهام المحكمة الدولية خمسة من عناصرهم بالضلوع في اغتيال رفيق الحريري (في فبراير 2005) اعتماداً على المكالمات الهاتفية التي أجروها قبل وفي أثناء وبعد الجريمة, التي زودت اسرائيل المحكمة بها".

وأضاف الديبلوماسي, استناداً إلى معلومات استخبارية عربية وغربية, أن "اجهزة المراقبة "التنصت" التي زودت بها ايران ربيبها في لبنان منذ ما بعد حرب 2006, باتت من الماضي وإن كانت ادخلت عليها بعض التطوير مقابل زيادة اسرائيل 14 برجاً جديداً ليصبح عددها على امتداد الشريط الأزرق 39, اضافة الى تجسس اصطناعي عبري مثبت فوق لبنان خصيصاً, وإلى مئات الاجهزة التجسسية الاسرائيلية المزروعة في مختلف محافظات لبنان وفي قلب شبكات اتصالات حزب الله وحركة أمل". وكشف أن الاستخبارات الخارجية والعسكرية الاسرائيلية "الموساد" و"أمان" باتت "تمتلك بنكاً من المعلومات عن أماكن نصب وتخزين صواريخ "حزب الله" حتى داخل المنازل في جنوب الليطاني, حيث تتدرب القوات العبرية حاليا على حدود لبنان لاقتحام تلك المنازل وكذلك في البقاع الاوسط والشمالي ومرتفعات الجبال, ما يبلغ مستوى الثمانين في المئة من الترسانة الصاروخية, فيما انصبت شبكات تجسسها الالكترونية خارج وداخل لبنان بواسطة عملائها على الارض خلال الاشهر العشرة الماضية على مراقبة تحركات الحزب والحركة لنقل أسلحة كيماوية بيولوجية من سورية الى مناطقهما خصوصاً في البقاع الشمالي".

ويمتلك الاسرائيليون, حسب موظف كبير في محطتهم الأضخم في العالم المقامة في بروكسل, "أدق المعلومات عن اماكن تواجد قيادات "حزب الله" في بيروت وضواحيها والاقضية اللبنانية عموماً, فيما يركزون على نبيه بري الذي يعرف تماماً أنه ملاحق, لذلك لا يتنقل إلا نادراً".

 

"حزب الله" يصعد تهديداته لأن سلاحه بات على طاولة المفاوضات ويدرك أن إيران ستدفع فواتير باهظة لقاء أي صفقة أو تفاهم مع الغرب 

"السياسة" - خاص: لا يمكن تفسير نبرة التهديد والوعيد على ألسنة قادة "حزب الله" بمعزل عما يجري في المنطقة, وتحديداً في ما يتعلق بالمفاوضات بين إيران والدول الكبرى, التي ستضطر الجمهورية الإسلامية خلالها لـ"الدفع من جيبها" هذه المرة. يدرك "حزب الله" أن سلاحه بات جدياً على طاولة المفاوضات الجارية على أكثر من صعيد بشأن ترتيب أوضاع المنطقة, من سورية إلى العراق وصولاً إلى الملف النووي الإيراني, كما يدرك أن نظام طهران في مرحلة رسم سياسة خارجية جديدة, لا تخرج عن سقف تطلعاته الاقليمية لجهة بسط نفوذه ومد يده إلى المتوسط, لكن مع الاعتراف ضمناً بأن هناك أثماناً حان وقت دفعها.

مصادر سياسية مطلعة أكدت لـ"السياسة" أن خطابات قادة "حزب الله" النارية, من خطاب رئيس كتلته النيابية محمد رعد "الهستيري" الأسبوع الماضي إلى خطابي الأمين العام حسن نصر الله الأربعاء والخميس الماضيين, تهدف إلى توجيه رسالة "لكل من يهمه الأمر" أن الساحة اللبنانية لن تكون جائزة ترضية لأي من الخاسرين على طاولة المفاوضات, مشيرة إلى أن الحزب يخشى صفقة إيرانية - دولية تفضي إلى تقويض نفوذه وإنهاء هيمنته وسطوته في لبنان. وأوضحت أن الحزب يمر بفترة عصيبة ويتحسب لإمكانية أن تؤدي التفاهمات المتوقعة بين إيران والولايات المتحدة إلى رسم خريطة جديدة لتقاسم النفوذ في المنطقة, لا يكون فيها لاعباً أساسياً, وبالتالي فهو يسعى إلى إبقاء "الستاتيكو" القائم في لبنان وعدم السماح بتشكيل حكومة جديدة, ليقينه بأنها ستشكل عامل ضغط كبير عليه للانسحاب من المستنقع السوري.

وبناء على ذلك, يحاول الحزب استنهاض مشروعه لتغيير تركيبة النظام اللبناني, من خلال تعميق الاهتراء المؤسساتي الذي بدأ مع التمديد للمجلس النيابي ثم استقالة الحكومة, ويتوقع أن يكتمل عقده مع تطيير الانتخابات الرئاسية في صيف العام المقبل. وأضافت المصادر إن الحزب يعارض أي تمديد للرئيس ميشال سليمان بعد انتهاء ولايته, انطلاقاً من مآخذه الكثيرة عليه, سيما لجهة انتقاداته الكثيرة للانخراط في الحرب السورية وحديثه المتكرر عن ضرورة وضع السلاح بإمرة الدولة, إلا أن الحزب رغم ذلك قد يجد نفسه مضطراً للسير بخيار التمديد, إذا توافقت عليه الدول العربية والاقليمية والغربية كخيار وحيد في ظل بقاء الحال في سورية على حالها حتى الربيع المقبل وعدم نضوج التفاهمات الاقليمية.

لكن أكثر ما يخشاه الحزب, وفقاً للمصادر, هو لجوء سليمان مع الرئيس المكلف تمام سلام إلى تشكيل حكومة "أمر واقع" رغم يقينهما بأنها لن تحصل على الثقة في المجلس النيابي, بهدف تحويلها إلى حكومة تصريف أعمال تتولى السلطة بدل حكومة تصريف الأعمال الحالية, إذا تعذر انتخاب رئيس للجمهورية بحلول الصيف المقبل.

وأشارت المصادر إلى أن الحزب مطمئن "مرحلياً" إلى أن سليمان وسلام لن يقدما على هذه الخطوة, أقله في الفترة القليلة المقبلة, خشية ارتدادتها الخطيرة على الساحة الداخلية, إلا أنه يخشى احتدام المواجهة الاقليمية على خلفية الحرب السورية, الأمر الذي سيدفعهما للجوء إلى هذا الخيار, لمنع قوى "8 آذار" من أخذ لبنان "رهينة" في حال انتهت ولاية سليمان, في ظل حكومة تصريف الأعمال الحالية.

"حزب الله" الذي يستفز خصومه بمحاولة الإيحاء بأنه "منتصر" وأن عليهم القبول بالهزيمة, يحاول في الوقت نفسه, وفقاً للمصادر, مساعدة قوات النظام السوري في تحقيق أكبر قدر من المكاسب الميدانية بهدف تحصيلها على شكل مكاسب سياسية لاحقاً, قبل أن تأتيه الأوامر من طهران بالانسحاب من سورية, ربما خلال أو بعد مؤتمر "جنيف 2" الذي تسعى الدول الكبرى إلى عقده قبل نهاية العام الجاري, وهو ما ألمح إليه وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف, حين أكد الأسبوع الماضي, استعداد بلاده لدعوة "جميع الأطراف الأجنبية" للخروج من سورية, رداً على سؤال خلال مقابلة تلفزيونية, على موقفه من كلام وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي دعا إيران إلى الانسحاب مع حليفها "حزب الله" من سورية, كخطوة حسن نية قبل الحديث عن تحسين علاقاتها مع دول الجوار.

وإذا كان مؤيدو النظام الإيراني في المنطقة يتصرفون حالياً على أساس أنه حقق نصراً مبيناً في دفع الغرب, وتحديداً واشنطن, إلى التفاهم معه, إلا أن "حزب الله" يدرك أكثر من غيره, نظراً لقربه الشديد من دوائر القرار في طهران, أن هذه المقولة تنقصها الدقة, لأن أي صفقة (أو تفاهم) ستتطلب  تنازلات من الإيرانيين, الذين سيضطرون إلى دفع فواتير إقليمية باهظة لصالح تخفيف العقوبات التي باتت تخنق اقتصاد بلادهم.

وانطلاقاً من ذلك, يخشى الحزب, وفقاً للمصادر, أن يكون سلاحه بات على طاولة المفاوضات بين إيران والغرب, وأن يكون قص أجنحة طهران الإقليمية هو أول نتائجها, سيما في ظل وجود قراءة سياسية تفيد أن التفاهمات الغربية - الإيرانية والأميركية - الروسية بشأن المنطقة لن تقتصر على النزاع السوري أو الملف النووي الإيراني, بل ستؤدي في النهاية إلى "إنهاء" الصراع العربي - الإسرائيلي وطي صفحة الحروب من خلال تسوية سياسية, وبالتالي تصبح ورقة سلاح الحزب بيد إيران "منتهية الصلاحية".

 

محكمة خاصة للمتضررين اللبنانيين من الوجود السوري

 السياسة/أنتج الوجود السوري في لبنان مآسي وويلاتٍ أصابت العديد من العائلات اللبنانية, من أبرزها المحاكمات "المزيفة" التي طالت تحديداً مناهضي الوجود السوري, فيما تداعياتها لا تزال حتى الساعة تعطل حياة الكثير من اللبنانيين وتعرقل مستقبلهم. انطلاقاً من ذلك تشكلت هيئة من الناشطين, هدفها إنشاء محكمة خاصة استثنائية تنظر بأوضاع اللبنانيين الذين تضرروا نتيجة الأحكام أو القرارات أو الإجراءات الصادرة في ظل سلطة الوصاية السورية في لبنان, خلافاً لاتفاق الطائف والمواثيق الدولية خلال الفترة الواقعة بين 22 نوفمبر 1992, و26 ابريل 2005 تاريخ انسحاب الجيش السوري من لبنان. رئيس هيئة المتابعة من أجل إنشاء المحكمة الخاصة الاستثنائية الدكتور فيكتور غريب, اوضح لموقع "لبنان الآن" أن المشروع وُضع بناءً على استدعاءٍ مقدَّم من كل ذي صفة ومصلحة عملاً بالمادة 7, معطوفاً على المادة 9 من قانون أصول المحاكمات المدنية, وهو يشمل كل المظلومين في تلك الفترة المذكورة أعلاه ومن الطوائف والمذاهب كافة. مشروع المحكمة الذي يحتاج إلى توقيع عشرة نواب في المجلس, تدور الكثير من التساؤلات بشأن إمكان تطبيقه في ظل استبدال الوصاية السورية بوصاية إيرانية.

 

البطريرك الراعي عرض مع القائم بأعمال السفارة السعودية للتطورات

التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القائم باعمال السفارة السعودية في لبنان عبد الله الزهراني، وكان بحث في الاوضاع العامة والتطورات في المنطقة، اضافة الى العلاقات الثنائية بين البلدين.

 

الجيش دهم بريتال واعتقل مطلوبا بمذكرات توقيف

أفادت الوكالة الوطنية للاعلام ان قوة من الجيش اللبناني دهمت فجرا بلدة بريتال والقت القبض على ديب.ع، المطلوب بمذكرات توقيف منها سرقة سيارات.

 

فوز "القوات" برئاسة الهيئة الطالبية في كليتي الهندسة وإدارة الأعمال بالاميركية

اعلنت مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية في بيان انها فازت برئاسة الهيئة الطالبية بكلية إدارة الأعمال في الجامعة الاميركية في بيروت AUB حيث حصل الطالب أنطوني أبو نادر على أعلى نسبة تصويت.

كما سبق وفاز الطالب سميح أبي كرم بمنصب رئيس الهيئة الطلابية في كلية الهندسة في الـAUB.

 

ريفي: يكفي شعبة المعلومات فخراً إحباطها مؤامرات العدو والعدو المتنكر بثياب الصديق، وآن لكم أن تخجلوا

صدر عن اللواء أشرف ريفي البيان الآتي: خلال ممارستي لمسؤوليتي في موقعي الرسمي في قيادة قوى الأمن الداخلي، وبعد انتهاء مهمتي وانتقالي لممارسة الشأن العام، وأنا أتحسب جيداً لما سيقوم به النظام السوري وأعوانه في لبنان، ولهذا لم أفاجأ في كل مرة كانت تفلت فيها ألسنة أبواق هذا النظام، بمآثر التزوير وتغطية الجرائم الإرهابية، من تفجير واغتيال ارتكبها في لبنان ومازال. ولأن الرد على هؤلاء في غير مكانه،لكونهم مجرد عازفين في أوركسترا بشار الأسد الإجرامية، فأنا أوجه كلامي للنظام السوري مباشرة، وأقول له أن الحساب على ما ارتكبته في لبنان آت. كما أتوجه الى أهلي اللبنانيين الشرفاء، الذين صنعوا مسيرة الاستقلال منذ العام 2005 بصبر وشجاعة، والذين احتضنوا مؤسسة قوى الأمن الداخلي والقوى الأمنية، وهي تصنع الانجاز تلو الإنجاز حماية للبنان، وأقول لهم كما قلت دائماً: العدالة آتية. للنظام السوري وللناطقين باسمه، وخصوصاً منهم اثنين، نائب حالي، ومدير أمن سابق، أقول: إن محاولتكم تشويه انجازات فرع المعلومات، تشبه ساقطاً في حفرة تغطية الجريمة، ومع ذلك فهو يستمر في الحفر. لن ينفع تجاهلكم أن هذه الشعبة هي جهاز أمني لبناني، وضابطة عدلية مساعدة للقضاء، أسهمت بمكافحة ورصد كل الجرائم الإرهابية التي ارتكبها حليفكم، من عين علق الى خطف الاستونيين، الى مؤامرة سماحة المملوك. كما يكفيها فخراً أن أنجزت تفكيك الشبكات الاسرائيلية في الوقت نفسه، فكانت في المرصاد لمؤامرات العدو، والعدو المتنكر بثياب الصديق. لم يفاجئني استهدافكم لشعبة المعلومات، فأنتم امتهنتم مهنة الدفاع عن جرائم النظام السوري في لبنان. فمن أين لمكلفين ملفات قذرة كهذه أن يقولوا كلمة حق. لقد فاتكم أن دفاعكم المستميت عن هذه الجرائم ومرتكبيها، أسقطه ملف التحقيق المثبت بالأدلة، بإشراف القضاء الذي قال كلمته، فإلى متى تستمرون في دحض الوقائع والحقائق؟ تكفي من بين مئات الأدلة، صور وجوه القتلة المثبتة بالكاميرات، أمام مسجدي التقوى والسلام، وتكفي صور أشلاء الشهداء وأصوات الجرحى، لنقول لكم:آن أن تخجلوا. تستهدفونني باسم النظام السوري وبالنيابة عنه، وهذا وسام على صدري. فأنا إبن الدولة والمؤسسات، والنقيض الطبيعي للميليشيات التي زرعتموها وحلفاءكم في ارجاء لبنان. لقد قمت طوال مسيرتي العسكرية والأمنية، بواجبي في حماية وطني وأهلي وسأستمر. ولا بأس بتذكيركم أنتم ورؤس النظام السوري، بأننا عندما كنا على رأس مؤسسة قوى الأمن الداخلي، خرقنا كل خطوطكم الحمر، وفككنا فتح الإسلام التي أرسلتموها لتفجير لبنان، عبر إنشاء إمارة مختبئة بعباءة الاسلام في الشمال. ولا بأس أيضا،ً وأنتم دعاة تحالف الأقليات، من تذكيركم بأننا كشفنا التركيبة المخابراتية ذاتها، صنيعة النظام السوري، وهي ترتكب الجريمة الكبرى في عين علق، وهي الجريمة الشبيهة بتفجيرات طرابلس، وكل الجرائم الإرهابية للنظام، الذي اخترع نموذج أبو عدس، وبعض التركيبات المخابراتية، في العراق وسوريا ولبنان،لتنفيذ مؤامراته.وعد مني لأهلي وللبنانيين، أن أناضل دائماً، كي نحمي وطننا من إرهاب نظامكم. فهذا الوطن الحبيب لن يلطخ ارتهانكم صورته الناصعة، وهو يستحق أن يكون وطناً للحياة والعدالة والأمن والسلام.

 

عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري: خطاب نصرالله في عاشوراء يهدد الشراكة الوطنية

وطنية - رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري ان خطاب الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله في يوم عاشوراء "يهدد الشراكة الوطنية". وقال في حديث الى تلفزيون "المستقبل": "كلنا نذكر كلام نصرالله حين افتخر بأنه جندي في جيش ولاية الفقيه، وحين ذكر أنه في حال تعرضت ايران للخطر، فلن نقف مكتوفي الايدي. اي ان "حزب الله" لا ينفي انه الذراع الايرانية في المنطقة وفي لبنان، والاولوية عنده هي اولوية المصالح الايرانية وليس اللبنانية". وسأل: "نصرالله قال إنه لا يمكن ان يفرطوا بقضية سوريا وقضية المقاومة وقضايا اخرى في سبيل مقاعد نيابية لا تقدم ولا تؤخر، لماذا اذا يصر حزب الله على المشاركة في الحكومة التي يفرضها هو؟". وأوضح انه "حين يتحقق انسحاب حزب الله من سوريا، ويلتزم إعلان بعبدا، ننتقل من الوضع الأكثر سوءا إلى الوضع السيىء سابقا". وشدد على ان "سلاح الحزب في الداخل يشكل عبئا عليه"، وقال: "لن يحترم اللبناني هذا السلاح في الداخل، على خلاف ما كان هذا السلاح عندما كان موجها ضد العدو الاسرائيلي. على حزب الله ان يقتنع انه في مأزق حقيقي مع اللبنانيين". وتعليقا على كلام النائب محمد رعد على أن لبنان كان ساحة للملاهي الليلية والسمسرات، قال حوري: "لعل ملاهي بعض المناطق في بيروت تشهد على ابناء مسؤولين في "حزب الله" يحجزون ملاهي بأكملها يوميا ويسهرون فيها يوميا". وفي ما يتعلق بزيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى السعودية، قال حوري: "إن الفريق الآخر في لبنان يحاول ان يقول ان زيارة سليمان الى السعودية هي لبحث قضايا لبنانية داخلية، وهذا غير صحيح. لا الرئيس سليمان ولا الجانب السعودي يهدفون لبحث امور داخلية في هكذا لقاء". وعن وجود الرئيس سعد الحريري في القمة اللبنانية ـ السعودية، قال حوري: "المكانة التي يتمتع بها الرئيس سعد الحريري ليست فقط لأنه رئيس حكومة سابق، وليست فقط لأنه زعيم "تيار المستقبل"، ولكن لأن له رمزية خاصة تمثل توجها اعتداليا في لبنان، يعبر عن قاعدة عريضة جدا، وليس على مستوى طائفي او مذهبي فقط". وفي ما يتعلق بمعركة القلمون، قال حوري: "الواضح ان الامر في سوريا اصبح موضوع كر وفر، يخبرنا النظام ووسائل اعلامه في لبنان عن انتصارات يقوم بها الجيش النظامي السوري، من دون ان يخبرنا عن المناطق التي تقدمت فيها المعارضة السورية. لا بد من حل سياسي في سوريا، يجب ان يذهب الشعب السوري الى مرحلة يصل فيها الى نظام تعددي ديموقراطي، ولكن من خلال تفاهم معين". الى ذلك، تطرق حوري الى موضوع المحكمة الدولية، فأوضح ان "تسديد حصة لبنان من المحكمة الدولية يجب أن يتم، واذا لم يتم سيكون هذا الامر دينا يسجل على لبنان".

 

فتفت: يدمرون الدولة لبناء دولة ولاية الفقيه وجعل لبنان قاعدة للجيش الايراني وهم يغضون الطرف عن اسرائيل

وطنية - رأى النائب أحمد فتفت ان "حزب الله واتباعه يسيطرون على الدولة، فهم يدمرونها تدميرا منهجيا لأنهم يريدون الاستيلاء على أشلائها من أجل بناء دولة ولاية الفقيه". وإستغرب "تهاون حزب الله مع إسرائيل، اذ ظهر جليا بالأمس في كلمة السيد حسن نصرالله، عندما أكد رفضه السماع لرأي الدولة اللبنانية أو لرأي أحد في ما خص الشأن السوري، في حين أنه عندما جاء دور إسرائيل قال في ما خص أجهزة التنصت: هذا شأن الدولة. أليس هذا الأمر تقاطعا واضحا مع مصلحة الكيان الصهيوني؟ عن أية ممانعة ومقاومة يتكلمون في حين نراهم يدافعون عن نظام الاسد الذي حمى الحدود مع إسرائيل في الجولان"؟

كلام فتفت جاء خلال تمثيله الرئيس سعد الحريري في حفل افتتاح قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في بلدة قرحيا- قضاء الضنية، التي تم تجهيزها على نفقة الاستاذ احمد الخير، في حضور النواب: قاسم عبد العزيز، كاظم الخير ومعين المرعبي، عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" محمد المراد، منسقي "تيار المستقبل" في الضنية والمنية هيثم الصمد وبسام الرملاوي ورؤساء بلديات من منطقتي المنية والضنية ومخاتير ورجال دين ووجوه إجتماعية وثقافية وتربوية. استهل فتفت كلامه قائلا: "شرفني دولة الرئيس سعد الحريري وكلفني بتمثيله في هذه القرية النقية التي شاء التاريخ ان يجعل لها مقاما مرتين: مرة عندما كان الانقسام وسيلة لمحاولة كبح جماح الانماء، ومرة أخرى سنة 2000 عندما تم تقسيم المنية عن الضنية، فاعتقدوا أن عكار المقاومة بعيدة جدا، فكان رد قرحيا بالتقاء عكار القريبة وبالانتصار الكبير، واليوم قرحيا تفتخر بأنها نقطة التقاء بين المنية والضنية وخصوصا في عمل الخير وفي الانماء، لذلك لدي رسالة ثانية من دولة الرئيس سعد الحريري هي تحية لاهالي هذه البلدة، وتحية لاهالي المنية والضنية، وشكر كبير لصاحب الفضل في هذا اليوم الصديق الاستاذ احمد الخير".

أضاف: "الانماء ليس كلمة للتجارة السياسية، الانماء المتوازن مشروع متكامل طرحه الرئيس الشهيد رفيق الحريري منذ الطائف، ثم قاده بنفسه، حتى أنه قد تم منعه من زيارة الشمال بعد زيارته الشهيرة للضنية سنة 2000، كما تم منعه من أن يكون فاعلا، فجاءت ثورة الارز وأطلق مشروع الانماء، فحاولوا جاهدين كبح جماحها، حاولوا منع حكومات التسوية الوطنية التي جاءت بعد سنة 2005 من أن تكون فاعلة في الانماء، حاصروا حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، أسقطوا حكومة الوحدة الوطنية وفي مشروعهم الكثير الكثير من قهر هذا الشعب المسكين. ثم أتونا بهذه الحكومة المبتورة، إذ أرادوا بها أن تمثل طرفا سياسيا واحدا. ارتضى الرئيس نجيب ميقاتي يومها هذا الموقع، وبالمناسبة هنا أود ان أسأله كيف يواجه نفسه؟ وماذا قدم لمدينته طرابلس بوزرائها الخمسة، ماذا قدموا للشمال؟ ماذا فعلوا غير 12 جولة من الاقتتال التدميري؟ ماذا فعلوا غير الانسكاب الكامل في مشروع حزب الله ضد الشعب السوري؟ غير التكاذب الذي أرادوه، والذي أسماه الرئيس ميقاتي أنه نوع من الحياد؟ عن أي حياد يتكلمون؟ وعن أي نأي بالنفس يتكلمون؟ عندما نرى جحافل حزب الله التي كانت يوما ما تدعي بأنها مقاومة ضد إسرائيل فإذا بها تذبح الشعب السوري، تساند جزار دمشق في قهر هذا الشعب المسكين، تدمر سوريا وتقدم أفضل خدمة في التاريخ لإسرائيل، ليس فقط في استمرار الحرب وليس فقط في استمرار الرئيس الأسد حامي حدود الجولان بالنسبة لإسرائيل لمدى أربعة عقود، ولكن وصولا الى تسليم السلاح الكيميائي وهو سلاحنا الاستراتيجي الوحيد من أجل الحفاظ على بضعة أشهر إضافية في الحكم. كل ما يقومون به اليوم يؤكد أن تحول حزب الله من مقاومة الى ميليشيا تسعى للسيطرة، إنما هو خدمة في تقاطع المصالح مع إسرائيل. يمكننا القول وبكل وضوح انه "كان يا ما كان ومنذ زمان" هناك مقاومة تقاتل إسرائيل. هل أطلقوا رصاصة واحدة في وجه إسرائيل منذ سنة 2006؟ كما أننا بالامس استمعنا الى كلام غريب ممن يسمي نفسه أنه قائد المقاومة. وللتوضيح، هو غير معني بالجيش اللبناني، ولا يريد رأي اللبنانيين لا حاضرا ولا مستقبلا، وبالتأكيد لا يريد الاستماع لا الى عقول اللبنانيين ولا الى قلوبهم". وتابع: "إن قائد مليشيا حزب الله لا يريد الاستماع إلا لولاية الفقيه. هذا هو مفهوم الوطنية وفق رأيهم: أن تستمع الى أجنبي يقرر عنك، وهل للعمالة معنى آخر؟ أليس هذا هو رمز خيانة الوطن؟ وتتجرأون باتهام الآخرين بالخيانة والعمالة؟ حولتم السلاح الموجه ضد إسرائيل الى الداخل، اجتحتم بيروت، وعندما عبرت الفرصة في عبرا اجتحتم صيدا تحت عنوان "سرايا المقاومة"، وتحاولون الآن تدمير طرابلس لعجزكم عن اجتياحها، ثم تقولون أنكم تمدون اليد، عن أية يد تتكلمون؟ أهي تلك اليد التي تستعمل لقتل الناس الأبرياء؟ تقولون أنكم تريدون المشاركة في الحكومة، عن أية مشاركة تتحدثون؟ إذا كانت المشاركة تعني الانصياع والتوقيع لكم فبئس تلك المشاركة. خذوها لا نريدها. لم ولن نسعى إلى مناصب وزارية. استمعنا الى السيد حسن نصر الله، قال انه لا يمكن أن يستبدل سوريا ومصالح المقاومة والممانعة ببعض مواقع وزارية لا تسمن ولا تغني من جوع، نقول له وبالفم الملآن أننا لا نريد مواقع وزارية الا بحالة واحدة لا غير، هي اذا ما كانت المصلحة الوطنية الداخلية تقتضي ذلك، لذلك قال الرئيس سعد الحريري ألفوا حكومة دوننا، ألفوا حكومة تهتم بالانماء، تهتم بالكهرباء لا تسرق الكهرباء كما يفعل وزير هذه الحكومة المبتورة، ألفوا حكومة تهتم بالاتصالات و"كذبة الاتصالات"، إن اللبنانيين لم ينسوا أنه سنة 1994 كان لبنان في قمة الترتيب في المنطقة من حيث نوعية الاتصالات، فأصبحنا في آخر الترتيب اليوم. إنهم يدمرون الدولة تدميرا منهجيا لأنهم يريدون الاستيلاء على أشلاء الدولة من أجل بناء دولة ولاية الفقيه، من أجل فرض المخطط الايراني على لبنان، من أجل أن يجعلوا من لبنان قاعدة متقدمة للجيش الايراني ولمصالح ايران الاقتصادية والسياسية وهم يغضون الطرف عن اسرائيل".

وأردف فتفت: "هل استمعتم الى ما قاله بالامس السيد حسن نصر الله، أنه وفي الشأن السوري لا يستمع الى أحد، ولا يريد لا رأي الشعب اللبناني ولا رأي الدولة اللبنانية، ولكن بالمقابل عندما جاء دور إسرائيل قال في ما خص أجهزة التنصت: هذا شأن الدولة فلتبدأ هي بالاهتمام، ثم نرى ما نفعل نحن؟ غريب هذا التهاون مع إسرائيل، وبكلمة أدق هذا التقاطع في المصالح مع الكيان الصهيوني. يريدون استمرار الحرب وتدمير الوطن العربي، يريدون استمرار نظام الاسد لأنه حمى إسرائيل، يريدون تسليم السلاح الكيميائي وربما غدا الانقضاض النهائي على إمكانية السلاح النووي في المنطقة ويسمون ذلك ممانعة. هل هناك استسلام؟ وبالمقابل يعرضون علينا أن نشاركهم في حكومة يمتلكون قرارها السياسي، فهم يقررون في السلم والحرب، يمتلكون فيها قرار العلاقة مع سوريا، كيف يدمرون ومتى يدمرون، أين يستثمرون، من يعينون وزراء وأية حقائب وزارية يريدون، كفى. إذا كنتم تريدون شراكة فلتكن كاملة وصحيحة. فلسنا مواطنين من الدرجة الثانية، أقولها بكل وضوح أنه بدأ ينتابنا شعور بأننا نعامل كمواطنين من الدرجة الثانية، هذه حقيقة بدأت تتجلى، قلتها وأكررها لقد طفح الكيل، بكل صراحة في أوساط الطائفة السنية، لم نعد نحتمل هذه المعاملة والتي لم يعامل بها مستعمر أحدا. تجتاحون بيروت ثم عبرا، تدمرون طرابلس، تحاولون تحجيم رئاسة الحكومة بدءا من إيلاء الرئيس نجيب ميقاتي موقع هذه الرئاسة دون سلطة فعلية، وصولا الى محاولة تدمير السلطة الوحيدة أو الصلاحية الوحيدة التي يملكها الرئيس المكلف، وهي شكل وتشكيل الوزارة من حيث الأسماء والحقائب. بالواقع أنهم يريدون أن يقرروا شكل الحكومة، أسماء الوزراء، الحقائب الموزعة، ومسبقا يوزعون علينا البيان الوزاري. غريب أمركم. إذا كنتم لا تريدون وصاية من أحد ولا تريدون غطاء من أحد، فلماذا تريدون الجيش والشعب والمقاومة في البيان الوزاري؟ ما هذه الكذبة التي إستمعنا اليها بالامس، قالوا لا نريد غطاء من أحد ثم سمعنا كلاما للنائب محمد رعد يقول فيه: إما الشعب والجيش والمقاومة وإما لا حكومة. ماذا يعني كلامه هذا؟ بكل وضوح يعني أن حزب الله يسيطر على الدولة، فله الهيمنة الكاملة والقرار الكامل، وأن ميليشياته التي لم تعد قوى لبنانية بل أصبحت قوى إيرانية تقاتل في سوريا، فهي من يقرر وهي من يحسم الامور، أما انتم يا شركاءنا في الوطن مع التحفظ على كلمة شركاء، إذا ما شئتم اتبعونا وإلا لا مكان لكم لا على طاولة الحوار ولا على طاولة الإنماء ولا على طاولة الشراكة".

وقال: "إن مفهومهم للشراكة الوطنية مرفوض، ندرك تماما أن البعض يحاول خلال هذه الاستفزازات نسف أسس الدولة اللبنانية، يحاول تدمير المؤسسات، فهم من أقفلوا المجلس النيابي سنة ونصف السنة سابقا، والآن يقفلونه منذ عدة أشهر، إذ كان يكفي تواضعا للرئيس بري أن يحضر اجتماعا لمكتب المجلس لإعادة صياغة جدول الاعمال ليبدأ مجلس النواب عمله، فرفض لأن حزب الله لا يريد. يريدون الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية بعد موقع رئاسة الحكومة. ألا تجدون هنا ما يلفت النظر في هذه التصرفات؟ بكل صراحة يقولون لنا أن الموقع الوحيد الذي يمكن أن يبقى في الدولة هو موقع رئاسة مجلس النواب، إنه كلام واضح وصريح، فكفاكم تكاذبا تجاه اللبنانيين، يجب أن تكون لدينا الجرأة لنقول كفى استهزاء بعقول الشعب اللبناني. تنادون بطاولة الحوار، فلتذهبوا الى طاولة الحوار للتحاور في الأمور الخلافية الاساسية. تنادون بالشراكة في الحكومة، قوموا بإعطاء الشراكة بالقرار السياسي لكافة اللبنانيين. أما أن تحجموا موقع رئاسة الجمهورية وتقضوا على موقع رئاسة مجلس الوزارء ثم تقولون بعدها تعالوا الى الشراكة، فهذا استعمار بالمعنى الحقيقي للكلمة. هذا الإسلوب مرفوض ولن نقبل به ولن تحصلوا على توقيعنا مهما حاولتم. فدماؤنا ليست أغلى من دماء الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هددوا ما شئتم وافعلوا ما شئتم هذا الشعب الوفي سيواجهكم".

وختم فتفت: "اليوم بلدة قرحيا أرادت أن توجه رسالة تحية الى روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تريد هذه البلدة أن تقول: وإن قتلتم جسد الرئيس الشهيد رفيق الحريري فإن مشروعه سيستمر، ليس فقط ثلاثمائة سنة كما قديسيكم المجرمين ولكن ثلاثة آلاف سنة وأكثر، من أجل النهوض بهذه المنطقة وبهذا البلد وبهذه الأمة في مشروع متكامل لا يتنازل للصهيانة من أجل سلطة من هنا وهناك، ولا يضحي بالمصلحة الوطنية من أجل حقائب وزارية أو مواقع في السلطة في دمشق أو في بيروت أو في بغداد أو في طهران. آمنا بنهج وسنستمر به، آمنا بأننا سنخوضه سلما مهما كانت التضحيات، فلن تجروننا الى إستعمال السلاح، ولكن هذا لا يعني أن نقبل المهانة، ولا يعني أن نقبل أن تجعلوا التوازنات الوطنية مختلة كما تشاؤون، سنقاومه بكل إمكاناتنا السياسية ولن تجروننا الى تدمير البلد. بالأمس منظركم كان يشبه تلك الاحتفالات النازية أيام أدولف هتلر، وستنتهون مثله لان الحق ينتصر دائما".

الخير

كما كانت كلمة لأحمد الخير أكد فيها أن "إيماننا بنهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري يحفزنا ويدعونا الى استمرارية العمل الإنمائي والاجتماعي وصولا الى بناء الوطن والدولة، وهذا وعد قطعناه على أنفسنا وترجمناه من خلال افتتاح مركز رابطة مختاري الضنية، وترميم المراكز الدينية والثقافية والرياضية والاجتماعية وتأهيلها، من دون أن نغفل عن الوقوف بجانب أهلنا في هذا الظرف العصيب الذي يمر به وطننا الحبيب لبنان. إن دولة المؤسسات التي استشهد لأجلها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وحورب ويحارب من أجلها الرئيس سعد الحريري، تلك الدولة التي بدأت شمسها تسطع من خلال مشاريع البنى التحتية على مساحة الوطن، لن توقف مسيرتها بعض مطبات طارئة، ولن تحجبها بعض أحزاب مرهونة للخارج ولأجنداته، وهي وإن خيل للبعض أنها خسرت جولة حكومية، إلا أنها ربحت جولات في الوطنية والالتزام بالدولة والمؤسسات الشرعية. فلا يظنن أحد أنه يستطيع بقميص أسود من هنا، وسلاح موجه الى صدور المواطنين من هناك، وترهيب ورفع أصابع من هنالك، أن يلغي نهجا عمره من عمر الطائف، أو يفرض سياسة أمر واقع على اللبنانيين باستكباره مستقويا على أبناء بلده بسلاح خارجي وسياسات لا تراعي عاداتنا وتقاليدنا وتسامحنا وعنفواننا وجبروتنا وقوتنا، والاهم تصميمنا على النأي بلبنان عن سياسة المحاور والتفرغ لبناء لبنان سيد حر مستقل".

أضاف: "إنها مؤامرة علينا وعلى لبنان الرسالة، كان أولها إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء ثورة الربيع العربي في لبنان، شهداء ثورة الأرز وآخرها إغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن وتفجيري مسجدي السلام والتقوى في طرابلس، وكلها من صنع مجرم واحد، لا يزال يهدد ويتوعد ويبارك للأسد إجرامه ضد الشعب السوري، فله ولأسياده وحلفائه نقول، رهانكم خاسر خاسر خاسر، فلم يعد هناك من يصدق أوهامكم وأكاذيبكم، وهذ النظام المجرم راحل بإذن الله وسوريا باقية رغم صمود واه كبيت العنكبوت".

حامو

وتحدث مختار بلدة قرحيا علي حامو، فشكر الخير، مستذكرا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومؤكدا أن البلدة، كسائر بلدات الضنية، كانت وما زالت "على نهج الرئيس الشهيد والى جانب دولة الرئيس سعد الحريري". وطالب الدولة "الاهتمام بالمنطقة وبالبلدة التي تعاني من الاهمال، وتحديدا في موضوعي مياه الشفة والطرق". وبعد إفتتاح القاعة توجه الجميع الى حفل كوكتيل أقيم للمناسبة.

 

النائب قاسم هاشم: علاقتنا باللاجئين السوريين إنسانية ولن نسمح لهم بتخطيها وإلا نعيدهم من حيث أتوا

وطنية - أكد عضو "كتلة التنمية والتحرير" النائب الدكتور قاسم هاشم "ثوابت وخيارات أبناء منطقة حاصبيا والعرقوب الوطنية، التي تنطلق من أسس العيش الواحد بين كل المكونات السياسية والطائفية والمذهبية، حيث لم تستطع كل المؤثرات والحوادث التي مرت على لبنان، والمنطقة العربية، أن تنال من وحدة ابنائها". وقال: "لهذا لقاؤنا اليوم مع كبار مشايخ البياضة، كما أن لقاءاتنا اليومية مع فاعليات المنطقة، هي استكمال لهذا النهج والخيار الوطني، وللعمل دائما على ترسيخ مفاهيم العيش الواحد، بعيدا عن المتاجرة السياسية الموسمية، التي تدفع بالبعض إلى التحرك الاستثمار السياسي، إضافة إلى المكاسب الرخيصة التي اعتادوها عبر اصطياد الفرص، والمتاجرة باسماء وعناوين لا تمت الى العلاقة الواحدة التي تجمع بين ابناء المنطقة بصلة". كلام هاشم جاء في تصريح بعد لقائه أحد كبار مشايخ البياضة الشيخ غالب قيس في منزله في حاصبيا.

