المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار 06 آذار/2013

 

ماذا يقول الكتاب المقدس عن اكرام الوالدين/الاباء والامهات واجبنا نحوهم الاحترام والتحمل رغم عيوبهم او مزاياهم

يقول الكتاب المقدس في هذا الموضوع: من اكرم اباه فانه يكفر خطاياه ويمتنع عنها ويستجاب له في صلاة كل يوم/من احترم امه فهو مدخر الكنوز/من اكرم اباه سر باولاده وفي يوم صلاته يستجاب له/من احترم اباه طالت ايامه ومن اطاع اباه اراح امه/الذي يتقي الرب يكرم ابويه ويخدم والديه بمنزلة سيدين له/اكرم اباك بفعلك ومقالك بكل اناه لكي تحل عليك البركه منه وتبقي بركته للمنتهي/بركة الاب توطد بيوت البنين ولعنة الام تقتلع اسسها/لا تفتخر بهوان ابيك فان هو ان ابيك ليس فخران لك بل فخر الانسان بكرامة ابيه ومزلة الام عار للبنين.

 

عناوين النشرة
*
من آمن بي وأن مات فسيحيا/زوجة النائب شمعون في ذمة الله/الياس بجاني

*الأمير سعود الفيصل حدد مكامن الخطر الإيراني، فهل يستجيب الأميركي/الياس بجاني

*وفاة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز

*وفاة العماد حكمت الشهابي

*ملف اللاجئين إلى اسرائيل في ثلاجة الانتظار وأمل في "تسوية" تعيد الراغبين الى الوطن

*صقر ادعى على 5 لبنانيين موجودين داخل فلسطين المحتلة

*سليمان اطلع من غصن على الاوضاع الامنية والتقى زوارا

*دول الخليج حذرت لبنان من انعكاسات عدم التزامه النأي بالنفس حيال سوريا

*14 آذار: صفة وزير الخارجية لا تنطبق على طبيعة عمل منصور

*منصور سلّم رئاسة الجامعة العربية الى مصر: لرفــع تعليــق عضــوية ســــوريا

*بن جاسم ردّ على منصــــور: الأسد لم يتعاون لحل الأزمة سلميا

*الحريري: وزير خارجيتنا ينطق باسم النظام السوري في الجامعة العربية

*المشنوق زار جعجع :خيارنا التمسك بالتحالف ضمن قوى 14 اذار

*نائب الرئيس الاميركي جو بايدن: نحض اوروبا على تصنيف "حزب الله" ارهابياً ونلتزم دعم معارضة مسالمة في سوريا

*تشييع أربعة من مقاتلي الحزب سقطوا في دمشق

*الأشغال الشاقة المؤبدة لمحمود الحايك

*"حزب الله" والتدخّل العلني في سوريا/عبد الوهاب بدرخان/النهار

*الجيش السوري الحرّ يتوقع أن يزج حزب الله آلاف المقاتلين في حمص خلال الأيام القليلة المقبلة

*نواب 8 آذار صعّدوا بوجه سليمان وميقاتي وانتقدوا اليوم الأسود بتوقيع دعوة الهيئات الناخبة

*باسيل وصف الستين» بعملية سطو على حقوق المسيحيين وأبو فاعور اعتبر أن الأرثوذكسي يذبح لبنان

*هل يخضع برّي الى ضغوط "حزب الله" ويدعو إلى جلسة عامة لإقرار الأرثودكسيالنائب خالد الضاهر: "حزب الله" خائف جداً من سقوط النظام في سوريا لأنّه يعلم أنّه بات وشيكا

*السجال حول انتخابات "الشرعي" يراوح مكانه وما سرّ الدعوة المفاجئة لمفتي الجمهورية؟

*جنبلاط استقبل نواب وشخصيات مسيحية مستقلة

*بالأسماء والتفاصيل...عصابات الخطف في قبضة الجيش

*ثمنُ تهجيرِ المسيحيين وإضعافِهم: عبرا نموذجاً/طوني عيسى/جريدة الجمهورية

*الدور المسيحي/شارل جبور/جريدة الجمهورية

*عون يتقيأ شمبانيا الأرثوذكسي

*عون بعد اجتماع التغيير والإصلاح : قانون الستين دفن ونؤيد إجراء الإنتخابات في موعدها ونرفض التمديد للأشخاص والمؤسسات

*دعوة الهيئات الناخبة قسمت مجلس الوزراء وأصداء صرخات المتظاهرين لم تبلغ أبواب القصر

*"تكتيك" جديد لتحركات الأسير وأتباعه و"التيار الحر" ردّ عليه من البترون

*وفد سوري - لبناني إلى مجلس الأمن للدفع باتجاه نشر "اليونيفيل" على الحدود/حميد غريافي/السياسة

*المفتي علي الأمين يؤكد أن التحذير من الفتن بالابتعاد عنها لا بالقول "لا تجرّبونا""سمفونية الفتنة": المالكي ـ نصرالله ـ الأسد

*"حزب الله": فتنة ضدّ الفتنة ـ فتنة من أجل الفتنة/وسام سعادة/المستقبل

*لبنان "قاعدة إيرانية": خطة حزب الله لاجتياح وتأمين مناطق في سورية

*"الستين" يطل برأسه من نافذة "دعوة الهيئات الناخبة" ويغيظ الجنرال عون

*كتلة المستقبل تستنكر مواقف السفير السوري وتطالب بإقالة وزير الخارجية

*ميقاتي لوزير خارجيّته: أنا مَن يعبّر عن الحكومة واللي ما بدّو مع السلامة ولن أكون رئيساً لحكومة تُجري انتخابات والأرثوذكسي لن يمرّ

*حوري: حزب الله لايريد اجراء الانتخابات

*قاووق : حريصون على الانتخابات بقانون جديد ودون تأجيل

*الجميل وكونيلي شددا على احترام المهل الدستورية للانتخابات واجرائها في موعدها

*حبيش:مستعدون للتعاون مع بلدية القبيات الجديدة وكفى تجريحا بنا

*الاحرار: على الحكومة النظر في هموم المواطنين

*زاسبيكين زار فرنجيه في بنشعي: نتمنى إجراء الانتخابات بتوافق وليس بأوامر من الخارج

*سليمان في مجلس الوزراء: السلسلة قيد المعالجة المتأنية وستناقش اعتبارا من 21 الجاري في جلسة أو أكثر لإحالتها

*تقرير مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين: أكثر من 325000 سوري يتلقون المساعدة منهم 203000 مسجلون

*لبنان: من تخصص الطوائف إلى انفصالها/محمد قواص/الحياة

*الأسد حوّل مدينة حلب إلى محرقة للأطفال/علي الحسيني/ موقع 14 آذار

*تؤكد على أن القاعدة العسكرية لا تدخل في إطار تحقيقات المفتشين/ إيران تشترط أن تتم زيارة «بارتشين» ضمن اتفاق شامل مع الوكالة الذرية

*هل يزور رئيس وزراء مصر، قنديل الأسد؟/طارق الحميد/الشرق الأوسط

*نديم الجميل: لا أستغرب كلام كونيللي عن الانتخابات والدولة في انهيار كامل

*نعيم قاسم:اهانة كبيرة للبنان رسم مساره القانوني بتوجيهات من السفيرة الاميركية

 

 

تفاصيل النشرة

 

من آمن بي وأن مات فسيحيا/زوجة النائب شمعون في ذمة الله

الياس بجاني/06 آذار/13/انتقلت إلى رحمته تعالى يوم أمس الثلاثاء السيدة نايلة غابريال تابت زوجة رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون. يحتفل بالصلاة لراحة نفسها الواحدة بعد ظهر اليوم الاربعاء، في كنيسة قلب يسوع - بدارو - شارع سامي الصلح، وتقبل التعازي قبل الدفن من الساعة الحادية عشرة ويومي الخميس والجمعة في 7 الحالي و 8 منه في صالون الكنيسة، ابتداء من الساعة 11 صباحا لغاية الساعة 6 مساء.

نتقدم من المنسقية العامة للمؤسسات الكندية اللبنانية بأحر التعازي من النائب دور شمعون وعائلته سائلين الله سبحانه تعالى أن يسكن روح الفقيدة فسيج جناته ويلهم ذويها الصبر والسلوان.

 

الأمير سعود الفيصل حدد مكامن الخطر الإيراني، فهل يستجيب الأميركي؟

بقلم/الياس بجاني

http://www.al-seyassah.com/AtricleView/tabid/59/smid/438/ArticleID/233767/reftab/36/Default.aspx

سؤال بات يطرحه كل متابع عن قرب لمجريات المحادثات الإيرانية المسرحية فيما يخص سعيها الدؤوب لامتلاك سلاح نووي مع الدول الغربية وأميركا ووكالة الطاقة الذرية وهو، إلى متى التساهل، بل التعامي الأميركي والغربي وحتى الإسرائيلي على مخطط النظام الإيراني الهادف إلى إنتاج سلاح نووي؟ خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي الجديد جون كري للمملكة العربية السعودية كان له لقاء مهم جداً مع وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل. طبقاً لجريدة الحياة بتاريخ 05 آذار/13/ هذا بعض ما لفت إليه الأمير سعود نظيره الأميركي: "أكد الأمير سعود الفيصل على «ضرورة التباحث بجدية وعقلانية ووضع التزامات واضحة أمام الجميع، هذا هو معنى التفاوض، فالتفاوض ليس أن نأتي بأحد نتفاوض معه ليخادعنا ويتلاعب بنا، بل هذا أسلوب خاطئ في التفاوض، ويجب أن تكون المفاوضات جادة إلى أقصى حد ممكن، وأن يكون فيها إبداء للنوايا والدوافع من أجل حل المسألة». وأضاف: «هذه العوامل غير موجودة مع الإيرانيين، ولم يثبتوا لأي طرف جديتهم في المفاوضات، فقد واصلوا التفاوض لمجرد التوصل إلى مزيد من المفاوضات في المستقبل، وهناك تفاهم مشترك حول قضايا يتفقون عليها، لأنها تحتاج إلى مزيد من التفاوض ولكن ليس هناك شيء حاسم».ولفت الفيصل إلى أن «استمرار التفاوض بهذه الطريقة سيضعنا مع الوقت أمام سلاح نووي، ولكن لا نسمح بأن يكون هناك سلاح نووي، وعلى إيران أن تبدي الدافع والتفهم الواضح بأن التفاوض سيكون محدوداً من الناحية الزمنية، وأن يفوا بكل الشروط التي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية واتفاق حظر انتشار التسلح النووي».

لقد بات واضحاً للجميع في إسرائيل والدول العربية والأوروبية وأيضاً للإدارة الأميركية أن حكام إيران لا يريدون بأي شكل من الأشكال وقف سعيهم للحصول على سلاح نووي وأن كل المفاوضات التي يجرونها مع الدول الخمسة+1 ووكالة الطاقة الذرية وأيضاً مباشرة ومواربة مع الأميركيين هي لكسب الوقت والتمويه في حين يتابعون بقوة وعلى مدار الساعة تخصيب اليورانيوم بنسيب مرتفعة جداً ولا يسمحون للمفتشين الدوليين الدخول إلى مواقعهم النووية، وخصوصاً موقع بارتشين العسكري قرب طهران.

إن إدارة الرئيس أوباما الأميركية هي المسؤولة الأولى عن تمادي حكام إيران بتحدي العالم كله، كونها غير جدية وغير صارمة، وغير عملية، وفي نفس الوقت مصرة وعلناً على منع إسرائيل من ضرب المفاعلات الإيرانية النووية، في حيت لا تتوقف عن إرسال إشارات متناقضة للحكام الإيرانيين يفهم منها أنها لن تسمح لإسرائيل بضربهم، وهي نفسها أيضاً لن تقوم بهذه المهمة العسكرية الردعية، مما يعني السماح لإيران الملالي بامتلاك سلاح نووي. في سياق آخر يتبين للمتابع الشأن السياسي الإسرائيلي على الأقل منذ سنتين أن تهديدات المسؤولين فيها خصوصاً تلك التي تصدر عن رئيس وزرائها نتانياهو، ووزير دفاعها براك بضرب المفاعلات النووية الإيرانية هي مجرد تهديدات وليس لها أي أمر فعلي، ويعتقد عدد كبير من المحللين السياسيين الغربيين والعرب أن الغاية منها الحصول على المزيد من الدعم المالي الأميركي، وأيضاً المزيد من السلاح.

هذا ويفهم من تصاريح ليست بقليلة، ولكنها غير رسمية لبعض السياسيين الإسرائيليين، أن بلادهم لا تمانع في الأساس من امتلاك إيران السلاح النووي الذي كما يعتقدون لا يشكل أي خطر فعلي على دولتهم كونها قادرة على حماية نفسها، كما أنها محمية من أميركا والدول الأوروبية وروسيا باتفاقيات عسكرية.

من هنا فإن الخطر الإيراني النووي والتوسعي هو منصب على الدول العربية عموماً، وعلى دول الخليج تحديداًً، وليس على إسرائيل لا من قريب ولا من بعيد. في هذا السياق جاء كلام وزير الخارجية السعودي الواضح والشجاع والمباشر وهو سياسي مخضرم وصاحب خبرة كبيرة وطويلة في الشأنين الأميركي والإيراني.

لم يعد سراً على أحد أن حكام إيران يصرفون سنوياًً بلايين الدولارات على جيوش جرارة من الميليشيات المذهبية والأصولية والإرهابية في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن، إضافة إلى طوابير كبيرة جداً من الإرهابيين المدربين والمرتبطين بالكامل ومباشرة مع أجهزتها العسكرية والإستخبارتية، وهم مكلفين ضرب استقرار كل الدول العربية والخليجية منها تحديداً. هذا وحكام إيران دون استثناء وملاليها وقادتها العسكريين والمخابراتيين لا يخفون مشروعهم الإرهابي والمذهبي الهادف إلى إسقاط كل الأنظمة العربية بالقوة وهم يعلنون كل يوم وبوقاحة غير مسبوقة عن نواياهم العدائية والتخريبية والإرهابية والتوسعية.

يبقى أن من أخطر أدوات حكام إيران العسكرية وأكثرها إرهاباً وقوة وتسليحاً وانتشاراً، هو تنظيم حزب الله الذي يحتل لبنان، ويتحكم بكل مفاصل الدولة فيه. لقد جعل هذا التنظيم الإرهابي وبمساعدة ومباركة من نظام الأسد وطن الأرز مستعمرة إيرانية وحوله منطلقاً ووكراً وساحة ومعسكراً وخزاناً بشرياً للمشروع الإيراني الملالوي، ومشاركته العسكرية الفاعلة والدموية في دعم نظام الأسد في سوريا ضد شعبها يلقي الضوء على خطورته القاتلة.

في الخلاصة وكما كان أكد عدد كبير من الكتاب والصحافيين العرب المعروفين والمخضرمين من مثل طارق الحميد، وعبد الرحمن الراشد، وأحمد الجارالله وغيرهم كثر، فإن النظام الإيراني الملالوي هو في الواقع المعاش على الأرض العدو رقم واحد لكل الدول العربية وخصوصاً الخليجية منها وليس لإسرائيل.

فإيران ليس فقط تهدد أمن واستقرار دول الخليج العربية بكافة وسائل الإرهاب والفتنة والتجييش وشراء الذمم، ولكنها أيضاً وراء كل الحروب والمناوشات والقلائل والاضطرابات والتفجيرات والاغتيالات التي تشهدها كل الدول العربية بدءاً من اليمن ومروراً بالبحرين والكويت ودولة الإمارات، وصولاً إلى العراق وسوريا ولبنان والأردن ومصر والضفة الغربية وغزة والسودان وليبيا، وتطول القائمة.

من هنا فأن المطلوب من الدول العربية كافة، وتحديداً الخليجية منها، ودون أي تردد أو حتى لياقة دبلوماسية أن تحدد نوع ومستوى علاقاتها مع الدول الأوروبية وروسيا وأميركا وكل دول العالم الحر استناداً إلى هذا الخطر الملالوي الذي يهددها في كياناتها وجودها وثرواتها وأمنها.

 

وفاة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز

الحياة/توفي الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز بعد صراع مع مرض السرطان بحسب ما أعلن نائبه نيكولاس مادورو.

 

وفاة العماد حكمت الشهابي

وكالات/توفي صباح اليوم الثلاثاء الرئيس السابق لهيئة الاركان في الجيش السوري العماد حكمت الشهابي عن عمر ناهز 82 عاما، بحسب ما افاد التلفزيون الرسمي واورد التلفزيون في شريط اخباري عاجل ان "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تنعي العماد اول المتقاعد حكمت الشهابي رئيس هيئة الاركان الاسبق الذي وافته المنية صباح اليوم" والشهابي من مواليد العام 1931 في بلدة باب الهوى الواقعة على الحدود مع تركيا في محافظة ادلب بشمال غرب سوريا وقد بدأ مسيرته كرئيس للاستخبارات العسكرية وتولى بعد حرب تشرين الاول 1973 مع اسرائيل، رئاسة الوفد السوري الى مفاوضات اتفاق فض الاشتباك بين الطرفين كذلك، شارك الشهابي في العامين 1994 و1995 في مفاوضات السلام التي اجريت بين سوريا واسرائيل في الولايات المتحدة وكان الشهابي تولى رئاسة الاركان العام 1974 في عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي بشار الاسد، قبل ان يحال على التقاعد في العام 1998، قبل عامين من وفاة الاسد الاب

 

ملف اللاجئين إلى اسرائيل في ثلاجة الانتظار وأمل في "تسوية" تعيد الراغبين الى الوطن

مرجعيون – رونيت ضاهر/النهار

http://newspaper.annahar.com/article.php?t=mahaly&p=10&d=25011

يعيشون في غربة قسرية فرضتها عليهم الظروف السياسية، لكنّهم يأبون الا أن يحضن تراب وطنهم أجسادهم التي تاقت للعودة اليه وللقاء الأحبّة... ملف المبعدين الى اسرائيل، الذي سيبلغ بعد نحو شهرين عامه الثالث عشر، يعود الى الواجهة مع كل عودة "أبدية" لجثامين تفارق روحها الحياة في الغربة الى وطنها "الأم"، فتتعالى المطالبات والتمنّيات بإقفال هذا الملف وايجاد حلّ جذري له، وخصوصا أنّ شخصيات بارزة رسمية وسياسية كرّرت مرارا أن "الوطن يتّسع للجميع"، وفي مقدمها رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس "تكتّل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون الذي تقدّم باقتراح قانون الى مجلس النوّاب أُقرّ في 2 تشرين الثاني 2011 تحت اسم "قانون عودة اللبنانيين اللاجئين إلى اسرائيل"، ويتلخص بتسليم عناصر "جيش لبنان الجنوبي" أنفسهم الى ما تسمى "المحاكمة العادلة" وعودة عائلاتهم دون قيد او شرط واعتبار القضية انسانية وليست سياسية. وجاء في الأسباب الموجبة أن "هؤلاء المواطنين غير مسؤولين في الأصل عما أصابهم بسبب تخلي الدولة عنهم منذ بدء الأحداث اللبنانية وتركهم لمصيرهم الأسود تحت نير الاحتلال الإسرائيلي". ونظرا الى حساسية المشروع، طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري صيغة معدلة تلحظ إجراء "محاكمة عادلة لمن فرّ إلى إسرائيل وانضم عسكريا في أي حين. وفي حال عودته ُيسلم إلى وحدات الجيش، أما المواطنون الآخرون الذين لم ينضووا عسكريا وأمنيا، بمن فيهم زوجاتهم وأولادهم الذين لجأوا إلى الأراضي المحتلة، فيسمح لهم بالعودة ضمن آليات تطبيقية تصدر بمراسيم في مجلس الوزراء خلال سنة". غير أن هذه الصيغ لم ترض أطرافا لبنانيين كثراً، بين رافض كلّي لها ومقدّم لاقتراحات أخرى، مثل النائب سامي الجميل الذي طالب بعفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل 31 كانون الأول 2000.

كلّ الاقتراحات والصيغ في هذا الصدد وُضعت في الأدراج، ويبدو أن الحلّ الجذري لمعالجة هذه القضية إنسانيا بات صعب المنال نظرا الى تداخل عوامل عديدة، بينها المزايدات السياسية والظروف المرافقة لتبنّي أي اقتراح أو قانون، اضافة الى أن اللاجئين الى اسرائيل يرفضون حتى الساعة الحل عبر محاكمتهم، لذا تجرى مساع تضطلع بها الكنيسة وتقضي بمعالجة القضايا بشكل إفرادي وليس جماعياً، وكان آخرها عودة زوجة أحد رموز "الجنوبي" عقل هاشم وولديها. وهناك الكثير من الأسماء التي تنتظر دورها أيضا لحلّ قضيتها والعودة... يذكر أن قرابة ثلاثة آلاف مواطن لبناني لا يزالوان  في اسرائيل موزّعين بين نهاريا وعكا وكريات شمونة... جيل لا يزال جزء كبير من ماضيه وذكرياته في هذه الأرض، وجيل جديد وُلد وترعرع في تلك الأرض ولا يعلم شيئا عن وطنه الأم. وهنا التحدّي الأكبر لأنّه يفقد هويته ولغته وانتماءه. صحيح أن اسرائيل منحت غالبية المقيمين جنسيتها وحاولت دمجهم في مجتمعها، الا أن هؤلاء اللبنانيين يجدون صعوبة حتى الساعة في الاندماج في بيئة ليست بيئتهم ويعانون تمييزا واضطهادا سواء من اليهود أو من العرب، وهذا ما يدفع كثيرين منهم الى طلب السفر للخارج اذا كانت العودة الى لبنان معقّدة، فيما يخشى البعض الآخر عودة مجهولة وغير مضمونة، نظرا الى مرور 13 عاما سرقت معها سنيّ العمل للوالدين والدراسة للأبناء.

رئيس أساقفة حيفا والأراضي المقدّسة والنائب البطريركي في القدس وفلسطين والأردن المطران موسى الحاج، الذي تسلّم المهمّة بعد المطران بولس صيّاح والذي يتفقّد هؤلاء اللاجئين باستمرار، يؤكّد "أن رغبة العودة موجودة لدى الجميع لكنّهم يأملون حلا مشرّفا لهم يضمن لهم العودة دون المرور بالسجون". ويلفت الى "أن هاجس الكنيسة الاكبر هو الأجيال الناشئة هناك والتي ستفقد مع الوقت أي حماسة للعودة"، ويضيف: "نسعى من خلال لقاءاتنا المتكرّرة والأنشطة التي ننظّمها لهم الى تذكيرهم دوما بوطنهم عبر تنمية الحس الوطني والديني لديهم،  اضافة الى تعليمهم اللغة العربية وخصوصا لأولئك الذين وُلدوا في اسرائيل ولا يعرفون كتابتها ولا قراءتها"، مشيراً الى أن كثيرين أبدوا رغبتهم الجدية في العودة وينتظرون تسويات. متابعون لهذا الملف يأملون في أن تتوصّل الدولة الى تسوية تعيد هذه العائلات الى بيوتها، آخذة في الاعتبار الظروف السياسية التي رافقت "تعاملهم" مع أمر واقع، ويتساءلون "لم لا ينسحب "الأمن بالتراضي" الذي تطبّقه الدولة (بكلّ حكوماتها المتعاقبة) على الأرض وفي كلّ المناطق اللبنانية دون استثناء، على هذا الملف وتُطوى بذلك صفحة مأسوية من تاريخ المنطقة الحدودية؟".

وفي هذا السياق، نقلت اللجنة الدولية للصليب الاحمر أمس جثّة المواطن روني الحاصباني (41 عاماً) من اسرائيل الى مسقطه  عبر معبر رأس الناقورة. واستقبله الأهالي والاقرباء بالمفرقعات النارية ونثر الرز، وشاركوا في الصلاة لراحة نفسه في كنيسة دير القديس ماما، ثمّ وُوري في مدافن البلدة.   وكان لجأ الى اسرائيل في أيار 2000 وهو متزوّج وله طفلتان لا تزالان مع والدتهما هناك.

 

صقر ادعى على 5 لبنانيين موجودين داخل فلسطين المحتلة

وطنية - ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر اليوم على خمسة لبنانيين موجودين داخل فلسطين المحتلة بينهم اثنان استحصلا على الجنسية الاسرائيلية في جرم التعامل مع العدو الاسرائيلي ودخول بلاده سندا الى المادتين 278 و285 عقوبات واحال الملف الى قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا.

 

سليمان اطلع من غصن على الاوضاع الامنية والتقى زوارا

وطنية - اطلع رئيس الجمهورية ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا اليوم من وزير الدفاع الوطني فايز غصن على الاوضاع الامنية والخطوات التي تتخذها قيادة الجيش لضبط الوضع، إضافة الى مشروع الخطة الخمسية للتسلح من اجل تمكين الجيش من الدفاع عن الحدود وحفظ السلم الاهلي في الداخل.

بقرادوني

وتناول الرئيس سليمان مع الوزير السابق كريم بقرادوني التطورات السياسية الراهنة ولا سيما منها الشأن الانتخابي المطروح قيد النقاش.

الصمد

وعرض مع النائب السابق جهاد الصمد للأوضاع العامة.

رئيس مجلس الانماء والاعمار

واطلع رئيس الجمهورية من رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر على مسار تنفيذ عدد من المشاريع وابرزها الاوتوستراد العربي وبعض المشاريع الاخرى في العاصمة والضواحي.

تجمع رجال الاعمال اللبنانيين

واستقبل الرئيس سليمان المجلس الجديد لتجمع رجال الاعمال اللبنانيين برئاسة فؤاد زمكحل الذي اطلعه على ما قام به التجمع في خلال العام المنصرم في لبنان والخارج وروزنامة العمل للعام الحالي.

 

دول الخليج حذرت لبنان من انعكاسات عدم التزامه النأي بالنفس حيال سوريا

وطنية - حذرت دول مجلس التعاون الخليجي، في بيان اليوم، لبنان من عدم التزامه "سياسته الرسمية النأي بالنفس حيال سوريا"، داعية اللبنانيين الى "تفادي كل ما من شأنه تعريض امن بلدهم واستقراره للخطر".

واضاف البيان :ان "الامين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني التقى الرئيس اللبناني ميشال سليمان في بيروت امس بتكليف من دول الخليج ليبلغه قلق مجلس التعاون

البالغ من مواقف لبنان الاخيرة وبعض الاطراف اللبنانية من الاوضاع في سوريا التي لا تعكس سياسة النأي بالنفس التي اعلن لبنان التزامه بها".

وتابع :"ان الزياني الذي التقى سليمان بحضور سفراء الدول الست الاعضاء في المجلس عبر عن التطلع الى ان يحافظ لبنان على سياسته المعلنة وان يلتزم بمواقفه الرسمية لان المواقف الرسمية لها تأثيرات اقليمية ودولية تنعكس على الامن الاستقرار في المنطقة". واكد الامين العام ان "دول مجلس التعاون من واقع حرصها واهتمامها بلبنان وشعبه الشقيق تأمل أن يبادر المسؤولون اللبنانيون الى تفادي كل ما من شأنه ان يعرض امن واستقرار لبنان للخطر او يؤثر على مصالح وسلامة الشعب اللبناني". يذكر ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون طلب قبل اسبوع من المسؤولين السياسيين اللبنانيين ابقاء لبنان محايدا في النزاع الدائر في سوريا لتحاشي انتقال الازمة السورية الى اراضيه.

 

14 آذار: صفة وزير الخارجية لا تنطبق على طبيعة عمل منصور

وطنية - رفضت الأمانة العامة لقوى 14 آذار في بيان اليوم "ما صدر عن "القائم بأعمال النظام السوري في لبنان" عدنان منصور، لناحية دعوة جامعة الدول العربية إلى التراجع عن قرار تعليق عضوية النظام السوري في الجامعة العربية". ورأت "أن صفة وزير الخارجية اللبنانية التي لم تكن يوما الصفة الواقعية لطبيعة عمل منصور، بدأت تشكل خطرا فعليا على الدولة اللبنانية وعلى اللبنانيين ومصالحهم، وخصوصا في ضوء مواقف دول مجلس التعاون الخليجي المستنكرة لدعوات منصور". ودعت الأمانة العامة "أصحاب الصلاحية إلى وضع حد لتصرفات منصور واتخاذ التدابير الدستورية الكفيلة برفع الغطاء الرسمي الذي يوظفه في خدمة نظام الأسد وسياساته العدوانية تجاه شعبه والكيان اللبناني والشرعيتين العربية والدولية".

 

منصور سلّم رئاسة الجامعة العربية الى مصر: لرفــع تعليــق عضــوية ســــوريا

المركزية- دعا وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور الى رفع تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، وسلم رئاسة الدورة المقبلة لجامعة الدول العربية ال139 الى وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، وذلك خلال اجتماع المجلس على المستوى الوزاري في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة اليوم، حيث القى كلمة في المناسبة قال فيها:" تشرف لبنان بترؤس الدورة 138 لمجلس الجامعة العربية في ظل ظروف دقيقة وحساسة تمر بها المنطقة العربية. واليوم نسلم الرئاسة في وقت تشهد العديد من البلدان العربية اضطرابات يومية وهذا ما يزيد من مسؤوليانتا كمجلس وزاري تجاه بعضنا البعض. لقد كان لترؤس لبنان هذه الدورة لمجلس جامعة الدول العربية، وهو العضو المؤسس، فرصة المشاركة بفاعلية في العديد من النشاطات، فإضافة إلى الإجتماعات العادية والإستثنائية التي عقدها المجلس، عقد في إطار الجامعة العربية الإجتماع الوزاري العربي - الأوروبي في القاهرة، والمنتدى العربي - التركي في إسطنبول، والمنتدى العربي - الروسي في موسكو. فضلا عن العديد من النشاطات الأخرى أبرزها زيارة وفد وزراء الخارجية العرب لقطاع غزة بعد العدوان الاسرائيلي مباشرة في شهر تشرين أول- أوكتوبر 2012".

وأشار الى "ان هذه الدورة شهدت تصويتا تاريخيا في الأمم المتحدة على قبول فلسطين كدولة مراقب غير عضو في الجمعية العامة الأمر الذي يسجل نجاحا للجهود الفلسطينية والعربية في تحقيق هذا الحضور الدولي، ويتيح للفلسطينيين الاضطلاع بمسؤوليات أكبر تجاه قضيتهم العادلة، وحقوقهم المسلوبة"، معتبرا "أن رفض إسرائيل للقرارات الدولية ذات الصلة وإستمرارها في سياسات القضم والضم للأ راضي العربية وتهويد القدس وتغيير الديموغرافيا وشلل الرباعية الدولية يزيد التحديات الفلسطينية والعربية صعوبة".

وقال: "إلى ذلك تستمر إسرائيل بتحديها للقرار 1701 ولميثاق الأمم المتحدة إن من خلال خرقها لسيادة لبنان يوميا برا وبحرا وجوا، وزرعها لشبكات التجسس والإرهاب أو من خلال عدوانها العسكري الأخير على السودان وسوريا. كما تستمر بالعبث بالموقف العربي طالما أنها تدرك مسبقا حجم الرد العربي ومداه. وهذا ما لمسناه أيضا عبر رفضها المشاركة في المؤتمر الهادف لإقامة شرق أوسط خال من السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل الذي كان مقررا عقده في هلسنكي خلال كانون الأول الماضي، مما دفع المنظمين لتأجيله".

