المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 20 آذار/2013

 

إنجيل القدّيس لوقا 11/37حتى48/تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ وَالوِعَاء، ودَاخِلُكُم مَمْلُوءٌ نَهْبًا وَشَرًّا

فيمَا يَسُوعُ يَتَكَلَّم، سَأَلَهُ فَرِّيسيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ. فَدَخَلَ وَٱتَّكأ وَرَأَى الفَرِّيسِيُّ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَغْتَسِلْ قَبْلَ الغَدَاء، فَتَعَجَّب. فَقَالَ لَهُ الرَّبّ: أَنْتُمُ الآن، أيُّها الفَرِّيسِيُّون، تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ وَالوِعَاء، ودَاخِلُكُم مَمْلُوءٌ نَهْبًا وَشَرًّا. أَيُّها الجُهَّال، أَلَيْسَ الَّذي صَنَعَ الخَارِجَ قَدْ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضًا؟ أَلا تَصَدَّقُوا بِمَا في دَاخِلِ الكَأْسِ وَالوِعَاء، فَيَكُونَ لَكُم كُلُّ شَيءٍ طَاهِرًا. لَكِنِ ٱلوَيْلُ لَكُم، أَيُّها الفَرِّيسِيُّون! لأَنَّكُم تُؤَدُّونَ عُشُورَ النَّعْنَعِ وَالسَّذَابِ وَكُلِّ البُقُول، وَتُهْمِلُونَ العَدْلَ وَمَحَبَّةَ ٱلله. وَكانَ عَلَيْكُم أَنْ تَعْمَلُوا بِهذِهِ وَلا تُهْمِلُوا تِلْكَ. أَلوَيْلُ لَكُم، أَيُّهَا الفَرِّيسِيُّون! يَا مَنْ تُحِبُّونَ صُدُورَ المَجَالِسِ في المَجَامِع، وَالتَّحِيَّاتِ في السَّاحَات. أَلوَيْلُ لَكُم، لأَنَّكُم مِثْلُ القُبُورِ المَخْفِيَّة، وَالنَّاسُ يَمْشُونَ عَلَيْها وَلا يَعْلَمُون». فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنْ عُلَمَاءِ التَّوْرَاةِ وَقَالَ لَهُ: يا مُعَلِّم، بِقَوْلِكَ هذَا، تَشْتُمُنا نَحْنُ أَيْضًا فَقَال: أَلوَيْلُ لَكُم، أَنْتُم أَيْضًا، يا عُلَمَاءَ التَّوْرَاة! لأَنَّكُم تُحَمِّلُونَ النَّاسَ أَحْمَالاً مُرهِقَة، وَأَنْتُم لا تَمَسُّونَ هذِهِ الأَحْمَالَ بِإِحْدَى أَصَابِعِكُم. أَلوَيْلُ لَكُم لأَنَّكُم تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاء، وَآبَاؤُكُم هُمُ الَّذِينَ قَتَلُوهُم. فَأَنْتُم إِذًا شُهُود! وَتُوَافِقُونَ عَلَى أَعْمَالِ آبَائِكُم، لأَنَّهُم هُمْ قَتَلُوهُم وَأَنْتُم تَبْنُونَ قُبُورَهُم".

 

عيد مبارك لكل من يحمل اسم القديس يوسف البتول

الياس بجاني/عيد مبارك لكل حامل لهذا الإسم المقدس. مار يوسف البتول هو شفيع العمال والكادحين بصمت وهو زمر التضحية والعطاء والتوضع والبتولية. هذا القديس الكبير هو مثال يقتدي به في العمل الصامت البعيد عن الأضواء وحب المظاهر. نتمنى أن يتشبه به القيمين على كنيستنا المارونية من كبيرها الراعي حتى صغيرها وان يتواضعوا ويتذكروا أنهم خدام للرسالة والبشارة خصوصاً وان قداسة البابا الجديد هو حامل لواء التواضع المدافع القوي عن الفقر والفقراء. قال السيد المسيح ما جئت ليخدمني أحد بل لأخدم انا كل من هو بحاجة. مبروك العيد  في ذكرى عيد مار يوسف البتول خطيب مريم العذراء الذي يصادف في 19 آذار من كل سنة ، نقف اجلالا واكراما لذلك الرجل المختفي الذي لم ينطق بكلمة واحدة لا بلسانه ولا في الكتب، وحتى الأناجيل لم تذكره إلا ما جاء في انجيل متى عند سرده لقصة ميلاد يسوع حيث قال عنه: " كان يوسف خطيبها بارا " ( متى 1 : 19 ).

 

 

عناوين النشرة

*اوباما اكد ان التحالف مع اسرائيل ابدي

*غريب من أمام النافعة: غدا يوم الزحف إلى بعبدا

*اليونيفيل" في الذكرى الـ35 لوجودها: التحديات قائمة ولمضاعفة الجهود لوقف العدوان

*سقوط خمسة صواريخ سورية في القصر الحدوية

*جلسة استثنائية للمجلس الشرعي الاعلى االيوم برئاسة مسقاوي

*اوباما في الشرق الأوسط اليوم: التودد للإسرائيليين ودعم السلطة

*لا جديد في زيارة أوباما للمنطقة/باسم الجسر/الشرق الأوسط

*وفد لبناني رسمي شارك في حفل الخلافة البطرسية في الفاتيكان

*اتهام لبناني وايراني بالتجسس في السعودية

*ماذا يفعل "حزب الله" في فنزويلا؟

*واشنطن تقول أن قدراتها على مراقبة أنشطة "حزب الله" وإيران في أميركا اللاتينية "محدودة"

*مجهول يلقي قنبلة يدوية في القرعون

*بري عاد من الفاتيكان

*"المستقبل" تطالب بإحالة جريمة الإعتداء على المشايخ إلى المجلس العدلي

*القضاء يأمر بتوقيف سبعة مشتبه بهم وقباني وقبلان يدعوان إلى التهدئة  واستهداف المشايخ مؤامرة من النظام السوري لجر لبنان إلى الفتنة

*خالد ضاهر للسياسة: أعوان دمشق يقفون وراء الاعتداء على المشايخ

*"من هم الموقوفون السبعة في قضية الاعتداء على المشايخ؟

*المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بعد لقائه قباني: لا للفتنة بين اللبنانيين وندعو الأفرقاء السياسيين الى الحوار

*لقاء العلماء المسلمين استنكر التعرض للمشايخ: لوقف التحريض وتحصين دار الفتوى من العبث السياسي وتأكيد مرجعيتها

*دمشق تنفي قصف الحدود مع لبنان: نحترم سيادته ونحرص على أمنه

*الرئيس سليمان كلف وزير الخارجية الاحتجاج رسمياً على القصف الجوي السوري لأنه انتهاكاً مرفوضاً للسيادة اللبنانية

*هل يجمّد النفي السوري المذكرة؟ التأكيد "الخطي" أفضل من الشفوي

*نواب "المستقبل": منصور عميل سوري ولن يدين الاعتداءات

*رسالة الرئيس سليمان وصلت إلى النظام السوري

*تقارير: "اتفاق روما" ينص على تأجيل تقني للانتخابات وانشاء مجلس شيوخ

*ضوء أخضر لبري للسير بالمختلط وحرب يقول للسياسة: "8 آذار" لا تريد الانتخابات إلا اذا ضمنت الفوز

*عكاظ: هيئة الاشراف على الانتخابات قد تعطل الحكومة

*النائب أحمد فتفت: لن نُعلن صيغتنا للانتخابات خوفاً من حرقها

*قرار اقليمي ينسجم مع التهديدات السورية بتفجير لبنان

*أهالي التبانة اعترضوا شاحنات محملة بالحجارة آتية من سوريا وطلبوا منها العودة

*قليموس أعلن لائحته لانتخابات الرابطة المارونية: رغبة في العمل من أجل رفع قيم المؤسسة

*"الفتنة" على أجندة دمشق – طهران/عبد الوهاب بدرخان/النهار

*الحشاشون/ميشيل تويني/النهار

*النظام السوري انتهى في 14 آذار/خيرالله خيرالله/المستقبل

*"اللاحسم" وضعية موقتة في سوريا.. وكذلك "اللاحرب" مع إيران/وسام سعادة/المستقبل

*"الإخوان".. سيف من خشب/عبير بشير/المستقبل

*عون يعتبر الطائف "مزبلة" على الهواء.. لا في البيان

*أحمد الحريري: الأسير الطفل المدلّل لميقاتي ولا علاقة لـ "المستقبل" به

*الأسد الكيماوي/علي نون/المستقبل

*المعارض الفرنسي البارز فيون: أعارض تزويد المعارضة السورية الاسلحة

*سوريا وجهت رسالتين لمجلس الامن والامم المتحدة حذرت فيهما من وصول انواع محظورة من الاسلحة لجبهة النصرة

*رئيس هيئة الأركــان الأميركي: احذروا تسليح المعارضة السورية

*آذار» تربط التمديد بتكريس الأمر الواقع و«14 آذار» تشترط المجيء بحكومة جديدة

*جعجع يخص " الأخبار" بحديث فتخصه بتشويه صورته

*من الجهادية الوطنية السلفية إلى السلفية الجهادية/د.سعود المولى/جريدة الجمهورية

*الإسلاميّون ليسوا «المرابطون»/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*سوريا وهيتو التكنولوجي/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*قمة الدوحة العربية ونهاية نظام البعث الصفوي السوري/داود البصري/السياسة

*الابراهيمي كان على حق عندما قال إن خروج الأسد يمهد للتسوية وانتقال السلطة في سورية ينتظر الانهيار الكامل للنظام/تشيستر كروكر/السياسة

*سليمان خلال لقائه الجالية اللبنانية في لاغوس: علينا التمسك باعلان بعبدا قولا وفعلا بالاعلام والموقف

*فضل الله:الخروقات الاسرائيلية المتمادية تتطلب وقفة وطنية لبنانية وموقفا حازما من الدولة

*الرئيس الجميل التقى رئيس مجلس الامة الكويتي وشخصيات: لتضافر الجهود العربية والدولية لانجاز التغيير نحو الحرية

**نقيب معلمي المدارس الخاصة نعمه محفوض أعلن مشاركة معلمي الخاص في اضراب الخميس: انذار للحكومة والا سنعود للتصعيد مع هيئة التنسيق

*آل سيف طالبوا القوى السياسية والروحية وقف تدخلاتها في جريمة قتل ابنيهمعون دان الاعتداء على المشايخ وثمن موقف قباني: ما يجري اليوم من تلاعب في تمثيل المسيحيين يضرب الكيان

*قاووق في افتتاح حوزة في جويا: المقاومة تأبى أن تستدرج الى أي صراع داخلي ولا ترى عدوا إلا إسرائيل

*النائب أحمد فتفت: لن نُعلن صيغتنا للانتخابات خوفاً من حرقها

*قرار اقليمي ينسجم مع التهديدات السورية بتفجير لبنان

 

تفاصيل النشرة

 

اوباما اكد ان التحالف مع اسرائيل ابدي

وطنية - اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما اليوم، "ان التحالف بين الولايات المتحدة واسرائيل ابدي" وشدد على ان "السلام يجب ان يأتي الى الاراضي المقدسة".

وقال بعيد وصوله لمطار بن غوريون في زيارة له كرئيس للولايات المتحدة الى اسرائيل، "يجب ان يأتي السلام الى الاراضي المقدسة، اننا لن نفقد الامل برؤية اسرائيل في سلام مع جيرانها".

 

غريب من أمام النافعة: غدا يوم الزحف إلى بعبدا

وطنية - أكد رئيس رابطة التعليم الثانوي عضو هيئة التنسيق النقابية الأستاذ حنا غريب خلال اعتصام الهيئة أمام مبنى مصلحة تسجيل السيارات في الدكوانة أن "هذا الاضراب أكبر كلفة من السلسلة والمعنيون يتحملون مسؤوليته وكل ما ينتج عنه، لأنهم هم من ماطلوا. وقال لهم: ادفعوا السلسلة واحدة موحدة ونحن سنكون دائما تحت سقف القانون". وأكد أن "يوم غد الخميس، يوم الزحف إلى بعبدا، سيقفل المطار وستقفل المدارس الخاصة، الاهالي والطلاب زاحفون إلى بعبدا في هذا اليوم الربيعي النقابي بامتياز ليحيا لبنان وطنا سيدا حرا بكرامته بعزة نفسه بكهوله وبأطفاله ومعلميه وعسكرييه وأمنييه وموظفيه". وقال:"هناك جلسة ستعقد اليوم، نقول لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي: ليس لدينا أي شيء ضدك، نريد أكل العنب لا قتل الناطور. أحل السلسلة كما اتفقنا معك أي كاملة كما هي. أحلها وسنكون لك من الشاكرين". وحيا "المواطنين الذين اختضنوا هيئة التنسيق التي عبرت عن وجعهم"، معاهدا إياهم ب "ألا يضيع على أي تلميذ عامه الدراسي"، وأضاف:" ليحيلوا السلسلة ولن نضيع أي شيء على أي تلميذ، سنعلمهم حتى في أيام العطل".

وختم محذرا من "مزيد من التصعيد إذا لم تحل سلسلة الرتب والرواتب غدا".

 

"اليونيفيل" في الذكرى الـ35 لوجودها: التحديات قائمة ولمضاعفة الجهود لوقف العدوان

نهارنت/أعلنت قوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة في الذكرى الخامسة والثلاثين على وجودها في لبنان أن التحديات لا تزال قائمة وأنه يجب "مضاعفة الجهود" لوقف أعمال إسرائيل العدائية.

وقال القائد العام لليونيفيل اللواء باولو سيرا خلال احتفال اليونيفيل الثلاثاء بالذكرى الخامسة والثلاثين على وجودها في مهمة حفظ سلام في جنوب لبنان "لا شكّ أنّ السنوات السبعة الماضية شكّلت الفترة الأكثر هدوءًا في جنوب لبنان منذ زمن بعيد". وأشار إلى أنه "على الرغم من اللاإستقرار والاضطراب الذين يسودان الساحة الاقليمّية، لا زالت اليونيفيل تمثّل قوّة استقرار، وذلك بفضل العمل العظيم الّذي نفّذه عناصرنا العسكريين والمدنيين، والتعاون الفعّال مع شريكنا الاستراتيجي الأساسي، عنيت به الجيش اللبناني". ولفت اللواء سيرّا إلى أنه على الرغم من أن "عدد من التحديات لا تزال قائمة أمام الطرق التي تقودنا إلى السلام الدائم في جنوب لبنان، فإن اليونيفيل نجحت في تطبيق ولايتها المرتكزة على الحفاظ على وقف الأعمال العدائية بين الأطراف". وأضاف: " لا بدّ لنا في الفترة المقبلة، لرفع البعض من هذه التحديات، والعمل في سبيل التنفيذ التام للقرار 1701، من مضاعفة جهودنا في مجال مساعدة الأطراف على تمتين وقف الأعمال العدائيّة واحترام القرار 1701، من خلال العمل بشكل وثيق مع الجيش اللبناني، والحكومة اللبنانيّة، والمؤسسات الوطنيّة، تحقيقًا لأهدافنا المشتركة في جنوب لبنان".

وقد وضع كل من سيرّا والعميد غسان سالم ممثلاً قائد الجيش العماد جانقهوجي أكاليل الزهور على النصب التذكاري لليونيفيل تخليداً لذكرى 296 جندي حفظ سلام من اليونيفيل سقطوا في جنوب لبنان منذ عام 1978

 

سقوط خمسة صواريخ سورية في القصر الحدوية

وطنية - افاد مندوب الوكالة الوطنية للاعلام في الهرمل جمال الساحلي عن سقوط خمسة صواريخ في اخراج بلدة القصر الحدودية - قضاء الهرمل مصدرها الجانب السوري جراء الاشتباكات الدائرة داخل الاراضي السورية

 

جلسة استثنائية للمجلس الشرعي الاعلى االيوم برئاسة مسقاوي

نهارنت/اعلن المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى في عن "عقد جلسة استثنائية، بدعوة من نائب رئيس المجلس عمر مسقاوي وبرئاسته، الخامسة من مساء غد الاربعاء، في مكتب عضو المجلس رئيس اللجنة الادارية والمالية بسام برغوت". وقال المجلس في البيان أن هناك "استحالة الاجتماع في مركزه في دار الفتوى". وأشار إلى أن سبب الإجتماع هو "البحث في الاوضاع العامة في ظل الحالة الامنية الحرجة التي يمر بها الوطن، والتداول في الاجراءات الضرورية للتصدي لمشروع الفتنة الذي اثاره الاعتداء على اربعة من العلماء المسلمين". وهذه الدعوة هي بعد الإعتداء على الشيخين مازن حريري وماهر فخران في منطقة خندق الغميق. وهما تابعان لدار الفتوى.

يذكر أن مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني دان الحادثة وطالب حركة "أمل" و"حزب الله" بسحب الغطاء عن المطلوبين. كذلك يشار إلى أن قباني يرفض ترؤس أي اجتماع للمجلس الشرعي لأنه يعتبر أن مدته منتهية ويدعو إلى انتخابات في 14 نيسان.

 

اوباما في الشرق الأوسط اليوم: التودد للإسرائيليين ودعم السلطة

واشنطن - جويس كرم/الحياة

يبدأ الرئيس باراك أوباما اليوم زيارة هي الأولى التي يقوم بها لإسرائيل منذ وصوله الرئاسة عام ٢٠٠٨ حيث ينتظره جدول أعمال حافل بين القدس وبيت لحم ورام الله في ضوء استعدادات أميركية لانطلاقة جديدة لعملية السلام، ولوقف الانهيار الحاصل بعد عامين على توقف المفاوضات. ويصل أوباما الى المنطقة اليوم في زيارة تشمل اسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن، وسيقضي معظمها في الدولة العبرية في اجتماعات مطولة مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، اضافة الى محطات رمزية تهم الرأي العام الاسرائيلي. وقال مدير مجموعة فريق العمل الخاص بفلسطين زياد عسلي لـ «الحياة» ان للزيارة هدفين، الأول ظاهري باستقطاب الرأي العام الاسرائيلي الذي يسعى أوباما الى مصالحته، أما الهدف الثاني فيتعلق بأهداف سياسية ترتبط بعملية السلام، والوضع الاقليمي ودعم السلطة الفلسطينية، رغم خفض البيت الأبيض سقف التوقعات من هذه الزيارة.

وفي الهدف الأول الذي يسعى خلاله أوباما الى مصالحة الاسرائيليين الذين عاتبوه في الولاية الأولى لعدم زيارة تل أبيب، رغم توجهه الى اسطنبول والقاهرة، في ضوء تشنج علاقته بنتانياهو والضغط لوقف الاستيطان، يستعير الرئيس الأميركي أسلوب سلفه بيل كلينتون في مغازلة الاسرائيليين والتودد اليهم. فكلينتون، وخلال معاصرته أربعة رؤساء وزراء اسرائيليين (اسحق رابين، شمعون بيريز، ونتانياهو، وايهود باراك)، حافظ على علاقة مميزة مع الاسرائيليين ساعدته في تمرير اتفاق أوسلو، ولاحقاً في الضغط على نتانياهو وإخراجه من الحكم. وسيحاول أوباما تقليد كلينتون الذي لطالما وصف نتانياهو بـ «الانتهازي» وحمله مسؤولية فشل عملية السلام منذ عامين. لكن في الوقت نفسه، نجح الرئيس السابق في تدوير الزوايا والمناورة مع اللاعبين الاسرائيليين، وأيضاً مع رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات للضغط على نتانياهو. وسيزور أوباما ضريح رابين وثيودور هيرتزل، كما سيكون له خطاب في جامعة اسرائيلية للتقرب من المواطن الاسرائيلي. وفي الشق السياسي، يشير عسلي الى أن أوباما سيحاول وقف التهاوي الحاصل في عملية السلام وبخطوات تركز على «تغيير المناخ السائد» منذ انهيار العملية التفاوضية في أيلول (سبتمبر) عام ٢٠١٠. وتأتي زيارة رام الله ضمن هذا النطاق ولقاء أوباما مع كل من الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض. وسيحمل أوباما في جعبته ٥٠٠ مليون دولار للجانب الفلسطيني. وحسب عسلي، تعد الزيارة بمشاريع اقتصادية مهمة للضفة الغربية. كما سيزور أوباما كنيسة المهد في بيت لحم، والتي أدرجتها «منظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة» (يونيسكو) على لائحة التراث العالمي تحت اسم دولة فلسطين بعد قبولها عضواً في المنظمة. وسيحاول أوباما في لقاءاته بين رام الله وتل أبيب اقناع نتانياهو بالافراج عن أسرى من مرحلة ما قبل أوسلو، والقيام بخطوات تحفيز ثقة مع السلطة.

أما في الجانب الإقليمي، فسيتصدر الملف النووي الايراني محادثات أوباما ونتانياهو في ضوء تأكيد الرئيس الأميركي ابقاء جميع الخيارات على الطاولة. وقد تفرز الزيارة تقارباً أميركياً - اسرائيلياً أكبر في ملفات ايران وسورية، وتعاوناً أكبر في هذا المجال، كما يقول عسلي. كما سيتصدر الملف السوري محادثات أوباما في الأردن ولقائه الملك عبدالله الثاني. ويرافق أوباما الى اسرائيل وزير خارجيته جون كيري، ومستشار الأمن القومي توم دونيلون، وكبار مستشاري البيت الأبيض. وأكدت مصادر موثوقة لـ «الحياة» أن الزيارة أساساً هي فكرة الرئيس الأميركي وليس فريقه، وتعكس اصراراً رئاسياً على متابعة عملية السلام في الولاية الثانية، رغم المطبات التي يمثلها وجود نتانياهو على رأس الحكومة، وتراجع موقع السلطة الفلسطينية. ويعتبر كيري أيضاً من أبرز مؤيدي دور أميركي أقوى في دفع العملية التفاوضية، رغم علاقته المتشنجة بنتانياهو.

 

لا جديد في زيارة أوباما للمنطقة

باسم الجسر/الشرق الأوسط

قبل التساؤل عما ينتظر من زيارة الرئيس الأميركي لإسرائيل والمنطقة، لا بد من التوقف قليلا عند سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط منذ دخول باراك أوباما إلى البيت الأبيض، ولا سيما بعد اندلاع الربيع العربي.

لقد أمل الفلسطينيون والعرب كثيرا في رئاسة باراك أوباما بعد خطابه في القاهرة. ولكن هذه الآمال راحت تتبدد تدريجيا لتصل إلى حد غياب واشنطن غيابا شبه تام عن عملية السلام، فسره البعض بأنه تراجع من قبل الرئيس أوباما أمام نتنياهو واللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، خشية خسارة الأصوات اليهودية في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وفسره آخرون بأنه نتيجة قناعة جديدة لدى الإدارة الأميركية بأن السلام (والديمقراطية) في الشرق الأوسط لا يفرضان فرضا على شعوبه وحكوماته. في الواقع لم يكن هذا «النأي بالنفس» من قبل البيت الأبيض منفصلا عن المنحى الجديد للاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط، بعد الأخطاء والكوارث التي زج الرئيس بوش بلاده فيها، وكانت أبرز عناوينها الانسحاب من العراق وتحديد موعد للانسحاب من أفغانستان، والتوقف عن التدخل العسكري في الخارج، ومحاربة الإرهاب بأساليب جديدة (التصفيات الجوية والمخابراتية). وجاء «الربيع العربي» ليكشف أكثر فأكثر عن هذه «الانعزالية الأميركية الجديدة» التي لم تجد واشنطن في تبنيها أي إحراج من جراء الانتقال من تعاونها مع الأنظمة السلطوية العربية التي أسقطتها الشعوب، إلى إعلان استعدادها للتعاون مع الأنظمة الحاكمة الجديدة، إسلاموية كانت أم نيوديمقراطية. لا سيما أن هذه الحكومات لم تبرز عملية السلام أو القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماتها.

إن السلام الحقيقي في الشرق الأوسط يخدم المصالح الأميركية والأوروبية بل والعالم أجمع. رغم أن أهميته النفطية تراجعت مؤخرا بعد الاكتشافات النفطية والغازية الجديدة في الولايات المتحدة والتي تجعل منها دولة مصدرة لمصادر الطاقة هذه، لا مستوردة. ونظرا أيضا لبروز صراعات في المنطقة غطت على الصراع العربي - الإسرائيلي ونعني الصراعين الإيراني - العربي والسني - الشيعي. وأيضا لأن العالم العربي، بعد الربيع العربي، دخل في دوامة من النزاعات والتجاذبات والتمزق، تغني إسرائيل وغير إسرائيل، عن التدخل في شؤونه و«اكتفاء شر» حكامه. ويجب ألا ننسى الحرب الأهلية في سوريا التي امتزجت بحرب باردة جديدة بين الشرق والغرب وبالمشروع النووي الإيراني. بعض المحللين السياسيين باتوا مقتنعين بأن الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط، بعد الربيع العربي وتعثره على أبواب دمشق، باتت مرهونة بصفقتين شاملتين: مع روسيا ومع إيران، بالإضافة إلى ما توصل إليه حكام إسرائيل من قناعات سياسية مصيرية. فإسرائيل لم تكن يوما - وبسبب الحالة النزاعية العربية - أقدر على إقناع واشنطن بمصلحتهما المشتركة، مما هي عليه اليوم. ولا كانت الولايات المتحدة مطلقة اليدين في تقرير سياستها مثلما هي اليوم بعد أن بعثر الربيع العربي صفوف العرب والمسلمين وعلق المصير العربي على علامات استفهام كبيرة.

إن الملف الساخن في الشرق الأوسط لم يعد قضية السلام بين العرب وإسرائيل، بل مآل الحرب الأهلية في سوريا. وقد يكون من الصعب على واشنطن التدخل عسكريا مباشرة أو عبر حلف الناتو كما فعلت في البوسنة أو ليبيا، وقد تجد طرقا أخرى للضغط على النظام السوري أو لدعم الثوار. ولكن من الصعب جدا عليها وعلى الغرب الوقوف مكتوفي الأيدي أمام تحقق مشروع الهلال الإيراني - الشيعي - النووي الممتد من باكستان إلى لبنان. اللهم إلا إذا نجحت إسرائيل في إقناع واشنطن بأن مصلحتهما المشتركة تقضي بترك العرب والمسلمين يتقاتلون شيعة وسنة، عربا وفرسا وأكرادا وأتراكا، والاكتفاء ظاهرا بالحياد والنأي بالنفس، وسرا بالنفخ على مكامن وأسباب الفروقات والنزاعات بينهم. إن أي حل سياسي يوقف سفك الدما ء وهدر ثروات وطاقات الشعوب والدول العربية والإسلامية، يبقى أفضل من استمرار انزلاقها على منحدر مجهول القرار. ولكن هل توصلت واشنطن إلى تصور هذا الحل؟ وهل هي مستعدة لفرضه على الأطراف المتنازعة ولإقناع العواصم الكبرى ودول المنطقة وإسرائيل خصوصا بتبنيه؟ أم أنها ستتركها تحطم بعضها البعض، اليوم في سوريا، وغدا في بلد عربي آخر؟

إن الرئيس الأميركي سوف يجدد في تل أبيب دعم بلاده المطلق لسلامة إسرائيل وأمنها. كما سيطمئن الأردن على دعمه لسياسته. وسيطمئن الرئيس الفلسطيني على دعمه لحقوق الشعب الفلسطيني في وطن ودولة. ويعد الحكم المصري الجديد بالمساعدة. وكل هذه الوعود ليست جديدة. أما ما تطلبه هذه العواصم منه، فشيء آخر أو أكثر. شيء لا يريد أو لا يستطيع تقديمه.

 

وفد لبناني رسمي شارك في حفل الخلافة البطرسية في الفاتيكان

وطنية - شارك لبنان الرسمي والشعبي في حفل الخلافة البطرسية في الفاتيكان قبل ظهر اليوم في حاضرة الفاتيكان، وضم الوفد الرسمي  رئيس مجلس النواب نبيه بري وعقيلته رنده، رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وعقيلته مي، وزير البيئة ناظم الخوري، وسفير لبنان في الفاتيكان جورج خوري وعقيلته تيريز. وحضرت أيضا شخصيات لبنانية ووفود شعبية ووفود من الجاليات اللبنانية في الانتشار، حيث إرتفعت الاعلام اللبنانية في ساحة القديس بطرس. وبعد القداس قدم الوفد الرسمي اللبناني التهاني الى قداسة البابا في كاتدرائية القديس بطرس.

 

اتهام لبناني وايراني بالتجسس في السعودية

النهار/أعلنت وزارة الداخلية السعودية أمس اعتقال 18 شخصاً، بينهم ايراني ولبناني، بتهمة القيام بـ"اعمال تجسسية" لحساب دولة اجنبية لم تحددها. ونقلت وكالة الانباء السعودية "و ا س" عن بيان للوزارة انه "بناء على ما توفر لرئاسة الاستخبارات العامة من معلومات عن تورط عدد من السعوديين والمقيمين بالمملكة في أعمال تجسسية لمصلحة إحدى الدول  تم في عمليات أمنية منسقة ومتزامنة القبض على 16 سعودياً الى ايراني وآخر لبناني".

واضاف ان هؤلاء قاموا "بجمع معلومات عن مواقع ومنشآت حيوية والتواصل في شأنها مع جهات استخبارية في تلك الدولة". واكد "القبض عليهم في عمليات أمنية منسقة ومتزامنة في اربع مناطق من المملكة هي مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والمنطقة الشرقية". واشار الى انه "سيتم اكمال الاجراءات النظامية بحقهم للتحقيق معهم واحالتهم على الجهات العدلية". ووجود ايراني بين المشتبه فيهم يعتبر مؤشرا لاحتمال ان كون ايران هي الدولة المقصودة وخصوصا في ظل العلاقات المتوترة بين البلدين. وكان ناشطون ومصادر حقوقية سعودية اعلنوا  في وقت سابق ان السلطات الامنية اعتقلت عددا من الكوادر الشيعية في الرياض وجدة بينهم اطباء خلال الايام الاخيرة. وافادت المصادر ان بين الذين اعتقلوا في الرياض "الطبيب عباس العباد العامل في المستشفى التخصصي، والاستاذ في جامعة الملك سعود علي الحاجي، والاداري في مصرف سامبا احمد الناصر وجميعهم من الاحساء" في المنطقة الشرقية. واضافت ان "القوى الامنية اعتقلت ابرهيم الحميدي في الرياض وشقيقه حسين في وقت متزامن في مدينة سيهات في القطيف"، ان السلطات اعتقلت في مدينة جدة رجل الدين محمد العطية الذي يعمل مدربا في الكلية التقنية" هناك. وتحدث ناشطون عن اعتقال "الشيخ بدر آل طالب في مكة" وهو من سيهات كذلك، وعبد الله الخميس في الاحساء، احدى محافظات المنطقة الشرقية.

 

ماذا يفعل "حزب الله" في فنزويلا؟

AFP    اعتبر قائد القوات الاميركية في اميركا الوسطى والجنوبية ساوثكوم) الجنرال جون كيلي ان النفوذ الايراني في دول اميركا اللاتينية المناهضة للولايات المتحدة مثل فنزويلا "يتراجع". واكد الجنرال الاميركي امام اعضاء مجلس الشيوخ في لجنة القوات المسلحة ان "الواقع على الارض هو ان ايران تتخبط للحفاظ على نفوذها في المنطقة، وجهودها في مجال التعاون مع عدد صغير من الدول ذات المصالح غير الودية مع الولايات المتحدة تتراجع." وفي السنوات الاخيرة، سعت ايران الى التقارب مع دول مثل فنزويلا وبوليفيا والاكوادور او الارجنتين للالتفاف على العقوبات الدولية وتاجيج مشاعر معاداة الاميركيين في هذه الدول، كما قال الجنرال في عرضه المكتوب لجلسة الاستماع امام مجلس الشيوخ. وهذه السياسة "لم تشهد سوى نجاح هامشي ولم تتقبل المنطقة برمتها جهود ايران"، كما قال. الا ان الجنرال كيلي ذكر بان "حزب الله" الذي تدعمه طهران، وجد مكانا له في اميركا اللاتينية وتلقى دعما من جانب مسؤولين فنزويليين. لكن وفي اشارة الى الاقتطاعات من موازنة البنتاغون، حرص قائد ساوثكوم على التوضيح ان "قدرات الاستخبارات المحدودة في قيادة الجنوب قد تحول دون الاطلاع التام على انشطة حزب الله وايران في المنطقة."