أضاف هاشم: "اننا، ومن منطلق الحفاظ على علاقات الاخوة والجوار، حريصون على أهلنا في قرى جبل الشيخ السورية، لما تربطنا بهم من علاقات تاريخية استمدت استمراريتها من روابط التاريخ والجغرافيا. ولهذا فاننا معنيون بامن هذه القرى لما تمثله من امتداد لهذه المنطقة، ولن نسمح لاحد بالتدخل، او التأثير على هذه العلاقة الطيبة، ونحن على تواصل دائم مع أهلنا في بلدة عرفه وحضر. ونطمئن اهلنا في هذه القرى باننا صوتهم وحراسهم من أجل بقاء علاقات الاخوة والاهل". وتابع "نؤكد اليوم ما كنا انطلقنا منه منذ اكثر من سنة، في لقاءاتنا ومتابعتنا لقضية اللاجئين السوريين، التي تقف عند حدود العلاقة الانسانية. وما كنا قد نبهنا اليه هؤلاء اللاجئين، بان لا يتخطوا حدود هذه العلاقة، مهما كانت الاسباب. والا فان وجود كل خارج عن هذا التعاطي يشكل خطرا على السلم في هذه المنطقة، وعلى وحدة ابنائها"، لافتا إلى أنه "سيتم في هذه المرحلة التأكيد على هذه المنطلقات، ولن يسمح للاجئين بتخطي دورهم كلاجئين فقط، وإلا ستتخذ اجراءات، تم التفاهم عليها مع الفاعليات لإعادتهم من حيث أتوا مهما كانت الظروف".

 

النائب أمين وهبي: معركة القلمون ستكون دامية ولها ارتدادات كبرى على لبنان

وطنية - اعتبر النائب أمين وهبي أن "المشكلة الاساسية في لبنان هي أن البلد معتقل وقراره مصادر من "حزب الله" الذي يشعر بفائض القوة، ويظن أنه يستطيع أن يلوي القانون الدستور دون أن تسائله الدولة". ورفض وهبي في حديث الى اذاعة الفجر "رفض القبول بتغطية مشاركة حزب الله في الحرب السورية"، معتبرا ان "اللبنانيين أمام خيارات صعبة، هي إما الرضوخ لحزب الله أو تجرع كأس الفراغ المر وعدم تشكيل حكومة تسير شؤون اللبنانيين". وعن معركة القلمون، أكد وهبي أنه في حال حصلت "ستكون خطرة على الواقع اللبناني وعلى الشعب السوري، الذي يراد حصاره بين نارين، نار النظام السوري ونار حلفائه في لبنان، وعلى رأسهم حزب الله"، متوقعا أن تكون "المعركة دامية وأن يكون لها ارتدادات كبرى على لبنان وعلى سلمه الأهلي"، مشددا "على ضرورة الخروج من النار السورية ولملمة جراح اللبنانيين والنازحين السوريين".ورأى أن "النظام السوري يستطيع أن يسيطر على بعض المناطق لأن الحرب في سوريا كر وفر، ويستطيع أن يقتل الآلاف من الشعب السوري ولكنه لن يستطيع ان يعيد الشعب السوري الى القمقم أو ان يكم افواهه أو أن يقف حاجزا بين الشعب السوري وحريته

 

رعد: الفريق الآخر يضع شروطا تعجيزية لتشكيل الحكومة بانتظار أوامر الخارج

وطنية - اعتبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن "من يطرح شروطا تعجيزية لتشكيل حكومة في لبنان هو في الحقيقة لا يريد تشكيل حكومة"، موضحا أن "الفريق الآخر يقوم بذلك لتمضية الوقت وتقطيعه بانتظار أن تأتيه الأوامر من الخارج وبالتالي هو ليس أمامه إلا أن يطرح شروطا تعجيزية، ونحن لا نستطيع إلا أن نتصرف بواقعية". وقال خلال احتفال تأبيني أقامه "حزب الله" في بلدة حبوش: "ندعو شركاءنا على الدوام إلى التصرف بالحكمة والواقعية والقبول بالنصائح التي نقدمها له بعد تجربة عميقة في مواجهة ومعرفة طبائع كل من حولنا وكل من يستهدف سيادتنا واستقلالنا وحريتنا في تقرير مصيرنا". وختم رعد: "ما يعنينا قبل كل شيء هو أن نحمي أهلنا المقاومين، لذا فإن كل ما نقوم به وما سنقوم به هو من أجل تحقيق هذا الهدف، ومن غير المسموح لأحد في العالم أن يعتدي على شعبنا طالما هناك مقاومة جاهزة للدفاع عن هذا الشعب".

 

سليمان فرنجية : فرع المعلومات ميليشيا بري ينعى الحوار .. والمبادرات

كتبت "السفير " تقول : مع ارتفاع وتيرة العمليات العسكرية في الغوطتين الشرقية والغربية لدمشق.. وصولا الى حدود لبنان الشرقية، ارتفع منسوب المخاوف الأمنية في الداخل اللبناني، خاصة بعد أن تم تجاوز امتحان العاشر من محرم أمنياً، في ضوء ما تلقته مراجع أمنية لبنانية، عشية المناسبة، من معلومات حول نية مجموعات تكفيرية الإقدام على عمل أمني ما. وقد شكل نزول الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله شخصياً وعشرات آلاف اللبنانيين في مناطق الضاحية والجنوب والبقاع، رسالة بالغة الدلالة بحد ذاتها، في ظل إجراءات أمنية غير مسبوقة، شاركت في اتخاذها الأجهزة العسكرية والأمنية اللبنانية بالتنسيق مع "حزب الله" وحركة "أمل"، فيما كان لافتاً للانتباه في خطاب نصرالله على مدى 17 دقيقة، تأكيد المؤكد بأن لبنان صار جزءاً من منازلة إقليمية، لا تقاس لبنانيا بمقاعد وزارية بل بحسم خيارات جميع الأطراف، خاصة أنه ستترتب على هذه المعركة نتائج كبيرة في ساحات فلسطين وسوريا ولبنان والمنطقة بأسرها. وقد بيّنت ردود فعل "قوى 14 آذار" وخاصة زعيمها الرئيس سعد الحريري أن احتمالات إيجاد قواسم لبنانية مشتركة، في ظل الخيارات المتناقضة على مسرح المنطقة، هو من سابع المستحيلات، حتى أن الرئيس نبيه بري الذي لطالما اشتهر بحرفة ملء الوقت الضائع بالمبادرات الداخلية، أعلن للمرة الأولى منذ العام 2005، نعيه الصريح لإمكانية الرهان على مبادرات إنقاذية من الداخل، وصار لا بد من الاستعانة بمساعدة أصدقاء الخارج. ولاحظ بري غياب الدور السعودي في لبنان الذي يبدو أنه "على غير عادته" كما أبلغ، أمس، مجلس نقابة المحررين. ولمّح الى التعطيل السعودي لتأليف الحكومة بالقول "الإخوة في المملكة يستطيعون في هذا الموضوع أن يسهلوا الأمور ويضغطوا بشأنها". وقال بري إنه أصبح على يقين بأن المبادرات الداخلية لم تعد تجدي وبات واجبا العمل من الخارج وليس في الداخل، "فقد ثبت بالوجه الشرعي اليقيني أن اللبناني لا يعرف أن يحكم نفسه، وبالتالي هو دائما في حاجة للاستعانة بصديق، لكن الأصدقاء أصبحوا نادرين في عصر ما سُمّي بالربيع العربي". ومع تأكيده انه لم يعد من الجائز استمرار هذا الوضع، توقف عند ذكرى الاستقلال ليسأل "كيف سنحتفل بالاستقلال ونحن غير قادرين على أن "نمون" على أنفسنا... وممنوع أن نجلس مع بعضنا البعض"؟ وكان لافتا للانتباه، أمس، موقف رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية الذي أيد مواقف السيد نصرالله، وشن من على منبر دارة السفير الايراني في لبنان (في الفياضية) حملة عنيفة على فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، ووصفه بـ"الميليشيا" وقال انه لا يثق بهذا الجهاز، واتهمه بتلفيق ملفٍّ للنّائب السّابق علي عيد في قضيّة تفجيري طرابلس.

 

 

لقاء التيار – الكتائب الحلقة الثالثة في مسلسل الانفتاح/ناجي غاريوس: بناء الدولـة العنـوان الرئيسي للقاءاتنا/فادي الهبر: لتأليف حكومة وتسهيل عمل مجلس النواب

المركزية- يحتضن المجلس النيابي يوم الاثنين المقبل لقاء بين عدد من نواب "الكتائب" من جهة و"التيار الوطني الحر" من جهة أخرى، يندرج ضمن سياسة الانفتاح التي يعتمدها التيار مؤخرا، فما هي ابرز المواضيع التي سيناقشها الطرفان؟ وهل يتطرقان الى النقاط الخلافية بينهما؟ غاريوس: وفي السياق، اعلن عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ناجي غاريوس في حديثٍ لـ"المركزية" "ان اللقاء بين "التيار" و"الكتائب" سيتطرق الى بحث المستجدات على الساحة اللبنانية من مبدأ بناء الدولة، اضافة الى عناوين عامة قررنا مناقشتها مع مختلف الافرقاء اللبنانيين من الحلفاء والخصوم منها الاستحقاقات، الاخطاء التي حصلت في شأن قرار التمديد وتبادل الآراء في الملفات التي ستطرح"، مشيرا الى "ان جدول اعمال اللقاء سيرتكز على بحث أسس بناء الدولة من وجهة نظر الفريقين". وردا على سؤال، لفت الى "اننا نسعى الى موقف مسيحي موحد تجاه مسألة الطائف والشوائب التي اعترته، حيث حكم المسلمون بالتعاون مع النظام السوري ورضى الدول العربية واميركا واسرائيل والامم المتحدّة ومجلس الأمن"، منوّها بـ"الشهداء والمناضلين الذي ضحوا بأرواحهم لاعادة بناء الدولة"، مضيفا "المسلمون في العالم العربي يعانون من مشكلة اجتماعية وليست سياسية. فحوالي 150 مليون مسلم لا يريدون التفاهم مع 15 مليون مسيحي، لكن "التيار" الذي يحمل شعار التغيير والاصلاح لن يسمح ولن يقبل بالخلاف بين المسلمين دون تقديم المساعدة". وشدّد غاريوس على "اننا مع اقامة دولة تحفظ حقوق كلّ المواطنين اللبنانيين وضدّ بناء اي امارة"، منتقدا "منتدى اعلان بعبدا الذي تحدّث عن الاستقلال والميثاق والاعلان في حين لا نملك شيئا منها"، متابعا "صلاحيات رئيس الحكومة في لبنان لا يملكها ملك في العالم، فالطائف والدستور اللبناني اعطى الحكومة مجتمعة حقّ الحكم وعلى الرئيس ان يتكلم باسمها فقط"، داعيا اللبنانيين الى "ان يعلموا اين تكمن حدودهم ليستطيعوا الحصول على حقوقهم". وعن لقاء التيار – الاشتراكي الاسبوع المقبل، قال "سيكون هناك لقاء بين الطرفين لكن حتى الآن لم يتم تحديده"، لافتا الى "ان هناك لجنة لمتابعة التطورات الراهنة". وأكد "ان هناك حوارا مرتقبا مع "القوات اللبنانية". الهبر: من جهته، اوضح عضو كتلة "الكتائب" النائب فادي الهبر لـ"المركزية"، ان "النقاش سيطال بشكل عام، موضوع السيادة، والثوابت التي تساعد على قيام الدولة، وتساعد على الانخراط أكثر في هذا المشروع، في ظل الانقسامات والميليشيات المسلّحة الموجودة في البلاد. في الوقت نفسه، سنبحث في تسهيل عمل المؤسسات اللبنانية وخاصة مجلس النواب. ومن الطبيعي، ايضا ان يكون اطلاق عملية تأليف الحكومة قاسما مشتركا بيننا، خاصة واننا نقترب من الانتخابات الرئاسية. لن نخوض في هذا الامر بالتفصيل، لكن ما نستطيع فعله كقوى سياسية هو ان نجمع على مشروع الدولة، وعلى مبدأ تداول السلطة وتسهيل عمل المجلس وتشكيل الحكومة في ضوء انتخابات رئاسة الجمهورية. سنطرح كل هذه المواضيع، نحن منسجمون معها بالعنوان اي بالمبدأ، لكننا نريد ان نصل الى خطوات عملية، وهذا بالطبع يتطلب متابعة". وعما اذا كان سيتم البحث في موضوع حزب الله وسلاحه خاصة وان التيار لا يعتبره "ميليشيا"؟ قال "ستكون مسألة سلاح حزب الله من ضمن عرضنا، لكن لا يمكن ان يتم الاتفاق عليها من المرة الاولى، بل يجب ان تتابع ضمن مسار. ونأمل ان نصل الى بر الامان في هذا الموضوع، ونتفق على تمكين الدولة ومؤسساتها وتمكين الجيش والقوى الامنية، فتصبح وحدها، المسؤولة عن الحفاظ على امن لبنان واللبنانيين". وعما اذا كان اللقاء بين الطرفين صوريا فقط؟ اجاب الهبر "ليس شكليا فقط، والحوار من قناعات الكتائب وممارساتها مع كل القوى اللبنانية، وبمن فيها التيار الوطني الحر، ونأمل ان تثمر هذه اللقاءات في اتجاه تمكين الدولة، وتسهيل معيشة الشعب اللبناني عبر تطوير وتزخيم التشريع، بما يخدم الشعب والدولة".

 

رئيس مجلس قيادة حركة الناصريين الأحرار زياد العجوز: سقط القناع المقاوم عن حزب الله وبانت حقيقته الميليشياوية

وطنية - علق رئيس مجلس قيادة حركة الناصريين الأحرار زياد العجوز على كلمة الامين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله خلال إحياء ذكرى العاشر من محرم، واعتبره "خطابا إستفزازيا مدبلجا من اللغة الفارسية الى العربية". وتساءل: "لماذا هذا الكم الهائل من الحقد والتجني على المملكة العربية السعودية؟ ومن سمح لنصرالله أن يكون إلها يقيم الناس ليكفر ويخون من يريد ويبرىء ويثني على من يجاريه في سياسته؟ ولماذا أصبح قادة العدو الصهيوني وتصريحاتهم مرجعا موثوقا بالنسبة له ليستشهد بهم في اتهاماته ليلقيها جزافا ضد خصومه في الداخل والخارج؟". وتوجه العجوز الى نصرالله قائلا: "نوافقك الرأي بأنكم تتحكمون بمصير البلاد والعباد وتفرضون أجندتكم على الجميع وتنفذون مخطط أسيادكم الفرس بنجاح كبير، ولكن غاب عنكم بأنكم نقطة في بحر أهل السنة في العالمين العربي والإسلامي، وإن إستغلالكم لذكرى عاشوراء للتعبئة والتحريض المذهبي لن يمكنكم من السيطرة مطولا على زمام الأمور.

 

شربل: ما طبق في المناطق الاخرى من خطط أمنية سيطبق في طرابلس ولن نقبل بشتاء وصيف تحت سقف واحد

وطنية - أكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال مروان شربل، خلال مؤتمره الصحافي في سراي طرابلس، أن "الخطة الامنية في طرابلس اليوم، ستنطلق بالتنسيق مع عناصر الجيش"، وأشار الى ان "من واجب العناصر الامنية، ان تقوم بدورها كاملا، وأن تطلب مؤازرة وحدات الجيش عند الضرورة"، ولفت إلى ان "الخطة ستشمل جميع المناطق في المدينة، وعلى رأسها: باب التبانة، جبل محسن، القبة، المنكوبين، وابي سمرا، والمناطق المحيطة بمحاور القتال، وستدخل العناصر الامنية الى الاحياء والازقة الداخلية".  وشدد على "عدم تحويل الخلاف السياسي في طرابلس، الى خلاف امني وتقاتل، يؤدي إلى دمار وخراب، اضافة إلى استشهاد العسكريين والمواطنين الابرياء". واكد أن "الاجهزة الامنية ستتعاون وتنسق في ما بينها، لانجاح الخطة الامنية". وردا على سؤال، أجاب: "ما طبق في المناطق الاخرى من خطط امنية، سيطبق في طرابلس، ولن نقبل بشتاء وصيف تحت سقف واحد". أضاف "لكننا لن نداهم المنازل للبحث عن السلاح والمطلوبين، لكن الحواجز الامنية قائمة، وستتعامل مع اي مطلوب، او مخل بالامن ضمن القوانين المرعية الاجراء، وسنلاحق كل شخص يعتدي على عناصر قوى الامن، لان الاعتداء عليها خط احمر، كما سنعتقل كل شخص يصدر بحقه مذكرة توقيف، وستوقف القوى الامنية كل من يفرض الخوات على المواطنين، ويتاجر بالمخدرات، ويقوم بسرقة المحلات، او يطلق النار ترهيبا". وشدد على ان "الفتنة الطائفية مرفوضة كليا"، لافتا إلى أن "الهدف من كل التوترات الامنية في طرابلس، هو تحقيق احلام الطابور الخامس". ولفت الى ان "الانماء سيشمل مدينة طرابلس عموما، والمناطق التي شهدت معارك خصوصا، بعد ان يستتب الامن بشكل جدي وكامل". وشكر "جميع نواب ووزراء المدينة، لا سيما الرئيس نجيب ميقاتي، وكل فاعليات منطقة التبانة، والمشايخ والعلماء، وكل من ساهم في انجاح المرحلة الثانية من الخطة الامنية"، املا ان "تكون الخطة بادرة خير على جميع المواطنين في المدينة".

 

عون: السجال حول الصلاحيات في غير مكانه

 المستقبل/أشار رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، الى "وجوب تحطيم الجدار الطائفي والمذهبي الذي يقود الوطن الى التصفية النهائية، والسجال حول الصلاحيات يثير جدلاً في غير مكانه"، معتبراً أن "المجتمع اللبناني رفض الطائف بعدما علم أنه ليس حلاً، بل احتيال لتثبيت القبضة الخارجية على لبنان". ولفت ضمن فاعليات سلسلة محاضرات "تحديات التغيير" في قاعة المحاضرات في جامعة الحكمة أمس، الى أن "شباب التيار الوطني الحر يحضّرون لثورة فكرية من خلال تعميم الوعي في مختلف القطاعات ليأتي التغيير أمراً مفروضاً وليس نتيجة"، داعياً الى أن "نبدأ عملية التحرر بأنفسنا وبالتحديد فكرنا، أولاً ولنجري مقارنة بين النص والممارسة وسرعان ما يتبين لنا كم هي مشوهة القيم الحقيقية التي يجب أن ترعى وجودنا". ورأى أن "التحرر شرط ملزم ويأتي التغيير تعبيراً عنه ويشمل كل قطاعات الحياة العامة والخاصة، ومن يعتبر أن التغيير عملية خارجة عن إرادتنا وتُفرض على المجتمع مخطئ". وقال: "النضال في سبيل تحقيق التغيير رسالة تفترض ممن يحملها سلوكاً قدوة بعيداً من الارتباك، وكثيراً ما يكون السلوك النقطة الأقوى أو الأضعف لنقل هذه الرسالة لأنه معيار الصدقية الأول". وأوضح أن "تغييراً حصل في الطائف وكان من نتائجه أن سلك لبنان طريقاً انحدارياً أوصلته الى قعر الهاوية الاقتصادية والاجتماعية، كما جعل الحقوق الإنسانية شيكاً من دون رصيد"، معرباً عن اعتقاده أن "هذا التغيير لم يكن إلا لتعديل توزيع الأسهم بين أهل النظام الواحد المموهين بلباس الطوائف، وهؤلاء يشكلون الطغمة التي باعت القرار الوطني، وتبعد الشعب عن إدراك الخلل في الحياة العامة وهكذا يستمر الخلل لمصلحة هذه المجموعة المتفقة على استغلال الشعب". وشدد على "وجوب تحطيم الجدار الطائفي والمذهبي الذي يقود الوطن الى التصفية النهائية، أما السجال حول الصلاحيات فيثير جدلاً في غير مكانه، لا الماروني حكم في العهد السابق ولا السني يحكم اليوم وما حصل ليس إلا تغييراً للأقنعة"، معتبراً أنه "لولا النظرة الطائفية المتحكمة في الفكر السياسي لحددنا موقع المشكلة في السلطة". وقال: "المجتمع اللبناني على ما هو عليه يُعتبر مجتمعاً محبطاً، وبعدما علم أن الطائف ليس حلاً بل احتيال لتثبيت القبضة الخارجية على لبنان رفضه".

 

الرئيس سليمان يعتصم بحبل "إعلان بعبدا" و"حزب الله".. يفرّقه

 كارلا خطار/المستقبل/كلما أدرك رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، أن لبنان يجنح عن الدور الذي عليه أن يلعبه وسط الأحداث الإقليمية الدائرة، انطلاقاً من تحييده عن الصراع وحماية أبنائه وبسط الأمن وتحقيق العدالة. يعيد التأكيد على "إعلان بعبدا" الذي وافق عليه كل الأفرقاء ووقّعوا عليه على طاولة الرئيس. الشرح عن إعلان بعبدا يطول على الرغم من أن مقرراته تختصر طريق معاناة اللبنانيين، وإن كان الرئيس يريد أن يوفّر على اللبنانيين تلك المعاناة وأن ينقذ لبنان من نيران الثورة السورية ووضع حدّ لتدخل أحد الأطراف في لبنان فيها، فإن هناك من يعاند خطة حماية لبنان. يريد الرئيس من إعلان بعبدا، منذ التوقيع عليه حتى اليوم، أن يجمع اللبنانيين على "قلب واحد". لكن رفض "حزب الله" احترام ما توافق عليه مع الأفرقاء على طاولة الحوار أثبت منذ ذلك الحين ما حاول الرئيس أن يتحاشاه "قلبي على ابني وقلب ابني ع الحجر". لم تتوحّد القلوب ولم يصفِّ الطرف المخلّ بإعلان بعبدا نياته ولا أفعاله، وكأنما شكّل إعلان بعبدا امتحاناً لمن يسعى الى الحفاظ على لبنان أرضا وشعباً، ولمَن يضع إرادته أسيرة المحور السوري-الإيراني.

ويأتي "منتدى بعبدا: حياد وحوار لاستقرار وازدهار" اليوم في مناسبة مشابهة إنما أكثر خطورة، وفي دعوة صريحة من رئيس الجمهورية الى بعض الأطراف للارتداد عما قد تحمله المرحلة المقبلة من خطورة على لبنان واللبنانيين، خصوصاً بعدما أُشيع إعلامياً عن أنه يحشد آلاف المقاتلين لمعركة القلمون. فهل يحكّم "حزب الله" العقل والمنطق لإنقاذ لبنان من دون انتظار التأشيرة من الخارج؟

يجيب الرئيس على تساؤلات "حزب الله" التي لا تخرج الى العلن، فمعظم التصريحات تندرج في إطار الوطنية والشراكة والحوار وحكومة الوحدة الوطنية، في الوقت الذي يعاند الحزب ويخفي ما أبعد من لبنان ومن حدوده لأنه ببساطة لا يعترف بما يُضمره. ولا شكّ بأن الرئيس يقوم بكل هذه الخطوات لإراحة كل الأطراف التي تتصارع، وتحديداً "حزب الله" الذي ربما لا يجد مكاناً له في لبنان لأنه يفضّل أن يكون حاكماً، لا أن يكون مشاركاً في الحكم وهذا ما أثبته حتى اليوم. الرئيس يريد للبنان أن يلعب دوراً إيجابياً، لكن في الوقت نفسه أن لا يتدخل في الصراع القائم في الداخل السوري من خلال "التحييد الإيجابي"، مفرّقاً بينه وبين النأي بالنفس الذي اعتمدته الحكومة من دون أن تطبّقه. والواقع بأن الرئيس يخطو يومياً تجاه كل الأفرقاء، ويمدّ يده مرات عدة من خلال إعلان بعبدا، ويثبت بأنه متمسّك باتفاق الطائف لأنه رسم على طاولة بعبدا إعلاناً يقيهم الشرور المحيقة بهم، ولكن كيف لمَن يتمرد على الدستور ويطالب بمؤتمر تأسيسي لفرض نظام جديد على لبنان ويغيّر صورته المنفتحة الى صورة مدجّجة بالسلاح أن يقبل بإعلان مطابق لاتفاق الطائف؟! باختصار إن "حزب الله" لن يكون راضياً هانئاً مقتنعاً إذا لم يطبّق ما ورد في وثيقة الحزب التأسيسية، ووحده إعلان بعبدا، كحلّ داخلي، يحول دون أن يضع "حزب الله" يده على كامل مقدرات الوطن، وإن على حساب أبناء الطائفة الشيعية!

ففيما يخرج رئيس الجمهورية بإعلان بعبدا لمصلحة الطائفة الشيعية قبل كل طائفة أو طرف آخر في لبنان، يشدّ "حزب الله" طرف الشباك بغالبية أبناء الطائفة الى الداخل السوري، لكأن الحزب غير مهتمّ بمصيرهم، وهو عملياً لم يظهر بأنه مستاء من المصير الذي يلقاه أبناؤه، فالقيّمون على "حزب الله" لديهم دائماً ما يتحدثون به في السياسة والتحريض والتهديد باستهزاء أو بـ"عنترة" ساخرة متناسين أن هناك عدداً من اللبنانيين يموتون في سوريا دفاعاً عن النظام الذي ظلم اللبنانيين 30 عاماً. بإمكان أي موضوع سياسي يتطلب من "حزب الله" استعراض القوة ومقدرته على التهديد والتنفيذ أن يُنسي الحزب كل من قضى في الواجب الجهادي. كيف لا والحزب ليس لديه ما يخسره، فالسلاح والعتاد إيراني، وكذلك المال الذي يدفع كتعويض للعائلة التي فقدت ابنها والمال المدفوع لإعالة العائلات بانتظار أن يطلب أحد أبنائها لـ "الواجب".. وإن كان الحزب لم يخسر فعلياً، لأن الخاسر الحقيقي هو العائلة والوالدين، ومنهم من يريدون الخروج عن طاعة الحزب من دون أن يجدوا الطريقة المناسبة، فلمَ يدّعي رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد بأن "ما يعنينا قبل كل شيء هو أن نحمي أهلنا المقاومين"..

إنها خلاصة تدخّل "حزب الله" في سوريا. فهو لا يريد تطبيق إعلان بعبدا لأنه يريد حماية "أهلنا المقاومين"، علماً أن إعلان بعبدا بإمكانه أن يؤمن حماية كل لبناني يعيش على الأراضي اللبنانية، من دون تفرقة. القرار ليس بيد الحزب، فالقرار بيد الطائفة الشيعية، التي يقنعها "حزب الله" بأن الحرب في سوريا هي الضامن لبقائهم في لبنان.. وهل تكون أصلاً حماية الأهل بإرسال أولادهم الى سوريا وقتلهم هناك؟

 

4 مطالب دولية تُخفّف عن إيران العقوبات

 ثريا شاهين/الشرق الأوسط/ليس هناك من طرف دولي أو إيراني يعطي انطباعاً تشاؤمياً حول مسار التفاوض بينهما على البرنامج النووي الإيراني. لا يزال هنالك تكتم في معرفة التفاصيل التي بُحثت أثناء التفاوض وهذا شرط الطرفين الدولي والإيراني لتأمين نجاح التفاوض. إنما الأساس في كل ذلك هو أنّ المسألة لن تتوقف هنا، وأنه للمرة الأولى هناك جدّية في التفاوض، لكن المشكلات لن تُحل بسرعة، كما أنّ البحث في ملفات المنطقة التي تتأثر بالسياستين الأميركية والإيرانية لم يتم بعد. الدول الست وفقاً لمصادر ديبلوماسية، طلبت نحو أربعة مطالب من إيران، وإذا ما نُفذت سيتم إعفاؤها بالتوازي من عدد من العقوبات التي يمكن أن يُعاد فرضها بسرعة في حال لم تلتزم إيران بالكامل. هناك اتفاق مرحلي أو أولي قد يوقع في جولة المفاوضات الأربعاء المقبل، وهناك اتفاق نهائي قد يوقع بعد سنة، كما أن هناك مراقبة دولية للتطبيق. والاتفاق الذي وقع بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران يمهّد لاتفاقية جنيف حول البرنامج النووي المنتظرة. الاتفاقية مع الوكالة تغطي الناحية التقنية للتفاهم مع إيران، فيما اتفاقية جنيف المنتظرة ستكون بمثابة تغطية التفاهم من الناحية السياسية. والاتفاق مع الوكالة سيفتح آفاقاً أمام جنيف ويمهد له. وإنجاز اتفاقية جنيف حول النووي بدوره سيطلق البحث الدولي مع إيران في ملفات المنطقة كلها من دون استثناء. إيران يهمها من خلال الاتفاق الأولي رفع العقوبات على الأقل عن المبالغ المودعة في الخارج بحيث عندها يتم تحويلها، ورفع الحظر المصرفي لأنه في ظله يمنع عليها التحويل إلى الخارج ومنه إليها. وبعد إنجاز الاتفاق حول النووي، ستكون هناك مرحلة جديدة يُصار فيها السعي مع إيران الى نقاش الملفات في المنطقة. الدول، بحسب المصادر، تريد الفصل بين بحث مصير النووي، وبحث ملفات المنطقة. فضلاً عن ذلك إن التفويض بموجب قرار مجلس الأمن الخاص بالتفاوض مع إيران، لا يتضمن البحث معها في الملفات السياسية، إنما يقتصر الأمر على الملف النووي. وهذا كان التزام من الجميع، لكن ما من شك في أن المرحلة المقبلة من التفاوض ستنتج آفاقاً أمام المحادثات السياسية. والاتفاقية المنتظرة قد تمهد لأرضية صالحة للبحث السياسي وفي مقدمها إجراءات لبناء الثقة تتعزز في حال تم تبادل التعاون فعلاً في الملف النووي في كلا الطرفين.

في ضوء ذلك، من المبكر جداً الحديث عن انعكاس أي اتفاق دولي مع إيران على الأوضاع في المنطقة لا سيما الوضع اللبناني. إذ إن تنفيذ أي اتفاق بعد توقيعه سيأخذ وقتاً لأن ذلك يحتاج إلى مسار طويل وخطوات متكاملة وبعيدة. وبعد ذلك كل القضايا السياسية الأخرى ستُناقش دولياً مع إيران، وعندئذٍ سيكون للبنان دور، أو ينعكس عليه الاتفاق بين الطرفين. مع الإشارة الى الدور السعودي فيه، ومتابعة هذا الدور على المستوى الإقليمي في ظل اتفاق كهذا. إنها مرحلة انتظار طويلة بالنسبة إلى لبنان، بالتزامن مع الانتظار الطويل لتكشف آفاق الوضع السوري. ومن الصعب أن يبقى لبنان منتظراً من دون حكومة، واحتمال أن يكون من دون رئيس جمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان. هناك صعوبة خصوصاً في ظل الوضع الاقتصادي المتردي.

هناك ثلاث نظريات ديبلوماسية حول مستقبل الوضع اللبناني في ظل التوافق الأميركي الإيراني المرتقب. الأولى تقول إن عدم بحث ملفات المنطقة بالتزامن مع البرنامج النووي، يعني أن ليس هناك من مقايضة، وهذا جيد لا سيما إذا لم يحصل تفاهم على النووي مقابل زيادة نفوذ إيران في المنطقة. ونظرية ثانية تقول إنه يجب معرفة خلفيات التفاهم المرتقب لكي يتم السعي الى أن يكون تأثيره إيجابياً. واذا ما كان هناك اتفاق يجب أن يأخذ في الاعتبار مصالح الجميع في المنطقة، ويجب أن يسعى الفريق السيادي اللبناني الى أن تكون مصالحه متوافرة مثل مصلحة الآخرين ومن الطبيعي أن تكون مصالح إيران الوطنية أولوية.

والنظرية الثالثة تقول إن أي أجواء توافقية أميركية إيرانية، لا بد أنها تريح المنطقة كلها وليس الوضع اللبناني فحسب، ولكن لن تكون هناك علاقة مباشرة للتطور الدولي الإيراني وللوضع اللبناني، لا سيما في شأن تشكيل الحكومة. إذ إن "حزب الله" موجود وفاعل في لبنان، إن كان في ظل وجود البرنامج النوي الإيراني أو عدمه. وإذا كان نفوذ الحزب قوياً خلال مرحلة العقوبات على إيران وقبل الاتفاق معها، فإن ذلك لن يتأثر عندما تُزال العقوبات، والأمر بالتالي لن يؤثر على لبنان مباشرة. وفي شأن التقديمات المتبادلة الأميركية الإيرانية، في لبنان، فإن الحزب موجود ولديه قاعدته، والأميركيون نفوذهم معروف، وقد يكون انعكاس التفاهم أبلغ في الخليج ومحيطه وعلى مستوى الملف الفلسطيني، ولكن لن يكون للبنان وضع جديد نتيجة ذلك، كما وأن التسوية في لبنان ليست مسألة أميركية إيرانية فحسب، إنما لها أبعاد سعودية والدور السعودي مهم جداً فيها.

      

حزب الله في سوريا والمجتمع الدولي

فايز سارة/الشرق الأوسط

لا ينفصل دور حزب الله اللبناني وأمينه العام حسن نصر الله في الأزمة السورية عن المسار العام لمسيرة الحزب وأمينه العام منذ تأسيسه، وقد جاء في إطار استراتيجية إيران في المنطقة، التي وجدت في لبنان بمعطياته وظروفه فرصة لخلق أداة قوية بالتعاون مع النظام السوري بما كان له من وجود فاعل ونشط في لبنان وفي صفوف بنيته الطائفية ونخبته السياسية، وبالاستناد إلى ذلك تطورت سياسات وممارسات حزب الله من لبنان إلى خارجه، ولا سيما في المحيط الإقليمي وصولا إلى دوره الراهن في سوريا. وسياسات حزب الله وأمينه العام وتجسيداتها العملية تكرست أساسا في الجغرافيا اللبنانية التي ينتشر فيها حزب الله بعد أن تواصلت حلقاتها عبر سلوكيات وممارسات قام بها الحزب منذ تأسيسه في اغتيال شخصيات دينية وسياسية وفكرية لبنانية وصولا إلى اغتيال الرئيس رفيق الحريري وعدد من قادة ثورة الأرز على نحو ما هو شائع من معلومات، وسط أجواء من التحريض والحض على الكراهية، والتجييش الطائفي، وتعزيز الانقسام الطائفي في لبنان، سارت بالتوازي مع القيام بعمليات تفجير وإرهاب جماعي، والقيام بعمليات قمع وقهر اتخذت طابعا «شعبيا» في لبنان على نحو ما حدث في بيروت في أحداث مايو (أيار) 2008 المعروفة. لقد غطت الحملة الديماغوجية في عداء الحزب وزعيمه نصر الله لإسرائيل، والكلام عن نصرة المستضعفين ومقاومة النفوذ الغربي في المنطقة، على تلك السلوكيات والممارسات، وجعلتها خلف ستار من ظروف المنطقة وشعوبها التي عانت وتعاني الأمرين من واقعها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، الأمر الذي مرر عبر الحملة الديماغوجية، ليس السياسات والممارسات الإجرامية في لبنان وحده بل وامتداداتها في المنطقة وفي العالم، فكانت سياسات حزب الله وممارساته سلسلة متكاملة في كل المناطق والبلدان وخاصة لجهة دوره في البحرين مثالا وفي تركيا ومصر في المحيط الإقليمي وفي أوساط الجاليات الإسلامية عبر العالم، وخاصة لجهة تعميق الانقسام الإسلامي إلى شيعة وسنة على قاعدة الخلاف والتناقض في إطار استراتيجية إيرانية يمثل حزب الله وزعيمه الذي أعلن منذ زمن طويل أنه ممثل الولي الفقيه في لبنان، واحدة من أهم أدواتها.

ولا شك أن المثال الأشد فظاعة في سياسات حزب الله وممارساته على المستوى الخارجي من نشاط الحزب وزعيمه، هو انخراطه في الأزمة السورية والذي تطور من إعلان تأييد خجول للنظام إلى انخراط شامل في نهج النظام الغارق قتلا للسوريين وتدميرا لبلدهم وقدراتهم، ودعما للنظام الذي قال أحد قادة حزب الله أخيرا إنه كان سيسقط في خلال ساعتين لولا تدخل حزب الله إلى جانبه، وقد أضاف الأمين العام للحزب الذي جاهر بقتال حزبه مع النظام ضد السوريين، أن ميليشيات وأسلحة وقدرات حزبه باقية في سوريا على دورها وممارساتها، ما دام استمر الصراع بين السوريين ونظامهم، الأمر الذي يعني أن الحزب مستمر في عملية قتل السوريين وتدمير بلدهم.

وإذا كان من معنى في موقف وموقع نصر الله وحزبه في الأزمة السورية، فإنه صار طرفا أساسيا سيتحدد بناء عليه مستقبل الوضع السوري، وأنه صار قوة احتلال تتخذ من نظام ساقط بالمعنى السياسي والأخلاقي ستارا لوجودها ودورها، وهو يعني إضافة إلى ما سبق، أن الحزب استبدل بما كان يزعم من عدائه لإسرائيل العداء للشعب السوري تحت حجج «الدفاع عن لبنان» و«الدفاع عن فلسطين والقضية الفلسطينية» إلى آخر شعارات الديماغوجية، التي اعتاد رفعها في إطار ممارساته طوال نحو ثلاثين سنة مضت. وإذا كان مسار حزب الله وزعيمه مضى في خط واحد للوصول إلى دوره الدموي في واحد من أخطر الأحداث السياسية والإنسانية والأخلاقية في التاريخ، فإن موقف المجتمع الدولي والرأي العام يسجل تهاونا، بل تراجعا في فهمه وموقفه من مسار الحزب وزعيمه ودوره في الحدث السوري، وما يمكن أن يتطور إليه على المستوى الإقليمي والدولي خاصة في ضوء ما قاله نصر الله أخيرا من أن الوضع في المنطقة «قد يخرج عن السيطرة»، ويصل إلى مرحلة لا تستطيع قوى عالمية أو إقليمية أن تتحكم فيها، إذا لم تفلح التسويات السياسية، مما يعني تهديدا مفضوحا بتفجير المنطقة، إن لم يتم ضمان تقاطعات مصالح تهمه، وهو ما يمكن أن يحصل إذا استمر موقف المجتمع الدولي الذي كان قد صنف حزب الله في إطار المنظمات الإرهابية في العالم، وهو يسكت عن ممارساته اليوم في سوريا وتهديدات زعيمه بإغراق المنطقة في الدم والدمار. وهذا يعني أن المجتمع الدولي اليوم أمام تحديات حقيقية يمثلها بقاء نظام القتل السوري، ودور حزب الله في سوريا أداة إيران الاستراتيجية، والتي تجد دعما مباشرا وغير مباشر من جانب روسيا وبلدان أخرى. لقد آن الأوان للعالم أن يقف على قدميه!

 

الأسد عن قرب!

