المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 11 آذار/2013

انجيل القديس متى 22/15-22/ دفع الجزية إلى القيصر

وذهب الفريسيون وتشاوروا كيف يمسكون يسوع بكلمة. فأرسلوا إليه بعض تلاميذهم وبعض الهيرودسيـين يقولون له: يا معلم، نعرف أنك صادق، تعلم بالحق طريق الله، ولا تبالي بأحد، لأنك لا تراعي مقام الناس. فقل لنا: ما رأيك؟ أيحل لنا أن ندفع الجزية إلى القيصر أم لا؟.فعرف يسوع مكرهم، فقال لهم: يا مراؤون! لماذا تحاولون أن تحرجوني؟ أروني نقد الجزية! فناولوه دينارا. فقال لهم: لمن هذه الصورة وهذا الاسم؟ قالوا: للقيصر!  فقال لهم: ادفعوا، إذا، إلى القيصر ما للقيصر، وإلى الله ما لله!  فتعجبوا مما سمعوه، وتركوه ومضوا.

 

عناوين النشرة

*الحركة التصحيحية القواتية/أبطال تعبوا وبدل البنادق حملوا الحقد والكره وغريزة الانتقام

*تصحيح قواتي ع طريق الإصلاح والتغيير

*جميل السيد يرعى لعبة "جورج كساب" و"الحنون" أداتها

*بعد مجازر الشيعة: إحراق حي مسيحي في "لاهور"

*مقتل مصري مسيحي تحت التعذيب في ليبيا

*هيئة التنسيق النقابية تعتصم أمام أوجيرو: لتظاهرة حاشدة الثلاثاء أمام وزارة التربية تحضيراً لـ"يوم الزحف"

*وفد اميركي التقى سليمان واكد استمرار دعم الجيش اللبناني

*خطط "٧ أيار" جديد: حزب "الزوبعة" ينظّف بيروت

*الثوّار استعادوا "بابا عمرو" و١٠٠٠ عنصر "إلهي" من جنوب لبنان إلى "القصير"

*برّي عرض مع نائب وزير الخارجية الأميركية لموضوع الحدود البحرية

*مشروع الهلال الشيعي الإيراني أصبح من الماضي

*"أنصار الإسلام" تُعلن إعدام الرهائن الـ 7 وبينهم العنداري وأبو عزيز، بريطانيا وإيطاليا واليونان أكدت مقتل رعاياها... ولبنان لا يعلم بعد!

*من هم المرشحون المحتملون لخلافة البابا بنديكتوس السادس عشر؟

*لبنان الحر: حزب الله طور شبكات تنصت ومحطات تصب معلوماتها بإيران… والاتصالات: لا يحق لاي جهة استعمال شبكات الدولة

*رستم غزالة

*جعجع لـ "النهار": ليتوقف "حزب الله" عن التدخل في سوريا 

*الجسر لـ ”الجمهورية”: صيغة نهائية 68 نائباً على أساس أكثري و60 على أساس نسبي 

*روجيه إدّه لـ ”اللواء”: الأرثوذكسي مشروع “حزب الله” 

*النهار": مسؤولان في الخارجية الأميركية في بيروت اليوم 

*طرابلس على فوهة بركان!

*بعد اعتراف نعيم قاسم بتسليح قرى القصيرالثورة السورية تردّ: على حزب الله أن يأخذ من يريد حمايتهم الى اراضيه في لبنان لا أن يسلحهم في سوريا

*السيد علي صبري حمادة متحدثاً في بعلبك أمس.

*حزب الله يدفع الشيعة نحو إسرائيل/حسن صبرا/الشراع

*حزب الله طور شبكات تنصت تشمل رادارات صغيرة ..يرسل قسم من المعلومات مباشرة الى ايران

هجوم مباغت للمعارضة على بابا عمرو لتخفيف الضغط عن أحياء حمص المحاصرة 

*17 ألفاً من الثوار السوريون يخوضون معركة السيطرة على المعابر مع لبنان

*خطر «حزب الله»... في قِمَم الجبال وعلى رؤوس اللبنانيين/ألان سركيس/جريدة الجمهورية

*لماذا يتعاطى «حزب الله» مع الإنتخابات كعملية إنتحارية/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*تأجيل الإنتخابات يفتتح مرحلة الفراغ الدستوري/اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

*من جريدة السياسة مقابلة المرجع الشيعي العلامة الشيخ هاني فحص

*السعودية تنفي نيتها سحب أي ودائع من المصارف اللبنانية وأكدت ثبات سياستها الداعمة للاستقرار 

*تدريبات مكثفة لـ «اغوز» و«غولاني» تحسّباً لمعركة وشيكة مع «حزب الله»

*جعجع يدعو "حزب الله" عبر "النهار" إلى التوقّف عن التدخّل في سوريا

*الامين العام السابق للمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى الشيخ خلدون عريمط: المفتي قباني انحاز الى المحور الايراني وأصبح عامل تفرقة وانشقاقات  

*الإمام الصدر سجنه القذافي ٣ سنوات وأعدمته جماعة "أبو نضال"؟

*جون برينان يتسلم منصب مدير «سي آي إي»

*راعي أبرشية صربا المارونية المطران بولس روحانا في أربعين بشعلاني: نريد لبنان الجامع الواحد الموحد الذي لن يموت ولن يركع ولن يقسم

*لبنان على محك السيناريو الأسوأ في يونيو و«14 آذار» تقترب من بري والكرة في ملعب «حزب الله»

*سليمان يستبق مشاركته في قمة الدوحة بـ «تأنيب» منصور/لبنان المربك «يقفز» فوق مسببات الاستياء الخليجي ويصوّب على «سياسات» وزير خارجيّته

*وهاب لميقاتي: روح فلّ عنّا عمرك ما ترجع

*الأمير مقرن بعد لقائه وفد الهيئات الإقتصادية برئاسة القصار: المملكة حريصة على وجود الجالية اللبنانية على أراضيها

*الاحدب: اذا أصر حزب الله وفريقه على قانون يكفل له السطو على السلطة فنحن مع اجراء الانتخابات في موعدها ووفق القانون الحالي

*حوري: حزب الله يريد الحفاظ على الحكومة في انتظار التطورات السورية

*المجلس الوطني لثورة الأرز الجبهة اللبنانية

*الحركة التصحيحية في القوات أطلقت كتيبا عن مواقفها وكلمات شددت على ضرورة التحرك لاستعادة موقع المسيحيين الوطني والدستوري

*مجلس السريان الكاثوليك: للاستعجال بإقرار مقعد للطائفة في الأشرفية

*فنيش: لا يمكن لأحد أن يحول دون إقرار السلسلة وإحالتها إلى المجلس

*فرعون حذر من الانزلاق الى مخاطر 7 أيار واقترح إجراء الانتخابات النيابية على مرحلتين

*الجوزو: هناك هجمة شرسة على المشروع الاسلامي في المنطقة والمستفيد اسرائيل

*عبدالله السنوسي الذي كان رئيسا للاستخبارات العسكرية ايام الزعيم الليبي معمّر القذافي للمحققين الليبيين: القذافي سلّم الصدر لأبي نضال والأخير قام بإعدامه

*طهران تنتقد إجراءات الجامعة «المجحفة» واستمرار تعليق عضوية سورية فيها

*لاءات" الخوري أبو كسم: اعتدال الكنيسة يحفظها والبابا بندكت مع زواج الكهنة/بيار عقل/الشفاف

*تصريحات "الخوري عبدو أبو كسم"، وتعليقاً من "الفايس بوك للبروفيسور أنطوان قربان، وردّ "إعلاميون ضد العنف" على تصريحات "الخوري".

*"إعلاميون ضد العنف" ترد على أبو كسم

*النأي على الطريقة اللبنانية/د. حسناء عبدالعزيز القنيعير/الراض السعودية

*بورصة الخطف في لبنان: مناقصات وتلزيم وتجارة رابحة

*علوش وأبي اللمع: تحالف المستقبل – القوات ما زال قائماً ومتفقون على ما هو أكبر من قانون الانتخاب  

*سقوط عائلة.. عودة وطن: ((11)) شبيح لبنان الأول والسيد 5%

*عندما ترتد سياسة النأي بالنفس على أصحابها/مهى عون/السياسة

*مغامرة جعجع الانتخابية العابرة خطيئة كبرى أنهت "ثورة الأرز وموافقته على "الأرثوذكسي" مزايدة مسيحية أصابت الحلفاء في الصميم 

*غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحّام: لا أوافق على مشروع الأرثوذكسي ويجب حصول الإستحقاق الانتخابي في موعده قبل أن يفوتنا القطار

 

تفاصيل النشرة

 

الحركة التصحيحية القواتية/أبطال تعبوا وبدل البنادق حملوا الحقد والكره وغريزة الانتقام

الياس بجاني/11 آذار/13/يا حيف ع الأبطال لمن بيغرقوا بالإنسان العتيق والغرائز وبيطلعوا من انسان العماد بالروح القدس والماء. التاريخ بيعلمنا انو في كتير ابطال بيتعبو بنص الطريق وبيرموا البارودي وهون بتتعدد الأسباب. منون بيندروا حياتون للرهبني ولخدمة الآخرين ومنون للتقاعد ومنون يلي نفسيتون مبنية على الحقد والغيرة وقلة الإيمان وخور الرجاء بيروحوا عند العدو وبيسلموه ذاتون وبيتنازلوا عن كل نضالون وشرفون وكرامتون. للأسف ومية للأسف هودي يلي شي قداما وشي اصلاحيين كتائب وقوات وشي جبهة حرية وشي نمور وإلى آخر الأسماء يلي ما بيعرفوا معانيها، هودي كلون زتوا البارودي وراحوا ع محور الشر -السوري الإيراني ونسيوا القضية والشهدا والوطن. حرام وحيف ع الرجال. لو كانوا عملوا حزب سيادي وحر كان من حقون ولكن يروحوا عند عون والقومي حزب الله والمظلوم والظالم فهون الخطيي المميتة. حرام وحيف ع الرجال.

مين فيقوا من النوم لفؤاد مالك. كان بعلمي مريض وحالتو حالي. برأينا شغل عباس عم يبين كتير منيح والموازني الحرزاني يلي رصدت له عم تفرخ تصحيحيين!! يلا خليه المطران مظلوم ومعلموا تبع المحبة والشراكي يفرحوا هيدا المالك صار مملوك والعتيق عتق أكثر. فعلا مسخرة

 

تصحيح قواتي ع طريق الإصلاح والتغيير
جميل السيد يرعى لعبة جورج كساب والحنون، حنا العتيق أداتها/من الشفاف/اضغط هنا
الياس بجاني/برافو حنا وبرافو جميل. جميل بيخطط وابراهيم بيزبط وحنا بيقوا لبيك وكلو في خدمة الشقيقة وكل الشقيقات وكمان تا يخلوا جماعة الملالي راضين. هيدا هو التصحيح الصحيح تماما متل تغيير واصلاح ملك نتاق وهرار التلاثاء وكل ثلثاء. طبعاُ المالك من زمان مملوك والكساب متل الوهاب بيحب الكسب ع الهين. يلا زمن محل وكلو معبا قطعان عنزات بدون يجربو يفزوا ع الفحولي. بالنهاية ع راسون شك راح يوقعوا.

 

جميل السيد يرعى لعبة "جورج كساب" و"الحنون" أداتها

خاص - "الشفاف" /أشارت معلومات خاصة بـ"الشفاف" ان النائب السابق "جورج كساب" والمعروف بارتباطه بجهاز المخابرات السورية منذ زمن الوصاية يعمل بقوة على استغلال سذاجة القواتي السابق حنا عتيق المعروف بـ"الحنون".وأضافت ان المدعو عتيق، يحاول جمع بعض الشبان من حوله وتدريبهم على استخدام السلاح ليكونوا جاهزين في النقاط التي فشل العونيون في تغطيتها في 23 كانون الثاني 2007، عندما حاول العونيون قطع الطرقات في البترون ونهر الكلب ونهر الموت وحالات وسواها. المعلومات أشارت الى ان "الحنون" يعمل تحت غطاء بعض الاجهزة التي تؤمّن له تراخيص السلاح وتشكّل واحدة من حلقات الوصل بينه وبين حزب الله. حيث يتم استخدام هذا الرجل تحت رعاية جورج كساب وبتنسيق كامل بين اللواء جميل السيد وفؤاد مالك الذي حاول في زمن الوصاية استعادة ترخيص حزب "القوات" لتسييلها سياسياً تحت رعاية اجهزة الوصاية اللبنانية السورية.

حتى الساعة لم تتجاوز موازنة "الحنون" ال150,000$ دولار اميركي في الشهر، في انتظار ان يحقق انجازاً امنياً ما ويثبت وجوده كأحد "سرايا المقاومة" الناشطة والنشيطة في المناطق ذات الاكثرية المسيحية.

الحنون على اتمّ الاستعداد. جميل السيد يدير اللعبة عبر احد ادواته البارزة "جورج كسّاب"، الساعي الى كسبٍ لم تظهر ملامحه حتى الساعة على الاقل، بيار الضاهر يفتح شاشة القوات اللبنانية لـ"الحنون" عبر كسّاب، واسماء اخرى سوف نكشفها تباعاً، تشارك في لعبة من زمن الاستخبارات السورية ومخالبها المتمددة حتى اليوم في لبنان.

 

بعد مجازر الشيعة: إحراق حي مسيحي في "لاهور"

"أ ف ب"/اغلقت عدة مدارس مسيحية ابوابها الاثنين في باكستان للاحتجاج على احراق اكثر من مئة منزل لمسيحيين من قبل حشود مسلمة غاضبة في نهاية الاسبوع في لاهور، كبرى مدن شرق البلاد.

وكان اكثر من ثلاثة الاف من المسلمين الغاضبين هاجموا السبت حي "جوزف كولوني" المسيحي في لاهور ودمروا بعض منازله على اثر اتهام مسيحي بقول عبارات مسيئة للنبي محمد قبل ثلاثة ايام، وهي جريمة يعاقب عليها القانون في باكستان بالاعدام. ولم توقع اعمال العنف هذه ضحايا لان العائلات المسيحية فرت من الحي قبل ان يتم احراق منازلها. وقال الاسقف سيباستيان شو مدير لجنة المدارس الكاثوليكية ان "المدارس الكاثوليكية في لاهور ستبقى مغلقة الاثنين بسبب احداث جوزف كولوني". واغلقت المؤسسات التعليمية ايضا في كراتشي، كبرى مدن البلاد، وجنوب البنجاب المنطقة الاكثر اكتظاظا بالسكان في باكستان بحسب مسؤولين.

وفي مولتان، كبرى مدن البنجاب، نشرت الشرطة المحلية عناصر امام الكنائس ومنازل الكهنة ولجنة السلام المحلية وكذلك امام عدد من المدارس والمؤسسات العامة كما قال مولتان عامر ذو الفقار المسؤول الكبير في الشرطة المحلية لوكالة فرانس برس. واثر اعمال العنف هذه، تظاهر مسيحيون الاحد في كبرى مدن باكستان للمطالبة بحماية اكبر لكن في لاهور استخدمت الشرطة العصي والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وحصلت صدامات طفيفة في اسلام اباد وكراتشي ومولتان وكويتا. ويشكل حادث لاهور دلالة اضافية على التوترات الطائفية في باكستان التي يدين اكثر من 97 بالمئة من سكانها بالاسلام والتي شهدت موجة اعتداءات ضد الاقلية الشيعية اوقعت اكثر من 250 قتيلا هذه السنة، في تطور مثير للقلق مع اقتراب موعد الانتخابات العامة المتوقعة في ايار/مايو.

 

مقتل مصري مسيحي تحت التعذيب في ليبيا

نهارنت/قال المحامي المصري نجيب جبرائيل الاثنين ان مصريا قبطيا، من ضمن خمسة تم احتجازهم في ليبيا بتهمة التبشير، توفي من جراء التعذيب. واكد جبرائيل الذي يترأس الاتحاد المصري لحقوق الانسان (منظمة غير حكومية تدافع عن حقوق الاقباط) لفرانس برس ان "عزت حكيم عطا الله توفي الاحد بعد ان تعرض مع باقي المحتجزين لتعذيب شديد على ايدي الامن الوقائي الليبي ولم يتم عرضهم على النيابة الليبية حتى الان".

واضاف جبرائيل انه "يحمل مسؤولية وفاة عزت حكيم عطا لله لوزارة الخارجية المصرية والرئيس المصري محمد مرسى ورئيس وزرائه هشام قنديل الذي رفض فتح ملف المحتجزين فى ليبيا خلال لقائه مع رئيس الوزراء الليبي على زيدان الاسبوع الماضى رغم تسليمه رساله بذلك من الاتحاد المصري لحقوق الانسان". وقال جبرائيل ان "قرابة مئة مسيحي مصري" كانوا احتجزوا نهاية شباط في بنغازي وتم الافراج عنهم تباعا باستثناء خمسة ظلوا معتقلين. وكان مسؤول امني في بنغازي اكد في نهاية شباط الماضي ان ثوارا سابقين اعتقلوا نحو خمسين قبطيا في بنغازي متهمين اياهم بدخول الاراضي الليبية "في شكل غير شرعي" وبتشجيع السكان المحليين على اعتناق المسيحية. كما اعلنت وزارة الخارجية الليبية قالت في الثالث من آذار الجاري ان مسلحين هاجموا كنيسة مصرية قبطية في بنغازي واعتدوا على كاهنها ومساعده. ودانت الوزارة في بيان "بشدة هذا الاعتداء" الذي تجلى في "تعرض الكنيسة المصرية في بنغازي لاقتحام بواسطة عدد من العناصر المسلحة غير المسؤولة، حيث تعرض القس بولا اسحاق راعي الكنيسة ومساعده للاعتداء".واكدت ان "الحكومة قامت بتشكيل لجنة ضمت وزارة الداخلية والأركان وجهاز المخابرات برئاسة وزارة العدل للتحقيق في هذه الواقعة، واتخذت الإجراءات اللازمة لتأمين الكنيسة والقاطنين بداخلها". واعربت الخارجية الليبية عن "اسفها الشديد وقلقها البالغ تجاه ما حدث"، مؤكدة انه "مخالف لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وللأعراف والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان والحريات الأساسية". ومنذ الاطاحة بنظام معمر القذافي العام 2011، تبدي الاقلية المسيحية في ليبيا مخاوفها من تصاعد التشدد الاسلامي، وخصوصا بعد تعرض افراد منها لهجمات واعمال ترهيب. مصدروكالة الصحافة الفرنسية

 

هيئة التنسيق النقابية تعتصم أمام أوجيرو: لتظاهرة حاشدة الثلاثاء أمام وزارة التربية تحضيراً لـ"يوم الزحف"

نهارنت/دخلت هيئة التنسيق النقابية أسبوعها الرابع من الإعتصامات وذلك لعدم إحالة سلسلة الرتب والرواتب الى مجلس النواب.

وفي هذا السياق، أشار رئيس هيئة التنسيق النقابية حنا غريب الإثنين الى أن "كل الأساتذة والأهالي والطلاب والمدارس مدعووين من كل لبنان للإعتصام الثلاثاء عند العاشرة أمام وزارة التربية". ولفت غريب في اعتصام نظم أمام أوجيرو الى أن "الطلاب والأهالي سيشاركوننا بـ"اليوم العظيم""، مردفاً أنه " ابتداء من الثلاثاء سننظم اعتصامات في كل مدارس لبنان". وشدد على أننا "نحضر ليوم 21 آذار حيث سيكون يوم الزحف العظيم بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس النواب ونطالب الحكومة بإحالة السلسلة قبل 21 الجاري". ورأى أن" تمويل السلسلة يجب أن يكون على حساب الأغنياء لا الفقراء". وكانت قناة الـ"LBCI" قد لفتت الى أن "اعتصام هيئة التنسيق النقابية أمام هيئة أوجيرو يؤدي الى قطع الطريق قرب المدينة الرياضية"، لتفيد بعدها إذاعة صوت لبنان (100.5) أنه تمت " اعادة فتح طريق المدينة الرياضية بعد اقتراب متظاهرو التنسيق النقابية من مبنى "أوجيرو". وكشفت صحيفة "النهار" في عددها الصادر الإثنين ان "موضوع الواردات لتغطية نفقات السلسلة قد يثار في جلسة مجلس الوزراء التي تسبق 21 آذار ليصار الى اقرارها واحالتها في تلك الجلسة التي ستشهد نقاشا حاميا في موضوع الهيئة المشرفة على الانتخابات". كذلك، أكدت مصادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لـ"الجمهورية"، الإثنين، أنّ "ما تردّد عن مواعيد لاستقالة الحكومة ومنها 21 الجاري، ربطاً بمصير سلسلة الرتب والرواتب، لا أساس له من الصحّة، إذ مهما تراكمت الخلافات حول بعض الملفّات فإنّ ذلك لن يقود الى الاستقالة. فالحكومة موجودة ومستعدّة للمشاركة في البحث عن الحلول لكلّ القضايا المطروحة لأنّ من مهامّها العمل على حلحلتها مع المعنيين في كلّ القطاعات". وأضافت أنّ "رئيس الحكومة سيخصّص وقتاً واسعاً هذا الأسبوع للبحث في موارد السلسلة، وسيرأس اليوم اجتماعاً للّجنة الوزراية المكلّفة متابعة شؤون النازحين السوريّين بعدما تزايدت الأعداد والحاجات بشكل لم يكن متوقّعاً". وتنفذ هيئة التنسيق النقابية اعتصامات متتالية، منذ ثلاثة أسابيع، امام الوزارات والادارات الحكومية، مطالبة بإحالة السلسلة الى مجلس النواب لاقرارها. في حين ان الحكومة تماطل في احالة السلسلة، مشددة على ان الاحالة يجب ان تترافق مع ايجاد مصادر لتمويلها. وكان ميقاتي، أعلن مساء الاثنين 4 الجاري في حديث تلفزيوني، انه "إذا لم أقتنع بالسلسلة لن أحيلها إلى مجلس النواب" كاشفا أن رئيس مجلس النواب نبيه بري "قال لي لا ترمي السلسلة لدي في المجلس بل ادرسها جيدا ونحن نناقش تمويل السلسلة والآثار وأعتقد أننا ننتهي بعد 21 آذار" أي موعد جلسة حكومية مخصصة للملف"

 

وفد اميركي التقى سليمان واكد استمرار دعم الجيش اللبناني

نهارنت/استقبل رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ظهر الاثنين، وفداً اميركياً، الذي اكد له التزام بلاده دعم لبنان خصوصاً بالنسبة الى المساعدات العسكرية للجيش اللبناني. وقد ضم الوفد الذي زار بعبدا نائب مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى لورنس سيلفرمان في حضور السفيرة الاميركية لدى لبنان مورا كونيللي حيث تم عرض للعلاقات الثنائية والتعاون القائم بين البلدين. وقد جدد سيلفرمان دعم بلاده للبنان خصوصاً بالنسبة الى المساعدات العسكرية للجيش اللبناني،كما تم عرض لموضوع الغاز والنفط والتسهيلات التي يمكن ان تقدمها الولايات المتحدة في هذا المجال. كما زار الوفد الاميركي، رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث تم عرض لموضوع الحدود البحرية اللبنانية واستثمار لبنان لثروته من النفط والغاز في البحر بما في ذلك المنطقة الاقتصادية الخاصة. وكان سيلفرمان قد وصل ليلاً الى لبنان يرافقه نائب وزير الشؤون الديبلوماسية للطاقة أموس هوشستين، حيث من المتوقع ان يجولان على عدد من الرسميين فضلاً عن رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي. وقد أفادت صحيفة "الجمهورية"، الاثنين، ان زيارة الوفد ستمتد الى الاربعاء، حيث انه سيلتقي عددا من القيادات السياسية والحزبية في إطارجولة استطلاعية تتناول مختلف الملفّات.

 

خطط "٧ أيار" جديد: حزب "الزوبعة" ينظّف بيروت

خاص بـ"الشفاف" / ذات يوم وقف الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في احد مهرجانات الحزب مخاطباً قوى الرابع عشر من آذار بالقول أن حزبه قادر على ملء الساحات لا بل كافة المناطق اللبنانية دفعة واحدة في أي وقت يُطلب منه ذلك، وهي كانت المرّة الاولى التي يستخدم فيها نصرالله عبارة "ما حدا يجرّبنا". وخلال تلك الفترة جرى نقاش طويل داخل قيادة الحزب تمحور حول ما إذا كان "حزب الله" قادراً فعلاً على الإنتشار في كافة مناطق لبنان، مع ما تحمله هذه الكلمة من بُعد عسكري وسياسي، قبل أن تعود القيادة وتكتشف استحالة تحقيق هذا الامر بعد الخيبة التي ظهرت إلى العلن عقب السابع من أيار العام 2008 يوم سقط الحزب في الوحول الداخلية وبقيت أكثرية المناطق خارجة عن سيطرة محازبيه. اليوم يبدو أن "حزب الله" بصدد مراجعة أوراقه وخططه العسكرية, وعوضاً عن أخذ العبر من الدروس الاولى، ها هو يسعى جاهداً هذه الأيام لإعداد دراسات معمقّة تُمكّنه من السيطرة على معظم المناطق في حال طُلب منه الدخول في معركة هدفها السيطرة الكاملة على البلاد! وطبعاً لن يحصل هذا الامر إلا من خلال الإنقلاب على الدولة. وبما أنه ليس للحزب القدرة على تحقيق هدفه، تراه يوزّع الأدوار على حلفائه المقرّبين وعلى رأسهم مجموعات منتقاة من حركة "أمل" وجماعة وئام وهاب و"الحزب السوري القومي الإجتماعي". وفي إطار التحضيرات التي يقوم بها "حزب الله"، فقد علم "الـشفّاف" أن استعدادت ضخمة يجريها الحزب وحلفاؤه بهدف إطباق سيطرتهم على المناطق التي سوف يتم تحديدها قبيل انفلات الامور بشكل تصاعدي. ومن ضمن هذه الإستعدادت، فقد أوكل الحزب مهمة السيطرة على بعض مناطق الجبل الجنبلاطي وما كان يُعرف ببيروت الغربية للقوميين السوريين مدعومين ببعض عناصر "سرايا المقاومة" المؤلفة من عناصر ينتمون للطائفة الشيعية فقط. ولحظت المعلومات أن عمليات تسليح واسعة بدأ "حزب الله" يجريها في صفوف حلفائه وتحديداً مركزي "الحمرا" و"كراكاس" التابعين للحزب القومي. فهذان المركزان أنيطت بهما مهمة تنظيف المناطق التي تخضع لسيطرتهما من أي وجود لعناصر لا تنتمي لقوى الثامن من آذار مهما كلف الامر، إضافة إلى فتح ممرات عبور للحلفاء عند الخطوط البحرية، ولهذا الغرض فقد جرى تسليحهما بعدد كبير من القنّاصات الإيرانية المتطورة الصنع، ومدافع من عيار "B 10". وأشارت المعلومات إلى أن اعداداً هائلة من العناصر القومية وتلك التابعة لوهاب، يجري تدريبها نظرّياً بشكل منتظم داخل إحدى المراكز الثقافية التابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية قبل ان تنتقل لاحقاً إلى مرحلة التطبيق الميداني في إحد معسكرات الحزب في بلدة "النبي شيت" في البقاع، ومن المعروف ان تدريب هؤلاء يتم تحت حجة أنهم ينتمون لـ"المقاومة الإسلامية". "القومي" إنتحاري وجماعة برّي لصوص و"شبّيحة"!  للوهلة الاولى، قد يبدو مستغرباً إعتماد "حزب الله" على القوميين السوريين في أمور مصيرية، لكن الراسخين في معتقدات الحزب وخباياه، يؤكدون ان الثقة هذه لم تاتِ من فراغ, إذ أن الحزب وعلى مدى خبرته الطويلة مع الاحزاب العقائدية، تبيّن له أن من بين كل تلك الاحزاب فقط الحزب السوري القومي مستعد للدخول في أي صفقة يمكن أن تدخل في إطار تدمير لبنان تمهيداً لبناء "سوريا الكبرى". وهذا الكلام يؤكده كلام شبيه قاله أحد قياديي "حزب الله" في مجلس خاص بعد السابع من آيار لعدد من عناصره: في المرّة المقبلة، عليكم أن تتكلوا على أنفسكم فقط. فقد رأيتم بأم أعينكم كيف أن جماعة طلال إرسلان انقلبت ضدنا وكيف انصرفت عناصر حركة "أمل" للسرقة والتشبيح، فبقينا وحدنا مع الحزب القومي الذي وضع كل إمكاناته في سبيل إنجاح المعركة

 

الثوّار استعادوا "بابا عمرو" و١٠٠٠ عنصر "إلهي" من جنوب لبنان إلى "القصير"

مروان طاهر/ الشفاف/أشارت معلومات الى ان الجيش السوري الحر نجح في استعادة السيطرة على حي "بابا عمرو" في حمص إضافة الى منطقة "الانشاءات" في المدينة. تزامنا، أشارت المعلومات ان منطقة "القصير" تشهد وضعا انسانيا مزريا، فضلا عن المجازر التي ترتكب يوميا في المنطقة، والتي يعزو الثوار السوريين اسبابها الى ارتكابات مسلحي حزب الله الذين تم زجهم على هذه الجبهة من اجل مساندة الجيش النظامي السوري لفتح الطريق بين "البقاع" الشيعي ومناطق انتشار وتوزع "العلويين" على الساحل السوري، عبر منطقة حمص. مراقبون اعتبروا ان استعادة حي "بابا عمرو" من قبل الجيش السوري الحر يمثل انتكاسة للنظام السوري من جهة ولحزب الله من جهة ثانية، مشيرين الى ان حزب الاستنزاف التي يخوضها الاسد وجيشه النظامي، منذ اكثر من سنتين افقدته الكثير من قدراته الميدانية. واشار المراقبون الى ان الجيش النظامي السوري فَقَدَ زمام المبادرة، وأصبح عاجزا عن الصمود في مواقعه، من جهة، وأعجز من ان يكون قادرا على استعادة مناطق واراض سيطر عليها الثور من جهة ثانية. وقالت المصادر إن الجيش النظامي السوري ما زال يحتفظ فقط بقدرته التدميرية، وهي التي يستخدمها في تدمير المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار.  وفي سياق متصل اعربت مصادر لبنانية مطلعة عن اعتقادها بأن حزب الله دفع بما يقارب من ١٠٠٠ مسلح من عناصر النخبة لديه الى الداخل السوري ،وهؤلاء يمثلون القوة الضاربة الرئيسية للحزب في مواجهة "لواء الغولاني" الاسرائيلي. وأضافت ان الحزب افرغ جبهة الجنوب اللبناني في مواجهة اسرائيل من المقاتلين المحترفين ودفع بهم الى الجبهات السورية، حيث يقود هؤلاء حروب الشوارع والمدن، ويؤازرهم الجيش النظامي السوري.

 

برّي عرض مع نائب وزير الخارجية الأميركية لموضوع الحدود البحرية

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة، نائب مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط لورنس سيلفرمان ونائب مساعد وزير الطاقة آموس هوشيستاني والسفيرة الاميركية مورا كونيللي، في حضور المستشار الاعلامي علي حمدان، حيث جرى عرضٌ للوضع في لبنان والمنطقة، ولموضوع الحدود البحرية اللبنانية واستثمار لبنان لثروته من النفط والغاز في البحر بما في ذلك المنطقة الاقتصادية الخاصة.

وانضم الى الاجتماع وفد من قيادة الجيش برئاسة اللواء عبد الرحمن شحيتلي، حيث كان شرح تفصيلي للآليات والتقنيات التي اتبعها ويتبعها الجيش اللبناني في ترسيم حدود لبنان البحرية والمنطقة الاقتصادية الخاصة وفقا للمعايير والمعاهدات الدولية. وكان برّي استقبل وزير الداخلية والبلديات مروان شربل وعرض معه للأوضاع العامة وقانون الإنتخابات.

ثم استقبل بري رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي وعرض معه الأوضاع المحلية والإقليمية.

 

مشروع الهلال الشيعي الإيراني أصبح من الماضي

الياس بجاني/11 آذار/13/نهاية الأسد ونظامه باتت قريبة جداً وبالتأكيد مع نهايته تأتي نهاية مشروع الهلال الشيعي وكل أحلام الملالي في منطقة الشرق الأوسط. أما حزب الله وهو جيش إيراني يحتل لبنان لن يبقى على حاله العسكرية والثورة عليه لن تأتي من سوريا أو من أي طرف خارجي ولا حتى من إسرائيل، بل ستهب عليه كالبرق والرعد والصواعق من داخل بيئته الشيعية نفسها التي عانت من ظلمه  واستبداده وهيمنته ولا تزال وقد قدمت خيرة شبابها في حروب عبثية أخرها المستنقع السوري. حزب الله ضد الطبيعة اللبنانية وضد كل ما هو حريات وقبول للأخر وحقوق إنسان ومن هنا نهايته أمر تفرضه الطبيعة اللبنانية التعايشية والانفتاحية. إنها مسألة وقت لا أكثر ولا أقل. أما حلف الأقليات الوهمي الذي يتلحف به الراعي ومظلوم وعون والفرزلي وفرنجية وحزب الله وكل الحالمين ببقاء النظام الأسدي والمستمدين اكسير وجودهم السياسي والأمني من بطش مخابراته واغتيالاته فهؤلاء سوف يعزلهم يرذلهم الشعب اللبناني ويلغيهم من معادلته السياسية بشكل أو بآخر.

 

"أنصار الإسلام" تُعلن إعدام الرهائن الـ 7 وبينهم العنداري وأبو عزيز، بريطانيا وإيطاليا واليونان أكدت مقتل رعاياها... ولبنان لا يعلم بعد!

النهار/رجحت السلطات البريطانية والايطالية واليونانية امس صحة نبأ اعدام "جماعة الانصار الاسلامية" النيجيرية لسبعة اجانب يعملون في شركة "ستراكو" اللبنانية للبناء في شمال نيجيريا، وهم يوناني وايطالي وبريطاني وسوريان واللبنانيان كارلوس ابو عزيز من بلدة درب السيم قرب صيدا وعماد العنداري من دار بعشتار في الكورة، الذين كانت خطفتهم في 16 شباط الماضي في نيجيريا وهو خبر كانت اعلنته "الجماعة" السبت الماضي.

وكان موقع "سايت" المتخصص في رصد المنتديات الالكترونية الاسلامية ذكر ان جماعة الانصار اكدت السبت انها "اضطرت الى تصفية الرهائن اثر محاولات الحكومتين البريطانية والنيجيرية تحريرهم وبسبب ما قامتا به من عمليات اعتقال وقتل وتجاوزات". وكان وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور قال لـ"النهار" انه طلب الى القائم بالاعمال اللبناني في ابوجا وسيم ابرهيم، الاستفسار عن المعلومات التي اشارت الى مقتل المخطوفين الذين خطفتهم الجماعة في شمال البلاد سابقا وبينهم اثنان من اللبنانيين، من خلال تكثيف اتصالاته بالجهات النيجيرية المختصة والاستقصاء، ونقل عن ابرهيم تأكيده أن شيئا من هذا القبيل لم يتأكد بعد، وعليه لا تزال السلطات اللبنانية تلتزم الصمت، ولم يصدر عنها اي تأكيد رسمي لنبأ قتل المخطوفين السبعة وبينهم عنداري وابو عزيز. وقال موظف في الشركة في نيجيريا انه ينتظر تأكيد السلطات النيجيرية لنبأ مقتل الرهائن. اما وزارة الخارجية الايطالية فقالت في بيان ان "التحريات التي اجريت بالتنسيق مع بلدان اخرى معنية تدفعنا الى الاعتقاد بصحة خبر قتل الرهائن الذين خطفوا الشهر الماضي في نيجيريا". واضافت:  "انه عمل ارهابي فظيع".

وأضاف البيان ان "الحكومة الايطالية تدين بأشد العبارات" تلك الجرائم وتندد "بالعنف الهمجي العشوائي" وتنفي في الوقت نفسه حصول عملية عسكرية في محاولة الافراج عن الرهائن من طرف الحكومات المعنية". بينما دان الرئيس الايطالي جورجو نابوليتانو ما وصفه بانه "جريمة قتل همجية". كذلك اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان "بحزن كبير اؤكد ان عامل بناء بريطانيا كان محتجزا في نيجيريا منذ 16 شباط الماضي قتل على الارجح على ايدي خاطفيه مع الرعايا الاجانب الستة الآخرين الذين يعتقد انهم قتلوا ايضا بطريقة مأساوية". وندد هيغ بقتل الرهائن واعتبره "قتلا بدم بارد" وقال ان بريطانيا ستعمل مع الحكومة النيجيرية على محاسبة المسؤولين عن ذلك. واضاف "هذا قتل بدم بارد، ادينه بأشد التعابير". وقدم تعازيه الى عائلات الضحايا قائلا "ان الارهابيين يتحملون مسؤولية هذه النتيجة المأساوية" وشكر الحكومة النيجيرية على "مساعدتها وتعاونها".

وقالت الخارجية اليونانية في بيان ان "المواطن اليوناني المخطوف في نيجيريا مع ستة اجانب آخرين قتل". وكان اللبنانيان والسوريان والبريطاني واليوناني والايطالي خطفوا في قرية جماري في ولاية بوشي بشمال نيجيريا، بحسب ما افاد مسؤول في الشركة. وفي تبنيها لعملية الخطف، تحدثت "جماعة الانصار" عن "فظاعات ترتكب بحق الدين الحنيف من الدول الاوروبية في العديد من المناطق وبينها افغانستان ومالي".

وتعتبر "جماعة الانصار" فصيلا من جماعة "بوكو حرام" النيجيرية المسؤولة عن مقتل المئات في هجمات يشنها عناصرها في شمال نيجيريا ووسطها منذ عام 2009.

في لبنان

وفي لبنان اثار بيان "الجماعة" عن قتل المخطوفين السبعة اجواء قلق وترقب لدى عائلتي اللبنانيين العنداري وابو عزيز، والانسباء والاصدقاء. وخلال زيارة قامت بها "النهار" امس لمنزل ابو عزيز في درب السيم كانت واضحة على الجميع اجواء القلق والصمت والترقب، واعتذر أحد اقارب العائلة جورج عشي وهو خال ابو عزيز عن الادلاء بأي حديث، وقال ان عائلة كارلوس لن تتمكن من التحدث ايضاً، وزوجته "مرهقة جدا وسيحضر طبيب بعد قليل للاطلاع على وضعها، واولاده الثلاثة لم يبلغوا بأي شيء، مؤكدا "عدم تبلغ العائلة" أي معلومات رسمية او خاصة من الشركة التي يعمل لديها. وما سمعناه عن البيان كان من خلال الاعلام فقط "لكن لم نبلغ بنفي الامر ولا بتأكيده". وفي حين أشار بيان "جماعة الأنصار" الى إنها "اضطرت الى تصفيتهم إثر محاولات الحكومتين البريطانية والنيجيرية تحريرهم، وبسبب ما قامتا به من عمليات اعتقال وقتل، وردًا على تحليق طائرات بريطانية حربية في سماء شمال البلاد"، تحدثت معلومات أخرى عن أن الرهائن قتلوا إثر عملية مشتركة نفذتها قوات خاصة نيجيرية وبريطانية لتحريرهم.  والبيان الذي كشف مقتلهم أرفق بشريط فيديو مدته دقيقة ونصف دقيقة من الوقت، قالت الجماعة إنه للرهائن. ويظهر في بدايته مسلح يقف قرب عدد من الجثث وكان الليل قد شارف على الهبوط. أما بقية اللقطات فصورت وسط ظلام دامس واستعان المصور بمصباح صغير وأخذ لقطات قريبة لوجوه ثلاثة من أصحاب الجثث وبدت جميعها مضرجة بالدماء. لكن الشريط لم يتضمن تعليقاً شفوياً.

 

من هم المرشحون المحتملون لخلافة البابا بنديكتوس السادس عشر؟

لا يزال الغموض يكتنف هوية البابا المقبل الذي سيخلف بنديكتوس السادس عشر والذي سيختاره الكرادلة خلال مجمعهم المقبل، الا ان بضعة اسماء بدأت تسري في اوساط الكرسي الرسولي لتولي هذه المهمة:

انجيلو سكولا (72 عاما): ايطالي. عينه البابا بنديكتوس السادس عشر اسقفا لميلانو، وهو منصب يرتدي اهمية كبيرة، بعدما كان بطريركا للبندقية. تم تداول اسمه منذ سنوات كمرشح اساسي لخلافة البابا الحالي. اسس هذا الاسقف المقرب من البابا  مجلة اواسيس التي تعنى بتنمية افاق الحوار مع الاسلام. الا ان هذا الاسقف المحافظ يفتقد للشخصية الكاريزمية ويعاني نوعا من العزلة بين الكرادلة الايطاليين الناخبين البالغ عددهم 28.

جانفرانكو رافازي (71 عاما): ايطالي. يشغل منصب وزير الثقافة لدى بنديكتوس السادس عشر، اطلق مبادرة للحوار مع غير المؤمنين بدعم من البابا. ولا يتوانى رافازي الذي كان من اول الكرادلة استخداما لموقع تويتر، عن تقديم اقتراحات للدلالة على ان الرسالة المسيحية حديثة. ويظهر هذا الاسقف المنفتح والحاضر بقوة اعلاميا كمفكر كنسي. وكان المنظر اللاهوتي الذي بشر بطقوس الصوم.

بيتر اردو (60 عاما): مجري. اسقف بودابست ورئيس مجمع المجامع الاسقفية لاوروبا منذ العام 2006، وكان من بين المرشحين للبابوية ايضا في العام 2005. تمت توليته كاردينالا من جانب البابا يوحنا بولس الثاني. ويستحوذ هذا الاسقف على اعجاب الاوساط الكنسية في اوروبا، وكان من بين الاوائل الذين عملوا على انشاء جامعة في ظل الحكم الشيوعية.

كريستوف شونبورن (68 عاما): نمسوي. يتولى مهام اسقف فيينا في بلد يضج بالحركة الاحتجاجية ضد الكنيسة. مقرب من البابا.

اتخذ مواقف حادة ضد فضائح التحرش الجنسي بالاطفال واخفائها من جانب الرؤساء الكنسيين. لكنه يبدي انفتاحا اكبر ازاء الاشخاص المطلقين الذين يتزوجون ثانية ومثليي الجنس.

مارك ويليه (68 عاما): كندي من مقاطعة كيبيك. يعتبر من اكثر الكرادلة المتأثرين بالبابا المستقيل في الفاتيكان حيث يشغل منصب عميد مؤتمر الاساقفة منذ 2010.

يوصف بانه خجول ومباشر وتسببت له مواقفه المحافظة بشان التقاليد ببعض الاستياء الشعبي في الكيبيك.

شون اومالي (68 عاما): اميركي. الكاردينال شون اومالي من بوسطن يملك شخصية خاصة داخل الاسقفية الاميركية. وهذا الكبوشي المعروف ببساطته كافح ضد التحرش الجنسي بالاطفال في اسقفية بوسطن وخفف النفقات في ابرشيته التي وصلت الى حافة الانهيار الاقتصادي بسبب التعويضات لضحايا اعتداءات جنسية. الا ان انتخاب بابا من الولايات المتحدة، القوة الاولى عالميا، يطرح بذاته مشكلة.

بيار توركسون (64 عاما): غاني. هذا الكاردينال ويرأس المجلس الحبري "عدل وسلام"، منخرط في كفاح من اجل تحسين العدالة الاجتماعية والتوزيع المنصف للموارد العالمية. وهذا الديناميكي المنفتح عرض خلال مجمع اسقفي عقد مؤخرا شريط فيديو مثير للجدل تناول المخاطر الديموغرافية الناجمة عن انتشار الاسلام في اوروبا. ووجهت الصحافة الاميركية انتقادات له بسبب تصريحات اكد فيها ان التقاليد الافريقية تحمي من التحرش الجنسي بالاطفال والمثلية الجنسية.

لويس انطونيو تاغلي (55 عاما): فيليبيني. هو اسقف مانيلا الشاب، وكاردينال منذ العام الماضي، من رجال الدين المحببين لدى وسائل الاعلام في بلاده والتي تشيد بشخصيته الكاريزمية وانفتاحه. ويسعى هذا الاسقف الذي بكى عند تسليمه عصا الكاردينالية الى ان يكون المتحدث باسم كنيسة اقلوية واكثر اتضاعا وقربا من الناس ومنخرطة بقوة اكبر في العمل الاجتماعي، على الرغم من انه يبدو في الخط نفسه للفاتيكان في ما يتعلق بالتقاليد الكنسية.

 

لبنان الحر: حزب الله طور شبكات تنصت ومحطات تصب معلوماتها بإيران… والاتصالات: لا يحق لاي جهة استعمال شبكات الدولة

كشفت معلومات لإذاعة “لبنان الحر” أن “حزب الله طور اخيرا شبكات تنصت وأنشأ محطات في بعض مناطق السلسة الغربية وسفوحها وتشمل رادارات صغيرة وكلها مرتبطة بجهاز مركزي، تصب فيه المعطيات والمعلومات ويرسل قسم منها مباشرة الى ايران”. وفي المعلومات ان “شبكات الهاتف الثابت التي ما زالت تتمدد في مختلف المناطق، لا تنحصر خدماتها بالتخابر الهاتفي بل تنقل بيانات وصور فيديو فضلا عن خدمات الكترونية وبرامج خاصة”. وسألت أوساط معنية في قطاع الإتصالات عن دور وزارة الإتصالات في تغطية هذه الظواهر المتمادية خصوصا وان المحطات والتمديدات يتم بناءها وحفرها في أملاك الدولة”.

وعطفا على الخبر الذي بثه موقع “القوات اللبنانية” صباح الاحد 10 آذار 2013، نقلا عن اذاعة لبنان الحر، بعنوان “حزب الله طور شبكات تنصت…”، اوضحت وزارة الاتصالات في بيان وصلنا: “موقفها الرافض لاستعمال اي جهة الاملاك العائدة لها او المسالك الهاتفية التابعة لها، وحرصها الكامل والاكيد على حماية شبكة الهاتف وسلامتها، وتحيلكم الى بياناتها السابقة في هذا الشأن، ولا سيما البيانين الصادرين تباعا في 21 و25 تشرين الاول 2011، وفيهما تؤكد الوزارة انه “لا يحق لأي جهة رسمية أو غير رسمية ان تستعمل شبكة الامدادات العائدة للوزارة لوضع اي امدادات خاصة بها”.

  

رستم غزالة

 الشراع/عقد اللواء رستم غزالي اجتماعاً موسعاً الاسبوع الماضي في دمشق مع مسؤولين في أحزاب من قوى الثامن من آذار/مارس جرى خلاله البحث بالوضع الامني في لبنان، وبخطة أمنية عملانية بدأت تحضر لها الاستخبارات السورية من خلال وفود من ضباط هذه الاستخبارات تصل الى لبنان بشكل دوري، وتلتقي في السفارة السورية وفي عدد من المناطق بشبكات وعملاء من فلسطينيين ولبنانيين

 

جعجع لـ "النهار": ليتوقف "حزب الله" عن التدخل في سوريا 

أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لصحيفة "النهار" ان "لا جديد في الاتصالات بشأن قانون الانتخاب"، مبدياً "قلقه من الاوضاع في سوريا وانعكاساتها على لبنان". وتناول "ادعاء حزب الله" انه يقاتل "جبهة النصرة" في حمص لئلا يضطر الى قتالها في بيروت، فقال: "هذا كلام مردود. فمن عليه ان يقاتل "النصرة" او غيرها من المتطرفين في بيروت او الهرمل او النبطية او زحلة او عكار او سواها، هو الدولة اللبنانية ومن ورائها الشعب اللبناني بأكمله، تماماً كما حدث مع "فتح الاسلام" في نهر البارد. الدولة قاتلت الارهاب بنفسها هناك وكان خلفها الشعب، وان باستثناء حزب الله". واضاف: "ان اعمال "حزب الله" في سوريا هي التي ستستجر "جبهة النصرة" الى لبنان".

 

الجسر لـ ”الجمهورية”: صيغة نهائية 68 نائباً على أساس أكثري و60 على أساس نسبي 

استبعد عضو كتلة “المستقبل” النائب سمير الجسر تأجيل الانتخابات إذا جرى التوافق على القانون المختلط”، مؤكدا أنّ “المستقبل” توصّل مع حلفائه في 14 آذار والنائب وليد جنبلاط إلى اتّفاق نهائيّ على صيغة 68 نائباً على أساس أكثري و60 على أساس نسبي”.ولفت لـ”الجمهورية” إلى أنّ “جنبلاط الذي ينسّق مع الرئيس نبيه برّي لم يصلنا منه جواب بعد حول موقف 8 آذار من القانون المختلط”.

 

روجيه إدّه لـ ”اللواء”: الأرثوذكسي مشروع “حزب الله” 

رأى رئيس “حزب السلام” روجيه إدّه أنّ “حماية لبنان والحياة السياسية تكون من خلال الالتزام بالدستور والمؤسسات الدستورية لمواجهة التدخّلات الخارجية”. وأضاف لـ”اللواء”: “أحذّر من تكرار ما حصل مع ميشال عون إبان الحلف الرباعي عام 2005 مع الكتائب والقوات اللبنانية من خلال التعاطي الخاطئ مع مشروع اللقاء الأرثوذكسي”، معلنا أنّ “مشروع اللقاء الأرثوذكسي هو مشروع “حزب الله”، وليس مشروع ميشال عون، ويهدف من خلاله إلى تمرير لبنان دائرة واحدة، والنسبية، وإيجاد شرخ داخل قوى “14 آذار”، وبالتالي التحكّم بنتائج الانتخابات”. وقال: “لو لم يسير سمير جعجع بـ”الأرثوذكسي” لكان ميشال عون صنع تسونامي جديداً في الشارع المسيحي، وإهمال دور المسيحيين منذ عقود دفعهم إلى تبنّي “الأرثوذكسي” وهناك خشية من عودة دورهم الفاعل، الذي يشكّل حاجزاً لعدم وقوع فتنة سنية – شيعية”. واعتبر أنّ “رئيس الجمهورية اتخذ موقفاً سلبياً من الأرثوذكسي لأنّ لقاء بكركي تجاهله حيث لم تتم استشارته”.وختم بالقول: “عون مُسيّر من “حزب الله” وأشجّعه على الاستمرار بمواقفه كي تتزايد خسارته الشعبية مسيحياً ولبنانياً”.

 

النهار": مسؤولان في الخارجية الأميركية في بيروت اليوم 

كشفت معلومات خاصة لصحيفة "النهار" ان "مسؤولين اميركيين هما نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى لورنس سليغرمان، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة آموس هوكستاين يصلان الى بيروت اليوم. وستكون لهما لقاءات مع الرؤساء الثلاثة وعدد من القيادات السياسية والفاعليات الاقتصادية، وسيتناولان في محادثاتهما الوضع اللبناني والاستحقاق الانتخابي وملف النفط والغاز".

 

طرابلس على فوهة بركان!

تلفزيون المر/هدوء وحياة شبه طبيعية في النهار , حذر وترقب في الليل, هكذا يمكن وصف اجواء عاصمة الشمال طرابلس بعد مرور حوالي ثلاثة اشهر على الاشتباكات الاخيرة, الجيش لا يزال محافظا على تمركزه عند خطوط التماس  ومداخل جبل محسن وشارع سوريا في وقت لا تزال متاريس المعركة الماضية على حالها عند المحاور. وهناك تخوف من تجدد التوتر مع تصاعد حدة الاتهامات والاستفزازات المتبادلة في الايام الماضية.

وسط هذه الاجواء لفتت مطالبة اللجان الشعبية في باب التبانة الاجهزة الامنية حماية ابناء المدينة من الاعتداءات المتكررة عليهم من اتباع النظام السوري كما جاء في بيان صادر عنهم. كل ذلك جاء مع تزايد الحديث عن وجود عناصر من حزب الله في جبل محسن لتقديم الدعم في حال تجدد المواجهات. في المقلب الآخر حذر كبير في الجبل لا سيما وان الاجواء الحالية هي نفسها التي سبقت الاشتباكات الماضية.

ويؤكد الحزب العربي الديمقراطي وجود اعداد كبيرة من الجيش السوري الحر لجهة التبانة. اذا الجميع متأهب وضبط النفس لا يزال يكرسا حتى الساعة نوعا من الهدوء الهش, ولكن الى متى؟

 

بعد اعتراف نعيم قاسم بتسليح قرى القصير...الثورة السورية تردّ: على حزب الله أن يأخذ من يريد حمايتهم الى اراضيه في لبنان...لا أن يسلحهم في سوريا

طارق نجم/موقع 14 آذار

"لسنا في سورية امام مشكلة داخلية بحتة. أما فيما يخص الحديث عن وجود مقاتلين لحزب الله في سورية، فإن الواقع يشير الى وجود مجموعة قرى في سورية سكانها من اللبنانيين، وغالبيتهم شيعية ويصل تعدادهم تقريبا الى حوالي 30 ألف مواطن، وسبق ان تعرضوا في منطقة القصير ومحيطها من محافظة حمص الى هجمات وضغوطات غير عادية. وقد خشينا أن يحصل تهجير الى داخل الاراضي اللبنانية، وان يتعرض هؤلاء لمزيد من الاخطار، عندها وجدنا من واجبنا كحزب الله أن نساعد هؤلاء لكي يحموا قراهم وبلداتهم ، هذا استلزم أن نساعدهم بالتدريب والتسليح والمساعدة، نحن لا نعتبر أن هذا الامر تدخل في الشأن السوري، وبالعكس نحن نلوم الدولة اللبنانية لأنها لم تفعل شيئا لمواطنيها الموجودين في الاراضي السورية، ودورنا هو دور مساعد، ونقول ان هذا الأمر أقل من الطبيعي، بل نحن نسد فراغا وثغرة لم تستطع الدولة أن تقوم بها لحماية مواطنيها الموجودين في الاراضي السورية". كان هذا تصريح الشيخ نعيم قاسم، نائب الأمين لحزب الله، على ما يجري في سوريا ولم يكن الدليل الأول على اعتراف حزب الله على مشاركته العسكرية في المذبحة السورية الجارية بحق شعب أراد الحياة ولكنه شكل اعترافاً واضحاً أنّ الحزب بات رسمياً في داخل الاراضي السورية بعدما كان امينه العام يدعي أنه يصد هجمات الجيش السوري الحرّ.

وفي ظلّ عدم تعليق اي طرف رسمي على تصريحات قاسم الذي نصب مكانه بديلاً الدولة اللبنانية في الخارج بعد ان صادر حزبه سيادة الدولة في الداخل، جاء الرد من قبل الهيئة العامة للثورة السورية في دمشق وريفها، وعلى لسانها الناطق الإعلامي علي التيناوي، الذي قال "إنّ وجود مواطنين لبنانيين في قرى القصير لا يعطي الحق لحزب الهن ونعيم قاسم بأن يمدّهم السلاح والعتاد، وان يتصرف كأنه هو من أصحاب الأرض. ونحنا هنا نقول لقاسم، أنك اذا اردت حقاً ان تحميهم كما تدعي، فعليك إذاً أن تأخذهم الى اراضيك لتحميهم ضمن مناطقك لا أن تسلحهم ليقتلوا اصحاب الأرض الأصليين. هذا من ناحية المبدأ الأعراف التي يزعم أنّه يسير وفقها وعلى منهجها".

 

كما تابع الناشط السوري " وإذا سلمنا جدلاً أنّ الغاية هي حماية هؤلاء المواطنين اللبنانيين الشيعة القاطنين للأراضي السورية، فنسأل هنا: ما هو سبب حشد حزب الله لمقاتلين في السلسلة الشرقية من لبنان على جانبي طريق الشام – بيروت؟ إنّ المعلومات التي توفرت لدينا منذ البارحة مفادها أنّ الحزب قد ارسل مئات المقاتلين لديه الى ما يعرف بمعسكر الشعرة الواقع على تخوم سرغايا السورية، مع العلم أن هذه المنطقة لا يوجد فيها شيعة ولا لبنانيين من الناحية السورية، ونعني هنا مناطق الزبداني وسرغايا وجوارهما. فما هي ذرائعه في هذه المرة؟ في هذا المعسكر يخضع المقاتلون لتدريبات مكثفة ومناورات بالذخيرة الحية حيث تم رصد إطلاق نيران مدفعية وبالتحديد راجمات صواريخ البارحة انطلاقاً من هذا المعسكر. الحزب يسير دوريات مسلحة حول المخيم، مع قيامه برفع سواتر ترابية واضحة للعيان على جميع الطرق المؤدية الى تلك المنطقة الملاصقة تماماً لحدود سوريا".

وكشف علي التيناوي أنّ "هناك معلومات مسربة من اوساط حزب الله تؤكد قيام الحزب باستحضار بعض الشبيحة السوريين من ضعاف النفوس من أهالي البلدات المجاورة وبالتحديد مضايا وبقين وحوش بجة، من أجل تنظيم ما سمي لجان شعبية وأهلية، وهي في حقيقتها آلية أمنية – عسكرية تابعة للحزب غايتها الأولى جمع معلومات استخبارية عن الثوار، ومكان انتشارهم ومواقعهم، تحضيراً لدخول الحزب الإيراني الى الزبداني وما حولها، بغية خلق منطقة آمنة متاخمة للبلدات الشيعية البقاعية، بعد ان التحقت المناطق السورية المذكورة التي بالثورة ضد بشار الأسد. كما تعتبر تلك المناطق معبر رئيسي لحزب الله بين سوريا ولبنان، وهو حالياً يمهد لاجتياحها من خلال هذه الحشود. وكما علمنا مؤخراً فانّ هناك ما يربو على 40 مقاتل من حزب الله موجودين في معسكر طلائع البعث الواقع في سهل الزبداني المحمي بالآليات العسكرية التي تدك المدينة كل يوم منذ 7 اشهر حتى الآن".

 

السيد علي صبري حمادة متحدثاً في بعلبك أمس.

بعلبك - "النهار"/على رغم ان صورةَ قانونِ الانتخاب للاستحقاق النيابي المقبل وامكان إجراء الانتخابات في موعدها لا تزال غيرَ واضحة، تبقي حركات بقاعية فاعلية عالية في التحضير لهذه الانتخابات حيث تنشط حركة "قرار بعلبك – الهرمل" في إقامة لقاءات تشاورية للحركة مع شخصيات المنطقة وتضم اهالي قرى شرق وغرب بعلبك في "مطعم التل" في السفري.

مواقف عدة اعلنها السيد علي صبري حمادة، نجل الرئيس السابق لمجلس النواب في وجه الثنائي الشيعي "امل" و"حزب الله" من دون تسميته محملا اياه المسؤولية عن الوضع الاقتصادي والامني في قضاء بعلبك - الهرمل وغياب المنطقة عن الساحة السياسية. وأكد حمادة ان: "اللقاء خطوة إيجابية في مسيرة المنطقة بعدما شهدت تمحورا على معسكرين 8 و14 آذار فيما الوطن يتدهور، وبتنا نخشى المستقبل نتيجة التمحور على الطائفة والحزب فلم نعد نشعر بوطن يحمينا". وسأل عن المراسيم التطبيقية لمحافظة بعلبك - الهرمل و"وضع المنطقة التي يسودها الفلتان الامني، وابرزها عملية الخطف وسرقة السيارات من دون ان يتصدى أحد لذلك في ظل آداء كارثي يجعلهم يتسترون وراء شعارات المقاومة أحيانا والتمثيل المسيحي أحيانا وشعارات أن الطائفة السنية مهددة، فكلنا قاومنا وكل منا مقاوم ولا يزايدن أحد منا على الآخر فالمقاومة تكون بمجتمع منتج وليس بمجتمع بعيد عن المستقبل يعتمد على المساعدات".  وأضاف: "يخيفون الناس من فتنة سنية - شيعية ويضعون اللوم على الدول الخارجية، لكن علينا أن نسأل أنفسنا ماذا فعلنا؟ على حدودنا أزمة شرسة وما هي مصلحتنا في أن ندخل في أزمة لا نستطيع تحمل تبعاتها؟ وأكثر ما يمكن أن نقوم به هو العمل على مساعدة اللاجئين، أما التدخل في السياسة والعسكر فهذا عاقبته وخيمة وهو غلطة تاريخية. في هذا الموضوع، نقف بجانب الحكومة ونؤيد سياسة النأي بالنفس ونلتقي معها على هذا الموقف". بدوره، شدد حسن مظلوم على "استعادة قرار بعلبك - الهرمل من خلال لقاءات تشاورية تعقد في منطقة البقاع"، معلنا عن لقاءات في الأسابيع الثلاثة المقبلة في بعلبك واللبوة في البقاع الشمالي والهرمل وجرودها.

وختم اللقاء ببيان ومأدبة غداء.

 

حزب الله يدفع الشيعة نحو إسرائيل  

 حسن صبرا/الشراع

اعترف أمين عام حزب الله في لبنان حسن نصرالله، بأن كل ترسانة الاسلحة التي أرسلتها له إيران.. وعشرات آلاف المسلحين الذين نظمهم، ومئات ملايين الدولارات التي يحولها له ولهم الحرس الارهابي الإيراني.. باتت ذات مهمة محددة وهي ((حماية)) الشيعة في لبنان.. في سوريا.. في البحرين.. في العراق.. في اليمن.. في مصر.. في دول الخليج العربي.. في بلغاريا.. في أذربيجان، في أي مكان يتواجد فيه شيعي في افريقيا وآسيا وأوروبا واستراليا وكل أميركا.. كان شعاره السابق هو ان السلاح بين يدي ميليشياته من أجل تحرير كل فلسطين.. ومرره على طول الساحل اللبناني بإمتداد المياه الاقليمية اللبنانية حتى حدود قبرص بزعم ((حماية)) النفط.. وبينهما اجتاح بيروت في يوم مجيد من أيام المقاومة، كما اغتال من اغتال، وفجر ما فجر.. ولا بأس ان يسرق وأن يصنع المخدرات، وان يتاجر بها وان يزور الادوية، وان يخرج نصرالله بعد كل هذا ليصنف فاعلي كل هذا بأنهم أشرف الناس وأطهر الناس!! الآن يرسل حسن نصرالله عصاباته لتقاتل مع عصابات بشار ضد الشعب السوري في مدنه وقراه.

يخطىء من يظن ان كلمة الآن تعني هذا اليوم أو هذا الاسبوع أو هذا الشهر.. فقد كنا في ((الشراع)) أول مطبوعة في العالم تحدثت عن وجود مقاتلين للحزب المذكور في إحدى ثانويات حمص ينطلقون منها إلى أسطح العمارات العالية التي تشرف على ساحات تظاهر المدنيين السوريين نساء وشباناً وفتيات وكهولاً لقنص رؤوس هؤلاء، وقد كتبنا هذا الكلام في شهر حزيران/يونيو 2011، أي بعد مرور ثلاثة أشهر فقط على انطلاق ثورة الشعب السوري ضد الهمجي الذي يحكم سوريا وراثة عن والده الذي علمه الهمجية. وهل نحن حريصون على الشيعة في لبنان.. بأكثر من حرص نصرالله.. نعم وبالتأكيد، لأن الجرائم التي يرتكبها حزب الله وكالة عن النظام الإرهابي في إيران بقيادة علي خامنئي وتابعه قاسم سليماني في كل أرجاء الوطن العربي.. يدفع وسيدفع ثمنها الشيعة اللبنانيون.. أولاً.

حزب الله يورط الشيعة بما لا قدرة لهم على تحمله.. وسيكتشف الشيعة بعد قليل ان الحزب المذكور سيلزمهم بعدوانه على الشعب السوري المظلوم، تحت زعم دفاعه عن شيعة في سوريا، ان يتطلعوا إلى الحدود الوحيدة التي ستفتح أمامهم إذا أقفلت طريق سوريا.. هي طريق العدو الصهيوني.. إلا إذا زعم هذا الحزب ان محاصرة الشيعة في لبنان ستدفعهم لمقاتلة العدو الصهيوني في الجنوب، ومقاتلة الشعب السوري في الشمال والشرق.

يزعم أجراء عند الحزب المذكور معتاشون من ماله الشريف والنظيف والعفيف، بأن حصار حزبهم سيدفعه لاحتلال كل لبنان من الشمال إلى الجنوب ومن البقاع إلى الجبل.. أما بيروت فهي فاكهة احتلاله المقبل!!

بئس الخيار الذي يدفع حزب الله الشيعة إليه.. فهو ينطلق من عداء مستحكم مذهبـي حتى العظم ضد كل المسلمين الآخرين في لبنان.. ثم في بقية البلاد العربية.. فما هو المصير الذي يريده هذا الحزب للشيعة في بلاد العالم.

وحزب الله ينطلق من كونه أداة طيعة مخلصة ووفية لقرارات النظام الإرهابي في إيران، بقيادة علي خامنئي وتابعه قاسم سليماني، فهل يملك الحزب ان يمتنع عن تنفيذ قرارات هذين الارهابيين؟

أليست من سياسة هذا النظام الارهابي أن يخرج الشيعة العرب من أي انتماء وطني لبلادهم حتى يكونوا أداة طيعة بأيدي استخباراته؟ رحم الله الإمام الأكبر الشيخ محمد مهدي شمس الدين.. فنصائحه هي بداية خلاص شيعة لبنان والعرب، إذا أرادوا التخلص من براثن إيران وأدواتها في بلاد العرب. حسن صبرا   

 

حزب الله طور شبكات تنصت تشمل رادارات صغيرة ..يرسل قسم من المعلومات مباشرة الى ايران

كشفت معلومات لإذاعة “لبنان الحر” أن “حزب الله طور اخيرا شبكات تنصت وأنشأ محطات في بعض مناطق السلسة الغربية وسفوحها وتشمل رادارات صغيرة وكلها مرتبطة بجهاز مركزي، تصب فيه المعطيات والمعلومات ويرسل قسم منها مباشرة الى ايران”. وفي المعلومات ان “شبكات الهاتف الثابت التي ما زالت تتمدد في مختلف المناطق، لا تنحصر خدماتها بالتخابر الهاتفي بل تنقل بيانات وصور فيديو فضلا عن خدمات الكترونية وبرامج خاصة”. وسألت أوساط معنية في قطاع الإتصالات عن دور وزارة الإتصالات في تغطية هذه الظواهر المتمادية خصوصا وان المحطات والتمديدات يتم بناءها وحفرها في أملاك الدولة”.

 

هجوم مباغت للمعارضة على بابا عمرو لتخفيف الضغط عن أحياء حمص المحاصرة 

17 ألفاً من الثوار السوريون يخوضون معركة السيطرة على المعابر مع لبنان

"السياسة" - خاص: دمشق - وكالات: كشفت مصادر في المعارضة السورية المسلحة لـ"السياسة", أمس, عن مخطط لدى الثوار بشن هجوم واسع وشامل على المعابر الحدودية مع لبنان بهدف السيطرة عليها وانتزاعها من قوات النظام. وأفادت المصادر أن "الجيش السوري الحر", و"جبهة النصرة" الإسلامية المتطرفة, و"لواء الفاروق" الأكبر نفوذاً في حمص, حشدوا خلال الأيام القلية الماضية نحو 17 ألف مقاتل لاقتحام المعابر الحدودية مع لبنان, سيما معابر الجوسية والعبودية والدبوسية وجسر القمار. وأشارت المصادر إلى أن بوادر المعركة بدأت ليل الجمعة الماضي من خلال هجوم شنه الثوار على معبر الجوسية, حيث دارت اشتباكات عنيفة استمرت لساعات عدة.

وتربط جميع المعابر التي يعتزم الثوار السيطرة عليها الأراضي اللبنانية بمحافظة حمص, حيث تقع معابر العبودية والدبوسية وجسر القمار (افتتح في 2009) في الشمال اللبناني, ويربط الأول والثاني شمال لبنان بمحافظتي حمص وطرطوس فيما يربط الثالث الذي يقع في وادي خالد منطقة البقيعة اللبنانية بمحافظة حمص. كذلك يربط معبر الجوسية الأراضي اللبنانية بمحافظة حمص, إلا أنه يقع في منطقة البقاع الشمالي.

وأشارت المصادر إلى أن جيش النظام سحب خلال الأيام القليلة الماضية قواته من قرى تشرف على هذه المعابر, إلا أنه لم يتضح ما إذا كان ذلك انسحاب أم تكتيك لهجوم مفاجئ.

وجزمت المصادر بأنه "هناك معركة كبرى تلوح في الأفق", مشيرة إلى أنها ستكون شرسة حيث يعمد الطرفان للتجهيز لها.

ولفتت إلى أن الثوار يتكتمون على الأهداف الحقيقية لمعركة السيطرة على المعابر مع لبنان, بيد أنها رجحت أن يكون هدفهم تضييق الخناق على النظام بعد سيطرتهم على غالبية المعابر مع العراق وجميع المعابر مع تركيا.

وأكدت أن لدى "الجيش الحر" وكتائب الثوار معلومات عن تلقي قوات النظام إمدادات كبيرة من المعابر الحدودية مع لبنان, سيما السلاح والرجال والوقود وغيرها, مشيرة إلى أن الثوار يسعون إلى قطع طريق الإمدادات عن قوات النظام بهدف محاصرتها تمهيداً للمعركة الكبرى في دمشق. وحذرت المصادر من أي تدخل لـ"حزب الله" أو الجيش اللبناني لصالح قوات النظام السوري, مؤكدة أن من شأن ذلك توريط لبنان أكثر في الأزمة وإطاحة سياسة "النأي بالنفس" التي تنتهجها حكومته الحالية. ووضعت المصادر تحذير رئيس أركان "الجيش الحر" اللواء سليم ادريس من بروكسل قبل أيام من مغبة خرق سياسة "النأي بالنفس" في هذا الإطار, مؤكدة أن "الجيش الحر" يحاول استباق معركة المعابر بتحميل الحكومة اللبنانية مسؤولية أي مساندة لقوات النظام السوري, سواء من خلال "حزب الله" أو من خلال تصرف الجيش اللبناني أثناء معركة المعابر.

لكن المصادر رجحت ألا يسمح الجيش اللبناني للثوار بتهريب الأسلحة, على غرار ما يجري في تركيا, حتى لو نجحوا في السيطرة على المعابر, مشيرة إلى أن "الجيش الحر" ليس لديه مشكلة مع الدولة اللبنانية لكنه لن يسمح لـ"حزب الله" بمواصلة دعم قوات النظام وتنفيذ هجمات ضد مواقع الثوار, سيما القريبة من الحدود. وبشأن المعلومات التي نشرتها صحيفة "وورلد تريبيون" الأميركية, قبل يومين, لجهة حشد "حزب الله" خمسة آلاف مقاتل استعداداً لعملية عسكرية ضخمة في حمص, أكدت المصادر السورية القريبة من "الجيش الحر" أن الثوار سيتصدون بكل قوة لـ"حزب الله" كما يتصدون لقوات النظام, حتى لو اضطر الأمر إلى دخولهم الأراضي اللبنانية.

وفي خطوة مفاجئة, شن المقاتلون المعارضون, أمس, هجوماً على حي بابا عمرو في مدينة حمص, بعد عام من سيطرة القوات النظامية عليه. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان مقاتلين من الكتائب المقاتلة شنوا فجر امس "هجوما مفاجئا على بابا عمرو, ودخلوا إليه وباتوا موجودين في كل ارجاء الحي" الواقع في جنوب غرب المدينة التي يعدها الناشطون المعارضون "عاصمة الثورة".

من جهته, قال ناشط قدم نفسه باسم عمر, وهو على تواصل مع المقاتلين على الارض, ان "الثوار تسللوا خلال الليل إلى بابا عمرو, ولم تدرك الحواجز العسكرية ذلك إلا بعدما اصبح المقاتلون في داخل الحي", مشيراً إلى ان القوات النظامية "تحشد تعزيزات على مداخل الحي".

وكانت القوات النظامية دخلت بابا عمرو في الاول من مارس 2012 بعد انسحاب المقاتلين منه إثر معارك وقصف عنيف لاكثر من شهر, ادت الى مقتل المئات, بحسب المرصد.

كما لقي صحافيان اجنبيان هما الاميركية ماري كولفين (اسبوعية "صنداي تايمز" البريطانية) والمصور الفرنسي ريمي اوشليك, مصرعهما في 22 فبراير 2012 جراء قصف تعرض له مركز اعلامي أقامه الناشطون في الحي.

وفي دلالة على اهمية بابا عمرو, جال فيه الأسد في 27 مارس 2012, متعهداً أنه سيعود "افضل بكثير مما كان", وان "الحياة الطبيعية" سترجع إليه.

وفي فيديو بث على موقع "يوتيوب", أمس, اعلنت مجموعات مقاتلة بدء معركة "الفتح المبين" لتحرير الحي, وتخفيف الحصار عن احياء وسط حمص تشكل معقلا للمقاتلين المعارضين, تشن القوات النظامية منذ نحو اسبوع حملة لاستعادتها. وفي الشريط, يقرأ مقاتل بيانا جاء فيه "نعلن نحن الكتائب التالية: كتيبة ثوار بابا عمرو, كتيبة مغاوير بابا عمرو, كتيبة اسود بابا عمرو, عن بدء معركة الفتح المبين, والغاية منها فك الحصار عن احياء حمص المحاصرة وتحرير الاحياء المغتصبة منها, واهمها حي بابا عمرو".

واضاف الشاب الذي ارتدى سترة واقية من الرصاص وهو محاط بنحو 25 مقاتلا ان العملية تأتي "انتصارا لدماء الشهداء وشرف الحرائر, وتخفيفا عن اخواننا المجاهدين في مدينة حمص ولفك الحصار عنهم".

وتفرض القوات النظامية سيطرتها على غالبية احياء حمص, في حين تبقى بعض احياء الوسط لا سيما منها الخالدية واحياء حمص القديمة, في ايدي المقاتلين.

واوضح عبد الرحمن ان النظام "بسيطرته على الاحياء الاخرى, خفف من وجوده في بابا عمرو وركز على الخالدية", مشيرا الى ان المقاتلين "استغلوا الامر لشن هجوم مباغت" على الحي.

من جهتها, ذكرت لجان التنسيق المحلية أن "الجيش الحر" سيطر بعد ظهر أمس على حي بابا عمرو وعلى أجزاء من حي الإنشاءات.

وبحسب حصلية موقتة للجان, قتل أمس 55 شخصاً على الأقل بينهم ست أطفال و12 سيدة, غداة مقتل 160 آخرين في أنحاء سورية.

 

خطر «حزب الله»... في قِمَم الجبال وعلى رؤوس اللبنانيين

ألان سركيس/جريدة الجمهورية

يوماً بعد يوم، يُثبت «حزب الله» أنه يعمل لخدمة مصالح غير لبنانية، خصوصاً بعد الأخبار المتناقلة عن بناء محطات تجَسّس على قمم جبال لبنان الغربية تزوّد إيران بمعلومات مهمة.

"حزب الله" يورّط لبنان من دون أن يبالي بالنتائج

تشير معلومات متداولة الى أنّ السلسلة الجبلية الممتدة من جزين مروراً بجبال كسروان وجبيل وتنورين وصولاً الى عكار، باتت تحت قبضة "حزب الله". وهو يَبني محطات تجسّس تنقل المعلومات الى إيران، ما يؤشّر الى أنّ لبنان عموماً، والمناطق المسيحية خصوصاً، باتت تحت أعيُن الحزب، بعدما كان بعيداً عنها في السابق. هذه المعلومات يؤكدها عضو كتلة "الكتائب" النائب ايلي ماروني، فيقول لـ"الجمهورية" إنّ "حزب الله يتمادى بمَدّ شبكات الاتصالات وزَرعها في المناطق كافة، ويسيطر على قِمَم الجبال من دون أن تسأله الدولة ماذا تفعل؟"، عازياً ذلك الى سياسة الحزب "الذي عَمِل على إضعاف الدولة ليتصرّف كما يحلو له".

وهنا يسأل المواطنون عن دور الدولة، وخصوصاً وزارة الاتصالات الموجودة في قبضة "التيار الوطني الحرّ" المُنادي باسترجاع حقوق المسيحيين. وفي هذا الإطار يرى عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد الضاهر، في حديث لـ"الجمهورية"، أنّ "احتلال بيروت في 7 أيار يعود الى شبكة الاتصالات الخاصة بـ"حزب الله"، والمعلومات المؤكدة هي أنّ الحزب أنشأ شبكة ثانية في جبال لبنان خدمة لإيران، وهو يراقب كلّ الجبال إضافة الى الضنية وعكار. علماً أنّ إرسال المعلومات إلى إيران عمالة يحاسب عليها القانون". وإذ يسأل عن دور وزارة الاتصالات، يقول: "نفهم إصرار التيار العوني على التمَسّك بهذه الحقيبة، فالوزارة تسَهّل مَدّ الشبكة وتُسخّر أملاكها خدمة لـ"حزب الله"، وحادثة ترشيش أبرز مثال على ذلك". الى ذلك، لم يأبه "حزب الله" بإدخال لبنان أتون الحرب السورية، وبقي مصرّاً على خوض الحرب الى جانب نظام بشار الاسد والدفاع عنه حتى الرمق الأخير. ويستبسل الحزب في الدفاع عن النظام السوري لخوفه من قطع طريق الإمداد الإيراني، على رغم معرفته أنّ النظام لن يدوم الى الأبد، وهو آيل للسقوط. يرخي هذا القتال، إضافة الى شبكة الاتصالات، بظلاله على الساحة اللبنانية المَأزومة أصلاً. فهو يناقض سياسة حكومته التي تدّعي "النأي بالنفس"، فهي تنأى عن مساعدة النازحين وتتغاضى عن تصرفات الحزب. فقتاله في سوريا تواجهه الحكومة بغياب الموقف، وكأنّها موافقة على القتال الى جانب النظام الذي يدعم بقاءَها بعدما أتت بانقلاب أراده هو، أو أنها لا تستطيع القيام بأيّ فِعل لأنّ "حزب الله" يسيطر عليها، والرئيس نجيب ميقاتي لا يَقوى على معاندته. وإضافة الى قتال الحزب في سوريا، يَبرز الاتهام الواضح والصريح من القضاء البلغاري بتورّطه في انفجار بورغاس وتسلّم وزارة الخارجية الاتهام البلغاري حيث لم تُحرّك الحكومة اللبنانية ساكناً، من دون أن ننسى القرار الصادر من القضاء اللبناني في حقّ القيادي في الحزب محمود الحايك المتهم بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب. هذه الأحدث تُضاف الى مجموعة من الاتهامات التي تلاحق الحزب، من تدَخّله في البحرين وبناء خلايا في دوَل الخليج لاستثارة الشيعة وتحريضهم للانتفاض على النظام في دوَلهم، وصولاً الى التهم التي تُساق ضده ببناء شبكات المخدرات في أميركا الشمالية والإفادة منها لتمويل أعماله الحربية بعدما باتت إيران عاجزة عن تأمين معظم التكاليف نتيجة الحصار الدولي المفروض عليها. إنّ ما يفعله "حزب الله" هو تعريض مصالح اللبنانيين في الخارج للخطر، فبعد إلقاء القبض على الخلية التي تهرّب السلاح في مصر بقيادة محمد يوسف منصور، المعروف بسامي شهاب، أصبح اللبناني يُفتَّش لساعات في مطار القاهرة، وكذلك الامر في أميركا، واليوم في أوروبا، في ضوء المسعى إلى إضافة الحزب على لائحة الارهاب. والأخطر ما يحصل في الخليج، حيث يعرّضهم السيّد حسن نصرالله للخطر بعد كلّ خطاب يُلقيه. اما في سوريا، فهو لا يحسب حساباً لِما بعد سقوط الاسد واستلام المعارضة الحكم، فيَبني عداءً من الان مع نظام ما بعد الثورة، كما انه يجرّ الجيش الحر الى الردّ داخل الاراضي اللبنانية ويُدخل الشعب اللبناني حرباً هو في غِنى عنها.

 

لماذا يتعاطى «حزب الله» مع الإنتخابات كعملية إنتحارية؟

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

الموقف الحقيقي لـ«حزب الله» من الإنتخابات: إما الفوز المضمون بغالبية «صافية» وإما لا إنتخابات. لكن «الحزب» يتعرّض لضغوط، بل تهديدات، لتليين موقفه! يخوض «حزب الله» معركة صامتة مع خيارات دولية عدة، أبرزها أن يُسقط الوسطيّون الحكومة . "حزب الله" ليس ضعيفاً ليتمّ تمرير الإنتخابات وقانونها "رغماً عنه". إنه الطرف الأقوى في السلطة. لكنه ليس قوياً إلى حدّ فرض التفرُّد برغباته. في المبدأ، يحتاط الحلف السوري - الإيراني لمختلف الإحتمالات السورية. وسواء صمد نظام الرئيس بشّار الأسد أم تغيّر، فهناك حاجة إستراتيجية لاستمرار حلفائه مُمسكين بالسلطة في لبنان. ولذلك، لا يمكن لـ "حزب الله" أن يغامر بإنتخابات قد يخسرها، ومعها يخسر الغالبية والحكومة. فالغالبية كلفته المغامرات الخطرة، والحكومة مارَس الكثير من الضغوط لتأمين ولادتها، وهو تغاضى عن "التجاوزات" الميقاتية والجنبلاطية منعاً لفقدانها. من هذا المنطلق، لا يناور "حزب الله" وحلفاؤه عندما يحصرون الاستحقاق الإنتخابي بثلاثة خيارات: إما "الأرثوذكسي"، وإما لبنان الدائرة الواحدة وفق النظام النسبي، وإما... لا إنتخابات! وهذا الكلام الذي يتردّد "الحزب" في المجاهرة به، يقوله حليفه العماد ميشال عون صراحة. في الخيارين الأولين يضمن "الحزب" وحلفاؤه غالبية المجلس من دون الحاجة إلى النائب وليد جنبلاط. أما في الخيار الثالث، وهو الاضطراري، فهم على الأقل يضمنون استمرار الغالبية الحالية، المحكومة بالتحالف مع جنبلاط وسائر "الوسطيين". ومع أن هذا الخيار ليس الأفضل، فـ"الحزب" لا يخشاه. وفي تقديره أن أياً من شركائه "الوسطيين" لن يجرؤ على مغادرة "عشّ الزوجية" ما لم يسقط النظام في سوريا. و"الحزب" لا يرى ملامح لهذا السقوط حتى إشعار آخر. لكن "حزب الله" ليس مرتاحاً تماماً. فهو يتعرّض لضغوط دولية تصل الى حدّ التهديد في مسألتين:

- الأولى هي الإنصياع لصفقة واقعية حول قانون الإنتخاب. وتميل القوى الدولية إلى قانون ينطلق من أرضية قانون 1960، يراعي المسيحيين ما أمكن، ويحفظ التوازن الحالي في الحكومة، إذ يبقى الوسطيون في الموقع المرجّح. فهؤلاء ضمنوا التمسك بالقرارات الدولية والمحكمة و"النأي بالنفس". وهذا ما يقتضي مراعاة سليمان وجنبلاط وميقاتي في الإنتخابات. كما يخشى الأميركيون وحلفاؤهم إجتياح القوى الإسلامية المتطرفة البرلمان المقبل في حال اعتماد نظام متطرّف ويضعف المعتدلين كـ"الأرثوذكسي". - الثانية هي عدم التسبّب في تطيير الاستحقاق الإنتخابي، لأن ذلك من شأنه تهديد الاستقرار. وسيكون ذلك، بالنسبة إلى المجتمع الدولي، "عملاً عدائياً" من جانب "الحزب" على الحياة السياسية اللبنانية. وجاء الدخول المباشر للسفيرة الأميركية مورا كونيللي على الخط في الأيام الأخيرة ليترجم الضغوط الدولية.

«حزب الله» مهدَّد! ويخوض "حزب الله" معركة صامتة مع القوى الدولية التي تمتلك خيارات عدة للردّ. وأبرز هذه الخيارات هو إسقاط الحكومة بدعوة "الوسطيين" إلى فكّ ارتباطهم بـ"الحزب" تحت ذرائع عدة، ومنها الإختلاف في الملف الإنتخابي. وعلى رغم المحاذير التي يدركها ميقاتي وجنبلاط من أن عملاً من هذا النوع سيثير غضب "الحزب" وردود فعل غير محمودة، فإن رئيس الحكومة فَتَح الباب قليلاً لاحتمال اللجوء إلى هذا الخيار، إذ ألمح إلى أنه سيستقيل تمهيداً لخوض المعركة في طرابلس. وقد تسقط الحكومة أيضاً بانسحاب جنبلاط أو تحت ضغط الشارع. ويدرك "حزب الله" أن الأميركيين لم يبدوا اعتراضهم على الحكومة الحالية، بعد إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، لأن ميقاتي والوسطيين يتحكمون باللعبة فيها. فإذا كان "الحزب" سيتفرَّد بالسلطة مع حلفائه، فذلك يعني سحب الغطاء الدولي عن الحكومة المقبلة، مع ما يعنيه ذلك من تصوير لبنان "غزة ثانية" رديفة لنظام إقليمي يخوض صراعاً ملتهباً. ويمكن أن يتوقع "الحزب" ردوداً دولية غير مباشرة، كزيادة الضغط عليه تحت عنوان "الإرهاب"، خصوصاً بعد ورود اسمه في ملفات أمنية ومالية في دول عدة. واستطراداً، يقول البعض، يمكن أن يتوقع تحريك المحكمة الدولية التي أرجأت محاكماتها الغيابية بعدما كان مقرراً انطلاقها بعد أسبوعين. ويَفترض أصحاب هذا الرأي أنّ المحكمة ليست مسيَّسة في عملها، لكنها تتوخّى ملاءمة عملها مع التوقيت السياسي والأمني الأفضل في لبنان. فهل سيرضخ "حزب الله" لهذه الضغوط أم تَفرِض عليه اعتباراته الإقليمية أن يخوض المعركة حتى النهاية لتكريس نفوذه، احتياطاً لأي طارئ يتعرض له حليفه الإقليمي؟ إذا كانت سوريا مقبلة على تسوية يرعاها النظام وتحفظ استمراره، فالمرجّح استعادةٌ لتسويةِ اللحظة الأخيرة حول الإنتخابات. أما إذا كانت المنازلة في سوريا ستستمرّ على قاعدة "إما قاتل وإما مقتول"، فالأرجح أن الجميع في لبنان سيلعب "صولد" أيضاً. ولهذا "الصولد" استتباعات سياسية وأمنية وعسكرية، وقد تصبح الانتخابات فيها مجرّد شأنٍ هامشي!

 

تأجيل الإنتخابات يفتتح مرحلة الفراغ الدستوري

اسعد بشارة/جريدة الجمهورية

أيام عدة وينتقل البحث في تأجيل الانتخابات إلى الحيّز العملي. كلّ الاطراف تعيش المأزق، ولكن لا أحد يريد الاعتراف المسبق بأنّ من مصلحته القبول بالتأجيل، هذا مع العلم بأنّ ازدواجية الخطاب باتت سمة أساسية لمعظم القوى السياسية، بحيث يتحضر الجميع للتأجيل التقني، الذي سيُدخل البلد عصر الفراغ الدستوري المقنّع.

باستثناء رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقوى "14 آذار"، فإنّ "حزب الله" وحلفاءه، وحتى النائب وليد جنبلاط باتوا يتصرفون وكأنّ التأجيل حاصل. المفاوضات الصعبة بين تيار "المستقبل" وجنبلاط في شأن قانون انتخابي موحّد مع مسيحيّي "14 آذار" لم تُفضِ إلى نتيجة. فالخلاف الظاهر حول تفاصيل تقسيم الدوائر، خصوصاً بالنسبة إلى مراعاة جنبلاط في استبعاد ضمّ بعبدا الى الشوف وعاليه، لا يعكس الوجه الحقيقي والوحيد للمشكلة. فرئيس "جبهة النضال الوطني" لا يريد من خلال هذا التفاوض إلا تفشيل الأرثوذكسي، على أن لا يمتد هذا التفشيل الى ما هو أبعد، أي الى صياغة تحالف مع "14 آذار" وخصوصاً مسيحيّيها.

لا يريد جنبلاط نقل الأكثرية الى "14 آذار" من خلال الاتفاق معها على قانون جديد، كما لا يريد أن يوافق على "الأرثوذكسي" الذي يعطي "حزب الله" وحلفاءه الأكثرية. بكل بساطة يريد أن يحتفظ بدوره المحوري في أي قانون انتخاب، وقد لا يمانع من أجل هذا الهدف بإبقاء الوضع الحالي على حاله، من خلال الوصول الى تأجيل الانتخاب، وهذا ما سيعطي "حزب الله" دفعاً على طريق التأجيل.

"حزب الله" يعرف أن مرور "الأرثوذكسي" بات صعباً، ولهذا استعاض عن الخطة الأولى التي كانت تهدف الى إحراج مسيحيّي "14 آذار"، بخطة تأجيل الانتخابات. هذا يقود الى المزيد من الضغط على رئيسَي الحكومة والجمهورية، ليعطل تشكيل الهيئة المشرفة على الانتخابات، وليمنع صدور قرار بتمويل إجراء الانتخابات، إذا لم يمر أي قانون يعطيه الأكثرية.

أما رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، فيبدو من خلال الإنذار الذي وجّهه في قضية تعطيل الاستحقاقات الدستورية، سواء بالنسبة إلى مرسوم دعوة الهيئات الناخبة أو تشكيل الهيئة المشرفة على الانتخابات، كمَن يقول اللهم أشهد اني بلغت. فالضغط غير المشروع الذي يمارسه الحزب وحلفاؤه وصل الى حدّ تحويل السلطة التنفيذية الى رعاية الدولة الفاشلة، التي يستطيع فيها أي طرف تعطيل الاستحقاقات الدستورية، بقرار منفرد، هذا مع العلم أن الهوامش المتاحة امام رئيس الجمهورية لمنع تعطيل الانتخابات النيابية ضيقة، فلا وقف انعقاد جلسات مجلس الوزراء يمكن أن يغير في جنوح أكثرية الحكومة الى هذا التعطيل، ولا حضّ المجلس النيابي برسالة موجهة من الرئيس على إقرار قانون جديد، يمكن أن تفرمل توجهاً بات بحكم المسلّم أنه سيؤدي إلى تجاوز الاستحقاقات الدستورية، التي يُفترض أن تُجرى في موعدها.

في ظل التسارع الذي سيفضي الى تأجيل الانتخابات، هل سيفلح الضغط الدولي الخجول في منع الوصول الى الازمة، وهل سيعني التأجيل التقني مجرد شراء للوقت لمدة أشهر كافية لاتضاح الصورة في المنطقة، أم أن هذا التأجيل سيكون تعبيراً عن دخول مرحلة الفشل الذي يعني تكرار مراحل شهدت الفراغ الرئاسي والنيابي. الأرجح أن الفشل في الوصول الى توافق الحد الأدنى حول القانون الانتخابي، سيؤدي الى التأجيل. وما الصيغ المتعددة التي صدرت عن الاطراف إلا تعبيراً عن التمسك بمعادلة الفوز في الانتخابات مسبقاً من خلال نوعية القوانين المطروحة. وإذا كان "حزب الله" وحلفاؤه قد أصبحوا قريبين من إعلان عدم رغبتهم في إجراء الانتخابات، فإن قوى "14 آذار" لا تملك القدرة ولا الوسائل لمنع تعطيل الانتخابات، كما أنّ كلاً من رئيسي الجمهورية والحكومة لا يملكان أكثر من القدرة على تعطيل "الأرثوذكسي"، من دون أن يعني ذلك إعطاء أي ضمانة لإجراء الانتخابات في موعدها.

 

من جريدة السياسة مقابلة المرجع الشيعي العلامة الشيخ هاني فحص

في جولة أفق بدأت من لبنان وعرجت على دول الربيع الدامي لتنتهي برسالة إلى الحكام  هاني فحص لـ "السياسة": تدخّل "حزب الله"في سورية مرفوض... وإيران ليست بمأمن

 علينا ألا نوفر جهداً لمساعدة الشعب السوري على إسقاط نظامه الفاسد

حكام العراق اليوم لا يختلفون عن صدام حسين ويحاولون تغطية فسادهم بمساعدة إيران

إيران ليست في مأمن وفيها من أسباب ومقومات الانقسام ما يخيف عقلاءها

 أشاطر اللبنانيين خوفهم من الفتنة ولا أشاطر المسؤولين إدانتهم لها وهم فرحون بها وينتظرونها

 بيروت - صبحي الدبيسي: السياسة

 في حوار حمل العديد من المحطات والمواقف الجريئة والتحذيرات من مخاطر ما يخطط للبنانيين وللشعوب العربية من مؤامرات على أيدي مستبدين ومتربصين من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الى الرئيس الليبي السابق معمر القذافي, الى الرئيس السوري الحالي بشار الأسد لتعم الفتنة وتشتد في كل العالم العربي, أكد المرجع الشيعي العلامة الشيخ هاني فحص لـ"السياسة" أنه "يشاطر اللبنانيين خوفهم من الفتنة من دون مشاطرة المسؤولين في كل المواقف ادانتهم لها وهم فرحون بها وينتظرونها".

ورأى أن "قسماً من اللبنانيين ناموا على وسادة النظام السوري, وعندما خرج بأخطائه الفادحة, أصبحوا ينتظرون خروجه من سورية كالتلميذ الكسول الذي ينتظر موت زميله حتى يتقدم ترتيبه في قائمة الناجحين", معلناً "رفضه دخول حزب الله على خط الحرب الدائرة في سورية, لأن ليس له من فكر أو فقه شيعي يبرره". وطالب بـ"ادخال أي جهد لمساعدة الشعب السوري على اسقاط نظامه الفاسد واقامة دولة ديمقراطية حديثة".

من جهة ثانية, رأى فحص أن "الساسة الجدد في العراق فشلوا في بناء الدولة وأيقظوا ذاكرة الناس على صورة صدام والذين يحكمون هذا البلد اليوم لا يختلفون عن صدام, الا في أنه حاول أن يغطي فساده وظلمه للعراقيين بغطاء قومي ساعدته ايران عليه, أما الساسة الجدد فليس لهم غطاء الا البطانيات المذهبية التي ستسحبها الجماهير عنهم".

وناشد الحكام العرب بالقول: "هنالك هشيم حول نار ونار حولها, ما يؤججها من النفط الى الدين. وهنالك متبارون متربصون من صدام الى معمر الى الأسد لتعم الفتنة وتشتد, فأنتم وأهلكم بحاجة الى فرقة اطفاء وورشة تحفر الخندق حول الحرائق لتحاصرها وتطفئ ما هو مشتعل". وأضاف: "ان ايران ليست في مأمن وفيها من أسباب ومقومات الانقسام ما يخيف عقلاءها", مطالباً بـ"العمل من أجل تغليب الوسطية والاعتدال, وترجيح السياسة التدبيرية على السياسة الايديولوجية الزائفة التي تستهلك الأديان والثورات". وهذا نص الحوار:

اللبنانيون يخافون من فتنة سنية شيعية بدأت تطل برأسها في أكثر من منطقة, هل تشاطرونهم خوفهم وما رسالتكم لمنع الفتنة?

نعم أشاطر اللبنانيين خوفهم ولكني لا أشاطر المسؤولين في كل المواقع, في الحكومة والمعارضة, في مجلس النواب والحكومة, في الأديرة والكنائس والجوامع والحوزات والمدارس الدينية, وفي الأحزاب الدينية والعلمية والمتذبذبة بين هذه وتلك, لا أشاطرهم ثرثرتهم اليومية وادانتهم للفتنة الجارية فعلياً والمنذرة بزلزال عظيم لا يبقي ولا يذر ويقلب الجغرافية على التاريخ ليصبح ما فوق الأرض تحتها ويقلب المذهب على الدين ليصبح المذهب مذاهب والحرب حروباً, يدينون الفتنة وهم فرحون بها, منتظرين له من أمهات عدة, ينتظرون موت أبيهم, الهرم المكدود والضعيف المهين المشتت والمصاب بالرهاب وألزهايمر والباركينسون والاكتئاب والاحباط واليأس, ليتقاسموا التركة التي تتضاءل قيمتها الشرائية, فضلاً عن الأخلاقية والحضارية ويوماً بعد يوم, أو ساعة بعد ساعة, وهم غير مبالين يتقاسمون ما تبقى, من عظام الوطن والدولة والكيان ومن جلده وان قلت قيمته, ثم يتقاتلون عليه, ولا يريدون أن يحافظوا على الشراكة لأنها تستدعي المحبة والتقوى والمعرفة والتضحية وتبادل التنازلات تفادياً للخاسر الأعظم, وهم جميعاً قرروا الكسل, ناموا على وسادة النظام السوري طويلاً, وعندما خرج بأخطائه الفادحة دخل قسم منهم الى سورية يبادل الخطأ بالخطأ وضد الشعب دائماً وبات قسم منهم ينتظر خروج النظام السوري من سورية عاماً كالتلميذ الكسول أو الفاشل الذي ينتظر رسوب أو موت زملائه حتى يتقدم ترتيبه في قائمة الناجحين بمعدلات عالية من القصور والتقصير والفشل.

لا مبررات عند "حزب الله"

دخول "حزب الله" على خط الحرب الدائرة في سورية دعماً للنظام وضعه في مواجهة كل أهل السنة في العالم العربي, خصوصاً في لبنان, هل سيكون لهذا التدخل تداعيات على الوضع الداخلي?

دخول "حزب الله" على خط الحرب الدائرة في سورية مرفوض, وليس هنا فكر اسلامي أو شيعي, أو فقه شيعي, أو تراث شيعي يبرره أو يغطيه. والذين يتمسكون بهذا الموقف سراً أو علناً ليسوا قلة ولكن في وجههم سلاحاً ودولاً ومشروعات سياسية واقليمية, ومالاً سخياً ومنظماً وذكريات ورغبات طائفية تضخمت بقدر ما كتبت وليس في حيهم قوم من العرب, أو دولة أو نظام يحمل مشروعاً بديلاً, أبعد من العداء والسباب لايران مع انتظار مواعيدها والاستعداد للتنازل لها نكاية بالصديق والشقيق والحليف والجار القريب من الأخوة العرب وأبعد من المال الذي يصرف, أن يبذر من دون دراسة أو حساب, ومن دون توازن, من دون تفكير بالشراكة والشركاء, لأن الشراكة لا تقوم على حساب الفارق في القوة أو المال, بل تقوم على معايير عملية وأخلاقية.

ان استبعاد الخوف من الانعكاسات الصغرى أو الكبرى على الوضع في لبنان غير منطقي وغير واقعي, والانعكاسات الآن ملموسة وقد يتفاقم الى حد تهديد الكيان اللبناني في أصله وأصوله, لكن التفاؤل أو التقليل من التشاؤم من خلال العمل المشترك للعلاج والوقاية من الأعظم, ممكن وممكن بقوة, وقد يمنع وان لم يمنع فانه يقلل الخسائر والبشاعة, ويبقي على لبنان وطناً بعدما تآكل كل لبنان الدولة, علنا بالعقل والعقلاء نعود ثانية لانجاز الدولة على قياس الوطن. وبالمناسبة فاني أشعر أن بامكاني أن أجاهر بموقفي السلبي من تدخل "حزب الله" في سورية, مهما يكن حجمه, أكثر بكثير من, أو من دون آخرين كثيرين يتكلمون كل يوم عن هذه الورطة التي وقع فيها "حزب الله" وايران وأوقعونا بها, ولكنهم ينسون أن هناك أعداداً كثيرة أو قليلة من شعوب أخرى وأقطار عربية أخرى تساعد الثورة السورية التي لا تحتاج الا الى مساعدات مختلفة تماماً عما حصل حتى الآن, كماً ونوعاً.

علينا ألا ندخر شيئاً من أجل مساعدة الشعب السوري على اسقاط نظامه الفاسد واقامة دولة ديمقراطية, حديثة, تعددية, مدنية, دولة أفراد وخبز وعدالة وحرية, دولة تحمي التعدد بالوحدة وتحقق الوحدة بالتعدد وفي المدنية بالدين وتحفظ الدين بالمدنية من خلط بين الدين والدولة والغاء الدين بالدولة والدولة بالدين.

 وفاق الطوائف

هل توافقون "حزب الله" بدفاعه عن الشيعة في سورية وهل مسموح أن تنتصر كل طائفة في لبنان على الطوائف التي تنتمي اليها في سورية?

المسيحيون والعلويون والدروز والشيعة الامامية الجعفرية والاسماعيلية والسنة, لهم رب يحميهم ولهم تاريخ من الاندماج يحميهم ولهم أنظمة مصالح يحمونها فتحييهم واذا تركناهم وحدهم سيصنعون المضادات الحيوية للفتنة التي يريدها النظام, ليقول ان الاستبداد أكثر أمناً وتوحيداً من الحرية, نحن أنصار الثورة وبعض الشركاء فيها, في تغذيتها الفتنة, بالاهمال مرة وبالتغاضي أو تشجيع الأخطاء مرة أخرى.

وأنا لا أحب وليس لدي علم ديني أو مدني يسمح لي أن أحب انتصار طائفة على طائفة, أنا لي عدو هو الصهيونية, وهي طارئة وصعبة جداً, ولكن هناك عدوا غير طارئ وأشد صعوبة هو الجهل والتخلف والتشتت والحرص والانغلاق والالغاء والحوار وانفصال الدولة أو السلطة عن المجتمع والاستقواء عليه واغرائه بالاستقواء عليها واسقاطها مع استخدام الدين والمذهب.

أنا أحب طائفتي في فضائها الوطني, اذا خرجت منه فاني لا أغادره ولا ألتحق بها, أما اذا أخرجها أحد فاني أخالفه وأقول له بالفم الملآن: "أنت مخطئ في حق الوطن والانسان, وبحق طائفتك لأنك تحمل وزر عصبيتك وفسادك, كما حصل للسنة مع صدام ويحصل للشيعة الآن في العراق, وحصل للعلويين في سورية, أريد أن أنتصر على نفسي بالعلم والوحدة والتنوع".

فشل المالكي

ما رأيكم بكلام رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي, لجهة القول ان سقوط النظام في سورية سيؤدي الى انتقال الفتنة الى العراق ولبنان?

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه, ان وفر للرئيس الصديق القديم نوري المالكي غطاءً لفشل, وفشل الساسة العراقيين الجدد في بناء الدولة الوطنية المتقدمة والحاضنة والجامعة, وأيقظوا ذاكرة كل الناس, خصوصاً أهل العراق الحبيب على صورة صدام حسين, من دون أن يكون في الطبقة السياسية أحد لا يشبهه أو يقلده ولا يختلفون عنه, في السلطة وفي القوى السياسية التي تواجهها أو تواليها لأسباب حقيقية أو أسباب طائفية حقيقية, أو مضخمة, لا يختلفون عن صدام الا في أنه حاول أن يغطي فساده واستبداده وظلمه لكل العراقيين, بغطاء قومي ساعدته ايران عليه, هم في العراق الآن فلم يعد لهم من غطاء الا البطانيات المذهبية التي ستسحبها الجماهير عنهم, عندما تبلغ ذروة احباطها بفشلهم المتبادل والمتداول, من حق السيد المالكي أن يربط نفسه بسورية, وينسى أنه هو الذي كشف الارهاب السوري في العراق, ومن حق من لا يناصرون النظام السوري من القوى السياسية المعاصرة, وان كان البعض قد ناصر وحاول الانتصار به ومن حقهم أن يخلطوا أنفسهم بالثورة السورية. ولكن من حقنا وحق العراق أن يصرخ, كفاكم فشلاً, العلة في العراق فيكم, فعالجوها ولا تستمدوا من سورية مقومات لها.

رسالة إلى الحكام

ما  كلمتك الأخيرة للحكام العرب, للمسلمين سنة وشيعة?

حسناً, وأختم برسالة قصيرة:

أيها العقلاء, يا حكام العرب, هنا وهناك هنالك هشيم حول نار, حولها ما يؤججها من النفط الى الدين. وهناك زوابع في الداخل, داخل كل بلد وداخل كل مذهب, وهناك رياح عاصفة تأتي من هناك وهنالك الى هنا, فتقع على من ينتظرها ليتفاعل معها, وهناك مستبدون يتربصون من صدام حسين الى معمر القذافي الى بشار الأسد, لتعم الفتنة وتتشدد ويشيعوا ولو زوراً, أنهم أفضل, وأشد ايماناً ربما, فماذا أنتم فاعلون, أنتم وأهلكم, الأخيار منهم والأشرار, الاسلاميون واليساريون والليبراليون, المسلمون والمسيحيون وفروعهم كلها, بحاجة الى فرقة اطفاء, الى ورشة تحفر الخندق حول الحرائق لتحاصرها وتطفئ ما هو مشتعل, وتبدأ بالحوار الفكري والعملي لتفادي الأعظم ودرء المفاسد بسد الذرائع. والا فلا يسركم أو يغركم شعوركم بالضعف, أو القوة أو الظلم, لأنكم من مذهب من دون آخر من مصر ومالي والصومال وليبيا وتونس وغيرها, ليس فيها انقسام شيعي وسني. طبعاً ليست ايران في مأمن وفيها من أسباب ومقومات الصراع الشديد والانقسام ما يخيف عقلاءها ويستفز مستبديها الى مزيد من الاستبداد وتبذير المال والفكر في دعم المستبدين والفاسدين, والوقوف المستهجن مع الأنظمة الظالمة ضد الشعوب المظلومة, تماماً كروسيا الوارثة للتراث السوفياتي من بودابست الى ربيع براغ, غير أن المحتمل أن يكون بديلاً في ايران ان لم يخنق بالقوة, قياساً على الماضي القريب, فانه أفضل في صورته وخطابه وسلوكه, من البدائل المفترض أنها آتية الى مستقبلنا العربي في نهاية ربيعنا العربي, ما لم نعمل معاً من أجل تغليب الوسطية والاعتدال وترجيح السياسة التدبيرية على السياسة الايديولوجية الزائفة والتي تستهلك الأديان والثورات.

 

السعودية تنفي نيتها سحب أي ودائع من المصارف اللبنانية وأكدت ثبات سياستها الداعمة للاستقرار 

بيروت - وكالات: نفت المملكة العربية السعودية الشائعات عن نيتها سحب أي ودائع من المصارف اللبنانية, مؤكدة في الوقت نفسه حرصها على وجود الجالية اللبنانية على أراضيها, وأنهم دائماً محل تقدير لدى قيادة المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وعبر عن هذه المواقف النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز خلال استقباله في قصره بالرياض وفداً من رؤساء الهيئات الإقتصادية في لبنان برئاسة الوزير السابق عدنان القصار. وذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية الرسمية, أمس, أن الوفد قدم للأمير مقرن التهنئة لمناسبة توليه منصبه الجديد, وشكل اللقاء مناسبة لاستعراض العلاقات اللبنانية - السعودية, والدور الذي لعبته المملكة ولا تزال على صعيد دعم ومساندة لبنان.

ورحب الأمير مقرن, في بداية اللقاء بوفد الهيئات الاقتصادية, وشكر لها زيارتها وتهنئتها له, مؤكداً أن "اللبنانيين على اختلافهم, دائما مرحب بهم في المملكة بلدهم الثاني".

ونقل الأمير مقرن للوفد, حرص المملكة العربية السعودية, على أفضل العلاقات مع لبنان, نافيا "ما يشاع عن توجه المملكة لاتخاذ إجراءات بحق اللبنانيين العاملين فيها", معلنا أن "المملكة حريصة على وجود الجالية اللبنانية على أراضيها, وهم دائما محل تقدير لدى قيادة المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز".

وقال الأمير مقرن للوفد, بحسب الوكالة, "إن سياسة المملكة ثابتة تجاه لبنان ولن تتبدل, لأن للبنان محبة خاصة عند المملكة, ولا سيما عند خادم الحرمين الشريفين الذي سيظل داعما للبنان ولاقتصاده, وسيظل على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين, لأن الإستقرار في لبنان بالنسبة لنا يشكل مدخلا أساسيا, ليظل لبنان يلعب دوره الريادي المعروف على مستوى المنطقة".

وأشاد الأمير مقرن بالدور الذي تلعبه الهيئات الإقتصادية "نظرا لما تمثله من صورة تعكس حقيقة لبنان ودوره", وطمأن الوفد, بأن "لا نية لدى المملكة العربية السعودية, بسحب أي ودائع سعودية, سواء من قبل المستثمرين أو من قبل الحكومة السعودية, من المصارف اللبنانية", مشيرا إلى "أن الأمر لا يعدو كونه شائعة, من ضمن الشائعات, التي صدرت في الآونة الأخيرة".

من ناحيته, تحدث القصار باسم الوفد, فثمن كلام الأمير مقرن, شاكراً له "حسن الإستقبال الذي رافق الزيارة", مؤكدا أن "المملكة العربية السعودية, هي في قلب جميع اللبنانيين, الذين لا يستطيعون إلا أن يشكروا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز على مواقفه الداعمة للبنان ولاستقراره". وأوضح أن "الإساءات التي بدرت عن بعض اللبنانيين والتي طاولت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز, لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن شيم اللبنانيين, الذين لا يمكنهم أن يردوا جميل المملكة التي دعمت لبنان إقتصاديا وماليا واستضافت ولا تزال مئات ألوف العائلات, بهذه الإساءات الرخيصة".

وأبلغ القصار الأمير مقرن, أن "هذا الموقف يمثل أيضا موقف المسؤولين السياسيين اللبنانيين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان, الذي أبلغني نقل تحياته إلى خادم الحرمين الشريفين وإلى سموكم, وتأكيده وحرصه إقامة أفضل العلاقات مع البلدان العربية ومنها الخليجية, ولا سيما المملكة العربية السعودية". إلى ذلك, زار وفد الهيئات الاقتصادية رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري في مقر إقامته بالرياض, وشكل اللقاء مناسبة لبحث الأوضاع العامة في لبنان.

 

تدريبات مكثفة لـ «اغوز» و«غولاني» تحسّباً لمعركة وشيكة مع «حزب الله»

واشنطن: أوباما سيزور إسرائيل حتى لو لم يتم الاتفاق على ائتلاف حكومي

القدس - من زكي أبو الحلاوة ومحمد أبو خضير/الراي

تجري وحدتا «اغوز» و«غولاني» في الجيش الاسرائيلي، تدريبات عسكرية مكثفة على الحدود مع لبنان، تحسبا لمعركة وشيكة مع «حزب الله» مستخدمين البنادق الجديدة «تبور» بعدما تخلوا عن الـ«ام 16».

وقال ضابط اسرائيلي ان «فاتورة الحساب مع لبنان لم تنته، وان من يملك الصواريخ لا يحسم الحرب، نحن سنكون اكثر هجوما وسنعمل في الحارات وداخل القرى، ونحن جاهزون لكل شيء ونستعد لكل الظروف».

واوضح التلفزيون الاسرائيلي انه «بناء على تقارير اجنبية فان هذا التدريب الذي تقوم به اغوز بالتنسيق مع سلاح الجو والمدفعية وصل في الاسابيع الاخيرة الى ذروته، وكأنه هناك من يقول ان الصواريخ تنصب في لبنان، وان الاوضاع مع سورية تتدهور بشكل خطير». ويقول غولاني، احد الضباط في الجيش الاسرائيلي خدم خلال حرب يوليو العام 2006 في بنت جبيل في لبنان ان «جنود اغوز سيكونون اول من يدخل الى لبنان واول من يدخل الى الوحل حيث مشوا في اسبوع تدريبهم الاول نحو 90 كيلومترا لمعرفة التربة وطبيعة الارض والاشجار». ويضيف: «هذه طاقة ونريد ان يتعلموا، حتى على حلاقة الوجه... نحن نأخذ مهمة في ارض العدو ويجب ان نتعلم كل شيء للسيطرة على الوضع ونتقدم على الارض. الكل يعتقد ان مسألة الحرب مع لبنان هي مسألة وقت». وتحدث الضابط عما قبل 20 عاما عندما دخل الجيش الاسرائيلي إلى منطقة القطاع الامني وانتقل إلى الطرف الضعيف «حرب العصابات». وقال ان «حزب الله دخل إلى منطقة القطاع الامني في الجنوب بعمل بري بنوعين: اقام ونصب مواقع، وكان يدخل في التحام مباشر مع الجيش من مسافة قصيرة وهذا اربك الجيش. واضطررنا في النهاية ان نتعلم الدرس وان ندخل الامتحان المباشر». وتابع: «نريد نقطة التحام صفر والدخول في الغابات والاشجار وان نعرف طبيعة الارض والطيور والمياه وكل شي من اجل ان نقاتل عليها».

وذكر تقرير للتلفزيون الاسرائيلي ان «حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006 حتى الآن تتم دراستها، لان حزب الله فاجأ الجيش الاسرائيلي في مارون الراس فقد كان أمراً عادياً ان يقتل حزب الله من الجيش 5 جنود، لكن عندما دخل الجيش إلى المزارع هناك تورط. الزحف والمراقبة الليلة الامور كانت ايجابية ثم انقلبت علينا». على صعيد مواز (وكالات)، اعلن الناطق باسم الرئيس الاميركي الجمعة، ان باراك اوباما سيقوم بزيارة رسمية لاسرائيل بحلول نهاية مارس حتى لو يتم الاتفاق على ائتلاف حكومي في الدولة العبرية. وقال جوش ارنست: «سنتوجه الى اسرائيل»، موضحا ان اوباما حريص على مخاطبة الاسرائيليين في شكل مباشر.

ولم يعلن البيت الابيض رسميا مواعيد جولة اوباما في الشرق الاوسط، علما بانه سيزور ايضا الضفة الغربية والاردن. من ناحيته، اكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، امس، انه يأمل في ان تعطي زيارة اوباما المقبلة للمنطقة «زخما حقيقيا» في عملية السلام. وقال في كلمة في افتتاح ملتقى الاعمال الاردني - الاميركي الثاني في عمان: «أتمنى ان ارى زخما حقيقيا في عملية السلام عقب هذه الزيارة، السلام الذي يعد مصلحة استراتيجية لبلدينا». في المقابل، ندّدت وزارة الخارجية التركية، امس، باقتحام الجيش الإسرائيلي لصحن المسجد الأقصى، والممارسات العنيفة ضد المصلين الفلسطينيين فيه.

 

جعجع يدعو "حزب الله" عبر "النهار" إلى التوقّف عن التدخّل في سوريا

ايلي الحاج/النهار/نأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بنفسه موقتاً آخر ساعات عطلة الأسبوع أمس عن الشأن الانتخابي الذي لم يحمل جديداً لافتاً، وبدا خلال حديث هاتفي مع "النهار" شديد الاهتمام بما يجري في سوريا. في السياق، قال جعجع إنه يتابع تقارير أجنبية تتحدث عن استخدام أسلحة كيميائية في حمص، و"إذا صحّت هذه التقارير فيكون نظام بشار الأسد دخل مسار القضاء على نفسه بنفسه. المسألة ليست أقل من هذا الحجم. هذه سابقة في التاريخ ان تستخدم اسلحة تكتية لقمع ثورة شعبية داخلية. وفي رأيي إذا كانت التقارير صحيحة فلن تتأخر المجموعة العربية والدولية في التدخل مباشرةً في سوريا عاجلاً ام آجلاً، وذلك بفعل ضغط الرأي العام العربي والدولي". هذا الموضوع، أضاف، "أضعه برسم كل من يستمرّ في لبنان في تأييد النظام السوري او يدعمه في شكلٍ او آخر، وأيضاً برسم الرأي العام اللبناني ليتبيّن له بوضوح ما هي طبيعة الافرقاء السياسيين المعنيين في لبنان، وما هي حدود اخلاقياتهم".  وتناول "ادعاء حزب الله" انه يقاتل "جبهة النصرة" في حمص لئلا يضطر إلى قتالها في بيروت. قال: "هذا كلام مردود. فمن عليه ان يقاتل "النصرة" او غيرها من المتطرفين في بيروت، او الهرمل او النبطية او زحلة او عكار او سواها، هو الدولة اللبنانية ومن خلفها الشعب اللبناني بأكمله، تماماً كما حدث مع "فتح الاسلام" في نهر البارد. الدولة قاتلت الارهاب بنفسها هناك وكان خلفها الشعب، وإن باستثناء حزب الله". وكانت نبرة جعجع خلال الحديث الهاتفي تؤكد اقتناعه التام بأن "أعمال حزب الله في سوريا هي التي ستستجرّ "جبهة النصرة" الى لبنان، مما يوقع بلادنا وشعبنا بأكمله في ورطة اكبر بكثير من قدرتها على التحمّل. لذلك المطلوب قبل اي شيء آخر ان يتوقف حزب الله عن التدخل العسكري والأمني في سوريا. وكذلك وقف أي تدخل لبناني أمني او عسكري – اذا كان هناك تدخل من هذا القبيل – في الثورة السورية".

 ليختم، بأسلوبه: "ماذا وإلا... سيكون حزب الله او غيره مسؤولين من جديد عن الزج بلبنان في أتون حديد ونار، لا يعرف مداه إلا الله".

 

الامين العام السابق للمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى الشيخ خلدون عريمط: المفتي قباني انحاز الى المحور الايراني وأصبح عامل تفرقة وانشقاقات  

الشراع

*ابتعد قباني كثيراً عن اكثرية القيادات الاسلامية والشخصيات النيابية بسبب مصالح ذاتية

*حزب الله خطر على الدور الوطني والاسلامي والعربي للمسلمين في لبنان

*ظاهرة الاسير وحركة الاسلاميين المتزايدة رد فعل على الاصولية الايرانية

ماذا يجري في هذه الايام في دار الفتوى؟ وما هي خلفية الصراع المستمر بين المفتي الشيخ محمد رشيد قباني من جهة والمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى من جهة اخرى؟

وماذا يريد المفتي قباني من المجلس الشرعي؟ وماذا يريد اعضاء المجلس الشرعي؟ وما هي حقيقة تأثير حزب الله على القرارات والإقالات و التعيينات التي اتخذها ويتخذها المفتي قباني في هذه المرحلة؟ واين اصبح موضوع انتخابات المجلس الشرعي؟ وما هي حقيقة الحركة الاصلاحية فيه؟ واين هو موقع وموقف المفتي قباني الآن على الساحة الاسلامية واللبنانية؟ وما هي حقيقة الملف المالي؟ وما هي النظرة الى ظاهرة الشيخ احمد الاسير؟ وظاهرة الاسلاميين على الساحة اللبنانية؟

اسئلة حملتها ((الشراع)) الى الامين العام السابق للمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى في لبنان الشيخ خلدون عريمط لتسلط الضوء من خلالها على ما يحدث منذ اكثر من عامين داخل المؤسسة الدينية العريقة للمسلمين عموما ولأهل السنة خصوصاً في بيروت.

# فضيلة الشيخ باعتباركم احد اركان دار الفتوى منذ ما يقارب الاربعين عاماً وعاصرتم عهد المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد, وبالتالي واكبتم مسيرة المفتي الشيخ محمد رشيد قباني ماذا يجري لديكم الآن في دار الفتوى؟

- دار الفتوى كما تعلمون كانت وستبقى المؤتمنة على الوجود الاسلامي في هذا الوطن, والامينة الصادقة على استقلال لبنان وعروبته وسيادته وتعاونه مع اشقائه العرب خاصة والمسلمين عامة. هذا الوطن الذي توافق اللبنانيون فيه، مسلمين ومسيحيين على بناء دولة مدنية عصرية مع بداية القرن الماضي, ليكون هذا الوطن, مثالاً للعيش المشترك والوحدة الوطنية بين جميع اللبنانيين, ومن هنا تكمن اهمية هذه الدار, واهمية موقع مفتي الجمهورية في لبنان.  ومن اجل ذلك فإن شخصية وعقلانية والتزام وحكمة ومرونة المفتي تؤدي دوراً اساسياً في تحصين دار الفتوى, وابقائها نقطة تواصل وتلاق بين كافة القيادات والتيارات والقوى العاملة على الساحة اللبنانية لتشكل شخصية مفتي الجمهورية رمزية ايمانية عربية كما كان حال المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد وغيره من المرجعيات الدينية الاسلامية والمسيحية, وحين تتحول الحكمة الى تسّرع , والموضوعية الى تفرّد, والشورى الى مزاجية, تهتز شخصية المفتي, وتهتز دار الفتوى ومن فيها وما حولها, ومن هنا يمكن القول ان ما يجري الآن في دار الفتوى ان سماحة المفتي جنح بمواقفه وتصريحاته و قراراته و استقبالاته و نشاطاته اليومية وحركته الى موقع ودور يصب في مصلحة النفوذ الايراني المتنامي الذي يحرص على تحويل لبنان الى ولاية ايرانية من خلال جناحه العسكري في لبنان حزب الله, كما هو حال سوريا الآن عندما عبّر أحد أركان النظام الايراني بقوله أن سوريا هي المحافظة الـ35 وهي محافظة استراتيجية بالنسبة لايران فإذا هاجمنا العدو بغية احتلال سوريا او خوزستان (الاحواز العربية المحتلة) الأولى بنا أن نحتفظ بسوريا. و بذلك انحاز المفتي قباني بمواقفه الى محور اقليمي تقوده ايران, وابتعد كثيراً عن أكثرية القيادات الاسلامية والشخصيات النيابية بسبب مصالح ذاتية ادت الى ان يكون بعيداً عن القاعدة الاسلامية وتوجهاتها بحيث اصبح المفتي في مكان, واكثرية المسلمين وقياداتهم في مكان آخر على الصعد السياسية والاجتماعية والادارية والوطنية.

ومن اجل ذلك ظهرت الخلافات الجذرية بين المفتي قباني من ناحية وبين المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى من ناحية اخرى.

الخلاف مع المجلس

# ما خلفية هذا الصراع بين المفتي والمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى ؟

- من المعلوم ان المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى يتكون من 32 عضواً منتخباً ومعيناً من المفترض أن يمثل كافة المحافظات والاقضية اللبنانية, يضاف اليه حكماً رئيس الحكومة الحالي ورؤساء الحكومات السابقون كأعضاء طبيعيين في المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى ويرأس هذا المجلس حكماً مفتي الجمهورية, ونصّ النظام الداخلي على ان يعقد المجلس جلساته دورياً مرة في الشهر, وينتخب المجلس فور انتخاب اعضائه واكتمال عددهم نائباً للرئيس والعديد من اللجان لدراسة الموضوعات كل في مجال اختصاصه قبل احالتها على جلسات المجلس, كما ان للمجلس الشرعي اميناً عاماً يعينه مفتي الجمهورية بالتشاور مع اعضائه لمتابعة اعمال المجلس والسهر على سلامة تنفيذ القرارات التي يتخذها المجلس الشرعي بما يتعلق بشؤون الاوقاف العامة والتعيينات والموازنات وقطع الحسابات وتنمية الموارد الوقفية والعمل على إصدار القوانين التي تحصّن المجتمع الاسلامي في اطار من الوحدة الوطنية, ونُظمت اعمال هذا المجلس من خلال المرسوم الاشتراعي رقم 18 \ 55 وتعديلاته الصادر عن المجلس النيابي. والمجلس الشرعي الاسلامي الاعلى له سلطة المراقبة والتشريع واستحداث القوانين وتعديلاتها, ويؤدي هذا المجلس دوراً اساسياً في انتخاب مفتي الجمهورية ومساءلته ومساءلة الدوائر الوقفية ومؤسسات دار الفتوى, ومن المعروف أن ولاية مفتي الجمهورية تنتهي عند بلوغه سن الـ72 عاماً, ووحده المجلس الشرعي له الحق في تمديد هذه الولاية أو الالتزام بالنص, وعلى أثر اشكالات مالية وأخطاء ادارية وضع المجلس يده عليها من خلال لجنة مختصة, اضافة الى جنوح الموقف السياسي العام لمفتي الجمهورية بدأ التباين والخلاف بين المفتي قباني من ناحية والمجلس الشرعي الاسلامي من ناحية اخرى. وينحصر الآن الخلاف بين مشروع اصلاحي وملف مالي يريد أن يعالجه المجلس الشرعي, وبين رفض يصر عليه المفتي قباني لإحالة هذه المواضيع الى مجلس شرعي آخر, يعمل المفتي على الاعداد لانتخابه من خلال هيئة ناخبة يملك فيها اكثرية الاصوات من خلال صلاحيات أعطيت للمفتي قباني من المجلس الشرعي السابق, بتعيين المجالس الادارية للأوقاف وتعيين وتعاقد وتكليف العشرات من أئمة المساجد ليتمكن المفتي من ايجاد مجلس شرعي موال له شخصياً, ليتمكن من اجراء التعديلات التي يريدها وطي الملفات المالية الشائكة, في حين يصّر أكثرية اعضاء المجلس الشرعي ومعهم بعض رؤساء الحكومات السابقين على ضرورة التمديد للمجلس الشرعي ليتمكن من الانتهاء من دراسة الملفات واتخاذ القرارات المناسبة وتصحيح الوضع المالي بإعادة القضايا المالية الى نصابها, وتحويل العمل في دار الفتوى الى عمل مؤسساتي منظم حديث ومتطور, كي لا يبقى العمل في دار الفتوى خاضعاً لمزاجية وهوى المفتي أياً كان.

# يقول المفتي قباني ان المجلس انتهت ولايته في 31/12/2012 وهو اي المفتي قباني يعد لانتخابات مجلس شرعي جديد, فما هي حقيقة الامر؟

- صحيح أن ولاية المجلس تنتهي في 31/12/2012 لكن قبل هذا التاريخ عقد المجلس الشرعي جلسة طارئة يوم السبت في 8/12/2012 في دار الفتوى و اتخذ قراراً موقعاً من 20 عضواً من أعضاء المجلس تضمن 3 بنود:

أولاً: لزوم توفر الظروف الامنية والسياسية لانتخابات المجلس الشرعي كي لا تتحوّل هذه الانتخابات الى جزء من الصراع السياسي الراهن.

ثانياً: تأكيد اجراء الانتخابات لأعضاء المجلس الشرعي بعد انجاز جميع الاجراءات اللازمة للانتخابات وفقاً للأصول القانونية.

ثالثاً: تمديد ولاية المجلس الشرعي ابتداء من 1/1/2013 الى 31/12/2013 منعاً لفراغ المؤسسة. وعملاً بالقرار رقم 25 الصادر عن المجلس الشرعي بتاريخ 31 أيار/مايو 1997 والمنشور في الجريدة الرسمية, و الذي يقر لأعضاء المجلس الشرعي الحق في تمديد ولايته في الظروف الاستثنائية ويعمل به فوراً, وتنتهي ولاية المجلس مع أي دعوة للانتخابات وفقاً للأصول وبعد اعلان النتائج.

والمشكلة الآن ان المفتي قباني يرفض التمديد للمجلس, والمجلس الشرعي برئاسة نائب الرئيس النائب والوزير السابق عمر مسقاوي يرون أن التمديد قانوني وهو ضرورة وطنية ومصلحة اسلامية, في حين أن المفتي قباني ما زال مصراً على رفض قرار المجلس الشرعي بالتمديد لنفسه رغم قرار مجلس شورى الدولة الذي أبطل دعوة المفتي للانتخابات واشترط بأن تكون الدعوة لهذه للانتخابات بناء لقرار المجلس الشرعي, اي ان المفتي ليس له الحق بالدعوة الى الانتخابات الا بناء على قرار المجلس, ورغم ذلك رفض المفتي ذلك. حتى انه أغلق ابواب دار الفتوى بوجه أعضاء المجلس الشرعي عدة مرات, ورفض أن يعقد المجلس الشرعي جلساته في مقره في دار الفتوى, رغم الجهود الذي بذلها رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي ورؤساء الحكومات, حتى انهم أبدوا استعدادهم للمشاركة في اجتماعات المجلس الشرعي برئاسة المفتي قباني غير أن المفتي قباني رفض كل عروض التسويات, واثناء عقد جلسة لرؤساء الحكومات السابقين مع رئيس الحكومة الحالي لإيجاد تسوية ومخرج مناسب للحفاظ على وحدة المؤسسة الدينية , اتخذ المفتي قباني قرارات تعسفية بإقالة بعض الذين لم يوالوه في خصوماته وفي تحالفاته السياسية الجديدة, وعيّن شخصيات موالية للنفوذ الايراني في لبنان, مما زاد في خلافاته مع أعضاء المجلس الشرعي ومع القيادات الاسلامية وأدى ذلك الى انشقاق داخل المجتمع الاسلامي بين مؤيد ومعارض, و هذه ليست من صفات من يتولى المرجعية الدينية في لبنان, ومن هنا فإن المصلحة الاسلامية تقتضي ان يتداعى أصحاب القرار لاتخاذ قرار تاريخي حتى ولو ادى الى أبغض القرارات, وهو تقصير ولاية المفتي وانتخاب مفتٍ جديد حفاظاً على وحدة المسلمين ودورهم الوطني والايماني والعربي في لبنان لأن مصلحة المسلمين اهم من اي شيء وحق الجماعة مقدم على حق الفرد مهما علا شأنه ولأنه لا يجوز للمفتي ان يخوض معركة في مواجهة مجتمعه او في مواجهة القيادات الاسلامية السياسية والوطنية ودوره ان يتلاقى لا ان يتخاصم مع هذا وذاك.

# ما هي حقيقة الحركة الاسلامية في المجلس الشرعي التي أعلن عنها مؤخراً؟

- هي حركة ذاتية من اعداد وإخراج احدى الشخصيات الدينية التي تعمل على رفع الصوت لأهداف وغايات اعتراضية, من المصلحة الاسلامية ان لا نشير الى اسبابها وخلفياتها ومغرياتها, وهي ولدت هجينة, وانتهت في مهدها. و قد كان لموقف مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس دور اساسي في إجهاض ما يسمى بالحركة الاصلاحية التي حركها بعضهم لمصالح خاصة.

# أين موقع المفتي قباني الآن وما تأثير حزب الله وحلفائه على هذا الوقف؟

- من المؤسف و المحزن أن موقع وموقف المفتي لم يعد كما كان جامعاً ومحتضناً للمسلمين واللبنانيين, وانما اصبح بمواقفه هذه عامل تفرقة وانشقاقات جراء التأثيرات والمناخات التي هيأها له حلفاء ايران في لبنان, حتى ان مبعوثي المفتي قباني ازدادت زياراتهم ولقاءاتهم مع قيادات حزب الله وحلفائه, و في مقدمتهم العماد ميشال عون الذي يجاهر بعدائه للمسلمين والعرب, و يزداد المفتي قباني في التنسيق معه ومع حزب الله, في حين أن حزب الله اصبح في مكان وأكثرية المسلمين المفترض ان يمثلهم المفتي قباني في مكان آخر, ان لم نقل متعارض ومتباعد, واصبحت مواقفه وموقعه يصبان في مصلحة تمدد النفوذ الايراني في لبنان حتى ان هناك العديد من المؤشرات تشير الى احتضان وسائل اعلام ايرانية لمواقف المفتي قباني وتصريحاته وتسويق مواقفه المؤدية لخدمة المشروع الايراني الممتد من طهران الى بغداد ودمشق ولبنان.

ظاهرة الاسير

# كيف تنظرون الى ظاهرة الشيخ احمد الاسير وظاهرة الاسلاميين في لبنان؟

- من المؤكد أن ظاهرة الشيخ أحمد الاسير في صيدا و حركة الاسلاميين المتزايدة أو ما يعرف بالتشدد الاسلامي هو نتيجة لفعل وردة فعل, فالاصولية الفارسية المتمثلة بحزب الله وتجاوزاته وخطاياه وتمدده وتوزيع السلاح على ما يطلق عليه بسرايا المقاومة, وهيئة دعم المقاومة المنتشرة في كل المناطق اللبنانية أدى الى ردة فعل تمثلت بظاهرة الشيخ أحمد الاسير والعديد من الحركات الاسلامية السياسية التي رأت في حزب الله واجتياحه لمدينة بيروت وإسقاطه لحكومة الوحدة الوطنية وفرض حكومة أمر واقع, لا تعكس نتائج الانتخابات النيابية, خطراً على الدور الوطني والاسلامي والعربي للمسلمين في لبنان, خاصة وان قيادات الحرس الثوري الايراني جعلت من لبنان ممراً ومقراً لتعزيز قدرات حزب الله بحجة مقارعة العدو الصهيوني, وتمددت هذه القدرات الى سوريا للمشاركة في ضرب وقمع الشعب العربي السوري الشقيق, والى العراق والبحرين, اضافة الى ان ضعف المؤسسة الدينية الرسمية وتقلص دورها يساعد على مثل هذه الظواهر, لأنه كلما قويت المؤسسة الدينية الرسمية واستطاعت ان تمثل ضمير وتطلعات المسلمين ضعفت هذه الظواهر, وكلما ضعفت وحادت عن دورها الطبيعي جاءت هذه الظواهر لتملأ الفراغ.

اذاً هذه الظواهر سواء كانت تطرفاً سنياً أو شيعياً أو مسيحياً ينتج من سببين اساسيين هما: ضعف وتراخي مؤسسات الدولة, وضعف وتراخي المؤسسة الدينية الرسمية سواء كانت هذه المؤسسة اسلامية ام مسيحية.

و الحل في لبنان لا يمكن أن يكون حلاً اسلامياً فقط او مسيحياً فقط وانما يجب ان يكون حلاً وطنياً شاملاً لا مكان فيه للتطرف المذهبي أو الطائفي أو الحزبي أو المناطقي, ومشاريع القوانين الانتخابية المذهبية التي يعدها ويدعمها حزب الله وحلفائه خير دليل على حالة التفسخ التي يعاني منها لبنان بسبب المشروع الايراني, فلبنان عربي الهوى والجذور والتوجه, ولا يمكن ان يكون شرقياً او غربياً ايرانياً او اميركياً, او دائراً في الفلك الصهيوني هذه الادوار هي مقتل الوحدة الوطنية والعيش المشترك, الذي اكدته وثيقة الوفاق الوطني التي أقـرّت في مدينة الطائف.

ومن هنا فإننا ندعو كل العقلاء والمخلصين للخروج من أنفاق المذهبية وكهوف الطائفية, والابتعاد عن المحاور الاقليمية والدولية والعودة الى رحاب الوطن وأحضان الامة العربية التي أجمعت واعترفت وساعدت واحتضنت هذا الوطن لبنان, ليكون الوجه المشرق لتلاقي المسلمين والمسيحيين, والوجه الحضاري لعروبة لبنان وحريته واستقلاله وتضامنه مع اشقائه العرب والمسلمين والدول الصديقة.

 

الإمام الصدر سجنه القذافي ٣ سنوات وأعدمته جماعة "أبو نضال"؟

كشف مصدر عربي رفيع المستوى لـ «الراي» الكويتية ان «عبدالله السنوسي الذي كان رئيسا للاستخبارات العسكرية ايام الزعيم الليبي معمّر القذافي يتعاون تعاونا تاما مع المحققين الليبيين الذين يستجوبونه في شأن الجرائم الكبيرة التي ارتكبت في عهد القذافي» الذي اعدمه ثوار ليبيون بعد القبض عليه العام 2011. وكشف المصدر نفسه الذي اطلع على سير التحقيقات مع السنوسي الذي استردته ليبيا في سبتمبر الماضي بعد لجوئه الى موريتانيا ان «الرجل اعترف، بين ما اعترف به، ان الامام موسى الصدر، رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان، لم يعدم فور صدور امر من القذافي باعتقاله في اواخر اغسطس 1978».

وأوضح السنوسي، استنادا الى المصدر العربي، ان «الصدر احتجز بين سنتين وثلاث سنوات في مقر الاستخبارات العسكرية الليبية، ووضع مع رفيقين له كانا برفقته في زنازين تقع في طبقة تحت الارض».

وذكر انه «في مرحلة لاحقة، سلّم الصدر الى مجموعة تابعة للمنشق الفلسطيني صبري البنا (ابو نضال). وتولت المجموعة تنفيذ حكم الاعدام الذي اصدره القذّافي بالزعيم الشيعي اللبناني الذي دفن في المكان نفسه الذي كانت تقيم فيه تلك المجموعة». ويشير المصدر الذي كشف ايضا ان السنوسي يتعاون في شكل كامل مع المحققين، انّه فسّر القرار الذي اتخذه القذافي باعدام الصدر عن طريق جماعة «ابو نضال» بشعوره بالاحراج. وقال في هذا المجال ان الزعيم الليبي، وقتذاك، «لم يعد قادرا على اطلاق الصدر ورفيقيه بعد الحملة التي استهدفته والتي اتهمته بأنه أخفى رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان». واضاف ان «القذّافي وجد في التخلص من الصدر الوسيلة الافضل للخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه، خصوصا بعد انكشاف الحيلة التي اعتمدها والتي قضت بإرسال شخص يشبه الصدر الى روما حاملا جواز سفره، بغية اقناع الرأي العام العربي والدولي ان الرجل غادر ليبيا مع رفيقيه».وكان مسؤولون ليبيون آخرون عملوا مع القذافي، قالوا ان الزعيم الليبي السابق امر باخراج الصدر فورا من مجلسه واعدامه بعد حصول تلاسن بينهما في الثامن والعشرين من اغسطس 1978. وروى هؤلاء أن الضابط الذي تولى اخراج الصدر من المجلس فهم أنّ القذافي امر ضمنا بتصفية الصدر. وهذا ما حصل بالفعل مباشرة بعد مغادرة الزعيم الشيعي اللبناني المجلس، حسب ما يقوله هؤلاء المسؤولون.

لكنّ السنوسي روى في اثناء التحقيق معه ان «هذا ليس صحيحا وان التعليمات التي تلقاها من الزعيم الليبي قضت باحتجاز الصدر ورفيقيه في زنازين الاستخبارات العسكرية الموجودة تحت الارض».

وكشف ان اعدام الزعيم الشيعي اللبناني مع رفيقيه نفّذ عن طريق جماعة «ابو نضال» وذلك بعد تورط القذّافي بارسال ثلاثة من عناصر الاستخبارات، احدهم يشبه الصدر، الى روما لاثبات ان الزعيم الشيعي غادر الاراضي الليبية. لكن هذه الحيلة لم تنطل على احد. وقال السنوسي ان ذلك جعل القذّافي يشعر بحرج شديد، فأمر بتصفية الصدر ورفيقيه.

واشار المصدر العربي الى ان المعلومات التي يدلي بها السنوسي، وهو متزوج من شقيقة زوجة القذّافي، في غاية الاهمية. وقال ان هذه المعلومات تشمل كل العمليات الارهابية التي نفّذت في عهد الزعيم الليبي السابق بما في ذلك تفجير طائرة «بان اميركان» فوق لوكربي في اواخر العام 1988. لكنّ المصدر نفسه لم يستطع اعطاء اي معلومات عما قاله السنوسي عن «جريمة لوكربي» او عن جريمة اخرى مرتبطة به هي تفجير طائرة «يوتا» في 1989 فوق الصحراء الافريقية. ودين السنوسي في هذه القضية وصدر عليه حكم في فرنسا بعد اتهامه بأنه وراء تفجير طائرة الركاب التي كان مفترضا ان يكون فيها احد زعماء المعارضة الليبية.

 

جون برينان يتسلم منصب مدير «سي آي إي»

واشنطن - يو بي أي - أدى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إي» الجديد جون برينان اليمين الدستورية وتسلم منصبه رسمياً خلفاً للجنرال دايفيد بتراويوس. وأعلن نائب الناطق باسم البيت الأبيض جوش إيرنست ان برينان أدى اليمين أمام نائب الرئيس الأميركي جو بيدن، وباشر مهامه كمدير جديد لوكالة الاستخبارات. وأشار إيرنست إلى ان برينان «طلب وثيقة من الأرشيف الوطني ترمز إلى ان الولايات المتحجة دولة قوانين». وأوضح ان «قبل أداء اليمين، قال المدير برينان انه طلب من الأرشيف هذه الوثيقة لأنه يريد تجديد التزامه بحكم القانون فيما يؤدي اليمين كمدير للـسي آي إي». يشار إلى ان مجلس الشيوخ الأميركي صادق على تعيين برينان فحصل على 63 صوتاً مريداً و34 معارضاً. وكان تصويت مجلس الشيوخ على تعيين برينان أرجئ يوماً واحداً بعد لجوء السناتور الجمهوري راند بول إلى المماطلة السياسية ومطالبته بتوضيح مكتوب لمسألة استخدام الطائرات من دون طيار لقتل أميركيين على أرض أميركية. وكانت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ صوتت لمصلحة تعيين برينان، مع العلم انه تحدث أمامها قبل 3 أسابيع تقريباً وأكد ان أميركا ما زالت في حالة حرب مع تنظيم «القاعدة» وحلفائه، مشيراً إلى ان استخدام القوة القاتلة ضد «الإرهابيين» هو الملجأ الأخير. ورأى ان على الـ»سي آي إي» أن تراقب الدول التي تسعى لامتلاك أسلحة نووية، في إشارة منه إلى إيران وكوريا الشمالية. وسئل عن استخدام تقنية «الإغراق» خلال استجواب معتقلين «إرهابيين»، فأشار برينان إلى ان لا معلومات لديه عن استخدامها خلال عملية تعقب زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن الذي قتل في عملية خاصة بباكستان في العام 2011.

 

راعي أبرشية صربا المارونية المطران بولس روحانا في أربعين بشعلاني: نريد لبنان الجامع الواحد الموحد الذي لن يموت ولن يركع ولن يقسم

وطنية - احتفلت بلدة بلونة - الكسروانية بالقداس الالهي في كنيسة مار الياس الحي، لمناسبة اربعين الرائد الشهيد بيار بشعلاني، بدعوة من رئيس بلديتها الدكتور بيار المزوق واعضاء مجلسها البلدي.

ترأس القداس راعي أبرشية صربا المارونية المطران بولس روحانا، عاونه فيه كاهن الرعية الخوري اسطفان الخوري ومساعده الخوري ساسين انطون، وحضره وزير الداخلية مروان شربل ممثلا بالعقيد فؤاد الخوري، قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلا بالعقيد الركن جوزف بطرس، قائد الدرك العميد جوزف الدويهي، عائلة الشهيد بشعلاني وعائلة الشهيد ابراهيم زهرمان وحشد من رفاقهما، رئيس البلدية وأعضاء المجلس البلدي، مخاتير، رؤساء البلديات في البلدات المجاورة. وخدمت القداس جوقة الرعية.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى روحانا عظة من وحي المناسبة، قال فيها: "نلتقي الليلة في ذكرى استشهاد الرائد بيار بشعلاني ورفيقه ابراهيم زهرمان اللذين سقطا على مذبح الوطن، هذا الوطن الذي يئن في أوجاعه ويطوق الى الخلاص. وأردناها أيضا وقفة صلاة وتأمل ورجاء مع الوالدين المفجوعين، مع الاهل والزوجة والاصدقاء ورفاق بيار وابراهيم". أضاف: "الجيش،المؤسسة العسكرية لم تكن يوما بالنسبة الى بيار بابا للترقية الوظيفية، بل رسالة للبنان الواحد والضمانة لوحدة الوطن وسلامته، والعسكري الذي يلتزم بهذه الرسالة يعلم علم اليقين ان تلك الرسالة تتضمن الشهادة حتى الاستشهاد، أي بذل الذات في كل لحظة عند تأدية الواجب. لقد ادرك بيار منذ ان اختير ليكون في القوة الضاربة ان حياته لن تكون عادية وانها معرضة للخطر في اي لحظة بخاصة في الاوضاع المضطربة التي يعيشها لبنان وتعيشها المنطقة. ورغم المحاذير والمخاطر التزم المرحوم بيار رسالة الجيش التي تختصر بثلاث كلمات نحبها نحن كلبنانيين شرف، تضحية، وفاء، أمانة للبنان الرسالة ودفاعا عنه وعن سيادته ومكانته في هذه المنطقة ضمن واقع سياسي محلي واقليمي، مضطرب تتجاوز أبنائه صراعات مذهبية واجتماعية تنذر بالويل اذا لم نتداركها بالحوار العقلاني المنفتح وتغليب المصلحة العامة ومنطق الدولة، دولة القانون والمؤسسات".وقال: "كل لبناني صادق يشعر اليوم في أعماقه بأن الشهيدين بشعلاني وزهرمان هما لكل لبنان ارضا وشعبا، للبنان الدولة، لا للبنان الواهن اليوم، بل كما يجب ان يكون، لبنان الجامع الواحد الموحد، الذي لن يموت، ولن يركع، ولن يقسم طالما بقي هناك من يؤمن به ويعمل بصدق ومحبة لأجله".

وتابع: "دم الشهيد بيار ودماء الشهداء كافة الذين سقطوا على مذبح الوطن، مسؤولية تاريخية ملقاة على أكتاف كل اللبنانيين في تعدد طوائفهم ومذاهبهم".

ورأى أن "حملات الاستنكار والتظاهر تأييدا للجيش ليست كافية، بل يجب العمل معا يدا واحدة في سبيل وطن يقوم على مبدأ المواطنة والمساواة والشراكة"، مشيرا الى "أن كل هذه القيم تستمد قوتها وديمومتها من قيمة كبيرة زرعها الله الخالق في كل آدمي، الا وهي كرامة الشخص البشري المخلوق على صورة الله ومثاله"، لافتا الى "ان رسالة لبنان الفريدة في هذا الشرق المعذب ان يشهد لتلك الكرامة، كرامة الشخص البشري صونا للحريات كلها وللتعدية والمساواة والاخوة الحقيقية"، مشيرا الى انها "الرسالة التي أراد قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر ان يعطيها للمسيحيين في الشرق الاوسط وهو يعلم ان المسيحيين يعملون يدا بيد مع اخوانهم في المواطنة في كل بلدان الشرق الاوسط، وهو قد أعطى عنوانا لأرشاده الرسولي الكنيسة في الشرق الاوسط: شركة وشهادة، طالبا من المسيحيين بأن يكونوا في خدمة هذه الشراكة ليشهدوا لأيمانهم بالله الخالق مع اخوانهم في المواطنية وفي الايمان. إنها باختصار رسالة الكنيسة ورسالة الاديان السماوية، وهي تدعونا لكي نكون معا في بناء الشركة والشهادة لها". وختم معربا عن ثقته بأن "غياب بيار لن يكون عبثيا، بل سيؤتي بثماره، ولأن المؤمنين بهذا الوطن الرسالة وديمومته وفرادته لا يزالون كثرا". وفي الختام، ألقيت كلمات نوهت بالشهيدين وبالجيش وبدورهما سعيا للحفاظ على لبنان "السيد، الحر، المستقل".  كما ألقى والد الشهيد بشعلاني كلمة بأسم العائلة شكر فيها البلدية بشخص رئيسها الدكتور بيار المزوق واعضاء مجلسها البلدي، واهالي البلدة على مبادرتهم الانسانية تجاه ابنه الشهيد وتكريمه بإقامتهم هذا القداس .

       

لبنان على محك السيناريو الأسوأ في يونيو و«14 آذار» تقترب من بري والكرة في ملعب «حزب الله»

 بيروت - «الراي/هل يقترب لبنان، المصاب بانعدام وزنٍ سياسي وأمني واقتصادي، من لحظة السقوط في قبضة الفوضى، ام انه على موعد في الايام «المعدودة» المقبلة مع مفاجآت من نوع «اشتدي ازمة تنفرجي»؟

إنه السؤال الذي يقضّ مضاجع بيروت ليل نهار مع تعاظُم المأزق الكبير الذي يهدّد مصير الانتخابات النيابية، وقد يطيح تالياً بالبرلمان والحكومة، مما يعني تسارع الانهيار العام في الحديقة الخلفية للصراع في سورية، وإنتقالها واجهة امامية في المواجهة الكبرى في المنطقة. إذا استمرت الامور على المنوال الحالي فإن هذا السيناريو «القاتل» يتقدم يوماً بعد يوم وقد يصبح حقيقة مع افول يوم 20 يونيو موعد انتهاء «صلاحية» البرلمان الحالي، الذي يفقد شرعيته مع تعذُّر انتخاب مجلس بديل، و«تطير» معه الحكومة، بحسب بعض الاجتهادات الدستورية. هذا المنزلق الخطر يطلّ برأسه في لحظة بالغة القتامة... فالحكومة مصابة بتصدعات قاسية نتيجة الازدواجية النافرة في الموقف من الازمة في سورية والعلاقة مع دول الخليج، وبسبب الخلافات بين مكوّناتها في شأن الملف الانتخابي واستحقاقاته، وفي مقارباتها للواقع الاقتصادي - المالي.

الواقع الامني يترنّح على «كف عفريت» نتيجة الاحتقان الناجم عن الكلام عن تورُّط «حزب الله» في العمليات العسكرية ضد الشعب السوري وانفلاش الظواهر المناهضة له، إضافة الى مظاهر الفلتان المتمادية مع انحسار سلطة الدولة وهيْبتها وتزايُد عمليات الخطف وكأن البلاد مهددة بالتحول الى غاب بلا شريعة. اما الواقع الاقتصادي - المعيشي فليس افضل حالاً مع الانكماش الخطر لعائدات الدولة وتراجع معدل النمو الى واحد في المئة، في ظل إضراب مفتوح للهيئات النقابية التي تطالب الحكومة بالوفاء بتعهداتها بعد الـ «شيك من دون رصيد» المتمثل باقرار سلسلة الرتب والرواتب من دون تأمين مصادر تمويلها.

ويشكل تزامن هذه الوقائع الداكنة مع المأزق السياسي - الدستوري ميداناً لـ «كوابيس» فعلية بدأت تلقي بظلالها السودوية على الوضع العام في البلاد، وخصوصاً وان المواعيد - الاستحقاقات بدأت تُحسب بالايام وليس بالاسابيع، وسط سوء انقشاع لما سيكون عليه الوضع مع بلوغ موعد الانتخابات النيابية.

«الثقب» الوحيد الذي يستولد «قطْرة ضوء» يتمثل في الدور الانقاذي الذي قد يضطلع به رئيس البرلمان نبيه بري في «اللحظة الاخيرة» كونه يشكل «قناة التفاوض» الوحيدة بين معسكريْ «8 و14 آذار»، توصلاً الى مخرج ينقذ الاستحقاق الانتخابي ويحول دون السقوط في الهاوية. واللافت مع فتح الباب للترشح للانتخابات بدءاً من غد ولنحو شهر، ان قوى «14 اذار» تمضي وبالتفاهم مع النائب وليد جنبلاط في صوغ مشروع لقانون انتخاب يلاقي ما كان اقترحه الرئيس بري (اي الصيغة المختلطة بين الاكثري والنسبي)، الامر الذي يجعل الكرة في مرمى شركاء بري في قوى «8 اذار» على قاعدة ملاقاة الآخرين في منتصف الطريق من خلال «دفْن» قانونيْ الستين النافذ و«الميْت» سياسياً والذي وُجهت الدعوة الى الهيئات الناخبة على اساسه والمشروع الارثوذكسي (يقوم على ان ينتخب كل مذهب نوابه) «الميْت» ميثاقياً.

وثمة من يعتقد في بيروت ان «القطبة المخفية» في مجمل الاستحقاق الانتخابي تتصل بما يريده «حزب الله» من الانتخابات النيابية ونتائجها والحكومة التي ستنبثق عنها والبيان الوزاري لتلك الحكومة وموقع «المقاومة» فيه.

وكان لافتاً امس ان تحديد وزير الداخلية مروان شربل يوم غد لبدء تقديم تصاريح الترشيح للانتخابات ضمن مهلة تستمر حتى 10 ابريل المقبل، دخل على خط الصراع المحتدم داخل البيت الحكومي حول المسار القانوني للانتخابات والذي كان بدأ مع توقيع رئيسيْ الجمهورية والحكومة مرسوم دعوة الهيئات الناخبة وفق قانون الستين الذي تتلاقى على رفضه وبالصوت العالي قوى 8 آذار والاحزاب المسيحية في 14 آذار، علماً ان هذا الكباش المحتدم على موعد مع جولة جديدة تتصل خصوصاً بتشكيل الهيئة العليا للاشراف على الانتخابات والتي لن تمرّ في الحكومة بسبب موقف فريق 8 آذار الامر الذي سيحرج سليمان وميقاتي ويؤدي تالياً الى نسف القانون النافذ من دون ان يكون التوافق حصل على بديل «قابل للحياة». واعلن الوزير شربل انه بموجب قانون الانتخاب النافذ، هناك مواعيد ومهل يجب الالتزام بها، والاثنين هو آخر مهلة لفتح باب الترشيحات»، مشيراً الى أن «قانون الستين» المعدل بموجب اتفاق الدوحة «لم يرد فيه ما يشير الى انه معمول به لمرة واحدة»، موضحاً «مع ذلك، أعددت كتاباً سأرسله الى هيئة التشريع والاستشارات في وزارة العدل لأخذ الرأي القانوني في ما اذا كان «قانون الستين» نافذاً أم لا، فإذا جاء الرأي بأنه غير نافذ تلغى كل الإجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية، وإذا كان نافذاً نكون قد قمنا بواجبنا الدستوري والقانوني».

وكان «حزب الله» حمل شدة على تحديد شربل موعد بدء تقديم الترشيحات للانتخابات اذ وصف النائب حسن فضل الله «خطوات واجراءات اتخذتها جهات في السلطة في الايام الماضية» بأنها «استفزازية وتمثل تحديا لارادة غالبية اللبنانيين وللاجماع الوطني على رفض قانون الستين الذي لم يعد موجودا» معتبراً ان هذه الخطوات «هي خارج اطار الاجماع والارادة الوطنية وزادت تعقيد الوضع وربما تأخذنا الى المجهول».

وجاء في مقدمة تلفزيون «المنار»: «فتح وزير الداخلية باب الترشيح للانتخابات المقبلة وفتح معه الباب واسعا على تجاذب جديد في لحظة البحث عن احتواء ترددات توقيع مرسوم الهيئة الناخبة. وبدل التأويلات السياسية كان اللجوء الى النصوص القانونية، فقانون الستين موضوع لعملية انتخابية واحدة وفق القانون 25 الذي اقر في الدوحة والدليل انه لحظ احكاما تنظم عمل هيئة الاشراف على الحملة الانتخابية لسنة 2009 فقط وهو ما اكدته وزارة العدل وهيئة التشييع والاستشارات فهي بناء على طلب رئيس الجمهورية قدمت رأيها القائل الستين قانون لمرة واحدة ولا يمكن العودة اليه».

 

سليمان يستبق مشاركته في قمة الدوحة بـ «تأنيب» منصور/لبنان المربك «يقفز» فوق مسببات الاستياء الخليجي ويصوّب على «سياسات» وزير خارجيّته

الراي/على خطيْن متوازييْن تستمرّ المساعي السياسية في بيروت بقيادة رئيسيْ الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي لتطويق ذيول الاستياء الخليجي غير المسبوق من لبنان على خلفية ما اعتبرته دول مجلس التعاون «عدم التزامه بسياسته الرسمية المعلنة حيال الأزمة في سورية» محذّرة من تداعيات هذا السلوك على «أمنه واستقراره ومصالح وسلامة الشعب اللبناني الشقيق».

وقد بدا تركيز لبنان الرسمي منصبّاً على «محاكاة» الغضبة الخليجية من خلال خطوة «استيعابية» بدت «شكليّة» في نظر قوى المعارضة، اي 14 آذار، لانها قفزت فوق جوهر تحذيرات دول مجلس التعاون الخليجي التي جاءت برسم اداء الحكومة كجسم سياسي واطراف فيها وتحديداً «حزب الله» على خلفية تورّطه في القتال داخل سورية، واتجهت الى «تأنيب» وزير الخارجية عدنان منصور على موقفه الذي تلا الرسالة الشديدة اللهجة التي تبلغها لبنان من الامين العام لمجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف الزياني والذي عبّر عنه في اجتماع مجلس الجامعة العربية بالقاهرة حيث طالب بإعادة المقعد السوري في الجامعة الى نظام الرئيس بشار الاسد، وهو الامر الذي عزّز «مضبطة الاتهام» الخليجية لبيروت بالتخلي عن سياسة النأي بالنفس وتَسبب بهزة حادة داخل الحكومة التي انقسمت على نفسها بعدما انبرى الفريق الذي ينتمي اليه منصور (اي «حزب الله» وحركة «أمل») الى تغطيته بالكامل بوجه موقفيْ سليمان وميقاتي، ما أظهر الاخير خصوصاً على انه يترأس حكومة «ثلثٍ» يقرّر فيها الثلثان و«ينطقان» بعكس ما يبتغيه ومن دون ان يكون قادراً على القيام بالخطوة - المحك اي إقالة وزير الخارجية.

وكان لافتاً امس ان رئيس الجمهورية استقبل منصور واطلع منه على اجواء اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية وموقفه المتعلق بالشأن السوري والتوصيات التي تمّ رفعها وذلك بعيْد تسلم سليمان رسالة من امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سلمها اليه سفير الدوحة لدى لبنان سعد المهندي وتضمنت دعوة الى حضور القمة العربية التي تنعقد في العاصمة القطرية في 26 و27 الحالي.

وفي رسالة «تنبيه وتأنيب» اكد الرئيس اللبناني امام منصور «ان مجلس الوزراء اعتمد سياسة النأي بالنفس عن الازمة السورية وتم التوافق في شأنها في هيئة الحوار الوطني، لذلك فان اعلان اي موقف او اقتراح من المسؤولين والوزراء، وتحديداً وزير الخارجية، في المحافل الدولية يجب ان يعكس هذه السياسة من دون اي التباس ويستوجب التشاور المسبق في شأنه مع رئيس الجمهورية الذي يتداول بدوره هذا الموضوع مع رئيس الحكومة»، الامر الذي تمت قراءته على انه تبرؤ كامل من مضمون كلمة رئيس الديبلوماسية اللبنانية.

وجاءت خطوة سليمان بحسب اوساط مراقبة كـ «بدل عن ضائع» هو عدم القدرة على اصدار موقف رسمي باسم مجلس الوزراء مجتمعاً يعبّر عما ابلغه رئيس الجمهورية الى منصور وذلك تفادياً لـ «تفجير» الحكومة من الداخل، علماً ان رئيس الحكومة كان اعتمد سياسة مماثلة اذ خاطب وزير خارجيته برسالة خطّية قاسية وجّهها اليه مع دراّج بعيد عودته الى بيروت من القاهرة ودعاه فيها الى الالتزام بسياسة الحكومة بالنأي بالنفس ازاء الازمة السورية. ووسط تقارير اشارت الى ميقاتي سيعاود اثارة موضوع وزير الخارجية بعد عودته من الخارج، حيث يطمئن إلى صحة زوجته بعد العملية الجراحية التي أجريت لها في ساقها، ولكن من دون أن يصار إلى إقالته باعتبارها غير ممكنة لا نتيجة التوازنات داخل الحكومة ولا سياسياً، عاد وزير الخارجية واكد تلقيه الرسالة من ميقاتي موضحاً انه عندما اعلن انه لم يتسلّمها لم يكن فعلاً تلقاها، سائلاً عن ماهية المخالفة الدستورية التي ارتكبها في القاهرة، ومشيرا الى أنها على لسان منتقديه فقط، ومستغربا الضجيج الذي حصل لأن ما قاله «هو وجهة نظر وليس قراراً سياسياً».

وشدد منصور على «أن لبنان ملتزم سياسة النأي بالنفس، والقرار الأخير الذي اتخذته الجامعة العربية عبر إعطاء مقعد سورية للمعارضة نأى لبنان بنفسه عنه ولو أنه يحمل خطورة كبيرة».

في موازاة ذلك، افادت تقارير صحافية في بيروت ان «أحد السفراء الخليجيين في لبنان كان واضحا في تحذيره لوفد لبناني زاره في محاولة لترطيب الأجواء والتنصل من كلام وزير الخارجية عدنان منصور في الجامعة العربية، اذ اعرب عن خشيته أن تجد دول مجلس التعاون الخليجي نفسها مضطرة إذا استمر الموقف اللبناني رمادياً من النظام السوري وممارساته الإجرامية إلى اتخاذ خطوات سياسية ليست في الحسبان، عبر سحب السفراء الخليجيين من لبنان كمقدمة لإقفال السفارات الخليجية في لبنان، في حال أصر فريق من اللبنانيين على توفير الدعم السياسي والعسكري للنظام السوري».

ونقلت صحيفة «اللواء» أن «سفراء دول مجلس التعاون الخليجي أبلغوا المسؤولين أن دولهم ليست في صدد اتخاذ أي إجراءات سلبية ضد مصالح اللبنانيين على أراضيها، لكن لا بد من إعادة نظر في حقيقة الموقف اللبناني حيال الأزمة السورية، وضرورة أن تعبر الحكومة بلغة واحدة وتلتزم الإجماع العربي في كل ما يتصل بالشأن السوري».

وفي سياق متصل، استغرب وزير المال محمد الصفدي ما نشر عن سحب أموال سعودية من المصارف اللبنانية، وقال: «ان النظام المصرفي في لبنان هو أصلا نظام يضمن حرية انتقال الأموال وسريتها، وبالتالي فإن للمودعين حرية التصرف بأموالهم كما يشاؤون»، وقال: «في مطلق الأحوال، لا أرى موجباً مالياً ولا أمنياً ولا سياسياً لسحب أموال سعودية، حكومية أو خاصة من لبنان، ذلك أن الثقة قائمة ومتبادلة بين لبنان شعبا وحكومة، والمملكة العربية السعودية شعبا وقيادة، فالمملكة تدعم الاستقرار السياسي والأمني والمالي في لبنان وهي أثبتت ذلك في محطات مفصلية عدة من تاريخنا المعاصر».

 

وهاب لميقاتي: روح فلّ عنّا عمرك ما ترجع

 بيروت - «الراي»/شنّ الوزير السابق وئام وهاب هجوماً عنيفاً على كل من رئيسيْ الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي ورئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط انطلاقاً من ادائهم المتصل سواء بملف قانون الانتخاب او الازمة السورية. واعلن وهاب عبر شاشة تلفزيون «المنار» انه «مع الذهاب بالمسار التشريعي للنهاية في المشروع الارثوذكسي، او نكون كـ (الرئيس) ميشال سليمان او انطوان سليمان، اي رئيس الجمهورية الذي لا اعرف ما هو اسمه، او كنجيب ميقاتي، اذ هم يعملون بالموتى وفق قانون ميت (الستين). وحتى لو اعطوا هذا القانون ابرة (حقنة) فلا يمكن اعطاؤه الحياة». ورداً على سؤال عن اتجاه ميقاتي الى مقاطعة اي جلسة عامة لإقرار «المشروع الارثوذكسي» ما سيعني ان الطائفة السنية ستكون غائبة بالكامل في ظل اعتراض سعد الحريري وتياره، قال: «ليتوقف ميقاتي عن المزايدة عليهم لان هذا الموضوع لن يقدم ويؤخر، فميقاتي موغل بالاخطاء الى حد كبير، فقد اصبح اليوم الداعم الاول لجماعة (القاعدة) في لبنان وأناشد الاوروبيين للتفتيش عن هذا الامر وليعرفوا علاقته بالشيخ حسام الصباغ وعلاقته بالآخرين»، مضيفاً: «8 آذار اخطأ بمجيء نجيب ميقاتي رئيساً للحكومة والرزقة على الله، ومن يزعل فليزعل ومن يرضى فليرضى، فلنتوقف عن هذا الخطأ، وحاجة نجبيب ميقاتي مقلدنا جْميلة انو عامل رئيس حكومة، روح فلّ عنا، عمرك ما ترجع (...) وانا اقصد عمرو لا يرجع من رئاسة الحكومة وغير ذلك الله لا يضره ويطوّل عمره». واذ اشار الى ان «جبهة النصرة» لديها هّم اساسي هو «ان تأخذ الشرعية في الشارع العربي والاسلامي»، لفت الى ان هذه الجبهة «تريد عمليات في مواجهة اسرائيل، وقوة «اليونيفيل» يحولون دون ذلك، وسيبدأون باليونيفيل في وقت قريب»، مضيفاً: «لم افشّخ يوماً على الناس، فانا اتكلم بامور مستندة على معلومات اكيدة، وأؤكد اننا نتجه الى فوضى في لبنان.»

ورداً على سؤال آخر، اعلن «ان الرئيس الراحل حافظ الاسد هو من صنع وليد جنبلاط فهل بعد 30 سنة يخون حافظ الاسد بهذه الطريقة حتى تصدقه جبهة النصرة»؟، وقال: «جنبلاط يبيع اوراقه يوماً لمعاذ الخطيب ويوماً لايمن الظواهري فهل يصدّق انهم سيصدقونه؟ وأسأله لماذا تبيع اوراقا مجانية وتورّط الدروز؟ (...) ويا وليد بيك السوق كاسد ولن يشتري منك هذا الكلام وبضاعتك لا تستطيع تسليمها. هو يحاول بيع هذا الموقف الى جهات معينة تريد منه فرط الحكومة وهذا الأمر لا يستطيع ان يقوم به فلماذا يتعب نفسه». واذ اوضح «ان حزب الله ليس متورطا بالقتال داخل سورية بل هم سكان قرى لبنانية داخل الاراضي السورية الذين يحمون انفسهم»، قال: « منذ سنة تباهى الرئيس سعد الحريري بأنه يدعم المعارضة السورية بالسلاح وكذلك احد النواب في كتلته ويُقتل اشخاص من طرابلس ويُشيعون. هناك معركة حياة او موت في كل المنطقة ومَن يربح صحتين على قلبه واذا ربحنا سنفقع رقبتهم واذا ربحوا فليفعلوا بنا ما يشاؤون فلا يوفرونا».

 

الأمير مقرن بعد لقائه وفد الهيئات الإقتصادية برئاسة القصار: المملكة حريصة على وجود الجالية اللبنانية على أراضيها

وطنية - زار وفد من رؤساء الهيئات الإقتصادية برئاسة الوزير السابق عدنان القصار المملكة العربية السعودية في إطار زيارة رسمية، التقى في خلالها النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز في قصره في الرياض، حيث قدم له التهنئة لمناسبة توليه منصبه الجديد، وشكل اللقاء مناسبة لاستعراض العلاقات اللبنانية - السعودية، والدور الذي لعبته المملكة ولا تزال على صعيد دعم ومساندة لبنان.

ورحب الأمير مقرن، في بداية اللقاء بوفد الهيئات الإقتصادية، وشكر لها زيارتها وتهنئتها له، معلنا أن "اللبنانيين على اختلافهم، دائما مرحب بهم في المملكة بلدهم الثاني". ونقل الأمير مقرن للوفد، حرص المملكة العربية السعودية، على أفضل العلاقات مع لبنان، نافيا "ما يشاع عن توجه المملكة لاتخاذ إجراءات بحق اللبنانيين العاملين فيها"، معلنا أن "المملكة حريصة على وجود الجالية اللبنانية على أراضيها، وهم دائما محل تقدير لدى قيادة المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز".وقال للوفد: "إن سياسة المملكة ثابتة تجاه لبنان ولن تتبدل، لأن للبنان محبة خاصة عند المملكة، ولا سيما عند خادم الحرمين الشريفين الذي سيظل داعما للبنان ولاقتصاده، وسيظل على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين، لأن الإستقرار في لبنان بالنسبة لنا يشكل مدخلا أساسيا، ليظل لبنان يلعب دوره الريادي المعروف على مستوى المنطقة". وأشاد الأمير مقرن بالدور الذي تلعبه الهيئات الإقتصادية "نظرا لما تمثله من صورة تعكس حقيقة لبنان ودوره"، وطمأن الوفد، بأن لا نية لدى المملكة العربية السعودية، بسحب أي ودائع سعودية، سواء من قبل المستثمرين أو من قبل الحكومة السعودية، من المصارف اللبنانية"، مشيرا إلى "أن الأمر لا يعدو كونه إشاعة، من ضمن الإشاعات، التي صدرت في الآونة الأخيرة".

القصار

من ناحيته، تحدث القصار باسم الوفد، فثمن كلام الأمير مقرن، شاكرا له "حسن الإستقبال الذي رافق الزيارة"، مؤكدا أن "المملكة العربية السعودية، هي في قلب جميع اللبنانيين، الذين لا يستطيعون إلا أن يشكروا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز على مواقفه الداعمة للبنان ولاستقراره". وأوضح أن "الإساءات التي بدرت عن بعض اللبنانيين والتي طاولت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن شيم اللبنانيين، الذين لا يمكنهم أن يردوا جميل المملكة التي دعمت لبنان إقتصاديا وماليا واستضافت ولا تزال مئات ألوف العائلات، بهذه الإساءات الرخيصة".

وأبلغ القصار الأمير مقرن، أن "هذا الموقف يمثل أيضا موقف المسؤولين السياسيين اللبنانيين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الذي أبلغني نقل تحياته إلى خادم الحرمين الشريفين وإلى سموكم، وتأكيده وحرصه إقامة أفضل العلاقات مع البلدان العربية ومنها الخليجية، ولا سيما المملكة العربية السعودية". إلى ذلك، زار وفد الهيئات الإقتصادية، الرئيس سعد الحريري في مقر إقامته في الرياض، وشكل اللقاء مناسبة لبحث الأوضاع العامة في لبنان، ولا سيما ما يتعلق منها بالشأنين السياسي والإقتصادي وأيضا الأمني، وجرى التأكيد من قبل الجانبين على "ضرورة ترسيخ الوحدة الوطنية، في ظل المرحلة الدقيقة التي يمر فيها لبنان نتيجة الظروف المضطربة في المنطقة العربية".كما وأكد المجتمعون، "أهمية إبعاد لبنان قدر المستطاع عن مفاعيل الأزمة السورية". وعلى هذا الأساس، دعا المجتمعون إلى "ضرورة الكف عن تعريض مصالح لبنان واللبنانيين للخطر، وأهمية اعتماد الخطاب السياسي العقلاني تجاه البلدان الخليجية التي شكلت ولا تزال صمام أمان للبنان ولنموه وتطوره".كذلك تداول المجتمعون في الموضوع الإنتخابي، وجرى التأكيد على "أهمية إجراء الإنتخابات في موعدها الدستوري، بما يساعد على ترسيخ الإستقرار في لبنان".

الحريري

بدوره، ثمن الرئيس الحريري "الدور الذي لعبته وتلعبه الهيئات الإقتصادية، والذي أدى ويؤدي إلى صمود الإقتصاد اللبناني والمحافظة على نموه على الرغم من الظروف التي مر ويمر بها"، داعيا الهيئات إلى "إستكمال لعب هذا الدور لأنّ القطاع الخاص اللبناني كان ولا يزال يشكل العمود الفقري لتطور الإقتصاد اللبناني وازدهاره".

 

الاحدب: اذا أصر حزب الله وفريقه على قانون يكفل له السطو على السلطة فنحن مع اجراء الانتخابات في موعدها ووفق القانون الحالي

وطنية - اعتبر رئيس "لقاء الاعتدال المدني" النائب السابق مصباح الاحدب "ان الغاء الانتخابات او تأجيلها، سيكون اليوم الاسود في تاريخ لبنان"، وقال: "اذا أصر حزب الله وفريقه على قانون يكفل له السطو على السلطة، فنحن نصر على اجراء الانتخابات في موعدها ووفق القانون الحالي الشرعي والنافذ". وقال في مؤتمر صحافي في دارته في طرابلس: "ان الانتخابات النيابية محطة اساسية في العملية الديموقراطية، وذلك تكريسا للقاعدة الدستورية التي تعتبر الشعب مصدر السلطات، من هذا المنطلق ندعو للمحافظة على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري، فلا يجوز التمديد لهذا الفريق السلطوي الحاكم الذي سيطر على البلد بقوة سلاحه غير الشرعي، ففرض حكومة الامر الواقع، ضاربا بعرض الحائط نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة، فهدم مختلف مؤسسات وادارات الدولة ونهب مرافقها ومرافئها، وفرض منطق تقاسم الاجهزة الامنية وحولها من موقع الحامي للمواطن والدولة الى موقع الحامي للميليشيات والنظام المجرم المتهاوي في دمشق" . واعتبر "ان الوصول الى الغاء الانتخابات او تأجيلها الى اجل غير مسمى كما يخشى، سيكون اليوم الاسود في تاريخ لبنان وهو تمديد للسلطة الحاكمة المغتصبة رغم ارادة الشعب اللبناني، لانهم يعلمون بان نتائج الانتخابات أيا تكن لن تبقي هكذا حكومة ولن تسمح بتشكيل حكومة على شاكلتها" .

اضاف: "هنا يأتي الحديث عن دور الفريق المعارض الذي سبق ورضخ لارادة السلاح، فقبل بالانقلاب الدستوري في الدوحة، وتنازل لاحقا عن نتائج الانتخابات عبر موافقته حينها على الثلث المعطل متجاوزا الدستور وخلافا لمضمون التفويض الشعبي الذي ناله والذي كان يريد بوضوح العبور الى الدولة وليس العودة الى حكم الميليشيات" . وطالب هذا الفريق اليوم ان يضطلع بمسؤولياته والا يقبل بضرب الدستور مجددا عبر موافقته على هرطقة دستورية جديدة هي ربط اجراء الانتخابات بقانون جديد، في ظل تلك المناورة المشبوهة المعروفة بالقانون الارثوذكسي ( والارثوذكسية منها براء) والذي يستخدم كعصا غليظة لفرض قانون يكفل الفوز مسبقا لفريق حزب الله وأعوانه ليكرس قبضته على السلطة او ليرحل الانتخابات الى اجل غير مسمى، ويعود ويحكم أيضا قبضته على السلطة".

وتابع: "هذه مؤامرة مكشوفة لن يرضى بها الشعب اللبناني. نريد الانتخابات في موعدها. نريد الانتخابات وفق قانون جديد شرط ان يكون ديموقراطيا وعادلا ومنسجما مع الدستور ولا يقسم اللبنانيين. وهذا امر ممكن اذا حسنت النوايا. اما اذا أصر حزب الله وفريقه على قانون يكفل له السطو على السلطة، فنحن نصر على اجراء الانتخابات في موعدها ووفق القانون الحالي الشرعي والنافذ، وهو افضل الف مرة من الفراغ او من التمديد للامر الواقع المسلح. ولتتوقف محاولات أبلسة هذا القانون، خصوصا من قبل الذين يحاولون أبلسة كل شيء في هذا البلد يقف في وجه حزب الله والنظام القاتل في دمشق، من عرسال الى طرابلس الى عكار الى صيدا الى الطائفة السنية بأكملها، ومؤخرا قانون ال60، وهم نفسهم الذين صوروا تبنيه في مؤتمر الدوحة كانه انتصار للديموقراطية وللحق" .

وقال: "كفى الاعيب، قانون ال60 هو القانون النافذ. اذا اتفقنا على قانون بديل افضل، فليكن. والا يجب اجراء الانتخابات في موعدها، ووفق القانون النافذ فالدستور اللبناني واضح" .

ونوه "بمواقف رئيس الجمهورية المدافعة عن الدستور والقانون وما تبقى من هيبة الدولة ومؤسساتها، ونحن ندعمه في تصديه لقانون الفتنة والتقسيم المعروف زورا بالارثوذكسي وفي اصراره على موعد الانتخابات وفي اصداره مرسوم دعوة الهيئات الناخبة وفق القانون النافذ وفي تمسكه بتشكيل هيئة الاشراف على الانتخابات، هذه مواقف مشرفة وهذه مواقف وسطية بالفعل لا بالقول" .

اضاف: "هنا نسأل الحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي الذي دعا الى اجراء الانتخابات في موعدها هل ستكون مواقفه في هذا الصدد كسياسة النأي بالنفس التي اتبعها بالقول لا بالفعل وتحت شعارها يهرب المازوت الى جيش النظام السوري، وحلفاؤه يقاتلون الشعب السوري ويشيعون في لبنان كشهداء الواجب الجهادي؟ .

يا دولة الرئيس الشعب اللبناني واهل مدينتك ليسوا اغبياء وهم سئموا وعودك العرقوبية وصدق من قال:" كانت مواعيد عرقوب لها مثلا وما مواعيدها الا الاباطيل لا بل الاكاذيب". فمن وعد يا دولة الرئيس بالنأي بالنفس وخلف؟ ومن وعد بالانماء وخلف؟ ومن وعد بسلسلة الرتب الرواتب وخلف؟ من وعد بتعويضات الهيئة العليا للاغاثة وخلف؟ ومن وعد بمئة مليون دولار لانماء طرابلس وخلف؟ ام انك تبقي تعويضات الهيئة العليا للاغاثة لتمويل حملتك الانتخابية؟ يا دولة الرئيس لو لم تكن موافقا على تصريحات وزير خارجيتك لما ارسلت له كتاب عتب مع دراج لا بل كنت اقلته او استقلت. ولكن يبدو انك تؤجل استقالتك لموعد الانتخابات. فطرابلس واهلها لم يعرفوا الامان والسلام منذ ان قدمت نفسك غطاء باسمنا للفريق الذي اغتصب السلطة في البلد فحاولت ان تصورنا كاننا امارة خارجة عن الدولة فمولت مقاتلين وهدرت اليوم دمهم لدعم النظام القاتل في دمشق، وشرعت الحدود في وادي خالد وعرسال ليخطف ابناؤنا واخرهم الشيخ المعربوني في البقاع وتقصف منازل اهلنا هناك بقذائف جيش النظام المجرم !

بمن تريد ان نذكرك يا دولة الرئيس؟ بابناء مدينتك محمد الرفاعي وحسان سرور اللذين خطفا في تلكلخ مع رفاقهم الذين استشهدوا بعد ان استدرجوا بتركيبة مخابراتية لم تعد تخفى على احد ماذا فعلت لاجلهم ؟ فما زلنا ننتظرهم يا دولة الرئيس، ام نذكرك بالتحقيق الذي لطالما طالبناك به وعليك ان تطلبه من جيشنا اللبناني من اجل كشف حقيقة ما جرى مع وليد بطحيش، عبدالرحمن حبشيتي، خالد الشامي، خضر المصري واحمد الزعبي وغيرهم وذلك لاعادة ربط الصلة مع هذه المؤسسة التي يجب ان تكون للجميع لا لفريق واحد كما اتفق عليه من خلال الهرطقة التي حصلت في اتفاق الدوحة تحت عنوان (الجيش والشعب والمقاومة) والتي لم نوافق عليها يوما" .

وختم الاحدب:"يا دولة الرئيس لكل ذلك نقول بالله عليك استقل وارح هذا الشعب المظلوم وهذه المدينة المنكوبة من عرقوب ووعوده!".

 

حوري: حزب الله يريد الحفاظ على الحكومة في انتظار التطورات السورية

وطنية - أوضح النائب عمار حوري أن "تيار المستقبل يتشاور مع حلفائه لا سيما المسيحيين منهم، ويضعهم في أجواء المشاورات التي يجريها مع الحزب التقدمي الاشتراكي، في الوقت الذي يطلع فيه النائب وليد جنبلاط الرئيس نبيه بري على تفاصيل هذه النقاشات وهو يقوم بدوره بنقل الصورة الى حليفه حزب الله". وامل حوري في حديث الى اذاعة "صوت لبنان"، ان "يصار في القريب المعقول الى تذليل العقبة المتبقية وهي المتمثلة في جزئية جبل لبنان ضمن النظام النسبي".وعن أسباب التخوف من عدم موافقة قوى 8 اذار على صيغة المستقبل – الاشتراكي، أعاد حوري السبب الى "امتلاك حزب الله فيتو أمني من خلال سلاحه، وأنه لا يريد الذهاب الى الانتخابات ويريد الحفاظ على الحكومة الحالية في انتظار ما ستؤول اليه التطورات السورية لإعادة ترتيب الامور الداخلية على أساسها".

 

المجلس الوطني لثورة الأرز الجبهة اللبنانية

عقد " المجلس الوطني لثورة الأرز "[ الجبهة اللبنانية ] إجتماعه الأسبوعي برئاسة أمينه العام ، و بحضور جميع أعضاء المكتب السياسي الممثلين لأحزابهم  في المكتب السياسي، وناقشوا مختلف البنود المدرجة على  جدول الأعمال ، وفي نهاية الإجتماع  صدر عن أمانة  الإعلام البيان الآتي نصه :

1. إستعرض المجتمعون خطورة الوضع الأمني المتفلّت من منطقة الى أخرى ويتخوّف المجتمعون من مجموعة وقائع تشكّل التحدّي الأكبر في مسار الفلتان الأمني . والخطير في الأمر أنّ المواجهات الأمنية التي يُحضّرْ لها أكثر من طرف تكمن من خلفيات مذهبية ومن الصعوبة في مكان إنْ إندلعتْ أن يكون بإستطاعة الجيش اللبناني وسائر القوى المسلحّة الشرعية من لجمها للأسف . ويعتبر المجتمعون أنّ هناك مؤامرة إقليمية تّدبّر لتعكير السلم الأهلي في لبنان من قبل النظامين السوري والإيراني ، وتؤشّر الأحداث القائمة على أنّ النظام السوري يسعى جاهدًا لنقل أزمته الى الداخل اللبناني وإشاحة النظر عمّا يجري في الداخل السوري من جرائم تُرتكبْ بإسم " قمع الإرهابيين ". كما يلفت المجتمعون العديد من القيادات الشريفة وغبطة أبينا السيّد البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي وسائر الأساقفة وأصحاب السماحة الى أنّ العديد من الحركات التكفيرية تنشط في لبنان وتدعو الى حركة تمرّد سنيّة في لبنان لمواجهة حزب الله لكي لا يكون الوحيد القادر على الإمساك بالوضع الأمني ، ويتخوّف المجتمعون من فلتان الوضع الأمني كلما إستعرت الجبهة السورية الداخلية . ويُطالب المجتمعون السلطة اللبنانية والمجتمع الدولي وتحديدًا مجلس الأمن الدولي ضبط الوضع الأمني المتفلّت وإحتواء أي تفلّت محتمل على غرار ما يحصل في عدّة مناطق لبنانية سواء أكان في الداخل اللبناني أو على الحدود اللبنانية – السورية  تطبيقًا لمندرجات القرار 1701. ويأملون من الجميع وخاصة المعنيين من أخذ كل الإحتياطات اللازمة لإحتواء أي إشكالات أو حوادث أمنية ، بإعتبار أنّ لبنان ليس بمعزل إطلاقًا عن هذه الظروف المحيطة به ، خصوصًا لجهة موضوع نزوح المواطنين السوريين الى لبنان والتي يجب البحث في معالجتها معالجة جذرية لأن حجم هؤلاء النازحين بات يُوازي حجم ثلث سُكّان لبنان . وإزاء الوضع الأمني المتفلّتْ وخطورته على الوضع العام السياسي والإقتصادي يتخوّف المجتمعون من تسويغ تأجيل للإنتخابات النيابية ولا أحد يدري كم ستمتّد فترة التاجيل والتي ستفتح الطريق لأكثر من عملية تمديد  ستطال أكثر من مؤسسة رسمية للأسف ، وهذا الواقع السياسي والأمني والإجتماعي والإقتصادي السيْ  يعتبره المجتمعون نتيجة فشل  آداء المؤسسات والقوى السياسية  وفي عدم قدرة هؤلاء الساسة على  تجنيب لبنان الإلتحاق بشرور المنطقة . كما يشير المجتمعون إلى ما تُخطّط له الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبمعية حزب الله للإستفادة من الفوضى القائمة في المنطقة ولا سيما على صعيد إنهيار محتمل للنظام في سورية حيث تُحاول إيران وبمعية حزب الله نقل أكبر كمية من الاسلحة التي يُخزّنها النظام السوري الى أماكن يُسيطر عليها حزب الله ومعظمها بات موجودًا في لبنان وفي مناطق الجنوب والبقاع وبعلبك . لذلك يُطالب المجتمعون من كافة القوى المستقلة والمتحرّرة من الإرتهانات الى تكثيف المساعي مع الامم المتحدة للبحث في معالجة الوضع الأمني الخطير وتامين متطلبات السلم في لبنان .

2. يسأل المجتمعون أهل السلطة والسادة الأحبار وأصحاب السماحة والقوى المستقلة عمّن هو المسؤول في نظرهم عن عدم إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها ، ويعتبرون أنها ليست المرة الأولى التي يُدفع بالوطن الى شفير الهاوية ، والظاهر حاليًا أن الخلاف على قانون للإنتخابات يقود الى الفراغ والفراغ سيقود الى الصدام بين أكثر من منظومة سياسية ، وبالتالي هذا الصدام يستجلب تدخلاً خارجيًا ، وهذا التدخل سيُوّلد تسوية تخلط موازين القوى ، والتسوية تفرض موازين قوى جديدة على المعادلة السياسية في لبنان . ويعتبر المجتمعون أنّ المارونية السياسية هي التي ستكون المهزومة الأولى في التسوية نتيجة إرتباطات قادتها في محاور خارجية لا قدرة لهم على عرقلة أي من بنودها للأسف ، لأنّ القادة الموارنة مرتشون ومنهزمون ومراؤون وخرقوا كل السقوف بالشعارات والمشاريع الكاذبة ووعدوا شوارعهم بالأحلام الزائفة وبالمزيد من الكذب والرياء وباتوا أمام واقع الهزيمة المُذّلة . ويعتبر المجتمعون أنهم يحاولون تكرار لعبة الدخول في النفق المظلم وسلكوا طريق الهاوية وإنجرفوا في القضاء على المارونية السياسية ، لذلك يُطالب المجتمعون صاحب الغبطة  والسادة المطارنة العمل الجدّي والمثمر للخروج من المأزق القاتل ، فهل يتلقّف غبطته نداء الشرفاء ويدرك خطورة الوضع القائم ولكي يتم تدارك ما يحصل ؟! وإلا على المارونية السياسية الرحمة والسلام .

 

الحركة التصحيحية في القوات أطلقت كتيبا عن مواقفها وكلمات شددت على ضرورة التحرك لاستعادة موقع المسيحيين الوطني والدستوري

وطنية - اطلقت "القوات اللبنانية - الحركة التصحيحية"، قبل ظهر اليوم في منتجع البورتيميليو في الكسليك، النسخة المنقحة عن كتيب تضمن مواقفها، حمل عنوان "نحن والقضية" وشعار "نحن القوات والقوات تعود لنا".

شارك في المؤتمر الصحافي الذي اطلق خلاله الكتيب اعضاء الحركة التصحيحية، وهم: النائب السابق جورج كساب، اللواء فؤاد مالك وحنا العتيق، اضافة الى مجموعة من المسؤولين في الحركة ومناصرين ومؤيدين.

بعد النشيد الوطني ونشيد القوات تحدث مالك مرحبا بالحضور عارضا للمراحل التي سبقت وتلت اعتقاله وسجنه والغاء حزب القوات اللبنانية، كما تطرق الى ملابسات اعتقال سمير جعجع والاسباب التي دفعت الى اطلاق الحركة التصحيحة وقال: "كنا نتمنى الا نصل الى اطلاق الحركة التصحيحية، الا اننا انتظرنا سبع سنوات لتعود المياه الى مجاريها لكن امام التفرد والتهميش والتسلط جاهدنا لنصل الى اطلاق صرخة "كفى" واعلان الحركة التصحيحية لوضع النقاط على الحروف".

كساب

ثم القى كساب كلمة قال فيها: "ان كثيرين ابتعدوا عن الثوابت المسيحية والوطنية حتى اجبرنا نحن على اتخاذ قرار التحرك لمواجهة المغامرة السياسية الجديدة التي ستؤدي في ما لو نجحت الى توطين الفلسطينيين وتهجير المسيحيين" مضيفا: "ان المعادلة القائمة اليوم لا تسمح للمسيحيين بانتخاب نوابهم وهم لا يحصلون على حصتهم في الادارات العامة وهم لا يشاركون فعليا، وهو الاهم، في القرار السياسي العام للدولة التي لولاهم لما بقيت".

وتابع: "ان اسباب واقع الحال المزري هذا يعود الى اخطاء كثيرة ارتكبت في السياسة والى قرارات اتخذت باسم المسيحيين لم تكن الا مغامرات اودت بهم الى ما هم عليه، واهم هذه الاخطاء:الاقتتال الاخوي بين الجيش والقوات في حرب الالغاء، الانقلاب على الطائف رغم التوقيع على جميع بنوده والتوافق الدولي حوله، التحالف مع الاخوان المسلمين، الذي بدأ بصفقة مشبوهة ادت الى العفو عن قائد قوات مقابل العفو عن موقوفي الضنية، ويستكمل هذا التحالف اليوم بالمخطط الجهنمي الذي يختصر بالموقف الشهير "فليحكم الاخوان".

واضاف: "لا يا سادة، لن يحكم الاخوان طالما انتم في لبنان وهل تصدقون بعد اليوم ان من قال هذا الكلام واتخذ هذا الموقف وقام بهذا التحالف، يمكنه التكلم باسم المسيحيين وادعاء الدفاع عن حريتهم ومصالحهم وبقائهم في لبنان؟. ان كل سياسة تنطلق من شعارات فارغة ومن اللعب على عواطف الناس ومن تجييش غريزي للرأي العام تنتهي بالمسيحيين، وهي طعنة توجه ليس فقط الى ثوابت المقاومة اللبنانية وانما الى دماء شهدائها وتضحيات ابطالها والى تاريخها المشرف في النضال من اجل لبنان". ثم عدد كساب مواقف الحركة التصحيحية في القوات اللبنانية من الثوابت الوطنية والمسيحية التي قامت عليها المقاومة اللبنانية، وقال: "نحن نؤمن بان الجمهورية اللبنانية دولة عربية نظامها ديموقراطي برلماني توافقي حر يتساوى فيه المواطنون في الحقوق والواجبات دون اي تمميز ونحن نتمسك بمضمون الاعلان العالمي لشرعة حقوق الانسان.

ان المجتمع السياسي اللبناني تعددي يشكل بمجمله نسيجا لمجتمع سياسي موحد برهن على مدى خمسة قرون من التاريخ ان قوته في اتحاده، وضعفه في تفككه، ان الصيغة اللبنانية التوافقية الجامعة بين الانتماءات الدينية صيغة حضارية نموذجية عريقة وان قيام الجمهورية اللبنانية قد تحقق بالعودة اليها، ولدينا من التاريخ ما يكفي لان نعتبر ان تغييب اي فريق من فرقاء هذا الوطن العريق يحدث خللا خطيرا في بناء الدولة قد يبلغ حد الانهيار".

واعتبر ان "المحافظة على التوازن الوطني والسياسي والاداري شرط اساسي بالغ الدقة للمحافظة على سلامة الكيان السياسي اللبناني بمختلف فئاته لذلك وجب ابطال مرسوم التجنيس والتمسك بشكل نهائي وقاطع برفض توطين الفلسطينيين في لبنان واننا نشدد على وجوب وضع قانون انتخاب يؤمن التمثيل الصحيح لكل الفئات كما نطالب بتطبيق مااتفق عليه من تحقيق اللامركزية الادارية وتحقيق الانماء الشامل والمتوازن صونا للعدالة الاجتماعية".

وقال كساب: "ان لبنان دولة تنادي باحترام القيم والحقوق والانسانية في التعامل الدولي وتناوىء كل اعتداء على هذه القيم والحقوق وكل انواع الاحتلال والتهجير وتدخل الدول في شؤون دول اخرى ولذا فاننا نقف موقف المؤيد والداعم لسياسة رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد ميشال سليمان انطلاقا من خطاب القسم على طريق بناء دولة القانون.

ان المقاومة اللبنانية مؤمنة بالتعالم السماوية التي تحض على التسامح والتصافي والتعامل المحب، تلك التعاليم التي يجسدها غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بمواقفه الصادقة والشجاعة انقاذا للارشاد الرسولي ولتعاليم الكنيسة ورسالة قداسة البابا في زيارته الاخيرة الى لبنان. وبما اننا نتمسك بسيادة لبنان واستقلاله وبضرورة صون امن بنيه وحدوده الدولية فاننا نؤكد على ضرورة العمل المخلص والصادق والبناء الهادف الى دعم مؤسسة الجيش اللبناني، الضامنة للسيادة والاستقلال والقرار الحر ولبقاء لبنان وصيانة وفاقه ودستوره وحرياته ونظامه الديموقراطي".

واضاف: "ان المقاومة اللبنانية هي حزب الدفاع عن لبنان وكرامته وسيادته واستقلاله ومؤسساته، وهي حزب المطالبة بحقوق المسيحيين من اجل وفاق وطني ناجز ودولة لبنانية قوية واحدة، واذا كانت المقاومة اللبنانية قد مرت في السنوات الماضية بمراحل تخبط وضياع فان ذلك لا يعني على الاطلاق ان جمع مكوناتها تقبل بهذا الضعف او بالتنازل عن الدور الوطني الاساسي او بالتخلي عن المسؤوليات التاريخية، من هنا اهمية ان تعود المقاومة اللبنانية الى ثوابتها التي من اجلها تأسست ومن اجلها استشهد من استشهد واعيق من اعيق وضحى من ضحى، ولنتذكر جيدا بان وجودنا كمسيحيين اصحاب دور ورسالة في لبنان هو الاساس وان كل ماعدا ذلك هو من التفاصيل، وبكلام آخر وفي زمن ادعاء التمسك بالثوابت يؤسفنا ان يكون البعض قد نسي او تناسى ان لا ثابتة للمقاومة اللبنانية سوى ثابتة الوجود المسيحي الحر والفاعل في لبنان وان كل السياسات يجب ان تبنى على هذا الاساس وان تهدف الى تحقيق هذه الغاية، امام هذا الواقع ومن منطلق حسنا لا بل واجبنا الوطني والاجتماعي والخلقي رأينا ضرورة التحرك لاستعادة موقع المسيحيين الوطني والسياسي والدستوري".

العتيق

ثم القى العتيق كلمة باسم الحركة التصحيحية اكد فيها ان "اعضاء القوات اللبنانية هم ماضي وحاضر ومستقبل هذه القوات" معتبرا ان "الانطلاق من اجتماع سيدة الجبل قبل سبعة اشهر كانت الخطوة الاولى في طريق الالف ميل، لكنكم قطعتم مئات الاميال"، وقال: "لقد راهنوا على عدم تمكننا من الاستمرار، وقد كان خيارنا الاستمرار، جمعنا الرفاق والمناصرين وها نحن اليوم نؤكد نجاحنا في مسيرتنا مستقلين فلسنا لا 8 ولا 14 اذار بل قوات فقط".

واضاف: "ان انصار الحركة التصحيحية حققوا نجاحات في الانتخابات البلدية في القبيات والانتخابات النقابية في نقابة طب الاسنان"، كاشفا عن تهديدات بدأت تصل لعناصر القوات يتوعدونهم بالاقتصاص منهم".

وقال: "اقول لهؤلاء اليد التي ستمتد اليكم ساقطعها من خاصرتها واني بين اهلي في ميرونا وحراجل وكل كسروان فليرسلوا القتلة الينا اذا شاؤا وسيحمينا المقاتلون والمناضلون بينما غيرنا يقيم وسط الابراج وبين الحراس والدهاليز". واضاف: "زمن التهديدات ولى ولن ترهبنا الشائعات بل سنرد عليها، وسنعيد ما للقوات الى القوات ولن نأبه للاتهامات التي توجه لنا عن علاقتنا مع اجهزة في الدولة او مع دول فنحن مع الدولة".

وسرد العتيق ما حققته القوات اللبنانية في الماضي في كل المناطق لا سيما في الاشرفية وعيون السيمان وزحلة، عارضا لموقفه الرافض للخطوات التي قام بها سمير جعجع ومنها زيارته الى سوريا، ونفى الشائعات التي تروج بان الحركة التصحيحية تابعة لحزب الله، وقال: "شرف لي ان ننزل الى الضاحية الجنوبية في لبنان من ان نذهب الى غزة".

وحمل بشدة على القيادة الحالية للقوات اللبنانية ومصاريفها المالية التي ذهبت في غير الاماكن المناسبة.

وقال: "نحن لسنا ضد اعطاء المؤسسات والاندية لكن لدينا عائلات جائعة ومرضى وثكالى واولاد يريدون ان يتعلموا فلماذا لا تحول القوات اموالها الى مؤسسات طبية ومدارس وجامعات وتنشىء منازل للشباب كي يبقى المسيحي على هذه الارض". وانتقد عتيق مواقف جعجع لا سيما دعمه لحكم الاخوان، لافتا الى ما يجري في مصر وفي سوريا ومن عودة الى زمن العثمانيين والخلافة.

وقال: "ان الحركة التصحيحية تتجه الى اعداد نظام داخلي تجري الانتخابات على اساسه والانتساب سيكون الى الحزب والقضية والعلم، بينما هم يريدون العلم والانتخابات وليس الحزب، نحن نعمل لمؤسسات وليس لاشخاص".

وقال: "ان الجيش خط احمر، وبكركي خط احمر، والمقاومين المناضلين في القوات اللبنانية خط احمر، ان حركتنا موجهة الى كل الرفاق داخل لبنان وخارجه الذين استشهدوا من اجل القوات كما ان هذه الحركة من اجل المعوقين والذي ناضلوا ودخلوا السجون والذين ابعدوا، ان طلابنا في المدارس يحملون شعلة الغد وندعوهم الى الابتعاد عن التبعية ومهما كانت خياراتهم فهم دائما رفاقنا واذا ما غيرت حركتنا يوما مسارها فعليهم ان يحاسبوها".

 

مجلس السريان الكاثوليك: للاستعجال بإقرار مقعد للطائفة في الأشرفية

وطنية - أكد المجلس الاستشاري الأعلى لطائفة السريان الكاثوليك "إقرار اللجان المشتركة تخصيص مقعد نيابي لطائفة السريان الكاثوليك في الأشرفية ـ بيروت". وقال في بيان اليوم: "تفخر طائفة السريان الكاثوليك بانتمائها العريق والعميق إلى لبنان، وخير شاهد على ذلك أن حضورها التاريخي فيه يعود إلى ثلاثة قرون. كما أن كرسيها البطريركي انتقل إليه منذ أكثر من مئتين وثلاثين عاما، وقد اختارت بيروت مقرا بطريركيا لها منذ مئة وعشرة أعوام. ولا حاجة إلى ذكر مشاهير السريان الكاثوليك الذين أغنوا الوطن بالثقافة والقانون والدبلوماسية والأعمال. فالطائفة السريانية الكاثوليكية تزخر بالطاقات، وقد قدمت للبنان ولا تزال تقدم الغالي والنفيس، كما ضحت من أجل استقلاله وسيادته بأرواح عدد وفير من أبنائها". أضاف: "من المؤسف أنه منذ الإستقلال، وحتى يومنا هذا، أي خلال سبعين سنة، حرم السريان الكاثوليك من تمثيلهم الوطني، ولحق بهم أيضا غبن كبير في الإدارة اللبنانية. كما لم تتح لهم الفرصة للمشاركة في طاولات الحوار الوطني، كل هذا بحجة أن طائفتنا هي واحدة من طوائف تم التعارف على تسميتها ب "أقليات". وتابع: "نلفت إلى أن عدد الناخبين السريان الكاثوليك يفوق الثلاثة عشر ألفا بحسب لوائح الشطب في وزارة الداخلية والبلديات. لذلك نطالب بإنصافنا وإزالة الغبن اللاحق بنا، عبر منح طائفتنا السريانية الكاثوليكية مقعدا نيابيا حيث يتركز أكبر تجمع لأبنائها في بيروت، وتحديدا في منطقة الأشرفية، أيا كان القانون المعتمد. نلفت أيضا إلى أن القول بإعطاء مقعد للسريان مخالف لأحكام الدستور اللبناني، إذ لا وجود لما يسمى "سريان" في النظام اللبناني، إنما هناك طائفتان: سريان كاثوليك وسريان أرثوذكس". وختم: "وإذ نعتبر أن مطالبتنا هذه لا تمس بحقوق أية طائفة أخرى، نعرب عن الشكر للمرجعيات الرسمية والوطنية على تفهمها ودعمها الواضحين. وأملنا كبير أن تؤدي جهود النواب الكرام إلى تحقيق مطلبنا الحق هذا، مع التأكيد للاستعجال بإقراره في الهيئة العامة لمجلس النواب بعدما أقرته اللجان النيابية المشتركة".

 

فنيش: لا يمكن لأحد أن يحول دون إقرار السلسلة وإحالتها إلى المجلس

وطنية - رعى وزير التنمية الادارية محمد فنيش المهرجان التكريمي الذي نظمه تجمع المعلمين في لبنان بمناسبة عيد المعلم، في قاعة ثانوية حسن كامل الصباح في مدينة النبطية، في حضور النائب عبد اللطيف الزين، رئيس هيئات التنسيق النقابية حنا غريب، مسؤول التعبئة التربوية في "حزب الله" في الجنوب صفا صفا، شخصيات وفاعليات ورؤساء بلديات ومخاتير، حشد من المعلمين من مختلف المدارس الرسمية والخاصة في الجنوب.

بعد النشيد الوطني افتتاحا، قدم طلاب من ثانويات النبطية لوحات فنية وفولكلورية، ثم كانت كلمة للمربي يوسف زلغوط باسم تجمع المعلمين، تلاه كلمة راعي الاحتفال فنيش الذي هنأ المعلمين في عيدهم، وقال: "نحن تحملنا مسؤوليتنا ووقفنا منذ البداية إلى جانب هذه القضية المحقة وقبلنا أن نناقش الإجراءات التمويلية المطلوبة واستهلكنا وقتا طويلا من الجلسات، وأنا من موقع المطلع والذي بات لديه الحد الأدنى من الخبرة، أن ما توصلنا إليه من إجراءات عندما تأتي إلى مجلس الوزراء ليبت بها، هذه الإجراءات كفيلة بتغطية السلسلة وجزء من عجز الموازنة، وبالتالي لم يعد هناك مبرر للاستمرار في المماطلة أو التأخير، ومن ينزعج من كلامي لينزعج ومن لا يعجبه هذه الصراحة في المخاطبة المسؤولية تقع عليه، لأنه من لا يصغي إلى النصيحة ومن يستمر في سياسة المماطلة والرهان على إضاعة الوقت سيحصد مثل هذه النتائج، ونحن لا نتحمل مسؤولية إدارة هذا الملف بهذه الطريقة، ليتحمل صاحب هذه الطريقة مسؤوليته أمام الرأي العام". وأعلن "أنه لا يمكن لأحد أن يحول دون إقرار السلسلة وإحالتها إلى المجلس النيابي هذا حق لا يستطيع أحد أن يتجاهله، هذا الحق للمعلم. سلسلة الرتب والرواتب مترابطة وهذا الكلام لطالما رددناه وكررناه من خلال الموقع الذي نمثله ومن خلال المسؤولية التي نحملها، عندما يحصل تعديل في سلسلة رتب ورواتب القضاة، وفي سلسلة رتب ورواتب أساتذة الجامعة لا بد أن يحصل تعديل في سلسلة رتب ورواتب بقية الأسلاك من موظفين إداريين ومن معلمين وأساتذة ثانويين". وتابع: "مع الأسف الحكومة أدركت هذه الحقيقة وبادرت لتشكيل لجنة وزارية منذ فترة من الزمن وأحالت وزارة المالية السلسلة وعكفنا على مناقشة هذه السلسلة ومن موقع مسؤوليتنا قبلنا أن يكون هناك اتفاق على مجموعة إجراءات مالية وضرائبية لتمويل السلسلة، لكن المشكلة في طريقة إدارة هذا الملف وأنا أتحدث مع تحرري من كل إحراج لأنني وإن حرصت في كل مراحل ممارستي للمسؤولية أن لا أستخدم الموقع الإعلامي للحديث عما يلحق ضررا أو أذى بالتضامن الحكومي، أو إفشاء سر من أسرار المداولات في مجلس الوزراء، لكن بعد هذا المسار لم يعد هناك سر بل بات من المسؤولية أن تتوضح الأمور لكي يعرف كل منا حجم مسؤوليته في ترد الأمور وعدم حسن إدارة الملف".

 

فرعون حذر من الانزلاق الى مخاطر 7 أيار واقترح إجراء الانتخابات النيابية على مرحلتين

وطنية - دعا النائب ميشال فرعون الى "حال طوارئ سياسية عنوانها استحقاق الانتخابات النيابية"، لافتا الى "موافقته على انعقاد طاولة الحوار من أجل التوصل الى اتفاق سياسي على تشكيل حكومة حيادية وعلى تأجيل الانتخابات". وجدد فرعون معارضته لمشروع "اللقاء الارثوذكسي" الانتخابي، معربا عن "تفهمه للظروف التي أوصلتنا اليه بخاصة في ظل سوء تطبيق اتفاق "الطائف".

واعتبر "أن مشروع اللقاء الارثوذكسي يشكل محاولة تعويم ل"التيار الوطني الحر"، بعد ما أخفق عبر تأييد مشروع الحكومة الذي جاء ضد المصالح المسيحية"، مستبعدا إجراء الانتخابات النيابية على أساسه.

ودعا المسيحيين الى "عدم الانغلاق على أنفسهم والتفكير بمشروعهم الخاص، بل بتطوير مسار حماية مصالحهم ضمن الصيغة اللبنانية"، معربا عن قلقه من "حصول تأجيل للانتخابات النيابية من دون اتفاق سياسي وإلا فالوضع سيتفجر في لبنان وندخل في بداية فراغ في البلاد". واقترح فرعون إجراء الانتخابات النيابية على مرحلتين، بحيث "يستخدم في الأولى اقتراح اللقاء الأرثوذكسي من أجل التأهيل، على أساس مذهبي، الى دورة ثانية يعتمد فيه القانون الذي تم التوافق عليه في الدوحة، ما يؤمن التمثيل المذهبي والمناطقي للنواب". ولفت الى "أن مخاطر مشروع اللقاء الارثوذكسي تطغى على منافعه وإيجابياته". ولفت فرعون الى "ان الاجهزة الامنية بحاجة الى داتا الاتصالات لكي تتمكن من القيام بعملها والمحافظة على الاستقرار والامن"، مشيرا الى "أن الحديث عن الامن لا يدخل في اطار الدعاية الانتخابية". وكشف عن "ان المقعد الارثوذكسي في لائحة 14 اذار في الاشرفية سيكون لصالح القوات اللبنانية"، مؤكدا "أن "تيار المستقبل" و"14 اذار" هما واحد، في نهاية الامر". واعتبر "أن المقعد النيابي يتطلب الكثير من العمل والجهد والمسؤولية اضافة الى صرف الاموال للمحافظة على الاستقلالية الذاتية للنائب بعيدا من الضغوط والفساد". ونبه فرعون من "عمليات التسلح الحاصلة في لبنان"، داعيا الى "إعطاء الجيش اللبناني الغطاء السياسي الكامل لحفظ الامن".

وعن الملف الاقتصادي المالي في لبنان، اعرب عن تشاؤمه من الازمة التي يعاني منها هذا الملف، "في ظل تراجع النمو الاقتصادي في لبنان بسبب غياب الثقة الاجنبية والعربية والداخلية تجاه الحكومة اللبنانية وبالتالي غياب الاستثمار"، منتقدا عدم إقرار الموازنة حتى اليوم. ولفت الى "أن حكومة حزب الله أو حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تفتقد الى أي خطة حقيقية لتحقيق الاصلاح وتحسين الظروف الاقتصادية"، معتبرا "ان تعطيل البلد حصل بسبب الفريق الاخر". واكد "أن رئيس الجمهورية صمام أمان لبنان، بخاصة في ظل مواقفه الوطنية المهمة". وحذر من "مغبة الانزلاق الى مخاطر 7 أيار"، مؤكدا "وجوب دعم اسقلالية القضاء ردا على محاولات إمساكه".

وعن الذكرى الثامنة ل"14 اذار"، كشف فرعون عن احتفال مركزي لهذه القوى يوم الاحد في 17 آذار المقبل في البيال، لافتا عن سلسلة تحضيرات لهذا الحفل. وختم: "نحن مع إقرار السلسلة ومع إقرار الإجراءات الضريبية التي باتت جاهزة، فلتأت إلى مجلس الوزراء دون تأثر بضغط من هنا أو هناك، ليس أمرا سليما إطلاقا أن نضع أطراف الإنتاج في مقابلة بعضها البعض هذا ليس لمصلحة الإقتصاد ولا لمصلحة الإنتاج. كما اننا لم نقبل سابقا ولم نقبل حاليا أي إجراء ضريبي يطال ذوي الدخل المحدود والمتوسط، لا أحد يتذرع أنه سيؤمِّن تمويل للسلسلة وتكون فرصة نستسهل فيها مرة أخرى الحديث عن ضرائب تطال ذوي الدخل المحدود والمتوسط يعني سياسة الإعطاء بيد والسحب بيد أخرى هذه سياسة غير مقبولة".

 

الجوزو: هناك هجمة شرسة على المشروع الاسلامي في المنطقة والمستفيد اسرائيل

وطنية - رأى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو ان "هناك هجمة شرسة على المشروع الاسلامي في المنطقة وعلى حركات التحرر الاسلامية، والكل يشكك بالاسلاميين ويحاول ان يرميهم بتهمة الارهاب، والمستفيد الاول هو اسرائيل، لانها اكبر مركز للارهاب في المنطقة، وتريد ان تغطي ما تقوم به باتهام الاسلاميين بالارهاب". واسف لكون اميركا والغرب في الاتجاه نفسه الذي تسير فيه اسرائيل، ويحاولان تجاهل ما يحدث في سوريا من جرائم بشعة على يد بشار الاسد، بحجة ان هناك مجموعات ارهابية قد دخلت الى سوريا، والخوف من ان تتسلم الحكم مستقبلا. "لذلك كان هذا الموقف الشجاع من رئيس وزراء قطر امام وزير خارجية اميركا، وكان قد سبقه الى ذلك وزير خارجية المملكة العربية السعودية اللذين تحدثا بكل صراحة عن المأساة الكبرى التي تتم على ارض سوريا". واعتبر ان "ما يحدث في مصر، انما هو مخطط اسرائيلي وايراني من ناحية اخرى، لان الاهداف واحدة عند الاثنين معا، فالمشروع الصهيوني يتقاطع مع الفارسي، حيث يلتقي هؤلاء على ضرب المشروع الاسلامي السني، لان نجاحه نهاية للمشروعين الفارسي والصهيوني على يد الاسلاميين او هكذا يتصور هؤلاء واولئك. فكيف اذا نجح المشروع الاسلامي في سوريا، فان ذلك ينذر بالقضاء على جميع المشاريع الاستعمارية الغربية والشرقية في العالم العربي". ورأى ان هناك "جوقة في لبنان تعمل مع ايران من جهة ومع اسرائيل من جهة اخرى، وهي معادية للثورة السورية، وتحارب الى جانب النظام، وتكاد سياسة لبنان الخارجية والداخلية تنطق بلسان فارسي، لولا مواقف رئيس الجمهورية المشرفة، وهناك فريق يدعي المقاومة وهو لا ينفك مع أنصاره وأتباعه وأشباعه من التحامل والتطاول على الجيش السوري الحر وعلى الاحرار من ابناء العالم العربي". وختم الجوزو: "مسكين لبنان لقد أصبح محافظة فارسية، يسرح الفرس على ارضه وفي سمائه، ويعوضون خسائرهم الداخلية، مما يجنونه من أرباح على أرض لبنان" .

 

عبدالله السنوسي الذي كان رئيسا للاستخبارات العسكرية ايام الزعيم الليبي معمّر القذافي للمحققين الليبيين: القذافي سلّم الصدر لأبي نضال والأخير قام بإعدامه

كتب ربيع كلاس/الراي

كشف مصدر عربي رفيع المستوى لـ «الراي» ان «عبدالله السنوسي الذي كان رئيسا للاستخبارات العسكرية ايام الزعيم الليبي معمّر القذافي يتعاون تعاونا تاما مع المحققين الليبيين الذين يستجوبونه في شأن الجرائم الكبيرة التي ارتكبت في عهد القذافي» الذي اعدمه ثوار ليبيون بعد القبض عليه العام 2011. وكشف المصدر نفسه الذي اطلع على سير التحقيقات مع السنوسي الذي استردته ليبيا في سبتمبر الماضي بعد لجوئه الى موريتانيا ان «الرجل اعترف، بين ما اعترف به، ان الامام موسى الصدر، رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان، لم يعدم فور صدور امر من القذافي باعتقاله في اواخر اغسطس 1978».

وأوضح السنوسي، استنادا الى المصدر العربي، ان «الصدر احتجز بين سنتين وثلاث سنوات في مقر الاستخبارات العسكرية الليبية، ووضع مع رفيقين له كانا برفقته في زنازين تقع في طبقة تحت الارض».

وذكر انه «في مرحلة لاحقة، سلّم الصدر الى مجموعة تابعة للمنشق الفلسطيني صبري البنا (ابو نضال). وتولت المجموعة تنفيذ حكم الاعدام الذي اصدره القذّافي بالزعيم الشيعي اللبناني الذي دفن في المكان نفسه الذي كانت تقيم فيه تلك المجموعة». ويشير المصدر الذي كشف ايضا ان السنوسي يتعاون في شكل كامل مع المحققين، انّه فسّر القرار الذي اتخذه القذافي باعدام الصدر عن طريق جماعة «ابو نضال» بشعوره بالاحراج. وقال في هذا المجال ان الزعيم الليبي، وقتذاك، «لم يعد قادرا على اطلاق الصدر ورفيقيه بعد الحملة التي استهدفته والتي اتهمته بأنه أخفى رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان». واضاف ان «القذّافي وجد في التخلص من الصدر الوسيلة الافضل للخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه، خصوصا بعد انكشاف الحيلة التي اعتمدها والتي قضت بإرسال شخص يشبه الصدر الى روما حاملا جواز سفره، بغية اقناع الرأي العام العربي والدولي ان الرجل غادر ليبيا مع رفيقيه». وكان مسؤولون ليبيون آخرون عملوا مع القذافي، قالوا ان الزعيم الليبي السابق امر باخراج الصدر فورا من مجلسه واعدامه بعد حصول تلاسن بينهما في الثامن والعشرين من اغسطس 1978. وروى هؤلاء أن الضابط الذي تولى اخراج الصدر من المجلس فهم أنّ القذافي امر ضمنا بتصفية الصدر. وهذا ما حصل بالفعل مباشرة بعد مغادرة الزعيم الشيعي اللبناني المجلس، حسب ما يقوله هؤلاء المسؤولون.

لكنّ السنوسي روى في اثناء التحقيق معه ان «هذا ليس صحيحا وان التعليمات التي تلقاها من الزعيم الليبي قضت باحتجاز الصدر ورفيقيه في زنازين الاستخبارات العسكرية الموجودة تحت الارض».

وكشف ان اعدام الزعيم الشيعي اللبناني مع رفيقيه نفّذ عن طريق جماعة «ابو نضال» وذلك بعد تورط القذّافي بارسال ثلاثة من عناصر الاستخبارات، احدهم يشبه الصدر، الى روما لاثبات ان الزعيم الشيعي غادر الاراضي الليبية. لكن هذه الحيلة لم تنطل على احد. وقال السنوسي ان ذلك جعل القذّافي يشعر بحرج شديد، فأمر بتصفية الصدر ورفيقيه. واشار المصدر العربي الى ان المعلومات التي يدلي بها السنوسي، وهو متزوج من شقيقة زوجة القذّافي، في غاية الاهمية. وقال ان هذه المعلومات تشمل كل العمليات الارهابية التي نفّذت في عهد الزعيم الليبي السابق بما في ذلك تفجير طائرة «بان اميركان» فوق لوكربي في اواخر العام 1988. لكنّ المصدر نفسه لم يستطع اعطاء اي معلومات عما قاله السنوسي عن «جريمة لوكربي» او عن جريمة اخرى مرتبطة به هي تفجير طائرة «يوتا» في 1989 فوق الصحراء الافريقية. ودين السنوسي في هذه القضية وصدر عليه حكم في فرنسا بعد اتهامه بأنه وراء تفجير طائرة الركاب التي كان مفترضا ان يكون فيها احد زعماء المعارضة الليبية.

 

طهران تنتقد إجراءات الجامعة «المجحفة» واستمرار تعليق عضوية سورية فيها

طهران - من أحمد أمين/الراي

قال مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون الافريقية والعربية حسين امير عبد اللهيان «ان المواقف والاجراءات المجحفة التي اتخذتها الجامعة العربية ضد الشعب السوري اذا ما اتخذت واحد في المئة منها ضد الكيان الصهيوني وانتهاكاته المتكررة لكان قد تغير الوضع تماما في العالم العربي»، واصفا مواقف هذه المنظمة ازاء اسرائيل بانها «ضعيفة». وانتقد عبد اللهيان، استمرار تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية، مبينا «انه من المتوقع أن تضطلع الجامعة العربية بمسؤولياتها وتباشر بحل معضلات العالم العربي». وعن سماح الجامعة العربية لاعضائها بتسليح المعارضة السورية، قال «ان حل الازمة السورية سياسي بحت، وان المعارضة المسلحة من خلال حربها الارهابية على الشعب السوري تعتقد بانها ستلحق الهزيمة بالحل السياسي الوطني والحوار والنظام السياسي الحاكم»، محذرا من مغبة «استمرار العمليات الارهابية للمعارضة السورية التي ستزعزع بدورها امن المنطقة حيث سيكون لها تبعات مؤسفة على المنطقة والدول التي تتدخل في الشأن السوري ايضا». في غضون ذلك، انتقد رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني، التصريحات الغربية في اعقاب انتهاء المفاوضات النووية الاخيرة بين بلاده والسداسية الدولية في الماتي في كازاخستان، واصفا هذه التصريحات، بأنها «غير نزيهة».وحذر لاريجاني الاطراف الغربية من «استغلال امانة و صدق نوايا ايران في المفاوضات، وان تتجنب هذه الاطراف اثارة غضب الجمهورية الاسلامية». وتابع: «لقد وصف بعض المشاركين في المفاوضات لقاء الماتي بانه كان ايجابيا، وفي الوقت نفسه ادلى مديرعام الوكالة الدولية يوكيا امانو ورئيس الاتحاد الاوروبي بتصريحات حادة وغير ايجابية». واستهجن لاريجاني «هذا التناقض والتضارب في التصريحات». واوضح «ان الغربيين ليسوا امناء، هم يصرحون في الخفاء بشيء وفي العلن بشيء اخر، وهذا الامر يؤشر الى افتقارهم للامانة».

وفي الاطار نفسه، عقد مساعد وزير الخارجية الايراني لشؤون آسيا والمحيط الهادي عضو الفريق المشارك في المفاوضات النووية في الماتي عباس عراقجي، اجتماعا بالسفراء الاجانب المعتمدين في طهران، حيث تناول فيه سير المفاوضات النووية الاخيرة بين ايران ومجموعة «5+1»، وصرح «ان ايران تعتبر المقترحات الجديدة التي تقدمت بها السداسية الدولية خلال لقاء الماتي، بأنها قابلة للبحث في اطار مقترحها ذي النقاط الخمس الذي تقدمت بها سابقا»، لافتا الى وجود مقاربة بين المقترحات الايرانية و المقترحات الدولية التي تعتبر «أكثر منطقية وموضوعية بيد انها لاتزال غير واضحة المعالم».

الى ذلك، وفي معرض الرد على تلويح الدولة العبرية واميركا وبعض الاطراف الغربية بتفكيك المنشآت النووية الايرانية عبر ضربة عسكرية مدمرة، اعلن نائب قائد القوة البرية للجيش الايراني العميد كيومرث حيدري، أنه سيتم اختبار 3 انواع جديدة من الصواريخ في القريب العاجل، وقال «ان القوة البرية تخطط لاجراء مناورات صاروخية قبل نهاية العام الايراني الجاري (ينتهي في 20 مارس الجاري) في حال المصادقة على ذلك من قبل هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة في البلاد». واستطرد «ان اقساما من الوحدات الصاروخية للقوة البرية للجيش ستقوم في هذه المناورات بتنفيذ خطط قتالية وعملانية على نطاق واسع، وقد تم تزويد هذه الوحدات بصواريخ جديدة، وتجاوزت هذه الصواريخ مراحل الاختبار المخبرية وستخضع في هذه المناورات للاختبار العملاني والميداني». وبدأت القوة البرية للجيش الايراني مناورات امس لمدة 3 ايام في محافظة خوزستان (جنوب غرب) تحت عنوان «خاتم الانبياء» بمشاركة جميع الوحدات المرابطة في المنطقة ومن ضمنها وحدات مدرعة ومدفعية.

 

لاءات" الخوري أبو كسم: اعتدال الكنيسة يحفظها والبابا بندكت مع زواج الكهنة!

بيار عقل/الشفاف

خلفية تصريحات "الخوري أبو كسم"، وتدخّل "الأمن العام" في توزيع جريدة "الكنار أنشينيه" (نفى "الأمن العام" لاحقاً أن يكون منع توزيعها) ومجلة "في إس دي"، والردود المتبادلة مع "إعلاميون ضد العنف"، هو سلسلة مقالات ظهرت في الصحافة الإيطالية أولاً، وتناقلتها كل الصحف العالمية، حول وجود "لوبي مثلي في الفاتيكان"! وحسب الصحافة الإيطالية، فإن استياء البابا بندكت من وجود هذا اللوبي كان من أسباب استقالته!

وقد تكون الرواية صحيحة، أو غير صحيحة، وإن كنا نعتقد أن هنالك مبالغة في أهميتها، إذا افترضنا صحّتها.

مع ذلك، وحسب مصادر "الشفاف"، فإن النقاش حول "زواج الكهنة" (الذي يعتبره كثيرون "الإطار" الحقيقي لتضخّم مسألة "المثليين" في الإكليروس الذي بات يعيش في مجتمعات غربية تعطي أهمية كبرى لـ"الجنس") ليس محظوراً في الكنيسة الكاثوليكية. وقد علمنا من مصادر كنسية ذات صلة وثيقة بالفاتيكان أن البابا بندكت نفسه كان يميل إلى طرح موضوع إلغاء حظر زواج الكهنة الذي فرضته الكنيسة في قرون متأخرة لأسباب يعتقد كثيرون أنها تتعلق بإدارة شؤون الكنيسة (وراثة أملاك الكهنة) وليس بالتعاليم المسيحية وحدها. لماذا لم يطرح البابا بندكت هذا الموضوع علناً؟ ربما لأنه اعتبر أن ورشة "إصلاح الكنيسة" عبء يفوق قدراته الشخصية بعد أن بلغ عمراً متقدماً، وبسبب مرضه الذي بلغتنا إشاعات عنه قبل سنتين!

في أي حال، مبدأ عدم زواج الكهنة بدأ بعد ١٠٠٠ سنة من ظهور المسيحية، وكان بعض الرسل، و"مار بطرس" نفسه، متزوجين! وظل الصراع حول زواج الكهنة مستمراً حتى العام ١٩١٧!

وننصح القارئ بالإطلاع على مقابلة قيّمة مع الأب اليسوعي "سمير خليل" نشرتها "النهار" أولاً، وعثرنا عليها في موقع "أبرشية حلب للسريان الكاثوليك" للإطلاع على تاريخ هذه المسألة الشائلة، وأيضاً على استطلاعات الرأي في المجتمعات المسيحية الغربية التي تؤيّد جميعها إلغاء حظر زواج الكهنة لأسباب عديدة من بينها "ظاهرة المثليين"!

الموضوع، إذاً، ليس "فضيحة"! فما يصحّ على البشر، يصحّ على الكهنة (المسيح كان "إبن الإنسان"!. ويمكن للكنيسة أن تعيد النظر في القواعد التي فرضتها بنفسها استناداً إلى قراءة معيّنة للإنجيل.

وقد سمعنا عن حالات كهنة كاثوليك متزوجين في كنائس أوروبية. ولدى السؤال تبيّن أن الكاهن الكاثوليكي الذي يحضر إلى الكنيسة مع أولاده كان ينتمي إلى كنيسة شرقية تسمح بزواج الكهنة قبل أن يغيّر مذهبه ويصبح كاثوليكياً. وقد "استوعبت" الكنيسة الكاثوليكية، ورحّب جمهور المصلّين الكاثوليك، بمثل هذه الحالات، خصوصاً مع النقص الحاد في عدد الكهنة في أوروبا الغربية عموماً.

وللعودة إلى تصريحات الأب أبو كسم،

قبل أشهر، استمعنا، في باريس، إلى "مطران" عراقي عظيم روى لنا قصة اختطافه في العراق على يد جماعة "تكفيرية" كانت تريد "جزّ رأسه"! وقد أذهلنا الرجل بشجاعته، وتمسّكه بعقيدته، وإصراره على الحوار حتى مع مجانين "القاعدة" الذين لم يطلق عليهم أياً من النعوت التي يستحقونها! وقد تساءلنا أين يجد هذا الرجل هذه "القوة" للتمسك بعقيدته، وللتسامح مع زمرة من القتلة والسفّاحين، وكيف لم يدخل قلبه الجزع وهو في أيدي مجرمين يصوّرون جرائمهم بالفيديو؟

وقبل ذلك، استمعنا إلى "الخوري" أبو كسم في باريس محاضراً قبل زيارة البابا إلى لبنان، وكان حديثه "معقولاً" و"مهذّباً"، كما يليق بكاهن كاثوليكي "غربي"..! ولهذا السبب، فقد هالنا أن نقرأ تصريحه المنشور في "النشرة" (العونية) وفيه "اللاءات الثلاث" التي تذكّر بــ"قمة الخرطوم العربية" بعد هزيمة ١٩٦٧: "لم" نسمح، و"لا" نسمح، و"لن" نسمح!!!

هل الفارق هو في "المناخ" المختلف بين باريس وبيروت؟ أم أن الفارق هو "الدولة الفاشلة" في لبنان التي تفرّخ كل يوم ظاهرة "قبضاي" جديد يدافع عن "حقوق الطائفة"؟

أبو علي كسم!

ما نخشاه هو أن يكون رجال الدين المسيحيون بدأوا يعلّقون صور حسن نصرالله في غرفهم، ويقلّدونه أمام المرآة، وهو يرفع إصبعه لتهديد اللبنانيين (والسوريين): "لا تجرّبونا"!

بعد "سماحة السيّد" الذي يقود حزباً متّهماً بالإرهاب والإغتيالات، وبعد مفتي الجمهورية الذي أصدر أول "فتوى تكفيرية" في تاريخ "الجمهورية"، هل جاء دور "الإكليروس" ليهدّد وسائل الإعلام؟

بالمناسبة، لم نفهم ماذ يعني "الخوري أبو كسم" حينما يعلن: ""نعرف من وراء نشر مثل هذه المجلات في الدول الاجنبية التي يناهض البعض فيها الكنيسة"! هذا هذا تهديد لـ"الكنار أنشينيه"؟ "نوّرنا يا أبونا"!

وكلمة أخيرة للـ"بونا": اكتسبت المسيحية "إعجاباً" واسعاً في السنوات الأخيرة، بين النُخَب في مختلف بلاد العرب، حتى في اليمن، بفضل عقلانية واعتدال تصريحات قادة الكنيسة، وبُعدِهم عن العنف اللفظي، ونَأيهم عن "التكفير" وعن "استحلال دماء المخالفين" لرأيهم! وقد سمعنا مقارنات بين الشيخ "الزنداني"، الذي يعطي نفسه حق قتل الناس لأنهم (برأيه المتواضع!) "أساؤوا للرسول"، والبطريرك صفير الذي لم يسمح لنفسه يوماً بأن يدلي بكلام من نوع "لا نسمح". وستظلّ الكنيسة في المشرق "محترمة" طالما تمسّكت بقيم العقلانية والإعتدال التي تبلورت بفضل الإصلاحين البروتستانتي والكاثوليكي. أما "عرض العضلات" فسيسيء إلى "الكنيسة" وإلى "المسيحية"، مثلما يسيء الشيخ الأسير إلى "سنّة لبنان" الذين كانوا أفضل ممثّلين لـ"الإسلام الوسطي" طوال سنوات "البن لادنية" الهوجاء! "بونا كسم": إترك "لا تجرّبونا" للسيّد حسن! وتمسّك بقِيَم البطريرك صفير العظيم (حتى لو اختلفت معه في الرأي!)، أو بِقَيم "المطران العراقي" العظيم الذي واجه الموت بأبشع صوره ("جز الرأس") من غير أن يتخلّى عن "قَيَمِه"!

في ما يلي تصريحات "الخوري عبدو أبو كسم"، وتعليقاً من "الفايس بوك" للبروفيسور أنطوان قربان، وردّ "إعلاميون ضد العنف" على تصريحات "الخوري".

كما يجد القارئ في آخر الصفحة رابطاً لمقال لعدد مجلة "في إس دي" الفرنسية حول الفاتيكان، الذي يهدد "الأمن العام" بحظره في لبنان، وهو في الواقع "إعادة" لما ورد في صحف إيطالية محترمة!

أبو كسم لـ"النشرة": لم نسمح.. ولن نسمح اليوم، ولا في المستقبل

أشار مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الاب عبدو أبو كسم إلى ان "بعض الجمعيات غير المعروفة والتي تحمل أسماء وشعارات "الاعلام والحريات"، أو "الحريات الاعلامية"، أو "اعلاميون بلا عنف"، دأبت على نشر بعض البيانات تدعي فيها حرصها على الحريات الاعلامية وبخاصة عندما يكون هناك مجلات ودوريات تتناول الرموز المسيحية وتشوه صورتها وتوحي بأنها رموز فاسدة على رأس المؤسسات الكنسية".

ولفت في حديث لـ"النشرة" الى اننا "للأسف الشديد نتفاجأ بهكذا جمعيات تتلطى وراء شعار الحرية، في حين انها تشجع على الاساءة لكرامة وحرية الآخرين"، مذكرا بأن "الاعلامي هدفه الاول والاخير نقل الحقيقة وليس تشويهها، فالاعلامي المتمرس يزين قلمه بالاخلاق والأدب"، موضحا انه "من رسائل الاعلامي ايضا ان يحافظ على القيم وينميها ويساعد على نشرها في المجتمع وليس على نشر الدسائس والاخبار الكاذبة والمسيئة للآخرين".

وأكد أبو كسم أننا "لم نسمح في السابق ولن نسمح اليوم، ولا في المستقبل بأن يتعدى أحد على مقدساتنا ورموزنا الدينية ويشوه صورة المسؤولين في الكنيسة"، مشددا على اننا "نحن الحريصون على الحريات الاعلامية التي تراعي وتحافظ على كرامات الناس، فحرية الشخص تنتهي عندما تمس حرية الآخرين".

وطالب السلطة السياسية والقضائية بأن "تمارس سلطتها بما يضمن حقوق المواطنين وكرامتهم"، محملا اياها "المسؤولية الكاملة عن اعطاء أي إذن بالسماح لأي مجلة أو أي منشور يسيء إلى الكنيسة ورموزها".

وذكر أبو كسم بأننا "نعرف من وراء نشر مثل هذه المجلات في الدول الاجنبية التي يناهض البعض فيها الكنيسة، مع العلم انه لا يمكن لأحد من اللبنانيين أن يتقبل نشرها في بلد سمّاه الطوباوي يوحنا بولس الثاني بلد الرسالة".

تعليق من صفحة البروفيسور أنطوان قربان على الفايس: "الوجه الماروني للوهابية"!

دور الجماعة الدينية هو أن تُفرز وتُنتج المقدس. وإن أرادت أن تدافع عن الهوية الجماعية فعليها أن توسّع حلقة ما تنتجه. وهكذا تلغي الجماعة الفرد وحقوقه الأساسية وحرياته , تقيم حدود حولها لا يمكن إختراقها من الآخر أي كان , فتغذي العصبية القبلية وتطعن بشرعة حقوق الإنسان (المادة 19) وكرامته الكينية فتُخضعُه إلى سلطة المراقبة لشرطة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". تصريح الأب أبو كسم مدير المركز الكاثوليكي للأعلام ليس إلاّ الوجه الماروني للوهّابية.

"إعلاميون ضد العنف" ترد على أبو كسم

تفاجأت جمعية "إعلاميون ضد العنف" بتصريح لمدير المركز الكاثوليكي للإعلام عبدو أبو كسم لموقع "النشرة" تهجم فيه على الجمعية التي تربأ بنفسها الرد عليه احتراما منها للموقع الذي يمثله، ولكن هذا لا يعني تجاهل التصريح دون توضيح حقائق عدة، هنا أهمها:

أولا، "إعلاميوم ضد العنف" لم تتبنّ يوما أي وجهة نظر طالت أي موقع من المواقع الزمنية أو الروحية، بل كل همها كان وما زال وسيبقى الدفاع عن حرية الرأي والتعبير في كل زمان ومكان، وهذا تحديدا ما قامت به عبر استنكارها الشديد لمنع توزيع "VSD" و"Canard enchaîné" دون تبني ما ورد في مضمونهما من مواضيع طالت الكنيسة.

ثانيا، الجمعية لم تتلطّ وراء شعار الحرية كما ادعى أبو كسم، ويا للأسف، وهي جمعية معروفة وليست مموهة كما ادعى أيضا أبو كسم، وحرصها على الحريات ليس في حاجة لشهادة من أحد، فضلا أنه يكفي متابعة بياناتها لتبيان صدق أهدافها وتجهاتها.

ثالثا، التزمت "إعلاميون ضد العنف" التصدي لكل أنواع الإرهاب الفكري والمعنوي ووسائل المنع والقمع والرقابة الذاتية التي تبقي لبنان بمصاف الدول المتخلفة. وتجدد الجمعية اليوم وكل يوم مواصلة التزامها بهذه الأهداف حتى تحقيق الغاية المرجوة بجعل الرأي العام هو الفيصل بإعطاء الشرعية أو نزعها عن كل ما ينشر، خصوصا أن المنع في زمن الإعلام المفتوح يحول الممنوع إلى مرغوب ويُظهر من يعتمد هذه الأسليب بأنه يريد إبقاء شعبه تحت الوصاية الفكرية بإدعاء توجيهه في هذا الاتجاه أو ذاك.

رابعا، تتمنى "إعلاميون ضد العنف" على كل المرجعيات الروحية المسيحية والإسلامية أن تكون حريصة قبل أي شيء على حرية الكلمة والتعبير مهما كان ثمنها، لأنه بحرصها تقلل ولا بل تُسخِّف من كل ما يثار للإثارة والتضليل، فيما العكس يجعل المواجهة معها كونها قامعة للحريات في حين يجب أن تكون بين الرأي العام وكل من يحاول تضليله.

 

النأي على الطريقة اللبنانية!

د. حسناء عبدالعزيز الـقـنيـعيـر/الراض السعودية

 يذكّرني أسلوب النأي بالنفس الذي اتخذته حكومة حزب اللات اللبنانية من القضية السورية، ومن كل القضايا العربية، بقوائم الطعام في المطاعم اللبنانية حيث تكتب أمام اسم الطبق جملة :(على الطريقة اللبنانية) إشارة إلى تميزه وتفرده عمّا يماثله في بلاد عربية أخرى، وهكذا هي سياسة النأي بالنفس التي يمارسها بكل صلف وغباء وتآمرعلى الشعب السوري عدنان منصور وزير خارجية حركة أمل الإرهابية التي كان لها أسلوب على درجة عالية من التميز، عندما شنت حرب إبادة ضد المخيمات الفلسطينية تحت قيادة حامل مفاتيح مجلس النواب نبيه بري.

يدافع وزير النأي عن موقفه في الجامعة العربية بزعم الخوف على لبنان لأنه وحده من سيدفع الثمن! فلماذا لم يخشَ على لبنان من تحوله مستعمرة إيرانية ؟ ولماذا لم يخشَ على لبنان وحزب اللات يسيطر على جميع مفاصل الحياة فيه ؟ لماذا لم يخشَ على لبنان الحرب الأهلية التي يريد إشعالها حزب اللات بين مكونات المجتمع اللبناني؟

يظل لبنان متفردا في كل شيء، ومنتهجا أسلوبا في معالجة قضاياه وقضايا الأمة التي يدعي انتماءه إليها، على نحو شديد الغرابة وأكثر بعثاً على العجب، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو ماذا يؤمل من أناس يقدمون مصالح الآخرين على مصالح بلادهم، سوى الإتيان بكل ما هو عجيب وغريب ومنافٍ للقيم الإنسانية والأعراف الدولية .

أما النأي عند العرب حسب - معجم لسان العرب - فيعني (البعد) حقيقة لا مجازًا، وربما كان للكلمة معنى آخر حسب اللسان الفارسي الذي يجعل النأي اللبناني- غير النأي العربي - ذا طعم خاص بنكهة حسن حزب اللات، ونكهة نبيه بري؛ ولهذا لم يستح وزير الخارجية الذي خرج من تحت عباءة هذين الفصيلين من التصريح لِ NBN

بأنه لم يخالف "رأي الحكومة ولا موقفها.. سياسة النأي عن القرارات السلبية التي تتناول أو تتعلق بلبنان، حتى القرارات التي صدرت نأينا بأنفسنا عنها ".

نعم هو لم يخالف قطّ رأي حكومة لبنان، لأنها حكومة حزب الله فهي ناطقة باسمه ومنفذة لكل ما يأمرها به من تعليمات يمليها كبيرهم خامنئي، وهو ينأى بلبنان عن كل ما يدين بشار طاغية سورية، لكنه يولغ حدّ القرف في إناء ثوار سورية، بل ويتآمر عليهم، وعلى الأبرياء الذين يفرون من جحيم بشار إلى لبنان، سياسة النأي بالنفس تنحاز بقوة إلى إرهاب حسن نصر اللات وكل الأحزاب الإرهابية الإيرانية والعراقية التي يرسلها الولي الفقيه لقتال العرب السنة في سورية.

وعندما نادى وزير النأي في غاية الجرأة بضرورة " عودة سورية إلى حضن الجامعة من أجل التوصل معها إلى حل سياسي"، لم يجرؤ في المقابل على دعوة بشار إلى الكفّ عن إبادة شعبه، كما لم يجرؤ على مخاطبة إيران والعراق وحسن حزب اللات بعدم إرسال إرهابييهم لقتل الشعب السوري، بل لقد ساهم موقفه وحكومته من الثورة السورية، في تأجيج عملاء إيران وسورية اللبنانيين ضد عرب دول الخليج العربي، فلا تكفّ وسائل الإعلام المأجورة وأصحابها وضيوفها عن الهجوم على من يسمونهم (العربان)! أولئك (العربان) الذين لولا ما يتمتعون به من أصالة وأخلأق عربية وقيم إسلامية عالية لأغلقت أبوابها دونهم، وذلك لكي يتعلموا ألا يعضوا الأيدي التي ما انفكت تمتد إليهم بمختلف أساليب العون والدعم .

لكننا نعود لنؤكد أن من يتآمر على وطنه لا غرابة في أن يتآمر على الدنيا بأسرها، مادام ثمة من يدفع ثمن ذلك.

ويدافع وزير النأي عن موقفه في الجامعة العربية بزعم الخوف على لبنان لأنه وحده من سيدفع الثمن! فلماذا لم يخشَ على لبنان من تحوله مستعمرة إيرانية ؟ ولماذا لم يخشَ على لبنان وحزب اللات يسيطر على جميع مفاصل الحياة فيه ؟ لماذا لم يخشَ على لبنان الحرب الأهلية التي يريد إشعالها حزب اللات بين مكونات المجتمع اللبناني؟ أم أن ذلك لا يشكل لديه أدنى اهتمام مادامت الأجندة واحدة وهي القضاء على سنة سورية ولبنان معاً.

ولهذا فهو لم يزعجه البتة - وطوال عامين - دخول إيران وروسيا إلى سورية بكل ما تملكان من ثقل مادي ومعنوي لنصرة بشار ضد الشعب السوري، لكنه يبدي انزعاجه من قانون الجامعة الذي ينصّ على أن تتدخل دولة في شؤون دولة اخرى، متسائلاً : "هل القانون الدولي يسمح بتدخل دولة وإرسال السلاح ودعم المقاتلين؟"

يا له من منطق غريب، بل يا لها من وقاحة وجرأة لا مبرر لها سوى سياسة النأي بالنفس قبيحة الأصل والمنشأ والولادة ! فماذا عساه أن يُسمّي تدخل إيران في بعض الدول العربية كالبحرين والكويت واليمن والسودان حتى المغرب بعملائها وإرهابييها؟

بل ماذا يُسمّي تدخلها السافر وروسيا في سورية ؟ أما لبنان فإيران فيه دولة شقيقة تصول وتجول كيفما بدا لها حدّ الاحتلال بكل حمولاته !

ويختم وزير النأي تصريحه قائلا- لا فضّ فوه - إنه يحرص " كلّ الحرص على مصلحة لبنان في الدرجة الاولى قبل مصلحة الآخرين " !

ومن الطبيعي ألا تكون إيران وسورية الأسد ضمن أولئك الآخرين ! أما ادعاؤه بالنظر " إلى مصلحة الشعب اللبناني بكل طوائفه واطيافه "، فتكذبه مواقفه التي لا تهتم إلا بما يمليه الولي الفقيه ووكلاؤه في لبنان.

أما رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد فلا يقل عن وزير النأي جرأة وكذباً فيما صرح به دعماً للوزير لأنّ موقفه - حسب زعمه - " ينطوي على إيجابية وحرص كبيرين تجاه دول المنطقة العربية كلها وتجاه مصالح شعوبها التي تتضرر بالتأكيد جراء استمرار النزف التدميري الذي يضعف سورية والبلدان العربية، ولا يستفيد منه إلا أعداء الأمة الطامعون بخيراتها والساعون دومًا الى فرض السيطرة والهيمنة عليها "!

أين الإيجابية التي يزعمها ؟ أهي في تدمير سورية تدميرًا تامًا على رؤوس مواطنيها، أم في السير في فلك إيران الفارسية وموافقتها على مشاريعها التخريبية، ورغبتها في السيطرة على دول الخليج العربي وباقي الدول العربية ؛ لنشر عقيدتها المنحرفة في أرجائها ؟

وكيف تضعف سورية والبلدان العربية، إن لم يكن بما يجري على الأرض السورية بأصابع إيرانية وروسية، ومباركة بعض الدول العربية وعلى رأسها ذوو النأي بالنفس فبمَ يكون ؟ أما أعداء الأمة الراغبون في خيراتها والسيطرة عليها - حسب الوقائع المشاهدة في الراهن - فليس هناك سوى إيران وعملائها من عرب النأي بالنفس .

ويختم قوله بنكتة سمجة لا تضحك إلا الأغبياء بأن " فخر لبنان أن يلعب دومًا دورًا إيجابيًا لمصلحة العرب مجتمعين، من دون مجاملة لطرف أو افتئات على طرف آخر" !

ويرى أن العار كل العار فيمن يمارسون التحريض من اللبنانيين الآخرين ! لكنه حتما لا يرى عارًا ولا عيبًا يتلبس به عملاء الولي الفقيه كحزبه، حزب اللات الذي أخذ على عاتقه تدمير لبنان بأكذوبة المقاومة، وها هو يتمدد إلى سورية ليحارب سنتها تناغما مع عقيدة بشار وأسياده في قم الذين يريدون إعادة أمجاد فارس المجوسية التي قضى عليها عمر بن الخطاب ذات مجد عربي.

وهنا لا يفوتنا أن نتساءل : أيّ دور إيجابي يمارسه لبنان لمصلحة العرب، وفيه من يتآمر على أمن دول الخليج العربي ومصالحه في لبنان وخارجه، في ظل صمت حكومة النأي ؟

لشدّ ما أعجبني تصريح أحد ديبلوماسيي دولة عربية خليجية - حسب إحدى الصحف - من أن وجهة نظر دول مجلس التعاون بعد الحملات المغرضة والمذهبية اللبنانية عليها بتوجيه من حزب الله وطهران ودمشق، واحتضان الحكومة اللبنانية لتلك الحملات، والتغطية عليها، تتلخص (أي وجهة النظر) في سؤال الحكم في بيروت عن أسباب عدم التوجه إلى حليفته إيران لتعويم جزء من الاقتصاد الذي يغرق منذ أشهر في بحر نحو مليون و650 ألف لاجئ سوري وفلسطيني، يشكلون ثلث عدد سكان لبنان الأربعة ملايين، وهو أمر مضحك ومأساوي في آن واحد، وتداعياته ناجمة عن إجرام النظام السوري الحليف الأقوى لطهران، والمتسبب في شقاء اللبنانيين وانهيار اقتصادهم ودولتهم شيئاً فشيئاً أمام أعينهم .

ونقلت الصحيفة ذاتها عن مسؤول أمني كبير في دبي قوله إن قرارات قد اتخذت في دول الخليج العربي لإبعاد آلاف اللبنانيين المتآمرين علينا، والموالين للولي الفقيه وميشال عون، كما أن قرارات دول المجلس بمنع سفر الخليجيين إلى لبنان ستستمر حتى سقوط حكومة ميقاتي السورية - الإيرانية، وسيجري قريباً جداً إعلان لوائح بمنع دخول قادة سياسيين لبنانيين يناصبون الشعوب الخليجية العداء، ويتدخلون في شؤونها الداخلية بضغوط معروفة وشبه علنية من نظامي سورية وإيران .. وهناك حديث عن تخفيض عدد الرحلات الجوية لشركات الطيران الخليجية إلى لبنان خلال الشهرين المقبلين إلى النصف، كخطوة أولى لثني الحكومة اللبنانية عن الاستمرار في تجاهل حملات القوى السياسية المشاركة فيها على دول الخليج العربي وشعوبها، رغم كل ما فعلته من أجل لبنان واللبنانيين.. وستشهد الأسابيع المقبلة عمليات مكثفة في وزارات الداخلية لإنهاء إقامات أكثر من ألفي لبناني كمرحلة أولى، ورفض منح إعطاء مئات التأشيرات في السفارات إلى جماعات لبنانية تابعة لعون وحسن نصرالله ونبيه بري و" الحزب القومي السوري الاجتماعي" ووليد جنبلاط وطلال أرسلان كانت تقدمت للحصول عليها، فيما تتوقع أجهزة الأمن الخليجية في دولة الامارات حدوث " تصفية دقيقة وشاملة " للمتعاونين مع "حزب الله" و"حركة أمل" ويؤمنون لهما أموالاً طائلة سنوياً .

إن هذه الخطوة كان ينبغي اتخاذها منذ زمن بعيد، ليكف أولئك العملاء عن التآمر على دولنا..

 

بورصة الخطف في لبنان: مناقصات وتلزيم وتجارة رابحة

الشراع

*خطف الاستونيين السبعة كان درساً تطبيقياً للتجارة الرابحة *لعصابات الخطف بنك أهداف يتضمن أسماء رجال أعمال أثرياء لا يتخذون تدابير أمنية

*أبناء الاثرياء أهداف محتملة لهذه العصابات

*غنائم عصابات الخطف تخطّت الخمسة ملايين دولار

*مصدر أمني: - أبناء رجال الاعمال والاثرياء في بنك أهداف العصابات

- عصابات الخطف تضع خطة وخطة بديلة

- أغلبية الرؤوس الكبيرة ترسم الخطة وتلزمها لعصابات صغيرة

- غالباً ما تنشأ خلافات شرسة بين أفراد العصابات بسبب تقاسم الغنائم

تحوّل الخطف في لبنان إلى تجارة مربحة جداً، وأصبح الوسيلة الأسرع للحصول على المال، فمعظم المخطوفين هم رجال أعمال وأثرياء تجمعهم قواسم مشتركة هي الوضع المالي. ويضع البعض هذه التجارة التي تحدث على عينك يا تاجر، في دائرة الدلالة على التفلّت الأمني الواضح.

أصبحت أخبار الخطف في لبنان مقابل فدية مالية، الخبر الاعتيادي في عناوين نشرات الاخبار. وتطور عمل عصابات الخطف حتى أصبحت ((بعبع)) للأثرياء ورجال الاعمال في لبنان..

ولعل حادثة خطف الاستونيين السبعة في آذار/مارس 2011 كانت المفتاح الذي كرّت معه سبحة عمليات الخطف، وقد وصفها مصدر أمني بأنها كانت درساً تطبيقياً على تجارة رابحة قوامها الخطف مقابل فدية مالية أبطالها معلومون مجهولون وضحاياها رجال أعمال وأغنياء.

وآخر عمليات الخطف التي شهدها لبنان، كان ضحيتها الفتى محمد نيبال عواضة البالغ من العمر 13 عاماً، حيث خطف من أمام منـزله في بيروت في منطقة وطى المصيطبة قبل ذهابه إلى المدرسة. وطلب الخاطفون من والده دفع فدية مالية قدرها مليون دولار لإطلاق سراحه، إلى ان أسفرت المفاوضات بين الخاطفين والوالد الى دفع مبلغ 132 ألف دولار.. وبناء على هذا الاتفاق، تم إطلاق سراح الفتى بعد ان استلم الخاطفون المبلغ. وقد تخطت غنائم عصابات الخطف في لبنان مبلغ خمسة ملايين دولار أميركي في سنة واحدة، وكانت عدوى الخطف انتقلت من البقاع وجبل لبنان وبيروت إلى الجنوب، حيث تم قبل مدة خطف رجل الاعمال نجيب يوسف، وأفرج عنه بعد دفع فدية تردد ان مقدارها بلغ 140 ألف دولار.

مصدر أمني معني بهذا الملف قال لـ((الشراع)) ان عصابات الخطف لا تعمل بشكل عشوائي، بل هي تراقب وتتبع وتخطط وتقرر، ولا ((تنقض)) على الفريسة إلا بعد التأكد من ضمان نجاح العملية، حتى انها تضع نسختين لتنفيذ العملية أي خطة وخطة بديلة. وما يشجع على تكرار عمليات الخطف، هو نجاح الخاطفين في التهويل على عائلة المخطوف والاستحصال على الفدية المالية. ولكن المصدر الأمني عينه، حذّر من أن أبناء رجال الاعمال والاثرياء هم أيضاً في بنك الاهداف للعصابات التي يتم رصدها ومراقبتها، ويضيف المصدر الأمني: نحن نعمل ليلاً نهاراً من أجل الإيقاع بهذه العصابات والحد من هذه ((الظاهرة الطارئة)) التي انتشرت في لبنان، والتي تشوّه سمعته وصورته في الخارج، حيث ينعكس ذلك سلباً على كافة الاصعدة، الأمنية والاقتصادية والسياحية.

ويكشف المصدر عينه، ان اكثر من عصابة مراقبة من قبلنا موجودة في اكثر من منطقة واحدة، تنطلق غالباً من منطقة البقاع، وهي ((عصابات الرؤوس الكبيرة))، حيث ترسم الخطة وتقرر تنفيذها، وتلـزّمها لعصابات صغيرة سرعان ما تتفكك بعد التنفيذ. ويضيف المصدر الامني ان تمكن العصابات من الاستحصال على مبالغ كبيرة، شجع اشخاصاً آخرين على تأليف عصابات جديدة، مع العلم ان خلافات شرسة غالباً ما تنشأ بين افراد هذه العصابات بسبب توزيع الغنائم او الاجرة التي يتقاضونها من الرؤوس الكبيرة، وأصبح التعامل مع هذه الاخيرة يتم على اساس دفع مبلغ محدد مسبقاً يتم الاتفاق عليه قبل تنفيذ عملية الخطف، مهما كان حجم الفدية التي ستحصل عليها العصابة في النهاية، بدل الحصول على نسبة مئوية من هذه الفدية.

قصة مخطوف

من بين ضحايا الخطف، المواطن فؤاد داوود، الذي روى قصة خطفه: بداية تلقيت اتصالاً من شخص غريب تحدث إلـيّ وكأنه يعرفني منذ زمن، وقال لي ان لديه سيارة مستعملة للبيع قد أجد فيها صفقة مغرية، وكان من الواضح انه يعلم انني تاجر سيارات، وجرى الاتفاق بيننا على ان نلتقي في بعلبك لمعاينة السيارة المعروضة للبيع، وعندما وصلت الى المكان، نزل اربعة رجال مسلحين وملثمين وخطفوني، وقالوا لي ان لديهم معلومات مؤكدة بأني أملك مليون دولار، وانهم يريدون مائتين وخمسين الف دولار ليطلقوا سراحي. وبفعل جهود الجيش اللبناني، نجا داوود من قبضة الخاطفين.

تحقيق: هلا بلوط

أبرز عمليات الخطف منذ 10 أشهر

*5 أيار/مايو 2012 خطف المواطن اندريه الياس في الضنية.

12 أيار/مايو تم تحريره في منطقة القموعة – عكار على يد الجيش اللبناني الذي تمكن من قتل أحد أفراد العصابة.

*1 أيار/مايو 2012 خطف المواطن أحمد صخر من أمام مسجد بعلول في البقاع الغربي.

23 أيار/مايو تم تحريره على يد شعبة المعلومات في المنطقة الواقعة بين بلدتي عرسال واللبوة.

*22 حزيران/يونيو 2012 خطف المواطن ابراهيم الأتات في صوفر.

تم تحريره في منطقة حوش تل صفية في خراج بعلبك.

*4 حزيران/يونيو 2012 خطف المواطن حسام بشراوي عند مفرق رأس بعلبك.

تم تحريره في اليوم نفسه على يد القوى الأمنية.

*16 آب/أغسطس 2012 خطف المواطن رجا الزهيري في منطقة عرمون تم تحريره في 22 آب/أغسطس 2012.

*25 آب/أغسطس 2012 خطف الكويتي عصام الحويطي في منطقة البقاع وتم تحريره في 26 آب/أغسطس.

*8 أيلول/سبتمبر 2012 خطف المواطن بسام طربيه في منطقة البترون. تم تحريره في 20 أيلول بعد دفع فدية بقيمة خمسين ألف دولار.

*13 أيلول/سبتمبر 2012 خطف المواطن فؤاد داوود، وتم تحريره في 19 أيلول/سبتمبر 2012 في منطقة تل الأبيض في بعلبك على يد استخبارات الجيش، وأوقفت على أثرها أحد الخاطفين.

*17 أيلول/سبتمبر 2012 خطف المواطن يوسف بشارة في منطقة بصاليم، وتم تحريره بعد أربعة أيام على يد الجيش اللبناني، وأعيدت إلى بشارة فدية قيمتها 380 ألف دولار.

*19 أيلول/سبتمبر 2012 خطف المواطن علي منصور في بلدة غزة، وتم تحريره في 25 أيلول/سبتمبر 2012 في جرود بريتال.

*22 أيلول/سبتمبر خطف المواطن محمد الميس في سهل مكسة، تم تحريره على الطريق الدولية في بعلبك.

*19 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 خطف المواطنة ماريا فتح الله في المدينة الصناعية بزحلة، وإطلاق سراحها في اليوم نفسه في جرود الفرزل.

*28 تشرين الثاني/نوفمبر 2012 خطف الدكتورة منى كنج في منطقة المشرف، وتحريرها في اليوم التالي.

*8 كانون الأول/ديسمبر خطف المواطنة فيفيان سكاف من مدينة زحلة، وإطلاق سراحها في اليوم نفسه.

*1 كانون الأول/ديسمبر خطف المواطن نزيه نصار على طريق تربل وما يزال مخطوفاً.

*5 شباط/فبراير 2013 خطف المواطن نجيب يوسف في منطقة أبو الأسود – صور وإطلاق سراحه بعد ستة أيام في منطقة الشويفات.

*20 شباط/فبراير 2013 خطف الفتى محمد عواضة في المصيطبة وإطلاق سراحه بعد خمسة أيام.   

     

علوش وأبي اللمع: تحالف المستقبل – القوات ما زال قائماً ومتفقون على ما هو أكبر من قانون الانتخاب  

 الشراع

 *د. مصطفى علوش:

- المشكلة ليست بين القوات والمستقبل بل داخل 14 آذار

- طريق الحل لم تغلق أبداً

- السير في القانون الارثوذكسي سوف يحول الفدرالية السياسية إلى فدرالية ديموغرافية

- لن يكون لتيار المستقبل تحالفات إلا ضمن 14 آذار

- الوضع بين المستقبل والقوات ليس بألف خير إنما بحاجة إلى علاج

*ادي أبي اللمع:

- القوات اللبنانية تبحث عن مساحة مشتركة بين الجميع

- ما زلنا متمسكين بكل العناوين التي طرحناها منذ ثمان سنوات

- القوات لم تخذل أحداً

- كلام المشنوق والمرعبـي لا يستحق الرد

تركت القوات اللبنانية الباب مفتوحاً على أي تسوية ممكنة تتعلق بالقانون الانتخابي بعكس التيار الوطني الحر، وان كان من أشد الداعمين للقانون الارثوذكسي بانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من مفاجآت خصوصاً إذا ما تم السير في القانون الارثوذكسي ورفض القانون المختلط بين النظامين النسبـي والأكثري.

وإذا كان الكتائبيون تركوا للصلح مطرحاً مع تيار المستقبل بعد ان صوتوا على التأجيل في البت بهذا القانون، فإن القوات اللبنانية لم تترك للصلح مطرحاً بعد ان صوتت على القانون الارثوذكسي ورفضت التصويت على التأجيل.

فبالرغم من مسيرة النضال بين كل من القوات والمستقبل والرؤية المشتركة تجاه العديد من القضايا، فإن تأييد القوات للأرثوذكسي يأتي في إطار عدم وجود تمثيل صحيح للمسيحيين منذ الطائف الأمر الذي خلق نوعاً من الفتور في العلاقة بين الطرفين وصلت إلى حد التراشق الكلامي بينهما.

ومن هنا تبدأ التساؤلات ما إذا كانت القوات اللبنانية قد خرجت من جلد 14 آذار/مارس، وما إذا كنا سنشهد تحالفات سياسية جديدة وتأتي بخلطة جديدة في التحالف.

ونتج عن تصويت القوات اللبنانية على القانون الارثوذكسي تراشقات كلامية من جهة تيار المستقبل الذي اعتبر القوات ((خائنة)) للتحالف القائم بينهما.

ووصف النائب نهاد المشنوق هذا التصويت بأنه 7 أيار/مايو جديد نظراً لارتداداته على الساحة السياسية.

علوش

واعتبر النائب السابق د. مصطفى علوش في حديث لـ((الشراع)) ان المشكلة القائمة حالياً والتي تتعلق بالقانون الانتخابي هي ليست بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل إنما هي مشكلة قائمة داخل 14 آذار/مارس وقد جرى حصرها بين المستقبل والقوات.

وأكد علوش ان المشكلة محصورة بقانون الانتخاب ليس أكثر، ويقول: قناعتنا تقول ان ما يطرح هو نهاية للبنان، لذا هذه القضية بحاجة إلى نقاش معمق والطريق لم تغلق أبداً.

ويرى علوش انه إذا تم السير في القانون الارثوذكسي فسوف تتحول الفدرالية السياسية عاجلاً أم آجلاً إلى فدرالية ديموغرافية. بمعنى آخر من قدم عشرات الشهداء للحفاظ على بلد موحد يصبح في خبر كان.

وعن التحالفات الجديدة لتيار المستقبل خلال الانتخابات المقبلة ولا سيما في حال وقعت القطيعة ما بين المستقبل والقوات، يقول: لن يكون لتيار المستقبل تحالفات سياسية وانتخابية إلا ضمن 14 آذار/مارس.

وينفي أن يكون الوضع بين تيار المستقبل والقوات بألف خير إنما بحاجة إلى علاج، والعلاج وارد وهو موجود، على حد قوله.

أبي اللمع

أما ممثل حزب القوات اللبنانية في الامانة العامة لقوى 14 آذار/مارس ادي أبي اللمع فيعتبر ان الوضع عملياً ((ما في شي))، مضيفاً: منذ أشهر ونحن ننادي حول قانون انتخابي يرضي الجميع ويوافق عليه الجميع. وحتى الآن نقول اننا نبحث عن مساحة مشتركة بين كل الافرقاء لنجد قانوناً يرضي الجميع، وبعد ان نجد هذا القانون سوف تحصل الانتخابات في وقتها، ولكن في حال لم يتم إيجاد أي قانون انتخابي فالانتخابات لن تحصل ونحن لا نريد التأجيل.

ويؤكد أبي اللمع ان القوات اللبنانية تبحث عن مساحة مشتركة بين الجميع ويرى بأن كلام د. جعجع كان واضحاً في تصريحه الأخير عندما قال انه بدل أن يتذمر أحد من القانون الارثوذكسي، فليجد حلولاً سريعة يكون فيها مساحة مشتركة بين الجميع.

وينفي أن تكون القطيعة قد وقعت مع تيار المستقبل، قائلاً: نحن ما زلنا متمسكين بكل العناوين التي طرحناها منذ ثماني سنوات حتى الآن، في هذا القانون أي الارثوذكسي، لم نجد مساحة مشتركة مع الفريق الآخر بل مع كل اللبنانيين.

كما ينفي أبي اللمع ان تكون القوات اللبنانية قد خذلت تيار المستقبل في تصويتها على القانون الارثوذكسي، مضيفاً: نحن لم نخذل أحداً على الاطلاق. أكثر من مرة حصلت أحداث كثيرة في 14 آذار/مارس منذ ثمان سنوات حتى الآن ولم نخذل أحداً، مع العلم ان هذه الأمور ضايقت القوات اللبنانية ومع ذلك واجهناها كصف واحد. لذا نعتبر ان هناك أموراً أكبر منا وعلينا مواجهتها وأردد بأنه ليس هناك أي مشكلة بالأساس وما حصل هو ليس لإرضاء المسيحيين فقط بل لإرضاء لبنان وكل الطوائف، والدليل على ذلك ان التمثيل الشيعي ليس صحيحاً أيضاً، فلا يمكن لحزب أن يختزل طائفة بأكملها.

وعن التصريحات الصحافية لكل من النائبين نهاد المشنوق ومعين المرعبـي والتي أدانت القوات بشكل مباشر، يقول أبي اللمع: لا جواب لدي حول هذا الموضوع، لأنه ليس هناك أي فحوى للحديث، هذا الكلام لا يستحق الرد. ما زلنا على موقفنا وتمسكنا في ثورة الارز ونحن مستمرون في المسيرة مع حلفائنا.

وعن تداعيات السير في القانون الارثوذكسي على الصعيد السياسي، يعتبر أبي اللمع انه لا يمكن وضع حالات افتراضية من هذا النوع بما انهم قرروا إيجاد الافضل للجميع. وترك الأمور إلى الأيام المقبلة.

وينفي أن يكون للقوات اللبنانية تحالفات سياسية جديدة خصوصاً ان القوات اللبنانية لا تستغني عن حلفائها والعناوين التي ضحت من أجلها. ويقول: مصرون على تحالفنا ومتمسكون به والعناوين ما زالت في مكانها. عندما نزلنا إلى ساحة الشهداء لم يكن السبب الوفاق على قانون انتخابي معين بل لأننا كنا متفقين على أمور أكبر من ذلك.

فاطمة فصاعي

    

سقوط عائلة.. عودة وطن: ((11)) شبيح لبنان الأول والسيد 5%

الشراع

ما هي مآثر رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات العربية السورية التي كانت في لبنان رستم غزالة أثناء حكمه اللبنانيين في تلك الفترة؟ ومن هو رامي مخلوف في سوريا، والرجلان يجمعهما حبل الفساد؟

هذا ما سيعرضه الزميل حسن صبرا في هذه الحلقة من كتابه ((سقوط عائلة.. عودة وطن)).

*كان لرستم غزالة شلة لسرقة السيارات والخطف

*غزالة زير نساء يلاحقهن ويستقبلهن في مكتبه ومنهن مروى قرانوح التي أصبحت ممثلة ومغنية في مصر

*رنى قليلات أحد مصادر تعزيز ثروة غزالة

*رامي مخلوف المتهم الأول بعد النظام بإفقار السوريين ونهب ثرواتهم

*مخلوف عمل على رفع الحصانة عن النائب رياض سيف وسجنه سبع سنوات لمجرد انه تجرأ وسأل عن مخالفات شركة ((سرياتيل))

رستم غزالة شبيح لبنان الأول

(هذه المعلومات وردت على لسان يونس اليوسف في حديث مع الكاتب في القاهرة)

عندما كان رستم غزالة في منطقة الرملة البيضاء كان حوله شلة من الاتباع منهم علي مظلوم، محمد صالح، عباس طليس، ابراهيم شرارة، يونس اليوسف.. وغيرهم.

كان يطلب من اليوسف أن يجري دراسة عن متمول لديه ثروة ليرتبوا خطة لأخذ المال منه، كما يبدأ الأمن السوري دوره، فنتيجة لاعتقال ابن هذا الثري وطلب الفدية منه، يتوجه الثري نحو يونس الذي يرتبط بصلة معه مسبقاً، فيبدأ الابتزاز: إذا أردت أن تعرف أين ابنك فعليك أن تدفع 50 ألف دولار.. ويخبره يونس بعد عدة أيام ان الولد المخطوف في عنجر (بينما يكون مسجوناً في قبو رستم في الرملة البيضاء)..

وإذا أردت أن تستلمه فعليك أن تدفع 200 ألف دولار قبل إرساله إلى سوريا، فيرضخ الثري ويدفع المبلغ المطلوب، يضع الخاطفون الولد في سيارة مغمض العينين بعصبة سوداء وتدور به في مناطق مختلفة في الجبل والساحل، حتى يبدو انه في مكان بعيد خارج بيروت، إلى ان تمر ساعة أو أكثر ثم يعودون به إلى بيروت ويتم تسليمه إلى والده بعد ان يحصل رستم على المبلغ المطلوب.

تهريب السيارات: كانت هناك غرفة خاصة لسرقة السيارات الفخمة مكونة من مخبرين لدى رستم (علي الشبح، بلال عساف، عبدالله العفي..) ،يأتي السارقون بسياراتهم إلى شلة رستم، ليبلغوه ان السيارات التي بحوزتهم هي بين مرسيدس 500، 600، وبي أم، ورانج روفر وسعر السيارة المسروقة لا يزيد عن 3500 دولار.. فهل لهم مصلحة فيها، فينتظر السارقون رد الشلة التي تسأل رستم شخصياً.. ان كان لديه هناك ضباط يريدون سيارة ((مرسيدس)) ((شبح)) أو ((بي أم)) أو ((رانج)) فيتولى غسان (سوري) (كان مع رستم ثم مع علي دياب) فإذا أبلغهم رستم بأن هناك ضباطاً في دمشق يريدون سيارات لوحاتها جاهزة، ويكون سعر اللوحة عادة ألف دولار تدفع لغسان، ويحضرها من مكتب رستم وهي لوحات أمنية سورية، يتم تزويدها بمهمة أمنية عبر رسالة رسمية، لترسل إلى سوريا ويتم هناك تسليمها للضابط بسعر يتراوح بين 6000 أو 7000 دولار.. إضافة إلى 1000 دولار ثمن اللوحة التي يحتفظ رستم بأعداد كبيرة منها في مكتبه.

كازينو لبنان: كانت شلة رستم تتوجه إلى كازينو لبنان ومعها كاتب عدل من منطقة الغبيري عند مستشفى الساحل، ويتوزع أفرادها حول لاعبــي القمار، وقبل نهاية السهرة وعند خسارة لاعبـي القمار يبحث هؤلاء عمن يشتري كل ما يملكون من ساعات ذهب (رولكس) وسلاسل، وقداحات ثمينة وأقلام ذهب، أو سيارة، كان عنصر شلة رستم يعرض شراء الساعات أو سلاسل الذهب أو السيارات بأرخص الأسعار ويتم تسجيل البيع عند كاتب العدل، على أن يدفع عند استردادها سعرها الحقيقي.

كانت الشلة تحصل على القسم الأعظم من المال، ولأن الشلة تحتاج إلى تدخل رستم لإعادة السيارة إلى صاحبها فإن صاحب السيارة يدفع إلى رستم المال مقابل عدم توقيع الوكالة.

في اليوم التالي يتصل صاحب السيارة بأحد أفراد الشلة ليسأله إعادة سيارته التي رهنها مقابل مبلغ من المال يبدي استعداده لدفعه، فيقال له ان السيارة ليست ملكه وانها نقلت ملكيتها إلى اسم آخر، وهنا يتم الاستعانة برستم كي يوعز إلى من يهتم في النافعة (مصلحة تسجل السيارات) بتسجيل السيارة لواحد من الشلة على ان يكون لبنانياً الذي يبيعها سواء لصاحب السيارة الأصلي أو لغيره.. ويتراوح سعر البيع عادة وفق حالتها ونوعها وحداثتها بين 10و15 ألف دولار.

الواسطات: كان مندوب الوساطة مع رستم رجل أمن سورياً، يرتبط بعلاقة مباشرة مع النواب والوزراء والضباط والقضاة والطامحين للقفز إلى مجلس النواب والوزراء والترقية في وظائفهم.

كانت الانتخابات النيابية في لبنان فرصة لشلة رستم كي يلتقطوا الاغبياء الاثرياء الطامحين للحصول على مقعد نيابي في أي دائرة في لبنان حتى لو لم يكن أي منهم يملك من المؤهلات إلا المال والطموح.

كان اسامة المساعد ضابط الصف السوري وناصر قنديل الذي ركبه غازي كنعان نائباً عن بيروت، مع شخص ثالث مكلفين من رستم بالبحث عمن يريد أن يترشح للنيابة لحمله إلى رستم شرط أن يكون مليئاً مالياً، بعد ان يتأكد هؤلاء (اسامة، ناصر) من ذلك.

كان رستم زير نساء يلاحقهن ويستغلهن في مكتبه، ومن الفتيات المعروفات (مروى قرانوح) أصبحت ممثلة ومغنية في مصر ، وهو اشترى لها أول سيارة مرسيدس سوداء 320، وأنتج لها شريطاً غنائياً حمل عنوان ((احترس)).

تركت مروى بعلها الذي كان يعمل في الكويت وحصلت منه على الطلاق وتركت أولادها منه لتتفرغ للفن بعد احتضان رستم لها.

كان و. ك يدبر النساء لرستم من ملهاه الليلي الذي كان يملكه في منطقة الروشة.

وكان طه قليلات وشقيقه وسليم الدادا يشكلون واحدة من الشلل المحيطة برستم، وكانوا يوفرون له المال.. وفضائح رستم غزالة وأشقائه في بنك المدينة وصلت أنوف العالم كله.

عرس اسطوري بالنفاق اللبناني

وتدليلاً على فساد رستم غزالة.. فإن أهل قريته يتحدثون عن العرس الاسطوري الذي أقامه لابنته فيها، والتكلفة الهائلة التي دفعها مادياً كي يعد حفلاً فيه الطعام والشراب والاقامة لعدد من المدعوين المميزين عنده ضمن آلاف اللبنانيين الذين تسابقوا لحمل الهدايا المختلفة، لابنة المعلم علّ هدية كل واحد من الآلاف تفتح الطريق أمامه كي يحقق آماله في لبنان، منصباً، ترقية، صفقة تسهيلاً لتجارة مخدرات، أو عقد العمر..

يقول أحد السياسيين اللبنانيين، انه وزملاءه أجهدوا أنفسهم طيلة أيام، لتقدير ثمن الهدايا التي وصلت إلى رستم في تلك الليلة، فتوصلوا إلى رقم مالي حده الأدنى هو مئة مليون دولار.

وعندما كانت والدة رستم تنـزل إلى بيروت لتتبضع كان يكلف أحد زبانيته ليرافقها، إلى محلات بيع الذهب الذي كان عشق رستم وعائلته، حتى انه كان في كل بيات له في قريته السورية يحمل من بيروت سبائك الذهب التي يحول أمواله إليها، والكثير منه يرسله إلى دبي حيث يعمل عدد من أشقائه فيها.

وكانت رنى قليلات وسيطرتها على بنك المدينة الذي أخضع لسلطة مصرف لبنان، بعد نهب أكثر من 2 مليار دولار منه، هي أحد مصادر تعزيز ثروة رستم، وأمام القضاء اللبناني ملف كامل يظهر بعض الصكوك التي تسلمها رستم من البنك بأسماء أشقائه.

كانت رنى قليلات تحمل لرستم أفخم وأحدث السيارات من دبي عبر طائرات شركة الامارات، ليبيعها في أسواق بيروت عند معارض سيارات معروفة، كافأ أصحابها فيما بعد بمناصب رسمية.. كل على قدر حجمه وطموحه، وكان ابراهيم شرارة أحد وسطائه المعروفين في هذه المهمة.

مطعم نصر

وكثير من اللبنانيين يعرفون ان مطعم نصر لصاحبه نصر خنيصر أفلس من ضغوطات وأطماع ومآدب الضباط السوريين الذين هالهم أن يكون هذا المطعم اللبناني، ناجحاً بكل المقاييس فنهبوه طعاماً وشراباً كان ابو الياس يرسل الطعام والشراب إلى عنجر وإلى مطار بيروت الدولي، ومن الروشة إلى الرملة البيضاء حيث مقر رستم لسنوات.

كان شرارة هذا يجول على الطامحين بمناصب مختلفة في كل المؤسسات اللبنانية، ليذكرهم بعيد ميلاد المعلم (رستم) لتنهال الهدايا من هؤلاء مالاً وسيارات ومجوهرات وساعات، وبعض هذه المجوهرات والساعات كان يجد طريقه للبيع في محل ابن اخت ابراهيم، قاسم علوش.

ولم يقتصر سماسرة رستم على المدنيين، فبعض الضباط كانوا نجحوا في دور السماسرة، حتى ان أحدهم وكان عميداً في الشرطة القضائية. تلقى خمسين ألف دولار هدية مقابل خدمة أداها لأحد المتمولين.. فأرسل عشرة آلاف دولار منها إلى رستم، بزعم ان الهدية هي 20 ألفاً أرسل نصفها إلى رستم لكن هذا الأخير كان أخبر بالمبلغ، فاستدعى الضابط ليحضر معه الخمسين ألف دولار كلها، ويسلمها إلى رستم.

صندوق المهجرين

نبع المال الذي غرف منه رستم عشرات ملايين الدولارات تخصص مرافقه الكردي عثمان وشقيقه في تقديم أوراق مزورة ليحصل منها على تعويضات مجزية.. وكان رستم فرض تعيين ابراهيم شرارة في الصندوق ليتمكن هذا بعد ذلك من بناء قصر منيف في قريته في اللويزة – قضاء جزين.

رامي مخلوف

السيد 5%

- عملاء الاستخبارات ورامي مخلوف

- مقالة ميشال كيلو عن رامي مخلوف

رامي مخلوف: السيد 5 في المئة

لم تكن الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها العديد من المدن السورية منذ آذار 2011 الماضي سوى محطة من محطات وضع اليد على الجرح الاقتصادي السوري الذي ارتبط بإسم أحد أنسباء الأسرة الحاكمة، بما هو رمز للفساد والمحسوبيات، ونتيجة واضحة لوثيقة زواج بين الأمن والثروة. رامي محمد مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد، رجل الاعمال المعروف بأنه ظل النظام المالي، وصورته الاقتصادية التي لا يمر اي مشروع في البلاد إلا من خلالها وبعد موافقتها أو مشاركتها. هو الشاب الأربعيني الذي أعلن بعد انفجار الثورة انه سيترك العمل في التجارة ليشارك في الاعمال الخيرية، بعد استفحال المواجهات بين النظام والشعب على خلفية صدور لائحة مطالب سياسية واقتصادية واجتماعية أصبحت محاكمة مخلوف على رأسها.

أول الغيث كان بقرار خارجي حين أدرجت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مخلوف على قائمة العقوبات التي تشمل تجميد الأصول والمنع من السفر.

وأصبح مخلوف المتهم الأول بعد النظام بإفقار السوريين ونهب ثرواتهم والسبب في هجرة العديد من المستثمرين الذي ضاقوا ذرعاً بتدخلاته ومحاولاته المشاركة أو وضع اليد على أي وكالة لماركة عالمية أو مشروع اقتصادي يدخل إلى سوريا، لكن الاقتصادي الشاب رد بعصبية على مطالبات الشعب بمحاسبته على أعماله، محذراً إسرائيل والغرب بقوله (لن يكون هناك استقرار في إسرائيل إذا لم يكن هناك استقرار في سوريا).

لكن تطور المواجهات وسقوط المزيد من الضحايا على مذبح انتهاكاته لثروات السوريين، جعلت الرجل يبحث عن وسيلة للتنفيس بدلاً من الاثارة التي ارتدت سلباً عليه بتصريحه السابق، فأعلن انه لن يدخل في أي مشاريع جديدة تدر عليه ربحاً شخصياً، وانه سيطرح جزءاً مما يملكه من أسهم في شركة الاتصالات السورية قريباً لذوي الدخل المحدود للاكتتاب العام. وفي ما يبدو انه استجابة لنقد قد يكون وجهه إليه الرئيس بشار الأسد، قال مخلوف (لن أسمح بأن أكون عبئاً على سوريا ولا على شعبها ورئيسها بعد اليوم).

وفي تقرير عن رامي مخلوف أعدته صحيفة ((نيويورك تايمز)) في الأيام الأخيرة تحت عنوان (رجل الاعمال السوري يصبح مغناطيساً للغاضبين والمنشقين)، وصف مخلوف بأنه مصرفي أسرة الأسد والسيد 5 في المئة، في إشارة إلى العمولات التي يحصل عليها من كل مشروع يدخل البلاد.

المفارقة ان الرجل في أعين مؤيديه هو محل مديح وثناء لما يقوم به من استثمارات ومشاريع توظيف للشباب، بثت محطة ((العربية)) شريطاً مصوراً يظهر المغني جورج وسوف راكعاً على رجليه ليقبل حذاء رامي مخلوف، كما دافعت الممثلة سلاف فواخرجي عن رامي واصفة إياه بأبي الاقتصاد السوري، أما الممثلة رغدة فقد أنشدت شعراً في مهرجان في قلعة حلب دفاعاً عن بشار وولي نعمتها رامي مخلوف، لكنه بنظر معارضيه هو لص ناهب لثروات سوريا ومحتكر لقطاعاتها الاقتصادية. لذلك كان من الطبيعي أن يرفع المواطنون في درعا وغيرها من المدن ((رامي مخلوف يسرقنا)).

لم تتوان ((نيويورك تايمز)) عن وصفه بأنه النسخة السورية عن أحمد عز في مصر أو ليلى طرابلسي في تونس. لقد أصبح اسمه مرتبطاً بالمطالب الاصلاحية بعدما ((حوّل الاقتصاد السوري من الاشتراكية إلى الرأسمالية، ما جعل الفقراء أكثر فقراً والاغنياء أكثر ثراء وبنحو خيالي))، على حد وصف الصحيفة الأميركية.

وتنقل ((نيويورك تايمز)) عن محلل سياسي سوري لم تذكر اسمه قوله ان رامي مخلوف ((هو رمز للنظام في الجانب الاقتصادي.. انهم يكرهون رامي مخلوف)).

عملاء الاستخبارات ورامي مخلوف

ويبدو ان مخلوف لم يتوقف عمله على الشأن الاقتصادي، فقد استخدم نفوذه المتولد من قرابته لآل الأسد ومن قوته الاقتصادية التي لا تقدر، من أجل ((التلاعب بالنظام القضائي، واستخدام الاستخبارات السورية لترهيب منافسيه))، بحسب ما جاء في مسوغ قرار للعقوبات بحقه صدر عن الحكومة الأميركية عام 2008. وذلك بعد اتهامه بالعمل على رفع الحصانة عن النائب رياض سيف وسجنه لمدة سبع سنوات لمجرد انه تجرأ وسأل عن مخالفات شركة ((سيرياتيل)) التي يمتلك مخلوف 40% من أسهمها.

نفوذ ابن خال بشار الأسد، الذي أعلنت وزارة الخزانة الأميركية إدراج عدد من شركاته على لائحة الإرهاب، هو نتيجة علاقة عميقة وتاريخية بين والده محمد مخلوف والرئيس الراحل حافظ الأسد، الذي أفسح أمام ((أبو رامي)) المجال لـ((الاستفادة)) بدعم من الأسد شخصياً، حيث تسلم مخلوف الأب إدارة ((الريجي)) ثم المصرف العقاري.

لكن مخلوف الابن كان ((محظوظاً)) أكثر، إذ تولى حصرياً تجارة السجائر، من لبنان إلى سوريا، عبر معبر الجديدة، وأنشأ لاحقاً شركة ((غوتا)) التي تولت التفاوض مع شركات السجائر والمشروبات الكحولية الاجنبية لترتيب الوكالات لها في السوق الحرة التي سيطر عليها بدعم من النظام.

وفي سنة 1998 طرحت وزارة المواصلات السورية مناقصة ((صورية)) لتشغيل قطاع الهاتف الخلوي، ظهر فيها رامي مخلوف شريكاً لشركة ((أوراسكوم)) المصرية لصاحبها المليونير نجيب ساويروس، لكن مخلوف ما لبث ان اختلف مع ساويروس فصودرت أموال الشركة المصرية في سوريا، ووضع عليها حارسان قضائيان هما إيهاب مخلوف (شقيق رامي)، ونادر قلعي (مدير أعمال رامي). لكن التهديد باللجوء إلى التحكيم الدولي دفع إلى الاعلان عن ((حل ودي)) للخلاف في تموز 2003، بحيث باتت شركة ((سيرياتل)) التي يمتلكها مخلوف، إحدى شركتين تشغلان الهاتف المحمول في سوريا.

وتسيطر ((سيرياتل)) حالياً على 55 في المئة من السوق المحلية، ولديها مليون ونصف مليون مشترك، بينما تركت الحصة الباقية لشركة ((أريبا)) ويملك مخلوف أيضاً شركة ((راماك)) التي تعمل في المجال العقاري، وتلتزم مشاريع كبرى بمناقصات وهمية، وأخيراً أسس في سوريا شركة ((شام القابضة))، بالشراكة مع عماد غريواتي، وهي شركة تعمل في الاستثمار السياحي لكن غريواتي هذا هرب بعد عدة أشهر من الثورة وهو الآن في دبي ويقول مقربون من رامي ان غريواتي يدعم الثوار ضد الأسد. ولمخلوف استثمارات في قطاع الإسمنت والغاز والنفط. وله أكثر من نصف أسهم مصرف المشرق الاستثماري، وشركة ((الكورنيش السياحية)) لإقامة المشاريع التجارية والخدمية.

حاول مخلوف السيطرة على قطاع تجارة السيارات، لكنه اصطدم بشركة أبناء عمر سنقر، الوكيل الحصري لسيارات مرسيدس الألمانية، وقد وقفت ((مرسيدس)) إلى جانب سنقر، ما دفع الحكومة السورية إلى إلغاء الوكالات الحصرية، وفرض عقوبات على ((مرسيدس)). كذلك استولى مخلوف على وكالة BMW وصارت وزارة الدفاع ((ملزمة)) بشراء السيارات للضباط المسرّحين والمتقاعدين برتبة لواء وعميد منه. وأسس مخلوف شركة خاصة لمراقبة تطابق السيارات المستوردة مع المواصفات الحكومية، بالشراكة مع نجل الرئيس اللبناني السابق، إميل إميل لحود.

وكانت أعماله المشبوهة مثل تبييض الأموال، سبباً في منعه من الاستثمار في أوكرانيا. لكنه استطاع الفوز باستثمار كبير في مجال الاتصالات في اليمن، وقد يكون الاستثمار الخارجي الأهم لمخلوف قد بدأ مع اغتيال رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري، حيث حول الأول قسماً من أمواله إلى دبي، واشترى برجين، سجّل أحدهما بإسم زوجه والآخر بإسم أولاده.

ويقال إن مالك صحيفة ((الوطن)) ضالع بفضيحة بنك ((المدينة)) اللبناني الشهيرة. وقيل عنه انه وضع يده على آثار سورية نادرة وكنوز لا تقدر بثمن، عُثر عليها إلى جانب باب توما في دمشق، حيث أسس رامي سلسلة مطاعم وفنادق ذات طابع قديم وبيعت في الخارج بمبالغ طائلة. ويكشف العارفون بشؤون البيت السوري ان من لا يشارك مخلوف بأعماله التجارية الكبرى يُصب عليه سيل من الاتهامات وتسلط عليه جميع أنواع الابتزاز من وزارة تموين وجمارك ومفتشين وغيره حتى يضطر إلى مشاركته أو تصفية أعماله والهروب خارج سوريا.

لعل آخر ألعاب مخلوف الخطيرة، التي تبين حجم قوته المؤثرة في صنع القرار في دمشق، ما فعله في شهر نيسان/ابريل الماضي في رد فعل على الاحتجاجات التي شهدتها سوريا. فقد كشف مصدر مصرفي لبناني عن ((لعبة)) أقدم عليها مخلوف في 30/4/2011، حين عمد إلى سحب عشرات الملايين من الدولارات من السوق السورية دفعة واحدة، وخلال بضع ساعات فقط، من خلال شرائها بالليرة السورية وتحويلها إلى لبنان ودبي. لكنه عاد لضخ كمية أكبر من الدولارات المسحوبة عصر اليوم نفسه، في السوق السورية مرة أخرى. وهو ما أدى إلى إصابة سوق الصرف السوري خلال اليوم المذكور بحالة ذعر لا سابق لها منذ عقود، وإلى خسارة الليرة نحو 13 في المئة من قيمتها خلال بضع ساعات.

الشاب الثري الذي لا يظهر حرجاً في التعبير عن رغبته في بدء الاصلاح رغم انه الهدف الأول لهذه العملية، لم يجد في صفحاته الكثيرة أي نقطة سوداء ينتقد من خلالها ولو بعضاً من ممارساته، ففي حديث صحافي عن هدف الولايات المتحدة من وضعه على لائحة العقوبات عام 2008، اكتفى مخلوف بالإجابة ((لأن الرئيس هو ابن عمتي، أو لأنني ابن خال الرئيس)).

وعندما سئل بشار الأسد من ((نيويورك تايمز)) نفسها عام 2008 عن دور ابن خاله رامي المسيطر على الاقتصاد السوري وعن فساده وإخضاعه كل المشاريع لموافقته بالحصول على نسبة منها رد الأسد متفاخراً: ان رامي مخلوف هو رجل أعمال سوري وتدين له الحركة الاقتصادية في سوريا بنشاطه الكبير!

امبراطور المال المنهوب في سوريا، والمشرف على تشغيله لمصلحة الشقيقين بشار وماهر بدءاً من أموال العراق التي سرقها والده محمد ساهم في تهريب أموال العائلة إلى مصارف رومانية اعتماداً على حميه (والد زوجه) وليد عثمان السفير السوري في بوخارست.. ومنها إلى مصارف عدة في أوروبا وآسيا (أوكرانيا، روسيا البيضاء.. دبي..).

شكل رامي مخلوف شبكة مصالح اقتصادية واسعة في سوريا شملت المصارف، الاتصالات، الاسواق الحرة، الاسمنت، العقارات، السياحة، الانتاج الفني..

ووفق ما أوردته صحيفة ((نيويورك تايمز)) في حوارها مع بشار الأسد عام 2008، ان رامي كان شريك كل مستثمر عربي أو أجنبي جاء إلى سوريا.. وقد دافع بشار في هذا الحوار عن ابن خاله قائلاً ان نشاطه الاقتصادي هو العامل الأول في الحركة الاقتصادية في سوريا! حتى ان أرقام سيطرته على النشاط الاقتصادي السوري يتجاوز الـ60% في القطاع الخاص خلال ثورة الشعب السوري على ابن عمته بشار.

بات أهل الساحل السوري يعرفون نشاط رامي الاجتماعي من خلال جمعية ((البستان الخيرية)) التي أنشأها ستاراً ليجند عبرها شبيحة المنطقة لممارسة القمع والارهاب ضد التظاهرات التي اندلعت ضد نظام الأسد.

واسم الجمعية اختاره رامي نسبة لإسم قرية والده بستان الباشا مسقط رأس والدة بشار أنيسة.

كتب المعارض السوري ميشال كيلو مقالاً عن انجازات رامي مخلوف ووالده محمد شقيق أرملة حافظ الأسد أنيسة. نشره في جريدة ((الشرق الأوسط)) الاثنين في 15/10/2012 .

يستحق اعتماده كأحد مصادر المعلومات المهمة بكيفية نهب ثروات السوريين ودور آل مخلوف في توظيف المسروقات هذه لمصلحة آل الأسد أولاد عمة رامي.

  

عندما ترتد سياسة النأي بالنفس على أصحابها

مهى عون/السياسة

"لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ولم يبق في قوس الصبر منزعٌ"... مثل يضرب لأمر اشتدت وطأته حتى جاوز الحد المقبول والمعهود. هو مثل بات ينطبق اليوم على مدى فشل منطق الدولة اللبنانية في سياسة "النأي بالنفس" المتبعة. وكالعادة كلام جذاب يرميه للاستهلاك الشعبوي وهو في الحقيقة يُراد به باطلٌ. بدليل أن هذه السياسة باتت تبشر بحصول ارتدادات كارثية على البلد وعلى الحياة اليومية للشعب اللبناني خصوصاً, بعكس ما كان قد وعد به رئيس الحكومة عندما باشر بهذا الموقف على خلفية ادعائه تجنيب الشعب اللبناني أخطار التعرض لامتداد النيران السورية إلى الداخل اللبناني.

سياسة أدت وربما سوف تؤدي أكثر وأكثر في المستقبل إلى حدوث تداعيات غير متوقعة, منها على سبيل المثال لا الحصر, ما حضرناه في الآونة الأخيرة من خروج لوزير الخارجية اللبناني عن هذه السياسة, في تخطيه لها وفي استخفافه بها في مؤتمر الجامعة العربية, حيث طالب بإعادة سورية لحضن الجامعة العربية. ومن ناحية أخرى قد لا يكون استياء دول "مجلس التعاون" الخليجي وعلى رأسها السعودية بعيداً عن هذا الارتداد السلبي لهذه السياسة الرعناء, وقد لا يكون التوبيخ الذي تلقاه ميقاتي من قبل ممثل هذه المجموعة بعيداً عن الاستياء من هذا الموقف المخزي حيال ادعاء الحيادية بالنسبة إلى احداث سورية, في وقت تتداعى هذه الحيادية في "التطنيش" وفي تلبس سياسة النعامة حيال التدخل السافر لشريحة واسعة من اللبنانيين (حزب الله) في الداخل السوري ولمصلحة النظام القاتل. هذا ناهيك عن سياسة الحكومة في "التطنيش" أيضاً عن التمادي السافر لمجموعة "8 آذار" وأبواقها التي تتعمد الشتم والسباب المستمر لدول هذه المجموعة الصديقة والتي درجت على أن تكون دائماً راعية لمصالح اللبنانيين من الناحيتين السياسية والمعيشية.

ولكن لا يوجد في اليد حيلة والدولة اللبنانية متمثلة بالحكومة, لا يبدو أنها تمتلك أي خيار آخر, فتلك السياسة الرعناء أو سياسة التطنيش معتمدة من باب مراضاة خاطر "حزب الله" وأيضاً خوفاً وارتعاداً من ردة فعل عنيفة من قبله. أكثر من هذا حيث ترى بعض الأوساط المراقبة ان سياسة النأي بالنفس اخترعها الحزب وأوكلها للدولة اللبنانية حتى تشكل غطاء له لتمرير كل تجاوزاته ومنها تدخله السافر والمخزي لدعم النظام السوري. فالحزب يسمح للبنان بتأدية دور النأي بالنفس, حتى يسمح لنفسه بالتدخل القاتل على الأرض السورية لدعم النظام ولمده بالعتاد والرجال تحت شعار الكذب والتدجيل, ومن دون أن يكون للدولة اللبنانية أي موقف أو رأي حيال ذلك ومن منطلق النأي بالنفس. بدليل أن الدولة اللبنانية لم تأخذ أي موقف سلبي أو إيجابي حيال ارتكابات "حزب الله" في القصير, داخل سورية, وكأن الأمر لا يعنيه, رغم دفاعه القوي عن تحييد لبنان وفقاً لسياسة الحكومة أو "إعلان بعبدا". فأين هذا "الإعلان" وهذه "السياسة" من تفرد "حزب الله" بالتدخل المباشر في سورية, وبالسلاح الثقيل? كل هذا يفترض أن الحكم والحكومة يعتبران "حزب الله" كياناً غير لبناني, وانه موجود على الحدود هناك بصفته الإيرانية, أي انه لا يبقى على الدولة اللبنانية سوى السكوت أمام الأمر الواقع.

في كل الأحوال نرى أن هذه السياسة الرعناء هي بصدد التحول للعنة على اللبنانيين.. فها هو كلام يصدر عن مصدر ديبلوماسي خليجي يتهم الحكومة اللبنانية بالتخاذل والجبن إذا حملت الحكومة وزر ترك البلد بين أيدي تنظيم إرهابي (حزب الله) وتتهمها بعدم الوقوف بوجه تنظيم يتدخل بشكل سافر في الداخل السوري ويمنع عن السوريين الحق في المطالبة بالاستقلال والحرية. وفي السياق نفسه نصح ممثل مجموعة الدول الخليجية في لبنان الحكومة اللبنانية النظر باتجاه طهران لتعويم جزء من الاقتصاد اللبناني المنهك بسبب ثقل نحو مليون و650 ألف لاجئ سوري وفلسطيني يشكلون ثلث السكان في لبنان بدل طلب ذلك من دول الخليج. وهو أمر أقل ما يقال فيه بأنه مؤسف ومحزن. وربما يجب تذكير المراجع الخليجية المستاءة من الانفلات الأخلاقي لجماعة "8 آذار" بأن الشعب اللبناني مغلوب على أمره وبأنه ليس مسؤولاً بكل شرائحه عن هذه التجاوزات, وقد يكون من باب الإجحاف تحميله كل هذه العقوبات الإضافية, كونه يرزح تحت ثقل أعباء أمر وأقسى. وفي هذا المجال لا بد من التذكير بأن "حزب الله" وحلفاءه لا يأبهون لموقف صادر عن الدولة اللبنانية, ولا يرتدعون, ولن تثنيهم أي مراجعة أو توبيخ, فلبنان بالنسبة لهم ارض سائبة يتصرفون فيها وبها كيفما يشاؤون وتبعاً لرغبات ومآرب طهران.

تراكمات من التعدي على حقوق الدولة هي بصدد جر البلاد كما يرى العديد من المراقبون إلى الأسوأ, إلى منزلقات الله وحده يعلم أين وكيف تنتهي. لقد ادعت حكومة ميقاتي بأنها تعمل على تحييد الساحة اللبنانية ولكن ها نحن نرى كيف أدت هذه السياسة أيضاً إلى ظاهرة تفشي السلاح... وإذا كان الحكم والحكومة يتوقعان امتنان اللبنانيين لدرئهما خطر الفتنة فلعلهما لا يدركان بان التغطية ولو القسرية ل¯"حزب الله", ربما هي بصدد التأسيس لفتنة أخطر وأدهى.

 

 مغامرة جعجع الانتخابية العابرة خطيئة كبرى أنهت "ثورة الأرز وموافقته على "الأرثوذكسي" مزايدة مسيحية أصابت الحلفاء في الصميم 

 بيروت - "السياسة":  لا يزال موقف رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في تأييد لـ "قانون اللقاء الارثوذكس"ي الذي يقسم لبنان مذهبياً وأدى مباشرة الى انقسام صفوف قوى "14 آذار", يثير النقاش في الأوساط السياسية, بحثاً عن خلفياته ومسبباته. وكذلك عن مدى تمسك جعجع به حتى النهاية.

 بعض رموز "8 آذار" الشامتين بانقسام "14 آذار" وعجزها حتى اليوم عن ايجاد تصور موحد لقانون الانتخاب, ذهبوا بعيداً في تفسير موقف جعجع. فقيل ان رئيس "القوات اللبنانية" عاد الى أصله في تبني المشاريع الفيدرالية التقسيمية التي راجت خلال الحرب الأهلية, وذلك بجعل لبنان "كانتونات" طائفية, قد تكون معلنة في تقسيم نهائي, أو تكون غير معلنة, كما سينتج عن تطبيق اقتراح انتخاب كل طائفة نوابها. وقيل أيضاً ان جعجع أصيب بخيبة كبيرة من نتائج الربيع العربي حتى الآن, حيث شاهد بأم العين صعود الاسلاميين الى سدة الحكم, وهو يخشى أنه لو استمر هذا المسلسل ووصل الى سورية, فان لبنان, ومسيحييه خصوصاً, لن يبقوا بمنأى عن تداعياته السلبية. فكان لابد من توحيد الصفوف المسيحية في هذا البلد. والتوجه نحو الشريك المسلم بموقف قوي يبحث مصير الحكم في لبنان, مع تزايد الحديث عن "موت اتفاق الطائف" الذي كان عبارة عن شراكة أميركية سعودية سورية انتهت. وقد أضيف الى هذه الأقاويل, أن "القوات اللبنانية" لم تعد تضع بيضها كله في سلة الحليف السني, وانما فتحت خطوط التواصل مع الخصم الذي تمثله ثنائية "حزب الله-أمل" الشيعية.

 حسابات داخلية

  كل ما سبق مجرد تكهنات. المؤكد في هذه المسألة أن ثمة حسابات داخلية معقدة جعلت جعجع "ينعطف" باتجاه تبني الطرح المحبب على قلب ميشال عون. ونبدأ بالحسابات المسيحية, فـ "القوات اللبنانية" التي انبعثت من تحت الرماد في العام 2005, تخشى أن تكرر تجربة عون في معاكسة المزاج المسيحي العام, عندما انقلب على بيئته وعلى مواقفه السابقة المناوئة للنظام السوري وحزب السلاح, وانتقل في العام 2006 الى التحالف مع حلفائه اللبنانيين, ولاحلال وصاية السلاح محل وصاية بشار الأسد. تجد "القوات" نفسها في الموقف ذاته فالمزاج المسيحي الذي تعبر عنه الكنيسة بشكل واضح, عنوانه القلق من التغييرات على الساحة العربية وصعود الحركات الأصولية عربياً ولبنانياً.

 العماد عون يخسر منذ انقلابه على بيئته ولكنه يلعب على الأوتار المذهبية والطائفية, ويقال انه بدأ بتحسين صورته شعبياً منذ أن رفع شعار: النواب المسيحيون ينتخبهم المسيحيون. والعكس هي حال جعجع الذي تقدم جماهيرياً خطوات مهمة في السنوات الماضية, ولا يستطيع الحفاظ على هذا التقدم من دون "مسايرة" للحفاظ على موقعه المسيحي المتقدم في مواجهة عون. لقد تنافس الرجلان مسيحياً في المرحلة الماضية فكان جعجع يقارع للحصول على المركز الأول, وما يجري هو أن جعجع بعد أن أصبح الأول مسيحياً يريد الحفاظ على موقعه. وثمة طرف ثالث يزعج الاثنين, ولكنه يؤثر في "القوات اللبنانية" أكثر, وهو "حزب الكتائب". لذا يواجه جعجع منافسين قويين, فكان لابد من التمترس مسيحياً.

 استطلاعات الرأي تؤكد أن القوى المسيحية في "14 آذار" تستطيع الفوز بأغلبية مريحة في الانتخابات المقبلة على أساس الاقتراح الأرثوذكسي شرط أن تتحد. فتتقدم "القوات" الى المركز الأول مارونياً, ويقوم نوع من التوازن على صعيد تمثيل الطوائف المسيحية الأخرى. ويبدو أن حلم موقع "الماروني الأول" راود كثيرا جعجع, فسار في الاقتراح المسمى أرثوذكسياً, ولكنه تناسى أنه لبلوغ هذا الهدف ينبغي توحيد الصف المسيحي "الآذاري", هذه ليست هي الحال, بالنظر الى معارضة شخصيات بارزة له مثل النواب فريد مكاري وبطرس حرب وميشال فرعون وآخرين. فاقتراح ايلي الفرزلي يحول هؤلاء من زعماء أقوياء في مناطقهم الى مجرد أعضاء في لائحة سيغلب عليها الطابع الحزبي, و"القواتي" تحديداً.

 على ظهر الحلفاء

  تتحدث بعض الأوساط "القواتية" عن أن "تيار المستقبل" هو الذي دفع جعجع الى "حضن عون" لأنه لم يتقدم بأي مشروع قانون انتخابي حتى الآن يحرر المقاعد المسيحية ويمنحها لمسيحيي "14 آذار". فقد وافق التيار بخجل على مشروع الخمسين دائرة الذي طرحته "القوات" مع النائب بطرس حرب, ثم صمت لفترة طويلة ليخرج الرئيس سعد الحريري بمبادرة تحيل الهواجس المسيحية الى مجلس للشيوخ. مبادرة محكومة بالفشل بسبب رفض فريق "8 آذار". وبعد فوات الأوان خرج المستقبل بمشروع الـ 36 دائرة.

 وفي هذا الكلام تناقض واضح, فـ "القوات" التي تتحدث عن "ارتهان" المقاعد المسيحية هي نفسها التي قسمت لبنان في مشروعها الى خمسين دائرة ووضعت ثقلاً سنياً كبيراً في كثير من الدوائر حيث تتنافس مع عون, بحيث تستطيع كسبها تحت يافطة "14 آذار", كما أن مبادرة الحريري لم تكن لحسابات انتخابية وانما لايجاد معالجة وطنية لمسألة الهواجس, انطلاقاً من وثيقة الطائف والدستور.  والواقع أن "تيار المستقبل" خصوصاً وقوى "14 آذار" عموماً شكلت الرافعة التي نهضت بحزب جعجع في انتخابات 2005 و2009, ولولا هذه الرافعة لما تواجد في المجلس النيابي أكثر من نائبين "قواتيين". وما يجري الآن أن "القوات" التي صعدت على ظهر الحلفاء تريد الصعود أكثر من دونهم, بعد أن تبدى لها, أنها القوة المسيحية الأولى التي لا استمرار لفريق 14 آذار" من دونها, وأنها الشريك الاجباري للحريري وتياره في مواجه اختراق "حزب الله" للساحة المسيحية بواسطة عون.

 مساومة وأضرار

البعض في فريق "14 آذار" لا يزال يعتقد أن جعجع يناور في قبوله للاقتراح الأرثوذكسي, أولاً للتخلص من الاحراج العوني والكنسي والشعبي, وثانياً من أجل مفاوضة حلفائه لاحقاً على حصة أكبر من المقاعد المسيحية, من ضمن التحالف الثابت والراسخ لقوى السيادة والاستقلال. قد يكون هذا الاعتقاد صحيحاً, ولكنه في ما لو صح فانه انتهى من بدايته الى فشل ذريع, فبدلاً من الحوار داخل فريق قوي لتوزيع "مغانم النصر", اذا صح التعبير, اختلف الحلفاء وتفرقوا فضعفوا قبل تحقيق هذا النصر, لأن تأييد جعجع للاقتراح الأرثوذكسي, أحدث الكثير من الأضرار التي لا يمكن اصلاحها. فقد اضطر الحليف الأول, "تيار المستقبل" ومعه الحليف الانتخابي الموضوعي, أي النائب وليد جنبلاط, للتراجع عن مبدأ رفض النسبية في ظل السلاح. وصار هم الطرفين الحد من أضرار "اقتراح الفرزلي", والقبول بقانون مختلط تزيد فيه حصة المقاعد الأكثرية على مقاعد النسبية, التي ستساهم في اراحة قوى "8 آذار". لقد ساهم موقف جعجع و"الكتائب" في الدفن السريع لقانون الستين, ومن دون مقابل, فكانت هدية مجانية لـ"حزب الله". وقد بين موقفا رئيسي الجمهورية والحكومة اللذان وقعا مرسوم دعوة الهيئات الناخبة على أساس القانون النافذ عن امكانية المناورة والمحاورة لايجاد بديل مناسب لهذا القانون. وعلى العكس فان العمل الجدي داخل "14 آذار" لانقاذ الموقف وتقديم مشروع قانون يدفن الأرثوذكسي قبل ولادته النهائية, كما دفن قانون الستين هو جهد مستقبلي-جنبلاطي, تغيب عنه "القوات" و"الكتائب".  الخلاصة أن جعجع خسر وطنياً, عندما توهم أنه سيكسب مسيحياً. وخطيئته الكبرى ليست في مراهنة انتخابية عابرة, وانما في هز أسس الشراكة مع سائر مكونات "14 آذار", من المسيحيين والمسلمين, وهي الشراكة التي صنعت "ثورة الأرز" وأنتجت الاستقلال الثاني للبنان.

 

غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحّام: لا أوافق على مشروع الأرثوذكسي ويجب حصول الإستحقاق الانتخابي في موعده قبل أن يفوتنا القطار

جريدة الجمهورية

تكلّل طلتَه بسمةٌ فريدة يفوح منها عبق المحبّة وسلام المسيح، جبهته عالية شبيهة بجبال لبنان التي لم تنحنِ إلّا للصلاة... إلّا للحياة... كيف لا وهو الذي آمن أنّ المسيح هو الحياة. على خطى أسلافه مشى يكمل المسيرة في مشارق الأرض ومغاربها، فأصّل جذورَ كنيسة الروم الملكيّين الكاثوليك وسائر المشرق. إنّه غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحّام. تكبر أنجازاته يوماً بعد يوم، إلتقيناه في الصرح الساكن إلّا من حركته، فأكّد لنا أنّ المسيحيّين في الشرق في أزمة لكن: ليسوا في خطر، لأنّه يؤمن أنّ المسيحيين الذين أنقذتهم النعمة الإلهية على مرّ السنين ومدار الحروب، ستنقذهم النعمة أيضاً في نهاية المطاف إنْ هم آمنوا وثبتوا في المسيح.

في صرحه الهادئ في سكون الربوة إلتقته "الجمهورية"، وهو كان قد وصل للتوّ من زيارته للعراق، بعدما شارك في تنصيب البطريرك الكلداني الجديد "مار لويس روفائيل الأوّل ساكو".

استهلّ "لحّام حديثه عن إنجازات البطريرك المنصّب وعن ضرورة حذو العالم العربي حذو أهل العراق الأتقياء، فكان لا بدّ لـ"الجمهورية" من أن تستوضح في بداية الحديث عن وضع المسيحيين في العراق، ليجيب البطريرك:

- وضع المسيحيين في العراق شبيه بوضع جميع المسيحيين في هذا الشرق، فمنذ 2000 سنة ونحن على أسوار البلاد العربية "حرّاس الإنجيل" حرّاس التراث المقدّس الذي تركه آباؤنا، وهو تراث لأبنائنا ولبلادنا، لا يجب أن نخاف من تقديمه كتراث روحيّ، وليس للتباهي أو للتكابر، فإننا قوم لا يستكبرون، ولكي نقول لدينا شيء نعطيه لكم ونحبّكم فيه، ونقول لكم إنّ العالم المسيحي عالم جميل، والأنجيل جميل، وقريباً لديّ رسالة أُبرِز فيها أهمّية الإنجيل في حياة المسيحي. أما بالنسبة الى وضع المسيحيين في العراق فهم أفضل حالاً بعدما بدأت الدولة ورشة إعادة إعمار الكنائس التي تهدمت أثناء الحرب الأخيرة

• لماذا الشعور بأنّ المشاركة المسيحية في الانتفاضة السورية ضدّ النظام ضعيفة؟ هل لأنّ النظام يلوّح بالتجربة العراقية؟

- المسيحيّون دوماً لم يكن لديهم هذه الأحزاب الايديولوجية. فأيديولوجية المسيحي هي الإنجيل، وروحانية المسيحي هي الاستماع يوميّاً إلى الصلاة التي تقول "أحبّوا مضطهديكم، أحبّوا أعداءَكم". فالعبارات، مَن ضربك على خدّك... طوبى للودعاء... طوبي لصانعي السلام...، يسمعها المسيحي الطالب منذ نشأته، فكيف يمكن له ان يكون عنيفاً قاتلاً...؟ ولكن من جهة اخرى، كنّا دائماً عنوان العروبة في العالم العربي بأكمله، نحن كنّا أوّل الناس ضدّ "الأتركة" قبل ان يكون أيّ ربيع عربيّ، مَن صنع الحضارة العربية، من ترجم كلّ التراث الفكري الأغريقي العظيم؟ ألم تكن هذه ثورة؟ هل الثورة هي في حمل السلاح؟

كلّ الثورات العربية أساسها المسيحيّون، والأفكار العربية المتنوّرة أفكار المسيحيّين بدون كبرياء. أمّا العروبة فهي منّا نحن المسيحيّين، مع أنّ الاسلام هم عرب، ولكنّ إسلامهم كان بالنسبة لهم هو إسلام فقط. ولا أقول ذلك للانتقاد إنّما للحقيقية. أمّا مسيحيتنا فتجاوزناها وأضفنا إليها كلّ ما هنالك من ثقافات، كلدان وأقباط وسريان وأشوريين وأكراد مسيحيّين، وضعنا الوطن قبل ومع إيماننا، وأردنا أن نترجم ايماننا في وطن ودولة ومجتمع، وترجمنا المسيحية.

• كيف تقوّم الربيع العربي؟

- قبل الربيع العربي عُقد سينودوس بهمّة ومحبّة ورعاية البابا بنديكتوس السادس عشر الذي ألهمَه الله ان يكون هناك سينودوس، استعداداً لأجل الربيع العربي، ولا ندري إذا كان الله قد ألهمَ إلى هذا الاستعداد.

ولا ننسى الاستعداد للسينودوس عام 2010 و2009 وكذلك 2008. والبابا الذي خصّ، باهتمام مميّز 4 سنوات من أصل ثماني سنوات من حبريته للشرق العربي، أكّد في عمله أنّنا كنّا البادئين في الربيع العربي لأجل لبنان والشرق الأوسط، وخصوصاً الإرشاد الرسولي الذي هيّأ له على مدى 4 سنوات حتى أنجِز وألبسناه لباساً جميلاً عام 2012.

العالم العربي خلال هذه المدّة كان مسحوراً بأفكار متنوّعة وشاملة. مَن الذي طالب بالديموقراطية ووضع أسُسَها؟ ليست المعارضة، إنّما نحن من وضعها قبل الربيع العربي. وإذا نظرنا الى العالم المتطوّر، فمَردّ ذلك الى تفاعل المسلم والمسيحي معاً في وطن واحد، أمّا المجتمع العربي إذا كان مسلماً فقط فلا أريد انتقاده ولكنّه مختلف وطبيعته نجدها مغايرة.

إذاً لا نعيبنّ على المسيحي أنّه لا يشارك في الثورة. إشتركنا أكثر من غيرنا في الثورة، وأنا شخصيّاً كبطريرك، كنت أوّل من دعا في رسالة سنة 2011 للسلطة السورية، ذكرت فيها كلّ المطالب التي يطالب بها المعترضون، وحتى طالبت بأكثر من ذلك.

هل طلبت منك الجماعات المعارضة أو النظام التدخّل في أيّ وقت خلال مجريات الأحداث؟

- لم يطلب منّي أحد التدخّل إطلاقاً، لا من المعارضة ولا من النظام. انا اتدخّل دون إذن منهم، ولا انتظر كي يُطلب منّي ذلك. وأمام الله اشهد انّ الدولة السورية لم تطلب من أيّ رجل دين ان يتدخّل أو يقول كذا وكذا... أمّا بالنسبة للمعارضة، فأوروبا وأصدقاؤنا في فرنسا وأميركا يعيبون علينا ويتّهموننا بأننا أتباع للنظام. ونحن نقول أن ليس هناك نظام في سوريا، إنّما هناك تراث، وهناك تراث في لبنان والاردن والعراق وفلسطين، والمسيحيّون ورثوا كلّ ما يسمّى اليوم هذه الحرّية وهذا الاحترام المتبادل والتعايش السلمي وحقوق الأقلّيات من أيّام الاتراك.

وكان العثمانيّون فرضوا تحت تأثير أوروبي أن يكون هناك اهتمام خاص بالطوائف المختلفة المتعدّدة في المجتمع العثماني، وهم الذين وضعوا كلّ ما هنالك اليوم من قوانين تعفي الكنائس من دفع الضرائب وتكلفة المياه والكهرباء ورسوم الجمارك وما شابه. وكلّ هذه القوانين لم تأتِ من النظام ولا من حزب البعث، إنّما هذا أتى بسبب التوارث الذي عملنا فيه أيّام الأتراك والعثمانيين، فلا يجب القول إنّ هذه الأمور كلّها صنيعة النظام السوري وصنيعة حزب البعث... بالأمس كنّا نعيش مرتاحين إذا كان لدينا حاكم جيّد. بالنسبة لنا في البلاد العربية ليس لدينا نظام، إنّما حاكم. فإذا كان حاكماً جيّداً فإنّه يوحي بالارتياح لدى الناس، فالدساتير في البلاد العربية ليست مهمّة بل المهم هو الحاكم الجيّد فقط.

• هل تكمن مصلحة المسيحيّين في التمسّك بالأنظمة الديكتاتورية التي توفّر لهم الحماية الأمنية وتحول دون هجرتهم المتسارعة؟

- ما معنى نظام ديكتاتوري؟ نحن كنّا دائماً مع كلمة الحق، فمواعظنا دوماً هي دعوة إلى الحياة والمواطنة وإلى احترام حقوق الآخرين، وهي مبادئ الديموقراطية.

ألسنا الأوائل الذين علّمنا حتى الحكّام في مدارسنا، معارضين كانوا أم موالين؟ فإذا كان هناك ديكتاتورية أو نظام غير مُحقّ فنحن نقولها بالتربية، وليس بالكلام والشعارات، كلّ من تخرّج من مدارسنا لديه عقلية مختلفة، لديه اهتمام بالوطن وبالآخر، ولديه إخلاص لعمله، وليس هذا استكباراً على الآخرين، ولكن أليس هذا هو الواقع؟

• كيف ترى الوضع في سوريا؟ وهل أنت مع تنحّي الأسد؟

- ليس عملي هذا الموضوع. أنا الآن مواطن في بلد رئيسه بشّار الأسد، يصحّ هذا الموضوع أو لا يصحّ، ليس عملي. إن بقي الأسد أو تنحّى، لماذا عليّ أنا قول ذلك أو طلب ذلك. هذا ليس عملي، حتى إنّه ليس لأحد في العالم مطلقاً الحق في أن يقول لرئيس في أيّ بلد من البلدان "إطلع لبرّا". هذا ضدّ الحرّية أن تقول لرئيس أميركا أو لصدّام إطلع برّا، بشّار أو غير بشّار.

ليس من حقّك، وليس عدلاً. أمّا بالنسبة للقذافي، فهناك لديهم طريقتهم في الحياة، ولا يمكن أن نطبّق الحالة الليبية على جميع البلاد. كلّ شعب له طريقته، فالعشائر مثلاً لهم طريقة بالتعامل مع المشاكل افضل منّا جميعاً، بل افضل من الدساتير. أمّا نحن فالصغير يهجم على الكبير، فكيف يصحّ ذلك؟ هل يمكن تسمية ذلك ديموقراطية؟

نحن اليوم من اكثر المدافعين عن المرء وعن حقوق الانسان والحرّيات، وهذا هو موقفنا من الانظمة والمؤسّسات، ولكن ان نقول لرئيس روح وتعا وارحل يا بشّار، فليس من شأني أنا كبطريرك. وانطلاقاً من سلطتي، وبصراحة، لا أحبّ أن أسلّح أحداً، ولا أطلب من المسيحيّين التسلّح. نحن لسنا حياديّين بل نحن أكثر ناس منسجمون مع الواقع السوري، ونريد كلّ خير، ولكن ليس بطريقة العنف والقتل والإرهاب.

ليس هناك مكان آمن في سوريا اليوم. يكون المرء بسلام في بيته وفجأة تتغيّر الأحوال. كذلك المتوجّه الى عمله يختفي، حتى من أقربائي وأنسبائي وأولاد الطائفة وكهنة ورهبان، كلّهم يتعرّضون للمشاكل والمضايقات، فكيف نساند هكذا مجموعة؟

• هل جميع أطياف المعارضة ممكن إدراجها ضمن هذه المجموعات التي ذكرتها؟

- مَن يعلم مَن هم المعارضون؟ كلّ هؤلاء غارقون في سراديب مجهولة، فليس لهم وجه مكشوف.

• ماذا عن المعارضين المسيحيّين؟

- لا أعرفهم شخصيّاً، لكن أسمع أنّ هناك أفراداً قلائل مسيحيّين، ولكنّني لم أسمع مرّة من الناس أنّهم شخصيّات مهمّة أو ذات شأن كبير أو عظيم، ربّما يكونون كذلك، ولكنّنا لا نعرفهم ولم يكونوا قريبين منّا لنتعرّف إليهم. في كلّ الأحوال "أنا لا أعرف سوريا جيّداً، فأنا كنت مقيماً في فلسطين مدّة 26 سنة".

• ما هو الدور الذي تولّاه غبطتكم لإنقاذ الوضع ولمساعدة الشعب السوري عموماً والمسيحيّين خصوصاً؟

- أنا أوّل شخص دعوت الى المصالحة، وكانت لديّ رسالة "خشبة الخلاص" وقلت: أنتم ايّها المعارضون مسيحيّون أو مسلمون، تفضّلوا وأنا أؤمّن لكم الدخول الى سوريا، وأضمن سلامتكم، وأذهب برفقتكم الى المسؤولين، وأقول إنّني أنا من أدخلتكم، قبل أن تطلب الدولة منهم الرجوع وتقبل بالحوار.

أنا كنت اوّل من طلب ذلك، وقلت إنّني مستعدّ ان اقدّم حياتي فداءً لأجل المصالحة والحوار في سوريا قبل كلّ البطاركة، مع احترامي للجميع، وحتى قبل الدولة السوريّة. وتكلّمت مع مسؤول في استقبال حنّا العاشر وكان وزيراً للدولة، وقلت له بأنّني بعثت برسائل للمعارضين أدعوهم فيها للعودة إلى سوريا، وأريد ضمانة سلامتهم، فأجابني أهلاً وسهلاً.

لكنّني لم اطلب ذلك بشكل إذن مسبَق، بل قلت إنّني فعلت ذلك، وهكذا فعلت. كما ذهبت الى جميع العواصم الاوروبية وتكلّمت أنّ هذه الطريقة ليست حضارية، فسوريا ليست سوريا فقط، بل هي سوريا ولبنان وفلسطين والاردن والعراق، وأنتم الآن لا تستغلّون سوريا فقط بل المنطقة بأسرها.

• ما هي تداعيات الأزمة السوريّة على لبنان؟

- من أين تأتي مشاكل لبنان؟ من سوريا من جهة، ومن إسرائيل من جهة ثانية. فشئنا أم أبينا سوف نتأثّر بتداعياتها. وقد قابلت، بالإضافة الى جولتي الاوروبية، البابا بنديكتوس، وأخبرته عن هذه الجولة، ورجال الدين اليوم هم الاكثر إصراراً في تحرّكاتهم لأجل ما يسمى الثورة السورية، وأكثر استقلالية هم رجال الدين، لقد قلنا كلمة حق وكلمة محبّة، لم نستثنِ أحداً من محبتنا، والبطاركة الثلاثة هزيم، رحمه الله، وزكّا وأنا، وكذلك رؤساء الكنائس الكاثوليكية، كلّنا صوت واحد.

لسنا مع فلان ضدّ فلان. بل نحن مع الانسان السوري في ان يكون صفّاً واحدا. ومشكلة سوريا اليوم هي مشكلة العالم العربي المنقسم المتشرذم المصطفّ اصطفافات مختلفة.

أين كرامة الإنسان؟ أين كرامة الإسلام؟ أين كرامة العرب؟ نحن نفتخر بعالم عربي مستقلّ فقط. نملي على العالم ولا أحد يملي علينا. 350 مليونا كلّهم عرب و69 بالمئة منهم مسلمون، أين القوّة؟ الاتحاد الاوروبي كم تبلغ قوّته؟ ونحن 350 مليوناً.

لبنان جزء من العالم العربي وبالطبع سيتأثر سلباً أو إيجاباً. وكلّ خير في العالم العربي ايضا يبدأ من لبنان. لهذه الدرجة نحب لبنان، ولكن لا يجب ان يصبح الخلاف خارج لبنان خلافاً لبنانيّا. هذا هو السرّ والمشكلة السياسية في لبنان.

الأخطاء ليست من سوريا أو اسرائيل، المطلوب هو تحصين الوحدة الداخلية اللبنانية وهذا هو الاساس، مشاكل لبنان ليست من الخارج إنّما من الداخل. نحن منذ البدء كمسيحيّين ومسلمين نحيا سويّاً، لدينا سويّاً قدر رائع من الفكر الاكاديمي والتطوّري والحضاري الذي يميّزنا، وهو جميل جدّاً. لماذا الاصطفاف لأجل الغير؟ ولا حتى لسوريا ولا لإسرائيل؟

• نفهم من كلام غبطتكم أنّكم مع شعار النأي بالنفس؟

- مطلقاً. ما هذا الذي يسمّى النأي بالنفس؟ ليس هناك نأي بالنفس، بل يجب ان نكون ايجابيين (وتهكّم قائلاً: شو يعني هيدا النأي بالنفس يعني حيّدا عن ضهري). لماذا أتى البابا الى لبنان؟ كرمال سواد عيون اللبنانيين أم كرمى للموارنة مثلاً؟ أم للكاثوليك؟ مطلقاً، ليس لأجلهم، بل إنّ لبنان رسالة، وقالها يوحنا الثاني كي أوجّه رسالة الى قطر او الى السعودية او الى المسلمين او اليهود حتى؟

فلبنان الرسالة الحضارة ومثلما قال السيّد المسيح: لا تخف يا لبنان، كن لبنان فقط. لا تكن لبنان "هيك أو هيك"، كن لبنان ونقطة على السطر. لا أخاف على لبنان إلّا حين اشاهد الأخبار وأسمع السباب "هذا عيب حقّاً". هل أصبح منبرنا الديموقراطي منبراً للسباب والشتائم؟

• هل غبطتكم مع استقالة الحكومة، وهل هناك ضرورة لتغييرها؟

- لست دبلوماسيّاً سياسيّاً. أنا أعطي رأيي الروحي.

• ولكن يهمّنا رأيكم ويهم اللبنانيّين.

- لا أتدخّل في عمل الحكومة، ولكنّني طلبت ان يكون اهتمام في أحوال الشعب، لأنّ المصالح كلّها متوقّفة. أليس عيباً ألّا يكون للبنان مياه وكهرباء؟

• ماذا يعني أن تكون كلّ المصالح متوقّفة، ألا يستوجب ذلك تغييراً؟

- بلى، لأنّ المدارس متوقّفة والأساتذة مُضربون والعمّال أيضاً، والموتورات شغّالة، والمواطن يدفع مرّتين.

والحلّ؟

- الحلّ هو ان يتحمّل كلّ مسؤول مسؤوليته، وذلك لا يعني عمليّا التغيير، إنّما يجب العمل على تغيير الأداء، أي ان يغيّر الناس ما في أنفسهم! أيّها الطبيب إشفِ نفسك، وقبل أن يطلبوا حكومة جديدة، فليسمعوا أصوات البطاركة والمطارنة. الراعي وأنا وغيرنا يتكلّم، مَن يصغي؟ حتى البابا قال كلمات رائعة في القصر الجمهوري، أعطى للبنان برنامجاً رائعاً عن معنى الحرّية السياسية، لكن من سمع واستجاب؟ الإرشاد الرسولي لمَن؟ للمسيحيّين فقط؟ المسلم مسؤول ايضاً، وكلّنا مسؤولون أن نلجأ الى كلّ قيمنا الروحية، لخير لبنان. هنا الدور لرجال الدين.

وندعو من هذا السياق النواب والوزراء الى حضور القداديس والصلوات والتثقف دينيّاً، وبكلّ محبّة أقولها: أتمنّى ان ارى وزيراً يحضر محاضرة روحيّة! أو يشاهد "تلي لوميار" هنا يكمن الخلاص.

يقول البابا، وعسى الله ينعم علينا بـ بابا جديد يكون طيّبا مثل سلفه، "حيث الله هناك السلام والأمان". للأسف نرى الفساد اليوم وقضايا الصفقات الفاسدة والمازوت الآتي من الخارج، ونسمع أموراً تبعث على الألم، وللأسف يحضرون القداديس فقط ليجلسوا في الصفوف الامامية، ونادرا ما ترين نائباً أو وزيراً في الصفوف الخلفية يجلس مع عامة الشعب.

• ماذا عن النازحين؟

- نجد اليوم توافد أعداد هائلة للسوريين، وهذا يرتّب مسؤولية كبيرة على الدولة اللبنانية التي من واجبها تأمين المساعدة لهؤلاء. لبنان اليوم امام مشاكل كبيرة، وأتمنّى أن تُعقد في لبنان قمّة روحيّة إسلامية مسيحية دينية يجتمع فيها مدنيون ايضاً، فلبنان رسالة.

صحيح انّني سوريّ، ولكنّ أصلي لبناني، وأنا لبناني اكثر من كوني سوريّاً، ولا أحب ان أوضع في خانة معينة. لديّ جواز سفر لبناني وفلسطيني وسوري ومصري وفاتيكاني، ليس تبجّحاً، انّما عن قصد حملت جميع هذه الجوازات حتى اقول إنّني انتمي لكلّ البلاد العربية، ويجب أن يكون لبنان قياديّا.

بالعودة إلى لبنان، ما رأيك بقانون الانتخاب، وهل اطّلعتَ على القوانين المطروحة؟ وهل أنت مع التمديد للمجلس الحاليّ، وما رأيك تحديداً بمشروع اللقاء الأرثوذكسي؟

- المجلس الاعلى ومطارنة لبنان الروم الكاثوليك عقدنا اجتماعات في آذار، وقلنا يجب ان يكون هناك توافق في لبنان حتى يشعر كلّ لبناني بأنّ مجلس النواب هو مجلسه ويمثله، وليس مجلساً لفلان أو فلان، حتى إن كنّا ننتمي الى احزاب معينة يجب ان نتعالى عن انتماءاتنا الى احزابنا، وليس تقديم الحزب على فكرة التوافق اللبناني. وأذكر منذ كنت طفلاً أنّه ما من مرّة انتخب نائب من غير منطقته او من طائفته فقط.

فلا افهم كيف يمكن لمسيحي ان ينتخب مسيحيّا، فليفسّر لي احد هذا الامر. أليس المسيحي لبنانيّا؟ إذا كنت اقيم في منطقة كلّها مسلمون وأنا مسيحيّ فيجب ان يكونوا موافقين على تسميتي نائباً لكي أنتخب وإلا فالعكس مضحك، لذلك لا نستطيع إلّا ان نوافق على بعضنا، يعني ان يُنتخب النائب اللبناني باسم المسلم اللبناني وباسم المسيحي اللبناني، وهكذا بنظري يكون الدستور سليماً وجيّداً، وبغير ذلك يكون قد انتهى الوطن.

• لماذا برأيك اتّفق بعض الزعماء المسيحيّين على اللقاء الأرثوذكسي؟

- هذا آتٍ من الانحسار في الانفتاح المسيحي اللبناني، هناك انحسار في الروح اللبنانية الأصيلة، فإنّ الطائفية تنمو أكثر وأكثر، نطالب بالزواج المدني، ونطالب بالدولة المدنية والأصوات تلعلع شمالا وجنوبا، الأسير وغير الاسير... خطابات دينية متشنّجة في كلّ مكان.

أتساءل اليوم أهذا هو لبنان؟ في هذه الأجواء كيف يمكن ان يكون هناك نظام برلماني أو انتخابي مناسب؟ لا يمكن... ولا يمكن ان نتوصّل اليوم في هذا الجوّ المشحون بالافكار الطائفية الى قانون انتخاب سليم وغير مُجحف. أكرّر، اللبنانيون ينتخبون اللبنانيين ونقطة على السطر.

• يُحكى عن تأجيل الاستحقاق الانتخابي، هل تؤيّد الفكرة في هذا الوضع؟

- بالنسبة لي، أمضيت حياتي كلّها ولم أغيّر برنامجاً مقرّرا، ولقيت أنّ هذا الامر هو الانسب والافضل في مسيرتي. يجب حصول الاستحقاق الانتخابي في موعده قبل ان يفوتنا القطار.

برأي غبطتكم، هل سيتمكّن المعنيّون من الإجماع على قانون موحّد وإيجاد الحل؟

- لا أعلم، ولكن الذي اعلمه هو انّ الله اعطى لبنان بالرغم من كلّ مصائبه ميزة تحيّر. وفجأة لا ندري "كيف بتمشي وبتظبط".

• ما هو موقف الكنيسة الكاثوليكية من الزواج المدني تحديداً؟

- هو ليس ناضجاً بعد، فالعالم العربي بأجمعه والعالم الاسلامي ليس مُهيّأً لهضم هذه الامور. فلنبقَ مؤمنين و"شو بدنا من هذا الزواج"؟ الزواج المدني هو هروب من الإيمان. نحن نعيش على ارض مقدّسة... من الشرق يأتي النور... لماذا نتمثّل بأوروبا؟ وبعد الزواج المدني؟ ماذا نريد أيضا "الدولة المثلية والمِثليّين...؟ كفى التشبّه بالاوروبّيين وغيرهم، فنحن مشرقيّون عرب نفتخر بقيمنا ويجب علينا نحن ان ننقل ونعلّم هذه القيم لغيرنا، والعكس ليس صحيحا.

• كيف تقيّمون الإرشاد الرسوليّ، وما دقّة الشعور بأنّه يبقى حبراً على ورق؟

- غير صحيح هذا الكلام. فالارشاد الرسولي هو كالزرع الذي زرعتِه في قريتكِ وحقولك في كانون الاوّل وتحصدين حبوبه في حزيران. عقدنا اجتماعاً في كانون الماضي بوجود بطاركة ومطارنة الشرق الاوسط، واتّفقنا على كيفية وآلية تطبيقه، ونحن نتابع المسيرة بالرغم من الاحوال الحالية التي تؤثّر علينا، كالثورات والقتل والنازحين، وأقول اكثر من ذلك، سواء الارشاد الرسولي او الفكر المسيحي المؤمن او حتى الفكر الاسلامي الايماني متقلّص لأنه لدينا قضية كبرى هي قضية فلسطين.

فالقدس كما رأيتها 26 عاما ومنظرها قبالة عيني لا يفارقني لحظة، اذا لم تُحلّ القضية الفلسطينية كلّ شيء يطير، حتى الديموقراطية تطير، وكلّ ما يمكن ان يشكّل أملاً لأيّ ربيع عربي صادق. كلّ هذا لن يكون له ايّة اهمّية واقعية ما دام هذا السرطان، وأقصد به الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، قائما.

لماذا لا يكون هناك اجتماع قمّة اسلامية او قمّة عربية تصنع شرعة الانسان العربي الحديث، فلدينا مبادئ اسلامية ومسيحية وإرشاد رسولي يمكناننا من وضع هذه الشرعة العربية الاسلامية المسيحية ويكون فعلاً الربيع العربي. أمّا ان نقول لا يجب التدخّل في سوريا فهذا امر لا يجوز، يجب ان يقال: ممنوع التدخّل في البلاد العربية. يجب ان نكون اسياد ذاتنا، وهذه هي رسالتي كمسيحيّ.

وأن يقال لي لماذا لم تتدخّل، اقول انا هكذا أشارك وأتدخّل، فالصواريخ لا تعنيني، فالسلاح يأتي من كرواتيا ولا ادري من اين، الى متى ننتظر؟ أحتّى نصبح مخزناً للسلاح للعالم العربي بأجمعه؟ أليس عيباً هذا الامر، حتى اوروبا تضع سلاحها لدينا.

المعارضة الى اين يذهب سلاحها؟ ماذا نعلّم اولادنا غير القتل والاجرام؟ ولا اقول ذلك للمعارضة في سوريا او غيرهم، بل كلّنا جميعا في ليبيا وتونس ومصر، اين يذهب السلاح؟ الى الايدي العربية والايدي المسلمة المسيحية بدل حمل الصليب والانجيل والقرآن وهذا مؤسف. وإن لم يوجد حلّ للقضية الفلسطينية سنبقى نتقاتل وحتى نهاجر كلّنا مسلمون ومسيحيون.

• ما تقييمك لموقف المجتمع الدولي من الأزمة السورية؟ وألا تعتبر أنّ ثمّة تخلّياً واضحاً في هذا المجال؟ وما الرسالة التي توجّهها إلى هذا المجتمع؟

- لا همّ لديهم سوى مصالحهم، ولا يهمّهم لا المسيحيّ ولا المسلم، يهمّهم كيف يسوّقون سلاحهم. لذلك انا اقول بألّا ننتظر الخلاص من الغير، فخلاصنا هو من الله وحده، ولكن اذا اتفقت روسيا واميركا نكون نحن في بوز المدفع. وبالرغم من انّ العالم الاوروبي ضدّنا، ولكن نتأمل منه بعد المكالمة الهاتفية بين اوباما وبوتين التي أراحت العالم بكامله ان تنعكس علينا. والكلمة التي تداولاها مهمّة جدّاً "في أقرب وقت ممكن وفي كلّ الطرق الممكنة". أعتبر هذا الكلام برنامجاً وأتمنى العمل به مع انتقادي لروسيا واميركا، لكن نقول هداهم الله كي نكون بمأمن.

• كتب يوشكا فيشر في "الجمهورية" والـ"فيغارو" أنّ سوريا ستنقسم إلى دويلات، فيما لا يُعرف مصير لبنان والعراق والأردن، فما تعليقك؟

- هذه رؤيتنا جميعاً وأنا حين كنت في اوروبا في آذار قلت لهم لم آتِ لأدافع لا عن بشّار الاسد ولا عن البعث ولا عن النظام، انا اتيت لكي ادافع عن هذا الواقع التواصلي الموجود في عالمنا العربي بالرغم من المشاكل، وأتيت لأدافع عن الاستقرار لأنّه لا تقدّم بدون استقرار، منطقتنا كتب لها من 64 سنة، من الأزمة الفلسطينية الاسرائيلية ان لا تكون في أمان، وما يقوله فيشر صحيح، ولكنّه ليس لمصلحة اسرائيل، بل ابعد من اسرائيل، لأنّ في رأيي انّ العالم الاوروبي يريد ضرب العالم العربي.

"فلنفهمها اخيراً" وكفى... لا يعتقدنّ احد بأنّ اوروبا تحبّنا... فهي لا تثق بنا. وهذا لا يعني انّ الحق يقع عليها، بل الحقّ علينا لأنّنا لم نتمكّن من ان نكون موضوع ثقة. لذلك أرى انّ ما يقوله فيشر صحيح في سوريا وغير سوريا، فلنأخذ لبنان مثلاً، برأيي هو متشنّج ومتّجه نحو التشدّد الطائفي، ورغم كبرنا سوف نصبح دويلات، وأنا اتعجّب من المطالبين بالديموقراطية في العالم العربي والاسلامي الذي لديه قيم تختلف عن اوروبا وديموقراطيتها، يريدون ذلك ولا احد منهم قال كلمة عندما إسرائيل أعلنت انّها دولة يهودية، فهي دولة سياسية، ممكن ان تقول نعم أم لا، ام أن نقول إنّها يهودية ولا أحد يعترض سواء من أميركا أو روسيا؟

ولكي يبرّروا تلك المسألة يقسّموننا الآن الى دويلات، هناك " إسلاموفوبيا" أي عدم احترام للإسلام الحقيقي (فوبيا – الاسلام) وأنا كمسيحي اريد المدافعة عن الاسلام في كلّ الاقطار. وأفضل من يدافع عن الاسلام هو المسيحي العربي.

ونقول لهؤلاء، دافعوا عنّا كمسيحيّين عرب على قدر ما نحن ندافع عنكم كمسلمين حقيقيّين. نحن نعطي الصورة الجميلة عنكم ونتباهى بالقرآن. الأوربيون لا يعرفون عن القرآن سوى اسمه.

نحن نسمع القرآن يوميّاً ونحفظه في قلوبنا وأعمالنا وإذا فهمناه جيّداً نعلم كيف نطوّر المجتمع الاسلامي، ونحن واقعيّا طوّرناه. هناك 70 ألف مواطن روم كاثوليك من الجليل، ما هو مصيرهم عندما تعلن إسرائيل انّها دولة يهودية؟ أين الحرّية الدينية وما مصير هؤلاء؟

• ما هو الدور المطلوب من المسيحيين في ظلّ الانقسام السّني الشيعي؟

- القدّيس يوحنا قال عن السيّد المسيح إنّه أتى ليجمع أبناء الله المتفرّقين الى واحد، وحيث هناك قسمة يكمن دور المسيحي ليجمع، وهنا دورنا في خضمّ الثورات العربية. ضحكت عندما رأيت على إحدى شاشات التلفزة المشادّات السنّية الشيعية. في الأمس كانوا سويّاً ضدّنا؟ واليوم ماذا تغيّر؟

• ماذا عن توحيد عيد الفصح؟

- للأسف لبنان ما زال متقهقراً بالنسبة الى هذا الموضوع، لبنان لم يهضم حتى الآن الفكرة . الروم الكاثوليك كانوا أوّل مَن أدخل هذا الموضوع الى العلن منذ سنة 1967 في مصر. بعدها في فلسطين – وأظنّ أنّ آخر بلد لبنان سيعيّد أبناؤه المسيحيّون مع بعضهم، مع أنّني كنت فارساً في هذا المضمار، ولكن يلزمني فرسان يمشون معي.

صاحب شعار "إسهروا وسيروا في المحبّة"، ودّعنا بمحبّة وسار بثبات للعمل والسهر والصلاة من أجل ابتكار المزيد من الأفكار والمشاريع التي يضيفها إلى غلّته، وهو الحريص على تقديم الأجود فيتنعّم قطيعه بـ"غلال الساهر