 

واشنطن تقول أن قدراتها على مراقبة أنشطة "حزب الله" وإيران في أميركا اللاتينية "محدودة"

نهارنت/اعتبر قائد القوات الاميركية في اميركا الوسطى والجنوبية (ساوثكوم) الجنرال جون كيلي الثلاثاء ان النفوذ الايراني في دول اميركا اللاتينية المناهضة للولايات المتحدة مثل فنزويلا "يتراجع" إلا انه اعترف أن مراقبة حزب الله وأنشطته "محدودة". وقال الجنرال الاميركي امام اعضاء مجلس الشيوخ في لجنة القوات المسلحة ان "الواقع على الارض هو ان ايران تتخبط للحفاظ على نفوذها في المنطقة، وجهودها في مجال التعاون مع عدد صغير من الدول ذات المصالح غير الودية مع الولايات المتحدة تتراجع". وفي السنوات الاخيرة، سعت ايران الى التقارب مع دول مثل فنزويلا وبوليفيا والاكوادور او الارجنتين للالتفاف على العقوبات الدولية وتاجيج مشاعر معاداة الاميركيين في هذه الدول، كما قال الجنرال في عرضه المكتوب لجلسة الاستماع امام مجلس الشيوخ. وهذه السياسة "لم تشهد سوى نجاح هامشي ولم تتقبل المنطقة برمتها جهود ايران"، كما قال. الا ان الجنرال كيلي ذكر بان حزب الله الذي تدعمه طهران، وجد مكانا له في اميركا اللاتينية وتلقى دعما من جانب مسؤولين فنزويليين. لكن وفي اشارة الى الاقتطاعات من موازنة البنتاغون، حرص قائد ساوثكوم على التوضيح ان "قدرات الاستخبارات المحدودة في قيادة الجنوب قد تحول دون الاطلاع التام على انشطة حزب الله وايران في المنطقة". ووقع الرئيس الاميركي باراك اوباما في 28 كانون الاول قانونا يرمي الى مقاومة النفوذ الايراني في اميركا اللاتينية. وطهران التي تستهدفها عقوبات دولية وغربية بسبب برنامجها النووي، فتحت ست سفارات في اميركا اللاتينية منذ 2005 ما يرفع عددها الى 11 اضافة الى 17 مركزا ثقافيا. مصدر وكالة الصحافة الفرنسية

 

مجهول يلقي قنبلة يدوية في القرعون

وطنية - افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" في زحلة ماريان الحاج، ان عمر مصطفى الحاج حسن ادعى لدى مخفر القرعون، ان مجهولا القى قنبلة يدوية قرب محله في البلدة. وتوجه عناصر من فوج الهندسة في الجيش للكشف على المكان.

 

بري عاد من الفاتيكان

وطنية - عاد رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، ترافقه عقيلته السيدة رندة، إلى بيروت، مساء اليوم، بعد المشاركة في حفل مراسم تولية الحبر الاعظم البابا فرنسيس في الفاتيكان.

 

"المستقبل" تطالب بإحالة جريمة الإعتداء على المشايخ إلى المجلس العدلي

نهارنت/طالبت كتلة "المستقبل" النيابية بإحالة "جريمة" الإعتداء على المشايخ التي حصلت الأحد إلى المجلس العدلي مطالبة من جهة أخرى برفع شكوى لمجلس الجامعة العربية وابلاغ الأمم المتحدة بالـ"إنتهاك" للحدود أي القصف الذي جرى الإثنين على جرود عرسال. واستنكرت الكتلة في بيان بعد اجتماعها الدوري في بيت الوسط الثلاثاء "الإعتداء الإجرامي" قائلة أنه أتى "على ايدي عناصر مدسوسة ومدفوعة بهدف احداث فتنة اسلامية- اسلامية وانقسام لبناني- لبناني". وأشارت إلى أن الإعتداء "امر لا يمكن القبول به والسكوت عنه، وكما هو ظاهر فانها جريمة من فعل فاعل يعمل على تفجير الاوضاع في لبنان". وذكرت الكتلة بـ"محاولات متكررة ومعروفة تم كشفها واحباطها والتي كانت في اطار ما يخطط له النظام السوري لنقل ازمته خارج حدوده ، بتفجير الاوضاع في لبنان وحرف الانتباه عما يقوم به ضد الشعب السوري". كما أعلنت أن الجريمة "لا علاقة للمسلمين السنة أو الشيعة بها، لا من قريب أو بعيد". كذلك عزت الكتلة سبب هذه الحوادث إلى "تفشي ثقافة الاستقواء بالسلاح على المواطنين وعلى القانون وعلى الدولة أساس البلاء الذي يعانيه اللبنانيون". عليه حملة "الكستقبل" "الحكومة مسؤولية الفلتان الامني بسبب التراخي الذي تمارسه امام ظاهرة السلاح الخارج عن الشرعية" مطالبة إياها "بالقبض على جميع الفاعلين وبالكشف عن من خطط لهذه الجريمة وحرض عليها ويقف خلف من ارتكبها". وطلبت من "مجلس الوزراء إحالة القضية الى المجلس العدلي، بكونها جريمة تهدد السلم الأهلي في لبنان" مشيرة إلى أن المخرج هو "اللجوء الى حكومة حيادية باعتباره الحل الامثل لإخراج البلاد من هذا الاصطفاف البغيض". من جهة أخرى شجبت الكتلة "الاعتداءات المتكررة التي ينفذها جيش النظام السوري على الاراضي والسيادة اللبنانية عبر البر والجو في الشمال والشرق ان عبر قصف القرى اللبنانية الامنة بالمدفعية او عبر الطيران الذي استهدف بغاراته خراج بلدة عرسال". وإذ نوهت بموقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان الرافض للإنتهاكات دعت إلى "رفع شكوى لمجلس الجامعة العربية وكذلك ابلاغ الامم المتحدة رسمياً بهذا الاعتداء تسطير رسالة بالوقائع وانتهاكات جيش النظام السوري الى كل الرؤساء والملوك العرب لوضعهم في حقيقة اعتداءات النظام السوري على لبنان". وحول ما تسرب من روما عن اتفاق على قانون الإنتخاب برعاية البطريرك الماروني بشارة الراعي أبدت الكتلة "انفتاحها على نقاش الصيغ المقترحة التي تسهم في الخروج من المأزق الحالي بشرط تأمين حرية الاختيار للناخبين وصحة وعدالة التمثيل انطلاقا من الثوابت التي تعزز العيش المشترك الواحد الاسلامي المسيحي وتحترم اتفاق الطائف".

 

القضاء يأمر بتوقيف سبعة مشتبه بهم وقباني وقبلان يدعوان إلى التهدئة  واستهداف المشايخ مؤامرة من النظام السوري لجر لبنان إلى الفتنة

بيروت- "السياسة": لم يكن الاعتداء على المشايخ الأربعة القريبين من دار الفتوى في بيروت والضاحية حادثاً منفصلاً عن السياق العام الذي تتحكم به إرادة خارجية تريد دفع لبنان إلى الفتنة المذهبية. وسبق الحادث تهديدات سورية علنية بالتدخل العسكري في لبنان بزعم استهداف تجمعات مسلحة للمعارضة السورية, وقد بدأ النظام السوري بالفعل تنفيذ تهديداته. والتزامن بين الغارات الجوية على جرود عرسال والاعتداء على المشايخ في بيروت ليس محض صدفة. ومن جهة ثانية كانت تهديدات أخرى تصل سراً إلى المسؤولين المعنيين بالشأن الأمني مفادها أن اقتحام جبل محسن في طرابلس حيث يتحصن حلفاء النظام السوري, سيستدعي دخولاً برياً لجيش النظام السوري إلى بعض مناطق عكار بذريعة حماية الأقلية العلوية هناك.  وفي الوقت الذي كان ينتظر الجميع اشتعال الوضع في طرابلس, جاءت الضربة في بيروت, وبلغت شدتها أن انتشرت الاضطرابات في مختلف المناطق اللبنانية. أوساط سياسية عليمة لا تستبعد أن المخابرات السورية تصرفت من تلقاء نفسها, بالتعاون مع بعض عملائها في لبنان وأشعلت ناراً تحرج "حزب الله" تحديداً قبل غيره, وتضع الجميع أمام خطر اندلاع فتنة سنية - شيعية شاملة في لبنان. وربطاً بذلك, ذكرت الأوساط بما كان أشاعه إعلام النظام السوري, ومعه إعلام "8 آذار", عن انتقال مئات من عناصر "القاعدة" تحت مسمى "جبهة النصرة" إلى داخل الأراضي اللبنانية, وكأنه تمهيد لفتح جبهة جديدة في لبنان, بحيث ينقل هذا التنظيم الإرهابي حربه من سورية إلى لبنان, فيخفف الضغط عن النظام السوري.

وأكدت الأوساط أن النظام السوري سيستفيد سياسياً أيضاً من هكذا مخطط جهنمي, لأنه سيضع الطوائف اللبنانية كافة أمام خيار انتحاري: فإما ترضخ لسطوة "حزب الله" وإما لإرهاب "القاعدة". ولا شك أن بلداً مثل لبنان بتركيبته الهشة لا يحتمل حرباً من هذا النوع. وهنا يراهن الأسد على تدخل عربي وغربي معه لترتيب الوضع اللبناني بتسوية ما, تمكنه من الإبقاء على نظامه.

وفيما تتواصل المساعي لتطويق ذيول حادثة الاعتداء على المشايخ درءاً للفتنة, أمر النائب العام التمييزي القاضي حاتم ماضي بتوقيف سبعة أشخاص للاشتباه باشتراكهم بالاعتداء على المشايخ الأربعة, وهم: حسن حمود, وحسن قعور, وحسن بعلبكي, وبلال عون, وحسن منصور, وطلال منصور وعلي منصور. وحذرت مصادر قيادية في تيار "المستقبل" عبر "السياسة" من أن ما جرى من اعتداء مشبوه على المشايخ يؤشر بكثير من الوضوح على أن هناك من يعمل جدياً لإشعال حرب داخلية بين اللبنانيين وخلق اضطرابات طائفية ومذهبية, تنفيذاً لتهديدات رئيس النظام السوري الذي توعد لبنان وغيره من الدول المجاورة لسورية بأنها لن تسلم من الصراع الدائر في بلاده, وبالتالي فإن ما جرى في بيروت والضاحية الجنوبية يصب في هذا الاتجاه ويعكس بوضوح قراراً سورياً بصب الزيت على النار وإشعال نار الفتنة التي يعمل لها نظام دمشق منذ وقت طويل.

ولفتت المصادر إلى أن كل شيء جرى في ما يتصل بالاعتداء على المشايخ كان مدروساً ومنظماً لتوتير الوضع الداخلي وتأليب اللبنانيين على بعضهم عبر إثارة الفتن والاضطرابات وزرع بذور الشقاق, على نحو يعيد أجواء الحرب الداخلية وإشغال اللبنانيين ببعضهم البعض, في محاولة لتخفيف الضغوط عن النظام السوري المتهاوي, مؤكدة ضرورة أن يبادر القضاء إلى كشف ملابسات هذا الاعتداء ومعرفة الجهات التي تقف وراءه ليكون اللبنانيون على بينة من الذين يحاولون تفجير الساحة اللبنانية وإغراقها بالدماء والفوضى. وفي سياق المشاورات الجارية لتطويق تداعيات حادثة الاعتداء على المشايخ, زار وفد من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى برئاسة المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان دار الفتوى والتقى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني. ودعا قبلان, بعد اللقاء, رجال السياسة إلى الكف عن لغة التحريض الطائفي والمذهبي, مؤكداً الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى لغة العقل والحوار, ومشدداً على حرمة الفتنة السنية - الشيعية وضرورة مواجهة كل ما يمكن أن يؤدي إلى جلب نار الفتنة والويلات إلى لبنان. بدوره, أشار المفتي قباني إلى أن "من دبر الفتنة ووقف وراء من قام بها, ظنوا انها ستمتد ولكن خاب ظنهم", لافتاً إلى أن "جهة قد تكون قامت بشراء من قام بالاعتداء على المشايخ وهذا الأمر نضعه رهن التحقيق". وحذر من أن "هناك اليوم من يدبر الفتنة ونحن بالمرصاد لأن القتال بين السنة والشيعة أو بين المسلمين والمسيحيين سوف تقع به الفتنة الكبرى". ولفت إلى أن "النائب العام التمييزي القاضي حاتم ماضي وعدنا بأنه سيضعنا في نتائج التحقيقات أولاً بأول, لأنه ربما تجري محاولات لاستغلال حادثة الاعتداء على المشايخ لإيقاع الفتنة". وحذر قباني من أن "لبنان ليس بمنأى عما يحصل في سورية والعراق, ولا يمكن أن يصار إلى إعادة ترتيب المنطقة لأن هذا المخطط سيطال لبنان وأمنه", مضيفاً "يجب أن نعي هذه المؤامرة ونحن جنباً إلى جنب شيعة وسنة".

 

خالد ضاهر للسياسة: أعوان دمشق يقفون وراء الاعتداء على المشايخ

بيروت - السياسة": أكد عضو كتلة "المستقبل" خالد ضاهر لـ"السياسة" أن "النظام السوري يقصف من بعيد ويعتدي على أهل عكار من بعيد, لكنه أعجز من أن يتجرأ وينتقل إلى جنوب النهر الكبير, لأن مقاومة العكاريين ستريه كيف ستكون جهنم وستكون المنطقة الحدودية مقبرته". واعتبر أن الاعتداء على أربعة من مشايخ السنة وحلق لحى أحدهم والدوس على كراماتهم "المنطق الطبيعي للنظام السوري وأعوانه في الداخل".

وطرح ضاهر مجموعة تساؤلات بشأن اعتداءات تعرض لها أهل السنة منذ قيام هذه الحكومة وقبله, مندداً بـ"استهداف الرئيس سعد الحريري وإسقاط حكومته بالقوة بعدما أجبروه على مجموعة تنازلات وفرضوا عليه زيارة الشام في أكبر عملية تزوير تاريخي واغتيال سياسي في التاريخ من خلال بدعة الوزير الوديعة". وتساءل: ان "جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري للقضاء على الاعتدال في لبنان من خلال إزاحته عن الساحة السياسية وإضعاف تيار المستقبل, أليس هذا اعتداء على أهل السنة?, أليس اغتيال الشيخين أحمد عبد الواحد ورفيقه محمد مرعب على أحد حواجز الجيش اللبناني مؤامرة على أهل السنة? وبعد الهجوم على عرسال وقتل خالد الحميد بأمرٍ من السوري من دون أي ذنب أو صدور مذكرة توقيف في حقه, أليس استهدافاً لأهل السنة? وعندما يأمرون بإشعال الفتنة في طرابلس ويقوم عميلهم رفعت عيد بتهديد أمن المدينة ويتوعد باستخدام أسلحة فتاكة في اعتداءاته لم يكن يستخدمها من قبل, أليس استهدافاً لأهل السنة? وعندما يحاولون تطويق الشيخ أحمد الأسير في صيدا وقتل رفيقيه, أليس استهدافاً لأهل السنة? وعندما يخطف أحد المشايخ في البقاع على أيدي عصابات القيادة العامة التابعة للنظام السوري, أليس استهدافاً لأهل السنة? وعندما يعترف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بمشاركة حزبه بأعمال جهادية في سورية, أليس هذا استهدافاً لأهل السنة? وعندما يفرض حزب الله سيطرته على الدولة بكامل أجهزتها السياسية والعسكرية, أليس استهدافاً لأهل السنة".

 

"من هم الموقوفون السبعة في قضية الاعتداء على المشايخ؟

LBC     بعدما اوقفت مخابرات الجيش خمسة متورطين في الاعتداء على المشايخ بين منطقتي الخندق الغميق والشياح، وبعدما اوقفت المخابرات اثنين اخرين بناء على اعترافات الموقوفين، أمر النائب العام التمييزي القاضي حاتم ماضي بتوقيف الاربعة المشتبه بهم من الموقوفين باعتدائهم على الشيخين في منطقة البسطا التحتا والثلاثة الآخرين المتورطين في الاعتداء على الشيخين في منطقة الشياح. وقد اعترف حسن حمود، وحسن قعور،المتورطان بشكل مباشر بالاعتداء على الشيخين في الخندق الغميق، ان بلال عون شارك في الاعتداء اما حسن بعلبكي فهو صاحب محل الحلاقة الذي ادخل اليه احد الشيخين وحلقت ذقنه. وفي هذا السياق، كشف مختار الباشورة محمد حسن ركين أن حسن قعور هو مطرود من الجيش وكان قد هددهم بالذبح، مشيرا الى ان حسن حمود طرد من الولايات المتحدة الاميركية وهو عاطل عن العمل. من جهته، أكد الشيخ محمد كاظم عياد في الحسينية ان الشارع لن يجر الى الفتنة على الرغم من نشر الكراهية في النفوس والطائفية. وبحسب شهود، فان الاشكال الذي وقع عصر الاحد بين حسن منصور وولديه طلال وعلي وشيخين اخرين امام حلويات الملك مقابل حلويات الاخلاص في الشياح، بدأ بخلاف على موقف سيارة فيما أكد آخرون ان الشحن الطائفي والمذهبي جعل اشعال فتيل الفتنة سهلا. في هذا الوقت أجمع الكل الا خلفيات سياسية للحادثة خصوصا اذا كان المتورطون من ال منصور، العائلة التي يروي الاهالي انها متواضعة." الى ذلك، أكدت مصادر عسكرية أن التحقيقات مستمرة.

 

المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بعد لقائه قباني: لا للفتنة بين اللبنانيين وندعو الأفرقاء السياسيين الى الحوار

نهارنت/أعرب الوفد الإسلامي الشيعي الأعلى بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، عن "استنكاره لكل ما حصل من مشكلات من تعديات على المشايخ"، رافضاً "كل أشكال الفتنة"، وداعياً "الأفرقاء السياسيين الى الحوار الوطني". الوفد الإسلامي الشيعي الأعلى: نستنكر كل ما حصل من مشكلات من تعديات على المشايخ الأجلاء وشدد الوفد الثلاثاء، على "حرمة الفتنة الشيعية والعمل على مواجهتها"، رافضاً " كل أشكال الفتنة".

ولفت الى "ضرورة دعوة رجالات السياسة في لبنان الكف على التحريض المذهبي"، داعياً "توجه الأفرقاء السياسيين الى الحوار الوطني". كذلك، أكد الوفد "حرمة الفتنة بين اللبنانيين ومواجهة كل ما يحصل في مجتمعاتنا من مشكلات قد تؤدي نار الفتنة والويلات الى بلدنا"، مردفاً أننا " بحاجة الى لغة العقل والحوار". بدوره، رأى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني أن "ما حدث هو إنذار لنا بأن الفتنة تبدأ بهكذا عمل وما يحصل هو أعظم من ألعاب الأطفال"، مشدداً على أننا " بالمرصاد لأي شكل من أشكال الفتنة". ورأى أن "لبنان ليس بمنأى عما يحصل في سوريا والعراق"، مضيفاً أننا "نقف بجانب الجميع السنة والشيعة والمسيحيين وضد أي شكل من أشكال الفتنة".

ولفت قباني الى أن " النائب العام التمييزي القاضي حاتم ماضي وعدني بأنه سيضعني بنتائج التحقيقات أولا بأول لأنه ربما تجري محاولات لاستغلال الحادثة لإيقاع الفتنة".

وكان ماضي أمر الثلاثاء، بتوقيف سبعة اشخاص للاشتباه باشتراكهم بالاعتداء على اربعة مشايخ في الخندق الغميق والشياح. وكان قد شدد ماضي في حديث الى صحيفة "السفير"، صباح الثلاثاء، على ان التحقيقات مستمرة مع الموقوفين، قائلاً "نحن ندقق في القضية من بدايتها وحتى نهايتها وبهوية من قاموا بها وما هي دوافعهم وهل هناك أي جهات داخلية متورطة وما هي أهدافها". واعرب عن ثقته بالتحقيقات التي تجريها مخابرات الجيش اللبناني، آملاً ان يكون ما حصل "مجرد أمر عابر، ونحن نعتمد على وعي كل القيادات الدينية والسياسية والحزبية في سبيل تفويت الفرصة على كل ما من شأنه أن يمس بأمن البلد والعيش المشترك". وشهدت بعض احياء بيروت توترا وقطع طرق في وقت متأخر ليل الاحد، بعد الاعتداء في حادثين منفصلين على اربعة رجال دين في الخندق الغميق والشياح ما اثار غضبا عارما في مناطق عدة. في حين شدد وزير الداخلية مروان شربل، عبر "السفير"، على انه "ليس المهم أن نوقف أشخاصا فقط، بل ان نعرف من هو رأس الحية ومن يوظف هؤلاء الأشخاص في أمر خطير كالذي حصل". واعلن الجيش اللبناني ليل الاحد انه و"على أثر الاعتداء الذي تعرض له عدد من المشايخ في منطقتي الخندق الغميق والشياح، قامت دورية من الجيش بدهم منازل المعتدين حيث تمكنت من توقيف خمسة منهم". كما انه تمكن من القاء القبض على شخص سادس، عصر الاثنين، في حين يواصل ملاحقة بقية المتورطين.

 

 لقاء العلماء المسلمين استنكر التعرض للمشايخ: لوقف التحريض وتحصين دار الفتوى من العبث السياسي وتأكيد مرجعيتها

وطنية - عقد "لقاء العلماء المسلمين" في لبنان اجتماعا استثنائيا طارئا في فندق "غولدن تيوليب" في الجناح، حضره النائب كامل الرفاعي، رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين القاضي الشيخ أحمد الزين، الشيخ مازن القوزي ممثلا مدير عام الأوقاف الاسلامية، رئيس المنتدى الاعلامي للدعوة والحوار الشيخ محمد خضر، رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الشيخ بلال شعبان وعضو جبهة العمل الاسلامي الشيخ هاشم منقارة، الشيخ غازي حنينة عضو جبهة العمل الاسلامي، الشيخ محمد الموعد مسؤول العلاقات العامة والاعلام في مجلس علماء فلسطين، الشيخ محمد أبو القطع ورئيس جمعة الدعوة الاسلامية الشيخ ماهر عبد الرزاق، رئيس حركة الاصلاح والوحدة، الشيخ أحمد القطان، رئيس جمعية قولنا والعمل، الشيخ عبد الناصر جبري رئيس حركة الأمة، عبد الله الترياقي تيار الفجر، الشيخ زكريا عميرات إمام مسجد المصيطبة، الشيخ ماهر مزهر رئيس الهيئة السنية لنصرة المقاومة، الشيخ زهير الجعيد رئيس جبهة العمل المقاوم، الشيخ عز الدين السعدي رئيس جمعية نور اليقين الخيرية، ومشايخ تجمع العلماء المسلمين.

بعد كلمات لبعض الحاضرين استنكر المجتمعون "الحادثة التي تعرض لها المشايخ في خندق الغميق والشياح وضرورة البحث عمن خلفهم وعدم الاكتفاء بتوقيفهم"، مؤكدين "ضرورة تحصين دار الفتوى وتأكيد دورها الجامع والانتباه للفتنة التي تحاك".

بيان

ثم تلا الجعيد البيان الآتي: "تداعى العلماء المسلمون في لبنان الى اجتماع استثنائي طارىء في بيروت وذلك للبحث والتناقش والتشاور فيما تتعرض له دار الفتوى والمرجعية الدينية من هجمة شرسة ومن تجرؤ غير مسبوق لاحتوائها وتدجينها وأخذها الى الجانب المظلم والمشروع المعادي لوحدة المسلمين ولنهج وخيار المقاومة، ولتحصينها من العبث السياسي من خلال الوقوف معها والى جانبها في التصدي لهذا المشروع الفتنوي الهادف الى شق الصف الداخلي وتمزيق وحدة المسلمين إرضاء لبعض المحاور الدولية والاقليمية المعروفة، وفي نهاية اللقاء صدر عن المجتمعين الآتي:

أولا: ان العلماء المسلمين هم ورثة الانبياء، وهم المنوط بهم بالدرجة الأولى نشر الدعوة وتعليم الناس أصول دينهم، وبالتالي العمل على وحدة المسلمين وتلاقيهم وتعاونهم للنهوض بالمجتمع نحو الأفضل.

ثانيا: يجب توحيد موقف علماء الدين في كل لبنان حتى لو اختلفت الاجتهادات والمواقف السياسية، وذلك لدرء الفتنة ومنع حدوث أي اختراقات للصف الاسلامي من أي طرف أو جهة سياسية كانت، ومن أجل أن تبقى الكلمة الفصل لهم في كافة الأمور المفصلية التي تهم الطائفة الاسلامية انطلاقا من كتاب الله وسنة نبيه سيدنا محمد "صلى الله عليه وآله وسلم" دون أي ارتهان سياسي لأحد كائنا من كان.

ثالثا: العمل على توحيد موقف العلماء خاصة والمسلمين عامة لجهة تحصين دار الفتوى، والتأكيد على مرجعيتها للجميع دون استثناء، وذلك لتمكينها من حزم الموقف إزاء التطرف بشقيه السياسي والديني الذي يشوه الدين، كما إزاء التسيب والتفريط بالمسلمات والثوابت الاسلامية الوحدوية الناصعة.

رابعا: استنكار الهجمة الممنهجة التي تتعرض لها دار الفتوى والاستهداف الذي يطال المرجعيات الدينية الأولى بشخص سماحة المفتي الدكتور محمد رشيد راغب قباني من قبل جهات سياسية وحزبية مضللة وموتورة تعمل على إضعاف دور الدار والمرجعية خدمة لمأربها وأهدافها ومصالحها الشخصية.

خامسا: ان من يعمل اليوم على إضعاف دار الفتوى يهدف الى إقصاء دور العلماء عن دعوة الخير والكلمة الطيبة ويريد أن يجعل منهم، بل من الدين نفسه للأسف الشديد مطية لأهدافهم السياسية الضيقة والمدانة وذلك لتأكيد زعامتهم المبنية على مصالحهم الشخصية المرتبطة هي بدورها بمصالح الدول الكبرى وعلى رأسها أميركا.

سادسا: رفض كل المحاولات السابقة من قبل تيار سياسي معروف من أجل السيطرة على واقع الدار وفرض شروطه وآرائه ومواقفه على المرجعية والعلماء الذين يمارسون صلاحياتهم ويقومون بدورهم بمعزل عن الكيدية وأساليب الالتفاف الملتوية لمنعهم من استكمال نشاطهم وأعمالهم اليومية والدورية.

سابعا: إننا نحتاج في هذه المرحلة الحرجة والعصيبة الى مرجعية قادرة على اتخاذ القرار المناسب إزاء الفتن الملاحقة والتي يراد لها أن تنفذ من خلال الخلاف السياسي والمذهبي، ولا شك ان إضعاف دار الفتوى وتقليص صلاحيات المفتي الى الحد الأدنى وإفراع دار الفتوى من دور العلماء كما يريدون من خلال تعديل المرسوم "18" هو جزء من المؤامرة التي يسعون اليها ويعملون على تنفيذها.

ثامنا: استنكر العلماء ونددوا بالاعتداء الاثم والمجرم الذي طاول امس الاول بعض علماء الدين التابعين لدار الفتوى اللبنانية في بيروت واعتبارهم ان هذا الاعتداء السافر والمشبوه يأتي ضمن هذا السياق والتسلسل حيث اشار سماحة المفتي قباني اليه قائلا: ان جرأة او وقاحة السياسيين في التعامل مع دار الفتوى شجع السفهاء والحشاشين والغوغائيين على علماء الدين.

تاسعا: طالب العلماء المسؤولين كافة ورجال الدين والعلماء من مختلف المذاهب والعقلاء والحكماء والمثقفين واصحاب الرأي والمشورة العمل على وأد الفتنة وقطع الطريق على العابثين بأمن الناس وارواحهم وارزاقهم وممتلكاتهم، وقطع الطريق على المصطادين بالماء العكر الذين يستغلون الدين والمذهب ويعملون على اثارة النعرات الطائفية والمذهبية والتحذير منهم لانهم يشكلون خطرا داخليا لا يقل خطورة عن الخطر الخارجي وعن خطر العدو الصهيوني الغاصب.

عاشرا: طالب العلماء المجتمعون الدولة اللبنانية والاجهزة الامنية المختصة السهر على امن الوطن والمواطن لا سيما العلماء منهم حرصا على وحدة الصف والاستقرار الداخلي وحرصا على صيغة العيش المشترك التي يمتاز بها وطننا الغالي لبنان، ومن هذا المنطلق يدعو العلماء الى ضرورة محاسبة المعتدين الاثمين الذين تجرأوا على العلماء وانزال اقصى العقوبة فيهم ليكونوا عبرة لغيره.

حادي عشر: دعا العلماء الى وجوب وقف الخطابات الطائفية والمذهبية المتشنجة والى ضرورة وقف السجالات السياسية المتزايدة التي تعبىء الشارع وتوتر الناس، واعتبروا ان استمرار التحريض والخطاب العالي النبرة هو سبب اساسي لكل ما يحصل في الشارع اليوم، لذا فعلى السياسيين والمسؤولين وبعض اصحاب العمائم التوقف فورا عن هذا الخطاب الرديء والمنحط والتوقف عن الشتائم والعبارات النابية واللاذعة فورا، التي وللأسف الشديد تطال بعض المرجعيات الدينية والسياسية دون أي اعتبار لها مما يسبب في المزيد من التشنج والتوتر والاحتقان.

ثاني عشر: نصح العلماء المجتمعون بضرورة إجراء انتخابات المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى بالتوقيت الذي حدده سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية بموجب الصلاحيات المعطاة له بهذا الخصوص، أي في الرابع عشر من نيسان لعام 2013 والطلب من رؤساء الحكومة السابقين جميعا عدم الاعتراض على هذا الأمر، بل السعي الى انتخاب مجلس جديد بعيدا عن الارتهان السياسي وبعيدا عن سطوة المال والدرهم.

ثالث عشر: يعتبر لقاء العلماء المسلمين في لبنان جلساته مفتوحة لمتابعة كافة التطورات، على أن يشكل لاحقا لجانا مختصة من مهمتها الحرص على بلورة وتنفيذ كافة البنود المطروحة والتي جرى الاتفاق عليها".

ثم انتقل الحضور الى دار الفتوى للقاء مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني لاطلاعه على الاجتماع وتسليمه البيان الذي صدر عن المجتمعين.

 

دمشق تنفي قصف الحدود مع لبنان: نحترم سيادته ونحرص على أمنه

نهارنت/نفت دمشق الثلاثاء أن تكون طائراتها الحربية قد قصفت مناطق على حدودها مع لبنان متهمة بعض الدول "المعادية" لها بالترويج للخبر. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين "أن الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام اللبنانية والعربية والدولية عن إلقاء طائرات حربية سورية قنابل داخل الأراضي اللبنانية عارية عن الصحة وكاذبة".وكانت قد أفادت الوكالة "الوطنية للإعلام" بعد ظهر الإثنين أن "الطيران الحربي السوري قصف خراج بلدتي خربة يونين ووادي الخيل في جرود عرسال". وجاء في تصريح المصدر السوري أنه "تناقلت بعض وسائل الإعلام اللبنانية والعربية والدولية أنباء عن قيام الطائرات الحربية السورية بإلقاء قنابل داخل الأراضي اللبنانية".واضاف المصدر "أن بعض الدول التي انتهجت سياسات العداء لسورية عبر تسليح وتمويل المجموعات الإرهابية المسلحة قامت بالترويج لهذا الخبر الكاذب".

وقال المصدر إن وزارة الخارجية والمغتربين "تؤكد أن لا صحة على الاطلاق لهذا الخبر وهي اذ تنفيه جملة وتفصيلا فانها تؤكد احترامها للسيادة اللبنانية وحرصها على أمن واستقرار لبنان الشقيق".يذكر أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان اعتبر أن القصف "انتهاك مرفوض للسيادة اللبنانية"، بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي الثلاثاء. ونقلت أكثر من وكالة عالمية الخبر. وأكد سكان ومصادر أمنية لوكالة "فرانس برس" أن أربعة صواريخ سقطت في منطقة لبنانية من عرسال.

 

الرئيس سليمان كلف وزير الخارجية الاحتجاج رسمياً على القصف الجوي السوري لأنه انتهاكاً مرفوضاً للسيادة اللبنانية

 بيروت - "السياسة" والوكالات:  في أول موقف رسمي يصدر عن مسؤول لبناني, اعتبر رئيس الجمهورية ميشال سليمان "القصف الجوي السوري داخل الاراضي اللبنانية انتهاكا مرفوضا للسيادة اللبنانية", وكلف وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور توجيه رسالة احتجاج الى الجانب السوري بهدف عدم تكرار مثل هذه العمليات. لكن الموقف الرئاسي بقي يتيماً وسط صمت رسمي مطبق التزمه سائر المسؤولين في الدولة, بما وسع دائرة بيكار التساؤلات عما اذا كان التجاهل السياسي للخرق السوري متعمداً لاشاحة النظر عن ممارسات النظام بعد مذكرة الاحتجاج أم في سياق سياسة التهدئة وعدم صب الزيت على النار في وقت يشهد الشارع اللبناني حالة من الاحتقان والغليان المذهبي, علما أن مصادر حكومية لم تستبعد أن يثير بعض الوزراء موضوع الاعتداءات السورية على الأراضي اللبنانية وآخرها القصف الجوي, اول من امس, في جلسة مجلس الوزراء المقررة غداً في القصر الجمهوري بعد عودة الرئيس سليمان من جولته الأفريقية. وفي هذا الإطار, أفاد مصدر ديبلوماسي ان وزارة الخارجية لم تبلغ امس الجانب السوري أي رسالة احتجاج على القصف الجوي في انتظار عودة الوفد الرئاسي من نيجيريا والذي يضم في عداده وزير الخارجية عدنان منصور الذي سيتخذ الموقف المناسب في هذا الشأن.