طارق الحميد/الشرق الأوسط

في حوار مهم، ومطول، مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، أجراه الزميل غسان شربل، رئيس تحرير صحيفة «الحياة»، حول العراق من سقوط صدام للآن، وحول المنطقة وقياداتها، يمكن للقارئ الخروج من الحوار بـ«بروفايل» متكامل يمكننا من رؤية شخصية بشار الأسد عن قرب. القراءة المتأنية لكل ما ورد بالحوار، وتحديدا حول سوريا والأسد، تمكن القارئ من التوصل بسهولة إلى أن الأسد رجل «مغرور»، حساباته خاطئة، أو كما وصفه الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، حيث يروي زيباري أن مبارك قال له ذات مرة «بعثيون ونظامهم دموي لا يقف عند أي أحد، والواد ده - ويقصد بشار - شايف نفسه، ويعطينا محاضرة في كل قمة». ويضيف زيباري أن مبارك كان منزعجا من تدخلات الأسد «في كل صغيرة وكبيرة»، حيث يقول مبارك إن الأسد «يعيش على الأزمات»، مع تحذير مبارك من أن «علاقات بشار الاستراتيجية مع إيران أعمق وأقوى مما نتصور، في الجيش والمؤسسات والاقتصاد والعديد من المسائل»، وهذا هو الواقع، وهذه هي الحقيقة بالأمس والآن! أهمية «البروفايل» الذي يصوره لنا حوار الوزير زيباري حول الأسد تحديدا أنه يظهر مغامرته، وقراءته الخاطئة للأحداث، وكيف أن النظام الأسدي يجيد الظهور بوجهين، وهو ما يحدث الآن في الأزمة السورية، وينطلي على كثر في الغرب. فمن الحوار، مثلا، يتضح أن الأسد كان يعلم، وبشكل مباشر من المعارضة العراقية، أن الحرب الأميركية على العراق كانت واقعة، مثله مثل الإيرانيين الذين ناقشوا مع الأميركيين حتى مسائل الأجواء، لكن الأسد لم يتوقع أن تكون الحرب بذلك الحجم! والواضح أن الأسد صاحب كذبة المقاومة والممانعة كان مقتنعا بأنه بعد سقوط صدام ستسير الأمور بكل سهولة، ويتحقق الحلم الإيراني - الأسدي بأن يشكل العراق محورا معهم بالمنطقة، لكن يبدو أن إدخال بوش لسوريا في محور الشر هو ما أذعر الأسد، وبات نظامه بعدها راعيا للإرهاب في العراق.

ويروي زيباري حوارا له مع الأسد حول ذلك، حيث يقول إنه أبلغه «بتفاصيل خلية (القاعدة) بالأسماء، ورقم منزل المسؤول عنها..»! وهذا «الإرهاب» هو الورقة التي يراهن عليها الأسد الآن، ومعه إيران، للهروب من الأزمة التي توشك على الإطاحة به بعد أن اعتقد، أي الأسد، أنه بمأمن من «الربيع العربي»، بل إن الأسد، وبحسب زيباري، كان يعتقد أنه برحيل مبارك ستصبح مصر شريكة له وللعراق، وإيران بالطبع، لقيادة المنطقة! وقد يقول قائل: ومتى يفيق الأسد من هذه الأوهام؟ الإجابة لخصها الوزير زيباري بعبارة مهمة، حيث يقول إن أسباب تمادي الأسد في اللعب بالأمن العراقي وقتها هي أنه: «لمس السوريون التردد الأميركي فاستأسدوا»، وهذا ما هو حاصل الآن تماما في الأزمة السورية، فنظام الأسد لا يفهم إلا لغة القوة، ولا شيء غيرها.

 

عندما يتحول المأزق الى صراخ بصوت عال!

 محمد مشموشي/المستقبل

كان بعض اللبنانيين على وشك التفكير بامكان تصديق مقولة "الانتصار" التي طلع بها عليهم الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله في الاحتفال بيوبيل مستشفى الرسول الأعظم قبل أيام، عندما فاجأهم في التاسع والعاشر من محرم بأنه لم ينجز انتصاره بعد لكنه يحذر الآخرين من أنه سيفعل قريباً وأنهم سيهزمون بالنتيجة. ولأن هؤلاء لم يكونوا قد استجابوا لدعوته الى الاستسلام والقبول بـ"الأمر الواقع"، أي بالهزيمة هذه، فقد أبلغهم في خطابيه الأخيرين أنه لم يكن ينتظر منهم أن يقبلوا، أو حتى أن لا يقبلوا، لا سابقاً ولا الآن ولا في المستقبل، انطلاقاً من أن ذلك لن يقدم ولا يؤخر في "الأمر الواقع" كما هو على الأرض. ونصرالله، بهذا الموقف الذي سبقه اليه رئيس كتلته النيابية محمد رعد بصرخة "اياكم!.."، لا يتوهم تحقيق "الانتصار" المؤزر في سوريا فقط بل وانزال "الهزيمة" النكراء بمن وصفهم بـ"الشركاء في الوطن" أيضاً. ولكن بدعوى أنه لم يرسل قواته الى سوريا (وكان مستعداً للذهاب هو شخصياً، كما قال في وقت سابق) الا للدفاع عن لبنان، "لبنانه" هذا القائم على ثنائية "الانتصار" لطرف و"الهزيمة" لطرف آخر من اللبنانيين، في مواجهة من يصفهم بالتكفيريين وما قال انه خطر انتقالهم الى لبنان على وفاقه الوطني... وأي وفاق!. ولمن يعرف "حزب الله" ويتابع سياسته في لبنان، لا جديد اطلاقاً في الأمر. الشيء نفسه مارسه الحزب أثناء ما وصفه نصرالله نفسه بـ "اليوم المجيد" في السابع من أيار العام 2008، ثم بعودته من الدوحة بثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" مقرونة بالثلث المعطل من جهة وتحت اسم "حكومة وحدة وطنية" من جهة ثانية. وهذا تحديداً ما يعتبره نصرالله "الأمر الواقع" الذي يعتقد أنه انتزع اعتراف الآخرين به يومها، بغض النظر عن الأسباب والظروف، وما تحدث عنه عملياً في خطابيه الأخيرين. الفارق الوحيد أنه يقول انه لم يعد يحتاج الى هذا الاعتراف الآن، لأن المطلوب هو الاعتراف بالهزيمة فقط... ونقطة على السطر، كما يقال في مثل هذه الحال!. هذا هو "الأمر الواقع" اللبناني، من وجهة نظر "حزب الله"، وليس أمام الآخرين الا أن يتعاملوا معه كذلك وان لو لم يعترفوا، هذا ما قاله نصرالله بالفم الملآن في اليومين الأخيرين من عاشوراء. أما من لم يفعل بعد، فلعله فهم جيداً معنى صراخ رعد بكلمة "اياكم!..." وتهديده بامكان أن ينتقل الحزب من حال الدفاع حتى الآن الى الهجوم في المرحلة المقبلة.

وهو، بعبارة أخرى، أن ما أخذه الحزب في الفترة السابقة بات من الثوابت التي لا عودة عنها، وأن أحداً ليس من حقه بعد الآن لا السؤال عن ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" وزميلها "الثلث المعطل"، أو عن مشاركة الحزب في الحرب في سوريا، ولا حتى مناقشة أي عمل يقوم به مقاتلوه أو كوادره في لبنان أو في الخارج في المستقبل. وهذه، لمن لم يفهم معنى الكلام بعد، هي بعض ملامح "لبنان الجديد" الذي أعلنه رئيس كتلته النيابية محمد رعد قبل ذلك بأيام فقط. لكن الى أين من هنا، و"حزب الله" يعرف أكثر من غيره أن ما يتحدث عنه لم يرد في يوم سابق في لبنان ولن يرد حتماً في المستقبل؟.

الحال أن الحزب يدرك جيداً طبيعة المرحلة الراهنة اقليمياً ودولياً، وخصوصاً أن عودة ايران ("الولي الفقيه" الذي يعلن يومياً أنه جندي في جيشه) الى المجتمع الدولي لن تتم الا على حسابه، أو أقله على بعض هذا الحساب. وعملياً، فلا تفسير لقوله انه وحزبه لن يضعفا بعد هذه المرحلة بل سيصبحان أقوى اعتماداً على ما وصفه بـ "الوفاء" الدائم بينه وبين حليفيه الايراني والسوري، سوى محاولة طمأنة أتباعه الى ما يخشاه فعلاً في أعماق نفسه.

(للمناسبة فقط، لم يذكر نصرالله في خطابيه الاثنين لا "التقارب الايراني ـ الاميركي" ولا حتى المفاوضات بينهما حول الملف النووي الايراني، بل استخدم دائماً عبارة "التفاوض الايراني ـ الدولي"... ربما حتى لا يتذكر "الشيطان الأكبر" أو "الاستكبار العالمي"). أكثر من ذلك، فالحزب يدرك جيداً كذلك ان سوريا المستقبل لن تكون أبداً، وأياً كانت نتائج ما يحدث على الأرض أو حتى "جنيف2" وما يليها، على شاكلة "سوريا الأسد" التي غالباً ما تحدث عنها وأشاد بها، حتى ولو تحقق ما يتوهمه من "الانتصار" عسكرياً، وأنه في المحصلة النهائية سيعود منها خالي الوفاض سياسياً على المستوى السوري من ناحية ومهزوماً، حتى لا نقول منبوذاً، على المستوى اللبناني من ناحية ثانية. الى أين من هنا؟. يحاول الحزب الآن، بالتهديد والوعيد كما بعرقلة اعادة بناء الدولة (عدم تشكيل الحكومة ودفع البلاد باتجاه الانهيار الاقتصادي ثم الفراغ الرئاسي ولاحقاً الفراغ النيابي) فرض قبول الآخرين، في لبنان وفي الخارج على السواء، بما يسميه "الأمر الواقع" المفروض فيه بقوة السلاح قبل أن تنجلي صورة الوضع الجديد في ايران وبينها وبين الولايات المتحدة والمجتمع الدولي من جهة وفي سوريا وتالياً في المنطقة كلها من جهة ثانية. لكن مشكلة الحزب الكبرى، كما يبدو جلياً له، أن اللبنانيين الآخرين لا يعرفون هذه الحقيقة فحسب بل أنهم لن يوافقوا على ما يطلبه اليوم تماماً كما لم يوافقوا على كل ما فعله في خلال الفترة السابقة... لا لشيء الا لأنهم يتمسكون بلبنان الميثاق الوطني واتفاق الطائف والاعتدال والمناصفة بين أبنائه على اختلاف فئاتهم. ولا معنى للصراخ بصوت عال في الأيام الأخيرة: "اياكم... ثم اياكم!"، والتهديد بقطع الأيدي والأعناق أو حتى بالانتقال من الدفاع الى الهجوم، الا هذا المعنى.

 

سليمان رعى ندوة الاستقلال من الميثاق الى اعلان بعبدا: لم يتكلم عن الحياد بل التحييد وهو ليس تحديا لأحد بل مطابق تماما للطائف

القى الكلمات كل من:

الدكتور شفيق المصري

عضو هيئة الحوار الوطني البروفسور فايز الحاج شاهين

رئيس المجلس الوطني للاعلام عبدالهادي محفوظ

الوزير السابق زياد بارود

الوزير السابق جهاد أزعور

الوزير السابق الدكتور خالد قباني

السفير الروسي الكساندر زاسيبكين

المنسق الخاص للأمم المتحدة ديريك بلاملي

الرئيس ميشال سليمان

وطنية - رعى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ندوة نظمها "منتدى بعبدا" قبل ظهر اليوم بعنوان "الاستقلال من الميثاق الى اعلان بعبدا" في فندق "فينيسيا"، حضرها الرئيس سليمان، الرئيس نجيب ميقاتي، الرئيس فؤاد السنيورة، المطران بولس مطر ممثلا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، السيدة منى الهراوي، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، الوزراء: ناظم الخوري، وليد الداعوق، علاء الدين ترو، مروان شربل، نقولا نحاس، فريج صابونجيان، سفراء روسيا الكسندر زاسبكين والولايات المتحدة الأميركية ديفيد هيل وإيران غضنفر ركن ابادي والإتحاد الأوروبي انجلينا ايخهورست والمغرب علي اومليل وفلسطين أشرف دبور وسلطنة عمان محمد بن خليل الجازمي، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي، النواب: دوري شمعون، محمد قباني، زياد اسود، فادي كرم، رياض رحال، سيبوه كالباكيان، هادي حبيش، قاسم عبدالعزيز، هنري حلو، محمد الحجار، الان عون، ياسين جابر، جان اوغاسابيان، كاظم الخير، ادغار معلوف، نضال طعمه، بهية الحريري، علي بزي، سيرج طورسركيسيان، نديم الجميل وفؤاد السعد.

حضر أيضا رئيس المجلس الدستوري عصام سليمان، النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء اللواء عصام ابو جمرا، النائب السابق لرئيس مجلس النواب ميشال معلولي، رئيس المجلس الوطني للاعلام عبدالهادي محفوض، الوزراء السابقون: رئيس اتحاد الغرف العربية عدنان قصار، ابراهيم نجار، ناجي البستاني، خليل الهراوي، نايلة معوض، ريا الحسن، منى عفيش، ابراهيم شمس الدين، فوزي حبيش، الياس سكاف، جوزيف الهاشم، مخايل الضاهر، ميشال اده، ابراهيم الضاهر، سليمان طرابلسي، رئيس المجلس الماروني العام وديع الخازن، النواب السابقون: صلاح حنين، بيار دكاش، منصور غانم البون، انطوان اندراوس، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، المدير العام لقوى الأمن الداخلي العميد ابراهيم بصبوص، المدير العام للأمن العام عباس ابراهيم، المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة، مدير المخابرات إدمون فاضل، المدير العام للدفاع المدني ريمون خطار، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الاقتصادية الدكتور إيلي عساف، امين عام "تيار المستقبل" أحمد الحريري، رئيس جمعية الصناعيين نعمت افرام، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان صعب، رئيس صندوق المهجرين فادي عرموني، مدير عام الموارد المائية والكهربائية الدكتور فادي قمير وبعثات ديبلوماسية وحشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والإعلامية.

في بداية الندوة وبعد عزف النشيد الوطني عرض فيلم وثائقي عن تاريخ لبنان منذ الاستقلال وحتى اليوم أعده المستشار الإعلامي في في القصر الجمهوري جورج غانم، قدمت الندوة الإعلامية رانيا بارود التي ألقت كلمة قالت فيها: "إنه المنتدى. تنادينا وأتينا كثرا. فعندما يتنادى القوم لا يكون هناك صاحب دعوة ولا مدعوا. فهم ينادون بعضهم بعضا دون حصر ولا تمايز، ينذرهم حسهم المشترك بالخطر الشديد، وتحركهم غريزة البقاء. هكذا تنادى الجميع اليوم في زمن التهاوي لما تجاوزت فكرة الدولة خطوط الخطر، وبات الأمل الوحيد في البقاء عنوانه: بعبدا، فكان منتدى بعبدا".

أضافت: "بعبدا بكل رمزيتها، بعبدا بكل أبعادها، بعبدا بشخص سيدها اليوم، بعبدا بإعلانها. هذا الإعلان الذي قلما يخلو خطاب سياسي، مهما اختلفت ألوانه، على الساحة اللبنانية أو على الساحة الدولية المتعلقة بلبنان، قلما يخلو من ذكر إعلان بعبدا ويدعو إلى الإلتزام به والإرتكاز عليه كأساس حل في الأمن والسياسة والإقتصاد ومأسسة الدولة. فكيف يترجم ذلك الإلتزام وذلك الإرتكاز ما لم نتناد إلى الحوار والتفكير حول بناء ميثاقي جديد وضع أسسه الرئيس ميشال سليمان. إنها وديعة الرئيس إلى اللبنانيين قبل مغادرته الرئاسة بعد أشهر قليلة. وديعة باتت اليوم أشبه بالعامية. كلما مر الوقت عليها كلما زادت الحاجة إلى ترسيخها. فاستحق لقاؤنا اليوم. لقاء يستفيد من اهتزازات سبعين استقلالية ليتطلع إلى سبعين استقرارية، والأمل بسبع مرات سبعين قوامها حياد وحوار نحو الإزدهار".

وختمت: "إنها الرؤية تترجم اليوم من مناظير قانونية ودستورية وميثاقية وميدانية واقتصادية".

المصري

وألقى الدكتور شفيق المصري مداخلة بعنوان "الجذور القانونية لإعلان بعبدا" قال فيها: "يمكن توزيع إعلان بعبدا - كوثيقة- على ثلاثة محاور، الأول يتعلق بضرورة تعزيز الثقافة السياسية ويهدف إلى صقل المواطنية اللبنانية في التعامل السلمي والإيجابي مع الآخر واحترام المسلمات الوطنية الممهدة إلى إجماع وطني واع ومسؤول. والثاني يتناول ضرورة التركيز على المبادىء الدستورية وإلتزام حكم القانون وإحترام أداء المؤسسات الدستورية واجهزتها التنفيذية. والثالث الذي تضمنه إعلان بعبدا، في معظم بنوده، قائم على المرجعيات الدستورية الداخلية والمرجعيات القانونية الإقليمية والدولية الملزمة للبنان - الدولة. هذه المرجعيات تشكل الجذور القانونية الثابتة لبناء هذا الإعلان ونقله من إطار التمنيات الصادقة والدعوات الضرورية إلى المناخات الدستورية الداخلية والإلتزامات الإقليمية والدولية المستقرة. وبالتالي فإن إعلان بعبدا يأتي، في هذا السياق، تذكيرا بما أجمع عليه أقطاب الحوار، ولكنه يأتي، كذلك، تأكيدا متكررا لهذه الإلتزامات جميعا. وهي، مع الإعلان أو بدونه، تبقى ضمن الزاميتها الشاملة، داخليا وخارجيا، للدولة اللبنانية بصرف النظر عن الحكومات".

أضاف: "توضيحا لما تقدم نلاحظ أولا أن ما أشار إليه إعلان بعبدا حول تأكيد نهائية الوطن اللبناني وصيغة العيش المشترك والمبادىء الأخرى التي وردت في مقدمة الدستور. هذه المقدمة الميثاقية تشكل إستمرارا نوعيا للميثاق الوطني في مسلماته. والميثاق في حقيقته التاريخية لا يقتصر فقط على الاتفاق الشفهي بين الشخصيتين المؤسستين للاستقلال، وإنما يكتمل بمضمون البيان الوزاري الاول الذي كان نصا مكتوبا وشاملا وحظي آنذاك، بإجماع ممثلي الشعب اللبناني بدون إستثناء. وقد تضمن هذا البيان الأول - أي الميثاق الوطني المكتمل - بنودا انمائية وسياسية واجتماعية كثيرة تجدر إعادة قراءتها اليوم ولو بعد مرور سنوات على صدورها. وبالتالي فإن إعلان بعبدا يشكل، هنا، التذكير بهذه البنود الميثاقية التي وردت في مقدمة الدستور وهو، بما تضمن من بنود، يشكل الحلقة التأكيدية الواصلة بين الميثاقين الأول الذي أشرنا إليه والثاني المتمثل بمقدمة الدستور. والميثاقان يعتبران من أركان المبادىء التأسيسية الثابتة. ولا بد من التذكير بهما معا. وهذا ما فعله إعلان بعبدا. أما بالنسبة للتمسك بإتفاق الطائف ومواصلة تنفيذ كامل بنوده" فالمعروف أن هذه البنود دخلت في صلب الدستور وأصبحت مواد دستورية ملزمة ولكنها لم تنتقل، بعد، إلى الحيز التنفيذي. وهي بمجملها ذات طابع إنمائي أو تحديثي متقدم كإنشاء مجلس الشيوخ بعد تطبيق إحدى مواد الدستور، وإصدار قانون اللامركزية الموسعة وقانون الإنتخاب وإنجاز الإنماء المتوازن والعدالة الإجتماعية وغيرها من البنود حتى التي لم يعتمدها الدستور لغاية اللحظة كرقابة الدولة على المناهج المدرسية والكتاب المدرسي والمدارس الخاصة".

وتابع: "يؤكد البند الثاني عشر من إعلان بعبدا ضرورة "تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية و تجنيبه الإنعكاسات السلبية لها حرصا على وحدته الوطنية وسلمه الأهلي، ولكنه استثنى من هذا التحييد، وليس الحياد، ثلاثة أمور لا يستطيع أن يكون محيدا بإزائها: أولا التزام قرارات الشرعية الدولية والواقع إن هذا الإلتزام وارد أصلا في ميثاق الأمم المتحدة وملزم بكافة الدول الأعضاء وحتى للدول غير الأعضاء في المنظة الدولية. وبالتالي فان كل دولة عضو في الأمم المتحدة ملزمة بالإمتثال إلى مواثيق الشرعية الدولية وقراراتها. وهذا الإلتزام يشمل كل القرارات الدولية وإذا استثنى إعلان بعبدا هذا الأمر من مسألة التحييد فإنه، بذلك، يؤكد ويشدد على وجوب هذا الإلتزام عملا بميثاق الأمم المتحدة وانسجاما مع الدستور اللبناني ذاته الذي يؤكد هذا الإلتزام.

وقال: "الأمر الثاني الذي لا يستطيع أن يكون محيدا بإزائها هو التزام الإجماع العربي، وهو ملزم أيضا بموجب ميثاق جامعة الدول العربية. فالمادة السابعة من هذا الميثاق تعبر ان: القرارات التي يتخذها مجلس الجامعة بالإجماع تكون ملزمة لجميع الدول الأعضاء فيها. أما القرارات المتخذة بالأكثرية فهي تلزم الدول التي تقبلها. هذا مع العلم أن الإجماع العربي يحسب خارج الدولة المعنية ذاتها. وعندما يستثني إعلان بعبدا مسألة الإجماع الملزمة للدول الأعضاء فإنه يؤكد قانونيا على صدقية هذه المادة وضرورة احترامها. ولعل هذا البند من الإعلان يذكر بإلتزام آباء الإستقلال وقرارهم عندما اكدوا خلال السنوات الأولى لحكمهم إن سياسة لبنان الخارجية يجب أن تلتزم بوحدته الوطنية الداخلية وإن لبنان مع العرب إذا اتفقوا وعلى الحياد إذا اختلفوا وإنه ليس مع الأحلاف والمعاهدات والمحاور الإقليمية ولا الدولية. وهكذا نرى أن الإعلان المستند أصلا إلى هذه المرجعيات القانونية والسياسية لم يرسم أي إطار جديد في سياسة لبنان الخارجية انما جاءت تذكيرا بموجبات تقع على عاتق لبنان وفقا لإلتزامات قانونية سابقة ولسياسة حكيمة اعتمدها آباء الاستقلال أصلا".

أضاف: "الأمر الثالث الذي لا يستطيع أن يكون محيدا بإزائها هو التزام القضية الفلسطينية المحقة بما في ذلك حق اللاجئين الفلسطنيين. والمعروف، هنا، أن لبنان معني منذ البدء، بهذه القضية ليس من ناحية مبدئية وحسب واينما بدافع التعاطي الإجباري مع مسألة تتعلق بوجود مئات آلاف اللاجئين الفلسطنيين في ربوعه. وهذه المسألة مستندة ، كما هو معروف أيضا، إلى أحكام الشرعية الدولية، الواجبة التطبيق قبل إعلان بعبدا أو بعده. ولكن أهميته تكمن في تجديد الإلتزام بسياسة التحييد مع التأكيد على مشروعية الإستثناءات التي أوردها. أما ما أورده الإعلان حول ضبط الحدود اللبنانية - السورية فتجدر الإشارة إلى أن هذا الموضوع نوقش وأقر منذ جلسة الحوار الأولى. وقد حظي انذاك بتصديق القرار الدولي. هذا مع العلم أن من واجبات الدولة الحفاظ على حدودها الملحوظة في الدستور وعلى توفير الأمن اللازم والإنتظام القانوني لهذه الحدود. وهناك الكثير من الأحكام القانونية الدولية حول هذه الواجبات في سياق العلاقات الدولية".

وتابع: "إن هذه الوثيقة المعروفة ب"إعلان بعبدا" اقترنت أصلا بإجماع أركان الحوار على الصعيد اللبناني. وهي اقترنت بإجماع عربي دعا تكرارا إلى الترحيب بها والإستعداد لتيسير اعتمادها ودعم توجهاتها قاعدة لإجماع اللبنانيين في السياسة الداخلية والخارجية على السواء. كذلك اقترنت هذه الوثيقة بموافقة وترحيب الدول الكبرى بشكل معلن وصريح. فما هي نتائج ذلك على المستوى الدولي؟ إن الإعتراف بالحكومات والدول يمكن تعريفه بأنه إقرار acknowledgement بوجودها وإستعداد للتعاون معها على الصعيد الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي بشكل عام. فهل يشكل ترحيب هذه الدول الاقليمية والدولية نوعا من الاعتراف بالحكومة الراهنة أو بأية حكومة مقبلة تلتزم هذا الاعلان؟"

وختم المصري: "الواقع أن لبنان - الدولة ليس بحاجة إلى إعتراف دولي وكذلك فإن الحكومة الراهنة أو الحكومة المقبلة لا تحتاج إلى إعتراف طالما أنها تقوم حاليا أو يمكن أن تقوم وفقا للدستور المعترف به أصلا. إذا، يمثل هذا الإعتراف أو الترحيب بإعلان بعبدا دعما سياسيا دوليا كبيرا للحكومة اللبنانية في سياستها الداخلية والخارجية، واستعدادا دوليا للتعاون معها على أكثر من صعيد، ودعما قانونيا دوليا كبيرا لإعلان بعبدا بقدر استناده إلى هذه المرجعيات القانونية المحلية والإقليمية والدولية التي تقدم ذكرها وبقدر إلتزام هذه الحكومة الحالية أو المقبلة بإعلان بعبدا ذاته".

شاهين

وألقى عضو هيئة الحوار الوطني البروفسور فايز الحاج شاهين كلمة قال فيها: "ان مداخلتي تحمل عنوان "المبادىء الميثاقية التي يستند اليها اعلان بعبدا". سؤالان ينبغي الاجابة عليهما، السؤال الاول: ما هي هذه المبادىء الميثاقية؟ والسؤال الثاني: ما هي القيمة المضافة التي ادخلها اعلان بعبدا على هذه المبادىء؟ اولا: في المبادىء الميثاقية، ان المبادىء الميثاقية لاعلان بعبدا، الذي يتضمن 15 بندا، هي تلك المكرسة في مقدمة الدستور وفي وثيقة الوفاق الوطني المعروفة باتفاق الطائف. جاء في البند 10 من اعلان بعبدا ما يلي: "تأكيد الثقة بلبنان كوطن نهائي وبصيغة العيش المشترك وبضرورة التمسك بالمبادىء الواردة في مقدمة الدستور بصفتها مبادىء تأسيسية ثابتة." وجاء في البند 11 من هذا الاعلان ما يلي: "التمسك باتفاق الطائف ومواصلة تنفيذ كامل بنوده".

أضاف: "نظرا لضيق الوقت سأحصر بحثي بالبندين 12 و 13 من هذا الاعلان، لانهما موضوع الساعة. جاء في البند 12 من اعلان بعبدا ما يلي: "تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الاقليمية والدولية وتجنيبه الانعكاسات السلبية للتوترات والازمات الاقليمية، وذلك حرصا على مصلحته العليا ووحدته الوطنية وسلمه الاهلي، ما عدا ما يتعلق بواجب التزام قرارات الشرعية الدولية والاجماع العربي والقضية الفلسطينية المحقة بما في ذلك حق اللاجئين الفلسطنيين في العودة الى ارضهم وديارهم وعدم توطينهم". ان البند 12 يستند "الى الفقرة (ي) من مقدمة الدستور التي تنص على مبدأ الالتزام بميثاق العيش المشترك وذلك لان التحييد المشار اليه في هذا البند يهدف الى مصلحة لبنان العليا، ووحدته الوطنية وسلمه الاهلي". ويجدر التركيز على ان التحييد الوارد في البند (12) اعلاه ليس هدفا بحد ذاته بل هو وسيلة. اما الهدف فهو "المصلحة العليا" و"الوحدة الوطنية" و"السلم الاهلي".

وتابع: "ان هذا البند يستند ايضا الى الفقرة (ب) من مقدمة الدستور التي تنص على ان "لبنان عربي الهوية والانتماء" وذلك لانه يتضمن الالتزام بالاجماع العربي والقضية الفلسطينية وحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة"، كما يستند الى الفقرة (ط) من مقدمة الدستور التي تنص على عدم توطين الفلسطينيين وذلك لانه يتضمن تأكيدا على رفض التوطين. وجاء في البند 13 من اعلان بعبدا على ما يلي: "13 - الحرص (تاليا) على ضبط الاوضاع على طول الحدود اللبنانية السورية وعدم السماح باقامة منطقة عازلة في لبنان واستعمال لبنان مقرا أو ممرا او منطلقا لتهريب السلاح والمسلحين، ويبقى الحق في التضامن الانساني والتعبير السياسي والاعلامي مكفول تحت سقف الدستور والقانون". ان هذا البند يستند الى وثيقة الوفاق الوطني التي تضمنت فقرة تحمل عنوان "العلاقات اللبنانية السورية". وجاء في هذا العنوان ما يلي: "يقتضي عدم جعل لبنان مصدر تهديد لامن سوريا وسوريا لامن لبنان في اي حال من الاحوال. وعليه فان لبنان لا يسمح بان يكون ممرا او مستقرا لاي قوة او دولة او تنظيم يستهدف المساس بأمنه او أمن سوريا. وان سوريا الحريصة على امن لبنان واستقلاله ووحدته ووفاق ابنائه لا تسمح بأي عمل يهدد أمنه واستقلاله وسيادته".

وقال: "هذه هي باختصار المبادىء الميثاقية، فما هي "القيمة المضافة التي ادخلها اعلان بعبدا؟ ان هذه القيمة المضافة تظهر من خلال الامور الآتية: الامر الاول ان اعلان بعبدا شكل اطارا وطنيا لتأكيد الالتزام بالمبادىء الميثاقية التي ذكرناها. ان الدساتير والمبادىء الكلية، التي تبنى على اساسها الاوطان والدول، ليست محطة زمنية آنية تبدأ وتنتهي مع صدورها او اعلانها، انما وجدت لتدوم. ان الالتزام بها هو عملية مستمرة والتقيد بها هو بمثابة فعل ايمان للمسؤولين والمواطنين. والامر الثاني: ان اعلان بعبدا كان موضع اجماع وهو يدل على ان اتفاق اللبنانيين بعضهم مع البعض ليس عملية مستحيلة.

فاذا كانت السياسة تفرق فالمبادىء الميثاقية تجمع. قد يقال ان الاجماع الذي كان متوفرا يوم اعلان بعبدا بتاريخ 11/6/2012 لم يعد متوفرا اليوم، وهذا الاعلان تعرض للانتكاسات من قبل أكثر من جهة لبنانية. ان هذا الكلام صحيح ولكن يمكن الاجابة عليه. ان اتفاق الطائف تعرض للانتقادات واصيب بانتكاسات تم وصفها بانها "انقلاب على الطائف"، لكن اتفاق الطائف رغم كل ذلك بقي متمتعا بقوته الميثاقية. وما يصح بالنسبة لاتفاق الطائف يصح بالنسبة لاعلان بعبدا".

أضاف: "الامر الثالث، ان اعلان بعبدا شكل مناسبة لتجديد ثقة الامم المتحدة وجامعة الدول العربية والمجموعة الاوروبية بلبنان وبأهمية الوفاق بين اللبنانيين. بتاريخ 21/6/2012 تم تسجيل اعلان بعبدا كوثيقة رسمية من وثائق الامم المتحدة في دورتها العادية العامة السادسة والستين. وهذا ما يذكرنا بالاعلانين الصادرين عن مجلس الامن بتاريخ 7/11/1989 وبتاريخ 22/11/1989 اللذين يتضمنان تأييدا لهذا الاتفاق. بتاريخ 23/6/2012 صدر عن الامين العام لمجلس جامعة الدول العربية بيان نوه باعلان بعبدا واصفا إياه " بانه أرسى مجموعة من الثوابت والقواسم المشتركة التي اجمع عليها اللبنانيون باعتبارها منطلقات تأسيسية للحوار". وبتاريخ 23 /7/ 2012 صدر عن وزراء خارجية الدول الاوروبية المجتمعين في بروكسيل بيان اشاد باعلان بعبدا".

وتابع: "اسمحوا لي ان انهي مداخلتي بثلاث ملاحظات: الملاحظة الاولى هي ان تاريخ لبنان الحديث عرف محطتين ميثاقيتين الاولى سنة 1943 وهي سنة اعلان الاستقلال والثانية سنة 1989 وهي تاريخ تصديق مجلس النواب على وثيقة الوفاق الوطني المعروفة باسم اتفاق الطائف. وبين هاتين المحطتين توجد نقطة التقاء ونقطة تمايز. اما الالتقاء فهو ان هذين الميثاقين يؤكدان ان الوفاق الوطني هو مبرر وجود لبنان. اما التمايز فهو ان الميثاق الوطني عام 1943 كان مبنيا عل سلبيتين:Deux Négations، لا للشرق ولا للغرب. اما الميثاق الوطني الحالي فهو مبني على ايجابيتين:Deux Affirmations، الاولى مكرسة في الفقرة (آ) من مقدمة الدستور التي تنص على ان لبنان وطن نهائي لجميع ابنائه، والثانية مكرسة في الفقرة (ي) من هذه المقدمة والتي تنص على "ان لا شرعية تناقض ميثاق العيش المشترك".

وقال: "ان للعيش المشترك مفهوما خاصا في لبنان. في اكثرية الدول التي تتميز بالتنوع الطائفي او الاثني، يوجد عيش مشترك بالمعنى السوسيولوجي. الناس، هناك، تعيش بعضها مع البعض وتتعامل بعضها مع البعض اجتماعيا واقتصاديا وماليا. اما في لبنان فالعيش المشترك له معنى دستوري يتمتع بقوة الزامية وهذا المعنى هو الحق لكل طائفة بالاشتراك في السلطة. وهذا الحق يضمنه الدستور".

أضاف: "الملاحظة الثانية، للاسف يوجد حاليا في لبنان انقسام حاد بين اللبنانيين ولكن ما يخفف من حدة هذا الانقسام هو انه ليس طائفيا بل سياسي: ففي كل فئة نجد اطرافا من كل الطوائف حتى لو كانت الارجحية فيها لمذهب معين. لكن التخفيف من حدة هذا الانقسام لا يلغي تأثيره البالغ السلبية على الحياة اليومية للمواطنين وعلى حسن سير مؤسسات الدولة مما يحتم علينا العمل على ان يكون الاختلاف في الرأي دليل عافية ديمقراطية وليس مصدرا

للاحتقان وللاقتتال. والملاحظة الثالثة، مما لا شك فيه ان الاختلاف بين السعودية وايران ينعكس سلبا على لبنان وان الوفاق بينهما ينعكس ايجابا عليه. فلماذا لا يقوم لبنان بمحاولة التوفيق بين هاتين الدولتين الكريمتين؟ لماذا لا يصار الى تأليف لجنة مشتركة من كبار الشخصيات اللبنانية السياسية والدينية والفكرية المشهود لها بالمصداقية والكفاءة لاجل القيام بمساعي التوفيق؟"

وختم شاهين: "ان تاريخ لبنان مليء بالسابقات التي انتظر فيها ان ينزل عليه الوفاق الذي يصنعه الاخرون. فلماذا لا يصار الى ابدال منهجية "الانتظار" بمنهجية "المبادرة"؟ قد يقال ان نجاح هذه المبادرة ليس اكيدا ولكن علينا ان نسعى لان السعي في الظروف الحالية هو واجب وطني يفرض نفسه لاجل كسر الجمود والخروج من الازمة. فاذا نجحت كان فيها كل الخير، واذا فشلت فليس فيها تفاقم للضرر. لطالما تغنى لبنان بانه جسر بين الشرق والغرب. لماذا لا يحاول ان يكون جسرا بين ايران والسعودية؟ وهذا أضعف الايمان. انني اضع هذا الاقتراح في دائرة تقدير الذين يؤمنون بثقافة الحوار وهم كثيرون في لبنان".

محفوظ

وألقى رئيس المجلس الوطني للاعلام عبدالهادي محفوظ كلمة بعنوان "إعلان بعبدا في ما له وفي ما عليه" قال فيها: "الإنقسام السياسي والطوائفي والمذهبي والمناطقي يحكم علاقات اللبنانيين وذلك بسبب انعدام الحوار وتغليب لغة الإلغاء للآخر. وقد يكون إعلان بعبدا آخر مناسبة جمعت أهل الدولة والسياسة على طاولة الحوار وأنتجت تعبيرا مشتركا شدد على الثوابت اللبنانية الجامعة التي ناسبت الوضع آنذاك والذي تحكمت به لاحقا معطيات متوترة أضافها الواقع الاقليمي وما يفترض من معالجات من روحية إعلان بعبدا وبما يزيل الهواجس المتبادلة ويؤدي إلى تبريد الأجواء المتأزمة. وبالتأكيد يصلح إعلان بعبدا منطلقا وأساسا للمعالجة وللخروج من حالة الفراغ التي تهدد بناء الدولة وسلطتها ومؤسساتها".

أضاف: "فبيان بعبدا شدد على الإلتزام بنهج الحوار والتهدئة الأمنية والسياسية والإعلامية والسعي للتوافق على ثوابت وقواسم مشتركة ودعم الجيش وخلق بيئة حاضنة للسلم الأهلي والوحدة الوطنية. وأما النقطة التي تحتاج إلى نقاش وحوار فهي تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الاقليمية والدولية ما عدا ما يتعلق بواجب التزام قرارات الشرعية الدولية والإجماع العربي والقضية الفلسطينة المحقة. شدد الإعلان على السعي للتوافق على ثوابت وقواسم مشتركة، أي أنه ترك نوافذ لمعالجة النقاط الغامضة أو لتدارك خلافات ناشئة ومستجدة مرتبطة بتغير الظروف، لكن بكل الأحوال جعل الإعلان من الحوار قاعدة أساسية وهو هنا يستجيب للنظرية السياسية التي اعتمدها الإمام السيد موسى الصدر عندما اعتبر الحوار هو المدخل الإلزامي للوحدة الوطنية وعندما استبعد الحلول السياسية الناجمة عن الطوائفية باعتبار أن المشاريع الطوائفية لا تبني وطنا ولا تبني طوائفها".

وتابع: "لا أحد يستطيع أن ينكر تأثيرات الواقع الاقليمي والدولي على الداخل اللبناني. إنما هذه التأثيرات لا ينبغي أن تحول دون صياغة توافق داخلي لبناني يبعد ما هو سلبي في هذه التأثيرات خصوصا وأنه من حسن حظ لبنان تعدد المؤشرات الخارجية إنما ليس من عامل خارجي واحد يجمع عليه اللبنانيون وهذا ما يعطي حظوظا كبيرة لنجاح الحوار الداخلي بما يشكل مشتركا لبنانيا. وهذه الفرصة يتيحها إعلان بعبدا كما تتيحها المبادرات البناءة كتلك التي أطلقها دولة الرئيس نبيه بري والتي تتقاطع في أكثر من نقطة مع الإعلان. لا شك أنه في الآونة الأخيرة أثيرت نقاط اعتراض على إعلان بعبدا الذي يواجه عمليا قراءات مختلفة. ويمكن اختصار هذه الإعتراضات في ثلاث نقاط: الحياد وموضوع المقاومة وبنود الطائف التي لم تنفذ".

