المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

يوم 03 تشرين الثاني/2013

عناوين النشرة

*رسالة القديس يعقوب 03/13-18/الحكمة السماوية

*بالصوت/قراءة للياس بجاني في خدعتي التكفيريين والمؤتمرات المسيحية حماية لنظام الأسد/أهم الأخبار/02 تشرين الثاني/13

*اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/02تشرين الثاني/13

*نشرة الأخبار باللغة الانكليزية

*تكفيريون وجهاديون من تفقيس حاضنات مخابرات نظامي طهران ودمشق/الياس بجاني

*رئيس الجمهورية بحث مع ميقاتي وصحناوي موضوع تسديد مستحقات خدمة الانترنت

*ميقاتي ترأس اجتماعا امنيا واجرى اتصالات لحل مشكلة الانترنت ايخهورست: الإتحاد الاوروبي سيبقى الى جانب الشعب اللبناني

*قيادة الجيش نعت العريف شربل تنوري

*الجيش: مقتل شقير بعد اطلاقه النار من سلاح حربي في اتجاه دورية عسكرية

*مقتل 4 اشخاص وعدد من الجرحى في اشكال فردي في مستيتا جبيل

*التعرض لفان ركاب متجها الى جبل محسن...

*الافراج فجرا عن المخطوفين الالمانيين

*إعلاميون ضد العنف استنكرت تهديد رفعت عيد لبسام ابو زيد

*اشتباك مسلح بين أمل والأسعدي

*عناصر من "حزب الله" بيد "جبهة النصرة" في القلمون... التحقيق بدأ معهم فما مصيرهم؟ 

*جرح ستة أشخاص من جبل محسن اليوم السبت كانوا يستقلون باص، إثر تعرضهم لاطلاق نار عند مفرق الملولة بينما كان متجها الى جبل محسن.

*جعجع بحث مع وفد من الكونغرس الاميركي الاوضاع وازمة النازحين السوريين

*قهوجي بحث مع وفد عسكري اميركي في سبل التعاون

*فتفت: كلام نصرالله عن الانتصار في سوريا وهمي تيار المستقبل ليس طرفا في النزاع السوري إنما يسانده في أزمته

*الابراهيمي يغادر بعد انهاء محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين.. سليمان وميقاتي من يقرر مستوى التمثيل إذا دعي لبنان إلى "جنيف 2"

*سليمان يزور السعودية بعد غد الثلاثاء

*بري: حكومة 9 ـــ 9 ـــ 6 هي الافضل للجميع

*المجلس الإسلامي الأعلى: مناشدة المفتي قباني تقديم إستقالته   

*ماروني: لحكومة لا تكون تحت رحمة الثلث المعطل لكل فريق

*وزير الداخلية السابق زياد: سلاح حزب الله بحاجة لحسم وعلينا ان نعطي اجوبة لمن لديهم هواجس 

*لبنان يتجنب فصله عن الكابل الدولي للانترنت وصحناوي يؤكد دفع المستحقات

*هكذا يُمعن "حزب الله" في إفقار "مدينة الشمس"/علي الحسيني/المستقبل

*مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح: لن ندخل في حكومة تكون "طاولة تحارب"

*النائب أنطوان سعد  يطالب بحل ميليشيا عيد

*إنذار جنبلاط: إمّا 9+9+6 أو يؤلفها ميقاتي أو مراد/طارق الترشيشي/الجمهورية

*بعد 23 سنة على انتهاء الحرب الاهلية.. قرية مسيحية مسلوبة في الضنية

*ظاهرة "الجنود الصغار/الياس الزغبي 

*سليمان لـ"النهار": نعتمد سياسة تحييد لبنان عن التداعيات أما النأي بالنفس فهو خيارنا حيال كلّ قرار – فريق/نبيل بومنصف/النهار

*بشار الأسد اليوم/علي حماده/النهار/

*اللّهُمَّ نَجِّنا من هذا الهَوَس المَدَني/بقلم أمجد اسكندر/المسيرة

*الوزير عدنان منصور النائي إلا عن جنيف/كارلا خطار/ المستقبل

*استبدال "الشيطان الأكبر" بالتكفيريين/أسعد حيدر/المستقبل/

*الحرس الثوري والتبجح بحماية نظام بشار/ داود البصري/السياسة

*استبعد التوصل إلى حل سياسي في ظل تصاعد قوة المتطرفين/ديبلوماسي بريطاني لـ"السياسة": 20 ألف جهادي دخلوا سورية في 2013/حميد غريافي/ السياسة/

*ماذا لو رحل مرشد إيران؟/عبد الرحمن الراشد /الشرق الأوسط

*حماية ورعاية الأقليات واجب ديني ووطني وإنساني/باسم الجسر/الشرق الأوسط/

*رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الاسرائيلية عاموس جلعاد: معنيون بمنع "حزب الله" من حيازة قدرات تلحق أضراراً بنا

*إسرائيل غاضبة من واشنطن لتسريبها معلومات عن الغارة على سورية

*التأييد يتزايد لمشروع قانون في الكونغرس يطالب بمحاكمة مجرمي الحرب في سورية

*قوات نظام الأسد تحاول بمساعدة «حزب الله» فصل أحياء دمشق الجنوبية عن الريف

*التأييد يتزايد لمشروع قانون في الكونغرس يطالب بمحاكمة مجرمي الحرب في سورية

 

تفاصيل النشرة

 

رسالة القديس يعقوب 03/13-18/الحكمة السماوية

من كان منكم حكيما عليما، فليبرهن عن حكمته ووداعته بحسن أدبه. أما إذا كان في قلوبكم مرارة الحسد والنزاع، فلا تتباهوا ولا تكذبوا على الحق. فمثل هذه الحكمة لا تنزل من فوق، بل هي حكمة دنيوية بشرية شيطانية. وأما الحكمة النازلة من فوق فهي طاهرة قبل كل شيء، وهي مسالمة متسامحة وديعة تفيض رحمة وعملا صالحا، لا محاباة فيها ولا نفاق. والبر هو ثمرة ما يزرعه في سلام صانعو السلام.

 

تكفيريون وجهاديون من تفقيس حاضنات مخابرات نظامي طهران ودمشق
بالصوت/قراءة للياس بجاني في خدعتي التكفيريين والمؤتمرات المسيحية حماية لنظام الأسد/أهم الأخبار/02 تشرين الثاني/13

اضغط هنا لقراءة نشرة أخبارنا العربية المفصلة لليوم/02تشرين الثاني/13
نشرة الأخبار باللغة الانكليزيةمن ضمن النشرة/تأملات إيمانية في الفرق بين الحكمة الدنيوية والحكمة السماوية مستوحاة من رسالة القديس يعقوب 03/13-18/: "من كان منكم حكيما عليما، فليبرهن عن حكمته ووداعته بحسن أدبه. أما إذا كان في قلوبكم مرارة الحسد والنزاع، فلا تتباهوا ولا تكذبوا على الحق. فمثل هذه الحكمة لا تنزل من فوق، بل هي حكمة دنيوية بشرية شيطانية. وأما الحكمة النازلة من فوق فهي طاهرة قبل كل شيء، وهي مسالمة متسامحة وديعة تفيض رحمة وعملا صالحا، لا محاباة فيها ولا نفاق. والبر هو ثمرة ما يزرعه في سلام صانعو السلام". 

تكفيريون وجهاديون من تفقيس حاضنات مخابرات نظامي طهران ودمشق
الياس بجاني/02 تشرين الثاني/13/من الضرورة بمكان أن نعي كلبنانيين عموماً وكمسيحيين تحديداً أن كل المؤتمرات المسيحية التي تعقد في لبنان وخارجه تحت شعار حماية الوجود المسيحي هي بجوهرها ولبها بعيدة كل البعد عن هذا الشعار السامي وهدفها الأوحد هو تخويف المسيحيين والتسوّيق لنظام الأسد كحامي للأقليات في وجه التكفيريين. علماً أن كل جماعات التكفيريين في لبنان وسوريا والعراق، من النصرة وفتح الإسلام وجند الإسلام وداغش وكل فروع القاعدة هي من تفقيس حاضنات مخابرات النظامين السوري والإيراني وهذه حقائق موثقة دولياً وإقليماً. ومن المهم أيضاً تعرية كل القيادات اللبنانية والعربية المسيحية الدينية والسياسة المرتبطة بحور الشر السوري الإيراني على خلفية وهم حلف الأقليات. في الخلاصة إن التكفيريين على مختلف هوياتهم ومواقعهم ومسمياتهم، كما المفبركين للمؤتمرات هم وجان لعملة واحدة.

رئيس الجمهورية بحث مع ميقاتي وصحناوي موضوع تسديد مستحقات خدمة الانترنت

وطنية - تابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مع كل من الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال نقولا صحناوي موضوع وجوب تسديد لبنان المستحقات المتوجبة عليه لادارةالكونسورتيوم المالك للكابل الدولي الذي يؤمن خدمة الانترنت الدولي كي يستمر العمل بواسطة هذا الكابل. على صعيد آخر، تابع سليمان الاوضاع الامنية في مختلف المناطق، مبديا اسفه لسقوط شهيد للجيش في منطقة التبانة وآخر في الدار الواسعة في بعلبك، وحذر من مغبة التعرض للجيش والعسكريين، مهنئا الجيش بالمهام التي ينفذها وشجعه على اكمالها والتشديد على ضبط الامن والحفاظ على الاستقرار. كذلك، تابع رئيس الجمهورية الحادث المؤسف ذات الطابع الفردي الذي وقع في منطقة مستيتا في جبيل وطلب الى القضاء والاجهزة المعنية تكثيف التحقيقات لجلاء ملابسات ما حصل.

زيارة القصر الجمهوري

وفي اطار سياسة الباب المفتوح، فتح القصر الجمهوري ابوابه امام المواطنين ككل نهار سبت من اول كل شهر حيث زارته وفود من المواطنين وطلاب الجامعات والمدارس تجولوا في ارجاء القصر وباحاته والبهو الداخلي ومكتب الرئيس وقاعات الاستقبال، رافقهم مسؤولو المراسم الذين تولوا اعطاء الشروحات المناسبة في الجولة التي انتهت بعرض فيلم وثائقي عن تاريخ القصر واقسامه.

 

ميقاتي ترأس اجتماعا امنيا واجرى اتصالات لحل مشكلة الانترنت ايخهورست: الإتحاد الاوروبي سيبقى الى جانب الشعب اللبناني

وطنية - إستقبل الرئيس نجيب ميقاتي سفيرة الإتحاد الأوروبي في لبنان انجلينا أيخهورست قبل ظهر اليوم في السرايا. وقالت ايخهورست بعد اللقاء: "ناقشت مع دولة الرئيس الوضع في مدينة طرابلس وكيفية مواجهة كل السلطات للوضع الخطير فيها، بحيث يجب أن يكون هناك إجراءات على الصعيد الوطني لحماية الطرابلسيين. إن الخطة الأمنية واضحة ونحن ندعم كل السلطات المسؤولة لتنفيذ هذه الخطة وهو أمر مهم ".

أضافت: "تحدثنا أيضا عن الوضع في المنطقة والتحديات التي يواجهها لبنان، ومن المهم، في ظل ما يحدث، أن تكون هناك حكومة تستطيع اتخاذ القرارات لمواجهة المسائل المطروحة على طاولة البحث في لبنان والمنطقة. نحن نتكلم دائما كاتحاد أوروبي عن الأمن في لبنان وعن عمل مؤسسات الدولة، وكنا دائما شركاء داعمين للشعب اللبناني وهذا أمر مهم، وفي كل مرة نناقش فيها مثل هذه المسائل نجد لدى دولة الرئيس ميقاتي المسؤولية الكبرى لمواجهة مثل هذه القضايا. إن الإتحاد الاوروبي سيبقى الى جانب الشعب اللبناني".

إجتماع أمني

وعقد ميقاتي إجتماعا ضم وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل والمدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد ابراهيم بصبوص. وتم خلال الاجتماع البحث في الأوضاع الأمنية في مدينة طرابلس وضرورة تكثيف قوى الأمن الداخلي اجراءاتها الأمنية خارج مناطق التوتر. كما تم إستكمال البحث في موضوع ضبط مخالفات البناء والتحضير لاجتماع موسع سيعقد في القصر الجمهوري لهذه الغاية.

العريضي

كما التقى ميقاتي وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال غازي العريضي وبحث معه في شؤون تتعلق بوزارته.

القاضي عواد

والتقى رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عواد.

الإنترنت

الى ذلك، أجرى ميقاتي سلسلة من الاتصالات المحلية والخارجية أفضت الى حل مسألة سداد متوجبات لبنان لصالح مشروع IMEWE (كونسورتيوم الكابل البحري)، بحيث اتفق على دفع المبلغ المتوجب على وزارة الاتصالات والبالغ مليونان وثلاثمئة الف دولار اميركي.

 

قيادة الجيش نعت العريف شربل تنوري

نعت قيادة الجيش - مديرية التوجيه العريف شربل تنوري الذي استشهد صباح اليوم، خلال قيامه بمهمة حفظ أمن واستقرار في محلة دار الواسعة - بعلبك، وفي ما يلي نبذة عن حياته:

- من مواليد 29/6/1980 - قاع الريم - زحلة.

- تطوع في الجيش بتاريخ 5/12/2000.

- حائز عدة أوسمة، وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.

- متأهل وله ولد واحد.

 

الجيش: مقتل شقير بعد اطلاقه النار من سلاح حربي في اتجاه دورية عسكرية

صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الاتي: "صباح اليوم، واثناء قيام دورية تابعة للجيش في محلة دار الواسعة - بعلبك، بملاحقة المدعو محمد دريد شقير، المطلوب بعدة مذكرات توقيف ووثائق، لاقدامه في اوقات سابقة على قتل احد عناصر قوى الامن الداخلي واحد المواطنين، واطلاق النار في اتجاه القوى العسكرية والامنية وارتكاب جرائم اخرى، بادر المطلوب الى اطلاق النار من سلاح حربي في اتجاه الدورية ما ادى الى استشهاد احد العسكريين، فيما رد عناصر الدورية على النار بالمثل ما اسفر عن مقتل المدعو شقير. وقد تولت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث باشراف القضاء المختص".

 

مقتل 4 اشخاص وعدد من الجرحى في اشكال فردي في مستيتا جبيل

افادت الوكالة الوطنية للاعلام عن مقتل 3 اشخاص وجرح 3 آخرين في اشكال فردي في مستيتا جبيل، كما اقدم والد احد القتلى على اطلاق النار على نفسه.

وفي التفاصيل، ان المدعوة باميلا جوهري اخبرت صديقها الان القوبا ان شابا يلاحقها باستمرار ولدى عودتها في سيارة آلان القوبا ليلا الى منزلها، التقيا بالشاب الذي يحاول التقرب منها فحصل تلاسن وهرج ومرج وتطور الى اطلاق نار بعد تدخل والد آلان، ميشال القوبا مستعينا بالسوريين خالد محمد الاحمد رفعت مصطفى كراد، ما ادى الى مقتل ميشال انطوان القوبا(1963 - جبيل) والشاب طوني يوسف بو يونس (مواليد العاقورة) والسوري رفعت مصطفى كراد، في حين اصيب كارلوس وجاد غصين والسوري خالد محمد الاحمد بجروح. وعلى اثر شيوع نبأ وفاة طوني بو يونس، اقدم والده يوسف(70 عاما) على اطلاق النار على نفسه من مسدسه الحربي فاصيب في بطنه وتوفي على الفور وقد تم نقل الجثة الى مستشفى المعونات الجامعي. وقد عملت فرق الدفاع المدني والصليب الاحمر على نقل الجثث والجرحى الى مستشفيي سيدة المعونات وماريتيم في جبيل.

وقد اوقفت باميلا الجوهري على ذمة التحقيق في سراي جبيل.

 

التعرض لفان ركاب متجها الى جبل محسن...

 اختفت اصوات الاشتباكات ورصاص القنص لكن ذيول الأزمة الطرابلسية لا تزال تهيمن على المنطقة.فبعد ظهر السبت اطلق اربعة مسلحين ملثمين النار على فان يقل 14 راكبا عند مفرق الملولة بينما كان متجها الى جبل محسن فاصيب ستة اشخاص بجروح: علي يوسف غاوي، حسن سلمان علي، ربيع أحمد الهيثي، علي محمد ديب، علي محمود المظلوم وحسان يوسف,  قلوا على اثرها الى مستشفى سيدة زغرتا للمعالجة. الجيش اللبناني اقفل على الفور طريق طلعة الشمال المؤدية الى الجبل في خطوة احترازية من ردات الفعل التي يمكن ان يقوم بها اهالي الجبل الذين قطعوا الطريق الرئيس احتجاجا. وتعليقا عل الحادثة اصدر الحزب العربي الديموقراطي بيانا اتهم فيه مجموعة مسلحة من باب التبانة باختطاف باص عمال أثناء عودتهم من عملهم واقتيادهم الى داخل باب التبانة. وحمل الحزب مسسؤولية هذا العمل الى كل من يمنع دخول الجيش الى عمق باب التبانة"، متوجها "الى رئيس الجمهورية بضرورة كشف الاسباب التي تمنع هذا الدخول الى المنطقة المذكورة . واتهم الحزب فرع المعلومات بأنه قدم هذه معلومات عن أهالي جبل محسن"الى قادة المحاور لتسهيل التعرض لهم .  في المقابل اصدر النائب العام الاستئنافي في الشمال استنابة قضائية للأجهزة الأمنية كافة، للتحري والاستقصاء عن الأشخاص الذين قاموا بالاعتداء على سيارة الفان.وعلى اثر الحادث ساد  المدينة َجو من الارباك، وسط خشية من تجدد الاشتباكات، بالرغم ان حركة السير في عاصمة الشمال طبيعية حتى اعداد هذا التقرير و المحال التجارية تعمل بشكل عادي.

 

الافراج فجرا عن المخطوفين الالمانيين

أفادت الوكالة الوطنية للاعلام انه تم الافراج فجر اليوم عن المخطوفين الالمانيين بعدما تم خطفهما في منطقة البقاع الشمالي مساء امس. وفي التفاصيل، ان الخاطفين اقدموا على عملية الخطف بعد خلاف مع المخطوفين على عدم تسديد مستحقات مالية بقيمة خمسة آلاف أورو جراء تجارة المخدرات، وما لبثوا عن افرجوا عنهما. واشار مندوبنا الى ان وحدة الشرطة القضائية في قوى الامن الداخلي أوقفت الالمانيين بعد الافراج عنهما بتهمة تجارة المخدرات، في حين تعمل على ملاحقة الخاطفين.

 

إعلاميون ضد العنف استنكرت تهديد رفعت عيد لبسام ابو زيد

استنكرت جمعية "إعلاميون ضد العنف" في بيان "تهديد رئيس الحزب العربي الديموقراطي رفعت عيد للزميل في المؤسسة اللبنانية للارسال بسام أبو زيد على خلفية نشره تقريرا يشير فيه نقلا عن مصادر أمنية إلى كذب عيد في مسألة طلبه من أحمد العلي تسليم نفسه". واعتبرت أن "تهديد عيد لأبو زيد يشكل تجاوزا لكل الخطوط الحمراء في التعاطي مع الإعلام، حيث أنه بدلا من أن يواجه أدلة التقرير بأدلة مضادة، عمد إلى التهديد والشتم والتجريح والتلويح والإرهاب المعنوي، وهذا المنطق ليس غريبا عن عيد الذي يأتمر بأوامر النظام السوري، وسجله صولات وجولات في ترهيب الطرابلسيين وابقاء المدينة اسيرة العنف والقتل والتدمير الممنهج خدمة لوالي الشام".