في المقابل, نفت وزارة الخارجية السورية ان يكون الطيران الحربي السوري ألقى قنابل داخل لبنان. ونقلت الوكالة السورية الرسمية "سانا" عن مصدر مسؤول في الخارجية قوله إن "الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام اللبنانية والعربية والدولية عن إلقاء طائرات حربية سورية قنابل داخل الأراضي اللبنانية عارية من الصحة وكاذبة", معتبراً أن "بعض الدول التي انتهجت سياسات العداء لسورية عبر تسليح وتمويل المجموعات الإرهابية المسلحة قامت بالترويج لهذا الخبر الكاذب". وأكد المصدر أن "لا صحة على الاطلاق لهذا الخبر", مشيرا إلى أن وزارة الخارجية السورية, إذ تنفيه جملة وتفصيلا, "فإنها تؤكد احترامها للسيادة اللبنانية وحرصها على أمن واستقرار لبنان الشقيق". من جهتها, استنكرت كتلة "المستقبل", بعد اجتماعها الدوري, أمس, "الاعتداءات المتكررة التي ينفذها الجيش السوري على الأراضي اللبنانية في الشمال والشرق عبر قصف أو الطيران", منوهةً بـ"موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان السباق في الدفاع عن السيادة والكرامة اللبنانية". واستغربت "سكوت الحكومة وتقصيرها بالإدانة وعدم اتخاذها الخطوات اللازمة, بالاضافة إلى سكوت وزارة الدفاع عن تزويد المواطنين حقيقة ما جرى من عدوان سوري على الأراضي اللبنانية". كما رأت انه "لا يمكن السكوت عن هذا العدوان المتمادي والمرفوض من قبل النظام السوري", مضيفةً ان "الخروقات والاعتداءات من قبل إسرائيل مرفوضة ومستنكرة والاعتداءات السورية مدانة ومستنكرة, وعلى الحكومة حماية لبنان", مشددةً على انه "بات من الضرورة المبادرة إلى رفع شكوى إلى مجلس الجامعة العربية وإبلاغ الأمم المتحدة فوراً بالانتهاكات السورية".

 

هل يجمّد النفي السوري المذكرة؟ التأكيد "الخطي" أفضل من الشفوي

خليل فليحان/النهار/هل يوجه وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور مذكرة احتجاج على القصف الجوي السوري الذي استهدف منطقة جرود عرسال في الحدود الشرقية مع سوريا، واعتبر انتهاكا مرفوضا للسيادة اللبنانية؟ علما ان المذكرة التي طلبها منه رئيس الجمهورية ميشال سليمان في ابوجه، ستركز على عدم تكرار مثل هذه العملية. طرح هذا التساؤل بعد ظهر امس بعد نفي وزارة الخارجية السورية حصول مثل هذا القصف. وسيتبلور الموقف اليوم الاربعاء بعودة سليمان من نيجيريا ومعه منصور، وسيتوسع التداول برجوع كل من الرئيسين بري ونجيب ميقاتي من روما امس في الطائرة الخاصة للاخير. والوضع الناشئ يطرح سؤالا: هل ستعدّ المذكرة في قصر بسترس وترسل الى وزارة الخارجية السورية ام لا؟ وفقا لمسؤول ديبلوماسي لبناني من الافضل ارسال المذكرة اللبنانية كما كان مقررا، معززة بتحديد المواقع التي سقطت فيها الصواريخ الاربعة في وادي الخيل في منطقة زراعية. واذا كانت المعلومات خاطئة، فلترسل مذكرة سورية رسمية في هذا الصدد. وأكدت مصادر وزارية ان رئيس الجمهورية استند الى معلومات امنية موثقة ليعلن احتجاجه، وليس الى ما نشره بعض وسائل الاعلام.

ولفتت الى ان النفي السوري أتى بعد الاعلان عن تكليف منصور اعداد رسالة - احتجاج في وقت قصير. واشارت الى ان النفي السوري قصف الاراضي اللبنانية لا يصيب فقط موقف سليمان بل ايضا مواقف الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وبريطانيا، والدول الثلاث دانت ذلك القصف، ووصفته الناطقة باسم الخارجية الاميركية بأنه "تصعيد كبير في الانتهاكات للسيادة اللبنانية تتحمل سوريا مسؤوليته"، وهو "انتهاك غير مقبول على الاطلاق". كما ان فرنسا ابدت اهتماما بالغا بالقصف الجوي السوري، فأجرى وزير الخارجية لوران فابيوس اتصالا هاتفيا بالرئيس ميقاتي وهو في روما، وكان القصف محور المكالمة في اطار البحث في الازمة السورية ككل وتداعياتها على لبنان، اضافة الى وقوف باريس الى جانب بيروت باستضافة النازحين السوريين والمساعي لاجراء الانتخابات النيابية. اما وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ فعلق على الغارة قائلا: "لقد اوضح النظام السوري مرة اخرى انه لايهتم بالقانون الدولي وبأمن جيرانه. اما وزارة الخارجية السورية فأكدت في معرض نفيها للغارة "احترامها للسيادة اللبنانية وحرصها على امن لبنان الشقيق واستقراره". وإذا تقرر البقاء على الاحتجاج اللبناني الخطي، فاستنادا الى اتفاق فيينا الذي ينظم العلاقات الديبلوماسية بين الدول والذي صدر عام 1961، يمكن الخارجية اعتماد احد طرق الاحتجاج العديدة، لان ليس هناك آلية واحدة لها منصوص عليها في الاتفاق، وتصاغ المذكرة وفقا لنسبة الاحتجاج التي يريدها الرئيس سليمان، وتكون خطية بارسالها من الخارجية اللبنانية الى نظيرتها السورية او باستدعاء السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي الى قصر بسترس وتسليمه اياها. واذا كان المراد احتجاجا عاديا، فترسل المذكرة الخطية الى السفارة السورية في بيروت موجهة الى الخارجية في دمشق، او الى السفارة اللبنانية في العاصمة السورية لتسليمها او ارسالها الى الخارجية. اما الاحتجاج الاقل من عادي، او لرفع العتب، فيكون بتكليف السفير في سوريا او ديبلوماسي آخر نقل المذكرة الى الخارجية. واذا كانت العلاقات كالتي بين لبنان وسوريا، فتختلف نسبة الاحتجاج كالنفس الذي أعطاه سليمان الى وزير الخارجية لجهة عدم تكرار خرق السيادة. اما في بقية الدول، فتكون المذكرة بالرد بالمثل في حال تجدد مثل هذا القصف. الساعات القليلة المقبلة ستكشف ما سيتمخض عنه النفي السوري للقصف الجوي لجرد عرسال.

 

نواب "المستقبل": منصور عميل سوري ولن يدين الاعتداءات

المستقبل/رأى نواب "المستقبل" أمس، أن "وزير الخارجية عدنان منصور لن يفعل شيئاً تجاه طلب رئيس الجمهورية ميشال سليمان رفع مذكرة احتجاج الى الخارجية السورية بعد الغارات التي شنّها الطيران الحربي السوري على جرود عرسال"، آسفين لأنه "ليس لدينا وزير خارجية بل عميل سوري، وهو يرتكب جريمة في حق البلد". وحمّلوا منصور "مسؤولية سياسية نتيجة تصرفاته، وهو يُعطي منبر وزارة الخارجية للسفير السوري". وشددوا على أن "الخيار الوحيد للانتخابات هو في أن يقرّ مجلس النواب قانوناً جديداً تحت سقف الطائف والدستور". فقد أوضح عضو الكتلة النائب احمد فتفت في حديث إلى وكالة "الأنباء المركزية"، أن "كل الأمور انجلت حول قانون "المختلط" ولم يبق سوى إعلان الفريق الآخر استعداده للنقاش به"، مشيراً الى "آننا لن نُعلن مضمون القانون إذا لم نلمس من الطرف الآخر حدّاً أدنى من القابلية، وحتى الآن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون يُغلق الباب أمام أي قانون "مختلط" بدعم من "حزب الله". وأعلن أن "رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط يتفاوض مع رئيس مجلس النواب نبيه بري حول القانون "المختلط" لجهة إمكانية مناقشته من قبل الطرف الآخر"، مؤكداً "أننا لن نطرح الصيغة النهائية لـ"المختلط" عبر وسائل الاعلام، لأن الفريق الآخر ينتظر هذه الخطوة كي يحرقه ويبدأ بالتصويب عليه". ولفت الى "أننا أبقينا عمداً بعض النقاط العالقة في القانون كي نُناقشها مع الفريق الآخر". وذكّر بأن "مبادرة الرئيس سعد الحريري حول قانون الانتخاب أشارت إلى اعتماد "القانون الأرثوذكسي" لإنشاء مجلس الشيوخ"، آملاً أن "تُسفر الخلوات التي عقدها البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي في روما نتائج إيجابية لجهة الدفع في اتجاه التوافق على القانون "المختلط".

ورأى أن "وزير الخارجية عدنان منصور لن يفعل شيئاً تجاه طلب رئيس الجمهورية ميشال سليمان برفع مذكرة احتجاج الى الخارجية السورية بعد الغارات التي شنّها الطيران الحربي السوري على جرود عرسال"، آسفاً لأنه "ليس لدينا وزير خارجية بل عميل سوري، وهو يرتكب جريمة في حق البلد". وحمّل فتفت منصور "مسؤولية سياسية نتيجة تصرفاته، وهو يُعطي منبر وزارة الخارجية للسفير السوري"، مُستغرباً عدم إدانة الخروق السورية، في حين أننا جميعاً نهبّ لإدانة أي اعتداء اسرائيلي على أي منطقة في الجنوب". واعتبر أن "كل من لا يدين الاعتداء السوري على لبنان هو بنظرنا يرتكب خيانة في حق البلد"، رابطاً القصف السوري بالتهديدات التي أطلقتها دمشق منذ أيام بأنها ستقصف الأراضي اللبنانية لمنع تهريب الأسلحة والمسلّحين". ولفت إلى أن "الرئيس السوري بشار الأسد يفتح باب جهنّم عليه". وعزا الاعتداء الذي تعرّض له الشيخان في دار الفتوى منذ يومين الى "وجود قرار اقليمي وليس محلياً ينسجم مع التهديدات السورية بتفجير الساحة الداخلية، وهذا القرار ما كان ليؤخذ لو لم تكن هناك أخطاء قاتلة تُرتكب داخلياً، ولو لم يكن هناك سلاح متفلّت من يد الدولة، ولو لم يكن هناك استقواء بهذا السلاح ويُعطي انطباعاً للبعض بأنهم يستطيعون فعل ما يشاؤون وبأنهم محميون سياسياً وأمنياً". وأشار الى أن "من تعرّض لرأس دار الفتوى ممارسات مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ونجله". وأكد أن "كتاب "الأبراء المستحيل"، الذي أصدره "التيار الوطني الحر" مؤخراً يحوي على كثير من الكذب وفيه تجاهل لكثير من الحقائق"، كاشفاً عن "أننا نُعدّ كتاباً سنُشير فيه الى فضائح قديمة وجديدة لم يأت على ذكرها كتاب "الإبراء المستحيل".

ورأى عضو الكتلة النائب عمّار حوري في حديث إلى وكالة "أخبار اليوم"، أن "النظرة الى قانون الانتخاب في روما تختلف عنها في لبنان". وإذ لفت الى أنه "لم يطلع على تفاصيل اللقاءين اللذين عقدا في الفاتيكان بين البطريرك الراعي والرئيسين ميقاتي وبري"، قال: "مَن سيعطي رأيه في الأفكار المتعلّقة بقانون الانتخاب ليس فريقاً واحداً فقط، بل كل اللبنانيين معنيين بإعطاء رأيهم في قانون الانتخاب". وأضاف: "علينا أن ننتظر لنطلع على هذه الأفكار ليبنى على الشيء مقتضاه". وعن مصير الاقتراح الذي يعدّه تيار "المستقبل" والحزب "التقدمي الاشتراكي"، قال: "سنطّلع على مضمون الأفكار التي طُرحت في روما وربما يكون الأمر متقارباً"، مؤكداً "أننا منفتحون على مناقشة كل الأفكار، التي هي تحت سقف الطائف والدستور". وشدد على أن "الخيار الوحيد هو في أن يقرّ مجلس النواب قانون انتخاب جديد تحت سقف الطائف والدستور، وهذا يقتضي تعاوناً من قبل كل الأطراف، ولكن هذا ما لم نره حتى الآن لا من "حزب الله" ولا من التيار "الوطني الحر". وعما إذا بات من الصعب إجراء الانتخابات في موعدها، أجاب: "يجب أن تكون في موعدها، ولكن هناك مصاعب واضحة تعترض طريقها، خاصة وأن هناك نيّة تعطيل من بعض أطراف الفريق الآخر". وعن القصف السوري الذي استهدف قرى حدودية لبنانية، قال حوري: "أكاد أجزم أن الحكومة اللبنانية لن تحرّك ساكناً في هذا المجال، فهي في السابق لم تتحرّك، بل أكثر من ذلك، تبنّت موقف النظام السوري"، مشيراً الى موقف منصور في الاجتماع الأخير لمجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة. وختم: "أخشى ما أخشاه أن ترحّب الحكومة اللبنانية بالقصف السوري على مناطق لبنانية".

ووصف عضو الكتلة النائب محمد الحجار في حديث الى إذاعة "صوت لبنان ـ الحرية والكرامة"، "الاعتداء على الشيخين بالأمر الخطير"، مشدداً على انه "اعتداء جبان ومجرم ومدان ومستنكر". وقال: "يجب ضرب المخططين والفاعلين بيد من حديد، خصوصاً أن هناك تزامناً بين الاعتداء على الشيخين في خندق الغميق وبين الاعتداء على الشيخين في الشياح". ورأى أن "على الحكومة والأجهزة الأمنية والقضائية كشف حقيقة ما حصل وانزال أقصى العقوبات على الفاعلين"، مردفاً: "هناك مسببات تؤدي الى أحداث مماثلة مثل التحريض المذهبي والطائفي، والمطلوب العمل على وأد الفتنة في مهدها قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة، خصوصاً أن النظام السوري متربص بلبنان ويريد تفجير الساحة الداخلية ويريد نقل أزمته الى لبنان لينقذ نفسه على حساب دم اللبنانيين".

 

رسالة الرئيس سليمان وصلت إلى النظام السوري

كارلا خطار/المستقبل

"الإنتهاك المرفوض" هو الوصف المنطقي والردّ الرسمي والدستوري الصادر عن رئيس الجمهورية ميشال سليمان على القصف الجوي السوري الذي يستهدف الأراضي اللبنانية، واضعاً الطابة في ملعب وزير الخارجية عدنان منصور ومكلّفا إياه "توجيه رسالة احتجاج الى الجانب السوري لعدم تكرار مثل هذه العمليات". وحيث أنه من المفترض أن يكون "لبنان في وادٍ وسوريا في واد آخر"، فإن رأس النظام السوري الدموي المتمثل ببشار الأسد يسعى الى زرع الفتنة في لبنان، ويساعده في ذلك سفيره في لبنان وكل من "يشدّ على مشدّه". واستناداً الى ما خبره اللبنانيون من خلال تجربتهم اليومية مع سياسة الوزير المكلّف بتوجيه رسالة الإحتجاج، فإن الخوف يتعاظم اليوم من أن يصبح الإنتهاك مزدوجاً مع تخطي الوزير طلب الرئيس. في كل الأحوال، فإن الوزير لا يتقن سوى سياسة النفي والنعي لكل ما يُطلب منه رسمياً، كما سبق وفعل حين وجّه إليه رئيس الحكومة في خصوص كلامه في الجامعة العربية حول عضوية سوريا، وقد برهن غير مرة أن مواقفه لا ترتبط لا برئيس جمهورية ولا برئيس حكومة ولا بشعب لبناني أو دستور مكتوب. فمواقفه برمّتها لا تجسد سوى "شكراً سوريا".

مواقف رئيس الجمهورية لا تنطوي على عداء لسوريا ولا على صداقة أو التزام بوحدة المسار والمصير، فهذا ليس واجب، وهو يصبّ اهتمامه على لبنان ويحاول دائماً أن يعيد التوازن الى الواقع اللبناني كلّما "جرّ" أحد "المتشكرين" للنظام السوري لبنان الى فتنة داخلية وانتهاكات حدودية. وبين الإتزان والإنحراف، يشكّل الرئيس سليمان العين الساهرة على تخليص لبنان من الجنوح والمخالفات الدستورية، علماً أن العلاقة بينه وبين منصور تميّزت اخيراً بـ "تأنيب" الأول الديبلوماسي للثاني وطلب "التشاور" قبل أي موقف يتم الإدلاء به في المحافل الدولية.

إذاً فهناك، في كل الأحوال، ردّ فعل ما، مجهول الشكل والمضمون، منتظر من وزير الخارجية. هو الذي لم يُسائل السفير الإيراني حول وجود حرس ثوري في لبنان، بحسب رغبة رئيس الجمهورية، والذي طالب بإرجاع سوريا الى جامعة الدول العربية بما يشبه "الفضيحة"، وهو الذي تنكّر لرسالة رئيس الحكومة أمام الرأي العام ثم عاد واعترف بها، وهو الذي يشرّع منبر وزارته لسفير النظام القاتل، وهو الذي لم يمانع إقفال الحدود في وجه لاجئين سوريين يبحثون عن مأمن، هو الوزير الذي لا ينجح سوى في المشاركة في لعبة الـ téléphone cassé، وقد سبق أن أعطى الحقّ للنظام السوري عبر سفيره في توجيه رسالة احتجاج على أداء بعض وزراء الحكومة، ولم يرفض أن يشكو النظام السوري لبنان في المحافل الدولية، والذي يستغل ديبلوماسيته الخارجية لترجمة مواقف النظام السوري مبعداً لبنان عن رسالته في نصرة الضعفاء والمظلومين.

لا شكّ إذاً، في أن شكوى النظام السوري ضدّ لبنان تعبّر عن تطلعات وزير الخارجية أكثر مما تعبّر عنها وطنية رئيس الجمهورية. فبالنسبة اليه، إن أي شكوى مقدّمة الى النظام السوري تكون كمن يشكو نفسه وأي احتجاج سيكون كأنما هو احتجاج على موقعه ومركزه في الحكومة اللبنانية. قد يساند الوزير شكوى النظام السوري لكنّه لن يردّ له هذه الشكوى كي لا يُغضب "الآلهة والأجداد".

وقد تكون صورة مصغّرة عن الوضع القائم اليوم هي أفضل وسيلة ليدرك الوزير ما يعانيه الشعب اللبناني: حتى الطفل لا يقبل بأن يسلبه طفل آخر لعبة من ألعابه أو حاجة يومية له، فيحتج ربما لمجرّد القول "أنا هنا، وأتمتع بشخصية متفرّدة". هكذا هي السيادة اللبنانية بالنسبة الى الشعب اللبناني، هي حاجة يومية لتأكيد الشرعية ورفض التجزئة، و"الإنتهاك المرفوض" الذي عبّر عنه رئيس الجمهورية قد يكون الإحتجاج البديل إذا لم ينفّذ منصور ما هو مطلوب منه. إن لم يحتجّ منصور، تكون الرسالة اللبنانية الرسمية قد وصلت على لسان الرئيس وتكون الحاجة باتت ملحّة لإيجاد حلّ دستوري يتناسب وسلوك الوزير. وإن احتجّ، وهذا مستبعد، بلغة عاطفية سلسة و"أخوية" يكون بذلك قد حافظ على موقعه مكتسباً جرعة جديدة من مباركة النظام السوري. وبين الخيارين، على الأرجح أن منصور ليس في حيرة من أمره!

 

تقارير: "اتفاق روما" ينص على تأجيل تقني للانتخابات وانشاء مجلس شيوخ

اثمرت لقاءات البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مع رئيسي البرلمان نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، "ورقة تفاهم"، تنص على تأجيل تقني للانتخابات واجرائها وفق القانون المختلط، مع تشكيل حكومة جديدة للاشراف عليها، وفق ما افادت معلومات صحفية. فقد كشفت صحيفة "اللواء"، الثلاثاء، ان الراعي سيطلع الاقطاب السياسية، بعد عودته الى بيروت، على انه تم التفاهم على تأجيل الانتخابات تقنياً، واعداد ما يلزم من قوانين واجراءات دستورية لترجمة الاتفاق المطلوب، وفق "ورقة الاتفاق"، التي انتجتها لقاءات روما. وافادت الصحيفة، الثلاثاء، عن ابرز ما نصت عليه "ورقة الاتفاق" بين الراعي وبري وميقاتي والمؤلفة من صفحتين، لافتة الى ان على رأسها اجراء الانتخابات النيابية وفق القانون المختلط بحيث تعطى نسبة 60 بالمئة للأكثري و40 بالمئة للنسبي. كما يتضمن الاتفاق إنشاء مجلس للشيوخ وانتخاب أعضائه وفقاً للاقتراح الاورثوذكسي، أي أن كل طائفة تنتخب نوابها، على ان تجري انتخابات هذا المجلس والانتخابات البرلمانية في يوم واحد، على ان يتم تشكيل حكومة جديدة للاشراف على هذه الانتخابات، وفق ما افادت "اللواء". يُذكر ان الراعي التقى بري وميقاتي يومي الاحد والاثنين في المدرسة المارونية في روما، تركز البحث خلال اللقائين على الانتخابات، حيث اعلن ميقاتي، اثر لقاء الاثنين، انه جرى البحث في عدة طروحات، رافضاً التحدث عنها. واوضح أن "الموضوع بات في عهدة صاحب الغبطة، وهو سيقوم بمساعٍ مع مكونات المجلس النيابي خاصة مع الطرف المسيحي للوصول الى الحل المنشود بإقرار قانون جديد للانتخاب يؤمن التمثيل الصحيح لجميع اللبنانيين ويجنب الدخول في فراغ دستوري". من جانبها نقلت صحيفة "النهار"، الثلاثاء، معلومات وصفت اللقاءات بـ"المتفائلة"، اذ انها شهدت "تقدماً في المساعي نحو التفاهم على قانون انتخاب جديد". كما انها تركزت على "ضرورة العمل على تجنب الفراغ الدستوري". كما لفتت الى انه "كان هناك توافق على نقطتين أساسيتين هما ضرورة اجراء الانتخابات والسير في المشروع المختلط". يُذكر ان ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان يرفضان الى جانب نواب كتلتي "المستقبل" و"جبهة النضال الوطني" فضلاً عن النواب المسيحيين المستقلين في 14 آذار، مشروع "اللقاء الاورثوذكسي" التي اقرته اللجان النيابية المشتركة.

 

ضوء أخضر لبري للسير بالمختلط وحرب يقول للسياسة: "8 آذار" لا تريد الانتخابات إلا اذا ضمنت الفوز

 بيروت - "السياسة" والمركزية:  توقعت مصادر مراقبة ان يشهد محور قانون الانتخاب حراكا متجددا مع عودة رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري الى بيروت اليوم, في ضوء الاجتماعات التي عقدت في روما مع البطريرك الكاردينال بشارة الراعي, التي يبدو أنها افضت الى التوافق على اقتراح حل قريب من مبادرة رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري مع اختلاف بسيط في نسبة توزيع النظامين الاكثري والنسبي. ولفتت المصادر الى ان شبه توافق تم على اعتماد احدى صيغتي المناصفة أو 60 في المئة أكثري و40 في المئة نسبي, مع الارجحية للخيار الاول, مشيرة الى ان مسافة التباعد بين القوى السياسية بدأت تتقلص نسبياً بما يساعد على عقد لقاء مصالحة يوفر أسس التوافق بين القوى السياسية ويدفع الامور قدما في اتجاه تعزيز التوافق الداخلي الكفيل بتحصين لبنان في وجه العواصف.

وقالت المصادر ان بري ليس في وارد توجيه دعوة للهيئة العامة للمجلس النيابي إلا بعد الاتفاق السياسي على القانون, مشيرة الى انه يبدو انه حصل على الضوء الاخضر من حلفائه وتحديداً "حزب الله" للسير بالقانون المختلط باعتبار ان النسبية على اساس المناصفة تناسب تطلعاته الانتخابية, خصوصاً ان لبنان مقبل على تطورات نوعية في ضوء مسار الازمة السورية, ليس الحزب بعيدا منها وهو يعيد حساباته السياسية لتحصيل اكبر قدر من المكاسب في هذه المرحلة وقد يكون قانون الانتخاب احد معالمها خصوصاً إذا تولى بري اخراجه.

وفي هذا السياق, نفى النائب بطرس حرب الذي يترأس مجموعة من النواب المسيحيين المستقلين الرافضين لمشروع اللقاء الأرثوذكسي, علمه بمضمون محادثات الأقطاب الأربعة في روما.

وقال لـ"السياسة": ان "اللقاء بحد ذاته مفيد ولو كنت غير متابع للتفاصيل, وكل لقاء يقوم على الحوار جيد, ولو أنه ليس مكتملاً بغياب الرئيس سليمان ولا يكفي أن يكون هناك من يمثله", في اشارة إلى وزير البيئة ناظم الخوري.

وعن القانون الانتخابي الأفضل بالنسبة إليه, قال حرب: "لقد أعلنت سابقاً بأن القانون الأفضل بالنسبة لي هو قانون الدائرة الفردية, لكن لم يجرِ اعتماده لأن الأحزاب ترفض ذلك. والحل برأيي اعتماد قانون جديد على أساس النسبي والمختلط على قاعدة 70 في المئة يجري انتخابهم وفق النظام الأكثري و30 في المئة وفق النظام النسبي".وأكد أنه "أصبح شبه مقتنع تماماً بأن فريق "8 آذار" لا يريد الانتخابات, إلا بموجب قانون يؤمن له أكثرية النواب ويضمن بقاءه في الحكم".وبعد اجتماع الشخصيات المسيحية المستقلة في "14 آذار", أعرب حرب عن خشية المجتمعين من أن "تؤثر الصراعات السياسية على الانتخابات النيابية وتؤدي إلى الإطاحة بالاستحقاق الدستوري", منتقداً "رفض النائب ميشال عون مدعوماً من حزب الله أي اقتراح توافقي". واعتبر أن "تمسك عون بالأرثوذكسي يتناقض مع مطالبته النسبية على أساس دائرة واحدة وهذا يدل على أن قوى "8 آذار" تريد الفراغ لتبقى في السلطة".

وثمن حرب مواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان بما خص القصف السوري داخل الأراضي اللبنانية, آملاً "ألا يتمرد وزير الخارجية عدنان منصور على قرار الرئيس توجيه رسالة احتجاج إلى سورية كما حصل سابقاً وألا تقف 8 آذار في وجه رئيس الجمهورية".

 

تجوال" مشـبوه قرب منــزل اللـواء إبراهيــم! إلقاء القبض على فلسطيني ولبنانية في كوثرية السياد

المركزية- علمت "المركزية" من مصادر أمنية مطلعة ان مخابرات الجيش ألقت القبض على الفلسطيني خ.م. مواليد 1971 واللبنانية اخلاص أ.خ.ك. من بلدة "رجال الاربعين" أثناء تجولهما بسيارة مرسيدس كحلية اللون تحمل الرقم 145128 – ص بصورة مشبوهة قرب منزل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم في كوثرية السياد في منطقة الزهراني. وعلى الفور أحيلا الى مخابرات الجيش في الزهراني ثم نقلا الى ثكنة محمد زغيب في صيدا حيث بوشرت التحقيقات معهما.

 

عكاظ: هيئة الاشراف على الانتخابات قد تعطل الحكومة

المركزية- نقلت صحيفة "عكاظ" السعودية عن مصدر وزاري مطلع أن "الحكومة اللبنانية تتجه إلى التعطيل وتوقف عقد جلساتها في حال لم يتم إقرار هيئة الإشراف على الانتخابات في جلسة يوم الخميس المقبل وأن اتصالات حثيثة يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري لتجنب هذه الحالة".وأكدت ان "رئيسي الجمهورية والحكومة ميشال سليمان ونجيب ميقاتي متوافقان على عدم السير بأي موضوع وزاري قبل إقرار الهيئة المشرفة على الانتخابات وهو موقف يحظى بتأييد النائب وليد جنبلاط".

 

النائب أحمد فتفت: لن نُعلن صيغتنا للانتخابات خوفاً من حرقها

 بيروت - المركزية: أوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت ان "كل الامور انجلت بشأن قانون "المختلط" ولم يبق سوى اعلان الفريق الآخر استعداده للنقاش به". وقال "لن نُعلن مضمون القانون اذا لم نلمس من الطرف الآخر حدا ادنى من القابلية, وحتى الان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون يُغلق الباب امام اي قانون "مختلط" بدعم من حزب الله". واضاف ان "رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط يتفاوض مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بشان القانون "المختلط" لجهة امكانية مناقشته من قبل الطرف الاخر", مؤكداً اننا "لن نطرح الصيغة النهائية لـ"المختلط" عبر وسائل الاعلام لان الفريق الاخر ينتظر هذه الخطوة كي يحرقه ويبدأ بالتصويب عليه", لافتاً الى اننا "ابقينا عمداً بعض النقاط العالقة في القانون كي نُناقشها مع الفريق الاخر". وبشأن الاعتداءات السورية, اعتبر فتفت ان "وزير الخارجية عدنان منصور لن يفعل شيئاً تجاه طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان برفع مذكرة احتجاج الى الخارجية السورية بعد الغارات التي شنها الطيران الحربي السوري على جرود عرسال".

 

قرار اقليمي ينسجم مع التهديدات السورية بتفجير لبنان

المركزية- اوضح عضو كتلة "المستقبل" النائب احمد فتفت ان "كل الامور انجلت حول قانون "المختلط" ولم يبق سوى اعلان الفريق الاخر استعداده للنقاش به"، مشيراً الى اننا "لن نُعلن مضمون القانون اذا لم نلمس من الطرف الاخر حدّا ادنى من القابلية، وحتى الان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون يُغلق الباب امام اي قانون "مختلط" بدعم من "حزب الله"". واعلن في حديث لـ"المركزية" ان "رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط يتفاوض مع رئيس مجلس النواب نبيه بري حول القانون "المختلط" لجهة امكانية مناقشته من قبل الطرف الاخر"، مؤكداً اننا "لن نطرح الصيغة النهائية لـ"المختلط" عبر وسائل الاعلام لان الفريق الاخر ينتظر هذه الخطوة كي يحرقه ويبدأ بالتصويب عليه"، لافتاً الى اننا "ابقينا عمداً بعض النقاط العالقة في القانون كي نُناقشها مع الفريق الاخر".

وذكّر رداً على سؤال بان "مبادرة الرئيس سعد الحريري حول قانون الانتخاب اشارت الى اعتماد "القانون الأرثوذكسي" لانشاء مجلس الشيوخ"، آملاً ان "تُسفر الخلوات التي عقدها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي في روما نتائج ايجابية لجهة الدفع في اتجاه التوافق على القانون "المختلط" ".

من جهة اخرى، اعتبر فتفت ان "وزير الخارجية عدنان منصور لن يفعل شيئاً تجاه طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان برفع مذكرة احتجاج الى الخارجية السورية بعد الغارات التي شنّها الطيران الحربي السوري على جرود عرسال"، آسفاً لانه "ليس لدينا وزير خارجية بل عميل سوري، وهو يرتكب جريمة في حق البلد"، محمّلاً اياه "مسؤولية سياسية نتيجة تصرفاته، وهو يُعطي منبر وزارة الخارجية للسفير السوري"، مُستغرباً عدم ادانة الخروقات السورية، في حين اننا جميعاً نهبّ لادانة اي اعتداء اسرائيلي على اي منطقة في الجنوب". واعتبر ان "كل من لا يدين الاعتداء السوري على لبنان هو بنظرنا يرتكب خيانة في حق البلد"، رابطاً القصف السوري بالتهديدات التي اطلقتها دمشق منذ ايام بانها ستقصف الاراضي اللبنانية لمنع تهريب الاسلحة والمسلّحين"، لافتاً الى ان "الرئيس السوري بشار الاسد يفتح باب جهنّم عليه". الى ذلك، عزا فتفت الاعتداء الذي تعرّض له الشيخان في دار الفتوى اوّل من امس الى وجود قرار اقليمي وليس محليا ينسجم مع التهديدات السورية بتفجير الساحة الداخلية، وهذا القرار ما كان ليؤخذ لو لم تكن هناك اخطاء قاتلة تُرتكب داخلياً، ولو لم يكن هناك سلاح متفلّت من يد الدولة، ولو لم يكن هناك استقواء بهذا السلاح ويُعطي انطباعاً للبعض بانهم يستطيعون فعل ما يشاؤون وبانهم محميون سياسياً وامنياً".  واشار رداً على سؤال الى ان "من تعرّض لرأس دار الفتوى ممارسات مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ونجله". وفي سياق اخر، اكد فتفت ان "كتاب الابراء المستحيل" الذي اصدره "التيار الوطني الحر" مؤخراً يحوي على كثير من الكذب وفيه تجاهل لكثير من الحقائق"، كاشفاً عن اننا "نُعدّ كتاباً سنُشير فيه الى فضائح قديمة وجديدة لم يأت على ذكرها كتاب "الابراء المستحيل".

 

أهالي التبانة اعترضوا شاحنات محملة بالحجارة آتية من سوريا وطلبوا منها العودة

وطنية - أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في طرابلس عبد الكريم فياض أن أهالي التبانة اعترضوا عند أتوستراد سوريا - طرابلس في محلة التبانة، شاحنات من نوع قاطرة ومقطورة، آتية من سوريا، محملة بحجارة للبناء، وطلبوا منها العودة إلى سوريا

 

قليموس أعلن لائحته لانتخابات الرابطة المارونية: رغبة في العمل من أجل رفع قيم المؤسسة

النهار/تحت عنوان "معاً نعبر" عقدت لائحة "التجذّر والنهوض" لانتخابات الرابطة المارونية برئاسة النقيب أنطوان قليموس لقاء صحافياً في فندق "لو غبريال" في الأشرفية، لإعلان برنامجها الانتخابي. وتحدث قليموس خلال اللقاء، في حضور نائب الرئيس النقيب أنطوان خوري، والأعضاء: النقيب زياد نصّور، النقيب أسعد مرزا، سهيل مطر، برناديت أبي صالح، سليم الدحداح، أمين عبّود، العميد الركن المتقاعد ميشال فيصل، المحامي ريمون الهاشم، المحامية ندى عبدالساتر، المحامي يوسف عمّار، المحامي لوران عون، المهندس سمير سركيس، المهندس رولان غسطين، المهندس شارل مارون، وريشار هيكل.