وقال: "واضح أن هناك التباسا بين الحياد والتحييد. بيان بعبدا ليس محايدا لا في الصراع العربي - الإسرائيلي ولا في موضوع الإنتماء للعروبة ولا في التأكيد على مبدأ أن لبنان هو وطن نهائي لكل اللبنانيين. وبهذا المعنى هناك فارق أساسي بين الحياد والتحييد. فإذا كان ثمة تداخل قد نشأ بين الأزمتين اللبنانية والسورية إضافة إلى تدفق السوريين على لبنان وما يفترضه ذلك من معالجة فإن الحوار وحده هو الكفيل بإيجاد الحلول أو بحصر التداعيات. وأما في موضوع مستقبل المقاومة فليس هناك من إشارة سلبية. فالإستراتيجية الدفاعية هدفها أولا وأخيرا تحصين لبنان من الأطماع والإعتداءات الإسرائيلية. والمقاومة بهذا المعنى هي أحد أوراق القوة في الإستراتيجية الدفاعية. عدا عن أن إعلان بعبدا يشدد على الإلتزام بقرارات الإجماع العربي. وهنا لا بد من التذكير بأنه بتاريخ 26 و 27 آذار 2013 وفي الدورة الرابعة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية وعلى مستوى القمة في الدوحة التي كرست أعمالها لبحث الوضع العربي وآفاق المستقبل صدر عن القمة بيان عرف ببيان الدوحة جاء فيه: "نعبر عن دعمنا التام لحق لبنان حكومة وشعبا ومقاومة في تحرير أو استرجاع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اللبنانية والأراضي اللبنانية في قرية الغجر والدفاع عن لبنان في مواجهة أي اعتداء بكل الوسائل المشروعة والمتاحة". هذا الإلتزام من جانب اعلان بعبدا ببيان الدوحة هو كاف في حد ذاته في موضوع المقاومة".

أضاف: "أيا يكن الأمر، إذا كانت الحلول الطائفية بلاء للوطن فإنه أصبح من الضروري تطبيق البنود التي لم تنفذ في الطائف وعلى رأسها تشكيل لجنة إلغاء الطائفية وإقامة مجلس شيوخ. باختصار الشحن الإعلامي يجعل من الكلمة أخطر من الرصاص. ويقرب الفتنة. وهذا ما يفترض إرادة سياسية واحدة لأن الضرر لا يقتصر على طائفة أو منطقة، وبالتالي أصبح من الضرورات توفير مثل هذه الإرادة الواحدة في حكومة وحدة وطنية بالتوافق والحوار وعبر إلغاء الشروط والشروط المضادة، فالبلد يعيش واقعا أمنيا خطيرا وواقعا اقتصاديا مترديا، والخروج من هذا الواقع يلزم المجتمع السياسي الإلتفاف حول الجيش ضامن الوحدة وتحصينه من انعكاسات الخلافات داخل الطبقة السياسية والتشديد على اعتبار اسرائيل العدو المشترك لكل اللبنانيين. كذلك لا بد من البحث عن المقاربات البناءة سواء في تشكيل حكومة وحدة وطنية أو في اللقاء من جديد حول طاولة الحوار قبل الوقوع في الفراغ، ولا خلاص إلا بتعزيز فكرة الدولة وتعزيز فكرة المواطنة والوصول إلى قانون انتخاب يعتمد النسبية ويتيح الفرصة أمام تمثيل كامل للمرأة والشباب ويوفر مناخات الخروج من الحسابات الطوائفية. وكذلك اعتماد اللامركزية الإدارية التي تضمن التوازن الإجتماعي وتحيي الطبقة المتوسطة من خلال توفير ضمان صحي اجتماعي وضمان للشيخوخة وفرض ضريبة تصاعدية لتوفير الحد الأدنى من العدالة الإجتماعية".

وتابع: "الصيغة اللبنانية هي تعبير عن حوار الحضارات والأديان، وما يجري حاليا من خلافات مستحكمة وعدم تقبل للآخر قد يودي بهذه الصيغة ويفجرها. فعلى ما يقول قول مأثور يصلح لتوصيف المجتمع السياسي اللبناني والإنقسام: "كثرة الخلاف شقاق وكثرة الإتفاق نفاق". وهذه الناحية أدركها مبكرا ابن خلدون عندما استنتج بأن "العصبيات لا تبني أوطانا". هذه العصبيات أصبحت السمة الأساسية في حسابات المجتمع السياسي وفي الترويج الطائفي والمذهبي. والملفت للنظر أن البيان الوزاري الأول لحكومة الإستقلال الأولى في 7 تشرين الأول (أكتوبر) سنة 1943 اعتبر أن الطائفية تقيد التقدم الوطني من جهة وتشوه سمعة لبنان من جهة أخرى فضلا عن أنها تسمم روح العلاقات بين الجماعات الروحية المتعددة التي يتألف منها الشعب اللبناني. وقد شهدنا كيف أن الطائفية كانت في معظم الأحيان أداة لكفالة المنافع الخاصة, كما كانت أداة لايهان الحياة الوطنية في لبنان إيهانا يستفيد منه الأغيار".

وقال: "في التاريخ اللبناني الحديث كانت هناك محاولة إصلاحية جدية للرئيس الراحل الجنرال فؤاد شهاب عززت من وضع مؤسسات الدولة والهيكلية الإدارية وربطت الأرياف المهملة بالدولة المركزية وقربت اللبنانيين من فكرة المواطنة. هذه المحاولة أضعفتها من جديد الحروب الأهلية المتجددة بأشكال مختلفة حيث أصبحنا نعيش حربا دائمة تقطعها هدنات موقتة وبحيث أصبح السؤال هل تصمد الدولة أم تتفكك أم تختفي إذا ما وصلت إلى حالة فراغ شامل كما توحي الصراعات وتبعية الداخل للخارج غير المتفاهم حول لبنان. فإذا كانت التفاهمات الأميركية - الروسية تنتج حلا سياسيا في سوريا، فإن الإستقرار اللبناني محكوم إلى تفاهمات سعودية - ايرانية لا يبدو أنها قريبة. ولذلك فإن حكمة اللبنانيين هي في حفظ بلدهم أولا وتغليب المصلحة الوطنية وتبادل التنازلات قبل فوات الأوان. وفي هذا السياق فإن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي الوزير وليد جنبلاط على حق عندما يستنتج بأنه "لا بديل عن الدولة كمرجعية ومظلة حامية للبنانيين جميعا لا سيما مع تنامي التحديات السياسية والأزمة الإقتصادية والإجتماعية على أكثر من صعيد". وهو مصيب أيضا عندما ينصح "بالتقاط اللحظة النادرة اقليميا ودوليا والمواتية للمصلحة اللبنانية في الخروج من الإنقسام والخروج من القطيعة السياسية وفي أولوية رغيف الخبز والأقساط المدرسية والأمن وفرص العمل".

وختم محفوظ: "شكرا لفخامة الرئيس العماد ميشال سليمان لرعايته هذا اللقاء المرجو منه أن يكون بوابة للتلاقي وتقريب المسافات ولجم التوترات وتبريد الرؤوس الحامية والبحث عن الحلول الممكنة واستبعاد سياسات الإلغاء".

بارود

وألقى الوزير السابق زياد بارود كلمة اكد فيها ان "إعلان بعبدا هو ضد التمديد للانعكاسات السلبية لتوترات المنطقة على لبنان ولحالة من الضبابية لا تزال تلف موقف الدولة اللبنانية كدولة ذات سيادة ولحالة المراوحة غير المجدية في حسم بعض الخيارات"، مشيرا إلى أن "الإعلان مع تجديد ثوابت لبنان تجاه القضية الفلسطينية والسلم الأهلي ودعم المؤسسات ومواصلة تنفيذ اتفاق الطائف، وهو تمديد وتجديد لثوابت دستورية".

وأوضح أن "التحييد جزء من التوافقية التي تحكم توازنات لبنان وترجمة فعلية لمبادىء دستورية"، وقال: "ان التحييد الذي يقول به الإعلان لا يحتاج لتعديل دستوري بعكس الحياد المطلق. ان إعلان بعبدا يبقى وسيلة وليس غاية في ذاته ووسيلة استقرار داخلي وشبكة أمان داخلية ويبقي على دور لبنان الحاضر في الإجماع العربي والمناصر للقضية الفلسطينية المحقة ويبقي على موقف لبناني غير محايد في موضوع القرارات الدولية الحامية لحقوقه ولا يلغي حق مقاومة الإحتلال".

وختم: "إعلان بعبدا صنع في لبنان وهو جدير بالمتابعة والتطبيق".

أزعور

وألقى الوزير السابق جهاد أزعور كلمة قال فيها: "يكتسب لقاؤنا هذا اليوم، بمبادرة مشكورة من "منتدى بعبدا"، اهمية كبيرة من حيث موضوعه وتوقيته. فهو يأتي قبل ايام من الذكرى السبعين للاستقلال، وعلى مسافة قريبة من مرور ربع قرن على إتفاق الطائف. ولا شك في أن اختيار هذا التاريخ الزمني للندوة ينطوي على رمزية معبرة، إذ يرفع موضوعها، وهو "إعلان بعبدا"، من مستوى الإرتباط بالزمن الراهن، إلى مصاف تلك المحطات الأساسية في مسيرة لبنان الحديث". أضاف: "لقد اختار منظمو هذه الندوة لها عنوان "الإستقلال من الميثاق إلى إعلان بعبدا"، ولكنه، في الواقع، يجوز أن يكون أيضا "إعلان بعبدا من الإستقلال إلى الميثاق". لماذا؟

إذا إنطلقنا من العنوان المعتمد للندوة، بوسعنا القول إن الميثاق شكل الأرضية الكيانية لاستقلال الأرض واكتفى اللبنانيون بذلك فقط. كان يفترض بالميثاق أن يوثق الإستقلال، بمعنيين: المعنى الأول أن يكون الوثيقة المبدئية والفكرية والمؤسساتية التي يستند عليها الإستقلال، والعقد الوطني الجامع الذي ينطلق منه المشروع الإستقلالي، ويترسخ به، إذ أن هذا الميثاق هو العمود الفقري للبنيان الوطني، والشرعة التأسيسية لمفهوم المواطنة. والمعنى الثاني أن يحصن الميثاق صيغة لبنان وتنوعه وتميزه كتجربة فريدة في الشرق، وهي تجربة لبنان الوطن الرسالة، وأن يجعل استقلاله متينا، وصلبا، وشديد الوثاق، لا مشرعا أمام عواصف الشرق وتجاذبات الغرب. ولكن، لم يدم الأمر طويلا حتى لاحت مؤشرات الإعصار الجارف الذي شهدناه في العام 1975، والذي شلع لبنان ومزق مجتمعه. فيا للأسف، حرب الآخرين في لبنان، وحرب اللبنانيين على أنفسهم، أفقدت اللبنانيين الثقة بدور الميثاق في حماية الاستقلال والكيان. وأمام هشاشة الميثاق عند كل اختبار، لم يبق شرق ولا غرب إلا ومارس تدخلافي شؤوننا أو وصاية علينا. وجاء اتفاق الطائف ليصلح هذا الخلل، غير انه اصطدم بحواجز الطائفية، فغدا ميثاق الحد الادنى، وجامعا مشتركا هشا احبط فريقا كبيرا من اللبنانيين من دون ان يرضي الفريق الآخر. واليوم، بعد 23 عاما على انتهاء الحرب، وبعد ثمانية أعوام على تلك "الصحوة المواطنية" التي أعادت إلى اللبنانيين إيمانهم بحلم قيام دولة قوية ورائدة، لم نصل بعد إلى إستقلالنا الناجز. لقد فوتنا الفرصة التي حصلنا عليها في العام 2005. ولن يكون لنا استقلال ما دمنا نعرض أنفسنا للإستغلال، ونترك الآخرين مجددايقررون مصير بلدنا".

وتابع: "اليوم، تلوح لنا الفرصة مجددا من خلال إمكانية "تيويم" الميثاق، أو تحديثه، وجعله جسر عبور لتحقيق "الإستقلال المستدام". ولربما يشكل "إعلان بعبدا" الخطوة الأولى في هذا المجال. إنه نافذة إلى المستقبل، فلنبدا بتبنيه "مدونة سلوك" للمرحلة المقبلة، ولنسع إلى تطويره واغنائه واستكماله. لقد استبشر اللبنانيون خيرا باتفاق الأطراف السياسيين على "إعلان بعبدا"، ووجدوا فيه نموذجا يتمنون تعميمه من اجل كسر الإنقسام السياسي الحاد. واللبنانيون يخاطبون سياسييهم اليوم: لا تحبطوا بصيص الأمل هذا، ولا تجعلوا منه مادة خلافية جديدة بينكم. إن الإلتزام بالمبادىء التي نص عليها هذا الإعلان يشكل، من دون أدنى شك، جسرا للانتقال إلى رسم صورة لبنان المستقبل، من خلال العمل على صوغ مشروع وطني متكامل على كل المستويات، يضع الانسان في صلب العمل السياسي، ويجعله محورا وهدفا له. إن اي نقاش أو مشروع سياسي، يبقى فارغا وغير ذي قيمة ما لم يكن منطلقا من هاجس توفير نوعية حياة أفضل للإنسان. ولذلك، فإن ما نحتاج إليه في لبنان، قبل الخوض في أية إصلاحات لصيغة الحكم أو مؤسسات الدولة، هو عملية تغيير جذرية في طريقة العمل السياسي، بحيث تسعى القوى السياسية إلى حل هموم الناس بدلا من أن يكون صراعها وتجاذباتها مصدرا لهموم ومشاكل إضافية لهؤلاء الناس".

وقال: "نعم. يمكن أن يكون عنوان ندوتنا اليوم "إعلان بعبدا من الإستقلال إلى الميثاق"، لأن هذا الإعلان يشكل نقطة إنطلاق لاستكمال الإستقلال وحمايته، وفي الوقت نفسه لتجديد الميثاق وترسيخ قيمه. كيف؟ لقد أثبتت التجربة المريرة أن الميثاق الوطني يبقى ناقصا من دون "ميثاق شرف" وفعل إيمان يحميه من نزعات الهيمنة بالقوة أو تغيير التوازنات الدقيقة بالعنف. ومن هنا، أهمية التزام "إعلان بعبدا"، وصولا إلى اعتماد الحوار الهادىء والعقلاني نهجا دائما، لا هدنة ظرفية، وجعل "صون السلم الأهلي" خطا أحمر تحميه المؤسسات الدستورية دون غيرها. إن المطلوب وضع ضوابط وطنية اخلاقية توازي في أهميتها الضوابط القانونية والدستورية، ترسي لدى الجميع نوعا من "رقابة ذاتية" على سلوكهم وخطابهم، وتجعلهم يحجمون عن كل ما يسبب الفتنة، وعن كل ما يهدم البنيان الوطني ويعطل الدولة ويشل وظائفها. لقد علمتنا السنوات السبعون المنصرمة أن ميثاقنا يصبح عرضة لكل المخاطر ما لم يكن مدعوما بمؤسسات قادرة، تشكل ضمانة لترجمته بصورة سليمة. ومن هنا، لا بد، وفق ما أراده "إعلان بعبدا"، من أن تكون للدولة مؤسسات حقيقية فاعلة، ومن أن لا يكون حل النزاعات والخلافات إلا بالاحتكام إلى القانون والمؤسسات الشرعية. ولا تستقيم دولة القانون ما لم تكن لدى الجيش والقوى الأمنية الشرعية والقضاء القدرة على فرض سلطة الدولة والأمن والاستقرار والقانون، وهو ما يسعى "إعلان بعبدا" إلى توفيره".

أضاف: "إن الإستقرار يبقى ناقصا ومعرضا للاهتزاز إذا لم يقترن بخطة نهوض اقتصادي واجتماعي كتلك التي يدعو إليها "إعلان بعبدا"، تؤمن للمواطن إزدهارا يريحه، وحياة كريمة تكفل عدم إنجرافه إلى خيارات التطرف أو التزلف أو العنف. وهذه الخطة يجب أن تكون على قدر طموحات اللبنانيين وأحلامهم ببلد يحترم مواطنيه، من خلال إدارة كفوءة ونزيهة، و"شبكة أمان إجتماعي" شاملة وفاعلة، ونظام تعليمي يعد الشباب للتميز، ويمكنهم من تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، واقتصاد يوفر فرص العمل لهم، ويحضهم على الإبتكار والإبداع، ويدعمهم للمنافسة، ويمهد لهم سبل المبادرة عوضا عن دفعهم إلى المغادرة. يستحيل صون استقلال لبنان ما لم يكن كل أبنائه يتشاركون حلم بناء المستقبل من خلال رؤية واضحة وطموحة تعيد إلى لبنان دوره الحضاري. ولا يمكن أن يعيش أي ميثاق من دون مشاركة حقيقية للجميع وجدية في العمل ومنهجية في التخطيط ومثابرة في التنفيذ".

وتابع: "يخطىء من يظن أن إعلان بعبدا وصفة علاجية لظرف آني ومرحلي. صحيح أنه يوفر، في حال التزام جميع الأطراف بمندرجاته، مخرجا للبنان من الحريق الأقليمي، ويجنبه مزيدا من الإحتقان الداخلي، ولكن الأهم من كل ذلك أن يجهد اللبنانيون لتجديد التعاهد الوطني، ووضع اتفاق إطاري لمشروع مستقبلي يطور المعادلة اللبنانية ويعصرنها وفق الثوابت التي أرساها إتفاق الطائف، بدلا من محاولات نسف هذا الإتفاق أو جعله في المقابل جامدا. لقد انتزع أجدادنا الإستقلال من خلال الميثاق الوطني، وآباؤنا أخرجوا لبنان من الحرب الأهلية من خلال اتفاق الطائف. دورنا اليوم، قبل أعوام قليلة من مئوية "لبنان الكبير"، أن ننطلق، بدءا بالتزام "إعلان بعبدا"، في مسار يزيل كل العوائق المانعة للحوار الهادىء والمتكافىء، ويبدد كل المخاوف التي تمنع حصول هذا الحوار، تمهيدا للإنكباب على ورشة وطنية لتطوير التجربة اللبنانية، وصولا إلى الإتفاق على مشروع يعيد لبنان كبيرا، بوحدته، بطموحه، بدوره، بإشعاعه، بإنسانه. وليكن عنوان المرحلة المقبلة "بناء الثقة لترميم الميثاق".

وختم أزعور: "إن المتغيرات التي يشهدها العالم العربي من حولنا، كما التجارب التي مررنا بها ودفعنا ثمنها غاليا، تفرض علينا إطلاق نقاش وطني واسع حول كيفية تحصين وطننا وتجنيبه مزيدا من النزاعات والمشاكل والصراعات المدمرة. ومثل هذا النقاش لا يمكن أن يتم إلا في مناخ سليم، يساهم إعلان بعبدا في توفيره".

قباني

وكانت مداخلة للوزير السابق الدكتور خالد قباني قال فيها: "اقترن الميثاق الوطني لسنة 1943، أي ميثاق العيش المشترك الذي جاء ترجمة لإرادة اللبنانيين، مسيحين ومسلمين ببناء دولة، بالاستقلال. أي أن الاستقلال ارتبط ارتباطا وثيقا بإرادة العيش المشترك، وكان نتيجة لهذه الارادة. فإذا ما سقط ميثاق العيش المشترك سقط الاستقلال ومعه سقط لبنان. واقترن اتفاق الطائف، أي ميثاق العيش المشترك الثاني لسنة 1989، بوحدة لبنان. جاء اتفاق الطائف ترجمة لإرادة اللبنانيين برفض الحرب، ورفض كل أشكال التقسيم، وقد كان لبنان آيلا حينذاك الى التقسيم، وكانت قد أعدت كل الصيغ والمشاريع تحقيقا لهذا المشروع الذي يضع نهاية لميثاق العيش المشترك، فجاءت وثيقة الوفاق الوطني لتحيي فكرة هذا العيش المشترك الإسلامي- المسيحي، وتعيد وحدة لبنان، أرضا وشعبا ومؤسسات، الى الحياة. بل الى اعتبار لبنان وطنا نهائيا، لجميع أبنائه، وطنا مستقلا سيدا حرا موحدا لا وطنا مجزءا أو مقسما أو ملحقا".

أضاف: "تعرضت صيغة العيش المشترك الى خضات واهتزازات، نتيجة انخراط لبنان في الصراعات الاقليمية والدولية، وعدم قدرته على حماية وحدته الداخلية وتماسكه الإجتماعي وتضامنه الوطني، والخلافات بين قياداته وقواه السياسية، على مصالح شخصية وفئوية وطائفية، بعيدة عن الشأن الوطني والمصالح العامة المشتركة، مما أفسح المجال للتدخلات الخارجية، التي حولت لبنان ساحة للصراعات والنزاعات ولتصفية الحسابات الإقليمية والدولية. لم يلجم لبنان نفسه من هذه الصراعات، بل زجت القوى السياسية بنفسها في هذه الصراعات. وضعت هذه القوى نفسها في خدمة الجهات الإقليمية والدولية، وكانت النتيجة ان فقد لبنان قراره الوطني وتماسكه الداخلي، بل أكثر من ذلك، تحول لبنان كله الى ساحة حرب أفقدت الوطن أو كادت سيادته واستقلاله وحريته. واقترن بيان بعبدا بالدعوة للحوار. في غمرة هذه الفوضى العارمة، في خضم هذا الضياع والارتباك الذي يلف البلاد، جاء بيان بعبدا في 11/6/2012، لينقذ ما يمكن انقاذه، وكمحاولة جدية لإخراج لبنان من أتون الحرب التي تحيط بالمنطقة العربية، ولا سيما في سوريا، والتي تكاد تغرقه في لهيبها وتفقده القدرة على المبادرة والعمل. جاء بيان بعبدا، ليعيد لبنان الى ميثاق عيشه المشترك، المهدد بالانهيار، ليحفظ وحدة لبنان، المعرضة للتمزق، ليستعيد سلام لبنان وأمنه واستقراره، جاء ليؤكد على استقلال لبنان وسيادته، بعد ان بات استقلاله مهددا وسيادته منقوصة، جاء ليعلن تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات والنزاعات الإقليمية والدولية، وليبعد لبنان وشعبه عن كل ما يؤدي الى انقسام اللبنانيين أو ضرب وحدتهم وتضامنهم الوطني".

وتابع: "جاء بيان بعبدا، في مضامينه وأبعاده، ليؤكد على التمسك باتفاق الطائف ومواصلة تنفيذ كامل بنوده، جاء ليؤكد على لغة الحوار بين أبنائه وقواه الحية السياسية والإجتماعية، ونبذ لغة العنف، جاء ليؤمن الأجواء المناسبة والملائمة لبدء حوار وطني متكافىء حول كل القضايا الأساسية والخلافية، بدل لغة التحدي والتشفي والتهديد. جاء ليخرج لبنان من الركود والجمود والشلل السياسي والاقتصادي والإجتماعي، جاء إعلان بعبدا، متجاوزا شعارات أطلقتها بعض القوى السياسية وباتت أسيرة لها، اعتمدت لحظة تنافس أو تحد أو تنازع سياسي، أعاقت مسيرة البلاد، ليحرر هذه القوى من أسرها، ويجعل المصلحة الوطنية العليا أساسا يبنى عليه لدفع هذه المسيرة من جديد الى الأمام، وإطلاقها من عقالها. اليوم كلنا يشعر، أنه مهزوم. هزمنا ومعنا هزم الوطن، حكومة لا تشكل، ومجلس نواب لا ينعقد، وجلسات عديدة سبقت التمديد لم نستطع الخروج منها بقانون انتخاب، سجلنا فيها الهزيمة تلو الهزيمة، ندخل رحاب المجلس مبتسمين، منشرحين، مقبلين على بعضنا البعض، ونخرج منه مبتئسين، عابسين، مدبرين، ندير أظهرنا ونكيل لبعضنا البعض كل أنواع الاتهامات وأقذع العبارات. ينام اللبنانيون على حدث ويصحون على حدث، وبعد كل حدث مأساة ومأساة، ننتظر اغتيالا بعد آخر لخيرة رجالاتنا ورموزنا".

وقال: "هدرنا وقتا كثيرا، أضعنا فرصا أكثر، تسببنا بالآلام والأحزان لشعبنا وأهلنا ومواطنينا، وتركناهم نهبا للرياح والأعاصير، نزرع الأشواك في دروبهم، وندعهم ينزعونها بأيديهم، غير عابئين بنزفهم ولا بجراحهم، يغلق الناس أجفانهم ليلا في لحظة زمنية على أمل كبير، ويفتحونها نهارا في لحظة زمنية على يأس كبير. بين الأمل واليأس إطراقة جفن أو طرفة عين. لم يعد الناس يطيقون صبرا على ما يجري، ولم يعد الناس يحتملون مزيدا من الحزن والغم والقلق لما يجري، ولم يعد الناس يفهمون أو يدركون ما يجري. الناس كلهم ، من كل الفئات، من كل الطوائف، من كل المناطق، باتوا حيارى، وفي حالة ضياع كامل ، وهم يسألون ويتساءلون، وماذا بعد؟ البلد أفقرناه، والاقتصاد دمرناه، والدستور مزقناه، والقانون أهملناه، وقطعنا من الجسور في ما بيننا ما قطعناه، ووضعنا على قلوبنا الاختام، وقفلنا على عقولنا بالأقفال، فلا عين رأت ولا أذن سمعت، ولكن عيون الناس مفتوحة ومدهوشة وآذان الناس مصغية ومألومة، قلوبهم تدمع، وعقولهم تجزع من هول ما يجري وما يحصل. لقد صبر الناس على أوضاعهم واحوالهم كثيرا، وصبروا على من يسوسون الأمور أكثر، أفليس من حقهم علينا أن نخرج عليهم بعد رحلة الآلام التي مشوها، بحلول تريحهم وتطمئنهم وتبلسم جراحهم. ألا يستحق شعبنا أن نتوافق من أجله، من أجل التخفيف من معاناته ومحنه الكثيرة، ألا يستحق وطننا أن نعطيه كما أعطانا وأن نكون له كما كان لنا، ألا يستحق أن نحفظه كما حفظنا وان نصونه كما صاننا واحتضننا، ألا يستحق منا هذا الوطن أن نتنازل قليلا عن كبريائنا، وهل كثير على شعبنا وعلى وطننا أن نضع أيدينا في أيدي بعض من اجل إنقاذه، أوليس الانتصار للوطن أحق من الانتصار على بعضنا البعض، وهل يبنى الوطن ويستقيم الأمر بهزيمة بعضنا للبعض الآخر، أي انتصار نجنيه بهزيمة أحدنا للآخر؟"

أضاف: "لبنان لا يعيش ولا يقوى بانتصار فريق على آخر، معا ننتصر وينتصر بنا الوطن، ومعا نهزم ويهزم معنا الوطن لا سمح الله، ولقد سجلنا معا انتصارات كثيرة، ولعل أجلها انتصار لبنان عل العدو الاسرائيلي، ولكننا استعجلنا في تحويل انتصارنا إلى هزيمة مروعة في مؤسساتنا وفي اقتصادنا وفي مرافقنا وفي وفاقنا الوطني وأمعنا في تدمير ما بقي من مقومات الدولة ومؤسساتها. ولكن لن نيأس، لن نيأس من رحمة ربنا، لن نفقد الأمل، وسنبقى نعول على حكمة الخيرة من قيادات بلدنا، لم تزل الفرصة على ضآلتها سانحة أمامنا، لنحكم العقل والحكمة، ونضع نصب أعيننا مصالح وطننا وشعبنا، ونعيد الثقة في ما بيننا، ونحافظ على وحدتنا وعيشنا المشترك، ونتفهم بعضنا البعض، ونتشارك في بناء بلدنا وصنع مستقبل وطننا، ونحن قادرون على ذلك، والناس حتما سيقفون إلى جانبنا وسيدعموننا. لا بد إذا من الحوار، هو ما يدعو إليه بيان بعبدا، لا غنى لنا عن الحوار في معالجة مشاكلنا الداخلية، وعلينا أن نحتكم إلى مؤسساتنا الدستورية في معالجة قضايانا الوطنية. إن أي معالجة لهذه القضايا خارج مؤسسات الشرعية هو طعن بشرعية الدولة وتسليم الأمور إلى موازين القوى إن لم نقل إلى الشارع ولقد كانت تجربة الاحتكام إلى موازين القوى والجهات التي ترعاها شرقا وغربا، مدمرة للبنان ولأهله وأدت إلى حرب أهلية طاحنة كادت أن تنهي لبنان لولا الإرادة الجامعة للبنانيين برفض الحرب ورفض العنف ورفض التقسيم والتمسك بالوحدة الوطنية والوفاق والتضامن الداخلي و العيش المشترك الذي يشكل جوهر الوجود اللبناني وضمانة استقلال لبنان وحريته وسيادته. أليس هذا ما يبشر به إعلان بعبدا؟

وتابع قباني: "لقد اجتمعت إرادة اللبنانيين على وثيقة الوفاق الوطني التي جاءت ثمرة مؤتمر الطائف، والذي حقق سلام لبنان وأحيا من جديد المؤسسات الدستورية ووحدة الشعب. فلا يجوز لنا بعدما دفعه اللبنانيون من ثمن باهظ بالأرواح والممتلكات، وبعد أن أعيد إعمار لبنان وبناؤه، أن نعود لنغامر بكل هذه المنجزات التي أعادت لبنان إلى خريطة العالم وأن نضع اللبنانيين ومستقبل لبنان وبناء الدولة في أتون صراع سياسي وخلافات مريرة وانقسامات تذهب بآمال اللبنانيين وحقهم في حياة كريمة ومستقرة. لم يعد اللبنانيون يطيقون أن تأخذهم فئة ذات اليمين وفئة أخرى ذات الشمال فتتفرق بهم السبل، بل يريد اللبنانيون جميعا أن يسيروا معا في طريق واحدة، في الطريق السوي والمستقيم الذي يحقق آمالهم وأحلامهم وأن يجتمعوا في ما بينهم على كلمة سواء، على لبنان الواحد الموحد، لبنان النهائي لجميع أبنائه، لبنان المساواة والعدالة، لبنان العربي الهوية والانتماء، والأمور لن تستقيم إلا بالتغيير الحقيقي الذي يعيد بناء لبنان الدولة ومؤسساتها على قاعدة الحق والقانون والعدالة. لم يعد مقبولا أن يعطل أحد مسيرة بناء الدولة، ولبنان لا يحكم بمنطق الغلبة ولا بمنطق الاستئثار إذ لا يمكن لفئة أو جهة أن ترهن لبنان لمشيئتها أو أن تدعي حق تقرير مصير وطن وشعب بأسره".

وقال: "يجب أن نعتاد العيش في كنف الدولة أي أن نتقبل فكرة الدولة وأن نحترم قوانينها ودستورها، وأن نخضع لسلطانها، لأننا خارجها نكون جماعات وطوائف وقبائل متناحرة لا رابط فيما بيننا ولا كيان لنا. لقد بات اللبنانيون بحاجة إلى دولة ترعى شؤونهم وتهتم لمشاكلهم وشؤون حياتهم ومعيشتهم. لقد مل اللبنانيون السياسة وأهلها والتي ما دخلت شيئا إلا أفسدته، في وقت لم تنجح فيه الأحزاب اللبنانية في تقديم نموذج مقنع للديموقراطية او للحرية او للحكم الرشيد. أصبح اللبنانيون يحتاجون إلى من يرعاهم ويتدبر أمورهم في ظل ما يعانونه من أوضاع اجتماعية واقتصادية تضغط على أنفاسهم وعلى صدورهم إلى حد بات ينذر بالانفجار ونحن عن ذلك لاهون أو غافلون".

أضاف: "لبنان يا فخامة الرئيس غني بأبنائه، غني بشبابه، غني بطاقاته، غني بقدراته، غني بتاريخه، أوليس اللبنانيون هم أنفسهم من يساهمون في بناء الأوطان في العالم؟ أوليس اللبنانيون هم أنفسهم من يشاركون في إنماء بلدان كثيرة في العالم؟ أوليس اللبنانيون هم أنفسهم من يتولون القيادة السياسية في دول كثيرة في العالم؟ لماذا هم قادرون في الخارج وعاجزون في الداخل؟ لماذا هم يستبعدون عن قيادة المؤسسات في بلدهم؟ لماذا هم مهمشون في وطنهم، إذا لم يضعوا أنفسهم تحت حماية الأحزاب والتيارات السياسية ويتحولون أزلاما لها. لماذا يصبحون غير كفؤين أو غير مؤهلين إذا ما حافظوا على شيء من عزة النفس والكرامة، واحتفظوا لأنفسهم بهامش من الحرية والاستقلال وحرية الرأي؟ في الدول الديموقراطية ، تتنافس الأحزاب على السلطة لخدمة الناس، وفي بلادنا تتنافس الأحزاب والجماعات على السلطة لكي يكون الناس في خدمتهم. لقد قض مضاجع الناس جدال سياسي عقيم يكاد لا ينتهي، وهو لا يسمن أو يغني من جوع، لا جوع البطن ولا جوع الفكر، لأنه تحول إلى تحديات وتسجيل مواقف، في حين نحتاج إلى منطق العقل والتفهم وأن ندرك أن البلاد بحاجة الآن إلى الحكمة والتروي والأناة والجلوس على طاولة الحوار وبناء جسور الثقة بين اللبنانيين لكل يسلم وطننا وتستقيم أمورنا. لقد أكدت الأحداث كلها على مدى تعلق اللبنانيين بوطنهم وأرضهم، ومدى حرصهم على وحدتهم الداخلية ووفاقهم الوطني ومدى تشبثهم بحريتهم واستقلالهم وسيادتهم، وهذا هو الرهان الأكبر على أن لبنان لا يموت ولن يموت وأن أهله هم حماته وهم ضمانة وجوده واستمراره، فلا نبتغي ضمانا يأتينا من خارج إرادة اللبنانيين ووحدتهم".

وختم قباني: "إذا لم تستطع القوى السياسية الاتفاق على بيان بعبدا، وهو الذي يضمن الحد الأدنى من حياد تجاه ما يجري من حولنا، ويتضمن مبادىء ومسلمات وطنية، وحماية للسلم الأهلي في لبنان ووأد الفتنة، فكيف يمكن أن يعهد إلى هذه القوى نفسها أمر مصير لبنان ومستقبل اللبنانيين؟"

زاسبيكين

بدوره ألقى السفير الروسي الكساندر زاسيبكين كلمة قال فيها: "عندما دخلت الشرق الاوسط وافريقيا الشمالية مرحلة تقلبات، وقفت روسيا ضد التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لدول المنطقة من اجل احترام سيادة الدول واستقلالها ووحدة اراضيها، تلك المبادىء التي تعتبر من اهم ثوابت الشرعية الدولية المضمونة في ميثاق الامم المتحدة، بدون التمسك بها سوف يتم اغراق المجتمع الدولي في مستنقع الصدامات بلا مخارج".

أضاف: "منذ بداية مسلسل الازمات كنا مقتنعين بان سياسة اسقاط الانظمة غير مقبولة ولا يجوز للمجتمع الدولي او مجموعة دول ان تتورط فيها، فيؤدي العدوان المباشر او غير المباشر الى الخراب والفوضى والتقسيم والمزيد من المآسي للشعوب. من الواجب معالجة قضايا الاصلاحات عن طريق الحوار الوطني واستنادا إلى مبادىء العدالة والتسامح واحترام حقوق الانسان، الا ان الاحداث في المنطقة تطورت باتجاه التصعيد وانتشرت اللعبة الخطيرة باستخدام شعارات الديموقراطية من جهة والإسلامية من جهة اخرى في وقت كان الواقع يدل على انتشار التطرف والمجابهة والارهاب. وكنا نطلب من الاطراف الخارجية عدم التدخل في النزاعات واصررنا على ان دور المجتمع الدولي يجب ان يركز على مساعدة الاطراف الداخلية على الجلوس وراء طاولة المفاوضات والضغط على النظام والمعارضة على حد سواء لبدء الحوار للوصول الى الحل السلمي. ونعتبر ان موقف روسيا يقع في الوسط بين النظام والمعارضة السياسية الوطنية". وتابع: "من دول المنطقة وجدنا لبنان وقف موقفا متميزا اثناء تطور الاوضاع، وأيدت روسيا اعلان بعبدا منذ البداية لانه يتكون اساسا للحفاظ على الاستقرار الداخلي في لبنان وايجاد الحلول للقضايا عن طريق الحوار الوطني وتجنب الفتنة الطائفية. هذا ما نقترحه لجميع الدول العربية التي تمر هذه المرحلة الصعبة. والمسألة الاخرى الاساسية هي تحييد لبنان عن النزاعات الداخلية في البلدان العربية ويجب تطبيق هذا المبدأ من الجميع وفي كافة الجوانب بدون استثناء، وسوف يؤدي العكس الى تراكم المشاكل وعدم التوازن بسبب تصعيد التوتر وعدم الاستقرار".

أضاف: "قال الوزير لافروف ان اعلان بعبدا ممكن ان يكون مثالا للدول الاخرى في المنطقة التي ندعوها لأن تأخذ على عاتقها التزامات مماثلة بخصوص عدم التدخل في شؤون الغير. ونحن مقتنعون بانه اذا وقف التمويل والتسليح من الخارج للمجموعات المسلحة التي تحارب النظام السوري فهذا يسهل ايجاد الحل السلمي سريعا جدا. ويعرف الجميع ان التطرف يتوسع عبر الحدود، ووضع حاجز امامه في سوريا سوف ينعكس ايجابيا على امن لبنان. ولا تعني رغبة تجنب الانعكاسات السلبية للازمات في المنطقة اتخاذ موقف اللامبالاة بل يشترط تأييد الحلول السلمية للنزاعات والتضامن مع الجهود الرامية الى التسوية السياسية واتخاذ اجراءات امنية من السلطات ونقييمها ايجابا لان الجيش وقوى الامن تلعب دورا فعالا في انقاذ لبنان من تداعيات الازمة السورية. ولبنان يقع في وضع خاص من كل ما يحدث من حيث وضعه الجيوغرافي والحضاري والسياسي والانساني القريب من سوريا. ومن المهم جدا تقديم مساعدة الى لبنان من كافة النواحي ابتداء من تأكيد الاجماع الدولي الخاص بالامن والاستقرار في البلد وصولا الى تقديم المعونات المالية والمادية للنازحين وزيادة القدرة الدفاعية للجيش اللبناني وتنفيذ المشاريع الاقتصادية المشتركة". وتابع: "نركز على الحوار الوطني وضرورة تأمين التوافق حول القضايا الاساسية للاجندة الداخلية ونريد ان نؤكد ان الاجماع الدولي حول الاستقرار اللبناني يجب ان يستمر بغض النظر عما يحدث في سوريا والمنطقة كلها، ومن واجب الجميع تقديم الدعم للسلطات اللبنانية لكي تتمكن من ان تنفذ واجباتها في كل مكان في الأراضي اللبنانية وتطويق المشاكل وعدم السماح بحدوث الفتنة. ومن المهم ان الحل الجذري بالنسبة للبنان مرتبط بالتسوية السياسية في سوريا التى نسعى اليها عن طريق طرح المبادرات ومنها الروسية الامريكية، ويجب ان تتقدم عبر انعقاد مؤتمر جنيف -2، وتعتبر مفيدة مشاركة لبنان في هذا المؤتمر عندما سينعقد لان الوصول الى هذا الهدف سوف يزيل الاعباء والمتاعب اللبنانية ويسمح بعودة النازحين السورين، وسوف يؤثر ايجابيا على الاوضاع الطائفية". وختم زاسبيكين: "اود ان اؤكد اننا في روسيا نعتبر إعلان بعبدا من الوثائق الديبلوماسية المعاصرة التي تتناسب والمرحلة الجديدة بالعلاقات الدولية وفي نفس الوقت تعتمد على ثوابت الشرعية الدولية. ويجب ان يكون اعلان بعبدا وثيقة الوفاق والشراكة وتتكون جذوره من مبادىء دول عدم الاحياز، ويمكن القول ان الوثيقة تتناسب ومقاييس القانون الدولي ويمكن ان يستفيد منه المجتمع الدولي واعضاؤه في المستقبل".