وأشارت إلى أن "تهديد عيد يدل على عقلية متوارثة منذ عهد الإحتلال السوري، خصوصا أنه أعلن مرارا وتكرارا تبعيته لجيش بشار الأسد، وقول والده علي عيد إنه جندي صغير في جيش الأسد أكبر دليل على ذلك".

 ورأت أن "قول عيد إنه سيتعاطى مع الLBCI ك"داعش" يشكل هدرا لدماء عشرات الموظفين الذين يعملون في هذه المؤسسة"، محملة عيد "أي أذى يصيب أبو زيد أو العمال في المؤسسة"، وطالبت القضاء ب"التحرك الفوري واستدعاء عيد للتحقيق على خلفية ما قام به من عمل مشين".

 

اشتباك مسلح بين أمل والأسعدي

المستقبل/شهدت العاقبية في منطقة الزهراني، عند العاشرة من ليل أمس، اشتباكاً بين مرافقي الأمين العام لـ"التيار الأسعدي" معن الأسعد، وعناصر من حركة "أمل"، جراء إشكال حصل بين الطرفين . وذكرت مصادر مطلعة في المنطقة، أن "الإشكال بدأ لحظة مرور موكب الأسعد متجهاً الى منزله في العاقبية، وقد ظهر من نافذة إحدى السيارات سلاح أحد مرافقيه، فاعترض الموكب عدد من الشبان المسلحين من "أمل"، يستقلون سيارةBMW زرقاء اللون، وحاولوا تجريد مرافقي الأسعد من أسلحتهم، لكن الموكب تابع سيره باتجاه منزل الأخير، فلحق به المسلحون، وما لبث الأمر أن تطور الى اشتباك بين الطرفين، دام نحو عشرين دقيقة، تعرض خلاله منزل الأسعد ومحيطه لإطلاق نار، أسفر عن تضرر أربع سيارات كانت متوقفة أمام المنزل". وأفادت مصادر الأسعد عن "تعرض عدد من مرافقيه للضرب من قبل المسلحين". وسادت المنطقة على الأثر أجواء من التوتر، في حين بقي الأسعد محاصراً في منزله، الى أن وصلت قوة من الجيش اللبناني، التي ضربت طوقاً أمنياً حوله وعملت لفضّ الإشكال وإنهاء الظهور المسلح. الزهراني ـ "المستقبل"

 

عناصر من "حزب الله" بيد "جبهة النصرة" في القلمون... التحقيق بدأ معهم فما مصيرهم؟ 

 موقع 14 آذار/"القبض على مجموعة من عناصر "حزب الله" في القلمون"، خبر يعيدنا أكثر من 17 شهراً إلى الوراء حينما أُعلن خطف 11 لبنانياً في سوريا، وظل 9 منهم طوال هذه المدة بيد المعارضة إلى أن أفرج عنهم منذ فترة. فبعد هذه التجربة، ألم يتعلم "حزب الله"؟ وفي حال تأكد خبر القبض على العناصر بالصوت والصورة، هل سنعود إلى ملف جديد يتضمن تحركات لأهالي مخطوفين وجملة اتهامات ونسخة ثانية عن الحاجة حياة؟

الخبر جاء على لسان مدير المركز الإعلامي في القلمون وعضو الهيئة العامة للثورة السورية عامر القلموني ، الذي قال: "الثوار ألقوا القبض على مجموعة من عناصر "حزب الله" في منطقة القلمون كانوا يحاولون الدخول حاملين أعلام جبهة النصرة". فعاد موقع "14 آذار" وتأكد من القلموني في شأن صحة الخبر، فأكد أنه صحيح، موضحاً أن "6 عناصر من "حزب الله" دخلوا عصر الأربعاء بغطاء من مجموعة من القلمون ومساعدتها، وكانوا يحملون أعلام "جبهة النصرة"، للتمويه على انهم من ثوار المعارضة، لكن ثوار القلمون كانوا يتابعون خطواتهم وتم القبض عليهم على حاجز للجيش السوري الحر في اليوم نفسه، وذلك قرب مدينة يبرود". ولفت إلى أن "المجموعة كانت على متن سيارة من نوع جيب، وضع عليها شعار "جبهة النصرة"، مشيراً إلى أن "الكتائب التي القت القبض على العناصر هي من "جبهة النصرة" بالتعاون مع الجيش الحر"، كاشفاً أن "العناصر أصبحوا في عهدة جبهة النصرة ويتم التحقيق معهم". ورجح القلموني ألا يتم "التفاوض عليهم أو اطلاق سراحهم في الوقت الحالي"، وقال: "النظام عادة لا يبدي جديته في موضوع التفاوض أو التبادل، فلدى الجيش الحر عناصر شيعية منذ معارك معلولا ولم يبد النظام أي جدية في مبادلتهم أو استعادتهم، وهم من عناصر جيش الدفاع الوطني القي القبض عليهم من الجيش الحر". وتحدث القلموني عن أكثر من مؤشر حصل في القلمون "مثل اخلاء جامعة القلمون ومشفى دير عطية"، أما الحدث العكسي فيركز فيه القلموني على عملية تفجير مبنى الجمارك في دير عطية، إذا النظام يجهزه ليصبح مقراً للأمن العسكري". ونفى أيض القلموني وجود أي مؤشرات لحشد "حزب الله" قواته بجانب القلمون، معتبراً أنه "حتى اليوم كل التحركات العسكري في القلمون ومحيطها لا يرقي لعملية عسكرية واسعة تهدف إلى السيطرة على القلمون، فأقل منطقة فيها الاف المسلحين من الجيش الحر".

 

جرح ستة أشخاص من جبل محسن اليوم السبت كانوا يستقلون باص، إثر تعرضهم لاطلاق نار عند مفرق الملولة بينما كان متجها الى جبل محسن.

نهارنت/وقالت الوكالة الوطنية للاعلام:" 6 اشخاص من ضمن 14 راكبا كانوا يستقلون فان، اصيبوا بجروح عند تعرضه لاطلاق نار عند مفرق الملولة بينما كان متجها الى جبل محسن"، مشيرة الى أن الجيش قد نقل الجيش الجرحى الى مستشفى السيدة في زغرتا للمعالجة. وفي التفاصيل بحسب قناة الـ LBCI، أن باصا يقل 14 راكبا من طرابلس، بينهم 8 من جبل محسن تعرض وهو بطريق العودة من بيروت لاعتداء من قبل مسلحين قرب مدرسة السلام في باب التبانة. وأوضحت القناة أن "المسلحين صعدوا الى داخل الباص وأنزلوا ستة من جبل محسن منه، وأطلقوا النار عليهم، فجرحوا". واسماء المصابين بحسب القناة عينها، هم غاوي حسن ، و علي ربيع الهيثي، و علي ديب و علي المظلوم و حسان يوسف وسعيد عيسى، مشيرة الى أن "عناصر من الجيش تقوم بإخلاء المواطنين الذين تعرضوا الاطلاق نار". بدوره، اتهم المسؤول الاعلامي في الحزب العربي الديمقراطي عبد اللطيف صالح لقناة "الجديد"، "عصابة المجرم (مدير عام الامن الداخلي السابق) أشرف ريفي باطلاق النار على الشبان. واوضح ان العمال كانوا عائدين من عملهم من بيروت وتعرض لهم بعض "الزعران" والمسلحين واطلقوا النار عليهم وأن "الشبان الـ 14 مصابون بطلقات في ارجلهم"، مطمئنا أهالي الشبان الى انهم الآن خارج باب التبانة ويتلقون العلاج في مستشفى السيدة واصاباتهم في أرجلهم، وذلك بعدما كان قد تم احتجاز بعضهم، بحسب صالح.

وقال:"هذه جريمة بحق الجمهورية اللبنانية بأكملها من رأس الهرم لأصغر الهرم". وعليه، ناشد رئيس الجمهورية ميشال سليمان بأن "يأتي الى طرابلس ويعطي الغطاء الكامل للجيش للدخول الى باب التبانة وان يضرب بيد من حديد في طرابلس"، مطالبا أيضا قائد الجيش جان قهوجي "بسوق المجرمين الى العدالة". يشار الى أن منذ أيام جرح أربعة أشخاص من جبل محسن اثر اطلاق نار عليهم عند مستديرة الملولة أثناء عودتهم من بيروت.

 

جعجع بحث مع وفد من الكونغرس الاميركي الاوضاع وازمة النازحين السوريين

وطنية - التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب وفدا من الكونغرس الأميركي ضم مستشاري رئيس مجلس النواب الأميركي الكولونيل دانيال غرين وود Colonel Daniel Greenwood، روبرت ستوري كارم Robert Story Karem ومايكل كاسي Michael Casey، يرافقهم السفير الأميركي في لبنان دايفيد هايل، في حضور مستشار رئيس حزب القوات للعلاقات الخارجية ايلي خوري ورئيس مقاطعة أميركا الشمالية في القوات جوزف جبيلي. وتناول المجتمعون الأوضاع السياسية العامة محليا، إقليميا ودوليا على مدار ساعتين من الوقت. وكانت مناسبة أكد خلالها جعجع أمام الوفد ضرورة تضافر الجهود الدولية لإيجاد حل للأزمة السورية في أسرع وقت ممكن بما يضمن للشعب السوري دولة مدنية، ديموقراطية وحرة. وطلب من الوفد وجوب استمرار الولايات المتحدة الأميركية في دعمها للدولة اللبنانية لكي تستطيع هذه الأخيرة القيام بواجباتها ولاسيما تجاه أزمة النازحين السوريين التي يعاني منها البلد.

 

قهوجي بحث مع وفد عسكري اميركي في سبل التعاون

وطنية - استقبل قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، قبل ظهر اليوم، وفدا اميركيا ضم السيد Robert Karem مستشار الامن القومي لعضو مجلس النواب Eric Cantor، وعضو لجنة الدفاع في مجلس النواب Michal Casey وذلك بحضور رئيس مكتب التعاون الدفاعي الأميركي العقيد Antonio Banchs. وقد تناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وعلاقات التعاون بين جيشي البلدين، لا سيما تطوير برنامج المساعدات الأميركية الخاصة بالجيش اللبناني.

 

فتفت: كلام نصرالله عن الانتصار في سوريا وهمي تيار المستقبل ليس طرفا في النزاع السوري إنما يسانده في أزمته

وطنية - جدد النائب أحمد فتفت تأكيده "ضرورة ان يلتزم حزب الله بإعلان بعبدا وينسحب من القتال السوري إذا أراد فعلا الشراكة في الحكومة"، داعيا الى "تجزئة الملفات الخلافية من خلال بحث الشؤون الاقليمية على طاولة الحوار وتشكيل حكومة حيادية تهتم بالملفات الداخلية"، واعتبر "أن حزب الله يصر على صيغة 9-9-6 تمسكا منه بحق الفيتو والتعطيل". ورأى في حديث لبرنامج "أقلام تحاور" عبر صوت لبنان 93,3، "أن الفريق الآخر يتصرف بموضوع تشكيل الحكومة وكأنه لا دور لرئيس الجمهورية والرئيس المكلف بتحديد شكل هذه الحكومة او الحقائب او الأسماء"، محذرا من "أن اعتماد هذا النهج سيؤدي الى ضرب الاعتدال ويزيد التطرف والانحدار الأمني والسياسي في البلد". واشار الى "ان حزب الله والسيد حسن نصرالله يعملان لخرق التوازنات التي يقوم عليها لبنان"، منتقدا "طريقة تعاطي قوى 8 اذار وتحديدا السيد نصرالله مع صلاحيات رئيس الحكومة وصولا الى الاستعلاء عليه وتوبيخه في خطابه الأخير". اما في موضوع الانتخابات الرئاسية، فرأى فتفت أنه "اذا استمر الحال في البلاد على ما هو عليه من التشرذمات، فإننا ذاهبون الى الفراغ على مستوى رئاسة الجمهورية"، معتبرا ان "الحل الوحيد لتفادي ذلك هو بأن تتوافق جميع القيادات المسيحية على تسمية رئيس وسطي". وعلى صعيد الملف السوري، أوضح "ان تيار المستقبل ليس طرفا في النزاع السوري إنما هو يساند الشعب السوري في أزمته"، معتبرا "ان كلام نصرالله عن الانتصار في سوريا وهمي لأن الحرب طويلة الأمد في هذا البلد، بناء لإرادة الادارة الأميركية الحليفة لإسرائيل بإبقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم وإطالة أمد الدمار في سوريا".

 

الابراهيمي يغادر بعد انهاء محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين.. سليمان وميقاتي من يقرر مستوى التمثيل إذا دعي لبنان إلى "جنيف 2"

المستقبل/لا تزال تداعيات الازمة السورية ترخي بظلالها على لبنان وتشكل محور إهتمام دول العالم سعيا للوصول الى عقد مؤتمر "جنيف 2" للوصول الى حل للازمة السورية.  وقد شكل هذا المرتمر عنوان جولة الموفد الاممي والعربي الى سوريا الاخضر الابراهيمي على المسوؤليين اللبنانيين. وعلى الاثر، نقل مصدر في الوفد المرافق للابراهيمي قوله إن "عدم دعوة لبنان الى "جنيف 2" تعود إلى عدم نضوج المؤتمر بعد".

الابراهيمي يغادر لبنان بعد انهاء محادثاته

سمع الابراهيمي من الرؤساء الثلاثة الموقف اللبناني المؤيد للمؤتمر، والمشاركة فيه، إذا عُقد، وفق تعبيره، على ان يغادر بيروت قبل ظهر يوم السبت، بعدما انهى محادثاته.

اكدت مصادر مقربة من الإبراهيمي ان لبنان ابلغه استعداده للمشاركة في مؤتمر جنيف، وان موقف الدولة اللبنانية كما يعلنه الرئيس ميشال سليمان اساسه بيان "بعبدا" اي النأي بالنفس عن الحرب في سوريا.

ولفتت المصادر الى ان الابراهيمي استنتج ايضا ان لبنان غير قادر على سحب مقاتليه الذين ذهبوا من لبنان الى سوريا لقتال النظام الذي يرأسه الرئيس بشار الاسد كذلك هو غير قادر بحكومته على سحب مقاتلي "حزب الله" من سوريا.

سليمان وميقاتي يقرران مستوى التمثيل في "جنيف 2"

في سياق متصل، نقلت صحيفة "الجمهورية" عن مصدر دبلوماسي لبناني ان مشاركة لبنان او عدمها في مؤتمر "جنيف 2" تتوقّف على مضمون الدعوة وخلفيتها وهوية المشاركين.

ولفت المصدر الى ان رئيسي الجمهورية والحكومة هما من يقرّران مستوى التمثيل، وذلك ردّاً على اعلان وزير الخارجية عدنان منصور انّه هو من سيمثل لبنان في المؤتمر، وإذا كان التمثيل على مستوى وزير فبطبيعة الحال وزير الخارجية هو من يمثّل، لكن في الوقت نفسه يعود للرئيسين تقرير مستوى تمثيل لبنان، وما إذا كان مستوى عالياً أم منخفضاً، فلا شيء يقول إنه مفروض عليهما أن يتمثّل البلد بوزير الخارجية.

الابراهيمي سمع لغة رسمية متجانسة

في سياق متصل، أوضحت مصادر رسمية لصحيفة "النهار" ان الابراهيمي لم يحمل الى سليمان اي دعوة للمشاركة في مؤتمر "جنيف 2"، كما لم يجزم نهائياً بموعد انعقاد المؤتمر، نظراً الى مضيه في مزيد من المشاورات واللقاءات من أجل بلورة صورة واضحة عن هذا الموعد النهائي، والاتفاق مع المعنيين على آلية توجيه الدعوات اليه وتحديد الجهات والدول التي ستدعى اليه"، لافتةً الى ان "بت موعد المؤتمر وآلية توجيه الدعوات اليه يتوقف الى حد كبير كما فهم من الإبراهيمي على اجتماع سيعقد الثلاثاء المقبل في جنيف ويضم الممثل الخاص المشترك والجانبين الاميركي والروسي، ومن ثم يجري التشاور مع ممثلي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن لتقرير الخطوات النهائية".

وأشارت المصادر الى ان "ثمة اتجاهين محتملين سيتبين من خلالهما ما اذا كان لبنان سيدعى الى المؤتمر، وهما اما اعتماد حصر الدعوات بدول الجوار السوري تجنبا لدعوة ايران والسعودية اذا تبينت صعوبة اقناع  السعودية بالحضور، واما ايجاد اطار موسع آخر للدعوات تبعا لنتائج الجولة التي يقوم بها الابراهيمي وكذلك نتائج مساع ديبلوماسية اخرى يبذلها أفرقاء آخرون من ابرزها زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري للسعودية"، موضحةً ان "الابراهيمي سمع لغة رسمية متجانسة حيال موضوع مشاركة لبنان في المؤتمر، اذ أيدها سليمان وكذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من حيث المبدأ على ان يتخذ القرار النهائي والرسمي بعد توجيه الدعوات في حال دعوة لبنان اليه".

وأضافت ان "سليمان اعرب مجددا عن تأييده الحل السياسي في سوريا قائلاً "نحن نادينا بذلك منذ اندلاع الازمة في سوريا ورفضنا الحل العسكري"، لافتا الى ان الحل السياسي "ينعكس ايجابا على لبنان ويخفف اعباء النازحين السوريين اليه ويمكّن هؤلاء من العودة الى ديارهم".

 

سليمان يزور السعودية بعد غد الثلاثاء

كشفت صحيفة "عكاظ" السعودية من مصادر مطلعة، أن "الرئيس اللبناني ميشال سليمان يصل إلى السعودية بعد غد الثلاثاء في زيارة يلتقي خلالها الملك عبد الله بن عبد العزيز". وأشارت المصادر إلى أن "هذه الزيارة كان من المقرر أن تتم في وقت سابق، إلا أن الظروف الحالية التي يمر بها لبنان أدت إلى تأجيل موعدها".

 

بري: حكومة 9 ـــ 9 ـــ 6 هي الافضل للجميع

دافع رئيس مجلس النواب نبيه برّي عن معادلة "9 ـــ 9 ـــ 6" لتشكيل الحكومة، وأعرب عن امله في حديث لصحيفة "الاخبار" من الفريق الآخر ـــ اذا لم يكن يسعى فعلا الى دفع البلاد الى مزيد من الفراغ ـــ مجاراتها فسحا في المجال امام ابصار حكومة سلام النور". وقال بري: "لو كنت مكان فخامة الرئيس ودولة الرئيس المكلف لأصدرت مراسيم حكومة وحدة وطنية، ووضعت الجميع امام مسؤولياتهم. بالتأكيد رئيس الجمهورية ليس مسؤولا عن تعثر التأليف، ولا دور له في التأليف في الوقت الحاضر، الى ان يعرض عليه الرئيس المكلف تشكيلة مقترحة. لو كنتُ مكانهما وشعرت بأن استنفاد الوقت مع الافرقاء لم يعد يطاق، لعمدت الى تأليف حكومة وحدة وطنية لا أحد يستطيع أن يكون ضدها. طبعا ليست حكومة امر واقع، ولا تتوخى فرضها على احد، لكنها، من حيث جمعها الاطراف جميعا، تضعهم امام مسؤولياتهم، ويذهب الرئيسان بها الى مجلس النواب، الذي يقرّر منحها الثقة او حجبها عنها. نكون عندئذ قد خرجنا من المأزق القائم". وأضاف بري: "حكومة 9 ـــ 9 ـــ 6 هي الافضل للجميع، لانها تعطي كلا من 8 و14 آذار الثلث +1، وهو سبب كاف كي ينشأ داخل الحكومة توازن متكافئ. عندما ترفض قوى 14 آذار قرارا او موقفا تصر عليه قوى 8 آذار، في وسعها عرقلة انعقاد مجلس الوزراء عبر استخدام نصاب الثلث +1 ما يحمل الفريق الآخر على التفاوض معها والتحاور في الموضوع المختلف عليه، والوصول الى مخارج ملائمة للطرفين. العكس صحيح ايضا. لا ترجّح هذه المعادلة فريقا على آخر، ولا تتيح لاي منهما فرض ارادته دون الاخذ في الاعتبار موقف الآخر. ليس الامر كذلك في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي اليوم، حيث الغالبية لقوى 8 آذار التي يسمونها حكومة حزب الله، ولا يتمثل فيها فريق 14 آذار". وتابع في الإطار عينه: "أليس لافتا ألا تنتبه قوى 14 آذار الى ان فريقنا مع وليد جنبلاط صار يملك الثلثين في الحكومة الحالية، والاكثرية المطلقة في مجلس النواب؟"، معتبراً أن "أسباباً خارجية تسهم في عرقلة التأليف" الى الشروط الداخلية التي تمنعه، مبدياً استعداده لتحريك المياه الراكدة في الاستحقاق المؤجل. وذكّر بري بمبادرته لدى سلام في الاسابيع الاولى من التكليف ـــ وكان لا يزال في ظلّ شبه الاجماع ـــ عندما اقترح تزويده بضعة اسماء يختار من بينها وزراء قوى 8 آذار، وكان يمتلك تفويض حلفائه من اجل استعجال التأليف، وتفادي تعريضه للمماطلة لئلا يمسي في ما بعد متعذراً، معتبراً أن "الفريق الآخر يتعمّد التعطيل برفع سقف شروطه يوما تلو الآخر كي يحول، في آن واحد، دون تأليف الحكومة ودون التئام مجلس النواب".