وقال قليموس إنه "في هذا الجو المتشنج داخلياً وفي المحيط، تبرز الرابطة المارونية بصورة حضارية راقية: لا تجاذبات، لا أحقاد، لا تطرّف، بل على العكس، تنافس ديموقراطي بنّاء". واعتبر أن ترشيح اللائحة لإنتخابات الرابطة المارونية، يأتي "لتأكيد الرغبة في العمل من أجل رفع قيم الرابطة ووضع اليد على عدد كبير من القضايا التي تتعلق بأبناء المجتمع الماروني والمسيحي واللبناني. من خلال فريق واحد تجمعه القيم والتنوع الفكري بعيداً عن الصراعات السياسية". ولفت إلى "أن ترشيح اللائحة جاء من أجل إكمال ورشة مأسسة الرابطة وجعلها إدارة فاعلة والتصدّي لكل تطاول على حقوق المسيحيين عموماً والموارنة خصوصاً، لأن الرابطة بكيانها إلى جانب بكركي تشكل خط الدفاع الأول عن هذه الحقوق". وأضاف: "إن لائحة التجذر والنهوض ترى في العمل السياسي للرابطة جزءاً يسيراً من برنامجها الذي يشدد على رفع مستوى أوضاع العائلات المسيحية من خلال مشاريع تشاركية بين أغنياء الطائفة وفقرائها، تؤمن العمل والمسكن للعائلات، وتحفظ الأرض لأصحابها وتمنع العوز عنهم. فالرابطة يجب أن تتحول جسراً للثقة بين المسيحيين خصوصا واللبنانيين عموماً، لتعزيز الشراكة والميثاق الوطني والعبور نحو مستقبل واعد وسلام مستدام". واعتبر "أن انتخابات الرابطة المارونية مفصل مهم في الحياة السياسية اللبنانية، واللائحة تعمل من أجل الوفاق داخل الرابطة والتضامن مع جميع الطامحين لتولي المهمات فيها على أمل أن يحمل يوم انتهاء الانتخابات عودة الجميع إلى العمل تحت جناح رابطة مارونية رائدة، حرّة ومستقلة

 

"الفتنة" على أجندة دمشق - طهران

عبد الوهاب بدرخان/النهار

بعدما أصبح تورط "حزب الله" في سوريا علنياً، ولم يعد مجرد دفاع عن سكان في قرى حدودية شيعية او مختلطة، كان لا بد من تغطيته داخلياً، خصوصاً أنه "الحزب الحاكم" ومحرّك خيوط الحكم والحكومة، ليبقى قادراً على حماية كذبة "النأي بالنفس" وقد انكشفت الآن بكونها نأياً عن الشعب السوري وثورته وانحيازاً للنظام وجرائمه. واقعياً، لا يحتاج الحزب الى اي تغطية، لكن وجودها ولو الشكلي يبقى محبذا عنده ومساعداً. اذ دخل مجلس الأمن الدولي على الخط، وأصدرت رئاسته الروسية بياناً يعرب عن القلق من تورط عناصر لبنانية في الصراع الدائر في سوريا. ورغم ان هذا البيان خضع لتعقيم روسي ليوحي بأنه لا يعني طرفا بعينه، الا انه سلط الضوء على مخاطر امتداد الصراع الى لبنان. وقد بادر رئيس الحكومة الى الترحيب بالبيان الدولي، لكن اي رئيس حكومة يعي تلك المخاطر كان سيقول ان موقف مجلس الامن غير كاف، بل كان ليطالبه باهتمام اكبر، لأن الواقع اكثر خطورة، كذلك التوقعات. لكن نظام دمشق كان جاهزاً للاستفادة من هذا البيان الدولي، فغداة صدوره ارسل مذكرة الى الحكومة اللبنانية تطلب منها الا تسمح لـ"المسلحين" باستخدام الحدود ممرا لهم. عن اي "مسلحين" تتحدث المذكرة، انها طبعا لا تقصد مقاتلي "حزب الله" الذين انخرطوا في خطة عسكرية هدفها مؤازرة قوات النظام في استعادة السيطرة على منطقة القصير وربطها بالريف الغربي لحمص ليتأمن الطريق من شمال دمشق الى حمص، ومنها غربا الى منطقة الساحل التي ستكون المعقل التالي للنظام عندما يصبح عصابة ولا يعود نظاما.

لم تكن مذكرة دمشق مجرد تحذير بل تهديداً، ما لبث ان بوشر تنفيذه سواء بإطلاق النار والقصف على قرى الحدود الشمالية، او حتى بالاغارة الجوية على جرود عرسال في الشمال الشرقي. هذا التعامل الجديد بين "الدولتين"، وبالتالي – صوَرياً - بين "جيشين"، يأخذ الجدل اللبناني الداخلي الى مكان آخر، ويحرف الانظار عن الدور الخبيث الذي يقوم به "حزب الله". ذاك ان المسلحين المناوئين للنظام لم يعودوا يستخدمون الحدود اللبنانية بالنظر الى ما تعرضوا له من تضييق وتنكيل واعتقال. ورغم ان النظام يعرف ذلك، إلا أن ضعف الحكم اللبناني وعجزه واستكانته تسمح بقولبة الوقائع والحقائق وفرض أجندة نظام دمشق، بما فيها دفع لبنان الى فتنة مذهبية.

لا أحد يريد الفتنة، لكن نظام الأسد يريدها. وطالما أنه يتصرّف في مأزقه الحالي وفقاً للنصائح الإيرانية، يمكن استنتاج ان ايران تريد الفتنة ايضاً. واستتباعاً لا يستطيع "حزب الله" ان يرفضها اذا اصبحت – استراتيجياً - مطلوبة لذاتها، ولمجرد ان لبنان ساحة متاحة لتبادل الاستفزازات الاقليمية. كان المشهد لافتا بعد الاعتداء المفتعل على المشايخ السنّة في مناطق شيعية، كما لو انه "بروفة" لما سيأتي، والأكثر اثارة ان اركان الدولة كانوا في الخارج، كما لو ان وجودهم او عدمه لا يغير شيئا.

 

الحشاشون

ميشيل تويني/النهار

لا يمكن الا ان نتوقف عند حادثة الاعتداء على الشيخين مازن حريري وأحمد فخران ومحاولة تبسيطها واختصارها بـ"حشاشون" فتكون برمتها استخفافاً بعقول الناس، تزيد بشاعتها محاولة اعتداء ثانية على شيخين آخرين في مار مخايل، ولم تحدد مشكلة المعتدين الآخرين وما اذا كانت ايضاً "حشيشة". مطمئن جداً ان يصبح الوطن وأمنه واستقراره وسلمه الأهلي في عهدة الحشاشين، وأكثر طمأنة ان يسارع بعض رموز الطوائف وامراء الاحزاب، في الدعوة الى التهدئة والتعقل وإخماد نار الفتنة التي اشعلوها بأيديهم وألسنتهم في دلالة الى انهم سبب كل تشنج او حادثة، وهم من يلعب باستقرارنا وعقولنا واعصابنا، ثم يعودون للدعوة الى التهدئة !

تعاونت حركة "أمل" و"حزب الله" لتسليم الفاعلين، فأطل الوزير مروان شربل ليشيد بهذا التعاون وليذكرنا كما دائماً، بأن عمل الاجهزة الامنية مشلول ومستحيل لولا هذا التعاون الوثيق مع الاحزاب، ولما أمكن الاجهزة لولاه توقيف أي مجرم او مطلوب. هيبة الدولة مفقودة وغير قادرة على ان تقف في وجه كل ما يحصل من جنوب لبنان الى شماله. وأركز على الشمال، لان البعض كاد ينسى ان الشمال جزء من لبنان، بعدما اصبحنا نعيش زمن الانقسامات الطائفية والمناطقية والانتخابية والحكومية، واصبح من يعيش في غير الشمال لا يعتبر نفسه معنياً بانتهاكات تحصل على الحدود مع سوريا في عكار. وكيف يمكن شعباً وحكومة ودولة القبول بأن يقصف الطيران الحربي السوري بلدتي خربة يونين ووادي الخيل في البقاع وقرى أخرى في الشمال من دون ردة فعل حازمة؟ وكيف يمكن أن يمر اعتداء على السيادة الوطنية بهذه الخطورة، مرور الكرام؟ وكيف يمكن ان نحمّل أهالي قشلق والدبابية الشماليتين نتائج زجّنا في الصراع السوري؟ وهل هناك من يعتبر بلدات العرمة والنورا وجانين ووادي الحار غير لبنانية؟ وان قصفها لا يستوجب استنفاراً من كل لبناني؟

هل اصبحنا نعيش ضمن فيديرالية غير مقرة دستورياً، لكنها واقعة في عقولنا ونفوسنا وسلوكنا؟ هل من الطبيعي ان تنتهك سيادة لبنان بهذه الطريقة؟ ألا يجب ان يحاسب كل سياسي او زعيم او رجل دين عمل على زجنا في آتون الثورة السورية؟ أليس إرسال عناصر من "حزب الله" الى سوريا ما اوصلنا الى هنا؟ أليس مقتل عناصر من الحزب، وآخرهم حسن نمر الشرتوني، نصرة للنظام السوري هو ما يزجنا أكثر فأكثر؟

أليس هناك من يحاسب الحزب لإرساله عناصر للقتال من اجل قضية بعيدة عن تحرير لبنان من العدو الاسرائيلي؟ من جهة أخرى أليس هناك من يحاسب بعض النواب والمسؤولين الذين قرروا حمل لواء "الجيش السوري الحر"، وكأن مشكلاتنا لا تكفينا؟ يجب ان يحاسب من الطرفين من يحمي المتدخلين في الصراع السوري.

 

النظام السوري انتهى في 14 آذار..

خيرالله خيرالله/المستقبل

مرت الذكرى الثامنة للرابع عشر من آذار في لبنان في اجواء مضطربة ومثيرة للقلق في آن. الحقيقة ان اوضاع البلد الصغير لا تدعو الى التفاؤل، خصوصا ان الحركة الاستقلالية فقدت الكثير من زخمها، أقلّه ظاهرا، كما ان العلاقات بين زعماء الحركة الاستقلالية ليست على ما يرام. فضلا عن ذلك، يجد الرئيس سعد الحريري نفسه مضطرا الى البقاء خارج لبنان لاسباب لم تعد تخفى على احد، في مقدمها التهديدات التي تستهدفه.

سعد الحريري مستهدف بصفة كونه زعيما وطنيا قبل أي شيء آخر، اضافة بالطبع الى انه زعيم سنّي معتدل لديه تأثيره في كل المناطق اللبنانية من جهة وفي داخل سوريا من جهة اخرى.

بصريح العبارة، يتحرّك النظامان السوري والايراني، اللذان خطفا الطائفة الشيعية الكريمة وحولاها رهينة، في اتجاه تشجيع التطرف السنّي والمسيحي في لبنان. هدفهما محصور في ايجاد مبرر لاحتفاظ "حزب الله"، اي الميليشيا الايرانية، ذات العناصر اللبنانية، بسلاحها الموجّه الى صدور اللبنانيين والسوريين في الوقت ذاته. كان وليد جنبلاط مهددا عندما كان زعيما وطنيا، في مرحلة ما بعد الرابع عشر من مارس 2005، اي في مرحلة ما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. عندما عاد زعيما درزيا فقط يهتم أوّل ما يهتم بشؤون طائفته الصغيرة، خفّت حدة التهديدات التي يتعرض لها، اقلّه نسبيا.  الاهمّ من ذلك، ان هناك حاجة لدى النظامين الايراني والسوري للمحافظة على وليد جنبلاط، الذي يعاني من هاجس سقوط الجبل الدرزي في يد "حزب الله"، كي تبقى حكومة الحزب الايراني في مكانها. هل افضل من هذه الحكومة لتغطية عملية عزل لبنان عن محيطه العربي، الخليجي خصوصا، وتدمير مؤسسات الدولة اللبنانية بشكل منظم الواحدة تلو الاخرى؟ نعم، ان الوضع سيئ جدا في لبنان. كلّ لبناني يشعر بالاحباط وذلك ليس بسبب تدهور الوضع الاقتصادي فحسب، بل بسبب انفلات الغرائز المذهبية ايضا. وهذا الانفلات تعبّر عنه افضل تعبير قيادات "حزب الله" وبعض الشخصيات السنّية الملتحية واخرى مسيحية من ادوات الحزب الايراني على شاكلة النائب ميشال عون الذي لا دور له، في الوقت الراهن، سوى الترويج للفتنة. هذا هو الواقع اللبناني المرّ الذي لا يمكن تجاهله. انّه واقع مؤلم ومخيف في آن نظرا الى أنه يصب في عملية تستهدف افقار اهل البلد، عن سابق تصوّر وتصميم، ونشر البؤس في ارجائه.

هل بات هذا الواقع قدرا؟ ذلك هو السؤال الذي يطرحه اللبنانيون على انفسهم في ظلّ الانهيار الاقتصادي بوتيرة لا سابق لها من جهة والتهديدات السورية الموجهة الى اهله والتي لفتت اخيرا مجلس الامن التابع للامم المتحدة من جهة اخرى. يمكن الاسترسال، الى ما نهاية، في سرد المشاكل التي يعاني منها لبنان. وهي مشاكل باتت تهدد صيغة العيش المشترك فيه بفعل اصرار "حزب الله" على الامساك بمفاصل البلد ونشر البؤس في كلّ زاوية من زواياه تنفيذا لخطة ايرانية واضحة كلّ الوضوح. لكنّ ما لا بدّ من ملاحظته في المقابل أنّ اللبنانيين ما زالوا يقاومون. فقد كان يوم الرابع عشر من آذار 2005 الذي انبثقت منه حركة الرابع عشر من آذار بداية تغيير كبير تجاوز حدود الوطن الصغير. من كان يصدّق ان الجيش السوري سيخرج يوما من لبنان؟ خرج الجيش السوري منه بعدما احتل مواقع معينة طوال ثلاثة عقود تقريبا تصرف خلالها كجيش احتلال ومارس عبر ضبّاط الامن كلّ انواع التنكيل والوصاية والتشبيح. اخرجه دمّ رفيق الحريري ورفاقه. اخرجه اللبنانيون الذين نزلوا الى الشارع في الرابع عشر من آذار 2005. هؤلاء كانوا من كلّ الطوائف والمذاهب والمناطق والفئات الاجتماعية. هؤلاء ردّوا على الذين يشكرون النظام السوري على ما فعله بلبنان بدعوته الى الرحيل منه. وقد رحل تاركا لايران، عبر مسلحيها، سدّ الفراغ الامني الذي خلفه. كذلك، من يصدّق الآن ان الشعب السوري ما زال حيّا على الرغم من نصف قرن من تحكم الاجهزة الامنية به ومحاولة تدجينه والغائه واقناعه بأنّ الشعارت الفارغة التي تتحدث عن "مقاومة" و"ممانعة" ستطعمه خبزا وتؤمن مستقبلا افضل لابنائه؟ دخلت ثورة الشعب السوري سنتها الثالثة. سوريا ستتغيّر مثلما تغيّر لبنان. لا يمكن للثورة السورية الا ان تنتصر. سينتصر لبنان وستنتصر سوريا، على الرغم من كلّ المعاناة التي يمران بها. سينتصران لأنّ لا بشار ولا غيره يستطيع شطب الشعب السوري. لا شكّ ان البلدين يمرّان في فترة عصيبة وأنّ طموح بشّار الاسد تصدير ازمته الى خارج حدود بلده بدليل اختلاقه اعذارا لتهديد لبنان. هذه لعبة من الماضي لا اكثر ولا اقلّ. كل ما يستطيع بشّار فعله هو الرحيل. الرحيل اليوم قبل غد في حال كان يمتلك حدا ادنى من القدرة على استيعاب أن خروجه من لبنان عسكريا في نيسان - ابريل 2005، كان خروجا من سوريا ايضا. فالعدّ العكسي لنهاية النظام السوري بدأ في الرابع عشر من شباط - فبراير 2005 يوم اغتيال رفيق الحريري وباسل فليحان ورفاقهما. حجم هذا الخطأ كان في حجم جريمة اقدام صدّام حسين في الثاني من آب - اغسطس 1990 على اجتياح الكويت... يومذاك، وقع الرئيس العراقي الراحل بيده الحكم بالاعدام الذي نفّذ به بعد ثلاثة عشر عاما من مغامرة الكويت! هل من يريد ان يتّعظ؟ هل من يريد ان يقتنع ان الحاكم، أي حاكم، لا يستطيع الانتصار على شعبه، مهما طال الزمن؟

 

"اللاحسم" وضعية موقتة في سوريا.. وكذلك "اللاحرب" مع إيران

وسام سعادة/المستقبل

لم تدخل سوريا عامها الثوريّ الثالث فحسب، بل دخلت أيضاً في ذكرى مرور عام كامل على الحسم الأسدي المزعوم، الذي تناطح أقزام الممانعة في أيّام حصار بابا عمرو على تصوير اقترابه، كما لو أنّ جيش الوحدة والحرية والاشتراكية وحلف الأقليات كان في صدد الإجهاز على المتراس الأخير للتمرّد المسلّح. يكفي التأمّل في مصداقية انتظارات الحسم الأسدي التي أفصحت عن نفسها بشكل نافر وسافر قبل عام، لتبيان حجم مصداقية الأقزام أنفسهم الذين باتوا يروّجون اليوم لمعادلة انّه لم يعد بمستطاع أحد أن يحسم في سوريا، وأن ثمة توازن رعب بين الثورة والنظام، وأن الأمور يمكن أن تبقى هكذا إلى ما لا نهاية.

وتضاف إلى ذلك كذبة التقارب في الموقف بين واشنطن وموسكو حيال سوريا، وهذا تلفيق قد يحاكي للأسف النزعات الشعبوية التي من الطبيعي أن تكون جد حاضرة في أي حراك ثوري، لكنه تلفيق لا ينبغي أخذه على محمل الجدية كثيراً، هذا بصرف النظر عن سوء السياسة التي يعتمدها باراك أوباما حيال المسألة السورية. لكن سوء هذه السياسة شيء، والحديث عن اقتراب أميركي من وجهة النظر الروسية شيء آخر تماماً. صحيح أن الولايات المتحدة تبرز قلقاً متزايداً من المتطرفين في الصراع المسلّح بسوريا، إلا أنّها وأياً تكن مقاربتها لا تخطئ الاعتبار الأساسي: الطابع الإجرامي المتطرّف الذي بلغه النظام السوري هو المشكلة الأساسية. ثم إن الموقف الأميركي من سوريا، لا ينفصل عن المشكلة الاستراتيجية الأساسية في الشرق الأوسط اليوم، وحسابات واشنطن بصددها، وهي مشكلة البرنامج النووي الإيراني، وأفق الحرب الاقليمية - الدولية الشاملة التي وان كان يصعب القول بحتميتها، بل لا يمكن الفصل بأرجحيتها، إلا أنها ستبقى أفقاً حاضراً في كل الحسابات الدولية حيال المنطقة، فمن بمستطاعه أن يضمن استطراداً بأن قرننا هذا سيمرّ على خير، تاركاً سجل الحروب الفتاكة الكبرى للقرن الذي مضى ليس إلا؟ وأساساً هذا التورّط الإيراني، "الحزب اللهي"، في الداخل السوري، يرتبط بهذا التداخل في الحسابات بين المجالين، فالحرب الأهلية السورية ينظر إليها من الجانب الإيراني إذا كانت تعجّل أو تؤجّل أو تتجاوز احتمال التصادم على خلفية البرنامج النووي الإيراني.

ما تروّجه الممانعة أن يومنا مثل غدنا، وأنه إذا لم يسقط بشّار الأسد اليوم فلن يسقط غداً، كما لو أن هناك سحراً معيّناً يجعل من كل طاغية لم يسقط بالضربات الشعبية الأولى طاغية ممتنعاً عن السقوط إلى ما لا نهاية. وما تروّجه الممانعة أيضاً أن إيران ستمضي الى تخصيب اليورانيوم لأهداف سلمية، ثم تنتقل الى تخصيبه عسكرياً، من دون أن يحرّك أحد ساكناً، كما لو أنّ خوف الغرب من "جبهة النصرة" ومثيلاتها سيجعله يوقّع على بياض لقيام أمبراطورية إيرانية مهدوية نووية تصل قزوين بالمتوسط. لم يسقط بشّار الأسد حتى كتابة هذه السطور، وبالفعل خابت توقعات كثيرة بسقوطه في أيام السنتين الماضيتين، ولكن هذا هو حال الكفاح من أجل التحرّر من الطغيان. إنما مجرد تتبع أين كان هذا الطاغية قبل عامين وأين صار قبل عام وفي أي وضعية هو اليوم إنما يسند التفاؤل الثوري بالأيام المقبلة، وأكثر من ذلك ليس صحيحاً بأنه إذا سقط بشار الأسد بعد سنتين أو أكثر من "صموده" فإنه سيجعل الثورة مصابة بالعياء الشديد وغير قادرة حتى على رفع شارة النصر. بالعكس تماماً، بعد أن استحضر الاستبداد الشرقي أو الآسيوي كل عدّته لدعم بشار الأسد "ضد الإمبريالية والسلفية"، صار سقوط بشار الأسد حدثاً تأسيسياً منتظراً يتجاوز بكثير الدائرة التي كان يمكنه أن يفعل فيها لو حصل قبل الحين. كذلك فإن الأزمة مع إيران إن لم تطور بعد في اتجاه تصادمي فلا يعني ذلك انها ستبقى أزمة تعقلن نفسها بنفسها، فمثل هذا المنطق لا يمكنه أن يفقه لا دور العنف في التاريخ، ولا الظاهرة الحيوية في تاريخ البشرية التي اسمها الحروب.فكما أن "اللاحسم" وضعية موقتة في سوريا، كذلك "اللاحرب" هو وضعية غير ثابتة في حال إيران.

 

"الإخوان".. سيف من خشب!

عبير بشير/المستقبل

كنا نظن بأن جماعة الإخوان المسلمين تتمتع بقدر أكبر من الملاءمة السياسية والرؤية الشاملة، وأنها وصلت إلى سن البلوغ السياسي منذ عقود. وكنا نعتقد أن الإخوان أكثر ذكاء ودهاء، وأن الحركة ستلجأ إلى تسكين الفضاء السياسي والإعلامي والاقتصادي وخصوصا بأن العين - محمرة عليها -، بدلا من صناعة الأزمات وإثارة العواصف المتنقلة في بلد يئن تحت وطأة الصعوبات أي التسكين قبل التمكين -.

كنا نظن بأن الجماعة على قدر كبير من الكفاءة والخبرة في إدارة شؤون الدولة، وإنها تمتلك مشروع نهضة أو ملامح مشروع تنموي، وتصور واضح لآليات وخطوات التجديد والتغيير، وهي تعرف من أين تبدأ، ولكن الواقع يقول عكس ذلك، إذ أن الشهور الثمانية الماضية أظهرت عجزا وارتباكا كبيرين في إدارة البلاد وكيفية التعامل مع التطورات، وتقدير حجم المخاطر، وحجم تداعيات ونتائج القرارات الرئاسية الفرمانات -، لدرجة أن الناس خرجت تهتف وتقول: لو مش قدرين تديروا مصر سيبوها. كان الجميع يعتقد، بأن الإخوان سيبدأون عهدهم بحكومة قوية ومميزة، تضع بصماتها على ملفات عدة، ولكن المفاجأة كانت، عندما جاء الإخوان بحكومة ضعيفة وتفتقر إلى الخبرة حكومة قنديل وإصرارهم على استمرارها رغم أنه قد ثبت فشلها، وحالة الغليان الشعبي من ضعف أدائها، موضوع لا يمكن فهمه. وفي هذا السياق، تتحدث صحيفة الأيكومنست: بأن الإخوان في طريقهم إلى التلاشي بعد أن ثبت فشلهم في إدارة الدولة، وان بعض المصداقية وانطباعات الكفاءة التي تمتعت بها الجماعة عند الشعب المصري - قبل وصولهم إلى الحكم - آخذة الآن في الزوال.

كنا نظن بأن الرئيس محمد مرسي سيحرص على تقديم نفسه على أنه بديل مختلف عن الرئيس السابق حسنى مبارك سواء على صعيد السياسية أو العلاقات الدولية أو الاقتصاد أو الأمن....، ولكن الصدمة، بأن مرسي وجماعته يتبعون خطى - السابق وجماعته في كل شئ. ويقول عضو حركة كفاية حليم قنديل: أشعر بشبح مبارك يسير مع مرسي في كل خطواته. فعلى صعيد الملف الخارجي، أبقى الإخوان على معاهدة كامب ديفيد الإخوان (الذين طالما عيروا وخونوا النظام السابق عليها) وما زالت مصر بعيدة عن لعب دور إقليمي بارز. وفي الاقتصاد، لم يأت مرسي بجديد، بل أعاد إحياء أساليب العهد القديم في الاعتماد على القروض من صندوق النقد الدولي، وعلى قطاع رجال الأعمال. وهو يبرهن على أن جعبته وجعبة جماعته فارغة بشأن أي خطط لتحول اقتصادي حقيقي. أما في الشأن الداخلي، فكل الأحداث الجارية على مدار الساعة، تقول إن جماعة الإخوان منغمسة حتى أطرافها في معركة التمكين والتفرد بالسلطة الحزب الواحد وفي لجم الحريات، والعودة إلى النظام الأمني الذي من أولى مهامه الدفاع عن النظام ورموزه!

كنا نعتقد أن الجماعة ستكون أكثر وفاء لرفقاء الثورة، وأكثر حرصا على الشراكة الوطنية لمواجهة الأزمات وتقاسم الأعباء في بلد يحتاج إلى تضافر جهود أبنائه لانتشاله من جديد، وليس إلى خسارة القوى الثورية والمدنية والتفنن في صناعة الخصومة السياسية معها وخصوصا بأن الاقتصاد المصري يعاني من أزمات حادة وعميقة وتحتاج مصر إلى فترة من الهدوء وقدر من الثقة بين الأطراف السياسية من أجل التوافق على الخيارات الاقتصادية.

وتنقل صحيفة نيويورك تايمز عن مسئول كبير في وزارة المالية المصرية: بأن الحكومة تراجعت عن تنفيذ خطة اقتصادية تلبي شروط صندوق النقد للحصول على قرض بقيمة 4.8 مليارات دولار - وتعتمد على زيادة الضرائب ورفع الدعم عن بعض القطاعات وذلك لافتقارها إلى التأييد السياسي لهذه الخطوات الصعبة وخشية من اندلاع اضطرابات. ويوضح المسؤول بأن القضية أصبحت سياسية بالكامل، لذا فأيا كانت الخطة لن يتم دعمها.... تلك هي الحقيقية. الدولة العميقة أيضا، أخذت تفعل مفاعيلها في الرئيس مرسي وجماعته، وأخذت دوامتها تسحب مرسي إلى أسفل، فيما ظهر وكأنه فاقد للرؤية الشاملة في التعامل مع الأمور والأحداث في ظل تهور واضح في اتخاذ القرارت ربما مرده إلى قلة الخبرة والحنكة في مقابل استهتار مخيف ومهين بالقوى السياسية والمزاج الشعبي.

ويرى المراقبون بأن الرئيس مرسي يفقد سيطرته على مصر بشكل دراماتيكي، فالاضطرابات تعصف بالبلاد، وعصيان مدني في بعض المحافظات، وتمرد واسع في صفوف الشرطة والأمن المركزي وإقفال العشرات من أقسام الشرطة احتجاجا على إقحام الشرطة في الخلافات السياسية ومطالبتها بالدخول في مواجهة مفتوحة مع الشعب من أجل حماية النظام، ورفع المحتجون لافتات كتب عليها "لن نحمي كراسي الإخوان". هذا ناهيك عن انهيار كبير في مؤسسة الشرطة، وحالة من الفوضى تعم البلاد.

وفي ذروة كل تلك الأحداث، يبدو بأن الجماعة تعول وترتكز على الدعم الخارجي، وعلى وجه الخصوص الدعم الأميركي، فيما الولايات المتحدة قد حسمت خياراتها في إنجاح تجربة الإسلام السياسي في مصر. وأصبحت مصر مرسي جزءا من معادلة الاستقرار الإقليمي وعاملاً مهماً للحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل تماما كما كان الحال مع حسني مبارك.

وفي هذا الإطار تقول صحيفة واشنطن بوست في مقال كتبه كل من روبرت كاجان الخبير بمعهد بروكنجز وميشيل دون رئيس معهد رفيق الحريري لدراسات الشرق الأوسط: بأن الولايات المتحدة ارتكبت لسنوات خطأ إستراتيجيا بتدليل مبارك والسكوت على أخطاء نظامه، والآن تكرر الخطأ نفسه مع مرسي بتدليله في هذه اللحظة الحرجة والسكوت على "إرهاب الأكثرية" الذي يمارسه هو وجماعته، وكما تمسكت الإدارة الأميركية بمبارك لضمان الاستقرار الإقليمي، فإن إدارة أوباما تعتمد على مرسي بشكل وثيق. ويطالب الكاتبان الولايات المتحدة بأن يكون دعمها للنظام المصري الجديد بقدر التزامه بعملية التحول الديمقراطي.

من جانبها فإن المعارضة مندهشة من الانحياز الأميركي لمرسي وعدم انتقاده بشكل علني رغم تصرفاته المزعجة وغير الديمقراطية على حسب قولها. وقد حصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال زيارته لمصر على توبيخ قاس من المعارضة الذي رفض أغلب قادتها الالتقاء به.

ولكن الموضوع بالنسبة للإدارة الأميركية ابسط من ذلك بكثير، وأوضح جون كيري انه ببساطة الأمر كالتالي: أن بلاده لا تملك إلا أن تتعامل مع محمد مرسي بصفته رئيسا منتخبا وفاز بالأكثرية وهذه مبادئ الديمقراطية وفي الوقت نفسه فإن إدارته تريد وترغب في رؤية معارضة قوية من أجل إحداث توازن في الحياة السياسية. وأضاف كيري بأن نقل رسالة من الرئيس باراك اوباما إلى كل من الرئاسة والمعارضة بأن يكفوا عن نزع الشرعيات عن بعضهم بعضاً. على كل حال، إن أمام الرئيس المصري وجماعته فرصه اخيرة، لتدارك انهيار الدولة الشامل، من خلال المراجعة والنقد الذاتي لأداء الرئاسة والجماعة خلال الأشهر الماضية. والاعتراف بأنه ليس بإمكانها وحدها القيام بمهام الحكم والسعي لشراكة حقيقية مع القوى الوطنية.

 

عون يعتبر الطائف "مزبلة" على الهواء.. لا في البيان

المستقبل/عمد المكتب الاعلامي لـ "التيار العوني" الى حذف ما قاله رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون على الهواء مباشرة وسمعه اللبنانيون، بأن "الطائف اتفاق "خرج مزبلة"، وهم يختلفون على مزبلة"، ظناً منه أن البيان المنقح قادر على اخفاء عيوب الجنرال وزلات لسانه، وانحدار لغة التخاطب التي ينتهجها. وقال عون بعد ترؤسه اجتماع تكتل "التغيير والاصلاح" في الرابية امس: "المفاصلة على حقوق المسيحيين مُهينة، وتشكّل طائفاً ثانياً يعتبر "مناقصةً" على هذه الحقوق التي نصّ عليها الطائف الأول"، مشيراً الى أن "القانون الأرثوذكسي ميثاقي مئة بالمئة، وقانون النسبية ضمن الدائرة الواحدة وطني مئة بالمئة، وما سمعته اليوم (امس) من أحد النواب "المتفلسفين" بأن الأول طائفي والثاني يذوّب المسيحيين هي آراء "خنفشارية" ؛ فكل شيء طوائفي في لبنان، ولا يستقيم الحكم في لبنان إلا بالتوزيع العادل لحقوق الطوائف". وأكد "أنا لا أخالف اتفاق الطائف بل سيكون قانون الانتخاب على أساس الدائرة الواحدة أفضل من الطائف بـ500 مرّة، الطائف اتفاق "خرج مزبلة""، سائلاً: "هل هذا كان اتفاق؟ هم يختلفون على مزبلة". أضاف: "قضية المجلس النيابي وحقوق المسيحيين أصبحت مفاصلة، وأصبحت مهينة، ولولا المسؤولية الكبيرة فما كنت لأساير أو أناقش في هذا الموضوع لكن المسؤولية تجبرنا أن نحكي لكن لا أعرف في أي لحظة أقول فيها "ستوب ما بقا بدنا نحكي". من يمسّ بالتقسيمات يكون قد مسّ بالكيان اللبناني وتترتب عليه حينها نتائج". أضاف: "عملية السطو وتضييع الوقت تخفي تفكيراً آخر، فهناك مؤامرة على لبنان لايصاله إلى الفراغ والفوضى". ولفت الى أن "حقوق المسيحيين في قانون الإنتخابات ليست للمناقصة وممنوع المسّ بها، والتلاعب بتمثيل المسيحيين غير مقبول ولا مفاوضات حوله". وعن مواقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان من الانتخابات، قال: "إذا كانت إرادتهم الفراغ فسيصلون إليه". واعتبر أن "قانون الانتخاب على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة على قاعدة النسبية لا يذوّب المسيحيين، والقول عكس ذلك كلام تضليلي هدفه تعمية الشعب". وقال: "البعض الذي يلوّح بتعطيل جلسات مجلس الوزراء وسحب بعض الوزراء من الحكومة، نلفته الى أن الديموقراطية ليست قصراً من ورق يمكن تقويضه بسهولة، فلسنا في نظام عشائري ولا بدائي". واستنكر حادثة الاعتداء على المشايخ، متمنياً "أن يكون القضاء سريعاً في البت في الموضوع". كما دان "جميع الاعتداءات المعنوية التي تقع على الحرمات والمحرمات التي تترك أثراً في الذاكرة والنفس"، مؤكداً أنه "يدعم موقف مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني بدعوته إلى التهدئة". وأوضح أن وفداً من التكتل سيزور المفتي قباني "ليؤكد الدعم الكامل لموقفه". وعن الأمن على الحدود السورية، قال: "نبّهتُ في السابق أبناء عكار على الخطر في حال انسحاب الجيش اللبناني من منطقتهم وألا يفعلوا في الشمال كما حصل في الجنوب". ودعا "الحكومة الى ان تتذكر واجباتها".