ورفض منصور "ما ساقه المنظمون من ذرائع لتأجيل المؤتمر ونتمسك بعقده في أسرع وقت ممكن، كما نؤكد رفضنا تقديم أي تنازل لصالح إسرائيل فيما هي تشكك بمرجعيات المؤتمر وترفض فكرة إنشاء المنطقة الخالية من أسلحة الدمار الشامل ونرفض مخالفة المرجعيات الواردة في الوثيقة الختامية لمؤتمر مراجعة معاهدة عدم الإنتشار النووي لعام 2010"، مؤكدا "الإلتزام بالقرار الوزاري الأخير رقم 7580 تاريخ 13/01/2013، الذي شدد على ضرورة الإلتزام بالمرجعيات الرئيسية للمؤتمر وحدد عددا من المعايير الضرورية لإنجاح المشاورات الموسعة".

وقال: "تبقى الأزمة السورية تؤلمنا جميعا، حيث نقف أمامها عاجزين عن تحقيق الحل السياسي عبر الحوارالوطني بين الأفرقاء، إذ نثبت للعالم أننا فشلنا في ذلك، وكل ما نجحنا فيه هو تعليق مشاركة سوريا في إجتماعات الجامعة العربية، رغم أننا عقدنا أكثر من 15 إجتماعا على مدار عامين وإتخذنا القرارات تلو القرارات ظنا منا أننا بها سنوفر لسوريا الأمن والإستقرار بإزاحة نظام وإستبداله بآخر فغرقت سوريا بالدماء والدمار وشاهدنا بلا شك تدفق السلاح والأموال من هنا وهناك بلا حساب ولا حدود، وكذلك مجموعات المقاتلين القادمين من الخارج الذي لم يعد خفيا على عاقل. وإجتاحت المنطقة أفكار متطرفة لم يعرفها عالمنا العربي من قبل، تزرع بذور الفتنة المذهبية والطائفية وتروج للدعوات المتطرفة القبيحة، وهي كلها بعيدة عن قيم وأصالة وتاريخ وتقاليد وعادات وثقافة شعوبنا، ترمي إلى تفتيت نسيج مجتمعنا ومكونات وحدة شعبه وهويته الوطنية".

وتابع منصور: "إن مسؤوليتنا كبيرة أمام الله والتاريخ، وأمام شعوبنا، فلنعمل اليوم قبل الغد على إيجاد حل سياسي متوازن مشرف يخرج سوريا من أتون الحرب، فهي لا تستحق منا إلا وقفة الشقيق بجانب شقيقه، حتى لا نكون ونحن نراجع حساباتنا بضمير حي أننا تركنا سوريا في النفق المجهول ننتظر الآخرين يبحثون عن الحل لها ونحن لا حول ولا قوة لنا، لنعد سوريا إلى حضن جامعتها العربية، ولنرفع تعليق مشاركتها في إجتماعتنا، فالتواصل مع سوريا لإنقاذها وإحتضانها من جديد ضرورة من أجل الحل السياسي. فلهيب الحرب الذي يطال سوريا اليوم وكذلك الحركات التكفيرية التي تضرب في كل مكان إن لم نخمدها ونضع حدا لها، سيمتد لهيبها غدا إلى ديارنا جميعا"، معتبرا انه "لا يخفى أن الضغوط التي يعانيها لبنان، ودول جوار سوريا بسبب تدفق الاشقاء السوريين والفلسطينيين اللاجئين في سوريا تفوق قدراتها، وهنا لا بد أن نشيد بمؤتمر الكويت للمانحين الذي إستضافته مشكورة دولة الكويت الشقيقة وإذ نؤكد على ضرورة الإسراع بترجمة مقرراته وبالتالي تلبية الاحتياجات العاجلة لمساعدة هؤلاء النازحين في تأمين مستلزماتهم من الغذاء والإيواء والطبابة والتعليم.

اضاف: "في سبيل تحقيق موقع أفضل لعالمنا العربي ضمن المنظومات السياسية العالمية والإقليمية فإنه من الضروري جدا أن نسعى إلى تطوير أدواتنا وتحديث أدائنا، لمواجهة التحديات الكبيرة التي تعترضنا والعمل من أجل توفير حياة عربية أفضل تسود فيها الحرية والمساواة والعدل وحقوق الإنسان، وفي هذا المجال ننوه بمبادرة مملكة البحرين الشقيقة ونثمن جهودها من اجل إنشاء محكمة عربية لحقوق الإنسان".

وشكر "وزراء خارجية الدول العربية الذين كانوا خير عون للبنان خلال هذه الدورة، وللأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي الذي لقيت منه خلال ترؤس لبنان الدورة 138 كل تعاون ودعم وتجاوب نبيل".

وختم داعيا وزير خارجية جمهورية مصر العربية محمد كامل عمرو لتسلم رئاسة الدورة 139 لمجلس الجامعة، مؤكدين له "تعاوننا الكامل ومتمنين لمصر كل النجاح في مهمتها".

ترؤس الوفد : وبعد ذلك ترأس منصور الوفد اللبناني الى الاجتماع والذي يضم سفير لبنان في القاهرة خالد زيادة ومدير مكتب الوزير ريان سعيد ومستشار الوزير وسيم وهبي.

 

بن جاسم ردّ على منصــــور: الأسد لم يتعاون لحل الأزمة سلميا

المركزية- ردّ رئيس الحكومة القطري حمد بن جاسم على كلمة وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور خلال جلسة المجلس الوزاري العربي، موضحاً ان "القرارات العربية كانت تسعى لحل الازمة السورية سلمياً ولم تكن لايجاد بحر من الدماء، و(الرئيس السوري) بشار الاسد هو من اوجد بحرا من الدماء لانه لم يتعاون معنا لحلّ الازمة بالحلول السلمية التي حاولنا طرحها بشكل ودي، ونحن لم نستعن بالغرب بهذا الموضوع وحاولنا حله عربيا ووديا"، مشددا على ان "الخاسر الوحيد هو شعب سوريا الشقيق".

 

الحريري: وزير خارجيتنا ينطق باسم النظام السوري في الجامعة العربية

وطنية - رأى الرئيس سعد الحريري في بيان اليوم "أن دعوة وزير الخارجية الى فك تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية، هي الخلاصة الحقيقية للدور القبيح الذي تقارب من خلاله الحكومة اللبنانية الاحداث الدموية في سوريا. فأين هي حكومة لبنان من الخطاب الذي ألقاه باسمها وزير الخارجية في اجتماع الجامعة العربية؟ هل نحن أمام وزير يتحدث فعلا باسم الجمهورية اللبنانية ورئيسها، باسم الحكومة ورئيسها؟ ام نحن امام وزير خارجية ايران، او في احسن تقدير امام وزير ينفذ اوامر جهة سياسية، تمسك بزمام الامر الحكومي وتفرض على لبنان، الدولة والمؤسسات والشعب مواقف لا وظيفة لها سوى الإساءة الى علاقات لبنان وتعريض المصلحة الوطنية لمخاطر جسيمة؟"

وقال: "لقد وجد النظام السوري من ينطق باسمه على منبر الجامعة العربية، ووزير خارجية لبنان تولى تنفيذ هذا التكليف الاسود، الذي يتنافى مع أبسط قواعد التضامن العربي ويطيح كل الادعاءات المتعلقة بسياسة النأي بالنفس".

وأضاف: "إننا لا نعبر عن رفضنا لهذا الموقف ونضعه في خانة الخضوع لاوامر خارجية فحسب، لكننا ندعو القوى السياسية المؤتمنة على سلامة لبنان وعلاقاته العربية الى إشهار الرفض الكامل لسياسات الحكومة العشوائية. هذه الحكومة تطلب من كل اللبنانيين المشاركة في تغطية جرائم بشار الاسد، واللبنانيون ليسوا أجراء عند بشار الاسد او عند ايران ووكيله السياسي والعسكري في لبنان. اللبنانيون يطلبون من هذه الحكومة أن تكشف عن وجهها الحقيقي لتقول للعرب ولكل العالم إنها حكومة نظام بشار الاسد وحزب الله ... في لبنان".

 

المشنوق زار جعجع :خيارنا التمسك بالتحالف ضمن قوى 14 اذار

وطنية - التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مساء أمس في معراب عضو كتلة "المستقبل" النائب نهاد المشنوق الذي وضع اللقاء "في إطار التأكيد على متانة التحالف ضمن قوى 14 آذار باعتبار أنه تحالف استراتيجي ولا عودة عنه". وشدد المشنوق على "أن خيارنا هو التمسُك بهذا التحالف في كلّ الظروف وأياً تكن الصعوبات

 

نائب الرئيس الاميركي جو بايدن: نحض اوروبا على تصنيف "حزب الله" ارهابياً ونلتزم دعم معارضة مسالمة في سوريا

هشام ملحم/النهار/جدد نائب الرئيس الاميركي جو بايدن تصميم حكومته على منع ايران من تطوير الاسلحة النووية، واضاف ان حكومته التي لا تزال تفضل التوصل الى حل سياسي لهذه المعضلة تحتفظ لنفسها بحق استخدام جميع الخيارات المتاحة لها لحرمان ايران من الاسلحة النووية " بما فيها القوة العسكرية". واضاف في خطاب القاه في المؤتمر السنوي "للجنة الاميركية - الاسرائيلية للشؤون العامة" (ايباك) التي تمثل اللوبي المؤيد لاسرائيل في اميركا ان واشنطن تشاطر اسرائيل الالتزام ذاته حيال ايران " ودعوني اوضح هذا الالتزام: التزامنا هو منع ايران من الحصول على السلاح النووي. نقطة على السطر. نهاية النقاش. المنع، وليس الاحتواء".

  ووجه انتقادات قوية لـ"حزب الله" متهما اياه "بالتآمر ضد الابرياء من اوروبا الشرقية الى شرق افريقيا، من جنوب شرق آسيا الى جنوب اميركا. نحن نعلم ما تعلمه اسرائيل من ان حزب الله هو تنظيم ارهابي، ونحن نحض كل دولة في العالم..لان تبدأ معاملة حزب الله كتنظيم ارهابي… ولذلك نحن نتحدث مع اصدقائنا في اوروبا كي يصنفوا بقوة حزب الله كتنظيم ارهابي".

  وحول البرنامج النووي الايراني رأى بايدن ان نافذة الحل السياسي تنغلق، ولكن حكومته لا تزال تعتقد انه لا يزال هناك مجال للتوصل الى مثل هذا الحل السياسي، مشيرا الى ان حكومته تنسق عن كثب مع الجيش الاسرائيلي واجهزة الاستخبارات الاسرائيلية والحكومة الاسرائيلية على مختلف المستويات " ونحن نتخذ كل الاجراءات المطلوبة لتحقيق ذلك". ورأى بايدن انه اذا اضطرت الولايات المتحدة اللجوء الى الخيار العسكري ضد ايران فانها تريد ان يعلم العالم انها فعلت كل ما في وسعها واستنزفت كل الخيارات السياسية قبل استخدام القوة.   وحول سوريا، كرر بايدن مطالبة الرئيس السوري بالتنحي عن السلطة، قائلا انه اظهر نفس الاحتقار الذي اظهره والده تجاه الارواح البشرية وكرامة الانسان، "حيث يقوم بقتل مواطنيه". ولكنه اضاف في اشارة الى قلق حكومته من تصاعد نفوذ القوى المتطرفة المعادية للنظام في دمشق " ولكننا لا نريد استبدال عصابة اجرامية بعصابة اجرامية اخرى في دمشق". ولذلك فان واشنطن تركز على دعم المعارضة الشرعية الملتزمة سوريا مسالمة وبمنطقة مسالمة و"لذلك فاننا ندرس بدقة خلفية أولئك الذين نقدم لهم المساعدات، ولذلك فاننا في الوقت الذي نواصل فيه الضغط الذي لا يكل على الاسد بما في ذلك تصنيف ميليشياته المدعومة من ايران بالارهاب، فاننا ايضا صنفنا جبهة النصرة كتنظيم ارهابي".   ومع ان بايدن كرر تأييد بلاده لحل الدولتين، الا انه جدد انتقاد حكومته لما اعتبره الاجراءات الاحادية الجانب التي اتخذتها السلطة الفلسطينية مثل اللجوء الى الامم المتحدة للحصول على عضوية في المنظمة الدولية واجهزتها، وتحدث باعتزاز عن قرار واشنطن معارضة ايفاد مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة لبعثة تقصي الحقائق بشأن المستوطنات.   وحول مصر شدد بايدن على ضرورة مواصلة الحوار الاميركي - المصري قائلا انه الطريق الوحيد لصيانة استقرار مصر وقيامها بتنفيذ التزاماتها الدولية مثل صيانة معاهدة السلام مع اسرائيل، ومواجهة المتطرفين وكذلك مساعدة مصر على تحقيق النمو الاقتصادي واعادة الاستقرار للعملية الديموقراطية، وتابع "وهذه كلها قضايا صعبة، ولا يوجد هناك يقين بشأنها. ولا يوجد هناك أي يقين بشأن أي شيء في الربيع العربي".

 

تشييع أربعة من مقاتلي الحزب سقطوا في دمشق

يقال نت/بعد القصير، توغّل "حزب الله" أكثر فأكثر في الداخل السوري، عبر إرسال المئات من مقاتليه الى منطقة السيدة زينب في دمشق، امعانا في توريط بعض الطائفة الشيعية في وحل الازمة السورية. فقرار قيادة الحزب الذي عبر عنه الامين العام لحزب الله في آخر اطلالة متلفزة له، ترجم في القصير وجوارها، ويترجم اليوم في السيدة زينب قتالا شرسا الى جانب نظام الاسد ضد الشعب السوري المنتفض على طاغية العصر، وآخر ضحايا نصرالله _ الاسد، مقتل الشاب اللبناني حسين هيثم البوداني ابن التسعة عشر ربيعا اثناء مشاركته مع مجموعة من حزب الله في القتال ضد الجيش الحر في منطقة السيدة في ريف دمشق، وقد نعاه حزب الله تحت يافطة ( سقط اثناء تأديته الواجب الجهادي) وهي العبارة التي يغطي بها مشاركته في القتال الى جانب عائلة الاسد، على اساس ان وقعها يبقى اقل ايلاما على اهالي الضحايا من جهة، ولاضفاء البعد العقائدي على ادخاله لبنان في النار السورية! البوداني شيع الى مثواه الاخير في بلدة علي النهري امس الاول بمشاركة المعاون السياسي للسيد حسن نصرالله حسين الخليل، وعضو مجلس شورى حزب الله الشيخ محمد يزبك وحشد من مقاتلي وانصار حزب الله واهالي البوداني، ووضع يزبك مقتل البوداني في اطار الدفاع "عن كرامتنا وعن اهلنا في سوريا"، واكد وقوف الحزب الى جانب سوريا، وأثنى على تضحية وتفاني البوداني. لم ينته الواجب الجهادي لحزب الله في علي النهري، اذ ذكر اهالي المنطقة ان يزبك انتقل الى احدى القرى البقاعية للمشاركة في تشييع ثلاثة آخرين سقطوا في مواجهات حزب الله ضد الجيش الحر في منطقة ريف دمشق، ورجح هؤلاء ان يكون الثلاثة من منطقة بعلبك الهرمل التي شهدت اطلالات للشيخ يزبك بعيدا من الاعلام . يبقى ان البقاعيين الاربعة الذين قتلوا في السيدة زينب ليسوا وحدهم ضحايا تدخل حزب الله في سوريا، اذ سبق للحزب ان نعى العديد من عناصره في قرى بقاعية، حيث بدأت تسمع اصوات معترضة من داخل القرى الممسوكة من الحزب، عن المكاسب التي تعتقد قيادة حزب الله وايران انها تحققها من فعل الايغال المتواصل في القتال الى جانب آل الاسد.

 

الأشغال الشاقة المؤبدة لمحمود الحايك

أبدى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر مطالعته في الاساس في ملف محاولة اغتيال النائب بطرس حرب، وطلب تطبيق المادة 549/201 عقوبات والمادتين 5 و6 من قانون 11/1/1958 في حق المدعى عليه الفار من وجه العدالة محمود الحايك، وأحالها الى قاضي التحقيق العسكري فادي صوان لاصدار القرار الاتهامي. اشارة الى ان المواد المذكورة تنص على عقوبة الاشغال الشاقة المؤبدة. وكانت شعبة المعلومات التي تسلمت التحقيق بناء لاستنابة قضائية تمكنت وبعد تعقب الاتصالات الهاتفية وبعد الاستفادة من احدى الكاميرات المثبتة في الشارع، تمكنت من تحديد هوية الحايك الذي حاول تفجير عبوة بعد وضعها على سطح المصعد في البناء الذي يشغل النائب حرب في داخله مكتبا. وكانت قوى الامن الداخلي قد حاولت ابلاغ الحايك في مكان اقامته لكن زوجته قالت: "عليكم مراجعة حزب الله" ولم يتم تسليمه حتى الساعة وبقي فارا من وجه العدالة.

 

"حزب الله" والتدخّل العلني في سوريا

عبد الوهاب بدرخان/النهار

لم يُسأل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وبالتالي لم يعط رأياً أو يرد على ما قاله نظيره العراقي نوري المالكي من "حرب أهلية في لبنان" في حال انتصار الثورة السورية وسقوط النظام. لكن ميقاتي اعتبر ان كلام السيد حسن نصرالله عن "الفتنة" كان "استنهاضياً" للوطن والشعب، ولم يحدّد أي وطن وأي شعب، ولم يشرح ما هي وجهة الاستنهاض. الأرجح أن حتى نصرالله لم يتخيل أن هذا الوصف يناسب التهديدات المبطّنة التي أدلى بها. ذاك ان الأمين العام لـ"حزب الله" وزعيم "حزب الدعوة" العراقي تحدثا في ضوء ما تعتزمه ايران وما يتعهدان تنفيذه. بلغ النأي بالنفس عند ميقاتي حد عدم التدخل في ما يفعله "حزب الله" في القصير، داخل سوريا، وكأنه لا يعنيه، رغم دفاعه القوي عن تحييد لبنان وفقاً لسياسة الحكومة و"اعلان بعبدا". فأين هذان "الاعلان" و"السياسة" من انفراد "حزب الله" بالتدخل المباشر في سوريا، وبالسلاح الثقيل، وتركه الحديث عن تورطه يتخذ شيئاً فشيئاً الصفة العلنية حتى يصبح جزءاً لا يتجزأ  من المشهد السوري. هذا يفترض ان الحكم والحكومة يعتبران "حزب الله" كياناً غير لبناني، وانه موجود على الحدود هناك بصفته الايرانية، وبحكم التنسيق بين النظام السوري وايران، أي انه لا يبقى للدولة اللبنانية سوى السكوت أمام الأمر الواقع. هل ان السكوت يضفي "شرعية" على تدخل "حزب الله" في سوريا؟ الجواب: بمقدار ما انه يعطي "شرعية" لـ"السلاح غير الشرعي" داخل لبنان. وفي الحالين لا يبالي "حزب الله" بأن تكون له شرعية، ولا يكترث، فلبنان ارض سائبة يتصرف فيها وبها كيفما تشاء طهران. اما "الدولة" الموجودة على تلك الارض فلها مهمة واحدة هي ان تغطي الممارسات "غير الشرعية" للحزب، بل ان تتولى حماية خطوطه الخلفية، لذلك ينشط الأمن عملياته داخل لبنان. وهذا أمر يريده اللبنانيون ويطلبونه يومياً وبإلحاح، لكنهم مدعوون الى قبول ثمنه فإما السكوت على المغالات الخارجية لـ"سلاح المقاومة" وإما "الفتنة" في الداخل.

لكل من حسن نصرالله ونوري المالكي مشكلة مع المكوّنات الأخرى في البلدين اللذين يحكمانهما ويخضعانهما للمشروع الايراني. وعلى هذا فإن المفهوم الايراني لـ"الحل" في سوريا يتعارض مع اي حوار ليتماهى مع اي حسم عسكري وإلا فإشعال المنطقة. في المقابل، اذا كان الحكم والحكومة يتوقعان امتنان اللبنانيين لدرئهما خطر الفتنة "عنهم فلعلهما يدركان ان تغطيتهما ولو القسرية لـ"حزب الله" ربما تؤسس لفتنة أشد وأوهى. وانطلاقاً من ذلك يزداد الاحباط من عجز الدولة وتفككها وانكشافها ديكوراً للمشروع الايراني الذي سجل أيضاً حضوره وسطوته واستعداده للتأثير في الانتخابات، اذا أمكن اجراؤها.

 

الجيش السوري الحرّ يتوقع أن يزج حزب الله آلاف المقاتلين في حمص خلال الأيام القليلة المقبلة

موقع 14 آذار/أعلنت القيادة المشتركة لـ"الجيش السوري الحرّ" أن "عدد المقاتلين المتوقع أن يدفع به "حزب الله" نحو الأراضي السورية من جهة حمص، خلال الأيام القليلة المقبلة يتراوح ما بين 4 إلى 5 آلاف مقاتل".

وقالت القيادة، في بيان، إنّ "حزب الله" قام مساء الأحد الماضي بإجراء تدريبات لعناصر في منطقة البقاع الغربي بالقرب من بلدة مشغرة اللبنانية، تمهيداً لإرسال دفعة جديدة للقتال داخل الأراضي السورية". وأوضحت أنّ الحزب "أنشأ مواقع مراقبة ومراكز انتشار بعضها قرب القرى السورية الحدودية الثماني التي يحتلها الحزب لتأمين الحماية والسيطرة على الطريق الدولي دمشق- حمص- الساحل". وأكّد "الجيش الحر" أنّه خلال الأشهر الثلاثة الماضية "قام "حزب الله" بعمليات تهجير وتطهير مذهبي للعديد من القرى الحدودية وعلى رأسها جوسية وتم حرق العشرات من البيوت وتهجير الآلاف من الأهالي". وحذرت القيادة من أن "مستقبل الجوار مع الشقيقة لبنان هو اليوم في خطر ويمكن أن يترك كل الخيارات مفتوحة إذا لم يتوقف العدوان السافر على الأراضي السورية والمواطنين السوريين" وشدّدت على أن "القضية اليوم أصبحت مع لبنان الدولة، وهي لم تعد مع "حزب الله" فقط بل تخطت ذلك أيضا لتصبح قضية عربية وإقليمية ودولية، وسنتعامل معها ضمن هذا الإطار".

 

نواب 8 آذار صعّدوا بوجه سليمان وميقاتي وانتقدوا اليوم الأسود بتوقيع دعوة الهيئات الناخبة

باسيل وصف الستين» بعملية سطو على حقوق المسيحيين وأبو فاعور اعتبر أن الأرثوذكسي يذبح لبنان

بيروت - «الراي/وضعت التطورات والمواقف المتلاحقة المتصلة بمأزق قانون الانتخاب الجديد في الساعات الثماني والاربعين الماضية لبنان امام مقلب شديد القتامة والغموض من شأنه ان يدفع الازمة قدماً نحو فصولٍ جديدة حملت معها سقوفاً تصعيدية عالية. فللمرة الاولى منذ نشوء مأزق العجز عن التوافق على قانون انتخاب جديد يحظى بموافقة جميع الافرقاء السياسيين، بدأت الأزمة في الساعات الاخيرة تدقّ أبواب المراجع الرئاسية في ظل اقدام رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي على توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة الى الانتخابات في 9 يونيو المقبل عملاً بأحكام القانون النافذ، اي «قانون الستين» (جرت على أساسه انتخابات 2009) الذي يوجب توجيه هذه الدعوة قبل ثلاثة اشهر من موعد الانتخابات.  وكشفت الوقائع التي رافقت توقيع سليمان وميقاتي لهذا المرسوم اول من امس، ان ثمة أزمة كانت تعتمل بصمت وبعيداً عن الاضواء بين كل من رئيسي الجمهورية والحكومة من جهة ورئيس مجلس النواب نبيه بري من جهة اخرى متأثرة تأثراً قوياً بالانقسامات الحادة الني نشأت عن تصويت اللجان النيابية المشتركة على مشروع «اللقاء الارثوذكسي» (يقوم على ان ينتخب كل مذهب نوابه) الذي يرفضه سليمان وميقاتي رفضاً قاطعاً. ومع ان توقيع المرسوم لم يكن مفاجئاً، اذ سبق لميقاتي ان اعلن قبل ايام الاتجاه الى هذا الاجراء كخطوة دستورية ملزمة، فان قوى «8 آذار» ومن بينها بري، اتخذت من الموقف الذي أعلنته السفيرة الاميركية مورا كونيللي بعد زيارتها لرئيس البرلمان اول من امس، ستاراً اضافياً لتفجير الفصل التصعيدي الجديد عبر رفض هذه القوى خطوة التوقيع ووصْفها بـ «اليوم الاسود في تاريخ السلطة التنفيذية» واعتبارها استباقاً للجهود التوافقية الجارية، راسمةً ظلال التشكيك حول خطوة سليمان وميقاتي وكأنها امتثال للضغط الاميركي لاجراء الانتخابات حتى في ظل قانون الستين وفي مواعيدها.

وتقول مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ «الراي» ان المشهد الناشئ عن هذا التطور ينذر بمضاعفات دستورية وسياسية واسعة بدأت ملامحها ترتسم عبر المعطيات الآتية:

اولاً: ليس صحيحا ان قوى «8 آذار» فوجئت بتوقيع المرسوم اذ كان بري على علم مسبق به، لكن الاخير وجد نفسه مرغماً على تصعيد موقفه، اسوة بما فعل حين دفع بمشروع «اللقاء الارثوذكسي» الى التصويت في اللجان واهمال بقية المشاريع تحت وطأة الضغط الذي مارسه «حزب الله» وتكتل العماد ميشال عون وماشاه فيه حزب «القوات اللبنانية» آنذاك.

ثانياً: ان تصويب الانتقادات على رئيسيْ الجمهورية والحكومة من جانب «8 آذار» يهدف الى تعميم رسالة واضحة مفادها ان لا انتخابات على اساس «قانون الستين»، بما يعني تضاؤل كل الفرص المتاحة المتبقية امام مشروع توافقي. وبالتالي فان ما خرج به بري من اجتهاد يتعلق بعدم جدوى الحديث عن مهل قانونية بعد الان بفعل «دفن قانون الستين» يمهد لوضع الجميع امام امر واقع لم تتبين معالمه بعد.

ثالثاً: دخل عامل جديد مهم على خط الازمة تمثل في اعلان ميقاتي صراحة وللمرة الاولى انه مع حكومة حيادية للاشراف على الانتخابات وانه لن يكون رئيس حكومة تشرف على الانتخابات لانه مرشح لها. وبدا ميقاتي بهذه الخطوة كأنه يستبق اي ضغوط محتملة عليه، ويضع حداً مسبقاً لابتزازه في موقعه، والبعض من خصومه يقول انه هو من سلّط باب الابتزاز على شركائه في قوى «8 آذار».

ومن شأن هذا التطور ان ينعكس سلباً وبقوة اضافية على وضع الحكومة المفكك في وقت تتصاعد التباينات والخلافات بين ميقاتي وفريقه الوزاري والوزراء «الجنبلاطيين» من جهة والفريق الوزاري لقوى «8 آذار» من جهة اخرى وهو ما تجلى في الجلسة الصاخبة امس للحكومة، ما يعني ان البلاد مقبلة على تسابق حقيقي بين مسارات التأزم ما لم تبرز في اللحظة الاخيرة مفاجأة معينة تحول دون الاطاحة بموعد الانتخابات فيما يبدو ان حظوظ تأجيل الانتخابات ارتفعت في الساعات الاخيرة الى مستوى قياسي لاسيما بعدما اعتبر اعلام «8 آذار» ان رئيسيْ الجمهورية والحكومة بتوقيعهما مرسوم دعوة الهيئات الناخبة انما وقّعا على قرار تأجيل الانتخابات.

وكان توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة أحدث ضجيجاً متوازياً على مستويْين امس، في مجلس الوزراء وفي مقر البرلمان.

فخلال الجلسة الوزارية التي عُقدت في القصر الجمهوري، حضر توقيع المرسوم بقوة بدءاً من المداخلة التي أدلى بها الرئيس سليمان واشار فيها الى «ان التوقيع واجب دستوري يمليه القانون النافذ»، مؤكدا ان «ذلك لا يعني اطلاقا التمسك بقانون الستين بمقدار ما يعني التزام الواجبات والمسؤوليات التي ينص عليها الدستور والقوانين ذات الصلة»، مجدداً دعواته السابقة لاقرار قانون انتخاب جديد انطلاقا من مشروع القانون الذي أقره مجلس الوزراء وأحيل على مجلس النواب. وبعد كلمة سليمان انقسمت آراء الوزراء بين مؤيد لخطوة رئيسيْ الجمهورية والحكومة ومعارض لها، حيث برزت آراء حادة في المضمون ومداخلات لوزراء من «حزب الله» و«أمل» و«التيار الوطني الحر» اكدت ان لا انتخابات في ظل «قانون الستين» واعتبرت ان ما حصل ستكون له آثار سياسية سلبية مع استبعاد اي احتمال للتوافق على قانون انتخاب، ورافضين محاولة «التسلل» لاحياء «الستين».

وفي حين تحدث الوزير جبران باسيل عن عملية «سطو» على حقوق المسيحيين بقانون الستين، ردّ عليه الوزير وائل ابو فاعور معتبراً ان «الارثوذكسي» فيه «ذبح» للبلد معتبراً «ان السطو جنحة والذبح جريمة».

يذكر ان وزير الداخلية مروان شربل اعلن في موقف لافت بعد الجلسة انه «اذا تم الاتفاق على قانون تجرى الانتخابات في موعدها وان لم يتم التوصل الى اتفاق على قانون فلا انتخابات».

 

هل يخضع برّي الى ضغوط "حزب الله" ويدعو إلى جلسة عامة لإقرار الأرثودكسي

موقع 14 آذار/ يقول قطب معارض لموقع 14 آذار ان حزب الله يبحث عن تمديد ولاية مجلس النواب وانه سيفرض هذا الخيار على الرئيس نبيه بري. ويشير القطب المذكور الى ان حزب الله وبمؤازرة من العماد ميشال عون يعمل لابقاء السيطرة نفسها على القرار اللبناني الامر الذي سيتحقق له اما باقرار مشروع اللقاء الارثودكسي او لبنان دائرة واحدة مع النسبية اما بالتمديد لمجلس النواب. ويوضح القطب المذكور ان الرئيس بري يميل الى الاحجام عن دعوة مجلس النواب الى جلسة تشريعية بغياب التوافق اللبناني على قانون الانتخاب. الا ان بري محرج جدا وهو يؤكد لاقرب الناس اليه انه يخضع لضغوط كبيرة من حزب الله وهو ما يبقي على احتمال توجيه الدعوة الى جلسة عامة لاقرار الارثودكسي الذي سيطعن به الرئيس ميشال سليمان امام المجلس الدستوري. وينقل عن بري تأكيده على انه لا يستطيع ان يخرج على سياسات حزب الله انما بامكانه ان يقنع السيد حسن نصرالله بصوابية الامور احيانا كثيرة. ويشير القطب المذكور الى ان تمديد ولاية المجلس اصبح الخيار شبه المؤكد لكن لا احد مستعد ان يعلن عن ذلك من اليوم. ويرى القطب المذكور ان قوى 8آذار ستعرقل تعيين الهيئة الوطنية المشرفة على الانتخابات موضحا انه اذا لم يصر الى تعيين هذه الهيئة حتى 20 آذار الجاري فان اجراء الانتخابات سيصبح مستحيلا وان كان مرسوم دعوة الهيئات الناخبة سيوقع من قبل الرئيس سليمان والرئيس ميقاتي والوزير مروان شربل. وبهذا يضيف القطب المذكور فان الابقاء على الستاتيكو اللبناني يخدم حزب الله الى ابعد الحدود فهو يمسك بقرار الحكومة ويهيمن على القضاء والاجهزة الامنية والعسكرية ويتحكم بالدبلوماسية اللبنانية ويستطيع ان ينسف الاستقرار الامني ساعة يشاء. ويلفت القطب المذكور الى ان حزب الله هو الذي سيتحمل المسؤولية عن التمديد للمجلس والى جانبه عون كذلك الرئيس بري. ولا يستبعد ان يمتد التمديد لعامين مع انه ليس واضحا من اليوم كيف سيأتي الاخراج المطلوب لذلك اقله في الايام القليلة المقبلة.