 

المجلس الإسلامي الأعلى: مناشدة المفتي قباني تقديم إستقالته   

عقد المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى جلسته العادية برئاسة معالي الاستاذ عمر مسقاوي في قاعة مسجد محمد الامين يوم السبت الواقع في 2 محرم 1435 الموافق 2-11-2013 الساعة الواحدة بعد الظهر، بحضور الرئيس نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الاعمال، والرئيس فؤاد السنيورة، والسادة الاعضاء. وبعد المداولة في الشؤون الاسلامية والوطنية اصدر المجلس القرارات والبيان التالي:

اجري اتصال بكل من دولة الرئيس سعد الدين الحريري العضو الحكمي في المجلس الشرعي، والرئيس المكلف تمام سلام اللذين اكدا جميع المواقف والاجراءات والقرارات التي اتخذها المجلس في جلسته الحالية.

بدأ المجلس جلسته بتهنئة المسلمين واللبنانيين بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية والمباركة ببداية السنة الهجرية الجديدة. اولا: توقف المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى بقلق شديد ازاء الاوضاع الخطيرة في مدينة طرابلس، وهو اذ يؤكد وحدة الموقف الاسلامي والوطني من الارتكابات والجرائم الحاصلة في مدينة طرابلس والشمال منذ سنوات وآخرها الجريمة النكراء المتمثلة في التفجيرين امام مسجدي السلام والتقوى بعد صلاة الجمعة، فانه يعتبر ان التباطؤ بانهاء ملف التحقيقات في هاتين المجزرتين لا يخدم الا من يتربص بلبنان شرا ويسعى جاهدا إلى نشر العنف والفوضى فيه. ان طرابلس تنتظر من الدولة اللبنانية بمؤسساتها كافة الموقف الذي تبرهن فيه انها سيدة على ارضها وانها قادرة على ردع المعتدين مهما علا شأنهم وعلى سوقهم للعدالة والاقتصاص منهم دون اي تباطؤ او تواطؤ او تردد. كما يؤكد المجلس انه يريد من الدولة ان تكون مع نفسها فتعاقب الجناة وتبسط الامن وتنشر النظام في كل ارجاء لبنان وتخلص طرابلس وسائر المدن والبلدات اللبنانية من شرور السلاح والمسلحين غير الشرعي. ثانيا: استنادا الى قرار المجلس الشرعي المنعقد في تشرين الثاني 2009 بحضور اصحاب الدولة الرئيس فؤاد السنيورة، رئيس المجلس الوزراء، واصحاب الدولة الرؤساء السابقين سليم الحص ونجيب ميقاتي تقرر مبدأ التمديد للمجلس الشرعي المنتهي ولايته عام 2009 لاتاحة المجال للمجلس اجراء التحقيق المالي الذي شغل الاعلام من ناحية، ومن ناحية اخرى دراسة هيكلية مؤسسة الاوقاف والافتاء، وعلى هذا الاساس تم التمديد للمجلس ابتداء من 2010 لارتباط مشروع التحديث والتطوير باساس وظيفته في اعادة تأهيل وتحديث البنية الادارية للمجلس ايضا.

ان اعمال التحقيق في المخالفات المالية من ناحية واعمال التحديث من ناحية أخرى قد بدات اذاك بالاتفاق مع سماحة مفتي الجمهورية بالذات مع اصحاب الدولة كما جاء في افادة سماحته امام لجنة التحقيق المالي المعينة من اصحاب الدولة، والتي كلفت بالتحقيق في المخالفات المالية وذلك بتاريخ 2 شباط 2010 . وبما ان سريان التمديد للمجلس الحالي من 2010 الى 2011 الى 2012 قد جعل المجلس في هيئته الحاضرة جزءاً من مشروع التحقيق المالي والتطوير الاداري وكان في كل مرة يتم التمديد للمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى في جلسة يحضرها رئيس الحكومة العامل مع احد او اكثر من الرؤساء السابقين.

وبما ان هيئة التحقيق المالية قد انهت اعمالها في 30 نيسان 2010 . وبما ان الموعد المحدد في 31-12-2013 يرتبط بوعد قطعه المجلس الحالي الممدد لنفسه بانجاز عملية التطوير والتحديث وقد اقتضى ذلك التمديد 3 سنوات سابقا وما طبق على السنوات الماضية يطبق اليوم على التمديد الحاضر.

استنادا للقرار المبدئي رقم 25 الصادر في 31-8-1997 والمنشور في الجريدة الرسمية والذي ينص على اعطاء الحق للمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى في تمديد ولايته وولاية المجالس الادارية في الظروف الاستثنائية. وبما ان مفتي الجمهورية قد انصرف عن مسؤولياته في تسريع اعمال المجلس سواء في العام 2012 وكذلك في العام الحالي، وانقلب على مشروع التطوير والتحديث ما يجعل تمديد موعد انتهاء ولاية المجلس الحالي يرتبط بموعد انتهاء هذه الاعمال ثم اجراء انتخابات تكتمل به هيئة المجلس الشرعي وذلك بعد اجراء انتخابات المجالس الادارية المحلية والمفتين المحليين.

وبما انه قد عطلت كل اعمال اللجنة المكلفة في العام 2012 باعمال التطوير والتحديث. وبما ان المجلس الشرعي كان مصراً على الاستمرار في عمله لأن الاستمرار يشكل رسالة تتعلق بمستقبل المؤسسة التي تتجاوز الجميع. وبما ان المجلس الشرعي قد واجه في هذا العام قرارات تعسفية ومنها الدعوة الى اجراء انتخابات مخالفة لقرارات مجلس شورى الدولة الناظر في الخلاف الاساسي بين المجلس الشرعي وسماحة مفتي الجمهورية. وقد اصدر مجلس شورى الدولة في هذا الصدد قرارات عدة تبطل مفاعيل قرارات اصدرها مفتي الجمهورية لأنها مخالفة للأنظمة.

علما ان سماحة مفتي الجمهورية كان قد سبق ان التزم بقرار مجلس شورى الدولة بوقف تنفيذ قرارات الدعوة الى الانتخابات بتاريخ 30-12-2012 ما كان ينبغي على سماحته ان يتقيد بمفاعيل هذا القرار الا ان سماحته سارع الى اتخاذ القرار رقم 37 تاريخ 4-3-2013 بالدعوة الى الانتخابات مجددا، ومن ثم اصدر قرارات باعلان نتائج انتخابات اجراها للمجلس الشرعي بغير ناخبين امتنعوا عن الحضور تقيدا بقرارات مجلس شورى الدولة ما يجعل جميع هذه النتائج في حكم المعدومة اصلا. وبما ان سماحة المفتي كان يدرك تماما ان قرار الدعوة الى الانتخابات وقرارات اعلان النتائج هي معدومة الاثر القانوني الا انه شاء ان يدخل الدعوة الى الانتخابات بهدف احداث الفوضى والتفرقة بين المسلمين وضرب بنية العمل المؤسساتي الاسلامي. وهكذا دخلت دار الفتوى من خلال هذه القرارات الظرفية والتعسفية في سوق السجال السياسي والاعلامي، فأخرجت المؤسسة عن دورها في وحدة مرجعيتها الدينية، كما خرج الافتاء عن روح الجماعة التي تتجلى في مؤسسة المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى ومرجعيتها الادارية المرتبطة برئاسة الحكومة.

واخيرا اخرج سماحته هذه المؤسسة العريقة عن وحدة الموقف في صلابة الهيئة الانتخابية وعن الاصول القانونية التي نظمها المرسوم رقم 18 على 55 وهي اصول حفظت للمفتي مرجعية لا تنزلق بها الى مساءلة ادارية ومساءلة قضائية في التزام الامانة في مسؤوليته امام القضاء الشرعي.

وبما ان الظروف الاستثنائية لا ترتبط بالظروف الامنية فحسب، وانما بشكل استثناء يطرأ على المؤسسة يهدد استمرارها وفق ما ادلى به التقرير المالي والاداري من تطلعات تحديث ادارية وضبط مالي.

وبما ان المجلس الشرعي يستقل بمهماته بقرارات نافذة بذاتها، لذلك يقرر المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى وبالاجماع التمديد لولايته الحالية وللجانه من اول من كانون الثاني عام 2014 ولغاية 30-6-2015 وذلك منعا من الفراغ وليتسنى لهذا المجلس الانتهاء من اعمال التحديث والتطوير للمؤسسة التي اعلن عنها المجلس .

كذلك الدعوة الى اجراء انتخابات جديدة للمجالس الادارية والمحلية ولمفتي المناطق ومن ثم انتخاب المجلس الشرعي استنادا لاحكام المرسوم الاشتراعي رقم 18 في صيغته التنظيمية الجديدة .

كما يقرر المجلس ايضا وبالاجماع مناشدة سماحة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني المبادرة الى تقديم استقالته من مهامه حرصا على وحدة المسلمين والمصلحة الاسلامية العليا.

 

ماروني: لحكومة لا تكون تحت رحمة الثلث المعطل لكل فريق

وطنية - رأى عضو حزب "الكتائب اللبنانية" النائب إيلي ماروني ان "خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الاخير هو تهديد مبطن للخضوع والموافقة على صيغة الحكومة التي يطرحها"، موضحاان "المشكلة اعمق من الصيغة والارقام التي يجب اختيارها بل تكمن في البيان الوزاري". واعتبر في حديث الى اذاعة "صوت لبنان 100,3 - 100,5" ان "عقدة تشكيل الحكومة مستمرة حتى إشعار آخر"، داعيا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام الى "المبادرة في تشكيل حكومة مهما كان الثمن، حكومة لكل لبنان لا تكون تحت رحمة الثلث المعطل لكل فريق". وشدد على "الحرص على عودة المسيحيين الى الدوائر الرسمية التي باتوا لا يشكلون فيها اكثر من 20 في المئة من أجل الحفاظ على صيغة العيش المشترك".

 

وزير الداخلية السابق زياد: سلاح حزب الله بحاجة لحسم وعلينا ان نعطي اجوبة لمن لديهم هواجس 

رأى وزير الداخلية السابق زياد ان اعلان بعبدا كان موضع اجماع عند القوى السياسية، وعند المجتمع الدولي، متسائلاً لماذا اصبح الان مادة اشكالية؟ وقال في حديث للبنان الحر إنّ الإلتزام بإعلان بعبدا يجنّب دخول لبنان في العاصفة، فالبند المتعلّق بتحييد وليس بحياد لبنان عن الأزمات في المنطقة هو أحد العناوين الذي يحصّن لبنان داعيا إلى وجود حدّ أدنى من الحوار اللبناني اللبناني وسأل: هل يريد اللبنانيون ان تمرّ هذه العاصفة بأقل ضرر ممكن أم لا. وعن سلاح حزب الله لفت بارود إلى أنّ الحوار لم يؤد إلى أي مكان وللأسف هذا يضرّ بالحزب كما اللبنانيين وهذا الموضوع بحاجة إلى حسم، فيجب علينا ان نعطي أجوبة لمن لديهم هواجس حول هذا السلاح. وعن قضية خطف المواطن جوزيف صادر قال إنّ كلّ الخيوط التي استعملناها لم تؤدي إلى نتيجة وهذا أسوأ ما حصل معي في خلال فترة تواجدي في وزارة الداخلية لأنني شعرت ألا جواب لدي أعطيه لأهله، مشيرا إلى أنّ هذا الموضوع مرتبط أيضا بالتأزّم السياسيّ. أضاف ردا على سؤال: انا لا أؤمن بالحياديّة متمنيا ان تحصل الانتخابات الرئاسية في موعدها. وأكّد بارود انه ليس مرشحاً للرئاسة ومن المبكر الحديث عن الاسماء المرشحة وقال قد افكر بالترشح عند اقرار الاقتراع المباشر واشار الى ان الرئيس القوي هو رئيس يمارس صلاحياته بشكل مستقل وقوي والرئيس ميشال سليمان يحاول ان يكون على مسافة واحدة من جميع الفرقاء، متسائلاً هل القوي مسيحياً يستطيع ان يكون رئيسا من دون مراعاة الاخرين على المستوى المسيحي؟، وهل المطلوب ان يكون رئيس الجمهورية من دون حالة تمثيلية؟، معتبراً ان المطلوب ان لا يكون الرئيس الجديد رئيس تحدي او مواجهة مع اي فريق من اللبنانيين.  

 

لبنان يتجنب فصله عن الكابل الدولي للانترنت وصحناوي يؤكد دفع المستحقات

النهار/أعلن وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال نقولا صحناوي أنه تم حل مشكلة الانترنت، عبر تحويل الاستحقاق المالي المتوجب على لبنان الى ادارة "الكونسورتيوم"، صباح الاحد. وفي تغريدات على صفحته على "تويتر"، أنه واثر التعاون والتواصل بينه وبين وزير المال في حكومة تصريف الاعمال محمد الصفدي، تم حل المشكلة. وأضاف أنه تم تحويل الدفعة عند الساعة 11 من صباح الاحد.

وكان لبنان أمام احتمال فصله عن الكابل الدولي للانترنت IMEWE، الاحد، بسبب عدم سداد المستحقات المتوجبة عليه. من جانبها، نقلت صحيفة "الاخبار"، السبت عن مصادر في وزارة الاتصالات أن ادارة "الكونسورتيوم"، المالك لهذا الكابل انذرت لبنان بوجوب سداد نحو 1.6 مليون دولار مستحقة عليه في مهلة اقصاها 3 تشرين الثاني الجاري، والا فسيقوم مجلس ادارة الكونسورتيوم بالتصويت على مصادرة حصة لبنان من الكابل المذكور، وفق ما ينص عليه العقد. وكشفت المصادر أن رئيس مجلس ادارة الكونسورتيوم ك. ب. تيواري وجه الانذار منذ مدة الى رئيس هيئة "اوجيرو" عبد المنعم يوسف، "الا ان الأخير انتظر حتى الجمعة، عشية عطلة نهاية الاسبوع، ليوجه كتابا الى وزير الاتصالات نقولا صحناوي يعلمه فيه بأنه لن يكون مسؤولا عمّا قد يحدث بعد انقضاء المهلة". ولفتت الى ان دوائر الوزارة رأت في هذا الامر "عملا مقصودا يرمي الى افتعال ازمة في قطاع الاتصالات على خلفية الصراعات الدائرة في شأنه". وأشارت "الاخبار" الى أن "وزارة الاتصالات قد استنفدت الاعتمادات المخصصة لسداد ما يستحق على لبنان في الكابل لعام 2013. وهي تحتاج الى سلفة يقررها مجلس الوزراء لدفع اي مبلغ يتجاوز هذه الاعتمادات". وتابعت المصادر قولها أن صحناوي سارع الجمعة الى ابلاغ رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي "بالوقائع، فأجرى الاخير اتصالات محلية وخارجية لتفادي ازمة الانترنت المحدقة".

وكثّف صحناوي "اتصالاته بالكونسورتيوم لتوضيح الظروف التي حالت حتى الآن دون دفع المستحقات على لبنان، الا ان الاجواء لا تزال تدفع الى القلق". الا أن صحيفة "المستقبل"، حملت وزارة الاتصالات مسؤولية ما يجري متهمة اياها بـ"التقاعس" عن سداد المستحقات المالية. وأشارت الى أن هيئة "اوجيرو" أرسلت الى وزارة الاتصالات كتاباً في 21/5/2013 حول الموضوع من دون أن يلقى أي جواب من قبل المعنيين في الوزارة. وتابعت أن يوسف ابلغ المسؤولين في الدولة بالامر وعلى رأسهم رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. فضلاً عن الامانة العامة لرئاسة الجمهورية وهيئة التفتيش المركزي وديوان المحاسبة.

 

هكذا يُمعن "حزب الله" في إفقار "مدينة الشمس"

علي الحسيني/المستقبل

يشعر زائر بعلبك هذه الأيام بمدى التبدّل الذي طرأ على حال المدينة وأهلها بعد سنين عاشتها وُصفت بزمن العز، وذلك منذ عقدين تقريباً. ويعزو سكان "مدينة الشمس" هذا التبدل إلى الضرر الذي أُلحق بهم جرّاء منع الدولة لهم من زراعة نبتة الحشيشة، وتلف كل المحاصيل، في ظل غياب تأمين بديل زراعي يُمكن أن يعتاش منه أكثر من ثمانين بالمئة من عائلات المنطقة التي يرزح معظمها اليوم تحت خط الفقر بسبب السياسة المجحفة والخاطئة التي فرضتها الدولة ومن خلفها قوى الامر الواقع الممثلة بـ"حزب الله". يدخل الزائر "مدينة الشمس" وفي باله صورة قديمة عن منطقة لم تجرؤ الذاكرة على محوها، مساحات شاسعة من الأراضي لا نبات فيها ولا حياة، مدينة نهر العاصي شبه خالية من الحياة. لا ري يروي ظمأ الارض ويُخفف عنها لهيب الحر، مزارعون يسعون إلى لقمة عيش كمن يبحث عن سراب في الصحراء، لا همَّ إن لفحتهم أشعة الشمس ولوّنتهم بلونها، فالمهم هو العودة إلى البيت وفي الزوّادة المُرتجعة زاد يكفي العائلة ولو بكسرة خبز أو "شويّة" بطاطا "خرج السلق". مشهد الفقر والعوز واحد، رجال ونساء وأطفال في ثيابهم البالية، من سرعين التحتا مروراً بحوش النبي، حوش الرافقة، النبي شيت ودورس وغيرها العديد من القرى وصولاً إلى بوداي وعين بورضاي، جملة واحدة تسمعها "الله يفرجها علينا".

لا يريد أبناء البقاع وتحديداً بعلبك، العودة إلى زراعة المخدرات بأي شكل من الأشكال، لكن في المقابل هم يطالبون الدولة بأن يسري مفعول قراراتها على الجميع من دون أي تمييز وليس على فئة محددة، في إشارة منهم إلى التعمية التي تمارسها الدولة عن الزراعة المستمرة لنبتة الحشيشة من قبل مسؤولين كبار في "حزب الله" من دون أن يجرؤ أي عنصر أو ضابط على مُساءلتهم، وأكثر منذ ذلك يؤكد الأهالي أن هناك معملين على الأقل في منطقتي بعلبك والهرمل مخصّصين لتصنيع بعض أصناف المخدرات، ومعروفي المكان، ويجري العمل فيهما بشكل منتظم وكأنهما يحوزان على رخصة من الدولة تُجيز لهما ذلك.