 

أحمد الحريري: الأسير الطفل المدلّل لميقاتي ولا علاقة لـ "المستقبل" به

المستقبل/شدد الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري على ان "لا علاقة لـ"تيار المستقبل" بحركة الشيخ احمد الاسير ولا بحركة غيره"، ورأى أن "هناك استغلالاً لحركة الأسير من قبل إعلام "8 آذار" الذي صنع ظاهرته، لمحاربة "تيار المستقبل"، كاشفاً عن "علاقة تجمع الأسير برئيس الحكومة نجيب ميقاتي بما يخدم غاية الأخير السياسية". واصفاً الاعتداء على المشايخ الأربعة بـ"الآثم". معتبراً انه "ترجمة عملية على الأرض لمناخ التحريض والتخوين والإستكبار". واعتبر ان "ما حصل خطير جداً، وهو إهانة لكرامة رجال دين سنة، وللكرامات الوطنية، ولن نرضى أن تمر مرور الكرام، من دون إنزال أشد العقاب بالمعتدين".

واوضح في حديث الى موقع "يقال.نت" أمس، ان "العلاقة مع الحركات الأصولية خاضعة لمقياس المصلحة الوطنية العامة والإعتدال الذي ينتهجه "تيار المستقبل" في عمله الوطني والسياسي، كتيار مدني، معتدل وديموقراطي، تيار "المستقبل" منفتح على الجميع، ويتقبل الرأي الآخر، ولا مشكلة لديه في الحوار مع أحد، من أجل تحصين الوحدة الوطنية والإسلامية، لكن المشكلة مع بعض هذه الحركات أنها لا تتقبل أحداً، وتقوم بتكفير الجميع، ولا سيما "تيار المستقبل". وأكد انه "في "تيار المستقبل" خطوط حمر، انطلاقاً من ممارسته الشأن العام بمسؤوليته الوطنية والأخلاقية، أبعد ما تكون عن عرض العضلات والإستعراض الاعلامي والمهاترات والصراخ والخطابات الطنانة والرنانة. نحاول دائماً استيعاب الأزمات لا دفعها نحو مزيد من التأزم". وقال: "لا يمكن لـ"تيار المستقبل" أن يجاري تطرف أحد، أياً تكن الأسباب، وفي مقدمها اليوم أن "الأب الروحي" للتطرف هو "حزب الله" وسلاحه غير الشرعي الذي أمسى "مصنع الفتنة" في لبنان. ولا يمكن لـ"تيار المستقبل" أن يرضخ لإبتزاز أحد، أو أن ينجر إلى الفتنة المنبوذة، والتي يريدها كثيرون للبنان، وعلى رأسهم نظام بشار الأسد. وللأسف، ثمة في بعض الحركات الأصولية من يصب الزيت على نار الفتنة، من حيث يدري أو لا يدري".

وشدد على ان "لا علاقة لـ"تيار المستقبل" بحركة الأسير، ولا بحركة غيره. لكن من الواضح أن هناك استغلالاً لحركة الأسير من قبل إعلام "8 آذار" الذي صنع ظاهرته، لمحاربة "تيار المستقبل". وتابع: "المضحك أن هذا الإعلام يناقض نفسه بنفسه، إذ يدعون أن "تيار المستقبل" ضعيف وعاجز عن تسيير جمهوره وكوادره، ثم يقولون إنه يُسير آخرين، كيف ذلك؟! فالهدف من الحملات الإعلامية تشويه صورة "تيار المستقبل" ومحاولة إقحامه في "بازار الفتنة والتطرف"، لكننا، وبكل صراحة، لن ننجر إلى اي بازار، ونحن ندرك أن التطرف والتطرف المقابل يتغذيان من بعضهما البعض في مواجهات عبثية لا طائل منها، كما يحصل في طرابلس، وكما حصل في صيدا".

ورأى انه "اذا كان من سؤال عن المستفيد من هذه الأعمال، فنحن نرى أنها تصب في مصلحة الحكومة، بصفتها حكومة "حزب الله" الذي يسعى إلى تبرير استمراره في الإمساك بمفاصل الحكم من خلال دفع الأمور نحو مزيد من التأزم، وكذلك في مصلحة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يتقاطع مع حركة الأسير، كما لو أن الأسير هو "الطفل المدلل" لميقاتي، خصوصاً وأن الأسير الذي يهاجم "تيار المستقبل" دائماً "ينأى بنفسه" عن مهاجمة ميقاتي الذي يرأس حكومة "حزب الله"، وينفذ أجندته، التي هي أجندة النظام السوري والإيراني، و"يبلع الموس" حيال ميقاتي الذي يعلم القاصي والداني كم أساء إلى كرامة الطائفة السنية، عندما ارتضى أن يكون رئيساً لحكومة الإنقلاب، بقوة سلاح "حزب الله"!".

وكشف ان "هناك علاقة بين ميقاتي والأسير. وهما يجتمعان، في لقاءات غير معلنة، كما ذكر الاسير في حوار مع جريدة "السفير" أجراه الصحافي سامي كليب، ما يؤكد أن ميقاتي يتلطى خلف الأسير لتوتير الساحة الإسلامية، بما يخدم غاياته السياسية، تماماً كما تلطى خلف تطرف "حزب الله" كي يستمر رئيساً لحكومة تأخذ البلد إلى الإنهيار"، مشيراً الى ان "التناقض في خطاب الأسير يثير الريبة والشك، فكيف يهاجم "حزب الله" ويحرض ضده على المنابر، ثم يقول إنه يحترم الجزء المقاوم في "حزب الله". وقال: "الأمر نفسه ينطبق على الأسير ومفتي الجمهورية محمد رشيد قباني، حيث لا يأتي الأسير على ذكره أبداً، ولم يهاجمه على استقبالاته لسفير النظام السوري، ولا على مواقفه التي فرطت بوحدة الطائفة السنية، تحقيقاً لمصلحة "حزب الله".

ولفت الى ان "تيار المستقبل" يرعى إطاراً مدنياً يقوم بعمل تنظيمي وسياسي وإجتماعي يحقق المصلحة الوطنية العامة، وهو ينبذ السلاح غير الشرعي، ويطالب بحصريته في يد الشرعية اللبنانية، المتمثلة بالجيش والأجهزة الأمنية، ويراه خطراً يهدد وحدة لبنان، ومصنعاً للفتنة التي تسببها ممارسات السلاح غير الشرعي في الإستكبار والإستقواء والإعتداء على كرامة اللبنانيين، كما حصل بالأمس في حادثة الاعتداء الآثم على المشايخ الأربعة في الخندق الغميق وفي الشياح، حيث بيئة التطرف الطائفي المنتشية بالإستقواء بالسلاح غير الشرعي، وبالخطاب المذهبي المشحون".

وشدد على ان "ما حصل من إعتداء آثم على المشايخ الأربعة هو الترجمة العملية على الأرض لمناخ التحريض والتخوين والإستكبار. ما حصل خطير جداً، وهو إهانة لكرامة رجال دين سنة، وللكرامات الوطنية، ولن نرضى أن تمر مرور الكرام، من دون إنزال أشد العقاب بالمعتدين"، لافتاً الى ان "ما حصل خطير جداً، ووأد الفتنة يتطلب إيقاف التحريض الطائفي والمذهبي الذي لطالما حذرنا من مخاطره كـ"تيار مستقبل"، مع تأكيدنا على الاستمرار في العمل لمنع استدراج لبنان لفتنة كبرى تريدها أيادي الشر للبنان".

وعما اذا كان العميد المتقاعد عميد حمود هو المسؤول العسكري لدى " تيار المستقبل"، وما هي علاقته التنظيمية بكم، شدد الامين العام لـ"تيار المستقبل" على ان "لا وجود لأي مسؤول عسكري في "تيار المستقبل"، لا العميد حمود ولا غيره".

وعن المقالات التي تتحدث عن فوضى تنظيمية في تيار المستقبل، وهل هناك مثل هذه الفوضى فعلاً، اوضح ان "تيار المستقبل" كأي تيار سياسي يعاني من مشاكل تنظيمية، لكنها لم تكن يوماً فوضى تنظيمية كما يشيعون. هناك جسم تنظيمي كبير للتيار في كل المناطق اللبنانية، وما زلنا نخوض ورشة بنائه، ومن الطبيعي أن نواجه صعوبات. فليطمئن المصطادون بالماء العكر، "تيار المستقبل" بخير، وما الفوضى التي يتحدثون عنها إلا في عقولهم الحاقدة على "تيار المستقبل".

وعما اذا كان هناك حركة انشقاقات كبيرة عن "التيار"، قال: "ليس صحيحاً أن هناك حركة إنشقاقات كبيرة عن "تيار المستقبل". هذه الإنشقاقات موجودة فقط في إعلام "8 آذار"، الذي يستغل بعض الحالات، ويضخمها إعلامياً للإيحاء للرأي العام بأن التيار يعاني إنشقاقات كبيرة، في سياق حملاته المستمرة لتشويه صورة التيار". ولدى سؤاله عن أن هناك تململاً في بعض الاجواء المؤيدة أو المساندة أو المنضوية في إطار تيار المستقبل: وهل من تفسير، اجاب: "قد يكون سبب التململ الحاصل، حالة الانتظار التي نعيشها في لبنان، وعدم قدرة قياداتنا على التحرك نتيجة الخطر الأمني، الذي يحتم على الرئيس سعد الحريري البقاء خارج لبنان، إضافة إلى حرص "تيار المستقبل" على أن تمر المرحلة الانتظارية بأقل خسائر ممكنة، من دون مواجهات عبثية، في وقت يستعر فيه الخطاب التحريضي والمذهبي، الذي لن ننجر إليه أبداً، كي لا نضيع البوصلة".

وعما اذا كان يعتقد ان "حزب الله" نجح في اختراق المناطق التي كانت محسوبة عليكم، وبدأت مشاكلكم الشعبية تكبر، اشار الى ان "حزب الله" "يخترق كل لبنان بسلاحه غير الشرعي، وليس فقط المناطق المحسوبة على "تيار المستقبل". اضاف: "لا شك أنه يقوم بـ"واجب جهادي" ضد "تيار المستقبل"، وهذا الأمر يسبب بعض المشاكل لجهة استفزاز الشارع الموالي لنا، لكن الأمور تحت السيطرة، سيما وأن جمهورنا يعي ويدرك مخاطر الانجرار إلى ما يريده "حزب الله" من فتنة في لبنان، تنفيذاًَ لأجندة النظامين السوري والإيراني". وعما اذا كان يظن أن إطار 14 آذار لا يزال صالحاً لتثمير الحركة السياسية مع حلفائكم، بعدما ثبت بالوجه القاطع عجزكم عن ترجمة الأهداف السياسية والشعبية التي رفعتموها، مثل مطلب إسقاط الحكومة، اجاب: "بالأمس أحيت قوى "14 آذار" الذكرى الثامنة لانطلاقتها، وأكدت إستمراريتها كحركة سياسية موحدة في وجه المخاطر التي تهدد لبنان، وكانت رسالتها أننا في مرحلة أحوج ما نكون فيها إلى "تكاتف" جميع الأحرار، في بلد يتخبّط بالمشاكل التي ترعاها حكومة "حزب الله التي تأخذ البلد إلى الإنهيار. "14 آذار" لا تزال إطاراً صالحاً لاستكمال معركة الحرية والسيادة والاستقلال، وبناء الدولة في لبنان، وإن كان سلاح "حزب الله" هو الذي يحول دون ذلك، لكن زمن استبداد السلاح يسقط في كل المنطقة العربية، ولن يتأخر سقوطه في لبنان". وعن وعده لجماهير " تيار المستقبل" التي تعتقد أن " التيار" يعاني مشاكل غير قابلة للتصحيح، ختم: "كل شيء قابل للتصحيح، نحن مع النقد البناء، ونصغي لكل أراء جمهورنا، ونقدر له صراحته التي تنشد مصلحة التيار، إذا كان هناك من مشاكلات. "تيار المستقبل" يعمل كي يكون على مستوى تطلعات جمهوره، وأقول لهم لا مستقبل لـ"تيار المستقبل" من دون هذا الجمهور الصابر والصامد على الثوابت التي أرساها فينا الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

 

الأسد الكيماوي

علي نون/المستقبل

لم يخيّب الظنّ به. ولا يبدو أنه سيفعل حتى اللحظة الأخيرة. تدشين بشار الأسد مرحلة السلاح الكيماوي كان جزءاً من توقعات مسبقة بأنه لن يتوانى عن استخدام أي شيء في معركة الحياة والموت التي يخوضها.. وكان الظنّ في مكانه. توقّع خطواته يشبه القراءة في كتاب مفتوح. وكثيرون من اللحظة الأولى لقصّة درعا وأطفالها، كانوا على قناعة ماسيّة بأن أداء حاكم سوريا، مفهوم سلفاً ومعروف أصلاً وفصلاً. وانه لا يستوعب شيئاً غير السلطة المطلقة. ومثله مثل أسلافه واشباهه وخصوصاً في ليبيا والعراق، لا يتصوّر نفسه في اي مكان آخر. والحكي معه، آنذاك وراهناً، عن أي إجراء حسابي أو تصليحي حتى لو كان شكلياً وعارضاً عابراً، لا يمكن أن يوصل الى أي نتيجة. السلطة المطلقة تولّد من يعتقدون أنفسهم أكبر بقليل من أنصاف الآلهة! وهؤلاء يحتقرون الخطأ لأنهم لا يعترفون بوجوده أصلاً وليس لأنهم قدّيسون.. في أيديهم قياس الخط الفاصل بينه وبين الصح. وبين الفضيلة والرذيلة. والحق والجور. والحياة والموت.. مصائر البشر عندهم غواية وهواية وهذه تردفهم بما يكفي لوضعهم دون مستوى البشر فيما ظنهم أنهم يؤاخون الآلهة. قصف حلب بالكيماوي إفراز طبيعي ومنطقي لتلك الحالات. وتتمّة لمنهج تدمير كل أسباب وأصول وفصول الحياة والعيش في كل منطقة ومدينة وبلدة وقرية سورية تجرأت على الأسد وهتفت لحياتها وحرّيتها. وتصرفّه المألوف هذا ترجمة ميدانية فصحى وصاخبة لكل تركيبته الذهنية التي لا تعرف شيئاً غير الفتك التام بمن يتجرأ على "الكفر" والمطالبة بإطاحته. وصل بالتدريج الى سلاح الدمار الشامل. قبل الآن اعتمد التدمير المقسّط والموضعي. بدأ بالسكاكين والرصاص والمجازر الصغيرة. ثم انتقل الى المدفعية الخفيفة وبعدها المدفعية الثقيلة والدبابات. ثم وصل الى الطائرات وبعدها الى الصواريخ البالستية قبل أن يصل الآن الى نقطة العدم. لكن ذلك تماماً، هو ما يدل أكثر من أي شيء آخر، على أنه فَقَدَ الأمل بأي سلاح إنقاذي. وأن أي شيء بعد اليوم لن يحول بينه وبين السقوط الأخير. في خطوته هذه جرأة الانتحاري. لن تغيّر في مصيره الأخير شيئاً، ولن تجعل الموت السوري أقل أو أكثر وطأة مما هو عليه، لكنها ستضيف الى لوحة النكبة العربية المتمادية "مأثرة" لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشر: وحدهم قادة عرب في العراق وسوريا، استخدموا السلاح التدميري الافنائي وضد مواطنيهم، للمرة الاولى منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.

 

المعارض الفرنسي البارز فيون: أعارض تزويد المعارضة السورية الاسلحة

وطنية - أعرب احد كبار قادة المعارضة في فرنسا، اليوم، عن معارضته "تزويد المعارضة السورية الاسلحة"، معتبرا انه "يجب بدلا من ذلك اقناع الروس بفرض "حظر جوي" على سوريا لمنع القصف".ورأى رئيس الوزراء الفرنسي السابق فرنسوا فيون ان "تزويد المعارضة السورية بالاسلحة "امر خطير لاننا لا نعرف بين ايدي من ستصبح (الاسلحة) غدا".اضاف: "اذا اردنا منع طائرات الاسد من قصف المتمردين، فيجب القيام بما تم في ليبيا، اي فرض حظر جوي واسقاط طائرات الاسد".وتابع فيون عشية زيارة لروسيا تستغرق خمسة ايام سيقابل خلالها الرئيس فلاديمير بوتين: "يجب استصدار قرار في الامم المتحدة لم نتوصل اليه ابدا لان الروس لا يريدونه، واظن اننا لم ننته من كل المحاولات مع الروس لاقناعهم بعدم دعم" الرئيس السوري.

 

سوريا وجهت رسالتين لمجلس الامن والامم المتحدة حذرت فيهما من وصول انواع محظورة من الاسلحة لجبهة النصرة

وطنية - دمشق - وجهت وزارة الخارجية والمغتربين السورية وجهت رسالتين متطابقتين لرئيس مجلس الامن الدولى والامين العام للامم المتحدة، قالت فيهما: "انه فى تصعيد خطر للجرائم التى ترتكبها المجموعات الارهابية المسلحة فى شمال سورية، أقدمت هذه المجموعات فى الساعة 7,30 من صباح اليوم، على اطلاق صاروخ من منطقة كفر داعل باتجاه منطقة خان العسل فى محافظة حلب، اللتين يفصل بينهما مسافة (5 كم) حيث سقط الصاروخ فى منطقة يقطنها مدنيون وعلى مسافة نحو 300م من مكان وجود عناصر الجيش العربي السوري". واضافت الوزارة: "وقد نجم عن انفجار الصاروخ دخان كثيف، أدى الى وقوع حالات اغماء مباشرة لمن تعرضوا لاستنشاق تلك الغازات، وأسفر انفجار الصاروخ واستنشاق الغازات المنبعثة منه عن سقوط 25 شهيدا حتى الان، وما يزيد على 110 مصابين من المدنيين والعسكريين الذين نقلوا جميعا الى مشافى مدينة حلب".

وأكدت الوزارة "انه سبق للجمهورية العربية السورية، أن عبرت فى رسالتين متطابقتين وجهتهما الى رئيس مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة بتاريخ 8 كانون الاول 2012 وصدرتا بالوثيقة/917/2012/اس 628/67/ايه/ عن تخوفها الجاد من قيام بعض الدول التى تدعم الارهاب والارهابيين، بتقديم أسلحة كيميائية للمجموعات الارهابية المسلحة والادعاء بأن الحكومة السورية هى التى قامت باستخدامها".

وأضافت: "ان سورية حذرت من خطورة التقاعس عن التصدى لامكانية وصول أنواع محظورة من الاسلحة الى أيدى تنظيم (جبهة النصرة) والمجموعات المرتبطة بالقاعدة، وخاصة بعد سيطرة هذه المجموعات الارهابية على معمل تابع للقطاع الخاص شرق مدينة حلب، يحتوى على أطنان من مادة الكلور السامة، وظهور تقارير اعلامية عن تهديد عناصر من تنظيم القاعدة باستخدام أسلحة كيميائية يصنعونها فى مختبر قرب مدينة غازي عنتاب التركية ضد أبناء الشعب العربى السوري، للادعاء بأن الحكومة السورية هى التى قامت باستخدام هذه الاسلحة". واكدت الخارجية السورية في رسالتيها "أن سورية تطالب المجتمع الدولى بالتحرك بشكل جاد وحازم، لمنع هذه المجموعات الارهابية من الاستمرار بارتكاب جرائمها الخطرة، ضد ابناء الشعب السورى، عبر وضع حد للدعم المالي والعسكري واللوجستي والسياسي والاعلامي، الذى تقدمه الدول الداعمة لهذه المجموعات الارهابية، ولا سيما تركيا وقطر وبعض الدول الغربية دون اي تفكير بعواقب ذلك الدعم على المواطنين السوريين الابرياء، الذين تسفك دماؤهم بايدي هذه المجموعات الارهابية".

 

رئيس هيئة الأركــان الأميركي: احذروا تسليح المعارضة السورية

المركزية- دعا الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي، ادارة اوباما الى الحذر الشديد في مسألة تسليح المعارضة السورية، معتبراً ان فهم واشنطن للمعارضة صار "أكثر إبهاماً". ونصح ديمبسي بـ"توخي بالغ الحذر عند مناقشة أي خيارات عسكرية في سوريا"، مؤكداً أن الصراع يثير "تعقيداً كبيراً"، موضحاً ان "فهم الولايات المتحدة للمعارضة في سوريا الآن أقل وضوحاً مما كان عليه العام الفائت".وقال ديمبسي "قبل نحو ستة أشهر كان لدينا فهم مبهم جداً للمعارضة والآن أقول إنه أكثر ابهاماً"، نافيا اي "تصور لخيار عسكري قد يخلق نتيجة يمكن تفهمها. وحتى يحدث ذلك فإن نصيحتي ستكون توخي الحذر".

 

8 آذار» تربط التمديد بتكريس الأمر الواقع و«14 آذار» تشترط المجيء بحكومة جديدة

بيروت - محمد شقير/الحياة

لم تحمل الأفكار الانتخابية التي عرضها رئيسا المجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي على البطريرك الماروني بشارة الراعي في اجتماعهم في روما على هامش مشاركتهم في احتفال تنصيب البابا فرنسيس أي جديد يمكن أن يدفع في اتجاه فتح ثغرة إيجابية تؤدي إلى إنقاذ الاستحقاق الانتخابي في 9 حزيران (يونيو) المقبل لقطع الطريق على إحداث فراغ في السلطة التشريعية.

ومع أن الراعي وعد بعرض الأفكار على القيادات المسيحية في اجتماع يعقده في بكركي فور عودته، فإن المعلومات المتوافرة لـ «الحياة» تؤكد أن العرض ينطلق من اعتماد قانون الانتخاب المختلط الذي يجمع بين النظامين الأكثري والنسبي على أساس جعل المحافظة دائرة انتخابية بعد إعادة النظر في التقسيمات الإدارية على أن تجرى الانتخابات هذه المرة متلازمة مع انتخاب مجلس شيوخ طائفي يحقق المناصفة بين المسلمين والمسيحيين.

وتبين أن الورقة الانتخابية المشتركة لبري وميقاتي التي سيسعى الراعي لتسويقها لدى القيادات المسيحية كانت مدار نقاش بين الأول وزعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري ورئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة في أكثر من اتصال أجري بينهم للتداول في التدابير الجذرية الكفيلة بوأد الفتنة من خلال ضبط ردود الفعل على الاعتداءين اللذين استهدفا أربعة مشايخ سنّة.

لكن إدخال الراعي طرفاً، أو بالأحرى، وسيطاً بين المشاورات الجارية للتوافق على قانون الانتخاب الجديد يعني أن مشروع اللقاء الأرثوذكسي أصبح بحكم الميت، وأن تشييعه ينتظر الاتفاق على البديل، كما هي حال قانون الستين الذي تتعامل معه أكثرية الأطراف على أن مصيره لن يكون أفضل من المصير المحتوم للأرثوذكسي.

وستواجه جهود الراعي إقناع القيادات المسيحية المؤيدة لـ «الأرثوذكسي» بسحبه من التداول صعوبة، وتحديداً من قبل رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» ميشال عون، إضافة إلى رئيسي حزبي «الكتائب» الرئيس أمين الجميل و«القوات اللبنانية» سمير جعجع اللذين سيضطران للثبات على موقفهما لئلا يخليا الساحة لعون للمزايدة عليهما مسيحياً طالما أن البديل غير موجود، على الأقل في المدى المنظور، وبالتالي فإن المشاورات ستفتح الباب أمام جولة جديدة من التسويف. كما أن قوى 14 آذار ستبدي تحفظها عن مشروع القانون المختلط لبري وميقاتي في حال لم يلحظ إدخال أي تعديل على المشروع الذي كان طرحه رئيس المجلس بواسطة النائب في حركة «أمل» علي بزي في لجنة التواصل النيابية الفرعية، وبقي يدور حول اعتماد مبدأ المناصفة بين النسبي والأكثري إضافة إلى موقفها من تقسيم الدوائر وتوزيع المقاعد النيابية عليها.

لذلك، هناك من يعتقد أن مهمة الراعي لن تكون سهلة، لأن المشروع الذي حمله أشبه بجمرة تتجنب معظم القيادات المسيحية الإمساك بها، ما يسرع استيلاد الأسباب الموجبة لتأجيل الانتخابات، خصوصاً أن الاعتداءين اللذين استهدفا المشــايخ حملا أكثر من إنذار ويدفعان حتماً إلى تراجع حظوظ إجراء الانتخابات في موعدها.

وبكلام آخر، فإن مهمة البطريرك الماروني ستصب، بطريقة أو بأخرى، في خانة إيجاد المزيد من الذرائع لتأجيل الانتخابات، وإنما هذه المرة بإشراك القيادات المسيحية بغية توسيع رقعة المشاركة في إيجاد المخارج لتبرير تعليق إنجاز مثل هذا الاستحقاق الدستوري الذي يشكل الممر الإجباري لإعادة تكوين السلطة في لبنان.

حتى أن العودة إلى إحياء فكرة استحداث مجلس شيوخ على أساس طائفي، تنطلق من أن الإعداد لإلغاء الطائفية السياسية في التمثيل النيابي يتطلب أولاً إنشاءه لأن من غير الجائز أن تلغى الطائفية من دون أن تأتي الخطوة مترافقة مع قيام هذا المجلس، باعتباره يشكل شبكة الأمان السياسية للطوائف في أن يكون لها الرأي الأول والأخير في القضايا المصيرية المنصوص عنها في الدستور، وإلا كيف ستلغى الطائفية في البرلمان في غياب مجلس الشيوخ وما هي الضمانة للطوائف؟ وعليه، فإن الوجه الآخر لإنعاش الحراك السياسي بحثاً عن قانون انتخاب مختلط يكمن في توفير قناعة لدى أهل الشأن بأن الظروف الراهنة غير مواتية للتوافق عليه وأن التمديد للبرلمان يبقى أقل سوءاً من كلفة الأضرار السياسية المترتبة على إحداث فراغ في السلطة التشريعية، وإن كان العائق أمام انضاج المخرج للتأجيل يعود إلى أن كل طرف يصر حتى إشعار آخر على تجنب شرب كأس التأجيل المرة ويحاول أن يلصق «التهمة» بالآخر. فافتقاد الأطراف مجتمعين الجرأة في التكيف مع التمديد للبرلمان لن يعفيهم من المهمة الشاقة في ابتداع الأفكار لتبرير التأجيل اليوم قبل الغد لأن الوقت أخذ يداهم الجميع ولم يعد من مجال لتبادل المناورات السياسية. إلا أن ما يعيق التوافق على مخرج دستوري لتأجيل الانتخابات، يكمن في الاختلاف على طبيعة التمديد للبرلمان بين رأي يصر على أن تكون مدته الزمنية لولاية نيابية كاملة، أي لأربع سنوات، وآخر يدفع في اتجاه التمديد لنصف ولاية، أي لسنتين. وفي هذا السياق علمت «الحياة» من مصادر نيابية واسعة الاطلاع تواكب عن كثب المشاورات الجارية، بأن معظم أفرقاء قوى 8 آذار يدعمون التمديد للبرلمان لنصف ولاية، بذريعة أنه يحقق لها التمديد للواقع السياسي الراهن من دون أن يترتب عليه تشكيل حكومة جديدة باعتبار أنه يؤمن الاستمرارية للبرلمان ولا يعني أن الحكومة تعتبر بحكم المستقيلة.

وأكدت المصادر نفسها أن انتخاب المجلس الجديد، ولو تمديداً لولاية جديدة، سيؤدي حكماً إلى تغيير الحكومة، وهذا ما نص عليه الدستور في الحالات التي تعتبر فيها الحكومة مستقيلة. وقالت إن قوى 14 آذار، وإن كانت تصر على إجراء الانتخابات في موعد ها، فإنها ستربط التمديد للمجلس بتشــكيل حكومة جديدة رافضة أن تأخذ برأي «8 آذار» المؤيدة لبقاء الحكومة باعتبار أن فترة التمديد لعامين لا تبرر إطاحتها.

ولفتت هذه المصادر إلى وجود صعوبة أمام الكتل النيابية في التوافق على مخرج موحد للتمديد للمجلس ما لم تبادر قوى 8 آذار إلى التسليم بوجوب تغيير الحكومة، خصوصاً أن موقف المجتمع الدولي من الحكومة الحالية أخذ يتبدل بسبب مشاركة «حزب الله» في القتال الدائر في سورية، وهذا ما يتبين من تراجع ثقته بها. وقالت إن أحداً لا يحسد البطريرك الراعي على مهمته في إقناع القيادات المسيحية بالعرض الانتخابي الذي تسلمه من بري وميقاتي وإن كان مشكوراً على مسعاه. كما أن رئيس «جبهة النضال الوطني» وليد جنبلاط، وإن كان يدعو إلى تدوير الزوايا بحثاً عن قانون انتخاب متوازن، فهو في المقابل لن يوافق على تسليم «رقبته لمن يرفض التعاطي معه على أنه «بيضة القبان» في تقرير الإطار العام للقانون، وبالتالي سيعترض على أي تقسيم يراد منه تهميش نفوذه في المعادلة السياسية.

 

جعجع يخص " الأخبار" بحديث فتخصه بتشويه صورته

يقال نت/خصّ رئيس حزب القوات اللبنانية صحيفة " الأخبار" بمقابلة ، فقابلته بأن اختارت له صورة " متحركة" في أثناء حديثه ونشرتها على صفحتها الأولى .

وهذه الصورة يمكن اعتبارها، في علم الدعاية الإعلامية، تشويها كبيرا لصورة جعجع.

على أي حال، ماذا جاء في الحديث:

يغيب مشروع اللقاء الارثوذكسي عن اللقاء مع رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع. يحلّ محله المشروع المختلط الذي يشق طريقه نحو التوافق بين القوات والمستقبل والرئيس نبيه بري. يكشف جعجع في حديث الى «الأخبار» معالم التوافق المرتقب، وسط خشيته من نية بعض الاطراف الذين يعملون لارجاء الانتخابات. يردد جعجع اكثر من مرة نيته كشف كل «الامور المستورة» و«قصة قانون الانتخاب» حين تنتهي معركة القانون سلباً او ايجاباً. في جعبة رئيس القوات كلام كثير عن المسار الذي سلكه بدءاً من الارثوذكسي وحتى المختلط مرورا بالعلاقة مع المستقبل ومن يريد تعطيل الانتخابات. وهنا نص الحوار الذي أجرته هيام القصيفي:

قلت سابقا إنك لن تصوت للرئيس نبيه بري رئيسا للمجلس النيابي. اليوم تغيرت الحال بينكما. أعطاكم التصويت على المشروع الارثوذكسي ولن يذهب الى الهيئة العامة قبل التوافق وهناك اتصال دائم وود بينكم وبينه، فهل ما زلت عند رأيك؟

(مازحاً) نحن نسعى، قبل الوصول الى الاستحقاق، الى ان نقلب الرئيس بري الى 14 آذار حتى نستطيع ان نصوّت له. في موضوع قانون الانتخاب كان هناك تنسيق كبير بيننا وبينه، كما كنا ننسق ايضاً مع الكتائب والمستقبل رغم الخلاف في وجهات النظر. في مكان ما، تعطى العملية حجماً كبيراً، مع العلم ان الود كان دوماً موجوداً ولم يكن هناك تشنج. لكن هذا لا يمنع انه، في الاصطفافات الوطنية، الرئيس بري في مكان آخر. لكن أتصور انه، بخلاف الاخرين، لا علاقة له بالاغتيالات ولا بالاعمال والاضطرابات الامنية، لذا تبقى الخطوط مفتوحة معه. اما في قانون الانتخاب فحصل تنسيق كبير معه.

قدّم بري اقتراحاً لقانون مختلط وكذلك أنتم. هل هما قريبان بالنسب ام بالدوائر؟

أستطيع القول إنه حتى هذه اللحظات فإن مشاريع الرئيس بري والقوات وتيار المستقبل قريبة جداً جداً من بعضها البعض. الفارق بينهما يكاد يكون (epsilon) ضئيلاً جداً، وتالياً استطيع ان اقول ان هناك قانون انتخاب أصبح جاهزا للتوافق عليه. ولكن أريد ان أشير الى انني اشعر وكأن ثمة اطرافاً لا تريد اجراء الانتخابات. اذا كانت القصة قصة قانون انتخاب، فقد اصبح لدينا اكثر من قاعدة مشتركة للتوافق على قانون، لأن الفروقات بين المشاريع الثلاثة تكاد تكون 1 او 2 في المئة.