 

النائب خالد الضاهر: "حزب الله" خائف جداً من سقوط النظام في سوريا لأنّه يعلم أنّه بات وشيكا

موقع 14 آذار/أعلن عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد الضاهر أنّ "حزب الله" خائف جداً من سقوط النظام في سوريا، لأنّه يعلم أنّه بات وشيكا"، واعتبر انّ ايران "تشعر بالخيبة اليوم لأن كل ما بنته خلال الـ35 سنة الماضية بات مهدداً بالسقوط"، واتهمها بأنّها "تقدم الحرس الثوري وكل الإمكانات اللوجستية وغيرها لدعم النظام السوري"، لافتاً إلى أنّ "هناك منظومة ايرانية تبدأ من طهران الى العراق الى سوريا بدأت بالسقوط وقد إنكسرت الى غير رجعة". الضاهر، وفي حديث إلى قناة "العربيّة"، رأى أنّ "القضية في سوريا ان الشعب لا يواجه نظاماً ديكتاتورياً فقط وانما يواجه نظاماً خاضعاً لإيران، كما يواجه حكومة لبنانية خاضعة لـ"حزب الله" في محاربة الشعب السوري". واتهم الضاهر أيضاً الحكومة اللبنانيّة بأنّها "تمارس الكذب على اللبنانيين وعلى العرب والعالم"، سائلا "كيف يتحدثون عن النأي بالنفس والمكون الأساس للحكومة "حزب الله" يرسل مئات المقاتلين إلى سوريا".

 

السجال حول انتخابات "الشرعي" يراوح مكانه وما سرّ الدعوة المفاجئة لمفتي الجمهورية؟

سمير منصور/النهار/مرة جديدة، يعود السجال حول انتخابات المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى، وقد بات الخلاف واضحاً ومحصوراً بين مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وبعض الاعضاء من جهة، والمعارضة التي يشكلها بعضهم الآخر وعلى رأسهم الرئيس فؤاد السنيورة رئيس كتلة "المستقبل" النيابية، من جهة أخرى. وبعدما كان الخلاف على موعد الانتخابات التي كان يجب ان تجرى قبل نهاية العام الماضي، مع انتهاء الولاية الممددة للمجلس، أصبح الآن حول مشروعية التمديد الذي أقدم عليه الأعضاء المعارضون خلال اجتماع خارج مقر المجلس بدعوة من نائب رئيسه المحامي عمر مسقاوي، وبتشجيع ودعم من الرئيس السنيورة. وعلى رغم صدور قرار التمديد (حتى نهاية السنة الحالية) تحت الرقم 46/ 2012 في العدد الأخير من الجريدة الرسمية ويحمل الرقم 9 في 28 – 2 – 2013، فان مفتي الجمهورية يصرّ على اعتباره باطلاً وغير قانوني وغير شرعي، ويوافق على الاجتماع بالاعضاء الذين شاركوا في قرار التمديد لأنفسهم، بصفتهم اعضاء في "مجلس لتصريف الأعمال"، لا في مجلس عادي ممدد له، في حين يصرّ هؤلاء وفي مقدمهم السنيورة، على عقد جلسة رسمية للمجلس برئاسة المفتي قباني وحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرؤساء السابقين للحكومة، يقرر خلالها المجلس اجراء الانتخابات وتحديد موعدها، على ان يعلن المفتي الدعوة والموعد، وهذا ما رفضه كلياً لأنه يشكل اعترافاً منه بقرار التمديد الذي يعتبره باطلاً.

مرة جديدة تدخّل الرئيس ميقاتي مع الطرفين لعقد اجتماع في حضوره والرؤساء السابقين للحكومة، فوافقا، واشترط المفتي الاتفاق على البيان الذي سيصدر عن الاجتماع، او على الأقل اطلاعه على مضمونه، فوافقت المعارضة. فما الذي حصل وجعل المفتي قباني يفاجئ الجميع بالدعوة الى الانتخابات في 14 نيسان المقبل؟

يقول المفتي: "اتخذت قرار الدعوة الى الانتخابات بسبب انتهاء ولاية المجلس نهاية السنة الماضية. وأما ما يسمى الجلسة التي دعا اليها نائب رئيس المجلس الشرعي المحامي عمر مسقاوي والتي قرر فيها عدد من الاعضاء التمديد لأنفسهم، فهي باطلة قانوناً، وكل ما صدر عنها غير قانوني وغير شرعي. وهي لم تكن جلسة، بل لقاء لبعض الاعضاء امام مدخل دار الفتوى، لأن مفتي الجمهورية لم يدع الى أي اجتماع وبالتالي لم تفتح أبواب الدار أمام هؤلاء الأعضاء، ثم ان نائب رئيس المجلس لا يحق له ان يدعو الى الاجتماع لغياب الاسباب التي تسمح له بذلك، وهي التعذر على المفتي القيام بمهماته كما ينص المرسوم الاشتراعي رقم 18/ 1955، والتعذر يكون بداعي المرض او السفر، ولم يكن هناك سبب لتلك الدعوة، ولذلك فإننا نعتبرها باطلة، وكذلك التمديد حتى نهاية السنة باطل، كل ذلك بالاضافة الى التزوير، فعدد الحضور لم يكن كافياً لاكتمال النصاب، فلجأوا الى أخذ تواقيع بعض الأعضاء ممن لم يشاركوا في الاجتماع الذي قرروا فيه التمديد لأنفسهم، وهذا أقل ما يقال فيه، انه تزوير".

وعن اقتراح الرئيس ميقاتي الدعوة الى اجتماع في حضوره والرؤساء السابقين للحكومة، واشتراطه الاطلاع على مضمون البيان يقول المفتي قباني: "هذا صحيح، ولكن الصيغة التي اقترحوها لمشروع البيان جاء فيها: اجتمع المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى بناء على دعوة من مفتي الجمهورية وتم التفاهم على إنجاز الانتخابات قبل نهاية شهر نيسان المقبل، على أن يحدّد المفتي الموعد ويدعو الى الانتخابات. ويحل المجلس المنتخب محل المجلس الحالي فور اعلان نتائج الانتخابات". ويضيف مفتي الجمهورية: "لم نوافق على هذه الصيغة، ولا سيما عبارة "المجلس الحالي" التي تستبطن اعترافاً بالتمديد غير القانوني وغير الشرعي. ومن جهة أخرى، وافقنا على عقد الاجتماع، على أساس انه اجتماع لمجلس تصريف الأعمال، ولكن الرئيس السنيورة أصرّ على تضمين البيان عبارة "المجلس الحالي"، وهكذا عادت الأمور الى النقطة الصفر".

ويبدي المفتي قباني تفاؤلاً اذ يؤكد "اننا مقبلون على انتظام في اعمال المؤسسات التابعة لدار الفتوى بعد انجاز الانتخابات".

وأما من جهة المعارضة، فإن الاعضاء الذين شاركوا في "جلسة التمديد" يعتبرون أنها "كانت جلسة مكتملة النصاب القانوني، وما صدر عنها قانوني، وقد نشر في الجريدة الرسمية"، كما انهم يعتبرون دعوة مفتي الجمهورية الى الانتخابات "تفتقر الى أبسط القواعد القانونية"، ويقول أحدهم: "أن الدعوة باطلة ونحن سنسلك كل الطرق القانونية لإبطالها، لأنها تشكّل خطراً على وحدة المجلس الشرعي وتستبطن دعوة الى وجود مجلسين، وهنا خطورتها".

هكذا عادت الأمور الى النقطة الصفر، ولا بديل من استمرار مساعي رئيس الحكومة والرؤساء السابقين للحكومة، وكلهم اعضاء "حكميون" في المجلس الشرعي، لايجاد مخرج للجلسة "المنتظرة"، يتضمن صيغة تتجاوز حساسية الاعتراف بالتمديد او رفضه... فهل يبتكر الرئيس ميقاتي عبارة تؤدي الى "النأي بالنفس" عن الموقف من التمديد الذي يشكل محور الخلاف؟

 

جنبلاط استقبل نواب وشخصيات مسيحية مستقلة

وطنية -إستقبل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط، في دارته في كليمنصو مساء اليوم وفدا ضم : النائب بطرس حرب، رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون، رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض،النائبين السابقين كميل زيادة وصلاح حنين وأمين سر حركة التجدد الديمقراطي الدكتور انطوان حداد، وعرض معهم التطورات السياسية الراهنة.

 

بالأسماء والتفاصيل...عصابات الخطف في قبضة الجيش

كريستينا شطح/جريدة الجمهورية

لا يختلف اثنان على أنّ الأزمة السورية أرخت بظلالها المتشعبّة على الداخل اللبناني السياسي ومجتمعه بكل أطيافه، ومع توسّع رقعة امتداد هذه الأزمة لجأ كثيرون من اللبنانيين إلى عمليات الخطف مقابل فدية ماليّة لتتحوّل بالتالي هذه العمليات تجارة «سوبر مربحة» مالياً، وآخر ضحايا هذه العصابات المتخصصة في الخطف طفل في الثانية عشرة من عمره.

هذا الواقع الأمنيّ ـ الاجتماعي الذي استجدّ مع بداية الأزمة السورية فرض تحديّات جديدة على الأجهزة الأمنيّة برمتّها التي تحاول جاهدةً التصدّي لهذه الحالة الطارئة، وفي هذا السياق تكشف مصادر أمنيّة رفيعة عن توافر معلومات لديها تتخوّف من تكرار سيناريو خطف الرعايا الأجانب في لبنان على غرار ما كان يحصل في الفترة الماضية، وتحديداً في الثمانينيات حيث شهدت تلك الفترة عمليات خطف عدد كبير من الديبلوماسيين وصحافيين يحملون جنسيات مختلفة، وبالتالي يتحوّل لبنان قاعدة تصفية حسابات في اطار حرب الآخرين على أرضه، متخوفة من تزايد عمليات الخطف في المرحلة المقبلة في ظلّ اشتداد الأزمة السورية .

الخطف في القانون اللبناني

عرّف القانون اللبناني الخطف على أنه فعل المقصود منه حمل المخطوف، بالخداع او بالعنف، على الإنتقال أو نقله، من مكان إلى آخر من دون إرادته ومنعه من الخروج، بقصد إرتكاب الفجور أو حجزه رغماً عنه، وبذلك يكون القانون اللبناني أعطى أهمية قصوى لموضوع الخطف، فتناوله في قانون العقوبات الصادر عام 1943 وعدل بالمرسوم الرقم 112 الصادر في 16 أيلول 1983، ونص على مواد قانونية كثيرة منها المواد 514، 515، 569 و 570، وحدد القانون اللبناني عناصر عدة من اجل وقوع عملية الخطف كحصول الفعل المؤدي إلى إنتقال المخطوف أو نقله من المكان الموجود فيه إلى مكان آخر ومنعه من الخروج من المكان الذي إحتُجِز فيه.

وتنطبق المواد القانونية 514 و515 على عمليات الخطف التي تحصل بالخداع أو بالعنف، فالقانون يعتبر أن فعل الخطف ليس فقط بإرتكاب الخاطف اعمال عنف على المخطوف، بل قد يحصل الخطف بالخداع. والخطف بالخداع يتضمّن صدور قول أو فعل من جانب الخاطف عن طريق الكذب أو الخداع أو إيهام المخطوف بوجود أمر وهمي ما يوقع المخطوف ضحية الخاطف ومناوراته الخداعية.

ويحدد القانون عقوبة فعل الخطف من ستة أشهر وصولاً إلى السجن مدى الحياة في بعض الحالات، كإستمرار مدة الإحتجاز لأكثر من شهر وتعذيب المخطوف جسدياً أو معنوياً، وتشدد العقوبة بحسب المادة 257 "إذا نتج عن الخطف وفاة المخطوف بسبب الرعب فتصبح العقوبة الإعدام". وتُخفف العقوبة وفقاً للمادة 570 إلى فترة تتراوح بين 6 أشهر و3 سنوات إذا أطلق الخاطف المخطوف خلال 3 أيام، وتُخفف أيضاً إلى النصف إذا إطلقه خلال ٢٤ ساعة من دون ان يكون قد تعرض المخطوف للتعذيب.

يعيش اللبنانيّون أخيراً تحت رحمة عصابات الخطف المافياويّة التي تمارس مهماتها باحتراف، فهي تراقب بحذر، وتخطّط بدهاء ولا تقدم على صيدها "الثمين" الاّ بعد درس دقيق للهدف وتحركاته حتى وصل الأمر الى جعل عمليات الخطف في لبنان طبَقاً يومياً على مائدة الأخبار اليوميّة، وكأنّ هناك محاولة جديّة لإعادة اللبنانيين الى ذاكرة الحرب الأليمة، ولكن بسيناريو مختلف في ظلّ غياب هيبة الدولة واضمحلال سلطتها.

الخطف مقابل فدية تحوّل موضة الموسم بعد سرقة السيارات وإعادة التفاوض عليها مقابل مبالغ مالية، وتركزت غالبيتها على خطف رجال أعمال وأثرياء، ولعلّ الأمر الذي فتح "الشهيّة"على هذه التجارة المربحة هو خطف سبعة استونيين أُفرج عنهم مقابل فدية مالية دفعتها سلطات بلادهم للخاطفين، بوساطة الاستخبارات الفرنسية في العراق.

الجيش بالمرصاد والعصابات بدأت بالتساقط

ولكن لم يقبل الجيش اللبناني واستخباراته بعد عمليّات رصدٍ ومتابعة الاّ أن يكون في المرصاد كي لا تتوسّع هذه الظاهرة وتتكرّس أمراً واقعاً، وبدأت شبكات الخاطفين بالتساقط في يده بدءاً بخاطفي الطفلة آنجي دقناش في طرابلس في 17/12/2008، وقد أوقفت المخابرات شبكة تتألف من ديب جورج عون، الياس جبرايل حرب، كمال ممدوح بارودي، جهاد كمال البوشي، خالد عز الدين العلي، وقد أحيلوا الى النيابة العامة العسكرية.

أما الضحية الثانية، فكانت الفتاة القاصر زينب رفيق الزين في جبل لبنان، وقد خطفت في 23/2/2009، وقُبض على شبكة الخاطفين المكوّنة من بشير نبيل الغصين، صادق محمد بيطار، مصطفى محمد نوري زعينو، محمد انس فوزي فواز، ديب احمد اللهيب، محمد مصطفى زعينو، وقد تُركوا بسند اقامة.

وفي 22/2/2012 خطف حسين عبد الله المصري الفلسطيني مرشد سعيد كايد في منطقة دورس ـ بعلبك، واحيل المصري الى الشرطة العسكرية.

في 27/2/2012 بعلبك، أوقفت مخابرات الجيش محمد فياض اسماعيل، سعد احمد علي وأحيلا الى النيابة العامة العسكرية، بينما تمت احالة علي مهدي صالح الى الشرطة العسكرية.

وفي 12/3/2012 اختطف عبد المعين احمد العوام واحتُجز في منطقة الشويفات، وأوقِف الخاطفون وهم: احمد محمد جلوان، حسن مصطفى ضاهر المقداد، لؤي داود عبدالله، داود سليمان عبدالله، محمد جميل توسكا، واحيلوا الى الشرطة العسكرية.

أما اختطاف وسام عوض الطحان في بعلبك فحصل في 16/4/2012 على يد محمد شامل جعفر الذي أُحيل الى النيابة العامة العسكرية، وخُطف بمساعدة روبير ياسين جعفر الذي اعيد الى سجن رومية باختطاف اندريه جرجس الياس في 5/5/2012 وحرره الجيش في 11/5/2012 الامر الذي ادى الى اصابة العقيد بطرس عزام.

وكانت للنساء حصة في الخطف، فإبتزّت بتول درويش حبيب المنصوري السعوديين عبد الله وتوفيق الشقاقيق بعد احتجازهما في شقة في منطقة دوحة الحص في 16/4/2012 وأحيلت الى الشرطة العسكرية.

وقد أخلي سبيل خالد عدنان عز الدين الذي خطف خالد عدنان عز الدين في منطقة النبي عثمان في 12/5/2012، أما احمد عبد الفتاح المجذوب فقد أحيل الى الشرطة العسكرية بعد اختطافه احمد السيد احمد صخر من امام منزله في بلدة بعلول - البقاع الغربي في 17/5/2012.

والذين ساعدوه كان لهم نصيبهم، فوسام ياسين ياسين أُعيد الى سجن رومية، ويوسف عبد الحميد عز الدين احيل الى الشرطة العسكرية، وعلي احمد صخر أخلي سبيله، واحمد علي السيد احمد صخر تُرك بسند اقامة.

أما حسام شحادة البشراوي الذي خطف في منطقة رأس بعلبك في 3/6/2012، فقُبِض على خاطفيه وهم: محمد شريف علي جعفر، محمد علي جعفر، حسين ياسين جعفر، واحيلوا الى الشرطة العسكرية.

فيما شبكة مارسيل محمد قيس وجهاد حبيب جعفر، فقد احيلت الى الشرطة العسكرية بعد اختطاف ابراهيم زين الاثاث في منطقة صوفر في 21/6/2012، أما بقية أفراد الشبكة المكوّنة من وائل سليم عبد الخالق ومحمود محمد الاتات ورفعت محمود ابراهيم، ومجد محمد ديب، ومحمد محمود ابراهيم، فقد تركوا بسند اقامة.

الى ذلك، فقد عُثر على جثة الاب ايلي المقدسي في 25/8/2012 في منطقة الناعمة ـ جبل لبنان، وقُبض على محمد مصطفى القطيط، وانور حسن الربيع، ومصطفى حسن صائل، وعبد الله خلف المصطفى، وفراس سيف الدين المريح، ومحمد ويحيى حسن الربيع، واحيلوا جميعاً الى الشرطة العسكرية.

من جهة ثانية تم خطف واحتجاز اجانب في تواريخ مختلفة في الضاحية الجنوبية لبيروت ومحيطها، وقُبِض على: حسن حسين المقداد، ابراهيم محمد المقداد، محمد عادل المقداد، سامي يوسف كنعان، ماهر حسين الربيع، حسن صبحي المقداد، ربيع سعيد عكر، محمد حسين المقداد، طارق عماد سلطان، حسين صبحي المقداد، واحيلوا الى النيابة العامة العسكرية.

أما رامي محمود حمود ترك، وحماد رجب العلاوش، ومحمد عبد اللطيف موسى، وطارق قاسم طبوش، وعلي صلاح الدين دبوق، وعبدالله محمد أمين، وعلي بسام المقداد، وابراهيم يحيى الاحمد، فقد أخلي سبيلهم. وسُلِّم بلال علي المقداد الى فرع الامن العسكري.

أما حسين علي زعيتر وماهر علي زعيتر ورضوان محمد شمص ووليد حسن غندور، ومحمد خالد صبرا وتوفيق فضل الله المقداد، فقد أحيلوا الى الشرطة العسكرية.

وفي خطف فؤاد جورج داوود في زحلة في 13/9/2012، أحيل كل من: حسن محمد علوه عباس، عباس محمد علوه، علي نون، الى الشرطة العسكرية. وأُخلي سبيل حسن محمد مصطفى وكريم محمد البزال وحسين عماد حمية وهادي حسين البزال. أما محمد شامل جعفر فأحيل على النيابة العامة العسكرية، فيما سُلم محمد علي وهبي لفرع الامن العسكري.

أما خطف يوسف عبدالله بشارة في منطقة بصاليم في 17/9/2012، فقد أحيل خاطفوه: فادي شكري عبد النور، مصطفى محمود دهيني، محمد محمود فحص، رانية محمد شحوري، رشا ديب السعلوك، الى الشرطة العسكرية، وتُرك محمد سعيد ابو علول بسند اقامة.

وبالنسبة الى خطف علي احمد منصور في بلدة غزة ـ البقاع الغربي في 18/9/2012 على يد حمزة محمد طليس وفريد مصعب الكعبي واحمد شوقي ابو جخ، عبد المنعم عطية فرحات فقد أحيلوا الى النيابة العامة العسكرية، فيما أخلي سبيل حسن ابراهيم طراف وهو رائد في الجيش اللبناني.

أما عبد الحي فايز العموري فأُحيل الى الشرطة العسكرية بعد خطف محمد باسل قاسم الميس في منطقة مكسة البقاع في 22/9/2012.

وأُحيل محمد عبد الله المصري واحمد العلي الى النيابة العامة العسكرية بعد احباط محاولتهما خطف المواطن عماد حمودي صالح في منطقة الجمّالية

ـ بعلبك في 16/11/2012، فيما قتل كل من عباس علي حاج ومعروف عباس المصري، وترك حمودي صالح بسند اقامة.

وبعد خطف السوري يوسف خالد التركماني في مدينة زحلة في 24/10/2012 احيل الى الشرطة العسكرية كل من علي مرهج جعفر وهيثم خضر الحاج وعباس غازي جعفر. أما احمد محمود العواد فقد احيل الى الشرطة العسكرية بعد خطف الدكتورة منى كنج من منطقة المشرف في 27/11/2012.

وكذلك أُحيل علي ابراهيم العلي الى الشرطة العسكرية بعد خطف السوري محمد عادل الحبش في منطقة تعنايل في 3/12/2012، وأحيل ايضاً طلال فاروق جعفر لخطفه المواطن نزيه نصار في 1/2/2013 في بلدة الفرزل.

وبذلك يكون الجيش اللبناني والأجهزة الأمنيّة قد أدّيا واجبهما كاملاً، فهل سيكمل القضاء اللبناني مسيرة القضاء العسكري ويُنزل العقوبات في مرتكبي هذه الجرائم؟ أم ستتدخل الوساطات السياسيّة وتُحبط ما أنجزته المؤسسّة العسكرية؟

 

ثمنُ تهجيرِ المسيحيين وإضعافِهم: عبرا نموذجاً

طوني عيسى/جريدة الجمهورية

هناك رمزية تحملها عبرا وسائر شرق صيدا وساحل جزين. فالمعادلة التاريخية قضت بأن يكون للحضور المسيحي في جزين دور عميق التأثير في استقرار البقعة الجنوبية من جبل لبنان التاريخي من جهة، واستقرار العلاقة بين جبل لبنان التاريخي ومحيطه الجنوبي من جهة أخرى. جزين، وهي أول أقضية جبل لبنان القديم من طرفه الجنوبي، مثلثٌ إستراتيجي ساهم الدروز في تشجيع المسيحيين على نمو إنتشارهم فيه.

فكان المسيحيون صماماً واقياً للصدام بين الشيعة والسنة والدروز. وفي المراحل الدموية من تاريخ الجبل، خصوصاً بين العامين 1840 و1863، تصادم الدروز والموارنة في الشوف والمتن، كما تصادم الدروز في "القرى الحدودية" لجبل لبنان مع الشيعة في الجهة المقابلة. وفي الجرمق مثلاً، تصادم الدروز مع شيعة كفررمان والنبطية، وجرت المعركة في سهل الميدنة. وعلى الأثر، إرتأى آل جنبلاط الدروز إستقطاب عائلات مسيحية للإقامة في هذه القرية "الحدودية" التي كانوا يملكونها. في تلك المرحلة، دفع الجميع ثمن التاريخ، لكنهم لم يعاقِبوا الجغرافيا. فالأحداث التي قادت الموارنة والدروز إلى أخطاء فادحة في القرن التاسع عشر لم تصل بهم إلى حدود "التطهير" الجغرافي الذي بلغته حرب الجبل في القرن العشرين. وعمليات التهجير الصغيرة التي إستسهلها قادة الطوائف في السنوات الأولى من الحرب الأهلية، والأخطاء القاتلة لبعض قادة المارونية السياسية وقُصْرُ نظرهم وجهلُهم لفلسفة العيش المسيحي - الدرزي في الجبل، إنتهت بـ"تسونامي" التهجير المعروفة من المتن وعاليه والشوف وساحل جزين.

جزين الصغيرة... ولبنان الكبير

ولكن، لا شيء مجانياً في قوانين الطبيعة. ووفقاً لمعادلة لافوازيه، فإن "المادة لا تفنى ولا تُستحدث بل تتغيَّر من شكل إلى آخر" (Rien ne se perd, rien ne se crée, tout se transforme). وفي هذا المعنى، إن الأحداث التاريخية لا تزول مفاعيلها تماماً، بل تنخرط في مسار جديد. ولأن النائب وليد جنبلاط يمتلك الرؤية والإدراك لهذه القواعد، فهو سارع ويسارع إلى ترميم الوضع في قلب البيت، في الجبل.

لكن المناطق المسيحية في ساحل جزين وشرق صيدا تأثّرت جذرياً بالتهجير، إذ تغيَّرت معالمها الديموغرافية. وبزوال الحضور المسيحي الفاعل، ضَعُفَ صمام الأمان التاريخي بين السنة في بقعة صيدا - إقليم الخروب والشيعة في الزهراني - النبطية. ونموذج عبرا هو الأكثر تعبيراً. ولا تجوز المبالغة في إستنتاج فشل التعايش بين السنّة والشيعة في لبنان وغير منطقة من العالم. ولكن من الخطأ إستسهال الظواهر التي تشهدها بُقع التوتر المذهبي في صيدا وطرابلس والبقاعين. ويقول العاقلون من قادة السنّة والشيعة إن تراجع الحضور المسيحي في هذه البُقع الثلاث يشبه تلاشي المادة الغضروفية بين عظام المفاصل: الوجع كبير.

ويمكن البناء على هذه الرمزية في عبرا للقول إن الهجمة، المدروسة أحياناً، على جزين وساحلها وشرق صيدا عقارياً وديموغرافياً تبدو جذّابة للبعض، لكنها أشبه بـ"لحس المبرد". وسيتبيّن أن إستمرار الحضور المسيحي الفاعل داخل هذا المثلث المذهبي هو اليوم حاجة، كما كان عبر التاريخ. ومعادلة جزين الصغيرة تشبه المعادلة اللبنانية الأكثر إتساعاً. فالحضور المسيحي الفاعل في لبنان ضمانة للتوازن الكياني بين السنة والشيعة. وأما الدروز فمؤهلون للإضطلاع مع المسيحيين بالدور عينه، خصوصاً أنهم أرسوا معاً نواة الكيان في الجبل، قبل الإنفتاح على لبنان الكبير.

ولذلك، تصبح اليوم إستعادة الحضور المسيحي الفاعل على المستوى الوطني حاجة للمسلمين أولاً. وأما التهافت لنزع ما بقي لهم من حضور في النظام والحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية، فسيندم عليه المتهافتون أولاً. وعدم إرتهان المسيحيين لمحور إقليمي يديرهم ويموّلهم ويسلّحهم لا يجوز إستغلاله لمحاولة إستضعافهم، بل تقتضي الحكمة أن يكون هو الحالة السليمة التي يجدر تعميمها، بديلاً من الحالات الشاذة وطنياً.

لبنان الكيان سيقتلونه ربما. سيقتلونه ويندمون. ولاتَ ساعةَ مَنْدَمِ...

 

الدور المسيحي

شارل جبور/جريدة الجمهورية

يرتبط الدور المسيحي عضويّاً بمسارين: نظري وعملي، وهذا الدور غير قابل للترجمة إلّا بتحقّق هذين البعدين. وإذا كان المقصود بالنظري تحديد الرؤية المطلوبة لدورهم في لبنان والمنطقة، فالعملي يعني السعي لامتلاك الأدوات التنفيذية، أي السلطة، تحقيقاً لهذه الرؤية، وخلاف ذلك، أي في حال لم تقترن الرؤية بالأدوات يعني إبقاء الدور المسيحي ضمن المساحة النظرية لا العملية، هذه المساحة التي لا تقدّم وقد تؤخّر.

فالوصول إلى السلطة إذاً هو هدف بحدّ ذاته، كونه يستحيل تحقيق الرؤية دون بلوغ السلطة، والربط بين الاثنين أساسيّ تفادياً لمحظورَين: محظور إهمال الهدف الذي من أجله يجب السعي إلى السلطة في ظلّ ميل إنسانيّ طبيعي للاكتفاء بلعبة النفوذ والحصص وكلّ ما يتصل بهما. والمحظور الثاني مقايضة الرؤية بالسلطة، أي التخلّي عن كلّ الثوابت والمسلّمات في سبيل الوصول إلى هذه السلطة، ووثيقة تفاهم 6 شباط 2006 مثال على ذلك.

فالدور التاريخي الذي لعبه المسيحيّون في لبنان لم يكن من موقع المعارضة، ودفاعهم عن الفكرة اللبنانية منذ ما قبل زمن المتصرّفية تجسّد في مواقع متقدّمة داخل جسم الدولة، إنْ إبّان الامبراطورية العثمانية أو الانتداب الفرنسي أو الجمهورية الأولى. والدفاع عن أيّة فكرة لا يستقيم إلّا إذا اقترن بترجمة على أرض الواقع. والكلام اليوم عن دور المسيحيّين وضرورة أن يكونوا رأس الحربة في الدفاع عن مشروع الدولة والتحذير من خطورة انسحابهم من الحياة الوطنية ودعوتهم لإخراج البلد من التقابل السنّي-الشيعي وتداعياته على السلم الأهلي والاستقرار، هو كلام صحيح، ولكن هذه الثنائية التي بدأت مع الوصاية السورية على لبنان وتطوّرت مع الخروج السوري لا يمكن القفز فوقها إلّا عبر وسيلتين:

إنتصار الفريق السنّي على الشيعي أو العكس، أي الخروج من الثنائية على قاعدة فريق غالب وآخر مغلوب، خصوصاً أنّ "حزب الله" سعى منذ العام 2005 إلى تحقيق غلبة داخلية، وكاد يحقّق هدفه مع إسقاط الحكومة الحريرية لولا اندلاع الثورة السورية. وأيّ غلبة تعني التأسيس لجولة جديدة من العنف، ولا يبدو، يا للأسف، أنّ في الأفق سوى هذا الخيار في ظلّ رفض "حزب الله" لبننةَ مشروعه، وبالتالي الرهان سيبقى على كسر مشروعه الإقليمي لاستدراجه إلى طاولة المفاوضات بشروط التوازنات الجديدة. إستعادةُ القوى المسيحية وزنَها داخل السلطة من رئاسة الجمهورية إلى مجلسي النوّاب والوزراء تُفسح في المجال أمام زيادة تأثيرها وحضورها، ومن دون هذه الاستعادة سيبقى دورها هامشيّاً، فأن يكون "المستقبل" عابراً للطوائف لا ينفي تمثيله الفعلي للبيئة السنّية، الأمر الذي يجب أن ينسحب على القوى المسيحية تجسيداً لطبيعة النظام السياسي الذي يجعل "المستقبل" ممثّلاً للسُنّة، و"الاشتراكي" للدروز، و"أمل" و"حزب الله" للشيعة. فالحلّ للخروج من هذا التقابل الذي بدأ يدفع البلاد نحو الانفجار يكمن في تقوية الحضور المسيحي، وذلك ليس بغية وضعه في مواجهة الطوائف الأخرى، إنّما لترجيح كفّة "الدولة أوّلا" و"لبنان أوّلا".