"لقد أفقرنا "حزب الله" وأعادنا مئة سنة إلى الوراء". هي جملة لا تنزل عن لسان كل بقاعي تسأله عن الحالة الاجتماعية التي يمر بها أبناء المدينة، ويعودون بك إلى زمن المؤامرات التي حيكت ضدهم على يد النظام السوري الذي سرقت حكومته مليارات الدولارات كانت دفعتها الولايات المتحدة الاميركية للدولة اللبنانية لإنشاء مشاريع بديلة تعوّض على المزارعين، من ضمنها زراعة بذور دوّار الشمس، وهذه المؤامرات مستمرة اليوم على يد دويلة "حزب الله" التي تحتكر زراعة المخدرات في البقاع لصالح جماعاتها و"على عينك يا دولة" ليتم توزيعها لاحقاً على بلدان أميركا الشمالية، كما يُخصص قسم منها للبيع داخل إسرائيل التي تُعدّ البلد الأكثر استهلاكاً للمواد الخام بحسب البقاعيين.

يسأل أحد أبناء بلدة بريتال من آل المصري، عن المذكرات التي أصدرتها الدولة اللبنانية بحق شقيق نائب في "حزب الله" كان يمتلك معملاً لتصنيع حبوب الكابتاغون وماذا حل بها؟ "هل تعلمون أن هذا الرجل ما زال حراً طليقاً حتّى اليوم رغم أنه متواجد في المنطقة ولا أحد يجرؤ على توقيفه لأنه مُحاط دائماً بأكثر من عشرين عنصراً تابعين لـ"حزب الله"؟ يأسف البقاعيون للسكوت الذي يُبديه الحزب حيال الظلم الذي ألحق بهم، وانطلاقاً من هذا السكوت يؤكد معظمهم أن جميع عمليات الإتلاف التي تعرّضت لها حقولهم كانت تتم بأوامر من الحزب نفسه لأن سياسته خلال الفترة الأخيرة قامت على إفقار اهل المنطقة لكي يبقوا بحاجة اليه خصوصاً بعدما شعر أن مقاومته أصبحت مسألة ثانوية بالنسبة الى البقاعيين, وهذا ما ظهر فعلاً خلال حرب تموز 2006 بعدما تركت معظم عناصر الحزب في البقاع مراكزها وفرّت مع عائلاتها إلى سوريا والأردن.

يشعر البقاعيون بتمييز واضح لجهة طريقة تعاطي "حزب الله" معهم، خلافاً للطريقة التي يتعاطى بها مع بقيّة المناطق التي تسكنها الغالبية الشيعية نفسها، لا سيما منها أهل الجنوب والضاحية, رغم أن البقاع لطالما وصف بخزّان المقاومة ومن على أرضه انطلقت أولى بشائرها، وهو الذي قدّم العديد من الشهداء على أرض الجنوب وفي طليعتهم الامين العام الأول للحزب السيد عباس الموسوي. من هنا يقول أحد القياديين السابقين في الحزب والمؤسسين أيضاً "يبدو أن قيادة الحزب الحالية ما عادت ترى في الفقراء سوى أداة لتحقيق المشاريع، فتارة تستخدمهم كورقة تفاوض في الداخل اللبناني لتحسين الشروط وطوراً ترميهم في سوريا خدمة للنووي الإيراني. لذا, لا بد من توجيه سؤال للمسؤولين والقيادة: إذا كنتم فعلاً تعتقدون أن حربكم في سوريا تقع ضمن نطاق الواجب الديني، فلماذا لا تُرسلون أبناءكم للقتال هناك؟ فبعد مرور سنتين على هذه الحرب لم نسمع بأي قريب لكم سقط في القصير أو حلب".

"كُن معنا وخذ ما يُدهش العالم". شعار يرفعه معظم أبناء البقاع كتعبير عن استيائهم لكل ما يحصل على أرضهم عن طريق "حزب الله" وهم يُدركون فعلاً أن أصابع اليد لا تُشبه بعضها بمعنى أن هناك بعض العناصر في الحزب لا ناقة لها ولا جمل في كل ما يحصل، لكن البقاعيين يرون أن هذه الفئة صغيرة جداً مقارنة بالفئة المنتفعة، وما يُدهش العالم برأي الأهالي هو، "البطاقة الحزبية" التي تخوّل حاملها الحصول على مساعدات مادية وتموينية ومعنوية، ويُعامل على أساس أنه ابن "الست" لا ابن "الجارية", كما تسمح له باقتطاع مساحة لا بأس بها من أراضٍ مشاع للدولة ليبني عليها منزله المستقبلي من دون أن ننسى هدية "القائد" وهي عبارة عن أثاث المنزل.

لا يجد أحد وجهاء آل جعفر حرجاً من التحدث بكل صراحة عن حال بعلبك وأهلها: "نعم هناك حالات شاذّة تحصل في قرانا من خطف وسطو وغيرها من الأمور المرفوضة والمُدانة من مجتمعنا "البعلبكي" لدرجة أننا أصبحنا في نظر اللبنانيين أشبه بمجموعات خارجة على القانون، لكنْ هناك سؤال لا بد من طرحه، وهو: مَن الذي أوصل الأهالي إلى هذه الحالة من الجوع والفقر والعوز؟ أليست الدولة وبتواطؤ من قوى الامر الواقع؟". سؤال مشروع يستوجب أو يستأهل البحث عن إجابة عنه, لكن البحث لن يطول إذ سُرعان ما ستبرز آلاف الأجوبة في عيون الناس وحركتهم ومن خلال دعواتهم للدولة الى زيارة منطقتهم ولو لـ"شرب فنجان من القهوة".

يخرج الزائر من "مدينة الشمس" وفي باله ألف سؤال يشغله وفي مقدمتها: أين هم الناس؟ مدينة غارقة في همومها، باعة البطاطا يفترشون جانبي الطرق لبيع ما تيسّر لهم من بضائع مُكدّسة لديهم, وبما أن لـ"حزب الله" قرصاً في كل عرس، يسأل أحد الباعة زميلاً له، لماذا لا يشتري الحزب منّا محصول البطاطا؟ فيجيبه: "الظاهر أن للحزب أولويات في الزراعة". في طريق العودة كما طريق الدخول إلى بعلبك الحال واحد تلفت الأنظار قلّة الأفران المختصّة بـ"الصفيحة البعلبكية"، فيقولون لك إن بعضها أُغلق وبعضها الآخر انتقل إلى مدينة زحلة بعدما تسبب "الامن الذاتي"، وما نتج عنه من اشتباكات، بإدخال الرعب في نفوس كل من كان يقصد هذه المدينة بهدف التموين أو السياحة، في تلك اللحظات يتبادر إلى الذهن سؤال أخير: ما هي مصلحة "حزب الله" في إفقار مدينة الشمس؟

 

مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح: لن ندخل في حكومة تكون "طاولة تحارب"

المستقبل/أوضح مستشار الرئيس سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح، أن المشاورات التي أجراها الرئيس الحريري في باريس "كانت ضرورية لتقييم الوضع العام في المنطقة وتثبيت المواقف لناحية ضرورة أن يُحمى لبنان عن طريق مبادئ اشتركنا في صياغتها في إعلان بعبدا، وأن يُحمى من إقحامه في سوريا كما يحدث الآن"، رافضاً "الدخول الى حكومة تكون طاولة تحارب". وطالب في حديث الى إذاعة "صوت لبنان" أمس، بأن "تكون هناك ركائز لحكومة مشتركة"، موضحاً أن "الركائز الضرورية هي احترام إعلان بعبدا الذي يحيّد لبنان عما يجري في سوريا، وعندها نستطيع التحدث عن حكومة مشتركة". وقال: "إذا أصر حزب الله على ان يحارب في سوريا، فيجب تشكيل حكومة من وزراء غير حزبيين يشكّلون الحد الادنى المطلوب من سلطة تنفيذية في لبنان لا تتحول الى طاولة نزاع، كما أن حكومة من هذا النوع تحمي طاولة مجلس الوزراء من وهم حكومة وحدة وطنية".

 

النائب أنطوان سعد  يطالب بحل ميليشيا عيد

المستقبل/دعا النائب أنطوان سعد الى "حل الميليشيا التي يقودها رفعت علي عيد"، مؤكداً أنها "تسعى الى الفتنة والتآمر انطلاقاً من أوامر آتية من (الرئيس السوري بشار) الأسد". وأوضح في حديث إلى وكالة "أخبار اليوم" أمس، أنه قام بزيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان منذ أيام، "انطلاقاً من كونه مرجعية الدولة، ولمسنا منه أنه يريد أن تتألف الحكومة في أسرع وقت ممكن"، مشيراً الى أن "رئيس البلاد مؤتمن على الدستور ومسيرة الاستقلال، وبالتالي هو الضمانة للاستقرار والحفاظ على موقع رئاسة الجمهورية والبلاد". ونقل عن الرئيس سليمان قوله "إن ما يحصل في طرابلس جرح مفتوح". ورأى أنه بعد دخول الجيش الى مدينة طرابلس، "عليه منع مصادر النيران من أي جهة أتت أكان من جبل محسن أو باب التبانة، لأن الأمن بالتراضي لا يجوز ولا يمكن أن يتحقق"، معتبراً أن "تراجع الجيش يكون نهاية له، وبالتالي هذه المرة عليه ألا يتراجع إطلاقاً من أجل حفظ الأمن وإلقاء القبض على كل المطلوبين". أضاف: "دخول الجيش الى طرابلس وانتشاره عند خطوط المواجهة يؤكد مرجعية الدولة وهيبة المؤسسة العسكرية. وأعتقد أن الغطاء السياسي متوافر للجيش كي يقوم بمهمته على أكمل وجه، وعليه أيضاً سحب المسلحين والسلاح من محاور القتال". وطالب بـ "تسليم المتهمين في تفجيري طرابلس الى القضاء، وبأن تحضر القوى الأمنية والجيش علي عيد الى التحقيق، حفاظاً على هيبة القضاء والمؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية في آن"، داعياً الى "حل الميليشيا التي يقودها رفعت علي عيد، لأنها تسعى الى الفتنة والتآمر انطلاقاً من أوامر آتية من الأسد".

 

إنذار جنبلاط: إمّا 9+9+6 أو يؤلفها ميقاتي أو مراد

طارق الترشيشي/الجمهورية

يعتقد متابعون للتطورات اللبنانية والاقليمية أن جولة وزير الخارجية الاميركي جون كيري في المنطقة التي تبدأ غداً، تكتسب أهمية كبرى، خصوصاً في محطتها السعودية التي ستتناول الخلاف السعودي ـ الاميركي السائد والذي انعكس جموداً وتعقيدات في كثير من الملفات المطروحة. ويعتقد البعض انّ ما ستؤول اليه محادثات كيري مع المسؤولين السعوديين ستكون له انعكاساته على لبنان، وتحديداً على ملف تأليف الحكومة. فإذا زال الخلاف السعودي ـ الاميركي، والبعض يرجّح ذلك، فإن شأنه ان ينتج تفاهماً يضمن مصالح الجانبين ويأخذ في الاعتبار التفاهمات الاميركية ـ الروسية التي بدأت منذ قمّة سان بطرسبرغ.

وقد لفت انتباه المراقبين قبل يومين الكلام المنسوب الى النائب وليد جنبلاط والذي قال فيه: "نحن والحريري خسرنا المعركة، والأفضل لنا الانضواء في حكومة تدير شؤون البلاد حتى بروز توازنات جديدة".

وقيل إن هذا الكلام الذي لم يَنفه جنبلاط يدرسه فريق 14 آذار، لأنه انطوى على تلويح غير مباشر وضمني بإمكان اننتقال جنبلاط من "وسطيته" الى تحالف كلّي مع فريق 8 آذار في حال استمر فريق 14 آذار في رفض صيغة حكومة 9+9+6. ويرى المراقبون انّ جنبلاط إذا أقدم على هذه الخطوة فإنه سيكرر مع فريق 8 آذار تجربة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المستقيلة، بحيث يُعمل على تأليف حكومة جديدة برئاسة ميقاتي نفسه، أو برئاسة شخصية أخرى قد تكون النائب السابق عبد الرحيم مراد. ويبدو أن هذه المعطيات تسلّلت الى صفوف فريق 14 آذار، وبدأت تثير القلق لديه في هذه المرحلة، خصوصاً بعدما اعلن قبل يومين عن اجتماع بين ممثلين للحزب التقدمي الاشتراكي وآخرين من "حزب الاتحاد" الذي يرأسه مراد، ما أعاد فتح خطوط التواصل بين الحزبين بإرادة جنبلاطية تتوخّى إعادة تطبيع العلاقات بين دمشق وجنبلاط .

غير انّ مراقبين آخرين لا يستبعدون أن يؤدي هذا التطور في الموقف الجنبلاطي الى تبَدّل إيجابي في موقف فريق 14 آذار في اتجاه القبول بحكومة 9 + 9 + 6، في وقت بدأ البعض يطرح صيغة 30 وزيراً وفق توزيعة 12+12+6، وصيغة 32 وزيراً "لحلّ مشكلة الاقليات الصغيرة ضمن التكتلات الكبيرة" . ويقول البعض ان هذا الموقف ـ الانذار الجنبلاطي يمكن ان يسهّل مهمة الرئيس المكلف تمام سلام، بما يحقق خرقاً في اتجاه قبول فريق 14 آذار بحكومة 9+9+6 او ما يشبهها، تجنّباً لخيارَي ميقاتي ومراد "لأن أحلاهما مرّ بالنسبة اليه". ويبدو ان بعض مَن اعتقد في فريق 14 آذار، الى فترة خَلت، أنّ بقاء التأليف في مراوحة معلقاً الآمال على تبدّل الحال وعودة الرئيس سعد الحريري من الخارج ليتولى هو رئاسة الحكومة، قد اقتنع في ضوء التطورات الاقليمية والدولية الاخيرة انّ خيار الحريري لم يَحن أوانه بعد، وانّ المطلوب هو دعم سلام، فإذا قبل فريق 14 آذار صيغة 9+9+6 برئاسة سلام يكون "الانذار الجنبلاطي" قد فعل فِعله، وإذا لم يقبل، فعندها قد تذهب البلاد الى حكومة من نوع آخر برئاسة ميقاتي ... أو مراد.  

 

بعد 23 سنة على انتهاء الحرب الاهلية.. قرية مسيحية مسلوبة في الضنية

الجمهورية/ سُلِخ 25 مليون م2 من أراضي أهل بلدة حوّارة المسيحية في قضاء الضنية منذ أكثر من 20 عاماً على انتهاء الحرب الأهلية، ما أدّى إلى تهجيرهم قسراً وانتقال جزء منهم إلى منطقة زغرتا، حيث بَنوا منازل في حي سمّوه «الحوّارة»، تأكيداً لتشبّثهم بأرضهم وتمسّكهم بالعودة إليها، «على رغم رفض القوى السياسية الفاعلة إثارة هذا الموضوع خشية خسارة أصوات ناخبي الضنية». «كلّ ذكريات طفولتي هنا»... يتنهّد سركيس يوسف ابراهيم مستذكراً الأيام السعيدة: «كنت ألعب مع أخي في هذا الحقل هنا، وكان والدي يؤنّبنا في كل مرّة أهمَلْنا رَيّ المزروعات التي كان يعاملها معاملة الأب لأطفاله». ولم يستطع الرجل الخمسيني كَبْت دموع عينيه، وهو يشير إلى مساحة واسعة من أراضيه المُعتَدى عليها. «الجمهورية» رافقت ابراهيم، الذي يسكن حالياً في زغرتا، إلى مسقط رأسه في الضنية، حيث أطلعنا على الأراضي التي ورثها من والده وقضى قسطاً من حياته في أرجائها. «لا أستطيع أن أصِف ما أشعر به عندما أكون على هذه الأرض. وغالباً ما أتردّد وأتمشّى هنا. أرتاح كثيراً هنا وفي الوقت عينه أشعر بالأسى والغضب الشديد».

ويروي ابراهيم كيف كانت حوّارة محطة تهجير على مراحل، قبل ثورة الـ1958، عندما نزح أهاليها من جرود الضنية إلى القضاء الأقرب إليهم. وحلّوا ضيوفاً عند أقاربهم في زغرتا والبلدات المجاورة، ليعودوا إلى القرية بعد نحو خمسة أعوام من غُربة قسرية، أسفرت عن بَيع بعضهم أراضيهم بأسعار بخسة، فتشتّتوا بين مَن هاجر إلى بلدان الانتشار، ومَن رغب البقاء في مكان نزوحه.

ويضيف: «إلّا أن التهجير دقّ أبوابنا مرة أخرى خلال أحداث عام 1975. واضطررنا الى النزوح والهجرة جميعاً بعد أن احتلّ جيراننا أراضينا، ونهبوا أرزاقنا، ودمّروا ما استطاعوا تدميره، وباعوا ما باعوه. خسرنا كل شيء. أرضنا وتراثنا وماضينا. وبتنا «على الأرض يا حَكَم». ومن العدم، أسّسنا حارة في قضاء زغرتا تابعة عقارياً لبلدة كفردلاقوس، فيما انضمّ البعض إلى حاراتٍ أخرى».

مضى أكثر من نصف قرن، والأهالي يعيشون غربة قاسية بعيداً من جذورهم وأراضيهم التي كانوا يعتاشون منها. إلا أنّ أيّاً من المسؤولين لم يأبه لمصير بلدة حوارة، وبَدا وكأنّ أهلها هجروها برضاهم، أو أنهم غادروها في اتجاه السواحل أسوةً بسائر سكان قرى الضنية الجبلية، الذين يغادرونها شتاءً ليعودوا إليها ربيعاً. لكن الواقع لم يكن كذلك. فأيٌّ من أبناء حوّارة المسجّلين في لوائح النفوس هناك، لا يمتلك متراً مربعاً واحداً من الأرض.

وفي هذا الإطار، يؤكد ابراهيم أن «عدداً من أراضينا قد باعها مَن اعتدى عليها، ومَن اشتراها دفع ثمنها. فقد احتال المعتدون على المشترين وباعوهم ممتلكات يجهلون أصحابها الفعليين. وهنا تكمن المشكلة الكبيرة»، ويشير إلى أنه «لا يوجد سوى مذهب واحد لأهالي البلدة منذ تسجيلها في دوائر النفوس وعلى لوائح الشطب، فكيف أصبح هناك استملاك فيها لأناس من مذهب آخر؟ وأين صكوك البيوعات؟ وعلى أيّ أساس حصلت هذه البيوعات؟».

وإذ يلفت إلى أنه في عمليات البيع للأراضي غير الممسوحة، يجب الرجوع إلى مختار البلدة، يؤكد أن أحداً لم يراجع هذا المختار في ذلك، ويقول إن «هذه المساحات الشاسعة مثبّتة بسندات ملكية رسمية في حوزتنا ومعروفة لدى أبناء البلدة ومحيطها»، ويسأل: «كيف يحقّ لمختار غير منتخب من أبناء البلدة ولا يمثّلهم، إصدار علم وخبر لبَيع الأراضي الخاصة بالبلدة وتمليكها، وذلك في تلاعب فاضح ومخالف للأنظمة والقوانين المرعية الإجراء؟».