هل الفروقات تتعلق بالدوائر (بعبدا والمتن) ام بالنسب؟

مشكلة الدوائر تخص الحزب الاشتراكي ولا علاقة لنا بها مطلقاً. الفروقات التي أتحدث عنها تتعلق، مثلاً، بتوزّع المقاعد على اساس النسبية في دائرتين او ثلاث. تقريباً اصبح هناك مشروع واحد بيننا نحن الثلاثة، ونحن الاكثر تواصلاً مع الفريقين، ونعمل مع الكتائب «الكتف على الكتف». لكن شعوري، وآمل أن أكون مخطئاً، أن بعض الاطراف ربما لا تريد اجراء الانتخابات، وحين أتأكد من ذلك سأقولها بالفم الملآن وأحدّد الاسماء.

تقول ان المشروع التوافقي اصبح جاهزاً. لكن هناك مكوّنات اخرى ترفض المختلط كالعماد ميشال عون الذي يقول انه لا يؤمّن حصة المسيحيين الكاملة؟

أفترض ان الرئيس بري يتواصل مع عون وحزب الله، ونحن والمستقبل والكتائب على تواصل، وجنبلاط في موقع وسطي كما يقول ويفترض ان يتواصل مع الجميع. اما بالنسبة الى عون فهل يعرف على أي نسبة مختلط اتفقنا حتى يرفضه؟ ما نتحدث عنه يؤمّن حصة المسيحيين.

الى حد الـ 64 نائبا؟

نسبة عالية جداً. القانون التوافقي يؤمّن ما كنا نطمح اليه من حسن التمثيل، وما يجب ان يؤمّنه.

قانون الستين انتهى

الاميركيون يتحدثون عن ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها، وتردّد انهم طلبوا منك التخلي عن الارثوذكسي؟

أصلاً لا نسمح للاميركيين او لغيرهم بالتدخل معنا في امور داخلية، وليس في قانون الانتخاب فقط. الجسم الديبلوماسي في بيروت يتعاطى مع الجميع، وهو اصبح صديقاً للبنانيين، وقد تكون له تمنيات حول الاستقرار ومبادئ حول اجراء الانتخابات في موعدها. لكن الشعب هو الذي يقول كلمته.

هل هناك اي بحث مجددا في قانون الستين؟

قانون الستين انتهى الى غير رجعة ونحن أزلناه من حساباتنا، وكذلك الامر لبنان دائرة واحدة لانه يؤمّن لنا النسبة نفسها التي يؤمّنها قانون الستين.

اذا لم تنجح الاتصالات للتوافق على المختلط، فهل نقترب من الفراغ؟

أنا افضّل ان نضع كل جهدنا لاجراء الانتخابات، ولو مع تأجيل تقني اذا لم تتمكن وزارة الداخلية من اجرائها في الوقت اللازم، لمدة اسابيع قليلة او شهر او شهرين. فقانون الانتخاب لم يعد يؤثر على اهمية اجراء الانتخابات، بل اصبح يؤثر على وضع البلد ككل، على مستوى الاحتقانات والتشنّج والشلل وسلسلة الرتب والرواتب والحدود ورؤساء الاجهزة الامنية. التوصل الى قانون انتخابي جديد سيفتح الباب امام حلول لكل هذه المشاكل.

هل صحيح انك ابلغت رئيس الجمهورية انك مع التمديد للمجلس النيابي؟

ابداً. غير صحيح. التمديد غير مطروح، وليس على شاشة رادارنا لأنه كارثة. أنا مع التأجيل التقني فقط، كما في عام 2005، وحدوده عشرون الى اربعين يوماً، وهو يفترض اساساً اقرار قانون للانتخاب مسبقاً.

السيناريو الاسوأ هو عدم حصول انتخابات؟

اذا لم نصل الى اجراء الانتخابات فليس بسبب القانون لاننا نتوصل حاليا الى توافق حوله. ونحن والكتائب والمستقبل نريد اجراء الانتخابات. اذا لم تحصل فلأن هناك اطرافاً تفضّل عدم اجرائها، وسنسميهم ونعلن عنهم. خلال ايام قليلة سيظهر هذا الامر، وحبل الكذب قصير.

التمديد لقهوجي وريفي

الفراغ قد يشمل المراكز الامنية. حالياً هناك اقتراح قانون للتمديد لقائد الجيش والمدير العام لقوى الامن الداخلي. اذا لم يمدّد للواء اشرف ريفي، هل ستمدد للعماد جان قهوجي؟

هم يرفضون التمديد لريفي لأنهم لا يريدون التمديد للعماد قهوجي. نحن نعدّ اقتراح قانون للتمديد لجميع رؤساء الاجهزة الامنية، وفي صلب الآلية القانونية التي سنعتمدها لا مفر من التمديد لريفي، والاكثرية هي مع التمديد. في المبدأ نحن، كقوات لبنانية، ضد كل انواع التمديد وترشّح ضباط لرئاسة الجمهورية. ولكن نحن نرى الآن الأوضاع الحالية بعين مجردة. البلد على فوّهة بركان، فهل يمكن ان نخاطر بتغيير رؤساء الاجهزة الامنية؟ الجميع يعرف ثقل اللواء ريفي في طرابلس وصيدا ودوره الامني، فلماذا نغيّره، وكلنا نعرف ماذا يفعل العماد قهوجي فلماذا نغيّره.

واذا لم يدع بري الى جلسة قبل نهاية الشهر؟

منحى الرئيس بري الدائم انه يتجنب المشاكل ولا يخلقها. لذا اتصور انه سيدعو الى جلسة للتمديد لرؤساء الاجهزة الامنية. وفي التعديل الذي سندخله على اقتراحنا لن يكون هناك تأثير للمهل.

تتحدث دائماً عن عودة العلاقة الى طبيعتها مع المستقبل. لكن ألم يترك ما حدث ذيولاً على القاعدة الشعبية؟

طوال سبع سنوات كانت هنا ذيول ايجابية. لنفترض ان سبعة اسابيع حفلت بالسلبية فأي كفة هي التي ترجح؟ طبعاًً طرحت تساؤلات في الشوارع، لكن حين اخذت اللعبة السياسية مجراها زالت التساؤلات. في قانون الانتخاب قلنا، من اللحظة الاولى، انه توجد خلافات بيننا وبين المستقبل. لا هم سايرونا فيها ولا نحن سايرناهم. لكن في ما عدا ذلك نحن متفقون على كل شيء.

بعض معارضي «الارثوذكسي» يقولون انك كررت اخطاء سابقة لك، اذ انك جمعت رصيداً ما وأطحته.

هذا رأيهم، ولكن الامور بخواتيمها.

الا تعتقد ان ما حصل كشف اوراقاً مستورة بينكما بدليل هجوم اعلاميي تيار المستقبل وسياسييه عليك؟

كلا. بعض ردود الفعل صدر لأن البعض لم ير الصورة كاملة، وحين شاهدها اتضحت له الامور. هم انجرفوا في اللحظة الآنية ولم يروا المشهد كاملاً.

كيف تصف العلاقة مع سعد الحريري؟

ممتازة وعلى تواصل مستمر.

هل صحيح ان شخصيات قريبة من الحريري مسؤولة عن سوء العلاقة بينكما؟

للأسف اختلطت بعض المصالح الشخصية عند البعض مع النظرة العامة للامور.

ومع العماد ميشال عون؟

- علاقتي مع العماد عون مثل العماد عون.

مع جنبلاط؟

لا علاقة حالياً.

حادثة المشايخ كحادثة سماحة

يتحدث رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع عن أولويتين: استقالة الحكومة وقانون الانتخاب. وحين نسأله هل أخطأت 14 آذار في إدارتها معركة إسقاط الحكومة؟ يجيب: «ماذا كان يمكن أن نفعل؟ جرّبنا كل الوسائل، والنزول الى الشارع سيقابل بالنزول الى الشارع». ويضيف: «لم يعد يجوز بقاء هذه الحكومة. مجرد استقالتها هو إنجاز للبلد، فليقولوا لنا ماذا أنجزوا. حتى إنها لم تجتمع بعد كل ما حصل من أحداث أمنية. حتى في سلسلة الرتب والرواتب، وبغض النظر عن موقفنا منها، فهي ألّبت الناس ضدها. فإما أن تقول من اللحظة الاولى إنها ستقرّها أو تقول إنها لا تريد إقرارها».

وعن الوضع الامني المتدهور، يقول: «البلد بكامله كان يمكن أن يصير في خبر كان»، في الايام الاخيرة بعد حادثة الاعتداء على مشايخ دار الفتوى. ويضيف: «في تقديري إنه أخبث عمل حصل في لبنان منذ عشرة أعوام لخلق فتنة سنيّة ــــ شيعية. ومن قام بذلك مستعد لأن يكرره بهذا الخبث وهذه اللاأخلاقية، ولا يمكن الوزراء أن يبكوا على الأطلال من دون أن يفعلوا أي شيء».

وحين نقول له إن «البلد يغلي والرؤساء مسافرون»، يجيب: «لنبقَ ساكتين حتى لا نزيد المشاكل. في طرابلس لا نعرف متى ستشتعل، والطيران السوري ضرب لبنان، وعرسال انفجرت سابقاً، والبارحة كاد البلد يخرب، وهم يسوحون. هناك بعض المشاهد تجعلنا نثور من الداخل». ويستطرد: «الحادثة الأخيرة تشبه حادثة (الوزير السابق) ميشال سماحة الذي كان يهدف الى وضع متفجرات في مناطق سنيّة في رمضان لخلق فتنة مذهبية. ما تبقّى من نظام الاسد يريد إحداث فتنة في لبنان. لذا المهم أن تستكمل التحقيقات حتى النهاية لمعرفة من يقف وراء هؤلاء المتهمين».

ورأى أن واحدة من الخطوات التي يجب أن تتخذها الحكومة «جمع السلاح من جبل محسن وباب التبانة. الشعب مع الإنذار التام لجمع السلاح. هل يمكن الحكومة أن تعمل على وقف النار فقط من دون جمع السلاح؟ وهل أصبح الجيش اللبناني قوات حفظ سلام؟».

ورأى جعجع أن الحكومة لا تريد نشر الجيش على الحدود «كي يبقى حزب الله يساعد السوريين، مع العلم بأنها إذا اتخذت قراراً بنشر الجيش على كامل الحدود وطلب الى مجلس الأمن المساعدة، ففي شهرين أو ثلاثة سنحصل على كافة المساعدات اللازمة».

وعن تأثيرات الوضع السوري المتمادي على لبنان. يقول: «لا أحد يعرف متى تنتهي الأزمة. للأسف، فإن البعض أصبح سعيداً لأن إيران تحرق أصابعها في الازمة السورية، وأيضاًَ حزب الله الذي بدأ يحرق أصابعه ويديه أيضاً. وللأسف هذا يجعل كثيراً من القوى العربية والدولية لا تستعجل إنهاء أزمة سوريا، لأنها تستنزف إيران وحزب الله وروسيا معهما».

 

من الجهادية الوطنية السلفية إلى السلفية الجهادية

د.سعود المولى/جريدة الجمهورية

يمكن القول إن عام 1991 شهد بداية تشكل السلفية الجهادية الجديدة من صفوف الجهادية الفلسطينية واللبنانية في صيدا ومخيم عين الحلوة وطرابلس ومخيم نهر البارد...

والعام 1991 هو عام الغزو الأميركي الدولي-العربي للعراق لإخراجه من الكويت، وعام مؤتمر مدريد الدولي (تشرين الاول) للسلام وقد ساهمت فيه منظمة التحرير الفلسطينية... وهو عام تفكك الاتحاد السوفياتي (25 كانون الاول) وانهيار حلف وارسو وكل المنظومة الاشتراكية نهائياً... وهو عام بدء الصراعات الافغانية الداخلية بعد التحرير وعودة الأفغان العرب إلى بلادهم ومنهم العديد من اللبنانيين والفلسطينيين الذين كانوا في بيشاور...

كما أن 1991 هو عام انتهاء الحروب الأهلية اللبنانية (انتهاء الحرب بين حركة أمل وحزب الله من جهة والحرب بين القوات اللبنانية وميشال عون من جهة أخرى) وتعيين نواب جدد والتمهيد لانتخابات 1992 التي شهدت دخول حزب الله البرلمان... وهو عام انقلاب خامنئي-رفسنجاني ضد تيار الامام الخميني في طهران وطرد أبرز ممثليه من الحكم (مير حسين موسوي- علي أكبر محتشمي- محمد خاتمي- وغيرهم) الأمر الذي ترافق مع طرد الشيخ صبحي الطفيلي من موقعه كأمين عام لحزب الله... وليس صدفة أن يكون هو أيضاً عام الانقلاب السوري على اتفاق الطائف في لبنان واستكمال وضع اليد على المخيمات من خلال حصار الجيش اللبناني لمخيم عين الحلوة وضربه خلال حرب استمرت لشهور...

وفي أيلول 1993 كان توقيع اتفاقيات أوسلو بين اسرائيل ومنظمة التحرير مناسبة لمزيد من التباعد بين المنظمات الفلسطينية في عين الحلوة ولمزيد من ارتباط الجهاديين بحزب الله وسوريا.

وقد كانت تلك السنوات حافلة بالتنسيق الكامل بين التيارات الجهادية الفلسطينية وحزب الله، لا بل وارتباط بعضها المباشر بالحزب على مثال جماعة أنصار الله... ولكنها أيضاً كانت سنوات بدء التأثر بالتجربة الأفغانية وبالجهاديين العرب وبعبدالله عزام تحديداً وانتقال التراث السلفي الجهادي إلى المخيمات عبر رافدين: العائدون من أفغانستان، والعائدون من بعض بلاد الاغتراب وخصوصاً الدانمارك وألمانيا والسويد وكندا وأستراليا...

وفي أواخر العام 1999- مطلع 2000 (ليلة رأس السنة)، جرت أحداث الضنية حين قامت مجموعة من الشباب من مناطق القبة وأبي سمرا في طرابلس بالتدرب على حمل السلاح في جرود الضنية، وكان يقودها بسام كنج الملقب بـ "أبو عائشة" وهو من اللبنانيين الذين شاركوا في الجهاد الأفغاني، الى جانب زميل له هو بسام اسماعيل حمود (أبو بكر)، وجرت اشتباكات بين هذه المجموعة والجيش اللبناني أدت الى مقتل كنج واعتقال حمود، ويُذكر أن الاثنين كانا قد التحقا بـ "الجهاد الافغاني" الأول في الولايات المتحدة التي كان يُقيم فيها والثاني في السعودية حيث كان يعمل، وعادا الى لبنان ليؤسسا الجماعة التي هاجرت الى الضنية وباشرت منها نشاطها المسلح.

وقد كانت جماعة الضنية على علاقة بتجمعات اسلامية في طرابلس وعين الحلوة ومنها استقت عناصرها ولعلها استظلت بعباءتها للتخفي ولم تكن لتعلن عن نفسها لولا الاشتباك الذي حدث صدفة بين قوة من الجيش اللبناني ومجموعة تحرس إذاعة الشيخ الشهال...

وتؤكد مصادر إسلامية أن هذه المجموعة كانت أول إطار منظم لتنظيم القاعدة في لبنان، مع أن العديد من الشباب المسلم الذين انضموا لأبي عائشة هربوا آنذاك من المضايقات التي تعرّضوا لها في طرابلس والشمال، بعد سلسلة تفجيرات طاولت الكنائس والتي تبيّن أن بعض الأجهزة الأمنية تقف وراءها. وأبو عائشة كان على صلة قوية بقيادات تنظيم القاعدة ومن الذين قاتلوا في أفغانستان.

وبعد معركة الضنية هذه داهمت قوات الجيش اللبناني بلدة القرعون في البقاع الغربي واعتقلت عدداً من شبابها كما جرت اعتقالات عشوائية في طرابلس وعكار، وما يزال العديد من معتقلي تلك المرحلة في السجون من دون محاكمة ما أدى إلى نشوء قضية خاصة بهم كانت بلا شك أحد أهم اسباب التوتر وتصاعد الغضب الطرابلسي وانتشار التيار السلفي الجديد في المدينة...

أما الحضن الفعلي لاختمار التيار السلفي الجهادي فقد كان في العراق بعد الاحتلال الأميركي العام 2003 وبدء انطلاق مجموعات كبيرة من الشباب للقتال هناك، بتنسيق وتمويل وتسهيل من المخابرات السورية التي تحكمت بالكامل بهذه العملية وكان لها أن تستغلها وتستخدمها مراراً...

 

الإسلاميّون ليسوا «المرابطون»

شارل جبور/جريدة الجمهورية

ليس المقصود الانتقاص من تنظيم "المرابطون" في مرحلة الحرب الأهلية، ولا تقييم سلوكه وسياساته، إنّما التأكيد على مسألتين: الفارق بين تنظيم سياسيّ تعسكر إبّان الحرب، وبين حالة دينية-سياسية تتعسكر اليوم تدريجاً.

والاختلاف بين طبيعة المرحلتين: مرحلة الأنظمة الاستبدادية القامعة للاتجاهات الأصولية، ومرحلة الثورات العربية التي شرّعت الأبواب أمام كلّ التيارات الإسلامية تحت عنوان الديموقراطية.

وتسليط الضوء على هذه الفوارق ضروريّ للقول إنّ القدرة على ضبط أيّ تنظيم وتحجيمه تختلف عن القدرة على ضبط حالة دينية شعبية، فضلاً عن اختلاف المرحلتين، فما كان يصحّ مع "المرابطون" في الزمن السوري، لا يصحّ على الإسلاميين في زمن "حزب الله" والثورات العربية. وحالة التدجين التي مارسها النظام السوري على كلّ الطوائف اللبنانية ومن ضمنها السنّية، واستنسخها عنه "حزب الله" بعد العام 2005 اختلفت مع المرحلة التي تداخلت فيها الساحتان السورية واللبنانية. وهناك فارق لا يمكن التقليل من شأنه هو أنّ ضبط دولة خارجية لجماعة طائفية يختلف عن ضبط مجموعة طائفية لمجموعة أخرى، كون التفلّت من هذا الضبط يقود إلى الحرب الأهلية، فضلاً عن أنّ وصول الاحتقان إلى ذروته يقود حكماً إلى تعطيل أيّ إمكانية لضبط تفاعلاته، والدليل الأبرز "تفكّك أوصال الدولة اللبنانية" في العام 1975 نتيجة عجز هذه الدولة عن القيام بمهامّها العسكرية والأمنية والقضائية في ظلّ عسكرة الجماعتين المسيحية والإسلامية، وبالتالي السؤال المطروح اليوم: هل يعيد التاريخ نفسه، ولكن هذه المرّة مع الجماعتين الشيعية والسنّية؟

التوازن الذي كان قائماً بين المسيحيين والمسلمين عشية الحرب أدّى مع نشوبها إلى تعطيل الدولة بخلاف الوضع الذي نشأ مع انتهاء هذه الحرب، حيث استخدمت سوريا الدولة للاقتصاص من كلّ طرف لا يوالي سياساتها وتحديداً الطرف المسيحي. وهذا الاختلال في التوازن لمصلحة السوري مكّنه من إرساء استقرار ولو كان هشّاً وعلى حساب السيادة والاستقلال.

وبعد خروج الجيش السوري نشأت معادلة بين 8 و14 آذار أفسحت في المجال أمام قيام توازن بين سلطة الأمر الواقع وسلطة الدولة، وهذه المعادلة مكّنت "حزب الله" من الاحتفاظ بسلاحه وحركته وتعطيل وإسقاط كلّ ما يمكن أن يهدّد مشروعه، ومكّنت 14 آذار من الاحتفاظ بعنوان الشرعية على رغم عجز هذه الشرعية عن ممارسة دورها.

ولكن ما لم يتنبَّه إليه "حزب الله" أنّ كسر هذا التوازن لا يصبّ في مصلحته، وذلك لسببين:

التوازن بين 8 و14 يختلف عن التوازن الذي كان قائماً بين المسيحيين والمسلمين، والاختلاف الأبرز يكمن في رفض الفريق الثاني التسلّح واكتفائه بالتمسك في الستاتيكو القائم مقابل تعويله على التطوّرات الخارجية الكفيلة وحدها حلّ الأزمة اللبنانية من دون الانزلاق نحو حرب لا رابح فيها، وبالتالي كان من مصلحة "حزب الله" الحفاظ على هذا التوازن الذي يتيح له تنفيذ أجندته دون المجازفة بخسارة كلّ وضعيته أو انحسار نفوذه داخل بيئته.

المرحلة التي تلت انتفاضة الاستقلال والثورات العربية، وتحديداً السورية، اختلفت جذريّاً عن المرحلة التي امتدّت منذ العام 1990 لغاية 2005، الأمر الذي يعني استحالة إعادة استنساخ "حزب الله" حقبة الهيمنة السورية، وبالتالي محاولته إحياء زمن الوصاية عبر إمساكه المطلق بالقرار سيؤدّي تلقائيّاً إلى تعميق الانقسامات المذهبية ومضاعفة التناقضات القائمة وصولاً إلى انفجارها.

وعلى رغم التعطيل المبرمج الذي قاده "حزب الله" منذ العام 2005 وما تبعه من 7 أيار، غير أنّ البلد لم ينزلق إلى حرب أهلية شبيهة بواقع السبعينات والثمانينات، فيما إسقاطه الحكومة الحريرية واندفاعه نحو إحكام السيطرة على الدولة ومؤسّساتها أسقط ما تبقّى من خطوط حمراء ورفع من منسوب الاحتقان المذهبي ووضع لبنان على كفّ التفجير.

فما يحصل داخل الواقع السنّي منذ إسقاط الضمانة الحريرية فتح الباب أمام صعود الحركات الإسلامية على اختلافها في مشهدية أعادت إلى الأذهان الحقبة التي سبقت الحرب الأهلية، حيث الدولة عاجزة عن تطبيق سلطتها وقوانينها على هذه الحركات التي ترفض التجاوب والامتثال تمسُّكاً بمساواتها بـ"حزب الله" الذي يسرح ويمرح دون حسيب ورقيب، وذلك على قاعدة "أنّ ما ينطبق على الحزب ينسحب علينا".

ومن هنا وضع "حزب الله" نفسه أمام استحالتين: استحالة استخدام الدولة لضرب هذه الحركات، على غرار استخدام النظام السوري الدولة لضرب القوى المسيحية، مع الاختلاف في التشبيه بين الفئتين، واستحالة أن يتولّى الحزب بنفسه القضاء على هذه الحركات تجنّباً للفتنة السنّية-الشيعية، خصوصاً أنّ زمن 7 أيّار ولّى، كما أنّ قدرته على اختراق هذه الحركات أمنيّاً لتعطيل مفعولها سيتلاشى مع الوقت ليصبح تدريجاً في مواجهة معها وجهاً لوجه. كلّ هذه الوقائع تدلّ إلى أنّ "حزب الله" بدأ يفقد زمام المبادرة والسيطرة على أرض الواقع بشكل مباشر وغير مباشر، ما يعني أنّ المواجهة بينه وبين الحركات الإسلامية باتت حتمية، والمسألة مسألة وقت لا أكثر، وتجنّب هذا المسار التفجيري يتطلّب خطوات وطنية سريعة لا يبدو أنّ الحزب مهيّأ لاتّخاذها، وفي طليعتها الانسحاب من المعركة السورية وتشكيل حكومة بغطاء سعوديّ تُمكّن رئيسَها من السيطرة على الشارع السنّي الغاضب واتّخاذ خطوات تبدأ بضبط الحدود اللبنانية-السورية ولا تنتهي برفع الغطاء عن كلّ من تسوّل له نفسه الإخلال بالأمن.

قد تكون هذه الخطوات كفيلة بقطع رأس الفتنة التي باتت على قاب قوسين من الاندلاع في لبنان، ولكن هل "حزب الله" الذي عمل حتى على إسقاط الـ"سين-سين" وإخراج الرياض والحريري من المعادلة اللبنانية يملك الحكمة والجرأة لإعادة النظر بسياسته؟

 

سوريا وهيتو التكنولوجي

طارق الحميد/الشرق الأوسط

بعد طول انتظار انتخب الائتلاف الوطني السوري غسان هيتو رئيسا للحكومة الانتقالية التي ستشرف على الأراضي الخاضعة لسلطة المعارضة، وجاء الانتخاب في وقت تشهد فيه الأزمة السورية تطورات دولية، وعسكرية، وفي وقت هو الذكرى العاشرة لسقوط صدام حسين، وفي ذلك عبر كثيرة. انتخب هيتو ليكون رئيس أول حكومة معارضة في ظروف صعبة يتشكك فيها السوريون بعضهم ببعض، وليس في الداخل وحسب، بل وحتى بين صفوف المعارضة نفسها، حيث الخشية من سيطرة الإخوان المسلمين، أو طيف محدد، على المشهد استعدادا لسقوط الأسد الذي قد يأتي في أي لحظة. ولذا، فإن اختيار هيتو هو أقرب إلى عملية تسوية بين كل الأطراف، خصوصا أنه من جذور كردية مما من شأنه طمأنة جميع المكونات السورية. والمفارقة أن هيتو الذي يعد اختياره الآن خطوة مهمة من خطوات إسقاط الأسد رجل اشتهر بالعمل في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا بأميركا، بينما كان يقال عن الأسد عندما تسنم سدة الرئاسة في سوريا إنه مولع بالتكنولوجيا وإنه سيقود سوريا للتطور والإصلاح، لكن شتان ما بينهما، فمهمة هيتو اليوم هي إنقاذ السوريين من جرائم الأسد!

ويأتي اختيار هيتو اليوم في وقت تخوض فيه سوريا، والسوريون، معركة بقاء وليس إسقاط الأسد وحسب. لذا، فإن المطلوب من هيتو القادم من أميركا أن لا يكون أحمد جلبي جديدا، وأن لا تحل في سوريا «لعنة بريمر» الذي قادت مبادراته، وسياساته، لضرب العراق في مقتل من تسريح الجيش إلى ترسيخ المحاصصة الطائفية التي حولت العراق إلى أكبر عملية فشل قادتها واشنطن بالمنطقة. صحيح أن هيتو الذي يقدم نفسه على أنه «متحمس» يواجه تحديات جمة في الداخل والخارج، لكنه أيضا أمام مسؤولية تاريخية، حيث عليه أن يؤكد للسوريين أنه الرجل القادر على توحيد صفوف المعارضة، وإنصاف مكونات المجتمع السوري ككل، خصوصا وأنه كردي، وعليه أيضا أن يثبت أن الحكومة المؤقتة جديرة بالحصول على موقعها المستحق في كل المؤسسات الدولية. واختيار هيتو بحد ذاته يعد خطوة جادة من المعارضة لقطع الطريق على المتلاعبين بالملف السوري دوليا، من روسيا إلى إيران، كما أن تشكيل هذه الحكومة يعد بمثابة رسالة للأسد مفادها أن اللعبة قد انتهت. ولذا فإن الدور الآن على السيد هيتو ليكون قائدا لكل السوريين، وحتى لغير المطمئنين له، فرغم كل الصعوبات، حظي هيتو بدعم مهم وهو تعهد الجيش الحر بالولاء لرئيس الحكومة المؤقتة، وهو تعهد له دلالات كثيرة، لا سيما أن الجيش الحر يتقدم على الأرض بشكل مؤثر، هذا عدا عن التحرك الدولي الداعم لتسليح الثوار، وآخره إعلان أميركا بعدم ممانعتها لأي جهد لتسليح المعارضة. ملخص القول أن التحديات أمام هيتو كبيرة، وكثيرة، لكن عليه أن يجنب سوريا الفشل الذي حدث في العراق، أو دول الربيع العربي، وأولى خطوات تجنب الفشل تبدأ الآن وليس بعد سقوط الأسد، وهذا ما يجب أن يتذكره العرب أيضا، خصوصا من أهملوا العراق حتى أصبح تابعا لإيران.

 

قمة الدوحة العربية ونهاية نظام البعث الصفوي السوري

داود البصري/السياسة

مع التحرك العربي الحثيث الذي تقوده بكل ثقة واقتدار وحرفنة الديبلوماسية القطرية لحلحلة الأزمة السورية وإطلاق رصاصة الرحمة على النظام الإرهابي المجرم في دمشق والذي خلال عامين كاملين من عمر الثورة الشعبية السورية الكبرى مارس من الجرائم الشنيعة مافضح هويته الحقيقية المغطاة بالشعارات البراقة , يكون مؤتمر القمة العربية في الدوحة قد وضع الأسس الكفيلة واللمسات النهائية لإزاحة ذلك النظام عبر سحب و تقليص الاعتراف الدولي والإقليمي به من خلال التعاون مع التحالف الوطني السوري وهو الإطار الأكبر للمعارضة السورية و تسليم مقعد سورية في الجامعة العربية وفي مؤسسة القمة لرئيس التحالف الحالي السيد معاذ الخطيب الذي يمثل اليوم الحالة الكفاحية للشعب السوري الحر , والذي يعبر خير تعبير عن قيادة مرحلة التحول السياسي الكبير في التاريخ السوري الحديث.

من دون شك فامام قمة الدوحة العربية هدف مركزي لا محيص عنه ولا بديل وهو نصرة الشعب السوري وسحب غطاء الشرعية المزيفة عن نظام البعث الصفوي المجرم , وهي شرعية هشة وواهية أسقطتها انامل أطفال درعا المجاهدة قبل عامين من الزمان , و تكفلت سواعد الرجال الرجال من مجاهدي و أبطال الشعب السوري العظيم من تفتيتها و عزلها و إنحسارها نحو مواقعها الطائفية الرثة و نحو تحالفاتها المشبوهة مع نظام الملالي الإستبدادي الإيراني وحلفائه ووكلائه في الشرق القديم في بغداد وبيروت والخليج العربي , فالشعب السوري قد قرر بنفسه مصيره و أعلن نتائج إستفتائه الشعبي على النظام و اسقط كل بهرجة ودجل شعارات الصمود و التصدي و الممانعة و التوازن الستراتيجي الذي إتضح ميدانيا بأن اسلحة ذلك التوازن الوهمي لم تكن مكرسة و معدة و مخزونة إلا لتوجه لصدور السوريين ودك مدنهم بصواريخ التحرير , وفرض الخيار الشمشوني على الشعب السوري وهو خيار سيدفع نظام القتلة في الشام ثمنه الغالي من وجوده و من اللعنات التاريخية التي ستنصب على رموزه و عناصره التي لن يحميها أحد من غضبة السوريين لا موسكو ولا طهران ولا بغداد ولا أي "شبيح" مجرم آخر من الذين يدافعون اليوم عن نظام قتلة الشام , وكما أسلفنا لقمة الدوحة مسؤوليات قومية و إنسانية وإلتزامات كبرى و مباشرة نحو الشعب السوري , والعالم العربي مطالب اليوم بالتخلي عن سياسة مسك العصا من النصف و إتخاذ قرارات حاسمة من شأنها أن تهشم و تنهي آخر أعمدة النظام السوري المتهاوية , فمن يمثل صوت الشعب السوري الحر في القمة هم الأحرار من القيادات الشعبية التي أفرزتها الثورة الشعبية ولا معنى أبدا لأن يكون المقعد السوري شاغرا في القمة دون أن يملأ فراغه من يعبر عن هوية وطبيعة و إنتماء سورية الحرة الجديدة , إنه الموقف التاريخي الذي وجدت قمة الدوحة نفسها وهي تعيش في أدق مخاضاته الصعبة , كما أنها القمة التي نرجو أن تتجاوز بنجاحاتها ومنجزاتها كل إخفاقات قمم الماضي وخصوصا قمة المنطقة البغدادية الخضراء الأخيرة التي كانت بلالون ولا طعم ولا رائحة لكونها عقدت في الحضن الإيراني!.

الدوحة مطالبة اليوم بترجمة العمل الشاق لديبلوماسية دولة قطر ومعها ديبلوماسية "مجلس التعاون" الخليجي لأفعال ميدانية مباشرة وشجاعة, لاشك أنها ستصطدم بمعارضة قوية من اللوبي السوري في العالم العربي, وأقصد تحديدا حكومة نوري المالكي و الحكومة اللبنانية, وكذلك الموقف الجزائري المؤسف من دون أن نتجاهل إن مواقف بعض العرب الضبابية و التي لن أذكرها صراحة لأسباب تتعلق بضمان نشر المقال ينبغي لها أن تتغير و أن تكون أكثر جدية ووضوح و تتخلص من نغمة و سمة الانتهازية الفظة , فلا مساومة أبدا في نصرة الحق , ولا تراجع عن مقاومة الطغيان و القتل المبرمج لنظام البعث السوري الذي بات يعيش اليوم خارج إطار التاريخ و يتخبط في هلوسات الشعارات التخريفية وبشكل منفصل عن الواقع حتى أخذ يهدد الأمن و السلام الاقليميين من خلال تهديداته الفجة بضرب العمق اللبناني و بتفعيل أدواته الاستخبارية والتي يتحرك بعضها تحت الغطاء الإيراني لتفجير المنطقة من الداخل متوهما بأنه بتهديداته تلك سيفرض ابتزازه على الأحرار في العالم مما سيعجل بنهايته الفظة والمتوحشة في نهاية المطاف والتي لن تختلف عن نهاية ملك ملوك إفريقيا الذي كان في سالف العصر والأوان .           

أمام قمة الدوحة العربية ينتصب الهم السوري , و يشمخ ملف "حرية الشام" , والموقف القطري و الخليجي واضح و محدد وموحد في نهاية المطاف , و التحدي الماثل بشدة وقوة أمام دولة قطر اليوم وهي تقود العمل العربي بكل اقتدار وثقة وتمكن و مسؤولية هو الحفاظ على قوة الزخم الميدانية وعزل أنصار الفاشية المندحرة وصياغة الخطوط الأولى و الذهبية لعصر الحرية في الشام و الذي سيكون بمثابة تغيير انفجاري رهيب في العالم العربي ستتبعه تحولات تاريخية كبرى من من دون شك. ديبلوماسية قطر على ما يبدو قد قبلت التحدي وهو ما ستسفر عنه النتائج النهائية للقمة التي ستطيح بأوهام القتلة و الطغاة وأهل الدجل والنفاق من الذين نعرف و تعرفون.