 

عون يتقيأ شمبانيا الأرثوذكسي

يقال نت/ الإحتفالية التي أقامها العماد ميشال عون عند إقرار مشروع قانون الأورثوذكسي في لجان النيابية المشتركة وحديثه على كأس شمبانيا عن نهار لبنان وليل الأمكنة التي يقيم بها الرئيس سعد الحريري تقيأه اليوم في ندوته الصحافية الأسبوعية عندما راح يهاجم يمنة ويسرة كل من يحول دون وصول هذا المشروع إلى جلسة نيابية عامة ومن خلالها إلى مجموعة التشريع . قال رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي اصدرا أحكاماً لا يحق لهما اصدارها في حق القانون الارثوذكسي,لافتا الى ان 8 اذار ليست مختلفة  مع السفيرة الاميركية مورا كونيللي حول اجراء الانتخابات في موعدها. وهدّد عون بعد إجتماع التكتّل الأسبوعي بأن "نفسه ليس طويلا" وقال :" "نحن بانتظار أن يحصل تصويت على "الارثوذكسي" وليس غيره، وإذا بقينا على النمط القائم والذي يعملون عليه فبالنا ايضا ليس طويلا. فلسنا نحن من نخاف من قانون الستين ولكن نعتبره دُفن ولن تجري انتخابات على اساس الستين، لكن التذرع بأشياء ميثاقية هي "وساخة". وكل قانون يحترم الدستور يُعتبر توافقيا ومياثقيا، كما إن القانون الانتخابي يجب ان يوصل النواب الـ64 من أصحابها". وشنّ عون هجوما عنيفا على تيار المستقبل و14 آذار و النائب وليد جنبلاط وقال :"لقد أعاد قانون الستين الأذهان بأن السطو على حقوقنا بدأ منذ العام 1990 ثم قاموا بنفينا وبالاعتداء على شبابنا، ومن سطا أكثر يريد ان يعطينا دروسا في الاخلاق. تصوروا قانون 1996 الانتخابي الذي وضع على قياس رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط وهو يعطينا اليوم دروسا في الاخلاق".

وأضاف: "نريد ان نرى مآثر تيار "المستقبل" و"كتلة 14 آذار"، هل حل المجلس الدستوري سنة 2005 هو ميثاقي؟، هل استباحة حقوق تمثيل المسيحيين دستوري؟، هل استقالة جميع الوزراء الشيعة من دون تعيين بدائل عنهم هو تعايش مشترك؟، هل الاعتداءات المتكررة على الجيش دون ان تقوم الحكومة بشيء هو أمر توافقي؟ هل مفاوضة المجرمين حكمة؟، هل تهريب السلاح الى بلاد الجوار هو احترام للمواثيق مع بلدان الجوار؟، هل النأي بالنفس عن بعض المناطق كعكار وعرسال وطرابلس هي سيادة واستقلال وتعزز العيش المشترك؟، هل نقل المطلوبين بسيارات المسؤولين جزء من أمن الدولة والمحافظة على السلام القومي؟. هل الخطاب التكفيري هو بصلب حرية المعتقد والرأي؟"، لافتا الى أن "مقاطعة الجلسات اكبر مخالفة للميثاق وتشكل سببا للاحالة امام القضاء". وأوضح ردا عن سؤال، أنه "ما زلت ضد التمديد وأنا مع الانتخابات بموعدها وضد التمديد للاشخاص والمؤسسات"، مجددا القول بإن "تيار المستقبل وقوى 14 آذار هم من حرمونا من حقوقنا واليوم يقومون بابتزاز بعضهم بعضا بقضايا طائفية وسخة". وشدّد عون بأنه "مع القانون الارثوذكسي ومع اجراء الانتخابات بموعدها ولا لزوم لتؤكد لنا (السفيرة الأميركية مورا) كونيللي ان الانتخابات يجب ان تحصل بموعدها ولا غيرها، ولكن من غير المسموح لأحد الكلام عن جلسة غير ميثاقية"، متسائلا "من يعرف بالنوايا اذا كانوا سيأتون الى جلسة المجلس النيابي ام لا؟".

 

عون بعد اجتماع التغيير والإصلاح : قانون الستين دفن ونؤيد إجراء الإنتخابات في موعدها ونرفض التمديد للأشخاص والمؤسسات

وطنية - ترأس رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون الاجتماع الأسبوعي للتكتل في الرابية.

وعلى الأثر، تحدث العماد عون فاستهل كلامه بعرض مشكلة بلدة الجرمق الحدودية التي دمرت خلال الحرب، وقال: "قبل أن أبدأ بالحديث في الشؤون السياسية، سأخبركم قصة صغيرة عن ضيعة في الجنوب اللبناني، هي ضيعة الجرمق، التي تهدمت بداية في عام 76، ثم توالت الحروب التي أكملت تدميرها، حتى لم يعد فيها حجر على حجر، كما يقولون، فكل أهلها مهجرون الى بيروت. لقد أهملت هذه القرية من مختلف الهيئات التي ساعدت وعمرت، ولا تزال مهملة حتى الآن، فيما تستحق من كل الأجهزة المعنية، خصوصا هيئة الإغاثة، إعادة إعمارها وإنشاء البنى التحتية ومساعدتها على مد الكهرباء حتى يتمكن أهلها من إدارة شؤونهم. هناك معاملات ترفض في المؤسسات، لأنها مرتبطة ببعضها، أي "عمروا كي نجلب لكم الكهرباء!" لكن من أين يحصلون على الأموال، وهم بالكاد يستدينون كي لا يبيعوا أرضهم. ونأمل منكم، أنتم الاعلاميين، أن تزوروا تلك القرية وتكتبوا عنها كيف كانت وما تبقى منها. لاحظوا كيف هي اليوم على الخريطة، مسطحة، حتى أنهم أخذوا حجارتها وعمروا بها في مكان آخر".

أضاف: "بالعودة الآن إلى الموضوع المهم، وهو دعوة الهيئات الناخبة على أساس القانون القائم أي قانون الستين. أعتقد أنه كان معقولا لرئيس الجمهورية (العماد ميشال سليمان) ورئيس مجلس الوزراء (نجيب ميقاتي) أن يوقعا هذا المرسوم لو أنهما لم يتخذا مواقف مسبقة ولم يشجعا الحملة المضادة للقانون الأرثوذكسي، لأنهما أطلقا أحكاما مسبقة، ليس لهما الحق بإطلاقها. قالوا "هذا القانون لن يمر"، و"سأستعمل جميع الوسائل لمنعه.."، "سأرفعه إلى المجلس الدستوري"... كل هذا الكلام مع الأسف ليس لهما الحق في أن يوجهاه إلى النواب ولا الى المجلس الدستوري. نحن نعتبره ابتزازا، وكما قلت سابقا هو ضغط على المجلس الدستوري حتى إذا تحول قانون اللقاء الأرثوذكسي إليه، يصدر الحكم ضده ويعتبره غير دستوري وغير ميثاقي".

وتابع: "في اللجنة الفرعية عملنا حتى تم التصويت لصالح قانون اللقاء الأرثوذكسي، فتحول القانون نفسه على اللجان المشتركة، وأيضا أخذ الأكثرية، وتنقصه بعد خطوة حتى يصل إلى الهيئة العامة ويحصل التصويت عليه. نحن مع القانون، ومع إجراء الإنتخابات في موعدها، لسنا مختلفين أبدا نحن والسفيرة الأميركية مورا كونيلي، فليس بالضرورة أن تؤكد لنا أنها تريد الإنتخابات في موعدها، لا هي ولا الفرنسيون ولا أحد من الدول الأخرى. نحن مصرون على إجرائها، ولكن ينقصنا إقرار القانون. عندما يحاولون فرض قانون، ويتحدثون عن جلسة غير ميثاقية، فماذا يعني هذا؟ ليس مسموحا لأحد أن يتحدث عن جلسة غير ميثاقية. الجلسة ميثاقية، ولا يمكن القول قبل انعقادها إنها ليست ميثاقية، فمن يعرف النوايا؟ من يعرف أنهم لن يأتوا؟ من قال إنهم لن يأتوا إلى الجلسة؟ فهذا الأمر فيه مناورات سياسية، قد يقولون إنهم لن يأتوا، ثم يأتون. نريد أن تنعقد الجلسة وأن يحصل التصويت فيها، ومن يريد أن يتغيب فليتغيب عندها، ولكن أن يقال مسبقا إنهم لن يأتوا وإن الجلسة غير ميثاقية، فهذا مرفوض. هناك نقص في المسار التشريعي. لذلك، نحن في انتظار أن يتم التصويت على هذا القانون، وليس على غيره. إذا أجلنا وأجلنا دائما، سيأتي "أجلنا" جميعا، وإذا ظلينا على النمط الذي يعملون فيه، فنحن بالنا أيضا ليس طويلا كثيرا. وإذا كان بعضهم يريد أن "نطوله"، فنحن نريد أن نقصره".

وأردف: "لسنا خائفين من قانون الستين، ولكننا نعتبره قد دفن، ونحن مصرون على أنه دفن، ولن تجري انتخابات على أساسه، فليكن هذا مسموعا من الجميع، ولكن التذرع بأمور والقول إنها ميثاقية توافقية، فهذا ليس فقط "هرطقة" بل "وساخة". فهل الدستور ميثاقي أم غير ميثاقي؟ الدستور عندما أنجز، كان توافقيا أم غير توافقي؟ فكل قانون يحترم الدستور يعتبر توافقيا وميثاقيا، ومن أو ما يعطل تطبيق الدستور هو غير ميثاقي وغير توافقي. ينص الدستور على أن لنا 64 نائبا عدا ونقدا، فإذا كان لنا الحق ب64 نائبا يجب على قانون الإنتخابات أن يوصل ال64 نائبا لأصحابهم. وعدا ذلك، ليس الأمر بسطو فقط، بل سطو مسلح، وسطو احتيالي، وسطو من جميع الصفات التي يمكننا استعمالها. نحن نعرف جيدا كيف يسطون على حقوقنا، لقد بدأت مسألة السطو منذ العام 1990 وانتهينا في المنفى وانتهى شبابنا بالضرب وانتهوا بالسجن وانتهوا بالهرب. ومن سطا علينا في حينه، يريد أن يعطينا اليوم دروسا في الأخلاق. تصوروا هل هناك عملية سطو أكثر من قانون العام 1996؟ كل المحافظات ظلت محافظات، إلا جبل لبنان قسموه محافظتين إرضاء (للنائب) لوليد جنبلاط الذي يعلمنا دروسا في الأخلاق اليوم، هو ونوابه. كلا، لقد طفح الكيل، فالقانون عندما يكون غير ميثاقي وغير دستوري يلغى، ويرده المجلس الدستوري، لكن هل نريد أن نتوافق على الدستور؟".

وقال: "مع بالغ الاحترام لدولة رئيس الحكومة فإنني لم أفهم كيف شرح بالأمس المادة 27 من الدستور، لأن نص هذه المادة هو عكس ما شرحه لأنها تحرر النائب من ناخبيه ولا تقيده بطائفتهم. لذلك، نتمنى عليه إعادة النظر بهذا الاجتهاد وأيضا بمستشاره الدستوري قبل أن يخبرنا ماذا يوجد في المادة 27".

أضاف: "نريد أن نرى بعض مآثر تيار المستقبل وقوى 14 آذار وسواهم في الحكم لكي نرى درجة ميثاقيتهم ودستوريتهم واحترامهم للعيش المشترك وللقوانين، ونسأل: هل حل المجلس الدستوري في العام 2005 ميثاقي ودستوري؟ وهل استباحة حقوق المسيحيين في التمثيل الحكومي والنيابي ومجلس النواب دستوري وميثاقي؟ هل استقالة جميع وزراء الشيعة وعدم تعيين بديل عنهم هو دليل التعايش المشترك؟ وعندما قامت الحكومة بفتوى تؤكد أن استقالتهم دستورية ولهم الحق بأن يقوموا بها، فمن قام بالمخالفة الدستورية؟ رئيس الحكومة الذي لم يعين أحدا مكانهم، (الرئيس) السيد فؤاد السنيورة هو من خالف الدستور، ومخالفة الدستور تحيله على مجلس محاكمة مثل قصة الأموال في المادة 87 و88 وغيرها، إذ إن مخالفة كل هذه المواد فيها إحالة على المحكمة. وقس على ذلك، هل كل الإعتداءات المتكررة على الجيش هي توافقية وميثاقية من دون أن تقوم الحكومة بشيء وتبقى ساكتة عنهم؟ هل قطع الطرق جزء من التعايش المشترك؟ هل مفاوضة المجرمين حكمة؟ هل تهريب السلاح من المرافئ اللبنانية إلى بلاد الجوار هو احترام للمواثيق مع الجوار أو احترام لميثاق جامعة الدول العربية؟ هل النأي بالنفس عن بعض المناطق اللبنانية كعكار وعرسال وطرابلس يسمونها سيادة واستقلال وتعزِّز العيش المشترك؟ هل نقل المطلوبين في سيارات الحكام جزء من أمن الدولة والمحافظة على السلام القومي؟ هل الخطاب التكفيري هو من صلب حرية المعتقد والرأي وهو توافقي وميثاقي؟ هل تسييب صرف الأموال ومخالفة القوانين الدستورية جزء من الميثاقية والتوافق؟".

وسأل أيضا: ألا يخجلون من أنفسهم كي يقولوا إنهم يريدون مقاطعة الجلسات اليوم بعد كل ما قاموا به؟ فمقاطعة الجلسات هي أكبر مخالفة لميثاق التوافق الوطني وتشكل سببا للاحالة أمام القضاء، حق المقاطعة للشخص هو عندما يكون الموضوع ميثاقيا وغير منصوص عنه في الدستور. عندئذ تكون لغيابه قيمة لأن التشريع عندها يحتاج إلى التوافق. فمن يعطلنا ويحرمنا، وحرمنا، من حقوقنا؟ تيار "المستقبل" وحلفاؤه، وهم يقومون الآن بابتزاز بعضهم البعض، ابتزاز في قضايا طائفية وسخة، والأوسخ منها مطلقوها".

حوار

ورد العماد عون على أسئلة الصحافيين:

سئل: قلت سابقا أن لا تمديد، ومن الواضح أنه ليس هناك توافقا على قانون انتخابي، ولن تجري الإنتخابات. هل يمكن أن تعود عن رأيك، خصوصا أنه يحكى عن سلة متكاملة من التمديد لعدد كبير من الإستحقاقات، بدءا من مجلس النواب وصولا إلى رئاسة الجمهورية، فقيادة الجيش؟

أجاب: "ما زلت ضد التمديد، وأنا مع إجراء الإنتخابات في موعدها وضد التمديد للأشخاص وللمؤسسات أيضا، فهناك رزنامة دستورية يجب احترامها، أليس هذا ما يقولونه؟ وأنا معهم".

سئل: الرئيس ميقاتي أعلن أنه سيترشح إلى الإتخابات النيابية المقبلة ولن يكون على رأس الحكومة التي ستجري هذه الإنتخابات. هل هناك إمكانية لتشكيل حكومة حيادية فقط كي تمر هذه الإنتخابات؟

أجاب: "نريد أن نسأل ليلى عبد اللطيف".

سئل: ألم يكن الأجدى انتقاد مجلس النواب الذي لم يتوصل في 3 أو 4 أشهر إلى الإتفاق على قانون جديد للانتخابات سواء أكان القانون الأرثوذكسي أم قانون ال13 دائرة أم ال50 دائرة، وترمون دائما هذا الفشل على رئيس الجمهورية الذي قام بخطوة دستورية قانونية عبر دعوة الهيئات الناخبة؟

أجاب: "هذا الأمر فلنضعه جانبا. أنا أتحدث عن الكلام الذي سبق، فمجلس النواب قد قام بواجباته وصدقت اللجان على قانون اللقاء الأرثوذكسي، وما علينا إلا أن ننتقل إلى المرحلة الأخيرة".

سئل: النائب ابراهيم كنعان قال إن هذا اليوم أسود في تاريخ لبنان لأن رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية قاما بواجباتهما ووقعا مرسوم دعوة الهيئات الناخبة. إذا ما الذي كان يتوجب عليهما أن يقوما به؟

أجاب: "ربما كانا موعودين بأمر آخر، ولم يحصل هذا الأمر".

سئل: ماذا تعني؟

أجاب: "فلتسأليهما".

سئل: تنتقدون الحكومة بشكل شبه يومي، فلماذا لم تتخذوا خطوة اليوم لتستقيلوا من هذه الحكومة، طالما أنه لا يعجبكم أداء رئيس حكومتها ولا أداؤها؟

أجاب: "هذا شأننا، وليس شأنك".

سئل: الرئيس ميقاتي يقول إن القانون الأرثوذكسي لن يمر، وأنت تقول إنك تريد هذا القانون. فهل ذلك يعني أن الدولة مقبلة على مشكلة وخضة؟

أجاب: "فسروا ذلك كما تشاؤون".

سئل: في حال لم يتم التوصل إلى قانون جديد ولم يقر الأرثوذكسي أو أي بديل آخر تتوافقون عليه، هل ستظل على موقفك بإجراء الإنتخابات في موعدها؟

أجاب: "هذا أمر آخر، فقد يكون هناك بديل عن الإنتخابات غير التمديد".

 

دعوة الهيئات الناخبة قسمت مجلس الوزراء وأصداء صرخات المتظاهرين لم تبلغ أبواب القصر

هدى شديد/النهار

انتهى توقيع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي مرسوم دعوة الهيئات الناخبة على أساس قانون الستين الى شرخ داخل الحكومة بين الفريق الوسطي المتمسك بتطبيق القانون والتزام نصوصه ومهله، ما دام لم يقر قانون انتخابي آخر، وفريق الغالبية الحكومية الذي نعى قانون الستين، ورثاه، كما نعى اي انتخابات نيابية اذا كانت ستجرى على اساسه.

فقد فتح توقيع المرسوم جدالا سياسيا، قانونيا ودستوريا داخل مجلس الوزراء. واستحضر كل طرف حججه واجتهاداته دفاعا عن موقفه، الى ان انتهى الجدال بتكريس الانقسام الحكومي في الملف الانتخابي. وبهذه الخلاصة، اختصر وزير الداخلية مصير الانتخابات النيابية: "اذا اتفقوا فهناك انتخابات واذا لم يتفقوا فلا انتخابات. والوضع الامني يرتاح تلقائيا عندما يتفقون على قانون الانتخاب، واذا لم يتفقوا سيبقى الوضع الامني متوترا ومهتزا". واشار الى ان عقدة التأجيل ستبقى الى حين صدور قانون جديد، وعند الاطلاع عليه يمكن وزارة الداخلية معرفة كم تحتاج من الوقت لتطبيقه"، كما قال.

قانون الستين كان نجم الجلسة ومداخلاتها، التي كانت هادئة في الشكل وحادة في المضمون. وفي هذا الاطار، علم ان رئيس الجمهورية افتتح الجلسة بكلمة سياسية، اوضح فيها ان توقيعه واجب قانوني وتدبير اداري وليس خطوة سياسية أو مجرد صلاحيات. وقال رئيس الحكومة: "ان الدستور يلزمنا توقيع المرسوم، ولا يعني ذلك اننا موافقون على قانون الستين، او اننا نريده".

واستشهد وزير الداخلية بتجربة الانتخابات البلدية الفرعية التي كانت نموذجا باجوائها وباجراءاتها الامنية، والادارية، وقال: "ان وزارة الداخلية مستعدة لاجراء انتخابات نيابية نموذجية وفي يوم واحد في لبنان، اذا كان هناك اتفاق سياسي وتوافق على قانون الانتخاب، واذا لم يتحقق هذا الاتفاق فهناك خوف على الانتخابات وعلى أمنها".

ودعا ناظم الخوري الى عدم تحميل المسؤولية في عدم التوصل الى قانون جديد وفي دعوة الهيئات الناخبة على اساس قانون الستين لشخص رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة بل على كل القوى السياسية تحمّل المسؤولية، وهذه مسؤولية مجلس النواب لا الحكومة، والحكومة قدمت مشروعا انتخابيا وليتحمل المجلس مسؤوليته بإقراره قانونا للانتخاب. هناك وضع امني مهدد وظاهرة التدفق للنازحين تشي بحالة لااستقرار في لبنان".

اما وزراء الحزب التقدمي الاشتراكي، فكما اشار الوزير وائل ابو فاعور، اكدوا انهم "ليسوا مغرومين بقانون الستين، ولكن يجب التزامه، والا فيكون هناك نيات بتأجيل الانتخابات".

واجمع وزراء "حزب الله" و"امل" والتكتل، على دفن قانون الستين مع كل ما يمت اليه بصلة. واشار الوزير علي حسن خليل خلال الجلسة، الى ان دعوة الهيئات الناخبة "محاولة لإحياء قانون الستين، ولها آثار سياسية تبعد النقاش عن التوافق". وقال: "تشكيل هيئة الاشراف على الحملة الانتخابية ينص على القانون لمرة واحدة ولمهلة محددة بستة اشهر". وذكّر بأن رأي هيئة الاستشارات في وزارة العدل كان واضحا لجهة ان قانون الستين غير نافذ".

واكد الوزير محمد فنيش "ان قانون الستين يعني ان ليس هناك قانون، فهو انتهى".

واعتبر الوزير حسين الحاج حسن ان كل اللبنانيين اتفقوا على ان اجراء الانتخابات على اساس الستين امر مرفوض.

وتحدث الوزير جبران باسيل، عن ان الميثاق ينص على تأمين المناصفة بين المسيحيين والمسلمين "وهذه الميثاقية لا تنطبق على قانون الستين، اذا كنا نعتبر ان المشروع الارثوذكسي غير ميثاقي". كما تحدث عن "سطو على حقوق المسيحيين، بقانون الستين، كما في كل القوانين السابقة".

ورد عليه ابو فاعور: "لسنا مغرومين بقانون الستين ولكن يجب الا نطعن بكل من فاز على اساسه".

وسأله: "هل هذا يعني ان النواب فريد مكاري او بطرس حرب او روبير غانم قد سطوا على المقعد النيابي؟". وقال له: "بين السطو على مقعد نيابي وذبح البلد بقوانين انتخابية، السطو جنحة والذبح جريمة".

في موازاة ذلك، لم تصل اصداء صرخات المعتصمين عند مدخل مفترق القصر الجمهوري الى قاعة مجلس الوزراء، ولكن مطالب المعتصمين ومعالجة  ايرادات السلسلة حضرت في لقاء رئيس الجمهورية مع رئيس الحكومة، وفي كلمته في مستهل الجلسة، بحيث اكد معالجة متأنية لايراداتها بين رئيس الحكومة والوزراء المعنيين وهيئة التنسيق النقابية والهيئات الاقتصادية، واعلن عن بدء البحث في هذه الايرادات في 21 آذار، مشيرا الى "ان الموضوع قد يحتاج الى اكثر من جلسة، وتمنى على هيئة التنسيق النقابية استكمال رفع الاضراب تسهيلا لمصالح المواطنين".

وفي هذا الاطار، طالب الوزيران فنيش وخليل بالاسراع في بت السلسلة واحالتها على مجلس النواب.

مرّ مجلس الوزراء على جدول اعماله مرور الكرام. وبعد انتهاء الجلسة قال فنيش: "قريبا سندعوكم الى مراسم العزاء على قانون الستين". وعلق الحاج حسن: "ان تحديد موعد العزاء سيكون بعد الدفن وبات قريبا".

بدوره، قال باسيل: "الكل في مجلس الوزراء قبل بأن قانون الستين قد توفي والخلاف هو على حصر الارث". ونقل عن رئيس الجمهورية قوله ان "قانون الستين مات موتا سريريا ويدفن عند صدور قانون جديد، واقول انه مات ولكن يجب الا تترك جثته على الارض". وعلى هامش الجلسة، سجلت مصالحتان: واحدة بين ميقاتي والوزير الصفدي بعد معاتبة على الموقف من طرح وزارة المال في شأن ارقام السلسلة في الاجتماع الاخير للجنة الوزارية المختصة، واخرى بين ميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور الذي عاتبه على هجومه عليه بسبب موقف لم يصدر عنه. وانتهت المعاتبة بمصافحة بينهما.

 

"تكتيك" جديد لتحركات الأسير وأتباعه و"التيار الحر" ردّ عليه من البترون

صيدا – "النهار"/يبدو حتى الان ان امام مسجد بلال بن رباح في عبرا الجديدة الشيخ احمد الاسير واتباعه لن يتراجعوا عن مطالبهم التي أثاروها أخيراً، ولا عن التظاهر والاعتصام، رغم الاجراءات الامنية والعسكرية التي يتخذها الجيش وقوى الامن الداخلي للحد من عرقلة الحياة العامة في الساحات والطرق الرئيسية في صيدا. وبدا في هذا الشأن أن الاسير وأتباعه باتوا يعتمدون "تكتيك" التحركات المباغتة، كما فعلوا عصر امس عندما اشاعوا عن تحرك لهم عند "مستديرة الكرامة" (مكسر العبد)، ثم ظهروا بشكل مفاجئ على ارصفة "مول صيدا" قبالة تقاطع مستديرة ايليا الحيوية في صيدا، من دون قطع الطريق، وفي غياب  الاسير الذي قام بجولة خاطفة في الطريق الجديدة في بيروت، حيث تفقد راجلاً سوق الخضر في شارع صبرا، يحوطه عدد من المرافقين وراكبي الدراجات النارية. وردد المعتصمون  هتافات، ثم القى الاسير كلمة هاجم فيها السيد حسن نصرالله. وقبيل انتهائه، حضرت الى المكان قوة معززة من الجيش وقوى الامن الداخلي. وفي البترون قطع عدد من انصار "التيار الوطني الحر" الاوتوستراد الدولي على خط طرابلس – بيروت بالاطارات المشتعلة، رداً على تحرّك انصار الشيخ أحمد الاسير في الطريق الجديدة.

 

وفد سوري - لبناني إلى مجلس الأمن للدفع باتجاه نشر "اليونيفيل" على الحدود

حميد غريافي/السياسة

كشف قيادي اغترابي كبير في واشنطن لـ"السياسة", أنه بالتنسيق مع فاعليات معارضة سورية في الولايات المتحدة وأستراليا وكندا والبرازيل, "سيقوم وفد لبناني - سوري مشترك من معارضي النظام السوري, بلقاء ممثلي الدول الخمس الاعضاء في مجلس الامن, للبحث في تقديم شكوى سورية - لبنانية لحمل الحكومة اللبنانية على منع "حزب الله" من اجتياح المناطق الحدودية بين سورية ولبنان". وقال الأمين العام لـ"المجلس العالمي لثورة الارز" في واشنطن طوم حرب لـ"السياسة", أمس, إن "صرخات الثوار السوريين تناهت إلينا بقوة فبدأنا فورا التجاوب معها في خضم مساعينا المتواصلة منذ اشهر مع المسؤولين اللبنانيين وبالاخص مع الرئيس ميشال سليمان الذي قابلته قبل فترة في القصر الرئاسي ببعبدا ودعوته الى التحرك, باسم المغتربين وعلى رأسهم الاتحاد الماروني العالمي والجمعيات اللبنانية- الاميركية والمنسقيات المشتركة في كندا ودول الاغتراب الاخرى في اميركا اللاتينية, لدى مجلس الامن من اجل العمل على توسيع مهام القوات الدولية في جنوب لبنان (اليونيفيل) لتشمل الحدود اللبنانية-السورية, وارسال ألوية اضافية من الجيش اللبناني للتصدي لحزب الله وايران والجماعات السلفية في خرقها سياسة لبنان القائمة على "النأي بالنفس" حيال الحرب في سورية". وأكد حرب ان "المجلس العالمي لثورة الارز" في لندن أبلغ جامعة الدول العربية في القاهرة خلال اليومين الماضيين, بضرورة تفعيل شكوى القيادة المشتركة لـ"الجيش السوري الحر" من مغبة اجتياح "حزب الله" الحدود السورية, عبر عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لاتخاذ موقف سريع, لأن اعتداءات "حزب الله" قد تتطور إلى حرب سورية- لبنانية, وقد تدفع "الجيش الحر" إلى اجتياح الحدود ودخول البقاع والشمال, وتدمير القرى الشيعية اللبنانية الثمانية التي يتذرع "حزب الله" بحمايتها. وحضت قوى سياسية لبنانية وممثلون عن المعارضة السورية في واشنطن, أمس, "القوى الوطنية المدربة والمجربة في طرابلس وعكار وشمال لبنان عامة, على تشكيل لواء عسكري للدفاع عن الثورة السورية والحدود التي يحاول نظام الاسد عبر حزب الله السيطرة عليها, قبل ان تنفجر الفتنة المذهبية السنية- الشيعية في لبنان على نطاق شامل بغياب اي قرار حكومي يلجم حزب الله". وقال حرب لـ"السياسة": ان سياسة الادارة الاميركية الجديدة في الولاية الثانية للرئيس باراك أوباما "تبدو أكثر تطورا من سياسته في عهده الاول, إذ هناك توجه قوي نحو الخلاص السريع من النظام السوري, وإقفال ملف الأزمة خلال فترة قريبة لمنع اندلاع الحريق في مختلف دول الشرق الاوسط, ما دام كل من روسيا وايران تنفخان في النيران لنشرها على نطاق اوسع مما هو عليه الآن في سورية".

 

المفتي علي الأمين يؤكد أن التحذير من الفتن بالابتعاد عنها لا بالقول "لا تجرّبونا""سمفونية الفتنة": المالكي ـ نصرالله ـ الأسد

فاطمة حوحو/المستقبل

مع تزايد مؤشرات سقوط النظام السوري واقتراب الأمور نحو الحسم على الارض لصالح الجيش الحر، ما يبشر بانتصار قريب لثوار سوريا، خرجت جوقة الحلفاء في المنظومة الفارسية لتحذر وتستشيط غضباً في تصريحاتها مبشرة بفتنة سنية ـ شيعية في المنطقة، في حال سقط بشار الأسد، ولتزيد من تدابيرها القتالية دفاعاً عن الديكتاتور "البعثي"، على الحدود العراقية واللبنانية، في محاولة لإنقاذ الحليف "العلوي"، حتى وان تطلب الأمر سقوط أبرياء من الشعب السوري وسقوط ضحايا من المقاتلين اللبنانيين من "حزب الله" الذين يدعون انهم امتهنوا "المقاومة" ضد إسرائيل، أو من قبل ميليشيا ما يسمى "جيش المختار" الذي تبناه "حزب الله" تدريباً ميدانياً فيما تولت إيران الدعم اللوجستي. وبغضّ النظر عما يتوارد يومياً من أنباء عن نتائج تورط "حزب الله" في المعارك مباشرة في حمص وغيرها لمساعدة الأسد في تقسيم سوريا عبر هيمنته على الساحل السوري وإقامة الدولة العلوية والتي تتطلب منه لإنجاز مشروعه السيطرة على شريط من القرى السنية في منطقة حمص، والأنباء التي تتردد عن معارك تخاض على الجبهة العراقية لا سيما على حدود الأنبار ونينوى حيث يحاول نظام المالكي إنقاذ قافلات جنود الأسد دون جدوى، إذ يبدو أن الجيش الحر بالمرصاد وعينه لا تنام.

وقد جاء تصريح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي رأى انه في حال انتصار المعارضة السورية فإن حرباً أهلية طائفية ستندلع في لبنان والعراق، وان من شأن ذلك خلق ملاذ جديد لتنظيم "القاعدة" يزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط بأكمله. كلام المالكي ترافق في اليوم نفسه في 27/2/2013 مع كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي لم يرفع سبابته للتهديد هذه المرة، مكتفياً بالدعوة إلى "عدم الاختباء وراء اصبعنا" متهماً البعض بدفع الأمور نحو الاقتتال الطائفي والمذهبي ومحذراً من فتنة سنية ـ شيعية متهماً فريقاً بالتحريض على هذه الفتنة والافتراء لحرق البلد، في محاولة لتغطية تمسكه بسلاحه وعبثه بالشارع السني من قبل مجموعاته في طرابلس وصيدا وغيرها، تلك التي أسماها "سرايا مقاومة" أو بعض الحالات الناتجة من تسلح حزبه وتملكه ترسانة تفوق قدرات الجيش اللبناني، دفع بها الخوف من 7 أيار جديد ومن "أشرف الناس"، إلى التسلح للدفاع عن نفسها، وان هذا المنطق لا يرضي الكثيرين في فريق المعارضة، لا سيما في "تيار المستقبل" وشارعه الرافض مبدأ استخدام العنف والتطرّف.