لم تعد معالم البلدة واضحة، وكأنها أزيلت بكاملها. فالأراضي تتداخل في ما بينها وتتواصل عبر طرق ترابية لا يسلكها سوى المزارعين. معظم بيوتها مهدّم. فقط أبنية الباطون المتينة وغير المكتملة لا تزال صامدة. «لقد حطّمت جرّافاتهم منازلنا وأرزاقنا وبَنوا مكانها بيوتهم. لقد أسقطوا كل المعالم الأثرية والتراثية لبلدتنا الجميلة»، يقول ابراهيم بحزن وأسى عميقين، مضيفاً «حتى أنهم جرفوا مدافن الضيعة كلّها التي كانت تقع خلف الكنيسة».

لكنه يستدرك منتفضاً: «إلا أننا لم ولن نسمح لهم بتدمير كنيستنا الوحيدة في البلدة. حاولوا مراراً هدمها، ولكننا حاربناهم ووقفنا سدّاً منيعاً في وجه مشروعهم». وعند وصولنا إلى مقرّ الكنيسة اليتيمة، لفت ابراهيم إلى «جرس الكنيسة الذي عَمد سكّان البلدة الى تشويه معالمه بهدف تدميره»، مضيفاً: «تمكنّا من ردعهم في اللحظة الأخيرة، وقد أقفلنا مدخلها وحرّمنا على أيٍّ كان الاقتراب منها. ويسترجي حَدا يجرّب، منفِكلّو رقبتو».

ويكشف نعمة نعمة عن «انتهاكات كثيرة طاولت البلدة، منها اقتطاع قسم من النطاق العقاري الخاص بها، وضمّه إلى نطاق كفربنين بغية إحداث بلدية فيها»، مشيراً إلى أنّ «المخالفة الأبرز هي في طريقة اقتطاع تلك الأراضي، فالنطاق العقاري لحوّارة يربو على 25 مليون م2 من الأراضي غير الممسوحة، وتشمل الأراضي الزراعية والأحراش والغابات».

أهالي حوّارة الذين توزّعوا بين بلدات اردة ورشعين وزغرتا والرميلة وغيرها من بلدات قضاء زغرتا، يتطلعون إلى هذا الملف باهتمام، ولكن المحرّك الوحيد والأساسي فيه كان مختار البلدة طوني موسى الذي حمله وجاهر به على المنابر وجال فيه على المسؤولين المعنيين لإعادته إلى الواجهة. «إلا أنه لم يُكتب للمختار الشاب إكمال مشواره وحصد النجاح الذي يطمح اليه بفضل علاقاته المهمة ومساعيه المتقدّمة. فقد توفّي في حادث سير مؤلم جداً قبل نحو شهرين، ووقع النبأ علينا وقوع الصاعقة. الجميع كانوا يحبونه ويقدّرونه، كان رجلاً مميزاً لا شبيه له»، يقول ابراهيم متحسّراً عليه.

بعد رحيل «مختارهم الحبيب»، بات أهالي حوارة يخشون موت قضيتهم معه، فتدفن الى جانبه الى الأبد. إلا أنّ عائلته تصرّ على المقاومة والاستمرار في الطريق الذي مهّده إحياء لذكراه ولجهوده في هذا المجال.

وفي هذا السياق، يؤكد أحد أفراد عائلته التي تعيش حداداً عليه أنّ «المختار كان قد التقى رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، ووزير المهجرين، بالإضافة الى فعاليات الضنية وزعمائها وسلّمهم كتاب نداء للعمل على رفع الظلم والمعاناة عن هذه البلدة المهجرة من خلال عودتنا إليها واستعادة الأملاك والأراضي المصادرة وإخلاء البيوت المحتلة، ودفع التعويضات المستحقة لإتمام العودة بكرامة، وترسيخ دعائم العيش المشترك بين م ختلف شرائح المجتمع الضنّاوي»، ويلفت الى أنّ «هذا النداء وقّعه نحو 600 شخص من أبناء بلدتي، ونحو 70 رئيس بلدية ومختار في قضاء الضنية حيث بلدتي المهجّرة، ومن قضاء زغرتا حيث توجد تجمّعات المهجرين، ونشدّد من خلاله ونؤكد الطابع الإنساني والاجتماعي لهذه القضية المقدسة بعيداً من الاصطفاف والمماحكات السياسية الضيقة أو الطائفية. كذلك، وقّع المستقلون من الطائفتين المسيحية والاسلامية هذا النداء».

من جهته، يشرح رئيس «حركة الأرض اللبنانية» طلال دويهي كيف أن الحركة تُولِي هذا الملف أهمية كبيرة، مؤكداً «أننا لن نرتاح قبل عودة كل شِبر من أرض حوّارة إلى أصحابها الحقيقيين»، وداعياً إلى القيادات السياسية المعنية في قضاءي زغرتا الزاوية والضنية الى «معالجة هذه القضية وإنهاء تداعياتها على قاعدة التزام الجميع مسيرة العيش المشترك التي تهددها استباحة أراضي المسيحيين وتغيير التوازن الديموغرافي في المنطقة».

لكن يبدو أن أهالي حوّارة قد فقدوا ثقتهم بالقيادات السياسية، ويلفت ابراهيم في هذا الإطار الى «أنّنا ندرك جميعاً هنا أنّ الذين احتلوا ضيعتنا محسوبون على النائب أحمد فتفت، وهو مضطر الى مجاراتهم لضرورات انتخابية»، وإذ يذكّر بأنّ «جميع سكان حوارة الحاليين من الطائفة السنية، في حين أن جميع الأسماء الموجودة على لوائح الشطب هي من الطائفة المارونية»، ينتقد كلام فتفت «الذي يحاول أن يوهِم الإعلام بأننا جميعاً تركنا البلدة ونزحنا بعيداً عنها لضرورات العمل، فهل يعقل أن تنزح ضيعة بكاملها بصغارها وكبارها وعجزتها وأطفالها، 3 آلاف نسمة، في ليلة ليس فيها ضوء قمر بهذه البساطة؟». ويستطرد: «في الانتخابات النيابية الأخيرة، انتخبنا النائب فتفت. إلّا أن سلوكه لم يريحنا، إذ تبيّن لنا أنه يعمل ضدنا خدمةً لمصالحه الانتخابية الخاصة».

وفي المقابل، يؤكد فتفت لـ»الجمهورية» أنّ «هذا الملف يعود الى العام 58 حيث بيعت يومها مساحات هائلة من الأراضي، إلا أننا حَضّينا اصحاب الأراضي في مناسبات عدة على إبراز المستندات والوثائق القانونية والإثباتات الرسمية التي تؤكد حصول اعتداء فعلي على الأراضي، ولا مشكلة بتاتاً، فالقضاء هو المرجع الفاصل في هذا المجال، ونحن مستعدون لقبول أيّ حكم قضائي وندافع عنه ونحميه». ويضيف: «ولكن حتى الآن لم يبرز لنا أحد منهم أيّ وثيقة رسمية تؤكد مطالبهم»، كاشفاً عن أنّ «معظم البيوعات حصلت عند عدد من الكتّاب بالعدل في زغرتا».

وإذ يلفت إلى أن «هناك 15 ألف صوت مسيحي في الضنية، الى جانب مسيحيي الحوارة»، يؤكد «أننا لا نؤيد مسألة نقل النفوس، فهي خطرة جداً وتناقض منطق العيش المشترك، ما يولّد مشكلات كثيرة بين الناس»، مشدداً على أنّ «هناك توجهاً عاماً في لبنان لمَنع نقل النفوس من منطقة الى أخرى والفرز السكاني». ويسأل: «هل المقصود تقسيم البلد وإرساء مشروع الفيديرالية؟» معتبراً أن «هذا المنطق غير صحيح على الاطلاق، فأنا أدرك تماماً أن مسيحيي الضنية فخورون بانتمائهم للضنية». وإذ يجدد التأكيد أن «التغيير الديمغرافي في حوّارة قد حصل قبل بداية مسيرتي السياسية في التسعينات»، يقول: «إن مسيحيي حوّارة يخصونني سياسياً أكثر من سكانها المسلمين الحاليين، وأفتخر بأنّ مسيحيي حوّارة دعموني في الانتخابات النيابية بنسبة 80 في المئة»، متهماً «أقليّة منهم» بـ»إثارة الفتنة». وفي المحصّلة، صرخةٌ من قلب الضنيّة يوجّهها لبنانيون الى دولتهم يطالبونها بالتفاتةٍ إلى جُرح لن يندمل على الأرجح. فمن أبسط حقوقهم أن يتدخّل القضاء لحلّ قضيّتهم ويحكم بعدل وشفافية لإشهار الحق والحقيقة. ولكن يبقى السؤال: هل سينجح أهل حوّارة في استعادة أراضيهم فيعود كل مهجّر منهم إلى بيته مرفوع الرأس ومن دون منّة هذا السياسي أو ذاك الزعيم؟ أم أنّ هذا الملف سينضمّ إلى سلسلة ملفات أراضي المسيحيين العالقة من دون حلول، على غرار كل القضايا التي تدخل فيها السياسة وتفسدها، وفق القاعدة القائلة «ما دخلت السياسة شيئاً إلّا وأفسدته»؟.  

 

مقالات

 

ظاهرة "الجنود الصغار

الياس الزغبي 

ليس رئيس " الحزب العربي الديمقراطي " علي عيد ، الأوّل ولا الأخير على الأرجح ، في إعلانه أنّه " جندي صغير في جيش الأسد " . قبله قالها من هو أعلى رتبةَ ، في موقع وزير سابق ، أو قائد عسكري و" رئيس و6 وزراء " ، أو أمين عام حزب ، ولا فرق إن قالوا إنّهم " جنود صغار " لدى الأسد أو لدى " سيّدهم وقائدهم ووليّهم " الفقيه .  ولا بدّ لعلماء الإجتماع السياسي أن يدرسوا ويحلّلوا هذه الظاهرة ، لكونها فريدة من نوعها .  فلم يخبرنا التاريخ السياسي للدول والشعوب عن قادة وزعماء ورؤساء أحزاب وشخصيّات في دولة ما ، أعلنوا انتماءهم ، بل تبعيّتهم إلى قائد أو زعيم أو رئيس دولة أخرى ، إلى درجة التباهي بالإنضواء في جيشه  "جنوداً صغاراً " ، إلاّ في حالة واحدة : حين تكون هذه الدولة تحتلّ دولتهم ، كما في زمن الحكم العثماني مثلاً .  ويُمكن تفسير ذلك بضعف نفوس بعض الخاضعين للإحتلال ، أو تزلّفهم من باب التقيّة والذميّة السياسيّة ، أو اقتناص الفرص والمصالح . والمعروف أنّ لبنان لم يعد ، على الأقلّ في العلن الرسمي والقوانين الدوليّة ، دولة خاضعة للإحتلال ، أو وصاية النظام السوري ( تخفيفاً ) ، منذ 26 نيسان 2005 . فلماذا لا يزال هناك من يبايع بشّار الأسد كرئيسه وزعيمه وقائده ؟ لا شكّ أنّ لعقدة النظام السوري التاريخيّة تجاه استقلال لبنان ولعقدة هؤلاء تجاه النظام علاقةً بالأمر ، إضافةً إلى العامل المذهبي والطائفي . فيكون علي عيد وحزبه ومن يدور حولهما مجرّد وديعة سياسيّة مذهبيّة وعسكريّة للنظام ترهن بيئة بشريّة ومذهباً بكاملهما . وتنشأ عن هذا الأمر إشكاليّة خطيرة تتمثّل في رفض الحزب وقيادته التزام القوانين اللبنانيّة وخروجهم عليها والتنكّر لكلّ السلطات الشرعيّة . وليست المفاضلة بين جهاز وآخر سوى تأكيد للتنكّر . وهذا ما يفعله "حزب الله" على نطاق أوسع وبشكل أشد خطورة من داخل الدولة اللبنانيّة ومن خارجها ، مسترهناً طائفة كيانيّة لمصلحة قوى خارجيّة . وما تفعله أيضاً أحزاب وتيّارات سياسيّة أخرى منضوية تحت مسمّى "8 آذار" وملحقاتها . وليس خافياً أنّ جميع هؤلاء يأتمرون بدولة غير الدولة التي يحملون جنسيّتها ويشاركون في حكمها ، بل يحكمونها عمليّاً . والمعضلة هي هنا بالتحديد ، قبل البحث في جنس الحكومة وأرقامها وثلاثيّاتها . لم يعد هناك أدنى شكّ في أنّ قيام الدولة اللبنانيّة مرتبط بشكل عضوي وسببي بسقوط نظام الأسد . يسقط هناك تقوم الدولة هنا . معادلة بسيطة وحاسمة . وكلّ من يُنكر هذه الحقيقة يتواطأ على وطنه ودولته .ويبقى من باب الترف السياسي أو التكهّن الغامض والخبط في هواجس المجهول ، القول إنّ أيّ نظام سوري بديل سيحمل العقدة نفسها ، وسيبقى لبنان مشروع دولة غير قابل للتحقيق . والأسوأ أن يقول قائل : إمّا أن تكونوا جميعكم علي عيد وحسن نصرالله وأشباههما ، أو لا تحلموا بدولة لبنانيّة . حملة تيئيس وتخويف تصدّرها أخيراً نصرالله بشكل سافر واستعلاء موصوف ، شاهراً صكّ استسلام "14 آذار" ، بانياً على "انتصار" ما في ذهنه ، وحسابات فيها الكثير من التسرّع والأوهام . لم يتجرّأ علي عيد على "ربّ صقر" ورفض المثول أمام التحقيق إلاّ بعدما رفع نصرالله راية "الإنتصار" ، وتباهى الأسد بأنّه بات مركز الكون ، ورفع أتباعهما عقيرة الشروط ولوّحوا بصكّ الاستسلام لمريدي الدولة والشرعيّة . وقد توحّد الطفّار في مسألة المطلوبين الفارّين ، من " قدّيسيّ " الضاحية إلى "طوباويّي " جبل محسن ! ولكن ، هل يظنّ عاقل أنّ من يبني سياسته على شخص مهما كان جبروته يُكتب له مستقبل ؟ ألا يقرأ هؤلاء تاريخ الجبابرة الذين ملكوا الأجناس وحبسوا الأنفاس ، ثمّ أيّ منقلبٍ انقلبوا ؟ يتمسّكون بالأشخاص والأرقام ، فلا الأشخاص خالدون ولا الأرقام جامدة وأبديّة ."الجنود الصغار في جيش الأسد " والوليّ الفقيه لن يكونوا كباراً في وطنهم وبين أهلهم . سقراط إنسان مائت ، وكذلك الأسد والفقيه ، إلاّ إذا كانا أهمّ من سقراط ، وأعلى ( أو أدنى! ) من الإنسان . ولعبة الأرقام بين 9-9-6 ، و 8-8-8 ، و11-11-8 ، وثلاثيّة وثلث ومثالثة وأحجام .. لعبة عابرة أمام الأفكار والمبادىء والحقائق الوطنيّة . لو أدركوا أنّ الذين يتمسّكون بأذيالهم راحلون لا محال ، لتبدّلت بهم الحال !

ولَأقلعوا نهائيّاً عن التمنّي بالبقاء صغاراً في جيوش الآخرين .

 

سليمان لـ"النهار": نعتمد سياسة تحييد لبنان عن التداعيات أما النأي بالنفس فهو خيارنا حيال كلّ قرار - فريق

نبيل بومنصف/النهار

قبل ان يدعى لبنان رسمياً الى مؤتمر جنيف 2، وقبل ان يتقرر الموعد النهائي الحاسم لهذا المؤتمر، رسمت علامات استفهام كثيرة حول الموقف الذي سيعتمده او قد يعتمده لبنان في حال دعي اليه. وهو امر بديهي وسط الازمة السياسية الحادة التي يعيشها لبنان والتي تبدو معها امكانات اختراق الازمة الحكومية مثلاً في مستوى ما دون الصفر على ما يستدل من انطباعات المراجع والمسؤولين الكبار.

وسط هذا المناخ لا يفوت المراقب ان يلاحظ ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان قد وضع السياسة الخارجية للبنان في مصاف أولوياته الاساسية، لا بل يبدو سليمان كأنه يقبض على ناصية التحكم بالسياسة الخارجية الى حدّ واسع انطلاقاً من صلاحية دستورية اساسية تخوله اجراء المفاوضات الخارجية وعقد المعاهدات بالتوافق مع رئيس الحكومة، من ضمن الحفاظ على الثوابت والمسلمات الوطنية وعدم الخروج عليها. وكان أبلغ دليل على ذلك صوغ هذه السياسة ضمن "اعلان بعبدا" الذي بات السمة الابرز لعهد سليمان بعدما حاز اجماعاً دولياً عليه وتكرس في بيانات الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي ومجموعة الدعم الدولية للبنان.

هل ثمة جديد لدى الرئيس سليمان بعد مضي شهر كامل على مؤتمر مجموعة الدعم الدولية في نيويورك؟ في لقاء مع "النهار" عقب استقباله أمس الموفد الاممي الأخضر الابرهيمي، بدا الرئيس سليمان حريصاً على ابراز نقطة اساسية يقول انها تستدعي توضيحاً وهي التمييز بين سياسة تحييد لبنان عن الازمات الاقليمية وتداعياتها السلبية وموضوع النأي بالنفس. يلفت الرئيس سليمان في هذا السياق الى ان "اصطلاح النأي بالنفس او مفهومه لم يستعمل قبلاً، ولذا نشأ اللغط حوله. فالنأي بالنفس ليس سياستنا بل تحييد لبنان كما نص عليه تماماً البند 12 من اعلان بعبدا الذي يلحظ "تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الاقليمية والدولية وتجنيبه الانعكاسات السلبية للتوترات والازمات الاقليمية". بما يعني اننا نعتمد تحييد لبنان عن التداعيات السلبية للازمة السورية. وهذا التحييد سرنا بموجبه في المواقف التي اتخذناها من مؤتمرات عقدت ذات صلة بالازمة السورية. لم نحضر مثلاً اجتماع اصدقاء سوريا الذي دعت اليه دول ولا في المقابل اجتماعاً دعت اليه ايران أيضاً لأن سمة الفريق طغت على هذه الاجتماعات. اما الاجتماعات والمؤتمرات التي كانت فيها مشاركة عربية واقليمية ودولية واسعة من جميع الاطراف فحضرناها ولا نمانع فيها". يضيف "نحن لا ننأى بانفسنا عن مؤتمرات جامعة ولكن النأي بالنفس هنا يكون في شأن القرار الذي يتخذ في هذه المؤتمرات، فاما علينا ان نكون مع القرار او ضده او ان هناك حلاً ثالثاً هو النأي بالنفس عن القرار، وهذا الخيار نتخذه لتأمين تحييد لبنان. فاذا كان مؤتمر جنيف 2 متوازناً نذهب اليه والقرار الذي يصدر عنه نقرر في ضوئه ما اذا كان يؤمن تحييد لبنان عن الصراعات والتداعيات السلبية للازمة في سوريا، ولكننا بذلك لا ننأى بانفسنا عن سوريا". ويعيد الرئيس سليمان التذكير بانه في القمة العربية في قطر تقرر ان تتمثل المعارضة السورية بمعاذ الخطيب وطرح اقتراح الا يشارك لبنان في القمة وذلك لتجنب الاحراج "ورغم ذلك شاركنا وقلت اننا ننأى بانفسنا عن هذا القرار". وقال "قلت مراراً واكرر اننا مع الحل السياسي في سوريا وهذا يصب في البندين 12 و13 من اعلان بعبدا . فنحن لم نشارك ايضاً في مؤتمر اصدقاء سوريا في فرنسا ولا في تركيا انسجاما مع هذا الموقف ويجب عدم تفسير الموقف اللبناني على غير حقيقته". غير ان الرئيس سليمان يلفت في هذا الاطار الى ان "اعلان بعبدا" لا يلحظ "حياد" لبنان الذي يسود أيضاً لغط حول مفهومه. "فالحياد يحتاج الى مؤتمر تأسيسي والمقصود هنا هو التحييد الذي هو خطوة نحو الحياد. فنحن مثلا لم نعتمد الحياد عن القضية الفلسطينية بل نص اعلان بعبدا على "التزام قرارات الشرعية الدولية والاجماع العربي والقضية الفلسطينية المحقة بما في ذلك حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى أرضهم وديارهم وعدم توطينهم". كما ان ثمة رابطاً بين هذا البند والبند 16 الذي يتناول الاستراتيجية الوطنية للدفاع. ولكن بعض المتسرعين تصوروا ان اعلان بعبدا يرسم الاستراتيجية الدفاعية، وهذا ليس صحيحاً. ثمة قسم كبير من اللبنانيين يرغب في الحياد ويريده، وثمة قسم لا يريد ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، لكن هذا الامر يعالج ضمن الاستراتيجية الدفاعية التي قدمت تصورا لها في جلسات الحوار ولكن لم يناقش". يؤكد الرئيس سليمان أخيراً أن المشاورات مستمرة مع المملكة العربية السعودية منذ تأجلت زيارته للمملكة للاتفاق على موعد ملائم للزيارة ويقول "ليس هناك اي موقف سياسي اذا كانت الزيارة ارجئت. وقد ارجئت زيارتي للنمسا ايضا . هناك اوضاع سياسية داخلية قد تملي التأجيل ولا يعني ذلك وجود اي مشكلة ديبلوماسية".