بلامبلي

بعد ذلك ألقى المنسق الخاص للأمم المتحدة ديريك بلاملي كلمة قال فيها: "يشرفني أن أتحدث إليكم في هذا الاجتماع المهم عن دور الأمم المتحدة في لبنان وأهمية إعلان بعبدا. إن الأمم المتحدة كانت لعقود متتالية شريكا للبنان في جهوده من أجل إحلال الاستقرار وتعزيز سيادته واستقلاله. وحصل تغيير جذري في مستوى هذه المشاركة بعد حرب عام 2006 وصدور قرار مجلس الأمن رقم 1701. وإن الترتيبات التي وضعها القرار 1701 جعلت من الممكن سبع سنوات من الهدوء غير المسبوق على الخط الأزرق، وشاركت ليس فقط في الحفاظ على أمن لبنان بل على أمن المنطقة ككل. ولكن منذ وصولي إلى هنا في العام الماضي، تركز عملنا على الأقل بنفس القدر على تداعيات الأزمة السورية على لبنان". أضاف: "استجاب لبنان بغاية الكرم إلى الأثر الأوضح للأزمة وهو تدفق اللاجئين إلى الأراضي اللبنانية. اعترفت الأمم المتحدة بالعبء الثقيل الذي يتحمله لبنان نتيجة لذلك، وتعمل ليس فقط على تقديم المساعدات اللازمة للاجئين، وإنما كذلك على ضمان الدعم للمجتمعات المستضيفة، ولمؤسسات الدولة والخدمات الحكومية التي تأثرت بوجودهم وبالأزمة بوجه عام. وقد ركزنا كذلك بشكل خاص على دعم القوات المسلحة اللبنانية. وكانت كل هذه الأمور في صميم اجتماع مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان الذي دعا إليه الأمين العام في نيويورك في 25 أيلول في حضور فخامة الرئيس".

وتابع: "نظرا للصلات الجغرافية والتاريخية والثقافية والإنسانية التي تربط لبنان بسوريا، من الواضح أنه معني باستئناف ونجاح عملية سياسية تهدف إلى وقف القتال هناك. إلا أن هذه الصلات ذاتها، فضلا عن الانقسامات السياسية العميقة هنا فيما يتعلق بالنزاع، تدل على حكمة سياسة لبنان في النأي بالنفس – وهي سياسة أشاد بها الأمين العام ومجلس الأمن مرارا. وقامت الأمم المتحدة كذلك بتشجيع الحوار داخل لبنان كأفضل طريق للتصدي للتحديات الأساسية التي يواجهها. ولذلك لم يكن بالمفاجىء أن يحظى إعلان بعبدا بالترحيب في بيانات أولا من الأمين العام، ثم من أعضاء مجلس الأمن بعد اعتماد الإعلان من قبل هيئة الحوار الوطني في حزيران من العام الماضي وتعميمه كوثيقة من وثائق مجلس الأمن". وقال: "إن إعلان بعبدا يتضمن العديد من العناصر التي توازي تقريبا كلها اهتمامات أثارتها كذلك الأمم المتحدة – مثلا الحاجة إلى تعزيز مؤسسات الدولة وسيادة القانون، والحاجة لدعم الجيش وأهمية احترام القرارات الدولية بما فيها القرار 1701 وعناصر أخرى بالنسبة للحدود وبالنسبة للابتعاد عن حدة التخاطب السياسي. ولم يميز الترحيب الأولي بالإعلان بين عناصره، ومن الواضح أن جميعها مهمة. إلا أن الفقرة 12 من الإعلان هي التي بدت كأنها فتحت آفاقا جديدة، باعتمادها مبدأ تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية، وبتركيزها على الحاجة إلى تجنب الانعكاسات السلبية للتوترات والأزمات الإقليمية من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، إلا في الأمور التي تتعلق بالشرعية الدولية والإجماع العربي والقضية الفلسطينية. وقد سلطت التقارير المتتالية للأمين العام الضوء على الإعلان وعلى هذا العنصر فيه، كما تطرق إليه البيان الرئاسي لمجلس الأمن بخصوص تداعيات الأزمة السورية على لبنان والذي صدر في 10 تموز من العام الجاري. وقام المجلس في هذا البيان بدعوة جميع الأطراف اللبنانيين إلى التراجع عن أي تورط في الأزمة السورية انسجاما مع التزامها بإعلان بعبدا. ولكن من الواضح من إعلان بعبدا نفسه ومن المداخلات المثيرة التي سمعناها هذا الصباح أن أهمية الإعلان تتعدى الأزمة الحالية. ومن دروس تاريخ لبنان منذ الإستقلال أن الاستقرار والسلم الاجتماعي في لبنان عرضة بشكل خاص للتأثر بالعوامل الخارجية والتطورات الإقليمية". وتابع: "لقد أخذ أعضاء هيئة الحوار الوطني خطوة جريئة في تبنيهم للاعلان ولمبدأ التحييد. إنه للشعب اللبناني وقادته أن يناقشوا في حوار كيف يريدون أن يتقدموا في هذا الموضوع، ولكن في إعلان بعبدا لديكم حجر زاوية ممتاز للبناء عليه". وختم بلامبلي: "في النهاية أود أن أشكر منظمي هذا اللقاء على العمل الذي قاموا به دعما لإعلان بعبدا وأشيد بصفة خاصة بجهود فخامة رئيس الجمهورية في هذا الإطار وفي مجالات أخرى من أجل تكريس الإستقرار في لبنان".

سليمان

وفي الختام، ألقى سليمان كلمة قال فيها: "اود ان اتوجه بالشكر الى اعضاء منتدى بعبدا الذين نظموا هذا المؤتمر والذين اطلقوا نقاشا واقعيا وجادا ورفيع المستوى حول سبل تطبيق اعلان بعبدا ودعمه، لانه يشكل، بنظري، بالاضافةالى الاستراتيجية الدفاعية او التصور الاستراتيجي الذي رفعناه وخلاصات المجموعة الدولية مقاربة جيدة تخدم مصالح لبنان العليا. كما اشكر الحضور الكريم لهذا المؤتمر والحاضرين واخص بالذكر السفير الروسي وممثل الامين العام للامم المتحدة لمداخلاتهما. في الواقع، يصعب بعد المداخلات القيمة التي سمعتها ايجاد نقاط اضافية. لكني اود ان اضيء على عدد من النقاط في اعلان بعبدا. اولا كيف اقر الاعلان: لقد اقر بالتوافق وباجماع الحاضرين وتم التأكيد على هذا البيان في جلستين متتاليتين بعد الجلسة التي اقر فيها الاعلان. فرجاء لا مجال لنقضه بل يجب العودة الى البيت اللبناني الذي يحضن الجميع تطبيقا له".

أضاف: "النقطة الثانية، تتعلق بظروف اعلان بعبدا، ولماذا اقر. لقد اقر الاعلان عندما بدأ يذهب سلاح ومسلحون من الشمال الى سوريا. آنذاك، شعرنا بخطورة امتداد لبنان الى الازمة السورية وضبطنا باخرة "لطف الله" فقررنا التحرك. وتمثل التحرك الاول بذهابي الى دول الخليج وخصوصا الى المملكة العربية السعودية حيث طلبت من خادم الحرمين الشريفين تحييد لبنان وعدم جعله منطقة لعبور الاسلحة والمسلحين. وجاء بعد اسابيع اعلان بعبدا. من المفيد جدا ان نعرف هذا الظرف. واعلان بعبدا ارسى حالة من الوفاق انسحبت على زيارة الحبر الاعظم البابا بنديكتوس السادس عشر التي نعتبرها زيارة مهمة جدا في تاريخ لبنان التف في خلالها كافة اللبنانيين وأعطت صورة مشرقة عن امن وكفاءة الادارة اللبنانية والتفاف الشعب اللبناني حولها".

وتابع: "اما الامر الثالث فيتعلق باهداف اعلان بعبدا الذي يتضمن 17 بندا، 15 منها لها معان حوارية توفيقية، وهناك بندان اجرائيان، وهي تتناول الحوار والاستقرار والمؤسسات والقانون والجيش والقضاء والاقتصاد والاعلام والخطاب السياسي والطائف والعيش المشترك، الا ان الاهتمام الاساسي الذي يدور حوله الاعلان هو البند 12 القائل بتحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات ودرء الانعكاسات السلبية لهذه الازمة. ان اعلان بعبدا اقر سياسة التحييد الايجابي، ولم يقر سياسة النأي بالنفس التي هي ليست سياسة لبنان تجاه القضايا العربية. ان النأي بالنفس هو موقف لبناني يؤخذ تجاه قرار يطرح في احد المؤتمرات او احدى الندوات، فاما نوافق على ما يصدر واما نعترض او ننأى بنفسنا وهو ما يكون في سبيل تحييد لبنان عن الازمات وحاليا عن الازمة السورية، الا اننا مهتمون بايجاد الحلول لهذه الأزمة ونحضر الاجتماعات التي تكون متوازنة وليست متحيزة او من طرف واحد".

وشدد على ان "اعلان بعبدا لم يتكلم عن الحياد، انه تكلم عن التحييد. فالحياد هو مطلب لكثير من اللبنانيين وانا احترمه. ولكن تلزمه اجراءات اضافية اخرى، وربما التحييد يكون انطلاقا اما للقبول بالحياد او الاكتفاء بالتحييد. لذلك، قال بالتحييد مع الالتزام بالقضية الفلسطينية وبالاجماع العربي وبالشرعية الدولية. وكذلك، فان اعلان بعبدا ليس تحديا لاحد لا بل هو مطابق تماما لاتفاق الطائف ولا يخرج عنه بأي حرف منه بل يثبته وتحديدا في الفقرة الرابعة التي تنص في مجال العلاقات اللبنانية السورية على عدم جعل لبنان مصدر تهديد لأمن سوريا وسوريا مصدر تهديد لامن لبنان، وعدم جعل لبنان ممرا او مستقرا للتخريب على سوريا او بالعكس، فهذا ما ينص عليه اتفاق الطائف. ان اعلان بعبدا لم يقل اكثر من ذلك بل على العكس. وهنا اقول ان على سوريا ولبنان الا يقبلا عناصر او مسلحين او مرور مسلحين يؤدي الى اخلال الامن في الدولة الاخرى. فهذا ما يقول به اتفاق الطائف وليس اعلان بعبدا الذي كان يذكر بهذا الامر. من هنا، عندما هددت سوريا بالضربة العسكرية ردا على الهجمات الكيميائية، صدر اول تصريح لرئيس جمهورية لبنان الذي اكد فيه عدم الموافقة على تدخل عسكري في سوريا او ان يكون لبنان ممرا لهذه الضربة لا بالفعل ولا بردات الفعل. لقد كان الموقف الذي عبرت عنه شخصيا واضحا ومن اول المواقف التي صدرت عن دول العالم. ان البند 13 من اعلان بعبدا يقول بعدم استعمال لبنان مقرا او منطلقا لتهريب السلاح والمسلحين". وتابع: "هذه هي ظروف اعلان بعبدا وقد رحب بها الجميع وارادوها. لذلك يجب عدم الابتعاد عنه، فاذا كانت هذه ظروفه واهدافه فما هو مستقبله؟ ان الاعلان ليس اعلانا ظرفيا. وهنا، اؤكد اننا سنكون بحاجة اليه اكثر في المستقبل. ومن يراه اليوم أنه غير مهم ولا قيمة ميثاقية او وفاقية له سيجد فيه قريبا قيمة كبيرة مضافة للبنان. ان اهداف منتداكم هي إحياء هذا الاعلان الذي اتخذ كوثيقة رسمية في الامم المتحدة ومجلس الامن وتم دعمه من قبل الاتحاد الاوروبي والامانة العامة للجامعة العربية. ويطالب البعض في لبنان باقراره في مجلس الوزراء تمهيدا لعرضه على الامم المتحدة لحياد لبنان. هذا الامر ليس مطروحا حاليا، كما ان الاعلان لم يتكلم عن الاستراتيجية الدفاعية بل قال فقط بانه يقتضي مناقشة هذه الاستراتيجية التي كانت موضوع ورقة تصور رفعته شخصيا بعد ثلاث جلسات من اعلان بعبدا. لذلك، عندما نعترض على الاعلان فليس هو الاستراتيجية الدفاعية بل يجب قراءة الورقة التي هي بين ايدينا. وهناك مجموعة لبنانية أخرى تطالب بإدخال جوهر اعلان بعبدا في مقدمة الدستور اللبناني. نعم ان مقدمة الدستور اللبناني لا تختلف كثيرا عن اعلان بعبدا ويجب ان نعمل جميعا على ادخال جوهر هذا الاعلان في مقدمة الدستور". وختم سليمان: "ان الاشهر المقبلة قد تحمل تطورات كبيرة وقد تكون هناك حلول ديبلوماسية للازمة السورية عبر جنيف 2 وما يتبعه، وقد تكون هناك حلول للملف النووي الايراني، وانفراج للعلاقات العربية الغربية ولكن يمكن ان يكون هناك ايضا تدهور وتراجع لهذا المشهد الدولي، وربما يعود منطق الحل العسكري في سوريا ويزداد ويرتفع الضغط على ايران وايضا يمكن ان يصبح هناك توتر سعودي ايراني. وهذا ما لا نتمناه، ولكن ما نتمناه هو ان نتطلع اين نحن من هذا الوضع. فهل نريد ان نربط مصير لبنان بالتوترات والمزيد من القوى الاقليمية؟ هل نريد ان نضع لبنان مجددا في مهب الريح وبحالة المراوحة ام نريد تغليب مصلحته ونستقل عن المحاور والصراعات ونستعمل الحكمة الوطنية والذكاء اللبناني لتطبيق مندرجات اعلان بعبدا ونعود الى الحوار بأسرع وقت دون التنكر لما أقرته هيئة الحوار على طاولة الحوار سابقا؟ والله ولي التوفيق. شكرا لالتزامكم ولجهودكم".

 

اختتام اعمال الدورة ال47 لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك: للكف عن منطق التعطيل والاشتراط من اجل تأليف الحكومة ووضع قانون للانتخابات

وطنية - أبدى البطاركة والاساقفة الكاثوليك قلقهم من جراء الاحداث الامنية المؤسفة التي تطاول مدينة طرابلس وتعكر صفو حياة المواطنين وكذلك الخلافات السياسية الداخلية المستفحلة التي تعطل حياة الوطن وتضرب اقتصاد مؤسساته، وتضاعف صفوف العاطلين عن العمل، داعين السياسيين والحزبيين وقادة الفكر والرأي الاحتكام الى العقل والضمير والكف عن منطق التعطيل لتسهيل مهمة تأليف الحكومة القادرة ووضع قانون جديد للانتخابات يؤمن المناصفة ويحفظ المساواة والممارسة الديمقراطية الصحيحة وإجراء الانتخابات النيابية في أسرع ما يمكن.

وتلا الامين العام لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك المونسنيور وهيب الخواجا بيان الدورة السنوية السابعة والاربعين للمجلس، الذي انعقد في بكركي من 11 الى 16 الحالي وفيه:

"عقد مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان دورته السنوية ال47 في الكرسي البطريركي الماروني في بكركي من 11-16 الحالي، بمشاركة الرؤساء العامين والرئيسات العامات، وحضور السفير البابوي في جلسة الافتتاح. تناول المجلس موضوع "الشهادة في حياة الكنيسة ورسالتها في لبنان".

بعد الصلاة الافتتاحية ألقى رئيس المجلس البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي، كلمة تطرق فيها الى "الوجود المسيحي في لبنان وبلدان هذا الشرق الذي يرقى إلى ألفي سنة، وقد غذى المسيحيون تاريخ هذه المنطقة وثقافاتها بالقيم الإنجيلية جيلا بعد جيل".

وأضاف: "أن المسيحيين في هذه البلدان كانوا في أساس النهضة العربية، وقد لعبوا دورا فاعلا في تكوين حضارتها. فلا يمكن أن نقف نحن اليوم موقف المتفرج، المكتوف اليدين، أمام هذا السعي إلى تدمير ما بنيناه معا، مسيحيين ومسلمين، على مدى 1400 سنة من العيش معا".

أما السفير البابوي المطران غابرييل كاتشا فركز في كلمته على المحطات الرئيسة التي وسمت العام المنصرم بدءا من "سنة الأيمان" التي تختتم في 24 الحالي، والزيارة التاريخية التي قام بها البابا بندكتوس السادس عشر إلى لبنان، وتسليم رؤساء كنائسنا الشرقية الإرشاد الرسولي: "الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة"، هذه الزيارة التي كانت الأخيرة في حبريته قبل أن يذهل العالم بتواضعه وواقعيته في تنحيه عن تقديم استقالته، وشكروا الله على انتخاب البابا فرنسيس الذي يدهش الكنيسة الجامعة، بل العالم كله بعيشه البساطة والفقر ومبادراته اليومية في ترجمة الإنجيل إلى مواقف حية بسيطة وطاقة إيمانية تهز الضمائر. وما اللقاء المرتقب للبطاركة الشرقيين الكاثوليك مع قداسته إلا وجه من أوجه ممارسة الشورى والاستنارة التي يريدها البابا فرنسيس أسلوبا للادارة الكنسية مع تفعيل دور الكنائس الشرقية وشهادتها المشتركة في هذا الشرق الذي يعيش اليوم على مفترق طرق.

أولا: الشهادات

قدم محاضرون من أساقفة وكهنة وعلمانيين مداخلات في موضوع الشهادة الكنسية، موضوع الدورة، غنية بالأفكار، تبعتها مناقشات تميزت بالواقعية واتساع المشاركة. وشملت هذه "الشهادات" معالجات ومقترحات حول المحاور التالية: الشهادة في الكتاب المقدس، في الإرشاد الرسولي، الشهادة المشتركة بين الكنائس الكاثوليكية في لبنان، في المؤسسات الكاثوليكية، في الخدمات الكهنوتية، في الخدمات الاجتماعية، في واقع حياتنا الشخصية.

ثانيا: التقارير

اطلع الآباء على تقارير اللجان الأسقفية والهيئات التابعة للمجلس، وناقشوا أعمالها وأثنوا على الجهود المبذولة ورسموا خطوط تطوير خدماتها. وجاء في طليعتها تقرير الهيئة التنفيذية وهيئة الأمانة العامة ونشاطاتهما خلال عام، مع التقرير المالي السنوي، وإقرار الموازنة لسنة 2014. أما اللجان والهيئات فتشمل قطاعات المدارس الكاثوليكية، التعليم المسيحي، خدمة المحبة، رابطة كاريتاس لبنان، العائلة والحياة، رسالة العلمانيين، العلاقات المسكونية، اللاهوتية والكتابية، التعاون الرسالي بين الكنائس وراعوية المهاجرين والمتنقلين، الحوار المسيحي - الإسلامي، راعوية الخدمات الصحية والمستشفيات، كلية اللاهوت الحبرية، وسائل الإعلام المسيحي (تلفزيون تيلي لوميير- نورسات، نور الشباب، إذاعة صوت المحبة، تيفي تشاريتي)، الشؤون القانونية والمحاكم الكنسية، العمل الراعوي الجامعي، رابطة الأخويات، الأعمال الرسولية البابوية في لبنان، والجمعيات الكشفية، "عدالة وسلام"، المرشدية العامة للسجون، الثقافة والممتلكات الثقافية. وخلصوا الى القرارات والتوصيات الملائمة لدفع أعمال هذه اللجان الى المزيد من الخدمة الفاعلة. وقد جرت انتخابات ادارية لبعض المراكز الشاغرة في اللجان والهيئات.

استرعى انتباه الآباء تجاوز هذه اللجان عناوينها لتكون قنوات حقيقية لعمل مشترك بين الكنائس ولخدمة مسكونية وكنسية حقيقية. شدد الآباء على موضوع الأهتمام بالمهجرين من أوطانهم لا سيما في سوريا والعراق وبخاصة اللاجئين الى لبنان. وأثنوا على ما تقدمه رابطة كاريتاس لبنان ومؤسسات الإغاثة الكنسية والمدنية والحكومية كافة من خدمات إجتماعية وصحية ومادية، وعلى سعيها لمساعدة أطفال اللاجئين في توفير التعليم لهم. وقدمت المرشدية العامة للسجون تقريرا قاتما لوضع السجون اللبنانية المعيب، من النواحي الصحية والغذائية والأمنية، والنقص المشين في الخدمات والنظافة، وتسرب المخدرات إلى الداخل، وإذلال إنسانية المحتجزين ونسيانهم سنوات وسنوات من دون محاكمة، ما دفع البطاركة والأساقفة الى إطلاق صرخة استنكار مريرة، ومناشدة الدولة اللبنانية، ووزارتي الداخلية والعدل، على تحمل مسؤولياتها في معالجة جذرية لتحسين أوضاع السجون ليس لصيانة كرامة الشخص البشري فحسب، بل لتطبيق قواعد العدالة وحقوق الإنسان.

توقف الآباء على أوضاع المدارس المجانية والمدارس الكاثوليكية، في ضوء ما قدمت بشأنها اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية في تقريرها السنوي. إن الآباء يشجعون إدارات المدارس الكاثوليكية على مواصلة مساعدتهم مع أهالي الطلاب في شأن الأقساط وتسهيل ما يلزم، تفهما منها لأوضاعهم الاقتصادية والمعيشية الصعبة. ويطالبون الدولة بدفع المستحقات للمدارس المجانية والمتأخرات المتراكمة عن ثلاث سنوات من 2010 إلى 2013، وكأن الدولة في هذا المجال لا تريد عمل الخير في لبنان. ويجددون مطالبتهم المسؤولين في الدولة بدفع المستحقات المتراكمة للمستشفيات، فلا يحق لهم التغاضي عن واجبهم الوطني هذا.

وبالنسبة إلى سلسلة الرتب والرواتب، يدعو الآباء الى إقرار ما يلزم أولا من إصلاحات لتحسين الأوضاع الاقتصادية عامة، إلى عدم إجراء زيادات عشوائية على أجور المعلمين، والأخذ بعين الاعتبار ما تقدمه الأمانة العامة واتحاد المؤسسات التربوية الخاصة من دراسات علمية بهذا الشأن. كما يعربون عن رفضهم زيادة الأجور أثناء العام الدراسي وأي مفعول رجعي، لأنه ظلم وانتهاك لجوهر القوانين. كما أنهم يدعون إلى تفعيل عمل اللجنة المشتركة المؤلفة من اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة، ونقابة المعلمين، ولجان الأهل، التي، بتعاونها وتوحيد مطالبها، تؤمن خير الجميع ومصلحتهم، وتحفظ حسن العلاقة بين إدارات المدارس والأساتذة والأهل.

قدم للآباء أيضا، مشروعان إعلاميان هما: "آبوستوليكا للكرازة بوسائل الأعلام"، ومؤسسة أليتيا aleteia كموقع الكتروني مسيحي عالمي محوري لاستقطاب المعلومات المسيحية ونشرها في العالم. كما أقر المجلس ضم جمعية "الدليلات" الكشفية للفتيات تحت مظلته الى جانب جمعية كشافة لبنان. وناقش المجلس بعض التعديلات على قانون الأحوال الشخصية قبل تقديمها على مجلس النواب اللبناني. كما أعدت الأمانة العامة جدولا بالتوصيات الصادرة عن المجلس ولجانه في السنوات السابقة لمتابعة تنفيذها.

ثالثًا : الأوضاع الراهنة

كان الشأن اللبناني حاضرا في ذهن الآباء وقلوبهم. ففيما شكروا الرب على حماية لبنان من تداعيات الأوضاع المضطربة عند جيرانه بجهود الخيرين من أبنائه وبناته، لم يخفوا قلقهم من جراء الأحداث الأمنية المؤسفة والمدانة في مدينة طرابلس التي تعكر صفو حياة المواطنين، وتمنع عنهم لقمة العيش، وتمعن في إفقار الفقراء. وتقلقهم أكثر فأكثر الخلافات السياسية الداخلية المستفحلة التي تعطل حياة الوطن ومؤسساته، وتضرب اقتصاده في الصميم فيزداد الفقراء فقرا، وتتضاعف صفوف العاطلين عن العمل، ويبقى الشعب ينتظر حكومة ترعى مصالحه بحق. لذا يدعو الآباء السياسيين والحزبيين وقادة الفكر والرأي والمؤسسات الإعلامية للاحتكام إلى العقل والضمير والكف عن منطق التعطيل والاشتراط، لتسهيل مهمة تأليف حكومة قادرة، ووضع قانون جديد للانتخابات، يؤمن المناصفة وحسن التمثيل، ويحفظ المساواة والممارسة الديمقراطية العادلة، وإجراء الانتخابات النيابية في أسرع ما يمكن.

وفيما دعا الآباء أبناءهم المسيحيين في هذا الشرق الحبيب لأن يصمدوا بنعمة الله وقوته في أوطانهم، ويساهموا بكل طاقاتهم وكفاءاتهم في بنائها يدا بيد مع إخوانهم المسلمين، في تكافؤ الفرص والمواطنة المتساوية والمسؤولة، يرفعون الدعاء لإنجاح فرص تحقيق السلام في سوريا وحقن الدماء وفتح أبواب الإغاثة الإنسانية والعودة إلى الحوار وإعادة بناء الوطن ولملمة جراحاته، وطن خليق بجميع أبنائه، من دون عنف، ولا تعصب. وانضم الآباء بصلاتهم الواثقة الى جميع ذوي الإرادة الصالحة في العالم، والساعين إلى الإفراج عن أخويهم المطرانين، يوحنا إبراهيم وبولس اليازجي، المخطوفين منذ نيسان الماضي، والكهنة الثلاثة: الأب ميشال كيال، والأب اسحق (ماهر) محفوض والأب Paolo Dall'oglio الذين خطفوا قبلهم، وجميع المخطوفين. ويطالب الآباء بالإفراج عن اللبنانيّين المخطوفين والموقوفين في السجون السورية وكشف مصير المفقودين.

قدم غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث عرضا للوضع المأساوي في سوريا وأفاد بأن إعتداءات سافرة ودامية غير مبررة طالت بلدات مسيحية وكنائس وأديرة، ولا سيما معلولا وصدد. ونال التهجير والهجرة ملايين السوريين، الى الداخل والى الخارج، من بينهم زهاء نصف مليون مسيحي. هذا وشكر الآباء لبنان المضيف دولة وشعبا.

كما دان الآباء العنف أو تغييب الآخر أسلوبا في تسوية الخلافات وفرض الذات، سواء كان باسم السياسة أو الدين أو القومية، في العراق حيث التفجيرات والمفخخات لا زالت ترعب وتدفع المسيحيين إلى الهجرة، وفي مصر، حيث العنف والمواجهات لا زالت تحصد الضحايا.

رابعا: الانتخابات الإدارية

جرى الآباء الانتخابات للوظائف الشاغرة في لجان المجلس الأسقفية وهيئاته، وكانت النتائج كالتالي:

1) عضوان في لجنة الترشيحات: رئيس عام ورئيسة عامة: الأب مالك بو طانوس والأخت جوديت هارون.

2) نائب رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام:الأب طوني ديب.

3) نائب رئيس اللجنة الأسقفية "عدالة وسلام":المطران جرجس القس موسى.

4) نائب رئيس اللجنة الأسقفية لشؤون العائلة والحياة:الأخت منى وازن.

5) نائب رئيس اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية:الأخت جوديت هارون.

6) نائب رئيس اللجنة الأسقفية للتعاون الرسالي بين الكنائس ولراعوية المهاجرين والمتنقلين: الأب مالك بو طانوس.

7) مرشد عام العمل الراعوي الجامعي: الأب فادي بو شبل.

8) مرشد عام لرابطة الأخويات في لبنان: الأب سمير بشاره.

9) مرشد عام الحركة الرسولية المريمية: المطران غي بولس نجيم.

10) انتخب المجلس سيادة المطران مارون العمار، رئيسا للجنة الأسقفية للخدمات الصحية، بعد استقالة رئيسها، سيادة المطران فرنسيس البيسري، وذلك لولاية أولى من أربع سنوات، قابلة للتجديد مرة واحدة.

11)انتخب المجلس سيادة المطران غي بولس نجيم، مرشدا عاما للحركة الرسولية المريمية، لولاية أولى من ثلاث سنوات، قابلة للتجديد.

12. ثم انتخب الآباء الأعضاء في مكتب رابطة كاريتاس لبنان من مندوبي الأبرشيات والرهبانيات:

1) نائب رئيس: السيد هيكل بدوي.

2) مرشد عام: الأب كميل ملحم.

3) نيابة زغرتا المارونية: السيد أنطونيو يمين.

4) نيابة الجبة المارونية: السيد جوزيه شدياق.

5) أبرشية زحلة المارونية:السيد أنطوان حجيج.

6) أبرشية جبيل المارونية: السيدة غيتا جرمانوس.

7) أبرشية صور المارونية: السيد الياس خليل.

8) أبرشية السريان الكاثوليك: السيد كمال اليسوفي.

9) أبرشية اللاتين: الأب بولس سعاده.

10) الرهبنات الرجالية: الأب جوزف أنطوان شربل، والأب ديمتري فياض.

11) الرهبنات النسائية: الأخت يولا نصر.

خاتمة

إتسمت النقاشات العامة بروح الأخوة والفرح. وكانت تتوسط قاعة الاجتماعات المركزية أيقونة السيد المسيح والعذراء: فإلى العذراء مريم سيدة لبنان وأم الكنيسة نودع أعمال هذه الدورة وتوصياتها لتباركها وتنيرها بمحبتها. ومن دواعي الاعتزاز أيضا أنّ أعمال هذه الدورة اختتمت بتوقيع الكتاب الخاص بزيارة قداسة البابا بندكتوس السادس عشر للبنان في أيلول 2012، بحضور فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.

إلى رب السلام نرفع صلواتنا وأدعيتنا ليحل الأمن والسلام ويعيننا على العيش المشترك، مسيحيين ومسلمين، والشهادة الحية الفاعلة في أوطاننا المشرقية ولا سيما في لبنان.

 

ميقاتي: الامن ليس انتشارا عسكريا فحسب بل تحصين للسلم الاهلي بالتفاف الناس حول الدولة التي هي خيمتنا ومأوانا اليوم وغدا

وطنية - أكد الرئيس نجيب ميقاتي "أن الجيش يتم انتشاره في طرابلس وأن الخطة الأمنية تسلك طريقها الطويل الشائك الى التنفيذ، لكن الأمن ليس انتشارا عسكريا فحسب بل تحصين للسلم الأهلي بالتفاف الناس حول الدولة اولا وقواها الأمنية ثانيا والانطلاق نحو سياسة انمائية تأخذ طريقها الى التنفيذ بعد تثبيت السلم والهدوء وأشعار المستثمرين أن بيئة طرابلس تتيح لهم استثمار أموالهم وإقامة المشاريع المنتجة والمربحة في آن".

وشدد على "اننا نحن أبناء طرابلس كنا ولا نزال تحت سقف الدولة، فالدولة خيمتنا و مأوانا اليوم وغدا"، ورأى "ان من حق طرابلس ان يترفع قادتها عن استغلال نقاط ضعفها لتحقيق مكاسب رخيصة وانا من جهتي سأبقى كما كنت باسطا يدي للتعاون دون التوقف مطولا امام هجوم من هنا وابتزاز من هناك لتحصين السلم فيها ورفع مستواها الاقتصادي والعلمي والعملي". ولفت الى "أن من حق طرابلس ان تنعم بالأمن والأمان ومن حقها ان تحمى وأبناؤها من كل متربص بإستقرارها وهي بالتالي لن ترضخ لأي مساومة على أرواح ضحاياها الأبرياء الذين سقطوا على أبواب مسجدي التقوى والسلام، وانا أوعزت لكل الأجهزة بالسهر على معرفة من قام بقتل الناس والإقتصاص منهم أمام القضاء المختص بحسب الأصول، مما يدخل الطمأنينة الى قلوب الطرابلسيين وقلوب جميع اللبنانيين". مواقف ميقاتي جاءت في خلال رعايته الحفل السنوي ل "شباب العزم" في طرابلس، في حضور الوزير احمد كرامي، رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني خلدون الشريف، عمداء ومديري، رؤساء فروع الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة في الشمال .

وقال الرئيس ميقاتي في كلمته: "نلتقي اليوم لنطلق معا نشاطات منسقية الجامعات لشباب العزم وهي مناسبة عزيزة جدا عليي لأنها تتيح لي اللقاء بكم كي أرى هذه الوجوه المفعمة بالأمل والحياة، وأخاطب العقول الراقية النيرة الساعية بكل جد على دروب العلم والأدب والمعرفة. فأنتم العنصر الأساسي في عملية البناء والمستقبل، وأنتم الطاقة والإرادة والقوة، وأساس النهضة والتقدم وقلب الوطن النابض وساعده القوي شرط أن تتوافر لكم فرص تعليم جيدة ومهارات تمكنكم من المشاركة في تطوير المجتمع بفاعلية، وفي ايجاد فرص للعمل تتناسب مع تحصيلكم العلمي والمهني في وطنكم للابتعاد عن الهجرة التي شكلت ركنا من اركان لبنان منذ القرن التاسع عشر .

أضاف: أخاطبكم اليوم من قلب مثقل بهموم رافقته ما يقرب السنوات الثلاث الا قليلاً ، أثقله الصمت ، اثقلته أحداث أقامت في مدينتي، متكئة على تاريخ ضارب الى العام ? من سوء الفهم التاريخي بين منطقتين غاليتين عنيت بهما باب التبانة و جبل محسن .صبرنا على الضيم وحملات التجني والافتراء لتخفيف تعريض البلاد لشرور لمسناها لمس اليد وتصدينا لمشاريع أخطر مما رأيتم بحكمة لا يطيقها أحكم الناس ، إستغلها البعض للنيل من سمعتنا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا معكم وأنا كنت أقول لكل من يطلب مني الرد: لن اساجل على حساب الناس وأذكر بما قال خليفة رسول الله عمر: ليس العاقل من عرف الخير من الشر، إنما من عرف خير الشرين".

وقال: "لقد كنت، ومن موقعي وبكل تواضع، اقرأ ما جرى وما يخطط له وكنت على يقين اننا قادمون على اخطر أيام ربما في تاريخنا الحديث، فتصديت لمهمة تولي رئاسة الحكومة عن قناعة تامة، وعملت منذ اللحظة الاولى على حماية اي مستضعف وتعرضت من الحليف قبل الخصم لإنتقادات وصبرت. قالوا: نتحدى ان تمول المحكمة ومولناها، قالوا: عليك ان تقتلع اسماء كبيرة من الادارة اللبنانية فثبتناهم، قالوا: عليك ان تكون طرفا في الأزمة السورية فقلنا نحن ضد القتل، لكن ولأجل حماية لبنان من الانقسام ننأى بنفسنا عن الأزمة السورية ونأينا وباتت سياسة النأي مثالا يحتذى، قالوا: إنخفض النمو فقلنا مهما انخفض فالحفاظ على الاستقرار يحافظ على المكتسبات الوطنية ويؤهلنا لإعادة النمو دون الحاجة لإعادة البناء بعد كل حرب عبثية.وفي كل الأحوال لو عاد بي التاريخ الى الوراء لما تراجعت عن خطوة واحدة مما قمت به ولأستقلت لنفس الأسباب بغض النظر عمن أقنعته الأسباب ومن لم يقتنع". واضاف: "من طرابلس انطلقنا والى طرابلس نعود.اليوم استطيع ان اجزم ان الجيش يتم انتشاره وان الخطة الأمنية تسلك طريقها الطويل الشائك الى التنفيذ لكن الأمن ليس انتشاراً عسكريا فحسب بل تحصين للسلم الأهلي بالتفاف الناس حول الدولة اولا وقواها الأمنية ثانيا والانطلاق نحو سياسة انمائية تأخذ طريقها الى التنفيذ بعد تثبيت السلم والهدوء وأشعار المستثمرين أن بيئة طرابلس تتيح لهم استثمار أموالهم وإقامة المشاريع المنتجة والمربحة في آن. نحن أبناء طرابلس كنا ولا نزال تحت سقف الدولة، الدولة خيمتنا و مأوانا اليوم وغدا، لكننا نريد إعطاء كل ذي حق حقه: من حق طرابلس ان تنعم بالأمن والأمان ومن حقها ان تحمى وأبناؤها من كل متربص بإستقرارها وهي بالتالي لن ترضخ لأي مساومة على أرواح ضحاياها الأبرياء الذين سقطوا على أبواب مسجدي التقوى والسلام وانا أوعزت لكل الأجهزة بالسهر على معرفة من قام بقتل الناس والإقتصاص منهم أمام القضاء المختص بحسب الأصول مما يدخل الطمأنينة الى قلوب الطرابلسيين و قلوب جميع اللبنانيين. من حق طرابلس ان يترفع قادتها عن استغلال نقاط ضعفها لتحقيق مكاسب رخيصة وانا من جهتي سأبقى كما كنت باسطاً يدي للتعاون دون التوقف مطولا ً امام هجوم من هنا وابتزاز من هناك لتحصين السلم فيها ورفع مستواها الاقتصادي والعلمي والعملي".

وتابع: "مدينتنا اشتهرت بحسن الضيافة هذا مع القادم اليها، فكيف الحال مع ابنائها اننا لا نفرق بين احد من أبناء المدينة مهما كان انتماؤه الديني او الطائفي او المذهبي. أهل التبانة بالنسبة إلينا هم أهل كل التبانة سنة وعلويين لا نفرق بين احدهم بالمواطنة ونعلم ان المجرمين لا دين لهم و لا طائفة ، طائفتهم إجرامهم لأي مذهب انتموا والقتل بإسم الدين مرفوض. الدولة وحدها من تقتص من اي مجرم فرد. لقد بينت لنا احداث الوطن العربي ان الإقتصاص من الجماعات ظلم وتحميل الكل مسؤولية عمل فرد ليس عدلا و لا محقا". وختم ميقاتي: "إذا تحدثت عن طرابلس اليوم فلأني أشعر أن هذه المدينة تقبض على مصير لبنان، بل باتت قلبه وسر وجوده ووجود الدولة فيه. ونحن لن نألو جهدا لمنع إنهيار لبنان ولن نترك مبادرة واحدة ولا امكانية واحدة الا وسنسعى اليها ليل نهار، إقليميا ودوليا حتى يوفقنا الله بحفظ هذه المدينة وهذا الوطن. والتوفيق سيكون حليفنا لأننا نسعى للخير. ولأن الله سبحانه وتعالى هو الخير المطلق، لن نخاف ولن نستكين".