لاحقاً جاء كلام الرئيس الأسد لـ"صنداي تايمز" ليظهر الصورة الحقيقية، وليتبين أن "المايسترو" الأسدي يدوزن خطابه قافزاً فوق الوقائع على الأرض، فيهدد بإشعال المنطقة بأكملها تحت عنوان وجود عناصر "القاعدة" وادعائه العلمانية في وقت يعرف فيه الجميع أن نظامه هو من أوجد حالات التطرّف وربّاها ودرّبها وركب ادوارها في المنطقة.

الأمين

وفي هذا الإطار يرى العلامة السيد علي الأمين أن في تحذير رئيس وزراء العراق من اشتعال حرب طائفية في العراق ولبنان في حال انتصار الجيش الحر في سوريا "توجهاً لدى النظام العراقي لتبرير المزيد من الدعم للنظام السوري، وهذا الدعم هو ما نرى فيه مساعدة على تصاعد الوتيرة الطائفية، وستكون له إنعكاساته الخطيرة على الداخل العراقي وسيزيد من الاحتقانات الطائفية والاصطفافات المذهبية في المنطقة".

وشدد على ان "من يخشى من وقوع الحرب الطائفية لا يشارك مع أطراف النزاع في الاقتتال ولا يؤيد استمرار النظام السوري في اختيار الحل العسكري للصراع، بل عليه أن ينأى بنفسه عن التدخل ويعمل لتشجيع الأطراف على حل سياسي يوقف سفك الدماء ويحقق المطالب المشروعة للشعب السوري بالحرية والإصلاح"، معتبراً ان "من صالح النظام السوري وحلفائه عدم التهويل بالحروب الطائفية في المنطقة للمحافظة على وجوده والالتفاف على مطالب شعبه". وتعليقاً على كلام نصرالله حول فتنة سنية شيعية يقول الأمين: "ان التحذير من الفتنة الحالقة للدين والحارقة للوطن يكون بالابتعاد عنها وليس بلغة تخويف الآخرين بالقول لهم (لا تجربونا) والابتعاد عنها يكون بالدعوة إلى جمع الكلمة والاستماع إلى هواجس الآخرين وملاقاة دعاة الاعتدال"، مشدداً على انه في الطليعة يقع الاحتكام إلى مرجعية الدولة ومؤسساتها، وأن نقول لمن يسعى إلى الفتنة كما قال الله في كتابه "لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك، إني أخاف الله رب العالمين". ويعتبر الأمين أن "تسعير الاختلاف بين القيادات اللبنانية حول قانون الانتخاب وإن كان يخفي جملة من المشكلات الداخلية والتدخلات الميدانية لبعض الأطراف في سوريا، لكنه يساهم إلى حد كبير بتغذية مناخ إنعكاس الأحداث السورية على الداخل اللبناني، وهذا يجعل الاستقرار الهش عرضة للأخطار، ما يعطي حجة للنظام السوري بأن عدم الاستقرار لنظامه سينعكس على لبنان وغيره".

الغز

من جهته، يرى عضو المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى احمد الغز ان كل التصريحات التي صدرت عن المالكي ونصرالله والاسد اخيراً "تؤكد دخولنا مرحلة ما بعد نظام بشار الاسد، فما يدور في المنطقة والعالم منذ اسابيع لاسيما ما دار في مؤتمر روما، حول المرحلة الانتقالية في سوريا وبالتالي هناك محاولات عديدة لبناء توازنات ما بعد الاسد، بهذا المعنى هناك نوع من المحاولات المكثفة للحد من الخسائر بالاستثمار الكبير الذي وضعوه في سوريا لاسيما في السنتين الاخيرتين في موضوع النزاع، وبالتالي نعم لسوريا موقع استراتيجي يشبه افغانستان التي تحدها كل تلك الدول من الصين الى روسيا الى ايران الى باكستان الى الهند وغيرها. فسوريا محورية بمعنى تشظيها بين تركيا وكردستان والعراق وفلسطين والاردن ولبنان وشواطئ المتوسط. وهذا الموقع الاستراتيجي تتقاطع فيه العديد من المصالح الاستراتيجية في المنطقة". ويضيف: "انطلاقاً من ذلك، هم يعتقدون ان اعادة انتاج مجتمع سياسي في سوريا يعيد تشكيل الاقليم على اساس مكوناته الطبيعية"، معرباً عن اعتقاده "أنهم يخشون كثيراً مما بعد سوريا. وهذا ما نراه في العراق من تحرك العشائر والقبائل العربية هناك التي تعيش على ضفتي الحدود، فهذا الحراك العراقي الاخير للقبائل ممتد على ضفتي الحدود السورية العراقية وبالتالي حراكها داخل العراق يساوي الحراك الداخلي السوري".

وعن تحرك "حزب الله" لا يشكك الغز في أن حزب الله بمعنى استراتيجي كان متمكناً من هذا الاقليم كله من بيروت الى طهران. كانت خطوطه مفتوحة. وبالتالي فان انعكاسات الوضع السوري على الوضع اللبناني تاريخياً لم تكن في يوم من الايام منفصلة، فلبنان يتأثر بما يجري في سوريا لانه يصبح الافق المفتوح الوحيد باتجاه الجنوب، فيقفل العمق البري بهذا المعنى ونحن شهدنا خطفاً واعتداء على الحجاج وغيره، من هنا فإن التغيير في سوريا هو تغيير سياسي استراتيجي". وعن الحديث عن فتنة سنية شيعية في المنطقة في حال تغير النظام السوري، يقول: "انا لا اتوقع ذلك ولكن اعتقد ان هناك محاولة استراتيجية من لبنان والعراق بالتعاون مع الاخوان المسلمين. فما نراه من زيارات، مثل زيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد الى القاهرة ومن ثم زيارة وزير السياحة المصري الى ايران والآن زيارة رئيس الحكومة المصري الى العراق، يؤشر الى هذه المحاولة الحقيقية لبناء شراكة مع الاخوان المسلمين في سوريا ومصر". وعما اذا كان الاسد قادراً على تنفيذ تهديداته بإشعال حرب في المنطقة، يعرب الغز عن عدم اعتقاده بقدرته على القيام بذلك، ويرى ان "اسرائيل عملياً جاهزة لهذا الامر، واذا حدث ذلك، فان اسرائيل قد تتحرك. وهو امر مطروح على الساحة الدولية. وقد تم الحديث عن منطقة عازلة في سوريا، فاحتمالات قيام اسرائيل بمعاودة فتح جبهة واحتلال جزء اضافي من سوريا الى حد ما تعود الى خط ما احتلته عام 1976، كما يريد النظام السوري، لإنقاذ نفسه عبر استدعائها للقيام بذلك، عبر محاولة ضرب اسلحة نوعية على اسرائيل". وعن دور حزب الله في هذه الحالة يشير الى ان "الجبهة الشرقية اصبحت في حال واحدة اذا اشتعلت لا سمح الله، فهذه الجبهة قد تشعل المناطق المشتركة اللبنانية السورية بالذات".

 

"حزب الله": فتنة ضدّ الفتنة ـ فتنة من أجل الفتنة

وسام سعادة/المستقبل

ذات مرة تطوّع صحافيّ يساريّ لبنانيّ راحل لخلع لقب "الديالكتيك" على ما يقوم به زعيم التشكيل الخمينيّ المسلّح العامل في لبنان. مثّل ذلك حالة نافرة من حالات سوء الاستخدام اليساري العربي لهذا المصطلح المنتزع من مفهومه المنطقي - الفلسفيّ، لا بل حتى من تسييسه الأيديولوجي الماركسيّ، لتحويله نعتاً يُستعانُ بغرابته الأعجمية لتوليد إيحاءات مبهمة بالمعنى، لكنها تقترب إما من معنى المراس الشديد، أو الذكاء المضاعف القادر على تسخير التناقضات لحسابه، أو حتى البلاغة المتمكنة من دحض كلام الآخر بتسطير ما فيه من تناقضات، وتحويل كلام الآخر حجة عليه وليست له. بمثل هذا جرى التداول بمصطلح "الديالكتيك" في العربية منذ شاع رذاذ الماركسية فيها، وبمثل هذه النقلة من اللغة الفلسفية المحكمة إلى تلك الأيديولوجية المساجلة إلى تلك الصحافية السائبة، جرى مسخ المفهوم نعتاً، وإحلال نعت "الديالكتيكي" على زعيم حزب يحتكم إلى الغيبية والإحيائية والمظلومية المتجاوزة حدّ التاريخ، ويفرض على بيئته الأهلية أنماطاً من التقوقع والتزمّت والاشتباك مع البيئات الأهلية الأخرى، ذلك قبل أن يمجّد هذه البيئة ويرفعها فوق الآخرين، ويصطفيها كـ"أشرف الناس"، في انتهاك صارخ لمفهومَي الوطنية والمواطنية. أم أنّ ذلك كان من دواعي "الديالكتيك"؟

مع ذلك، لم يكن الصحافي الراحل الذي تطوّع لرمي أمير السلاح والمسلّحين بنعمة "الديالكتيك" مغموراً بل مشهوراً، وحصيفاً، ومرموقاً، ونموذجاً في الكتابة المرتكزة إلى دراية، ومنطق، وحيوية نقدية، وأسلوب شيّق. ولم يكن لوحده من أهل اليسار من اطمأن قلبه وعقله للخمينيين اللبنانيين، معتبرين أنّ تصفيات الثمانينات بحق حسين مروة ومهدي عامل وسهيل طويلة ليست إلا نيراناً صديقة وعابرة، وزهوراً بريئة في نهاية المطاف، توجّب أن يمرّ عليها قطار "الديالكتيك" الأهوج في حركة التاريخ الماضية قدماً إلى الأمام، ولا وقت لديها للحظة معاتبة شاردة.

والحقّ أنّ الصحافي الراحل الكبير، ولو أنه أخطأ في تقزيم "الديالكتيك" لجعله صفة لزعيم ميليشيا لبنانية محلية، غير أنّه كانت لديه وقتها ما يمكن أن يبرّر له مجازفته. فالحزب الإلهي، بل المتألّه، كان يبدو على العكس من ذلك في عقد التسعينات من القرن الماضي، حزباً يحاكي نموذج حركات التحرّر الوطنيّ من ناحية، ويتعاطى السياسة الداخلية بحنكة (لا داعي هنا أيضاً لوصف كل ذي حنكة بأنّه "براغماتيّ!)، وبلغة غير متشجنة فئوياً، والأهمّ من ذلك غير المنقادة وراء سَكْرة السلاح لتخوين الآخرين في البلد بشكل مباشر، وحاد. وأكثر من هذا، كان يبدو الأمر وكأن الحزب الخمينيّ يترك مجموعات من "المتنوّرين" تنمو على ضفافه، تأثّراً بمرحلة السيد خاتمي في إيران. كأنّه "الزمن الديالكتيكي الجميل"، لم لا؟!

لكنّ الحزب لم يكذّب خبراً في نهاية الأمر. إن كان لا بدّ من مفهوم يستلّ (كاريكاتورياً) من المعجم الفلسفي لوصف مآله، فهو "العود الأبديّ" بدلاً من "الديالكتيك". فهذا الحزب، وبعد أن قطع مرحلة التسعينات، بالإيجابيات التي أشرنا إليها، انتقل في العقد الأول من هذه الألفية إلى مكان آخر، فانتشى وتجبّر، وقال: "لا أدخل" مع ذلك في فتنة مذهبية، ثم قال: "أدخل فيها ليوم أو يومين فقط، إن كنت قادراً على إيقافها بمشيئتي وسلاحي، وإبرام صلح بما يوافق الأمر الواقع". ثم قال لنفسه: "أعود فأدخل بها قليلاً أيضاً لتعديل هذا الصلح، فليس ضرورياً أن من يربح الانتخابات سيحكم إن كان هو الفريق الآخر". ثم قال لنفسه، أعود فأدخلها أيضاً وأيضاً من باب تقسيم اللبنانيين بين معسكرَي حرب الجمل في الزمن الإسلامي المبكر، وعندما ارتفعت الصرخة المذهبيّة حمّلت فقط إلى الشيخ أحمد الأسير، ثم قال لنفسه إن خلية في أرض الكنانة لا تعدّ فتنة، بل اقتفاء للأثر الفاطميّ بعد مضيّ قرون مديدة على انقضائه، وعاد وقال لنفسه إن مدّ اليد للجماعة الحوثية في صعدة شمال اليمن ليس من الفتنة في شيء، وفي البحرين كان عليه أيضاً تأدية وظيفة يتداخل فيها مفهوما الفتنة المذهبية والثورة الشعبية.

طبعاً ينبغي التذكير أنّ مصطلحَي فتنة وثورة كانا في الأساس مترادفين تاريخياً، ويعنينان الخروج المذموم على طاعة الحاكم، بل إإن المؤرخ المصري للحملة الفرنسية عبد الرحمن الجبرتي تكلّم عن الثورة الفرنسية الكبرى فقال فتنة، وعن أعمال المصريين ضد رجال الحملة، فقال فتنة. لكن بالنتيجة، صارت "ثورة" باللغة العربية، و"انقلاباً" بالتركية والفارسية يعنيان بعد ذلك ببضعة أجيال ما يفيد المعنى الحديث، الغربي، للثورة. إلى أن كانت الثورة الخمينية، فأعادت الوصل بين مفهومي الثورة والفتنة. ما نتعرّف إليه اليوم بالتحديد هو طبيعتها كثورة مذهبية حتى النخاع، وتحديداً في نموذجها المكثّف، الكبسولة: "حزب الله".

فكي نكمل الشوط، عاد هذا الحزب وقال لنفسه إنّه لا بأس بنقض "صلح الدوحة"، وفتنة صغيرة واستباقية كهذه لا تضرّ، ثم قال لنفسه إنّه لا بأس بموقفٍ معادٍ للثورة السورية من الأساس، فالنظام هناك وطنيّ وهو بإصلاح نفسه كفيل، والثورة عليه فتنة. مفارقة احتجاج الحزب الإلهي بعلمانية النظام لتأكيد "فتنوية" الثورة. ثم قال إنه لا بأس بنفر أو نفرين من الحزب لمساعدة الشباب الشبيحة، ثم قال لا بأس بكتيبة أو بكتيبتين، وفي الوقت المستقطع لا بأس بالعودة إلى الزمن الجميل الأوّل، زمن العمليات الهوليوودية، ولنضرب في بلغاريا مثلاً، ثم وجد نفسه يندفع إلى ريف حمص ومنطقة القصير أفواجاً أفواجاً، ثم وجد نفسه في الثمانينات من القرن الماضي، وأخذ ينصح القوم بأن "لا تجرّبونا". كلّ ذلك وهو يداوي الفتنة بالتي كانت هي الداء، ويسقي الفتنة كي تنام من معين الفتنة. ديالكتيك"!!

 

لبنان "قاعدة إيرانية": خطة حزب الله لاجتياح وتأمين مناطق في سورية

الشفاف/هل كانت "قصة عرسال"، كما يتأكّد كل يوم، تمهيداً لغزوٍ يقوم به حزب الله "الإيراني" للأراضي السورية لدعم طاغية دمشق؟ وهل تحوّل لبنان إلى "قاعدة إيرانية" تشنّ منها إيران حربها على الشعب السوري الثائر؟ وهل تعني سياسة "النأي بالنفس" التي أعلنتها الدولة اللبنانية أن هذه "الدولة الفاشلة" تنأى بنفسها عن تحوّل الأراضي اللبنانية إلى "قاعدة عسكرية إيرانية"؟ (بالمناسبة، لم يصدر عن إسرائيل ما يفيد أنها منزعجة من هذا التمدّد العسكري الإيراني في لبنان وسوريا!) وأيضاً، هل يشكّل النقاش الدائر حول القانون الإنتخابي، وهستيريات جنرال الهزائم العوني، أفضل عملية "تمويه" لتحويل لبنان إلى "قاعدة عسكرية" للعدوان الإيراني على الشعب السوري؟ الرأي العام اللبناني منشغل بقانون الإنتخاب الجديد، في حين تدور معركة تهدّد "كيان البلاد"، واستقلالها، على مرأى ومسمع من السلطة، ومن الجيش، وقوى الأمن، والأحزاب السياسية!

فما قيمة قانون انتخابي في دولة تقرّر "إيران"، وأتباعها في لبنان وفي سوريا، شنّ حرب انطلاقاً من أراضيها؟

الشفاف

خطة حزب الله لاجتياح وتأمين مناطق في سورية

بالتزامن مع كشف القيادة المشتركة للجيش السوري الحر عن الحملة العسكرية والحرب المفتوحة على الشعب السوري لاجتياح وتأمين مناطق معينة داخل الأراضي السورية في ريف حمص يصل مداها مناطق في "حوض العاصي في ريف حمص وحماة وبعض مناطق الساحل السوري"، قام حزب الله مساء يوم أمس الأحد الموافق 4آذار/مارس 2013 عند الساعة 23:30الحادية عشرة والنصف ليلاً بإجراء تدريبات لعناصر في منطقة البقاع الغربي بالقرب من بلدة "مشغرة" اللبنانية، تمهيداً لإرسال دفعة جديدة للقتال داخل الأراضي السورية.

إن القيادة المشتركة للجيش السوري الحر تضع منظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والرأي العام العربي والدولي أمام مخاطر وتداعيات الحملة العسكرية الواسعة لحزب الله (والتي تنفيذها فعليا اليوم 4 آذار/مارس بمشاركة قوات النظام في ضرب مناطق من حمص) وللوقوف على صورة بعض التفاصيل الأولية عن خطة حزب الله الإيرانية لاجتياح وتأمين مناطق في سورية نضع الجهات المعنية بالتفاصيل التالية:

• هناك غرفة عمليات على الأراضي اللبنانية في ( .....) لمعالجة المسائل الأمنية والعسكرية للوضع السوري تجمع بين قيادات ومسؤولين عسكريين وأمنيين من الحرس الثوري وعدد من أجهزة الاستخبارات الإيرانية ومسؤولين وقيادات من حزب الله، تطور عقب مصرع الجنرال شاطري بالغارة الإسرائيلية وفشل إيران في نقل أسلحة نوعية محددة ومواد عسكرية حساسة ودقيقة من "جمرايا" السورية إلى الأراضي اللبنانية، حيث تم إقرار البدء بتنفيذ مخطط المرحلة الثانية من مشروع إيران في دعم الأسد ونظام حكمه ومنعه من السقوط وبالتنسيق مع القيادة السورية والتواطؤ مع عدد من القيادات العسكرية والأمنية اللبنانية.

• ما بين نهاية كانون الثاني /و بداية شباط ـ فبراير الماضي: يسحب النظام السوري لدعم معاركه في الريف الدمشقي وتأمين العاصمة السورية بعض قواته من معظم الحواجز ومن المنطقة الحدودية بين "عرسال" اللبنانية و"منطقة القلمون" في سورية على أن تحل محلها عناصر من حزب الله.

• 3منذ شباط/فبراير: تم العمل على تحييد "عرسال" اللبنانية نظراً لقربها الجغرافي من الأراضي السورية ومن موقعها الداعم بقوة للثورة السورية (عرسال السنية التي تأوي 22 ألف لاجئ سوري أغلبهم من ريف حمص والقصير ومطلة بموقعها الاستراتيجي على طريق الشام ـ حمص و طريق حمص ـ بعلبك من ناحية جوسية) وإدخالها بحصار يقوم به الجيش اللبناني ويتفرغ عناصر حزب الله المنتشرين في المنطقة أو من يتم استدعاؤهم للمعارك في "ريف حمص " تمهيداً لانتشارهم نحو "حوض العاصي في ريف حمص وحماة".

• خلال الأيام العشرة الأخيرة من شباط/فبراير الماضي: يقوم حزب الله بإقامة فكي كماشة وإنشاء مواقع مراقبة ومراكز انتشار وتموضع في "جرد نحلة ـ بعلبك" على الحدود السورية من ناحية "المعرة" بالقرب من " يبرود" من جهة ومن ناحية "القصير" والقرى السورية الحدودية الثمان التي يحتلها الحزب من جهة ثانية لتأمين الحماية والسيطرة على" الطريق الدولي دمشق ـ حمص ـ الساحل" . مع العلم أن مراكز ومواقع الانتشار والمراقبة في "جرد نحلة" بدأت الأسبوع الماضي وبنفس التوقيت دخلت قوات الجيش السوري الحر في "يبرود" و"القلمون" بعدة اشتباكات ومناوشات تطور بعضها إلى معارك طاحنة.

• تعزيز انتشار حزب الله من ناحية "الطفيل" ـ "معربون" وحتى "القصير" لتعويض مكان القوات النظامية السورية.

• قطع طريق "الزمراني" (الواقع بين جبلين) في "جرد عرسال" لتعزيز حصار "عرسال" (ممر الزمراني يصل عرسال بالقلمون خلال أقل من 30 دقيقة) وقطع الطريق أمام السوريين سواء للحصول على أي نوع من أنواع الدعم وحرمانهم من إسعاف الجرحى إلى هذه المناطق وقد تسبب ذلك بوفاة العديد من الجرحى المدنيين.

• تكثيف عمليات الإعداد و التدريب العسكري في مراكز التدريب التابعة للحزب في "بعلبك ـ الهرمل" وتقديم كل أنواع المغريات للشباب سوريين وغير سوريين (شبيحة) للتطوع ضمن فرق عمليات خاصة يتم إعدادها وتدريبها.

• استدعاء قيادة حزب الله لكوادرها وعناصرها العسكرية والأمنية النائمة وحشدهم في "جرود الهرمل" في بعض المعسكرات وانتظار التعليمات.

اعتبار الطرق الدولية "بيروت ـ دمشق / حمص ـ دمشق /حمص ـ بعلبك /حمص ـ الساحل" خطوط حمراء لا يجب أن تقع بيد الجيش السوري الحر مهما بلغ الثمن.

• رفع وتيرة المعارك في "ريف حمص وريف القصير الغربي" واتباع سياسة الأرض المحروقة (انظر تقرير العمليات لهذا اليوم الوارد إلينا من الكتائب الموجودة في حمص وريفها- انظر الخارطة المرفقة).

• تعزيز مواقع ومراكز الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة /جبريل و فتح الانتفاضة والصاعقة المنتشرة على الحدود في البقاعين الغربي والأوسط من جهة " قوسايا" و"السلطان يعقوب "و"دير العشائر" و"ينطة" و"قوسايا" و"بلطة"و"حلوة" (المدعمة بدبابات ومنظومة صواريخ واسلحة ثقيلة وانفاق كبيرة تصل ل 7 كلم أو أكثر) (انظر الخارطة المرفقة وهي المشار إليها بدوائر برتقالية).

عدد المقاتلين المتوقع أن يدفع به حزب الله نحو الأراضي السورية من جهة حمص خلال الأيام القليلة وعلى على شكل مجموعات يتراوح ما بين 4 إلى 5 آلاف مقاتل.

وجدير بالذكر أن الشهور الثلاثة الماضية قام خلالها حزب الله بعمليات تهجير وتطهير مذهبي للعديد من القرى الحدودية وعلى رأسها "جوسية" وتم حرق العشرات من البيوت وتهجير الآلاف من الأهالي.

بلدة "ربلة" المسيحية السورية في ريف حمص أيضاً وقعت رهينة تحت هيمنة واحتلال مئات العناصر من الشبيحة وعناصر من حزب الله.

مما سبق فإننا نود أن نضع الجهات المعنية التي ذكرناها آنفاً بحدود مسؤولياتها السياسية والقانونية بأن دولة لبنان حكومة وجيشاً وأجهزة تنفيذية لا يمكن لها بعد اليوم إلا أن تشيع علناً سياسة النأي بالنفس أو تعلن أن من يحكم لبنان هو حزب الله.

إننا في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر والهيئات السياسية للثورة السورية قد أعلنا مراراً أن سورية المستقبل لن تكون بأي حال من الأحوال معادية للبنان بكل طوائفه وأننا سنتعامل مع دولة لبنان من خلال الاتفاقيات والمعاهدات الموقعة إلا أننا ننظر إلى هذه التطورات الخطيرة على نحو مختلف اليوم لأنها لا تمثل تدخلا في الشأن السوري فحسب بل عملاً عدائيا سافراً وغير مسؤول لا يمكن أن يحاسب عليه جميع اللبنانيين بل الحكومة اللبنانية وأجهزتها التنفيذية لوضع حد لتمرد حزب الله على سياسة النأي بالنفس وجميع الاتفاقيات الموقعة بين الدولتين.

إن مستقبل الجوار مع الشقيقة لبنان هو اليوم في خطر ويمكن أن يترك كل الخيارات مفتوحة إذا لم يتوقف العدوان السافر على الاراضي السورية والمواطنين السوريين.

إن القضية اليوم مع لبنان الدولة لم تعد مع حزب الله فقط بل مع لبنان الدولة وإننا نرى أنها أصبحت قضية عربية وإقليمية ودولية وسنتعامل معها ضمن هذا الإطار.

تنويه: الخارطة المرفقة خارطة تقريبية لتموضع مراكز انتشار ومواقع ومعسكرات حزب الله سواء داخل الأراضي السورية من جهة ريف حمص أو على الجانب اللبناني والتي تجري فيها الاستعدادات وخدمات الدعم والاسناد لمقاتليهم في الداخل السوري.

ـ الدوائر الحمراء تشير إلى مناطق انتشار حزب الله حتى ساعة إعداد التقرير.

ـ الدوائر الصفراء تشير إلى مناطق الجبهة الشعبيةـ جبريل.

ـ الدوائر السوداء لمنطقة عرسال اللبنانية المحاصرة والتي تقع بين فكي الكماشة (انظر للخارطة مكان تموضع عرسال للدوائر الحمراء) لأنها تقف عائقاً أما تقدم حزب الله نحو الأراضي السورية وكان لا بد له من حصارها مستخدماً إثارة الفتنة بين عرسال والجيش اللبناني.

فهد المصري ـ المتحدث الإعلامي

مسؤول إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر وقوى الحراك الثوري

هاتف 0033667474703

ـ المرفقات :

1 ـ خارطة للحدود السورية ـ اللبنانية مع توضيحات تقريبية

(إضغط على الخريطة ثم على zoom لتكبير الخريطة)

2 (أـدناه) ـ تقرير يومي عن الواقع الميداني لجبهات القتال في حمص وريفها

3ـ تقرير عن القرى الحدودية مع لبنان من جهة ريف حمص

القيادة المشتركة للجيش السوري الحر

التقرير اليومي 4 آذار /مارس 2013

حتى الساعة عن الواقع الميداني لمسرح العمليات في حمص وريفها

المعلومات الواردة من الجبهات التالية :

1- الحولة : قصف مدفعي من قرية قرمص وقصف بالدبابات من حاجز مؤسسة المياه وتركز القصف ( تلدو – كفرلاها – تلدهب )

2- الرستن : قصف متقطع من كلية الهندسة بالمدفعية الثقيلة.

3- القصير: قصفت القصير اليوم بمدافع الهاون وراجمات الصواريخ من حاجز المشتل ومفرزة الأمن العسكري والمطار وسد زيتة وحاجز أبو هايل وقصفت كل من القرى (الأذنية – النهرية – الضبعة ) وقصفت ( البويضة – الحيدرية ) بالمدفعية الثقيلة من كتيبة ام الصخر وكتيبة شنشار والمنطقة بشكل عام تقبع في ظل الحصار الخانق الذي تمارسه عصابات الاسدية من منع لدخول الادوية والاغذية وضع الانساني يرسى له اما شبيحة حزب الله الذين يتحشدون في القرى التالية(جنطلية – الحمام – مطربا – زيتا – بلوزة – الديابية – حاويك – الصفصافة – ربلة – وادي حنا – الحمام ) وإنشائهم غرفة عمليات في قرية حاويك واستعدادات واسعة لاقتحام القصير وبلغنا اليوم أن الشبيحة يتجمعون بأعداد كبيرة عددهم حوالي ثلاثة آلاف مع سيارات مزودة برشاشات الدوشكا.

4- تلبيسة :قصفت من حاجز ملوك وكتيبة المشرفة .

5- السلمية: قصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ من اللواء 147على كل من القرى (عسيلة – عز الدين – دير فول ) وهناك اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش الحر بين منطقتي الدمينة وتقسيس محاولة اقتحام فاشلة وتم عطب دبابة واستشهاد طفلين .

6- تلكلخ : الوضع هادئ مع حصار خانق من الحواجز المحيطة بالمدينة .

7- القريتين : الوضع هادئ

8- حمص القديمة :تتعرض حمص إلى أشد حملة منذ اشهر و قصفت بقذائف الهاون وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة من الكلية الحربية ومن القلعة الأثرية ومن حدائق الملعب البلدي على معظم المدينة المحاصرة وتركز القصف على باب هود والخالدية مع محاولة اقتحام على كل الجبهات كانت فاشلة باستثناء سقوط برج نشوان في حي كرم شمشم واستشهاد 6 من عناصر الجيش الحر وبالمقابل وثق مقتل أكثر من 30 شبيح من قوات النظام وحزب الشيطان.

9- قلعة الحصن : تركز القصف بمدافع ال23 والرشاشات الخفيفة مع استمرار القنص

10- تدمر : قصف متقطع بمدافع الهاون من القلعة على منطقة البساتين

المحصلة : 8 شهداء 6 من عناصر الجيش الحر وبالمقابل 30 شبيح وعطب دبابة .

 

"الستين" يطل برأسه من نافذة "دعوة الهيئات الناخبة" ويغيظ الجنرال عون

خالد موسى/ موقع 14 آذار

رغم اعلان بعض السياسيين رفضهم لاجراء الإنتخابات النيابية المقبلة وفق قانون "الستين"، ورغم أن كل الأجواء كانت توحي بأن هذا القانون "دفن" بشكل نهائي، عاد ليطل برأسه من جديد عبر توقيع كل من رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي، المرسوم القاضي بدعوة الهيئات الانتخابية النيابية في كل الدوائر الانتخابية المحددة، الى انتخاب أعضاء مجلس النواب يوم الأحد في 9 حزيران المقبل.

في المقابل، سارع الفريق الذي نعى قانون "الستين" الى إعتبار هذه الدعوة بمثابة "يوم أسود" في تاريخ التشريع اللبناني، ومن بينهم رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، الذي أعرب عن اعتقاده بـ"انه كان يمكن لرئيسي الجمهورية والحكومة توقيع هذا المرسوم لولا اتخاذهما مواقف مسبقة وتشجيعهما على الحملة الانتخابية المضادة للقانون الارثوذكسي". لكن يبدو أن "الجنرال الرابية" غفل عن عودته من الدوحة رافعاً شارات النصر لإقرار قانون الستين، الذي وبموجب هذا القانون قال إنه أعاد الحقوق الى المسيحيين، فإذا به اليوم يناقض نفسه بنفسه من خلال نعيه لقانون الستين وسعيه لإقرار القانون "الأرثوذكسي" والذي برأيه يعمل على إرجاع الحقوق الى أهلها. وبحسب مطلعين على الشأن القانوني، فإن الإجراء الذي قام به رئيسسي الجمهورية والحكومة، يعني من الناحية القانونية أن الإنتخابات المقبلة حتى الساعة ستجري على أساس قانون "الستين" بحال عدم التوافق على قانون جديد في الأيام المقبلة، في حين يسعى بعض من نعى قانون الستين الى تمرير المشروع "اللقاء الأرثوذكسي" لإستكمال مخططه الإنقلابي وإكمال سيطرته على كل مفاصل الدولة.