 

الابراهيمي كان على حق عندما قال إن خروج الأسد يمهد للتسوية وانتقال السلطة في سورية ينتظر الانهيار الكامل للنظام

بقلم - تشيستر كروكر/السياسة

تجسد المعضلة السورية بعض التحديات المتعلقة بالسياسات التي تنشأ عندما تواجه بعض الأنظمة أزمات سياسية وتحولات عنيفة تحت ضغط المعارضة. سورية ليست الدولة الأولى التي تواجه مثل هذه الحالة ولن تكون الأخيرة. لذلك قد يكون من المفيد أن نذكر ما تكشفت عنه سيناريوهات مشابهة في الماضي - وما آلت اليه في بعض الأحيان - بغية استخلاص الدروس لسورية ولأي أزمات في المستقبل.

يمكن للمرء أن يتخيل طائفة من النتائج في سورية, معظمها يشكل مخاطر كبيرة للولايات المتحدة, وأوروبا وروسيا وجيران سورية. لكن السوريين أنفسهم يدفعون ثمن هذا التحول العنيف, وهم من يرسمون في نهاية المطاف مجرى هذا التحول.

ما تقوم به الولايات المتحدة أو ما تقرره لا يمكن أن يحدث تغييرا سياسيا لم ينضح بعد. لذا دعونا نلقي نظرة على بعض الأدوات المتاحة للتأثير وبعض الاعتبارات التي ينبغي أن يسترشد بها أولئك الذين قد يرجعون اليها.

نبدأ بمجموعة من النتائج الممكنة في مثل هذه الحالات. يمكن تحديد سبعة على الأقل, تشمل :

(أولا ) "ثورة" ينحي فيها نظام جديد متماسك الى حد ما النظام القديم نتيجة كفاح عنيف (إثيوبيا, 1974, أوغندا, 1986, روسيا 1917)

(ثانيا) ثورة "مخملية" ينهار فيها النظام وسط مزيج من قوة الشارع والضغط الخارجي وانشقاقات القيادة (الفلبين, 1986, مصر وتونس, 2011, الاتحاد السوفياتي, 1991)

(ثالثا) تغيير نظام دموي مهزوم بعد صراع مطول يتم بعده ترتيب خروج عناصر النظام وقادته أو يقتلون (اليمن, 2011, ليبيا, 2011, إثيوبيا, 1991)

(رابعا) نجاح اسلوب القمع باستخدام سياسة الأرض المحروقة وهزيمة المعارضة (بيرو, 1992, سيريلانكا, 2009, زمبابوي 2000)

(خامسا) جمود سياسي يليه " تفاوض بشأن الثورة" (جنوب أفريقيا, 1992-1994, بورما, 2010-)

(سادسا) صراع دموي مطول يستوجب قسرية التدخل الخارجي والتوصل إلى سلام مفروض (البوسنة, 1995)

(سابعا) صراع مطول يتطلب قوة دعم خارجية تقود مفاوضات تؤدي إلى عملية انتقال وانتخابات برقابة دولية (ناميبيا, 1988-1991, ليبريا, 2003-2005, موزامبيق, , السلفادور, 1992-1994).

قد لا تكون هذه النتائج إلا المرحلة الأولى من عملية انتقالية أطول. فهي لا تشير الى ما سيأتي بعد ذلك. الجمود الطويل يمكن أن يتحول إلى تقسيم فعلي للدولة إلى جيوب إثنية أو إقليمية أو طائفية طالما أن النظام بأسلحته ومؤيديه والدولة المركزية تفقد السيطرة على جزء كبير من أراضيها (الصومال, وجمهورية الكونغو الديمقراطية). المثال المصري يشير إلى أن الثورات المخملية يمكن أن تتحول إلى اتجاهات لا يمكن التنبؤ بها لبعض الوقت, في حين أن التغيير الدموي للنظام في ليبيا تبعه تنافر غامض ولكن لا يزال هناك أمل. التفاوض الناجح, من ناحية أخرى, يمكن أن ينطوي على ترتيبات للحكم الذاتي جزئيا ويحقق لامركزية في السلطة في حين تبقى الدولة المقيدة سليمة بشكل أكبر (كما هو الحال في آتشيه في إندونيسيا, أو مينداناو في الفلبين.

إذا حاولت الدول الخارجية تجميد علاقات بالسلطة, أو دعم مجموعات سياسية -عسكرية ضمن هياكل لتقاسم السلطة, يرجح أنها سوف تغرس بذور الصراع في المستقبل وتشوه فرص التنمية السياسية العضوية (لبنان والبوسنة). الجهات الفاعلة المحلية القوية - الرجال خلف المدافع - كثيرا ما يحاولون أن يلعبوا لعبة الترتيبات التي تتدفق من خلالها صفقات السلام عن طريق التفاوض واستخدام زخارف الديمقراطية للاستيلاء على السلطة والتمسك بها, كما هو الحال في أنغولا وكمبوديا والسودان وجنوب السودان. وغالباً مثل هذه المفاوضات تعكس ببساطة توازن القوى القسرية على أرض الواقع وقت حدوثها, ثم يتم تهميش المدنيين العزل.

لذلك, يتوقف الكثير ليس فقط على توازنات السلطة المحلية, ولكن أيضا على توقيت القوى الخارجية وأولوياتها في حال عقد صفقات. اتباع نهج "السلام بأي ثمن" قد يستجيبون للضرورات الإنسانية العاجلة, بل انهم قد يدعمون جهات فاعلة خاطئة تزيد مشكلات المجتمع بدلاً من حلها. قبل كل شيء, سيعتمد أثر التدخل الخارجي - سواء العسكري أو السياسي - على مستوى التزام الأجانب بمرحلة التنفيذ والمتابعة بعد حدوث الانتقال الفوري.

حتى وقت كتابة هذا التقرير, يمكن للمرء أن يطرح بضعة تعليقات أولية على المسار السوري بالمقارنة مع هذه السيناريوهات المتنوعة. أولاً, قمع نظام الأسد الناجح سابقا يبدو أنه فشل. ثانيا, سيناريو الأمر الواقع - ناهيك بتقسيم البلاد سيفاقم الاضطرابات التي تواجه المنطقة بالفعل, وهو ليس في صالح تركيا أو إيران أو العراق. ثالثاً, النصر التام لقوات المعارضة ودحر النظام أمر مستبعد جداً.

رابعا, هناك فرصة ضئيلة لتدخل خارجي حاسم الى جانب المعارضة. ويبدو أنه نظرا للفوضى في سورية من غير المحتمل تكرار المطالبة بذلك النوع من العمل العسكري لحلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة الذي حصل في منطقة البلقان, والرئيس السوري بشار الأسد يعرف ذلك.

وفق هذه الملاحظات فان أفضل فرصة لسورية تكمن في إمكانية حصول مرحلة انتقالية برعاية دولية, عن طريق التفاوض تخضع لقدر من الرصد الخارجي أو عمليات حفظ السلام (جامعة الدول العربية / الأمم المتحدة). ومفتاح هذا المخرج يتوقف على المفاوضين الأميركي والروسي بمساعدة من المبعوث الخاص لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي, الوسيط الجزائري المخضرم. بالتأكيد, لن يكون أي من السيناريوهات المذكورة أعلاه "صالحا" بالضبط لسورية. لكن ثمة سيناريو شبيه بالسيناريو (السابع) المذكور أعلاه قد يحمل أفضل أمل بالحل.

لكن الأمل ليس ستراتيجية, ومجرد إعلان أنه يجب على الأسد أن يرحل لا يمثل سياسة. إن التركيز على الأدوات والموارد لدعم أمر ما كما يتطلب السيناريو (السابع) يواجه بعض الخيارات الأساسية. ويكمن أحد التحديات المركزية في تحديد أي من أجهزة الدولة السورية يمكن أن يكون بمثابة القاعدة المؤسسية للمرحلة الانتقالية والحكم في المستقبل. وثمة سؤال آخر يتعلق بمصير أفراد الشعب المرتبطين بالحكومة خلال عقود من حكم الأسد. وهناك تحد آخر يكمن في توقيت مشاركة الولايات المتحدة مع الزعماء الروس, الذين من دونهم يصعب أن نتخيل انتقالاً عن طريق التفاوض إلى سورية جديدة. المهمة هنا الجمع بين المسعى الأميركي والسعي الروسي بقدر من الاستمرارية في حماية المصالح الروسية. وكلما تراكمت الضغوط على النظام, كلما نفد صبر الروس لنوع من الترتيبات. كلما تراكمت الخسائر وزادت تحذيرات الابراهيمي حول ازدياد الخسائر البشرية, كلما وقع قادة أميركا والغرب تحت ضغط متزايد لاتخاذ مزيد من الخطوات. في حين أن سورية ليست "جاهزة" للتفاوض اليوم, يمكن أن ينضج سيناريو مفيد. هناك أيضا خطر بألا ينضج الحل في سورية على الإطلاق.

إن اختبار الحنكة السياسية في مثل هذه التحولات العنيفة يكمن في تحديد نتائج سيئة على الأقل وتحديد مزيج من الأدوات الديبلوماسية والاقتصادية القسرية المناسبة للحالة المحددة. وهذا يتطلب إجراء تقييم دقيق جداً من قبل اللاعبين المحليين والإقليميين. الأشرار قد يكونوا واضحين, ولكن قد يكون من الصعب العثور على الأخيار. إذا كان الأمر كذلك, فسوف يكون من الأفضل المساعدة على تعزيز عملية ذات مصداقية, بدلاً من محاولة تحديد المنتصرين.

ديبلوماسية التحول والانتقال تتطلب رافعة, والرفع يأتي عن طريق القوة بشكل أو بآخر.

التدخل العسكري المباشر قد يكون الخيار الأقل مرونة في مثل هذه الحالات, لأسباب عدة. أولاً, استعير ما قاله وزير الخارجية الأميركي كولن بأول بالنسبة للعراق: إذا كسرناه قد ينتهي الأمر بالحصول على النتيجة. هذه معضلة خاصة بالولايات المتحدة بسبب قدراتها الساحقة - إذا استمرت. لدى تحليله لحالات ما يسمى بقيم التسعينات - هايتي, الصومال, البوسنة, رواندا - قدم ريتشارد بيتس حجة مقنعة بأن تدخلا "محايدا" ليس إلا وهم. على حد تعبيره, التدخل العسكري هو الذي يقرر من يحكم الدولة المستهدفة - وهذه حقيقة عندما نصل, وعندما نغادر على حد سواء. لكن عدم التدخل يمكن ببساطة يسلم المجتمع لأولئك الذين هم أفضل تسليحا وتنظيما, وبعبارة أخرى, فهذه طريقة أخرى تقرر من يحكم. لقد شهدنا المبدأ الأول في العمل في أفغانستان منذ عام 2001, والمبدأ الثاني في منطقة البحيرات الكبرى في أفريقيا منذ عام 1994. فكلا المثالين لم يعطي الثقة بأن الأدوات العسكرية يمكن أن تكون فعالة عندما تستخدم بمعزل عن غيرها من الأدوات السياسية.

بات من الواضح أنه ليست هناك أي شهية للتدخل العسكري المباشر على الأرض في سورية. أحد اسباب ذلك التعب من الحرب, لكن هناك سبب آخر, وهو أن صناع القرار في الولايات المتحدة ليسوا متأكدين (من أن أحدا) يستحق الدعم. وأبعد من ذلك, فان قادة الولايات المتحدة حذرون من تحمل مسؤولية تغيير نظام آخر في العالم العربي. وتدخل الولايات المتحدة المباشر في القتال لم يكن مرتبطا بـ"نجاح" الحالات الانتقالية المشار إليها أعلاه.

لكن الولايات المتحدة وحلفائها - مع ذلك - كان لها أدوات أخرى من النفوذ والتأثير. أحدها العقوبات الاقتصادية التي تهدف إلى اضعاف وعزل النظام المستهدف. لكن هذه أداة غير حادة جداً ويمكن أن تؤذي المدنيين أولاً قبل كل شيء. ثمة أداة أخرى هي المساعدة المقدمة لقوات المعارضة والمساعدات الإنسانية. سواء إذا تم توفيرها من خلال وكلاء أو بشكل مباشر, علنا أو سراً, مثل هذه المساعدة الخارجية تخدم غرضين: ترسل إشارة إلى المؤيدين للنظام, وتساعد على مستوى الميدان. مع مرور الوقت, تصبح هذه الأدوات جزء من ستراتيجية " إنضاج" النزاع من خلال استنزاف النظام.

لكن هذه الأدوات بحد ذاتها لا يرجح أن تسفر عن نتائج مثمرة. وهكذا, فإن الرد يكمن جزئيا في إيجاد مصادر للرافعة المالية وكذلك المصداقية. الدول المجاورة, والدول المهيمنة إقليميا والقوى الكبرى المرتبطة بالنظام هي المصادر الأكثر وضوحاً للرافعة المالية اللازمة. وتأتي بعدها المنظمات الإقليمية والتحالفات والأمم المتحدة. بعض الأمثلة قد توضح هذه الحجة :

مفاوضو الولايات المتحدة عثروا على رافعة مالية بالاشتراك مع مؤيدي جميع الفصائل الديبلوماسية في كمبوديا في أوائل التسعينات. وقد نجحت بسبب ديناميات الجغرافية السياسية الأوسع نطاقا, والقدرة على استغلال الرغبة في الخروج بحل لدى العواصم الرئيسية "الراعية".

في ليبريا عام 2003, تحمل مسؤولون اميركيون الحد الأدنى من الوجود العسكري (أساسا من الخارج), لكن العمل الرئيسي كان تحفيز الدعم العسكري والديبلوماسي لنيجيريا وغانا, والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (ثم أمانة الأمم المتحدة) لتشكيل خطة انتقال سلمي مدتها عامين لتنحية تشارلز تايلور من منصبه, وإقامة نظام انتقالي وتمهيد الطريق للانتخابات.

كانت مصداقية الأمم المتحدة ومهارتها المهنية خلف جهود الولايات المتحدة المتواصلة التي نجحت في نهاية المطاف في عقد اتفاق عام 1988 لإنهاء النظام الاستعماري في ناميبيا والوجود العسكري الكوبي الرئيسي في أنغولا بمساعدة رافعة مالية من الجيران, والحلفاء, والكوبيين والسوفييت.

أخيراً, القوات الفرنسية والأمم المتحدة, إلى جانب الدعم المعنوي من "الاتحاد الأفريقي", مكنت واشنطن من القيام بدور هادئ ولكن حاسم في الاطاحة بطاغية عنيد في ساحل العاج عام 2011.

في سورية, ركزت الديبلوماسية الأميركية على تعبئة دائرة واسعة من نحو مئة دولة ضمن فريق "أصدقاء سورية", الذي يجتمع بصورة دورية خارج إطار الأمم المتحدة لتجنب الفيتو الروسي والصيني. في موازاة ذلك, شجع الديبلوماسيون الأميركيون الدول العربية على المساعدة في ولادة "الائتلاف الوطني السوري" أملا في توحيد قوى المعارضة المتنوعة, وحملهم على الاعتراف الدولي الواسع النطاق. توحيد معسكر المعارضة أمر ضروري للفوز واطلاق مبادرة ستراتيجية. هذا شكل من أشكال الرفع والنفوذ.

لكن في نهاية المطاف, لا تزال موسكو هي المصدر الأكثر أهمية كرافعة محتملة. وتسعى واشنطن لهذا الهدف عبر توحيد المعارضة والاعتراف بها , والانخراط في مسار الأمم المتحدة التي تمنح موسكو (وكثيرين غيرها) بعض المصداقية , لمساندة العقوبات الاقتصادية الواسعة ضد نظام الأسد وتقديم المساعدة غير الفتاكة للمعارضة, والعمل خلف الكواليس على المعونة الفتاكة. هذه الجهود - مفهومة بشكل صحيح - فهي تخدم استنزاف عميل موسكو فيما يقدم للروس إمكانية إيجاد مخرج. وهذا يمثل عملية سحب القابس عن الأسد (بينما يتم انكار ذلك, بطبيعة الحال) خلال العمل على تشكيل المرحلة التالية من عملية انتقال السلطة بدعم من جامعة الدول العربية والأمم المتحدة. رسميا سوف تحتاج واشنطن الى واقعية متزنة للحصول على أمر من هذا القبيل. إذا طلب من موسكو المشاركة في ولادة "سورية الجديدة" فسوف تريد أن تعرف أي نوع من الأطفال سوف يولد.

الرافعة المالية جوهر الديبلوماسية الجيدة. ولكنها ليست الأداة الوحيدة في الترسانة الديبلوماسية. إذا كان النظام المضطرب صديقا الى مستوى ما (مثلاً, الفلبين في عهد فرديناند ماركوس), فإن واشنطن لديها خيار الانسحاب أو الحد من دعمها له. وإذا كان الهدف أحد أمراء الحرب المارقين أو نظام غير ودي, فان الديبلوماسية الأميركية يمكن ان تسهل منفى للزعيم من خلال التحدث إلى أولئك الذين قد يقبلون به, كما فعلت بنجاح في ليبريا عام 2003 . وثمة أمثلة أخرى ناجحة لترتيب هبوط آمن كما حدث في إثيوبيا عام 1991 عندما وصلت قوات المتمردين الى ضواحي أديس أبابا. وكذلك الأمر بالنسبة للبلطجي المدعوم من السوفيات منغستو هايلي مريم وزمرته حين هرب إلى المنفى في زيمبابوي قبل دخول زعيم المتمردين تيجرايان ميليس زيناوي المدينة. تلك الديبلوماسية يقودها مسؤولون اميركيون باستخدام أحد أقوى أسلحة الديبلوماسية الحديثة : الهاتف الخليوي. في سورية, مهام كهذه من المرجح أن تقع على عاتق الروس أو الإيرانيين.

ثمة لغز آخر في ديبلوماسية انتقال السلطة يكمن في علاقات معينة مع حركات المعارضة, المسلحة منها والمدنية على حد سواء. واشنطن بحاجة إلى معرفة هدف تلك المعارضة الحقيقي والدوافع لتمد يدها للمجموعات السورية (أو ترفض) بما في الاجتماعات معهم وتقديم المساعدة المادية. هل نحن نحاول مساعدتهم لكسب المعركة, أو نحذرهم من أنواع معينة من السلوك, ونتملقهم لإرسال رسالة للمؤيدين لهذا النظام, أو ببساطة للحصول على مقعد على الطاولة وإبقاء الخيارات مفتوحة حسب تطور الأحداث? هل نسعى لانهيار النظام أو لترتيب مرحلة انتقالية عبر الوساطة? ما الدروس التي تعلمناها في مثل هذه الخيارات من خلال الأمثلة السابقة التي قد تكون اليوم ذات صلة بهذا الملف?

في حين ينم الكثير مما سبق عن إجابات عن هذه الأسئلة, الا ان ثمة افتقارا إلى الوضوح المفاهيمي في صنع القرار الأميركي والتعليق العام. تشمل الخيارات الأكثر أهمية عند وجود مأزق, الوصول إلى أحزاب المعارضة المحلية, فعندما يواجه النظام المشكلات, لابد من التعامل مع العناصر الفاعلة المسلحة, بما في ذلك تلك التي قد تشارك في أعمال الإرهاب أو أي أشكال أخرى من أشكال النشاط الإجرامي, وتحديد الأدوار التي ينبغي أن يسمح لحركات المعارضة المسلحة أن تلعبها في التفاوض بشأن المرحلة الانتقالية.

 في حالة النظام الصديق سابقا الذي يجد نفسه منزلقا إلى أزمة سياسية - إيران, على سبيل المثال, في ظل حكم الشاه, الفليبين ماركوس أو مصر في عهد حسني مبارك - فان قانون إشراك المجموعات المعارضة حتما يبعث بإشارة قوية عن الابتعاد والتحوط. في الواقع, قد يكون هذا هدفا أوليا في البداية. وقد يتبعه الدعم الديبلوماسي والمساعدات في بناء القدرات. لكن مشاركة من هذا النوع لا تبدو لطيفة, وهي اختبار مجرد يفتح الأبواب أمام خارطة طريق ممكنة للعلاقات. على أية حال, ينبغي القيام بذلك مبكرا, من الناحية المثالية, قبل أن يتحول الصراع السياسي الى أزمة.

المشهد قد يصبح أكثر تعقيداً عند تعبر الأزمة التي يواجها نظام صديق في السابق خطا معينا باتجاه العنف. أحد الأسباب أن مؤسسات الدولة, والمواطنين الذين يعملون بها قد يكونون عرضة للخطر. ومن ثم فمن المهم تقييم إيجابيات وسلبيات العمل على هبوط آمن نسبيا مقابل التخلي الكاسح عن النظام القديم. كما أن وحشية النظام تحول المتظاهرين إلى متمردين, غالباً نتيجة استفزازات تهدف إلى الوصول لهذه النتيجة على وجه التحديد, نحن بحاجة إلى معرفة أكبر بكثير عن الجماعات المسلحة التي تظهر. بما فيها قيادة الوطنيين أو أمراء الحرب. قد تكون القيادة واقعية أو ذات أيديولوجيا جامدة. جدول أعمالها قد يكون محليا أو كما يرغب أولئك الذين يسلحون ويمولون, جدول الأعمال قد يكون مدفوعا بمبدأ أو مجرد السعي من أجل السلطة. المعارضة المسلحة قد تكون متماسكة أو متجهة للصراع الداخلي في المستقبل عندما ينهار النظام القديم.والجماعات المسلحة قد تحترم أو لا تحترم حقوق المدنيين الأبرياء.

مطلوب الغوص العميق في كل هذا للحصول على بعض الإجابات. مرة أخرى, يتطلب ذلك انخراطاً مبكراً, وليس مجرد تضامن مع "أخيار" المستقبل, بل لابد من إرسال تحذيرات, وتوضيح مواقف ومصالح, وطرح أسئلة صعبة والحصول على المعلومات. ما أن يسقط النظام القديم (على افتراض أن الولايات المتحدة سمحت به أو حدث من دون قدرتها على منعه), من الأهمية بمكان تجنب ارتداء النظارات الوردية عند النظر الى الخلفاء المحتملين : ليس هناك "نيلسون مانديلا" في معظم السيناريوهات, خاصة العنيفة منها.

إن الوقوف الى جانب مجموعات مسلحة ينطوي على مخاطر ويتطلب الوضوح حول الأهداف. المجموعات المدرجة على قوائم الولايات المتحدة والأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي من كيانات محظورة بسبب أعمال إرهابية تمثل مشكلات خاصة. المسؤولون قد تردعهم الخلافات المحتملة أو قانون حظر الاتصال معهم في غياب تنازلات خاصة - وهذا تطور حديث نسبيا قاد الى شدة تعقيد صنع السلام في مناطق الصراع. منذ قرار المحكمة العليا يونيو 2010 الذي تقدم به النائب اريك هولدر ضد "مشروع القانون الإنساني", أصبحت المنظمات غير الحكومية مقيدة في تعاملها مباشرة مع الجماعات المسلحة الموجودة على قوائم الإرهاب الأميركية. يمكن أن يفسر هذا الحظر تجريم مجرد التدريب, وإسداء المشورة بشأن الحلول السياسية أو تقديم المعونة الإنسانية. التشريعات وقرارات المحاكم الأميركية ولوائحها التنفيذية تحد من عمل الديبلوماسية الاميركية, وتمثل شكلاً من أشكال نزع السلاح الديبلوماسي الفردي. والأثر المباشر لذلك طلب الاتصال من خلال وسطاء غير أميركيين, ما أدى إلى الاعتماد المفرط على قنوات الاستخبارات أو على أطراف ثالثة أخرى صديقة لا تعترضها مثل هذه الموانع الفاشلة.

هذه التطورات القانونية والتشريعية الأخيرة تراكم وتعقد أجواء الالتزام مع الجهات الفاعلة المسلحة. إن الاتصال بالجماعات المسلحة التي تعمل في الدول الصديقة مثل إسبانيا, وكولومبيا, والفليبين, واليمن أو أيرلندا الشمالية على درجة عالية من الحساسية سياسيا. عادة ما تجري عمليات التبادل الاساسية بسرية تامة, وكثيراً ما تجري تلك الاتصالات هيئات غير رسمية. من الضروري أن يستعيد صناع السياسة والمواطنون المرونة اللازمة للتعامل مع لاعبي المستقبل المحتملين والناشئين أثناء التحولات العنيفة, وضمن وقت سابق على نحو أفضل. في أماكن مثل إسبانيا, جنوب أفريقيا, والسلفادور, وكشمير, الأراضي الفلسطينية, نيبال, وأفغانستان, من الصعب تخيل كيف يمكن أن تمارس الولايات المتحدة والقوى الخارجية الأخرى نفوذا بناء من دون الوقوف الى جانب الرجال خلف المدافع - وحتى اولئك الذين تدعوهم الى منزلك ليس لتناول العشاء.

قد يكون هناك الكثير من هؤلاء يعملون في سورية. لذا يتعين على المسؤولين الأميركيين أن يذكروا الأغراض الأساسية للتعاون مع الجهات الفاعلة المسلحة. أحد هذه الاغراض دعم الأصوات المعتدلة وتقويض المتطرفين وأمراء الحرب. وثمة هدف آخر أيضا هو توضيح حدود ما يمكن تحقيقه عن طريق البندقية وتشجيعهم على العودة إلى الحياة السياسية. ومن خلال المناقشة, والحجة والخبرات المتراكمة في أماكن أخرى وطرح الأسئلة المحرجة, من الممكن لفت انظار المسلحين المنزعجين - وهذه أداة ديبلوماسية كلاسيكية جيدة. هدف ثالث : تقسيم القيادة أو إغراؤها للتفكير والتصرف سياسيا بحيث يصبح هناك فرصة لعملية انتقال للسلطة عن طريق التفاوض.

الرسالة الأساسية الأهم هي : الإرهاب والكفاح المسلح لا يمكن أن يجلب لك ما تقول إنك تريد, ولكن السياسة يمكن أن تفعل. هذا النهج هو الذي ساد في نهاية المطاف عندما عملت الحكومات البريطانية المتعاقبة مع الوسطاء الدوليين لحل مشكلة أيرلندا الشمالية. وهذا هو أيضا النهج الذي تبعته مختلف الأطراف التي دفعت الى نجاح مجموعة "إيتا" شبه العسكرية بالتخلي عن السعي لتحقيق التطلعات الوطنية في الباسك عن طريق العنف. ينطبق هذا المنطق أيضا على التحولات العنيفة التي هددت نظما لا نحبها. السياسة الخاصة تجاه دول مثل كمبوديا, زمبابوي, وبورما, وأنغولا, والسودان وكوسوفو تتطلب حسابات مماثلة حول كم ونوع الدعم المقدم لجماعات المعارضة.

من ناحية أخرى, من المهم معرفة الأدوار المسموح للمجموعات المسلحة أن تلعبها في عملية تفاوض في نهاية المطاف. الجماعات المسلحة ما لم تكن على نحو ما مهزومة أو مهمشة من قبل القيادة المدنية, فسوف يؤكد حقها في أن تكون على الطاولة في المسائل التي تمس الأمن ووقف إطلاق النار, والرصد العسكري الخارجي, وتشكيلات قوة المستقبل ونزع السلاح. هذه المواضيع هي التي للمجموعات المسلحة مصلحة مباشرة "مهنية" فيها, وإشراكها فيها أمر ضروري. علاوة على ذلك, ليس من المحتمل ان تتعاون إلا أذا حصلت على أجوبة موثوقة حول أولوياتها وهواجسها الأمنية : من سوف يضمن التوصل إلى اتفاق, ويؤكد أن الآخرين سوف يحترمون التزاماتهم? أي وسائل ستكون متاحة لكل فصيل في حال خداع الآخرين? المثال الليبي يوضح ما يمكن أن يحدث عندما لا يكون هناك أي تفاهم ملزم وموثوق يجعل النظام الجديد محتكرا لاستخدام القوة المسلحة.

بعد الاعتراف بدور الجماعات المسلحة في التفاوض بشأن القضايا الأمنية, مع ذلك, يتحتم عدم السماح لها بالسيطرة على البنود الأخرى المدرجة في جدول الأعمال الخاص بعملية انتقال السلطة عن طريق التفاوض. قضايا مثل مراقبة الانتخابات, عودة اللاجئين, وحرية التجمع والكلام, وإعادة البناء الاقتصادي وإقامة العدل بين العناصر الفاعلة في المجتمع المدني, والأحزاب السياسية على طاولة المفاوضات. القول أسهل من الفعل, ما دامت المجموعات التي تضم مسلحين قادرة على تخويف أو إكراه اللاعبين الآخرين.

التفاوض عملية تشمل قضايا بحاجة أن تكون متسلسلة. إعطاء الجماعات ذات الطابع العسكري - خاصة تلك التي نظمت على امتداد خطوط إقليمية أو طائفية - دور مباشر في صياغة شروط التغيير السياسي, وكتابة دستور جديد نهج خطير. هذا النهج يشجع الجهات الفاعلة المسلحة على ترسيخ مواقعها بشكل دائم, ومنع ظهور نظام مدني. توضح تجربة البوسنة بعد دايتون مطبات من هذا النوع. الدرس المستفاد هنا هو الفصل بين ترتيبات الانتقال الفوري التي يتم من خلالها المشاركة في السلطة, وبين المرحلة المقبلة, التي تتحدد فيها الأدوار السياسية دستوريا. التفاوض بشأن السلام في سورية يجب أن يكون مميزا عن التفاوض بشأن أول دستور ما بعد الأسد.

وكما قال ديرك فانديوالي (فورن آفيرز) أن النخب الجديدة في ليبيا تستفيد من حقيقة كون معمر القذافي قد دمر المؤسسات الموروثة, ولم يبن أساسا أيا منها ليتركها بعد مقتله. على أية حال, في سورية, مجموعة متنوعة من المؤسسات المدنية المهمة, بما في ذلك جهازها الإداري وهي "دولة راسخة", إلى جانب جهاز كامل من الموظفين. ستكون هذه المواضيع المهمة في المفاوضات المقبلة. بعض المراقبين ممن ينتقدون صبر الولايات المتحدة وعدم دعمها للمعارضة المسلحة يتخيلون سيناريو نصر عسكري صريح للثوار, وانهيار كامل للنظام. حسب طريقة التفكير هذه, ينبغي أن تنتصر المعارضة ولا يمكن انتزاع هذا "النصر" دون بعض أشكال التدخل الديبلوماسي.

الأسد وزمرته سوف يهزمون ويغادرون الساحة السياسية - سواء تحت الإقامة الجبرية, في المنفى أو بشكل أفقي. الإبراهيمي كان على حق حين خرج للعلن موضحا أن مساهمة الأسد في احلال السلام يجب أن تكون عن طريق مغادرته الساحة. لأنه ومن معه ممن شنوا الحرب على شعبهم لا يمكن أن يطالبوا بأي سلطة, مهما كانت معدلة أو محدودة. وسوف يكونون محظوظين بالفعل إذا تمكنوا من تجنب مصير القذافي أو محاكمة في "المحكمة الجنائية الدولية". هذه السيناريوهات - وغيرها عند فرار القادة, كما هي الحال في هايتي وإثيوبيا وليبريا والفليبين - توضح جزءا واحدا من طرق انتقال السلطة. ثمة طرق آخرى كما حصل في بورما وجنوب أفريقيا, حيث الحرب المفتوحة انتهت بواسطة قادة ببعد نظر كانوا قادرين على التفاوض وإدارة التغيير. هذه الطرق على الأرجح متأخرةً جداً بالنسبة لسورية. وكما أنه ليس هناك مانديلا في معظم السيناريوهات الأكثر عنفاً, فهناك أيضا عدد قليل من شخصيات كشخصية ف. دبليو دي كليركس الذي كان قادرا على النظر في المصالح الأساسية على المدى الطويل.

في ضوء كل ذلك, فان التوصل إلى تسوية لانتقال السلطة عن طريق التفاوض ليس بديلاً عن تحقيق النصر في المعركة. هذا هو السبيل لاستثمار النجاح العسكري ومتابعته وايجاد معارضة سياسية متماسكة. بالتأكيد, المفاوضات لا تنجح دائماً, وغالباً ما لا تدم بعض النجاحات طويلاً. سوف يكون من الصعب إشراك مختلف الدول المجاورة, وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاميركيين والروس في إطار يدعم المحادثات بين قادة "الائتلاف الوطني السوري" وعناصر من إدارة الدولة. ولابد من وضع ضمانات خارجية موثوقة أو مراقبين من قوات حفظ السلام لتوفير الضمانات اللازمة للمرحلة الانتقالية.

من الواضح أن ذلك لم يحصل حتى الآن. هذا وقت المفاوضات, وانضاج الوضع ديبلوماسيا - من خلال ضغوط المساعدة والعقوبات, عن طريق الاستثمار في معرفتنا بالأطراف, وعن طريق الحفاظ على إطار ممكن للتفاوض عندما يحين الوقت. لكل من النظام والمعارضة مشكلات خطيرة, وأي منهما ليس في وضع يمكنه من التسليم والخروج مغلوبا. لكن الأمور يمكن أن تتغير فجأة. إيجاد الوقت المناسب لقبول أو التماس الدعم الروسي لصفقة انتقال للسلطة سوف تتطلب مهارة في فن الحكم. هذه الديبلوماسية تنطوي على مخاطر. ولكن الخبرة الديبلوماسية تشير إلى أن هذه الطريقة في التفكير أكثر واقعية من البدائل : ترك الطبيعة تأخذ مجراها أو محاولة اختيار فائز من داخل التركيبة الطائفية على أمل بمستقبل أفضل.