 

بشار الأسد اليوم

علي حماده/النهار/حتى الآن، ليس ثمة مؤشرات عن ان مؤتمر "جنيف - ٢" سينعقد في نهاية الشهر الحالي. كل ما يجري الآن هو عمليات جس نبض، وسبر اغوار لمواقف القوى المعنية بالازمة السورية. وحده بشار الاسد من بين جميع المعنيين، وبصرف النظر عن مكابرته، يعرف ان جنيف - ٢ ان لم يكن محطته الاخيرة قبل الرحيل، فإنه سيكون المدخل الى تغيير النظام كيفما اتفق الامر. ومن هنا يسارع بشار والايرانيون الى موقع الهجوم الميداني في العديد من المناطق، علّ الواقع على الارض يغير مآل بشار وبطانته. لقد أتى اجتماع "اصدقاء سوريا" الاخير في لندن الذي عقد الاسبوع الماضي ليعيد التأكيد ان الحل النهائي في سوريا، وان يكن سياسياً، لن يكون بشار الاسد جزءا منه. وبالرغم من كل ما تروجه وسائط اعلام "الممانعة" من ان ثمة خلطا في الاوراق، وان بعض القوى الاقليمية المعنية بترحيل بشار الاسد قد تكون اجرت تقويما مختلفا، وهي توجه الى النظام رسائل للتقارب، فإن الواقع يشير الى ان احدا في الاقليم او في البعد الدولي يعتبر بشار لاعبا يصلح للتفاوض معه. التفاوض اذا حصل، يتم على رأس بشار مع خامنئي في ايران، وبدرجة اكبر مع بوتين في موسكو. بشار ليس اكثر من نسخة سورية عن علي عيد في بعل محسن! كلاهما سيدفع الثمن عندما يجلس الكبار الى طاولة التفاوض الجدي، او في حال عدنا في المرحلة المقبلة الى المواجهة الشاملة. لقد تم تعليق المواجهة الشاملة لانهاء بشار بقرار اميركي واضح، تحت عنوان تحصيل نتائج "الانتصار " الاميركي - الاسرائيلي الذي تحقق عندما سارع بشار تحت تهديد ضربة اميركية الى تسليم "جنى" اربعة عقود كيميائية في ساعات قليلة. اميركا واسرائيل تحصلان الثمن من دون اطلاق صاروخ واحد. وبالامس ضرب الطيران الاسرائيلي موقعا للدفاع الجوي السوري المجهز بأحدث منظومة صاروخية روسية، من دون ان يجرؤ احد على الرد عليها، بل ان "حزب الله" ذهب الى حد الحديث عن ان اسرائيل ليست اولوية ، وان معركة النظام هي الاولوية. هل تذكرون الكلام الكبير بعد ضرب الاسرائيليين لمواقع تخزين صواريخ في قاسيون ومحيطها، كلام النظام عن فتح جبهة الجولان، و"مراجل" السيد حسن نصرالله الخطابية عن ان مرحلة تحرير الجولان بدأت، وان ما يسمى "المقاومة" ستدعمها، وان بشار سيسلم سلاحا كاسرا للتوازن الى "حزب الله" ؟ وهل تذكرون ما ساقه اعلام الممانعة" في لبنان وسوريا عن ان الرد على الغارة الاسرائيلية على قاسيون سيكون استراتيجيا عميقا؟ وفي النهاية استخدم بشار الكيميائي ضد شعبه، ثم سلمه في ساعات. يوما بعد يوم، يتحول بشار الى علي عيد سوريا. بمعنى آخر انه ملحق بمعركة اكبر واوسع: علي عيد ملحق لـ"حزب الله" في لبنان، وبشار ملحق لايران وروسيا في سوريا. وقصارى القول ان نظاما كهذا انتهى منذ وقت بعيد، وما من جهة يمكنها تعويمه. يبقى ان المعارضات السورية هي التي تحتاج الى تعويم حقيقي.

 

اللّهُمَّ نَجِّنا من هذا الهَوَس المَدَني

بقلم أمجد اسكندر/المسيرة

كتب أمجد اسكندر في افتتاحية “المسيرة” ليوم السبت 2 تشرين الثاني: نقول: السنة الميلادية. السنة الهجرية. السنة البوذية. أصحاب أديان على اسمهم يقوم الزمان. وهذا يعني أن العلمانيين في العالم، والملحدين والماديين والعبثيين وحتى قليلي الإيمان، كلهم لا مَفَرَّ لهم من قياس يومهم أو غدهم، إلا بروزنامة دينية صنعها “رجال دين”، إن لم نَقُلْ آلهةً ورُسلاً وأنبياء. إن الزمن صناعة “الدين”، الوثني منه أو السماوي. في لبنان ثمة أصوات أصرَّت على العيش خارج الزمن، فأدخلت نفسها في دوامة من التناقضات “المُفَلسَفَة”. “الدين غير الطائفية”. كيف؟ “الطائفية غير الطائفيين”. كيف ولماذا؟ “هناك نوعان من الطائفية: المُستحسنة والبغيضة”! هذا يعني، حتى بتصنيفاتهم، يمكنك أن تكون “دينياً”، من “طائفة” معيّنة، و”مُستحسناً”! لا فرق في الضرر بين مُغالٍ في “اللامذهبة”، و”تكفيري بغيض”. لا فرق في النتيجة وإن اختلفت الدوافع، الحضارية منها أو المُتخلِّفة. فالزواج المدني مثلاً يجب ان يكون حقاً من الحقوق، وربما بعد حين، واجبًا من الواجبات! من يدري؟ ولكن “الهَوَسْ المَدَني” كيف نعالجه؟ من حق كل انسان أن ينتمي الى “طائفة اللاطائفة”. ولكن ليس من حقه أن يتعالى، أو أن يُشعِرَني بأنني ارتكبُ جُرمًا إذا لم أشطب مذهبي من سجل النفوس، وإذا تمسّكتُ بأن يبقى نواب كسروان الخمسة موارنة. إن فولكلور “شطب المذهب” عندما يتعدى إطار الحرية الشخصية ليصبح ترويجًا إعلاميًا، يفاقم في مشاكلنا، إذ يوحي بأن شطبة قلم كفيلة بشطب مسألة عمرها من عمر الأديان! معمر القذافي في تهريجه السياسي كان أصدق من “الشاطبين”، إذ غيَّر أسماء الشهور في سعيه الى تغيير العالم. لذلك من المستغرب أن لا يعمد “الشاطبون” الى ابتداع روزنامة غير دينية بدلاً من الروزنامة الميلادية أو الهجرية، فيكونون أكثر انسجاما مع أنفسهم. بعض محبّذي شطب المذهب يشجعون غيرهم ولا يُغِيِّرون. إذا شَطَبوا، كيف سيأتون نواباً ووزراء؟ لم يُعرف عني التعلق بأهداب الدين، وليس بين أولادي من يحمل اسم قديس، ورغم ذلك أنا استقي قيمي السياسية والاجتماعية والاخلاقية من مسيحيتي! وأنا لن أقبل بأن يكون رئيس الجمهورية إلا مارونيًا. يجب أن يكون مارونيًا، ويجب أن لا يكون سيئاً. هل الأمر مستحيل الى الدرجة التي يوحي بها “منتزعو الطوائف”؟ ثمة انظمة علمانية مارست وتُمارس قمعًا لم تصل اليه بعد الانظمة الدينية البغيضة، وهذا يدل الى أن المشكلة في مكان آخر، وأن شطب كلمة في النصوص لا يلغي ما في النفوس… وسجل النفوس!

 

الوزير عدنان منصور النائي إلا عن جنيف

كارلا خطار/ المستقبل

متمسّك وزير الخارجية في الحكومة المستقيلة عدنان منصور أكثر من أي وقت مضى بالمشاركة في مؤتمر "جنيف 2"، طمعا بأن تشكّل الحكومة التي تحمل الشعار "العريق" بـ"النأي بالنفس" أملا جديدا للنظام السوري، وأن تُكتب له الحياة السياسية بعدما لعنته الثورة الشعبية. بغضّ النظر عن كون الموفد الدولي الى الشرق الأوسط الأخضر الإبراهيمي لم يحمل أي دعوة إلى لبنان لحضور المؤتمر، إلا أن منصور مصرّ على تمثيل لبنان بنفسه.

وأن يمثّل وزير الوطن بكامله يعني أن هذا الوزير يمثّل البلد وكل الفئات والاحزاب، وبالتالي فإن عليه أن ينقل وجهات النظر كلّها وأن يُبدي مخاوف العدد الأكبر من اللبنانيين الذين سئموا من الحكم الخاضع للنظام السوري وأزلامه في لبنان.. فالوزير الذي يمثل الجميع عليه أن يُشعر كل لبناني بأنه أوصل رسالته، وبأن لبنانيين كثيرين يطالبون بالإفراج عن أبنائهم المعتقلين في سجون النظام السوري، وبأن الخارجية اللبنانية تساوي بين جميع اللبنانيين ولا تفرّق بين مخطوفي أعزاز ومخطوفين مقاومين للنظام السوري منذ عهد الأسد الأب. قد يصحّ قول الوزير أن "الوزارة تمثل السياسة التي ترسمها الحكومة"، ولكن الحكومة نفسها ليست مستقرّة على رأي واحد، ما عدا "حزب الله" طبعا، فهو المنتمي الى المحور السوري- الإيراني ووزراؤه كلهم يدورون في المحور نفسه. وعنوان "النأي بالنفس" لا يمكن أن يعني نأيا وتدخّلا في الوقت عينه، غير أن القيّمين على الحكومة لم يحتملوا أن ينأوا بلبنان وشعبه والإستدارة في المقابل عن النظام السوري. لذا ظلّ هؤلاء متمسّكين بولائهم للنظام السوري، وهذا نابع من خلفية سياسية معيّنة وتبعية للمحور الذي ظلم لبنان طيلة عقود، فلا يُلام فريق قوى 14 آذار إذا رفض مشاركة منصور في مؤتمر "جنيف 2". وجّه الوزير منصور سهامه نحو قوى 14 آذار وتحدّى الدولة الرسمية بطريقة غير مباشرة لجهة أن "اعتراض قوى 14 آذار على مشاركته نابع من خلفية سياسية معيّنة"، قائلا "سأشارك لأنه من حقّي أن أقوم بذلك". منطقيا، إنه ردّ الوزير على رفض قوى 14 آذار لتمثيله، ورسميا، إن إصرار الوزير ليس تحدّياً لقوى 14 آذار لأن هذا الفريق لا يملك أي صفة تخوّله تمثيل لبنان في المؤتمر، وبالتالي فإن الواضح أن منصور متخوّف جدا من أن يمثّل لبنان رئيس الجمهورية، وبذلك يضيع دوره في نقل تضامن حزبه مع النظام السوري.

وكلام الوزير عن اعتراض قوى 14 آذار عليه، وعن إصراره غير المسبوق على التفرّد بتمثيل لبنان واختصار كل الشعب اللبناني بشخصه، يحمله على التوجّه الى قوى 14 آذار والطلب منهم "الوثوق به لأن موقفه واضح منذ بداية الأزمة". والحقيقة أنه منذ بداية الازمة لم يستقبل وزير الخارجية في مكتبه سوى السفراء الممانعين وخصوصا سفيري النظام السوري وإيران، ولأنها عادات وزارة الخارجية في استقبال سفراء الممانعة، لم ينل منصور الإهتمام اللازم من وزراء خارجية دول القرار في نيويورك على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في أيلول الماضي.

وما يقوله منصور عن أن "الخارجية للجميع" تنفيه وقائع عدة أهمها ما تتعرّض له الحدود اللبنانية - السورية في البقاع وعكار، وإن أحدا من اللبنانيين لم ينسَ الجدل الذي دار بين رئيس الجمهورية ووزير الخارجية الذي رفض الإمتثال لطلب الرئيس تقديم شكوى بالخروق السورية لدى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.. فكيف يمكن لأي لبناني أن يصدّق بأن "الخارجية للجميع" طالما أن الوزير يحتجّ على الخروق الإسرائيلية للجنوب من تلقاء نفسه ومن دون توجيه من أحد ويعاند رئيس الجمهورية في الإحتجاج على الخروق السورية؟! وبالوقائع وحدها يمكن إثبات انحياز منصور لطرف دون آخر، وما قوله عن أن "جنيف - 2 لن ينجح إلا في حضور الدولة السورية والمعارضة الوطنية"، إلا إرادة الوزير بأن يظهر بمظهر الديبلوماسي، الذي يتقبّل الرأي والرأي الآخر، في حين أنه انسحب من القمة العربية في الدوحة في آذار الماضي حين ألقى الرئيس السابق للإئتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب كلمته، وبسبب إعطاء مقعد الجمهورية السورية للثوار! وطالما أن جهات لبنانية تدعم أطرافا خارجية وتعترض على مجرّد أن يعطى الحقّ للأخيرة على إبداء رأيها، فهل سيكون سهلا على وزارة الخارجية أن تمثل اللبنانيين كلّهم؟ وهل مشاركة منصور في جنيف - 2 ستُبعد تأثير الداخل السوري على لبنان؟ وهل طبّقت أساسا مقررات جنيف-1 حتى يُعقد جنيف-2؟ لو كان بإمكان المؤتمرات أن تُنهي الحرب لكُتبت نهاية الحرب بعد مؤتمر جنيف الأول، وما كانت محادثات السلام حول فييتنام مثلا والتي انطلقت في باريس في العام 1969 أنهت الحرب بعد أربع سنوات.. والواضح أن منصور متشوّق لجنيف-2 لأنه يسعى الى دعم النظام السوري، وبالتالي هذا ما يبرر قوله إن "الحلّ لن يكون إلا سياسيا"..

 

استبدال "الشيطان الأكبر" بالتكفيريين

أسعد حيدر/المستقبل/انتهى زمن المواجهة مع "الشيطان الأكبر". بدأ زمن الحرب ضدّ "الإرهاب". نوري المالكي رئيس الوزراء قال في واشنطن: "نريدها حرباً دولية على الإرهاب...", هذه الدعوة إلى "حرب عالمية ثالثة"، مفتاحها في تشكيل "جبهة عريضة"، من قوى كانت حتى فتح مسار المصالحة بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية في إيران، تقف متواجهة في ما بينها وعلى ضفّتين، الكلمة الطيّبة من أي جهة، خيانة.

رغم الاعتراف الواضح والصريح بأنّ "الميدان هو الذي يفرض معادلاته"، ورغم أنّ الجميع يعرفون جيداً أنّ الحرب في سوريا، تمر في مرحلة "توزيع الخسائر" وأنّها ما زالت في بداياتها ولم تكتمل حتى يمكن الحديث عن عقد "جنيف-2"، فكيف بجنيف - الحل على طريقة "الطائف". فإنّ أطرافاً كانت تقف في جبهة الحرب ضدّ "الشيطان الأكبر"، تؤكّد أنّ تأثير سوريا على محيطها، خصوصاً في العراق ملموس، وأنّ المتغيّر الكبير الذي يفرض معادلات جديدة في المنطقة على التحالفات الدولية الاقليمية هو صعود "القاعدة" تحت مسميات مختلفة أهمّها "داعش" و"النصرة". "شجرة" "الحرب الدولية ضدّ الإرهاب" تخفي "غابة" صناعة الانتصار في سوريا. عنوان هذا الانتصار المستحيل عسكرياً، المحافظة على النظام الأسدي وفتح الباب على مصراعيه، وبقبول وترهيب دولي لاستمرار الأسد عبر انتخابات رئاسية "نزيهة"، علماً أنّه مهما كانت نيات النزاهة فيها ضخمة، فإنّها لن تكون أكثر من بالون قابل للانفجار عند إعلان النتائج. ما يساهم في تقديم أوراق اعتماد الأسد للمشاركة في هذه الحرب الخبرات والمعلومات والعلاقات والممارسات الدموية التي لا تعرف حدوداً والتي عمّقها في الحرب المفتوحة ضدّ الشعب السوري. وإذا تعقدت المفاوضات وصعبت الحلول، فإنّ المهم بقاء "جبل الجليد" وإن تمّ التخلي عن "رأسه" الطافي فوق الماء. هذا المتغيّر ليس كافياً لكل التحوّلات التي حصلت والتي ستستمر حتى تنضج على "نارها"، الخريطة الجديدة للشرق الأوسط. المتغيّر الكبير والحقيقي كما يرى مصدر عربي فاعل ومطلع هو: "صعود إيران بحيث أصبحت في موقع القوي وأنّ صعودها جعلها اليوم أقوى ممّا وصلت إليه في كل تاريخها الطويل. إيران موجودة بقوّة من افغانستان (الهزارة الشيعة وشبكة علاقات واسعة مع الأطراف الأخرى في وقت تستعد فيه القوات الأميركية للانسحاب) إلى سوريا. ولذلك كله إذا كانت إيران بحاجة لواشنطن "للاعتراف بدورها الاقليمي"، فإنّ الأخيرة بحاجة إلى طهران للمساهمة في حل الملفات المشتعلة كما في سوريا وافغانستان، والأخرى التي يرقص فيها القرار والسلم الأهلي فوق صفيح ساخن جداً". يتابع المصدر المطلع والفاعل: "العراق حيث إيران موجودة بوجود الشيعة الذين أمسكوا بمفاصل السلطة والقرار. إيران هذه لم تعد تخاف أو تقلق من بغداد وفيمَن يحكمها. طوال أربعة قرون وقعت 24 حرباً صغيرة وكبيرة عراقية إيرانية. الآن ضمنت إيران حدودها وهدوءها من جانب العراق لأربعة قرون قادمة". إيران وحدها لم تكن لتكون قويّة إلى هذه الدرجة لو لم تصبح "الحاضنة" أو كما يقول المصدر "الأخ الأكبر" للشيعة في منطقة الشرق الأوسط الكبير. إيران أعطت للشيعة الذين التحقوا بها "القوة". لكن الواضح أنّها أخذت منهم أكثر وهي تتابع استثمار حضورها بقوّة على طاولة المفاوضات مع الأميركيين. كل الملفات التي تستقوي بها بفعل هذا الوجود الشيعي الذي كان من السهل لها التغلغل فيه وتثبيت مواقعها فيه سواء بخطابها المذهبي السياسي أو بالمال والسلاح من أفغانستان إلى سوريا ولبنان مروراً باليمن حيث أصبح "الحوثيون" أقوياء جداً وبقوّة "حزب الله" في لبنان. لقد عرفت إيران كيف تستثمر ما لا تملكه في وجه مَن يملكون ولم يعرفوا كيف يتعاملون معه. هذا المنسوب من الاستقواء غير المسبوق لإيران، تكمن في حيثياته الكثير من الوقائع، لكن في مرحلة مفاوضات مع طرف هو الأقوى أي الولايات المتحدة الأميركية، وفي حالة مثل الحالة الإيرانية حيث هي التي تطلب الاعتراف بدورها، لا يمكنها إلاّ أن تقدّم تنازلات حقيقية وفعلية. أولى هذه التنازلات تغيير نهجها بنسبة 180 درجة من افغانستان إلى سوريا مروراً بلبنان. لا يهم أن يبقى الخطاب، الأهم المسارات ووسائل تنفيذها. مجرّد قبول طهران بذلك، يعني أنّ شرق أوسط جديد قد وُلد لا مكان فيه مثلاً للجنرال قاسم سليماني.