حوري: قانون الستين هو قانون ميشال عون وتوقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة في محله

في هذا السياق، رأى عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري، في حديث خاص لموقع " 14 آذار"، ان "رئيسي الجمهورية والحكومة بالتعاون مع وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، أصدروا مرسوماً هو تنفيذاً لإجراءات وفقاً لقانون النافذ اي قانون الستين، اي وفقاً للقانون الحالي، وبالتالي لو لم يصدروا هذا المرسوم لكان هناك مساءلة وتحقيق لعدم صدور هكذا قانون".

إنتاج قانون جديد

وقال: "هناك توجه لدى اغلبية القوى السياسية لإنتاج قانون إنتخابي جديد، يحظى بتأييد اغلبية اللبنانيين، وإتفقت اللجنة الفرعية على معايير القانون الجديد وهي ثلاثة: المختلط (أكثري ونسبي)، قانون يراعي هواجس المسيحيين من دون التسبب بهواجس مقابلة، وان يعتمد على الغموض البناء، بمعنى أن لا يظهر إنحيازاً ساطعاً لفريق ضد فريق، ولكن كي يصدر هذا القانون لا بد أن يصدر عن مجلس النواب، بمعنى آخر إيقاف مفاعيل قانون الستين لا تتم إلا من خلال قانون آخر يلغي مفاعيل هذا القانون، ولا يتم إلغاء قانون الستين عبر إلقاء الشعر والمعلقات ولا بالصوت العالي، وهو يتم من خلال إقرار قانون جديد، وهذا ما نسعى اليه نحن، سواء في تيار المستقبل أو قوى 14 آذار، بالتعاون مع النائب وليد جنبلاط وبالتواصل مع جهود رئاسية أي جهود فخامة رئيس الجمهورية، وبالتالي من الأفضل أن نعمل جميعاً على إنتاج هذا القانون، كي نضيء شمعة بدلاً أن يقوم البعض بلعن الظلام".

موقف القوى المعارضة لقانون الستين

وبشأن بعض القوى التي هللت لقانون الستين بعد اتفاق الدوحة واليوم تنعى هذا القانون، لفت الى أن " قانون الدوحة هو قانون ميشال عون، الذي عاد ورفع شارات النصر، معتبراً أنه أعاد حقوق المسيحيين، وطبعاً هم أعادوا ونعوه لأنهم خسروا الإنتخابات بموجب هذا القانون، ولكن حجة إستعادت حقوق المسيحيين وهي حجة النائب ميشال عون سقطت على يد عون نفسه عندما وافق على إعتماد لبنان دائرة إنتخابية واحدة وفق النسبية، يعني أن وفق هذا القانون لن يحظى المسيحيون إلا ربما بالعدد اليسير من المقاعد التي تأتي بأصوات المسيحيين، وهذا ما فضح مؤامرة الفريق الآخر والتي لا علاقة لها بمصالح المسيحيين بقدر ما لها علاقة بمتابعة إنقلاب حزب الله للسيطرة على البلد ووضع يده على كامل البلد".

ورأى ان "خطوة دعوة الهيئات الناخبة يجب أن تتم، ومن يعيد قراءت المواعيد على صفحة وزارة الداخلية، هذه المواعيد معلن عنها منذ أشهر عدة، منذ أن ارسلت الحكومة مشروعها الى المجلس النيابي، وبالتالي رد الفعل من الفريق الآخر غير مبرر، فليظهروا إيجابية ويأتوا الى المساحة المشتركة، لنتمكن من خلالها من إصدار قانون عتيد".

آتهامات عون

وبشان إتهام النائب عون لنواب قوى "14 آذار" وتيار "المستقبل" بتعطيل الجلسات النيابية، أشار الى أن "كلام النائب ميشال عون يقع بين حدي الطرفة والخيال، وبالتالي ليس من الضرورة أن نرد على العماد عون، ولكن نذكره بنقطة وحيدة فقط وهي أن المجلس النيابي أغلق لمدة عام ونصف، وهو شارك في هذا الإغلاق وفي هذا التعطيل، وهو شارك في منع النواب بمشاركة في إنتخاب رئيس الجمهورية، فقط نذكره بهذه النقطة".

إقرار مشروع " اللقاء الارثوذكسي"

وبشأن إمكانية إقامة جلسة نيابية سريعة لإقرار قانون "اللقاء الأرثوذكسي"، بمسعى من "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، قال حوري:" انه بصرف النظر عن المصاعب التقنية لإقرار هذا القانون، طبعاً هناك مشكلة ميثاقية لمحاولة إقرار هذا القانون، ولكن لنفترض أن هذا القانون كسب باصوات في المجلس النيابي، وانا أقول بأن إقرار هذا القانون في المجلس النيابي شيء وتطبيقه شيء آخر، بمعنى أن إقراره في المجلس النيابي الذي أعتبرها كبيرة من الكبائر، أما تنفيذه فأنا ارى إستحالة وجود أي إمكانيات لتطبيقه".

 

كتلة المستقبل تستنكر مواقف السفير السوري وتطالب بإقالة وزير الخارجية

موقع 14 آذار/دعت كتلة "المستقبل" النيابية الحكومة الى "حسم موقفها من قضية تمويل سلسلة الرتب والرواتب"، معتبرة ان "الحكومة مسؤولة عن ايجاد الحلول بما يحمي الاقتصاد ولقمة عيش المواطنيين". في سياق اخر، نوهت الكتلة في بيان لها، "باجراءات الجيش اللبناني في صيدا"، مؤكدة "التمسك في العيش المشترك"، داعية الحكومة الى "القبض على المخلين بالامن، والابتعاد عن كل ما يساهم في خدمة اعداء الوطن، وتطبيق اجرءات منع حمل السلاح في صيدا ".من جهة اخرى، اكدت الكتلة "انها منفتحة على النقاش في اي مشروع قانون للانتخابات يخرجنا من الازمة الراهنة"، لافتة الى انه "لا يمكن الوصول الى قانون انتخاب الا في ظل حكومة حيادية". ورأت الكتلة ان "تمادي وزير الخارجية عدنان منصور في تجاهل ما طلبه منه رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي لا يمكن السكوت عنه"، مطالبة الحكومة "باقالة منصور بعد مواقفه الاخيرة" التي وصفتها بالمخزية".

 

ميقاتي لوزير خارجيّته: أنا مَن يعبّر عن الحكومة واللي ما بدّو مع السلامة ولن أكون رئيساً لحكومة تُجري انتخابات والأرثوذكسي لن يمرّ

بيروت - «الراي»أعلن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي انه لن يكون رئيساً لحكومة تُجري الانتخابات النيابية «لأنني سأكون مرشّحاً»، موضحاً انه مع «حكومة حيادية (تدير الانتخابات) وعلى الأقل يجب ألا يكون رئيس الحكومة ووزير الداخلية مرشحين». وأوضح ميقاتي في حديث تلفزيوني أن قانون الستين يضرّني شخصياً، الا انني متمسك بدعوة الهيئات الناخبة كإجراء قانوني، من دون ان يعني ذلك التمسك بهذا القانون، وإذا أراد مجلس النواب غيره فليقرّه»، مؤكداً انه سيكمل حتى النهاية بالاجراءات، متداركاً إذا اجريت الانتخابات من دون هيئة الاشراف على الانتخابات، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى الطعن بالانتخابات». وشدّد على أن المشروع الارثوذكسي لن يمرّ ولن يصل حتى إلى الطعن به وهو غير ميثاقي»، مؤكداً انه لا يمكن أن يقبل بعقد جلسة نيابية عامة لا تكون كل الفئات فيها، مشيراً إلى أن قانون فؤاد بطرس (يقوم على انتخاب 77 نائباً وفق الاقتراع الأكثري و51 وفق النسبي) ما زال صالحاً، رغم انه ما زال متمسكاً بمشروع الحكومة (13 دائرة مع النسبية). ورداً على سؤال عن وضعيته في الحكومة قال: تخيّلوا مباراة كرة قدم، انا كابتن الفريق وحارس المرمى، بكل معنى الكلمة، رغم انني اهدف للانجاز، لا ان اركض لاسجل الاهداف، واخشى على مرماي حتى من اللاعبين معي، وحتما الحكومة ليست متجانسة وقد نستعمل اسلوب التأجيل احياناً وثمة مشاكل مع الحلفاء ومع الخصوم وهذا دليل ان الحكومة ليست حكومة الطرف الواحد. ونحاول انا والرئيس ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط حماية المرمى. وأشار رداً على سؤال الى أن سلاح المقاومة ضد إسرائيل مقدّس، اما في الداخل فلا لزوم ابداً للسلاح، ونعم هذا السلاح يخيف، وقد مررنا بتجربة 7 مايو 2008، وهناك أناس لديهم هواجس. أما كلام السيد حسن نصرالله عن (ما حدا يجرّبنا)، فاستنهاضي لجمهوره، وأُطمئن انني لن أسمح لأحد المسّ بالأمن». وعن اختلاف موقفه من الخروق السورية للاراضي اللبنانية عن موقف وزير الخارجية (عدنان منصور)، قال: «موقف الحكومة يعبّر عنه رئيسها مع احترامي لوزير الخارجية»، وهل يلتزم به؟ أجاب: «هو يعطي رأيه، وهذا موقف الحكومة و(اللي بدو، يبقى بالحكومة، واللي ما بدّو، مع السلامة)». وهل أفهمتَ منصور هذا الموقف؟ قال: لم يتسنّ لي ان أُفهمه والآن اوجّه له الرسالة عبر التلفزيون واعتمدنا سياسة النأي بالنفس لتجنيب لبنان المشاكل وليس لتجنيده لمصالح الآخرين.

 

حوري: حزب الله لايريد اجراء الانتخابات

وطنية - وصف عضو كتلة المستقبل النائب الدكتور عمار حوري في حديث الى اذاعة "الفجر"، توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة ب"الخطوة التنفيذية للقانون النافذ". وقال:"لا يحق لأي أحد الاعتراض على توقيع المرسوم كون الخطوة قانونية بامتياز"، مشددا على "أن رئيس الجمهورية هو حامي الدستور".وأكد حوري "أن القانون الانتخابي الحالي يستمر حيا ونافذا إلى أن يلغيه قانون آخر"، منتقدا "عدم تشكيل الهيئة العليا للاشراف على الانتخابات".

ورد حوري "اعتراض البعض على قانون الستين الحالي إلى خسارة هذا الفريق للانتخابات على أساسه لاسيما التيار الوطني الحر"، لافتا إلى "إمكانية إجراء الانتخابات على قانون جديد وفي موعدها الدستوري في حال خلصت النيات لإقامتها حتى ولو بعد تأخير تقني". وأعلن حوري أن "صيغة القانون التي يبحثها تيار المستقبل مع الحزب التقدمي الاشتراكي قطعت خطوات لا بأس بها"، موضحا "أنها تنطلق من ثلاثة عناوين اتفق عليها في اللجنة النيابية الفرعية وهي قانون انتخابي مختلط بين الأكثري والنسبي، معالجة هواجس اللبنانيين لاسيما المسيحيين من دون التسبب بهواجس مقابلة لدى الآخرين، وعدم إظهار أي انحياز في القانون لأي فريق كان وهو ما عرف بـ"الغموض البناء" بترك الحسم لصندوق الاقتراع".وتوقع حوري أن "تحظى صيغة القانون هذا بقبول رئيس مجلس النواب نبيه بري"، مضيفا "أن الأمر يختلف بالنسبة لحزب الله والتيار الوطني"، معربا عن اعتقاده "أن حزب الله لا يريد إجراء الانتخابات النيابية أصلا، وهو يريد تمرير الوقت وإبقاء الوضع على ما هو عليه فقط بانتظار وضوح الأمور في سوريا"، مضيفا أن "التيار الوطني الحر خارج الحسابات وهو فقط أداة".

واعتبر "أن من يريد تأجيل الانتخابات يملك الذرائع الكافية لذلك في ظل الأحداث الأمنية المتنقلة"، واصفا "قيام حكومة حيادية لإجراء الانتخابات بالخطوة الطبيعية والمنطقية".

وختم حوري بالقول: "إذا لم نتمكن في السابق من الوصول إلى حكومة حيادية فأن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي".

 

قاووق : حريصون على الانتخابات بقانون جديد ودون تأجيل

وطنية - أعلن نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق "أن حزب الله من موقع القوة والحرص لا يرد على الشتائم لأنه يريد أن يقطع الطريق على الفتنة وعدم تحقيق الاحلام الاميركية"، موضحا "هناك أدوات أمريكية في لبنان والمنطقة إرتضت لنفسها ان تكون أداة تؤدي وظيفة أمريكية ودون مقابل، وفي لبنان ارتفعت وتيرة التحريض المذهبي والتوتير الميداني في محاولة لابتزاز إرادة اللبنانيين وفرض قانون إنتخابي هو قانون الستين، ونحن منذ البداية كنا نقول هناك في لبنان من يعتمد سياسة المناورات وتقطيع الوقت من أجل فرض قانون الستين وأمريكا كشفت عن حقيقة نواياها تجاه لبنان وأنها تدعم قانون الستين".

وقال قاووق احتفال تأبيني في بلدة تفاحتا الجنوبية بحضور النائب علي عسيران وشخصيات وفعاليات إجتماعية وبلدية :"موقفنا في حزب الله الموقف النهائي والواضح نحن نحرص على إنتخابات بقانون جديد ودون تأجيل، أما قانون الستين فقد مات وأصبح رميماً وعصفت به الرياح ولا فرصة لإحيائه". وسأل :"لماذا إصرار حزب المستقبل على رفض أي قانون جديد؟ لأن أي قانون جديد فيه نسبية والنسبية تعيد حزب المستقبل إلى حجمه الطبيعي، هذا يكشف أن فريق 14 آذار وبالأخص حزب المستقبل أنهم لا يريدون المناصفة الحقيقية ولا الشراكة الفعلية،والآن وصلنا إلى آخر الطريق وبعد أيام تنتهي المهل الدستورية ولا بد من توجيه الدعوة إلى موعد إنتخابات ،والممر الضروري والوحيد لإجراء الإنتخابات هو قانون جديد"

 

الجميل وكونيلي شددا على احترام المهل الدستورية للانتخابات واجرائها في موعدها

وطنية - إستقبل الرئيس أمين الجميل، في بيت الكتائب المركزي السفيرة الأميركية مورا كونيلي، في حضور النائب سامر سعادة ونائب رئيس الحزب سجعان القزي ورئيس مجلس الإعلام جورج يزبك. وتناولت المحادثات، بحسب بيان المكتب الاعلامي للجميل، "الوضع الداخلي في ضوء تعثر القوى السياسية في التوافق على قانون للانتخاب، وكان تأكيد مشترك لأهمية إحترام المهل الدستورية وإجراء الإنتخابات في موعدها". وتطرقت الى "الوضع في المنطقة وبخاصة تطورات الأزمة السورية وإنعكاساتها على الداخل اللبناني". وجدد الرئيس أمين الجميل موقفه الثابت من "الحياد الإيجابي"، داعيا الأفرقاء كافة الى "إحترام إعلان بعبدا".

 

حبيش:مستعدون للتعاون مع بلدية القبيات الجديدة وكفى تجريحا بنا

وطنسة - شكر النائب هادي حبيش في مؤتمر صحافي عقده في القبيات تناول فيه نتائج الانتخابات البلدية في البلدة، "أهل القبيات على اجتياز العملية الانتخابية والقوات اللبنانية حليفنا في هذه الانتخابات والأجهزة الأمنية"، مهنئا اللائحة التي ربحت لأننا جميعنا أبناء القبيات وأنا مستعد للتعاون مع البلدية الجديدة. الانتخابات البلدية أصبحت وراءنا ومصلحة القبيات فوق كل الاعتبارات والحساسيات". وأكد أن "نسبة الانتخاب كانت 60 في المئة ولأول مرة 95 في المئة من اللوائح كانت كاملة". وأضاف:" أما أسباب خسارة اللائحة المدعومة من قبلنا: لا ننسى أن توقيت المعركة جاء قبل 3 أشهر من الانتخابات النيابية، وفي القبيات طامحون كثر للترشح إلى الانتخابات النيابية وبالتالي أخذ مكاني، فاجتمعوا كلهم، إضافة إلى كم هائل من المال وأحضروا مغتربين من كل دول العالم، وكم هائل من الشائعات التي ضخت في وجهنا، كل ذلك في وجه لائحتنا".  وتابع:"نريد الرد على أمور ضخت في وجهنا لم نرد عليها في حينها، أما اليوم فسأرد أولا على الأستاذ مخايل الضاهر الذي أثار مسألة الأحجام والأوزان، وأقول:"اليوم إذا وصلنا إلى الانتخابات النيابية في فريقنا مرشح واحد، أما فريقهم مكون من عشر مرشحين سينقسمون في ما بينهم. كنت أتمنى عليه ألا يدخل لأن حجمنا بات واضحا".

ورد على مسألة أخرى "هي مسألة الجيش اللبناني، فقد تم تضليل المواطنين إذ اتهموني بأنني قلت: الجيش اللبناني جيش أرعن. الرعونة تصرف غير مسؤول. يوم حادثة البيرة، قلت تصرف العناصر كان تصرفا أرعن. أنا نائب ولي الحق في أن أنتقد أي جهاز إذا كان تصرفه مسؤولا أو غير مسؤول. لا نزايدن على بعضنا بدعمنا للجيش اللبناني، أنا شخصيا ما فعلته للجيش في حادث البيرة نوه به قائد الجيش جان قهوجي وبين أن موقفي كان كافيا ليبين التخفيف من الاحتقان. هذه واجباتي. أما مسألة الكلام الأرعن الذي قاله قائد الجيش السابق العماد ميشال عون: كيف أرسل سامر حنا إلى الجنوب من دون التنسيق مع حزب الله، هذا كلام أرعن".

وتابع:"المسألة ثالثة هي أن هادي حبيش يستثمر خدماته للانتخابات النيابية. بيتنا مفتوح للخدمات، للفريق الذي انتخبنا أو الذي لم ينتخبنا، وأنا مستمر في خدماتي ولن أوقفها. هناك من قدمنا لهم الكثير من الخدمات ولم ينتخبونا في الانتخابات النيابية السابقة". وختم:"نحن أبناء ضيعة واحدة، أدعوكم إلى الترفع عن التجريح، ولنتذكر تعاليم المسيح التي تتكلم عن التسامح، لنبتعد عن الأحقاد، الانتخابات البلدية أصبحت وراءنا، وكفى تجريحا بالناس وخصوصا على الفيسبوك، انتقدتموني كثيرا وأسامحكم". وردا على سؤال قال:" لأول مرة تضخ أموال كثيرة في معركة بلدية، وعندما يحضرون 400 شخص ليقترعوا، مصاريف هؤلاء تكون في حدود 600 ألف دولار، هذا ما أثر في النتائج، والدعايات والتضليل أثرت أيضا".

 

الاحرار: على الحكومة النظر في هموم المواطنين

وطنية - تمنى امين عام حزب الوطنيين الاحرار الياس ابو عاصي، خلال حفل توزيع جوائز دورة "الوفاء لداني شمعون" لكرة القدم في بعبدا التي نظمتها منظمة الطلاب في الحزب، على "الحكومة النظر في هموم المواطنين وأن يعمل السياسيون كفريق واحد لانه في العمل الفردي يكون الفشل، أما في التعالي عن الشخصانية فهناك النجاح".

من جهته، حث رئيس منظمة الطلاب سيمون درغام "الشباب على بذل الجهود، كما في الرياضة، كذلك في سبيل المحافظة على لبنان"، وحيا "روح الشهيد داني شمعون التي يستمد منها الشباب نضالهم".

اما رئيس بلدية الشياح - عين الرمانة ادمون غاريوس فقد نوه بجهود شباب حزب الوطنيين الاحرار طالبا "من شباب بعبدا المثابرة للحفاظ على وحدتهم".

وكانت كلمة لمندوب المناطق في منظمة طلاب الاحرار ماريو مونس شدد فيها على "وفاء حزب الوطنيين الاحرار للشهداء وعلى رأسهم الشهيد داني شمعون"، شاكرا لكل من ساهم في نجاح الدورة وخص بالذكر ادمون غاريوس.

 

زاسبيكين زار فرنجيه في بنشعي: نتمنى إجراء الانتخابات بتوافق وليس بأوامر من الخارج

وطنية - عرض رئيس "تيار المرده" النائب سليمان فرنجيه مع السفير الروسي الكسندر زاسبيكين الاوضاع الراهنة محليا واقليميا، ولا سيما الاتصالات الجارية حول بدء الحوار السياسي في سوريا. وشارك في الاجتماع السيدان طوني فرنجيه وانطوان مرعب. وأدلى زاسبيكين بتصريح قال فيه: "لقد تبادلنا الرأي مع الوزير فرنجيه حول مواضيع عدة، وبدرجة اولى الوضع في سوريا، وأكدت أن الاولوية القصوى هي لوقف سفك الدماء في هذا البلد وجلوس السلطات والمعارضة الى طاولة المفاوضات كما ينص عليه بيان جنيف، وانا اشير الى ان السلطات السورية جاهزة للحوار، كما نلاحظ تطورا نحو الحوار من جزء من المعارضة، إلا أن هناك تصرفات معاكسة للقوى الراديكالية التي تسعى الى إسقاط أي محاولات لوقف العنف، وندعو مجددا الى التسوية السياسية في سوريا وعزل المتطرفين ومكافحة الارهابيين، ونريد إيجاد قواسم مشتركة مع الاطراف الخارجيين، وندعو ايضا الى وضع حد لتمويل المجموعات المسلحة وعدم تحريضها على مواصلة الاعمال التخريبية". وأضاف: "بالنسبة الى لبنان، نؤكد التزام روسيا سيادته ووحدته، ونؤيد تحييد البلاد والاجراءات التي تتخذها السلطات اللبنانية، وخصوصا الجيش، للحفاظ على الامن والاستقرار في لبنان، كما نؤيد منع تهريب السلاح وتسرب المقاتلين تفاديا لوقوع الفتنة، ونتمنى إجراء الانتخابات البرلمانية في لبنان بتوافق وليس بأوامر من الخارج، فالانتخابات يجب أن تخدم الاستقرار وأن تجرى ضمن الاطار الديموقراطي اللبناني". وهل يعتبر موقفه من الانتخابات ردا مباشرا على موقف السفيرة الاميركية مورا كونيللي الذي وصف بأنه تدخل أميركي مباشر في الانتخابات اللبنانية، أجاب: "نحن لدينا موقف واضح يقول بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبنان، ونتمنى أن ينتهج الأطراف الآخرون النهج نفسه، وكل التفاصيل المتعلقة بالانتخابات البرلمانية هي شأن داخلي لبناني، ونؤكد ضرورة ايجاد المناخ التوافقي لهذه الانتخابات. أما على أي أساس ستجرى هذه الانتخابات ووفق أي قانون وفي أي تاريخ، فهذا يتم وفق القوانين اللبنانية والاتفاق بين اللبنانيين أنفسهم، لأنه بالنسبة الى الاطراف الخارجيين، الأهم هو الاستقرار والامن في هذا البلد".

وعما إذا كان متفائلا بحل سياسي في سوريا، قال: "نحن كديبلوماسية روسية نعمل للافادة من معطيات لتحريك التسوية السياسية ودفعها الى الامام، ونتشاور مع الاطراف الخارجيين، وبالدرجة الاولى مع الاميركيين، وأثناء اللقاء الاول بين الوزيرين لافروف وكيري، تم إيجاد قواسم مشتركة في ما يخص ضرورة وقف العنف وإيجاد التسوية السياسية، وفي الوقت نفسه إن القرارات التي اتخذت خلال اجتماع لروما لا تخدم قضية الحل السياسي في سوريا، وإذا لاحظنا هذه المستجدات فإننا سنواصل العمل مع جميع الاطراف المعنيين، بما في ذلك اللقاءات مع المعارضة، رغم أننا لا نوافق على مواقف المعارضة، إلا أننا نشجعهم على الجهوز للحوار مع السلطات السورية".

 

سليمان في مجلس الوزراء: السلسلة قيد المعالجة المتأنية وستناقش اعتبارا من 21 الجاري في جلسة أو أكثر لإحالتها

وطنية - جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تنويهه بجهود كل الاجهزة والقوى الامنية التي واكبت العملية الانتخابية الفرعية البلدية والاختيارية الاحد الفائت في نحو عشرين بلدة، "والتي جرت بشكل جيد وبمناخ أمني وتدابير شفافة في الفرز والاقتراع". وأشار خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء التي عقدت في القصر الجمهوري في بعبدا صباح اليوم الى "أن موضوع سلسلة الرتب والرواتب هو قيد المعالجة المتأنية من رئيس الحكومة مع أصحاب الشأن الاقتصادي من وزير المال ووزير الاقتصاد والتجارة وهيئة التنسيق والهيئات الاقتصادية، للتوصل الى الحلول المناسبة"، لافتا الى أنه "اعتبارا من 21 من الجاري ستناقش هذه السلسلة في مجلس الوزراء في جلسة أو أكثر، تمهيدا لإحالتها على مجلس النواب".

المقررات

وفي نهاية الجلسة، تلا وزير الاعلام وليد الداعوق المقررات الآتية:

"بناء على دعوة دولة رئيس مجلس الوزراء، عقد مجلس الوزراء صباح اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة فخامة الرئيس وحضور غالبية الوزراء الذين غاب عنهم الوزراء: سليم كرم، شكيب قرطباوي ونقولا نحاس.

افتتح فخامة الرئيس الجلسة بالاشارة الى أن الانتخابات الفرعية البلدية والاختيارية التي أجريت الاحد الفائت في نحو عشرين بلدة تمت بشكل جيد وبمناخ أمني وتدابير شفافة في الفرز والاقتراع.

ولفت فخامته الى أنه في اليوم نفسه جرت تظاهرات واعتصامات متنقلة في صيدا، وقد قامت القوى الامنية بواجباتها بشكل جيد تنفيذا للمهمات الموكلة اليها من مجلس الوزراء، وكان المجلس الاعلى للدفاع قد انعقد الاسبوع المنصرم للوقوف على حاجات الاجهزة الامنية للقيام بمهماتها المتنوعة من حفظ أمن ومكافحة الخطف، واتخاذ التدابير على الحدود الجنوبية كافة، والحدود البرية وسائر المناطق، مما أدى الى نتيجة إيجابية فورية مع الاجهزة التي كانت تنسق بشكل جيد في ما بينها بتوجهات من معالي وزيري الداخلية والدفاع.

أما في ما يتعلق بموضوع سلسلة الرتب والرواتب، فهو قيد المعالجة المتأنية من رئيس الحكومة مع أصحاب الشأن الاقتصادي من وزير المال ووزير الاقتصاد والتجارة وهيئة التنسيق والهيئات الاقتصادية لأجل الوصول الى الحلول المناسبة.

وقال فخامته: اعتبارا من 21 من الجاري، سنناقش هذه السلسلة في مجلس الوزراء في جلسة أو أكثر تمهيدا لإحالتها على مجلس النواب.

وتمنى فخامة الرئيس على هيئة التنسيق ان تستكمل رفع الاضراب لتسهيل مصالح المواطنين.

وتناول فخامة الرئيس اللقاءات التي تحصل مع السفراء والديبلوماسيين والموفدين من الخارج، مشيرا الى أنه سيلتقي بعد ظهر اليوم الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ومجموعة من السفراء الخليجيين الموجودين في لبنان، وسيتم تجديد تأكيد الموقف اللبناني القاضي بتنفيذ اعلان بعبدا.

ومن أبرز المقررات المتخذة:

- تشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير الثقافة وعضوية وزيري المال والسياحة لبحث السبل الكفيلة لدراسة تخفيض الرسوم والضرائب على الفنانين الاجانب الذين سيعملون في المهرجانات.

- نقل اعتماد بقيمة عشرين مليار ليرة من احتياط الموازنة العامة الى موازنة رئاسة مجلس الوزراء مساهمة لمجلس الجنوب.

- نقل اعتماد بقيمة مئة وخمسة وسبعين مليون ليرة من احتياط الموازنة العامة الى موازنة وزارة الزراعة، لزوم تنفيذ يوم النبيذ اللبناني في فرنسا. ونقل اعتماد بقيمة 103,041,000 ليرة لتسديد مساهمة لبنان في موازنة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة أكساد.

- نقل اعتماد بقيمة ستة مليارات ليرة من احتياط موازنة وزارة الشباب والرياضة لتمويل كلفة تنفيذ الاشغال المتبقية لمشروع إنشاء ملعب بعلبك.

- الموافقة على مشروع قانون منح وزارة المال سلفة مالية لتعويض اصحاب الحقوق المتوجبة على الجمعية التعاونية الاستهلاكية والانتاجية في لبنان.

- نقل اعتماد بقيمة 3 مليارات ليرة من احتياط الموازنة الى موازنة وزارة الداخلية والبلديات- الامن العام- إصدار بطاقات بيومترية للرعايا الاجانب والعرب المقيمين في لبنان.

- الموافقة على مشروع مرسوم يتعلق بتوزيع عائدات الصندوق البلدي المستقل.

- الموافقة على مشروع مرسوم تحديد الاوضاع الصحية للعسكريين وطرق المعالجة بما يتوافق مع قانون الدفاع الوطني.

- الموافقة على تطويع 500 مأمور متمرن إضافي لمصلحة المديرية العامة للأمن العام وإلحاقهم اعتبارا من 2014.

- الموافقة على مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة ووزارة التجارة والصناعة والسياحة في جمهورية قبرص.

- تفويض رئيس مجلس الانماء والاعمار بتوقيع اتفاقيتي الاستصناع والوكالة العائدتين لمشروع تطوير البنية التحتية في مدينة صيدا.

- الموافقة على انواع الاحتياطات الفنية المنصوص عليها في قانون تنظيم هيئات الضمان.

- الموافقة على اضافة شروط لتنظيم شهادات التعليم المهني والتقني في المديرية العامة للتعليم المهني والتقني.

- الموافقة على انشاء ثلاثة معاهد عليا للدكتوراه في الجامعة اللبنانية.

- تحديد الوثائق الثبوتية لتمكين التلامذة النازحين من سوريا من التقدم لإمتحانات الشهادات الرسمية اللبنانية unhcr او افادة من السفارة- مفوضية اللاجئين.

- الموافقة على إدخال مساعدات من جمعية الهلال الاحمر العراقي لتوزيعها على النازحين السورين.

ثم دعا دولة الرئيس المجلس الى الانعقاد صباح يوم الثلثاء في 12 آذار 2013 في السراي الحكومي الكبير.

حوار

ثم دار بين الداعوق والصحافيين الحوار الآتي:

سئل: توقيع مرسوم الهيئات الناخبة من رئيسي الجمهورية والحكومة كان موضع جدل وعدد من الآراء المتبادلة بين الوزراء، وكان هناك مأخذ مفاده أن توقيع الرئيسين سليمان وميقاتي المرسوم هو محاولة لإحياء قانون الستين، كيف كانت الردود على التوقيع؟

أجاب: "هذا الامر حصل نقاش في شأنه، حيث عرض فخامة الرئيس أنه ودولة الرئيس دعوا الهيئات الناخبة، كذلك أكد الامر وزير الداخلية الذي قال إنه عرض الموضوع، وهذا أمر دستوري وقانوني، وفي النتيجة هو ضروري وتترتب عليه مسؤوليات. لكن فخامة الرئيس أكد، وكذلك دولة الرئيس أن قانون الستين مات موتا سريريا، وحتى يحين موعد دفنه بصورة نهائية يبقى هو القانون الساري المفعول. وفي النتيجة أيضا علينا احترام كل مواده، ولا سيما منها دعوات الهيئات الناخبة".