*أستاذ الدراسات الستراتيجية في جامعة جورج تاون.

عن "ناشيونال انترست"

 

سليمان خلال لقائه الجالية اللبنانية في لاغوس: علينا التمسك باعلان بعبدا قولا وفعلا بالاعلام والموقف

وطنية - أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان انه علينا التمسك باعلان بعبدا قولا وفعلا، مشيرا الى "أن لبنان لم يحضر لا اجتماعات للمعارضة ولا الموالاة وهذا ما سمح للبنان اتخاذ مواقف النأي بالنفس، مع تمنياتي ان نحصل على حل سياسي ديموقراطي وخصوصا في سوريا من دون عنف، ونتمنى على السوريين عدم التعرض بالقصف للبنان وإذا كان هناك شك أحيانا بوجود مسلحين، فهناك قرار من الدولة اللبنانية ان يقوم الجيش بتوقيف عمليات مرور المسلحين والسلاح." أضاف: "سمعنا اليوم نفيا من السوريين وأنا أتمنى ذلك، ولكن معلوماتنا تقول وبحسب الاتصالات التي قمت بها مع قيادة الجيش انه حصل قصف من دون اي اصابات.

ونحن مع الديموقراطية وتداول السلطة ولا نوجه كلامنا ضد أي نظام." مواقف الرئيس سليمان جاءت في خلال كلمة له القاها خلال لقائه ابناء الجالية اللبنانية في لاغوس. وتحدثت في بدايته، قنصل لبنان في لاغوس ديما حداد مرحبة بالرئيس سليمان والسيدة الاولى والحضور.

الرئيس سليمان

وتحدث الرئيس سليمان فقال: "اليوم بالذات وانا معكم، يحصل تطويب للبابا الجديد في الفاتيكان يحضره رئيس المجلس النيابي ومجلس الوزراء إلى جانب البطريرك الراعي ورئيس جمهورية لبنان هنا في نيجريا.

وأقول ذلك لأنه يدل على مدى أهمية لبنان العيش المشترك. واقول أن الاعتداء الذي حصل على الشيخين بالامس هو مشهد غريب عن القيم اللبنانية والمشهد اللبناني ونستنكره ونحيي جميع الافرقاء الذين رفعوا الغطاء عن المرتكبين. ولقاءنا بالجالية اللبنانية في افريقيا تأخر كثيرا ولكن الزيارة مهمة جدا وأعطت ثمارها وستعطي ثمارا في المستقبل اكثر. والمهم أنها فاتحة خير للطريق نحو علاقات أكثر توطيدا واكتشفنا ان القارة الافريقية فيها أبطال من لبنان صمدوا هنا رغم الصعوبات وكان هدفهم فقط البقاء إلى جانب هؤلاء المواطنين واعمار هذه البلاد معهم وليس منافستهم واستغلالهم.

أهل البلاد يحبونهم واكتشفوا فيكم النوايا الحسنة ونتمنى لكارلوس وعماد ان يتحرروا في اسرع وقت ممكن. وصحيح أنكم من أهل البيت ولكن هناك منافسة غير شريفة يقوم بها اعداء لبنان لأنكم تدافعون عن القضية المركزية التي تحملونها. وانتم قمتم بالأنماء والتطوير في هذا البلد وأولها مشروع أتلانتيك الذي زرته اليوم وغيرها من المشاريع المهمة التي نفتخر بها.

ميزة المغترب اللبناني انه يحترم العادات والتقاليد وهذا أمر محط اهتمام ومحبة من قبل المواطنين هنا والحكام والزيارة هي للتعبير عن دعمكم ومحبتنا لكم.

هدف الزيارة تأسيس علاقات ثنائية مع الدولة والحكام لتصل الى المستوى العلاقات الإنسانية التي بينكم وبين مواطنيها. وقد مضينا مع الحكومة النيجيرية مذكرة تفاهم تمهد لاتفاقات عديدة ويتبع هذه الزيارة تبادل للزيارات للمسؤولين وهناك دولتان ستفتح سفارتين لهما في لبنان مثل السنغال وكوت ديفوار .والرئيس النيجيري سيزور لبنان قريبا. لديكم قلق كبير على لبنان جراء الاضطرابات الكثيرة حول الوطن من ان تنعكس على وضعه الداخلي، ولديكم خوف من ان يدفع لبنان ثمن ديموقراطية الآخرين وقد دفعنا كفاية ثمن حريتنا وديموقراطيتنا ولا نريد ان ندفعه ثمن حرية الآخرين ولكن يجب المحافظة على نظامنا وحريتنا وسلمنا الأهلي. لبنان دفع ستين سنة لأنه كان ديموقراطيا واتخذ ساحة للصراعات وانتم واهلكم من ضمن الفواتير التي دفعت. القلق موجود جراء تحول الاضطرابات الى تطرف وأعداء العرب يعملون على ذلك لخلق انظمة لا تعترف بالديموقراطيات.

يبقى لبنان واحة الاعتدال حيث يوجد فيها تفاعل وحوار بين الأديان والثقافات ولذلك أخذنا قرار إعلان بعبدا وهو حياد لبنان عن الأزمات المحيطة به وقد استطعنا بفضله ان نحيد لبنان عن الازمة في سوريا، وإن شاء الله كافة الحوادث الصغيرة لن نسمح لها بالتوسع والانتشار. وعلينا التمسك باعلان بعبدا قولا وفعلا بالاعلام والموقف. ولبنان لم يحضر لا اجتماعات للمعارضة ولا الموالاة وهذا ما سمح له باتخاذ مواقف النأي بالنفس، مع تمنياتي ان نحصل على حل سياسي ديموقراطي وخصوصا في سوريا من دون عنف، ونتمنى على السوريين عدم التعرض بالقصف للبنان وإذا كان هناك شك أحيانا بوجود مسلحين فهناك قرار من الدولة اللبنانية ان يقوم الجيش بتوقيف عمليات مرور المسلحين والسلاح. وقد سمعنا اليوم نفيا من السوريين، وأنا أتمنى ذلك، ولكن معلوماتنا تقول بحسب الاتصالات التي قمت بها مع قيادة الجيش انه حصل قصف من دون اي اصابات.

نحن مع الديموقراطية وتداول السلطة ولا نوجه كلامنا ضد أي نظام.

وهناك بعض الثغرات والإشكالات في الطائف ويمكن ان تتعالج على قاعدة توزع المسؤوليات وليس تنازع في الصلاحيات، وهو ساعدنا على تخطي الكثير من الصعوبات

وسمح لنا ان نعبر عن مواقفنا في المواضيع الخارجية وسمح لنا تخطي الأزمة المالية العالمية و حصول الازدهار.

ان لبنان بلد الانفتاح والاعتدال وهذا ما صوره الطائف ومن الطبيعي ان يكون هناك صراع بين التطرف والانعزال ولكن في النهاية سينتصر لبنان الاعتدال.

فيجب تحصينه ليستمر أكثر ولكي يفيد ويؤسس دولة عصرية متطورة وذلك عبر متابعة تطبيق بنوده كالمركزية الإدارية والإنماء المتوازن ، في بعبلك والهرمل وعكار ن وبناء السدود وإلغاء الطائفية السياسية، أي ان نضع قوانين لا ترتكز على الطائفية للاختيار بل على المواطنة أي المناصفة على قاعدة المواطنة، بالإضافة إلى مجلس للشيوخ يمثل العائلات الروحية. وهذه الخطوة يجب أن نصل اليها عاجلا ام آجلا.

وإقرار قانون انتخابي هو أمر مهم جدا، لا نريد قانونا مذهبيا للانتخابات غريبا عن الصيغة اللبنانية وأقول ان القانون الحالي ينص على اغتراب المغتربين وأريد ان أخصص لهم قانونا خاصا جديدا من دون تحديد طوائف ويجب إشراك المرأة في المجلس النيابي ومجلس الوزراء ولو بنسبة 25 % ، إضافة الى انتخاب الشباب في سن 18 سنة.

والأمر الآخر هو إقرار قانون استعادة الجنسية وهو اصبح جاهزا للتوقيع إضافة إلى فصل النيابة عن الوزارة. وكذلك تطوير بعض القوانين واهمها قانون الشراكة بين القطاع الخاص والعام وتحديث قانون الأحوال الشخصية أي إيجاد طريقة لتسجيل الزواج المدني من دون ان يتعارض مع المشاعر الدينية كذلك إقرار القانون العنف الأسري ومنع العنف ضد المرأة، اضافة الى اصلاح قانون الاحزاب والجمعيات.

وأيضا إيجاد آلية شفافة لاستثمار الغاز والنفط، وهي ثروة انعمها الله علينا لذلك يجب تأمين صندوق سيادي لها من لحظة طرح الالتزام إلى بدء عمليات التنقيب، عندها يتحسن الوضع الاقتصادي في لبنان وستأتي الاستثمارات الينا. والأمر المهم هو تعزيز الجيش اللبناني وقائد الجيش يقول الآن ان العسكر لا ينام، وهذا صحيح. يجب تعزيز الجيش وحمايته وتحصينه وكل من يتطاول على الجيش يجب ان يتحاسب من الشعب وليس ضروريا من القضاء بالانتخابات على الاقل. وهو يمثل رمز وحدة الوطن ومميز بتركيبته المكونة من كل الطوائف وحارب إسرائيل إلى جانب المقاومة وحارب عناصره في نهر البارد وقضوا على الارهاب..

وانتم هنا في لاغوس تبرعتم لأهالي شهداء الجيش وأنا حولتها إلى صندوق موثق لهؤلاء العائلات. والجيش اللبناني يحب شعبه وشعبه يحبه وحافظ على الحرية والديموقراطية ولم يطلق النار على المواطنين العزل رغم انه تعرض كثيرا للاهانات والانتقادات وهو أمر مهم يسجل للجيش اللبناني وللشباب اللبناني الذي تظاهر من دون ان يعتدي على الأملاك العامة.

فالجيش بحاجة للتجهيز وهو بحاجة للمساعدة. ويجب العودة إلى طاولة الحوار واقرار الاستراتيجية الدفاعية التي تحملت مسؤوليتها أنا، والجيش يدافع عن الارض وعندما لا يستطيع ذلك، يستعين بالمقاومة. إلى حين ان يتمكن من منع الأعتداء على الأراضي والأجواء اللبنانية. عندها يكون وحده فقط حامل البندقية ويدافع ويساهم في عمليات الإنماء.

لقد تأخرنا كثيرا في المشاريع وهدرنا الفرص، فتجاذباتنا السياسية تأخرنا كثيرا لذلك يجب فصل هذه التجاذبات عن الاقتصاد. وابقوا موحدين هنا وكونوا ممثلين حاملين الرسالة التي يتميز بها لبنان والتي تحدث عنها البابا الراحل يوحنا بولس الثاني.

حافظوا على تقاليدكم وعلى الارزة وزيت الزيتون اللبناني.

حافظوا على عروبتكم وعلى القضية العربية الأساسية وعلموا أولادكم اللغة العربية.

حافظوا على إخلاصكم ومحبتكم لهذا البلد واحترموا قوانينها.

واشكر الرئيس النيجيري على حفاوة الاستقبال وعلى إعطائكم إطارا للحياة الكريمة.

واذهبوا إلى لبنان وزوروا قصر بعبدا للتباحث وخذوا معكم نيجيريين بارعين في مجال الاقتصاد ولا تدعوا إسرائيل ان تكون افضل منا في هذا المجال.

وأبلغتنا اليوم لجنة الجالية اللبنانية أنها ستتابع العمل مع وزارة الخارجية لبدء العمل ببناء سفارة لبنانية في ابوجا.

 

فضل الله:الخروقات الاسرائيلية المتمادية تتطلب وقفة وطنية لبنانية وموقفا حازما من الدولة

وطنية - أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل "إن تمادي العدو الاسرائيلي في خروقه للسيادة اللبنانية بلغ حدا خطرا، بخاصة لجهة استباحة طيرانه الحربي الأجواء اللبنانية بصورة دائمة ومكثفة، ما يشكل اعتداء مكشوفا على لبنان، ويطرح على اللبنانيين كافة، بدولتهم وقواهم السياسية، تحديات جمة وفي مقدمها حقيقة النيات الاسرائيلية المبيتة، فهل ما يقوم به العدو يخفي أمرا ما"؟

وقال:"اننا في الوقت الذي نؤكد فيه ان المقاومة متيقظة وجاهزة لمواجهة أي عدوان على بلدنا، ندعو الجميع إلى التنبه للمخاطر الحقيقية المحدقة بلبنان جراء ممارسات العدو التي تتم أمام مرأى العالم، وفي ظل صمت مطبق.إن هذه الخروق المعادية تتطلب وقفة وطنية لبنانية، وموقفا حازما من الدولة، وعلى رأسها رئيس الجمهورية والحكومة، يتصدى لهذه الخروق ويعمل على وضع حد للغطرسة الإسرائيلية

 

الرئيس الجميل التقى رئيس مجلس الامة الكويتي وشخصيات: لتضافر الجهود العربية والدولية لانجاز التغيير نحو الحرية

وطنية - زار الرئيس أمين الجميل يرافقه النائب سامي الجميل مجلس الامة الكويتي، والتقيا رئيسه علي فهد الراشد واركان المجلس. وتم البحث في التطورات الاخيرة في لبنان وسوريا وتداعيات هذه الازمة، اضافة الى مسألة قانون الانتخاب وما يعتريه من مشكلات، سواء في لبنان أم في الكويت لجهة تأمين صحة التمثيل. بعد ان قدم النائب الجميل شرحا عن تفاصيل ما يجري في شأن قانون الانتخاب في لبنان والمشاريع المطروحة في هذا الشأن لجهة تأمين التمثيل. عرض الراشد بدوره للتجربة البرلمانية في الكويت، مشيرا الى "انعقاد دورة لمجلس البرلمانيين العرب في الكويت الاسبوع المقبل، حيث ستتم مناقشة هذه الامور".

بدوره، قال الرئيس الجميل: "ان ما يجري في سوريا يدمي القلوب، وأن على النظام السوري أن يدرك أنه آن الاوان لكي يرحل، وأن يفسح في المجال للمصالحة في سوريا على قاعدة الديموقراطية والحرية والسلام الحقيقي"، مشددا على ان "استمرار الازمة في سوريا وتفلتها يعزز المخاوف من انتشار التطرف وهذا لا يخدم احدا"، مشيرا الى "ضرورة تضافر كل المساعي والجهود العربية والدولية من اجل انجاز التغيير نحو الحرية والديموقراطية، وبناء دولة تحترم حقوق الانسان في سوريا"، لافتا الى ان "التغيير يجب ان يكون بجمع الشعب السوري واعادة بناء المؤسسات، سواء أكانت أمنية او دستورية، حفاظا على مستقبل سوريا كي لا يتكرر ما جرى في دول اخرى".

وأكد الرئيس الجميل على "استمرار التعاون بين الكويت ولبنان لما فيه خير البلدين"، مشيرا الى أن "ما يجري في لبنان حاليا من احداث مؤسفة، أنما هي احداث مستنكرة ومدانة".

وردا على سؤال حول الشأن السوري، قال الجميل: ان "ما يجري في سوريا انتفاضة قام بها الشعب السوري ضد عقود من الديكتاتورية والقمع"، مشيرا الى ان "ما يجري يدمي قلوب الجميع، وأنه لا بد من التغيير، وآن الاوان لكي يعي النظام السوري ان عليه ان يرحل ويفسح المجال امام مصالحة حقيقية، وعودة السلام والحرية الى سوريا". وكان الرئيس الجميل التقى مجموعة مختارة من رجال المال والاعمال ورؤساء تحرير وسائل الاعلام الكويتية. وخلال رده على اسئلة الصحافيين قال: "ان لبنان يمر بمراحل صعبة تطرح تساؤلات وجودية"، مشددا على "اهمية ان يتصالح اللبنانيون مع انفسهم اولا، ووضع حد للايدي التي تتلاعب ببعض اللبنانيين"، معيدا الى الذاكرة احداث 1958 و 1969 وغيرها. وشدد الجميل على ان "سلاح "حزب الله" يعطل دور مؤسسات الدولة، ويستفز مشاعر الطائفة السنية وهذا أمر غير مقبول". وعاد بالذاكرة الى اندلاع الاحداث في سوريا، محذرا من "اقحام لبنان في دوامة الازمة السورية من اجل الحفاظ على مستقبل لبنان، لكن احدا لم يستمع الى صوت العقل بعدم استيراد الحرب السورية الى شوارع بيروت وطرابلس وصيدا". وشدد الجميل على "أهمية مبدأ الحياد الايجابي الذي تجاوبت معه الدولة اللبنانية من خلال اعلان بعبدا الذي لم يلتزم به بعض الاطراف، ما دفع الامور نحو مزيد من التوتر". في الختام، قدم النائب الجميل عرضا لتطور الامور، معربا عن خشيته على المدى القصير، مشيرا الى "ان الامور ستعود الى مجاريها على المدى البعيد". ورأى ان ما يجري في مصر من حراك ضد الاخوان المسلمين "اشارة واضحة على النبض الديموقراطي الحي لدى قسم كبير من الشعوب العربية، ما قد يحول دون عودة الاستبداد مرة اخرى". وقال: "ان تجربة الحرب الاهلية في لبنان علمتنا ان السبيل الوحيد لحفظ لبنان، هو من خلال بناء الدولة ومؤسساتها، والالتزام بالقانون والدستور والخضوع لسلطة القوى الشرعية".

 

نقيب معلمي المدارس الخاصة نعمه محفوض أعلن مشاركة معلمي الخاص في اضراب الخميس: انذار للحكومة والا سنعود للتصعيد مع هيئة التنسيق

وطنية - عقد نقيب معلمي المدارس الخاصة نعمه محفوض بعد ظهر اليوم، مؤتمرا صحافيا في مقر النقابة، أعلن فيه قرار المجلس التنفيذي في النقابة المشاركة في اضراب الخميس المقبل، وقال: "مشاركتنا للتأكيد على امرين اساسيين:

اولا: ان هيئة التنسيق النقابية ما زالت موحدة ونقابة معلمي المدارس الخاصة مكون اساسي من مكونات هيئة التنسيق. منذ ثلاثة اسابيع غيرنا اسلوب تحركنا ولكننا لم نخرج من التحرك، وقد شاركنا في كل اعتصامات قبل الظهر وبعده، ويوم الخميس سنعود الى الاضراب لنقول ان هيئة التنسيق ما تزال موحدة. ثانيا: لنقول للحكومة، كفى مماطلة وتسويفا بعد عام ونصف عام، وعليها في جلسة الخميس احالة سلسلة الرتب والرواتب".

أضاف: "ان مشاركتنا الخميس هي انذار للحكومة من نقابة المعلمين والا سنعود الى الحركة الكبيرة مع هيئة التنسيق بعد الخميس بثلاثة او اربعة ايام، لان الكلام مع فخامة الرئيس كان انه ستحصل جلسات متتالية في حال عدم احالتها الخميس، وسنعود الى المشاركة الكثيفة والتصعيد مع هيئة التنسيق".

وطلب من الطلاب والاهالي "عدم التوجه الخميس الى المدارس لانهم لن يجدوا أساتذة بسبب مشاركتهم بكثافة في كل مناطق لبنان في الاعتصام والتظاهر على طريق القصر الجمهوري".

وتوجه الى الاهالي بالقول: "يجب الا يخيفكم احد على العام الدراسي لان نقابة المعلين وهيئة التنسيق النقابية من احرص الناس على نهاية سعيدة للعام الدراسي، وقد اتفقنا مع وزير التربية ان الامتحانات الرسمية ستتأجل بعدد ايام الاضراب".

أضاف: "أقول لاتحاد المؤسسات الخاصة، اي اصحاب المدارس، ان الذين يطالبون بفصل تشريع القطاع الخاص عن القطاع العام، ان اقصى ما يتمنة معلمو المدارس الخاصة ان يعاملوا كزملائهم في التعليم الرسمي. فهل المطلوب من فصل التشريع ان كل زيادة يتقاضاها المعلمون في التعليم الرسمي لا يحصل عليها المعلمون في القطاع الخاص؟ وهل المطلوب ان يعاقب الزملاء الاساتذة الذين يعملون في القطاع الخاص ولا يحصلوا على اية زيادة قد تطرأ على رواتب القطاع العام؟ اذا كان هذا هو المطلوب من فصل التشريع فذلك وحده كفيل بقيام ثورة في القطاع الخاص، انها قوانين عمرها 50 او 60 سنة ولا يمكن ان نقبل بفصل التشريع بين الخاص والعام".

وتابع: "اما في ما يخص المدرسة المجانية وحقوقها على الدولة، فنحن معها ومع ان تدفع الحكومة المترتبات عليها منذ 4 او 5 سنوات، ومع ربط المنحة لطالب المدرسة المجانية بأية زيادة تطرأ على الراتب سواء بالحد الادنى للاجور او سلسلة الرتب والرواتب او بأي درجة يأخذها الاساتذة. ونحن مع تعديل الكثير من القوانين للحفاظ على المدرسة المجانية التي يعتاش منها العديد من الزملاء الاساتذة، ومع الحفاظ عليها. اننا مع الاتحاد ومع اصحاب المدارس بما يخص بقاء المدرسة المجانية ولكننا على خلاف معهم بالشعار الذي يرفعونه فصل التشريع الخاص عن العام، انها مكتسبات نقابة المعلمين منذ 40 او 50 سنة ولا يمكن الموافقة على ذلك".

وقال: "هناك العديد من المدارس لم يدفع بعد فروقات ال 4 درجات، وهناك العديد من المدارس التي لا تطبق القوانين النافذة اكان اجازة الامومة، الرواتب الصيفية، بدل النقل وغيرها. المطلوب من الاتحاد التصويت على العديد من المدارس التي لا تطبق القوانين النافذة والتي لا تدفع ال 6 في المئة لصندوق التعويضات، وهناك العديد من الزملاء الذين تقاعدوا في ال 64 سنة ولم يجدوا تعويضاتهم في صندوق التعويضات لان بعض مدراء المدارس حسموا 6 في المئة لعشرات السنوات من رواتب الاساتذة بدل دفعها الى الصندوق".

أضاف: "أقول بالفم الملآن انهم سرقوا ال 6 في المئة، كل هذه الامور يجب على الاتحاد التصويت عليها مع الامور الاخرى. اما بما يخص رواتب المعلمين وسلسلة الرتب والرواتب وفصل التشريع فهذا خط أحمر بالنسبة لمعلمي المدارس الخاصة". وختم: "الخميس يوم نقابي بامتياز، انه يوم كبير، يوم ربيع آخر في لبنان، وندعو جميع الزملاء من كل المناطق الى المشاركة في الاضراب في الحادية عشرة، عند سوبر ماركت ابو خليل - الحازمية - مفرق قصر بعبدا، للاعتصام والتظاهر بهدف الضغط على الحكومة. واذا لم ينته الامر الخميس تكون الحكومة تجر البلد الى المجهول".

 

آل سيف طالبوا القوى السياسية والروحية وقف تدخلاتها في جريمة قتل ابنيهم

وطنية - أصدر آل سيف بيانا جاء فيه: "لما كانت الجريمة التي طالت ابنينا المغدورين غسان وولده هادي، تهدف إلى إثارة النعرات والخلافات بين أبناء المنطقة الواحدة، ولما كانت التدخلات السياسية في مجريات التحقيق تغذي وتثير هذه النعرات، تتقدم العائلة بالطلب من بعض القوى السياسية والروحية في منطقتي جبيل وكسروان، وقف تدخلاتها للتأثير على مسار التحقيق بالجريمة التي لحقت بنا، وذلك حرصا على إحقاق الحق وتحقيق العدالة".

وأهابت العائلة ب"القضاء النأي بنفسه عن تلك التدخلات"، وأعلنت أنها "لن تدخر جهدا في سبيل الوصول بهذه القضية الى خواتيمها المحقة، بأن ينال المجرم جزاء ما اقترفته يداه".

 

عون دان الاعتداء على المشايخ وثمن موقف قباني: ما يجري اليوم من تلاعب في تمثيل المسيحيين يضرب الكيان

وطنية - ترأس رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون الاجتماع الأسبوعي لتكتله في الرابية.

وعلى الأثر، تحدث عون فهنأ "الطوائف المسيحية عموما والكنيسة الكاثوليكية خصوصا، بانتخاب قداسة البابا فرنسيس على رأس الكنيسة"، متمنيا له "النجاح في المحافظة على القيم الإنسانية ونشر الإيمان المسيحي في العالم".

واستنكر "حادث الاعتداء الذي طال مشايخ من الطائفة السنية"، وقال: "ننتظر أن تأخذ العدالة مجراها بسرعة حتى يكون للعقاب قوة رادعة، فلا يعاود مثل هؤلاء جرائمهم ويهددون السلم الأهلي ويدفعون نحو الفتنة".

ودان أيضا "كل الاعتداءات المعنوية التي تطال الحرمات والمحرمات، وتشجع على ضرب الاستقرار في المجتمع في مرحلة مصيرية يمر بها الوطن"، وقال: "ندعم موقف سماحة مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، الذي دعا الى التهدئة، ونثمن قوله: "إن السفيه لا طائفة له ولا تتحمل طائفته ما يقوم به... واذا احترق البلد، لن يسلم منه لا مسلم ولا مسيحي".

وعن قانون الانتخاب، قال: "إن المفاصلة على حقوق المسيحيين مهينة، وتشكل طائفا ثانيا يعتبر مناقصة على هذه الحقوق التي نص عنها الطائف الأول. وإن القانون الأرثوذكسي، ميثاقي 100 في المئة، وقانون النسبية ضمن الدائرة الواحدة وطني 100 في المئة، وما سمعته اليوم من أحد النواب المتفلسفين بأن الأول طائفي، والثاني يذوب المسيحيين، هي آراء خنفشارية، فكل شيء طوائفي في لبنان، ولا يستقيم الحكم في لبنان إلا بالتوزيع العادل لحقوق الطوائف. هكذا هو مجلس الوزراء، وهكذا هي المناصب الإدارية الأولى في الدولة، وهكذا هو توزيع المناصب الرئاسية الثلاثة، والقانون الأرثوذكسي يحترم التوزيع 100 في المئة، وأي توزيع آخر يشكل عملية سطو على أحد الشركاء في الوطن. أما قانون الدائرة الواحدة فهو نقيضه من حيث الشكل، لأن كل الطوائف ممثلة في لائحة واحدة، والجميع ينتخب الجميع، وترتكز الأكثرية النيابية على أكثرية شعبية، وليس كما هي الحال الآن، في قانون الستين، أو في أي قانون آخر".

أضاف: "الكلام عن تذويب المسيحيين في أكثرية إسلامية هو ادعاء باطل لأن كل طائفة ستختار مرشحيها بنفسها، وإن كان انتخاب النواب سيكون من قبل الجميع. أما عملية التذويب فهي ما يحصل اليوم، إذ أن الأكثرية في قضاء ما هي التي تسمي مرشح الأقلية وهي التي تنتخبه، من دون أن يكون لأبناء طائفته رأي لا في التسمية ولا في الانتخاب. هكذا نال مرشحون أغلبية شعبية ساحقة في مناطقهم من أبناء طائفتهم، ولكنهم لم يصلوا الى مجلس النواب، بل وصل إليه من نال النسبة الأقل في طائفته، كما في عكار مثلا، حتى صار انتخاب النواب المسيحيين تعيينا أكثر منه انتخابا".

وتابع: "ما يجري اليوم من تلاعب في تمثيل المسيحيين، إذا ما استمر، يشكل ضربا للكيان، ويتحمل مسؤوليته وعبئه أولئك الذين أغرتهم اللعبة، وما زالوا يلهون بها. والبعض الذي يلوح بتعطيل جلسات مجلس الوزراء وسحب بعض الوزراء من الحكومة، نلفته إلى أن الديموقراطية ليست قصرا من ورق يمكن تقويضه بسهولة، فلسنا في نظام عشائري ولا بدائي".

وختم: "في ما يتعلق بالحوادث التي تقع على الحدود اللبنانية – السورية، فأذكر بما قلته في العشاء السنوي لهيئة قضاء الشوف في التيار بتاريخ 7/7/2012: في ما يتعلق بعكار وأمنها، أنبه أبناء عكار بكل محبة وصدق، وهذا ليس تحذيرا، بل أتحدث انطلاقا من عاطفتي ومحبتي لهم، لأن معظم العكاريين قاتلوا معي وكانوا في صفوف الجيش الذي قدته، وأقول لهم: أنتم وأهلكم وأرضكم معرضون للخطر إذا انسحب الجيش من منطقتكم ولم يعد هو المسؤول الوحيد عن حفظ الأمن على الحدود، فما يحصل هناك قد يتطور ويفلت عن السيطرة، والحادث الذي حصل اليوم هو نموذج، لأنه لا يمكن أن تحصل هناك اشتباكات على الحدود وتنقلات من طرف لآخر على أرض فيها حرب بدون أن نصاب بالشظايا. هذا الأمر يمكن أن يتطور. لذلك، أنا أنبهكم بكل محبة. قد نطلب نحن من الجيش أن يغادر غدا من هناك، لكن من سيحفظ أمنكم؟ إنتبهوا لما تقومون به. بسبب الإنفلات الذي حصل في الجنوب، ما زلنا حتى اليوم نعاني من نتائجه، فلا تفعلوا بالشمال، كما فعلوا بالجنوب، لأنكم وحدكم من سيتأذى. وطنكم يضمكم كلكم ويتسع لكم كلكم، فلا تفتشوا عن أهواء خارجية لإرضائها".

 

قاووق في افتتاح حوزة في جويا: المقاومة تأبى أن تستدرج الى أي صراع داخلي ولا ترى عدوا إلا إسرائيل

وطنية - اكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق في حفل افتتاح "الحوزة الفاطمية" في بلدة جويا قضاء صور أن "حزب الله وحركة أمل قدما أسمى وأرفع مستويات الإلتزام بالسلم الأهلي من خلال موقف وطني مسؤول تمثل برفع الغطاء عن المعتدين وقطع الطرق على الفتنة"، داعيا "الآخرين الى الاقتداء بهذا الموقف"، معتبرا أن "إسرائيل التي عجزت في عام 2000 وعام 2006 أو من خلال القرارات الدولية عن إضعاف المقاومة تراهن اليوم على الفتنة باعتبارها الفرصة الإستراتيجية لاستنزاف المقاومة". لافتا الى أن "المقاومة تأبى أن تستدرج الى أي صراع داخلي لأنها لا ترى عدوا إلا في إسرائيل وأن السلاح والصواريخ ستبقى موجهة نحو العدو الاسرائيلي وأن أيادي المجاهدين في كل المستويات على استعداد لمواجهة أي احتمال لعدوان اسرائيلي".

وأوضح قاووق أن "هناك في لبنان من يعمل في الليل والنهار لإشعال نار الفتنة وهو يقدم وظيفة خارجية مطلوبة من الادوات الأميركية بتمويل وإدارة خارجية".

وقال: "إن المعارضة السورية المسلحة تعمل على تهديد السلم الاهلي في لبنان من خلال سيل الأكاذيب والإشاعات التي تستهدف حزب الله حيث تدعي كذبا أن آلاف المقاتلين من الحزب يريدون مهاجمة قرى سورية، كما تدعي سقوط عشرات الشهداء لحزب الله داخل الاراضي السورية كما وأنها تعمل على التحريض المذهبي ولتحويل لبنان الى منصة لمهاجمة الأراضي السورية بغطاء من قوى 14 آذار"، لافتا الى أن "هناك مسلحون سوريون ينطلقون من الأراضي اللبنانية لشن عمليات ضد المواقع السورية وأن الذين يغطون ويدعمون المعارضة السورية يشاركون في تهديد السلم الاهلي". متسائلا عن "الطرف الآخر الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام بأنه يواجه الجيش السوري في قصف متبادل أو اشتباكات تجري على الحدود اللبنانية السورية".

وأكد قاووق أن "المقاومة المستهدفة إعلاميا وسياسيا وأمنيا منذ أكثر من 30 سنة تكمل طريقها من نصر الى نصر، وتعزز مكانتها وقدراتها وتأثيرها، لتجعل لبنان منيعا تجاه النوايا العدوانية التي تتحسب منها دول المنطقة في الوقت الذي تقوم به إسرائيل بتشكيل حكومة جديدة"، لافتا الى أن "اسرائيل أصبحت تخشى وتخاف من قدرة المقاومة، وليس لبنان هو الذي يخاف عدوانية اسرائيل".

وتابع: "إن باراك في آخر ولايته يقر ويعترف بعد سنتين على الأزمة في سوريا أن اسرائيل كانت تنتظر أن يضعف حزب الله جراء هذه الأزمة لكنه يعود ويقول إن حزب الله نجح في أن يعظم قدراته العسكرية في تلك السنتين" مؤكدا أن "جهوزية واستعداد وتعاظم قدرات المقاومة الصاروخية هو عنوان منعة وقوة لبنان أمام أي احتمال لعدوان اسرائيلي وهو الذي منع إسرائيل من أن تستغل الازمة السورية في لبنان".

وفي الختام ازاح قاووق وعدد من العلماء الستار عن لوحة تذكارية تحمل اسم الحوزة الفاطمية عند مدخل المبنى.