 

مقالات

 

سوريا.. جنيف والحل العسكري

طارق الحميد/الشرق الأوسط

ما فتئت واشنطن تردد على لسان مسؤوليها أن الحل العسكري في سوريا غير وارد، فهل «جنيف 2» هو الحل إذن؟ من الصعب تصديق ذلك طالما أن المؤتمر الدولي لن يفضي لانتقال للسلطة ينتج عنه رحيل بشار الأسد، مع بقاء ما تبقى من مؤسسات الدولة، وليس بقاء النظام كما يقول الروس! وهذا الجدل، أي «جنيف 2» والحل العسكري، ليس بالجديد، وبالتالي لا يمكن الحكم على موافقة الأسد بالمشاركة في جنيف نظرا لأنه منتصر أو لا، فمنذ اندلاع الثورة، وتدخل الجامعة العربية فيها، من إرسال المراقبين إلى تقديم المبادرات، وحتى بعد تدخل الأمم المتحدة وتعيين كل من كوفي أنان والأخضر الإبراهيمي، كان الجدل نفسه، وهو هل الأوضاع على الأرض تساعد الأسد أم لا؟ وهل هو منتصر أو لا؟ حتى في اللحظات التي كان نظامه يتهاوى فيها بشكل مذهل وإلى أن تدخلت ميليشيات حزب الله، والميليشيات الشيعية العراقية، والقوات الإيرانية، ونفس الجدل مستمر، وهو أن الحل السياسي هو الأنجع، وأن لا حل عسكريا! إلا أن الحقائق كلها تقول إن سبب فشل الحل السياسي والعسكري هو التخاذل الدولي، وتحديدا تخاذل إدارة أوباما، التي لا تمتلك رؤية سياسية من الأصل، ولا تمتلك جدية تجعلها تتحرك عسكريا، وحتى من دون تدخل تقليدي، فما يساعد الأسد على البقاء للآن، والقيام بمناورات، هو انعدام الرؤية السياسية الأميركية، وغياب الدعم العسكري الحقيقي للمعارضة، وتحديدا الجيش الحر، بل إننا نسمع، بعد كل منعطف كبير في الأزمة السورية، المسؤولين الأميركيين وهم يقولون إن فرص التدخل في سوريا قد ضاعت، وأصبح الحل العسكري صعبا، وهي عبارة تتكرر مع كل حدث سوري، ومنذ بدء الثورة وحتى بعد استخدام الأسد للكيماوي!

والمذهل أنه وسط كل هذا الجدل العقيم حول «جنيف 2» وعدم جدوى الحل العسكري نجد أن إيران وحزب الله يواصلون القتال داخل سوريا دفاعا عن الأسد، ويحاولون بكل ما لديهم من قوة وعتاد استعادة ما فقده من مناطق، والسعي لتثبيت نظام الأسد المتداعي عسكريا وسياسيا، ويفعلون ذلك على مدار الساعة، بينما الغرب، وتحديدا أميركا، مشغول بإقناع الجميع بمؤتمر «جنيف 2»، والقول بأن الحل العسكري غير مجدٍ، ودون التوقف أمام ما تفعله إيران ومعها حزب الله في سوريا، وهو ما يقول لنا إن «جنيف 2» غير عملي، وأن الحل العسكري غير عملي أيضا بالنسبة للمعارضة السورية، وليس الأسد، طالما أن الغرب يتخاذل في دعم المعارضة في الوقت الذي لا يتوقف فيه الإيرانيون وحزب الله عن دعم الأسد عسكريا، مما يجعل «جنيف 2» مجرد لعبة جديدة يتسلى فيها الأسد الصامد للآن بفعل دعم إيران وحزب الله العسكري له. ملخص القول أن إيران تدعم الأسد بالرجال والعتاد بينما الغرب يخذل المعارضة، ثم يقال إنه لا حل عسكريا في سوريا، فإذا لم يكن هذا هو العبث فماذا عساه أن يكون؟!

 

القنبلة النووية السعودية

عبد الرحمن الراشد/الشرق الأوسط

الحديث الآن يدور حول عزم المملكة العربية السعودية شراء قنبلة من باكستان، أولا هل هذا ممكن في ظل الاتفاقيات الدولية الموقعة من قبل البلدين، التي تحرم على مالكة السلاح النووي نقله، أو بيعه، ومثل السعودية، تحرم عليها تصنيعه لأغراض عسكرية، وثانيا هل سيضيف السلاح النووي قيمة للدفاعات السعودية؟ المملكة بعد أن اشترت الصواريخ الصينية، وبعد انكشاف سر الصفقة، قيل إنها قد تستخدمها لحمل رؤوس نووية، وفي عام 1988 وقعت اتفاقية الحد من انتشار الأسلحة النووية، وهي الآن ملزمة بها مع مائة وتسعين دولة أخرى وقعت عليها. وكانت دائما هناك روايات وحملات تشكيك إعلامية كبيرة بأن السعودية تنوي التحول نوويا، عززتها مزاعم سعودي كان في القنصلية بنيويورك ثم انشق وقال إن السعودية تبني قنبلة نووية لدعم العراق. وقبلها سبق لأحد محللي الاستخبارات الأميركية أن ذكر أن السعودية ساندت مشروع باكستان النووي بملياري دولار.

بعد كل هذه السنين، الأكيد أن السعودية لا تملك قنبلة، ولا مشروعا عسكريا نوويا، والسؤال هل إذا سمح الأميركيون لإيران ببناء سلاحها النووي ألا يصبح من حق جارتها السعودية أن تحمي نفسها وتحصل على ما يوازيه، ويحفظ ميزان القوة بين البلدين المشتبكين في خصومة منذ أكثر من ثلاثة عقود، كما فعلت باكستان لمعادلة النووي الهندي؟ نظريا، وسياسيا وعسكريا، نعم ستضطر إلى حماية نفسها من النظام الإيراني النووي إما بالحصول على سلاح ردع نووي، وإما باتفاقيات تعيد توازن القوة، وتحمي السعودية ودول الخليج. منطقيا، نعم، في ظل وجود تاريخ طويل من النزعة العدوانية من قبل نظام طهران ضد جارته السعودية. ومع أن الإسرائيليين هم أكثر من يحذر من نيات القيادة الإيرانية، وعدم عقلانيتها، إلا أنه يجب ألا يشكك أحد أبدا في أن الرياض هي أحد الأهداف المحتملة في خريطة الاستهداف النووي الإيراني. لم تتوقف عن استهداف السعودية مباشرة أو بالوكالة. ومع أن إيران أبعدت حديثا بعض أبناء بن لادن وزوجته إلا أنها لا تزال تحتفظ بمدير تفجيرات الخبر والرياض، وهي ترعى كذلك نشاطات معادية في اليمن والعراق والبحرين.

السلاح النووي الإيراني، عندما ينضج، لن يكون سلاحا دفاعيا، لأنه لم يسبق أن هاجمت السعودية إيران، بل سيعمل وسيلة لردع الدول الكبرى من التدخل في نزاعات إيران الإقليمية، وتحديدا في الخليج. وقد تستخدمه في حربها مع جاراتها مثل السعودية. ورغم أنه ليس أبدا صعبا تبيان مخاطر ترك إيران قادرة على إكمال بناء سلاحها النووي، إلا أنني لست مع الدخول في سباق تسلح نووي في المنطقة، فمنذ أن تسلق آية الله الخميني سلم طائرة «إيرفرانس» في عام 1979 تسببت إيران في فوضى في المنطقة دامت ثلاثة وثلاثين عاما، جلبت تهديداتها ومعاركها حاملات الطائرات وبوارج الدول الكبرى لترابط في مياه الخليج، وبنت نحو خمس قواعد واتفاقيات حماية معها. ورغم قوة المبررات السعودية، والخليجية، للتحول نحو التوازن النووي مع إيران، إلا أني أخشى أنه طريق أكثر خطورة، أمنيا وبيئيا واقتصاديا. الحل المثالي هو الإصرار على منع إيران ألا تبني سلاحها النووي، لكن بكل أسف انخراط حكومة الرئيس باراك أوباما في مفاوضات الستة أشهر، عمليا يعطي إيران الثقة بأنها قادرة على إرغام المجتمع الدولي على السماح لها بأن تكون نووية، رغم ما تعرضه عليه من ضمانات ووعود.

 

كيف ولماذا «تلبنن» المسلمون في لبنان

باسم الجسر/الشرق الأوسط

يوم أعلن الجنرال غورو إنشاء «دولة لبنان الكبير»، عام 1920، تحقيقا لمطلب زعماء الطائفة المارونية، عارض مسلمو بيروت وطرابلس وصيدا والأقضية البقاعية إنشاء هذا الكيان وبلغ رفضهم حد قطع بعضهم لعبارة «لبنان الكبير» عن تذكرة نفوسهم. وحتى بعد أن التقى المسلمون والمسيحيون، عام 1943، حول الميثاق الوطني الذي أدى إلى الاستقلال، بقي «الانجذاب» الإسلامي اللبناني إلى سوريا حيا في نفوس مسلمي لبنان، ومسلمي طرابلس بالذات، بدليل أنهم لم «يهضموا» الانفصال الاقتصادي بين سوريا ولبنان، بعد سنوات قليلة من استقلال البلدين، وبقي البيان الوزاري لكل حكومة لبنانية يتضمن فقرة تتعلق بإعادة العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى طبيعتها السابقة. وهذا الانجذاب كان موقفا طبيعيا نابعا من العلاقات الاقتصادية والاجتماعية التي يفرضها الجوار ووحدة الدين، وأيضا بل خصوصا، العامل القومي العربي، لا سيما بعد قيام إسرائيل، والذي تجلى في الخمسينات من القرن العشرين في الاندفاع العاطفي لمسلمي لبنان وراء الظاهرة الناصرية وترحيبهم الحار بالوحدة المصرية - السورية. ولطالما كان المسيحيون اللبنانيون يلومون مسلميه على هذا الولاء المزدوج ويعتبرونه خروجا عن ميثاق 1943. ولا نغالي إذا قلنا إن من أهم أسباب اندلاع ثورة 1958 ومن ثم الحرب الأهلية عام 1975، هو هذا الخلاف بين مسلمي لبنان ومسيحييه (عموما) حول «الولاء للوطن اللبناني، أولا»، أو تقديم «المصلحة القومية العربية»، في دعم المقاومة الفلسطينية، مثلا، أم في التضامن العفوي مع دمشق والالتزام بأوامرها أو توجيهاتها في الانتخابات الرئاسية أو تشكيل الحكومات. فما الذي حدث حتى تحول مسلمو لبنان، والسُنة الطرابلسيون منهم خصوصا، إلى مطالبين بحماية الدولة اللبنانية لهم من الاعتداءات السورية المباشرة وغير المباشرة عليهم ورافعين لشعار «لبنان أولا» بل إلى متعصبين للكيان اللبناني واستقلاله وللدولة اللبنانية ومؤسساتها؟

لقد بقيت مدينة طرابلس «اللبنانية»، اليوم، تدعى «طرابلس الشام» طوال قرون. لا تمييزا لها عن طرابلس الغرب فحسب، بل لأنها كانت جزءا من ولايات عثمانية كبرى (ولاية الشام، ولاية بيروت)، منذ الفتح العربي حتى عام 1920، ولأن أبناءها في أكثريتهم السنية كانوا يعتبرون اللاذقية وحمص أقرب إليهم مسافة ومصلحة اقتصادية وقربى عائلية من جبل لبنان. وكان من الطبيعي أن يرفضوا ضمهم إلى دولة لبنان الكبير حيث فقدوا هوية المواطنة العثمانية والانتماء إلى الأكثرية المسلمة وتحولوا إلى أقلية في دولة أكثرية سكانها مسيحيون (ولو بفارق ضئيل)، لا سيما أن حلم قيام دولة عربية كبرى مستقلة، بعد سقوط السلطنة العثمانية، كان يراود معظم أبناء الأجيال العربية في المشرق. غير أن التجربة الوطنية اللبنانية الجديدة، وإن لم تحقق لهم كل فرص المساواة بين المسلمين والمسيحيين واقعيا، وفرت للمجتمع اللبناني نوعا من الاستقرار والحرية والحكم الديمقراطي وإلى حد ما العدالة الاجتماعية، بين عامي 1943 وعام 1975، الأمر الذي ولد في نفوس المسلمين نوعا من الولاء للدولة وللكيان ولحسنات العيش المشترك، لا سيما أن سوريا كانت تنتقل من انقلاب إلى انقلاب، وأن الصراع العربي - الإسرائيلي ولعبة الأمم كانت تتلاعب بمصير أكثر من دولة عربية مجاورة. غير أن العامل الرئيس في ابتعاد مسلمي لبنان عن الانجذاب أو الانحياز أو الولاء لسوريا فيعود إلى حقبة الحرب الأهلية (1975 - 1990) التي احتلت فيها القوات السورية لبنان، وما عاناه مسلمو بيروت وطرابلس من قهر وتحكم على يد القوات السورية وحلفائها اللبنانيين. وأيضا إلى حقبة 1990 - 2005، التي تحكمت فيها دمشق بالحكم والسياسة في لبنان، والتي شهدت اغتيال رفيق الحريري وقادة سياسيين بارزين، واقتناع الرأي العام الداخلي والدولي بأن دمشق وامتدادها في لبنان وراء هذه الاغتيالات. ومما زاد في ابتعاد مسلمي لبنان السنة عن دمشق ابتعاد دمشق سياسيا عن دول عربية يعتبرها مسلمو لبنان مراجع موجهة وداعمة لهم وعلى الأخص المملكة العربية السعودية ومصر والعراق (قبل الاحتلال الأميركي)، وتحالفها مع إيران وامتداد هذا الحلف إلى لبنان عبر حزب الله الذي تحول تدريجيا من مقاومة إلى حزب مذهبي سياسي مسلح يلقي بوزنه على الحياة السياسية اللبنانية منافسا القادة والسياسيين السنة على الحكم، بل ومعطلا لمؤسسات الدولة (الحكومة التي يرأسها ميثاقيا مسلم سني) حينما يشاء أو تشاء دمشق أو طهران. إن من يقرأ تصريحات القادة والسياسيين المسلمين السنة اللبنانيين، اليوم، بل وما يقوله أبناء طرابلس وبيروت وصيدا وعكار والبقاع الغربي حيث يوجد مسلمو لبنان السنة، يلمس لمس اليد كم ابتعد هؤلاء عن دمشق وكم بات رهانهم على لبنان وسيادته ومؤسساته كبيرا وعميقا. وأيا كان مآل الحرب الأهلية في سوريا و«الربيع العربي» عموما، فإن هذا الولاء لن يعود إلى الوراء بل إنه سيؤدي إلى مزيد من التدعيم للوحدة الوطنية بين مسلمي لبنان ومسيحييه. كما لن يؤدي إلى ابتعاد اللبنانيين عن الرابطة القومية العربية بل سيساعد على التوفيق بينها وبين الوطنية اللبنانية عبر ديمقراطية حقيقية. وكثيرون هم الذين يراهنون على «لبننة» القوى السياسية الشيعية، كما دعا إليها إمامان شيعيان كبيران راحلان هما موسى الصدر ومهدي شمس الدين، فلا يبقى توجيهها آتيا من وراء الحدود. أما عودة العلاقات الأخوية الودية الإيجابية بين مسلمي لبنان بل وكل المواطنين اللبنانيين، ودمشق، فمرهون بقيام حكم ديمقراطي في سوريا نتيجة للحرب الأهلية المحتدمة فيها، وأيضا بتوقف الحرب الباردة بين طهران وبعض العواصم العربية، أي بإقلاع طهران عن تصدير الثورة إلى الدول العربية، وخصوصا باقتناع السياسيين اللبنانيين بمخاطر الاستقواء بالقوى الخارجية والإقليمية لتعزيز قدراتهم السياسية الداخلية وزج لبنان في معارك تهدده في أمنه واستقراره واستقلاله وكيانه.

 

عندما "يتفجّر" أمن "حزب الله".. إهانات

علي الحسيني/المستقبل

في الليلة التي سبقت اليوم الأخير لعاشوراء كان كل شيء يوحي بالهدوء، العناصر الحزبيّة منضبطة نوعاً ما والأمن المسؤول عن حماية المجالس العاشورائية كان قد انتهى من زرع رجاله عند النقاط المحددة، وحدها القوى الامنية كانت شاهد زور على كل ما يجري خصوصاً أن قرارات عُليا كانت قد وصلتها تطلب منها عدم القيام بأي مبادرات فردية حتّى لو تتطلب الأمر ذلك إلا بعد مراجعة الجهات العُليا.

في لحظة ما وبقرار صادر عن أعلى سلطة امنيّة في "حزب الله" تحوّلت عناصر الحزب داخل الضاحية الجنوبية وخارجها إلى مجموعات من الشبيحة تُمارس طقوس التشبيح على المدنيين الآمنين سواء في المنازل أو الشارع، ولتتحول معها لغة العقلانية والإنفتاح إلى لغة شتائم لم تميّز بين شاب وعجوز تمس الناس بكراماتها وأعراضها حتّى وصل الامر ببعض هؤلاء إلى التطاول على الخالق وسبّه كاشفين وفاضحين بممارساتهم تلك مدى زيف الشعار الذي يرفعونه على راياتهم الصفراء. ما الطارئ الذي استوجب من هذه العناصر اهانة الناس والتعامل معهم بهذا الشكل "المُعيب"؟ الم يكن الاجدى بقيادة هؤلاء إصدار تعليمات واضحة تطلب من عناصرها الإنضباط مهما كانت الأسباب التي وقفت وراء فورتهم تلك وعدم التعرّض للكرامات وتحديداً النساء والرجال الطاعنين في السن كالحاج ابراهيم ع صاحب السبعين عاماً والذي لم يحل الشيب في رأسه من تعرّضه لصفعة على وجهه بعد تلاسن مع احد العناصر على خلفيّة ركن سيّارة ابنته التي جاءت إلى منزل والدها في الضاحية الجنوبية لتبيت ليلتها فيه لكي تتمكن من المشاركة في اليوم الاخير لعاشوراء مع بقيّة عائلتها.

"إذا بتريد يا بسّام خلّي الحاجّة تصف تحت البيت". جملة كانت كافية لإشعال ثورة غضب داخل العنصر في "حزب الله" بعدما طلب منه الحاج ابراهيم السماح لإبنته بركن سيارتها أمام المبنى الذي يسكنه ليأتي بعدها رد العنصر ولينزل على مسمع العجوز وكريمته وبعض الجيران كالصاعقة "إنت ما بتفهم إنو ممنوع الصفّي هون وخصوصاً الليلة"؟، ليُصاب بعدها الرجل العجوز بإحراج شديد ما دفعه إلى التلاسن مع العنصر الذي بادر على الفور إلى توجيه صفعة الى وجه السبعيني واصطحابه عنوة إلى مركز الأمن التابع للحزب، وليُصار بعدها إلى تركه بعدما تعهّد بعدم التعرّض لـ"الشباب" أثناء تأديتهم الواجب.

بعد فض الجموع في اليوم الاخير لعاشوراء سرّبت بعض عناصر "حزب الله" في الضاحية وخارجها خبراً يقول أن مسؤولين كباراً في جهاز امن الحزب أبلغوهم باحتمال وجود شخصين مشتبه بهما مزنرين بأحزمة ناسفة ينويان تفجير نفسيهما بين الحشود في مكان ما لم يتم تحديده وان القيادة العليا طلبت من جميع عناصرها التعامل مع الخبر بجدّية صارمة وكأنه حاصل، لكن لا مفر من إثارة الذعر في نفوس الاهالي وتحديداً بيئة "حزب الله"، لكن يبدو ان التعليمات اختلطت على هذه العناصر فراحت تُهين الناس وتشتمهم من دون أي رادع أخلاقي من بينهم فئة كانت تعتبر نفسها محسوبة على الحزب.

علي قاووق (الصورة) اسم آخر لمع في الليلة التي سبقت آخر أيام عاشوراء، يقول علي: "كنت على مدى الأيام العشرة، أركن سيارتي في منطقة الأشرفية بالقرب من منازل أصدقائي الذين كانوا يوصلوني بعدها إلى منزلي في البسطا التحتا من دون تأفف أو تذمّر منّي أو من أهلي، لكن ما حصل أنه وفي الليلة الاخيرة ولدى نزولي من سيارة أصدقائي أمام منزلي اقترب منّي شابان غريبان عن المنطقة سألني أحدهما "شو عم تعمل هون؟ أجبته أن منزلي هنا علماً أنني كنت وصلت إلى مدخل المبنى ليعود صديقه ويقول لي "شو الظاهر ما عجبك السؤال؟ روح إنقلع من هون".

ويُتابع علي قصّته: عندها قلت لهما إنه في كل يوم يتم توقيفي مع أصدقائي هنا وتسألونني السؤال ذاته، فالاجدر بالحزب أن يضع هنا عناصر من أبناء المنطقة لكي يوفر علينا هذا الذل الذي نواجهه كل يوم، لكن كلامي هذا لم يُعجب احدهما فأخذ يدفعني بيده وطلب من صديقه أن يُبعدني إلى داخل المبنى قائلاً بالحرف الواحد "خدو من هون احلى ما... "، هنا استفزني فقلت له، "أنا شيعي اسمي علي قاووق ابن المنطقة وأعمل في مستشفى طراد، إذا هيك عم تعملوا معي شو خلّيتوا للغريب؟". في اليوم التالي توجهت والدة علي إلى المسؤول المباشر عن العنصرين الحزبيين وبعد ان شرحت له ما حصل مع ولدها قالت له " من تسعة أيام أنا وجارتي عم نعملّن للشباب سندويشات لياكلوا وهيك عملوا مع ابني كيف لو ما كنّا من البيئة ذاتها شو كنتوا عملتوا فيه؟".

إنتهت عاشوراء هذا العام على خير كما كان يتمنى جميع اللبنانيين لكنها تركت حرقة في نفس العجوز ابراهيم والشاب علي قاووق، فالأول لم يُشارك وعائلته في اليوم الاخير من ذكرى عاشوراء رغم المعاني التي تحملها لهم في داخلهم خصوصا وأنهم اعتادوا في كل عام على أن يكونوا في طليعة المشاركين، والثاني يأمل أن تحل عليه الذكرى المقبلة وقد انتقل إلى منطقة أخرى لا تخضع لسيطرة "حزب الله". ولدى سؤالنا له عن سبب عدم تخوّفه من التعرّض له على يد العناصر نفسها أجاب: أكتر شي بيقتلوني".

 

لنفترض أنه انتصار

حسام عيتاني/الحياة

لا تقبل جماعة الممانعة بغير وصف ما يجري في سورية بالانتصار الجديد تضمه إلى لائحة انتصاراتها الإلهية والبشرية.

على الأرض، تتراجع قوى الثورة وتظهر كل التعقيدات التي تراكمت طوال عقود في سورية ويستفيد نظام بشار الأسد وأنصاره من سلسلة طويلة من الإخفاقات العسكرية والسياسية التي منيت بها المعارضة في الشهور الماضية ومن عجزها عن حسم الموقف عسكرياً أو تشكيل قيادة سياسية ذات معنى. يتلقف محور طهران- دمشق هذه الانتكاسات ليعلن نصراً مؤزراً على الثورة السورية ويضفي عليه طابعاً طائفياً مذهبياً مساهماً في طمس الوجه التحرري الذي بدأت الثورة السورية به وضحى ملايين السوريين بأرواحهم وكراماتهم وأموالهم من أجله. النظام، طبعاً، لا يبالي بهذه الوقائع. وجل ما يعنيه هو تحطيم قدرة الثوار السوريين على القتال والانتصار. وهذا ما لن يحدث. لكن لنسلم جدلاً أن الأسد وأجهزته وأتباعه انتصروا في الحرب السورية. ولنفترض أننا سنستيقظ صباح الغد لنجد قوات «الجيش العربي السوري» وعناصر «حزب الله» و «لواء أبي الفضل العباس» قد سحقوا كل مقاتلي الثورة السورية وبسطوا سلطة النظام على المناطق والمدن التي خسرها في العامين الماضيين. ولنفترض، لاستكمال الصورة، أن العملية السياسية في جنيف أو غيرها، قد أفضت إلى بقاء النظام ورئيسه وبنيته وآليات السيطرة التي شيدها على امتداد أكثر من أربعين عاماً. ماذا سيعني ذلك على الصعيد الواقعي؟ وما هو المشروع الذي يبشر الأسد وأتباعه به بعد الانتصار الافتراضي؟ وما هي الدروس التي استخلصها النظام من الثورة، التي –سنفترض أنه- نجح في القضاء عليها؟ الحق يقال أن ما من شيء يتيح الاستنتاج أن الأسد ورهطه الممانعين تعلموا شيئاً من دروس الثورة. لا من حيث احترام إرادة السوريين ولا من حيث الاعتراف بهم ككائنات بشرية تتطلب الكرامة والحق في الحياة والحرية. وما من شيء يقول إنهم سيتخلون عن التذاكي والتلاعب، اللذين يسميانهما «حكمة» في التعامل مع الداخل والخارج. وما من إشارة واحدة إلى أنهم سيقلعون عن ترهيب الجيران والتدخل في شؤونهم واغتيال مسؤوليهم وتفجير شوارعهم. الدليل على ما تقدم ماثل للعيان في «الدستور الجديد» والاستفتاء عليه وفي مسرحية رفع حالة الطوارئ والاستمرار في حملات الاعتقال والتصفية والتعذيب المنهجي. وماثل أيضاً في إرسال السيارات المفخخة إلى لبنان والاستخدام الأداتي لأنصاره هناك في شل وتعطيل كل ما من شأنه أن يمثل مساحة للقاء وطني. وماثل كذلك في استسهال التحريض الطائفي واستدراج ردود فعل من الطينة ذاتها وزج مواطنيه في صراع أهلي مذهبي مسدود الأفق. وليس هناك ما يشير إلى ان النظام سيُدخل حداً أدنى من الإصلاح على الدورة الاقتصادية ليخفف من إمساك قبضة المافيات العائلية- الأمنية بمفاصلها الرئيسة، ولا أنه سيعيد النظر في الممارسات التي انقلبت أزمات جلبها بنفسه على القطاعات الزراعية والصناعية عبر «انفتاحه» الذي تسبب بارتفاع قياسي في مستويات البطالة ومرْكَزة الثروات بين أيدي العائلة و «الأمن» ومن يدور في فلكيهما. وهذا غيض من فيض يمتد إلى التعليم والاستشفاء وحرية التعبير والتنقل وغيرها. بكلمات ثانية، إن انتصار الأسد المزعوم لن يزيد في أفضل الأحوال عن إعادة إنتاج الشروط الموضوعية التي أفرزت الثورة. وهذا طبعاً ما لا تهتم به أصوات الممانعة المبتهجة «بالانتصارات التاريخية».

 

لو نوفيل أوبسيرفاتور" تفضح خبايا أقبية النظام/هكذا أسّس بشار "جبهة النصرة" و"فتح الإسلام" من سجونه

المستقبل/هو سجن صيدنايا... الذي يمثّل الوجه الحقيقي للديكتاتورية في سوريا... داخل أقبيته المظلمة يفقد نزلاؤه حقوقهم الإنسانية. لا بل يتحوّل السجناء في زنازينه المرعبة إلى حقل تجارب، يبتكر سجّانوهم فنون التعذيب والإهانة والإذلال... لا بل إنّ النظام الفاشي حوّلهم إلى فئران مختبرات.

طبعاً هذا السجن ليس الوحيد الذي يتمتّع بخصوصيّة الظلم والقهر والتعذيب حتى الموت في كثير من الحالات.. لا بل انّ باقي السجون والمعتقلات لا تقل عنه قسوة وبربرية، لا سيما معتقلات الاستخبارات الجوية، لكن الصورة المرعبة لسجن صيدنايا التي نقلتها مجلة "لو نوفيل أوبسيرفاتور" الفرنسية، تفيد بأنّ هذا السجن كانت له خصائصه المميّزة... فيه كان بشار الأسد يزجّ أعداءه السياسيين من استقلاليين أكراد ومسيحيين لبنانيين وإسلاميين، أو جنود عراقيين، واللافت في الأمر أنّ النظام الديكتاتوري استطاع بعد سنوات من سجن الإسلاميين وخصوصاً عناصر "القاعدة" أن يروّضهم ويدرّبهم على "العقيدة الجهادية" التي تتلاءم وأجندته السياسية والأمنية في المنطقة، ويرسل المئات منهم إلى العراق لمحاربة القوّات الأميركية، بعد سقوط نظام صدام حسين، ويوجّه البعض الآخر إلى البلدان المجاورة ومنها لبنان لإثارة الفتن، ونشر الفوضى وضرب الأمن الوطني لهذه الدول.

الغريب في الأمر أنّ هؤلاء "الجهاديين" الذين يمضون أشهراً طويلة في محاربة "الكفّار الأميركيين" في العراق، أو ينفّذون المهمات الأمنية الموكلة إليهم في دول الجوار، ما إن يعودوا إلى سوريا، حتى تتلقفهم المخابرات السورية وتعيدهم إلى السجن وإلى حفلات التعذيب من جديد. وإذا أرادوا الخروج مجدّداً أمامهم شرط واحد أن يلتحقوا بجماعة "فتح الإسلام" في لبنان، كعقاب لهذا البلد على طرد الجيش السوري من أراضيه، أو تأسيس ما يسمّى "جبهة النصرة" التي أنشأها بعضهم بعد شهور من خروجهم من سجن النظام.

لا ترى المجلة الفرنسية من داعٍ للحديث عن الزنازين الإفرادية التي تشبه القبور، يمكث فيها الموقوفون لثمانية أشهر، يتعرّضون لشتّى أنواع التعذيب، يعانون الجوع الدائم، يكتسبون شتّى أنواع الأمراض، يحرمهم السجّانون من الغطاء في عزّ أيام البرد وتحت سقف سجن تكسوه الثلوج، العشرات يموتون بنوبات قلبية بفعل الصدمات الكهربائية. حكايات يرويها سجناء مُفرج عنهم عن الموت بالمفرّق، أمّا المجزرة التي ارتكبها نظام الأسد في سجن صيدنايا فحدّث ولا حرج.

وفي ما يلي النص الحرفي لمقال "لونوفيل أوبسيرفاتور" لكاتبه كريستوف بولتانسكي:

"ما أن يسمعوا قرقعة المفتاح، عليهم أن يستديروا، واقفين، وجوههم الى الحائط، رافعين أيديهم، وخصوصاً من دون تحريك الرأس. وإذا التقت عيونهم عيني الحارس، فقد يتعرضون لحفلة مرتبة من الضرب. غذاؤهم يحضر في طنجرة كبيرة، تفرّغ على أكياس نايلون، وأحياناً على الأرض المليئة بالشحم والقذارة. شيء من البرغل ممزوج بصلصة بنية، كسرات خبز أرق من ورق السيجارة، تكفي للغذاء والعشاء، تقدم مرة احدة في الساعة 14. يقفل الباب ويبدأ تقاسم الطعام الذي لا يكفي، لكن السجين دياب كان يتلقى أقل من الآخرين.

في الساعة الثالثة بعد الظهر، يطفأ المصباح، وعدا ممر مسيّج يؤدي الى البهو، فليس في الزنزانة أي نافذة أو كوة. وبسبب ضيق المكان، من المستحيل التمدد على الظهر. قرابة ثلاثين معتقلاً يعيشون مكدسين في مساحة 25 متراً مربعاً. وهذا يُجبر المعتقلون على النوم على جوانبهم، أو أن يتناوبوا على النوم. بعضهم يحتل الزوايا أو على مقربة من الباب حيث يتسرب قليل من الهواء. المعتقل دياب ورث أسوأ مكان. فهو ينام قرب المراحيض المسدودة وعنده غطاءان بدلاً من ثلاثة، على الرغم من البرد القارس الذي يستمر ستة أشهر في السنة. "كل السجناء كانوا سلفيين، ما عدايي". قال ليشرح الفارق المتمثل بهذه المعاملة التي تلقاها. فهذا الشاب الناشط اعتقل عام 2006 الى 2011 في صيدنايا، أحد أفظع المعتقلات في الأرياف، يقع ثلاثين كيلومتراً شمالي دمشق.

عش نسور معلق على رأس جبل، ارتفاعه 1300 متر. فدياب بنظارتيه المستديرتين، وبداية نبت لحيته، يبدو كأنه طالب، ها هو يعيش منذ إطلاق سراحه في اسطنبول. جالساً في فندق، قرب شارع تقسيم المشهور، يشغل حاسوبه ويشير الى الصورة المأخوذة بالأقمار الصناعية، للمبنى الرئيسي للسجن، وحوله الجدران الثلاثة، وحقول الألغام، والمسلحون المختبئون خلف المتاريس: "من المستحيل الهروب".

وللسجن خصائص أخرى منها: هنا يرمي بشار الأسد أعداءه السياسيين: من استقلاليين أكراد، ومن مقاتلين مسيحيين سابقين من القوات اللبنانية، وخصوصاً من الإسلاميين، أعضاء القاعدة، أو جنود قدامى من العراق، أو الشيشان، أو أفغانستان.

حتى عام 2011 كان الجهاديون يشكلون ثلثي المعتقلين. خلال عقد، استخدمتهم السلطات السورية ليحاربوا القوات الأميركية في العراق أو إثارة الفتن والقلاقل في لبنان المجاور. ومنذ بداية الثورة، أطلق النظام أعداداً كبيرة من المساجين. وقادتهم يديرون حالياً المتمردين المتطرفين.

فسجن صيدنايا هو خير مثال للدكتاتورية السورية، ولا في أي مكان آخر، يمكن أن تظهر ممارسته القمعية، أو مؤامراته، وعلاقاته المضطربة بالإسلاميين. "كانوا يمارسون معنا لعبة فئران المختبرت" يقول السجين السابق ماهر أسبر (33 عاماً)، سجين قديم لجأ الى بيروت. فهذا المناضل الليبرالي من الطائفة الإسماعيلية، هو أيضاً فُصل عن رفاقه، ووضع على امتداد خمس سنوات في زنزانة "مجانين الله": "أظن أن السلطات وضعتني مع هؤلاء لترى إن كانوا سيقتلونني".

فماهر ودياب، وهما طالبان شابان دخلا المعترك "مع انطلاق الربيع العربي في دمشق"، في هذه المدة القصيرة التي أبدى فيها الأسد الانفتاح والتي واكبت صعوده الى السلطة، كانا يترددان الى المنتديات الفكرية النقاشية، والى الصالونات التي يتبادل فيها الحاضرون آراءهم، وأحلامهم التي لم تدم طويلاً، بعدما منعت. وأقاما موقعهما باسم "اخوة" (Fraternite)، للدعوة الى سوريا حرة ومدنية، وأسسا حزباً وتجرأا على التظاهر في دمشق. "كنا نظن أن النظام سيسقط"، كما يقول دياب. وتقرير التحقيق الدولي ألم يتهم مقربين من بشار الأسد بقتل الرئيس الحريري؟ والقوات السورية ألم تخرج من بلاد الأرز تحت ضغط الأمم المتحدة؟ إنهم يمثلون تهديداً كبيراً خصوصاً عندما ينظمون شباباً من كل الطوائف، مسيحيين، سنة، وعلويين، هذا الفرع المنشق عن الإسلام، والذي ينتمي اليه الأسد، واليه يستندون.

اعتقلا معاً، ماهر في 23 شباط 2006، دياب، بعد شهر. وتعرضا للتعذيب والوحشية، والاستجوابات في مركز المخابرات العسكرية الجوية، إحدى المخابرات الأكثر بربرية وقسوة وقدما الى الأمن القومي. اثنتا عشرة سنة سجناً لماهر، وخمس سنوات لصديقه.

وفي صيدنايا ومن باب الترحيب بالسجناء، تعمد الشرطة العسكرية على إرغام الوافدين الجدد على نزع ملابسهم، وأن يسطفوا ومن ثم يركضوا بـ"السليب"، معصوبي العيون، تحت سيل من الضرب والركل. يسمون هذا الاستقبال قطار الفرح.. كما يقول دياب. والويل لمن يتأرجح، فقد يجر الجميع الى السقوط معه، وعندها يغضب الحرس. فيضربوننا بكل ما يؤتون، بالأقدام، والقبضات، بالهوارات، بالأسلاك الكهربائية...". وهذه الحفلة من الضرب تستمر حتى المساء ومن وسائل التعذيب "الدولاب"، أو المشنقة، حيث يُعلق سجين بشريط، متأرجحاً في الهواء تحت الصدمات، أما وسيلة "الدولاب"، فيوضع السجين داخل دولاب الشاحنة المستدير. الجسد مطوي الى نصفين، وقفا قدميه موثوقة لضرب الكرابيح الذي يمارسه الجلاد.. وعند كل إغماءة، كانوا يرشون علي الماء (كما يقول ماهر)، "يقيس طبيب نبضات قلبي ثم يستأنفون الضرب".

يمضون ثمانية أشهر في الانفراد. في القبو، في نسيان كبير "كقبر"، بحسب دياب. إذا وقف يصطدم رأسه بالسقف، وكتفاه تلامسان الجدران. إذا تمدد تصل قدماه الى الباب. والفجوة التي تُستخدم في المرحاض تفيض "الرائحة رهيبة، كنت أنام وسط البراز". الحراس يخبطون على الأبواب في أي مناسبة ليبقوا المعتقلين مستيقظين. فقدوا الإحساس بالليل والنهار، ثمانية أشهر تقريباً بلا نوم، من دون رؤية السماء، من دون خروج، إلا للذهاب الى المحكمة. ثمانية شهور من الشتائم والإهانات والضرب قبل أن يتم نقلهم الى زنزانة جماعية.

في سجن صيدنايا نجد كل أنواع الناس (إخوان مسلمون، عرب، إسرائيليون). أحد السجناء القدامى عدنان قصار، كان يدير في الماضي الفريق السوري للسباحة. وكان ضمن الفريق ابن الرئيس الراحل حافظ الأسد باسل والذي كان من المفترض أن يخلف والده لولا مقتله في حادث سير. في بطولة المتوسط عام 1992 راكم أخطاء. لكن عدنان قصار تجنب الخوض في الموضوع وتحديد الأخطاء. لكن بعد ستة أشهر، استدعي ومتفجرات مخبأة في حقيبته. والعمل وراؤه عسكري. أقصي عدنان قصار وتسلم باسل قيادة رياضة الفروسية. في عام 1994، وبعد الحادث القاتل لباسل أخرج كابتن الفريق السابق، وتعرض للضرب، من قبل الجلادين وسجن وكأنه كان مسؤولاً عن الحادث، الذي كان يجهل عنه كل شيء. ولم يعرف غياب مضطهده إلا بعد ذلك. ومنذ ذلك الحين، وفي كل ذكرى رحيل لباسل، يُمارس عليه العنف ذاته.