سئل: يعني أن هناك إمكانا، ما لم يتم التوصل والتوافق على قانون إنتخاب جديد بحسب تصريح رئيس الجمهورية، للعودة الى قانون الستين؟

أجاب: "مبدئيا لا، وان شاء الله لا نصل الى هذه النتيجة. فخامة الرئيس ودولة الرئيس أكدا أن البحث يتم والنقاش جار لإيجاد قانون انتخابي بديل، وخصوصا أن الحكومة كانت قدمت مشروع قانون أحيل على مجلس النواب، والنقاشات جارية والجميع يساعد في هذا الموضوع. لكن ما تم هو محض تقني ودستوري".

سئل: هل جاء رأي هيئة الاستشارات العليا في موضوع هيئة الاشراف على الانتخابات؟

أجاب: "كلا لم يصل بعد، ولم يتم بعد تعيين هيئة الاشراف على الانتخابات، وما تم هو دعوة الهيئات الناخبة وفق القانون الساري المفعول راهنا".

لقاء سليمان وميقاتي

وكان سبق الجلسة لقاء بين الرئيسين سليمان وميقاتي تم في خلاله عرض الاوضاع الراهنة.

 

تقرير مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين: أكثر من 325000 سوري يتلقون المساعدة منهم 203000 مسجلون

وطنية - أكد التقرير الأسبوعي الذي تصدره مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين أن أكثر من 325000 لاجئ سوري يتلقون حاليا الحماية والمساعدة من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الشريكة والحكومة اللبنانية. من بين هؤلاء، هنالك أكثر من 203000 شخص مسجلين لدى المفوضية، بالإضافة إلى أكثر من 122000 شخص في انتظار حلول موعد تسجيلهم.

ويتوزع النازحون المسجلون حاليا على الشكل الآتي:

شمال لبنان: 94933

البقاع: 77631

بيروت وجنوب لبنان: 31271

وقال التقرير "إن معظم اللاجئين السوريين الذين تسجلوا لدينا خلال شهر شباط قد وصلوا من حمص وإدلب ودمشق وحلب".

أضاف: "تتمثل الأولوية لدى المفوضية خلال شهر شباط والأشهر المقبلة بتخفيض فترات الانتظار في مكاتب التسجيل في لبنان. أسفرت الجهود الموسعة عن تسجيل أكثر من 2000 لاجئ إضافي خلال هذا الشهر مقارنة بالشهر الماضي وعن انخفاض في فترات الانتظار في سائر المناطق. تهدف المفوضية إلى الانتهاء من تسجيل سائر اللاجئين الذين لا يزالون في الانتظار خلال الأشهر المقبلة مع افتتاح مركز جديد للتسجيل في زحلة - الذي باشر عمله اليوم، وافتتاح المركز في صور في وقت لاحق من هذا الشهر. لا يزال العمل مستمرا من أجل تحديد موقع جديد في بيروت ولكن مع بعض الإشارات الإيجابية إلى احتمال التوصل قريبا إلى اتفاق في هذا الصدد.

خلال الأسبوعين الماضيين، عملت فرق التسجيل خلال عطلة نهاية الأسبوع وفي دوامات مسائية في بيروت من أجل معالجة مسألة تراكم عدد اللاجئين غير المسجلين. في جنوب لبنان، تمكنت فرق التسجيل من الوصول إلى اللاجئين في صيدا وتسجيلهم ريثما يتم الانتهاء من أعمال البناء الجارية في مركز التسجيل الجديد في صور. كما تعمل المفوضية ووزارة الشؤون الاجتماعية على مراجعة آليات واستراتيجية التسجيل من أجل تسريع العملية وخفض فترات الانتظار بحلول نهاية شهر نيسان". وعلى صعيد الحماية قال التقرير: "قامت المفوضية وشركاؤها بعدد من المبادرات خلال هذا الشهر بهدف تحسين حماية اللاجئين وأنشطة الاتصال والتوعية على الحماية بين 300000 لاجئ موزعين على 800 بلدة. في شهر شباط، وضعت المفوضية بالتعاون مع مجلس اللاجئين الدانمركي برنامج "جهات التنسيق من اللاجئين" الذي يتم بموجبه تعيين متطوعين من اللاجئين للمساعدة في الاتصال والتوعية والرصد وإعداد التقارير عن الزيارات التي تستهدف أعضاء آخرين من مجتمع اللاجئين.

كما عملت المفوضية خلال هذا الشهر على تشجيع الأقليات على الشعور بمزيد من الثقة لتسجيل أنفسهم لدى مكاتبنا، مع تأكيد سرية التسجيل والغرض الإنساني منه. وقد شهد شهر شباط برامج توعية ملحوظة استهدفت الأقليات الدينية في الشمال والبقاع. تم عقد اجتماعات مع جماعات من الكنيستين السريانية والأرثوذكسية، فحظي الأفراد من الطائفتين بالفرصة لطرح الأسئلة ومشاركة همومهم. كما تم بذل جهود مماثلة مع جماعات من الشيعية والعلويين الذين أبدوا بدورهم تراجعا عن تمنعهم حيال الاتصال بالمفوضية والتسجيل".

وتابع التقرير: "في شهر شباط أيضا، تم إطلاق حملة تسجيل الولادات بعنوان "أعط طفلك اسما". ويتم حاليا توزيع مناشير على اللاجئين السوريين حول أهمية والخطوات اللازمة لتسجيل الولادات في مختلف المراكز في سائر أنحاء لبنان. إن تسجيل الولادات هو من الأمور الحيوية لضمان الاعتراف بالجنسية السورية لهؤلاء الأطفال حتى لا يصبحوا عديمي الجنسية في لبنان.

انتهى الشهر بمؤتمر صحافي حول إطلاق العمل على برنامج مشترك بين وزارة الشؤون الاجتماعية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي من أجل توفير الدعم للمجتمعات المحلية المضيفة اللبنانية التي رحبت بكرم بالغ باللاجئين السوريين. وكجزء من المؤتمر، سلطت المفوضية الضوء على الجهود المشتركة بين الوكالات التي بذلت لدعم المجتمعات المضيفة، بما في ذلك أعمال ترميم وتجديد الملاجئ والدعم المدرسي والتحسينات في ما يتعلق بخدمات المياه والصرف الصحي (آبار، خزانات مياه، إصلاح الأنابيب، الخ) والمشاريع المجتمعية (مكتبات، حدائق عامة، سينما، ملاعب) ودعم التعاونيات الزراعية. لقد أكد المشاركون جميعا على الحاجة إلى مزيد من الدعم للبنان والشعب اللبناني إزاء استمرار ارتفاع أعداد اللاجئين السوريين".

وتحت عنوان الأمن، قال التقرير: "أدى القصف العنيف وعمليات القنص خلال الأسبوع الماضي في منطقة خط البترول في شمال لبنان إلى مقتل شخصين وإصابة آخر، فضلا عن إلحاق أضرار جسيمة بنحو عشرة منازل.

إن المفوضية وشركاءها على اتصال وثيق مع اللاجئين في المناطق المتضررة وذلك لضمان سلامتهم؛ كما أنها كانت قد عرضت عليهم في السابق الانتقال من هذه المنطقة. غير أن العديد منهم يفضلون البقاء هناك نظرا إلى قرب هذه المنطقة من سوريا.

وقد تم توزيع أكثر من 400000 قسيمة ملابس شتوية وأجهزة تدفئة كهربائية وبطانيات ووسائد وفرش ومجموعات مستلزمات للنظافة الصحية ورعاية الأطفال خلال هذا الشهر من خلال جهود كل من المفوضية واليونيسيف ومجلس اللاجئين الدانمركي ومؤسسة عامل ومؤسسة مخزومي ومنظمة الرؤية العالمية ومركز الأجانب - جمعية كاريتاس لبنان. بالإضافة إلى ذلك، تم توزيع أكثر من 146000 قسيمة غذائية مقدمة من برنامج الأغذية العالمي و764 سلة غذائية استفاد منها 3820 شخصا في مختلف أنحاء البلاد.

وتم إطلاق جهود إضافية لتلبية احتياجات الوافدين الجدد من السوريين الذين هم بحاجة ماسة إلى المساعدات ريثما يتم تسجيلهم. كان للجهات الفاعلة المحلية والبلديات دور حيوي في إبلاغ المفوضية والشركاء بشكل منتظم عن حجم تدفق الوافدين الجدد واحتياجاتهم. في البقاع، وبفضل المعلومات التي تم تبادلها من خلال بلديات العين وبعلبك وعرسال، بالإضافة إلى دار الفتوى، تم توزيع مساعدات أساسية، بما في ذلك الفرش والبطانيات والأغطية البلاستيكية، على أسر الوافدين حديثا. وكذلك الأمر في شمال لبنان، تعمل المفوضية مع مجلس اللاجئين الدانمركي، بمساعدة المنظمة غير الحكومية المحلية، جمعية "تنمية بلا حدود"، على استهداف الوافدين الجدد من السوريين. سيتم تنفيذ هذا المشروع خلال الشهر القادم وسيشمل توزيع مجموعات مستلزمات للنظافة الصحية وأواني للمطبخ ومواقد للتدفئة والطبخ وفرش وبطانيات وقوارير غاز مع أربع قسائم لإعادة تعبئتها. أما في جبل لبنان والجنوب، فتساعد الجهات الفاعلة المحلية أيضا على تحديد وإحالة الوافدين الجدد للتسجيل. كما تعمل كل من المفوضية ومركزك الأجانب - جمعية كاريتاس لبنان ودار الفتوى ولجنة الإغاثة المحلية ومجلس اللاجئين الدانمركي ومنظمة "شيلد" ومؤسسة السلام ومراكز الخدمات الإنمائية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية على توفير مواد الإغاثة للوافدين الجدد الذين يتم تحديدهم في المنطقة. لقد اتسمت المجتمعات المحلية بدورها بالاستباق والاستجابة. خلال شهر شباط، تمت زيارة أكثر من 12000 لاجئ سوري كانوا قد وصلوا حديثا كما تم تزويدهم بالمشورة والمساعدة".

وعلى صعيد التعليم، أوضح التقرير أن النصف الثاني من شهر شباط تميز ببدء إضراب مفتوح لمعلمي المدارس وموظفي القطاع العام للمطالبة بزيادة الرواتب. وتواصل معظم المدارس الخاصة والرسمية إقفال أبوابها حاليا، الأمر الذي يؤثر على الطلاب السوريين واللبنانيين على حد سواء. سيتم كما نأمل تعويض أيام الإقفال لسائر الطلاب في نهاية العام الدراسي.

وخلال شهر شباط، تواصل تسجيل الطلاب السوريين، وإن بأعداد خفيفة، في المدارس الرسمية اللبنانية؛ وقد تمت مساعدة هؤلاء من خلال جهود اليونيسيف والمفوضية ومؤسسة عامل ومنظمة إنقاذ الطفولة ومركز الأجانب - جمعية كاريتاس لبنان. تلقى جميعهم المساعدة من خلال منحة تعليمية للعودة إلى المدرسة، تشمل مواد القرطاسية والحقائب المدرسية والزي المدرسي ورسوم التسجيل. بذلك ارتفع العدد الإجمالي للأطفال اللاجئين السوريين المسجلين في المدارس الرسمية في لبنان من 24000 في كانون الثاني إلى 25700 بحلول نهاية شهر شباط. في غضون ذلك، لا تزال الجهود الرامية إلى خلق حوافز فكرية ونفسية للأطفال جارية لتشجيعهم على مواصلة الذهاب إلى المدرسة. أمن الشركاء صفوف تقوية وبرامج تعليمية تعويضية وغيرها من الأنشطة اللاصفية بمشاركة كل من الطلاب اللبنانيين والسوريين في البقاع والشمال وبيروت والجنوب.

خلال الأسبوع الأخير من شهر شباط، اجتمعت وزارة التربية والتعليم العالي مع كل من المفوضية واليونيسيف واليونسكو للتحضير للتقويم المشترك للحاجات التعليمية الذي سيتم إطلاقه في شهر آذار. وكجزء من هذا الاجتماع، تم تدريب المسؤولين عن التقييم على المعايير الدنيا للتعليم وكيفية إجراء مناقشات جماعية مركزة مع الأطفال وجمع البيانات وإدارة المعلومات. سيجري التقييم في الأيام العشرة الأولى من شهر آذار. ستساعد نتائج هذا التقييم على تسليط الضوء على الثغرات والحاجات التعليمية الأكثر إلحاحا والتي سيتم تشاركها مع الجهات المانحة واستخدامها كمعلومات أساسية للبرنامج التعليمي الذي سيتم تنفيذه خلال الفترة المتبقية من العام 2013".

وفي الشأن الصحي، تحدث التقرير عن انه خلال شهر شباط، توجه أكثر من 9100 لاجئ مريض إلى عيادات الرعاية الصحية الأولية التي تحظى بدعم المفوضية والهيئة الطبية الدولية ومؤسسة عامل وجمعية كاريتاس ومؤسسة مخزومي في كل من بيروت والبازورية وصور والعين وطرابلس وعكار ووادي خالد والبقاع للخضوع للمعاينات الطبية، بما في ذلك طب الأسنان والخدمات التشخيصية والرعاية أثناء الحمل والأدوية واللقاحات وعمليات الإحالة.

بالإضافة إلى ذلك، تم إدخال أكثر من 2000 مريض إلى المستشفيات التي تحظى بدعم الهيئة الطبية الدولية وكاريتاس ومؤسسة مخزومي في كل من بيروت والشمال والبقاع.

وكان التركيز خلال هذا الشهر ثلاثي الأبعاد من جهة الخدمات الصحية، وشمل: تقديم المساعدة إلى اللاجئين غير المسجلين الذين يعانون من احتياجات طبية عاجلة وتوفير خدمات الصحة النفسية للأشخاص الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب وتعزيز الوقاية الصحية من خلال كل من حملات التوعية وحملة تلقيح شاملة على صعيد الوطن ككل.

وعمدت المفوضية مع شركائها إلى التنسيق بشكل وثيق مع الجهات الفاعلة في مجال الرعاية الصحية والسلطات المحلية والبلديات من أجل تحديد اللاجئين الوافدين حديثا والذين يعانون من احتياجات عاجلة في مجال الرعاية الصحية الثانوية. تم تسريع تسجيل الأشخاص الذين يندرجون ضمن هذه الفئة وتزويدهم المساعدة اللازمة. في المتوسط، 20% من الأشخاص الذين تم إدخالهم إلى المستشفيات هم من اللاجئين الوافدين حديثا الذين تم تسريع عملية تسجيلهم من أجل تسهيل حصولهم على الخدمات الصحية؛ وتشمل هذه الفئة بشكل رئيسي النساء الحوامل اللواتي اضطررن إلى الفرار من سوريا خلال فترة الحمل.

بالإضافة إلى ذلك، خلفت تجربة النزوح والحرب آثارا على العديد من اللاجئين السوريين في لبنان. أفادت الهيئة الطبية الدولية عن زيادة متواصلة في عدد السوريين الذين يعانون اضطرابات نفسية، خاصة حالات الاكتئاب والقلق. أجرت المفوضية والهيئة الطبية الدولية أكثر من 2000 معاينة سريرية خلال شهر شباط، وذلك من خلال زيارات التوعية والخدمات المقدمة في المراكز. يقوم الأخصائيون في علم النفس والطب النفسي للأطفال التابعون للهيئة الطبية الدولية بزيارات منزلية للاجئين المعرضين بشكل خاص وغير القادرين على زيارة مراكزنا، إما بسبب إعاقتهم البدنية أو مشاكل نفسية وعقلية شديدة. خلال الأسبوع الماضي، أطلب فريق العمل الخاص بالصحة النفسية في البقاع أول جلسة علاج جماعي مع مجموعة من الأمهات السوريات في مركز سعدنايل. وقد هدفت هذه الجلسة إلى خلق حيز للإصغاء لأشخاص يتشاركون على الأرجح مخاوف مماثلة وتقديم المشورة بشأن المسائل المتصلة برفاه الأمهات والأطفال في السياق الراهن الصعب".

وتابع التقرير: "لقد بذلت الجهات الفاعلة في مجال الرعاية الصحية الجهود لمراقبة عن كثب واستباق تفشي الأمراض المعدية وتحسين أنماط العيش والسلوكيات في أوساط السكان اللاجئين. تم إجراء أكثر من 2000 دورة توعية صحية خلال شهر شباط، وقد تناولت سلسلة من المواضيع الصحية، بما في ذلك سبل الوقاية من التهاب الكبد A. بالإضافة إلى ذلك، تواصلت حملة التلقيح المعزز، التي كانت قد نفذت من خلال جهود كل من وزارة الصحة العامة واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية، خلال شهر شباط مثبتة نجاحها الكبير. تم تلقيح أكثر من 250000 طفل لبناني وسوري، تتراوح أعمارهم بين 0 و18 سنة ضد الحصبة وشلل الأطفال، في حين تلقى نحو 120000 طفل الفيتامين ألف. وبتوجيه من وزارة الصحة العامة، ستعمد اليونيسيف إلى توسيع الحملة في 16 منطقة إضافية، وذلك من أجل بلوغ وحماية المزيد من الأطفال من هذه الأمراض.

وتعمل المفوضية مع الشركاء في مجال الرعاية الصحية حاليا على عرض إجراءات الإحالة القائمة إلى المستشفيات، فضلا عن تشجيع المزيد من اللاجئين على طلب المساعدة في مراكز الرعاية الصحية الأولية قبل اللجوء إلى خدمات الرعاية الصحية الثانوية في المستشفيات. كما تتم معالجة مسألة قدرة مراكز الرعاية الصحية الأولية على الاستيعاب من أجل سد الثغرات وتحسين الخدمات المقدمة. سيؤدي هذا الجهد إلى تحسين طريقة توزيع موازنتنا وتحديد الأولويات".

واعتبر التقرير "أن مسألة الإيواء تبقى القضية المركزية في الاستجابة المشتركة بين الوكالات خلال شهر شباط، إذ إن اللاجئين السوريين واجهوا صعوبات متزايدة في إيجاد حلول الإيواء المناسبة والمعقولة الكلفة.

وتم تقديم المساعدة المالية إلى اللاجئين المعرضين وغير القادرين على تسديد الإيجار، وذلك لتغطية الإيجار الشهري. وقد واصل مجلس اللاجئين النرويجي توقيع العقود مع لبنانيين يمتلكون منازل غير منتهية في البقاع وعكار من أجل مباشرة أعمال إعادة تأهيل هذه المنازل التي ستستضيف بدورها مجانا لاجئين سوريين لمدة عام كامل. كما باشرت منظمة الأولوية الملحة إعادة تأهيل منازل تحتاج إلى عمليات ترميم طفيفة.

ركز الشركاء في مجال الإيواء أيضا خلال هذا الشهر على تحديد اللاجئين الذين يعيشون في ملاجئ جماعية غير رسمية في مختلف أنحاء لبنان. في الأسبوع الماضي، تم إعلام المفوضية عن 132 عائلة من اللاجئين (578 شخصا) الذين يعيشون في ملجأ الإمام الأوزاعي الجماعي المؤلف من خمس طوابق في صيدا في ظل ظروف دون المستوى المطلوب. قامت فرق العمل التابعة للمفوضية والهيئة الطبية الدولية وجمعية كاريتاس بزيارة المبنى من أجل تحديد الاحتياجات والاستجابة الطبية والإغاثة المناسبة. كما تم تحديد المشاكل الصحية، خاصة بين الأطفال الرضع والصغار. وقد توجه الأطباء إلى الملجأ وتم تقديم الأدوية هناك".

وأضاف: "واصلت الحكومة اللبنانية والمفوضية عملهما على تحديد الأراضي الشاغرة التي يمكن استخدامها كمواقع لمراكز استقبال موقتة لـ5000 شخص في الشمال والبقاع. وقد ساعدت إحدى المنظمات غير الحكومية المحلية وبلديتان في البقاع في تحديد مواقع محتملة لهذا الغرض. وهي اليوم على اتصال مع مالكي الأراضي للحصول على موافقتهم من أجل تنفيذ هذا المشروع.

خلال الأسبوع الماضي، احترقت 12 خيمة عن طريق الخطأ في المستوطنة في تربل. لحسن الحظ، لم تقع أي إصابة جراء هذا الحريق. وقد سهلت المفوضية توفير خيام بديلة على الفور، فضلا عن تأمين المواد الغذائية وغيرها من المواد للأسر المتضررة". وعن المياه والصرف الصحي قال التقرير: "شملت برامج المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في البقاع خلال هذا الشهر بناء 48 مرحاضا وإعادة تأهيل أربعة مراحيض أخرى في المستوطنات من قبل المفوضية ومنظمة العمل لمكافحة الجوع. وقد عمدت هذه الأخيرة أيضا إلى تركيب 217 مغسلة في المستوطنات التي لم تكن مجهزة مسبقا، لاستضافة أعداد كبيرة من الأشخاص. وتم أيضا توزيع نحو 200 مجموعة من مستلزمات النظافة الصحية في مختلف المستوطنات في المنطقة. أما في صيدا، فقد تمت إعادة تأهيل 19 مرفقا صحيا (مراحيض/حمامات). كما أن المفوضية ومنظمة الأولوية الملحة قد رممت 16 مرفقا للصرف الصحي وركبت ستة مراحيض وخزان مياه في ملجأ الإمام الأوزاعي الجماعي. في الشوف، تعمل المفوضية ومنظمة الأولوية الملحة على تمهيد الطريق لإنشاء 29 مرفقا للصرف الصحي. وقد قامت المفوضية ومجلس اللاجئين الدانماركي ومنظمة الأولوية الملحة بتوزيع أكثر من 6000 مجموعة مستلزمات لرعاية الأطفال و11700 مجموعة مستلزمات للنظافة الصحية على اللاجئين في المنطقة".

 

لبنان: من تخصص الطوائف إلى انفصالها

محمد قواص/الحياة

في مرحلة تحوّل لافتة بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، تمّ تدريجياً إسقاط الجانب اللبناني للمقاومة في جنوب البلاد، وجعله حكراً على الطائفة الشيعية وحدها. كانت حركة «أمل» قد بدأت تنمو بصعوبة على هامش التيارات الفلسطينية – اللبنانية، العروبية – اليسارية (في نهاية السبعينات)، لكن هزيمة الإجتياح أطاحت بتلك التيارات ووسّعت من مساحة حركة «أمل» آنذاك، ليحتكر «حزب الله» بعد ذلك ساحة المقاومة في الخطاب والسلوك والفعل وردّ الفعل. تحوّلت المقاومة من عمل وطني عابر للطوائف، إلى جهد تختصّ به الطائفة الشيعية المتأثرة بقيم صدّرتها الثورة الخمينية في إيران. بات الفعل المقاوم بوابة دخول للمذهب الجعفري على الطريقة الإيرانية، ومناسبة لهيمنة سلوكيات في الملبس والطقوس والشكل لم يعرفها أهل الجنوب ولا الشيعة عامة في لبنان قبل ذلك.

وفق ذلك، أصبح بقيةُ اللبنانيين غير معنيين بواجب المقاومة، بعيدين عن تلك المقاومة المتوافرة وتفاصيلها. هم يؤيدونها بالمبدأ أو يتعايشون مع وجودها، لكنهم لا يفهمون أبجديتها، لشعورهم بأنها مقاومة الشيعة، وأن عليهم القبول بها كما تقبل الطوائف أعياد وتقاليد وشعائر بعضها بعضاً. في الحقبة الحريرية المتناكفة مع رئاسة العماد إميل لحود للبلاد، جرى ترويج فلسفة ضمنية تتحدث عن تسليم الشيعة وحلفائهم الملفات الامنية والعسكرية (المقاومة)، مقابل تسليم السُنّة وحلفائهم ملفات الاقتصاد. في ذلك الوقت كان المسيحيون منقسمين بين متواطئ متحالف مع نظام الوصاية السورية، أو معارض مشاكس يتحرى الخلاص من عتمة التهميش.

باختصار، لبنان المقاومة شيعيّ الإختصاص، لبنان الإقتصاد سنيّ الهوي، ولبنان السيادة مسيحيّ النغم. في سياق ذلك الوقت، تمّ التسامح نسبياً مع المشاكسة المسيحية المحلية للوصاية السورية (بعد التخلص من العونية والقواتية نفياً وسجناً)، وهي ممارسة كانت محرّمة على المسلمين. وتقرر سورياً وإيرانياً احتكار الشيعة للعمل العسكري المقاوم في الجنوب (اغتيالات غامضة في الجنوب ثبتت ذلك)، فيما قاد رجل الأعمال السُنّي رفيق الحريري الطائفة لإدارة ملف الإقتصاد لعدم وجود بدائل منافسة لدى الطوائف الأخرى (ولتوافق سعودي - سوري حول الأمر).

في القبول بالوظائف المتفرقة للطوائف، واستكانة اللبنانيين إلى ذلك، قبولٌ باستقلال الاختصاصات، وباستقلال سلطاتها، وبالتالي قبولٌ بفصل الطوائف على أساس الفصل بين الاختصاصات. ومع ذلك، بقيّ تمرين الانتخابات، وفق كافة القوانين الانتخابية (بمساوئها)، يفرض حِرَفيةً في اتقان الشراكة والتأقلم مع شروطها، وبقيت العملية الانتخابية سياقاً صاهراً للطوائف، ولو بخطوطها الشكلية. من جهتها، عملت الوصاية على تدجين كافة الطوائف لصالح منافع الوصاية، وهو تدجين أساسه العملية الانتخابية وفق مناورات خلط اللوائح وتركيب «المحادل»...إلخ، التي دفع المتمردون أو المترددون فواتيرها. بكلمة أخرى، تخصصت الطوائف في وظائفها، وبرعت (تحت رعاية سلطة الوصاية) في إدارة تلك الإختصاصات في مجلس نيابي جامع يتشارك فيه اللبنانيون في انتاج نخبهم الحاكمة.

نظّم «الطائف» الطائفية في لبنان. لكن حدث اغتيال الرئيس رفيق الحريري كاد أن يلغي تلك الطائفية، أو على الأقل في الشكل الذي عرفناه منذ الاستقلال. توقف الإنقسام التقليدي بين المسلمين والمسحيين، وظهر انقسام سياسي حقيقي بين معسكرين يتشارك داخله المسلمون كما المسيحيون. التقت المسيحية العونية مع مسيحيي الوصاية السابقة في خندق واحد مع الشيعية السياسية التي يمثلها «حزب الله» وحركة «أمل»، فيما التقى القسم الأكبر من مسيحيي التهميش السابق مع السُنيّة السياسية التي يقودها «تيار المستقبل». انقسم المسيحيون على أنفسهم بين السُنّة والشيعة وفق هذا الاصطفاف النادر الخارق للطوائف.

يُعيد قانون الانتخابات المعروف بالأرثوذكسي، والذي حاز في شكل أولي على تصويت غالبية المسيحيين، الاصطفافات إلى مربعها الأصلي العتيق. صحيح أن «حزب الله» مؤيدٌ للقانون الذي تدافع عنه العونية، بيّد أن تفصيل الانتخابات على مقاس الطوائف، وتحوّل عملية الانتخاب إلى اختصاص للطائفة وفق فلسفة فصل الاختصاصات، فهذا سيضع حكماً الفريق المسيحي، الذي اختاره المسيحيون ليمثلهم، للعمل ضد (وليس مع) الفريق المسلم، الذي اختاره المسلمون لتمثيلهم. في لبنان ما قبل الحرب الأهلية، تخصص المسيحيون في جرّ البلد نحو خيارات غربية في السياسة وفي طرق العيش، فيما انهمك المسلمون في سحب البلد نحو خيارات عروبية ثورية وما يواكبها من قيّم وسلوك. والظاهر أن مشكلة البلد تكمن في كونه تعايشاً بين مختصين واختصاصات. وفيما تتبنى السُنيّة السياسية (تيار المستقبل) شعار «لبنان أولاً»، وهو بالأساس خيار تقليدي مسيحي، تخلى مسيحيون آخرون عن شعارهم التاريخي هذا، ومالوا إلى خيارات العروبة والمقاومة والممانعة، فيما يعكس تبدلاً جذرياً في خيارات و «اختصاصات» الطوائف.

سقوط لبنان في هاوية «الأرثوذكسي» ينزع صفة المواطنة عن المواطن ويحيله فرداً في أفواج «المؤمنين». يحرم «الأرثوذكسي» المسلم من التعبير عن تقديره لكفاءات مسيحية عبر صندوق الاقتراع، كما يحرمه من إبعاد من لا يمتلك تلك الكفاءات والعكس صحيح. يدفع «الأرثوذكسي» الناخب المسيحي كما الناخب المسلم إلى الاندفاع آلياً لاختيار صاحب الصوت الأعلى واللهجة المتطرفة طالما ان الأمر نزالٌ نديٌّ وليس طقساً لخلق قيادة واحدة لبلد واحد. يوم الانتخابات وفق «الأرثوذكسي» هو عملية انتاج لبنانيّن ومشروعيّن وسياقيّن (خارج الاختصاصات). «الأرثوذكسي» قانون يخجلُ منه اللبنانيون الأوائل المؤسسون للكيان. وهو التفاف على «الطائف» الذي أنهى الحرب الأهلية من أجل التحضير للحرب المقبلة. في سياق التناقض السُنّي الشيعي الراهن، هناك من المسلمين من يحنُّ إلى عهد المارونية السياسية وأيام ما سمي بالإمتيازات المسيحية لعلّها اذا ما عادت تكون مرجعاً تسووياً للشيعة كما للسُنّة. بيّد أن «الأرثوذكسي» سيُدخِل المسيحيين حكماً في تناقض مع ذواتهم ويرفعُ من حدّة تنافسهم، وبالتالي تناحرهم، ويجعلهم يستجدون مرجعية تسوية لدى المسلمين. في هذا مخاطرة في الإنتقال من وصاية مقتوها إلى وصاية يسعون اليها.

 

الأسد حوّل مدينة حلب إلى محرقة للأطفال

علي الحسيني/ موقع 14 آذار

الداخل إلى مدينة حلب أو الخارج منها حتى، لا يشغله أصوات الرصاص والقذائف بقدر ما يشغله إحصائ عدد الجثث الملقاة على جانبي طرقاتها الرئيسية وحتى الفرعية، الامر الذي دعا البعض إلى تشبيه هذه المدينة بمدينة ليننغراد الروسية التي حاصرها جيش هتلر لمدة 872 لتضع بعدها الحرب أوزارها مُسفرة عن مقتل أكثر من 50000 مدني معظمهم من النساء والأطفال.

في حلب لا يذهب الأطفال إلى المدارس بعد أن حوّلها النظام السوري إلى معتقلات، أما ما تيقّى منها فقد حولتها صواريخ طائرات الميغ إلى ركام لا يُصلح إلا لردم القبور وتشييد المتاريس وقد يصح القول أن ما دمرته ألة النظام السوري من حجر فقط، كفيل بتحرير إسرائيل على يد أبطال الإنتفاضة، علماً إن طائرات الميغ هذه لم يُلحظ تحليقها في الأجواء سوى مرّتين فقط لا غير، الأولى في العام 1989 يوم أغارت على قصر بعبدا فكانت سبباً لهروب ميشال عون إلى ملجأ السفارة الفرنسية، والثانية ما يشاهده العالم اليوم من قصف ونسف للسواحل السورية وقُراها.

ماراثون سوريا نحو السماء، العنوان الأبرز للسباق الذي يجريه الطلاّب السوريين تحت أعين أمهات أضناها فراق الزوج والأبناء فقررن توجيه رسائل شفوية إلى رب يشكّن اليه مصائب حلّت بهن، ويفوضونه أمرهن ويسألونه الرحيل إلى جواره ليكونوا إلى جانب أطفال سُرقت أحلامهم وذكرياتهم من بيت كانت تزيّنه موقدة حطب لطالما جلسوا حولها يتدفئون بحكايا جدّة أحدّثتهم فيها عن ثوار يُشبهون سلطان باشا الأطرش ويوسف العظمة قارعوا المحتل ودحروه خارج أسوار الوطن، فكانت تشرد أذهانهم وتأخذهم إلى حلم يوم ينتصرون فيه على جلاّدهم وقاتلهم ويمكنّهم من العودة إلى مقاعد دراستهم.