         

الحرس الثوري والتبجح بحماية نظام بشار

 داود البصري/السياسة

 بكل تأكيد ما يجري من مجازر سلطوية مروعة في سورية اليوم على يد عصابات جيش نظام بشار المهزوم, وتحت القيادة الإيرانية المباشرة, وبتدخل إجرامي فظ من عصابات القتلة الطائفيين المجرمين القادمين من لبنان والعراق تحديدا من عصابات حزب نصر الله والقطعان الطائفية المجرمة العراقية كـ"العصائب" و"عصابة أبوالفضل" وغيرها من جماعات السفلة و"السرسرية" هي بمثابة عمليات  قتل وإرهاب مباشرة ضد الشعب السوري الحر, وترتكب بدم بارد وأمام عيون القوى الغربية المنافقة التي لا تهتم إلا بتشليح النظام المجرم من أسلحته القذرة, ليس حبا بالشعب السوري ولا دفاعا عنه أو لحمايته, بل لحماية الأمن الإسرائيلي, وهذا هو بيت القصيد, والذي يختصر كل معاناة السوريين من نظامهم المجرم الذي فاق بجرائمه نظام القذافي الذي كان وتجاوز بوحشيته كل الموبقات المنسوبة لنظام بعث صدام حسين, وضرب الرقم القياسي في إرهاب الدولة وقتل الأبرياء بدم بارد وسادية غير مسبوقة. ومع ذلك, فالعالم الذي يسمي نفسه حرا يتفرج على مصارع السوريين, برا وجوا وحتى بحرا, بعد أن أضحت قوافل اللاجئين والهاربين طعاما لأسماك "المتوسط".

وفي ظل هذه الفوضى الدموية المهلكة يخرج علينا الآغا محمد علي جعفري القائد العام لعصابات حرس الثورة الإرهابية الإيرانية بتصريحات فظة ومريضة تؤكد, وتدعم وتعترف, وتشيد وتتفاخر, وتتبجح بالدور الإيراني المجرم في دعم نظام بشار المجرم وتعتبره إسقاطا للمؤامرة, وطبعا لا نلوم الإرهابي جعفري في تبجحاته, فهو يعبر عن واقع حال إقليمي بات سائدا للأسف, وهو يعلن بوضوح رايات انتصار إيرانية دموية ومزيفة على إرادة شعب سوري عربي حر قرر مقارعة الطغاة وسحق الديكتاتورية وتحطيم أصنام الهزيمة والعار والاستبداد, وهو ماض في طريقه مهما بلغت التضحيات, فالذي لا يعلمه جعفري ومن خلفه كبيرهم الذي علمهم الدجل, والغدر, والحقد الصفوي المتوارث كابرا عن كابر أن الثورة السورية الكبرى المتجددة والمشتعلة لم تولد لتموت, ولم تشتعل لتنطفئ, بل أن نيرانها التحررية ستحرق كل معابد نيران الفئة الضالة المجرمة التي تتطوع لقتل تطلعات الشعوب الحرة. الجعفري وحثالاته الإقليميون وطوابير عملائه السريين منهم والعلنيين نقول : خسأت وخاب مسعاك, فالمنتصر ليس أنتم ولا عصاباتكم المهزومة التي تعود بالعشرات في توابيت العار بعد نيلها القصاص على يد الثوار الحرة التي ستقطع رقاب كل المجرمين والقتلة في نهاية المطاف وستطيح بكل أحلامكم وتطلعاتكم الكسروية الدموية الحاقدة.

 وإذا كان التآمر الدولي على الشعب السوري قد وفر للنظام الإيراني ولعصاباته مجالا حيويا للتحرك التكتيكي الموقت فإن إرادة الشعب السوري الحر ستكون هي العنصر الحاسم في تقرير مصير ونهاية الصراع, وبما يتوافق مع الحتمية التاريخية في انهيار الطغاة ومع الوعد الآلهي المقدس بحماية ونصرة الذين آمنوا والذين على ربهم يتوكلون - أما تبجحات ومباهاة و"شمخرة" جعفري فهي تعبير فظ عن انتصارات وهمية رثة على فقراء ومستضعفين من الأطفال والنساء والمحرومين. لن يفلح القتلة والمجرمون ولن يتمكنوا من فرض إراداتهم الخسيسة على شعب ثائر قدم مئات الآلاف من الشهداء في طريق الحرية المقدس, ومن سينتكس في نهاية المطاف هي جموع القتلة من عصابات الصفويين الحاقدة التي لو تمكنت, لاسمح الله, من فرض راياتها السوداء الظلامية على روابي الشام فإن الشرق بأسره سيعيش انتكاسة تاريخية لا نظير لها.

 معركة الحرية في الشام لا تتعلق نتائجها المباشرة بالشعب السوري فقط, بل بمصير شعوب الشرق بأسره, فانهيار الثورة السورية يعني انهيار أشياء كثيرة, والتنادي لدعم أحرار الشام هو مهمة مقدسة لا تحتمل التأجيل ولا المناورة, ولا الانتظار. لقد تبجح قائد عصابة الحرس الثوري بانتصارات نظامه الوهمية متكئا على نتائج تراجعات تكتيكية في مسيرة الثورة المتصاعدة, وهو يمني النفس واهما بهزيمة تلك الثورة, ولكنه يعيش على ترياق وأفيون قيادات الفكر الصفوي المارقة التي تتصور واهمة بأنها قد كسبت الجولة وفي ذلك وهم كبير, فأبطال الشام الذين رفعوا راية التوحيد والاعتماد على رب العزة والجلال منذ بداية الثورة مقتنعون تمام الاقتناع أن نفاق المجتمع الدولي لن يحرف المسيرة وإن تدخلات الإرهابيين الإيرانيين وحلفاءهم ستعطي للثورة السورية البعد الأكثر ستراتيجية وستزيد من العزم والهمة في إنجاز المهمة, وسيعلم جعفري وكل معسكر الحقد والضلالة أي منقلب سينقلبون, ولمن ستكون العاقبة, ويكيدون كيدا واكيد كيدا فمهل الكافرين امهلهم رويدا, فخسأت يا جعفري.

* كاتب عراقي

 

استبعد التوصل إلى حل سياسي في ظل تصاعد قوة المتطرفين/ديبلوماسي بريطاني لـ"السياسة": 20 ألف جهادي دخلوا سورية في 2013

حميد غريافي/ السياسة/ أكد تقرير بريطاني أن مؤتمر "جنيف 2" الذي تسعى واشنطن وموسكو إلى عقده خلال الأسابيع المقبلة, لن يؤدي إلى وقف الحرب في سورية, سيما في ظل وجود عشرات الآلاف من الجهاديين الأجانب, الذين يقاتلون بهدف "اجتثاث العلويين والشيعة من منطقة الشام والعراق". ونقل ديبلوماسي بريطاني شارك في "جنيف 1" الذي عقد في يونيو ,2012 عن تقرير شديد الخصوصية لمحللين من القادة العسكريين والأمنيين البريطانيين, انه "حتى لو قبلت المعارضة السورية والنظام وحلفاؤهما بحضور "جنيف 2", فإن الحرب لن تتوقف بوجود نحو 40 ألف جهادي, يزدادون قوة يوماً بعد يوم, ويحصلون على أسلحة "فتاكة" من دول اقليمية وغربية".

وكشف الديبلوماسي لـ"السياسة" عن أن "الجهات الداعمة للسلفيين الجهاديين في سورية, سرعت وتيرة تزويدهم بالأسلحة النوعية الفاعلة, من بينها معدات ثقيلة, لا يمتلك الجيش السوري النظامي مثيلاً لها, وتسهيل عمليات التطوع في العالمين العربي والاسلامي وفي معظم دول الغرب والشرق, حيث قدرت الاستخبارات التركية والغربية والعربية في المنطقة عدد من دخلوا سورية من تركيا ولبنان والأردن والعراق منذ مطلع هذا العام, بنحو عشرين ألف سلفي جهادي يتقاضون رواتب شهرية مغرية ويتلقون تدريبات قاسية في بعض دول الطوق السوري, وأسلحة شديدة التطور خصوصاً تلك المضادة للدبابات والدروع وللتحصينات, وصواريخ ارض - جو مضادة للطائرات محمولة على الكتف ومدافع ميدان متوسطة وبعيدة المدى ومدافع هاون من مختلف العيارات". وأكد الديبلوماسي ان "ضباطاً عرباً وأجانب دخلوا, ومازالوا يدخلون مع الافواج السلفية لاستكمال تدريباتها في الخطوط الخلفية ضد الأسد, ريثما تصبح جديرة بخوض الحرب على محاور الخطوط الاولى في دمشق وحمص وحلب ودرعا وادلب وسواها, وذلك على غرار تسلل عناصر وضباط الحرس الثوري الايراني وحليفيه العراقي واللبناني الذين يساندون قوات النظام".  وكشف الديبلوماسي لـ"السياسة" عن أن "ضباطا سابقين في الجيشين اللبناني والاردني ورؤساء كوادر في أحزاب لبنانية يمينية سنية ومسيحية ممن خاضوا حروب الشوارع في لبنان, ومجموعات من الكومندوس التركي والقوات الخاصة البريطانية ومن بعض دول الاطلسي, موجودون منذ سنة ونصف السنة داخل المناطق التي طردت منها القوات الحكومية, وهي على عكس كل ادعاءات واشنطن والدول والمحاور الدائرة في فلكها تشرف على كل الاجنحة المقاتلة للنظام وبينها القوى السلفية الجهادية الأكثر شراسة في الحرب من الجيش الحر ومختلف الكتائب الاسلامية المعتدلة الاخرى".

واضاف ان أكثر الخسائر التي لحقت بالجيش والشبيحة السوريين وميليشيا "حزب الله" والميليشيات العراقية, منذ بداية الحرب, "إنما وقعت على أيدي مقاتلين أصوليين تابعين "لجبهة النصرة" و"تنظيم القاعدة" وكتائب قريبة منها عقائديا, فيما قامت هذه الفصائل بإعدام جميع الاسرى غير المسلمين السنة من قوات النظام, في حين ما مازال الجيش السوري الحر يحتفظ بأسراه, ويفاوض أحيانا على مبادلتهم بأسرى تابعين له, كما ان المناطق والقرى والبلدات الواقعة تحت سيطرة القوى الجهادية في ريف دمشق وريفي حلب وحمص ومحافظة اللاذقية, هي التي تثير الرعب في قلوب قوات الاسد وشبيحته وبطائفته العلوية بشكل عام".

 

 ماذا لو رحل مرشد إيران؟

عبد الرحمن الراشد /الشرق الأوسط

قال أحد المعلقين الإيرانيين عن غياب المرشد الأعلى: «لا تصلنا أنباء جيدة حول صحة كبيرنا، ولم يتحدث في يوم الغدير مع الشعب ومع الضيوف... ادعوا له».

وقد عودتنا كثرة الإشاعات الشخصية ألا نصدقها، فغياب المرشد عشرين يوما وعيدين لا تعني الكثير، لكن رغم ضعف رواية مرض رأس النظام الإيراني، فإن السؤال عما بعد آية الله يفرض نفسه في ظروف تزداد تعقيدا. هل لو غاب المرشد الليلة، يمكن أن تتبدل السياسة الإيرانية الخارجية؟ النظام الإيراني جمعي، لا يشبه في هياكله مثلا نظام الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، الذي بوفاته تغيرت سياسة مصر في عهد خلفه أنور السادات. فالأنظمة التي تقوم على مؤسسة الفرد الواحد غالبا ما ينقلب الخلف على سياسة السلف. في سوريا، عندما تولى الحكم بشار الأسد خلفا لأبيه، تبدلت سياسة سوريا في نواح عديدة. انتهت سوريا إلى طريق مسدود بعد رحيل الأب الذي أدرك أن انتماءه إلى طائفة صغيرة العدد يتطلب منه توازنات معقدة. أما بشار فقد اندفع، فور توليه الرئاسة، إلى تغيير تلك المعادلة، وانخرط في خدمة النظام الإيراني ضمن تحالف كامل، وتجرأ على اغتيال كبار الشخصيات في سوريا، ثم لبنان، ودعم نشاط الإرهاب في العراق لسنوات، ثم اعتمد العنف وحده في مواجهة الثائرين عليه. فهل غياب المرشد، الرجل الذي يملك صلاحيات مطلقة، يمكن أن يغير سياسة إيران إلى الأفضل أو الأسوأ؟ بكل أسف الأرجح هو الأسوأ. كل الذين يتزاحمون خلف المرشد يريدون خلافته، هم أكثر ثورية منه، مع تعاظم دور الحرس الثوري في إدارة الدولة والحياة العامة، فهو يدير معارك في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن وغزة. إنما شخصية إيجابية، مثل الشيخ هاشمي رفسنجاني، لا حظ لها في قيادة إيران. رفسنجاني انتهى معزولا ومهمشا مع أنه الذي مكن علي خامنئي من منصب المرشد الأعلى، الذي انقلب عليه وأبعده، وسجن أبناءه. والآن يهيمن المتشددون على صناعة القرار، بدعم من الحرس الثوري، وتم إقصاء معظم الشخصيات الإيرانية التاريخية والمعتدلة، التي كان لها أن تقود البلاد نحو السلام والاستقرار، والتفرغ للتنمية وبناء العلاقات الإقليمية الدولية، مثل مهدي كروبي، ومير حسين موسوي. بعد ثلاثين عاما من سياسة التطرف السياسي في طهران، نتمنى أن نلمح شيئا من النور في مستقبل إيران والقيادة الإيرانية، لكننا لا نرى شيئا، بعد. وليست هذه أمانينا وحدنا، بل لا بد أنها، أيضا، تطلعات الشعب الإيراني الذي يعاني كل يوم، وانتهى به الأمر إلى أن أصبح واحدا من أفقر الشعوب، وأكثرها بؤسا، بعد أن كان أكثرها نجاحا وتفوقا في منطقة الشرق الأوسط. نظام إيران اليوم مؤسسة متطرفة، في انغلاقه وسياساته مماثل لأنظمة صدام العراق، وقذافي ليبيا، وأسد سوريا، وكيم جونغ أون كوريا الشمالية، ولا ندري كيف سيصبح غدا، لو غاب خامنئي عن المشهد غدا.

نقلا عن صحيفة "الشرق الاوسط"

 

حماية ورعاية الأقليات واجب ديني ووطني وإنساني

باسم الجسر/الشرق الأوسط/مؤتمر رؤساء الطوائف المسيحية الذي انعقد في لبنان، في الأيام الأخيرة، ليس بحدث عادي يمر به مرور الكرام. لا سيما أن عنوانه الكبير كان «التداول في أوضاع الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط ودورها ومصيرها على ضوء ما تعرضت له في السنوات الأخيرة من اعتداءات على الأشخاص والمراجع والمؤسسات والرموز في أكثر من بلد عربي». ابتداء بالعراق وانتهاء بسوريا ولبنان ومرورا بمصر، على يد جماعات من المتطرفين المتعصبين الجهلة الذين قيل لهم، و«اقتنعوا» بأن هذه الاعتداءات تشكل وجها من وجوه الجهاد في سبيل الله والدين! وهي أبعد ما تكون عنه.

إذا كان من حق وواجب رؤساء الطوائف المسيحية أن يعبروا عن مخاوف أبناء رعياتهم فإن من واجب كل عربي وكل مسلم أن يضم صوته إلى صوتهم مستنكرا كل مس بمشاعر إخوته في المواطنة، ورافضا أي اعتداء عليهم، لا من منطلق إنساني أو وطني أو قومي أو سياسي اجتماعي فحسب، بل أيضا وخصوصا من منطلق ديني. فالدين الإسلامي يفرض على كل مسلم حسن معاملة ومراعاة وحماية «أهل الكتاب» أي المسيحيين. ولا داعي للاستشهاد بالآيات التي تقضي بذلك فهي عديدة وأكثر من معروفة. ثم إن المسيحيين الذين يعيشون في مصر والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين هم أبناء هذه الأرض التي يعيشون فيها منذ ألفي سنة، أي قبل الفتح الإسلامي، واستمروا في العيش مع المسلمين عليها (وفي ذلك فخر للحكام المسلمين لا يستطيع حكام بعض الدول الغربية ادعاءه). كما شاركوا في بناء الحضارة العربية، وفي معارك استقلال الشعوب العربية والإسلامية. ناهيك بأن كل الدساتير العربية تنص على مساواتهم في الحقوق مع المواطنين المسلمين، ثم إن كل الدول العربية والإسلامية هي أعضاء في منظمة الأمم المتحدة، وبالتالي ملزمة بحماية حقوق الإنسان إلى أي دولة أو دين أو مذهب انتمى.

ليس من مصلحة العرب والمسلمين اضطهاد الأقليات المسيحية العربية التي كان ولا يزال لها دورها في تنمية الاقتصاد الوطني نظرا لصلاتها التاريخية والثقافية والاقتصادية مع الغرب، لا سيما أن الغرب لا يستطيع إلا أن يتأثر بأوضاع مسيحيي الشرق في تحديد علاقاته الخارجية، وخاصة بالدول العربية والإسلامية، وأن ينعكس ذلك سلبا على العشرين أو الثلاثين مليون عربي ومسلم يعيشون في الغرب. أوليس أفضل لنا، ونحن نخوض صراعا مصيريا مع إسرائيل، أن يكون الغرب والعالم إلى جانبنا، وألا يصبح اضطهاد الأقليات المسيحية سببا إضافيا لمعاداتنا أو للتخوف منا؟

في أواخر عهد السلطنة العثمانية أثيرت قضية الأقليات المتمردة على الدولة بتحريض من الدول الأوروبية العاملة على فكفكة الدولة العثمانية وتقاسم أراضيها، فكانت حروب وكانت حملات «تطهير» وتهجير ظالمة ورهيبة. ولكنها كانت تحت شعار سياسي قومي تركي. ولقد مر على تلك التطهيرات العرقية والقومية مائة عام ولا تزال تشكل وصمة على جبين من قاموا بها. وإنما العالم والشرق الأوسط في القرن الحادي والعشرين يختلفان عنهما في القرن التاسع عشر. صحيح أن هناك مصلحة إسرائيلية، وربما دولية، في الحؤول دون قيام أي وحدة أو اتحاد أو جبهة عربية أو إسلامية موحدة، وأن تحريك النزاعات والحساسيات الدينية والطائفية والمذهبية والعرقية في المجتمعات العربية والإسلامية، خطة أو مؤامرة مستديمة، ولكن أين هي مصلحتنا في أن نقع في شباكها؟ في أن نستجر معها إلى عمليات إرهاب وعنف وحروب أهلية؟ في أن «نفش خلقنا» في بعضنا البعض بدلا من توحيد صفوفنا وطي رواسب خلافاتنا العقائدية والسياسية والطائفية والمذهبية، وهي في معظمها تعود ألف سنة أو أكثر إلى الوراء؟!