بيئة أخرى تنتظر الشابين ماهر ودياب. فخلف القضبان يكتشفان الجهاديين: زملاؤهما في الزنزانة كانا يدعيان ابرهيم الضاهر كما قال أبو حفيظة، الأمير السابق عند أبو مصعب الزرقاوي، القائد السابق للقاعدة في بلاد الرافدين، محمد عياد الزمر، الحارس السابق لحرس بن لادن، أبو طلحة، أحد المسؤولين عن اغتيال المخرج الهولندي ثيو فان غوغ وآخرين. فهم ينتمون الى شبكة القاعدة أو الى أحد التابعين لها مثل "جند الشام". وكانوا يشتبهون بهؤلاء الليبراليين باعتبارهم مخبرين بل اسوأ كفاراً. وقبل ستة أشهر ذبحوا ستة من الذين يشاركونهم السجن من مسيحيين، بعدما عمدت سلطات السجن الى وضعهم معهم. وضعوني في جحر ولا أحد منهم كان يكلمني". يقول دياب "معظمهم يريد تصفيتي" (يضيف ماهر). و"طالبت عدة مرات بأن أعاد الى السجن الانفرادي، إذ كنت أفضل أن أكون انفرادياً. ورفض المدير طلبي".

كان يُعتقل هؤلاء الجهاديون، غالباً، عند عودتهم من العراق، بعد حربهم على الكفار الأميركيين "أنتم أرسلتمونا الى هناك، فلماذا تعيدوننا الى السجن، صرخ أحدهم في وجه الحارس. الآخرون سلموا عبر المخابرات الأميركية في إطار برنامج "إعادة التسليم"، وهو عنوان لمحاربة الإرهاب عند مختلف الدكتاتوريات العربية. بشار الأسد يستخدم معتقله كنوع من الاحتضان، فبين 2005 و2006، عشرات السجناء، وفي طليعتهم الفلسطينيون، وشاكر العبسي، أفرج عنهم بشرط أن يذهبوا ويكونوا جماعة مسلحة هي "فتح الإسلام"، في لبنان كعقاب له على طرد الجيش السوري من أراضيه. أما الذين يرفضون بحجة أن لبنان ليس ضمن أراضي الجهاد، فكانوا يعادون الى السجن. معظم هؤلاء المقاتلين قتلوا عام 2007 في نهر البارد، في المخيم الفلسطيني في طرابلس. الأوضاع الحياتية في معتقل صيدنايا تستمر في التدهور. يشكوا السجناء الجوع، وتصيبهم الأمراض، وأشكال العنف المتواصلة. فالماء لا يأتي سوى 10 دقائق يومياً. والسجن تغطيه الثلوح حتى منتصف أيار، وهو ليس مجهزاً بالتدفئة. فمديره يفضل بيع مخزونات المازوت في السوق السوداء. والأدوية شبه مفقودة "في زنزانتنا مات لبناني بأزمة قلبية (يتذكر دياب)، وعندما بدأت نوبته أخذنا نصرخ مستنجدين للمساعدة، لكنهم أهملوا نداءاتنا. والحارس لم يفتح الباب سوى في اليوم التالي لتوزيع الطعام، وكان يعرف أن هناك شخصاً بيننا ينازع".

في السابع والعشرين من آذار انفجر عصيان في جناح B، الطابق الثالث وهو الأكثر تعرضاً لريح الشمال وروائح المراحيض. وهذا الجناح مخصص للسجناء الذين لم يحاكموا: سلفيين في معظمهم... وهؤلاء محاربون حقيقيون خاضوا معارك في العراق وأفغانستان. كما يقول دياب.

وقد جاءت التعزيزات، وعقدت مفاوضات، السجناء يطالبون بطعام أفضل، بحق الزيارات، وإعادة بحث ملفاتهم. وقد تلقوا وعوداً، وعادوا الى زنزاناتهم. انفجار كبير آخر في 5 تموز، حطم فيه السجناء جدران زنزاناتهم، وشهروا سيوفاً، وسواطير صنعوها من الأنابيب الحديدية، وحاصروا بها قوات النظام، واتخذوا هذه المرة مئات الرهائن. حاصر الجيش السجن، وأطلق نيرانه عليهم، وقتل منهم أكثر من ستين سجيناً وخمسين جندياً.. مجزرة.

كان يومها بشار الأسد ضيف نيقولا ساركوزي كضيف شرف في احتفالات 14 تموز (...) "أنا - يقول دياب - كنت مستعداً لمقاتلة النظام حتى آخر رمق، وكذلك الجهاديين" (...).

قبل اندلاع الانتفاضة في سوريا في الخامس عشر من آذار، شاهد السجين دياب خروج طلائع الجهاديين، تُعاد محاكمتهم شكلياً وبسرعة ويُفرج عنهم بالمئات. سيغادرون معتقل صيدنايا حتى أخطرهم". ويضيف ماهر "النظام ليس غبياً. فقد رأى ما يدور حوله وبدأ يستعد. أطلق هؤلاء الجهاديين ليفعلوا ما يفعلونه اليوم". بعد عشرة أشهر قدامى سجناء صيدنايا أمثال أبو محمد الجولاني وأبو طلحة، وجميل زينه الملقب بـ"أبو حسين"، ينشئون "جبهة النصرة". آخروون أمثال أبو حذيفة انضموا الى دولة العراق الإسلامية في العراق وفي المشرق".

المجموعتان المرتبطان بالقاعدة تسيطران اليوم على مجمل شمالي سوريا. فأحمد عيسى الشيخ وحسان عبود، وهما مسجونان سابقان، يقودان "صقور الشام" و"أحرار الشام". زهران علوش، الذي كان أثناء سجنه متهماً بالعمالة، ويقود "جيش الإسلام". ووسائل إعلام النظام تجري معه مقابلات مستمرة في "يوتيوب"، الذي يهدد قبل عام، باستخدام السلاح الكيماوي.

أطلق سراح دياب في 3 نيسان، وصديقه ماهر، في 5 حزيران 2011. وبدلاً من أن يعملا كمخبرين في النظام، كما طلب منهما هذا الأخير، اختارا المنفى.

أما مدير معتقل صيدنايا طلعت محفوظ فقد قبض عليه الثوار في أيار الماضي وأعدموه. وعدنان قصار، المدير السابق للفريق الوطني، فهو ما زال حتى اليوم خلف القضبان".

ترجمة: صلاح تقي الدين

 

أما وقد دعانا «حزب الله» إلى لبنان الجديد

بيسان الشيخ/الحياة

السبت ١٦ نوفمبر ٢٠١٣في دعوة غير ودية وجهها النائب عن «حزب الله» محمد رعد الى جمهور مجلس عاشورائي وعموم اللبنانيين من ورائه، قال إنه «يجب اقامة لبنان الجديد الذي ينسجم مع وجود المقاومة». ذاك أن لبنان على ما يرى رعد «كان ساحة للملاهي الليلية والسمسرات ونظام الخدمات وتبييض الاموال». والحال أن الدعوة تلك تكشف، بين ما تكشف، أن الحزب تجاوز مرحلة التخوين السياسي لكل من ليس من صلبه، واستعاد خطاب انطلاقته الأولى حيث تنزل «الأحكام الأخلاقية» على من خالفه نمط العيش ومصدر الرزق. فلبنان الذي لا يملك ثروات طبيعية ولا مسّته الثورة الصناعية، يعتمد على الخدمات السياحية والمصرفية والتعليم والطبابة وغير ذلك من قطاعات تقوم عليها دول واقتصادات ومجتمعات، ما لم يتح لها أن تعتاش على مال نظيف شريف تدره عليها أنظمة بلدان أخرى. وإذ تهدد الدعوة تلك دور لبنان الفعلي فتنقله من بلد يقوم على مقومات انتاج مدنية وموارد بشرية في شكل خاص، إلى جعله ثكنة عسكرية لمقاومة تتوجه أخيراً ضد شعب أعزل «شقيق»، فإن الدعوة تلك تكشف جهلاً أو تعامياً أو ربما انفصاماً يعيشه الحزب مع حاضنته الشعبية وأبناء طائفته قبل سواهم. فليس سراً أن الملاهي الليلية في لبنان لا يقتصر روادها وعمالها والمستثمرون فيها على لون واحد أو طائفة واحدة. بل إن من يضرب كأس «السيد» في حانات بيروت ليسوا حلفاءه السياسيين من مناصري التيار الوطني الحر، وإنما مؤيدو الحزب من أبناء الجنوب والضاحية. هذا ناهيك عن رواد آخرين شيعة بدورهم، يزاحمون الأوائل في الملاهي ويفوقونهم عدداً ويناصبونه العداء علناً. وباعتماد القياس نفسه من «الأحكام الأخلاقية» من دون تبنيها، ليس سراً أيضاً أن مستودعات الكبتاغون تجاور المربعات الأمنية وأن تجاره يصولون ويجولون في أحياء الضاحية بغطاء شبه رسمي.أما في الشق المتعلق بالفساد المالي وتبييض الأموال والصفقات المشبوهة، وهي كثيرة لا شك في بلد اتخذت فيه السرقات من المال العام أقنية مؤسسات الدولة، فقد يكون من المفيد أن يطلعنا النائب رعد، وهو ممثل الأمة في المجلس التشريعي ويفترض أنه خاضع لمساءلتنا نحن الناخبين ودافعي الضرائب من غير المقاومين، عن سير العمل في مجلس الجنوب، وأين أصبحت التحقيقات في فضيحة عز الدين المالية؟ وكيف صرفت أموال تعويضات حرب تموز؟ والى اين أفضت التحقيقات في طائرة كوتونو؟ هذا ولم نصل بعد الى النواحي الأمنية والقضائية وغير ذلك الكثير مما دفع أبناء الطائفة الشيعية قبل غيرهم ثمناً باهظاً له.

الآن يدعونا النائب رعد إلى لبنان جديد. وفي لبنان جيل كامل إن لم يكن أجيال تطمح فعلاً الى فتح صفحة جديدة. لكن لنفترض أننا لبّينا الدعوة، وقررنا العيش في بلد ينسجم مع وجود المقاومة، فما هو النموذج الذي يغرينا به رعد وحزبه؟ إذا ما استعنّا بما خبره اللبنانيون من تجربة سابقة مع «حزب الله» وما يشهدونه اليوم من خيارات وتحولات سياسية وانعكاس اجتماعي لها، نستنتج أن الحزب يسعى إلى أخذ البلد رهينة أدوار عسكرية تخدم قضايا غير وطنية. فمنذ الانسحاب الى شمال الليطاني العام 2006 في ما سمي انتصاراً إلهياً، وقع اللبنانيون وحكومتهم ومصالحهم في مرمى نيران المقاومين هؤلاء إلى أن منّ الله عليهم بساحة جهاد في سورية.

وبفعل الانتصارات المتتالية المتمثلة بشل الحياة السياسية في الداخل، والتقدم العسكري في الخارج، مع ما رافق ذلك من ضخ إعلامي وخطاب تخويني، تضخمت الـ «أنا» الحزبية وانفلشت فأطلقت يد المحازبين والمناصرين وكل من يرغب في الاستقواء على الآخر واستباحة مساحته من أبناء الطائفة. وعليه ترجم النفوذ السياسي والسلطة المعنوية المستمدة من «سلاح المقاومة» في سلوكيات اجتماعية يصح فيها وصف التشبيح والبلطجة. هكذا، يقيم طلاب في الجامعة اللبنانية وفي فرع كائن في منطقة مسيحية، مجلس عزاء عاشورائي وسط الكلية يطبخون فيه الهريسة ويطلقون العنان للندبيات ويحتجون على زملاء شغّلوا الموسيقى في سياراتهم! وهكذا أيضاً تمر مواكب سيارات ودراجات نارية تصدح منها أناشيد اللطم العراقية في أحياء سواء مختلطة أو من لون طائفي واحد، لكن غير معنية عملياً بالمناسبة الدينية. الا انها فرصة لا تفوت لافتعال لحظة استفزاز تكرس تفوق طرف على آخر، وتمعن في إجبار الأضعف على كبت غيظه.

وعلى المنوال نفسه، لا يجرؤ سائق سيارة على استعمال البوق في مواجهة «الحافلة الرقم 4» (ميكروباص يعمل على خط الضاحية- بيروت) لأنه يعلم مسبقاً أن ما ينتظره ليس افساحاً في مجال المرور وإنما ما لا يفيده فيه شرطي يقف عند ناصية الشارع. وبفعل تلك السلطة المتضخمة نفسها، تحتل ارصفة الأحياء السكنية والتجارية حواجز حزبية أو «أهلية»، لا فرق، تتخذ أحياناً شكل مراهقين غاضبين أو عمال خدمة ركن السيارات أو التوصيل المجاني أو غيرهم ممن نصادفهم كل يوم، يستعينون ببراميل أو إطارات يقطعون فيها الطريق ويتملكون الحيز العام وناسه. هؤلاء ليسوا بالضرورة محازبين متفرغين من رفاق النائب رعد والمجاهدين المنضوين في القتال تحت رايته. إنهم شريحة عمرية واجتماعية كاملة تشارك في اللطم أيام عاشوراء وتعبر الشارع الى الطرف الآخر لاحتساء المشروب. هؤلاء جمهور المقاومة التي يدعونا رعد إلى بناء لبنان الجديد معها. جمهور يستمد بقاءه من بقائها، وسلطته من سلطتها، وسلوكياته من سلوكياتها... وهو من يسمع صبح مساء «أن حزب الله هم الغالبون».

* صحافيّة من أسرة «الحياة».

       

"حارس" السعادة الإسرائيلية ـ الإيرانية

عبد السلام موسى/المستقبل

لم يعد من كلام يقال للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، بعد ما قاله في اليومين الماضيين، سوى ما قلناه في مقالات سابقة: "احترنا يا قرعة المقاومة من وين بدنا نبوسك"، ذلك أن مواقفه تؤكد المؤكد بأنه لم يعد هناك أي مقاومة، ولا أي "قرعة" حتى نبوسها. بدا واضحاً لدى نصر الله أن "كلام الليل يمحوه النهار". ما قاله في ليلة العاشر من محرم "محاه" ما إن أطل في نهارها، وأسقط كل دعايته عن "سعادة إسرائيل" بعالمنا العربي والإسلامي "الممزق" لزوم "السعادة الإيرانية" أيضاً، بمجرد أن أكد أنه سيبقى "حارساً" لـ"سعادة إسرائيل وإيران". أحد أسباب هذه "السعادة"، كما هو معلوم، هو غرق "حزب الله" في حمام الدم السوري، ومجاهرته بأن "لا حول ولا قوة له" إلا الإستمرار بالغرق، تنفيذاً لـ"أوامر إيرانية" "تساكن" المشروع الإسرائيلي وتخدمه بـ"المجان" أو "لقاء ثمن" ربما، في زمن تبدل الأولويات من محاربة العدو الإسرائيلي إلى محاربة الأعداء الجدد، وهم كما يبدو واضحاً في خطاب "نصرالله"، الشعب السوري، المملكة العربية السعودية و"تيار المستقبل"! لم يعد كلام نصر الله عن إسرائيل يدغدغ المشاعر، مهما استشاط غضباً، ما دامت قراءة المضمون في خطابه تظهره بالموقع الإيراني "الحليف لها"، الحارس لسعادتها، و"الشريك لها" في "طبخ السم" للمنطقة العربية، وقد صدق بقوله إن "من يطبخ السم سيأكله يوماً ما". وليس سراً القول إن قلق نصر الله من المتغيرات، ليس إلا امتداداً لقلق إسرائيل منها، لذا قال إنها "تدفع الأوضاع في المنطقة إلى الحرب"، وهي كذلك بالفعل، ولكن بلسان حليفها بشار الأسد الذي هدد بـ"إشعال المنطقة"، ولم يهدد يوماً بـ"إشعال جبهة الجولان" في وجه إسرائيل! من المؤسف أن إيران تقود نصر الله إلى "خيارات قاتلة"، أصاب الرئيس سعد الحريري بقوله إنها "خيارات سيلعنها التاريخ". ربما، على نصر الله أن يكف عن الاستخفاف بعقول الناس، على جري عادته، فمن يرفض الحل السياسي في سوريا ليس "بعض الدول العربية التي تقف إلى جانب إسرائيل"، كما يدعي، إنما من يرفض الحل السياسي في سوريا هو من يقتل الشعب السوري هناك، وهو من يناصر الظالم بشار "الكيماوي" على الشعب المظلوم، و"أول حرف من إسمه"، هو إيران و"حزب الله". وليست "بعض الدول العربية هي من تعارض بشدة أي تفاهم بين إيران ودول العالم"، كما يقول نصر الله. بعض الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية "الغاضبة"، تعارض بشدة إحتلال إيران للعراق ولسوريا، ومحاولتها المستمرة لإحتلال لبنان، وإثارة الأزمات "مذهبياً" في بعض الدول العربية. ألم يسمع نصر الله رسالة السعودية له ولإيران، على لسان الأمير سعود الفيصل في مؤتمره الصحافي مع نظيره الأميركي جون كيري،حين دعاهما إلى التفكير جدياً في الخروج من سوريا كـ"مقدمة" لإثبات حسن نواياهما بشأن "حسن الجوار"، أي الدول العربية التي يكذب نصر الله كثيراً حين يقول إن إيران "تحمل همها"، فيما الواقع يقول إن "هم إيران" منصبّ على تمزيقها لا على "تمزيق إسرائيل"؟ هل ثمة من يصدق نصر الله اليوم، في عز سقوط دعايته عن "تبعية" خصومه لأميركا، بعدما بات يقرأ من كتاب "العم فيلتمان"، الذي كان رمزه لـ"تخوين اللبنانيين"، وأصبح اليوم رمزاً لـ"صدقيته"؟ فليتواضع السيد نصر الله قليلاً، فهو أمين عام "حزب الله"، وليس قائداً مشرقياً وعالمياً يحدد متى تنتهي الحروب، إنه كما قال "جندي صغير" في جيش الولي الفقيه ونقطة على السطر.

 

نصرالله قرَع في عاشوراء جرس الفراغ لا حكومة ولا انتخابات رئاسية ولا نيابية!

اميل خوري/النهار

قال الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله كلمته في يوم عاشوراء ومشى... المقاومة باقية ما بقي الخطر الاسرائيلي، اي حتى تحقيق السلام الشامل في المنطقة ولا أحد يعرف متى، ولا انسحاب لعناصر الحزب من سوريا قبل أن تتحقق الأهداف، ولا مقايضة بالانسحاب على تشكيل الحكومة وليبقَ لبنان بلا حكومة... ولا سلاحه في حاجة إلى من يغطيه، وكان قد أعلن قبلاً أن لا حاجة للاجماع عليه. وهذا معناه أن الحزب مع حلفائه في 8 آذار ماضٍ في تنفيذ مخطط الفراغ الشامل في لبنان، فلا انتخابات نيابية ما دام الخلاف قائماً على القانون، ولا حكومة جديدة جامعة مع الشروط التعجيزية المتبادلة بين 8 و14 آذار، ولا حكومة حيادية قد لا يتوانى الحزب عن محاربتها، ليس في مجلس النواب كما تقضي الأصول إنما في الشارع، ولا انتخابات رئاسية إلا إذا كان المرشح مقبولاً من الحزب لتصبح الدولة دولته، ولا خروج للبنان من أزمته الحادة إلا بقرار إيراني يصدر بعد الاتفاق مع أميركا على الملف النووي وعلى الوضع في المنطقة، بحيث بات الحل في لبنان مرتبطاً بصدور هذا القرار ولصدوره ثمن لا أحد يعرف مقداره ومن يدفعه كفدية لخاطفي لبنان.

إذاً لا أمل في قيام دولة في لبنان لا الآن ولا غداً ما دام السلاح خارجها يفوق سلاحها نوعاً وكماً، ويبقى هو حاكم البلاد والعباد، وليس الدستور، ولا القانون، بل سياسة الغالب والمغلوب التي لا تتحملها تركيبة لبنان الدقيقة سياسياً ومذهبياً، وهي سياسة طالماً اشعلت حروباً داخلية لم تتوقف إلا بتدخل خارجي وبعد تسويات، وهو ما حصل عندما تحول السلاح الفلسطيني في لبنان إلى الداخل لينصر طرفاً على آخر، ويغير موازين القوى ولم يعد سلاحاً لتحرير الاراضي التي تحتلها اسرائيل، ما جعل الطرف اللبناني الآخر يواجه بالسلاح فتقع الحرب التي دامت 15 سنة. وها أن "حزب الله" يحمل اليوم السلاح بذريعة مقاومة اسرائيل وتحرير الاراضي اللبنانية التي تحتلها وإذا به يرتد إلى الداخل ليفرض مَن يريد رئيساً للجمهورية، والقانون الذي يعجبه للانتخابات النيابية، وتشكيل الحكومة يريد ليحرج الطرف الآخر ويضعه بين خيارين: إما أن يرد على السلاح بالسلاح فتقع حرب جديدة تدمر لبنان ولا من يعيد إعماره، وإما أن يستسلم ويواصل تقديم التنازلات حرصاً على وحدة لبنان أرضاً وشعباً ومؤسسات. ويتساءل نواب في 14 آذار: لماذا يحق لـ8 آذار فرض الحكومات التي تريد وتشترط للمشاركة فيها الثلث المعطل لتظل ممسكة بقراراتها، ولماذا يحق لـ8 آذار تشكيل حكومة منها ومن دون 14 آذار وما تمثل، وتكتفي بالرد على تشكيل هذه الحكومة بالطرق الديموقراطية وليس في الشارع، في حين لا يحق لـ14 آذار ان تطلب تشكيل حكومة حيادية لا وزراء فيها من 8 و14 آذار لتعذّر تشكيل حكومة من هاتين القوتين نظراً الى مطالبهما المتعارضة، وهل يعقل أن يحارب "حزب الله" في سوريا من دون استئذان أحد ورغم إرادة أكثر من نصف اللبنانيين ثم يصر على المشاركة في حكومة تشترط 14 آذار للمشاركة فيها تطبيق "اعلان بعبدا" وتطبيقه يفرض انسحاب مقاتلي "حزب الله" من سوريا، فهل هكذا تكون "الشراكة الوطنية" والديموقراطية التوافقية؟

إن إصرار "حزب الله" على هذا الموقف ومعه حلفاؤه في 8 آذار معناه مواصلة تنفيذ مخطط تعريض كل المؤسسات في لبنان للفراغ الشامل وبالتالي لفوضى عارمة بدءاً بالسلطة التشريعة مروراً بالسلطة التنفيذية وانتهاء برئاسة الجمهورية، وهو وضع لا خروج منه إلا بعقد مؤتمر وطني يؤسس لصيغة نظام جديد للبنان يتلاءم وتركيبته السياسية والمذهبية الدقيقة ويعيد توزيع الصلاحيات على الطوائف الثلاث الكبرى توزيعاً عادلاً لا غبن فيه لأي منها. فهل يمكن أن يتحقق كل ذلك بالحوار الهادئ وبروح التفاهم والتوافق، أم بحرب جديدة كالتي سبقت التوصل إلى اتفاق الطائف؟! لذلك ترى اوساط سياسية أن لا شيء سيتغير مع حلول عهد جديد إذا ظل السلاح خارج الدولة هو الحاكم، إلا إذا أقام هذا السلاح دولته بايصال من يريد رئيساً للجمهورية، واجراء انتخابات نيابية على أساس القانون الذي يريد، وشكل الحكومات التي يريد، أي أن الحكم الذي كان لدولة السلاح غير الشرعي يصبح شرعياً، وفي ظل هذه الدولة ينتقل لبنان من الوصاية السورية عليه مدة 30 عاماً إلى وصاية جديدة هي وصاية السلاح. لكن مزاج غالبية اللبنانيين لن يتحمل مثل هذه الدولة الطاغية المستبدة وقت تسقط مثل هذه الدول في المنطقة. فعلى جميع المتجبرين والمتكبرين أن يفهموا أن لبنان لا يحكم إلا بالوفاق والتوافق وليس بسياسة الغالب والمغلوب وإلا كان الجميع مغلوباً ويصبح لبنان في خبر كان...

 

مقالات لبنان في محفظة خامنئي

 احمد عياش/النهار

من يقرأ تحقيق "رويترز" حول الثروة التي يديرها مرشد الثورة الايرانية ويستمع الى الامين العام لـ"حزب الله" لا يخالجه شك ان المليارات من الدولارات التي أنفقتها الجمهورية الاسلامية منذ أيام مؤسسها الإمام الخميني على الحزب وحتى الآن تعبّر عن مشروع يحكم ايران ويتحكم بلبنان مثلما هي الحال مع سوريا حيث تنفق طهران مليارات الدولارات دعما لنظام بشار الاسد. واذا سأل سائل عما يجنيه المرشد خامنئي من انفاق هذه الاموال الطائلة التي تعود الى عرق الشعب الايراني الذي اشتهر عبر التاريخ بحرصه على ماله الى درجة وصفها الجاحظ بدقة في كتاب "البخلاء"، فلا بد ان يخضع الامر الى تفكير في اعتبارات لا علاقة لها بعادات الكرم التي سينفيها الجاحظ على الفور، كما ينفيها تحقيق "رويترز" نفسه حيث يقول ان "ستاد" (الهيئة التي أسسها الخميني عام 1989 وقبل وفاته بشهرين وصارت الآن في عهد خامنئي تملك اصولا قيمتها عشرات المليارات من الدولارات) أجرت في 2006 او 2007 "دراسة لاستكشاف أسباب تفوق بعض البلدان النامية على ايران في النمو "فانتهت، كما يقول أفخمي رئيس مجموعة "تدبير" للتنمية الاقتصادية وهي الوحدة التي تشرف على معظم استثمارات "ستاد" المالية لصحيفة "الشرق" الايرانية في نيسان الماضي، الى استلهام مثال كوريا الجنوبية حيث "لشركات مثل سامسونغ وال جي وهيونداي تأثير على التنمية" مثلما هي الحال في "الصين واليابان والبرازيل والمانيا واميركا". وبفضل هذه الدراسة التي انتهت الى التطبيق تحولت "ستاد" من "منظمة تبيع العقارات الى مؤسسة اقتصادية عملاقة. الصورة الشهيرة التي جمعت خامنئي ونصرالله ووزعت قبل اشهر أثارت افتخاراً عند جمهور "حزب الله" باعتبار انه أمر غير عادي ان تلتقط للمرشد صورة مع أحد وهو واقف كما فعل مع نصرالله. بعد هذا التكريم الاستثنائي من خامنئي لنصرالله بات واضحا ان "حزب الله" صار منخرطا بالكامل في حرب سوريا دعماً لبشار الاسد وهذا ما أكده وبصورة نهائية نصرالله في خطاب عاشوراء الاخير. بالتأكيد لم يسمع الامين العام لـ"حزب الله" من مرشده نجاحات "ستاد" الاقتصادية بل سمع منه فقط توجيهات تسمح بتحقيق نجاحات تؤدي الى ربح الحرب في سوريا ، أي تحويل "حزب الله" من منظمة تقدم الضحايا في لبنان فقط الى "مؤسسة عملاقة متعددة الانشطة" في محاكاة لبنانية لـ"ستاد" الايرانية. لكن مع فارق انه هنا يجري توظيف الدماء وهناك يجري توظيف الاموال. وهنا يعود الى الاذهان ما قاله السفير الايراني لعدد من رجال الاعمال الشيعة ابان حرب 2006 المدمّرة التي شنتها اسرائيل على لبنان. فعندما طرح رجال الاعمال امام السفير امكانية ان ينتقلوا الى طهران لاستكشاف آفاق العمل، كان جواب السفير:"لقد كتب الله لكم الشهادة في لبنان فكيف تفوتون الفرصة؟". من حسن حظ خامنئي ان نصرالله لا يفوّت الفرصة في سوريا لكن هذا بالتأكيد من سوء طالع لبنان.

 

مقالات نصرالله يُطلق الرسائل نيابة عن محوره ولبنان أكثر فأكثر رهينة ربطه بسوريا

روزانا بومنصف/النهار

زادت المواقف التي اطلقها الامين العام لـ"حزب الله" الوضع الداخلي ارباكاً وخطورة مع تصعيد حدّة الخطاب المذهبي مما عزّز أكثر فاكثر ثنائية الصراع الشيعي – السني مع استعلاء في نصائح يقول إنه اسداها الى الفريق الاخر بفصل الموضوع السوري عن لبنان، فيما يعلن استمرار بقاء عناصر حزبه في سوريا دعما للنظام او يدعوه الى عدم الرهان على متغيرات لن تأتي في مصلحته، فيما يعزز موقعه من رهاناته على انتصارات او مكاسب يتوقعها من هذه الرهانات. فهذه المواقف بدت صادمة سياسياً من حيث مستوى التصعيد الخطير فيها بالنسبة الى مختلف الاوساط السياسية على رغم عدم توقع موقف مختلف عن ذلك الذي اعلنه الامين العام للحزب الشهر الماضي واطلاقه عبارات تتناول حتمية الشراكة بدت خجولة جداً قياساً الى النبرة الخطابية المرتفعة، في حين ان الارباك طاول حلفاء اساسيين للحزب خصوصاً ان هذه المواقف ساهمت في اظهار تهميش المكونات الاخرى في البلد وعدم قدرة هؤلاء على مواكبة خطاب السيد نصرالله واهدافه في ظل احتدام صراع شيعي- سني بات يتخذ لبنان اكثر فاكثر منصة للتعبير عن هذا الصراع الاقليمي الحاد او لاضافته الى ساحات الصراع العربية بعد استبعاد نسبي للبنان في السنة الاولى لانطلاق الثورة في سوريا بحيث يجعل من موضوع تأليف الحكومة عاملاً تفصيلياً من انعكاسات هذا الصراع وتفاعلاته.

ليس بسيطاً ان يضطلع السيد نصرالله من الضاحية الجنوبية تحديداً بمهمة توجيه الرسائل بالنيابة عن محور بات معطلاً أو مقيداً في التعبير، بين نظام سوري لم يعد أي قيمة او وزن لكلامه في ظل اعتماده على حلفائه لمده بسبل الاستمرار والبقاء كما هي الحال أمام اضطرار الحزب لاستمرار وجوده في سوريا ما دام النظام في حاجة اليه، وفي ظل طرح مصير هذا النظام على طاولة المفاوضات في مؤتمر جنيف - 2 او مع حكومة جديدة في طهران تفرض الموجبات عليها تعديل خطابها السياسي والتهدئة اقليمياً ودولياً وحتى ازاء اسرائيل او تضطر الى الاعتماد على "حزب الله" وعلى ميلشيات شيعية عراقية للمحاربة الى جانب النظام، فيما لا تقرّ ايران بدفاعها المباشر عن النظام عبر قواتها. فبمقدار ما يعبر اضطلاعه بهذا الدور عن استئثاره كحزب في صنع المعادلات السياسية والاقليمية وقدرته على فرضها على الداخل اللبناني، فان هناك خلط أوراق كبيراً في المنطقة بحيث يمكن ان تتقرر على أساسه مصائر جهات عدة او مصالحها على الأقل. ولا بأس، في رأي مصادر سياسية، من تصعيد المواقف وتصليبها تعزيزاً للمواقع التفاوضية في حين ان المرحلة هي لنقل الصراع الى مستوى آخر ولوضع اللاعبين رهاناتهم على الطاولة كما يجري لدى أي استعداد للعب الورق على سبيل المثال. فالاطلالة المباشرة الاولى للسيد نصرالله مساء الاربعاء، التي رفعت تحدي الخروج من مخبأ اضطراري لجأ اليه لسنوات خشية استهداف اسرائيلي، حملت دعوة لتحدي الخوف وشد عزيمة مناصريه من استهداف عبر المتفجرات او ما شابه وعبر الاطمئنان الى عدم المساومة على رأس الحزب في المفاوضات الايرانية مع الغرب بل على العكس لأن الاتفاق قد يحرّر ايران من العقوبات ويترك المجال لتعزيز يدها في المنطقة ولبنان. لذلك تمحورت اطلالته على الدفاع عن التفاهم الايراني مع الغرب حول الملف النووي لدى ايران على قاعدة رفع التحدي أيضاً في وجه المعارضة التي يبديها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لأي اتفاق محتمل بين ايران والدول الخمس الكبرى زائد المانيا مع ايران حول ملفها النووي، كما في موازاة التحفظ الذي ساقته الدول العربية وفي مقدمها المملكة السعودية على اتفاق مرتقب قد يجد حلاً للملف النووي الايراني لكنه يترك ايران غير مقيدة في السعي الى تعزيز نفوذها في المنطقة. وليس بسيطاً ان يلتقي المنطق الذي رفعه السيد نصرالله دفاعاً عن التفاهم الايراني – الغربي والتحذير من حرب اقليمية كبيرة مع منطق الادارة الاميركية في مواجهة الكونغرس رداً للمزيد من العقوبات على طهران. الا ان اي توافق او تفاهم مع الغرب سيكون صعباً من دون عبوره ممراً يجده مراقبون اجبارياً مع دول الخليج العربي من جهة ومع اسرائيل من جهة أخرى مما يترك المخاوف الكبيرة من مساومات لا بدّ منها في ضوء الخطوات التالية لرئاسة طهران وسعيها الى الخروج من عزلتها وضيقها الاقتصادي.

وفيما رفع السيد نصرالله تحدي بقاء قواته في سوريا ما دام النظام يحتاج اليها، رداً على مطالبة افرقاء في الداخل بانسحابه منها تسهيلاً لتأليف الحكومة العتيدة والشراكة معه علما ان هناك مطالبة له من الامم المتحدة أيضاً بالانسحاب من سوريا، فان احداً لم يتوقع في الاساس سوى مزيد من انغماس الحزب في الوحول السورية ما دامت الازمة مستمرة. لكن بمقدار ما يفيد ذلك ان وجود الحزب والميليشيات العراقية الشيعية ضرورة للنظام بعد انقاذه من الانهيار ومن أجل مساعدته على الصمود وتسجيل بعض المكاسب، فان لبنان يغدو أكثر فأكثر رهينة الوضع السوري عملاً بما نقل عن السيد نصرالله قوله لأحد حلفائه تبريراً للتمديد لمجلس النواب ثم لقائد الجيش من انه لا يستطيع خوض الانتخابات لأن "امعاءه" في سوريا فيما التمديد لقائد الجيش يحمي ظهره في لبنان، على حدّ ما نسب الى الأمين العام للحزب.

 

الأمين العام لحزب الله تحت مقصلة... لسانه!

فادي شامية/المستقبل

أن يبدل السياسيون في لبنان مواقفهم تبعاً للمصلحة السياسية، فهذا أمر لا يدعو الى الدهشة، لكثرة شيوعه، وتعوّد الناس عليه، لكن أن يعمد زعيم إلى تأصيل مواقفه، على أسس ثابتة؛ بعضها سياسي وبعضها ديني، ثم ينقض هذه الأسس ويبدل هذا التأصيل، فالأمر يستحق التوقف، لا سيما وإن كان من يفعل ذلك يزعم أنه يتحرك على أسس تختلف عن بقية السياسيين، كما يقول هو عن نفسه.

على مدى سنوات طويلة؛ أقله من العام 2006 وحتى اليوم، رسّخ السيد حسن نصر الله في ذهن جمهوره أن أميركا و"إسرائيل" وجهان لعملة واحدة، وأن همّ أميركا الأول في المنطقة هو الحفاظ على أمن وتفوق "إسرائيل". قال ذلك بالنص وبالمعنى مرات ومرات، استناداً إلى شواهد و"إثباتات"، ولعل ذروة هذا التأصيل كان في العام 2006 عندما اعتبر نصر الله أن أميركا باتت مسخّرة لخدمة "إسرائيل"، يومها قال: "إن الولايات المتحدة الأميركية تعطّل صدور قرار دولي بوقف إطلاق النار لأنها تعمل على تحقيق مصالح إسرائيل" (9/8/2006)، وفي ما بعد عاد و"اكتشف" في خطابات لاحقة أن "إسرائيل" كانت تخوض الحرب نيابة عن الولايات المتحدة، لكنه لم يعتبر مرة أن "إسرائيل" وأميركا يمكن أن تسيرا في مسارين مختلفين. في 19 تموز الماضي قال نصر الله إن "التجربة أثبتت أن مشروع أميركا الأول في المنطقة هو إسرائيل". كانت هذه خلاصة تصنيف نصر الله للعلاقة بين أميركا و"إسرائيل"، وقد جاءت تتويجاً لتأصيل سياسي بنى عليه مشاركة حزبه في القتال في سوريا؛ باعتبار أن أميركا و"إسرائيل" تريدان إسقاط سوريا، وتالياً فإن "لسوريا في المنطقة والعالم أصدقاء لن يسمحوا بسقوطها بيد أميركا وإسرائيل والجماعات التكفيرية" (30/4/2013). في خطابه العاشورائي (الجزء الأول- ليلة العاشر من محرم) نسف نصر الله التأصيل السابق، وفصل للمرة الأولى بين أميركا و"إسرائيل"، معتبراً أن "أميركا لا تعمل؛ لا عند إسرائيل، ولا عند أدواتها في المنطقة. أميركا تعمل عند أميركا، وإسرائيل تعمل عند الأميركي، ورأينا أن أميركا لم تعتد على سوريا بسبب مصالحها وهواجسها وبالتالي أميركا تعمل لمصلحتها"!

واضح إذاً أن ما بين "أميركا تعمل على تحقيق مصالح إسرائيل" وما بين "أميركا تعمل لمصلحتها" تباعداً في الرؤية يبلغ حد التناقض، فما الذي تغير حتى يغير السيد نصر الله من أحد ثوابت خطاباته كلها؟ نصر الله نفسه يجيب: إنه التقدم في المفاوضات الإيرانية - الأميركية حول الملف النووي ونفوذ إيران في المنطقة. وما يدعو الى الدهشة أكثر؛ دخول نصر الله شخصياً إلى دائرة الترويج للتفاهم الإيراني ـ الأميركي (أي التفاهم مع "الشيطان الأكبر" وفق أدبيات إيران والحزب)، باعتباره الحل في المنطقة، وأن ما عداه هو الحرب التي نعرف كيف تبدأ ولا نعرف كيف تنتهي. وهذه ثابتة ثانية يكسرها نصر الله في الخطاب نفسه، باعتبار أنه، وآلته الإعلامية، كان يخوّن في السابق أي مسؤول لبناني يجتمع مع السفير أو السفيرة الأميركية في بيروت، فإذا به ليس يرضى ويبارك تفاهماً مع الأميركيين - وإنما يستعمل هذا التفاهم للاستقواء على خصومه المحليين، مؤكداً لهم وبالعبارة الصريحة: "إذا حصل تفاهم نووي إيراني - دولي؛ فريقنا سيكون أقوى وأفضل حالاً محلياً وإقليمياً"! ما سبق ليس مجرد تناقض يكثر في خطابات نصر الله مؤخراً، وإنما نقصٌ لأسس يبني عليها نصر الله مواقفه عادةً. أما إن شئنا البحث عن التناقضات، فهي ظاهرة ليس في مواقف نصر الله الحالية والسابقة فحسب، وإنما في مواقف نصر الله في الخطاب نفسه (بشقيه ليلة عاشوراء وتتمته يوم العاشر من محرم).