مصير الشعب السوري يتوقف عند المعارك الشرسة التي تشهدها مدينتي حلب ودمشق. الكلام للرئيس السوري، وهو يعني ان لا امن ولا أمان لأطفال سوريا على هذه البقعة من الأرض، فترجمة الكلام هذا، يأتي على أرض الواقع من خلال المشاهد المرعبة لأجساد الأطفال والنساء والرجال المتفحمة المنتشرة في أزقة المدينتين وضواحيهما، لكن في موازاة حديث الأسد، يمكن القول أن الثوار لن يألوا جهداً لتحقيق حلم الأطفال في نصر عزموا على رفع بيارقه في سماء الأمة العربية التي عجزت جامعتها عن كف يد الظالم.

الوضع في سوريا لم يعد يُطاق بعد أن إزدانت طرقاتها بالشهداء الذين توزعت صورهم على أعمدة النور وشرفات المنازل، وما يزيد من صعوبة الأوضاع هناك، هو الإنطباع الذي عاد به أحد السياسيين المعتادين على زيارة سوريا بإستمرار، فيروي ضمن مجالسه الخاصة حجم الدمار الذي رأه بأم عينه ومدى الخوف والذعر اللذين شاهدهما في عيون المواطنين. فيخبر الأتي: لدى وصولي الأراضي السورية، أبى احد ضباط المخابرات إلا أن يُرسل معي عنصرين بهدف حمايتي من أي مضايقة قد أتعرّض لها قبل أن أكتشف أن الهدف هو منعي من الإطّلاع ما يحدث في سوريا.

وجهة سير الزائر كانت مدينة حلب للإطمئنان على أصدقاء بحسب يقول، لكن في المعلومات أن من كان يقصدهم هم من الذين كانوا يؤمنون له المال بين الحين والاخر بتوصية من بعض رجالات نظام الأسد، لكن هؤلاء الأشخاص المنتمون إلى عائلة واحدة قُتلوا على يد النظام ذاته بعدما إنقلبوا ضده وقرروا دعم الثوار. وهنا يروي الزائر كيف كان سائق سيارته يدوس على معظم الجثث المنتشرة كحبات الفطر داخل أحياء حلب مثل السليمانية والسيد علي وحي مساكن هنانو وغيرها من المناطق التي كانت تقتظ عادة بالسكان، وعندما أعترض ا على تصرفه هذا أجابه العنصر الأخر "ماشي سيدي هنّي مو حاسّين بشي".

يعود الزائر أدراجه، لأن الوصول إلى حيث يريد ليس بالأمر السهل فأصوات القذائف والرصاص بدأت تُسمع عن قرب وبعد قليل قد تحلّق طائرات الميغ مجدداً لترمي صواريخها بشكل عشوائي، وطريق العودة من حلب لم يكن مغايراً لطريق الذهاب بحسب الزائر، هي نهاية رحلة الموت، فهناك جثث على الأرض قد داس السائق مجدداً عليها وهو يقول " إذا كانوا ثوار الله يحرقهم، وإذا كانوا من الجيش الله يرحمهم"، "يا استاذ ما عدنا نعرف مين الشبيحة ومين النظاميين". حتى هؤلاء الذين كانوا ذات يوم مقربون من النظام السوري، تراهم يعودون من هناك بقصص تكاد تشبه الخيال، الجدّة لم تعد تروي لأحفادها قصص ما قبل النوم، فالعام الدراسي قد بدأ ومعه بدأ الأطفال بالوصول باكراً إلى السماء على أن تكون الحصة الأولى بعنوان "الأسد حوّلها إلى محرقة للأطفال".

 

تؤكد على أن القاعدة العسكرية لا تدخل في إطار تحقيقات المفتشين/ إيران تشترط أن تتم زيارة «بارتشين» ضمن اتفاق شامل مع الوكالة الذرية

لندن: «الشرق الأوسط» /رفضت إيران أمس طلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية القيام بزيارة سريعة إلى موقع «بارتشين» العسكري قرب طهران مكررة أن هذه المسالة تحل في إطار اتفاق شامل مع الوكالة. وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست إن إيران ترغب في التوصل إلى «اتفاق عام يعترف فيه (مسؤولو الوكالة الدولية للطاقة الذرية) بحقوقنا في الطاقة النووية المدنية وفي المقابل سنتخذ القرارات لتبديد قلقهم»، مكررا موقف طهران المعتاد منذ بدء المفاوضات مع الوكالة الدولية قبل سنة. وأضاف الناطق أن «إيران ستواصل تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضمن الإطار القائم أساسا»، مؤكدا بأن «الخطوات التي قام بها الطرفان يجب أن تكون متبادلة». والاثنين طلب مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو «مجددا من إيران السماح بدخول موقع بارتشين بلا تأخير، سواء تم التوصل إلى اتفاق حول مقاربة منظمة أم لا». وأضاف أمانو أمام مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا أن هذا الإذن «سيكون إجراء إيجابيا يساهم في إبراز رغبة إيران بالتعاون» مع الوكالة. وتشتبه الوكالة في أن إيران أجرت في هذا الموقع تجارب تفجيرات تقليدية يمكن تطبيقها في المجال النووي، الأمر الذي تنفيه طهران. واتهمت الوكالة إيران بإخفاء أي أثر لذلك من الموقع مستندة إلى صور مأخوذة من أقمار صناعية. وترفض طهران أي زيارة في الوقت الراهن معتبرة أن هذه القاعدة العسكرية الواقعة شرق طهران لا تدخل في إطار تحقيقات مفتشي الوكالة. وحتى الآن كان الدخول إلى «بارتشين» مدرجا في المفاوضات حول اتفاق على «مقاربة منظمة» يوسع إمكانات مفتشي الوكالة في الوصول إلى مواقع ووثائق وأشخاص قادرين على مساعدتهم على تحديد طبيعة البرنامج النووي الإيراني. وخاضت إيران والوكالة الذرية سلسلة محادثات منذ بداية 2012 كان آخرها في منتصف فبراير (شباط) لكن من دون التوصل إلى اتفاق حتى الآن.

 

هل يزور رئيس وزراء مصر، قنديل الأسد؟

طارق الحميد/الشرق الأوسط

يبدو أن الإخوان المسلمين بمصر يتعاملون مع المنطقة وفق مبدأ «عدو عدوي صديقي» حيث زار رئيس الوزراء المصري العراق مصطحبا بمعيته وفدا مصريا كبيرا، وتأتي هذه الزيارة بعد زيارات متعددة وعلى مستويات مختلفة بين مصر وإيران! بالطبع لا أحد يريد رسم سياسة مصر الخارجية، لكن القضية هنا قضية مصالح، سواء للعرب أو للمصريين، فعلى مصر أن تختار ليس بين إيران ودول الخليج، مثلا، بل بين أن تكون بصف إيران وحلفائها، أو أن تقف القاهرة مع الاستقرار والانفتاح، ومراعاة الأمن القومي العربي الذي تهدده إيران بدعمها للأسد، وتدخلها في اليمن، والبحرين، ودول الخليج، ولبنان، والعراق. فهل السياسة الإخوانية تقوم الآن على المقايضة، ومن باب «عدو عدوي صديقي»، أي أن الإخوان يقولون للعرب، والمنطقة، سايرونا أو إننا سنلجأ لإيران وحلفائها؟ وهنا لا يمكن إحسان الظن، ومن باب أن إخوان مصر يحاولون انتهاج سياسة تصفير المشاكل، خصوصا أنها قد فشلت ولم تفد تركيا إطلاقا، والدروس علمتنا أن من يحاول تجاهل أزمات المنطقة، أو استغلالها بتباسط، سينتهي ضحيتها حيث ستلاحقه الأزمات لعقر داره، طال الزمان أو قصر، وهذا ما تعلمه الأتراك اليوم!

المؤسف أنه بدلا من أن يسعى إخوان مصر جديا لتطمين الجميع عبر رأب الصدع في مصر نفسها، وجمع الفرقاء، خصوصا أن القلق في مصر طال حتى السلفيين الذين باتوا يحذرون من أخونة الدولة، نجد أن الإخوان يعززون علاقتهم بإيران وحلفائها، وهذا ما حذر منه العقلاء مطولا! فها نحن نرى الترحيب الإخواني المبالغ به بالإيرانيين، ونرى رئيس الوزراء المصري بالعراق، وبالوقت الذي تقوم به قوات المالكي بقصف الجيش السوري الحر، وهذا ليس كل شيء، بل إن العراق أعلن عن توصل لاتفاقية حول الديون بين البلدين، مما يعني مكافآت المالكي بالوقت الذي يتورط فيه بالدفاع عن الأسد، بل ورأينا كيف منع المالكي ضيفه المصري من الإجابة حتى على سؤال متعلق بأحداث الأنبار! يحدث كل ذلك والشعب السوري يئن من إيران والأسد والمالكي، وحزب الله، وهو ما يدفع المتابع للتساؤل: هل مصر العروبة مع العرب أم مع إيران؟ وهل يجوز أن تخرج مصر المالكي من عزلته بينما هو يقمع جل مكونات العراق، أم أنه لا ضير بذلك، خصوصا أن هذا ما يفعله الإخوان بمصر؟ وهل يعتقد الإخوان، مثلا، أن المنطقة، وعربها، يكتفون فقط بالتصريحات، وعلى غرار ما فعله الرئيس المصري حين هاجم الأسد في إيران، وصورت تصريحاته وقتها على أنها بمثابة الفتح العظيم بينما تعارض مصر التدخل الخارجي في سوريا، ويقول المالكي إن مواقف بغداد والقاهرة متطابقة حول سوريا، مما يدفع لسؤال آخر مخيف وهو: طالما أن الإخوان ينتهجون مبدأ «عدو عدوي صديقي» بالمنطقة، فهل نتوقع أيضا زيارة قنديل للأسد؟ يبدو أن كل شيء جائز لدى الإخوان!

 

نديم الجميل: لا أستغرب كلام كونيللي عن الانتخابات والدولة في انهيار كامل

أكد النائب نديم الجميل في حديث لإذاعة الشرق أن "توقيع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة على مرسوم دعوة الهيئات الناخبة أمر متوقع وإجرائي، وليس أمرا سياسيا وهما قاما بأعمالهما القانونية والدستورية، وهما بحاجة لتسيير أمورهما وإجراء الإنتخابات في موعدها. وإذا لم يتفق مجلس النواب على قانون جديد أو إذا كانت القوى السياسية تحاول تعطيل الإنتخابات لأنه ليس من مصلحتها أن تبقى الأمور على ما هي عليه اليوم، أو إذا ما كان البعض يريد الفراغ النيابي لتحمل الحكومة مسؤولياتها كاملة وخاصة التشريعية فهذا أمر آخر".

ولفت إلى أن "توقيع المرسوم أمر طبيعي"، معلنا "رفضه إجراء الإنتخابات على أساس قانون ال 60 لأن مدته انتهت أصلا وكذلك المشروع الأرثوذكسي"، مضيفا أن "تأجيل الإنتخابات غير مقبول كليا. يمكن التأجيل شهر أو اثنين وليس أكثر حتى تجري الإنتخابات بطريقة صحيحة. أما تأجيل الإنتخابات لأكثر من هذا الوقت فمعناه إلغاء الإنتخابات في لبنان وتكون هذه حادثة خطيرة جدا وضربة للديمقراطية وللحريات في لبنان وهذا لا نقبل به".

وعن قول النائب نبيل نقولا إنه كان يجب دعوة نواب الكتائب والقوات الى اجتماع أمس قال النائب نديم الجميل :"لا يحاول أحد أن يخرب بين مكونات 14 آذار ولا يجرب أحد أن يفرق بيننا وبين حلفائنا، متابعا القول :"يمكن في فترة من الفترات توافقنا مع التيار الوطني الحر بتبني القانون الأرثوذكسي ولكن هذا ليس معناه أننا نجلس معهم على نفس الطاولة ونكون في نفس الخانة في وجه حلفائنا وهذا مرفوض كليا"، ومنبها من انهم "إذا استطاعوا أن ينالوا منا في مكان ما بالقانون الأرثوذكسي فلا يفكرون بالذهاب أبعد من ذلك ولا أن يجرونا الى موقع آخر".

وعن التوصل الى قانون انتخابي موحد داخل 14 آذار أجاب النائب الجميل :"لسنا بعيدين أبدا عن تفاهم معين أو أي تقارب معين بين أفرقاء 14 آذار خاصة إذا ما نظرنا الى التمثيل الصحيح وأن التواصل قائم من أجل قانون يبني للأجيال المقبلة يستطيع أن يقرب بين اللبنانيين وليس مثل القوانين المطروحة من قبل 8 آذار"، معتبرا "القانون الأرثوذكسي بأنه يفرق بين النائب والناخب ويأتي بمحادل أكثر وهذا غير مقبول".

وعما إذا كان يخشى من انهيار أمني واسع، قال :"إن الوضع الراهن يبرهن عن انهيار كامل للدولة وللحكومة وليس باستطاعتهم ضبط أي شيء لا الأمن ولا الإقتصاد ولا السياسة ولا الحدود ولا الأمور الإجتماعية ولا الحياتية. وإن الأمور الأمنية التي تظهر بالبلد أكان الخطف ما هو إلا نتيجة مباشرة للانهيار الأخلاقي والسياسي والأمني الموجود بالحكومة التي قررت أن تنأى بنفسها، ولكن ليس عن التدخل بشؤون بسوريا ولكن تنأى بنفسها عن أمور المواطن عن سلسلة الرتب والرواتب وعن الحدود، هذا كله يبرهن أن الدولة منهارة. إننا بحاجة لحكومة جديدة تحمل نفس المواطن".

واعتبر "أن سياسة النأي بالنفس هي الى جانب النظام السوري وقد برهن فريق 8 آذار وبخاصة حزب الله على ارتباطه الوثيق وانغماسه العميق مع النظام السوري في الدفاع عنه مما جعل الصراع ينتقل من الداخل السوري الى الداخل اللبناني بتحويل عناصر حزب الله الى شهداء الجهاد وهذا أكبر تدخل ممكن أن يعيشه اللبنانيون في سوريا وهو أمر مرفوض لأنه سيؤدي الى انفصام كامل بين مكونات اللبنانيين".

وتعليقا على إضراب هيئة التنسيق النقابية، أسف النائب الجميل ل "توجه كل الأحاديث نحو السياسة وقانون الإنتخاب ولا أحد يسمع موضوع سلسلة الرتب والرواتب أو على صعيد المدارس أو على صعيد السياسة أو على صعيد الإقتصاد أو الإجتماع"، متسائلا عن "عدم صراخ الناس حتى الان تعبيرا عن وجعهم القاسي"، مؤكدا أننا "سندفع ثمن هذا الوضع في ظل الحكومة المقبلة وستكون القضايا الشائكة قنبلة موقوتة بين أيديها للعمل على معالجتها".

وردا على سؤال يتعلق بدعوة السفيرة الأميركية مورا كونيللي الى إجراء الإنتخابات وفق أي قانون قال النائب نديم الجميل: "لا أستغرب هذا الموقف ففي العام 2005 كان هناك أيضا إصرار من السفراء الأجانب على إجراء الإنتخابات للحفاظ على نظامنا الديمقراطي لأن التأجيل سيؤدي الى انهيار هذا النظام وانهيار الدولة وكل ما تحقق في ال2005".

وختم الجميل :"أنا ماض في حملتي الإنتخابية التي ستتفعل مع التوصل الى اتفاق على قانون الانتخاب".

 

نعيم قاسم:اهانة كبيرة للبنان رسم مساره القانوني بتوجيهات من السفيرة الاميركية

وطنية - أكد نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، في كلمة القاها في احتفال لمناسبة إصدار كتاب "ميس الجبل من القهر إلى الفخر" في قاعة رسالات في بلدة ميس الجبل، ان "إسرائيل اليوم هي المجرم الأول في العالم، وهي الإرهاب الأول في العالم، ولو كانت هناك جوائز توزع للإرهاب لنالت إسرائيل الجائزة الأولى، لأن كل أنواع البشاعة والظلم والقهر ترتكبه إسرائيل يوميا مع الشعب الفلسطيني صاحب الأرض المقدسة. مع ذلك نرى أن الدول الكبرى تراعي إسرائيل وتقدم لها الدعم والإمكانات وتحميها من أعمالها وارتكاباتها، وتحافظ على امتلاكها لـ 400 رأس نووي، وتعمل على أن تضيق مساحة عمل مجلس الأمن في كل ما يتعلق بإسرائيل، فلا تدان إسرائيل على جرائمها، ولا تصدر كلمة واحدة تزعج خاطر إسرائيل، لتعطينا النموذج عن مجلس الأمن الأمريكي الإسرائيلي المنحاز الذي لا يراعي كرامة الإنسان وحقوقه".

اضاف: "إسرائيل المحتلة التي تعبث في الأرض وتزيد من احتلالها في القدس الشريف، وكذلك في منطقة الضفة الغربية، وتوسع مستوطناتها وتزيد الخناق على الفلسطينيين، وترتكب أبشع الأعمال ضد الفلسطينيين العزل، وقتلت الشهيد عرفات جرادات في سجنه، وتحاول أن تضيق على آلاف السجناء في الكيان الإسرائيلي الغاصب، والعالم المستكبر ينظر من دون شفقة ولا رحمة ولا أخلاقية ولا إنسانية".

وتابع: "إسرائيل هذه هي مشكلة البشرية في القرن الواحد والعشرين كما كانت في القرن العشرين، وإسرائيل هذه هي المرض الذي ينعكس على كل منطقتنا، وهي الألم الذي لا يغادر منطقتنا، وهي الفوضى والتخريب الذي يحل بمنطقتنا، وهي أكبر ضرر لمستقبل أجيالنا. إسرائيل غدة سرطانية بكل ما للكلمة من معنى، ولكن للأسف بدل أن ينظر إليها العرب والمسلمون في العالم بأنه أولوية المواجهة هي لإسقاط إجرامها وعدوانها يتلهون بأمور جانبية، أو في الداخل بعيدا عن المواجهة معها، لتتفرج إسرائيل على كل المشاكل التي تحصل في مناطقنا وهي مرتاحة وآمنة ومطمئنة بسبب التخريب الذي يحصل في البلدان المختلفة".

وقال: "كنت أود أن أسمع من أولئك المتحمسين لما يجري في سوريا، ويبذلون الدماء والمهج، ويطلقون التصريحات العنترية التي تتحدث عن كرامة وعزة، أن أرى صحيفة أعمالهم في مواجهة إسرائيل، هي صحيفة فارغة وليس فيها كلمة واحدة، بل ليس فيها حرف واحد. كنت أتمنى أن أسمع من تلك الدول التي تدعي أنها تعمل لحقوق الإنسان، ماذا فعلت لحقوق الإنسان في فلسطين، في الوقت الذي تخرب بلدانها باسم حقوق الإنسان، وتتدخل في بلداننا باسم حقوق الإنسان، ولكن النتيجة هي أن يريحوا إسرائيل ويقلقوا شعوبنا ومنطقتنا".

وسأل: "ماذا تخسر أميركا اليوم في المواجهات التي تجري في المنطقة العربية بشكل عام؟ أميركا لا تخسر شيئا، إنما تعد عدد الضحايا، وتطلق البيانات التي تعطي النصائح عن بعد، وتضغط لرسم سياسات تصب لمصلحة إسرائيل، وتبكي بكاء التماسيح، وفي نهاية المطاف لو دمرت سوريا، واليمن، ومصر، وليبيا، والبحرين، وسقطت الضحايا والخسائر بالمئات والآلاف فلا شيء يكلف أمريكا إلا الضغط بما يحول الأمور نحو النتيجة التي تخدم المشروع الإسرائيلي. بالله عليكم، ألا يفترض أن تعيدوا اتجاه البوصلة نحو إسرائيل؟ لماذا لا تذكروا العالم بخطر إسرائيل؟ بتنا نسمع من إسرائيل حرصا على الإنسان العربي في بلده، وأنها تراقب عن كثب ما الذي يجري في سوريا وفي غيرها من البلدان لترى إذا كانت شعوب المنطقة تحصل على حقوقها أم لا، هذه مهزلة العصر الحديث بأن تصبح إسرائيل شهادة الأخلاق، وهي الأسفل أخلاقا، وهي التي لا تملك لا ضميرا ولا إنسانية ولا استقامة".

وأكد قاسم "أن توجيه الأنظار دائما إلى إسرائيل هو الحل، لأن كل مصائبنا في المنطقة من إسرائيل، كل الاحتلالات التي حصلت في منطقتنا من تداعيات الوجود الإسرائيلي، كل التخريب في اقتصادنا بسبب إسرائيل، كل الفتن التي تحصل فتشوا عنها فستجدون أن إسرائيل وراءها، كل الأزمات السياسية التي نعاني منها هي أزمات بين من يؤيد مشروع إسرائيل وبين من يرفض مشروع إسرائيل، صحيح أن من يؤيد مشروع إسرائيل لا يجاهر لأنه يخشى من هذه اللعنة، ولكن سلوكه بالكامل بتصريحاته ومواقفه وأدائه كلها إسرائيلية بالكامل وإن لم ينطق بكلمة إسرائيل".

وقال: "ما هو الصراع الموجود اليوم في المنطقة؟ هو صراع بين مشروع المقاومة وبين مشروع أميركا وإسرائيل، هذا هو العنوان العريض، وكل المسائل الأخرى تفاصيل، راقبوا أي تفصيل من التفاصيل ستجدون أنه يصل في نهاية المطاف إما إلى خدمة مشروع المقاومة وإما خدمة مشروع إسرائيل. مساكين أولئك "الأدوات" الذين يعتقدون أن لهم مشروعا مستقلا قائما بذاته، هم أدوات بلا مشروع، وهم أدوات تسقط عندما ينوء المشروع بهم عبئا كما حصل مع "حسني مبارك" الذي هو جزء من المشروع الأميركي الإسرائيلي، وعندما وجدوا أنه يشكل عقبة ضحوا به لمصلحة استمرار مشروعهم، وهذا ما فعلوه في تونس مع "زين العابدين"، وهذا ما يفعلوه في كل أنشطتهم وأعمالهم ومواجهاتهم".

اضاف: "نحن ندعو إلى أن نفهم الأولوية وهي مواجهة إسرائيل، وقد بنينا مشروعنا في "حزب الله" على هذه الأولوية، وضحينا من أجلها بالكثير الكثير في لحظات وأوقات كان للتضحية المعنى الكبير في أننا أخذنا الاتجاه الصحيح لمستقبل أجيالنا، والحمد لله حصدنا الثمار، خرجت إسرائيل من لبنان سنة 2000 خائبة وهو نصر للمقاومة، وهزمت إسرائيل سنة 2006 بالحديد والنار والإرادة والطاعة لله والتضحية والجهاد والشهادة، وهذا إنجاز للمقاومة، واليوم رؤوسنا مرفوعة أمام كل العالم ببركة المقاومة، ولا يستطيعون تحويل مسار لبنان ليكون ساحة لهم كما يريدون ببركة المقاومة، المقاومة عز وشرف، وهذا من نتائج تحديد الأولوية باتجاه إسرائيل. ولذا ليس غريبا أن يكون العالم المستكبر مغتاظا من المقاومة، نعم، أميركا لا تطيق المقاومة ولا اسمها ولا رسمها ولا رجالاتها، إسرائيل تعيش حالة قلق ورعب من المقاومة، التي تفضحها وتكشفها وتسقطها وتكشف إرتكاباتها، لذلك من الطبيعي أن ينعتونا بالإرهاب وأن يحاولوا إيجاد رأي عام دولي ضدنا، وأن يسخروا وسائل الإعلام ضدنا، وأن يشنوا حملة على سلاحنا وعلى وجودنا وعلى مقاومتنا بعناوين مختلفة، هذا هو المشروع الأمريكي الإسرائيلي".

وقال: "لذلك من يفكر في الداخل أنه يتشاطر علينا أو على الناس فيستخدم ألفاظا مختلفة في الظاهر ومنسجمة بالمضمون مع المشروع الأميركي الإسرائيلي، نقول لهم: انتبهوا لأنكم عندما تعملون كجزء من المشروع الأميركي الإسرائيلي تخسرون أنتم أولا، ولا تراهنوا أن المشروع المقاوم سيخسر على أيديكم أو على أيدي غيركم، إذ عندما واجهنا إسرائيل أسقطنا مشروعها، فكيف يمكن لأدوات صغيرة أن تحقق المشروع الإسرائيلي، والمقاومة جاهزة وحاضرة ومستعدة".

واضاف: "الجدل اليوم قائم حول قانون الانتخابات، والفريق الذي يريد قانون الستين أو ما يعادله هو فريق اعتاد على الهيمنة وعلى الاستحواذ على المقاعد بغير وجه حق، وإلا تعالوا إلى قانون عادل والقانون العادل يتصف بصفتين، الأولى أن تشعر الطوائف المختلفة بأنها ممثلة وغير مغبونة، والثاني أن يكون التمثيل منسجما مع الحجم الشعبي الذي تملكه كل فئة أو كل جهة أو كل شخص، لكنهم لا يريدون القانون العادل، وسأكون صريحا: كل القوانين العادلة تجعلنا أكثرية، ويبدو أن هذه مشكلة لأنهم لا يريدون لنا أن نكون أكثرية، لذا يبحثون عن قوانين غير عادلة للمحافظة على مكتسبات تاريخية غير منصفة وغير عادلة ولا تمثل الواقع المعاش، إذا أردتم أن يكون النائب ممثلا للناس فليمثل حسب تأييد الناس له، هذا هو العدل والمقياس، لكن أن لا تقبلوا ذلك بحجج مختلفة فهذا أمر مرفوض".

وتابع: "يقولون الآن أن قانون الستين موجود، وأقول لكم أن قانون الستين غير موجود لا قانونا ولا سياسة. على المستوى القانوني عندما أرسلت الحكومة استشارة لهيئة التشريع والاستشارات تسألها عن التشكيل الهيئة العليا للإشراف على الانتخابات هل لها مدة زمنية أم لا؟ أجابت هيئة التشريع والقضايا منذ ثلاثة أسابيع بأن الهيئة العليا للإشراف على الانتخابات قيدت بزمان تشكيلها، وكذلك حدد لها زمان انتهاء بعد مرور ستة أشهر على إجراء الانتخابات، ولم يذكر القانون تشكيلا جديدا لهذه الهيئة أو طريقة جديدة لتشكيلها، ما يعني أن القانون هو لمرة واحدة بحسب ما أراد المشرع بدليل أنه لم يضع آليات للتكرار لمرة ثانية، وبالتالي قانون الستين ساقط قانونا. وأما سياسيا كل القوى السياسية تقول أنها لا تريد قانون الستين، إذا كيف يمكن أن ننفذ قانونا في البلد لا يريده كل الناس وكل القوى؟ لم أجد قوى سياسية إلى الآن دافعت عن قانون الستين، البعض بطريقة خجلة مرره ولكن الأغلبية الساحقة من القوى رفضته".

واشار الى اننا "عندما ذهبنا إلى الحكومة قررت الحكومة قانون انتخابات 13 دائرة على أساس النسبية، ونجح هذا القانون بالحكومة بأغلبية ساحقة، ولكن للأسف هناك قوى لا تريد أن تمرر قانون الحكومة، وبالتالي ليس له غلبة في المجلس النيابي يعني لا يوجد له أكثرية في المجلس النيابي، ماذا نفعل؟ فتشنا عن قانون آخر، وجرى التداول وتبين أن قانون اللقاء الأرثوذكسي له أرجحية، فقبلنا لأنه يحقق هدفي العدالة: هدف طمأنة الطوائف، وهدف التمثيل النسبي الذي يعطي كل ذي حق حقه، ولكن للأسف وجدنا حملة سياسية إعلامية ترفض المسار القانوني، وتحاول أن تضع عراقيل ضاغطة محليا وإقليميا ودوليا كي لا يمر هذا المشروع. قلنا فتشوا عن مشروع آخر ونحن حاضرون أن نناقش أي مشروع يمكن أن يحقق العدالة، وإذ بنا نفاجأ بالأمر الأميركي الذي أتى إلى لبنان بضرورة إجراء الانتخابات على أساس قانون الستين! وهذه مهزلة، وهذه إهانة كبيرة للبنان أن يرسم مساره القانوني بتوجيهات من السفيرة الأمريكية، كان يجب أن ننظر إلى الوطن بطريقة مختلفة، وأن نراعي العمل المشترك والموحد بشكل أفضل وأليق، لم يكن مناسبا أن تعطي الأمر "كونيللي" ثم ينفذ وتبدأ بعض الخطوات، هذه إهانة للدولة اللبنانية مهما كانت المبررات، كل الناس تقرأ وتسمع وكل الناس تحلل، ليس مهما أن يحلل الإنسان لنفسه إنما المهم ما هو الانطباع الذي يتشكل عند الناس".

واكد قاسم اننا "لا نعتبر أن مسار الستين بدأ"، وقال: "إذا كان هناك مسار للستين فهو مسار الدفن وليس مسار الإحياء أو الإنجاز. بالنسبة إلينا لا يوجد قانون الستين في لبنان، ونحن على أبواب الانتخابات ندعو إلى الإسراع لإقرار قانون انتخابات لتجري الانتخابات في موعدها على أساس قانون جديد، لأن قانون الستين غير صالح ومنتهي الصلاحية ولا نعتبر أنه القانون المنتظر الذي يمكن أن تجري الاستحقاقات على أساسه".

اضاف: "نحن اليوم ندعو شركاءنا في الوطن إلى التعاون ومد اليد للخروج من الآثار التي تأتينا من المحيط، ندعو شركاءنا في الوطن أن يلتفتوا بأن حماية الفتنة ورعايتها والسكوت عنها مشاركة حقيقة ستؤذي أصحابها أولا، وليس هناك مصلحة في أن يكون هناك فتنة في لبنان، ونحن نعلم أنه يوجد عقلاء من كل الأطراف يعملون ليل نهار لمنعها، ونحن نمد اليد إلى كل مانعي الفتنة ومواجهيها لينكشف صناعها ويوضع لهم الحد، والأمر لا يحتاج إلى تحليلات كثيرة في لبنان، اليوم لو أجرينا مسابقة: اذكروا أسماء خمسة أشخاص من رواد ورؤوس الفتنة في لبنان؟ فأنا أكيد أننا سنوزع الجوائز عليكم كلكم، لأن الأسماء معروفة، ولا يحتاج إلى نقاش من الذي يدعو إلى الفتنة ومن الذي لا يدعو إليها، وأقول أكثر من هذا ألا تكفي السنتان من الأزمة السورية ليكتشف البعض أن الشهرين تلو الشهرين لا يوصلان إلى نتيجة ولن يوصلا إلى نتيجة، حيث أن المراهنة على أن الأزمة السورية ستغير الواقع في سوريا وفي المنطقة خلال شهرين، واليوم مضت على الأزمة السورية سنتان وليس شهران وأصبحت عصية على كل المؤامرات التي يحيكونها ضد سوريا وشعبها، لذلك من يراهن أن تغيير الأوضاع في سوريا يحسن من شروطه في لبنان وفي موقعه السياسي فهو يبحث عن سراب، فالأفضل أن نعود إلى وطننا وأن نعمل معا ونعترف بوجود بعضنا وبحقوق بعضنا، وبضرورة تنمية بلدنا بعيدا عن التلاعب الذي يقوم به أولئك الذين لا يرحمون إنسانا ولا أرضا ولا شعبا".