لم يتراجع الإسلام، لا انتشارا في العالم ولا فتورا في القلوب رغم تراجع المسلمين سياسيا واقتصاديا وحضاريا أمام الغرب منذ القرن الخامس عشر، بل بقيت أنواره تشع من الأزهر والزيتونة. وليس بالصدفة أو الغرابة أن يصل عدد المسلمين في العالم إلى المليار ونصف المليار وأن تحدث هذه الصحوة الدينية من المغرب إلى إندونيسيا، ولكن الغرابة هي في بروز جماعات متطرفة في فهمها للدين؛ «قاعديين» سموا أم سلفيين أم جهاديين أم أصوليين، وانبرائهم لصبغ الإيمان والدين بالعنف والإرهاب وإعلان الحرب على الغرب والشرق وعلى تسعة وتسعين في المائة من المسلمين الذين لا يقولون قولهم أو يشاركونهم في أفعالهم الإرهابية أو يسيرون في درب غلوهم. لا دفاعا عن الغرب وتاريخه الاستعماري، ولا تقليلا من واجب التصدي للتحدي الإسرائيلي العدواني، نشجب هذا النوع من الجهاد المقتصر على العنف والمعتدي على الأقليات غير المسلمة والمستعدي الغرب بل العالم بأسره، إنما نضم صوتنا إلى صوت الأحبار المسيحيين العرب دفاعا عن حياة الأقليات المسيحية في العالمين العربي والإسلامي. هذا ما يمليه علينا ديننا وقوميتنا ووطنيتنا وإنسانيتنا وشرفنا وأخلاقنا.

 

دوليات

 

رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الاسرائيلية عاموس جلعاد: معنيون بمنع "حزب الله" من حيازة قدرات تلحق أضراراً بنا

المركزية- أكد رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الاسرائيلية عاموس جلعاد ان إسرائيل معنية بمنع "حزب الله" من حيازة قدرات قد تلحق بإسرائيل أضراراً فادحة جداً. واعتبر ان "حزب الله" يحاول التعاظم والتزود بأسلحة موجهة ضد إسرائيل"، مشيرا الى أنه "ليس للرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان أي علم على الإطلاق بما يدخل الأراضي اللبنانية من معدات حربية". ورفض رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الاسرائيلية التعقيب على الغارة الجوية في سوريا.

 

القبس: السعودية تريد نأي لبنان بنفسه ولا حكومة اذا بقي حـزب الله في سوريا

المركزية- اكد مصدر دبلوماسي لصحيفة "القبس" الكويتية ان جل ما تبغيه السعودية هو ان يلتزم لبنان، وبالمطلق، سياسة النأي بالنفس، وهذا ما يفترض خروج مقاتلي حزب الله من سوريا. ولفت الى ان على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ان يتخذ موقفا مباشرا حيال هذه المسألة، اذ لا حكومة قطعاً اذا بقي الحزب يقاتل في سوريا، وعندما لا تكون هناك حكومة فلا تعود هناك امكانية لانتخاب رئيس للجمهورية.

 

إسرائيل غاضبة من واشنطن لتسريبها معلومات عن الغارة على سورية

  تل أبيب - يو بي اي: أثار تأكيد مصدر أميركي أن الطيران الحربي الإسرائيلي هو الذي نفذ غارة في الأراضي السورية غضباً كبيراً في إسرائيل, التي اعتبرت أن الولايات المتحدة تلحق بها أضراراً. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصادرة أمس, أن تسريب الولايات المتحدة معلومات مفادها أن سلاح الجو الإسرائيلي هو الذي أغار على موقع في الأراضي السورية وقصفه, الأربعاء الماضي, "جعل مسؤولين كبارا في القدس يستشيطون غضباً". وكانت شبكة "سي ان ان" التلفزيونية الأميركية نقلت عن مسؤول في البيت الأبيض ليل اول من أمس, تأكيده أن سلاح الجو الإسرائيلي هو الذي أغار على موقع سوري فيه صواريخ دفاعية من طراز "اس ايه - 17" المضادة للطيران. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن التقديرات هي أن هذه الصواريخ كانت ستنقل من سورية إلى "حزب الله" في لبنان, مشيرة إلى أن التسريب الأميركي يعكس عمق الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل, خاصة وأن هذه المرة الثالثة التي تسرب فيها واشنطن معلومات بشأن غارات جوية إسرائيلية في سورية. ونقلت الصحيفة عن مصادر في الحكومة الإسرائيلية قولها إن "هذه التسريبات تعبر عن مخاوف الولايات المتحدة من إشعال حريق إقليمي", وأن التخوف الأميركي هو من أن الرئيس السوري بشار الأسد "سيشعر أنه لا يمكنه تجاهل الغارة وأنه في هذه المرحلة أو في وقت لاحق سينضم إليه حزب الله وربما إيران أيضا".

واضافت المصادر إن "هذا التسريب الأميركي خطير جدا, خاصة أنه يأتي من جهة دولة هي حليفة ستراتيجية لإسرائيل". وبحسب الصحيفة, فإن الصواريخ التي تم قصفها في الأراضي السورية تشكل خطراً على الطيران الحربي الإسرائيلي الذي يحلق باستمرار في الأجواء اللبنانية, "إذا ما وصلت إلى أيدي حزب الله".

 

التأييد يتزايد لمشروع قانون في الكونغرس يطالب بمحاكمة مجرمي الحرب في سورية

واشنطن - من حسين عبدالحسين /الراي/«اجراء التحقيقات، ومحاكمة جرائم الحرب، والجرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية التي ارتكبها مسؤولون في الحكومة السورية، او اعضاء مجموعات اخرى متورطة في الحرب الاهلية في سورية»، هي فحوى مشروع القانون الذي قدمه عضو الكونغرس الجمهوري كريس سميث في سبتمبر الماضي، والذي حصد حتى الآن تأييد 18 عضوا آخرين من الحزبين، في وقت يستمر النقاش في الكونغرس حول جدوى انشاء محكمة دولية متخصصة بجرائم الحرب السورية، على غرار محاكم سيراليون وراوندا ويوغوسلافيا السابقة ولبنان. ودعا الخبير القانوني الن وايت الى انشاء محكمة دولية - سورية مختلطة، على غرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تسعى الى محاكمة قتلة رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري. وقال وايت ان «محكمة جرائم الحرب السورية» عليها ان تكون مدعومة من الامم المتحدة، ويمكن، «من اجل التسريع في عملها وتقليص نفقاتها، ان يتم انشاؤها في لاهاي، وان تستخدم جزءا من المساحة المكتبية المخصصة للمحكمة الخاصة بلبنان». واعتبر وايت، في شهادة ادلى بها امام لجنة «افريقيا، وحقوق الانسان، والصحة العالمية، والمنظمات الدولية» في الكونغرس، والتي يترأسها سميث نفسه، ان المحكمة الدولية السورية تحتاج الى مكاتب في دولة مجاورة لسورية من اجل العمل على الارض، والتواصل مع الشهود وحمايتهم، اذ ان معظم الادلة في محاكم من هذا النوع تأتي من الشهود، حسب الخبير الاميركي. وعبّر وايت عن تأييده التام لمشروع القانون المطروح، وقال ان «ضمان محاسبة (الرئيس السوري بشار) الاسد وآخرين ممن ارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، وجلبهم امام العدالة، ممكن من خلال محكمة جزائية مستقلة».

ومن الخبراء المؤيدين بروفسور القانون في جامعة سيراكوز دافيد كراين، وهو من مؤسسي محكمة سيراليون ومن مؤسسي «مشروع المحاسبة في سورية»، وهو مشروع اكاديمي يعمل منذ اندلاع الانتفاضة السورية ضد حكم الاسد على توثيق كل الاعتداءات والاعمال العسكرية، وفهرستها زمنيا، وتدوين تواريخها، وتصنيفها حسب تجاوزها للقانون. وتحدث كراين عما اعتبره فشل «محكمة الجنايات الدولية» في القيام بدورها او في تحقيق اي نتائج تساهم في محاسبة مرتكبي جرائم الحرب او ثني آخرين عن ارتكابها. وقال كراين ان في الحالة السورية، هناك خمسة خيارات، الاول هو اللجوء الى «محكمة الجنايات الدولية»، وانجازات هذه متقلبة، وبالكاد يمكنها التعامل مع الملفات التي تعمل عليها وتحقق فيها. الخيار الثاني، حسب كراين، هو تشكيل محكمة دولية - سورية على غرار البلقان وراوندا ولبنان، لكن الامر يتطلب قرارا صادرا عن مجلس الامن الدولي بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، وهو امر متعذر نظرا لموقف روسيا المعارض ولقدرتها على التعطيل عن طريق استخدامها حقها في النقض الفيتو. الخيار الثالث هو محكمة اقليمية على غرار محكمة سيراليون، ولكنها تحتاج كذلك الى قرار دولي، فيما الخيار الرابع، وهو انشاء محمكة محلية ذات طابع دولي قد يكون متعذرا بسبب الحاجة الى صيغة دولية. لذا، يعتقد كراين ان الخيار الافضل هو محاكمات محلية، وهذه ستحتاج الى التوصل الى سلام في سورية قبل البدء بالعمل بها. على ان المسؤول القانوني السابق في ادارة الرئيس جورج بوش حذر من التعقيدات المرتبطة بالمحاكم الدولية بشكل عام. وقال ستيفن رادمايكر ان بعض المحاكم، مثل في يوغوسلافيا السابقة والسودان، تم انشاؤها كوسيلة ضغط لردع حكومات عن ارتكاب جرائم عندما يكون الغرب في موقع لا يرغب فيه بالتدخل عسكريا في مطلع الامر. اما في محاكم مثل راوندا، فتم انشاء المحكمة بسبب شعور المجتمع الدولي بالذنب بسبب هول المجازر. ويقول رادمايكر ان امام محاكم من هذا النوع عقبات كثيرة منها انها قد تقضي على فرص التوصل الى تسويات بين فريق الضحايا وفريق مرتكبي الجرائم في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب. كذلك، يمكن للحكومات السورية المقبلة ان تعمل اما على استخدام هذا النوع من المحاكم للانتقام سياسيا، او تحاول مواجهتها خوفا من ان تطال مرتكبي جرائم فازوا بالحرب واصبحوا في صف الفريق الحاكم.

واعتبر رادمايكر انه من الصعوبة ان توافق الحكومة الاميركية على انشاء محكمة في وقت تسعى الى التوصل الى تسوية تضم فريق الاسد، وقال ان «الولايات المتحدة لن تقوم بأي عمل عسكري احادي مثل الذي قامت به في يوغوسلافيا السابقة»، وان «ادارة (الرئيس باراك) أوباما لم تعد في وارد العمل جديا من اجل ازاحة نظام بشار الاسد من السلطة». واضاف انه «بدلا منذ ذلك، وبعد الاتفاق مع روسيا من اجل تدمير اسلحة سورية الكيماوية، اصبح نظام الاسد شريك ادارة أوباما في مجهود التدمير المذكور»، وان «خطاب الادارة قد لا يكون قد بدأ يعكس حقيقة سياستها، ولكن الادارة ستدرك ان واحدة من عواقب الاتفاق مع روسيا هو ان تتنازل بصمت عن سياستها المعلنة لاجبار الاسد على الرحيل عن السلطة».

 

قوات نظام الأسد تحاول بمساعدة «حزب الله» فصل أحياء دمشق الجنوبية عن الريف

دمشق - وكالات - قصفت القوات النظامية السورية، أمس، الاحياء الجنوبية لدمشق والمناطق المحيطة بها في الريف الدمشقي في محاولة لفرض «فكي كماشة» للفصل بين هذه المناطق التي تعد معاقل لمقاتلي المعارضة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان القوات النظامية مدعومة بعناصر من «حزب الله» ومسلحين موالين لها «حققت تقدما في مدينة السبينة جنوب دمشق وسيطرت على مناطق فيها، وسط قصف عنيف تعرضت له المدينة».واشار الى تسجيل «حالات نزوح ومخاوف شديدة على حياة المدنيين المتواجدين بكثافة في تلك المنطقة». واوضح عبد الرحمن ان القوات النظامية «تحاول التقدم في المناطق الجنوبية للعاصمة، وفرض فكي كماشة حول الاحياء الجنوبية وريف دمشق الجنوبي»، مشيرا الى تعرض حي القدم في جنوب العاصمة لقصف عنيف. كذلك دارت اشتباكات بين اللجان الشعبية الموالية لنظام الرئيس بشار الاسد ومقاتلي المعارضة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق. وكان المرصد قد افاد مساء أول من أمس عن مقتل ثمانية اشخاص على الاقل في قصف لقوات النظام على حي الحجر الاسود في جنوب العاصمة.

ووضع المرصد القصف ضمن محاولة النظام «استعادة جنوب دمشق»، و«تأمين العاصمة في شكل كامل». ويسيطر مقاتلو المعارضة على جيوب على اطراف دمشق لا سيما في احياء برزة وجوبر والاحياء الجنوبية.

من ناحية ثانية، قال المرصد ان القوات النظامية سيطرت على مدينة السفيرة في ريف حلب بعد قتال عنيف استمر عدة أيام. وتقع مدينة السفيرة على طريق استراتيجي يمكن استخدامه للتخفيف عن مناطق تسيطر عليها الحكومة في حلب. وكان مقاتلون معارضون ومنهم بعض المرتبطين بتنظيم «القاعدة» يسيطرون على المدينة. وأفاد المرصد بأن 105 أشخاص قتلوا في أنحاء متفرقة من سورية أول من أمس.

 

التأييد يتزايد لمشروع قانون في الكونغرس يطالب بمحاكمة مجرمي الحرب في سورية

واشنطن - من حسين عبدالحسين /الراي/اجراء التحقيقات، ومحاكمة جرائم الحرب، والجرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية التي ارتكبها مسؤولون في الحكومة السورية، او اعضاء مجموعات اخرى متورطة في الحرب الاهلية في سورية»، هي فحوى مشروع القانون الذي قدمه عضو الكونغرس الجمهوري كريس سميث في سبتمبر الماضي، والذي حصد حتى الآن تأييد 18 عضوا آخرين من الحزبين، في وقت يستمر النقاش في الكونغرس حول جدوى انشاء محكمة دولية متخصصة بجرائم الحرب السورية، على غرار محاكم سيراليون وراوندا ويوغوسلافيا السابقة ولبنان. ودعا الخبير القانوني الن وايت الى انشاء محكمة دولية - سورية مختلطة، على غرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي تسعى الى محاكمة قتلة رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري. وقال وايت ان «محكمة جرائم الحرب السورية» عليها ان تكون مدعومة من الامم المتحدة، ويمكن، «من اجل التسريع في عملها وتقليص نفقاتها، ان يتم انشاؤها في لاهاي، وان تستخدم جزءا من المساحة المكتبية المخصصة للمحكمة الخاصة بلبنان». واعتبر وايت، في شهادة ادلى بها امام لجنة «افريقيا، وحقوق الانسان، والصحة العالمية، والمنظمات الدولية» في الكونغرس، والتي يترأسها سميث نفسه، ان المحكمة الدولية السورية تحتاج الى مكاتب في دولة مجاورة لسورية من اجل العمل على الارض، والتواصل مع الشهود وحمايتهم، اذ ان معظم الادلة في محاكم من هذا النوع تأتي من الشهود، حسب الخبير الاميركي.

وعبّر وايت عن تأييده التام لمشروع القانون المطروح، وقال ان «ضمان محاسبة (الرئيس السوري بشار) الاسد وآخرين ممن ارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، وجلبهم امام العدالة، ممكن من خلال محكمة جزائية مستقلة». ومن الخبراء المؤيدين بروفسور القانون في جامعة سيراكوز دافيد كراين، وهو من مؤسسي محكمة سيراليون ومن مؤسسي «مشروع المحاسبة في سورية»، وهو مشروع اكاديمي يعمل منذ اندلاع الانتفاضة السورية ضد حكم الاسد على توثيق كل الاعتداءات والاعمال العسكرية، وفهرستها زمنيا، وتدوين تواريخها، وتصنيفها حسب تجاوزها للقانون.

وتحدث كراين عما اعتبره فشل «محكمة الجنايات الدولية» في القيام بدورها او في تحقيق اي نتائج تساهم في محاسبة مرتكبي جرائم الحرب او ثني آخرين عن ارتكابها. وقال كراين ان في الحالة السورية، هناك خمسة خيارات، الاول هو اللجوء الى «محكمة الجنايات الدولية»، وانجازات هذه متقلبة، وبالكاد يمكنها التعامل مع الملفات التي تعمل عليها وتحقق فيها. الخيار الثاني، حسب كراين، هو تشكيل محكمة دولية - سورية على غرار البلقان وراوندا ولبنان، لكن الامر يتطلب قرارا صادرا عن مجلس الامن الدولي بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة، وهو امر متعذر نظرا لموقف روسيا المعارض ولقدرتها على التعطيل عن طريق استخدامها حقها في النقض الفيتو.

الخيار الثالث هو محكمة اقليمية على غرار محكمة سيراليون، ولكنها تحتاج كذلك الى قرار دولي، فيما الخيار الرابع، وهو انشاء محمكة محلية ذات طابع دولي قد يكون متعذرا بسبب الحاجة الى صيغة دولية. لذا، يعتقد كراين ان الخيار الافضل هو محاكمات محلية، وهذه ستحتاج الى التوصل الى سلام في سورية قبل البدء بالعمل بها. على ان المسؤول القانوني السابق في ادارة الرئيس جورج بوش حذر من التعقيدات المرتبطة بالمحاكم الدولية بشكل عام. وقال ستيفن رادمايكر ان بعض المحاكم، مثل في يوغوسلافيا السابقة والسودان، تم انشاؤها كوسيلة ضغط لردع حكومات عن ارتكاب جرائم عندما يكون الغرب في موقع لا يرغب فيه بالتدخل عسكريا في مطلع الامر. اما في محاكم مثل راوندا، فتم انشاء المحكمة بسبب شعور المجتمع الدولي بالذنب بسبب هول المجازر. ويقول رادمايكر ان امام محاكم من هذا النوع عقبات كثيرة منها انها قد تقضي على فرص التوصل الى تسويات بين فريق الضحايا وفريق مرتكبي الجرائم في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب. كذلك، يمكن للحكومات السورية المقبلة ان تعمل اما على استخدام هذا النوع من المحاكم للانتقام سياسيا، او تحاول مواجهتها خوفا من ان تطال مرتكبي جرائم فازوا بالحرب واصبحوا في صف الفريق الحاكم. واعتبر رادمايكر انه من الصعوبة ان توافق الحكومة الاميركية على انشاء محكمة في وقت تسعى الى التوصل الى تسوية تضم فريق الاسد، وقال ان «الولايات المتحدة لن تقوم بأي عمل عسكري احادي مثل الذي قامت به في يوغوسلافيا السابقة»، وان «ادارة (الرئيس باراك) أوباما لم تعد في وارد العمل جديا من اجل ازاحة نظام بشار الاسد من السلطة». واضاف انه «بدلا منذ ذلك، وبعد الاتفاق مع روسيا من اجل تدمير اسلحة سورية الكيماوية، اصبح نظام الاسد شريك ادارة أوباما في مجهود التدمير المذكور»، وان «خطاب الادارة قد لا يكون قد بدأ يعكس حقيقة سياستها، ولكن الادارة ستدرك ان واحدة من عواقب الاتفاق مع روسيا هو ان تتنازل بصمت عن سياستها المعلنة لاجبار الاسد على الرحيل عن السلطة».