وعلى سبيل المثال لا الحصر؛ اتهم نصر الله في ليلة العاشر من محرم المملكة العربية السعودية بعرقلة تشكيل حكومة، وأنها قالت لحلفائها: "هناك مفاوضات على الملف النووي الإيراني، وهذه المفاوضات قد تكون نتيجتها أن موضوع حزب الله سينتهي، ولا تشكلوا حكومة فيها حزب الله"، بعدما قال في الخطاب نفسه عن المملكة العربية السعودية إنها "تقف إلى جانب إسرائيل... وتعارض بشدة أي تفاهم بين إيران ودول العالم"، مبدياً أسفه أن يصبح نتانياهو الرافض للتفاهم "ناطقاً رسمياً باسم بعض الدول العربية"! تناقضه في موضوع الحكومة بدا لافتاً أيضاً عندما تمسك في خطابه المسائي بعدد محدد من الحقائب الوزارية، معتبراً "الصيغة الممكنة الآن وبعد ستة أشهر وسنة وسنتين والتي تطمئن الجميع هي 9-9-6" ثم عاد ليقول بعد ساعات في خطاب العاشر من محرم، "نحن لا نقايض وجود سوريا (يقصد النظام) ووجود لبنان وقضية فلسطين والمقاومة ومحور المقاومة ببضع حقائب وزارية في حكومة لبنانية قد لا تسمن ولا تغني من جوع"! لا يقل هذا التناقض عن تمسكه - والناطقون باسم الحزب - بثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" كأساس لأي بيان وزاري، ثم إعلانه في العاشر من محرم ما يأتي: "يقولون لنا: لن نشارك معكم في حكومة لتغطّي وجودكم في سوريا، وأنا أقول لهم: لسنا بحاجة إلى غطائكم لوجودنا في سوريا، لا سابقاً ولا حاضراً ولا مستقبلاً"!

ما بين نقض الأسس الفكرية والتناقض في المواقف السياسية، ثمة استكبار متنامٍ في إطلالات السيد نصر الله، لأن الذي يقول لشركائه في الوطن "نحن لا نطلب منكم أصلاً لا غطاء للسلاح ولا غطاء للمقاومة... ولسنا بحاجة إلى غطائكم لوجودنا في سوريا، لا سابقاً ولا حاضراً ولا مستقبلاً" كأنه يقول أنا أفعل ما أراه، والذي لا يعجبه فليضرب رأسه بالحائط! إنه الاستكبار الذي يعمي البصائر؛ معه يصبح يوم الانتصار للمظلوم (الإمام الحسين) مناصرةً للظالم (نظام الأسد)، وفي ظله يصبح التحالف مع النظام السوري مدعاةً للفخر، والدفاع عنه حمايةً للبنان، لكأن متفجرات سماحة - المملوك وتفجير المصلّين في طرابلس جاءت من عند العدو الإسرائيلي لا من عند هذا النظام "الحليف".

 

لمس السوريون تردّد باول.. فاستأسدوا

أسعد حيدر/المستقبل

بدأ "الأسديون" يستعدون لمرحلة إعادة الإعمار في سوريا. كأنّ المدافع توقفت والطائرات عادت إلى حظائرها، وبراميل .T.N.T فكّكت كما جرى للسلاح الكيماوي، وصواريخ "سكود" أعيد نصبها باتجاه إسرائيل، بعد أن أثبتت فعاليتها ضدّ السوريين، والمعتقلات فرغت من المعتقلين الذين لا يعانون من الآثار الجسدية ولا النفسية. كل ذلك تحت إدارة الرئيس بشار الاسد الذي يعمل النهار وينوب ماهر عنه في الليل، لإعادة الاعتبار إلى كرامة وحريات السوريين التي خطفها وسحقها "الإرهابيون"، كما عادت الأجهزة الأمنية خصوصاً مخابرات الطيران و"فرع فلسطين" إلى تحت الارض لملاحقة جواسيس إسرائيل. كما تعمدت الوحدة إلى الجيش السوري، والأهم من كل ذلك عادت اللحمة الوطنية، وكأنّه لم تقع مجازر ولا قَهَرَ أحد أحداً. والأهم من كل ذلك عادت سوريا "لاعباً" بعد أن كانت "ملعباً". انتهى زمن التدخّل في شؤونها. إيران سحبت خبراءها، ووظفت مساعداتها في إعادة البناء، و"حزب الله" انسحب إلى الجنوب اللبناني مستعيداً هويته كـ"مقاومة" وليس بندقية في دعم "الظالم" ضدّ الشعب السوري المظلوم. يبقى أنّ للحرب وللبناء قائداً واحداً هو بشار الأسد إلى الابد، الذي لا غنى عنه قائداً "لجبهة المقاومة والممانعة"، فالحرب لم ولن تنتهي مع "الشيطان الأكبر"، الذي حال دون سقوطه وتصالح مع "محور الشر" كله بزعامة الجمهورية الإسلامية في إيران. لكن حتى تحقيق هذه العودة الميمونة وتكريس الانتصار، من المفيد قراءة ما يقوله هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي منذ عشر سنوات، و"المناضل" العتيق في القضية الكردية وضدّ نظام صدام حسين. في شهادته الطويلة للزميل غسان شربل في "الحياة" كما هي وبلا أي رتوش. يقول:

[ "أبلغت الرئيس الاسد بتفاصيل خلية "القاعدة" بالأسماء ورقم منزل المسؤول عنها وأنه كان يقوم بعمليات ويجند أشخاصاً وأن المكان كان نقطة عبور للانتحاريين العرب الذين كنتم تتسامحون معهم، ولا يُسألون عن الغرض من زيارتهم. قال الرئيس بشار لأنهم لا يحتاجون إلى تأشيرات. قلت: يتوجهون إلى الحسكة وإلى دير الزور لكن لماذا يتوجهون إلى العراق، هل هم في رحلة سياحية؟ قلت له يا فخامة الرئيس إن بعض المسؤولين في الأجهزة لديكم يعتقد أنه مسيطر على الوضع بينما الحقيقة أنهم يمسكون الحية من ذيلها وسيأتي يوم تلدغكم فيه". ويضيف زيباري: "كانت لدينا معلومات عن تسريب بعض المقاتلين عبر الحدود السورية فطلبت مساعدة الرئيس بشار لضبط الحدود والأمن، فقال لي إن الحدود السورية مضبوطة لكن يتوجب عليكم ضبط الجانب العراقي منها. فشرحت له وضعنا وأننا لم نؤسس جيشاً بعد بينما أنتم دولة مركزية قائمة. تدخل فاروق الشرع قائلاً إن لا داعي لتوجيه الاتهامات ونحن نعرف في حال حصول (أي تسللات). فاستأذنت الرئيس للرد على الوزير أبو مُضَر وقلت له أنا أعرف دمشق أكثر منك وأحياءها وآلية عملها. ونعرف يا فخامة الرئيس أنكم دولة مركزية وقد تعاملنا معكم. أنا كنت أمرر أجانب بينهم صحافيون، عبر الحدود السورية بطرق غير مشروعة إلى شمال العراق، ومن دون علم وزير خارجيتك، فقط عبر التنسيق المباشر مع الأجهزة. فضحك الرئيس الأسد وقال: من الواضح أنك تعرف بلدنا أكثر منا". ويتابع زيباري: "سوريا ساهمت بالتأكيد في قتل أميركيين وتفجير سيارات. سوريا شنت حرباً مفتوحة علينا أدت عملياً الى مقتل عشرات الآلاف من العراقيين".

بعد هذه الشهادة للوزير زيباري، هل يوجد أي شك في دور الأسد الشخصي في "بناء" القاعدة في العراق؟

[ "كان الرئيس مبارك منزعجاً جداً من الدور السوري في العراق وكان يقول لي: "انهم بعثيون ونظامهم دموي لا يقف عند أي حد، والواد دي ويقصد بشار، شايف نفسه ويعطينا محاضرة في كل قمة". وكان منزعجاً من تدخلاته في كل صغيرة وكبيرة. قال لي ان "النظام السوري يعيش على الأزمات، في لبنان والعراق وفلسطين، وكان قلقاً من الدور السوري فيها". [ هوشيار زيباري، يستعرض العلاقة المتينة التي ربطته بالرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل سقوط نظام صدام حسين، وكيف ساعد الشعب الكردي في محنته سياسياً ومالياً. ويروي زيباري تفاصيل لقائه الأخير مع الرئيس الشهيد في دبي أثناء انعقاد "المنتدى الاستراتيجي"، فيقول: "ان الحريري كان خائفاً من الأجندة الإيرانية والأجندة السورية في العراق، وعندما أخذ يتحدث عن مسألة التمديد للرئيس اميل لحود، قلت له يا أبا بهاء ألا تخاف من معارضة مَن يؤمنون بشطب خصومهم؟ قال لي انه لا يتصور ان الأمر سيصل إلى حد التصفية الجسدية. قلت له القرار قرارك وبالتأكيد لديك احتياطاتك الامنية لكن عليك الا تبالغ في الطمأنينة".. والباقي معروف في اغتيال الرئيس الشهيد، فور سماع زيباري خبر التفجير اتصل ببيت الشهيد وعرف ان الاحتياطات الأمنية لم تحل دون وقوع الجريمة الكبيرة. * يروي الوزير العراقي بواقعية شديدة ما كان يجري في سوريا الاسد، فيقول: "ان كولن باول زار سوريا من باب الديبلوماسية فرأى السوريون في زيارته ما يؤكد اهميتهم، وكذلك بيل بيرنز (وكيل وزير الخارجية) زار سوريا أكثر من مرة في محاولة لاقناعهم بمنع المتسللين والتشدد على المنافذ الحدودية وفي المطار. لمس السوريون التردد الأميركي فاستأسدوا. وكان الرئيس بشار يفاخر بأنه استقبل كولن باول ورفض الشروط التي حملها. بنى الأسد كل "ملحمة" ومسيرة "المقاومة والممانعة" التي "قادها" على لقائه مع باول، مما جعله مطمئناً الى وضعه. الرئيس جلال طالباني الذي التقى الرئيس الاسد وزيباري معه يقول: "لم نشعر ان سوريا قلقة.. كان الاسد يتصور ان الاحداث ستعطي سوريا قوة اضافية وستعزز موقفها المقاوم والممانع". يختم زيباري شهادته عن الاسد وسوريا: "لم يتصور المسؤولون السوريون ان عاصفة ما يسمى "الربيع العربي" ستمتد إلى بلادهم". والنتيجة ان العاصفة تحولت الى اعصار ما زال يضرب سوريا ويحوّلها إلى "ملعب" يتسع لكل اللاعبين.

 

الراعي ترأس قداسا في اليوبيل ال 50 لتأسيس فرق السيدة في لبنان كاتشا نقل بركة البابا وتمنياته بأن تنتعش العائلات بالصلاة وبالقيم الروحية

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مساء اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، قداسا، دعت اليه حركة "فرق السيدة في لبنان" تحت شعار "متزوجون للحياة"، لمناسبة اليوبيل الخمسيني لتأسيسها وانطلاقتها في لبنان، عاونه فيه المطرانان سمعان عطاالله ومنير خيرالله، والمرشد العام العالمي للحركة جاسينتو دو فارياس، ومرشدها الوطني الاب جان كالاكش، والرئيس العام لجمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة، في حضور السفير الباباوي في لبنان غابريللي كاتشا ومستشار السفارة في بيروت جين مانديز وحشد كبير من الاعضاء المنضوين للحركة.

افتتاحا كلمة من الحركة شكرت فيها للبطريرك "احتضانه لها، ورعايته الدائمة للعائلة"، مؤكدة "التزام الحركة بالرعاية الدائمة للعائلة ولفرقها المنتشرة في كل مناطق لبنان، التي بلغت خمس وخمسين فرقة، لتبقى العائلة في المجتمع الطبيعي لها لتنمو وتزدهر".

العظة

وبعد الانجيل المقدس القى الراعي عظة بعنوان "كان زكريا وزوجته اليصابات بارين امام الله فاستجيبت صلاته"، استهلها بالقول: "حسنت في عيني الله سيرة زكريا الكاهن وزوجته إليصابات، اللذين عاشا "بارين أمام الله، وسالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم". فقبل الله صلاة زكريا الكاهن، وأنعم على الزوجين المسنين العاقرين بولد ذي امتياز إلهي: هو يوحنا السابق والمعمدان، آخر أنبياء العهد القديم، وأول رسول في العهد الجديد، المدعو لإعداد القلوب لاستقبال المخلص. هو الذي قال عنه الرب يسوع: "لم يولد مثله في مواليد النساء" (لو7: 28). إسمه المختار من الله "يوحنا" يعني حسب اللفظة العبرية "يهو حنان": الله رحوم. فتجلت في شخص يوحنا رحمة الله اللامتناهية لوالديه، وستتجلى بميلاد ابن الله لتشمل البشرية جمعاء بثمار الفداء والخلاص".

أضاف: "في هذا الحدث يتجلى تصميم الله الخلاصي وتحقيقه بواسطة الإنسان والعائلة. اليوم في عائلة عين كارم، بلدة زكريا واليصابات، وغدا في عائلة الناصرة، بلدة يوسف ومريم. وعلى مدى التاريخ، في كل عائلة تنفتح بالصلاة على عالم الله، الواحد والثالوث، وتعيش معه في شركة الإيمان والرجاء والمحبة. لذا أولت الكنيسة اهتماما خاصا براعوية الزواج والعائلة، وبتعزيز روحانية الحياة الزوجية والعائلية. وخصتها بالكثير من تعليمها. فنشأت حركات ومنظمات رسولية ساعدت العديد من الأزواج والعائلات في عيش حياة مسيحية مميزة، أعطت وجوها مشرقة في الكنيسة والمجتمع، وقديسين وقديسات "يتلألؤون كالشمس في ملكوت الآب" على ما يقول الرب في الإنجيل (متى 13: 43)".

تابع: "من بين هذه الحركات والمنظمات حركة فرق السيدة، المعروفة أيضا بأخوية عائلات مريم. يسعدنا في هذا المساء أن نحتفل مع هذه الفرق بيوبيلها الذهبي، يوبيل خمسين سنة على انطلاقتها في لبنان. وقد فاق عدد فرقها الخمس والخمسين، وهي منتشرة في مناطق لبنانية مختلفة نذكر من بينها: بيروت، والمتن، وكسروان، والشمال، ودير الأحمر، وصيدا. في مناسبة هذا اليوبيل الذهبي تجدد الفرق الحاضرة مواعيد الزواج بصورة رسمية. هذه الحركة التي أسسها المرحوم الأب هنري كافاريل تنتشر اليوم، والحمد لله والشكر لأمنا مريم العذراء، في أكثر من 70 بلدا في العالم".

وقال: "إننا نحيي كل فرق السيدة وأعمدتها وعمدتها، وبخاصة مرشدها العام الأب Jacinto de Farias، ومرشدها الوطني الأب جان كلاكش، المرسل اللبناني. ونهنئهم باليوبيل وبثماره الروحية. ونقدم معهم ذبيحة الشكر هذه لله على نعمة يوبيل الخمسين، وعلى الكثير من النعم التي أفاضها عليهم وعلى الأزواج والوالدين والأولاد، ففاض الخير منها في مجتمعنا وكنيستنا ووطننا. ونرفعها ذبيحة تشفع بالموتى الأحباء الذين سلمونا وديعة "فرق السيدة" وسبقونا إلى بيت الآب. ونذكر أيضا مرضانا والمتألمين الذين يواصلون في بيوتنا آلام المسيح الخلاصية. ونقدمها ثالثا ذبيحة استلهام لأنوار الروح القدس من أجل انطلاقة متجددة لفرق السيدة، في زمن باتت العائلة عندنا بأمس الحاجة إلى روحانية وخدمة ورجاء، وسط ما يحيط بها من مصاعب ومحن، وما يصيبها من اعتداءات على مستوى الكرامة والقدسية والأخلاقية".

أضاف: "زمن الميلاد أو المجيء الذي نبدأه غدا، أحد البشارة لزكريا، هو زمن العائلة المسيحية التي تستعيد هويتها ورسالتها من عائلتي عين كارم والناصرة. فتكون على المستوى الروحي كنيسة مصغرة بيتية تعيش من نعمة سر الزواج، وتصبح جماعة إيمان وصلاة، تساهم في بناء ملكوت الله في مدينة الأرض بالكلمة والصلاة وخدمة الحياة البشرية؛ وعلى المستوى الإجتماعي، تكون العائلة المسيحية المجتمع الطبيعي بامتياز، الذي يسبق، بتدبير إلهي، وجود أي دولة أو جماعة منظمة. ما يعني أن للعائلة حقوقا أساسية لا ينتزعها منها أحد، بل توجب على الدولة وكل جماعة منظمة، دينية كانت أم مدنية، أن تؤمن للعائلة حقوقها الاقتصادية والثقافية والأمنية. وتكون على المستوى التربوي المدرسة الطبيعية الأولى التي تعلم الحب الصافي المقدس، وتربي على القيم الإنسانية والأخلاقية، وتنقل التقاليد العائلية والوطنية. وبهذه الصفة تشكل خلية حية للمجتمع، فإذا سلمت العائلة، سلم المجتمع.

تابع: "إن حركة فرق السيدة، هبة نبوية في الكنيسة والمجتمع. فهي مدرسة صلاة وتأمل، تهدف إلى عيش الحب الزوجي في ضوء الإنجيل، بحيث تصبح شاهدة له في المجتمع، ومبشرة به في محيطها. في قلب هذه الحركة، يسعى الأزواج إلى عيش الروحانية الزوجية، إذ يرون في الزواج طريق قداسة، ومكان حب وسعادة؛ ويلتزمون العمل والخدمة في الكنيسة والمجتمع، كل حسب مواهبه. وعلى هذا الأساس يربون أولادهم. لكن الأساس في فرق السيدة هو مدرسة الحب التي جاء بها المسيح إلى أرضنا بالوصية الأساسية: "أحبب الرب إلهك بكل قلبك وكل نفسك وكل ذهنك وكل قوتك... وأحبب قريبك حبك لنفسك" (مر12: 30-31)".

تابع: "لأجل النمو في محبة الله والقريب، تقترح الحركة على أعضائها القراءة اليومية لكلمة الله، والصلاة الشخصية، والصلاة الزوجية والعائلية اليومية إن أمكن، والحوار الزوجي تحت نظر الرب، واتخاذ قاعدة حياة يعاد النظر فيها كل شهر، والقيام برياضة روحية مرة في السنة. أرادت فرق "السيدة" أو "عائلات مريم" أن تكون تحت حماية السيدة العذراء مريم ورعايتها، لتؤكد عزمها على اتخاذ العذراء الكلية القداسة حامية لها ومثالا وشفيعة".

وقال: "أيتها العائلات المنضوية في فرق السيدة، يتزامن يوبيلكم الخمسين مع دعوة قداسة البابا فرنسيس لعقد جمعية استثنائية لسينودس الأساقفة الروماني حول العائلة بموضوع: "التحديات الراعوية على العائلة في سياق الكرازة بالإنجيل". وستعقد في تشرين الأول المقبل. نأمل أن تساهموا بالصلاة والتفكير والإجابة على الأسئلة المطروحة في الوثيقة الإعدادية، بالتنسيق مع اللجنة الأسقفية للعائلة والحياة في لبنان".

أضاف: "اليوم ترتسم أمامكم، يا فرق السيدة الأحباء، مساحات جديدة لإنعاش عائلات المجتمع الحاضر بالروحانية الزوجية والعائلية. لا يريد قداسة البابا فرنسيس أن يكون اجتماع سينودس الأساقفة لإدانة الانحرافات التي تشكل التحديات الراعوية الكبرى، بل أن يكون لإصلاحها ومقاربتها بروحانية الحب الزوجي والرحمة والتفهم، ولكن من دون المساومة على الشريعة الإلهية الموحاة والطبيعية، وعلى تعليم الكنيسة الرسمي. من بين هذه الانحرافات والتحديات المساكنات من دون زواج مدني أو ديني؛ المطلقون الذين عقدوا زواجا جديدا مع بقاء الرباط الزوجي، ولا يتمكنون من قبول سري المصالحة والقربان، وهم على هذه الحالة الشاذة؛ زواج المثليين وطلب الاعتراف بهم مثل الزواج بين رجل وامرأة، ومطالبتهم بتبني أولاد؛ استعمال وسائل منع الحمل خلافا لتعليم الكنيسة الواضح والصريح؛ معاناة الأولاد الذين يعيشون في إطار أوضاع زواجية غير شرعية، وتربيتهم".

وقال: "لقد استجيبت صلاتك يا زكريا" (لو1: 6)، بفضل صلاة زكريا وإليصابات كانت الهبة الإلهية بشخص يوحنا المعمدان. الصلاة في العائلة ضرورية لأنها تضعها تحت هداية الروح القدس، وتحمي أفرادها من الخطيئة. يقول القديس يوحنا فم الذهب: "لا شيء أهم من الصلاة. فإنها تجعل غير الممكن ممكنا، والصعب سهلا. الشخص الذي يصلي لا يسقط في الخطيئة. وإن سقط ينهض".

الصلاة العائلية تمكن حياة الأزواج والعائلة من تحويل أعمالهم إلى قرابين روحية مقبولة لدى الله بيسوع المسيح، بفضل مشاركتهم في كهنوت المسيح بالمعمودية وسر الزواج. فالصلاة العائلية صلاة جماعية يتلوها الزوجان معا والأهل والأبناء، وتشمل حياة العائلة في كل ظروفها: الأفراح والأحزان، والآمال والهواجس، والولادات وذكراها السنوية، ويوبيل زواج الوالدين، والغيابات والعودات، والاختبارات الخطيرة والحاسمة، ووفاة الأحباء. كل هذه الأحداث تشكل مناسبات لتأدية أفعال الشكر والابتهال وتسليم العائلة ذاتها للآب الذي في السماء، وتظهر محبة الله التي تواكب مجرى أحوال العائلة".

وختم: "تقبل يا رب صلاة كل عائلة، واستجب من جودتك طلباتها. تقبل مع أمنا مريم العذراء، أم العائلة، يوبيل حركة فرق السيدة وساعدها بأنوار روحك القدوس للانطلاق من جديد نحو اليوبيل الماسي، شاهدة للكلمة الإلهية ومحبة الله المتجليتين في شخص يسوع المسيح. ومع كل العائلات نرفع نشيد المجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

من جهته، السفير البابوي نقل إلى الحركة بركة البابا وتمنياته بأن "تنتعش العائلات بالصلاة وبالقيم الروحية والانسانية والأخلاقية".

 

دوليات

 

حركة نزوح كثيفة من القلمون السورية باتجاه البقاع الشمالي

وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في بعلبك حسين درويش ان منطقة البقاع الشمالي في عرسال وراس بعلبك والفاكهة والعين شهدت حالة نزوح كثيفة من جبال القلمون وصلت الى 10 الاف نازح جديد الى لبنان، من البلدات المتاخمة لعرسال على السلسلة الشرقية من الجانب السوري، وهي: قارة، حليمة قارة ويبرود، بعد معركة القلمون التي بدات ليل امس على السلسلة الشرقية لجبال لبنان.

 

واشنطن: الاتفاق مع إيران ممكن جداً لكن ما زالت هناك قضايا صعبة

 (اف ب،رويترز،يو بي اي) اعلنت الولايات المتحدة أمس ان القوى الكبرى تقترب من إبرام اتفاق أولي مع إيران للحد من برنامجها النووي، مرجحة ان من "الممكن جدا" التوصل الى اتفاق عندما يجتمع الجانبان في 21 و22 تشرين الثاني في جنيف، فيما حض الرئيس الاميركي باراك اوباما اعضاء الكونغرس المتشككين على الإحجام عن فرض مزيد من العقوبات على ايران.  وقال مسؤول اميركي للصحافيين "لا أعرف اذا كنا سنتوصل إلى اتفاق. أعتقد أن من الممكن جدا أن نستطيع (التوصل إليه) ولكن ما زالت هناك قضايا صعبة." وذكر أن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيلتقيان في 20 من الشهر الحالي في جنيف بينما سيجتمع ممثلو القوى الكبرى (بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة) مع مسؤولين إيرانيين في اليومين التاليين.

وقال هذا المسؤول في تصريح للصحافيين "سنعمل بكد خلال الاسبوع المقبل. لا اعرف اذا كنا سنتوصل الى اتفاق. لكنني اعتقد ان هذا الامر ممكن جدا. الا ان هناك ملفات معقدة لا تزال عالقة وهي بحاحة الى حل".

واكد المسؤول الاميركي نفسه انه في ختام المحادثات الاخيرة قدمت القوى الكبرى الست الى ايران مسودة اتفاق "اكثر قوة" و"محسنة" تقدم "مزيدا من الوضوح" لبعض المواضيع مقارنة مع الصياغة الاصلية لمشروع الاتفاق.

وفي سياق التفاؤل الاميركي، حض اوباما اعضاء الكونغرس المتشككين على الإحجام عن فرض مزيد من العقوبات على ايران، قائلا ان اي تخفيف للعقوبات يتحقق خلال المفاوضات يمكن بسهولة الرجوع عنه و"تشديده مرة أخرى" اذا فشلت الديبلوماسية في ارغام طهران على كبح برنامجها النووي. وسعى اوباما، في طلبه الأكثر مباشرة حتى الآن لإتاحة مزيد من الوقت لمتابعة السعي الى التوصل الى اتفاق ديبلوماسي مع ايران، الى تهدئة المخاوف في الكونغرس وبين حلفاء الولايات المتحدة ومنهم اسرائيل والسعودية التي ترى أن حكومته تتنازل عن الكثير في المحادثات بين طهران والقوى العالمية الست.

وقال بعض المشرعين عقب الاجتماع انهم لم يقتنعوا. ولم يكن هناك علامة فورية على ان أوباما استطاع كسب مؤيدين لموقفه. وقال اوباما في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض "اذا كنا جادين في مواصلة الديبلوماسية فلا حاجة لإضافة عقوبات جديدة على العقوبات الفعالة جدا بالفعل. وهذا أتى بهم (الإيرانيين) الى طاولة المفاوضات في المقام الأول."واضاف "والآن اذا تبيَّن انهم لن يستطيعوا الوفاء بوعدهم ولن يحضروا الى طاولة المفاوضات بشكل جاد لحل هذه القضية فإن العقوبات يمكن تشديدها مرة أخرى." في غضون ذلك، أظهر تقرير تفتيش للأمم المتحدة أن إيران أوقفت توسعا سريعا سابقا في قدرتها على تخصيب اليورانيوم منذ تولي حسن روحاني الرئاسة في دفعة محتملة للديبلوماسية الهادفة الى إنهاء النزاع بشأن برنامج ايران النووي. وفي كشف آخر قد يعتبره الغرب ايجابيا، قال التقرير الفصلي للوكالة الدولية للطاقة الذرية انه لم تضف مكونات رئيسية أخرى الى مفاعل محتمل لانتاج البولوتونيوم منذ آب. والتباطؤ الملحوظ في نمو النشاط الإيراني ذي الاستخدام المحتمل في تطوير قنابل نووية قد يكون هادفا الى دعم التحول المثير في اللهجة من روحاني تجاه الغرب بعد سنوات من المواجهة المتزايدة وتعزيز موقف ايران في المفاوضات مع القوى العالمية التي من المقرر استئنافها يوم 20 من تشرين الثاني. وادت الخارجية الإيرانية أن أي اتفاق حول الملف النووي لا يحظى بقبول الشعب الإيراني وممثليه لا يحظى مبدئيا بفرصة النجاح. ونقلت وكالة (إرنا) الرسمية امس، عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قوله "إن أي اتفاق لا يحظى بقبول إيران ولا يعترف رسميا بحقوق الشعب الإيراني ولا يكون على أساس الاحترام المتبادل والموقف المتافئ، فانه لا يحظى مبدئيا بفرصة النجاح". ورد ظريف على مزاعم وزير الخارجية الاميري جون يري أنهم "مهما حاولوا فإنهم لا يمكنهم تغيير الحقيقة التي جرت هناك". أضاف ان "ما يستوجب الآن هو أن نتمكن من الحديث عن ضرورة احترام حقوق الشعب الايراني وضرورة التعاطي من موقف متكافئى". في المقابل، وصف وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان، تهديدات أميركا وإسرائيل لبلاده بأنها "مزحة"، داعياً إلى عدم أخذها على محمل الجد. ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) امس، الى العميد دهقان قوله إن "تهديدات أميركا والكيان الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية مزحة. لا تأخذوا هذه التهديدات على محمل الجد كثيرا".

اسرائيليا، اعتبر وزير الاقتصاد الاسرائيلي نفتالي بينيت زعيم "حزب البيت اليهودي" خلال زيارة الى واشنطن ان الوقت غير مناسب لـ"المقامرة" بامن اسرائيل.

وقال بينيت امام معهد بروكينغز سابان للدراسات حول سياسة الشرق الاوسط "في الوقت الذي انا فيه تواق الى السلام، فاني لا اعتقد ان هذا هو الوقت الملائم للمقامرة بأمننا". ورأى ان العقوبات القاسية المفروضة على ايران يجب الا تخفف. ويشار إلى أن بينيت، زعيم "حزب البيت اليهودي" الديني المتشدد المؤيد بقوة للاستيطان، يزور الولايات المتحدة في مهمة مستعجلة بتوجيه من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لتأليب أعضاء الكونغرس الأميركي ضد تسوية ديبلوماسية محتملة بين الدول الكبرى وإيران حول البرنامج النووي. وفي سياق متصل، ندد وزير الجبهة الداخلية الإسرائيلي، جلعاد أردان، أمس، بالانتقادات التي وجهها وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إلى الحملة المكثفة التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية، ضد الاتفاق بين الدول الكبرى وإيران، بشأن الملف النووي الإيراني. وقال أردان خلال مؤتمر لمعهد دراسات الأمن الوطني في القدس، "دُهشت لسماع جون كيري وهو يتساءل لماذا ينتقد رئيس الوزراء (نتنياهو) الاتفاق الذي يجري بحثه في جنيف من دون انتظار توقيعه". وحض الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس الاسرائيليين أمس على ابداء الاحترام للولايات المتحدة في مسعى الى تهدئة العلاقات مع الحليف الاكبر لبلاده التي توترت بسبب ايران. وقال بيريس "يجب الا نقلل شأن هذه الصداقة. يمكن ان تحدث خلافات، لكنها يجب ان تدار بطريقة تتفق مع عمق الموقف. اذا كانت ثمة خلافات يجب ان نعبر عنها لكن علينا ان نتذكر ان الاميركيين يعرفون شيئا او أكثر. لسنا وحدنا (الذين نعرف)". إلى ذلك، أعرب نحو ثلثي الإسرائيليين اليهود عن معارضتهم اتفاقاً يجري بحثه حالياً بين إيران والدول الكبرى حول برنامجها النووي، بحسب استطلاع للرأي نُشرت نتائجه أمس. ورداً على سؤال "هل على إسرائيل دعم أو معارضة مشروع الاتفاق الجاري بحثه مع إيران؟"، قال 65,5 في المئة من المشاركين إنه ينبغي معارضته، و16,2 في المئة صوتوا لمصلحة دعمه، فيما لم يدل الآخرون برأي. كما أشار الاستطلاع إلى تأييد 52,4 في المئة من اليهود الإسرائيليين هجوما إسرائيليا على منشآت نووية في حال إبرام "اتفاق سيئ" ومواصلة إيران برنامجها النووي. وفي المقابل رفض 26,8 في المئة من المشاركين، هجوماً من هذا النوع.

 

الاتحاد الاوروبي يعيد فرض عقوبات على 7 مصارف ايرانية

وكالات/قرر الاتحاد الاوروبي الجمعة اعادة فرض عقوبات على 7 مصارف ايرانية ومواطن ايراني بشبهة تورطهم في البرنامج النووي الايراني، وذلك بعدما كان القضاء الاوروبي الغى هذه العقوبات في ايلول، كما افاد مصدر دبلوماسي. واتخذ هذا القرار خلال اجتماع لوزراء مالية دول الاتحاد في بروكسل من دون ان يتم اللجوء الى التصويت عليه. وقال مصدر دبلوماسي اوروبي طالبا عدم ذكر اسمه ان 'هذا القرار دوافعه قانونية مرتبطة بحكم اصدرته محكمة الاتحاد الاوروبي في 6 ايلول وليست له اي مدلولات سياسية خاصة”. وأضاف: 'هذا القرار لا يغير في شيء من مستوى العقوبات الاوروبية على ايران”.

 

جرائم النظام الايراني في الشام وجنيف 2

داود البصري/السياسة

لعل الدخول الايراني المباشر على خط الثورة السورية وتفاعلاتها كان من اغرب وقائع واحداث المرحلة الحالية من الصراع في العالم العربي, فمنذ انهيار العراق كدولة وكيان وجيش بعد الاحتلال الاميركي المباشر العام 2003 اتيحت فرصة تاريخية نادرة ومرتبة جيدا للنظام الايراني بالتغلغل والتمركز في صميم ملف الامن القومي العربي, واتيح لذلك النظام الذي كان محاصرا طيلة سنوات طويلة في قمقمه الفكري الخاص ان يتمدد ويتوغل بعيدا في العمق العربي وان يؤسس له مناطق نفوذ وتموقع ووجود فاعله في الشرق القديم, وان يتجاوز حالة الحصار من خلال بوابات الطائفية والتعامل مع المشكلات الاقليمية المتجذرة من خلال المقاييس الايرانية شديدة الخصوصية, فبعد انهيار العراق توسع ونشط كثيرا المشروع النووي الذي كان متعثرا ويسير ببطء سلحفاتي بعد ان تمكن الايرانيون من الاستيلاء الكامل على بقايا المشروع النووي العراقي والحصول على المئات من اجهزة الطرد المركزية العراقية, وعبر ما فعلته الميليشيات الطائفية  العراقية المرتبطة بالحرس الثوري الايراني من تفكيك كامل للمصانع العسكرية العراقية ونقلها لايران وهو نجاح ستراتيجي مذهل لمخطط ايراني طويل المدى وطموح لبناء مراكز دعم وجسور رؤوس تخادمية في الشرق, الايرانيون لم يتقدموا ستراتيجيا بمحض الصدفة  بل نتيجة لتخطيط طويل وجهود كبيرة وعمل حثيث في اصعب الظروف, والاهم من ذلك تبلور صيغة المشروع الستراتيجي الكبير الذي يطمحون لتحقيقه, وتلك حالة غير متحققة للاسف في العالم العربي المفتقد لاية ستراتيجية امنية مستقبلية والحائر في ادارة وترتيب الملفات وادارة التحالفات.                           

لقد تبلور التحالف الستراتيجي بين ايران والنظام السوري منذ العام 1980 من خلال تقارب املته الطبيعة الحقيقية والبنيوية لكلا النظامين, فالبعث السوري مثلا وهو المناوئ والخصم القديم والعنيد لنظام البعث العراقي الذي كان لم ير اي حفيظة من وقوفه لجانب نظام ديني ثيوقراطي ايراني يحتقر القوميين العرب ويحارب الفكر البعثي ويدعو علنا لاحتلال العراق واسقاط نظامه البعثي الذي كان واقامة الجمهورية الاسلامية على النمط الايراني في العراق. لقد كانت صفحات الحرب العراقية ـ الايرانية الطويلة خلطة مدهشة من عجائب التحالفات الاقليمية التي رسمت فيما بعد اوضاعا سياسية كانت غاية في الغرابة, فالخبراء العسكريون السوريون مثلا كانوا يشتركون في توجيه العمليات الحربية مع قيادات الحرس الثوري, رغم شعار البعث المرفوع والمعروف: (امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة )!, كما سمح النظام السوري لقطعات الحرس الثوري من الدخول لدمشق والتغلغل والتموقع في سهل البقاع اللبناني المحتل وقتذاك من قبل الجيش السوري, كما سهل ذلك التحالف بين النظامين سحب البساط من تحت حركة امل الشيعية وانشاء "حزب الله" كبديل موسع للتحالف الايراني في لبنان والشام وبما شكل تكوين دولة طائفية داخل اطار الدولة اللبنانية, وبشكل يبقي السيطرة السورية دائمة رغم المتغيرات التي طرات, وبعد اندلاع الثورة السورية في 15 مارس 2011 كان واضحا بان النظام الايراني سيعتبرها حركة تمرد موجهة بالاساس ضده وضد مصالحه الوطنية والاقليمية ولتحالفاته الطائفية والنفعية, فكان الموقف الايراني بمعاداة الثورة ومن ثم التورط التدريجي والانجرار للعمل العسكري المباشر بعد تحلل البنية العامة لجيش النظام وتصدع اركانه, فكان لابد من العمل العسكري المباشر وحماية النظام السوري من سقوط حتمي ومؤكد مما يعني سقوط اهم خط دفاعي ايراني في الشرق وبداية فتح الطريق لطهران وهو الاحتمال الذي ترتعد اوصال قادة النظام الايراني منه ومن تداعياته, فكانت ستراتيجية توسيع نظاق الصراع وتحويل مساراته من خلال استدرار عمليات شحن طائفية تجعل المعركة ليس بين نظام طاغ مستبد وشعب مقهور, بل تحوله لحرب طائفية مسعورة ليست واردة ابدا في اذهان او اجندات احرار سورية المتسامين على تلكم التصورات المتهاوية والمرفوضة. لقد حقق الايرانيون اهدافهم وتمكنوا من فرض رؤيتهم على مسارات الوضع السوري واستجلبوا حلفاءهم من اهل الميليشيات الطائفية العراقية اضافة لميليشيات "حزب الله" كي تقاتل في الشام نيابة عن المصالح الايرانية وبحجة الدفاع عن العقيدة والمذهب !, فاختلطت الاوراق بشكل مريع حتى وصل الامر لان تتحول سورية لمستعمرة ايرانية ولبلد محتل بعد ان فتحت اراضيها لاستقبال العصابات الطائفية العراقية واللبنانية وهي تصرع السوريين الاحرار وتمارس عربدتها الطائفية المشوهة, وحتى وصل الامر لمطالبة الايرانيين بالمشاركة في مؤتمر جنيف 2 بذريعة انهم جزء فاعل من اجزاء لعبة الامم في سورية المنكوبة. ورغم عدم التعويل على اية نتائج ايجابية لجنيف 2 الا ان الحضور الايراني ان حصل يمثل حالة غير مسبوقة من التمدد الايراني وبما يهدد بالكامل صيغة الامن القومي العربي. سيكسب احرار الشام الرهان,  وستتهاوى كل مشاريع السراديب السوداء, فللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق.